الصحابة المعتزلون للفتنة الكبرى

الرحيم الرحمن الله بسم الموقع هذا على القائمين اإلخوة إلى

و تعالى الله رحمة و عليكم السالم بركاته

الدكتور مؤلفات من الكتب هذه إليكمشخصيا عنده من ، عالل كبير خالد

،و خارجه و الموقع في الفردية الستفادة و ، التجارية لألغراض استغاللها يجوز ال

و تعالى الله رحمة و عليكم السالم. بركاته

مواقف عن هادفة نقدية دراسات الصحابة

– ص– الكريم الرسول وفاة بعد

المعتزلون الصحابة الكبرى للفتنة

في دورهم و ، منها -مواقفهم– منها الحد

عالل كبير خالد الدكتور من اإلسالمي التاريخ في دولة دكتوراه-

الجزائر- جامعة

2التاريخية : المجلة الفسطاط

الطبعة البالغ دار األولى

-الجزائر- - - م2003ه/1424

اإلهداء


إكرام ابنتي إلىالكتاب هذا أهدي

الرحيم الرحمن الله بسمالمقدمة

السالم و الصالة و العالمين رب لله الحمد البحث هو : هذا بعد و ، الكريم الرسول على

عن هادفة نقدية دراسات سلسلة من السابع الرسول-عليه وفاة بعد الصحابة مواقف لدراسة خصصته قد السالم- . و و الصالة من لها لما ، للفتنة المعتزلين الصحابة مواقف في و ، حوادثها و للفتنة نظرتنا في بالغة أهمية

الصحابة كبار أدلة و مواقف على التعّرف من األولين السابقين من لها المعتزلين متزنة نظرة لدينا لتكون ، األنصار و المهاجرين


للفتنة المعتزلين من لكل ، صحيحة و شاملة و ، الكرام الصحابة من ، فيها الخائضين و

. أجمعين عليهم الله رضوان علميا منهجا هذا بحثي في اتبعت قد و

متونها و األسانيد نقد بين جمع ، موضوعيا في اجتهدت قد و ، الحديث أهل منهج حسب

تسمح ما حسب و ، المستطاع قدر به االلتزام في التصل التي التاريخية الروايات طبيعة به

األحاديث إليه وصلت ما تدوينها و ضبطها على ، ضبطا و تدوينا فائقة عناية من ، النبوية

. المتون و األسانيد مستوى حوادث كتابة إلعادة محاولة هو هذا بحثي و

، صحيح علمي منهج وفق ، الكبرى الفتنة مسارها في وضعها ،و األباطيل من لتنقيتها

لدى قبوال يجد أن أرجو .و الصحيح التاريخي أن . و سواء حد على المثقفين و المختصين

في الموضوعي العلمي للبحث أفاقا يفتح تعالى الله . و قضاياه و اإلسالم صدر تاريخ أن ،و الكريم لوجهه خالصا يجعله أن أسأل و إخراجه في سعى من كل و قارئه به ينفع

بحوث باقي إصدار إلتمام يوفقني أن ،و توزيعه كل على ،و مجيب سميع تعالى إنه ، السلسلة

. جدير باإلجابة ،و قدير شيء


عالل كبير خالد جامعي- -أستاذ

األول الفصل للقتال المعتزلون الصحابة

الفتنة في القتال من الصحابة مواقف تباين

: الفتنة في رضي– عفان بن عثمان الخليفة قتل لما ، قتلته أمر في الصحابة اختلف – عنه الله

أبي بن : علي الجديد الخليفة طالبت فطائفة في باإلسراع – عنه الله طالب-رضي

ثانية طائفة ،و القتلة هؤالء من االقتصاص جعلته و القتلة من باالقتصاص عليا طالبت هؤالء وافقت ثالثة طائفة و ، لمبايعته شرطا

الخليفة قتلة من االقتصاص ضرورة في


حتى تأخيره ضرورة ترى كانت لكنها ، الشهيد. 1 لتنفيذه الظروف تتهيأ

: طلحة الصحابيان مثّلها األولى فالطائفة الله رضي– العوام بن الزبير ،و الله عبيد بن

يعينهما أن علي من طلبا قد كانا و – عنهما يستجب لم فلما العساكر له ليجمعان واليين

استنفرا بها و المكرمة بمكة التحقا ، لهما الخليفة بدم للمطالبة جمعوهم و الناس

الطائفة . و 2عدوانا و ظلما المقتول الشهيد : معاوية مقدمتها في ،و الشام أهل هي الثانية

بن النعمان و العاص بن عمرو و سفيان أبي بن . 3عنهم- الله رضي– بشير

بن علي الخليفة فمثّلها الثالثة الطائفة أما و بن عمار ،و عباس كابن معه من و طالب، أبي

– عنهم الله الحسين،-رضي و الحسن ،و ياسر موقفه على أصر فإنه الخليفة هو عليا أن بما و ، المعارف مكتبة ، بيروت3ط ، النهاية و : البداية كثير ابن1

، النبوية السنة : منهاج تيمية ابن .و229 ،228 ص: 7 ،ج1981 و األمم الطبري: تاريخ .و1،2 ص: 3 ج ، العلمية المكتبة بيروت .703-702 ص: 2ج ،1991 ، العلمية المكتبة بيروت ، الملوك

كثير: المصدر ابن .و703 ص: 2 ج السابق الطبري: المصدر2. بعدها ما و230 229 ،228 ص: 7 ج السابق

القدسي، الدين حسام حققه ، الراشدون : الخلفاء الذهبي3 حققه ، النبالء أعالم سيّر .و331،ص: 1992 ، الجيل دار بيروت ط .و334 ص: 2ج ت، د المعارف دار مصر البجاوي، محمد . 91 ص: 3 ج1985 الرسالة، مؤسسة ، بيروت


استخدام على عزم ،و القصاص تأجيل في من يبايعه لم و خالفه من تجاه القوة

قراره أن لجنده أعلن ،و السابقتين الطائفتين أنه رآه رأي و شخصي اجتهاد مجرد هو هذا

أن يدع لم و ، الجماعة وحدة و الطاعة يحقق -عليه – الله رسول من سمعها نصوصا معه

. 1السالم- و الصالة اإلصرار ،و النظر وجهات في التباين فهذا

الثالث الطوائف جرا اللذان هما المواقف على رابعة طائفة ظهور إلى أدى مما ، االقتتال إلى

القتال عن بعيدا بنفسها نأت و الجميع اعتزلت عدم إلى الناس دعت ،و فتنة عدتّه ،و

ما و ؟ الطائفة هذه مثّل . فمن فيه المشاركة في عليها اعتمدت التي أدلتها و مبرراتها هي

. ؟ للفتنة اعتزالها للقتال المعتزلين الصحابة أشهر

: الفتنة في موقعتي في 2القتال الصحابة أكثر اعتزل

أبوا و ، ه37-36سنتي: في صفين و الجمل من فمنهم ، المسلمين دماء في يخوضوا أن

ابن .و390 ،389 ،388 ،329ص: الراشدون الذهبي: الخلفاء1 : تيمية ابن .و229،230 ،228 ص: 7ج السابق : المصدر كثير

. 121ص: 4ج ،و221 ،220 ،156ص: 3 ج السابق المصدر. الثاني الفصل أنظر ، الفتنة في الخائضين عن ،و عددهم عن2


اعتزلها من منهم ،و مطلقة عزلة الفتنة اعتزل منهم و ، اعتزالها إلى الناس دعوة في اجتهد و

المتنازعتين الطائفتين إحدى إلى انتسب من من منهم و ، الفتنة من كلية انسحب ثم

علي إلى انظم ثم صفين و الجمل في اعتزلها تعالى الله حمد من منهم و ، للخوارج حربه في

. يراها أن قبل بصره ذهاب على بن : سعد مطلقا الفتنة اعتزلوا الذين فمن

بن محمد ،و عمر بن الله عبد و ، وقاص أبي سعيد ،و األكوع بن سلمة ،و األنصاري مسلمة

أسامة ،و الرومي سنان بن صهيب ،و 1زيد بن ،و مغفل بن هبيب و هريرة، أبو ،و زيد بن

أبي بن سعد بن الله عبد و ، 2شعبة بن المغيرة حديج بن معاوية و ، العاص بن سعيد ،و سرح

،و 3 عجرة بن كعب و ، ثابت بن زيد و األمير، : فتح حجر ابن .و128 ص: 3ج ، النبالء أعالم الذهبي: سير1

، المعرفة دار ، بيروت ، الخطيب الدين محب حققه ، الباري . 42ص: 13ج ، ه1379

: تيمية ابن .و504 ،18 ص: 2 ج المصدر : نفس الذهبي2 مؤسسة ، م د ،1ط ، سالم رشاد محمد حققه السابق المصدر معرفة في : االصابة حجر ابن .و146 ص: 8 ج ، قرطبة

،1ط ، المنفعة تعجيل . و529 ،198 ص: 6ج الصحابة، . 429 ص: 1 ج ، ت د ، العلمية الكتب دار ، بيروت

حققه الحفاظ تذكرة .و445ص: 3 ج السابق : المصدر الذهبي3 ص:1 ج ه1415 ، الصميعي دار ، الرياض1ط ، السلفي حمدي


بن الله عبد ،و شراحيل بن ثمامة بن سليمان صيفي بن أهبان ،و سالم بن الله عبد ،و مغفل

عنهم الله - رضي1الغفاري عمرو بن الحكم ،و . -

: موقف الفتنة اعتزال في مواقفهم من و جاء فقد ، وقاص أبي بن سعد الجليل الصحابي

عن ، الرزاق عبد عن ، اإلسناد صحيح خبر في عن ،و السختياني أيوب عن ، راشد بن معمر ، تقاتل : أال لسعد قيل أنه ، سيرين بن محمد األمر بهذا أحق انت ،و الشورى أهل من فانك تأتوني حتى أقاتل : )) ال قال ؟ غيرك من

يعرف ، شفتان و لسان ،و عينان له بسيف أعرف أنا و جاهدت قد ،و المؤمن من الكافر مني خيرا رجل كان إن نفسي أبخع ال ،و الجهاد

))2

ج1412 الجيل دار بيروت ،1ط ، البر: االستيعاب عبد ابن .و30 ، الفكر دار بيروت،1ط األسماء النووي: تهذيب .و537ص: 2

. 254 ص: 1 ج1996 كثير: . ابن119 ص: 4ج ،و137ص: 3ج ، حجر: اإلصابة ابن1

: تحقيق أمحزون محمد .و234 ص: 7 ج السابق المصدر ، الرياض طيبة دار الرياض،3ط ، الفتنة في الصحابة مواقف الفكر دار بيروت :السنن ماجة ابن .و170 ص: 2ج ، ه1420

ص:2 ج السابق : المصدر الذهبي .و1309ص: 2 ج ،دت474 .


