مفهوم الثقافة

الطالباتالهن�وف حم�ود حس�ن الش�مري

201003152

مه�ا ع�وض ن�ايف الش�مري 20100124

وداد س�عدي ش�يحان الش�مري 201007606

ف�����داء محم�����د ال�����دكتورة : تالشنيقا

ثقافة الطفل: المادةيوم األحد / األربعاء : شعبة

األهداف التعليمية للفصل:أن تفرق بين أراء المفكرين حول نشأة الثقافة وتطورها•ان تعرف الجذور التاريخية لمفهوم الثقافة •أن تفرق بين األراء المختلفة حول مفهوم اليقافة •أن تدرك الفرق بين مفاهيم الثقافة والحضارة والمدنية•

مقدمة:لك�ل مجتم�ع ثقافت�ه الخاص�ة ال�تي تم�يزه عن غ�ير ه من المجتمع�ات األخ�رى والثقاف�ة تمث�ل حص�يل�ة ك�ل م�ا تع�لم�ه أ�ف�راد� مجتم�ع م�عين وب�ذلك �تتض�من نم�ط معيش�تهم واس�اليبهم ال�فكري��ة و�مزع���ار�فهم وم�عتق��داته�م ومش��اعرهم وا�تجاه��ات�هم وقيمهم واألس���اليب ال�س�لو�كي�ة ال�تي �يس�تخدمو�نها ف�ي �تف�اعل�هم م�ع بعض�ه�م� ال�بعض �وك�ل م�ا ي�س�تخدم�ه أف�راد ه��ذ�ا الم�جتن��ع من آالت �و�أدوات �ف�ي اش��ب�اع حاج��ات�هم �وتك�يفهم� م�ع ب�يئت�هم االجتم�اعي��ة �

ال�طبيعي�ة وحسن اس�تغالل بيئتهم الطبيعية �والسيطر�ة عليها.ويش�كل اف�راد المجتم�ع نم�ط معيش�تهم ويع�برون عنه�ا بأفع�الهم وانت�اجهم وخ�براتهم ومع�ا�رفهم وغ�ن�ونهم وب�ذل�ك يعت�برون� وس�طاء �نش�طين ف�ي ص�نع و�مالءم�ة وبن�اء أنم�اط س�ل�وكية وك�ل� م�ا ه�و من� أنت�اج� وص�نع �االن�س�ان ييس�ه�ل ح�ي�اة� األف�راد� في المجتم�ع ويعم�ل عل�ى تكيفهم� واش�با�عهم ل�حاج�اتهم� ب�الطرق المتع�ارف عل�يه�ا ثقافي�ا مم�ا يس�اعد على الض�بط االج�تم�اعي واس�ت�قرار ا�لمجتم�ع ويكت�س�ب الجي�ل� ثقاف�ة �مجتم�ع�ه ولكن�ه ق�د يض�يف ال�يه�ا او يح�ذف� منه�ا لتت�مش�ى م�ع �حاجات�ه ومتطل�ب�ات مدج�تمع�ه م�م�ا ينتج عن�ه زي�ادة في الكك�م والكي�ف وي�ؤد�ي ا�ل�ترا�كم الثق�افي على� م�ر ال�عص�ور ال�ى س�رعة التعلم وزي�ادة الخ�بر�ة االنس�ا�ن�ية نتي�ج�ة� لالس�تفاد�ة من� م�ع�ا�رف وخ�برا�ت االج�ي�ال �الس�ابقة وب�ذلك تتغ�ير�

ال�ثقافة �من جيل الى� حيل وان �كان هذ�ا التغير� يحدث بواسطة ا�الفراد انفسهموه�ذا معن�اه ان االط�ار الع�ام ال�ذي يعيش في�ه الف�رد ال يتج�اوز ال�تراث ال�ذي ت�راكم على م�ر جي��ا�ل –ه��ذا ال��ت�راث من �اخترا�ع��ات و�مكتش��فات واعم��ال� وع��ادات �وتقالي��د وقيم اال�

ه�ذا �ال�ت�راث ه�و �م�ا� يمكن� وص�فه� بالثقاف�ة واالفك�ا�ر ال�ت�اريخ�-يمار�س�ها ا�النس�ان على �م�دار و�االنم�اط الس�لوك�ية التي ي�ستخدمها شع�ب ما في �مكان ما.

إن تاريخ االنسان الثقافي هو مثل تاريهخ البيولوجي قصة تالق وقصة وتواصل نشأة الثقافة وتطورها: وتجمع واذا كان من المحال ان تتصور تكاثر الجنس البشري وتجدد نوعه واستمراره عضويا بدون هذا

التواصل والتجمع فأنه من المستحيل أن تتصور تفتح قدراته االنسانية ونمو خبراته االجتماعية بغير هذه السبيل فعن طريق التقاء االنسان بأخيه االنسان ظهرت االشكال المختلفة للتنظيمات االجتماعية

.واالقتصادية والسياسية كما ظهرت اللغات والديانات والمخترعات التكنولوجيةوالذي نهدف أليه من هذا هو ان االجتماع االنساني اجتماع الناس وتةاصلهم وتفاعلهم اجتماعيا هو االساس

والتي الجوهري في نشأة الثقافة وفي نمنها وتطورها وضرورتها وهذه الثقافة هي ميزة الجنس البشري ويكون بها المجتمع البشري ما هويكون بها االنسان ما هو .

