الرسالة المحمّدية

1.3 دية لة المحملرسا ا النن كيف« : م بقو)ض( عائشة وه ال�سيدة يعا ين م ، س�أل ا632 سنةنورة سدينة ا ا )ص( ة الن بعد وفا ن آقه القر� لُ ن خ « : ؟ فقالت» )ص( عيش رسا و ية. يدعو إلهي الإرادة الية ع د يعيمل ان اللإن�ا اّ ق لّ ث هو ، ولفاضق ا خ أ ال مثال)ص( ن لقد دّ ن يرد ، تواضعه عظمة حلمه و اإلا ل يضاه ثره آة م�ادية. عظمنية و الروحا ا ب و تنا توازن عن لرساذه ا التوحيد. ه�اك زمرة ا و اح م�كيناكينا و �أمت م�لهم احي ال« : ا دا لنتا ة ا سائل و ك ضعف الو وع ، ونت عظمة ا اإذا« ، رسولة هذا اليا لعادي الم�ار غروا لل انلرجا من ا الكث. لحظ لمارت هكذا» د؟ّ مععا التارلت اء رجا من عظ ُ �انيا، رج، اإن �أ �أن يقارنّ ن يتجر لُ جّ ثة لعبقرية الريس الثقاي ا �أن تكون اليومكن ه ال ل بقي من تعاذا ه ، ومارجال ع م لّ ذا قد قدوة لنا؟ ما ربته ذاا ؟ وّ ي ين ذاا ، نت�اءل ين؟ احد و الع القرن الورجاللن�سبة ل لهام إ مصدرا ل اليوم ين اإّ ر م�سن ما يز)632-611( سنة ين س واحد وع �سيدهاره ال آ صدى رسالته و �ّ �أن دةّ ؤكقيقة ا ا تصلح ب الرؤية ال اإ هاّ ه تدعوتره ولطافة ح حدة �أفمته و �أبدا. قوةم تكن اّ قبول فاإنرضة �أو العا سواء لقيت ا وئن.كنه و ال ال الكون ، ب�ان و الإن د بعضّ تعبرا ب منن ي ، ا)ض(لفارن ا سل عندما س�أث ، يه �لمةائق م حق يللفه الت إن خا و الو لتثل ن لقد منوا آين � اّ اإن« : ية آ ال ، ف�أنزلن سل ع، فا�ستد ذ» ارّ الن من �أهل « : بعث ، فقال يوم ال ، عن مص هبانّ الر ية آ ال»ون نز ف و ل ل خو م وّ عند ربا فلهم �أجرل صا خر و آيوم ال و ال من آ من � ابئّ رى والصلنصادوا و اين ها و اة البقرة . من سور62 ناسب وع امة ا إقا ة اّ م رجاللقد ترك ل. لو �أو لنظرية اسيا لنظام س مر، أ حقيقة ال ، س يؤس الكررسول البد�أ الشورى. خذ أومية ، مع الم الييا لحياة ب ل س فيه دعاّ دينة ، �أسرف بعهد ا ا عّ وضع نص حسيا قوياسسدينة موقفا س ا رسول اإرة ال من و أ�سنة ال مي اللناس ا« : قائلت ، �أليس هو الجبا الوا ق وقو ا )�لم م و غ�لمم( يعا م بيلت�اوي حدة وا : الودع ا طوائف اشطن اسناية كأسس سواسعمل هذا الل ه من خّ يف. اإن�جد النبوي ال ممة صلوا إقا �سيحي من اران دْ وفِ ح ل ، عندما �أبعد من ذ لقد ذهب دة.ّ متعدمام �أب واحد و لكن �أ : ء اإخوة أنبيا الّ �أن منن يقو ق ماّ طبثا ا �أصلّ �أنّ ه يؤكدّ ، اإن من ذ ك أ واحد. � إ ان ائع ، الإف ال من اخت ّ لر ، تتلف ا مع ب ي الرابط اّ اإنه يوضلتقوى ّ مي اإل �أ ع لعر فضل ل« ، » من تراب دم آ دم و � آ من � ّ « ، عة �أفضل من �أخرىد ج ل توج هم واحد وّ الب جل تربوي من ه رّ . اإن با جاء اللرسا و ا)ص( رسولصية ال ّ تب الا م الكثمح ، و هناكذه بعض ا ه ق اإ خ أرم ال طبائعهم ورتقاء ب اإ- �لم م و غ�لم م- لناس اّ دى ، �انيةلإن فعم ول م أطراز ال ال» لحد ال هد اإ من ابوا الع اطل« : فقالب الع طل ععّ دعا و�ان ، و كذ قه الإنّ ق �أنكن م�ستوى �أعم الشهيد. من دّ نظره �أ عرفة و ا العّ �أن. ذ» ّ الص لو وبوا الع اطل« وسبعا س بوّ سبعا و �أد س لعبو« : ّ ج تربوي ا مّ دة ، اإنِ ّ د داغوجيةل نظرة بي بية من خّ لتية قصوى ل �أ لقد �أووصياتتم خص ّ جو و ي ب�أن ّ لص ، ي�مح ل مرحّسنوات لبع س مراحل ب�س عبج ا هذا اّ ، اإن»...سبعا س صاحبو وو. ل من مراحل ا مرحّ