بن سعد أبناء أحد أن أخرى رواية في ورد و و إبلك في : نزلت لوالده قال ، وقاص أبي

فضرب ، الملك يتنازعون الناس تركت و غنمك : )) اسكت له قال و عمر ولده صدر سعد

وسلم- عليه الله صلى – الله رسول سمعُت الخفي الغني التقي العبد يحب الله :إن يقول

قال سعدا أن حنبل بن ألحمد رواية في . و1(( أن تأمرني الفتنة أفي بني : )) أي عمر البنه

إن سيفا أعطي حتى الله و ال ، رأسا أكون كافرا به ضربت إن ،و عنه نبا مؤمنا به ضربت

الله صلى– الله رسول سمعت قد ،و قتلته يحب وجل عز الله : ))إن سلم- يقول و عليه

. 2(( التقي الخفي الغني قّص ،و وقاص أبي بن سعد إلى رجل جاء و

أي : مع له قال ثم ، الفتنة عن رآه مناما عليه واحدة مع أنا : ما سعد فقال ؟ أنت الطائفتين

: هل قال ؟ تأمرني : فما الرجل فقال ، منهما

11ج اإلسالمي، المكتب بيروت2ط ، : الجامع راشد بن معمر2 . 357ص:

ج ت، د العربي التراث إحياء دار بيروت ، مسلم : صحيح مسلم1 2277 ص: 4 1 ج ت د ، قرطبة مؤسسة مصر ، : المسند حنبل بن أحمد2

. 177ص:


: فاشتر سعد له فقال ، : ال قال ؟ غنم من لك 1 الفتنة تنجلي حتى فيها فكن ، غنما بال– الذهبي الدين شمس المؤرخ روى و

الله رضي– طالب أبي بن علي إسناد- أن الله عبد ،و وقاص أبي بن سعد يغبط عنه- كان

: )) لله يقول و – عنهم الله رضي– عمر بن ذنبا كان لئن ، عمر ابن و سعد نزله منزل

. و2(( لعظيم إنه حسنا كان لئن ،و لصغير و بالتنويه جدير و المعنى صحيح هذا قوله

المسلمين على جّرت الفتنة ألن ، االعتبار ،و العداوة و الفرقة أورثتهم ،و كثيرة مصائب الذين إال منها ينج لم ،و االقتتال و البغضاء

. اعتزلوها رضي– األنصاري مسلمة بن محمد أما و

صفين و الجمل موقعتي اعتزل فقد – عنه الله المدينة من خرج و ، خشب من سيفا اتخذ و

بأمر ذلك كان و ، بها أقام و الّربذة بادية إلى من هو .و الذهبي الحافظ ذكره ما على ، نبوي

: سير . الذهبي المحقق ذكره ما على صحيح الخبر هذا إسناد1 . 120 ص: 1 ج النبالء أعالم

1 ج المصدر نفس .و22 ص: 1 ج الحفاظ : تذكرة الذهبي2 . 122ص:


1 األخرى المشاهد و بدرا شهد ، الصحابة نجباء

الله صلى– الله رسول فيه قال الذي هو . و رواية في (( و الفتنة تضّره سلم-: )) ال و عليه . 2(( الفتنة تضّرك )) ال أبي بن بردة أبي للتابعي 3رواية في و

الفتنة- بمحمد مر-أيام ه( أنه104)ت موسى إلى خرجت : لو له فقال ، بالربذة مسلمة بن

لي : قال له فقال ، نهيت و فأمرت الناس محمد السالم- )) يا و الصالة عليه– النبي

سيفك فاكسر ، اختالف و فتنة و فرقة ستكون ما (( ففعلت بيتك في اجلس ،و وترك اقطع ،و

متشابهة أخرى أحاديث أربعة هناك . و 4أمرني محمد حققه ، الكاشف .و369 ،266 ص: 2 الذهبي:السيرج1

ص:2 ج1413 ، اإلسالمية الثقافة دار جدة،1ط ، عوامة222 .

عبد حققه ، الصحيحين على . المستدرك صححه و الحاكم رواه2 ص:3 ج ،1990 ، العلمية الكتب دار ، بيروت1ط ، عطا القادر داود أبي سنن ، األلباني صححه ،و داود أبو أيضا رواه .و492

البيت ،: مكتبة المضغوط القرص ، دت الفكر دار ،بيروت. األردن ، للبرمجيات الخطيب مؤسسة ، الشاملة المسلم

و ليّن ففيه ، جدعان بن زيد بن : علي عدا ما ثقات كلهم رواتها3 ص:2،ج313 ،178ص: 1ج : الكاشف .الذهبي بالثبت ليس 1ط ، عوامة محمد حققه ، التهذيب : تقريب حجر ابن .و40

. 1986 ، الرشيد دار ، سوريا الذهبي .و493ص: 3 ج ، السابق : المصدر حنبل بن أحمد4

: ص1ج ، الكبير : التاريخ البخاري .و371 ص: 2ج :السير،11 .


بن لمحمد ، صريح نبوي أمر فيها ، المتون ، فيها الخوض عدم و الفتنة باعتزال مسلمة

– سلم و عليه الله صلى– الرسول أن أولها الدنيا على يقتتلون الناس رأيت : )) إذا له قال

، الحرة في صخرة أعظم على بسيفك فاعمد يد تأتيك حتى بيتك في اجلس ثم ، بها فاضربه بن محمد قال ثم (( ، قاضية منية أو ، خاطئة– الله رسول به أمرني ما : ففعلت مسلمة

. 1(( سلم و عليه الله صلى صلى– الله رسول أن فيه ، الثاني الحديث و

بن لمحمد سيفا سلم- أعطى و عليه الله : )) جاهد له قال و – عنه الله -رضي ، مسلمة

أعناق اختلفت فإذا ، الله سبيل في ، بهذا ، بيتك ادخل ثم ، الحجر به فاضرب ، الناس أو ، خاطئة يد تأتيك حتى ، ملقى حلسا فكن .2(( قاضية منية أبي بن علي أن ، الثالث الحديث في و

الفتنة-إلى أيام– عنه- جاء الله رضي – طالب عن خلفك : )) ما له قال و ، مسلمة بن محمد

. ثقات رجاله و ، األوسط المعجم في الطبراني رواه الحديث1 الريان دار القاهرة ، الزوائد : مجمع الهيثمي بكر أبي بن علي

. 301 ص: 7 ج ،1407 ، للتراث 7 ج . نفسه ثقات رجاله و ، الكبير المعجم في الطبراني رواه2

. 301ص:


– عمك ابن إلي : دفع له فقال ؟ األمر هذا ما به : قاتل لي قال و سيفا – الرسول يعني بعضهم يقتل الناس رأيت فإذا ، العدو قوتل ثم ، بها فاضربه صخرة إلى به فاعمد ، بعضا خاطئة يد أو ، قاضية منية تأتيك حتى بيتك ألزم

. 1 عنه خلّو علي (( فقال رسول أن الرابع- فيه الحديث أي– آخرها و

بن لمحمد قال – السالم و الصالة عليه– الله اختالف و فرقة و فتنة ستكون مسلمة: )) إنها

فاضربه أُحدا بسيفك فأت كذلك كان فإذا ، يد تأتيك حتى بيتك في اجلس ثم ، ينقطع حتى

بن محمد قال ثم (( ، قاضية منية أو ، خاطئة لي قاله ما فعلت الفتنة- : فقد أيام– مسلمة . 2- السالم و الصالة عليه– الله رسول

الله رضي– زيد بن أيضا- أسامة– منهم و علي إلى حرملة مواله أرسل عندما عنه- فإنه

عن لمواله قال ، الفتنة زمن طالب أبي بن

. 225 ص: 4 ج السابق : المصدر حنبل بن أحمد1 : . الهيثمي ثقات رجاله ،و األوسط المعجم في الطبراني رواه2

صححه ،و ماجة ابن أيضا رواه .و301 ص: 7 ج السابق المصدر البيت : مكتبة المضغوط القرص ، ماجة ابن سنن ، األلباني. األردن ، للبرمجيات الخطيب مؤسسة ، الشاملة المسلم


له فقل ، عنه تخلفي عن يسألك إنه ، علي ألحببت األسد شدق في كنت : )) لو لك يقول

أره لم األمر هذا لكن ، فيه معك أكون أن عن راشد بن معمر عن أخرى رواية في .و1((

رضي– أسامة لقي عليا أن ، الزهري الشهاب من إال نعدك كنا : ما له فقال – عنهما الله

في أي– معنا تدخل ال فلم ، أسامة يا أنفسنا لو الله و إنك ، حسن أبا : يا له القتال- فقال

ألخذت الشفة- األسد أي– بمشفر أخذت نحيا أو ، جميعا نهلك حتى معك اآلخر بمشفره

الله فو ، فيه أنت الذي األمر هذا أما و ، جميعا .2(( فيه أدخل ال

- رضي ، األكوع بن سلمة الصحابي أما و رضي– عثمان استشهد لما عنه- فإنه الله خرج ،و الناس اعتزل الفتنة حدثت عنه- و الله تأهل و ، سكنها و الّربذة بادية إلى المدينة من قيل عندما . و الفتنة من شيئا يالبس لم و بها : إن أعرابيا- قال أصبح أي– تعّربت : لماذا له

لي سلم- أذن و عليه الله صلى– الله رسول. 3 البادية سكن و التعّرب في

: ص6 ج كثير ابن دار بيروت،3ط البخاري : صحيح البخاري12602 .

. 504 ص: 2 ج النبالء أعالم : سير الذهبي2


-رضي هريرة : أبو الجليل الصحابي منهم و ،و 1 يالبسها لم و الفتنة اعتزل عنه- فقد الله

بالحديث تمسكا الموقف هذا اتخذ أنه يبدوا رواته أحد هو ألنه ، الفتنة اعتزال عن المشهور

، هريرة أبي عن البخاري صحيح في جاء فقد ، : سلم- قال و عليه الله صلى– الله رسول أن

،و القائم من خير فيها القاعد فتن )) ستكون فيها الماشي و ، الماشي من خير فيها القائم

، تستشرفه لها تشّرف من ،و الساعي من خير .2(( فليعذبه معاذا أو ملجأ فيها وجد فمن

صيفي بن أهبان أيضا- الصحابي– منهم و اعتزل عندما عنه- فإنه الله رضي– البصري

الله طالب-رضي أبي بن علي جاءه ، الفتنة : نعم له فقال ، به يلتحق أن منه طلب عنه- و

فأخرجته ، بسيفه تأتيه بأن له جارية دعا ثم خليلي : )) إن لعلي قال و ، خشب من هو فإذا إذا إلي سلم-عهد و عليه الله -صلى عمك ابن

من سيفا فاتخذ ، المسلمين بين الفتنة كانت

: فتح حجر ابن . و2597: ص8 ج السابق : المصدر البخاري3 . 42 ص: 13 ج ، الباري

146 ص: 8 ج سالم رشاد ط السنة : منهاج تيمية ابن1 . 2594 ص: 6ج ، البخاري صحيح2


: ال علي قال ، معك خرجت شئت فإن ، خشب. 1 سيفك في ال و فيك لي حاجة

رضي– عمر بن الله عبد الصحابي منهم و من يقترب أال على حرص فقد عنهما- ، الله

كان و ، أحد قتل في سببا يكون ال ،و أبدا الفتنة من و ، أجبته الصالة على حي قال : من يقول ، ماله أخذ و المسلم أخيك قتل على : حي قال طالب-بعدما أبي بن علي كلّفه عندما .و 2 فال

إمارته ليتولى الشام إلى الناس- بالذهاب بايعه ، منه يقبل فلم ، يعفيه بأن ترجاه و له اعتذر ،

استعان و ، المعاذير عن يبحث عمر ابن فظل الله رضي– المؤمنين أم حفصة بأخته عليه

من علم دون فارا مكة إلى ليال خرج عنها- ثم. 3سكن بأمره سمع فلما ، علي

ص:6ج و ،69ص: 5 ج : المسند حنبل بن احمد الخبر روى1 ابن . سنن األلباني صححه و ، الترمذي ،و ماجة ابن .و393 كتاب ، الترمذي سنن .و1309 ص: 2 ج الفتن كتاب ماجة المسلم البيت : مكتبة المضغوط القرص ،490 ص: 4ج الفتن

