جريدة الكرامة | العدد الرابع عشر

ة و ـ ـ ة ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ـ ﺛﻮرﻳﺔ ـ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ2013 - 07 - 10 ﺍﻟﻌﺪد14 www.facebook.com/alkarameh.newspaper 6 ﺻﻮﺭﺓ ﻟﺴﻮﺭﻳﺎ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻭﺻﻔﺤﺔ ﻣﺸﺮﻗﺔ ﻣﻦ ﺻﻔﺤﺎﺕ ﺫﺍﻛﺮﺓ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ7 ﻗﺼﺔ ﻗﺼﻴﺮﺓ ﺑﻘﻠﻢ ﻧﻮﺭ ﺍﻟﻴﻘﻴﻦ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﻐﺪر ﺃﺧﻮﺓ ﺍﻟﺪﻡ وﺍﻟﺮﺻﺎص10 ـﻦ ﺃﺧﺮﺟﻬـﺎ ﺃﺣﺒﺖ ﻭﺗﺰﻭﺟـﺖ ﻣ ﻣـﻦ ﺳﺠـﻮﻥ ﺍﻟﻨﻈـﺎﻡ ﺁﻻء ﻣﻮرﻟﻠﻲ ﻛﻞ ﻋﺎﻡ ﺃﻧﺘﻢ وﺍﻷوﻃﺎن ﺑﺨﻴﺮ ﺧﻄـــﻮﺍﺕ ﻋﻠـــﻰ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮب ﻣﻨﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻛﻲ ﻳﺴﺘﻤﺮ ﺍﻟﺼﻤﻮد ﻋﻠﻰ ﺟﺒﻬﺔ ﺣﻤﺺ2 ص ﺍﻗﺘﺼﺎد ﺍﻟﺼﺎﻏﺔ وﺍﻟﺸﺒﻴﺤﺔ ﻳﺸﺮﻋﻨﻮن ﺍﻟﺴﻮﻕ ﺍﻟﺴﻮدﺍء .. وﺍﻟﻠﻴﺮﺓ ﻣﺤﺴﻮدﺓ!4 ص ﺍﻗﺘﺼﺎد ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ ﺍﻟﺴﻮرﻱ ﻟﺒﺤﻮﺙ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺕ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻧﺼﻒ ﺳﻜﺎن ﺳﻮرﻳﺔ ﺃﺻﺒﺤﻮﺍ ﻓﻘﺮﺍء5 ص ﺍﻟﺴﻴﺎرﺍﺕ ﺍﻟﻔﺎرﻫﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖً ﺗﻼﻗـﻲ روﺍﺟـﺎ ﺍﻟﺴﻮرﻳــﺔ ﺍﻟﻤﺤــﺮرﺓ8 ص(ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﺴﻮرﻱ) وﺃوﻫﺎﻡ ﺍﻟﺤﺴﻢ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ!9 ص

description

جريدة الكرامة | العدد الرابع عشر

Transcript of جريدة الكرامة | العدد الرابع عشر

Page 1: جريدة الكرامة | العدد الرابع عشر

حرية ـ عدالة ـ مساواة

جريدة

10 - 07 - 2013ثقافية ـ ثورية ـ سياسية 14www.facebook.com/alkarameh.newspaperالعدد

6

صورة لسوريا المستقبل وصفحة

مشرقة من صفحات ذاكرة الثورة

7

قصة قصيرة بقلم نور اليقين

ليلة الغدر 10أخوة الدم والرصاص

أحبت وتزوجـت َمـن أخرجهـا

مـن سجـون النظـام

آالء مورللي

كل عام أنتم واألوطان بخير

خطـــوات علـــىالطريق

المطلوب منا جميعا كييستمر الصمود على جبهة

حمص

ص 2

اقتصادالصاغة والشبيحة

يشرعنون السوق السوداء.. والليرة محسودة!

ص 4

اقتصادالمركز السوري لبحوث

السياساتأكثر من نصف سكان سورية

أصبحوا فقراء

ص 5

السيارات الفارهة

تالقـي رواجـاً في المناطقالسوريــة المحــررة

ص 8

(الصراع السوري)وأوهام الحسم العسكري!

ص 9

Page 2: جريدة الكرامة | العدد الرابع عشر

تّمــــوز 14محّلّيـــات

2

بقلم: عمـر المـراديــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 - إخ��اص الني��ة هلل تعالى )هي هلل, ال للسلطة وال للجاه(

ذو ميدان��ي قائ��د وج��ود - 2مواصف��ات قيادية, تدي��ن له كل الفصائل بالطاعة, وتلتف حوله في

المنشط والمكره .

3 - وج��ود س��جل موح��د عن كل العاملين في المشهد العسكري

4 - وج��ود صندوق دع��م موحد, يلتزم به جميع الداعمين .

5 - وجود خطة عسكرية )هجومية - دفاعي��ة( موح��دة, يلت��زم به��ا

الجميع .

6 - توزي��ع الم��ال والذخي��رة على أساس حجم مش��اركة الكتيبة في الخط��ة, ولي��س بن��اء عل��ى حجم

الكتيبة أو اللواء .

الخط��ط م��ن %75 وض��ع - 7العس��كرية بناء عل��ى مبادئ حرب العصابات )كرٌ وفر - اضرب واهرب - إش��غال العدو - تشتيت العدو -

استنزاف العدو(.

8 - اإلستعداد النفسي والميداني لفكرة أن الدع��م الخارجي وطرقه

البرية سيتوقف يومًا ما .

9 - االعتماد على التذخير والتسليح الذاتي من مخازن ومواقع وحواجز

كتائب النظام )شراء - اغتنام(.

10 - إنش��اء غرف عمليات نفسية وإعامية عسكرية موحدة

11 - إبعاد كل العناصر المس��يئة أو المعطلة للعمل الجماعي

12 - استعمال الحزم والشدة تجاه كل مسيء أيا يكن )أفراد وكتائب(

بقلم: أبـو حمـزةـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عندما يتح��رك قط��ار الحرية فإن عل����ى الن��اس أن يخت��اروا بي��ن أمري���������ن: إما االلتحاق به، وإما الم��وت تح��ت عجاته. وق��د قرر الشعب السوري المضي في ثورته وبذل الغالي والنفيس في س��بيل تحقي��ق الحري��ة والتخل��ص م��ن

الظلم والفساد .ثار الش��عب الس��وري، فبدأ األسد المج��رم بتحريك الجيوش وقصف المدنيين اآلمنين وتدمير البيوت فوق رؤوس س��اكنيها س��عيًا منه هيه��ات لك��ن الث��ورة، لس��حق هيهات أن يستطيع أحد أن يهزم إرادة الشعب. وبعد الدمار الهائل الذي س��ببه القصف الوحشي من النظام المجرم، اضطر الكثير من المدنيي��ن للنزوح خ��ارج بيوتهم

ومدنهم وقراهم، فمنهم من غادر سوريا إلى مخيمات اللجوء ومنهم من بقي داخل س��وريا متنقًا بين المدن س��اعيًا لتأمي��ن مكان آمن ألطفاله، مسلمًا بقضاء اهلل وقدره، ومضحيًا بالغالي والنفيس س��عيًا

منه وراء الحرية .إن مش��كلة النازحين، في الداخل والخارج، مش��كلة كبي��رة تامس الجزء األكبر من الش��عب السوري وتغيي��ب الحال��ي، الوق��ت ف��ي معاناتهم عن اإلعام أمر ش��ديد الخط��ورة. صحي��ح أنن��ا ال نري��د تحوي��ل الث��ورة الس��ورية، ث��ورة إل��ى قضي��ة والكرام��ة، الحري��ة إنس��انية، لكن في الوقت نفسه ال بد من تسليط الضوء على معاناة ه��ؤالء الناس الذي��ن كانوا وقود

الث��ورة ومشعليها الحقيقيين.

