ة في تزآية النفســــم الجوزيــــمنهج ابن قي

رقية طه جابر العلواني. د أستاذ مساعد في قسم اللغة العربية والدراسات اإلسالمية

جامعة البحرين

ملخص البحث المتميز في تزآية النفس - رحمه اهللا–يتناول هذا البحث منهج ابن القيم

قوماته وسماته من خالل إسهاماته وآتاباته ذلك المنهج الذي برزت م. والترقي بها

وتبرز أهمية هذا البحث في عصر تشتد فيه حاجة األمة إلى الرصيد . المتعددة فيه

ويوظف البحث المنهج التحليلي االستنباطي في استقراء آتاباته . الروحي السليم

رحمه اهللا في محاولة للكشف عن مفهوم التزآية لديه، وأسس ومقومات منهجه،

وال يروم البحث سلوك . وأبرز الوسائل واآلليات التي وضعها لتطبيق ذلك المنهج

سبيل المقارنة بين منهجه رحمه اهللا والمناهج اآلخرى التي سلكها أرباب الفلسفات

المختلفة في تنقية النفس والترقي بها، بقدر ما يتم الترآيز فيه على إبراز مقومات

ومن أهم النتائج التي آشف . ن القيم في آثاره وآتاباتهالمنهج الصحيح الذي تبناه اب

عنها البحث تلك األسس والمقومات التي اعتمدها في منهجه المتمثلة في االلتزام

بكتاب اهللا وسنة رسوله عليه الصالة والسالم،تخليص التوحيد وتصحيح العقيدة،

الكشف عن أبرز آليات آما تم. محاربة التقليد والجمود الفكري، والواقعية والتوازن

التزآية وأهم الرآائز القائمة عليها المتمثلة في فعل المأمورات والطاعات، واجتناب

، رمضان ٣١، ع١٩مجلة جامعة أم القرى لعلوم الشريعة واللغة العربية وآدابـها، ج ١٥٨ هـ١٤٢٥

اآلثام والمعاصي والمنهيات، واستفراغ الصفات المذمومة الفاسدة، وتتفرع عنها

آما قام بتقديم وسائل للحفاظ على زآاة ..وسائل لتنفيذها مثل محاسبة النفس، العبادات

. تقديم محبة اهللا على آل ما سواه، وتعظيم أوامره ونواهيه: فس تتمثل فيالن

١٥٩ رقية بنت طه جابر العلواتي. د – منهج ابن قيم الجوزية في تزآية النفس

مقدمــــةرسالة اإلسالم بتعاليمها وآدابها لتحقيق زآاة النفس جاءت

تلك النفس التي تشكل . البشرية والترقي بها نحو مصاف السمو اإلنسانيوقد . اري على هذه األرضمحور اإلستخالف وبؤرة العمران الحض

أآدت النصوص القرآنية المتضافرة على أهمية هذه الغاية ودورها في .إصالح وفالح اإلنسان في الدارين

فزآاة النفس هي الغاية التي وضعت ألجلها التعاليم واآلداب وتزآية النفس هي الخطوات والسلوآيات اإلنسانية التي . القرآنية المختلفةالكسب فهي . في سبيل الترقي والتوصل إلى تلك الغايةيعتمدها الفرد

والتفاعل لتلك التعاليم القرآنية المتضافرة الداعية في االستجابة اإلنساني اإلنسانية في ضوء ذلك التصور وتكييف الحياة ،إلى زآاة النفس

.والسلوك

وهذه الغاية ثابتة بنصوص القرآن الكريم والسنة المطهرة، بيد أن فيما اختلفت فيه العقول وتباينت توات المتبعة للتوصل إليها،آانالخط

.فيه األفهام وفق مناهج معينة

العلماءبرزمن أ واحدرحمه اهللا، اإلمام ابن قيم الجوزية و تناولوا هذا الجانب الهام في آتاباتهم وإسهاماتهم، من الذين المسلمين

ة، من إتباع القرآن الكريم خالل منهج يقوم على العقيدة السليمة المنبثقفقد أسهمت جهوده . والسنة النبوية في استيعاب موسوعي متميز وفريد

لبناء نفس الفرد متكامل وعمليعلميالمتوالية في تقديم وصياغة منهج فجاء منهجه، متسما . الزآية وإصالح المجتمع من خالل سلوآياتهاى نهج القرآن الكريم بالعملية والواقعية، والتمسك المطلق بالسير عل

.ما سواهما من المسالكوالسنة النبوية، دون

، رمضان ٣١، ع١٩مجلة جامعة أم القرى لعلوم الشريعة واللغة العربية وآدابـها، ج ١٦٠ هـ١٤٢٥

اختطا خطوات عملية واضحة النبوية والقرآن الكريم والسنة المعالم واألطر لتحقيق زآاة النفس البشرية والترقي بها وتوظيفها في

فقام رحمه اهللا بدور المتتبع المستنبط لهذا النهج . بناء الحضارة والعمران خالل فهم عميق لتلك النصوص ومواردها، ومن ثم االنتقال إلى من

وآان لتبنيه لهذا النهج . عملية تصييرها واقعا سلوآيا في حياة األفرادأثره الواضح في اتسام مشروعه بالفعالية والواقعية وحيوية الخطاب

. الزمانية والمكانية عبر العصور المختلفةوفرغم تغير الظر

ه من تما حققبكل قيم الجوزية رحمه اهللا،ابن شخصية إن الساحة على متواصل من تأثيرخلفته، وما وإسهامات هائلةإنجازات

عميقة وجهود أن تكون موضع دراسةب جديرة ،الفكرية اإلسالمية .متواصلة للكشف عن مختلف الجوانب في تلك الشخصية المتميزة

:أهمية الدراسة وأهدافهاجانب تزآية النفس عند الضوء على سليطت الدراسةهذه رومت

ذلك الجانب الذي لم ينل االهتمام الكافي من . ابن قيم الجوزية رحمه اهللاتحاول و. العلمية الهائلةهوإنجازات - رحمه اهللا–قبل الدارسين لشخصيته

من خالل قراءة متأنية الرجل عن مشروع متكاملة صورةالدراسة تبنيوانعكاسات ذلك مقوماته ومنهجه جديدة في فهم اآفاقموضوعية، تفتح

تقوم الدراسة بعملية آما .واقع األمة في عصره وما تالهعلى المنهج استنباط ألصول ومعالم هذا المنهج من خالل عملية الرصد والوقوف

. على مؤلفاته وإسهاماته في هذا المجال

، إصالحيبأسلوبفقد امتاز ابن قيم رحمه اهللا في سائر آتاباته . أعمال اإلنسان وسلوآياته القلبية والظاهرةإلى التفكر و التدبر فييدعو

آما قام بطرح قضية إصالح الذات، من خالل نظر اإلنسان لذاته

١٦١ رقية بنت طه جابر العلواتي. د – منهج ابن قيم الجوزية في تزآية النفس

الفسادأسباب ثم تلمس سيئاته و اعوجاجه في السلوك، ومن والبحث عن راض نحراف في الذات ومعالجتها بحكمة وروية تستأصل تلك األمواال

. واألدواء بالكلية

وتبرز أهمية هذه الدراسة في عصر تشتد فيه حاجة األمة إلى الرصيد الروحي السليم والفكر الرصين في هذا الجانب، الذي ندرت فيه الدراسات المعتدلة المبنية على منهج التمسك يكتاب اهللا وبسنة المصطفى

ويعد . اط أوتفريطصلى اهللا عليه وسلم وإتباع السلف الصالح دون إفر .منهج ابن قيم من أبرز النماذج واالتجاهات في هذا المجال

، رمضان ٣١، ع١٩مجلة جامعة أم القرى لعلوم الشريعة واللغة العربية وآدابـها، ج ١٦٢ هـ١٤٢٥

ة في تزآية النفســــــــمنهج ابن قيم الجوزي

:بن القيم السيرة الذاتية ال-أوال

العالمة شمس الدين أبو عبد اهللا محمد ابن أبي بكر بن أيوب هو سنة ولد. صل ثم الدمشقي ابن قيم الجوزيةبن سعد بن حريز الزرعي اال

نشأ ابن قيم الجوزية في جو علمي، . ١ للهجرةإحدى وتسعين وستمائةوتربى رحمه اهللا في آنف والده الشيخ الصالح قيم الجوزية، وأخذ عنه

.٢علم الفرائض

العلم على آثير من المشايخ-رحمه اهللا-تلقى ابن قيم الجوزية والشهاب النابلسي المطعم والقاضي سليمان بن حمزة، عيسى من أمثال

وقرأ في األصول علي الصفي ، وجماعة، وفاطمة بنت جوهر،العابروالده : أآثر شيوخه أثرا في حياتهو .٣الهندي وتفقه في المذهب وأفتى

فقد الزمه، -رحمه اهللا-شيخ اإلسالم ابن تيمية وم الجوزية رحمه اهللا، قي وقرأ عليه آثيرا من الكتب، وبدأت مالزمته له سنة وتفقه على يديه،

). هـ٧٢٨(حتى توفي شيخ اإلسالم سجينا في قلعة دمشق ) هـ٧١٢(رجب ابن: منهمآما تتلمذ على يديه عدد من العلماء المبرزين

وآنت من : "ومنهم ابن آثير حيث يقول. الحنبلي صاحب طبقات الحنابلة . ٤"ليهأصحب الناس له وأحب الناس إ

الرغبة الصادقة -رحمه اهللا-وعرف عن ابن قيم الجوزية 5الجامحة في طلب العلم، والجلد والتفاني في البحث منذ نعومة أظفاره

، مما يشير إلى رغبته مغرما بجمع الكتبوآان ابن قيم الجوزية رة الجامحة لطلب العلم بحثا وتصنيفا، وقراءة وإقراء يظهر ذلك في غزا

وقد ظهر . ٦المادة العلمية في مؤلفاته، والقدرة العجيبة على حشد األدلة

١٦٣ رقية بنت طه جابر العلواتي. د – منهج ابن قيم الجوزية في تزآية النفس

أثر ذلك اإلطالع الواسع والنهم العلمي الهائل، في اآلثار العلمية المتعددة ه في مختلف العلوم والفنون فألف في الفقه ءوالمتنوعة التي خلفها ورا

. ونعلم الكالم واألصول وغير ذلك من فننقد والسير، و

شخصية فذة حرة في البحث والرغبة وآان رحمه اهللا صاحب ، يناقش في في التوصل إلى الصواب والسير معه أينما سارت رآائبه

.٧المسائل ويرجح ويبدي رأيه وإن خالف في ذلك غيره من العلماء

وآان رحمه اهللا عامال بما يدعو إليه من تهذيب النفس ومحاسبتها ف الترقي والسمو على هدى ونور وبصيرة علمه واألخذ بها نحو مصا

.بالكتاب والسنة، فعرف عنه المداومة على العبادة والتنفل

ه ثروة علمية هائلة تمثلت في ءوقد ترك ابن القيم رحمه اهللا وراوعلى . ٨عدد آبير من المؤلفات والتصانيف في مختلف الفنون والعلوم

ه ومؤلفاته المختلفة، إال أنها الرغم من تنوع القضايا المطروحة في آتبذاك هو منهج . تميزت بالتقيد بمنهج ال يحيد عنه الشيخ في آتاباته قاطبة

التمسك المطلق بالكتاب والسنة وإخضاع القضايا المختلفة لذاك المنهج .ومعالجتها من خالل تطبيقه وتحكيمه فيها

وال يخفى على المتتبع آلثاره العلمية، منهجه في محاربة لتيارات الفكرية والتقاليد السائدة في عصره والمنافية أو البعيدة عن ا

مقاصد الشرع وغاياته فكانت وال تزال مؤلفاته، شاهدة على أهمية إخضاع الواقع المتغير بظروفه ودواعيه ألحكام الشرع وتعاليمه وليس

م الجوزية رحمه اهللا قد قدم أنموذجا متميزاقيوبهذا يكون ابن . العكسللعالم الحكيم المداوي لهموم بيئته وقضايا عصره في غير خضوع

. ألعراف جائرة أو مجاراة لتقاليد سائدة

رحمه اهللا صنوفا من المحن والخطوب بسبب تعرضه ىوقد الق

، رمضان ٣١، ع١٩مجلة جامعة أم القرى لعلوم الشريعة واللغة العربية وآدابـها، ج ١٦٤ هـ١٤٢٥

تقل اعف. ألدواء عصره ومحاولة إصالحه لك لما خالف الشرع وأحكامهد أن اهين وطيف به على في القلعة بع رحمهما اهللامع شيخه ابن تيمية