. األردن ، للبرمجيات الخطيب مؤسسة ، الشاملة 3 ج . .الذهبي: السير، المحقق ،قاله حسن الخبر هذا إسناد2

. 228ص: عن ، نافع بن عمر ،و عيينة : ابن هم و ، ثقات الخبر هذا رجال3

. 224 ص: 3 ج المصدر . نفس عمر ابن عن ، أبي


بن سعد بن الله عبد الصحابي آخرهم و لعثمان واليا كان عنه- ، الله رضي– سرح أبي فلما ، مصر عنه- على الله عفان- رضي بن

،و الفتنة اعتزل ه35 سنة باستشهاده سمع الفتنة- - أي منها من فرارا بفلسطين التحق الصالة في هو و ، المنية وافته أن إلى بها فبقي

. 1 ه36 سنة ، أنه ، للفتنة الجماعي االعتزال مظاهر من و

أهل ندب عندما طالب أبي بن علي أن روي أبوا ،و يوافقوه لم للقتال معه للخروج المدينة شخصيا عمر بن الله عبد فكلّم ، معه الخروج . المدينة من رجل : أنا له فقال ، معه للخروج

سمع عندما معه للسير دعوته عليهم كرر ثم عنه فتثاقل ، البصرة إلى مكة أهل بخروج من7-4: بين ما له استجاب ،و أكثرهم

. 2البدريين كان ،و الفتنة اعتزلوا الذين الصحابة أما و إلى الناس دعوة في بارز نشاط فيها لهم

رضي– األشعري موسى أبو فأولهم ، اعتزالها ،و الكوفة في الناس يجمع فكان – عنه الله

يذكّرهم ،و الفتنة في المشاركة من يحذرهم : تهذيب النووي .و29 ص: 5ج ، الكبير : التاريخ البخاري1

. 254 ص: 1ج ، األسماء . 234 ،231 ص: 7 ج السابق : المصدر كثير ابن2


و عليه الله صلى– الله رسول من سمعه بما أنه ذلك . فمن الفتن العتزال دعوته سلم- في

، الفتنة هذه إن الناس أيها : يا لهم يقول كان ، تؤتى أنى ندري ال ، البطن كداء باقرة فتنة

ابن كأنه الحليم تدع ،و مأمنكم من تأتيكم . 1رماحكم انتصلوا و ، أرحامكم قطّعوا ، أمس

عنه الله رضي– ياسر بن عمار حل عندما و ليلتحقوا الناس استنفار في شرع و بالكوفة –

، األشعري موسى أبو عليه أنكر ، علي بجيش فعله – عنهما الله رضي– البدري مسعود أبو و أكره أسلمت منذ أمرا منك رأينا : ما له قاال و ،

: عمار . فقال األمر هذا في إسراعك من عندنا

عن ، جعفر بن محمد غندر عن ، شيبة أبي ابن الخبر هذا روى1 أبي بن شقيق وائل أبي عن ، سليمان بن عاصم عن ، شعبة

1ط ، الحوت كمال حققه ، شيبة: المصنف أبي . ) ابن مسلمة هؤالء .( و524 ص: 7ج ، ه9-140 ، الرشد مكتبة ، الرياضج ،و101 ،100 ،99 ص: 9 ج : السير . الذهبي ثقات الرواة

1ط ، السلفي حمدي حققه ، الحفاظ تذكرة .و161ص: 4 رواه .و150-149ص: 1 ج ، ه1415 ، الصميعي دار ، الرياض

حققه ، الفتن . كتاب ثقات رجاله بإسناد حماد بن نعيم أيضاج ، ه1412 ، التوحيد مكتبة ، القاهرة1ط ، الزهيري سمير

ميزان .و294 ص: 1 ج ، الحفاظ : تذكرة الذهبي .و66ص: 1 ، العلمية الكتب دار ، بيروت1ط ، معوطي علي حققه ، االعتدال

شرف السيد حققه ، : الثقات حبان ابن .و315ص: 3ج ،1995-441 ص: 7 ج ،1975 ، الفكر دار ، بيروت1ط ، أحمد الدين442 .


عندي أكره أمرا أسلمتما منذ منكما رأيت ما. 1األمر هذا عن إبطائكما من أبو رواها التي النبوية األحاديث من و

الفتنة عن للناس صده في األشعري موسى الله صلى– الله رسول أن أولها ، أحاديث ثالثة : )) كّسروا الفتنة أيام عن سلم- قال و عليه

أجواف ألزموا ،و أوتاركم قطّعوا ،و قسيّكم .2(( آدم بني من كالخيّر فيها كونوا و ، البيوت

في خطب األشعري موسى أبا أن ثانيها و : لهم قاله مما فكان ، الفتنة زمن الناس سلم- و عليه الله صلى– الله رسول )) قال

، المظلم الليل كقطع فتنا أيديكم بين من إن و ، كافرا يمسي و مؤمنا فيها الرجل يصبح

خير فيها القاعد ، كافرا يصبح و مؤمنا يمسي و ، الماشي من خير فيها القائم ،و القائم من

ثالثها . و3(( الساعي من خير فيها الماشي أبي ابن . و127 ص: 3،ج المستدرة في الحاكم ذلك روى1

، مرة بن عمرو عن ، شعبة عن ، جعفر بن محمد غندر عن شيبة ج السابق : المصدر شيبة أبي . ابن ثقات رجاله و ، وائل أبي عن

سير .و121ص: 1ج الحفاظ : تذكرة الذهبي .و546ص: 7 . 101 ص: 9ج ،و161 ص: 4ج ، النبالء أعالم

صححه ،و الترمذي .و408ص: 4 ج المسند في أحمد رواه2 . 490 ص: 4ج الترمذي . سنن األلباني

ج : المسند أحمد رواية منها ، طرق عدة من الحديث هذا روي3 من قريبة هي و ، هريرة أبي عن البخاري ورواية .و408 ص: 4

. ذكرت قد موسى،و أبي رواية


التقى : )) إذا السالم و الصالة عليه قوله في المقتول و فالقاتل ، بسيفهما المسلمان

فما القاتل هذا الله رسول فقيل: يا (( ، النار على حريصا كان : )) إنه قال ؟ المقتول بال . 1(( أخيه قتل منزعجين كانوا أصحابه و عليا أن ُروي و دعوته في ، األشعري موسى أبي نشاط من

المؤمنتين الطائفتين باعتزال للناس عن الناس يصد كان هذا عمله ألن ، المتقاتلتين

ما أولهما ، خبران ذلك . فمن بهم االلتحاق ، شبّة بن عمر : حدثنا بقوله الطبري رواه بن بشير الحسن-المديني- حدثنا أبو حدثنا

: قال أنه أبيه عن ، ليلى أبي ابن عن عاصم على واليه بأن طالب أبي بن علي سمع لما

إلى الناس يدعوا األشعري موسى أبا الكوفة ابن هاشم مع كتابا إليه بعث ، الفتنة اعتزال

عتبة بن هاشم إليه أرسل أنه فيه يخبره ، عتبة قال ثم ، به االلتحاق على الكوفة أهل ليحّرض

فيه أنت الذي أولك لم : )) فإني موسى ألبي ص:2 ج الفتن كتاب ، . السنن األلباني صححه و ماجة ابن رواه1

أبو و ، أحمد و ، مسلم ،و البخاري بكرة أبي عن رواه .و1311 ،مؤسسة ،بيروت الخفاء : كشف . العجلوني النسائي و ، داود

. 86ص: 1ه،ج1405 الرسالة


فلما (( ، الحق على أعواني من لتكون إال لعلي يستجب لم موسى أبي إلى الكتاب وصل . معه الوقوف و الناس تجميع من به أمره فيما

عن له يقول علي إلى عتبة بن هاشم فكتب غال رجل على قدمت قد : )) إني موسى أبي

البغض- فأرسل ((- أي الشنآن و الغل ظاهر عمار و الحسن ابنه ، طالب أبي بن علي إليه الناس له عنهم- ليستنفرا الله رضي– ياسر بن

على أميرا األنصاري كعب بن قرظة بعث و ، : )) يقول إليه كتب و موسى ألبي خلفا الكوفة

أن أرى كنت فقد بعد أما ، موسى أبي إلى منه لك يجعل لم الذي ، األمر هذا عن بعدك . . . فاعتزل أمري رد من سيمنعك ، نصيبا فإني تفعل لم فإن ،و مدحورا مذموما عملنا

، 1ينابذك كعب- أن بن قرظة أي– أمرته قد فلما (( ، آرابا يقطّعك أن بك فظفر نابذته فإن

. 2 اإلمارة اعتزل موسى أبي إلى الكتاب وصل موسى أبا أن في صريحة الرواية فهذه

علي سياسة عكس على يعمل كان األشعري ،و يذمه و منه ينزعج جعله مما ، طالب أبي بن

أيضا معانيها من و ، بغض و خالف عن المفارقة هي المنابذة1 ، الجديد : القاموس آخران و هادية بن . علي بالحرب المجاهرة

. 1180ص: ،1991 ، للكتاب الوطنية المؤسسة ، الجزائر . 35 ص: 3 ج السابق : المصدر الطبري2


يعتزل لم هو إن ، ضده القوة باستخدام يهدده و عليا أزعج قد موسى أبا أن . و الكوفة إمارة

الفتنة اعتزال على الناس حث عندما أصحابه الطائفتين من طائفة أي مع القتال عدم ،و

هذه استبعد ذلك مع . لكنني المتنازعتين مما كثير في صحيحة غير أنها اعتقد ،و الرواية إسنادها في أن أولهما ، ألمرين ذلك و ، ذكرته ،و بالقوي ليس هو و ، أبيه عن ليلى أبي : ابن

شيئا والده من يسمع لم ،و الحديث مضطرب طفل هو و والده توفي فقد ، يدركه لم ألنه ،

، ضعيف الرواية إسناد أن يعني هذا . و 1صغير. إرسال و انقطاع فيه و ينكر ما فيه الرواية متن أن الثاني و

موسى أبا أن زعمت فهي ، يستبعد و يستهجن و الغل ظاهر عنه- كان الله رضي– األشعري

ألن ، صحيح غير هذا و ، أصحابه و لعلي البغض يذم يكن لم أنه ذكرنا أن و سبق موسى أبا

من يحذّرهم كان إنما و ، المسلمين من أحدا شفقة فيها المشاركة عن يثبّطهم ،و الفتنة. عليهم

: العالئي سعيد أبو .و171 ص: 1ج ، الحفاظ : تذكرة الذهبي1 . 266ص: ،1986 الكتب عالم ، بيروت2ط ، التحصيل جامع


رضي– موسى ألبي علي جواب في أن كما و التهديد و الذم في مبالغة و عنهما- شدة الله

إن إربا إربا تقطيعه و محاربته و بعزله التوعّد هذا . و الكوفة على أميرا بقائه على أصر هو

أن بعيد و له مبرر اعتقادي- ال التصّرف-في ، طالب أبي بن كعلي جليل صحابي عن يصدر حقن إلى يدعوا مسالم جليل صحابي تجاه. المسلمين دماء

فيها ،و للطبري األخرى هي الثانية الرواية و ، سعيد بن عمر : حدثنا قال مزاحم بن نصر أن