افتتاحية العدد

المهجريـن والنازحيــــن... مـن معانـاة إلـى معانـاة

خطوات على الطريق .. المطلــوب منــا جميعــا كي يســتمر

الصمود على جبهة حمص

Page 3: جريدة الكرامة | العدد الرابع عشر

تّمــــوز 14محّلّيـــات

3

بقلــم: باســل حــورانـيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لعل أكثر ما يضيق على الناس داخل سوريا، وينغص معيشتهم، هو القبضة األمنية المفرطة التي يفرضها الباد، وانحراف األمن عن مهمته بشار األسد على األساسية في حماية المواطنين والسهر على أمنهم بينهم, الرعب وزرع المواطنين وتخويف وراحتهم، كل في ويزرعهم العاديين، الناس يجند راح حتى األماكن وفي كل الدوائر الحكومية لجمع المعلومات وإباغ الجهات األمنية، حتى صار المواطن السوري ببشار أو بالسياسة، يتعلق شيء بأي الكام يخاف يكتف ولم أصدقائه، أو عائلته أمام حتى األسد، األمنية والجهات الفروع أصبحت بل بذلك، األمن

في وتتدخل السياسية، القرارت صنع في تشارك عاقة سوريا مع الدول األخرى، وال يخفى الدور الذي بين حدثت التي األزمة في األمن أجهزة به قامت

سوريا ولبنان على سبيل المثال.ومن خال كل هذه األمور نعرف أن األجهزة األمنية، أو المخابراتية إن صح التعبير، تتحكم بمقادير الباد بشار ذلك في يدها أطلق وقد سوريا، في والعباد الكبيرة األمل خيبة هو ذلك وراء والسبب األسد، أن بعد األسد ببشار السوري الشعب تلقاها التي الشعب وكان والطموحات، اآلمال عليه يبني كان الوعود يستعد ليعيش حياة مختلفة من خال تلك الوردية التي كان يلقيها ويتشدق بها يمنة ويسرى آماله شعبنا فبنى محفل، كل وفي خطاب كل في

وأحامه على تلك الوعود، ولكن تمر األيام والشهور انحدر أن يتحقق شيء من ذلك، بل والسنين دون فأكثر، أكثر السوري للمواطن المعيشي المستوى فما كان من الشعب إال أن يعبر عن خيبة أمله داخل ونقد بشار عن الكام من ويجعل المغلقة، الغرف مواقفه السياسية وقراراته متنفسًا لهم، كمن يندب

حظه، ويقول لو أنني فعلت كذا وكذا لكان كذا. بأن نفسها الناس في سوريا تسلي كان ما وكثيرًا وأعوانه األسد بشار على والسخريات النكت تطلق على والسخرية الترفيه أوجه من كوجه ونظامه، العنان أطلق أن إال بشار من كان فما القدر، وجه وبغير جزافًا بالناس فتعتقل األمنية، لألجهزة عن عبروا ألنهم فقط تهمًا، إليهم وتنسب حق، مغلقة في مجالس بالكام آالمهم وعن استيائهم ليس لها تأثير، وغالبًا ما كانت تنسى تلك األحاديث

بفض تلك المجالس. وقد تم اعتقال كثير من المعارضين في عهد بشار األسد، والذين سمح لهم هو نفسه بالعمل السياسي، ولكن بعد أن شعر بشار بعدم القدرة على تحقيق ما كان وعد به، وتوجهت له حراب المعارضين، اتهمهم بأنهم ليسوا معارضين حقيقيين، بل يتكلمون دون واألمة، السوري الشعب عزيمة ويحبطون أدلة، أنه بشار ونسي مستقرهم، هي المعتقات وكانت حتى رؤساء الدول الكبرى والذين يمشون على نهج ومؤثرة حقيقة بإصاحات ويقومون وصريح واضح للسخرية يتعرضون أجل شعبهم ومن بادهم في على المأل، ولكن الفرق أن هذه السخرية تأتي لتعبر السوريين نحن سخريتنا أما والفرح، الضحكة عن مسامع في فتكون والجرح، األلم عن لتعبر فتأتي نظام األسد كصرخات الموت لنا، فهم يريدوننا أن

ال نصرخ حتى ونحن نموت .

اكــذب ... واعتقـل مـن لـم يصـدق

قبل أن يتس��لم رئيس االئتالف الجديد مهامه، بدأ الهج��وم علي��ه والحديث عن ماضيه بأش��ياء كانت

وأشياء لم تكن.بالرغم من الفش��ل الذريع الذي طال عمل االئتالف خ��الل المرحل��ة الماضي��ة، إال أنه ال يج��وز الكالم

عن الش��خص قبل أن نرى عمل��ه، والحديث عن أن )المكت��وب مبين من عنوانه ( حديث س��خيف وغير مقب��ول.. يج��ب االبتعاد ع��ن الحديث بس��وء عن رئيس االئتالف عسى أن يوفق في عمله وينجح في

وضع المعارضة على الطريق الصحيح.

وجهــة َنَظـــر...! بقلم: أبو حمزة

Page 4: جريدة الكرامة | العدد الرابع عشر

تّمــــوز 14

4

الواقع االقتصادي

اس��تطاع حاكم مص��رف س��ورية المرك��زي »أديب ميال��ة« خ��ال عامين من عمر الث��ورة من أن يجعل القوائم المالية للمصارف السورية بالتعاون مع هيئة األوراق المالية أما رابحة أو خاسرة بنسب طفيفة بعد أن تم التاع��ب بالمعايير الدولية المحاس��بية ورفع

سعر الصرف.من��ذ بداي��ة الث��ورة لجأت المص��ارف الس��ورية إلى تغطية خس��ائرها بإعانها عن ارتف��اع األرباح نتيجة ارتفاع س��عر الدوالر، حيث أظهرت القوائم والبيانات المالية الصادرة حديثًا أن أغلب المصارف الس��ورية مازالت تحقق األرب��اح بعد أن تم إعادة تقييم القطع البنيوي )إعادة تسعير الدوالر(، وإن كانت هذه األرباح تنخفض بنس��بة س��نوية 98,2% فالبيان��ات تدقق وتزور وتظهر المص��ارف على أنها رابحة على عكس

الواقع.خطط المركزي في اإلبقاء على المصارف لن يحالفها النج��اح وخس��ائر القط��اع المصرف��ي تتج��اوز 400 مليون دوالر خال أقل من عامين من عمر الثورة، أما المصارف العامة مفلس��ة وغير ق��ادرة على اإلقراض والتمويل وال على س��د االحتياجات، وحتى »المصرف التجاري السوري« أوقف عملية بيع اليورو لاحتياجات الشخصية، منذ أسبوعين بسبب »األسباب التقنية« وه��ي عدم توفر اليورو، وس��ط حالة من ش��ك حول حقيقة إفاس مصرف س��وريا المركزي بعد االنهيار الكبير لليرة واس��تنفاد أرصدة المركزي من العمات

الصعبة.

المصارف رابحة والبلد بخير! يفتق��د حاكم المص��رف المرك��زي إلى الخب��رة، أما سياس��اته النقدية ال تجدي في الس��يطرة على سعر الص��رف، رغم كل القرارات وااللتف��اف على القوانين

والمعايير الدولية.كما أن أصغر مدير مصرف أو ش��ركة صرافة سورية لديه خبرة ال تقل عن 15 إلى 20 سنة في مجال العمل مقارنة بخب��رة ميالة، والذي ليس لديه أية خبرة في أي عم��ل مصرفي وال يملك أي تاريخ في هذا المجال قب��ل تعينه حاكم��ًا, )أي أنهم يس��تطيعون التاعب بأس��واق وأس��عار الصرف بسهولة وش��طارة وأمام عي��ن ميالة( ومن يدير المصرف المركزي أش��خاص أمي��ون ال يفهم��ون ال بالسياس��ة وال باالقتص��اد، والجميع يع��رف أن ميالة لديه أزمة قبل األزمة، وفي

سورية ال رجال السياسية يعرفون والرجال االقتصاد يفهمون وال أحد مستعد لقول الحقيقة والكل يكذب عل��ى المواطن وهذه االجابة عن س��ؤال كيف ربحت

المصارف وخسر أديب ميالة؟!!..

