المسؤولية الإجتماعية للمؤسسات الإقتصادية في ظل حوكمة...

المسؤولية اإلجتماعية للمؤسسات اإلقتصادية في ظل حوكمة الشركات

2013 نوفمبر 26- 25آليات حوكمة المؤسسات و متطلبات تحقيق التنمية المستدامة، ورقلة، الجزائر، : الملتقى العلمي الدولي حول

1


-ورقلة–شريفة جعدي جامعة قاصدي مرباح .أ

[email protected]

:الملخص

جتماعية الشغل الشاغل إلهتمام باملسؤولية اإل أصبح ا يف ظل املتغَتات اليت شهدهتا الساحة الدولية،حيث ، وذلك لتأثَتها البالغ على أعمال املؤسسة وفاعليتها،للمؤسسات يف كافة البلدان النامية منها واملتقدمة

وبدأت . أصبحت من أكرب التحديات اليت تواجه املسَتين من جهة وأصحاب املؤسسة من جهة أخرى كتقدمي فيها، بالتخلي عن الكثَت من الظواهر غَت املرغوب جمتمعاهتاجتاه إجتماعية إلتزامات إاملؤسسات بتقدمي عدم إتاحة فرص متكافئة أمام املتقدمُت للوظائف ، عند تضارب املصاحل املصلحة العامةعن املصلحة اخلاصة

كما إرتبط مفهوم املسؤولية اإلجتماعية بعديد املفاهيم . وغَتهااإلفصاح غَت املسموح به عن أسرار املؤسسة .كحوكمة الشركات، حيث دتكن هذه األخَتة املؤسسات اإلقتصادية من ممارسة املسؤولية اإلجتماعية

.مسؤولية إجتماعية، حوكمة شركات، تضارب مصالح، مؤسسات إقتصادية: الكلمات الدالة

Abstract: In light of changes witnessed by the international arena, it has become of

interest social responsibility preoccupation of institutions in all countries,

developing and developed, so as to impact of the work of the institution and its

effectiveness, as has become one of the biggest challenges facing managers on

the one hand and the owners institution on the other. Institutions began

providing social obligations direction of their communities to give up a lot of

unwanted phenomena, such as providing special interest for the public interest

when a conflict of interest, lack of access to equal opportunities for job

applicants unauthorized disclosure of secrets and other institution. It also has

been associated with the concept of social responsibility with a set of concepts

of corporate governance, where the latter managed economic institutions to

exerci social responsibility

Key words: social responsibility, corporate governance, conflicts of

interests, economic institutions



2

: المقدمة

اجملتمعاتنتقال إاألعمال اليوم واملال و التطور التكنولوجي والعلمي اهلائل الذي تشهده بيئة يف ظل الدور الذي تلعبه األعمال يف حياة وهو ما يبُت" قتصاد الرقميإلا "بــــــإىل مرحلة جديدة يف ظل ما يسمى

ومل يعد تقييم املؤسسات يعتمد يف بناء مسعتها على مراكزها املالية وإمنا أصبح تركيز الدول على خمتلف املستويات املؤسساتوزاد تأثَت هذه ، املؤسسات اإلقتصادية على تعظيم الربح وحتقيق أهداف أصحاب رؤوس األموال فقط

ستثمار اخلارجي هلذه إلمتد هذا األثر إىل دول أخرى بفعل اإبل ، يف قرارات حكومات الدول اليت تنتمي إليهاإن هذا األمر يوضح مدى احلاجة إىل أن تكون قرارات املؤسسات مؤطرة بإطار أخالقي حيد من . املؤسسات

إذ زاد تطلع هذا األخَت إىل مسامهة هذه املؤسسات يف زيادة ، العاملة بهاجملتمعاآلثار السلبية اليت تؤثر يف حياة ونتيجة لذلك أصبح من ، زدهارهإجتاه خمتلف فئاته تسهم يف تطوره وإجتماعية كثَتة إرفاهيته والقيام بأنشطة

وعليه ميكن طرح التساؤل . الالزم تطبيق حوكمة الشركات بإعتبارها مصطلح يرتبط مبفهوم املسؤولية اإلجتماعية ما هي املسؤولية اإلجتماعية ؟ وما عالقتها حبوكمة الشركات ؟: التايل

: سنتناول يف هذه املداخلة ثالث حماور .املسؤولية اإلجتماعية- أوال .حوكمة الشركات- ثانيا .عالقة املسؤولية اإلجتماعية حبوكمة الشركات- ثالثا