مريم أبي عن ، نعيم عن رجل حدثني قال أبو و ياسر بن عمار كان : عندما قال ، الثقفي الكوفة مسجد في يتجادالن األشعري موسى

هم و المسجد موسى ألبي غلمان دخل دخل 1النخعي األشتر أن يقولون ،و يصرخون

أبو فخرج ، أخرجهم و ضربهم و اإلمارة قصر ، اإلمارة قصر دخل و المسجد من موسى ال ، قصرنا من : اخرج قائال األشتر عليه فصاح

لمن إنك الله فو ، نفسك الله أخرج ، لك أم : موسى أبو له فقال (( ، قديما المنافقين

تبيتن ال ،و لك : هي فقال ، العشية هذه اجلني بن عثمان على الثورة قادوا الذين الفتنة رؤوس كبار أحد هو1

. طالب أبي بن علي جيش قادة كبار أحد أيضا هو و ، عفان


القصر الناس دخل . ثم الليلة القصر في و األشتر فمنعهم ، موسى أبي متاع ينتهبون ، أخرجته قد : إني قال ،و القصر من أخرجهم

. 1 عنه الناس فكف لما ، تصوير فيها األخرى هي الرواية هذه التصدي في األشعري موسى أبو به يقوم كان

فعل رد ،و اعتزالها إلى الناس دعوة و للفتنة ضد به يقوم ما تجاه علي أصحاب بعض

ألن ، تصح الرواية- ال أي– لكنها ؛ سياستهم كذاب وهو ، مزاحم بن : نصر إسنادها في

في . و 2جلد رافضي الحديث واهي ، متروك بن عمر عنه قال ، أيضا- مجهول – اإلسناد هذا هو . فمن نعيم عن رجل : حدثني سعيد

. الحال و العين مجهول إذن فهو ؟ الرجل

رضي– األشعري موسى أبي نشاط من و الطائفتين بين الفتنة تسكين عنه- في الله

أحد يكون أن قبل إنه ، المتقاتلتين المؤمنتين صفين معركة بعد التحكيم قضية في الحكمين

أهل بممثل اجتماعه في العراق أهل فمثّل ، عنه- فقام الله رضي– العاص بن عمرو الشام

. 28: ص3ج ، السابق : المصدر الطبري1 ص:4 ج ، المعارف دار مصر ، االعتدال : ميزان الذهبي2

253-254 .


عمل ثيقة و على اتفقا ،و كامال بدورهما االثنان. 1للفتنة حد لوضع

بن عمران فهو ، الثاني الصحابي أما و و الفتنة اعتزل عنه- فقد الله رضي– حصين

بيع عن نهاهم و ، اعتزالها إلى الناس دعا : حدثنا الطبري جرير ابن قال .و 2فيها السالح الصيرفي- حدثنا حفص علي- أبو بن عمرو عن ، العدوي نعامة أبو حدثنا ، زريع بن يزيد

بن عمران لي : قال قال أنه ، 3الربيع بن حجير ، يكونون ما اجمع و قومك إلى سر ، حصين

عمران إليكم أرسلني فقل ، قائما فيهم فقم الله صلى– الله رسول صاحب حصين بن

ادعوهم ثم ، السالم عليكم سلم- يقرأ و عليه كان العاص ابن أن ،و مغفال كان أنه موسى أبي عن يحكى ما1

المزاعم من غيرها و ، عليه افترقا و تسابا أنهما و ، مكارا داهية في للتوسع و ، العلميين النقد و التحقيق أمام تثبت ال أخبار هي التحكيم : قضية كتاب السطور هذه لكاتب أنظر الموضوع هذا م،2002 ه/1423 ، البالغ دار ، الجزائر1ط ، صفين موقعة قي

. بعدها ما و30ص: .و509 ص: 2 ج ، مصر ط ، النبالء أعالم : سير الذهبي2

: السنن البيهقي .و741 ص: 2 ج السابق : المصدر البخاري ص:3ج ، السابق : المصدر الطبري .و327 ص: 5 ج ، الكبرى

37 . الحفاظ : تذكرة الذهبي أنظر عنهم و ، ثقات كلهم الرواة هؤالء3 ص:5ج ، االعتدال ميزان .و487ص: 2ج و ،256ص: 1ج ،

: حبان ابن .و189 ص: 2،ج التهذيب : تهذيب حجر ابن .و338 . 187ص: 4 ج ، الثقات


رأس على اعتزالها إن و ، الفتنة اعتزال إلى بن عمران إلى أحب هو ، المعز لرعي جبل

الفريقين بين واحد بسهم يرمي أن من حصين، لهم قاله بما أخبرهم و قومه إلى ذهب . فلما

على أصروا ،و له يسمعوا لم حصين بن عمران 1فيها القتال و الفتنة في الخوض

بن نفيع بكرة أبو هو الثالث الصحابي و لم و الفتنة اعتزل – عنه الله رضي – الحارث

باألحنف التقى عندما .و 2 طائفة أية إلي ينظم االلتحاق إلى متوجها ،و سيفه حامال قيس بن

أقنعه و أوقفه ، طالب أبي بن علي بجيش الله رسول أن أخبره بعدما ، رأيه عن بالعدول

تواجه : )) إذا سلم- قال و عليه الله صلى– في المقتول و فالقاتل ، بسيفهما المسلمان

فما القاتل هذا ، الله رسول : يا فقيل ، النار (( و صاحبه قتل أراد : إنه قال ؟ المقتول بال صاحبه قتل على حريصا كان : )) إنه رواية في))3 .

. 38-37ص: 3ج ، السابق : المصدر الطبري1 تيمية: ابن .و1430ص: 4 ج السابق البر: المصدر عبد ابن2

: تهذيب المزي الحجاج أبو . و146 ص: 8 ج السنة منهاج .141ص: 1ج ، الكمال

6ج و ،20 ص: 1ج ، اإليمان كتاب ، الصحيح : الجامع البخاري3 . 103 ص: 4 ج السابق : المصدر داود أبو .و2594ص:


باعتزال أمر فيه نبويا حديثا روي قد هو و و الصالة -عليه الرسول أن مفاده و ، الفتنة

يكون فتنة : )) ستكون قال – السالم الجالس ،و الجالس من خيرا فيها المضطجع

،و الماشي من خيرا القائم ،و القائم من خيرا أبو له (( فقال ، الساعي من خيرا الماشي

: )) من قال ؟ تأمرني ما الله رسول : يا بكرة غنم له كانت من ،و بإبله فليلتحق إبل له كانت

فليلتحق أرض له كانت من ،و بغنمه فليلتحق له يكن لم : فمن بكرة أبو له ،(( فقال بأرضه سيفه إلي : )) فليعمد قال ؟ ذلك من شيء

ما لينجوا ثم ، حرة على بحده فليضربه . 1(( النجاء استطاع

– سالم بن الله عبد هو الرابع الصحابي و يالبسها لم و الفتنة اعتزل عنه- فقد الله رضي

الله رضي– طالب أبي بن علي رأى عندما و ، ، له تهيأ و العراق إلى الخروج قرر عنه- قد

الله رسول منبر : ألزم له قال ،و ذلك عن نهاه أبدا تراه ال تركته سلم- فإن و عليه الله صلى–

منا صالح رجل : إنه ألصحابه علي . فقال

ص:4ج ، داود أبي . سنن األلباني صححه و ، داود أبو رواه199 .


الخروج بعدم نصحه أنه أخرى رواية في .و1(( ال منها خرجت : لئن له قال ،و المدينة من

. المسلمين سلطان إليها يعود ال ،و إليها ترجع فسبوه ، علي أصحاب بعض قوله يعجب فلم

الرجل فنعم : دعوه لهم قال و علي فتدخل و الصالة عليه– الرسول أصحاب من

.2السالم- إحدى إلى انتسبوا الذين الصحابة أما و

فمنهم ، الفتنة من كلية انسحبوا ثم الطائفتين عمرو بن عقبة مسعود : أبو هما اثنان

البجلي الله عبد بن جرير ،و البدري األنصاري أبي بن علي واله األول عنهما- ، الله رضي–

عندما الكوفة عنه- إمارة الله رضي– طالب يكن لم مسعود أبا . لكن 3صفين إلى انصرف

يخطب فكان ، الفتنة هذه في يجري عما راضيا تقتتل أن يحب ال إنه لهم يقول و الناس في

تعالى الله يحقن أن يرجو أنه ،و الطائفتان يقول كان . و 4بينهم ذات يصلح و ، دماءهم

الطائفتين إحدى تظهر أن أود : )) ما أيضاج ، اإلصابة في حجر ابن ذكره ما على ، جيد إسناده الخبر هذا1 . 119ص: 4 . 134 ص: 7 ج ، : البداية كثير ابن2 . 126ص: 3 ج السابق : المصدر الحاكم3 ط النبالء أعالم سير .و403،ص: الراشدون : الخلفاء الذهبي4

. 495 ص: 2ج ، بيروت


: أن قال ؟ تريد ماذا له فقيل ، األخرى على الكوفة إلى علي قدم . فلما الصلح بينهم يكون

له . فقال عملنا : اعتزل له قال ، به سمع ،و ال وجدناك : إنا علي قال ؟ لما مسعود أبو

بقي فقد أنا : أما مسعود أبو . قال عقلة تعقل . 1(( شر اآلخر أن عقلي من

األشعري موسى أبي مع وقف أيضا أنه و

إلى الناس دعوة عنهما- في الله رضي– األحاديث من ورد بما تمسكا ، الفتنة اعتزال السالح حمل عدم و الفتنة اعتزال في النبوية

على أنكرا أنهما صّح قد . و 2المسلم على قدم عنه- عندما الله رضي– ياسر بن عمار فقاال ، القتال على الناس ليستنفر الكوفة إلى عندنا أكره ، أسلمت منذ أمرا منك رأينا : ما له

: ما عمر . فقال األمر هذا في إسراعك من من عندي أكره أمرا ، أسلمتما منذ منكما رأيت

. 3األمر هذا عن إبطائكما أرسله فقد ، الله عبد بن الثاني: جرير أما و

أبي بن معاوية إلى ، طالب أبي بن علي . 495ص: 2ج النبالء أعالم : سير الذهبي1 . 59 ص: 13 ج ، : اإلصابة حجر ابن2 صحيح الخبر هذا . و546 ص: 7ج : المصنف شيبة أبي ابن3

. تخريجه سبق قد و اإلسناد


، لمبايعته عنهما- يدعوه الله رضي– سفيان .و 1الفتنة في يشارك لم و الفريقين اعتزل ثم

، الطائفتين اعتزل عندما جريرا أن يروى : نعم له يقول ، طالب أبي بن علي إليه أرسل

أنزلك إني و ، معاوية مفارقتك من رأيت ما – سلم و عليه الله صلى– الله رسول بمنزلة

: )) إن بقوله جرير عليه فرد (( ، أنزلكها التي سلم- بعثني و عليه الله صلى – الله رسول

، الله إال إله ال يقولوا حتى أقاتلهم اليمن إلى لذا (( ، أموالهم و دماؤهم حرمت قالوا فإذا. 2 الله إال إله ال يقول من أقاتل ال فأنا

الفتنة في القتال اعتزل الذي الصحابي أما و الله رضي– طالب أبي بن بعلي التحق ثم

يزيد بن خالد أيوب أبو فهو ، النهروان عنه- في اعتزل أنه ذلك عنه- و الله رضي– األنصاري و الجمل معركتي في المتقاتلتين الطائفتين

