جامعة عبد الحميد ابن باديس

كلية الحقوق و العلوم التجارية

قسم علوم التسيير

المسؤولية االجتماعية موضوع المداخلة: للشركات من منظور االقتصاد االسالمي

إعداد : أ.وهيبة إعداد : أ.وهيبة مقدممقدم

مداخلة علمية للمشاركة في الملتقى الدولي األول:االقتصاد اإلسالمي ، الواقع و رهانات المستقبل

بالمركز الجامعي بغرداية

مقـــــدمـــــة

بعد تفاقم المشكالت االجتماعية و االقتصادية و البيئية في دول العالم، و التي كانت الشركات الدولية السبب

في ظهور بعض منها، ظهرت ضغوطات كبيرة على هذه الشركات في سبيل مواجهة التزاماتها و

مسؤولياتها و تصحيح الممارسات غير المسئولة الصادرة عنها، من هنا بدأت تتبلور ثقافة المسؤولية

االجتماعية، و أصبحت منظمات األعمال تغير من نظرتها للمجتمع و البيئة، في محاولة منها لتحسين صورتها من جهة و للعب دور فعال و ايجابي في

المجتمع من جهة أخرى.

: البحــث :مشكلــة البحــث مشكلــة

لم ينل موضوع المسؤولية االجتماعية للشركات من منظور إسالمي حظه الكافي من التأصيل الشرعي و

التأصيل العلمي، بالرغم من رسوخ مفاهيمه في تعاليم الشريعة اإلسالمية، يأتي هذا البحث كمساهمة لتالفي هذا النقص العلمي و لتبيان األصالة اإلسالمية لهذا

المفهوم، و ذلك من خالل محاولة اإلجابة عن التساؤالت التالية:

ما هي رؤية الفكر اإلداري المعاصر لمفهومالمسؤولية االجتماعية للشركات؟

ما هي رؤية الفكر اإلسالمي للمسؤولية االجتماعية للشركات؟

كيف ينظم اإلسالم عالقات منظمة األعمال و مسؤولياتها تجاه أصحاب المصلحة المتعاملين معها؟

ما الفرق بين المسؤولية االجتماعية من منظور إسالمي و تلك التي يتبناها الفكر اإلداري المعاصر؟

: البحــث :خطــة البحــث خطــةالمبحث األول: المسؤولية االجتماعية في الفكر

، و نتعرض لمفهوم المسؤولية اإلداري الوضعياالجتماعية و تأصيلها النظري في النظرية

االقتصادية المعاصرة.

المبحث الثاني: المسؤولية االجتماعية للشركات في ، نتعرف على خصائص المسؤولية االجتماعية اإلسالم

من منظور إسالمي، و نتطرق إلى تنظيم اإلسالم للمسؤولية االجتماعية للمنظمة.

المبحث الثالث : المسؤولية االجتماعية بين الرؤية اإلسالمية و الرؤية الوضعية

.المعاصرة

نتائج البحث و أهم التوصيات المقترحة

المبحث األول: المسؤولية االجتماعية في المبحث األول: المسؤولية االجتماعية في الفكر اإلداري الوضعيالفكر اإلداري الوضعي

نشاة المسؤولية االجتماعية1.

مرحلة إدارة تعظيم األرباح (1800-1920:)

المسؤولية األساسية لألعمال هي تعظيم األرباح و التوجه نحو المصلحة

"ما هو الذاتية الصرفة، الشعار هو جيد لي جيد للبلد".

—20مرحلة إدارة الوصاية )نهاية (:من القرن الماضي 60بداية

مسؤولية األعمال هي تحقيق الربح الذاتي و مصلحة المساهمين و

ما هو جيد "العاملين، الشعار هو ".للشركات جيد للبلد

من أواخر )مرحلة إدارة نوعية الحياة (: حتى الوقت الحاضر60

تقوم المسؤولية األساسية لألعمال على أن الربح ضروري و لكن األفراد أهم، و

هذا يحقق المصلحة الخاصة للشركة و مصالح المساهمين و المجتمع ككل، الشعار

ما هو جيد للمجتمع هو جيد للبلد"هو "

