الملحد وتشنيعه على حد السرقة

د.ربيع أحمد

الحمد لله رب العالمين ، والصالة والسالم على خاتم المرسلين وعلى أصحابه الغر الميامين ، و على من

أتبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد :

فق22د انتش22ر في عص22رنا م22رض اإللح22اد ، وه22و أح22د األم22راض الفكري22ة الفتاك22ة إذ يفت22ك باإليم22ان و يعمي

الحواس عن أدلة وجود الخالق الرحمن ،و تجد المريض يج22ادل في الب22ديهيات و يجم22ع بين النقيض22ين ويف22رق بين المتم22اثلين ،ويجع22ل من الظن علم222ا و من العلم

جهال و من الحق باطال و من الباطل حقا .

ومن عوامل انتشار هذا المرض الجهل بالدين و ضعف العقيدة واليقين واالسترسال في الوساوس الكفرية والسماع والقراءة لشبهات أهل اإللحاد دون أن يكون

لدى اإلنسان علم شرعي مؤصل .

م22ا هي إال أق22وال بال دلي22لوش22بهات أه22ل اإللح22اد ،ورغم ضعفها و بطالنه22ا إال أنه22ا وادعاءات بال مستند

ق22د ت22ؤثر في بعض المس22لمين لقل22ة العلم وازدي22اد الجه22ل بال22دين ول22ذلك ك22ان الب22د من كش22ف ش22بهات ومغالطات ودعاوي أهل اإللح22اد ش22بهة تل22و األخ22رى و مغالط22ة تل22و المغالط22ة ودع22وى تل22و ال22دعوى ح22تى ال

ينخدع أحد بكالمهم وشبههم .

و في هذا المقال سنتناول بإذن الله تشنيع المالح22دة على حد السرقة ودعواهم أن قطع يد السارق عقوب22ة

تبعث علىفيه22ا ض22رب من القس22وة ال22تي وحش22ية ، و تتن22افى م22ع اإلنس22انية الراقي22ة الرحيمةاالشمئزاز

وتصيب اإلنسان الذي طب22ق علي22ه ه22ذا الح22د باإلعاق22ة

إذا إذ يصير مقط22وع الي22د ال يس22تطيع العم22ل والبطالة فيص22بح عال22ة علىك22ان في عمل22ه يعتم22د على ي22ده

و إذا قطع يد شخص بريء ظنا من القض22اءالمجتمع ، ان22ه س22ارق فال يمكن رد ي22ده إلي22ه لكن في عقوب22ة الحبس يمكن أن يتم تعويض الش22خص عنه22ا ، و قط22ع يد شخص سوف يولد منه شخصا حاقدا على المجتم22ع و سوف يحول مشاعر الحب في قلب22ه تج22اه الن22اس و المجتمع إلى مشاعر انتقام و سوف يبقى يحلم بي22وم ينتقم فيه منهم ، و عقوبة قطع اليد سوف تؤثر على نظرة المجتمع للسارق حيث أنه سوف يعرف22ه الجمي22ع

وقب22لبسبب يده المقطوع22ة و لن يع22ود يث22ق ب22ه أح22د بيان فساد هذه الشبهة يحس22ن بن22ا ذك22ر بعض مفاس22د

السرقة .

مفاسد السرقة

للسرقة العديد من المفاسد منها : ظلم الناس بالتعدي على أموالهم واالعتداء

ضياع أموال الناس وأكلها بالباطل ،وأخذهاعليها ،و ،وإفسادبغير حق وحرمان الناس من أموالهم

على أموالهم ،و اضطراب أمنهم ترويعهممعاشهم و ،وإذا انتشرت السرقة أدت إلى إشاعة الخوف بدل

بدلاألمن والقلق بدل الطمأنينة والفوضى االستقرار .

استحقاق السارق لقطع يده التي باشر بها السرقة

من المسلم به أن عقاب أي شخص البد أن يتناسب مع جسامة الجريمة التي ارتكبها فكلما زادت جسامة الجريمة زاد العقاب ،والسارق قد اعتدى على أموال

الناس و أخذها بغير حق بغيا وظلما وحرم صاحب المال من ماله ،وأفسد على الناس معاشهم وظلمهم

أشد الترويع ،وتعتبر يده أكبرأشد ظلم وروعهم فهي آلة و أداة ظلمه وعدوانهمساعد له على فعله

وبطشه وسطوه فاستحق بذلك قطعها و إتالفهاجزاءا وفاقا .