أم إليه أرسلته عندما بعلي التحق ثم ، صفين

: المصدر حجر ابن .و530،531 ص: 2 ج : السير الذهبي1 ص:3ج السابق : المصدر الحاكم . و475 ص: 1 ج السابق

225 . 530: ص2 ج ، المصدر : نفس الذهبي2


فحضر – عنها الله رضي– سلمة أم المؤمنين. 1للخوارج حربه في النهروان معركة معه

، للفتنة المعتزلين الصحابة لمواقف ختاما و بصره بذهاب فرح الذي الصحابي بأن هنا أذكّر بن مالك أسيد : أبو هو ، الفتنة حدوث قبل

أنه ذلك و عنه- ، الله -رضي الساعدي ربيعة عفان- بن عثمان استشهاد قبل بصره فقد

: قال الفتنة حدثت عنه- فلما الله رضي حياة في ببصري متعني الذي لله )) الحمد

الله أراد فلم سلم- ، و عليه الله النبي-صلى . 2(( عنها بصري كف عباده في الفتنة

المعتزلين الصحابة عن ذكرناه مما يتبيّن و

مغايرا موقفا اتخذوا أنهم ، الفتنة في للقتال و به فتميزوا ، المتقاتلتين المؤمنتين للطائفتين

صوّبت و ، ألجله النبوية األحاديث مدحتهم تحجيم في ساهموا أنهم . و الفتنة من موقفهم

د ، العلمية الكتب دار ، بيروت ، بغداد : تاريخ البغدادي الخطيب1 ،406 ص: 2ج ، المصدر : نفس الذهبي . و153ص: 1 ج ، ت

: أمحزون محمد .و6 ص: 3ج ، األمم : تاريخ الطبري .و410 . 171 ص: 2ج ، السابق المرجع

( .و591 ص: 3ج ) المستدرك الحاكم الخبر هذا روى2 ص:9ج ، الزوائد : مجمع . الهيثمي ثقات رجاله ،و الطبراني

363 .


جهودهم بفضل ، حدتها من التخفيف و الفتنة تجنيبهم ،و اعتزالها إلى الناس دعوة في

للفتنة المعتزلين بين من أن .و بنارها االكتواء من األولين السابقين من كبار صحابة

،و وقاص أبي ابن كسعد ، األنصار و المهاجرين سعيد و ، مسلمة بن محمد ،و عمر بن الله عبد معهم كانت قد عنهم- و الله رضي– زيد بن

و الفتنة ذم في صريحة صحيحة نبوية أحاديث. اعتزالها على الحث

للفتنة المعتزلين الصحابة بين مقارنة : فيها الخائضين و

من طائفة الس��ابق المبحث في ذكرنا ع��ددهم بلغ قد و ، للفتنة المع��تزلين الص��حابة

: بينهم من ، ( ص��حابيا26) عش��رين و س��تا أعي��ان من هم ، ( ص��حابيا15) عشر خمسة

، األنصار و المهاجرين من ، أعالمهم و الصحابة الخائض��ين بالص��حابة مقارنتهم و بهم للتذكير و

أش��هر يضم مقارنا ج��دوال ن��ورد ، الفتنة في اآلتي الج��دول في مبيّن هو كما ، هؤالء و أولئك

:


الصحابة ألشهر مقارن جدول فيها الخائضين و للفتنة المعتزلين

الجمل أصحاب الكوفة أهل للفتنة المعتزلون الشام و

طلحة علي سعد الزبير عباس ابن زيد بن سعيد الزبير بن الله عبد ياسر بن عمار عمر ابن معاوية علي بن الحسن زيد بن أسامة العاص بن عمرو علي بن الحسين مسلمة بن محمد عمرو بن الله عبد حنيف بن سهل سالم بن الله عبد العاص بن بشير بن النعمان حنيف بن عثمان الله عبد بن جرير الجهني غادية أبو الله عبد بن جابر األشعري موسى أبو مسلمة بن حبيب جبير بن خوات البدري مسعود أبو السلمي األعور أبو حاتم بن عدي هريرة أبو - - بكرة أبو - - صيفي بن أهبان - - حصين بن عمران - - ثابت بن زيد - - 1 سنان بن صهيب

الصحابة أن أعاله الجدول من واضح

أعيان فيهم ،و عددا أكثر هم للفتنة المعتزلين فيها الخائضين مصادر ،أما ذكرها سبق الفتنة المعتزلين مصادر1

،ص: : الخلفاء . الذهبي المشهورين غير تخص و كاآلتي فهيص:3ج و343ص: 2ج مصر ط ، السير . و331،389 ،329

ص:4،ج156،220،221ص: 3ج السنة تيمية: منهاج ابن .و91121.


الطائفتين في مثلهم يوجد ال مشهورون هريرة أبي ،و وقاص أبي بن كسعد ، األخريين

،و األشعري موسى أبي عمر،و بن الله عبد ،و حصين بن عمران ،و الرومي سنان بن صهيب

من عنهم- و الله رضي– زيد بن أسامة ،و بن : سعد هم و ، بالجنة لهم مشهود ثالثة بينهم بن سعيد و ، سالم بن الله عبد و ، وقاص أبي 1زيد أصحاب– العراق أهل من الصحابة أما و

موضح هو كما ، قليل منهم علي- فالمشهور أبي بن : علي رأسهم على ، الجدول في

،و ياسر بن عمار ،و عباس ابن ،و طالب عنهم- من الله رضي – الحسين و الحسن

. علي اإلمام هو بالجنة له مشهود واحد بينهم من الصحابة عن يقال الشيء نفس و

منهم فالمشهور ، الشام و الجمل أصحاب رأسهم على و ، الجدول في مبيّن هو كما قليل

و ، العوام بن الزبير ،و الله عبيد بن : طلحة - ، العاص بن عمرو ،و سفيان أبي بن معاوية اثنان بينهم من يوجد و – عنهم الله رضي

و بعدها ما و92 ص: 1ج ، النبالء أعالم : الذهبي: سير انظر1. بعدها ما و296 ص: 2ج ،و بعدها ما و124


،و 2الزبير و : طلحة هما ، بالجنة لهما مشهود أهل أما ، الجمل أصحاب من بالضبط هما

بالجنة له مشهود هو من فيهم يوجد فال الشام .

أن ، منه لنا يتبين الفصل لهذا ختاما و القتال من مواقفهم تباينت قد الكرام الصحابة

طائفة ،و فيها خاضتا فطائفتان ، الفتنة في ، اعتزالها إلى الناس دعت ،و اعتزلتها ثالثة

في صريحة صحيحة نبوية بأحاديث متمسكة تصويب و ، اعتزالها على الحث و الفتنة ذم

هذه بين من أن . و لها المعتزلين موقف السابقين من كبار الثالثة- صحابة -أي الطائفة في ساهموا ، األنصار و المهاجرين من األولين عن بديال موقفهم مثّل و ، الفتنة حدة تخفيف فيه وجدوا و المسلمين من كثير تبناه الحرب

. األمان و السالمة

ما و41 ،و بعدها ما و23 ص: 1ج ، السابق : المصدر الذهبي2. بعدها


الثاني الفصل الصحابة حول مناقشات و ردود

للفتنة المعتزلين مناقشة و لدراسة الفصل هذا خصصت

المعتزلين الصحابة تخص هامة قضايا خمس شاء إن ، تباعا يأتي فيما إليها نتطّرق ، للفتنة

تعالى. الله للفتنة المعتزلين الصحابة : مجموع أوال

: أن العسقالني، حجر ابن الحافظ ذكر

قاتلوا ،و الفتنة في خاضوا الصحابة جمهور اعتزلت الصحابة من قلة أن يعني هذا . و 1فيها

هذا قوله . فهل خاضته أكثريتهم ،و القتال ؟ صحيح

في أخطأ أنه اعتقد ،و قاله فيما أوافقه ال تاريخية شواهد توجد ألنة ، إليه ذهب فيما

2اإلسناد صحيحة رواية . أولها تخالفه صحيحة

، السختياني أيوب عن ، راشد بن معمر ذكرها حدثت : لما قال أنه سيرين بن محمد عن

لم ، آالف عشرة الصحابة عدد كان الفتنة . 41 ص: 13ج ، اإلصابة1 كبار من هم ،و معروفين رواتها ألن ، الصحة ظاهر إسنادها2

. الثقات العلماء


الرواية نفس .و1(( رجال أربعون منهم )) يخف عبد عن ، صحييح بإسناد الخالل بكر أبو ذكرها

عن ، أبيه عن ، حنبل بن أحمد بن الله أيوب- السختياني- علية- عن اسماعيل-ابن

: )) هاجت قال أن ، سيرين بن محمد عن و عليه الله صلى– الله رسول أصحاب و الفتنة

بل ، مائة فيها حضر فما ، آالف سلم- عشرة صريحتان الروايتان . فهتان2(( ثالثين يبلغوا لم

لم صحابي آالف عشرة جملة من أن في تصل ال قليلة قلة إال الفتنة في منهم يشارك

. شخصا أربعين إلى عن بإسناده النيسابوري الحاكم رواه ما أما و

بن اسحاق عن ، الصنعاني علي بن محمد عن ، معمر عن ، الرزاق عبد عن ، إبراهيم

: ثارت قال أنه ، سيرين بن محمد عن ، أيوب يخف لم ، آالف10 عددهم الصحابة و الفتنة

بن علي مع وقف . و رجال أربعون إال منهم فيها من رجال أربعون و بضع و مائتان طالب أبي حنيف بن سهل ،و أيوب : أبو منهم ، بدر أهل

-بهذه يصح ال خبر .فهو 3ياسر بن عمار ،و . 357ص: 11 ج ، : الجامع راشد بن معمر1 و : العلل حنبل بن احمد .و466 ص: 2ج ، : السنة الخالل2

. 182 ص: 3ج ، الرجال معرفة . 486 ص: 4ج ، المستدرك3


، متناقض فمتنها ، إسنادا ال و متنا -، الصيغة إال الفتنة في يشارك لم أنه على نص ألنه

من أكثر أن مباشرة يذكر ثم ، صحابيا أربعون أبي بن علي مع قفوا و بدريا صحابيا240

هذا ! و ؟ صارخ تناقض هذا ! أليس طالب الروايتان ، أيضا ترده المتناقض المتن

بن محمد عن ذكرهما سبقا اللتان الصحيحتان. سيرين

بن : إسحاق رجاله فمن ، إسنادها أما و هو و ه( ،283 )ت الديري عباد بن إبراهيم 1 منكرة أحاديث الرزاق عبد عن روى ، ضعيف

يبدو- ما على– تعرضت هذه الحاكم رواية و قد ، رواتها بعض يد على التحريف و للتالعب

و ، الديري عباد بن إبراهيم بن إسحاق يكون أن ذلك . و عمدا ال خطأ لذلك تعرضت ربما

تختلف راشد بن معمر عند أصلها في الرواية سيرين بن محمد أن فيها و ، الحاكم رواية عن 10 الصحابة عدد كان ، الفتنة حدثت : لما قال

ثم (( ، رجال أربعون منهم )) يخف لم ، آالف مع خف غيره قال و – معمر- مباشرة قال ، أربعون و بضعة و مائتان ، طالب أبي بن علي

الضعفاء في المغني .و332ص: 1ج ، االعتدال : ميزان الذهبي1 . 344 ص: 1ج السابق : المصدر عدي ابن . و69 ص: 1ج ،