description

الرسالة المحمّدية

Transcript of الرسالة المحمّدية

1.3

الرسالة المحمدية

بعد وفاة النيب )ص( يف املدينة املنورة سسنة 632 م ، س�أل اذلين مل يعارصوه ال�سيدة عائشة )ض( بقوهلم : » كيف اكن النيب

آن «. )ص( «؟ فقالت : » اكن خلقه القر�

لهية. يدعو و يعيش رساةل لقد اكن )ص( مثال الأخالق الفاضةل ، و هو ميثل حبق الإن�ان الاكمل اذلي يعمتد لكية عىل الإرادة الإ

ل عظمة حلمه و تواضعه ، اكن يردد آثره ل يضاههيا اإ التوحيد. هذه الرساةل يه عنرص توازن و تنامغ بني الروحانية و املادية. عظمة م�

دامئا : » اللهم احيين م�كينا و �أمتين م�كينا و احرشين يف زمرة امل�اكني «.

ذا اكنت عظمة املرشوع ، و ضعف الوسائل و كرثة النتاجئ يه الكثري من الرجال انهبروا للم�ار غري العادي حلياة هذا الرسول ، » اإ

ن�انيا، رجال من عظامء رجالت التارخي املعارص مع محمد؟« هكذا لحظ لمارتني. املقاييس الثالثة لعبقرية الرجل مفن يتجر�أ �أن يقارن، اإ

نت�اءل ، مباذا اكن يمتي؟ و ملاذا جتربته يه قدوة لنا؟ ماذا قدم لرجال عرصه ، وماذا بقي من تعالميه اليت ميكن �أن تكون اليوم

لهام ابلن�سبة لرجال القرن الواحد و العرشين؟ مصدرا لالإ

اليوم اإىل م�سمترين يزالان ما )632-611( سسنة وعرشين واحد يف �سيدها اليت آاثره � و رسالته صدى �أن يه املؤكدة احلقيقة

نا مل تكن هممةل �أبدا. قوة لكمته و حدة �أفاكره ولطافة حمكته تدعوان لكها اإىل الرؤية اليت تصلح بني و سواء لقيت املعارضة �أو القبول فاإ

الإن�ان والكون ، بني الكنه و الاكئن.

ن خالفه التزنيل يف حقائق م�لمة دليه ، مفثال عندما س�أهل سلامن الفاريس)ض( ، اذلي اكن منهبرا بتعبد بعض لقد اكن ميتثل للويح و اإ

آمنوا ن اذلين � الرهبان ، عن مصريمه يوم البعث ، فقال هل : » مه من �أهل النار«، فا�ستد ذكل عىل سلامن ، ف�أنزل هللا الآية : » اإ

آمن ابهلل و اليوم الآخر و معل صاحلا فلهم �أجرمه عند ربم و ل خوف و ل مه حيزنون« الآية و اذلين هادوا و النصارى والصابئني من �

62 من سورة البقرة .

قامة املرشوع املناسب الرسول الكرمي مل يؤسس ، يف حقيقة الأمر، لنظام سسيايس �أو لنظرية ادلوةل. لقد ترك للرجال هممة اإ

حلياهتم اليومية ، مع الأخذ مببد�أ الشورى.

مي ال�سنة الأوىل من جهرة الرسول اإىل املدينة موقفا سسياسسيا قواي حني وضع نصا عرف بعهد املدينة ، �أسس فيه دعامئ للحياة بني

طوائف اجملمتع املدين : الوحدة والت�اوي بيهنم مجيعا )م�لمني و غري م�لمني( يف احلقوق و الواجبات ، �أليس هو القائل : » الناس

سواسسية كأسسنان املشط «.