.٩فرج عنهأجمل مضروبا بالدرة فلما مات شيخه فقد عاش ابن قيم الجوزية في الفترة الواقعة ما بين نهاية القرن السابع والقرن الثامن الهجري، في فترة من أآثر الفترات اضطرابا من

م انتشرت البدع واختلطت الممارسات البعيدة عن تعاليو. الناحية الفكريةالشرع بتقاليد الناس حتى باتت جزءا من أعرافهم وسلوآياتهم المألوفة، رغم آل ما تحمله من تجاوز ألحكام الشرع، وسلطة ألعراف وتقاليد

تلك السلطة التي درج عليها البشر في حياتهم، فجاء . مجافية للشرعاإلسالم بتشريعاته السمحة وهذب أعرافهم وأبطل العادات والتقاليد

. نافية لمنهجه بحكمة ورويةالم تضافرت على العالم اإلسالمي ظروف متداخلة، من وفود آما

أعداد هائلة من مجتمعات متباينة في بنيتها وتكوينها الفكري واالجتماعي وإنضمامها إلى المجتمع اإلسالمي، إلى النكبات السياسية المتتالية التي

ى شيوع فلسفات االمم وقع المسلمون تحت وطأتها على مدى قرون، إلالمختلفة إلى غيرها من عوامل متضافرة، أسهمت في وقوع المجتمع

. اإلسالمي تحت وطأة االعراف والتقاليد المخالفة للدين من جديدمن هنا آان دور ابن القيم رحمه اهللا يتسم بالصعوبة والوعورة

رين من في مواجهة سيل من التيارات الفكرية المتغلغلة في أعماق الكثيإال أنه رحمه اهللا شق طريقه وفق منهج واضح . أفراد المجتمع آنذاك

المعالم يلتزم آتاب اهللا وسنة رسوله صلى اهللا عليه وسلم وال يحيد عن .ذلك قيد أنملة

رغم آثرة التيارات الوافدة من ( فجاء منهجه متميزا بأصالته ومواجها لها، متسما معالجا ألزماته واقعيا،، بعيدا عن المثالية،)حوله

١٦٥ رقية بنت طه جابر العلواتي. د – منهج ابن قيم الجوزية في تزآية النفس

.بالتوازن والموضوعية

وقد قام رحمه اهللا بتوصيف الحالة التي آان يعيشها في مجتمعه : آنذاك أبلغ توصيف حيث يقول في ذلك

ع ا" د وقط ر العوائ ى هج وف عل وب موق ى المطل ول إل لوصد ،العوائق ادوه فالعوائ اس واعت ه الن ا ألف ى الدعة والراحة وم سكون إل ال

دهم من الرسو ل هي عن ع ب م واألوضاع التي جعلوها بمنزلة الشرع المتبشرع ن ال م م ا ال ،أعظ ا م ا وخالفه رج عنه ن خ ى م رون عل انهم ينك ف

ر ا آف شرع وربم د ينكرون على من خالف صريح ال عوه وضللوه وه أو بوم أو ك الرس ة تل اقبوه لمخالف روه وع صبوها ،هج سنن ون ا ال اتوا له وأم

ون ول يوال دادا للرس ادون أن ا ويع م ، عليه ا وافقه دهم م المعروف عن ف وهذه األوضاع والرسوم قد استولت على طوائف بني .والمنكر ما خالفها

ة ،آدم من الملوك والوالة والفقهاء والصوفية والفقراء والمطوعين والعامد ل هي أعظم عن ننا ب ر واتخذت س ا الكبي شأ عليه صغير ون فربى فيها ال

سنن الوا ا منقطع أصحابها من ال د به ا محبوس والمتقي ا عم .قف معه بهد اهللا و عن ا فه صر به ن استن اب م سنة والكت ا ال ر ألجله صاب وهج المر د اهللا غي و عن وله فه نة رس اب اهللا وس ا دون آت دى به ن اقت ذول وم مخى اهللا وذ إل ين النف د وب ين العب ع ب ب والموان م الحج ذه أعظ ول وه مقب

.١٠"هورسوله، والمتأمل في آالم وتو ه اهللا ألدواء مجتمع صيف ابن القيم رحم

يلحظ أوجها متعددة للتشابه بين ما حدث ويحدث في آثير من المجتمعات ة ي الحيوي ل ف ر يتمث دا آخ ه بع ي لمنهج ا يعط ر، مم ت الحاض ي الوق ف

. والفعالية والصالحية لهذا الزمان

، رمضان ٣١، ع١٩مجلة جامعة أم القرى لعلوم الشريعة واللغة العربية وآدابـها، ج ١٦٦ هـ١٤٢٥

مفهوم النفس وزآاتها عند ابن قيم الجوزية- ثانيا

طبيعة النفس: مطلب األولالا يس آائن الم ل ي اإلس سان ف ه فاإلن سان وحقيقت وهر اإلن نفس ج ال

فهو مكون من روح وجسد، ولكل . أحادي الكينونة بل هو آائن ذو أبعاد د ا منواح ه هم صه واحتياجات ه وخصائ ه . طبيعت الم بأحكام ى اإلس وراع

اته وفق نظام ، فأعطى للبدن حاجاته وهذب متطلب ذلكومقاصد تشريعاته ساني، ال اإلن ى الكم اء إل ه لالرتق اج إلي ا تحت روح م ا أعطى لل معين، آم

م المطالب التي الروح والجسد فكان التوازن وتحقيق التكامل بين من أه .راعاها اإلسالم ودعا إليها

وقد اهتم المفكرون والفالسفة القدماء بقضية طبيعة النفس ن طبيعتها وذهب إلى أن النفس ع) م. ق٣٩٩(البشرية، فتحدث سقراط

. ذات روحية قائمة بذاتها وهي جوهر اإلنسان الحقيقي والبدن أداة لهاإلى أن النفس هي العنصر الجوهري في ) م. ق٣٤٨(آما ذهب أفالطون

أما . اإلنسان وهي ذات مستقلة فاإلنسان مرآب من جوهرين نفس وبدن توجد داخل البدن فقد ذهب إلى انها صفة ذاتية) م. ق٣٢٢(أرسطو

واهتم فالسفة اإلسالم . ١١وسماها بالكمال فوجودها شرف وآمال للبدنآذلك بالحديث عن النفس ومنهم مسكويه، الذي آان يرى أن مشكلة األخالق في النفس، وأن معرفة النفس هي السبيل األقوم لتحصيل الخلق

. ١٢ فتخيبالفاضل وعلى اإلنسان معرفة مايزآي النفس فتفلح وما يدسيها

وتعرض ابن القيم رحمه اهللا لمسألة طبيعة النفس البشرية في

١٦٧ رقية بنت طه جابر العلواتي. د – منهج ابن قيم الجوزية في تزآية النفس

وذهب إلى أن . ١٣آتابه الروح، وخصص له المسألة التاسعة عشرةجسم جمهور العقالء على أن اإلنسان هو البدن والروح معا و الروح

نى علوي خفيف امخالف بالماهية لهذا الجسم المحسوس وهو جسم نورثم ساق األدلة النقلية . ذ في جوهر األعضاء ويسري فيها ينف،حي متحرك

من النصوص القرآنية والسنة النبوية والعقلية على إبطال األقوال . ١٤والمذاهب المخالفة لذلك في مائة وستة عشر دليال

يغرق في والنجد البن القيم رحمه اهللا في ذلك النهج، بحثا، على الرغم من اطالعه متاهات فلسفية تجريدية حول ماهية النفس

. الواضح على أقوال الفالسفة والعلماء من معاصريه ومن سبقه بقرونوهذا يؤآد سمة العملية والواقعية في فكره ومنهجه اإلصالحي وبعده عن الخوض في مناظرات ومجادالت فلسفية ال يترتب على الخوض فيها

. عمل

، رمضان ٣١، ع١٩مجلة جامعة أم القرى لعلوم الشريعة واللغة العربية وآدابـها، ج ١٦٨ هـ١٤٢٥

المطلب الثاني نفس عند ابن القيم أنواع ال

انطلق ابن القيم في تحديد أنواع النفس من النهج القرآني الذي . ١٥..المطمئنة واألمارة بالسوء واللوامة : حدد أنواع النفس في ثالث

ولكن لها صفات فتسمى بإعتبار آل صفة بأسم فتسمى وهي نفس واحدة نابة إليه مطمئنة بإعتبار طمأنينتها إلى ربها بعبوديته ومحبته واإل

والتوآل عليه والرضا به والسكون إليه عن حب ما سواه وبذآره عن .ذآر ما سواه وبالشوق إليه وإلى لقائه عن الشوق إلى ما سواه

ى تقصيره في وتسمى لوامة وهي التي ال تزال تلوم صاحبها علهي هناك نفس لوامة ملومة و و ،طاعة اهللا مع بذله جهده فهذه غير ملومة

ه لومها اهللا عز وجل التي ي ارة و . ومالئكت سمى أم ة التي هي المذموم وتة ، فهي تأمر بكل سوء م لوام ارة ث م نفس واحدة تكون أم ة وهي ث مطمئن

.١٦غاية آمالها وصالحهاتها أمارة بالسوء ألنها ويرى ابن قيم رحمه اهللا أن النفس بذا

طارىء اهللا والعدل والعلمهخلقت في األصل جاهلة ظالمة إال من رحم فإذا لم يلهمها رشدها بقيت على ،عليها بإلهام ربها وفاطرها لها ذلك

ظلمها وجهلها فلم تكن أمارة إال بموجب الجهل والظلم فلوال فضل اهللا .١٧ورحمته على المؤمنين ما زآت منهم نفس واحدة

إما :ويرى رحمه اهللا أن سبب الظلم ناجم عن واحد من أمرينوالحاجة الزمة لها فلذلك ، في األصل جاهلةالنفسجهل وإما حاجة و

إال أن . ١٨ إن لم تدرآها رحمة اهللا وفضله،آان أمرها بالسوء الزما لهاذلك ال يعني خلو طرف اإلنسان من عملية الترقي بنفسه والوصول بها

).آما سنرى من منهج ابن القيم في ذلك( إلى مصاف النفس المطمئنة

١٦٩ رقية بنت طه جابر العلواتي. د – منهج ابن قيم الجوزية في تزآية النفس

المطلب الثالث

المفهوم والمصطلح ...فسالن ية تزآاألول بمعنى المديح والثناء عليها : تأتي تزآية النفس في معنيين

ألم تر إلى الذين يزآون : وهذا النوع منهي عنه بدليل قوله تعالىوقد أشار . )٤٩النساء (أنفسهم بل الله يزآي من يشاء وال يظلمون فتيال

وإن آان إنما قصد إلى هذا النوع ابن القيم رحمه اهللا إلى هذا النوع . ١٩العلمية

اني ى الث ا المعن قى : أم ي س ة ف ى لغ اء(زآ ا ) الم ه نظفه أي آأنة . وطهرها بالماء ى التزآي ة تحض عل ومن هنا جاءت النصوص القرآني

ن تحته : بهذا المعنى، قال تعالى ري م دن تج دين جنات ع ار خال ا الأنهالى ).٧٦طه (فيها وذلك جزاء من تزآى ال تع ا : وق ى فإنم ن تزآ وم

ضا . )١٨فاطر(يتزآى لنفسه وإلى الله المصير دريك : وقـال أي ا ي ومى ة آخرى ).٣عبس ( لعله يزآ ال في آي د : وق ى ــ أفل ق ن تزآ ﴾ح م

.النفس تأتي بمعنى تطهيرها وهنا تزآية. )١٤األعلى(

من المفاهيم األصيلة في القرآن ومفهوم التزآية بهذا المعنى الكريم والسنة النبوية، فقد أآد القرآن الكريم على الربط بين تزآية النفس

قال . للخلقوفالح اإلنسان ذلك الفالح الذي جعله من أسمى الغاياتونفس وما سواها، فألهمها فجورها وتقواها، قد أفلح من زآاها، :تعالى

مهم في رسالة عنصرفهي ) ١٠-٧الشمس (وقد خاب من دساها. حانه للرسل واألنبياءبسالم، بل هي من المهمات التي اوآلها اهللا ساإل

لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسوال من أنفسهم : قال تعالىيتلو عليهم آياته ويزآيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن آانوا من قبل لفي

، رمضان ٣١، ع١٩مجلة جامعة أم القرى لعلوم الشريعة واللغة العربية وآدابـها، ج ١٧٠ هـ١٤٢٥ ).١٦٤آل عمران (مبين ضالل

التخلي عن األخالق الذميمة إلى تدعو تزآية النفس ولتصبح النفس إحالل األخالق الفاضلة محلها السيئة، وسلوآياتوال