بن سهل ،و أيوب : أبو منهم ، بدر أهل من معمر . فرواية 1ياسر بن عمار و ، حنيف

بن محمد عن األولى ، روايتان فيها ، األصلية من عدد و الصحابة مجموع فيها و سيرين بالذين خاصة الثانية . و الفتنة في منهم شارك معمر رواها قد و ، الصحابة من علي مع قاتلوا

مجهول الغير هذا و ، سيرين بن محمد غير عن (( غيره قال : )) و بقوله معمر عنه عبر قد و ،

أدمجت الحاكم رواية . لكن به يعرفنا أن دون ، سيرين البن هي واحدة رواية في الخبرين

الخبر أن العلم . مع متناقضة جاءت لذلك ألنه يصح ال ، معمر رواية في ورد الذي الثاني الروايتان ترده متنه ،و اإلسناد إلى يفتقد

أيضا ألنه ،و ذكرهما سبقا اللتان الصحيحتان في سيرين ابن عن الصحيح األول الخبر يرده. راشد بن معمر رواية

الخالل بكر أبو رواه ما ، الثاني الشاهد و حنبل بن أحمد بن الله عبد عن ، صحيح بإسناد

عبد بن منصور عن ، سفيان عن ، أبيه عن ، يشهد : )) لم قال أنه الشعبي عن ، الرحمن و الصالة عليه – النبي أصحاب من الجمل

. 357 ص: 11ج ، الجامع1


، الزبير ،و طلحة ،و عمار ،و علي السالم- غير نفس . و1(( كذاب فأنا بخامس جاؤوا فإن

إسماعيل عن ، حنبل بن احمد ذكرها الرواية عن ، الرحمن عند بن منصور عن ، علية بن

ابن عن شيبة أبي ابن أيضا رواها . و 2الشعبي عن ، الرحمن عبد بن منصور عن ، علية

. 3الشعبي

قد و ، 4 صحيحة أسانيدها الرواية هذه في الصحابة من يشارك لم أنه على نصت

. لهم خامس ال ، فقط أربعة إال الجمل موقعة الصحابة من الساحقة الغالبية أن يعني هذا و

مع . لكن الموقعة هذه في الفتنة اعتزلوا قد الشعبي- رواية أي– الرواية هذه فإن ذلك

بتلك قبولها يصعب و الحقيقة عن بعيدة لم أنه على أكد الشعبي أن ذلك و ، الصيغة

. 466 ص: 2 ج ، السنة1 . 45 ص: 3 ج ، الرجال معرفة و : العلل أنظر2 . 538 ص: 7ج ، : المصنف أنظر3 و ، حنبل بن أحمد بن الله : عبد فيها ألن ، الصحة ظاهرة هي4

أما و ، عيينة بن سفيان أو الثوري، سفيان و ، حنبل بن أحمد ، الشعبي و ، الرحمن عبد بن منصور ،و علية : ابن هم و الباقون

107 ص: 9ج ، : السير : الذهبي أنظر عنهم و ، أيضا ثقات فهم الحجاج أبو .و678 ص: 2ج ، الضعفاء في المغني . و بعدها ما و

: لسان حجر ابن .و540 ص: 28 ج ، الكمال : تهذيب المزي . 509 ص: 7ج ، الميزان


فإن ، الصحابة من أربعة إال الجمل في يشارك . كذاب – الشعبي أي– فهو بخامس غيره جاء صحابة أن المعروف من أنه نعلم نحن لكن

موقعة في طالب أبي بن علي مع كانوا آخرين و ، عباس بن الله : عبد منهم و ، الجمل

و ، حنيف بن سهل و ، الحسين و الحسن يكن لم الشعبي أن شك ال . و حنيف بن عثمان ، طالب أبي بن علي مع كانوا هؤالء أن يجهل

. ؟ ذلك قال إذن . فلماذا الجمل يوم الصحابة كبار بذلك أراد الشعبي أن يقال قد

: هم و ، األنصار و المهاجرين من السابقين يكن لم و ، الزبير و طلحة و ، عمار و علي

لكن ، جدا وارد احتمال هذا . و صغارهم يقصد مطلقا الصحابة ذكرت قد فهي ، ترده الرواية

. لهم خامس ال بأربعة حددتهم و ، تمييز دون مقصود يفسر ،و االحتمال ذلك يثبت الذي لكن

فيها حدث قد الرواية بأن يرجح ،و الشعبي بإسناده روى الطبري أن هو ، التباس و سقط

إال إله ال الذي : )) بالله قال أنه الشعبي عن تحديد الفتنة-دون تلك في نهض ما هو

أو ، سابع من لهم ما بدريين ستة للمعركة- إال


عن أخرى رواية في . و1(( ثامن لهم ما سبعة ، هو إال إله ال الذي : )) بالله قال أنه الشعبي

لهم ما بدريين، ستة إال األمر ذلك في نهض ما أن الروايتين هاتين من . فواضح2(( سابع من

إنما و ، الصحابة مطلق يقصد يكن لم الشعبي إلى بستة حددهم قد و ، فقط البدريين قصد صفين- و و الفتنة- الجمل في شاركوا ، سبعة

موقعة في شاركوا فقط بأربعة حددهم قد كان ما يكون بذلك . و األولى روايته حسب ، الجمل

كبار غالبية أن على آخر دليل الشعبي رواه إال يالبسها لم ،و الفتنة اعتزلوا قد الصحابة

. منهم قليل المعروفين الصحابة أن هو الثالث الشاهد و

المذكورة ،و الفتنة في شاركوا الذين عددهم ، التراجم و التواريخ في أسماؤهم

35 نحو منهم أحصيت قد و ، جدا محدود اعتزلوا قد غالبيتهم أن يعني هذا . و 3صحابيا منهم لعرفنا كبيرا فيها عددهم كان فلو ، الفتنة ما أما . و مضاعفة أضعافا صحابيا35 من أكثر

. 6 ص: 3ج ، الطبري تاريخ1 . 6 ص: 3ج ، نفسه2 ص : الخلفاء : الذهبي أنظر الباقي عن ،و ذكرهم سبق بعضهم3 :329 .


مع شارك أنه ه( من292 )ت اليعقوبي رواه) ت المسعودي قدرهم و ، صحابي1100 علي باطل زعم . فهو 1 صحابي2800: ه( ب346

السابقة الصحيحة الروايات ألن ، عليه دليل ال المسعودي و اليعقوبي زعمه ما تبطل ، الذكر

للفتنة أرخت التي األخرى المصنفات ألن . و األسماء حيث من ال ، الكبير العدد ذلك تذكر لم هذين مبالغة أن . كما العدد حيث من ال و

الشيعية النزعة رائها و من العدد في المؤرخين في واضح هو كما متطرفان شيعيان فهما ،

وزن ال المحقيقين عند الشيعة و ، كتابيهما. 2الكذب يتعمدون ألنهم ، لرواياتهم

المؤرّخين أن علينا يخفى ال أنه كما – للخبر يذكرا لم ، المسعودي و اليعقوبي

نتعرف و ننقده لكي ، زعماه- إسنادا الذي يذكرا لم أنهما بما . و سقمه من صحته على

فقدتا ألنهما ، مردودتان فروايتاهما اإلسناد لتمييز الخبر نقد شروط من أساسيا شرطا

جدال افترضنا إذا حتى . و سقيمه من صحيحه فإن ، المسعودي و اليعقوبي زعمه ما صحة قليال يبقى الفتنة في المشاركين الصحابة عدد

.و134 ص: 2ج ،1956 ، الفكر دار بيروت ، اليعقوبي تاريخ1 . 421 ص: 2 ج ، للنشر موفم ، الجزائر ، الذهب مروج

. 1 ص: 1 ج السنة : منهاج تيمية ابن2


ألن ، كبيرا عددهم يبقى لها المعتزلون و ، الفتنة- قدر بداية عند– الصحابة عدد مجموع

زعم الذين صحابي2800 فأين ، آالف10ب: ذلك من ، علي مع كانوا أنهم المسعودي

! . ؟ العام المجموع طالب أبي بن علي أن هو الرابع الشاهد و

المدينة أهل من طلب عنه- لما الله رضي– ، الشام و مكة ألهل للتصدي معه الخروج

: بين ما إال له يستجب لم ،و أكثرهم عنه تثاقل - المدينة أن يعني هذا . و 1البدريين من4-7

يسكنها كان التي - ، اإلسالمية الخالفة عاصمة إال علي مع منهم يخرج لم ، الصحابة من كثير. قليل عدد

الغالبية أن ذكرن��اه مما يُس��تنتج أخ��يرا و ما ، الفتنة اع��تزلوا قد الص��حابة من العظمى

يق��در ، فيها ش��اركت قد منهم قليلة قلة ع��دا ذلك على يزيد قد و ، ص��حابيا ب��األربعين عددها

حجر ابن الحافظ قاله ما أن يثبت .مما يقل أو ش��اركوا قد الصحابة جمهور أن من العسقالني

. تماما صحيح غير هو ، الفتنة في

. 234 ن231 ص: 7ج ، السابق : المصدر كثير ابن1


على للفتنة المعتزلون كان : هل ثانيا : ؟ خطأ

إلى المودودي األعلى أبو الباحث ذهب كانت ، للفتنة المعتزلين الصحابة بأن القول

موقفهم لكن ، درئها في أمال حسنة نواياهم قلوب في الشك بث ،و تفاقمها إلى أدى منها

علي مع تتعاون أن األمة على كان و ، الناس السالم و األمن الستعادة طالب أبي بن

على كانوا المعتزلين أن يعني هذا . و 1للخالفة في ساهموا أنهم ،و للفتنة اعتزالهم في خطأ

صحيح المودودي إليه ذهب ما . فهل تفاقمها عليه ردي و ، قاله ما كل على أوافقه . ال ؟

: يأتي فيما سيتركز ، للفتنة المعتزلين الصحابة كبار إن أوال

– صريحة صحيحة نبوية أحاديث معهم كانت ،و الفتنة اعتزال على الحث في – ذكرها سبق

و عليه الله صلى– الله رسول فيها مدحهم قد لم فهؤالء . لذا منها موقفهم صوّب سلم- و

سمعوها التي األحاديث ترك وسعهم في يكن االلتحاق ثم السالم- ، و الصالة النبي- عليه من

. المسلمين دماء في ليخوضوا بالفتنة

. 77-76ص: ، ت د ، الشهاب دار ، الجزائر ، الملك و الخالفة1


الله صلى– الله رسول عن صح أنه ثانيا و في ، الفتنة اعتزال على حث أنه– سلم و عليه من خير فيها القاعد فتن : )) ستكون قوله

و ، الماشي من خير فيها القائم ،و القائم لها تشّرف من ، الساعي من خير فيها الماشي

به فليعذ معاذا أو ملجأ وجد فمن ، تستشرفه و الصالة عليه فيه قال آخر حديث في . و1((

، سيد هذا : )) ابني علي بن للحسن ، السالم المسلمين من فئتين بين به يصلح الله لعل و اعتزال أن الحديثين هذين من واضح . و2((

،و شرعا المطلوب هو و ، الصواب هو الفتنة من أولى ،و تعالى الله عند محبوب الصلح أن

. األخريان الطائفتان خاضته الذي القتال احتجوا قد للفتنة المعتزلين أن ثالثا و

دعما بها تمسكوا صحيحة نبوية بأحاديث تكن لم الفتنة في الخائضين لكن ، لموقفهم

، المعتزلين عند كالتي شرعية نصوص معهم على اعتمدوا إنما و الفتنة في بالقتال تأمرهم