نه من خالل هذا العمل قامة صلواهتم ابمل�جد النبوي الرشيف. اإ لقد ذهب �أبعد من ذكل ، عندما مسح لوفد جنران من امل�سيحيني ابإ

خوة : هلم �أب واحد و لكن �أهماهتم متعددة. املثايل طبق ما اكن يقوهل من �أن لك الأنبياء اإ

نه يؤكد �أن �أصل هل واحد. �أكرث من ذكل ، اإ نه يوض الرابط اذلي جيمع بني خمتلف ادلايانت ، ابلرمغ من اختالف الرشائع ، الإميان ابإ اإ

ل ابلتقوى «. آدم من تراب « ، » ل فضل لعريب عىل �أجعمي اإ آدم و � البرش لكهم واحد و ل توجد جامعة �أفضل من �أخرى ، » لكمك من �

من تربوي رجل نه اإ با. جاءان اليت الرساةل و )ص( الرسول تبني خشصية اليت مهنا الكثري هناك و ، املالمح بعض هذه

اإىل الأخالق مباكرم و بطبائعهم الارتقاء اإىل - م�لمني غري و م�لمني - الناس لك اندى ، ابلإن�انية مفعم الأول الطراز

» اللحد اإىل املهد من العمل اطلبوا « : فقال العمل طلب عىل جشع و دعا كذكل و ، الإن�ان حيققه �أن ميكن م�ستوى �أعىل

و » اطلبوا العمل و لو يف الصني «. ذكل �أن العمل و املعرفة يف نظره �أمه من دم الشهيد.

سسبعا �أدبومه و سسبعا لعبومه « : يح تربوي مهنج نا اإ ، دة جمد بيداغوجية نظرة خالل من للتبية قصوى �أمهية �أوىل لقد

ن هذا املهنج املبين عىل مراحل ب�سبع سسنوات للك مرحةل ، ي�مح للصيب ب�أن يمنو يف جو حيتم خصوصيات و صاحبومه سسبعا...« ، اإ

لك مرحةل من مراحل المنو.

2.3

يف املرحةل الأوىل : يتك الصيب يمتتع حبريته فيتذوق اللعب الصبياين دون معوقات قد تؤثر عىل تكوين خشصيته.

طار مناسب لتبية صارمة ، �أما املرحةل الثالثة فت�مح هل ابملشاركة يف تكوين رجوةل م�ستعدة ملواهجة و يف املرحةل الثانية : يمت وضع اإ

احلياة ، هو يف هذه املرحةل مراهق حمتم من طرف الغري و حيتم الآخرين ، لأنه وقتئذ ليس ابن �أو بنت وادليه و لكنه صديقهام.

لقد دعا هذا الرسول الكرمي اإىل تعمل الرايضة للكبار من �أجل احملافظة عىل اجل�م ال�لمي ، �أما الصغار فقد دعا اإىل تعلميهم » الرماية

و ال�سباحة و ركوب اخليل «، بل لقد نظم و �ارك يف م�ابقات للجامل.

نه يف احلقيقة ننا بعيدون لك البعد عن تكل الصورة الاكرياكتورية لرجل منطوي عىل نف�ه ، معزول عن العامل ، متوجه للتعبد ، اإ اإ

ىل التوازن بني احلياة املادية و الروحية ، لهذا الغرض اكنت نصاحئه املتعلقة بنظافة اجل�م و حميطه �أساسا رسول الطريق الوسط ادلاعي اإ

للطب يف الإسالم و للمامرسة الطبية اليت سامهت من خالل التطور العلمي املذهل للحضارة الإسالمية بوضع �أسس الطب احلديث.

لهيا ، فنحن بعيدون يف هذا املقام ، ملا تعرضت هل املر�أة يف اجملمتعات الإسالمية فامي بعد من الأحاكم �أما ابلن�سبة ملاكنة املر�أة و نظرته اإ

امل�سبقة و اجملحفة ، مفن خالل موقفه متتعت الن�اء بنفس احلقوق والواجبات اليت يمتتع با الرجال ، ففي خطبة جحة الوداع �أكد عىل

هذه امل��أةل ت�أكيدا واحضا. ل ننىس �أنه يف تكل الفتة اكنت املر�أة عبارة عن مكل خاص بني يدي الرجل ، و مل تكن لها �أية حامية قانونية.