جاء وقد .طاهرة نقية، ويكون صالحها في الفرد عنوان صالح المجتمعر ابن القيم رحمه اهللا عن تزآية النفس بمصطلحات متعددة منها، يعبت

خصص الباب الثامن الذي قلب زآاة الأحيانا و،٢١جهاد النفس، و٢٠التزآية .٢٢في آتابه إغاثة اللهفان للكالم فيه

إلى أنها عملية آسبية يصل أما مفهوم التزآية عنده، فينصرف وقد أآد في غير موضع . وسعادتهاالمطلوببها المرء إلى آمال النفس

.أن الوصول إلى آمال النفس، هو غاية سعادتها وشرفها

لمذاهب واألقوال الفلسفية التي ذآرها ثم إنه ناقش ورد مختلف ا، وأوضح جوانب الخلل ال بد منهاالتي لنفس الفالسفة حول آماالت ا

هو آمال النفس أن غاية فقد رآزت تلك المذاهب على . والقصور فيها فاستكمال قوتها العلمية عندهم بانطباع ،ها العلمية والعمليةتياستكمال قو

فهم يرون أن . مال قوتها العلمية بالعدلصور المعلومات في النفس واستك ،النفس لها شهوة وغضب بقوتها العملية ولها تصور وعلم بقوتها العلمية

فقالوا آمال الشهوة في العفة وآمال الغضب في الحكم والشجاعة وآمال القوة النظرية بالعلم و التوسط في جميع ذلك بين طرفي اإلفراط و

غاية ما عندهم من العلم أن بن قيم رحمه اهللا وقد رد ا. التفريط هو العدلليس فيه بيان خاصية النفس التي ال آمال لها بدونه البتة وهو ، والعمل

معرفة اهللا بأسمائه وصفاته ومعرفة أال وهو الذي خلقت له و أريد منها ما ينبغي لجالله وما يتعالى ويتقدس عنه و معرفة أمره ودينه والتمييز

وسخطه و استفراغ الوسع في التقريب إليه وامتالء بين مواقع رضاه

١٧١ رقية بنت طه جابر العلواتي. د – منهج ابن قيم الجوزية في تزآية النفس

القلب بمحبته بحيث يكون سلطان حبه قاهرا لكل محبة وال سعادة للعبد ٢٣.في دنياه وال أخراه إال بذلك وال آمال للروح بدون ذلك البتة

العلمية إيمان باهللا ة الفالسفةحكموأوضح رحمه اهللا أن ليس في وليس في حكمتهم العلمية عبادته ، لقائه رسلهوال مالئكته وال آتبه وال

ومعلوم أن ،وحده وال شريك له واتباع مرضاته واجتناب مساخطهالنفس ال سعادة لها وال فالح إال بذلك فليس من حكمتهم العلمية والعملية

.٢٤ما تسعد به النفوس و تفوز

من مراد محبوب لذاته ال النفس البد لهاوأآد رحمه اهللا أن كمل إال بحبه وإيثاره وقطع العالئق عن غيره وان ذلك ت إال به وال صلحت

ذلك إال هو النهاية وغاية مطلوبها ومرادها الذي إليه ينتهي الطلب فليس أم اتخذوا آلهة من الأرض هم :اهللا الذي ال اله إال هو قال تعالى

بذلك إال وحده وسعادته وليس صالح اإلنسان.)٢١األنبياء (ينشرون شاعر الصالح له إال بأن يكون اهللا بل وآذلك المالئكة والجن وآل حي

.٢٥وحده ألهه ومعبوده وغاية مراده

األول يعنى يتطهير : فالتزآية في فكره رحمه اهللا تتطلب أمرينالتخلص منها عن لدى الشخص و المذمومة الصفات السلبية ومعالجة

نجاسة الفواحش :" يقول في باب زآاة القلب. غفارطريق التوبة واالستغل زوالمعاصي في القلب بمنزلة األخالط الرديئة في البدن وبمنزلة ال

في الزرع وبمنزلة الخبث في الذهب والفضة والنحاس والحديد فكما أن تخلصت القوة الطبيعية منها ،البدن إذا استفرغ من األخالط الرديئة

فنما البدن فكذلك القلب إذا ،بال معوق وال ممانعفاستراحت فعملت عملها تخلص من الذنوب بالتوبة فقد استفرغ من تخليطه فتخلصت قوة القلب

زآا ،ب الفاسدة والمواد الرديئةنن تلك الجوا موإرادته للخير فاستراح

، رمضان ٣١، ع١٩مجلة جامعة أم القرى لعلوم الشريعة واللغة العربية وآدابـها، ج ١٧٢ هـ١٤٢٥

.٢٦"فال سبيل له إلى زآاته إال بعد طهارته ..ونما وقوى واشتد

المترتبة على الذنوب والتراآمات رإصالح اآلثاويتبع ذلك، فهي عملية ..الناجمة عن ارتكاب الخطايا ومزاولة الصفات المذمومة

النفسصالحأوال ثم إوإخراج المواد الردية عنه لعبد ومداواتهلتطهير . ٢٧وتوقيفها على فقرها و ضرورتها الى ربها وزجرها

نصرف إلى أما األمر الثاني في تحقيق تزآية النفس لديه، فيوالترقي بها على نحو يتسم صفات إيجابية في النفس تأسيس

تنمية الشخصية اإلنسانية بثروة تعمل على التزآية هنا ف. باالستمراريةتحقق الغنى هي بذلك و. إلى الخير الدافعة لإلنسانمن القيم الحافزةبي ـ صلى أبي هريرة عن الن مصداقا للحديث الوارد عنالحقيقي للنفس

ليس الغنى عن آثرة العرض ولكن الغنى غنى ) اهللا عليه وسلم ـ قال .٢٨)النفس

فالتزآية في منهجه رحمه اهللا هي العمل اإلنساني والسعي فعل الطاعة واجتناب المعصية الكسبي للترقي بالنفس والوصول بها إلى

ما أطلق عليه في التخلي عن الرذائل، وهو وهو التحلي بالفضائل وتسعد به ونقصها وما تشقى ما ومعرفتهاآمال النفس بعض مؤلفاته

.٢٩به

١٧٣ رقية بنت طه جابر العلواتي. د – منهج ابن قيم الجوزية في تزآية النفس

أسس ومقومات منهج ابن القيم في تزآية النفس: ثالثا

اعتمد ابن القيم رحمه اهللا في منهجه في الترقي بالنفس وتهذيبها :مايلي من أهمها ،على أسس واضحة المعالم

.االلتزام بكتاب اهللا وسنة رسوله صلى اهللا عليه وسلم: األولتزآية النفس والتوصل بها إلى الكمال التي ويراد بها أن عملية

للكتاب والسنة وآثار مرجعيتها دعا إليها ابن القيم في آتاباته، آانت الفكر الدعوي اإلصالحي في الذي يشكل مسلمات وهذا هو . السلف

.هما تغيرت الظروف واختلفت األزمنةاإلسالم م

ن ال ر م و يعتب ة المخصصة لهوي فه ات الذاتي رمقوم ذا الفك . ة هسه ة نف اول تزآي ن ح ل م ى آ ه اهللا عل ر رحم ذا أنك ى ه بالرياضة وعل

الج ،والمجاهدة والخلوة التي لم يجىء بها الرسل ذي يع المريض ال و آ فهوب فال !.نفسه برأيه وأين يقع رأيه من معرفة الطبيب اء القل فالرسل أطب

ديهم وبمحض تزآية النفس وصالحها إال سبيل إلى ى أي من طريقهم وعل .٣٠االنقياد والتسليم لهم

أوضح رحمه اهللا أن تزآية النفس بغير الوسائل التي جاء بها و. الرسل عليهم الصالة والسالم إنما هو من قبيل آيد الشيطان وتضليله

من الشطح وما ألقاه الشيطان إليهمصوفة المتوضرب لذلك مثال بجهالوأبرزه لهم في قالب الكشف من الخياالت فأوقعهم في أنواع ، والطامات

وأوحى إليهم أن .األباطيل والترهات وفتح لهم أبواب الدعاوي الهائالتوراء العلم طريقا إن سلكوه أفضى بهم إلى آشف العيان وأغناهم عن

، رمضان ٣١، ع١٩مجلة جامعة أم القرى لعلوم الشريعة واللغة العربية وآدابـها، ج ١٧٤ هـ١٤٢٥

ن لهم رياضة النفوس وتهذيبها وتصفية فحس،التقيد بالسنة والقرآناألخالق والتجافي عما عليه أهل الدنيا وأهل الرياسة والفقهاء وأرباب

والعمل على تفريغ القلب وخلوه من آل شيء حتى ينتقش فيه ،العلوم ، فلما خال من صورة العلم الذي جاء به الرسول.الحق بال واسطة تعلم

عد له من أنواع الباطل وخيله للنفس نقش فيه الشيطان بحسب ما هو مستفإذا أنكره عليهم ورثة الرسل قالوا . حتى جعله آالمشاهد آشفا وعيانا

لكم العلم الظاهر ولنا الكشف الباطن ولكم ظاهر الشريعة وعندنا باطن الحقيقة ولكم القشور ولنا اللباب فلما تمكن هذا من قلوبهم سلخها من

ينسلخ الليل من النهار ثم أحالهم في سلوآهم الكتاب والسنة واآلثار آما على تلك الخياالت وأوهمهم أنها من اآليات البينات وأنها من قبل اهللا سبحانه إلهامات وتعريفات فال تعرض على السنة والقرآن وال تعامل إال

.٣١بالقبول واإلذعان

بهذا أن منطلق التزآية ومنهجها ال يكون إال عن طريق وقد أآد مما يؤآد حرصه على إبراز سمة المرجعية التامة للكتاب والسنة الرسل،

هي التي تفصل بين فهذه المرجعية وحدها، .٣٢في إجراء عملية التزآيةالمقبولة من غيرها وهي التي تحدد ما يمكن تغييره وما ال يقبل مناهج ال

الترقي فعملية . التغيير في إطار يتالءم مع مقاصدها وغاياتها األصيلة تكون عملية مباشرة ،على هذا األساسالنفس وإصالحها وتزآيتها ب

.أصيلة مستمدة من نبعها السلفي السليم

قدرتها على التفرقة والتمييز ، المرجعيةتلك ومن أبرز معطيات تيارات الفكرية بين الدين المعصوم المطلق الثابت بالوحي اإللهي وبين ال

فمنهج تزآية النفس . فيهاةئة المتولد بأطر الزمان والمكان والبيةالمحدودوفهم جهد بشري حديد الوسائل المؤدية إلى تلك الغاية،وتوالترقي بها

١٧٥ رقية بنت طه جابر العلواتي. د – منهج ابن قيم الجوزية في تزآية النفس

. شهادة القرآن الكريم والسنة الصحيحةتحكمهإنساني،

جوهريا ويعد هذا الضابط في منهج ابن القيم رحمه اهللا، ضابطا الواقعية - آما سنرى الحقا-، ضمن لمنهجه رحمه اهللا محوريا

والصالحية والحيدة والموضوعية والتوازن في ضوء االلتزام بالقرآن .الكريم والسنة

طبيعة ومما أسهم في شدة تمسكه بهذا المنهج والتزامه به، . التاريخية واالجتماعية والفكرية التي آانت سائدة في عصرهالظروف

ير رحمه اهللا فقد انتشرت التيارات الفكرية وتصارعت فيما بينها، ولم .مخرجا لذلك آله إال بالعودة إلى النبع الصافي المتمثل في الكتاب والسنة

آما آان يرى سبب استفحال تلك الظاهرة ونشوئها إنما يرجع في سنة رسوله عليه األصل إلى إعراض الناس عن تحكيم آتاب اهللا و

أعرض لما :" يقول في ذلك. والمرجعية المطلقة إليهماالصالة والسالمالناس عن تحكيم الكتاب والسنة والمحاآمة إليهما واعتقدوا عدم االآتفاء

عرض ،بهما وعدلوا الى اآلراء والقياس واالستحسان وأقوال الشيوخفهامهم ومحق إ يلهم من ذلك فساد في فطرهم وظلمة فى قلوبهم وآدر ف

وعمتهم هذه األمور وغلبت عليهم حتى ربي فيها الصغير،فى عقولهموهرم عليها الكبير فلم يروها مكرا فجاءتهم دولة أخرى قامت فيها البدع

الل مقام الهدى ضمقام السنن والنفس مقام العقل والهوى مقام الرشد والوالمنكر مقام المعروف والجهل مقام العلم والرياء مقام االخالص

ظلم والباطل مقام الحق والكذب مقام الصدق والمداهنة مقام النصيحة وال مقام .٣٣ .."العدل