ولقد لجأ علماء االجتماع واالنثروبولوجيا الى تفسير نشأة الثقافة وتطورها بعامل واحد من العوامل التالية إال أن القول بعامل واحد فقط في نشاة الثقافة ال يتفق ووجهة النظر

: االجتماعية المتكاملة ومن هذه التفسيرات :أ-الحبريون الطبيعيون

وينقسمون الى قسمين:األول: الجبريون المكانيون او االجتماعيون الجغرافيون والثاني الجببريون الزمانيون او المؤمنون بالجبرية الزمانية كاالجتماعيين الحيويين او التطوريين

فالجببرية المكانية: معناها أن االنسان يخضع للظروف الطبيعية التي تجعله يستجيب لها ولكن االنسان قضى عليها أو كاد يفعل على ان قصة الثقافة هي ألى حد كببير قصة صراع

ضد هذه الجبرية فقد تمرد االنسان على البيئة وتغلب عليها فمهد االرض والستنبط الماء واستنبت الزرع وهزم االبعاد المكانية والزمانية فاجتث الغابات وأنار الظلمات واستأنس

الحيوان وسيطر على الميكروبات واهترع وابتكر الشيء الكثير كل ذلك وغيره مظهر من .مظاهر سيطرته على البيئة الطبيعية

أما الجبرية الزمانية: التي بشر بها التطوريون المحدثون القدامى فقد تاثروا باكتشافات -دارون الحيوية وراحوا يطبقون ذلك المنهج على الدراسات االجتماعية فما افلحوا ذلك ألن

افتراض أن التطور الثقافي يبدأ من البسيط ويسير إلى المعقد كما يحدث في عالم الحيوان ال يفسر لنا ما نشاهده في المجتمعات وهو يدل على ان عكس هذا حدث ويحدث في كثير

من جوانب الثقافة كالطقوس الدينية واللغات البعيدة االنتشار والنظام العائلي

: التفوق العنصريب-يرى أتباع هذا الرأي ان الثقافات الكبرى العظيمة اختص بصنعها عنصر معين

من الجنس البشري هم اآلريون وان عناصر اخرى من شأنها ان تنتفع بتلك الثقافات وتحافظ عليها وهي الجنس األبيض عامة وأن هناك عناصر أخرى

هم الملونون سودا وصفرا وسمرا وشأنهم في هذه الحياة القضاء على الثقافات العظيمة التي صنعها قوم وانتفع بها آخرون وأن صيانة الثقافة واجب مقدس وهذا الواجب يفرض سيادة العنصر الذي يصنع الحضارة

وإخضاع العنصر الذي يفهمها ويصونها افناء العنصر الذي يفنيها ويهدمها وذها هو منطق النظرية العنصرية وهذه النظرية تقوم على اساس ان الثقافة

الغربية هي الثقافة التي يجب أن تسيطر على كل البلدان وأنها المثال الذي . يجب ان يحتذى

- االقتصادج :يرى اتباع هذا الرأي ان االقتصاد وما ينشئه من عالقات وما يدفع إليه من نشاط

هو وحده سبب نشأة الثقافة وتطورها وإن كل ما كان ويكون هو في خدمة هذا النشاط وصورة من صورة

: د- عوامل ميتافيزيقية او فلسفية او نفسيةويرى أتباع هذا الراي أن الثقافة تنشأ نتيجة لعوامل ميتافيزيقية أو فلسفية ا

ونفسية وهذا الرأي ايضا ال يستطيع تفسير الظاهرة تفسيرا مقنعا النها جميعا من اختراع االنسان وتصوراته واكتشافاته

وخالصة القول : أنه من العسير الركون الى تفسير واحد باسناد الثقافة ونشأتها إلى عامل واحد مهما كان ذلك العامل اساسيا وجوهريا بل تنشا عن ظريق االسباب المتعددة المتكاملة فالثقافة كالوليد البشريابواه االنسان والطبيعة

معا فليست الطبيعة وحدها هي ـأمه فال جبرية مكانية أو زمانية وليس االنسان وحدههو أباه فال عنصرية وال سببية فردية متصلة بنشاطه االقتصادي أو الفكري وإنما الثقافة هي االنسان والطبيعة وما نتج عنهما ذلك أن الثقافة ظاهرة إنسانية وهناك ارتباط بين كل مجاالت النشاط االنساني ورد الظاهرة

الى واحد من هذه العوامل يوقعنا في التفسيرات االحادية وال يممكن ردها .إلى عامل واحد فقط وهذه النظرة أساس كل التفكير العنصري في التاريخ

لجذور التاريخية للفكرة والمفهوما : إن الفكرة العامة حول معنى القافة ليست بالجديدة فقد وجدت بأشكال مختلفة ولدى هومر وهيبوكراتيس وهيرودوتس. إلخ وتبلورت في االهتمام بأساليب الحياة المميزة للشعوب المختلفة فنجد أن بويثيس يقول

مشيرا إلى مبدأ نسبية الثقافة واختالف أسالي معيشة الشعوب إن عرف األمم وقوانينها تختلف اختالفا بينا لدرجة أن السلوك الذي تعده األمم جديرا للثناء تعده أمم أخرى مستحقا للعقاب

اما ”ديكارت“ فقد اوضح الفكرة بشكل أكثر تفصيال في كتابه مقال في المنج: من خالل أسفاري تيقنت من أن كل هؤالء الذين لهم اتجاهات واساليب تختلف اختالفا كثيرا عن اتجاهاتي واساليبي ليسوا من أجل ذلك

االختالف برابرةاو متوحشين بل انهم لهم منطقهم الذي قد يتفوق على منطقيا ان الشخص نفسه الذي ينشا منذ نعومة أظفاره بين الفرنسيين أو االلمان سوف يكون مختلفا تماما إذا ما نشا هو عينه بين

.اليابانيين او بين ىكلي لحوم البشر كما ان تلك الفكرة وجدت في كتابات ”باسكال“ ومونتسكيو وفولتير بدرجات مختلفة من الوضوح

ويذكر كرويبر أن سبنسر قد سبق الرواد األنثروبولوجيين في استخدام كلمة الثقافة بالمعنى األنثروبولوجي “وحيث يذكر ان أنه يعرفها يأنها ”مجمل اإلنجاز اإلنساني

أما كلمة الثقافة بمعناها االصطالحي الفني األنثروبولوجي الحديث فقد أرسيت دعائمها )باإلنجليزية( بفضل تايلور الذي اقتبس هذه الكلمة من األلمانية بعد بعض التردد بينها وبين كلمة حضارة لكن هذه الكلمة لم

تظهر في أي قاموس انجليزي أو أمريكي منذ ذلك التاريخ إال بعد أكثر من خمسين سنةاالجتماعية في مجلدها األول فيمقال لهم عن الحرب وإعادة التوجيه ويصور فريق تحرير موسوعة العلوم

فيقولون : إن النظريةا ألساسية التي احتلت 1930المكانة التي وصل إليها مفهوم الثقافة حوالي سنة مكان الصدارة في العلوم االجتماعية في العقود االولى من القرن العشرين في نظرية الثقافة بحيث