اللي���رة محس���ودة!ي��درك المتاب��ع لحاكم المص��رف المرك��زي »أديب ميالة« أن لديه مشكلة في المعلومة والمتابعة وأنه بالتأكيد لن يس��تطيع الس��يطرة على س��عر الصرف ألن��ه ال يمل��ك أي أدوات مع العلم أن زهير س��حلول والدردري امتلكا زمام المبادرة في أزمة الدوالر خال العام2006، فتدخل ميالة في أسعار الصرف إعامي، وعلى الرغم من المحاوالت المتكررة إلقناع المواطن أن الحرب الكونية ليست فقط على النظام السوري، وإنما عل��ى ميالة والليرة أيضا، فمن��ذ اندالع الثورة يقول ميالة إن الليرة محس��ودة، وق��د فلت من يده سعرها، وليس للمواطن اليوم أي ثقة في تصريحات المرك��زي، أما تصرفه – ميالة- س��يؤدي إلى تعميق انهيار الليرة، ونزع الثقة منها وإخراجها من الس��وق والتداول ألنها تخسر والقوة الشرائية تتراجع بشكل

مس��تمر، ومع صباح كل يوم يحقق س��عر الدوالر في السوق السوداء رقما قياسيا جديدًا.

من المستحيل المحافظة على سعر الصرف

منذ تس��عة أش��هر لم يدخل دوالر واحد إلى النظام الس��وري م��ن ص��ادرات النف��ط، إضافة إل��ى تراجع الصادرات بس��بب توقف المعام��ل، وتراجع تحويات المغتربين، هذا التدهور لسعر الصرف يعود ألسباب اقتصادي��ة كلية والتقديرات تش��ير إل��ى أن النظام بحاجة إلى ودائع مالية ضخمة في المركزي السوري م��ن قبل اي��ران وروس��يا والصين بمبل��غ يفوق 33 مليار دوالر مقابل قمح وقطن ونفط وغاز األمر الذي يعتب��ره الخبراء غير ممكن ألن روس��يا لم تس��تطع توفير المال ال��ازم للمركزي حتى ال يواجه اإلفاس

بشكل حقيقي. أم��ا التقديرات تش��ير إلى تدفق أكثر م��ن 15 مليار دوالر أمريكي إل��ى المعارضة الس��ورية حتى نهاية الع��ام 2012 )وب��دوره النظام الس��وري أنفق خال نف��س الفترة حوالي 30 ملي��ار دوالر من االحتياطي

الصـاغـــة والشبيحـــةيشرعنون السوق السوداء .. والليرة محسودة!

Page 5: جريدة الكرامة | العدد الرابع عشر

تّمــــوز 14

5

الواقع االقتصادي

جريـدة الكرامـةــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

دخ��ل 6,7 مليون س��وري دائرة الفق��ر عام 2012، منهم 3,6 مليون شخصًا دخلوا دائرة الفقر الشديد، نتيجة الزيادة في أس��عار البضائع والخدمات وتراجع مصادر الدخل واألضرار المادي��ة للممتلكات، وذلك

خال األزمة الممتدة منذ عامين تقريبًا.ويبلغ عدد الفقراء في س��ورية قب��ل األزمة نحو 5,5 مليون، يض��اف اليهم 6,7 مليون بس��بب األحداث، وبذلك يرتفع الع��دد لحوالي 12 مليون تقريبًا، وإذا باالس��تناد إل��ى أن عدد س��كان س��ورية 22 مليون نس��مة بحس��ب “المكتب المركزي لإلحص��اء”، فإن نس��بة من دخلوا دائرة الفقر بس��بب األزمة يقدرون

بنصف السكان.وتش��ير الس��اعة الس��كانية عل��ى الموقع الرس��مي للمكتب المركزي لإلحصاء في رئاسة مجلس الوزراء إلى أَن عدد سكان سورية مساء 29 / 1 / 2013، قد وصل إلى حدود 22 مليون نس��مة، حيث يبلغ العدد بموجب تلك الس��اعة 21 مليونًا و 944 ألفًا و 573

نسمة.وكش��ف تقرير حديث أعده “المركز الس��وري لبحوث

اآلث��ار – الس��ورية األزم��ة بعن��وان السياس��ات” االقتصادية واالجتماعية، أنه بلغت الزيادة النس��بية ف��ي معدالت الفقر العام نهاي��ة الربع األول من عام

2013 مقارنة بعام 2012 حوالي %150وكانت أش��د المناطق تضررًا بنس��بة زيادة معدالت الفقر العام في سورية نهاية الربع االول من 2013 مقارن��ة بالع��ام الماضي، ه��ي المنطق��ة الجنوبية بحوال��ي 160%، تليه��ا المنطقة الوس��طى بحوالي 155%، ومن ث��م تأتي المنطقة الش��مالية بحوالي 145%، وتليه��ا الس��احلية بحوال��ي 135%، وأخيرًا

تأتي المنطقة الشرقية بحوالي %130وكان رئيس مكتب االسكوا في “لجنة األمم المتحدة

االقتصادي��ة واالجتماعي��ة لغرب��ي آس��يا” عب��د اهلل الدردري، كشف في شهر نيسان الماضي، أن خمسة مايين مواطن س��وري دخلوا تح��ت خط الفقر على

خلفية األزمة المشتعلة في سورية.وكان��ت دراس��ة أصدره��ا “المركز الس��وري لبحوث السياس��ات” قب��ل نحو 4 أش��هر أوضحت أن نس��بة الفق��راء بس��بب األزمة بلغت نح��و 3 مليون مواطن

سوري.وبحس��ب محل��ل اقتص��ادي ف��إن تط��ور األح��داث وتس��ارعها، رفع النس��بة بين الدراس��ة التي أجراها المرك��ز الس��وري لبحوث السياس��ات وبين دراس��ة

“االسكوا”.وأض��اف المحل��ل موق��ع أن: “الرقم الرس��مي لعدد الفق��راء في س��ورية حت��ى ع��ام 2011 كان حوالي خمس��ة مايين مواطن بحس��ب دراس��ات ل�” هيئة التخطي��ط والتع��اون الدول��ي”، مع “برنام��ج األمم

.”UNDP المتحدة اإلنمائيواعتبر المحلل حينها، أن الرقم يصبح “عشرة مايين فقير عندما نجمع النسبة الجديدة للفقراء مع النسبة

الرسمية المعتمدة حتى تاريخ بدء األحداث”.

المركز السوري لبحوث السياساتأكثر من نصف سكان سورية أصبحوا فقراء

بقائ��ه عل��ى للمحافظ��ة اإليراني��ة والمس��اعدات بالس��لطة بمع��دل 40 ملي��ون دوالر يومي��ًا( األمر الذي س��اهم بتعويض جزء كبير من النقص بالقطع األجنب��ي في الس��وق المحلي خال الفت��رة الماضية لكن هذا التعويض لن يس��تمر خال الفترة القادمة بس��بب االس��تنزاف الذي أصاب االحتياطي الس��وري

واألزمة االقتصادية اإليرانية. تحدي��د س��عر القطع األجنبي يتم كس��عر أي س��لعة أخ��رى وفق قاع��دة الع��رض والطلب، وهناك س��عر الص��رف الرس��مي الموجود بالنش��رات الصادرة عن المص��رف المرك��زي وس��عر الصرف الحقيق��ي الذي يح��دد في الس��وق وهو المهم ألنه يعب��ر عن القوة الش��رائية الحقيقية للعملة المحلية، ولو كان ارتفاع س��عر القط��ع األجنب��ي بمع��زل ع��ن ارتفاع أس��عار الس��لع األخ��رى لوافقنا بأن الموضوع حرب نفس��ية وتصريح��ات كامي��ة ومضارب��ات ولك��ن التضخ��م الكبير في أس��عار بقية الس��لع يدل على أن موضوع

ارتفاع س��عر الصرف يعود ألس��باب اقتصادية بحتة، ودور المص��رف المرك��زي المحافظ��ة على اس��تقرار س��عر الصرف عن طريق تحقيق التوازن في الس��وق بين العرض والطلب م��ن العملة المحلية والعمات

األجنبية.ولكن في بيئة اقتصادية مختلفة تتعرض للصدمات االقتصادية بشكل يومي بدءًا من المقاطعة الدولية وإغاق المعاب��ر مرورًا بانخفاض الناتج العام وإحراق المعام��ل وتدمير البنية التحتية، وص��واًل إلى ارتفاع نس��ب اإلنفاق والعجز في ميزان المدفوعات، يصبح من المس��تحيل المحافظة على س��عر صرف متوازن ومستقر، مع توقعات بأن يستمر هذا الخلل ويستمر

معه ارتفاع سعر صرف العمات األجنبية.