تعريف المسؤولية االجتماعية من منظور الفكر 2. اإلداري الوضعي

المسؤولية االجتماعية هي التزام أدبي من قبل إدارة الشركة باتخاذ قرارات و القيام بأعمال في نطاق سلطتها و إمكاناتها تسهم بالنهوض بالمجتمع الذي تعيش فيه و تساعد

على تطويره في عالقة لتبادل المنافع بين الطرفين، و تمارس هذه المسؤولية تجاه كل من المجتمع وصوال إلى عمالء و موردين و موظفين و مساهمينله عالقة بالشركة من

و مجموعة الشركات األخرى و السلطات الرسمية المحيطة و البيئة و المحلي.المجتمع المدني

وتتعدى التنمية االقتصادية و االجتماعيةو هذا يستدعي من الشركات المشاركة في لتشمل توفير آليات فاعلة مسؤوليات الشركات المساهمة في األعمال الخيرية

للتصدي للتحديات االجتماعية القائمة و محاولة إيجاد الحلول لها، و توفير الدعم و المساندة من قبل إداراتها العليا و مجالس إدارتها من أجل التوصل إلى التنمية المستدامة في

المجتمعات التي تعمل بها سواء على المستوى المحلي أو العالمي.

المبحث الثاني: المسؤولية االجتماعية المبحث الثاني: المسؤولية االجتماعية للشركات في اإلسالمللشركات في اإلسالم

أوال : مفهوم المسؤولية في اإلسالم

االستعداد الفطري الذي جبل الله عرف الشافعي المسؤولية بأنهاتعالى عليه اإلنسان ليصلح للقيام برعاية من كلفه الله به من أمور تتعلق بدينه ودنياه فإن وفي ما عليه من الرعاية حصل له الثواب

وان كان غير ذلك حصل له العقاب، تتحدد المسؤولية االجتماعية في اإلسالم من خالل ثالثة جوانب هامة:

مسؤولية الفرد تجاه نفسه

محددات المسؤولية االجتماعية في اإلسالم

مسؤولية الدولة عن الفرد و

المجتمع

مسؤولية المجتمع بعضه بعضا عن

ثانيا:مفهوم المسؤولية االجتماعية لمنظمات األعمال في اإلسالم

.المسؤولية االجتماعية ركن إسالمي أصيل :1

الكثير من الدالئل القرآنية و األحاديث الشريفة تبين أن اإلسالم أعطى أولوية للعمل الخيري و المسؤولية االجتماعية ابتغاء مرضاة الله و ليس ألي غرض دنيوي، فضال عما يمكن أن يناله المتطوع

في الحياة من بركة و سكينة نفسية و سعادة روحية ال تقدر بثمن، ، و إن كان و حقوق المسلم كلها مسؤوليات اجتماعية

الفرد مطالبا بمسؤولية اجتماعية، فعلى مستوى الجماعات و تكون المسؤولية أعظم.الشركات و البنوك

بعض الدالئل من القرآن الكريم و السنة بعض الدالئل من القرآن الكريم و السنة الشريفةالشريفة

-(3 "و تعاونوا على البر و التقوى" )المائدة-(184 "فمن تطوع خيرا فهو خير له" )البقرة

و آتى المال على حبه ذوي القربى و اليتامى و المساكين و" (177ابن السبيل" )البقرة -

-(19 "و في أموالهم حق للسائل و المحروم" )الذاريات-(7 "من يعمل مثقال ذرة خيرا يره")الزلزلة

بعض الدالئل من السنة النبوية:بعض الدالئل من السنة النبوية:

-مبدأ األخوة و العدالة االجتماعية وسيلتان لتحقيق 2 المسؤولية االجتماعية:

األخوة و العدالة االجتماعية في اإلسالم يؤصالن لمفهوم المسؤولية االجتماعية و يدعمانها، فمن خاللهما يمكن الوصول إلى مجتمع متقدم و مزدهر، فمبدأ العدالة االجتماعية هو األساس الذي يقوم عليه اإلسالم، و به يرتدع المسلمين عن القيام بالحرام، كما

مفهوم األخوة يجعل المسلمين مسئولين أمام أن بعضهم بعضا.