يمكن أننقول : إن هذا القرن قد شهد في نصفه األول تمجيد الثقافة فقد بدأ هذا المفهوم أكثر المفاهيم أهمية في كتابات العلماء االجتماعيين في ذك الوقت وبخاصة األنثروبولوجيين وبدأ هؤالء يتحدثون عن

قطاعات وتفريعات لمفهوم الثقافة مما يدل على ثراء هذا المفهوم وظهر االهتمام بمصطلحات السمات الثقافية والمناطق الثقافية والمراكز الثقافية واألنماط الثقافية والنماذج الثقافية والهجرات الثقافية

وااللتقاء الثقافي واالنتشار الثقافي كما انصب اهتمام العلماء على دراسة ميالد الثقافة وموها وتزاوجها . وخصوبتها ونضجها وأفولها

وقد دخل مفهوم الثقافة عناصر أخرى ويرى أوبلر أن نظرية الثقافة قد أصبحت تحوي كثيرا من أساليب العالج النفسي واالهتمام بمشكالت االقليات كما

.أصبحت تضم اتجاهات علمية تنمي إلى مال العالقات الدوليةوجدير بالذكر أن نفرا قليال من السوسيولو جيين واألنثروبولوجيين فد عارضوا

بشكل ضمني أحيانا وظاهرا أحيانا أخرى استخدام مفهوم الثقافة على أساس أنه مفهوم غامضص وغير محدد نذكر منهم فون فيزا السوسيولوجي

األلماني وراد كليف براون األنثروبولوجي اإلنجليزي الذي يفضل استخدام . اصطالح البناء االجتماعي

: مفهوم الثقافةسنتناول الثقافة من حيث مفهومها في اللغة أوال ثم مفهومها لدى المفكرين

.والمربين أوال : مفهومها في اللغة : سنعرص لمادة ثقف

ثقف الشيء ثقفا زثقافا وثقوفه: حذقه ورجل ثقف وثقف حاذق فهم -

yراو yوأبتعوه فقالوا : ثقف لقف وقال أبو زياد : رجل ثقف لقف رام.اللحياني :رجل ثقف لقف وثقف لقف ، وثقيف لقيف بين الثقافة واللقافة

- ابن السكيت : رجل ثقف لقف إذا كان ضابطا لما يحويه قائما به يقال ثقف .الشيء وهو سرعة التعلم

ابن دريد : ثقف الشيء حذقته وثقفته إذا ظفرت به قال الله تعالى }فإما تثقفنهم في الحرب{

وثقف الرجل ثقافة أي صار حاذقا خفبفا مثل ضخم فهو ضخم ومنه المثاقفة

وثقف أيضا ثقفا مثل تعب تعبا أي صار حاذقا خفيفا فهو ثقف وثقف مثل حذر وحذر وندس وندس ففي حديث الهجرة : فهو غالم لقن ثقف أي ذو فطنة وذكاء والمراد أنه

ثابت المعرفة بما يحتاج إليهوفي حديث أم حكيم بنت عبدالمطلب : إني حصان فما أكلم وثقاف فما أعلم

وثقف الخل ثقافة وثقف بالتشديد حذق وحمض جدا مثل بصل حريف قال : وليس بحسن وثقف الرجل ظفغر به وثقفنا فالنا في موضع كذا أخذناه ومصدره الثقف وفي التنزيل

العزيز : }واقتلوهم حيث ثقفتموهم{- والثقافة والثقاف العمل بالسيف قال : وكأن لمع بروقها في الجو أسياف المثاقف

وفي الحديث : إذا ملكك اثنا عشر من بني عمرو بن كعب كان الثقف والثقافة إلى أن . تقوم الساعة يعني الخصام والجالد

والثقاف حديدة تكون مع القواس والرماح يقوم بها الشيء المعوج وقال أبو حنيفة : الثقاف خشبة قوية قدر الذراع في طرفها خرق يتسع للقوس وتدخل فيه على

سحوبتها ويغمز منها حيث يبتغي أن يغمز حتى تصير إلى ما يراد منها وال يفعل ذلك بالقسي وال بالرماح إال مدهونة مملولة أو مصهوبة على النار والعدد أثقفه والجمع ثقف

:والثقافة ما تسوى به الرماح ومنه قوله عمرو إذا عض الثقاف بها اشمأزوت تشق قفا النثقف والجبينا

وتثقيفها : تسويتها وفي المثل : دردب لما عضه الثقافقال : الثقافة خشبة تسو بها الرماح وفي حديث عائشة تصف أباها رضي الله عنهما :

وأقام أوده بثقافة والثقاف ما تقوم به الرماح : تريد أنه سوى عوج المسلمين وبقية المادة يدور على اسم قبيلة ثقيف القيسية وال عالقة السمها بالثقافة

ويذهب البعض إلى انه ليس في معاني لفظ ثقف ما يتفق مع الذي نريده نحن اليوم من كلمة ثقافة بل نحن ال نستعمل ثقف أو ثقف بل نقول تثق ف يتثقف بمعنى أطلع

اطالعا واسعا في شتى فروع المعرفة حتى أصبح رجال مثقفا أو رجل ثقفا وإذا استعملنا اللفظ العربي الدقيق الذي ورد في مادة لسان العرب وفي تاج العروس أيضا

بمعنى تسوية الرماح أي تهذيب عود من الخشب ليستعمل رمحا

فاللفظ يستعمل اليو مفي معنى االطالع الواسع المطلق غير المحدد بتخصص والوجود لهذا المعنى في المعاني القديمة لفظ الثقافة وال ضير في هذا فإن اللغات ينبغي أن تتطور وتطورها عالمة حياتها وال يكون هذا التطور

بابتكار ألفاظ جديدة او بإدخال ألفاظ أجنبية كما هي في صلب لغتنا بل يكون باعطاء معان واستعماالت جديدة أللفاظ قديمة ويكون بإدخال ألفاظ أجنبية

في اللغة بعد تطويعها للقالب العربي وبدون ذلك ال يكون األمر تطويرا بل .إفسادا للغة