بن علي أن ذلك مثال و ، آرائهم و اجتهاداتهم غادر عندما – عنه الله رضي– طالب أبي

أتباعه أحد له قال ، العراق إلى متوجها المدينة .92: ص8ج ، البخاري : صحيح البخاري1 . 99-98 ص: 8 ج المصدر نفس2


إليك عهده أعهد ، هذا مسيرك عن : )) اخبرنا رأي سلم- أم و عليه الله صلى– الله رسول

– الله رسول إلينا عهد : ما علي فقال ؟ رأيته رأي لكنه و ، سلم- بشيء و عليه الله صلى خطب عليا أن أخرى رواية في . و1(( رأيته صلى– الله رسول : )) إن فقال الناس في شيئا اإلمارة في إلينا يعهد سلم- لم و عليه الله

بالصواب األولى . فمن2(( رأيناه رأي لكن ،و باألحاديث المتمسكون للفتنة المعتزلون ،

على المعتمدون فيها الخائضون أم ، النبوية! ؟ معهم أحاديث ال و االجتهاد و الرأي

للفتنة المعتزلين أن على يدل مما أن رابعا و أن هو ، منها موقفهم في صواب على كانوا على ندموا ، الفتنة في خاضوا الذين كبار بعض

– الحسن ابنه و : علي منهم ، فيها خوضهم البته قال علي أن صّح - فقد عنهما الله رضي

مات أباك ليت حسن الجمل- يا يوم– الحسن كنت : قد الحسن له . فقال سنة عشرين قبل

أن أر لم بني : يا عليه . فرد هذا عن أنهاك ص:4 ج داود أبي . سنن األلباني صححه ،و داود أبو رواه1

. 561 ص: 2ج ، السنة في أحمد بن الله عبد رواه .و217 ص:2 ج المصدر نفس ، صحيح بإسناد أحمد بن الله عبد رواه2

الخطيب .و33ص: 4 ج الكبير، : التاريخ البخاري . و570 . 165 ص: 3 ج السابق : المصدر البغدادي


ضم أنه أخرى رواية في . و هذا يبلغ األمر ، حسن يا لله : إن قال و صدره إلى الحسن

قال أنه يروى . و 1؟ هذا بعد يرجى خير أي أن أبوك ظن ما حسن : يا صفين ليالي للحسن

أوجب الذي هو غيره و . هذا 2 هذا يبلغ األمر من استقبل لو أنه طالب أبي بن علي على. 3فعل ما فعل ما استدبر، ما أمره

المعتزلين موقف يصوّب مما أن خامسا و للمسلمين تحقق لم الفتنة هذه أن ، للفتنة

فنقص ، دنياهم في ال و دينهم في مصلحة قويت ،و الدماء سفكت ،و الشر ازداد و الخير

و شيعا األمة تفّرقت و ، البغضاء و العداوة و ، واحد إمام على الناس يجتمع لم ،و أحزابا

إلى أقرب كانت التي علي طائفة ضعفت أن معلوم . و معاوية طائفة قويت ،و الحق على راجحة مصلحته تكون الذي الفعل

يحصل مما أعظم الخير من به يحصل مفسدته

: كثير ابن .و566 ص: 2 ج المصدر : نفس أحمد بن الله عبد1 .و420ص: 3ج ، : المستدرك الحاكم .و247 ص: 7ج ، البداية

. 1371 ص: 3 ج ، : االستيعاب البر عبد ابن ص: ، الراشدون الخلفاء .و120 ص: 1ج ، : السير الذهبي2

ص:3 ج ، بيروت ط ، السابق : المصدر تيمية ابن .و336180.

. 180 ص: 3ج ، : نفسه تيمية ابن3


و أصلح و أفضل كان القتال فترك ، عدمه من. 1أخير موقف صواب على يدل مما أن سادسا و

فعلوا لها باعتزالهم أنهم ، للفتنة المعتزلين ما على اعتمادا ، شرعا المستحب و المأمور

عكس ، النبوية األحاديث من معهم كان خوضهم يكن لم الذين ، الفتنة في الخائضين

خير له تركهم كان و ، مستحبا ال و واجبا فيها. 2فتنة قتال ألنه ، فعله من الصحابة كبار من كثيرا أن سابعا و

و ، كسعد ، األنصار و المهاجرين من السابقين ،و زيد بن سعيد و ، عمر ابن و ، هريرة أبي

رضي غيرهم و ، مسلمة بن محمد و ، صهيب عليا يوافقوا لم و الفتنة اعتزلوا قد ، عنهم الله

عنهم- في الله رضي– الزبير و طلحة و المعتزلون– األكابر هؤالء . و للفتنة خوضهم

لم له تقديمهم و لعلي حبهم على – للفتنة . 3إليه ينظموا لم و ، القتال أمر على يوافقوه

و األصح هو موقفهم أن على ذلك كل فدل. باالتباع األولى

الفتاوى مجموع .و223 ،204 ،156 ص: 2ج ، المصدر نفس1 . 44 ص: 4 ج ، . 448 ،392 ص: 4 ج ، السنة : منهاج تيمية ابن2 . 333 ص: 6ج ، السابق : المصدر تيمية ابن3


للفتنة المعتزلين مشاركة فان عامة بصفة و ما ، طالب أبي بن علي بجانب القتال في

أبو إليه ذهب ما على للحرب حدا لتضع كانت كل ألن ، ضراوة تزيدها بل ، المودودي األعلى

. مواقفها على مصرة كانت الحرب أطراف كثيرا جنّب و أضعفها فيها خوضهم عدم أفليس

أن العلم . مع ؟ بها االكتواء الناس من في علي حق ينكروا لم للحرب المعتزلين

عزم عندما خالفوه إنما و ، لها أهليته و الخالفة استعداد على يكونوا لم هم و ، القتال على

ترك ،و المسلمين دماء في معه للخوض صلى– الله رسول من سمعوه ما و قناعاتهم

رآه رأي في عليا يتبعون سلم- ،و و عليه الله كبار من كثير فيه خالفه ،و بعد فيما عليه ندم

للقتال خوضه في – علي أي– هو . و الصحابة من اقتص هو فال ، يرجوه كان ما يحقق لم

ال و ، الشام أهل على انتصر ال ،و عثمان قتلة - أيضا- إنه يقال ال لماذا . و جيشه في تحكّم المعتزلين مع يده يضع أن علي مقدور في كان

، عثمان بدم المطالبين مع يتعاون و ، للقتال حجة تسقط و ، المجرمين من ليقتص

بذلك و ، للبيعة كشرط باالقتصاص المطالبين


لكنه ، ؟ اإلسالمية للخالفة السالم و األمن يعود. ذلك يفعل لم لنا يتبين ، المبحث هذا في ذكرناه لما ختاما و

في للقتال المعتزلين الصحابة موقف أن منه على كثيرة أدلة تدعمه صوابا كان ، الفتنة

الشواهد ،و الشرعية النصوص مستوى. العملية و النظرية

اعتزاله على عمر ابن ندم : هل ثالثا : ؟ للفتنة

أن من ، صحت األخبار أن البر عبد ابن ذكر – عنه الله - رضي عمر بن الله عبد الصحابي

آسى : ما قال أنه ،و للفتنة اعتزاله على ندم الفئة أقاتل لم أني آسى كما ، شيء على

صحيح . فهل 1طالب أبي بن علي مع الباغية علي مع القتال في مشاركته عدم على ندم أنه ابن قاله لما مناقشتي من عنه أجيب ما هذا ؟

. البر عبد – عمر ابن الله عبد عن روي فقد أوال

– قال فإنه ، ذلك يعارض ما – عنه الله رضي ،و اندم فلم ، يدي - : )) كففت الفتنة بعد

. 77 ص: 1 ج ، االستيعاب1


تلك أن ثانيا . و1(( أفضل الحق على المقاتل إن هي و ، إسناد بال البر عبد ابن ذكرها الرواية يقصد عمر ابن أن جدا المحتمل فمن صحت علي على خرجوا الذين الخوارج الباغية بالفئة

صحت الذين هم و ، حاربهم و طالب أبي بن موقف تصويب و ذمهم في النبوية األحاديث

. 2قاتلهم من قصد أنه عمر ابن عن الخبر صّح أنه ثالثا و

يوسف بن الحجاج الطاغية الباغية بالفئة عن ، عباد بن روح عن 3روي فقد ، الثقفي عن ، العامري عياش عن ، حوشب بن العوام ابن احتضر : )) لما قال أنه ، جبير بن سعيد إال الدنيا من شيء على آسى : ما قال ، عمر و ، الليل مكابدة ،و الهواجر : ضمأ ثالث على ، بنا نزلت التي الباغية الفئة أقاتل لم أني

. 4(( الحجاج يعني

. 213 ص: 3ج ، النبالء أعالم : سير الذهبي1 ص:7 ج ، النهاية و : البداية كثير : ابن أنظر ذلك في للتوسع2

بعدها ما و309 3 ج ، : السير . الذهبي المحقق ذكره ما على ، صحيح اإلسناد3

. 232ص: . 232 ص: 3ج ، نفسه4


عمر بن لله عبد يترك أن يمكن ال أنه رابعا و و ، الفتنة ذمت التي ،5 الكثيرة النبوية األحاديث

موقف صوّبت و ، اعتزالها على حثت لذلك مغايرا موقفا يتخذ هو ثم ، لها المعتزلين

هو كما بالسنة تمسكا الصحابة أشد من هو و. عنه مشهور

جدا المستبعد من و يعقل ال أنه خامسا و - الله -رضي عمر بن الله عبد يندم أن ، أيضا بن علي بجانب الفتنة في مشاركته عدم على الله رضي – الحسن ابنه و علي و ، طالب أبي

الفتنة في عليه أقدما ما على ندما قد – عنهما. 2ذلك أثبتنا أن و سبق قد و ،

يندم أن جدا المستبعد من أنه سادسا و طهّر ، مكروه عمل فعل عدم على عمر ابن ال و بواجب ليس فعل هو و ، منه يده الله

،و به مأمور غير فتنة قتال ألنه ، بمستحب على جّر أيضا ألنه . و 3فعله من خير تركه

ابن يندم . فهل المآسي و الويالت المسلمين كان أنه عنه صح الذي هو و ذلك على عمر الصالة حي قال - : )) من الفتنة أيام – يقول

. األول الفصل في ذكرها سبق5. الثاني الفصل من الثالث : المبحث أنظر2 . 220 ص: 2ج ، السابق : المصدر تيمية ابن3


،و المسلم قتل على : حي قال من و ، أجبته . 1(( فال ، ماله أخذ

روي ما أن منه لنا يتبين ذكرناه ما على بناء و

من – عنه الله رضي – عمر بن الله عبد عن قتاله عدم و للفتنة اعتزاله على ندم أنه

– عنه الله رضي – طالب أبي بن علي بجانب يندم لم أنه األصح أن و ، جدا مستبعدا خبر هو

الحجاج الباغية بالفئة قصد وأنه ، موقفه على. حزبه و يوسف بن

وقاص أبي بن سعد أخطأ : هل رابعا : ؟ للفتنة اعتزاله في زكريا أبي عن النيسابوري الحاكم روى

أبي بن إبراهيم عن ، العنبري محمد بن يحيى ، فضيل ابن عن ، المنذر بن علي عن ، طالب

الرحمن عبد بن خثيمة عن ، المالئي مسلم عن أبي بن لسعد قال رجال : سمعت قال أنه ،

فيك يقع عليا أن – عنه الله رضي – وقاص لرأي إنه الله : )) و سعد فقال ، عنه لتخلفك

عليا : إن سعد قال ثم (( ، رأي أخطأ و ، رأيته أحب إحداهن أعطيُت أكون لئن ثالثا أعطي