الدولرة الكاملة س��عر الدوالر الغير مستقر دفع التجار في سورية إلى إصدار الفواتير وتس��عير البضائع بالدوالر واس��تام

الثمن بال��دوالر.. أي »الدولرة الكامل��ة« .. أما باعة التجزئ��ة في أغلب األس��واق الس��ورية، اتجهوا نحو »الدول��رة« من خال طلبهم الدف��ع بالدوالر خاصة في س��وق التكنولوجيا والم��واد الغذائي��ة، كما أنه ليس من المصادفة أن تطلب مجموعة من الشبيحة مؤخرًا من الضابط المس��ؤول عنها تثبيت رواتبهم نس��بة إلى الدوالر بس��بب االرتفاع اليوم��ي للدوالر وهب��وط قيمة اللي��رة الس��ورية، كما أن الش��بيحة يقومون ببيع مسروقاتهم مؤخرًا بالدوالر بدل الليرة

السورية.وف��ي الوقت عين��ه تقوم جمعي��ة الصاغة بتس��عير الذه��ب عل��ى دوالر 210 والمتعامل��ون يعتبرون��ه دليًا على شرعية السوق الس��وداء، يترافق ذلك مع اتجاه المصارف السورية الخاصة إلى تسعير العمات بس��عر قريب من السوق الس��وداء، بعد تخطي سعر

الدوالر ال� 225 ليرة.

Page 6: جريدة الكرامة | العدد الرابع عشر

تّمــــوز 14

6

قلــــم ثـــوري

بقلم : ابنـة حــورانـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يرصد المراقب للثورة في سوريا الكثير من الظواهر، والظاهرة التي سنسلط الضوء عليها هي أخوة الدم والرصاص، رغ��م محاوالت النظام لب��ث روح الفرقة بين اإلثنيات السورية، وقد جند لذلك اإلعام المحلي وإع��ام الحلفاء ف��ي المنطقة، كما جن��د الجنود في الفضاءات والمواق��ع االلكترونية لهذا الغرض، لكن وإن نجح في بعض المناطق بهذا األمر، فإن الحراك الثوري أثبت وعيًا ال يمكن تجاهله، فنحن عندما نرى معاذ الخطيب، الخطيب السابق لجامع بني أمية، مع صب��را وكيلو ف��ي خندق واحد، ووحي��د صقر وحبيب صالح وجبر الشوفي وريما فليحان في نفس الخندق، وكلهم يشكلون عناوين عريضة يسقط على أعتابها كل حل��م للنظام بفص��ل المكونات الس��ورية ودق أس��افين الفرقة بينها، هذا إذا بدأن��ا من المعارضة السياس��ية التي تمتلك مس��توى معي��ن من الوعي والثقافة، أما إذا انتقلنا إلى المعارضة العسكرية التي انصهر فيها المثقف الس��وري مع العامل والعسكري وكل مكونات المجتمع، إذا ش��ئت، في بوتقة واحدة، وبعد أش��هر من الهتاف الس��لمي، واحد واحد واحد الشعب السوري واحد، وبعد أن وحدهم األلم والحلم ألش��هر هتفت جاس��م لدرعا )نحنا معاك��ي للموت(، وهتف��ت درعا لحمص )درعا معك��م للموت( وبعد أن امتزج المش��هد الس��وري في صورة إنس��انية رائعة م��ن المحبة والتع��اون والتعارف، فأصب��ح المواطن يتع��رف في أزمت��ه على الفسيفس��اء الس��ورية، بعد أن تقوقع على ذاته في همومه المعيش��ية لس��نين خلت، وأصبحت س��وريا تتعرف عل��ى أحام قرى درعا وصمود شباب البيضا و إبداعات أهل حمص وجروح حماة التي لم تندمل وشجاعة أهل إدلب، وبعد هذه التجارب السلمية التي وقف العالم أمام هتافاتها التي قوبلت بالرصاص ب��كل احترام وتقدير، بدأت صورة جميلة أخرى تظهر من بين الركام و تزهر في الربيع الدامي، فبعض الجنود المنش��قين أصبحوا يقاتلون في محافظاتهم التي انش��قوا فيه��ا، ويدافعون عن أهله��ا، وأصبح��ت مدن الش��مال تحتضن ش��جعان الوس��ط، وأثمر أبابيل الجنوب في شوارع العاصمة، وأورق بواس��ل الش��مال في س��هول الجن��وب، إنها اللوحة الجميلة في المش��هد الدامي، فالتش��كيات العس��كرية تضم فيها عناصر من أكثر من محافظة

يوحدهم اله��م واأللم والغاية والهدف، ويعيش��ون تج��ارب جميلة ف��ي التدريب والتخطيط والفش��ل و النجاح، يتش��اركون الجوع والطعام, والتعب والراحة, والبس��مة والدمعة, وقد ينتهي بهم المطاف إلى أن تك��ون أرض صوالتهم وجوالته��م هي األرض التي تض��م بحب رفاته��م، ويخرج بجنازاته��م أخوة الدم والرصاص، يهتفون بحماس، والدموع تمأل مآقيهم، وتغن��ي تجاربه��م، وتصقل ش��خصياتهم، وترس��م

لسوريا طريقًا جديدًا مزهرًا رغم أشواك المرحلة. �م��ا عائاتهم وأس��رهم التي س��قتهم حب األرض ومعان��ي األخ��وة، فيبكونه��م من بعي��د، ويصلون عليه��م صاة الغائب بعد أن علموا بمكالمة هاتفية

بمصير أوالدهم. هذه التجارب س��طرها ناصر بشارة الذي شيعه رفاق الساح المس��لمين في يوم المياد، فرددت أجراس الكنيس��ة في قريته )خربا( ذات األغلبية المس��يحية هتاف��ات رفاقه ف��ي بصرى، ذات األغلبية المس��لمة، وف��ي صورة أخرى تعانق الس��هل والجب��ل، فبعد أن احتضنت )الحراك( المدينة المس��لمة السنية، الثائر المنشق خلدون زين الدين ابن الجبل الدرزي، وروى بدمائ��ه ثراها، فبكاه أخوة الدم والرصاص، وحفظت لنا ذاكرة الثورة وأرش��يفها أروع الصور لعاجه فيها،

ورسائله إلى أهل الجبل منها.نح��ن هن��ا نس��مي الطوائ��ف الت��ي ينتم��ي إليه��ا ش��هداؤنا، ونح��ن نترفع ع��ن كل طائفي��ة بغيضة، ولكن لنس��لط الضوء على أخوة تعالت على النعرات الطائفية، فكم من أبناء حمص دفنوا في درعا.. وكم من أبناء حلب دفنوا في القصير.. وو القائمة تطول، والتج��ارب تتعدد، ولكنها تتوحد ف��ي ظاهرة جميلة تبعث على الطمأنينة لمستقبل سوريا، التي تجاوزت الكثير من األزمات بنجاح، وسيكون عليها أن تنطلق إل��ى مس��تقبلها بطري��ق طوي��ل غير معب��د، ولكن به��ذه الروح الجميل��ة واإلرادة الحقيقية لتقبل اآلخر والتعاي��ش معه، وبه��ذه الصور الجميل��ة، رغم أنها حزينة، ألخوة الدم والرصاص، س��نجد طريقًا للعبور وطريقة للسامة، وسنحافظ على سوريا بالمحافظة عل��ى تعالي��م دينن��ا الحنيف ال��ذي أمرن��ا بالرحمة والمحب��ة، وفتحنا العالم بأخاقنا وإنس��انيتنا، وهذه ص��ورة لحضارتنا التي أيقظنا بها العالم، ثم فش��لنا يومًا بعد ي��وم في إعادة تمثله��ا وتمثيلها، وتصبح أخ��وة ال��دم والرصاص صورة لس��وريا المس��تقبل وصفحة مشرقة من صفحات ذاكرة لن تنسى للثورة

السورية.

أخوة الدم والرصاص صورة لسوريا المستقبل وصفحة مشرقة من صفحات ذاكرة الثورة

Page 7: جريدة الكرامة | العدد الرابع عشر

تّمــــوز 14

7

قلــــم ثـــوري

جريدة الكرامة���������������������������������������������������������������������������

أمض��ت آالء مورلي 65 يومًا في س��جن تابع للنظام الس��وري بع��د اعتقاله��ا لمس��اهمتها في أنش��طة المعارضة. وعندما خرجت في عملية تبادل معتقلين بين مجموعة مقاتلة معارض��ة والنظام، تعرفت إلى من أصبح زوجها بعد وقت قصير لتواصل إلى جانبه »الثورة« وصواًل إلى تحقيق حلمهما بس��قوط نظام

الرئيس بشار األسد.ويتذكر العديد من األش��خاص آالء، الشابة الجميلة التي ظهرت على شاشة التلفزيون السوري الرسمي لتدل��ي ب��� »اعتراف��ات« ح��ول تقديمه��ا معلومات »كاذبة« إلى قن��اة »الجزيرة« الفضائية حول الوضع

في سورية.وخ��ال الصيف الماض��ي، تعرفت بع��د خروجها من السجن إلى س��عيد طربوش، قائد كتيبة أحرار جبلة في الاذقية )غ��رب(، الذي تولى التفاوض في عملية

التبادل. وكان حب من النظرة األولى.وتق��ول آالء )23 عامًا(، الت��ي التقتها وكالة »فرانس ب��رس« في إس��طنبول للمرة األولى، قب��ل أن تجدد االتصال بها عبر االنترنت »أي فتاة في وضعي كانت لتقع في مثل هذا الحب. لقد أنقذ حياتي. معه عرفت

معنى الحب الحقيقي«.وأوقف��ت آالء في 12 حزي��ران )يوني��و( 2012 بعد االنتهاء من تقديم االمتحانات في س��نتها الجامعية الثاني��ة ف��ي جامعة الاذقي��ة. وتق��ول إن زميًا لها أبلغ عنها الس��لطات بسبب قيامها بتوزيع منشورات تدعو سكان الاذقية إلى االحتجاج على نظام األسد. وتضيف »خرجت من قاعة االمتحانات، ورأيت عناصر من األمن يقفون خارج الجامعة مع احد الطاب. وقد

أشار الطالب إلي، فاعتقلوني«.وتنقل��ت مورل��ي بين س��جن في دمش��ق ث��م خارج العاصمة ثم في حمص )وسط(، وأخيرًا في الاذقية،

التي تتحدر من إحدى قراها، جبلة.وتق��ول ع��ن تلك الفت��رة بصوت مرتج��ف، وبعد أن تغيب االبتس��امة عن وجهها: »رأي��ت أمورًا فظيعة. االنف��رادي، بالس��جن يهددونن��ي الح��راس كان ويمارس��ون ضغطًا نفس��يًا كبيرًا علي«. إال أنها تقر ب��أن »فتيات أخريات عانين أكث��ر«. وتروي أنها رأت »زنزانة تتك��دس فيها حوالى أربعي��ن امرأة كلهن عاريات ومقي��دات اليدين ومعصوب��ات العينين. لم

يكن مسموحًا لهن بالجلوس«.ويقول ناشطون حقوقيون إن هناك بين ثاثين إلى

أربعين ألف معتقل في سجون النظام السوري.وتؤك��د آالء أن »اعترافاته��ا عل��ى التلفزيون وفرت

عليها الكثير من س��وء المعامل��ة«. وكان التلفزيون الس��وري ب��ث ه��ذه االعتراف��ات م��رارًا وتك��رارًا مع المقدم��ة التالية: »آالء مورل��ي فتاة من مدينة جبلة ف��ي الاذقية تورط��ت في التعامل مع قن��اة الجزيرة الش��ريكة في سفك دماء الس��وريين باسم مزور )...( وقدم��ت معلومات كاذب��ة عن األوضاع ف��ي مدينة الاذقي��ة. ثم س��افرت إلى تركيا وتعرف��ت على من يمول المس��لحين ويدعمهم. ثم عادت إلى الاذقية بجواز س��فر مزور«. وتابع أنها »تخلت عن هذا الدور القذر بعدما تبين لها أن الهدف هو زعزعة اس��تقرار الوطن ونش��ر األكاذي��ب«. وبحجاب ناص��ع البياض وفس��تان بالل��ون البيج، ب��دت مورلي على شاش��ة التلفزيون هادئ��ة وتتكلم بلهج��ة جدية ومن دون تردد ظاهر. ومما قالته في حينه أن فتاة من قريتها اتصل��ت بها وس��ألتها إن كانت تواف��ق على إعطاء

»أخبار جاهزة« إلى قناة »الجزيرة«، وأنها وافقت.وأضاف��ت أن م��ن األخبار الت��ي أعطتها إل��ى القناة »حم��ات اعتق��االت وتظاه��رات رد عليه��ا األم��ن بالرص��اص، واقتح��ام األم��ن أحي��اء موالي��ة للثورة بالاذقي��ة«. وتابعت في »االعتراف��ات« أن »ما قلته ل��م يك��ن صحيحًا. كله ك��ذب«، وأن »الحي��اة كانت طبيعية في الاذقية«. أثناء وجودها في السجن، قام

ناشطون بحملة إعامية مكثفة لإلفراج عنها. وتقول آالء الت��ي التقته��ا »فران��س برس« في إس��طنبول وكان��ت ترتدي حجاب��ًا زه��ري اللون وتش��ع عيناها بالحماس »بفضل الجيش السوري الحر، تمكنت من الخروج من الس��جن مع فتاة اخرى. بادلونا بعدد من

الجنود األسرى لديهم«.بع��د فترة قصي��رة، تزوجت آالء »بطله��ا«، وانتقلت معه إلى تركيا. ويجلس س��عيد إلى جانبها، يتناقض صوت��ه العميق والجبلي مع صوته��ا األنثوي الناعم. ويب��دو بوضوح ان��ه ينتمي الى بيئ��ة محافظة اكثر من تلك التي نش��أت فيها آالء. لكن هذا ال يقلل من

إعجابه بها: »أنا فخور جدًا بآالء. إنها قوية جدًا«.وتحلم آالء بإنهاء دروس��ها في التاريخ وبنيل شهادة دكت��وراه ف��ي هذا المج��ال. وتقول: »أري��د أن أعود إل��ى الاذقي��ة وأعل��م الم��ادة«. أم��ا اآلن، فتكتفي م��ع مجموعة م��ن رفاقها في تركيا بجم��ع التبرعات للثورة والقيام برحات قصيرة إلى الداخل الس��وري لنقل مواد غذائية وس��لع أساس��ية إلى النازحين من

منازلهم.وتق��ول »نجم��ع أل��ف دوالر كل م��رة، ونذه��ب إلى محافظ��ة إدلب أو محافظة حلب في ش��مال س��ورية حيث توجد عشرات ألوف النازحين«. وتضيف: »هذه المس��اعدات ال تكف��ي، لكنها أفضل من ال ش��يء«. وتتابع: »نحن الش��باب وحدنا قادرون على مساعدة سورية. بالنسبة إلى العالم، لسنا سوى مجرد أرقام«.

الناشطة السورية آالء مورللي أحبت وتزوجـت َمـن أخرجهـا مـن سجـون النظـام

Page 8: جريدة الكرامة | العدد الرابع عشر

تّمــــوز 14

8

صحافية عربية

السيــارات الفارهـــةتالقـي رواجـًا فـي المناطــق السوريــة المحــررة

تكاليـف شــرائها انخفضــت بنسبـــة الثلثيــن بعـد انـدالع الثـورة

الشرق األوسطــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

داخل األراضي السورية: هانا لوسيندا سميث إن كنت في سوريا وأردت شراء سيارة هامفي )هامر(،

فما عليك سوى القدوم لمعرض إبراهيم للسيارات.تش��عر وأنت تتجول في المع��رض المقام في الهواء الطلق وكأن��ك في مكان آخر بعيدا ع��ن الباد التي تئن من وطأة الحرب، ونقص الغذاء، وانتشار الفقر.

كل م��ا تحتاج��ه لش��راء س��يارة فارهة م��ن معرض إبراهي��م ه��و المال، وعلى م��ا يبدو ف��إن كثيرا من األشخاص يملكون الوافر الكثير منه. يقول إبراهيم »أبيع 7 س��يارات ش��هريا، من م��اركات مثل )بي إم دبلي��و( و)أودي( و)م��ازدا( لكن أغلب هذه الس��يارات رباعي��ة الدفع«. آخ��ر الصفق��ات ت��م إبرامها أمس إذ ب��اع التاجر الس��وري س��يارة فورد رباعي��ة الدفع مقاب��ل 9 آالف دوالر أميركي. ال يع��رف إبراهيم من يشتري الس��يارات، لكن غالبية عمائه هم مقاتلون ف��ي صفوف الث��وار، والذين يزين��ون الزجاج الخلفي لسياراتهم بعبارة »اهلل أكبر« والزجاج األمامي بعلم

الثورة ذي النجوم الثاث.الس��يارات ضرورة هنا، لكنها تحولت إلى رمز للثورة أيضا؛ »فقبل الثورة« يقول إبراهيم: »لم يكن هناك كثير من السيارات األجنبية، لكنها تتوفر اآلن بكثرة،

فلم يعد أحد يريد قيادة سيارات سوريا«.يملك إبراهيم 30 س��يارة معروضة للبيع في الوقت الراهن، لك��ن هناك 25 تاجرا آخري��ن مثل إبراهيم

في الس��وق يملكون جميعا ما يزيد على ألف سيارة. بعض هذه السيارات تحمل لوحات بلغارية ورومانية والبع��ض اآلخر ال توجد عليه لوح��ات على اإلطاق، لك��ن إبراهيم يصر عل��ى أن الس��يارات التي يبيعها قانوني��ة. ويقول إن »أغلبها يأت��ي من أوروبا، لكنها يج��ب أن تأتي عبر بلغاري��ا أو رومانيا الجتياز الحدود التركية. أنا لن أبيع س��يارات ال تملك أوراقا كاملة«. تأتي أغلب هذه السيارات من دول االتحاد األوروبي، بما في ذلك بعض السيارات البريطانية والتي توجد

عجلة قيادتها في اليمين.ينتش��ر الس��وق على رقعة عش��بية كبيرة في الخاء كانت تس��تخدم في الس��ابق مكانا لركن السيارات. في المنتصف أقيم مس��جد صغي��ر في خيمة، وقطيع من األغنام يرعى العشب بجوار سيارة فورد موستانغ الامع��ة. طلب من��ي إبراهيم أال أكش��ف عن مكانه تحديدا، قائا: »أي مكان يتم اإلعان عنه في الصحف يتم قصفه بعدها مباش��رة« وتحدث عن الغارة التي ش��نتها طائرات األسد قبل أس��بوعين ودمرت اثنين من س��ياراته. ويقول: »نس��ارع إلى االختب��اء عندما تأتي الطائرات، ألنه لو سقطت قنبلة وسط السيارات

لوقعت كارثة. وستنفجر السوق كلها«.

أقيمت الس��وق هنا قبل 4 أشهر فقط، لتلبية الطلب المتزايد على الس��يارات المس��توردة بس��بب حاجة مقاتلي الثوار لهذه الس��يارات، الت��ي توافرت نتيجة لتحرر الس��وق، المنغلقة اقتصاديا في الس��ابق، في المناطق التي يس��يطر عليها الث��وار. فالحرب تصنع اقتصادها الخ��اص وقد فتحت الثورة الباب أمام نوع جديد من أصحاب المشروعات مثل إبراهيم. ويضيف إبراهي��م: »كانت المنطق��ة حافلة بتجار الس��يارات، لكنه��م كانوا يبيعون س��يارة أو اثنين قب��ل الثورة، ويفعلون ذلك س��را«. لكن ال يوجد ما هو س��ري في س��وق الس��يارات اآلن«. فالباعة يوقفون سياراتهم إلى ج��وار الطريق لجذب انتب��اه العماء، ويعرضون عليه��م اختبار الس��يارات وأكواب الش��اي طمعا في

تحقيق ربح وفير.وقال أح��د التجار: »يمكنك ش��راء الهامر مقابل 25 ألف دوالر، إنها صفقة أفض��ل من تلك التي يمكنك الحص��ول عليها ف��ي بريطانيا«. وه��ي أيضا صفقة أفضل بالنس��بة لعمائه السوريين أيضا، فالسيارات التي تراها هنا كان��ت تكلفهم قبل الثورة 3 أضعاف ثمنها اآلن. يضيف إبراهيم: »هذه الس��يارة، )تويوتا الند كروزر(، يمكنك ش��راءها مقاب��ل 13 ألف دوالر، لكنك لو رغبت في ش��رائها قب��ل الثورة لكلفتك 40 ألف دوالر. فعدم تطبيق ضرائب االس��تيراد الباهظة زاد م��ن وفرة هذه الس��يارات الفارهة أم��ام األفراد الذين كانوا يحلمون بقيادة سيارة من هذا الطراز«.. كان��ت هذه الس��يارات حك��را على النخبة م��ن أبناء النظام في سوريا من قبل، يؤكد إبراهيم: »لكن رغم ذلك ال يستطيع أغلب السوريين شراء هذه السيارات حت��ى وإن كانت بس��عر مغ��ر.. فكل العم��اء الذين يس��تعرضون صفوف الس��يارات المتوقف��ة يرتدون

الزي العسكري المموه«.أنش��أ إبراهيم تجارته على هامش الحرب، لكن ذلك يعني أن��ه عرضة لتقلباته��ا. وخال األي��ام األخيرة انخفضت الليرة السورية بش��كل حاد مقابل الدوالر وهو ما خف��ض أرباحه التي يجنيها عن كل س��يارة: »في الس��ابق كن��ت أجني نح��و 300 دوالر عن كل س��يارة أبيعه��ا، لكنن��ي اآلن أقب��ل 150«. وعندما يغل��ق المعبر مع تركيا، كما هو الح��ال يوم التقيته، تنتعش تجارته، ذاك أن »إغاق الحدود مفيد لنا، ألن ذل��ك يعني أن األف��راد لن يذهبوا إلى تركيا لش��راء السيارات. يجب عليهم أن يقصدونا نحن«، على حد

وصفه.

Page 9: جريدة الكرامة | العدد الرابع عشر

تّمــــوز 14

9

صحافية عربية

)الصراع السوري( وأوهام الحسم العسكري!