وال نستطيع أن تعرف متة دخل لفظ الثقافة في االستعمال عندنا في المعنى الجديد ولكنه على أي حال من توفيقات ذلك الجيل الفذ الذي وضع اساس

نهضتنا اللفكرية من أوائل هذا القرن إلى آخر الخمسيناتويذهب البعض إلى أن هذا اللفظ ترجم إلى كلمة ثقافة برز مع سالمة مرسي

م حيث يقول كنت أول من أنشأ 1927الذي يعد أول من نشأهذا اللفظ عام لفظة الثقافة في األدب العربي الحديث ولم أكن أنا الذي سكها بنفسه

فإني انتحلتها –أي سرقتها- من ابن خلدون وإذ وجدته يستعملها في معنى شبيه بلفظة كلتور الشائعة في االدب االوربي والثقافة هي المعارف

والعلوم واآلداب والفون يتعلمها الناس ويتثقفون بها وقد تحتويها الكتب ومع ذلك هي خاصة بالذهن أما الحضارة فمادة محسوسة في آلة تخترع وبناء

يقام ونظام حكم محسوس يمارس ودين له شعائر ومناسك وعادات .ومؤسسات فالحضارة مادية وأما الثقافة فذهنية

وقد سار كل من جاء بعد سالمة موسى على أثره في تعريف الثقافة إذ أنه رغم استخدام كلمة ثقافة العربية إال أن المعاني والدالالت المقصودة من وراء

اللفظ والتي يعرف بها كل نفس معاني ودالالت مفهوم وكأن هذا المفهوم األجنبي قد نسخ كل المعاني العربية للثقافة او حل محلها وبالرغم من

محاوالت التعريف اللمتعددة لمفهوم )( وهكذا فعلت المعاجم العربية المتخصصة والعامة

ويحاول أن يؤصل لمفهوم الثقافة قائل وبالرجوع إلى الدالالت األصلية لمفهوم الثقافة يمكن ترسم مالمحهوأبعاده وتباين مدى قربها أو بعدها عن المفهوم

األجنبي أو المفهوم الشائع للفظ العربي في استخدامه المعاصر فثقافة من ثقف أي حذق وفهم وضبط ما يحويه وقام به أو ظفر به وكذلك تعنى

فطن ذكي ثابت المعرفة بما يحتاج إليه تعني تهذيب وتقويم وتسوية من بعد اعوجاج

ومن خالل هذه الدالالت يمكن تحديد ماهية المفهوم وأبعاده وداللته حيث الثقافة في اصلها : العربي تعني مجموعة من الدالالت نجملها فيما يأتي

إن مضمون مفهوم الثقافة ينبع من الذات االنسانية وال يغرس فيها من خارج فالكلمة تعني -1تنقية الفطرة البشرية وتشذيبها وتقويم اعوجاجها ثم دفعها لتوليد المعاني الجوانية الكامنة

فيها واطالق طاقاتها لتنشئ المعارف التي يحتاج إليها االنسانإن مفهوم الثقافة في اللغة العربية يعني البحث والتنقييب والظفر بمعاني الحق والخير -2والعدل وكل القيم التي تصلح الوجود االنساني وتهذبه وتقوم اعوجاجه فهو مفهوم يفتح

الباب أمام العقل البشري لكل المعارف والعلوم النافعة الصالحة وال تدخل فيه تلك المعارف أو العلوم أو القيم التي تفسد وجود االنسان وال تنسق مع مقتضيات التهذيب والتسوية

.وتقويم االعوجاجأنه يركز على ما يحتاج إليه االنسان طبقا لظروف بيئته ومجتمعه وليس على مطلق أنواع -3

المعارف واللوم وإنما – كما يقول ابن منظور – هو غالم لقن أي ذو فطنة وذكاء فالمراد أنه ثابت المعرفة بما يحتاج إليه وهذا يربط مفهوم الثقافة بالنمط المجتمعي الذي يعيش االنسان في ظله وليس بأي مقياس آخر يقسم الثقافات قياسا على ثقافة معينة مثل

مفهوم الثقافة القائم على الغرس والفرص المعيارية في التعامل مع الثقافات األخرى فاللفظ العرب يعتبر االنسان مثقفا لما هو ثابت المعرفة بما يحتاج إليه في زمانه وعصره

ومجتمعه وبيئته ولذلك يكون المثقف أشد ما يكون مرتبطا بمجتمعه وقضاياه بغض النظر عن كم المعارف والمعلومات المكدسة في ذهنه والتي قد تكون أفكارا ميتة أو مميتة....إلخ

أنها عملية متجددة بل ال تنتهي أبدا فهي ال تعني أن إنسانا أو مجتمعا معينا قد حصل من -4المعارف والعلوم والقيم ما يجعله على قمة السلم الثقافي أو أنه وصل إلى الغاية القصوى

وإنما دالالت التهذيب والتقويم تعني التجدد الذاتي أي تكرار التهذيب ومراجعة الذات وتقويمها وإصالح اعوجاجها

أنه مفهوم ال يحمل في ذاته أحكاما قيمية تحدد نوعية الثقافة هل هي متأخرة بربرية وحشية -5رجعية أم متقدمة عصرية نيرة....إلخ ذلك أن منطلق مفهوم التهذيب يجعل من جميع

الثقافات طبقا لقيم مجتمعاتها وظروفها على الدرجة نفسها من القية االنسانيةأنه مفهوم غير مقيد أو مخصص فهو عام لالنسان والجماعة والمجتمع يشتمل على جميع -6

أنواع الممارسات االنسانية ومختلف درجاتها ويعطي دالالته على أي مستوى تحليلي يستخدم فيه طالما تحقق مطلق التهذيب والتقويم

كورة وقد عقبنا عليها 1وإذا كانت هذه التعريفات المتعددة حسب التصنيفات المذواستخلصنا منها استخالصات هامة فإنه من المهم التنويه عن وجهة نظر مفكر عربي

مسلم في هذا المجال وهو االستاذ مالك بن نبي الذي حاول تعريف الثقافة وتفسيرها في كتابه ”مشكلة الثقافة“ وقدم رؤية فكرية جديرة بالدراسة واالهتمام