لمناهج المغايرة رفض ا،من خالل هذا النهجرحمه اهللا تمكن قد و

، رمضان ٣١، ع١٩مجلة جامعة أم القرى لعلوم الشريعة واللغة العربية وآدابـها، ج ١٧٦ هـ١٤٢٥

وقد أوضح رحمه اهللا هذا المنهج . ورد التزآية إلى نبعها القرآني السليمفي عدة مواضع في آتبه التي جاءت تطبيقا عمليا وانعكاسا واضحا لذاك

.النهج والتزاما به

مشتملة ة،عوث بصالح الدنيا واآلخرشريعة المب:" يقول في ذلكنها مرشدة الى حفظ أعلى صالح األبدان آاشتمالها على صالح القلوب و

لى العقل الصحيح إآل تفصيلها قد و، صحتها ودفع آفاتها بطرق آليةلسليمة بطريق القياس والتنبيه وااليماء آما هو في آثير من اوالفطرة

ولو رزق العبد ، جهل شيئا عاداهذاإ وال تكن ممن .مسائل فروع الفقه ،آتاب اهللا وسنة رسوله وفهما تاما في النصوص ولوازمها تضلعا من

.الستغنى بذلك عن آل آالم سواه والستنبط جميع العلوم الصحيحة منهآلها على معرفة اهللا وأمره وخلقه وذلك مسلم الى الرسل فمدار العلوم

لق باهللا بأمره وخلقه وحكمته في صلوات اهللا عليهم وسالمه فهم اعلم الخ .٣٤ .."خلقه وأمره

يتضح من عبارته رحمه اهللا، تأآيده على سمة المرجعية إلى آتاب اهللا والسنة النبوية في منهجه الفكري واإلصالحي، وإستنباطه لمختلف المسائل واألمور من نبعهما ووفقا لفهمه لكتاب اهللا وسنة رسوله

.غناؤه بهما عن آل ما سواهماصلى اهللا عليه وسلم، واست

ومن هذا المنطلق الواضح بدأ رحمه اهللا منهجه في تصحيح الوسائل المؤدية إلى المطلوب من صالح القلوب والنفوس وسعادتها

فقد أدرك رحمه اهللا اإلنحرافات الهائلة التي وصل . بالترقي إلى آماالتها يلتزم آتاب اهللا وآياته إليها المجتمع، فعمل على إعادة البناء بناءا نقيا

وسنة رسوله صلى اهللا عليه وسلم، وينطلق في آل مسألة منهما ويرد آل .فهما المنطلق وإليهما المرجع والمرد. أمر إليهما

١٧٧ رقية بنت طه جابر العلواتي. د – منهج ابن قيم الجوزية في تزآية النفس

لقد أدرك رحمه اهللا بذهنه الثاقب أن المخرج من آل التيارات المتمثل الضالة واألهواء الفكرية المنحرفة هو العودة إلى المنبع الصافييقول في . في الكتاب والسنة، وعرض آل رأي وحكم عليهما ورده إليهما

رضت على وع قوبل بين اآلراء المختلفة واألقاويل المتباينة إذا:" .. ذلك وتجرد الناظر عن الحاآم الذي ال يجور وهو آتاب اهللا وسنة رسوله

أن التعصب والحمية واستفرغ وسعه وقصد طاعة اهللا ورسوله فقلمن تلك األقوال وما هو أقرب إليه والخطأ وما هو يخفى عليه الصواب

أقرب إليه فإن األقوال المختلفة ال تخرج عن الصواب وما هو أقرب إليه .٣٥"والخطأ وما هو أقرب إليه ومراتب القرب والبعد متفاوتة

وعلى هذا جاءت آتبه التي ناقش فيها مسألة تزآية النفس عليه، ك من أمور ومسائل، وفق ذلك األساس وبناءوصالحها وغير ذل

فقام بتنقية التصورات الواردة في هذا المجال وتصحيحها وإعادة توحيد األمة والدعوة إليه على أساس العودة إلى المرجعية المعصومة المتمثلة

.في الكتاب والسنة

وأصبح الفيصل لديه بين اآلراء واالختالفات الحادثة، تلك ية المعصومة الحاآمة على اآلراء المهيمنة عليها، يقول في المرجع إلى الوحي والميزان ال إلى منطق يونان وال إلى قول حاآمونا:" ..ذلك

وهذه ،فالن ورأي فالن فهذا آتاب اهللا ليس فوق بيانه مرتبة في البيان .٣٦.."سنة رسوله مطابقة له أعظم من مطابقة البنان للبنان

التوحيد وتصحيح العقيدةتخليص : نياالثنزل القرآن الكريم موضحا أرآان اإليمان واسس العقيدة النقية، في زمن شاعت فيه العقائد المنحرفة وسادت الضالالت والخرافات

فأعاد اإلسالم بتعاليمه . الفكرية حتى باتت ديدنا لإلنسان وعرفا سائدا له

، رمضان ٣١، ع١٩مجلة جامعة أم القرى لعلوم الشريعة واللغة العربية وآدابـها، ج ١٧٨ هـ١٤٢٥

فحرر اإلنسان من ها وسموها،ءوتشريعاته ومنهجه الواضح للعقيدة صفا . تلك الضالالت وبنى هيكل التوحيد الخالص وأعاد له رونقه وسموه

آما سبقت -ولكن تعرض العالم اإلسالمي للعديد من المحن ووقوعه تحت وطأة الكثير من التيارات الوافدة، أدى - اإلشارة إلى ذآره

سفة فدخلت الفل. إلى حدوث تجاوزات، بدأت تلوح برأسها في هذا الباباليونانية بأساطيرها وخرافاتها وتسربت معها ومع غيرها تيارات بعيدة عن منبع القرآن الكريم والسنة واختلطت بالعقيدة، وأفقدتها فاعليتها في الترقي بالنفس اإلنسانية وتزآيتها، لما علق بها من شوائب وما التصق

. بها من أفكار وبدع

ومة أسسها القرآن الكريم والمنظومة العقائدية في اإلسالم،منظواهتم بمفرداتها اهتماما بالغا، وخاض في تفاصيلها، فلم يترك شاردة وال واردة إال أعطاها موقعها ومكانها المالئم لتصحح وتهذب وتفعل حرآة

.اإلنسان في الحياة وفق منهج التوحيد الخالص

وليست المنظومة العقائدية بمفرداتها المتعددة في اإلسالم،منظومة تجريدية أو تنظيرية بعيدة عن الواقع بل هي على العكس من

لقد جاءت لتكون غاية ووسيلة في ذات الوقت، غاية على اعتبار أن . ذلكووسيلة آذلك، على . هدف الخليقة عبادة اهللا سبحانه على نور وبصيرة

وعلى هذا . اعتبارها أهم السبل للتوصل إلى آماالت النفس وسعادتها العقيدة الخالصة النقية من الشوائب، قاعدة من أهم القواعد جاءت

آما جاء . واألسس التي ابتنى عليها ابن القيم منهجه في تزآية النفس . التوحيد محورا وسمة من أهم سمات منهجه في اإلصالح والتزآية

:يقول في ذلك رحمه اهللاعادته " ي آدم وس ال بن ا آم صل به ي يح دة الت ة الحمي مفالغاي

١٧٩ رقية بنت طه جابر العلواتي. د – منهج ابن قيم الجوزية في تزآية النفس

ة ـو نجاحهم هي معرفة اهللا ومحبته وعبادته وحده ال شريك ل ه وهي حقيقع الكتب وال تصلح قول العبد ال اله إال اهللا وبها بعث الرسل ونزلت جمي

شرآين :النفس وال تزآو وال تكمل إال بذلك قال تعالى ل للم ذين . ووي الآخ م بال اة وه ون الزآ ا يؤت افرونل م آ رة ه

صلت ( د ).٧-٦ ف ن التوحي سهم م ه أنف ى ب ا تزآ ون م أي ال يؤتاة ال أتون الزآ الوا ال ي أن ق واأليمان ولهذا فسرها غير واحد من السلف ب

ه وأن يكون اهللا أحب إلى العبد من ـيقولون ال اله إال اهللا وحده ال شريك ل نبين آل ما سواه هو اعظم وصية جاءت بها الرسل ودعوا إليها األمم وس

اة وال ا نج يس له نفس ل شافية أن ال البراهين ال ب ب ن قري اء اهللا ع أن شا سعادة وال آمال إال بأن يكون اهللا وحده محبوبها ا ال أحب إليه ومعبوده

ل ة ب نفس محتاج ه وأن ال رب إلي دها من مرضاته و التق ر عن ه وال آث منا و ا و محبوبه و معبوده ث ه ه حي ضطرة إلي ن م م م ا أعظ ة مراده غاي

ان من آمن ذا آ اضطرارها إليه من حيث هو ربها وخالقها وفاطرها ولهباهللا خالقه ورازقه وربه ومليكه ولم يؤمن بأنه ال اله يعبد ويحب ويخشى ه مشرك شرآا افر ب ويخاف غيره بل أشرك معه في عبادته غيره فهو آ

الى ه إ: ال يغفره اهللا له آما قال تع ا ن الل ر م ه ويغف شرك ب ر أن ي ال يغفا ا عظيم رى إثم د افت ه فق شرك بالل ن ي شاء وم ن ي ك لم . دون ذل

٣٧" ).٤٨النساء(

ويرى ابن القيم رحمه اهللا أن هذا األساس العقائدي يقوم في ها له وفق تلك أصله، على معرفة النفس بخالقها ومن ثم محبتها له وعبادت

المعرفة، فالمحبة للخالق سبحانه محبة مبنية على معرفة الخلق بفاطرهم . والتوصل إلى ذلك، هو أساس الترقي بالنفس وتحقيق سعادتها. ورازقهم

النفس ليس لها نجاة وال سعادة وال آمال إال بأن يكون :" .. يقول في ذلك

، رمضان ٣١، ع١٩مجلة جامعة أم القرى لعلوم الشريعة واللغة العربية وآدابـها، ج ١٨٠ هـ١٤٢٥

وال آثر عندها من عبودها ال أحب إليها منه ماهللا وحده محبوبها و وأن النفس محتاجة بل مضطرة إليه حيث هو ،مرضاته والتقرب إليه

معبودها ومحبوبها وغاية مرادها أعظم من اضطرارها إليه من حيث هو .٣٨"ربها وخالقها وفاطرها

ا، نفس واعتالله دأ أمراض القلب وال ه اهللا أن مبت وقد اعتبر رحمببها، أعظم أدوا ف . من الشرك والبعد عن حقيقة التوحيد شرك ء القلب س ال

ه أرجع أ . والذنوب ا وصغارها آما أن ا آباره ى صول المعاصي آله ، إلر اهللا شرك وان :ثالثو أمور أهمها ق بغي ة التعل تعلق القلب بغير اهللا فغاي

فالشرك يدعو الى الظلم والفواحش آما ان االخالص ،يدعى معه اله آخر دل اك اظلم الشرف .والتوحيد يصرفهما عن صاحبه ا أن أعدل الع م آم لظل

ذا يجمع سبحانه . التوحيد شرك وله رين ال م ق د والظل فالعدل قرين التوحيوا :بينهما أما االول ففي قوله ة وأول و والمالئك شهد الله أنه ال إلـه إال ه

و ا ـه إال ه سط ال إل يم العلم قآئما بالق ز الحك ران (لعزي ا ). ١٨آل عم وأمشرك :قوله تعالى في الثاني ف ا ت ي ل ا بن ه ي وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظ

ان (بالله إن الشرك لظلم عظيم ا إال من . ٣٩).١٣لقم وال يكون عالجهزال بال خالل التمسك بأضدادها، ف ل المرض ي . ضد والصحة تحفظ بالمث

. ٤٠فالتوحيد يفتح للعبد باب الخير والسرور واللذة والفرح واالبتهاج

ويذهب ابن القيم إلى ابعد من ذلك حين يقرر أن السبيل إلى دفع ، بناءا على استهدائه رحمه اهللا بالنبع التوحيديتمثل في شدائد الدنيا

. ٤١سنةالقرآني واستنباطه المتتبع لمنهج القرآن وال

محاربة التقليد والجمود الفكري: ثالثالذم ابن القيم رحمه اهللا التقليد بمختلف صوره وأشكاله، من تقليد

للتزآية والترقي مناهجها للمذاهب الوافدة والتيارات الفكرية السائدة، في

١٨١ رقية بنت طه جابر العلواتي. د – منهج ابن قيم الجوزية في تزآية النفس

وقد آان للبيئة التي نشأ فيها رحمه . بالنفس والوصول بها إلى آماالتهالواضح في زيادة االهتمام بهذا الجانب لديه وتوطيده آدعامة اهللا أثرها ا