والله – عز وجل - هو الذي منح اإلنسان اليد ليكسبلها إلى أداة للعدوان، بها ويعتاش ويرتزق، ولكنه حو فناسب أن تقطع، وأن تزال القوة الباغية التي يعتد

بها، ويعتدي بها على اآلخرين، وهو الذي أساء لنفسه وليده، وهو الذي عطلها عن مهمتها اإليجابية، وحولها

.1إلى وسيلة تخريبية، ولذلك أدبه الله بقطعها

382 ص القرآن ونقض مطاعن الرهبان للدكتور صالح عبد الفتاح الخالدي - 1

في22ه ض22رب من القس22وة والغلظ22ةقطع ي22د الس22ارق و والع222ذاب نك222اال ل222ه على م222ا اقترف222ه من الج222رم العظيم ،وهذه القسوة التي في العقوبة س22ببها فع22ل

ولعظم222ه وعظم آث222اره عظم الح222د وقس222وة أش222د .العقاب

وح22د الس22رقة ليس مكاف22أة ب22ل عقوب22ة على فع22ل ،و القس22وة ليس22تمجرم ،و ال عقوبة بال قسوة و ألم

،و البد أن تش22تمل العقوب22ة علىشرا في كل أحوالها عقاب رادع و ألم حسي أو معنوي أو االثنين معا يزداد

أث22ر فيبزيادة جسامة الجريمة ،وإال لما كان للعقوب22ة .الزجر والردع

ومن لم يبال بغلظة العقوبة وأق22دم على الس22رقة فال بد من إقامة الحد علي22ه بقط22ع ي22ده لتطه22ير المجتم22ع

كما يستأص22ل العض22و ا كي ال يفسد باقي المجتمعمنهكي ال يفسد باقي الجسد .الفاسد في جسد اإلنسان

إن قط22ع ي22د الس22ارق يس22اوى منوقد يقول قائ22ل : " سرق قطع22ة ذهب م22ع من س22رق أل22ف قطع22ة ، و من س22رق للم22رة األل22ف م22ع من يس22رق للم22رة األولى " ،ويقول آخر : "إن عقاب السارق بقطع يده ليس في22ه مساواة بين الجريمة والعقاب، فق22د يك22ون المس22روق

ضئيال، ولقد حد نص22اب الس22رقة على م22ذهب من ح22ده بقدر ضئيل، وهو ربع دين22ار أو عش22رة دن22انير.." ، وإن

وهو عند الله و عند ذلك الكالم يبدو بادئ الرأي وجيها أه22ل الفك22ر واإلص22الح والع22دل االجتم22اعي والرحم22ة العامة الشاملة ليس بوجيه، ألنه التماثل بين الجريم22ة والعقوبة ليس بشرط - ال في نظر القانونيين وال في ش22ريعة الس22ماء، إال إذا ك22انت العقوب22ة قصاص22ا، ف22إن

القصاص أساسه التساوي .

وأما فيما عدا القصاص فالتساوي ليس بشرط ألن المقصد من العقوبة ليس هو المقصود من الضمان المالي، بأن يضمن المعتدي على مال غيره بقدر ما

أتلف له من مال، وما ضيع له من منافع، إنما المقصود من العقوبة هو الردع، ومنع التفكير فيها

من كل أمرئ تكون نفسه مستعدة لهذا األثم، وحاله تسهل له ارتكاب ذلك الجرم، فالعقوبة إصالح اجتماعي وتهذيب عام وزجر نفسي لآلحاد و

الشذاب .

ولقد نهجت الق22وانين الحديث22ة ذل22ك المنه22اج فهي ال تنظ222ر في ج222رائم الس222رقات ونحوه222ا إلى مق222دار المس22روق بمق22دار نظره22ا إلى نفس الس22ارق، وم22ا يترتب على جريمته من إشاعة للخوف وإزع22اج لألمن، ول22ذلك تض22اعف العقوب22ة إذا اعت22اد الجريم22ة وتك22ررت

منه، وقد تحكم ببضع سنين في سرقة بضعة جنيهات، والتف22اوت كب22ير بين الجريم22ة والعق22اب، ب22ل تعطي الجريمة وصفا إن ارتكبها من غير اعتياد، ووصفا آخ22ر إن اعتاده22ا وألفه22ا، فتك22ون العقوب22ة بمق22دار خط22ر المج22رم على المجتم22ع، وبمق22دار الج22رأة على الش22ر،