والتحليلفهو يرى أنه إذا كانت النظرة السائدة عن الثقافة تقصر مشكلتها في األذهان على

قضية األفكار فإن الثقافة ال تضم في مفهومها األفكار فحسب وإنما تضم أشياء أعم من ذلك كثيرا تخص أسلوب الحياة في مجتمع معين من ناحية كما تخص السلوك

االجتماعي الذي يطبع تصرفات الفرد في ذلك المجتمع من ناحية أخرىوبخصوص االبعاد االجتماعية للثقافة فإنه يرى أن الثقافة هي التعبير الحسي عن عالقة

الفرد بهذا العالم وعلى هذا فهي حياة التي بدونها يصبح مجتمعا ميتا وبذلك قيمة الثقافة في المحيط االجتماعي ذلك أن الثقافة تتحدد بما تحركه من قوى في الفرد

.وفي المجتمع وهذا تحديد يجعل منهما شيئا شبيها بحالة نفسية واجتماعيةويرى أنه ال يمكن لنا أنتتصور تاريخا بال ثقافة والشعب الذي يفقد ثقافته يقفد حتما

تاريخه والثقافة بما تتضمنه من فكرة دينية انتظمت الملحمة االنسانية في جميع من لدن آدم- ال يسوغ أن تعتبر علما يتعلمه االنسان بل هي محيط يحيط به -ادوارها

وإطار يتحرك داخله فهو يغذى جنين الحضارة في أحشائه إنها الوسط الذي تتكون فيه جميع خصائص المجتمع المتحضر وهي الوسط الذي تتشكل فيه كل جزئية من

جزئياته تبعا للغاية العليا التي رسمها المجتمع لنفسه بما ذلك الحداد والفنان .والراعي والعالم واإلمام وهكذا يتركب التاريخ

إن الثقافة هي تلك الكتلة نفسها بما تتضمنه من عادات متجانسة وعبقريات متقاربة وتقاليد متكاملة وأذواق متناسبة وعواطف متشابهة وبعبارة جامعة هي كل ما يعطي

.الحضارة مسحتها الخاصة هو معنى الثقافة والتاريخ

أما على المستوى اخالقي الذي يسهم في بناء الحضارة فيرى أنه إذا كانت الثقافة هي الجسد الذي يعبره البعض إلى الرقى والتمدن فإنها أيضا كذلك الحاضرالذي يحفظ البعض اآلخر من السقوط من أعلى الجسد إلى الهاوية ... وعلى هدي هذه القاعدة فإن الثقافة تشتمل

في معناها العام على إطار حياة واحدة يجمع بين راعي الغنم والعالم بحيث توجد بينهما مقتضيات مشتركة وهي تهتم في معناها بكل

طبقة من طبقات المجتمع فيما يناسبها من وظيفة تقوم بها وما لهذه الوظيفة من شرزط خاصة وعلى ذلك فإن الثقاف تتدخل في شؤون

الفرد وفي بناء المجتمع وتعالجح مشكلة القيادة كما تعالج مشكلة الجماهير والثقافة هي بمثابة الدم في جسم المجتمع يغذي حضارته

ويحمل أفكار الصفوة كما يحمل أفكار العامة وكل هذه األفكار تنسجم في سائل واحد من االستعدادات المتشابهة واالتجاهات

الموحدة واألذواق المتناسبة حياتي فردي وجماعي ويرى مالك أن التشابه وعلى هذا فالثقافة سلوك

في السلوك من أخص األمور وأهمها في تحديد ثقافة مجتمع معين أسلوب حياة ذلك المجتمع كما يحدد سلوك أفراده ومدى وهو يحدد

ما بينهم من تبادل ويخلص إلى تعريف للثقافة يحدد مفهومها : فهي المحيط الذي يعكس حضارة بمعينة والذي يتحرك في نطاقه االنسان

المتحضر وعلى هذا تغدو التقافة نمطا وجوديا يعبر عنه من خالل نظام أو بنية خاصة تشمل تمثالته الفكرية ومعتقداته وممارساته

األخالقية وعالقاته االجتماعهية ووسائل معاشه كما يعكس هذا النمط عالقة الجماعة الخاصة بتراثها من الفنون واآلداب والخبرات

والتقاليد ويدل على خصوصيات الهوية المجتمعية كما تظهر في السلوك الفردي والجماعي بما هو ممارسة ثقافية جامعة لخصائص

التجربة التاريخية والمحيط الطبيعي واللغة والشعائر واألعراف وبالتالي تصبح الثقافة –كما يقول مالك نظرية في السلوك أكثر من

أن تكون نظرية في المعرفة بمعنى أنها مجموعة من الصفات الخلفية والقيم االجتماعية التي يتلقاها الفرد منذ والدته كرأسمال

أولى قفي الوسط الذي ولد فيه والثقافة على هذا هي المحيط الذي يشكل فيه الفرد طباعه وشخصيته

وهذا التعريف يضم بين دفتيه فلسفة االنسان وفلسفة الجماعة أي مقومات االنسان ومقومات المجتمع مع األخذ في االعتبار ضرورة انسجام هذه المعوقات جميعا في كيان واحد تحدثه

عملية التركيب التي يجريها الشرارة الروحية عندما يؤذن فجر إحدى الحضاراتوفي هذا االطار ينتقد من ال يرون من الثقافة إال المظهر التافه وييتخذونها أداة لالرتزاق بعيدا عن تفعيلها في الواقع االجتماعي ويقول : إننا كنا نعرالف مرضا واحدا يمكن عالجه هو الجهل واألمية ولكننا اليوم اصبحنا نرالى مرضا جديدا مستعصيا هو التعهالم وإن شئت فقل الحرفية في التعلم والصعوبة كل الصعوبة فغي داواته وهكذا أنيح لجيلنا أن يشهد ظهور نموذجين من

األفالراد في مجتمعنا حامل المرفقات ذو األطمار البالية وحامل اللفتات العلمية وإذا كنا ندرك بسهولة كيف نداوي المريض األول فإن مداوتنا للمريض الثاني ال سبيل إليها ألن عقل هذا

المريض لم ينتجه العلم ليصيره ضميرا فعاال بل ليجعله آله للعيش وسلما يصعد منه للبرلمان وهكذا يصبح العلم مسخا وعملة زائفة