فقد ورث المجتمع الذي عاش فيه . من أهم دعائم منهجه اإلصالحيرحمه اهللا، ترآة ثقيلة من مخلفات العصور السابقة بكل معاناتها وإفرازاتها السياسية واالجتماعية والفكرية المتدهورة، حتى شاع التقليد

ما امتاز به عصره من زيادة المؤلفات وظهور وانتشر رغم آل .٤٢الموسوعات المتعددة

وغلب على أآثرها سمة النقل واالتباع والتقليد، حتى غدت فقلت العقول المدرآة . االستقاللية في التفكير جريمة يعاقب فاعلها

آما أشار رحمه - لخطورة التقليد، الواعية بضرورة تجاوزه حتى بدت . ن أغلب من سلطان الشرع لها سلطا-اهللا

من هنا جاء منهجه اإلصالحي محاربا للتقليد نابذا له، مجاوزا في فكره وأطروحاته لكل مسائله، محاربا بشجاعة وجرأة قل نظيرها

حتى بات منهجه، . مختلف الحواجز التي أقامها المقلدون لعرقلة دعوتهاوئ التقليد وأثره من أآثر المناهج الدعوية توفيقا ونجاحا في إبراز مس

ومن هنا جاءت العدبد من آتاباته، محذرة . ٤٣في تعمية الحقائق وإدراآهامن مخاطر التقليد وأبعاده العظيمة في شل منهجية التفكير اإلنساني

يعمي عن التقليد :"بمختلف صوره وأنشطته، ليعلن مبدأه العام بقوله . ٤٤"إدراك الحقائق فإياك واإلخالد إلى أرضه

د قاوم رحمه اهللا مختلف التيارات وحاور أفكارها ومبادئها وق بمنهج، اتسم بالعقالنية والبعد عن التعصب والجمود والحجر على العقول واألفكار، بما فيها التيارات الفلسفية التي انتشرت في عصره،

.بكل ما قدمته في قضية تزآية النفس على وجه الخصوص

، رمضان ٣١، ع١٩مجلة جامعة أم القرى لعلوم الشريعة واللغة العربية وآدابـها، ج ١٨٢ هـ١٤٢٥

راء والتيارات واقفا عليها مبينا وآان منهجه فيصال بين تلك اآلعللها ومواطن العور والخلل فيها، مستحضرا للنهج القويم القائم على

.رفض التقليد ألي تيار آان واالعتداد بما ورد في الكتاب والسنة

. واعتبر محاربة التقليد من اهم وسائل قبول الحق واإلعانة إليهسالم حتى يبرأ من هذه الممانعة ال يستقر للعبد قدم في اإل:" يقول في ذلكاآلباء والمشائخ والمعظمين المعارضة بالتقليد واتباعأي (والمعارضة فحينئذ يدخل في دائرة اإلسالم وال يمكن تحكيم الرسول )في النفوس

التسليم حتى تنتفي هذه الممانعة والمعارضة من وانتفاء الحرج ووقوع . ٤٥"آل وجه

وإعتبار أن العلم من أهم وسائل ومن هنا جاءت دعوته للعلمالنفس تشرف وتزآو بجمع العلم وتحصيله وذلك :" التزآية، حيث يقول

من آمالها وشرفها والمال يزآيها وال يكمله وال يزيدها صفة آمال بل النفس تنقص وتشح وتبخل بجمعه والحرص عليه فحرصها على العلم

. ٤٦"عين آمالها وحرصها على المال عين نقصها

:الواقعية والتوازن: رابعالال ينطلق ابن القيم في منهجه في التزآية من النظرة المثالية التي

عن آل خطأ أو زلل، بل يعتمد في منهجه ، منزهاترى في اإلنسان مالآاتلك الحقيقة التي ترى أن . على النظرة الواقعية التي تدرك حقيقة اإلنسان

وهاتان القوتان فيه، الشهوة والغضب اقتضت ترآيب قد الحكمة االلهية ،واالبتالء وبهما وقعت المحنة، فيه بمنزلة صفاته الذاتية ال ينفك عنهما

ض لنيل الدرجات العلى واللحاق بالرفيق االعلى والهبوط الى اسفل روعمنازل االبرار إلى صالن بهتدعان العبد حتى تفهاتان القوتان ال . سافلين

شهوته آانت ولن يجعل اهللا من.م األشرارضعانه تحت اقداتاو

١٨٣ رقية بنت طه جابر العلواتي. د – منهج ابن قيم الجوزية في تزآية النفس

حمية هللا ولكتابه ،مصروفة الى ما اعد له في دار النعيم وغضبه جعل شهوته مصروفة في هواه وامانيه العاجلة آمن،ولرسوله ولدينه

...٤٧وغضبه مقصور على حظه

من تصارع قوى ن ترآيب االنسان على هذا الوجه آما اعتبر أن أبد وجود الغضب والشهوة فيه، غاية الحكمة، فالالخير والشر فيه و

والذنوبالمخالفات والمعاصي، فكانت يقتضي آل واحد من القوتين اثره ولو لم يخلقا في االنسان لم ،فال بد من ترتب آثار هاتين القوتين عليهما

فال ،لو احترز العبد ما احترز:" يقول في ذلك. ٤٨يكن انسانا بل آان ملكابو أ وقد آان ادم ،غفلة وال بد له من شهوة وال بد له من غضببد له من

ثبتهم ومع هذا فلم يزل به عدو أرجحهم عقال وأحلم الخلق وأالبشر من .٤٩"وقعه فيهأوقعه فيما أاهللا حتى

من هنا آان ذآره في بعض آتبه لفوائد الذنوب والمعاصي عفهم والسيئات على تفصيل، يروم التاآيد على بشرية الخلق وض

وعجزهم وتصور الزلل منهم لتبقى التزآية والترقي بالنفس جهدا بشريا .٥٠يتسم بالمجاهدة والصبر وجزيل المثوبة في اآلخرة

وثمة أمر آخر يالزم الحديث عن الواقعية في منهجه رحمه اهللا فيرى رحمه اهللا التوازن وااللتزام بالحد المشروع في . أال وهو التوازنفكل أمر . دقيقا لاللتزام بامر اهللا وترقية النفس وتزآيتهاآل أمر، ميزانا

صار اإلنسان الحدمتى جاوزالبد أن يكون له حدا يقف المرء عنده، ف، وهذا في سائر األعمال ومتى قصر عنه آان نقصا ومهانة،عدوانافعله

األخذ بالوسط الموضوع بين طرفي اإلفراط ف. واألقوال واألخالق .٥١وعليه بناء مصالح الدنيا واآلخرةعدل، هو الوالتفريط

أشرف العلوم واعتبر رحمه اهللا علم الحدود بهذا المفهوم، من

، رمضان ٣١، ع١٩مجلة جامعة أم القرى لعلوم الشريعة واللغة العربية وآدابـها، ج ١٨٤ هـ١٤٢٥

فأعلم الناس أعلمهم ي،وانفعها وال سيما حدود المشروع المأمور والمنهبتلك الحدود حتى ال يدخل فيها ما ليس منها وال يخرج منها مه هو داخل

.٥٢فيها

تزآية النفسوسائل وآليات : رابعابتحديد وسائل التزآية وسبلها ليأتي اهتم ابن القيم في آتاباته

إننا نجد في بل. بالتأصيلمنهجه متسما بالواقعية والتطبيق دون االآتفاء والمتتبع . للتطبيق والتنفيذاعدم آتاباته توصيفا دقيقا شموليا متكامال

ل باإلنسان إلى بر لكتاباته، يلحظ تحديده للوسائل والسبل التي تصفهو يرسم . التزآية والسمو اإليماني بدقة وموضوعية وفعالية بالغة

األساسيات ثم يضع وسائل تطبيقها، وسبل تنفيذها ووجه اإلفادة منها في . حال تفعيلها والسير عليها

:"وقد حدد رحمه اهللا ذلك المنهج بإبجاز ووضوح حيث يقول ، قوته وهو اإليمان وأوراد الطاعاتلقلب محتاج إلى ما يحفظ عليها

ثام والمعاصي وأنواع وإلى حمية عن المؤذي الضار وذلك باجتناب اآل وإلى استفراغه من آل مادة فاسدة تعرض له وذلك بالتوبة ،المخالفات

.٥٣"النصوح واستغفار غافر الخطيئات

والمتأمل في هذا النص، يلحظ تشخيصه رحمه اهللا وتوصيفه فهي تقوم في فكره على رآائز ثالث . ات التزآية ودرجاتهاالدقيق لخطو

:أساسية

تثبيت اإليمان والطاعات وفعل المأمورات: الرآيزة األولى

اجتناب اآلثام والمعاصي وترك المنهيات: الرآيزة الثانية

استفراغ المواد الفاسدة والصفات المذمومة من : الرآيزة الثالثة .النفس

١٨٥ رقية بنت طه جابر العلواتي. د – منهج ابن قيم الجوزية في تزآية النفس

ألهمية ومحورية آل من تلك الرآائز وقد تعرض في آتاباتهرآيزة مر عند اهللا أعظم من واترك األوخلص إلى أن رآيزة . على حدةي في باب تزآية النفس وترقيها وقد خصص لهذه المسألة هانمارتكاب ال

فصوال في آتابه الفوائد، وساق األدلة على منهجه، من خالل فهمه لما نة وتحريه لمقاصدهما، وأقوال ورد من نصوص في القرآن الكريم والس

.السلف الصالح ومنهجهم

وقام بتتبع المسألة والتدليل عليها وساق لذلك ثالث وعشرين وجها، بأسلوب أخاذ يتسم بالفهم العميق المستمد من النصوص، والوقوف عند جزئياتها ودقائقها، وبتحليل منطقي لألسباب والنتائج واستشراف

فعل المأمور وخلص إلى أن. ريع، قل نظيرهلمقاصد النصوص في التشحيث أن . ٥٤ على ذلك النصوصتآما دلي،أحب الى اهللا من ترك المنه

تأتى له حصول يفعله للمأمورات، فلن المنهيات بدون اإلنسان إذا ترك . ٥٥ لم ينفعه ذلك الترك شيئاالتزآية وتنمية النفس وطهارة القلب، بل

مقصود لتكميل فعل ي لذاته وترك المنهفعل المأمور مقصودوعليه فإن جل آونه يخل بفعل المأمور أو يضعفه أل عنه ي فهو منه،المأمور

ه سبحانه على ذلك فى النهى عن الخمر والميسر بكونهما وينقصه آما نب فاتت المأمور على العبد،اذا فاتف. يصدان عن ذآر اهللا وعن الصالة

.٥٦هالحياة المطلوبة ل

رآيزه رحمه اهللا وتفصيله للبحث في االوامر جاء تومن هنا ، تصل بها إلى ومتعلقاتها، وبناء صفات إبجابية محمودة في النفس

.مرحلة النفس الزآية التي تأبى بطبعها وتنفر من المناهي والمخالفات

وقد أوضح لكل من تلك الصفات أوجه تطبيقها وفعالية إعمالها فتدرج رحمه اهللا في تفعيل . النفسوآثار ذلك آله على حياة القلب وزآاة

، رمضان ٣١، ع١٩مجلة جامعة أم القرى لعلوم الشريعة واللغة العربية وآدابـها، ج ١٨٦ هـ١٤٢٥

األوامر والحض على األخالق المحمودة التي حض عليها الشرع ليصل .بها إلى أن تصبح ملكات راسخة في النفس

ستفراغ المواد الفاسدة والصفات أما الرآيزة الثالثة المتمثلة في اؤلفاته ، فقد خصها باألهمية البالغة في م٥٧من النفسوالرديئة المذمومة

. وأدرجها تحت عنوان التوبة في عدد من فصول تلك المؤلفات

من األمراض التي تسقمه القلب ص يالتوبة من أهم وسائل تخلوأنواع، منها الصحيح ومنها فالقلوب . وتبعده عن الطريق المستقيم

وقد حوى القرآن الكريم في آياته ونصوصه شفاءا . السقيم ومنها الميت .٥٨لكل مرض وداء

ولم يكن رحمه اهللا في ذلك الطرح بعيدا عن واقع أمته ومجتمعه، بل آان أآثر ما يكون واقعية في طرح وعالج األمراض

وال تكاد تختلف تلك االدواء في . واألدواء السارية في ذلك العصرأعراضها وأسبابها في مختلف األزمان والعصور، فالطبيعة البشرية ال