قامة عقد هو مبثابة اتفاقية عند الزواج لقد ذهب اإىل حتديد عدد الزوجات ، و متكيهنا من تعويض مادي يف حاةل الطالق ، ومسح ابإ

و مل يرد يف سريته العطرة �أن رفع صوته �أو يده عىل امر�أة ، و رمغ �أن الن�اء كن يف ذكل الوقت مع الرجال يف امل�جد يتلقون نفس

ل �أنه خصص لهن يوما خاصا يف الأسسبوع للحديث معهن يف املش�لك اليت ختصهن. التعالمي اإ

يف هذه النقطة ، القليل من املؤرخني �أكدوا عىل �أن التعلمي يف زمن النيب اكن واجبا عىل الرجل واملر�أة.

نه دليل قاطع عىل التعلمي املشتك ، �أمل الكثري من سالسل رواة احلديث تنهت�ي عند اإحدى زوجاته �أو عند حصابية عارصت النيب ، اإ

يقل : » خذوا نصف دينمك عن هذه امحلرياء « يقصد ال�سيدة عائشة )ض( ، بل ذهب اإىل حد الت�أكيد بقوهل : » اعدلوا بني �أبنائمك «

نه ، ابلنظر اإىل وضعية املر�أة يف اجملمتع املعارص امل�مل مازال دلينا مشوار طويل و يروى يف الأثر �أن لو اكن هل اخليار لفضل البنت ، اإ

قتداء ابلرسول )ص(. نت�اءل يف هذا املقام ، �أي تعالمي الرسول نتبع؟ لالإ

كيف ميكننا ، يف الوقت احلارض ، و من خالل هذا المك الهائل من املرياث اذلي وصلنا عرب الأجيال ، �أن مني حقيقة بني تعالميه

صىل هللا عليه و سمل وتكل اليت �أضافها �آخرون.

لقد قام بنو �أمية و العباسسيون و غريمه ، بوضع �أحاديث تصب يف مصاحلهم ، فاسستعملوا رجال ادلين من �أجل الاستيالء عىل ال�لطة

و ك�ب الرشعية.

لقد فكر رواة احلديث كثريا يف هذه امل��أةل الهامة منذ وقت طويل. ولهذا �أقاموا نظاما صارما يبد�أ من احلديث الصحيح اذلي رواه

الكثري من احملدثني وب�السل متعددة موثوق با اإىل احلديث الضعيف اذلي حيوم حوهل �ك حقيقي.

�أيدينا. بني اليت العرص وسائل ي�اعده يف ذكل علمي مهنج احلديث حتت ظالل علوم بعث عادة اإ اإىل ادلعوة عىل يشجعنا هذا

و مثلام اكن الرسول )ص( نف�ه يشجع العمل ، لن�أخذ الأسوة منه ، ذكل �أنه ليس ابجلهل و ل ابلتقليد ال�طحي ميكن �أن حنل هذه

امل��أةل.

لقد حان الوقت للخروج من الفكر الانغاليق اذلي عطل تفكري الأمة الإسالمية بغلقه ابب الاجهتاد مع اإضفاء طابع القدسسية عىل

عادة قراءة املرحةل الرائعة حلياة رسول الرمحة سسيدان محمد )ص(. ما تركه ال�ابقون ، علينا �أن ننظر اإىل التارخي نظرة موضوعية ت�مح لنا ابإ

لن�أخذ مثال احلديث اذلي يتلكم عن اجلهاد حيث يقول الرسول )ص( : » رجعنا من اجلهاد الأصغر اإىل اجلهاد الأكرب «، قيل ما اجلهاد

الأكرب اي رسول هللا؟ قال : » هجاد النفس «. �أمجع رواة احلديث عىل حصته ، و لكن ماذا بقي اليوم من معىن اجلهاد الأكرب؟

عادة ىل التدبر و اإ ن لكمة اجلهاد ليس لها من مفهوم سوى الرصاع �أو احلرب عند غالبية امل�لمني و غري امل�لمني. هذا يؤدي بنا اإ اإ

التفكري فامي قاهل صىل هللا عليه و سمل ب�أن اجلهاد الأصغر ، ابسستعامل ال�الح ، يعترب اثنواي ابلن�سبة للجهاد الأكرب ، اذلي ننترص فيه عىل

�أنف�سنا ضد �هواتنا و ابخلصوص ضد الرشور اليت ن�بهبا للآخرين. ) اليت يتجر�أ البعض اليوم عىل اعتبارها من تعالمي الرسول )ص( (.

3.3

�أجل هدف مثايل �أن نصارع من �أو احلرب امل�لحة. ميكننا القتال نا ل حتمل ابلضورة معىن فاإ نقول لكمة » هجاد « عندما

عن فكرة معينة ، ابلعمل �أو عن طريق املؤس�ات و القوانني ، و خصوصا عن طريق سلوك قومي انجت عن وعي متطور ميكن اكت�ابه

ذا اكنت اجملاهدة رضورية ومطلوبة دلى امل�لمني فذكل لأن الغاية يه الارتقاء اإىل النور و ليس الاست�الم ابجلهاد الأكرب. ذكل �أنه اإ

لأهوائنا و غرائزان احليوانية.