االستخالف: .3

االستخالف هو تمكين الله للبشر عامة و لبعضهم خاصة في إحاللهم محل من قبلهم في ملكية األرض والمال"، فالخالفة تحدد مكانة المسلم و دوره و تتحدد من خاللها مسؤولياته، و التكليف

فاالستخالف هو يدل على أن كل فرد مسئول عما يقوم به، أمانة يجب أداؤها و يجب إدارة هذه األمانة بما يحقق

المنفعة لألمة كلها )المجتمع(.التوحيد أصل المسؤولية .4

االجتماعية:التوحيد هو إفراد الله تعالى بالطاعة والعبادة، فطاعته سبحانه

وتعالى تتجلى في فعل كل ما أمرنا به وترك ما نهانا عنه في كتابه العزيز أو بواسطة نبيه الكريم صلوات الله وسالمه عليه، و سلوك اإلنسان وتصرفاته في الحياة مظهر من مظاهر عقيدته ففي ظل

التوحيد الخالص لله تنظم العقيدة السليمة و العالقات :عالقة العبد بربه، و عالقة اإلنسان مع غيره

من الناس، و عالقة اإلنسان مع البيئة و المحيط.

ثالثا: أسس المسؤولية

اإلجتماعية

.التكامل:3المسؤولية االجتماعية في

اإلسالم تولي الحاجات للتقدير النفسية: من الحاجة

والتعليم واإلرشاد والتعاطف، والتواصل مع

اآلخرين، تولي ذلك اهتمامها بحيث يصبح جزءا} منها، فال

ينظر إليها نظرة مادية .الجسدي|ة تتناول االحتياجات

:.القسط واالعتدال2راعى اإلسالم الجوانب المادية والروحية، و اخذ

بميزان القسط فيهما، فلم يغلب المادة، والتي تؤدي

الروابط غلبتها إلى تفكك االجتماعية، ولم يغلب

الروحانية المهم{لة للحس والجسد المؤدية لضعف النمو

.في بناء الحضارة

.اإليمان:1يثير اإليمان الضمير اإلنساني ويوجه وجدانه وي~حيي شعوره

فيكون هو الدافع ،بالواجبللقيام بالمسؤولية

االجتماعية، فيكون القيام بالمسؤولية االجتماعية

مرتبطا} بسرور اإلنسان في أن|ه يقوم بعبادة يثاب عليها

ويحقق بها رضا الله

رابعا:التكافل االجتماعي و شموليته لفكرة المسؤولية االجتماعية

التكافل االجتماعي هو تضامن أبناء المجتمع، أفرادا أم جماعات، حكاما أم محكومين، على اتخاذ مواقف ايجابية في المجتمع، بدافع من شعور وجداني ينبع من أصل العقيدة اإلسالمية، ليعيش الفرد في كفالة الجماعة، و تعيش الج ماعة بمؤازرة الفرد،و يتعاون الجميع إليجاد المجتمع األفضل و دفع الضرر عن أفراده.

مسؤولية المجتمع في تحقيق التكافل

قسم يطالب به األفراد تطوعا واستحبابا: األضاحي، األوقاف،

الوصية، اإليثار، الهدية.

قسم يطالب به األفراد إلزاما، و يشمل: الزكاة، النذور، الكفارات، صدقة الفطر، إسعاف الجائع و

المحتاج

خامسا:تنظيم اإلسالم للمسؤولية االجتماعية للمنظمة تجاه أصحاب المصلحة:

المسؤولية االجتماعية

للمنظمة تجاه أصحاب (1المصلحة)

.المسؤولية االجتماعية تجاه حملة 1األسهم:

من منظور إسالمي تعد منظمات األعمال أمينة على أموال حملة األسهم ذلك في إطار مفهوم

األمانة، و يتوجب أيضا أن توفر لهم قدرا من عوائد استثماراتها والتي يجب أن تستخدم على

النحو األمثل، وينبغي أن تتم اإلدارة على أساس توافق اآلراء انطالقا من مبدأ الشورى، كما

ينبغي أن تكون المعامالت التجارية و ما ينتج عنها من ربح و خسارة شفافة و بعيدة عن

الغش و التدليس و خاضعة للمسائلة.

المسؤولية االجتماعية تجاه المستهلك .3من منظور إسالمي:

وضع اإلسالم إطارا أخالقيا محددا لعمليات التجارة و التبادل، و فرض العقوبات التي تكفل حماية المستهلك، وحث على األمانة في البيع و

الشراء و عدم الغش.و حول جودة المنتج أشار عليه الصالة و السالم

بقوله: "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عمال أن يتقنه" )رواه الطبراني(، كما نهى اإلسالم عن

البيوع المحرمة.