:المسؤولية اإلجتماعية - أوال

أنه إال ،الربح من عائد أكرب حتقيق هدفها هو وأن خَتية مبؤسسات ليست قتصاديةاإل املؤسسات إن

مسعتها بناء يف تعتمد تعد ومل ،فحسب رحبيتها على يعتمد يعد مل املؤسسات تقييم أن نرى احلاضر وقتنا يف مع التعامل على قادرة عمل بيئة خلق على تساعد حديثة مفاهيم ظهرت مناإو ،فقط ملاليةا مراكزها على

هذه أبرز من وكان ،العامل أحناء عرب واإلدارية والتكنولوجية قتصاديةإلا اجلوانب يف ،املتسارعة التطورات ."جتماعيةإلا ؤوليةاملس مفهوم "املفاهيم

:للمؤسسة جتماعيةإلا المسؤولية مفهوم- 1

حيث ،املستدامة بالتنمية يرتبط وهو التطور ودائم متغَت مفهوم جتماعيةإلا املسؤولية مفهوم يعترب قتصاديةإلا التنمية يف واملشاركة ،بالبيئة هتمامإلا والربح ةروالث عن البحث جبانب املؤسسات على يوجب



3

وحقوق األعمال أخالقيات ومراعاة الشفافية من إطار يف العمل كذلك عليها يتوجب كما ،جتماعيةإلوا لتشتمل اخلَتية األعمال يف املسامهة املؤسسات مسؤوليات وتتعدى ،الشريفة واملنافسة الفساد وحماربة ،املوظفُت

واملساندة الدعم وتوفَت لديها احللول إجياد وحماولة ،القائمة جتماعيةإلا للتحديات للتصدي فاعلة آليات توفَت سواء هبا تعمل اليت اجملتمعات يف املستدامة التنمية إىل التوصل أجل من اإلدارة، وجمالس العليا اإلدارة قبل من

أول من أشار إىل أمهية إهتمام الشركة باملسؤولية 1923 يف عام Sheldon ويعد شلدون .عامليا أو حمليا . اإلجتماعية عند أداء وظائفها املختلفة

به العاملةدتعملججتاه اإلتزام املؤسسة إ: "هناجتماعية بأاإل املسؤولية (Drucker 1977)عرف دركر .1"هتم وتباين وجهااجملتمعتساع شرحية أصحاب املصاحل يف هذا إلتزام يتسع بإلوأن هذا ا

يف European Commission اليت نشرهتا اللجنة األوروبية Green Paper وفقاً للوثيقة اخلضراء مفهوم تقوم الشركات من خالله بدمج إهتماماهتا اإلجتماعية : "، تعرف املسؤولية االجتماعية بأهنا2001دتوز

وبينت هذه الوثيقة أن ". والبيئية مع عملياهتا األساسية، وتتفاعل مع األطراف األخرى على أساس طوعي . اإلهتمام باملسؤولية اإلجتماعية له تأثَت مباشر على إنتاجية العاملُت، ويدعم املوقف التنافسي للشركة

تعهد الشركة على اإلسهام بالتنمية اإلقتصادية : " وعرف البنك الدويل املسؤولية اإلجتماعية على أهنااملستدامة، والتعامل مع العاملُت وممثليها واجملتمع احمللي بشكل طوعي، من أجل حتسُت جودة احلياة بأسلوب يعود

.2"بالفائدة على الشركة والتنمية: املسؤولية اإلجتماعية للشركات بأهنا(WBCSD) وعرف جملس األعمال العاملي للتنمية املستدامة

تعهد من قطاع األعمال باملشاركة يف التنمية اإلقتصادية املستدامة، من خالل العمل مع العاملُت وعائالهتم "ومن املتوقع أن تسهم معايَت املسؤولية اإلجتماعية يف ". واجملتمع احمللي واإلقليمي بغرض حتسُت جودة حياهتم

: هي Sustainable Developmentتعزيز الركائز الثالثة لتحقيق التنمية املستدامة التنمية اإلقتصادية التنمية اإلجتماعية. احلماية البيئية.