عض جوانبها أوجها لالختالف بحكم تغير في بظهرتكاد تتغير وإن . األزمان واألمكنة

ومما يالحظ على تتبعه رحمه اهللا ألدواء النفس آذلك، ترآيزه عن الخوض في تفاصيل األمور، وتقديم ابتعاده و،ةيعلى النقاط المحور

من . خطوات عملية في آل ذلك ليسهل على اإلنسان اتباعها وتطبيقهامراض القلب والنفس والروح، متسمة بنظرة هنا جاءت معالجته أل

. شمولية فاحصة واقفة على أسباب األدواء والعلل

وقد وضع رحمه اهللا بعض الوسائل لتحقيق تلك الرآائز :األساسية، منها

محاسبة النفس -

١٨٧ رقية بنت طه جابر العلواتي. د – منهج ابن قيم الجوزية في تزآية النفس

تعد محاسبة النفس واإلطالع على عيوبها، من أآثر وسائل آائز التزآية آلها وبها يتم التزآية أهمية وأولوية، فهي تتداخل في ر

الكشف عن الصفات المذمومة والمواد الرديئة التي ينبغي للمرء التخلص وزراعة اإليمان في القلب وتنميته بالطاعات، ال تكون إال . منها بالتوبة

وقد سار . ٥٩بعد تخليصه من الدغل المتمثل في صفات النفس المذمومةلتأآيد على اهميتها، من خالل النظر رحمه اهللا في استنباط تلك الوسيلة وا

يا أيها :قال تعالى. والتدبر في نصوص اآليات القرآنية المتضافرةالذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير

في وطهارتها ة النفسزآا آانت ومن هنا). ١٨الحشر (بما تعملون على محاسبتها فال تزآو وال تطهر وال تصلح ألبتة إال ةموقوفمنهجه، .٦٠بمحاسبتها

ويبدأ ابن القيم في تفعيل المحاسبة، بدفع مبتدأ الصفات المذمومة مبدأ الخير والشر ومنها تتولد اإلرادات فالخطرات . أوال وهي الخطرات

ومن ، خطراته ملك زمام نفسه وقهر هواهىمن راعو ،والهمم والعزائم ومن استهان بالخطرات قادته قهرا .غلبته خطراته فهواه ونفسه له أغلب

ىنإلى الهلكات وال تزال الخطرات تتردد على القلب حتى تصير مالحساب مناقشة االرتقاء بنفسه، عليه استحضار ومن أراد .باطلة

لذر من الخطرات واللحظات، بمثاقيل اواستذآار مطالبة الخالق له لزوم المحاسبة وصدق المراقبة والتيقن بأن طريق النجاة ال يكون إال ب

ومطالبة النفس في األنفاس والحرآات ومحاسبتها في الخطرات فمحاسبة اإلنسان نفسه مدعاة لتخفيف الحساب عنه يوم . واللحظات

ن موافقتها إهمال محاسبتها وم منوأآد على ان هالك النفس . القيامة األمور ترك المحاسبة واالسترسال وتسهيلأن ، آما أوضح واتباع هواها

، رمضان ٣١، ع١٩مجلة جامعة أم القرى لعلوم الشريعة واللغة العربية وآدابـها، ج ١٨٨ هـ١٤٢٥

ممن ال إلى الهالك وهذه حال أهل الغرورهايؤول بعلى النفس، .٦١عواقب االمور ينظرون في

آما أوضح رحمه اهللا أهمية هذه الوسيلة من خالل النظر في دهم من السلف نهج الرسول صلى اهللا عليه وسلم وصحبه ومن بع

الصالح، ممن رأوا في محاسية النفس واألخذ بزمامها، منجاة من آل .شر

و خصص فصوال وأبوابا في آتاباته لبيان المحاسبة وفوائدها واعتبرها من أهم وأولى السبل لعالج مرض القلب إذا استولت . وآيفيتها

ي للعاقل ويمكن إجمال االمور التي ينبغ .٦٢عليه النفس االمارة بالسوء :الحرص على محاسبة النفس عليها فيما يلي

فإن تذآر فيها نقصا تدارآه إما . المحاسبة على أداء الفرائض- .بقضاء أو إصالح

على المناهي فإن عرف أنه ارتكب منها شيئا تدارآه المحاسبة - .بالتوبة واالستغفار والحسنات الماحية

ما خلق له تدارآه فإن آان قد غفل ع المحاسبة على الغفلة - .ىبالذآر واإلقبال على اهللا تعال

بما تكلم به أو مشت إليه محاسبة الجوارح فيحاسب لسانه -ماذا أرادت بهذا ولمن فعلته وعلى ، رجاله أو بطشت يداه أو سمعته أذناه

يسأل أنه البد أن يلزم نفسه بتذآر أن اهللا مطلع عليه، وو. أي وجه فعلتهوليست . ٦٣المتابعةمن حيث اإلخالص فيها وآل حرآة وآلمة عن

المحاسبة في منهجه رحمه اهللا غاية في ذاتها بل هي وسيلة للتزآية وقد أورد ابن القيم للمحاسبة فوائد وثمار من . وأداة فعالة توصل إليها

، يسهل يطلع على عيب نفسهفإن منمقت النفس واستصغارها، : أهمها

١٨٩ رقية بنت طه جابر العلواتي. د – منهج ابن قيم الجوزية في تزآية النفس

حق اهللا ومعرفة . ة والتخلي عنهاعليه التخلص من الصفات المذموم فإن عبادته ال تكاد تجدى عليه ،تعالى ومن لم يعرف حق اهللا تعالى عليه

يورثه مقت اإلنسان،النظر في حق اهللا على ف. وهي قليلة المنفعة جدا ويفتح له باب ،نفسه واإلزراء عليها ويخلصه من العجب ورؤية العمل

به واليأس من نفسه وأن النجاة ال الخضوع والذل واالنكسار بين يدي رفمن نظر في هذا الحق الذي . تحصل له إال بعفو اهللا ومغفرته ورحمته

وأنه ال يسعه إال ،لربه عليه علم علم اليقين أنه غير مؤد له آما ينبغيفهذا المقت للنفس . أحيل على عمله هلكفاإلنسان إذا .العفو والمغفرة

بعفو اهللا آله العبدرجاءهو الذي يعلق واالستصغار واالزدراء للعمل، فمحاسبة النفس هو نظر العبد في حق اهللا عليه أوال ثم نظره . ورحمته

.٦٤هل قام به آما ينبغي

في آل وقت ةالذل واالنكسار واالفتقار والتوب وهذا آله يوجب ومن أقرب الطرق الموصلة إلى مرضاة اهللا،.وان اليرى نفسه اال مفلسا

فال يرى لنفسه حاال وال مقاما وال سببا وهو مفلس عليه، دخول العبد بها بل يدخل على اهللا تعالى من باب يتعلق به وال وسيلة منه يمن

.٦٥االفتقار الصرف واالفالس المحض العبــــــــادات -

ابتنى ابن القيم منهجه في التزآية واالرتقاء بالنفس، على بناء والترقي بها من خالل ممارسة تلك فس صفات إيجابية في النوتكوين

وتأتي العبادات . الصفات حتى تصبح سجية لها وملكة راسخة فيهابمختلف صورها وأنواعها، في مقدمة وسائل تزآية النفس وترويضها

.على الخير

وال ينصرف ابن القيم في نظرته إلى العبادة بمفهومها الخاص

، رمضان ٣١، ع١٩مجلة جامعة أم القرى لعلوم الشريعة واللغة العربية وآدابـها، ج ١٩٠ هـ١٤٢٥

فكل عمل . مختلف مناحي الحياةفحسب بل يتعداه، لتصبح العبادة شاملة لوحرآة وسكنة يقوم بها اإلنسان، تصبح عبادة وقربة ووسيلة لتزآية النفس إذا ماجتمعت فيها النية الصالحة الصادقة والموافقة لسنة رسول

.اهللا صلى اهللا عليه وسلم

ويؤآد ابن القيم على الترابط الدقيق بين أعمال الجوارح وأعمال فليس مدار تشريع العبادات وأعمال . عبادات المختلفةالقلوب في أداء ال

الجوارح على القيام بها وتأديتها بصورتها الظاهرة فحسب، بقدر ما إضافة إلى أن العبادات . ٦٦يكون مدارها على صالح القلب وحضوره

من تغذىفالقلب ب. بأنواعها وأشكالها المتعددة، غذاء للقلب والروحه ويقويه ويؤيده ويفرحه ويسره وينشطه إلى أن اإليمان والقرآن بما يزآي

٦٧.تربى فينمو ويزيد حتى يكمل ويصلحي

، االعمال سائرويؤآد ابن القيم على أهمية حضور القلب في تفاضل ما في القلوب من االيمان بفتفاضل االعمال عند اهللا تعالى

عند ابن القيم الخشوع ومن هنا آان . ٦٨واالخالص والمحبة وتوابعها قيام القلب بين يدي وهو٦٩أصل األخالق المحمودة آلهارحمه اهللا،

هو المظهر األرقى لصحة و .٧٠الرب بالخضوع والذل والجمعية عليه. ، دل ذلك على مرض القلب وخرابه فإذا خرج الخشوع من القلب،القلب

حوال بغلبة األمراض عليه وسيطرة األ من القلب إال فما ذهب الخشوع، والطمع والجبن والعجز والذل لغير الدنيا والتنافس عليهاشريرة آحبال

....٧١.اهللا على سويدائه

رآيزة من رآائز اإليمان ومنبع لكل فالخشوع في فكره رحمه اهللا من األخالق الفاضلة فجميع . خلق فاضل ووسيلة من أهم وسائل التزآية

والحلم الصبر والشجاعة والعدل والمروءة والعفة والصيانة والجود

١٩١ رقية بنت طه جابر العلواتي. د – منهج ابن قيم الجوزية في تزآية النفس

والتواضع ءاتوعزة النفس عن الدنا واإليثار والعفو والصفح واالحتمالوالقناعة والصدق واألخالق والمكافأة على اإلحسان بمثله أو أفضل

القلب من والتغافل عن زالت الناس وترك االنشغال بما ال يعنيه وسالمة ....عن الخشوع وعلو الهمةبإطالق ناشئة ،األخالق المذمومةمختلف

فمن علت همته وخشعت نفسه اتصف بكل خلق جميل ومن دنت همته ، .٧٢ اتصف بكل خلق رذيل ،وطغت نفسه

والمتتبع لمنهجه رحمه اهللا، يلحظ استمداده لتلك المعاني والوسائل من النصوص القرآنية الكريمة وما جاء في سنة الرسول صلى

والمفاهيم من اآليات فيسوق الدالالت ويستنبط المعاني . اهللا عليه وسلمالقرآنية بنظرة واعية ودراسة متأنية تستلهم القرآن الكريم وتستنطق آياته

. بحكمة وذآاء قل نظيره

طرق الحفاظ على زآاة النفس: خامساللحفاظ ووسائل قواعد قام ابن القيم رحمه اهللا في منهجه بإرساء

فظه من الزيغ تثبيت القلب على طريق االستقامة وحعلى زآاة النفس وختط سبيل السير ا وتعد تلك القواعد بمثابة وسائل وقاية، .واالنحراف

عليها لضمان حفظ القلب واستمرار النفس على طريق التزآية وعدم ، وصيانة الطاعات عن محبطات األعمال من الرياء والنفاق الزيغ عنه

.والبدع وغيرها

محبة من سواه في أن تتقدم محبة اهللا على:من أهم تلك الوسائلومن تلك و. فيؤثر مراد اهللا عز وجل على مراد سواه في النفس. القلب

.مر الناهي ناشئ عن تعظيم األذاتعظيم االمر والنهي وه: الوسائل آذلك

:مره ونهيه قال سبحانه وتعالىأ من ال يعظم ن اهللا تعالى ذمإ ف قالوا في تفسيرها مالكم ال). ١٣نوح( ما لكم لا ترجون لله وقارا

، رمضان ٣١، ع١٩مجلة جامعة أم القرى لعلوم الشريعة واللغة العربية وآدابـها، ج ١٩٢ هـ١٤٢٥

.٧٣تخافون هللا تعالى عظمة

فيكون ، تعظيم امره ونهيه، ول مراتب تعظيم الحق عز وجلفأتعظيم المؤمن المر اهللا تعالى ونهيه داال على تعظيمه لصاحب االمر والنهي ويكون بحسب هذا التعظيم من االبرار المشهود لهم بااليمان

.البراءة من النفاق االآبروالتصديق وصحة العقيدة و

البعد عن مايمكن أن يفسد وينجم عن هذا النوع من التعظيم، الخلق لنظرفالعبد قد يقدم على فعل األمر . العمل من الرياء للخلق