الرسول- قول منها ، فيها ما و الدنيا من إلي

. 228 ص: 3 ج السابق : المصدر الهبي1


كنت : )) من لعلي – سلم و عليه الله صلى عاد و ، وااله من وال اللهم ، مواله فلي مواله

سعد عن الحاكم رواه ما . فهل1(( عاداه من. ؟ صحيح وقاص أبي بن ألن ، صحيح غير الرواية تلك إسناد إن أوال هو و ، المالئي كيسان بن : مسلم رجاله من

وحده هذا . و 2الحديث متروك ،و بثقة ليس شرطا فقدت ألنها ، كلية الرواية لرد كاف دليل

. الخبر صحة شروط من أساسيا أنكره الرواية في ورد الذي الحديث أن ثانيا و

منه صحح منهم صححه من و ، العلماء من كثير كنت : )) من هو و ، فقط منه األول القسم الثاني الجزء أن قالوا و (( ، مواله فعلي مواله موضوعة الرواية أن يعني هذا . و 3الناس زاده

الحديث ذلك فيها ادخلوا و الرواة بها تالعب صح لو أنه تأكيدا ذلك يزيد مما .و الصحيح غير

. 126 ص: 3ج ، الصحيحين على المستدرك1 . 419 ص: 6 ج ، االعتدال : ميزان الذهبي2 .و320 ،319 ص: 7 ج السابق : المصدر تيمية : ابن أنظر3

يوسف حققه ، الراية : نصب الزيلعي يوسف بن الله عبد : الذهبي و ،360 ص: 1 ،ج1983 ، الحديث دار ، مصر ، البنوري

2ج ، الصحابة : فضائل حنبل بن أحمد .و415 ص: 5 ج ، السير في : الكامل عدي ابن .و152 ص: 1ج المسند .و105ص:

. 80 ص: 3ج ، الرجال ضعفاء


و ، وقاص أبي بن سعد تخلف لما الحديث ذلك االلتحاق عن ، للفتنة المعتزلين الصحابة كبار

عن تخلفوا أنهم بما و ؛ طالب أبي بن بعلي الحديث و الرواية بطالن على ذلك دّل ، فعال. معا

و ضعفا الرواية تلك يزيد مما أنه ثالثا و

عليا : )) إن قال سعدا أن ذكرت أنها استبعادا أحب ، إحداهن أعطيت أكون لئن ثالثا أعطي

يصدق ال كالم هذا (( و فيها ما و الدنيا من إلي و ، ذلك من أحسن أعطي فعال ألنه ، سعد على

بشره فقد ، الجنة هي و ، الدنيا في مما أعظم . 1- السالم و الصالة -عليه الله رسول بها أن ، أيضا الرواية تلك يضعف مما أن رابعا و

ال و شاكا يكن لم للفتنة اعتزاله في سعدا مقتنعا كان بل ، الفتنة من موقفه في مترددا

هو و – عمر ابنه جاءه فعندما ، إليه داعيا به ، الفتنة في للمشاركة -يدعوه للفتنة معتزل ، : اسكت له قال و ، صدره على ضرب

السالم- و الصالة عليه – الله رسول سمعت الغني التقي العبد يحب الله : )) إن يقول

– الفتنة أيام – رجل جاءه عندما . و2(( الخفي . 103 ص: 1 ج المصدر : نفس الذهبي1 . 2277 ص: 4ج ، مسلم : صحيح مسلم2


أنا : ما قال ؟ أنت الطائفتين أي : مع له قال و ؟ تأمرني : فما الرجل . فقال منهما واحد مع

، : ال الرجل قال ؟ غنم من لك : هل سعد قال تنجلي حتى فيها فكن غنما : فاشتر سعد فقال. 1 الفتنة

الحاكم رواه ما أن ، ذكرناه ما خالصة و – وقاص أبي بن سعد أن من النيسابوري

خطأ على كان بأنه اعترف – عنه الله رضي لم ، صحيح غير خبر هو ، للفتنة اعتزله في

. متنا ال و إسنادا يثبت أيوب أبو الصحابي شارك : هل خامسا

؟ صفين و الجمل موقعتي في

أيوب أبا الصحابي أن ذكرنا أن و سبق بين من كان – عنه الله رضي – األنصاري البر عبد ابن لكن ، للفتنة المعتزلين الصحابة

أبا أن قاال إسحاق ابن و الكلبي ابن أن ذكر أبي ابن علي مع صفين و الجمل شهد أيوب

أبا أن غيره روى . و 2عنه الله رضي – طالب ، صفين و الجمل في بعلي التحاقه في أيوب و الصالة عليه– الله رسول عن حديثا يردد كان

. األول الفصل من الثاني المبحث انظر1 . 1606 ص: 4 ج ، االستيعاب2


إلينا عهد الله رسول : )) إن فيه السالم- يقول الجمل أصحاب -أي الناكثين علي مع نقاتل أن الشام أهل -أي القاسطين و ، قاتلناهم فقد – - الخوارج أي– المارقين و ، إليهم وجهنا فهذا–

أبي عن ذلك يصح . فهل1(( بعد أرهم فلم. ؟ أيوب

، الكلبي ابن عن ، البر عبد ابن رواية إن أوال بن هشام ألن ، اإلسناد ضعيفة ، إسحاق ابن و

. و 2بثقة ليس ، رافضي متروك الكلبي محمد و ، بالكذب متهم يسار بن إسحاق بن محمد : ال الدارقطني عنه قال و ، التدليس كثرة. 3 به يحتج

تخالف أخرى تاريخية روايات توجد أنه ثانيا و الصحابي أن على تؤكد و ، البر عبد ابن رواه ما يشهد لم – عنه الله رضي – األنصاري أيوب أبا – عنه الله رضي – طالب أبي بن علي مع

. 410 ص: 2 ج ، : السير الذهبي1 ابن . و304 ص: 4 ج ، مصر ط ، االعتدال : ميزان الذهبي2

، العلمية الكتب دار ، بيروت1ط المتروكين و : الضعفاء الجوزي 176 ص: 3 ج ،1406

، السير .و553-552 ص: 2 ج ، الضعفاء في : المغني الذهبي3 ،دار بيروت1ط الحفاظ، السيوطي: طبقات .و33 ص: 7 ج

. 82 ص: 1 ج العلمية الكتب


قتاله عند به التحق إنما و ، صفين معركة. 1النهروان موقعة في للخوارج

أيوب أبا أن ُروي الذي الحديث أن ثالثا و

أبي بن علي مع قتاله في يردده كان األنصاري هو ، صفين و الجمل معركتي في ، طالب ذكره و ، 2الحديث أهل رده ، صحيح غير حديث

و ، السيوطي ،و الجوزي -كابن ، بعضهم. 3الموضوعة األحاديث - في الشوكاني

البر عبد ابن رواه ما أن جليا لنا يتبين بذلك و

– عنه الله رضي– األنصاري أيوب أبي عن معركة فبل علي بجيش التحق أنه من

و الناكثين حديث يردد كان أنه و ، النهروان .و153 ص: 1 ج ، بغداد : تاريخ البغدادي : الخطيب أنظر1

: المصدر الطبري . و410 ،406 ص: 2 ج ، : السير الذهبي الصحابة مواقف : تحقيق أمحزون محمد .و6 ص: 3 ج السابق

. 171 ص: 2 ج ، الفتنة في ميزان . و436 ،410 ص: 2 ج ، المصدر : نفس الذهبي2

: ضعفاء العقيلي .و450 ص: 5 ج و ،138 ص: 2ج ، االعتدال ، الرسالة مؤسسة بيروت ،1ط ، قلعجي أمين حققه ، العقيلي . 51 ص: 2 ج ،1404

، المنورة المدينة1ط : الموضوعات الجوزي : ابن أنظر3 السيوطي: الآللئ . و11ص: 2ج ،1386 ، السلفية المكتبة

ص:1ج ،1403 العلمية، الكتب دار بيروت ،1ط ، المصنوعة بيروت ،3،ط المجموعة : الفوائد الشوكاني .و410-411

. 1183 ،1136 ص: 1 ج ، ه1407 اإلسالمي، المكتب


أن األصح أن و ، يثبت لم خبر هو ، القاسطين يلتحق لم و ، صفين و الجمل اعتزل أيوب أبا

. ه38 سنة النهروان معركة في إال بعلي

يتبين ، الفصل هذا في ذكرناه لما ختاما و قد الصحابة من الساحقة الغالبية أن منه لنا

خاضت قد منهم قليلة قلة إن و ، الفتنة اعتزلوا على كانوا لها المعتزلين هؤالء أن .و فيها

كان بما متمسكين ، منها موقفهم في صواب و الفتنة ذم عن النبوية األحاديث من معهم

ابن ندم عن قيل ما أن أيضا تبين . و اعتزالها اعترف سعدا أن و ، للفتنة اعتزاله عن عمر

أن و ، يثبت لم أمر هو ، منها موقفه في بخطئه من األول موقفهما على بقيا أنهما الصحيح

. الفتنة

الخاتمة

البحث هذا قضايا دراسة من توصلت الصحابة : إن منها ، نتائج جملة إلى


يمثلون الفتنة في للقتال المعتزلين و ، الكرام الصحابة من الساحقة الغالبية

صحيحة نبوية أحاديث معهم كانت على الحث و الفتنة ذم في صريحة ابتعد من موقف تصويب و ، اعتزالها

صحابة هؤالء رأس على كان قد . و عنها المهاجرين من األولين السابقين من كبار

التخفيف في بفاعلية ساهموا ، األنصار و إلى الناس دعوة و ، الفتنة حدة من

فيها الخائضون الصحابة أما . و اعتزالها قد قليال عددهم - فكان الفتنة أي –

عن يقل أو ، صحابيا أربعين إلى يصل. بقليل يزيد أو و ذلك

المعتزلين الصحابة أن أيضا تبين و

، صوابا صحيحا منها موقفهم كان للفتنة الكثيرة الصحيحة النبوية األحاديث أيدته السلبية اآلثار دعمته و ، ذكرها سبق التي

في القتال عن انجرت التي المدمرة تفّرق و ، الخير قل و الشر فزاد ، الفتنة بأسهم أصبح و ، أحزابا و شيعا الناس


أنفسهم في تكبدوا و ، شديد بينهم. كبيرة بشرية خسائر

تعالى الله بحمد تم

.. المحتويات فهرس

: المقدمة)-( األول الفصل

الفتنة في للقتال المعتزلون الصحابة في القتال عن الصحابة مواقف - تباين

الفتنة للفتنة المعتزلين الصحابة - اشهر فيها الخائضين و للفتنة المعتزلين الصحابة بين - مقارنة

الثاني الفصل الصحابة حول مناقشات و ردود

للفتنة المعتزلين المعتزلين الصحابة :مجموع أوال

للفتنة على للفتنة المعتزلون كان ثانيا: هل

؟ خطأ


اعتزاله على عمر ابن ندم : هل ثالثا ؟ للفتنة

اعتزاله في سعد أخطأ :هل رابعا ؟ للفتنة

الجمل في أيوب أبو شارك :هل خامسا صفين؟ و

: المحتويات )-( فهرس


الصحابة المعتزلون للفتنة الكبرى

Documents

Transcript of الصحابة المعتزلون للفتنة الكبرى