.2ينشرها بتركه فيفسد الناس

قطع يد السارق من باب ارتكاب أخف الضررين و دفعأعلى المفسدتين

الشك أن قطع يد الس22ارق في22ه ض22رر ومفس22دة علي22ه وقد يعيقه عن العمل لكن في ت22رك قطعه22ا وبقاءه22ا

و من ،المجتمع ،وض22رر على سليمة شر على المجتمع أمثلة األفعال المشتملة على المص22الح والمفاس22د م22ع رجحان مصالحها على مفاسدها قطع يد السارق فإن22ه إفساد لها، ولكنه زاجر حافظ لجميع األموال فق22دمت

.3 مصلحة حفظ األموال على مفسدة قطع يد السارق

76شريعة القرآن من دالئل إعجازه ألبي زهرة ص - 21/99 - قواعد األحكام في مصالح األنام للعز بن عبد السالم 3

يربح المجتمع  إن قطع يد السارقوقد يقول قائل : " مص22لحة شخص معاق وعالة على غيره " والج22واب أن

المجتم222ع مقدم222ة على مص222لحة الف222رد ،واإلض222رار بالسارق أحد أفراد المجتمع عن طريق قطع يده أق22ل ض22ررا ومفس22دة من اض22طراب أمن المجتم22ع ،وعيش المجتم22ع في رعب وذع22ر وقل22ق إث22ر تفش22ي الس22رقة

والسراق .

وإقام22ة ح22د الس22رقة يحت22اج إلثب22ات ش22روط و انتف22اء موان22ع والح22دود ت22درأ بالش22بهات ،و كم22ا أن العقوب22ة مشددة فإن أدلة اإلثبات كذلك مش22ددة فيه22ا ،و قط22ع يد السارق قطع ليد شريرة ال تعمل وال تنتج، ب22ل إنه22ا يد خبيثة تعطل العمل واإلنت22اج وتض22يع على الع22املين

المنتجين ثمرات أعمالهم وإنتاجهم .

من وكل ذي لب يدرك أن قطع يد السارق أقل ض22ررا ظهور اآلثار السيئة التي تسببها السرقة في المجتمع ،ولوال عقوبة الجناة والمفسدين ألهلك الناس بعضهم بعض22ا، وفس22د نظ22ام الع22الم، وص22ارت ح22ال ال22دواب

.4واألنعام والوحوش أحسن من حال بني آدم

2/69- إعالم الموقعين عن رب العالمين البن القيم 4

ويد السارق يد خبيثة خائنة ،واليد الخائنة بمثابة عض22و مريض يجب ب22تره ليس22لم الجس22م، والتض22حية ب22البعض

.5 من أجل الكل مما اتفقت عليه الشرائع والعقول

و قطع يد السارق أهون عند الله وعن22د ك22ل من يفهم حكمة شرع الله، من أن تنتهب األموال ويسود الخوف بدل األمن ، وت2رتكب الج2رائم والجناي2ات على األرواح في جنح ظالم الليل البهيم ، وليس22أل ال22ذين ينف22ذون حكم الشارع في هذا: كم جريم22ة س22رقت أفض22ت إلى موت المسروق؟ وكم يد تقط2ع ك2ل ع2ام إذا أقيم ح2د السرقة؟ مع مالحظة أن الحد ال يقام إال إذا انتفت كل ش222بهة، كم222ا ق222ال علي222ه الس222الم: "أدرءوا الح222دود بالشبهات ما استطعتم" إن نتيجة اإلحصاء ستوض22ح ال محالة أن عدد المقطوعين بحكم الله دون من يموتون

.6تحت سلطان الهوى وغواية الشيطان

و قد يقول قائل : " إن عقوبة قطع الي2د س2وف ت2ؤثر على نظرة المجتم22ع للس22ارق حيث أن22ه س22وف يعرف22ه الجميع بسبب يده المقطوع22ة و لن يع22ود يث22ق ب22ه أحد

والجواب هذا مطلوب ،،وفي هذا إضرار بالغ بالسارق" لمزي22د من الزج22ر وال22ردع على جريم22ة الس22رقة ففي ،القطع تنفير للمجتمع من السارق كي يعتبر به غيره

إذ يعرف كل من ي22رى ي22ده المقطوع22ة أن22ه ق22د س22رق وأقيم عليه الح22د فيعت22بر و يرت22دع من أن يفع22ل مث22ل فعله فال يقدم على السرقة ، و أيضا إذا علم اإلنس22ان

2/485- فقه السنة للشيخ سيد سابق 576شريعة القرآن من دالئل إعجازه ألبي زهرة ص - 6

أن هذا الشخص قد قطعت ي22ده بس22بب الس22رقة فإن22هسيحذر منه و يحتاط منه حتى ال يسرقه .