التنمية اليت تليب إحتياجات احلاضر دون املساس بقدرة األجيال املستقبلية : " ويقصد بالتنمية املستدامة ". على تلبية إحتياجاهتم اخلاصة

ملبادرات اجملتمع ممثلة لتوقعات "جتماعيةإلاملسؤولية ا" فقد أشار إىل كون "Strier 1979"أما جتاه إ اليت تتحملها املؤسسات ،جتماعيةإلاملؤسسات يف إطار جماالت عديدة تقع حتت أبعاد املسؤولية ا

."اجملتمع



4

لتزام املؤسسة بأن تضع نصب عينيها خالل إ "انه بأ K.Davis et R.Blomstrom يعرفها كل من تضمن بطريقة ،جتماعي اخلارجيإلعملية صنع القرارات اآلثار والنتائج املترتبة عن هذه القرارات على النظام ا

". جتماعية املترتبة على هذه القراراتإلقتصادية املطلوبة والفوائد اإلإجياد توازن بُت حتقيق األرباح ا مركزة على ،عتبارات أخالقيةإجتماعية للمؤسسة تستند إىل إلاملسؤولية ا" أن Robbinsويرى

."دتعملج يف ااته املؤسسة مبا يعزز صورهبا تفي ،لتزامات بعيدة األمدإبشكل األهداف العاملة به اجملتمعجتاهإلتزاما أخالقيا وإنسانيا وأدبيا تتحمله املؤسسات إ بأهنا Holmes كما عرفها

كمحاربة الفقر وحتسُت اخلدمات الصحية ،جتماعيةإلوذلك عن طريق املسامهة مبجموعة كبَتة من األنشطة ا ."ومكافحة التلوث وخلق فرص العمل وحل مشاكل اإلسكان وغَتها

International Organization for أصدرت املنظمة الدولية للمقاييس2010 ويف عام Standardization (ISO) املواصفة ISO 26000 اليت تتعلق باملسؤولية اإلجتماعية للشركات، وذلك

االجتماعية 3وحددت هذه املواصفة سبعة جماالت للمسؤولية. هبدف مساعدهتا على اإلسهام يف التنمية املستدامة :وهي



5

احلوكمة املوارد البشرية العاملُت البيئة العمليات العمالء اجملتمع

وبُتن اجمللس اإلقتصادي واإلجتماعي اهلولندي على أن مسامهة الشركة يف رفاهية اجملتمع يشمل حتقيق البعد اإلقتصادي، البعد اإلجتماعي، البعد البيئي، وال بد من دمج املسؤولية : القيمة يف ثالثة جماالت وهي

. اإلجتماعية يف رسالة ورؤية وفلسفة الشركة وثقافتها :4 وبينت إحدى الدراسات أنه يقع على عاتق الشركات القيام بنوعُت من األداء

يتمثل يف جمموعة األنشطة األساسية للشركة، واليت يًتتب عليها إعداد جمموعة من : األداء اإلقتصادي .التقارير املالية من خالل نظام احملاسبة املالية التقليدية، واليت توضح النتائج املالية ألوجه النشاط املختلفة

يتمثل يف جمموعة األنشطة اليت تقوم هبا الشركة وفاًء ملسؤولياهتا االجتماعية، واليت : األداء اإلجتماعي يًتتب عليها إعداد جمموعة من التقارير املالية أو الكمية أو الوصفية اإلجتماعية، من خالل نظام احملاسبة

.عن األداء االجتماعيغناء وتوسيع مفهوم املسؤولية إ وبه كانت هناك نقلة نوعية يف ،وقد جاء التعريف األكثر مشوال

ة بأن تضع نصب عينيها خالل ألتزام املنشإ ":أهنا حيث يرى Carroll لــــــجتماعية يف إطار البحوث الرائدة إلا بطريقة تضمن ،جتماعي اخلارجيإل اآلثار والنتائج املترتبة عن هذه القرارات على النظام ا،عملية صنع القرارات

.جتماعية املترتبة عن هذه القراراتإلقتصادية املطلوبة والفوائد اإلإجياد توازن بُت خمتلف األرباح ا

:التطور التاريخي للمسؤولية اإلجتماعية - 2سؤولية اإلجتماعية مع نشأة اجملتمعات وتطورت مع تطور احلضارات، ومع ظهور األديان امل ظهرت

ترسخت املفاهيم اإلجتماعية، فجاء اإلسالم لَتكز على التكافل اإلجتماعي من خالل إقرار جمموعة من أشكال .العطاء الديٍت مثل الوقف والزكاة والصدقات

بدء ظهور فكرة املسؤولية اإلجتماعية بعد الثورة الصناعية، وذلك نظرا ملا عاشته تلك الفًتة من تطورات بفضل اإلخًتاعات العلمية، ما أدى إىل تعظيم األرباح وذلك بإستنزاف كل من املوارد الطبيعية والبشرية من

تشغيل لألطفال والنساء لساعات طويلة وبأجور متدنية، املهم لدى املؤسسة إنتاج سلع وخدمات وحتقيق أرباح