» لقد بعثين هللا خادما كرميا و مل يبعثين ظاملا جبارا « �أو كام قال صىل هللا عليه و سمل، يبني هذا احلديث اخلطوط اليت تظهر

عظمة هذا الرسول : اخلدمة و الكرم ، �أما الأحاديث اليت تظهر التكرب و الظمل فه�ي �أحاديث موضوعة من طرف �أانس لتربير ترصفاهتم.

نه يدعوان اإىل الأحد اذلي جيمع اللك ، و لكن عوض ليه سسيدان محمد )ص( واض و رصحي : اإ ن املثل الأعىل اذلي يدعوان اإ اإ

للعامل والكون. امل�سبقة ب�أفاكران املرتبط تصوران املبنية عىل معتقداتنا مثلنا و الإعامتد عىل فضلنا �ة املؤس الوحدة اإىل هذه الرجوع

ن �أوهامنا تنش�أ و تتغذى من احلوار امل�سمتر اذلي نقميه مع الثنائية الوجودية : اخلري و الرش ، احلياة و املوت ، اخلالق واخمللوقات اإ

ةل ، يه �قاوة تتحول مع الزمن اإىل حجمي حمقق. و احملص

نفس الإن�ان امل�جونة ، تمتزق بني عامل » تقليدي « يتطلع اإىل ماض مثايل و عالم » عرصي « يمتثل يف رغبة لمتناهية للامل

و ال�لطة. و لهذا ، �عورا ابذلنب ، ل جيد الإن�ان الإطمئنان يف حياته و ل يتوقف عن الإح�اس ابلأمل.

رادي : نعيد بناء ذواتنا عىل الفطرة ، »فطرة هللا اليت فطر الناس ن املهنج احملمدي يعطينا تصورا �آخر قامئ عىل اختيار حر و اإ اإ

علهيا« سورة الروم - الآية 30.

حقيقة ، ل ميكن لأي �أحد �أن يتنصل من الثنائية اليت تطبعه من عبقرية اخلري �أو عبقرية الرش اللتان تتجاذابنه ، كام ل ميكنه التنكر

آلهة همام �أوتيت من قوة �أن تنقذ الإن�ان ، املنقذ الوحيد هو : احلق �أو الاختفاء وراء سلوك مصطنع . ل ميكن لأي صناعة �أو حسر �أو �

احلق احلقيقي ، هذا القبس النوراين املطبوع يف اخللية الأوىل اليت انطلق مهنا وجودان ، يذكران يف لك حلظة و حني ابحلقيقة الأوىل اليت

له�ي فينا حيث نعترب الوعاء و امللج�أ املقدس ، » و نفخت فيه من رويح«. سورة احلجر - الآية 29 نه النفخ الإ ت�كننا : اإ

ذن ، و قبل لك يشء ، يف التحرر من الشكوك و احلقائق املصطنعة ، و من ليه املهنج احملمدي يمتثل اإ ن ال�لوك اذلي يدعوان اإ اإ

ما ابلنعمي املقمي �أو جبهن خادلون ، مع �أن النيب )ص( التدين الومهي و العاطفي ، و من تعصب �أهل ادلين اذلين قيدوا جناة الإن�ان اإ

يقول يف هذا املوضوع » يعوون �أهل اجلنة يف اجلنة كام يعوا �أهل النار يف النار« .

اإىل و ال�الم اإىل الوصول �أجل يتجه من �أين ىل اإ و املتال�سية؟ �أوهامه و املوروثة لإن�ان م�ست�أصل من حقائقه بقي ماذا

الطم�أنينة؟

ن التعلمي احملمدي » طريق الوسط « القامئ عىل الأمل و الرمحة يدعوان اإىل النباهة و اإىل اجلهاد الأكرب ، اإىل اجملاهدة ضد اخلوف اإ

نا دعوة اإىل الانبعاث من جديد كام يبعث العنقاء من الرماد و املوت ، �أمل يقل عليه الصالة و ال�الم » موتوا قبل �أن متوتوا «؟ اإ

تباع طريق التحقيق. ل ابإ و ل يمت ذكل اإ

الشيخ خالد عدالن بن تونسالنص األصلي بالفرنسية ، مترجم إلى العربية