في قطع يد السارق ردع لمن تسول له نفسهبالسرقة

إن من تسول له نفسه بالس22رقة إذا استحض22ر عقوب22ة ،وأن22ه إذا س22رق س22تقطع ي22ده فق22د يس22تيقظالسرقة

ضميره و وي22ؤنب نفس22ه ويرج22ع عن الس22رقة ،وب22ذلك تكون عقوبة قطع يد السارق وسيلة لك22ف الن22اس عن

فكلم22ا أش22د ال22ردع اإلق22دام على الس22رقة وليرت22دعوا ،وكم من إنسان يرتدع عناشتدت العقوبة قوى المنع

السرقة إذا علم أن22ه إذا س22رق قطعت ي22ده فص22ار في .ذلك حفظ ألموال الناس

يع22اقبو قطع يد السارق خ22ير ل22ه و للمجتم22ع من أن بعقوبة أخف من قطع الي22د فيتج22رأ بعض الن22اس على

إذ من أمنالسرقة وتستش22ري الس22رقة في المجتم22ع من المعل22وم أن عقوب22ةالعقوبة الرادعة أساء األدب ،و

الجناة والمفسدين ال تتم إال بم22ؤلم ي22ردعهم، ويجع22ل الج22اني نك2اال وعظ2ة لمن يري2د أن يفع2ل مث2ل فعل2ه،

وعند هذا فال بد من إفساد شيء منه بحس22ب جريمت22ه.7في الكبر والصغر والقلة والكثرة

وقطع اليد ال22ذي يفض22ح ص22احبه ط22ول حيات22ه ويس22مه بميسم الذل والعار وهو أجدر العقوبات بمنع الس22رقة وتأمين الن22اس على أم22والهم ، وك22ذا على أرواحهم ؛ ألن األرواح كث22يرا م22ا تتب22ع األم22وال، إذا ق22اوم أهله22ا

.8السراق عند العلم بهم

وألن الداعي إلى السرقة في الغالب رغبة الكسب ،ومن يسرق مرةوالثراء وهو داع قوي في الطباع

كثير ما يتشوق إلى السرقة مرة أخرى إذا لم يجد أخذ القليل كثير ما يتدرج،و من ي  ويمنعهعقابا يردعه

غلظت عقوبة السرقة ،ولذلكعلى سرقة الكثير رحمة بضعاف النفوس ،وإعانةلمقابلة قوة الداعي

فإذا لهم على النفور من السرقة فال يقدمون عليها أقدموا عليها بعد هذا التحذير الشديد كان العقاب

.شديدا

2/69- إعالم الموقعين عن رب العالمين البن القيم 76/314- تفسير المنار للشيخ محمد رشيد رضا 8

في قطع يد السارق معاقبة له بنقيض قصده

إن السارق حينما يفكر في السرقة إنما يفكر أن يزيد كسبه بكسب غيره، فهو يستصغر ما يكسبه عن طريق الحالل، ويريد أن ينمي22ه عن طري2ق الح2رام ، وه2و ال يكتفي بثمرة عمله فيطمع في ثمرة عمل غيره، وه22و يفعل ذلك ليزيد من قدرته على اإلنف22اق ، أو الظه22ور ليرت222اح من عن222اء الك222د والعم222ل ، أو لي222أمن على مستقبله ، فال22دافع ال22ذي ي22دفع إلى الس22رقة ويرج22ع إلى ه22ذه االعتب22ارات وه22و زي22ادة الكس22ب أو زي22ادة

الثراء .

وقد حاربت الشريعة اإلسالمية ه22ذا ال22دافع في نفس اإلنس22ان بتقري22ر عقوب22ة القط22ع؛ ألن قط22ع الي22د أو الرجل يؤدي إلى نقص الكسب؛ إذ اليد والرجل كالهما أداة العم22ل أي22ا ك22ان، ونقص الكس22ب ي22ؤدي إلى نقص ال22ثراء ، وه22ذا ي22ؤدي إلى نقص الق22درة على اإلنف22اق وعلى الظهور ، ويدعو إلى شدة الك22دح وك22ثرة العم22ل

والتخوف الشديد على المستقبل .