وهذا النوع من الجهل أوهى وأمر من الجهل المطلق ألنه جهل مكتعلق بالحروف األبجدية وحامل هذا النوع ال يقوم األشياء بمعانيها وال يفهم الكلمات بمراميها والبد من إزالة هذا المريض ليصفو الجو للطالب العاقل الجاد وعليه فإن مشكلة الثقافة ال تخص طبقة دون أخرى بل

تخص مجتمعا كله بما فيه المتعلم والصبي الذي لم يبلغ مرحلة التعلم إنها تشمل المجتمع كله من أعاله إلى أسفله إن بقي علو في مجتمع فقد حاسة العلو فاصبحت هذه الحاسة عنده

افقية راقدةوخالصة هذا كله أن مالك يبين معنى الثقافة باعتبارها مناخا يمتص الفرد تلقائيا عناصره وأفكاره

فيلقاها ال كمعاني ومفاهيم مجردة ولكن كصور مألوفة يستأنسها منذ عهده بالحيااة ثم يبين كيف تذوب هذه العناصر في كيان المجتمع لتطبع اسلوب حياته وفي كيان الفرد لتطبع سلوكه

مع تفاعل مستمر بين هذا االسلوب وهذا السلوك في صورة التزام مزدوج بين الفرد والمجتمع بحيث ال يسمح هذا الذاك باي نشوز في السلوك وال ذاك لهذا بأي انحراف في االسلوب إ

يتدخل في الحالة األولى ما يسمى بالضغط االجتماعي وفي الثانية كل مواقف الفرد التي تعبر عن استنكاره وهذا يعكس اتجاها اصيال لدى العلماء العرب في تأصيل معنى الثقافة ومفهومها

:ثانيا : مفهومها لدى المفكريناختلف المربون والمفكرون في تعريفهم للثقافة فعالفها كل واحد

منهم من الزاوية التي ينظر إليها أو من منطلق اختصاصه منها األنثروبولوجيا واألنثولوجيا وعلم االجتماع وعلم النفس واالقتصاد

والسياسة والجغرافية:ويمكننا تصنيف تعريفات الثقافة إلى سبعة أقسام أساسية

تعريفا تاريخية -1تعريفات تطورية-2

تعريفات بنيوية-3تعريفات وصفية-4

تعريقات شمولية-5 تعريفات سيكولوجية-6

تعريفات معيارية-7

: التعريفات التاريخية-1تنفرد التعريفات التاريخية بأنها تجعل التراث االجتماعي او التقاليد في بؤرة اهتمامها ويتضح

: ذلك من خالل عرض أهم تلك التريفات: أ-سابير

الثقافة هي مجموعة الممارسات والمعتقدات المتوارثة اجتماعيا التي تحدد جوهر حياتنا : ب- مالينفكسي

إن التراث االجتماعي هو المفهوم الرئيسي في األنثروبولوجيا الثقافية غالبا ما يطلق عليه اصطالح الثقافة ...فالثقافة تضم الصناعات الموروثة والبضائع والسلع والعمليات

واألفكار والعادات والقيم:التعريفات التطورية -2

يقصد بالتعريفات التطورية تلك التعريفات اللتي تفسر أصل الثقافة أو التي تحاول اإلجابة عن سؤالين هامين كيف نشأت الثقافة وما العوامل التي أدت إلى نشأتها؟

: وتنطوي تحت التعريفات التطورية ثالثة اتجاهات هامةاتجاه ينظر إلى الثقافةباعتبارها نتاجا-1

اتجاه ينظر إلى الثقافة على كونها افكارا-2اتجاه ينظر إلى الثقافة بوصفها رموزا-3

: أ- ويسلر الثقافة هي رابطة محددة ومركبة من األفكار

: ب- فورديمكن تعريف الثقافة بأنها نهر من االفكار الذي يمر من فرد إلى آخر بوسائل من الرموز

وااللفاظ والمحاكاة

: التعريفات البنيوية-3تنفرد التعريفات البنيوية بوضوح فكرة النموذج أو التنظيم فيها ويتجلى ذلك من

:تعريفات هؤالء المفكرين: أ-دوالر

الثقافة اسم يطلق على العادات المجردة ) عن حامليها ( والمرتبطة ببعضها لمجموعة اجتماعية

: ب- لنتونوالثقافات ليست في آخر تحليلي لها أكثر من استجابات منظمة متكررة ألعضاء

المجتمع: التعريفات الوصفية-4

تتميز التعريفات الوصفية للثقافة بأنها تعريفات تبرز تعداد محتويات الثقافة وهي غالبا ما تكون متأثرة بتعريف تايلور الشهير للثقافة ولذلك سنبدا بعرض مفهوم

تايلور ثم بعض المفاهيم الوصفية الهامة:أ-تايلور

الثقافة ...ذلك الكل المركب المعقد الذي يشمل المعلومات والمعتقدات والفن واألخالق والعرف والتقاليد والعادات وجميع القدرات األخرى التي يستطيع

االنسانن بوصفه عضوا في مجتمع: ب-بندكت

الثقافة ...كل األنشطة االجتماعية في أوسع معانيها مثل تاللغة والزواج ونسق الملكية واالتيكيت والصناعات والفن...إلخ

: التعريفات الشمولية-5تتميز التعريفات الشمولية للثقافة بأنها ال تركز على جانب واحد فقط من جوانب الثقافة كما رأينا في االقسام الماضية من تعريفات للثقافة بل إنها تحاول قدر االمكان ان تتناول الثقافة من أكثر من زاويةى كما أنها تحاول

:أن تفسر الثقافة من وجهات نظر مختلفة وأهم ما يمثل هذ ه التعريفات ما يلي: أ-التعريف الماركسي للثقافة

كل القيم المادية والروحية –ووسائل خلقها واستخدامها ونقلها- التي يخلقها المجتمع من خالل سير التاريخ وبمعنى أكثر تحديدا فإنه من المعتاد التمييز بين الثقافة المادية )اي اآلالت والخبرة في ميدان االنتاج وغير ذلك من