يتقي المناهي خشية سقوطه من اعينهم قد و،وطلب المنزلة والجاه عندهم .شارع على المناهية من الحدود التي رتبها اليوخشية العقوبات الدنيو

مر اآلفهذا ليس فعله وترآه صادرا عن تعظيم االمر والنهي وال تعظيم والرياء وإن دق محبط للعمل وهو أبواب واسعة . سبحانهالناهيفيأتي التعظيم لبخلص العمل من مبطالته ويقيم القلب على ما .آثيرة

.تقتضيه االستقامة

مات يعرف بها المؤمن وعلى هذا فقد وضع رحمه اهللا أسسا وعال تلك األوامر رعاية اوقات: مدى تعظيمه ألوامر اهللا ونواهيه ومن أهمها

والتفتيش على ارآانها وواجباتها وآمالها والحرص ، وحدودهاوالنواهي والحزن والكابة ،على تحينها في اوقاتها والمسارعة اليها عند وجوبها

فوت الجماعة ويعلم آمن يحزن على .واالسف عند فوت حق من حقوقها .٧٤انه تقبلت منه صالته منفردا فانه قد فاته سبعة وعشرون ضعفا

واسبابها وما النواهين مظانعحرص على التباعد إضافة إلى ال آمن يهرب من االماآن التي .يدعو اليها ومجانبة آل وسيلة تقرب منها

ما ال باس به وان يدع ،فيها الصور التي تقع بها الفتنة خشية االفتتان بهاوان يجانب الفضول من المباحات خشية الوقوع في ، سأحذرا مما به ب

١٩٣ رقية بنت طه جابر العلواتي. د – منهج ابن قيم الجوزية في تزآية النفس

و مجانبة من يجاهد بارتكابها ويحسنها ويدعو اليها ويتهاون ،المكروه فان مخالطة مثل هذا داعية الى سخط اهللا ،بها وال يبالي ما رآب منها

تعالى تعالى وغضبه وال يخالطه اال من سقط من قلبه تعظيم اهللا .وحرماته

المجافاة والبعد عن ان اليسترسل مع الرخصة الى حد وفحقيقة التعظيم . الوسطية، وال يتعرض للغلو في التشديد على النفس

وال . لالمر والنهي ان ال يعارضا بترخص جاف وال يعرضا لتشديد غالضعف يتكلف في البحث عن العلة في الحكم أو األمر والنهي لئال ي

بل يسلم المر اهللا تعالى وحكمته لديه، والتسليم المر اهللا عز وجل االنقياد فان ظهرت له .ممتثال ما امر به سواء ظهرت له حكمته او لم تظهر

حكمة الشرع في امره ونهيه حمله ذلك على مزيد االنقياد والتسليم وال . يحمله ذلك على االنسالخ منه وترآه

يم منهج متكامل للتزآية والترقي وبهذا يكون رحمه اهللا قد قام يتقدذلك المنهج الذي حوى وسائل . بالنفس إلى مصاف السمو اإلنساني

تأصيلالوقاية والعالج في آن واحد، في أسلوب زاوج فيه بين الوالتطبيق، فغاص في أغوار النفس البشرية ليكشف عن أدوائها ويقوم

العالج المالئم لكل بتوصيفها في غاية الدقة والموضوعية، ومن ثم يحدد وهو في آل هذا ال نجده إال ملتزما بكتاب اهللا وسنة رسوله . داء ومرض

صلى اهللا عليه وسلم، منطلقا منهما، محكما لنصوصهما في آل مسألة فجاء منهجه رحمه اهللا صالحا للتطبيق والتفعيل رغم مرور . ورأي

.قرون من الزمن على تقديمه وإنشائه

، رمضان ٣١، ع١٩مجلة جامعة أم القرى لعلوم الشريعة واللغة العربية وآدابـها، ج ١٩٤ هـ١٤٢٥

١٩٥ رقية بنت طه جابر العلواتي. د – منهج ابن قيم الجوزية في تزآية النفس

ـــــــــةالخاتمــيتضح لنا من خالل هذه الدراسة أن ابن القيم رحمه اهللا قام

-فيما قدم -بإثراء الفكر اإلصالحي الدعوي في اإلسالم حين قدم لألمة ويحتل ذلك المنهج الصدارة بين . منهجا متكامال لتزآية النفس وإصالحها

.الدراسةالمناهج المختلفة، التي تناولت مجال تزآية النفس بالبحث ونحرافات الفكرية واالجتماعية خاصة وأنه قد ظهر في وقت، بلغت فيه اال

فقد تغير في تلك األجواء، فهم الناس للدين والتزآية والترقي . مداهابالنفس، واختلطت في أذهانهم آثير من التصورات الفلسفية وغيرها،

.بكل ما تحمله من بعد وتجاوز لنبع العقيدة اإلسالمية الصافي

، فقد تمكن رحمه رغم تلك التحديات والمواجهات الصعبةإال أنه .الكتاب والسنة قلبا وقالباإصالحي التزم اهللا، من إستنباط وصياغة منهج

لقد أضفت تلك المرجعية في منهجه للكتاب والسنة، وما لحق بها على منهجه، عناصر والواقعية من سمات التوازن والوسطية

الفكرية مختلف الظروفالية والقدرة على احتواء االستمرارية والفعالصالحية والفعالية، واالجتماعية الصعبة، مما رفع منهجه إلى مصاف

.فحسب، بل على امتداد عصور الحقة وأجيال متتاليةه ليس في عصر

وقد تبين من خالل دراسة ذلك المنهج والوقوف عليه، أن والسنة الصحيحة، آفيلة المرجعية المطلقة للنص القرآني المعصوم

بمعالجة مختلف األمراض التي تعرض للنفس والقلب، وإرساء دعائم .أخالقية وصفات إيجابية واقية لهما

:ويمكن إجمال نتائج هذه الدراسة في النقاط التالية

وضع ابن قيم الجوزية رحمه اهللا منهجا متكامال لتزآية النفس -وهذا . غاية سعادتها وشرفهاوالوصول بها الى آمال النفس الذي هو

، رمضان ٣١، ع١٩مجلة جامعة أم القرى لعلوم الشريعة واللغة العربية وآدابـها، ج ١٩٦ هـ١٤٢٥

المنهج مستفاد من النصوص القرآنية والسنة النبوية، حيث أنه ال سبيل .إلى تزآية النفس إال عن هذا الطريق

أآد رحمه اهللا أهمية التزام النهج الذي جاء به الرسل إلصالح -النفوس مع بيان عور وانحراف المناهج والسبل اآلخرى التي ادعاها

.الفالسفة والمتصوفةغيرهم من

يقوم منهج ابن قيم الجوزية رحمه اهللا على مقومات وأسس -االلتزام التام بكتاب اهللا وسنة رسوله صلى اهللا عليه : تتمثل فيما يلي

وسلم، تخليص التوحيد وتصحيح العقيدة، محاربة التقليد والجمود . الفكري، والواقعية والتوازن

نفس وسبلها لجعل عملية اهتم في منهجه يوسائل تزآية ال -: وأقام تلك الوسائل على رآائز ثالث هي. التزآية معدة للتطبيق والتنفيذ

تثبيت اإليمان والطاعات وفعل المأمورات، اجتناب اآلثام والمعاصي وترك المنهيات، واستفراغ المواد الفاسدة والصفات المذمومة من النفس

. عن طريق التوبة

: لتفعيل تلك الرآائز وتنفيذها منهاوضع العديد من الوسائل - .محاسبة النفس والعبادات

قام بصياغة وسائل للحفاظ على زآاة النفس وتثبيت القلب -تقديم محبة اهللا على محبة من سواه، : على طريق االستقامة تتمثل في

.تعظيم أوامره ونواهيه

والدراسة إذا قامت بمحاولة االستقصاء والتتبع لتلك الجوانب في منهجه رحمه اهللا، تأمل بتتابع الجهود وتواصل الدراسات للكشف عن المزيد من الجوانب والصفحات المشرقة في منهج ابن القيم رحمه اهللا وغيره من علماء ومجتهدين، تمكنوا بفضل اهللا سبحانه من صيانة تراث

١٩٧ رقية بنت طه جابر العلواتي. د – منهج ابن قيم الجوزية في تزآية النفس

هذه األمة وفكرها من خالل تقديم مناهج رصينة تبنت نصوص الكتاب .هال ومعيناوالسنة من

والتعليقاتالهوامش

، رمضان ٣١، ع١٩مجلة جامعة أم القرى لعلوم الشريعة واللغة العربية وآدابـها، ج ١٩٨ هـ١٤٢٥

ه -1 ذهب في : أنظر في ترجمت د العكري الدمشقي، شذرات ال ن أحم د الحي ب عب

اريخ أخبار من ذهب، دار الكتب العلمية، دون ت روت ب و . ١٦٨، ص ٣ج،، بي أبروت، ارف، بي ة المع ة، مكتب ة والنهاي ر، البداي ن آثي الفداء إسماعيل بن عمر ب

ر، محمد بن أح . ٢٣٤، ص ١٤ج ر من غي ر في خب ذهبي، العب مد بن عثمان الد، : ت دين المنج ة، ج ١٩٤٨صالح ال ة الثاني ت، الطبع و . ٢٨٢، ٦م، الكوي أب

صر وك م ي مل رة ف وم الزاه ري، النج ن تغ ف ب دين يوس ال ال ن جم المحاسأليف، مصر، ج سة المصرية للت اهرة، المؤس ي . ٢٤٩، ١٠والق ن أب د ب ، محم

شقي دين الدم ر ال ن ناص ر ب وافر، ت بك رد ال ب : ، ال شاويش، المكت ر ال زهيالمي روت، جه١٣٩٣اإلس در . ٦٨، ص ١، بي شوآاني، الب ي ال ن عل د ب محم

. ١٤٣، ٢الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع، دار المعرفة ، بيروت، جة، ج -2 ة والنهاي ر، اليداي ن آثي درر . ١١٠، ١٤ اب ي، ال ن عل د ب ضل أحم و الف أب

ان ال ي أعي ة ف قالكامن ة، تحقي ة الثامن س دار : مائ ة مجل ان، مطبع د خ محم .٥٢٧، ١ ، جالطبعة الثانيةم الهند، ١٩٧٢المعارف العثمانية،

وم، ت -3 د العل وجي، أبج سن القن ن ح ديق ب ب : ص ار، دار الكت ار زآ د الجب عب . وما بعدها١٣٨، ص ٣م، بيروت، ج١٩٧٨العلمية،

.٢٣٥، ٢٣٤ ص ،١٤ ابن آثير، مرجع سابق، ج-4ستعين، ت -5 اك ن د وإي اك نعي ازل إي ين من سالكين ب دارج ال ة، م يم الجوزي ن ق : اب

ي، اب العرب ي، دار الكت د الفق ةم، بيروت،١٩٧٣ محم ١، جالطبعةالثاني .٥٨-٥٧ص

.٤٠٠، ص ٣ ابن حجر، الدرر الكامنة، مرجع سابق، ج- 6 .١٤٥، ١٤٤، ص ٢ البدر الطالع، مرجع سابق، ج-7 ١٤٠، ٣، مرجع سابق، ج أبجد العلوم-8 ١٣٩، ص ٣ أبجد العلوم، مرجع سابق، ج-9

ة، -10 ب العلمي د، دار الكت ة، الفوائ يم الجوزي ن ق ة ١٩٧٣ اب روت، الطبع م، بي ١٥٣، ١الثانية، ج

١٩٩ رقية بنت طه جابر العلواتي. د – منهج ابن قيم الجوزية في تزآية النفس ل لفالسفة : في آراء الفالسفة اليونان في النفس -11 نفس والعق ود قاسم، في ال محم

ة، م، مصر، ١٩٦٩رية، اإلغريق واإلسالم، مكتبة األنجلو المص ة الرابع الطبع . وما بعدها٢٣ص

ق -12 صحيح وتعلي الق، ت ذيب األخ سكويه، ته ن م ة : اب راهيم، المكتب ود إب محم .٤م، مصر، ص ١٩١١العباسية،

١٧٥، ١م، بيروت، ج١٩٧٥ ابن قيم الجوزية، الروح، دا رالكتب العلمية، -13سابق، ج -14 ع ال روح، المرج ن ص ١ ال ه . ١٩٦ ص-١٧٥، م ذلك ل ر آ : وأنظ

يم، ت ن الق صيدة اب رح ق ي ش د ف صحيح القواع د وت بح المقاص ر : توض زهي . ١٧٩، ٢، جالطبعة الثالثة، يروت، هـ١٤٠٣الشاوبش، المكتب اإلسالمي

شيطان، ت -15 ي، : ابن القيم الجوزية، إغاثة اللهفان من مصائد ال د الفق د حام محم .٧٦، ١جالطبعة الثانية، م، بيروت،١٩٧٥/ه١٣٩٥دار المعرفة، ،

روح، ج -16 يم، ال ن الق ن ص ١ اب ذلك. ٢٢٧ -٢٢٠، م ر آ د : وانظ ر أحم عميم ن ق ي واب ة الحران ن تيمي ين اب امين الجليل د اإلم وب عن ب القل راوي، ط ال

.٣٦٨-٣٦٤م، بيروت، ص ٢٠٠٣الجوزية، دار الكتب العلمية، اؤوط، شعي: ابن القيم، زاد المعاد في هدي خير العباد، ت -17 ادر األرن ب وعبد الق

.١٨، ص ٣، ج بيروت،الطبعة الرابعة عشرمؤسسة الرسالة، .٧٧، ص ١اغاثة اللهفان، مرجع سابق، ج-18ي -19 يم ف ن الق ذا ألب ر ه ود، ت : أنظ ام المول ودود بأحك ة الم ادر : تحف د الق عب

ان، ة دا رالبي اؤوط، مكتب شق، ج١٩٧١األرن يم، . ١١٧، ص ١م، دم ن الق ابالم ا المين، ت إع ن رب الع وقعين ع ل، : لم عد، دار الجي رؤوف س د ال عبروت، ج١٩٧٣ شور . ١٥١، ص ٣م، بي سعادة ومن اح دار ال يم، مفت ن الق اب

روت، ج اريخ، بي دون ت ة ، ب ب العلمي م واإلرادة، دا رالكت ة العل ، ص ٢والي٢٤٩.