6

ظهر اإلهتمام باملسؤولية اإلجتماعية بظهور النقابات، حيث كانت البداية بتحقيق الرعاية الصحية . للمالكُت ...والتأمُت، التقليل يف ساعات العمل، مث زاد اإلهتمام إىل أن وصل إىل البيئة، الزبائن، املنافسُت

كما ظهرت مؤشرات أمهية األداء اإلجتماعي تبنت العديد من املؤسسات هذه الفكرة، مث أخذت هذه . 5املؤشرات صفة اإللزام لإلستمرار والبقاء فلم يعد هناك خيار أمام املؤسسات سوى اإللتزام

: عناصر المسؤولية اإلجتماعية - 3

، فمكانة (...اإلدارة العامة، احلكومة، اجملتمع، البيئة)تعمل املؤسسة على حتقيق أهداف أصحاب املصاحل أصحاب املصاحل ختتلف وفقا لتأثَتها على املؤسسة أو البيئة أو الزمن، كما قام الباحثون بتحديد العناصر املكونة

:للمسؤولية اإلجتماعية، وختتلف هذه العناصر يف ترتيبها وفقا للجدول املوايل

التوقعات العناصر . األشخاص مرونة اإلدارة العامة

للمؤسسة العامة السياسة يف العمالية النقابات عضوية . جتماعيإلا التماسك و األفراد حتفيز .

. اإلدارية القرارات يف تساقإلا اإلدارة الوسطى اهلرمي التسلسل حترامإ . اإلدارة يف املشاركة .

. األجور جاذبية العمال العمل شروط . العمال تطوير . التكوين .

. النقابية احلريات حترامإ ممثلي األفراد للمؤسسة العامة السياسة يف العاملُت مشاركة .

. التنافسية غَت املمارسات مكافحة و العقد حترامإ املوردون األجل طويلة العالقات و الثقة . املشًتيات، الوقت، النقل: التكامل مع نظام اإلنتاج... اجلودة نظام مع التكامل . والبيئية جتماعيةإلا السياسات .



7

. األسعار (املستهلكُت)الزبائن البيع بعد ما خدمات/املنتج نوعية/بتكارإلا . باملنتج مرتبطة صحية و بيئية أخطار . (. البيئية و جتماعيةإلا)القوانُت حترامإ (. اجلودة)املنتج شهادة...

البنوك التأمينات املستثمرين

األسهم قيم . (. احلوكمة )اإلدارة شفافية و فعالية املعلومات شفافية . قانونية مسؤولية . (. الداخلي األمن،التلوث)بالنشاط مرتبطة أخطار

.الًتيهة و العادلة املنافسة املنافسون األمينة و الصادقة املعلومات

. جديدة عمل فرص خلق اجملتمع جتماعيةإلا األنشطة دعم . التقاليد و العادات حترامإ . التعامل يف الصدق .

. للموارد العادل و األمثل ستخدامإلا البيئة البيئة على احملافظة .

. القوانُت و بالتشريعات لتزامإلا احلكومة جتماعيةإلا املشاكل حل يف املسامهة . بالتوظيف الفرص تكافؤ حترامإ .

. املستهلك محاية مجعيات مع اجليد التعامل مجاعات الضغط اإلجتماعي العمالية النقابات دور حترامإ . الصحافة مع الصادق التعامل .

جملة ،"األعمال ملنظمات جتماعيةإلا املسؤولية "،حمسن مهدي صاحل ،الغاليب منصور حمسن طاهر:املصدر .82: ، ص 1997، 2عدد ،11 جملد ، املعاصرة البحوث

:أبعاد المسؤولية اإلجتماعية - 4



8

: 6 إن للمسؤولية اإلجتماعية للمؤسسة أربعة أبعاد مرتبطة فيما بينها وهي كما يلي سلع تنتج أن جيب اجملتمع، يف أساسية قتصاديةإ وحدة املؤسسة مبا أن :قتصادية إلا املسؤولية

. الربح حتقيق مع اجملتمع من مطلوبة وخدمات على جيب ،تنظيمي إطار يف املوحدة والتشريعات القانونية لتزاماتإلاوتتمثل يف :القانونية املسؤولية

. به والتقيد حترامهإ املؤسسة كالدعم ،املؤسسة من عليها احلصول اجملتمع يرغب اليت واملزايا املنافع وهي :التطوعية املسؤولية

.اخل....اخلَتية واألنشطة احمللي اجملتمع ملشاريع املقدم يف كأعضاء ولكن ،قانوين إطار يف املوحدة غَت األنشطةو السلوك جمموعة من :األخالقية املسؤولية

.هباالقيام املؤسسة من ننتظر اجملتمع

:حوكمة الشركات - ثانيا

واإلجتماعية قتصاديةاإل العوامل من للعديد نتيجة ،املاضية القليلة السنوات يف بقوة احلوكمة مفهوم ظهر ما بكل واإلنضباط والسيطرة احلكم من مستمد مصطلح واحلوكمة. املفهوم هذا تطوير حنو تدفع اليت، والتنظيمية

.معٌت من الكلمة تعٍت تعٍت واليت ،الوكالة نظرية ظهور بعدبروز ال يف بدأت اليت احلديثة املفاهيم من الشركات حوكمة مفهوم يعترب

مشلأو أهم من وه ((corporate govemance الشركات حوكمة إن مصطلح .إدارهتا عن الشركة ملكية فصل يف باحلوكمة هتماماإل ادزدإ وقد، األخَتين العقدين خال العاملي ىاملستو على تنتشر أخذت اليت املصطلحات

واإلقتصادية واملالية واحملاسبية التنظيمية باجلوانب إلرتباطها ظران ،واملتقدمة الناشئة اإلقتصاديات معظم .والبيئية واإلجتماعية

:تعريف حوكمة الشركات - 1

العديد يف تداخله إىل لكذ ويرجع ،الشركات حلوكمة واحد تعريف على واحملللُت قتصاديُتاإل كافة يتفق ال .ككل اجملتمع على يؤثر الذي األمر وهو، للشركات واإلجتماعية واملالية واإلقتصادية التنظيمية األمور من

الشركة إدارة يتم طريقه عن الذي، املالية وغَت املالية للرقابة متكامل نظام : تعرف حوكمة الشركات على أهنا .عليها والرقابة

أجل من الشركة تتبعها اليت ،والسياسات راراتوالق النظم من جمموعة عن عبارةعلى أهنا احلوكمة تعرف .7الشركة أهداف حتقيق على والقادرة الفعالة األساليب إختيار يف ،والتميز اجلودة حتقيق



9

يف القرارات إختاذ كيفية حتدد اليت السوق وممارسات القواعد يتضمن واسع تعبَت : كما تعرف بأهنا تلك ورؤساء مديرو هلا خيضع اليت املساءلة ومدى ،فيها القرار إختاذ عملية حتكم اليت والشفافية ،املنشآت .املسامهُت لصغار املقدمة واحلماية للمستثمرين عنها يفصحوا أن جيب اليت واملعلومات وموظفوها املنشآت

اإلدارة جملس بُت العالقات تأسيس على قومتو ،واإلدارة والرقابة الصالحيات ممارسة عرفت على أهنا 8.مؤسساتية أسس على العالقة ذات واألطراف، التنفيذية واإلدارة

:الحوكمة مفهوم ظهور عوامل- 2

:9 هناك العديد من العوامل اليت تسببت يف ظهور حوكمة الشركات من بُت أهم هذه األسباب إنفجار األزمة املالية األسيوية اليت كانت عبارة عن أزمة ثقة، إضافة إىل

فضيحة شركة إنرون وما تالها من سلسلة إكتشافات تالعب الشركات يف قوائمها املالية، هذا ما أظهر بشكل واضح أمهية حوكمة الشركات، حىت يف الدول اليت كان من املعتاد إعتبارها أسواق

. مالية قريبة من الكمال ممارسات الشركات متعددة اجلنسيات يف ظل العوملة، من خالل اإلندماج و اإلستحواذ هبدف

.السيطرة على األسواق املمكنة السبل بأكفأ ملواردها األمثل اإلستخدام على املنشآت تشجيع. األهداف تلك حتقيق ووسائل املنشأة أهداف بُت والتناسق التكامل لتحقيق عام إطار توفَت. ممارسة بأساليب املصلحة، وأصحاب املسؤولُت وعي زيادة سبل حتديد يف يساعد إطار توفَت

.املسؤولية وحتمل السلطة املسامهُت جلميع عادلة معاملة على احلصول ضمان . حتسُت يف واملسامهة ،الشركة جناح يف املصلحة أصحاب األطراف من وغَتهم العاملُت مسامهة

. الطويل املد يف أدائه املشاكل ومنع إكتشاف هناامكإي اليت الداخلية الرقابة إجراءات فعالية عدم. احلسابات ومراجعي القوانُت وضع على كالقائمُت أةللمنش ورقابتها اخلارجية األطراف ضعف.

:أهداف حوكمة الشركات - 3

:10هتدف حوكمة الشركات إىل مايلي األداء على والرقابة واإلدارة امللكية بُت الفصل. للشركات اإلقتصادية الكفاءة حتسُت.



10

ومتابعة األهداف تلك حتقيق ووسائل، الشركة أهداف خالله من تتحدد الذي اهليكل إجياد .األهداف

الطرفُت كال إىل الرقابة مسؤولية تتحول حبيث ،الشركات ألداء احلاكمة للقوانُت والتعديل املراجعة .للشركة العمومية اجلمعية يف ممثلُت واملسامهون للشركة اإلدارة جملس ومها ومسؤوليات اإلدارة جملس ومهام ،التنفيذيُت باملديرين اخلاصة واملسؤوليات املهام بُت اخللط عدم

.أعضائه الثقة درجة ورفع املساءلة وتعزيز العليا اإلدارة أداء تقييم. املشًتكة املصلحة ذوي األطراف جلميع النزيهة واملعاملة والشفافية العدالة. عوائدهم وتعظيم أغلبية أو أقلية كانوا سواء عامة بصفة املسامهُت حقوق محاية. الشركة مبصاحل واملتاجرة مشروعة، غَت مكاسب حتقيق من املتاحة السلطات إستغالل منع

.املصاحل وأصحاب واملسامهُت اإلستثمارات وجذب األموال تدفق تشجيع.

:الشركات حوكمة بتطبيق المعنيون- 4

:11هيو احلوكمة قواعد بتطبيق معنية فراأط أربعة كهنا المساهمون:

.جملس ختيارإو نتخابإب يقوموا الذين الشركة الكم هم املسامهون اإلدارة مجلس:

ينتخب هذا اجمللس من قبل املسامهُت، كما يقوم بوضع املدراء التنفيذيُت، ويهدف اجمللس حلماية حقوق املسامهُت . وتطبيق حوكمة الشركات يشكل صحيح

رةاإلدا: تقوم بتقدمي التقارير املتعلقة باألداء جمللس اإلدارة، تتمثل مهمتها يف تعظيم أرباح الشركة وزيادة قيمتها إضافة إىل

.مسؤوليتها يف اإلفصاح والشفافية، ومن خالل تطبيق مبادئ احلوكمة يتم حتقيق هذه األهداف بشكل فعال المصالح أصحاب

وتتمثل يف األطراف الداخلية واخلارجية كالدائنُت واملوردين والبنوك والعمال واملوظفُت، فتطبيق احلوكمة حيقق .العدالة بُت هذه األطراف

:مبادئ حوكمة الشركات - 5 مبادئ منظمة التعاون اإلقتصادي والتنمية في مجال حوكمة الشركات:



11

: هلذه املبادئ مخسة جماالت وهي 1999 يف اإلصدار األول سنة حقوق املسامهُت ؛ املعاملة املتكافئة للمسامهُت ؛ دور أصحاب املصاحل ؛ اإلفصاح والشفافية ؛ مسؤوليات جملس اإلدارة.

. واملتمثل يف توفَت األسس الآلزمة لتفعيل إطار حوكمة الشركات2004وقد دتت إضافة مبدأ جديد سنة مبادئ معهد التمويل الدولي في مجال حوكمة الشركات:

:دتثلت مبادئ حوكمة الشركات يف مخسة جماالت وهي محاية حقوق املسامهُت ؛ هيكل ومسؤوليات جملس اإلدارة ؛ احملاسبة واملراجعة ؛ الشفافية يف هيكل امللكية والرقابة ؛ 12البيئة التنظيمية.

:محددات الحوكمة - 6

.تشتمل احملددات على جمموعتُت حمددات داخلية وأخرى خارجية

المحددات الداخلية: العامة اجلمعية بُت، الشركة داخل السلطات وتوزيع القرارات ختاذإ كيفية حتدد اليت واألسس القواعد دتثل يفوت

التعارض تقليل إىل ىأخر ناحية من وتطبيقها ناحية من توافرها يؤدي واليت ،التنفيذيُت واملديرين اإلدارة وجملس :13األطراف الثالثة، وتشمل هذه احملددات مايلي هذه مصاحل بُت

ةالشرك داخل القرارات وشكل أسلوب حتدد اليت واألسس والتعليمات القواعد. التعارض ختفيف جلأ من ،التنفيذيُت واملديرين اإلدارة وجملس العامة اجلمعية بُت واملهام السلطات توزيع

. األطراف هذه مصاحل بُت دالت اإلستثمارمع ورفع خراتاملد تعبئة على العمل سوق وتعميق زيادة. املستثمرين وصغار األقلية حقوق ضمان على العمل . المحددات الخارجية:



12

ختتلف قد واليت ،والشركات املصارف هلاالخ من تعمل اليت البيئة هيو ،الدولة يف ستثمارلإل العام املناخ وتتمثل يف : 14وهي ى،ألخر دولة من أو آلخر مكان من

املالية باألسواق العمل تنظم اليت واللوائح القوانُت . على يشجع الذي املناسب بالشكل، للمشروعات زملآلا التمويل توفَت يضمن جيد مايل نظام

. الدولية واملنافسة اإلستمرار الشركات على الرقابة إحكام طريق عنلك وذ ،املال سوق هيئات مثل الرقابية واألجهزة اهليئات ءةكفا

.املنشورة واملعلومات البيانات مةالوس دقة من والتحقق ،واملصارف بالنواحي أعضائها إلتزام ضمان يف واملراجعُت، احملاسبُت مجعيات مثل احلكومية غَت املؤسسات دور

.ءةبكفا األسواق عمل تضمن واليت قيةالواألخ واملهنية السلوكية واليت ة،الشرك إدارة حسن تضمن اليت ،والقواعد القوانُت تنفيذ يضمن وجودها أن إىل احملددات هذه أمهية وترجع .اخلاص والعائد جتماعياإل العائد بُت التعارض من تقلل

:عالقة المسؤولية اإلجتماعية بحوكمة الشركات - ثالثا

La Théorie De L’agence: نظرية الوكالة -1

املقصود و، "Michael Jensen et William Meckling"نظرية الوكالة بفضل كل من برزت بإسناد املسامهُت قيام عند للمؤسسة بالنسبة احلال هو كما ،آخر لشخص مصاحله يسند شخصا أن بالوكالة

.املدراء إىل التسيَت مهامتعمل هذه النظرية على تفسَت العالقة بُت املسَتين واملسامهُت يف إطار حوكمة املؤسسات، كما تشمل هذه

.15النظرية أصحاب املصاحل املتعاملُت مع املؤسسة، مما هلم من قدرات يف التأثَت على القرارات اإلسًتاتيجية

أجل من القانوين، اإلطار جانب إىل للحوكمة نظام وضع أو وكالة عقود صياغةل ملحةحاجة هناككما أنه إستثمار يف عنهم بالنيابة املالية املؤسسات يوكلون الذين، املباشرين غَت املالك أو املالك من األقليات مصاحل محاية

.املسامهة الشركات يف أمواهلم

Stakeholders: نظرية أصحاب المصالح -2 وفقا هلذه النظرية تعترب املؤسسة نتيجة لعالقات خمتلفة بُت جمموع أصحاب املصاحل، املتمثلُت يف املسامهُت

أصحاب جتاهإ مسؤولية تصبح اجملتمع جتاهإ واملسؤولية ،املؤسسة وقرارات بنشاطات املشمولُت الفاعلُت جمموع. املصلحة



13

ال ميكن ولكن ،للمؤسسة جتماعيةإلوا قتصاديةإلا األهداف دمج هتدف نظرية أصحاب املصاحل إىل" للمؤسسة جتماعيةإلا املسؤولية "جديدة نظرية ظهرتوعليه ،املستدامة للتنمية الكلي املستوى على تطبيقها

. 16النفايات إدارة مثل البشرية اجملتمعات وإنتاجية ستمرارإ تضمن اليت األساسية السلع عتبارإلا بعُت تأخذ

إن من أهم املميزات اليت تتصف هبا حوكمة الشركات هي املسؤولية اإلجتماعية، تقوم احلوكمة بالعمل على جعل املؤسسات مسؤولة عن ممارسة املسؤولية اإلجتماعية واحملافظة على البيئة، ألن البقاء يف البيئة اإلقتصادية

.احلالية، يفرض على املؤسسات التأقلم مع التوجهات اإلجتماعية والبيئية يف أسواق جديدة وشديدة املنافسة

:الخاتمة

دورها التنموي الصعب على املؤسسات الكبَتة التغاضي عن من جتماعية إلنتشار مفهوم املسؤولية اجعل إفقط يف جمرد جتماعية ال تكمن إلوأمهية هذه املشاركة ا. اجملتمعجتماعية داخل إلوإحساسها باملسؤولية ا

حيث أصبحت املؤسسات مطالبة بتطبيق احلوكمة من أجل وإمنا أصبحت أمرا ضروريا ،الشعور باملسؤولية لكسب تعاطف حتقيق املسؤولية جتاه أصحاب املصاحل، وبالتايل اإللتزام باملسؤولية اإلجتماعية جتاه جمتمعاهتا

ونتيجة لذلك سعت العديد من املؤسسات يف إنشاء مؤسسات ، وبالتايل ضمان النجاح،حترامهإ واجملتمع اجملتمع ملساعدة الفئات املهمشة يف مل،األقل عمل خطة سنوية منظمة واضحة األهداف واملعا تنموية أو على .بشكل فعال وحماولة تنميتها

:الهوامش والمراجع

العلوم يف الدكتوراه شهادة لنيل أطروحة ،"واألخالق االقتصاد بين العالقة إشكالية" منصور، بن اهلل عبد - 1 241.ص ، 2008 تلمسان، جامعة اإلقتصادية،

2 - Bronchain p,Towards a Sustainable Corporate Social Responsibility,

European Foundation for the Improvement of Living and Working Condition,

Ireland, 2003, p:07. 3

- Moller K., and Erdal T, Corporate responsibility Towards society: A Local

Perspective, European Foundation for the Improvement of Living and Working

Condition, Ireland, 2003, p:19. 4 - Elasarg H. (2011) Corporate Social Responsibility Challenges and Prospects

for Development in Arab countries. Munich Personal RePEc Archive, June,

2011, p:05. :األعمال أخالقيات و ة اإلجتماعيةالمسؤولی" العامري، حمسن مهدي صاحل الغاليب، املنصور حمسن طاهر- 5

. 60 -55 ص ، 2008 الثانية، الطبعة للنشر، وائل دار ،"والمجتمع األعمال



14

6 - Joël Ernult, Arvind Ashta ; "Développement durable, Responsabilité Sociale

de L’entreprise, Théorie des Parties Prenantes : Evolution et Perspectives" ;

Cahiers du CEREN 21, 2007, P:18 , www.escdijon.com. رسالة ،الشركات حوكمة بقواعد لسطينيةفال العامة المساهمة الشركات إلتزام مدى ،مجيل حممد حبوش- 7

.26: ، ص2007، غزة، ميةالاإلس اجلامعة ة،منشور غَت ماجستَت حوكمة حول ولاأل العلمي املؤدتر يف عمل ورقة ،"اإلقتصادية التنمية في الشركات حوكمة دور ،مناورد حدا- 8

.05: ، ص2008، ايسور، جامعة دمشق يف املنعقد قتصادياإل اإلصالح يف ودورها الشركات9 على تطبيقية دراسة الحوكمة مبادئ تفعيل في الداخلية إدارات المراجعة ، دورإسحاق إبراهيم نسمان-

.22:، ص2009غزة، اإلسالمية، منشورة، اجلامعة غَت ماجستَت ، رسالةفلسطين في العاملة المصارف

فلسطين في المراجعة مهنة في التوقعات فجوة على الشركات حوكمة تطبيق تأثير مدىهاين خليل- 10 اإلسالمية، منشورة، اجلامعة غَت ماجستَت رسالة والمستثمرين، الخارجيين المراجعين آراء تحليلية دراسة(

.23:، ص2009غزة، ماجستَت رسالة، الماليةلألوراق فلسطين سوق اءةفك على هاأثرو الشركات حوكمة، شرفأ موسى أبو- 11 .29: ، ص2008، غزة ،ميةالاإلس اجلامعة ة،منشور غَت الشركات في منه والوقاية سادفال ظاهر مكافحة في دورها وتقييم الحوكمة قواعد ،فيصل الشواورة- 12

.128:، صالثاين العدد ،25رقم جملد دمشق جامعة جملة، ردنيةألا العامة المساهمة13

.07: حداد مناور، مرجع سابق، ص- 14

.26: ، مرجع سابق، صشرفأ موسى أبو- 15

80 .ص ، 2006اجلزائر، والتوزيع، والنشر للطباعة الرشاد مكتبة املنظمات، حتليل عالل، بورحلة - والتوزيع، للنشر وائل دار ،"واألعمال اإلدارة" العامري، حمسن مهدي صاحل الغاليب، املنصور حمسن طاهر - 16

.90: ، ص2007 األوىل، الطبعة

المسؤولية الإجتماعية للمؤسسات الإقتصادية في ظل حوكمة...

Documents

Transcript of المسؤولية الإجتماعية للمؤسسات الإقتصادية في ظل حوكمة...