الثروة المادية( والثقافة الروحية )أي المنجزات في مجال العلم والفن واألدب والفلسفة واألخالق والتربية...إلخ( والثقافة ظاهرة تاريخية ويتحدد تطورها تتابع االقتصادية االجتماعية وتتخذ الثقافة في اي مجتمع

.طبقي –طابعا طبقيا سواء فيما يتعلق بمضمونها األيديولوجي أو أهدافها العميق:التعريفات السيكولوجية-6

إذا ما تفحصنامحتوى التعريفات السيكولوجية للثقافة فسنجد أنها إما تضع في بؤرة اهتمامها الثقافة كعملية تكيف وتوافق إلى جانب كونها اداة لحل المشكالت أو تبرز عنصر التعلم االنساني فيها ومن ابرز التعريفات

:السيكولوجية: أ-سمنر وكلر

الثقافة هي مجموع أساليب تكيف الناس لظروف حياتهم وهذا التكيف ال يمكن الوصول إليه إال من خالل أفعال تجمع ما بين التنوع واالنتقاء

: ب-فوردالثقافة تتمثل في قواعد تحكم السلوك وتعطي حلوال للمشكالت االجتماعية

: التعريفات المعيارية-7:يمكن أن تقسم التعريفات المعيارية للثقافة إلى فئتين فرعيتين

:أ-ويسلرالثقافة هي أسلوب حياة تتيعه الجماعة أو القبيلة وهو يضم كل االجراءات االجتماعية المقننة ..وثقافة القبيلة

تتضمن مجموعة المعتقدات واالجراءات التي تتبعها القبيلة: ب-توماس

الثقافة هي القيم المادية واالجتماعية ألي جماعة من الناس سواء أكانت متوحشة أو متمدينة وهي نظمهم وأعرافهم واتجاهاتهم ورودود أفعالهم

: تعليق عام على تعريفات الثقافة:نالحظ أن معظم تعريفات الثقافة تشترك في مجموعة من الخصائص المشتركة

أنها تشير الى ان الثقافة تميوز الجماعات أو المجتمعات االنسانية وأحيانا ما تذكر كلمة اعضاء -1 المجتمع كل ذلك إلثبات حقيقة المشاركة بين اعضاء المجتمع في الثقافة

يشترك كثير من تعريفات الثقافة في إبراز الصفة الكلية للثقافة االنسانية وهي كثيرا ما تشير -2.إلى الثقافة بهذا الصدد على أنها كل او وحدة وذلك لتمييزها عن ثقافة بعينها

ظهر اصطالح العادات في معظم التعريفات التعددية وظهر استخدام اضطالح النموذج في كثير -3من التعريفات وبخاصة بعد أن اتخذته ”روث بندكت“ عنوانا لكتابها نماذج الثقافة

ظهر في معظم تعريفات الثقافة –عدا التعريفات الشمولية -وضوح اتجاه بارز معين يلونها مما -4حدا بنا إلى أن نقسمها إلى فئات او أقسام فهناك التريفات التي تبرز الجانب الوصفي التعددي

للثقافة وهناك التعريفات التي تؤكد الجانب التاريخي في الثقافة فتضع في بؤرة اهتمامها التراث االجتماعي والتقاليد أما التعريفات السيكولوجية فتركز على التعلم والتكيف والسلوك وهكذا نجد في باقي تعريفات الثقافة كالتعريفات المعيارية والبنيوية والتطورية ويعكس هذا التركيز في تعريفات الثقافة على جوانب معينة جون غيرها اهتمامات أصحجابها من العلماء

.والباحثينظهر من تعريفات الثقافة اهتمام األنثروبولوجيين بالجوانب الملموسة في الثقافة بينما وضح -5

في تعريفات السوسيولوجيين للثقافة تركيزهم على الجوانب المجردة مثال ذلك اهتمامهم بالقيم وبالرموز في الثقافة

خالصة القول أن التعريف الجيد للثقافة هو الذي يهتم بوصف الثقافة وتحليلها وتفسيرهاإذن فكلمة ثقافة كلمة مطاطة وغير ثابتة –وهي تشير لألسلوب الشامل الذي ينظم به جماعة من الناس حياتهم من الميالد حتى الوفاة ويتضمن ما هو موجود من أنظمة اجتماعية وسياسية

وأنماط السلوك الديني والوسائل التي تتبعها غالبية الجماعة في تربية الطفل فالبعض مثال يلحق اطفاله برياض األطفال ودور الحضانة إذا توافرت وذلك قبل التحاقهم بالمدارس

من كل ما سبق تتكون الثقافة فهي تتكون من جهة –من التنظيمات الرسمية لمجتمع معين بما في ذلك دور العبادة والتظيمات السياسية ومن جهة أخرى تتكون مما هو مقبول من معايير السلوك الشائعة في مجاالت كالزواج والجنس والعمل واألبوة والصداقة والتعاون وهي األمور التي ينظم

الناس بها حياتهم اليومية كما تشمل ايضا الفنون الشعبية والعلوم وتختلف الثقافة من مجتمع آلخر ومن جماعة ألخرى فثقافة االيطاليين تختلف عن ثقافة األلمان وثقافة شمال وجنوب إيطاليا تختلفان

.:الحضارة والثقافة والمدنية

أن المفاهيم المختلفة لكلمتي الحضارة والثقافة في التفكير العالمي بين المشتغلين بالدراسات الحضاريةقد انعكس أثره على الدراسات التي تتناول هذا الموضوع في اللغى العربية ومن

. المستحسن تلمس مصطلحات ثابتة لترجمة هذه االفكار حتى تستقر في االستعمال العلميوكلمةculture ترجع في اصلها إلى الفعل الالتيني colereوهو يعني فعل الزراعة او التمجيد والتعظيم

ومن االستعماالت القديمة للكلمة في الالتينية استعمالها بمعنى الدرس والتحصيل العلمياما كلمة فقد انحدرت من كلمة الالتينية والتي تدل على المواطن

المدني في صورة سلوكية معينة هي ما تتميز به طبقة العلية في التقاليد الرومانيةوقد بدات هذه الكلمة تظهر في العصور الحديثة منذ عصر النهضة مع ظهور المحاوالت األولى