فالشريعة اإلسالمية بتقريرها عقوبة القطع دفعت العوامل النفسية التي تدعو الرتكاب الجريمة بعوامل نفسية مضادة تصرف عن جريمة السرقة، فإذا تغلبت

العوامل النفسية الداعية، وارتكب اإلنسان جريمة مرة كان في العقوبة والمرارة التي تصيبه منها ما يغلب العوامل النفسية الصارفة، فال يعود للجريمة

.9مرة ثانية

عودة- 9 القادر لعبد اإلسالم في الجنائي 1/653التشريع

قطع يد السارق فيه قسوة هي عين الرحمة

فيه ضرب من القسوة ال ننكر أن قطع يد السارق والغلظة ،ولكن هذا الضرب من القسوة والغلظة

لمصلحته ومصلحة المجتمع الذي يعيش فيه فقبل اإلقدام على السرقة إذا تذكر المرء أنه ستقطع يده

ربما خاف وارتدع فيمتنع عن السرقة ويكف عنهافيسلم ،ويسلم المجتمع من شره .

والتشديد في عقوبة السرقة فيه ردع ألفراد المجتمع عن اقتراف هذه الفعلة المشينة وبذلك يأمن كل فرد

من أفراد المجتمع من أن تسرق أمواله فتحفظ أموال الناس وبذلك يكون إقامة حد السرقة أنفى

للسرقة ويشعر كل إنسان في المجتمع بأنه مصون.في ماله

باستئصال اليدوفي قطع يد السارق صيانة للمجتمع ليدفع شرها البالغ غاية الخطورة عنالخبيثة منه

.  ،وفي ذلك رحمة بالمجتمعالمجتمع

ومن ي22دعي أن قط22ع الي22د ليس من ق22وانين الرحم22ة فق222د نظ222ر إلى الرحم222ة بالس222ارق وت222رك الرحم222ة بالمس22روق ،و بين أي22دينا اث22نين: س22ارقا ومس22روقا

معت22ديا ومعت22ديا علي22ه جاني22ا ومجني22ا علي22ه ووراء ذل22ك مجتم22ع يجب أن يس22وده األمن واألم22ان ال الفوض22ى واالض222طراب والقل222ق، ف222إذا أراد ذو عق222ل أن يخص برحمت22ه أح22د الف22ريقين، أيخص برحمت22ه من اعت22دى وس22رق وروع اآلم22نين أم يخص برحمت22ه من اعت22دى علي22ه، والمجتم22ع ال22ذي يجب أن يب22دل خوف22ه أمن22ا،

ويسوده األمان ؟

والس222ارق لم ي222رحم الن222اس ب222ل ظلمهم وروعهم و اعتدى على أموالهم و أخذها بغير حق فاس22تحق ب22ذلك عدم تخفيف العقوبة ،ووجوب تنفيذ الحد عليه ومن ال

يرحم الناس ال يرحمه الله .

إن قانون العقل يقول: إن الرحم22ة تك22ون بمن وقعت عليهم الجريم222ة، وهم اآلح222اد والجماع222ة، والنك222ال الشديد بمن وقعت منه الجريمة، وإن النكال به22ذا ه22و الرحم22ة به22ؤالء، فلين22ل حكم الل22ه من جريمت22ه ولتكن شاهد عار إلي يوم القيامة، ليرتدع من غوى وال يض22ل من اهت22دى، وعس22ى أن يك22ون العق22اب لذنب22ه إن ت22اب

.10وأناب

مفاسد استبدال عقوبة قطع يد السارق بحبسه لمدة معينة

إن استبدال عقوبة قطع يد السارق بالحبس لمدة ولقد لخص،معينة له العديد من المفاسد والسلبيات

76شريعة القرآن من دالئل إعجازه ألبي زهرة ص - 10

"عبد القادر عودة"رحمه الله عيوب عقوبة الحبسبعدة نقاط مؤيدة باألرقام اإلحصائية فذكر منها :

أوال: إرهاق خزانة الدولة وتعطيل اإلنتاج فالشك أن الدولة سوف تتحمل نفقات كبيرة إلعداد السجون وصيانتها والعناية بها، ومع ذلك فال يزال السجناء

يعانون في كثير من الدول من قلة العناية والرعاية. ثانيا: إفساد المسجونين ويقول بهذا الصدد وكان من

الممكن أن تتحمل الجماعة هذه الخسارة الكبيرة سنويا أي نفقات هذا السجن والسجناء لو كانت

عقوبة الحبس تؤدي إلى إصالح المسجونين، ولكنها في الواقع تؤدي بالصالح إلى الفساد وتزيد الفاسد

فسادا على فساده، فالسجن يجمع بين المجرم الذي ألف اإلجرام وتمرس بأساليبه، وبين المجرم

المتخصص في نوع من اإلجرام وبين المجرم العادي، كما يضم السجن أشخاصا ليسوا بمجرمين حقيقين،

وإنما جعلهم القانون مجرمين اعتبارا كالمحكوم عليهم في حمل األسلحة أو لعدم زراعة نسبة معينة

من القمح والشعير، وكالمحكوم عليهم في جرائم الخطأ واإلهمال، إلى آخر ما ذكره رحمه الله. فحاصل

ما ذكر أن السجن أصبح مدرسة إجرامية يلقن فيها المجرمون العتاة والمعتادون المبتدئين من

المجرمين.

إلى أن قال: ولقد دلت المشاهدات على أن الرجل يدخل السجن ألمر ال يعتبره العرف جريمة كضبط قطعة سالح معه، وكان المعروف عنه قبل دخوله السجن أنه يكره المجرمين ويأنف أن يكون منهم،

فإذا خرج من السجن حبب إليه اإلجرام واحترافه بل

صار يتباهى به إلى آخر ما ذكر، وهو كالم جيد مدعمباإلحصائيات فيحسن الرجوع إليه.

ثالثا: قتل الشعور بالمسئولية: وعقوبة الحبس فوق أنها غير رادعة فإنها تؤدى إلى قتل الشعور

بالمسئولية في نفوس المجرمين، وتحبب إليهم التعطل، خاصة من يقضى منهم مدة طويلة في

السجن.

رابعا: انعدام قوة الردع: إن عقوبة الحبس قد فرض22ت على أساس أنها عقوبة رادع22ة ولكن الواق22ع ق22د أثبت أنها ال فائدة منها وال أثر له22ا في نف22وس المج22رمين، فالذين يعاقبون باألشغال الشاقة وهى أقص22ى أن22واع الحبس ال يك22ادون يخرج22ون من الس22جن ح22تى يع22ودوا الرتكاب الجرائم، ولو كانت العقوبة رادعة لم22ا ع22ادوا، لما عوقبوا عليه بهذه السرعة ثم ذكر إحصائيات تدعم

ذلك. ومن الطريف ما ذك22ره بعض الكت22اب أنهم في أمريك22ا قاموا بعرض أفالم على السجناء عن بعض المج22رمين وكيف كانت نهايتهم المحزنة، وأن الجريمة لم تجرهم إال إلى الخيب22ة والفش22ل، ثم اس22تطلعوا آراء الس22جناء ليعرف222وا م222دى ت222أثرهم به222ذه األفالم وتأثيره222ا في سلوكهم، وكان الباحثون يتوقع2ون أن يعت2بر الس2جناء بمصير المجرمين ويتعظوا، ولكن ال22ذي حص22ل ه22و أن السجناء كانوا يركزون على البحث في نق22اط الض22عف في الخطط ال22تي س22لكها المجرم22ون، ويرك22زون على األخطاء التي ص22درت عنهم، وك22انت س22ببا في القبض عليهم، فكانوا يقولون لو أن المجرم عم22ل ك22ذا لنج22ا،

ولو أنه لم يعمل كذا لما قبض عليه وهك22ذا، مم22ا ي22دل على تأصل ال22روح اإلجرامي22ة في ه22ؤالء، وأن الس22جن لم يزدهم إال عت22وا وتم22ردا، مص22ادقا لم22ا ذك22ره ع22ودة

رحمه الله.

خامسا: ازدي22اد س22لطان المج22رمين بع22د خ22روجهم منالسجن وتمردهم على المجتمع.

سادسا: انخفاض المس22توى الص22حي واألخالقي نظ22را ألن الس22جون ثابت22ة المس22احة. بينم22ا الس22جناء ي22زداد ع22ددهم يوم22ا بع22د ي22وم، وبالت22الي ينخفض مس22توى

الخدمات التي تقدم لهم.