المسؤولية االجتماعية للمنظمة تجاه .2العاملين فيها:

التعجيل في إعطاء أجر العامل.للعامل الحق في مستوى معيشي الئق.

حق العامل في إبداء رأيه و المشاركة في اتخاذ القرارات في إطار مبدأ الشورى .

أن تكفل الشركة للعامل حق الكفاية عند .العجز أو البطالة وفي ظل األزمات

اليسر في عالقات العمل و عدم تكليف العامل بما ال طاقة له به.

تمكين العامل من أداء ما افترضه الله عليه. ساوى اإلسالم بين الرجل و المرأة في حق

العمل، فأباح للمرأة أن تضطلع بالوظائف و األعمال المشروعة التي ال تتنافر مع طبيعتها

المسؤولية االجتماعية للمنظمات .4تجاه الحكومة:

منظمات األعمال مسئولة اجتماعيا تجاه الحكومة حيث عليها أن تلتزم بدفع الزكاة ففي بعض البلدان هناك وكاالت حكومية دينية تقوم

بجمع الزكاة، كما يتعين عليها االمتثال ودفع الضرائب المفروضة و ممارسة العمليات

التي تحددها التجارية واألنشطة وفقا للقوانين ينبغي أن تشارك المنظمة في الحكومة، كما

األنشطة االجتماعية وتكون داعمة لسياسات الحكومة خصوصا تلك التي تدعم التنمية

االجتماعية.5االقتصادية و

المسؤولية االجتماعية

للمنظمة تجاه أصحاب (2المصلحة)

مسؤولية المنظمة تجاه المجتمع من منظور .5إسالمي:

تنعكس رؤية اإلسالم لمشاركة منظمات األعمال في التنمية االجتماعية من خالل:

تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص للجميع بال تفريق بين جنس أو طبقة أو لون أو دين.

ال يجوز للشركات ممارسة االستغالل المؤدي إلى سوء توزيع الثروات، و لذلك وضعت الشريعة اإلسالمية قيودا على التملك

ألن أن المال مال الله له وظيفة اجتماعية.التكافل االجتماعي طريق مهم يمكن لضمان حقوق األفراد

في المجتمع، و الزكاة أهم مظاهره. منع التعسف في استعمال الحق و تحديد حرية األفراد لصالح

الجماعة، و االنتفاع بالمباح بشرط عدم الضرر بالمصلحة العامة.

االبتعاد عن المعامالت التجارية المحرمة. ينبني التزام المنظمة بتوفير العمل لكل قادر و التزام كل

قادر بتقديم العمل إلى المنظمة.االقتصاد اإلسالمي هو اقتصاد قناعة، و في ذلك حث

للشركات على ضرورة االستخدام األمثل للموارد.ممارسة العمل الخيري و العمل االجتماعي التطوعي

المسؤولية االجتماعية للمنظمة تجاه البيئة من .7منظور إسالمي:

من المبادئ الشرعية التطبيقية في الحفاظ على سالمة البيئة : حفظها من التلف و من التلوث و من فرط االستهالك،

و دعا إلى حفظ البيئة بالتنمية.

دور المنظمة في التنمية االقتصادية . 6من منظور إسالمي:

لم يرد تعبير التنمية االقتصادية في الكتاب و السنة، لكن هناك العديد من

المصطلحات المشابهة مثل: اإلعمار، االبتغاء من فضل الله، السعي في األرض، إصالح

األرض و عدم إفسادها، نشد الحياة الطيبة و هذه هي وسائل التنمية التي تنتج الرخاء بكل

مظاهرها، فالتنمية االقتصادية في اإلسالم مفهوم شامل لنواحي التعمير في الحياة كافة،

�ا وبدنيا تبدأ بتنمية اإلنسان ذاتيا، بتربيته ديني�ا، وروحيا وخلقيا، ليقوم بالدور المنوط به إسالمي

ومن خالل ذلك تنشأ عملية تعمير األرض، لتحقق لإلنسان الحياة الطيبة التي ينشدها،

ويستطيع في ضوئها أن يحقق الغاية العظمى، وهي إفراد العبادة لله وتحسينها.