أكــرم البنـي – الشـرق األوسـطـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

حين يغدو المشهد السوري مثقا بالفتك والدمار، ويصبح الساح صاحب الكلمة الفصل، تطغى أخبار المعارك، بهزائمها وانتصاراتها، على كل اهتمام، وتغ��دو حافزا لش��حن الصراع وتعزيز لغ��ة العنف، وال يخف��ف م��ن وطأة ه��ذا الخيار وآالم��ه، االدعاء ب��أن ما يجري هو جهد اس��تباقي م��ن قبل النظام لتحصيل مكانة جديدة تؤهله لفرض اش��تراطاته عل��ى الرغبة الدولية في حل سياس��ي، أو كمحاولة اضطرارية م��ن قبل المعارضة المس��لحة لتعديل توازنات القوى ك��ي تجبر النظام وحلفاءه على فتح

باب المرحلة االنتقالية العتيدة.هو أمر مؤس��ف ومقلق، أن يفض��ي منطق الحرب، إلى انحس��ار الدور السياس��ي للمعارضة الس��ورية أم��ام تقدم المكون العس��كري، وقادته ال ينفكون عن تكرار أوهامهم عن حس��م عس��كري سريع في حال مدوا باألسلحة أو جرى تحييد الطيران الحربي، أمام نظام لم تفارقه األوهام ذاتها عن قدرته على س��حق الثورة بما يملكه من وسائل القهر، واعتاد م��ع كل محطة تحق��ق فيها اآلل��ة القمعية بعض التق��دم، أن ينعش هذه األوهام ويكرر الزمته، بأن األزمة توش��ك على االنتهاء وبأن ما تواجهه الباد

سيغدو في وقت قريب من الماضي.وعليه، يصعب على المرء فهم الطريقة التي تنظر فيها الس��لطة إل��ى النتائج، وكي��ف تخلص إلى أن خيارها الحربي ي��ؤدي الغرض وينجح، وتعجب بعد أكثر من عامين من تجريب مختلف أصناف األسلحة ومن عجز صريح عن كسر موازين القوى واستعادة الس��يطرة على أكثر من نصف مساحة الباد، وبعد الخسائر الجس��يمة التي منيت بها، وتراجع القدرة العمومي��ة عل��ى إدارة مؤسس��ات الدول��ة، تعجب م��ن اس��تمرار األوه��ام بإمكانية الحس��م ونجاعة منطق كسر العظم، ومن تكرار القول بأن »القصة خلص��ت«، واإليح��اء لآلخري��ن باالنتص��ار وبعودة األم��ور كما كان��ت، بينما الواضح أن الواقع يس��ير نحو األس��وأ، ونح��و المزيد من التعقي��د، والمزيد من احتدام الصراع، واس��تنزاف م��ا تبقى من قوة

المجتمع وثرواته.ليس س��ها عل��ى العقل إدراج م��ا حصل ويحصل في الباد تحت عن��وان االنتصار، فليس من معنى لكلمة انتصار في المش��هد الس��وري اليوم إال إذا جرى اختص��اره فيما تخلفه ق��وة قمعية هائلة من دم��ار وفتك ف��ي المدن والمناط��ق المتمردة، وإال إذا فهم بنجاح الممارس��ات السلطوية الموغلة في العنف واالس��تفزازات الطائفية في عس��كرة الثورة واس��تجرار ردود فعل م��ن الطبيعة ذاته��ا، وتاليا

محاصرة المبادرات السياسية ووأد مختلف الجهود إلعادة بناء الوجه المدني للثورة، وليس من معنى لكلم��ة انتصار إال إذا كان غرض��ه التعريف بأعداد ما فتئت تتزايد من الضحايا والجرحى والمفقودين وم��ن المش��ردين والمهجرين والاجئي��ن، وربما لتعزي��ز ال��روح المعنوي��ة ألنصار النظ��ام باقتراب س��اعة الخاص، وبض��رورة ب��ذل كل الجهود من أجله��ا، وبغي��ر المعان��ي الس��ابقة يضح��ك المرء على نفس��ه إذا نظر إلى الوقائع والحقائق الراهنة واعتبرها انتصارا، ما يش��جع على طرح السؤال عن جدوى اس��تمرار هذا العنف والتنكيل المعمم، وهل حق��ا لم ي��ر النظام نتائج ذلك؟ وأي��ن تفضي هذه

الطريق؟!يعتقد الكثيرون أنه مجرد وهم الرهان على الحسم العس��كري وعل��ى دور المعالجة العنيف��ة في منح الس��لطة أو المعارضة فرصة االنتصار، ويعتقدون أيضا أن��ه من المح��ال، بعد أكثر م��ن عامين من العج��ز وانحس��ار الس��يطرة، أن ينج��ح النظام بأي وس��يلة، ومهما يك��ن دع��م حلفائه، ف��ي تعديل موازين القوى بصورة نوعية، بل يرجحون أن يقود االستمرار في هذا الخيار إلى حرب أهلية مديدة مع ما قد يرافق ذلك من تكلفة بشرية ومادية باهظة، ثم يخلصون إلى أنه ليس ثمة إمكانية متاحة أمام الس��لطة بعد م��ا ارتكبته، وبعد الش��روخ العميقة الت��ي حدث��ت إلع��ادة بن��اء الثق��ة وإدارة مجتمع واقتصاد وسياسة، وتاليا الستعادة دورها العمومي

في قيادة المجتمع.المسألة التي لم يدركها النظام أو ال يريد إدراكها أن ما يس��مى انتصارا على الشعب هو أكبر هزيمة للوط��ن، وأن كلم��ة انتصار ليس��ت س��وى الوجه اآلخ��ر النكس��ار المجتم��ع وتدمي��ره، والقصد أن منط��ق الق��وة والغلب��ة والعنف لم يعد يس��تطيع إعادة مناخات الرعب واإلرهاب لاستئثار بالسلطة والث��روة، وإلخض��اع المجتمع من جدي��د، ولحكم ش��عب منكوب لم يبق عنده ما يخسره سوى حالة

القهر والخنوع التي يعيشها.لن تعود سوريا إلى ما كانت عليه قبل مارس )آذار( 2011. لغة الس��اح والعنف لن تمنح المتحاربين أي فرصة للحسم.. سيبقى الصراع مستعرا ومكتظا بالضحايا وكأنه يدور في حلقة جحيم مفرغة طالما لم يتحقق التغيير السياسي وينل الناس حقوقهم.. ه��ي عب��ارات يتداولها الجمي��ع كحقائ��ق ال تقبل التأويل، ويبقى الس��ؤال ع��ن الطريق األجدى كي تختصر دورة اآلالم ويصل الس��وريون إلى مجتمع

الحرية والعدالة والمساواة.

Page 10: جريدة الكرامة | العدد الرابع عشر

تّمــــوز 14

10

مـن واقـع الثــورة

ليلـــة الغـــدر »قصة قصيرة«

بقلـم: نـــور اليقيــنـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ازدادَ خفق��ان قلب��هِ المرتج��ف حدًة حت��ى ظنَ أَن أضاعه م��ا عادت تحتم��ل الموق��فَ العصيب، كان يحاول بهدوٍء االنتقاَل إل��ى الطرف اآلخر من الحاجِز المدجج باألس��لحة الثقيلة، ليتس��نى له الهروب إلى زقاٍق ضيق، فينجو بنفسه من العمل مع مجموعةٍ من القتل��ة تقوم بقصف المدنيي��ن اآلمنين في بيوتهم

بطريقةٍ عش�وائية تعب��ر عن حقارة نفوسهم .

إنه الش��اب محم��ود ذو البنية القوية الس��مراء، ابن الجزي��رة الس��ورية التي اعت��ادت أن توش��ح بألوان سنابل القمح المتأللئة كنور الشمس في كل صيف، موس��مٌ من الخير اعتذر عن المج��يء ببحور الذهب الممت��دة على أراضيها الشاس��عة هذا العام، بعد أن

غرق الوطن بأنهار الدماء والقهر .

أبى ضمير محمود المتوقد ووجدانه الحي أن يشارك أبناء جلدته داخل إحدى القطع العس��كرية في إحراق قلوب األبرياء وس��ط الريف الدمش��قي الممزق، فما رأت��ه عيناه من وحش��يةٍ اجت��ازت حدود اإلنس��انية طوال وعرضًا، أجبرته على القرار باالنش��قاق عن هذه

العصابة المجرمة .

لمع��ت في ذهنه فكرة الركض بكل ما أوتي من قوة عب��ر الزقاق الجانب��ي، ثم االختباء ف��ي إحدى األبنية القديم��ة، ريثم��ا يخيم اللي��ل على مام��ح المكان فيس��هل عليه االنتقال إلى منطقةٍ بعيدة. استجمع أنفاس��ه ث��م انطلق كالب��رق الخاطف يس��ابق زخات

الرصاص، الت��ي ما لبثت تاحق��ه بنيرانها الحاقدة، وتبع��ه بعض الجنود ممتثلي��ن ألوامر القبض عليه، لكنهم ل��م يس��تطيعوا تحديد مكان��ه، فقد أضحى الش��اب البطل وس��ط عائل��ةٍ احتضنت��ه بصمتٍ و

حكمة بعد دقائق قليلة من انشقاقه .

تمت محاصرة المكان لعدة س��اعات، وباءت محاولة العث��ور على الش��اب الفار بالفش��ل، قب��ل أن تذهب قطعان الشبيحة يائسة مدحورًة من المكان، وتنهيَ حص��ارًا خانق��ًا للمنطق��ة، مصحوبًا بحمل��ة تفتيٍش دقيق��ة، لكن رب المنزل الذي اس��تقبل محمود كان لديه من الفطنة ما يتجاوز بها ذلك الموقف الخطير

.

ودعَ الفت��ى العائلَة الصغيرة الت��ي أغدقت عليه كل ما يحتاجه من الطعام والشراب والثياب، بالرغم من أحواله��ا الفقيرة المزرية، ثم ق��رر الذهاب إلى قريةٍ أكث��ر أمانًا، وض��رورًة إلى التواجد فيه��ا، لكنه تذكر صدي��ق الدرب ال��ذي ما زال بين أولئ��ك المجرمين، دخ��ل في صراٍع كبير بين وفائِه لرفيق عمره وخوفه علي��ه من جه��ة، والتفكي��ر بخاصه وح��ده من أن تتل��وث يداه بالدم��اء البريئة من جه��ةٍ أخرى، لكن نور اإلخاص الذي ما برح ينبهه إلى واجبه في إنقاذ صديقه أشار عليه بضرورة التحدث إليه عبر الهاتف، وإقناع��ه بأهمية الخ��اص من عصبة األش��رار قبل

فوات األوان.

ت��ردد كثي��رًا قب��ل أن يتصل عل��ى جوال��ه، ففوِجئ بص��وتٍ مضط��رٍب حزي��ن، يس��أله كيف اس��تطاع اله��روب دون أن يرافقه، فأغرق صدر محمود الوفي بالحزن و الندم، وأخذ يلوم نفس��ه بشدة وهو يسمع

عتاب زميل األيام الطويلة بأفراحها وأتراحها ...

طلب الصديق العاتب من محمود أن يس��اعده على االنشقاق هو أيضًا، فكم من مشاعر الجرأة والشجاعة يزرع في كيانه إذا انتظره على مشارف محددة ليست ببعي��دةٍ عن القطعة العس��كرية التي يقيم بها، لقد وضع خطًة محكمة لانضمام إلى رفيق عمره والتبرء م��ن ثلة القتلة، هك��ذا أوحى إلي��ه بكلماتٍ غامضة ال يفهمه��ا س��واهما صاحبا العش��رة الطويلة، حتى

يستطيع النجاح في مهمته الحرجة .

تب��ادل الش��اب البط��ل النظ��رات مع القم��ر المطل عل��ى األرض الجريح��ة م��ن بعيد، فأحس بمس��حة حزنٍ تش��وب ضياءه الصاف��ي، وكأن البدر المكتمل في عرض الس��ماء يود إخباره بأم��ٍر مريب أو حَدثٍ جلل، وتابع مس��يره بحذٍر إلى م��كان اللقاء وقلبه ال يب��رح التوقف عن الدعاء ألخيه ب��أن يوَفق في اجتياز األساك الشائكة التي تحيط بالمركز العسكري دون

أن يشعر به الَظَلمة .

م��ا إن وصَل إلى الموقع المطلوب في الزمن المتفق عليه، حتى ألفى نفس��ه فجأًة محاطًا بعشرات الجنود الموجهين بنادقهم إلى كِل ناحيةٍ من أجزاء جسده المقشعر لما حدث، وقعت أبصاره على صديقه الذي أطلق ضحكًة خبيث��ة فأحرقت كل الذكريات الجميلة

التي عاشها معه إلى األبد .

هجموا كالكاب المفترس��ة الجائع��ة منهالين عليه بالض��رب واإلهانة م��ن اللحظ��ة األول��ى العتقاله، ليتع��رف على فنونٍ ن��ادرةٍ من التعذي��ب لم تخطر على قلب بش��ر، حفروا له قبره وقاموا بس��لخ شرائح م��ن جلده كالخروف الذبيح، ث��م صبوا عليه حموضًا وم��وادَ حارق��ة لتضفي عل��ى حياته أصناف��ًا جديدة من األحاس��يس الصارخ��ة الموجعة، تس��تجير منها

شياطين اإلنس و الجن ...

فق��د الوعي م��راتٍ عدي��دة أثناء جلس��ات التحقيق الس��وداء إل��ى أن نبضَ ن��ورًا دافئًا بي��ن عينيه في إح��دى الم��رات ليجد نفس��ه أمام موق��فٍ غريب لم يصدق��ه بداية األمر، حتى ش��عر باألم��ان الذي فقد س��بَل الوصول إليه، نعم إنه ما زال على قيد الحياة، لكن��ه بين مخلوق��اتٍ من جنس البش��ر هذه المرة، في إحدى المستش��فيات ال في القبر ال��ذي جِهز له، لقد أخبره بعض األبطال بقصة نجاحهم في اقتحام النقطة العس��كرية وفكه من األسر مع مجموعة من زمائه المعتقلين، س��أل عن صدي��ق الماضي الذي وشى به فعلم أنه انتقل إلى حكم الرفيق األعلى أثناء االش��تباك، شعر باألس��ى العميق في نفسه، وتضرع إلى اهلل أن يرزقه ورفاقه المخلصين لوطنهم الجريح

حسن الختام ...

Page 11: جريدة الكرامة | العدد الرابع عشر
Page 12: جريدة الكرامة | العدد الرابع عشر

12

تّمــور

ص��ورة وتعلي�ق: طف�ل يلعب بدراجته الصغيرة إلى جان�ب أك�وام من الحجارة واألبني�ة المتهدم�ة في مدين�ة حم�ص السوري�ة

14

الطفولة )الشاعرة الدمشقية(

ضمي ما تبقى ...لديكِ ... من طفولةْ فحولكِ العمولةْ ...و ألفُ ... ألفُ طلقةْ و ألفُ ... ألفُ صفقةْ

تزيفُ الرجولةْ ضمي ما تبقى ...

لديكِ ... من طفولةْ فحولكِ السكينة ...تغادرُ المدينةْ ...فتبحرُ السفينة ...

و تغرقُ ... الحمولةْ ضمي ما تبقى ...

من عالمِ الشرف ...من دميةِ الخزفْ ...ضميها ... في شغفْ

فهذهِ ................. بطولةْ فربما ...سترد عنك وقائع األيام ...