س22ابعا: ازدي22اد الج22رائم: وق22د وض22عت عقوب22ة الحبس على اختالف أنواعه22222ا لمحارب22222ة الجريم22222ة ولكن اإلحصائيات التي ال تكذب تدل على أن الج22رائم ت22زداد عام22ا بع22د ع22ام زي22ادة تس22ترعى النظ22ر وتبعث على التفكير الطوي22ل ثم أورد اإلحص22ائيات الرس22مية ال22تي

تؤيد ذلك.

ثامنا: وأمر مهم أغفله "عودة"رحمه الله أال وهو وضع عوائ22ل المس22جونين. من ينف22ق عليه22ا، ومن يق22وم بشأنها، ومن يتولى تص22ريف ش2ئونها وت2دبير أموره2ا، من يغمر صغارهم بالعطف والمودة، الش22ك أن أس22رة السجين سوف تتع22رض للض22ياع، وربم22ا لحقت بوليه22ا في ركاب اإلجرام نتيجة االنح22راف ال22ذي ينج22رف به22ا إلى اإلجرام، وبسبب الحاجة الماسة وانعدام الش22فقة والعطف، وربم2ا قي2ل إن المج2رم وج22وده كعدم2ه في

األسرة. بل قد يك22ون وج22وده وب22اال عليه22ا وس22ببا في ضاللها وانحرافها إن كان ولي22ا له22ا أو مج22رد ف22رد من

أفرادها ربما قيل ذلك.

ولكننا نقول أوال : إن أكثر المسجونين والع22دد األك22بر منهم ليس222وا مج222رمين بمع222نى الكلم222ة كم222ا ذك222ر "ع222ودة"رحم222ه الل222ه، وليس222ت قض222اياهم بالقض222ايا اإلجرامي22ة الخط22يرة، ب22ل ق22د ال تك22ون جريم22ة على اإلطالق، ولكنه2ا مخالف2ة بس2يطة وبالت2الي فال خ2وف

على السجين ألنه ليس مجرما.

ثانيا: إن المجرم مهما كان متمادي22ا في األج22رام فإن22ه أولى برعاية أسرته وهو أشفق عليه22ا وأرحم به22ا من غيره، كما أن الحيوانات المتوحشة تعطف على أبنائها وتربيهم رغم ما فيها من القسوة والوحش2ية، فك22ذلك هذا اإلنس2ان المج22رم اللهم إال في الج22رائم الخط2يرة جدا وهي قليل22ة ن22ادرة فق22د تقتض22ي المص22لحة عزل22ة

.11المجرم وإبعاده عن أسرته ألال يفسدها وهذا نادر

و قد يقول قائل : " إذا قطع يد شخص بريء ظن22ا من القض22اء ان22ه س22ارق فال يمكن رد ي22ده إلي22ه لكن في عقوب22ة الحبس يمكن أن يتم تع22ويض الش22خص عنه22ا

،والج22واب أن فالب22د من اس22تبدال القط22ع ب22الحبس" الشرع اشترط شروطا صارمة إلثبات حد السرقة على

فال يثبت ح22د الس22رقة إال ب22اإلقرار منالم22دعى علي22ه وأل22زم القاض22ي بع22دمالس22ارق أو ش22هادة ع22دلين ، ،

و الحكم بعلم22ه الشخص22ي، ب22ل ب22القرائن الظ22اهرة 83-81 دفاع عن العقوبات اإلسالمية لمحمد ناصر السحيباني- 11

، وب22ذلك ين22در أن يح22دثاألدلة المقدم22ة في ال22دعوى.والعبرة بالغالب ال بالقليل النادر ،خطأ في الحكم

وإن حدث خطأ في الحكم فال يسأل القاضي في ه22ذه الحال22ة؛ ألن22ه حكم بمقتض22ى م22ا ت22وفر ل22ه من أدل22ة ،والعقوب222ة ب222الحبس غ222ير رادع222ة وله222ا العدي222د من الس22لبيات ،واس22تبدال ح22د الس22رقة ب22الحبس بحج22ة إمكانية الخط22أ في الحكم ،وأن الي22د ال ت22رد إن قطعت كمثل من يريد استبدال عملي22ة ب22تر عض22و لوج22ود ورم خ22بيث ب22ه يخش22ى تفش22يه في الجس22د بال22دواء بحج22ة

إمكانية خطأ الطبيب في التشخيص أو البتر .

الذى بنعمته تتم الصالحات و الحمد للههذا