المسؤولية االجتماعية للمنظمات . 8تجاه الموردين:

قدم اإلسالم توجيهات واضحة يتعين إتباعها لتنظيم العالقة بين المنظمة و الموردين

المتعاملين معها، من أهمها ضرورة وجود عقد مكتوب يوضح كل ما يتعلق بالتعامالت المالية و التجارية، مع توفر الشهود حين توقيعه، و يدعو

اإلسالم إلى الوفاء بكل االلتزامات تجاه الموردين و تسويتها وفقا لما اتفق عليه من

قبل.

سادسا:التكييف الفقهي للمسؤولية االجتماعية

التعاون على البرالمسؤولية االجتماعية شكل من أشكال

التكافل المسؤولية االجتماعية شكل من أشكال االجتماعي

األمر بالمعروف و النهي عن من أشكال المسؤولية االجتماعيةالمنكر

اإلنفاق في سبيل المسؤولية االجتماعية باب من أبواب الله

سد الذرائعالمسؤولية االجتماعية تندرج في إطار

درء المفاسد المسؤولية االجتماعية للشركات و قاعدة أولى من جلب النعم

الضرر يدفع بقدر اإلمكانالمسؤولية االجتماعية و قاعدة

الضرر يزالالمسؤولية االجتماعية و قاعدة

تحمل الضرر الخاص لدفع الضرر المسؤولية االجتماعية و قاعدة العام

الغرم بالغنمالمسؤولية االجتماعية و قاعدة

طاعة و لي األمرالمسؤولية االجتماعية شكل من أشكال

المبحث الثالث: المسؤولية االجتماعية بين الرؤية اإلسالمية و الرؤية الوضعية المعاصرة

.أصالة المسؤولية االجتماعية1

االقتصاد اإلسالمياالقتصاد الوضعي

المسؤولية االجتماعية دخيلة على النظام الرأسمالي المادي الذي يهتم بالربح فقط، و تمثل بديال وحيدا

وإهماال للمصلحة الذاتية لمالك المال في النظام الشيوعي.

تستند هذه األصالة إلى أن ملكية المال في المنظور اإلسالمي لله عز وجل، استخلف اإلنسان فيه،

وبالتالي فإن لله ـ سبحانه حقا} ـ في المال، وحق الله في

التصورآت~وه~م من � اإلسالمي هو حق المجتمع، يقول تعالى: }و

} [، 33]النور: مال{ الل|ه{ ال|ذ{ي آت�اك~م�

.باعث القيام بالمسؤولية االجتماعية2

االقتصاد اإلسالمياالقتصاد الوضعي

باعث القيام بالمسؤولية االجتماعية هو معالجة فشل الرأسمالية في تحقيق العدالة االجتماعية و استمرار

الشركات في مجال عملها، كما أنها تساعد في تعزيز مصداقية المنشأة والثقة فيها،فهو باعث مادي

بحت

باعث القيام بالمسؤولية االجتماعية هو روحي يتمثل في

التكليف الشرعي الرباني الذي يقوم به اإلنسان طلبا لثواب الله، بعض برامج المسؤولية االجتماعية مطلوبة على سبيل االستحباب، وبعضها على سبيل الوجوب.

.نطاق المسؤولية االجتماعية3

االقتصاد اإلسالمياالقتصاد الوضعي

تركز األنظمة الوضعية على برامج المسؤولية االجتماعية

التي طبيعتها مادية، و تهمل الواجبات المعنوية و األخالقية.

المسؤولية االجتماعية في اإلسالم ال تتوقف عند حد المساهمات المادية إنما تتعداه إلى غرس روح المحبة

و الرحمة، فالتكافل االجتماعي ال يركز على النواحي

المادية إنما يشمل المناحي الروحية من حب و تعاطف و

أمر بالمعروف و نهي عن المنكر.

.مصدر اإللزام الذي تستمده المسؤولية االجتماعية4

االقتصاد اإلسالمياالقتصاد الوضعي

المسؤولية االجتماعية هي محاولة لاللتفاف حول صورة الشركة و تحسينها و جعلها خيرة و

إنسانية، و هذا من باب السعي إلى الربح من دون أي عراقيل ، فهي إذن نظرة مادية أكثر

منها أخالقية.