ان، ج-20 ة اللهف ذلك. ٥٥، ص ١ إغاث ر آ سالكين، ج: وأنظ دارج ال ، ٢م . ٣١٧ص

.١٠، ص ٣ زاد المعاد، ج- 21

، رمضان ٣١، ع١٩مجلة جامعة أم القرى لعلوم الشريعة واللغة العربية وآدابـها، ج ٢٠٠ هـ١٤٢٥

.٤٦، ص ١ إغاثة اللهفان، ج- 22 .١١٩، ص ٢ ابن قيم الجوزية، مفتاح دار السعادة، ج- 23 .١٢١، ص ٢ المرجع السابق، ج- 24 .١٢٢ -١٢١، ص ٢ مفتاح دار السعادة، ج- 25 .٤٧ -٤٦، ص ١ إغاثة اللهفان، ج- 26الد األ -27 ى ب ة، بتصرف عن ابن القيم، حادي األرواح إل راح، دار الكتب العلمي ف

.٢٦٧، ١بيروت، بدون تاريخ، ج .٧٨٨١ رواه البخاري، حديث رقم - 28ة اإلسالمية، -29 ود والنصارى، الجامع ة اليه ارى في أجوب ة الحي يم، هداي ابن الق

.١٨٩، ١المدينة المنورة، بدون تاريخ، ج .٣١٥، ص ٢ بتصرف بسيط عن مدارج السالكين، ج- 30 .١١٩، ص ١ط عن إغاثة اللهفان، ج بتصرف بسي- 31 .٣، ص ١ الطب النبوي، ج- 32 .٤٨، ص ١ الفوائد، ج- 33 .٣٢٥ -٣٢٤، ١ الطب النبوي، ج- 34ة، ت -35 ة والمعطل ى الجهمي دخيل، دار : الصواعق المرسلة عل د ال ن محم ي ب عل

.٥١٧، ص ٢ ج الطبعة الثالثة،م،١٩٩٨العاصمة، الرياض، .٩٥٣، ص ٣ المرجع السابق، ج- 36 .١٢٠، ص ٢ مفتاح دار السعادة، ج- 37 . ١٢٠، ص ٢ مفتاح دار السعادة، ج- 38 . وما بعدها٨١، ص ١ الفوائد، ج- 39 .١٥٦، ١ الطب النبوي، ج- 40 .٥٣، ص ١ الفوائد، ج- 41ى : راجع في تفاصيل تلك الحالة -42 اد إل اد النق محمد بن إسماعيل الصنعاني، إرش

.١٦، �١٤٠٥الدين مقبول، الدار السلفية، صالح : تيسير االجتهاد، تحقيق

٢٠١ رقية بنت طه جابر العلواتي. د – منهج ابن قيم الجوزية في تزآية النفس د، ت -43 دائع الفوائ ة، ب يم الجوزي ن ق از، : اب زار الب ة ن ا، مكتب شام عط ه

٣٠، ١م، مكة المكرمة، ج١٩٩٦/هـ١٤١٦ .٣٠، ص ١ المرجع السابق، ج- 44وانظر آذلك بعض أقواله في ذم التقليد . ١٥٣٥، ص ٤الصواعق المرسلة، ج - 45

.٦٢٧ ص ،٢زاد المعاد، ج: في .١٢٩، ١، جمفتاح دار السعادة، - 46 .٢٩٧، ص ١ المرجع السابق، ج- 47 . وما بعدها٢٩٧، ص ١ المرجع السابق، ج- 48ب، ت -49 م الطي ن الكل صيب م ل ال ي، : الواي اب العرب وض، دار الكت د ع محم

.١٣، ص ١م، بيروت، ج١٩٨٥ .٦٧، ص ١ الفوائد، ج- 50 .١٤١، ١ الفوائد، ج- 51 . وما بعدها١٤٠، ص ١، ج الفوائد- 52 .١٦، ص ١ إغاثة اللهفان، ج- 53 .١١٩، ص ١ الفوائد، ج- 54 .١١٩، ص ١ الفوائد، ج- 55 .١٢٧، ص ١ الفوائد، ج- 56 .١٦، ص ١ إغاثة اللهفان، ج- 57 .١٥، ص ١ إغاثة اللهفان، ج- 58 .٢٧، ص ٢ زاد المعاد، ج- 59 .٥١٠، ٢ مدارج السالكين، ج- 60 .٨٢، ص ١ج إغاثة اللهفان، - 61 . وما بعدها٨٣، ص ١ المرجع السابق، ج- 62 .٨٣، ص ١ المرجع السابق، ج- 63 .١٧٣، ١مدارج السالكين، ج. ٨٨، ص ١ المرجع السابق، ج- 64 .١٥، ص ١ الوابل الصيب، ج- 65

، رمضان ٣١، ع١٩مجلة جامعة أم القرى لعلوم الشريعة واللغة العربية وآدابـها، ج ٢٠٢ هـ١٤٢٥

.٧١٠، ص ٣ بدائع الفوائد، ج- 66 .٤٦، ١ إغاثة اللهفان، ج- 67 .١٩، ص ١ الوابل الصيب، ج- 68 .١٤٣، ١د، ج الفوائ- 69 .١،٥٢١ مدارج السالكين، ج- 70 .١٠٤، ص ١ هداية الحيارى، ج- 71 .١٠٥، ص ١ المرجع السابق، ج- 72 . وما بعدها١٥، ص ١ الوابل الصيب، ج- 73 .١٨، ص ١ الوابل الصيب، ج- 74

٢٠٣ رقية بنت طه جابر العلواتي. د – منهج ابن قيم الجوزية في تزآية النفس

المراجــــــــــع

د اهللا ا : ت. الكامل في التاريخ . ابن األثير داء عب و الف روت . لقاضي أب دار الكتب : بي . الطبعة الثانية. العلمية

دين يوسف ا ال ال ن جم و المحاس ري، أب ن تغ صر . ب وك م ي مل رة ف وم الزاه النج .بدون تاريخ. المؤسسة المصرية للتأليف: مصر. والقاهرة

يم ن الق ة، اب شيطان . الجوزي صائد ال ن م ان م ة اللهف ي : ت. إغاث د الفق د حام . محم م١٩٧٥. ٢ط. فةدار المعر: بيروت

ستعين م. ______ اك ن د وإي اك نعي ازل إي ين من د الفقي : ت. دارج السالكين ب . محم .م١٩٧٣، ٢ط. دار الكتاب العربي: بيروت

روت . شعيب األرناؤوط،: ت. زاد المعاد في هدي خير العباد . _____ مؤسسة : بي .م١٩٨٦، ١٤ط. الرسالة

ه. _____ د إخوان ى أح يم إل ن الق الة اب ديفر: ت. رس د اهللا الم اض. عب ة : الري مكتب .ه١٤٢٠. فهرسة الملك فهد الوطنية

يم . _____ ن الق ر : ت.توضيح المقاصد وتصحيح القواعد في شرح قصيدة اب زهي .ه١٤٠٣. ٣ط. المكتب اإلسالمي: بيروت. الشاوبش

ةوالتعليل . _____ در والحكم سائل القضاء والق ل في م در : ت. شفاء العلي د ب محم الدين

ود : ت. طريق الهجريين وباب السعادتين . _____ ن محم دمام . عمر ب ن : ال دار اب .ه١٤١٤. ٢ط. القيم

المين . _____ وقعين عن رب الع رؤوف سعد : ت.إعالم الم د ال روت . عب دار : بي .م١٩٧٣. الجيل

م واإلرادة . _____ ة العل شور والي سعادة ومن اح دار ال روت. مفت ب : بي دا رالكت العلمية

دار الكتب : زآريا يوسف بيروت : ت . الصابرين وذخيرة الشاآرين عدة. _____ .العلمية

ام. _____ ر األن د خي ى محم صالة عل ي فضل ال ام ف ادر . ت. جالء األفه د الق عب .م١٩٨٧. ٢ط. دار العروبة: الكويت. األرناؤوط

.بدون. دار الكتب العلمية: بيروت. حادي األرواح إلى بالد األفراح. _____ة اإلسالمية : المدينة. هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى ._____ . الجامع

.بدون

، رمضان ٣١، ع١٩مجلة جامعة أم القرى لعلوم الشريعة واللغة العربية وآدابـها، ج ٢٠٤ هـ١٤٢٥

دخيل : ت. الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة . _____ د ال ن محم ي ب . عل

.م١٩٩٨. ٣ط. دار العاصمة: الرياضه . _____ ى رب اجر إل ة زاد المه الة التبوآي ازي: ت. الرس ل غ د جمي دة. محم : ج

.جدة، بدون. نيمكتبة المدد. _____ دائع الفوائ ا: ت. ب شام عط ة. ه ة المكرم از : مك زار الب ة ن مكتب

.م١٩٩٦/ه١٤١٦م الطيب . _____ د عوض : ت. الوابل الصيب من الكل روت . محم اب : بي دار الكت

.م١٩٨٥. .العربيشافي . _____ روت . الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء ال ة : بي . دار الكتب العلمي

.بدوندين ا ن ناصر ال ر ب ي بك ن أب د ب شقي، محم وافر. لدم رد ال شاويش: ت. ال ر ال . زهي

.ه١٣٩٣.المكتب اإلسالمي: بيروتروت . شذرات الذهب في أخبار من ذهب . الدمشقي، عبد الحي بن أحمد العكري : بي

.دار الكتب العلمية. منجدصالح الدين ال: ت. العبر في خبر من غير. الذهبي، محمد بن أحمد بن عثمان

.م١٩٤٨. الكويت. الطبعة الثانيةسابع .الشوآاني، محمد بن علي رن ال روت . البدر الطالع بمحاسن من بعد الق دار : بي

.المعرفة صنعاني ماعيل، ال ن إس د ب اد. محم سير االجته ى تي اد إل اد النق ق. إرش صالح : تحقي

.ه١٤٠٥الدار السلفية، : السعودية. الدين مقبولي أبو الفضل، أحمد ة . بن عل ة الثامن ان المائ ة في أعي درر الكامن ق . ال د : تحقي محم

.م١٩٧٢. ٢ط. مطبعة مجلس دار المعارف العثمانية: الهند. خانق واإلسالم . قاسم، محمود ل لفالسفة اإلغري و : مصر . في النفس والعق ة األنجل مكتب

.م١٩٦٩. الطبعة الرابعة. المصريةار : ت. ومبجد العل أ. القنوجي، صديق بن حسن روت . عبد الجبار زآ دار الكتب : بي

.م١٩٧٨. العلمية .مكتبة المعارف: بيروت. البداية والنهاية. ابن آثير، أبو الفداء إسماعيل بن عمر

شر : القاهرة. تاريخ الفلسفة اليونانية . آرم، يوسف ة والن أليف والترجم ة الت . ٦ط.لجن .م١٩٧٦سكويه ن م الق. اب ذيب األخ صحيح وتعل. ته قت راهيم: ي ود إب صر. محم ة : م المكتب

.م١٩١١. العباسية