للدراسات االجتماعية عبى يد المغامرين والرحالة والتجار والهواة في مذكرات وخواطر ثم تناولها فالسفة القرن الثامن عشر وعلماء القرن التاسع عسر بالدرس والتحليل والتقويم

وكان المصطلحان األجنبيان يقوم احدهما مقان اآلخر سابقا إال أن العلماء األلمان خاصة في العهد الروماني نزعوا إلى الفصل بينهما وأطلقوا على كل واحد مكنهما اسما ورسموا له حدا فهم يذهبون

إلى أن الحضارة هي صورة التعبير عن الروح العميقة للمجتمع وأن مظاهر التقدم التكنولوجي واآللي هي المدنية ذلك ما نجده عند راتاو وكيسيرلنج وتوماس مان ويبلغ هذا االتجاه مداه عند

العالم األلماني الفرد فيبر الذي صاغ كلمة علم االجتماع الحضري والذي يرى ان المدنية ذات طبيعة .عقلية عامة ال تتحدد بصفة محلية اما الحضارة فهي مظهر روحي أصيل لتجمع حيوي

CIVilizationCIVis

تأثروا فيها آخرين هناك أن على المعنيين بين تفرق تكد لم مجموعها في فإنها سكسونيه األنجلو المدرسة أماواضحة عبارات في والمدنية الحضارة بين يفصل الذي المجتمع كتاب صاحب كيفر ما منهم األلمانية بالمدرسة

والديانات واآلداب الفنون في تتمثل والحضارة نستعمل ما فهي المدنية أما نحن ما هي الحضارة إن فيقولفعرف كسيرلنج تأثر الذي اودوم ومثل والتكنولوجيا واالقتصاد السياسة في المدنية تتمثل بينما واألخالقيالت

هذا ومعنى الحضارات مجموعة عن او القديمة الشعبية الحضارات عن يتميز للمجتمع متخصص نمو بأنها المدنيةوهي خمس عددها يبلغ وسمات خصائص للمدنية أن ويرى مدنية حضارة كل وليست حضارة هي مدنية كل :أن

1- المادية واالنشاءات والتجمع العمل في بالتخصص تتميز التي المدن في تنشا ظاهرة المدنية أن2- وخصائصها الحديثة الحياة نسيج االجتماعي والتظيم واآللية العلم بها يصوغ والتي الصناعية الفنون

3- والمكانة للقيمة عليا مقاييس االنساني والعلمي الثقافي معناها في العقلية الحياة اتخاذ4- الحكم وإلى التجمع إلى الميل

5- الصناعية بالفنون المؤيد والحكم التجمع نتيجة المطلق الحكمالحضارة الكلمتين بين للفصل بحث ينعقد يكاد وال كتبهم في دورانا أكثر مدنيى كلمة فإن الفرنسيين عند اما

والمدنيةالحضارة كلمتي العربية في نستعمل فنحن العربية باللغة االجنبية الكلمات لهذه المقابلة المصطلحات تحديد أما

فيرى يفصل من فمنهم االجتماعيون أما ويؤثرونها ثقافة كلمة يستعملون عامة والنفسيون لكلمة ترجمة والثقافةيذهب من ومنهم المادي الجانب على والحضارة البشري التقدم من الفكري الجانب على دالة الثقافة كلمة أن

اللغة في والحضارة لكلمة والثقافة لكلمة ترجمة تكون أن ينبغي حضارة كلمة أن إلىالبادية خالف هي أحيانا فتحها أو الحاء بكسر والحضارة والحاضرة والحضرة والحضر الحضر في االقامة هي .

والنشاط والفطنة الحذق تعني الثاء بكسر فالثقافة ثقف الثالثي الفعل مصدر اللغة في فهي الثقافة أماالمضعف الفعل من والصفة وعدله ساواه تثقيفا الرمح وثقف وثقيف وثقف ثقف هي ثقف الفعل من والصفات

نحن نستعمله ما وهي مثقفوللطائرة مدني لإلنسان والنسبة مصرها المدائن ومدن المدنية من صناعي مصدر العربية في فهي المدنية أماعلى أو الحضارة مراتب من مرتبة على تدل التي لكلمة ترجمة تستعمل والمدنية ميديني والحيوانتحدد ال عامة عقلية طبيعة ذات بأنها تمتاز والتي واآللي التكنولوجي التقدم مظاهر تعني فهي صورها من صورة

محلية بصفة

CIVilizationCULture

CIVilization

: العمرانانها على االرض في واستعمركم القرآن وفي التعمير من اللغة في فهو العمران امانمن يقرب معنى في عنده وهي مقدمته في خلدون ابن استانسها التي الكلمات منفاصبح االجتماع علم على اطلقت انها لو اداء وابلغ دقة أكثر ترجمة وكانت االجتماع

التراكيب في حتى يوفق لم االجتماع وعلم فات قد ذلك وقت ولكن العمران علممنذ التينية واآلخرى يوناينة كلمتيها إحدى تزال فما متجانسة تسمية في االوروبية

كونت أوجست صاغهانسميه ما على للداللة الكلمة هذه تثبيت على يعين نفسه خلدون البن تعبيرا أن غيرحلة أو مصر في النزول والتنازل التساكن هو والتعمير يقول خلدون بالتحضيرفابن

الكلمة هذه يستعلمون العرب االجتماعيون بدأ وقد الحاجات واقتضاء بالعشير لألنسطبيعة تدعو حيث المدن في تنتشر ما اول تنتشر ألنها المدنية وسيلة هو فالعمران

إليها االجتماعي والتركيب .العالقاتمنه ينفجر والذي المتطور الكبير النظام ذلك هي الحضارة ان هي كله هذا وخالصة

النظام ذلك في عضوا لتكون أخرى مرة المدنية تعود ثم المدنية تنشا ومن العمران ) وسلوكا ) نظما وتستقر بطابعها وتنطبع العام نسقها في بلتصاغ الحضارة الكبير

الثالث الظواهر هذه بين قائمة وتتأثر تؤثر طيناميكية جورة فإن وهكذا حضارة فتعودال ... يطابق ما استعمالنا في إذن هي فالحضارة واحدة حقيقة تكون التي

يقابل ما والعمران يوافق ما هي والمدنية

CIVilizationCIVilizationUrbamnization