إن قوة اعتقاد المسلم من وجوب أدائه اللتزاماته تجاه المجتمع نابعة من قوة إيمانه و اعتقاده بوجوب توجيه نشاطه االقتصادي في مرضاة الله، فمرضاة الله هي غاية كل مسلم بكل نشاط يؤديه.

النــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــتائج

، إعادة اكتشاف موضوع متأصل في الشريعة اإلسالميةركز البحث على الهدف هو أال و هو مفهوم المسؤولية االجتماعية، و تم ربطه بالفكر اإلداري، و

التأصيل الشرعي و العلمي في آن واحد لهذا المفهوم من منطلق ، و من خالل ما سبق في البحث، خلصنا إلى النتائج التالية:إسالمي

أداء المسؤولية االجتماعية في اإلسالم واجب ديني وفضيلة إسالمية سبق اإلسالم بها النظم صلى الله عليه المسلمين أداؤها استجابة ألمر الله عز وجل وألمر رسوله المعاصرة، وواجب على

.وسلم

حث التشريع اإلسالمي على أداء المسؤولية االجتماعية و نظم كيفية هذا األداء من خالل أساليب محددة مثل: فقه الزكاة وفقه الوقف والحقوق الواجبة للعمال واإلحسان والسماحة مع العمالء

والموردين و الصدقات .

أداء المسؤولية االجتماعية واجب على المسلم لصحة العقيدة، و ال يهدف المسلم من ورائها إلى أي مكسب مادي، إنما رضا الله هو غايته األولى و األخيرة.

المسؤولية االجتماعية في اإلسالم تتعدى العمل الخيري أو الهبات المالية إلى بناء المساجد و المراكز التعليمية و الصحة و كفالة األيتام و األرامل و رعاية المسنين، و الحفاظ على حقوق األجراء، و حماية الموارد الطبيعية و البيئة ، و المشاركة في التنمية االجتماعية و االقتصادية.

تتميز المسؤولية االجتماعية في اإلسالم بنظرة شمولية، فهي ال تركز على النواحي المادية فقط، إنما تشمل سائر المناحي األدبية و الروحية من حب و تعاطف و أمر بالمعروف و نهي عن المنكر.

ة دـعوة المفـكرين� في االقتص�اد اإلس�المي و اإلدارة اإلس�المية إلى البحث و الدراسفي ه�ذا المفه�وم من أج�ل تط�ويره و اإلعالم عن�ه و تعري�ف رج�ال األعم�ال المس�لمين

بمبادئ و خصائصه.

اء وة الفقـه إلى التأص�يل الش�رعي له�ذا المفه�وم، من أج�ل أن ين�ال االهتم�ام دـعالذي يستحق من طرف المسلم.

ة إلى دـعوة رـجال األعـمال المـسلمين�ض�رورة المش�اركة في ال�برامج االجتماعيب�روح إس�المية و ط�رح ه�ذا الموض�وع بإلح�اح على الس�احة االقتص�ادية واالجتماعي�ة

�ل��ع العم��ا في واق��المية و تفعيله��رة اإلس��ق النظ��ل تعمي��ة من اج��اعي العالمي�االجتمللشركات.

ا���ع قيامه��المية أن داف��ات اإلس��ال في المجتمع��ات األعم��بر منظم� يجب أن تعت�ع و من ��غوطات من المجتم��تجابة للض��رد االس��ة ليس لمج��ؤولية االجتماعي�بالمسالمنظم�ات غ�ير الحكومي�ة، إنم�ا ه�و واجب دي�ني متأص�ل في الش�ريعة اإلس�المية، و هي

مطالبة بأدائه رغبة في رضا الله عز و جل.

تي وردت� االرتك�از على أس�اليب التكاف�ل االجتم�اعي و أخالقي�ات العم�ل التج�اري ال. في التشريع اإلسالمي ألداء المسؤوليات االجتماعية تجاه مختلف أصحاب المصالح

ــر ــدعم الفك ــركات ل ــة للش ــؤولية االجتماعي ــة عن المس ــياغة نظري ص في ظ�ل ت�وفر ك�ل أركانه�ا الص�حيحة، و نش�ر ه�ذا الفك�ر ال�ذي اإلداري اإلسـالمي

يؤكد أن اإلسالم شريعة خالدة متوافقة مع متطلبات الحياة اإلنسانية و االجتماعية.

التوصـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــيات