الملحد وزعمه الجائر أن الخالق لا يستحق العبادة تعالى...

21
ق لا لخال ئر أن ا لجا ملحد وزعمه ا ال عما لعبادة تعالى يستحق ا لظالمون يقول ا.ربيع أحمد د

Transcript of الملحد وزعمه الجائر أن الخالق لا يستحق العبادة تعالى...

Page 1: الملحد وزعمه الجائر أن الخالق لا يستحق العبادة تعالى الله عما يقول الظالمون

الملحد وزعمه الجائر أن الخالق لا

يستحق العبادة تعالى هللا عما

يقول الظالمون

د.ربيع أحمد

Page 2: الملحد وزعمه الجائر أن الخالق لا يستحق العبادة تعالى الله عما يقول الظالمون

احلمد هلل رب العاملني ، والصالة والسالم على خامت املرسلني وعلى أصحابه الغر امليامني ، و على من أتبعهم بإحسان إىل يوم الدين وبعد :

فقد انتشر يف عصرنا مرض اإلحلاد ، وهو أحد األمراض الفكرية الفتاكة إذ يفتك باإلميان و يعمي احلواس و جتد املريض جيادل يف البديهيات و جيمع بني النقيضني ويفرق بني املتماثلني ،عن أدلة وجود اخلالق الرمحن

.،وجيعل من الظن علما و من العلم جهال و من احلق باطال و من الباطل حقا

ومن عوامل انتشار هذا املرض اجلهل بالدين و ضعف العقيدة واليقني واالسرتسال يف الوساوس الكفرية هات أهل اإلحلاد دون أن يكون لدى اإلنسان علم شرعي مؤصل .والسماع والقراءة لشب

،ورغم ضعفها و بطالهنا إال أهنا قد أقوال بال دليل وادعاءات بال مستندما هي إال وشبهات أهل اإلحلاد تؤثر يف بعض املسلمني لقلة العلم وازدياد اجلهل بالدين ولذلك كان البد من كشف شبهات ومغالطات

إلحلاد شبهة تلو األخرى و مغالطة تلو املغالطة ودعوى تلو الدعوى حىت ال ينخدع أحد ودعاوي أهل ا بكالمهم وشبههم .

ال يستحق –سبحانه وتعاىل –زعم املالحدة اجلائر بأن هللا - إن شاء هللا وقدر -و يف هذا املقال سنتناول . - تعاىل هللا عما يقول الظاملون - العبادة

Page 3: الملحد وزعمه الجائر أن الخالق لا يستحق العبادة تعالى الله عما يقول الظالمون

املالحدة اجلائرعرض زعم

أحدهم ويربر - تعاىل هللا عما يقول الظاملون - ال يستحق العبادة –سبحانه وتعاىل –زعم املالحدة أن هللا ي تأثري هللا علينا هو اخللق ،واخللق و، قيمة األشياء تتميز يف مقدار تأثريها علينا أنهذا الزعم اجلائر قائال :

عملية اخللق جيعلاهلدف غياب أي ،و سامي هدف يكون لهأن البد اخللق ألن؛ للعبادة اكافيسببا ليسينسف صفة الكمال واالكتفاء الذايت عند هللا، ويف حالة اهلدف يف حد ذاتهفيف حالة وجود هدف، و ،عبثية

؟ غياب أي هدف أو غاية للخلق فلماذا سنعبده

رمبا السبب أن هللا ... ذاهتا سبب كايف يدفعنا للعبادة وجالله يف حدرمبا عظمته : يف سفسطته قائالويستطرد ،وهذا فيه طلبه هذا جاء من كائن يف موقع قوة جتاه كائن آخر يف موقع ضعف ،و بنفسه طلب منا عبادته

ليفرض أحكامه علينا بل يلجأ للتهديد والرتغيب )قانونيا هذه جرمية ابتزاز( إيذائنايف ةقدر ال وة قو لل استغاللإلجبارنا على تنفيذ أوامره اليت ال نعرف سببا واضحا هلا أو غاية معينة بل إن ضررها يف أغلب األحيان أكثر

ة للوقت وتبذير للجهد.من فوائدها ملا تثريه من تبلد للفكر )ترديد نفس العبارات مرارا وتكرارا( وإضاع

نفي عنه صفة الكمال لثبات حاجتهومن مث هذا يلعبادتنا مث يفرتض هذا امللحد افرتاض خاطئ أن هللا حيتاجولو افرتضنا حنن حاجتنا لعبادته فإن تلك احلاجة تنفي التكليف الذي يفرضه علينا، مث يقول هذا امللحد :

وقبل الرد على هذه . ة مثل احلاجات اإلنسانية األخرى كاهلواء والغذاءألن العبادة حينها ستكون حاجة طبيعي .الدعاوي والتفاهات البد من بيان مفهوم العبادة

مفهوم العبادة

Page 4: الملحد وزعمه الجائر أن الخالق لا يستحق العبادة تعالى الله عما يقول الظالمون

العبادة هي حيث قال : ) –رمحه هللا –للعبادة العديد من التعريفات من أحسنها وأمجعها تعريف ابن تيمية وال واألعمال الباطنة والظاهرة. فالصالة والزكاة والص يام واحلج اسم جامع لكل ما بهح هللا ويرضاه من األق حيح

ي عن وصدق احلديث وأداء األمانة وبر الوالدين وصلة األرحام والوفاء بالعهود واألمر بالمعرحوف والن ه حسان للجار واليتيم واملسكني وابن السبيل واململوك من الدمي ني المحنكر و اجلهاد للكفار والمحنافقني واإل

والبهائم والدعاء والذكر والقراءة وأمثال ذلك من العبادة.

الدين لهح والصرب حلكمه والشكر لنعمه والر ضا وكذلك حب هللا ورسحوله وخشية هللا واإلنابة إليه وإخالص بقضائه والتوكل عليه والرجاء لرمحته واخلوف من عذابه وأمثال ذلك هي من العبادة هلل.

وما خلقتح ﴿ :خللق هلا كما قال هللا ت عاىل وذلك أن العبادة هلل هي الغاية احملبوبة لهح واملرضية لهح اليت خلق ا

. 1( وهبا أرسل مجيع الرسحل (56: الذاريات) ﴾ اجلن واإلنس إال لي عبحدحون

العبادة هي التوجه بالطاعة هلل امتثاال ألمره وقياما حبقه مع الشعور : ) -رمحه هللا –و يقول ابن باديس

بالضعف والذل أمام قوة وعز الربوبية وذلك يبعث على اخلوف املأمور به، ومع الشعور بالفقر واحلاجة أمام .2( غىن وفضل الربوبية وذلك يبعث على الرجاء املأمور به

العبادة ليست و من الناس من يتوهم أن العبادة مقصورة على الصالة والصوم والزكاة واحلج ،وهذا خطأ ف

مقصورة على مناسك التعبد املعروفة من صالة وصيام وزكاة وحج.. إخل, بل إن العبادة هي العبودية هلل وحده، والتلقي من هللا وحده يف كل أمور الدنيا والخرة، إهنا الصلة الدائمة هلل يف كل قول أو عمل أو

155 -5/154الفتاوى الكربى البن تيمية - 1 1/456آثار ابن باديس - 2

Page 5: الملحد وزعمه الجائر أن الخالق لا يستحق العبادة تعالى الله عما يقول الظالمون

تشمل "العبادة" احلياة، ويصبح اإلنسان عابدا يف شعور، فاإلنسان عابد هلل حيثما توجه إىل هللا، ومن مث .3 كل حني

1/136 على أمحد مدكورل مناهج الرتبية أسسها وتطبيقاهتا - 3

Page 6: الملحد وزعمه الجائر أن الخالق لا يستحق العبادة تعالى الله عما يقول الظالمون

وأفعاله هللا عز وجل مستحق للعبادة لذاته وصفاته

،والعبادة حق ألنه خالق الكون ومدبره ورب مجيع العوامل والكائنات؛ مستحق للعبادة - عز وجل -هللا

ومن ، 5وينهى، وللمالك أن يأمر ناومالك ناخالقو هللا ، 4على املخلوقهللا على مجيع خملوقاته حق اخلالق ينكر حق هللا على خلقه أعظم جرما وفرية ممن ينكر حق الوالدين على الولد ،وحق املدرس على تالميذه

وحق الوطن على أبنائه . النفوس جمبولة على إذ 6العلى مساء احلسىن والصفاتأليستحق العبادة لذاته مبا له من ا -عز وجل -هللا و

الكمال املطلق من مجيع الوجوه، الذي ال نقص فيه بوجه من له –عز وجل -و هللا ، حب الكماليستحق -تعاىل سبحانه و –هللا ،و 7 الوجوه، وذلك يوجب أن تكون العبادة له وحده عقال وشرعا وفطرة

. لذاته يستحق العبادة بل أيضا ال لكونه خلق اخللق فقط العبادة

وال ريب أن كمال العحبحودية تابع لكمال المحبة وكمال المحبة تابع : ) -رمحه هللا –ويقول ابن القيم توهم نقص أصال لكمال احملبوب يف نفسه وهللا سحبحانهح لهح الكمال المحطلق التام يف كل وجه الذي ال ي عرتيه

ها منهح ما دامت فطرها وعقوهلا سليمة وإذا كانت أحب ومن هذا شأنه فان القحلحوب ال يكون شيء أحب إلي ها فال حمالة أن حمبته توجب عبوديته وطاعته وتتبع مرضاته و استفراغ اجلهد يف الت عبد لهح واإلنابة األشياء إلي

والن هي والث واب والعقاب بواعث العحبحودية وأقواها حىت لو فرض جترده عن األمر أكملإليه وهذا الباعث .8( استفرغ الوسع واستخلص القلب للمعبود احلق

395حملمد قطب ص مذاهب فكرية معاصرة - 4 125 للرازي ص انظر شرح أمساء هللا احلسىن - 5 7/359للبقاعي نظم الدرر يف تناسب اليات والسور - 6 27ص تقي الدين املقريزيلجتريد التوحيد املفيد - 7 2/89البن القيم مفتاح دار السعادة - 8

Page 7: الملحد وزعمه الجائر أن الخالق لا يستحق العبادة تعالى الله عما يقول الظالمون

قل واإلحساس وغري ؛ ألنه املنعم علينا باحلياة و السمع والبصر والع يستحق العبادة -عز وجل -و هللا وبغض من وأعطاها وقد جبلت القلوب على حب من أحسن إليها ذلك من النعم اليت ال تعد و ال حتصى ،

. ازداد احلب خاصة إذا ما كان العطاء بال مقابلو اإلحسان وكلما ازداد العطاء ،ومنعها ها أساء إلي

.9 كاحلياة والفهم والسمع والبصر أجناس النعموالعبادة نوع من اخلضوع ال يستحقه إال املنعم بأعلى

10والعبادة غاية التعظيم، والعقل يشهد بأن غاية التعظيم ال يليق إال مبن صدر عنه غاية اإلنعام واإلحسان

ويصرف عنه ، واملرض ويدفع عنه الضروالرزق النفع لإلنسانجيلب هو الذي –تعاىل سبحانه و –وهللا وهذه األمور ال يستطيعها إال من ملك السماوات واألرض وما ، وجييب املضطر إذا دعاه،و السوء الشر .11هو مصدر خري اإلنسان ونفعه ومنع الضرر عنه -تعاىل سبحانه و –اهلل ف بينهما

فمن اعتمد عليه القلب يف رزقه ونصره ونفعه وضره؛ خضع له وذل؛ : ) -رمحه هللا –ويقول ابن تيمية .12( وأحبه من هذه اجلهة وإن مل حيبه لذاته لكن قد يغلب عليه احلال حىت حيبه لذاتهوانقاد

13/96 البن سيده املخصص - 9

125 للرازي ص شرح أمساء هللا احلسىن - 10 8/126التفسري املنري للزحيلي - 11 1/35الفتاوى البن تيمية جمموع - 12

Page 8: الملحد وزعمه الجائر أن الخالق لا يستحق العبادة تعالى الله عما يقول الظالمون

فالذي ال يعبد هللا لذاته سبحانه 13كما يستحق العبادة لذاته يستحقها لنعمه -تعاىل سبحانه و –هللا و وعبادة لصفات الذات ألنه سبحانه يستحق العبادة لذاته، ؛ فعندنا عبادة للذات يعبده لنعمه وحاجته إليه

. 14يف معطياهتا، فمن مل يعبده لذاته عبده لنعمته

يف وجوب اختصاص اخلالق بالعبادة والتوكل عليه: فال يعمل إال له، وال ) : –رمحه هللا –ويقول ابن تيمية من غري يرجى إال هو، هو سبحانه الذي ابتدأك خبلقك واإلنعام عليك بنفس قدرته عليك ومشيئته ورمحته

؛ وما فعل بك ال يقدر عليه غريه. مث إذا احتجت إليه يف جلب رزق أو دفع ضرر: فهو سبب منك أصال .15 ( الذي يأيت بالرزق ال يأيت به غريه، وهو الذي يدفع الضرر ال يدفعه غريه

حمبة تنشأ : وكانت احملبة نوعني وإجاللهوملا كانت عبادته تعاىل تابعة حملبته : ) -رمحه هللا –و يقول ابن القيم عن األنعام واإلحسان فتوجب شكرا وعبودية حبسب كماهلا ونقصاهنا وحمبة تنشأ عن مجال احملبوب وكماله

.16 ( فتوجب عبودية وطاعة أكمل من األوىل كان الباعث على الطاعة والعبودية ال خيرج عن هذين النوعني

.17أن هللا ربه وخالقه وأنه مفتقر إليه، حمتاج إليه عرف العبودية املتعلقة بربوبية هللا اإلنساناعرتف ذاإو

6/366للبقاعي تناسب اليات والسور نظم الدرر يف - 13 13/8083تفسري الشعراوي - 14 1/37الفتاوى البن تيمية جمموع - 15 2/89البن القيم مفتاح دار السعادة - 16 5/160الفتاوى الكربى البن تيمية انظر - 17

Page 9: الملحد وزعمه الجائر أن الخالق لا يستحق العبادة تعالى الله عما يقول الظالمون

ال نفس البش رية حاج ة ذاتي ة إىل إل ه تعب ده و معب ود تتعل ق عن د،و ملعب ود مع نيوالناس مفطورون على التعبد جت دها اذ ذت معب ودات تتج ه مجي ع األم م ال يت درس العلم اء تارخيه ا ،و به وتسعى إليه، وتعمل على مرضاته

. إليها وتقدسها مما يدل على وجود اجتاه فطري إىل أن يكون هناك إله معبود

بس بب وج ود م ؤثرات جتعل ه ينح رف ع ن تع اىل س بحانه هللا اإلله املعبود حبق وه و إذا مل يهتد اإلنسان إىل و ، وذل ك كم ن اس تبد ب ه العب ادة هنمت ه إىل ذل كفإن ه يحعب د نفس ه ألي معب ود آخ ر ليش بع يف الفطرة السليمة

يناس به فإن ه يتن اول ك ل م ا ميك ن أكل ه ول و ك ان خبيث ا ليس د ب ه اجل وع فإن ه إذا مل جي د الطع ام الطي ب ال ذي . جوعته

Page 10: الملحد وزعمه الجائر أن الخالق لا يستحق العبادة تعالى الله عما يقول الظالمون

ملاذا نعبد هللا ؟

ألنه خالقنا ومالكنا ،ومن حق اخلالق أن يعبد .؛ نعبد هللا

يا أي ها الناسح اعبح دحوا ربكح مح ال ذي خلقكح م قال تعاىل : ﴿نعبد هللا ؛ ألنه خالقنا ومالكنا وقد أمرنا بعبادته و وإذا طل ب من ك مل ك م ن مل وك ال دنيا فع ل ش يء ( 21) البق رة : ﴾ لعلكح م ت ت قح ون والذين م ن ق بلكحم

وإذا طلب منك رئيس من رؤساء الدول فعل شيء فهل ستتأخر عن ذلك ؟!! فهل ستتأخر عن ذلك ؟!! وإذا طلب منك أحد الوزراء فعل شيء فهل ستتأخر عن ذلك ؟!! وهللا أحق أن تطيعه.

ث ى وهح نعبد هللا ؛ ألن يف عبادته السعادة يف الدنيا والخرة و و قال تعاىل : ﴿ من عمل صاحلا م ن ذك ر أو أحن

ق ال تع اىل : ﴿ و ، (97)النحل:محؤمن ف لنححيي نهح حياة طي بة ولنجزي ن هحم أجرهحم بأحسن ما كانحوا ي عملحون ﴾ ض نكا وحنشح رحهح ي وم القيام ة فم ن ات ب ع هح داي ف ال يض ل وال يش قى وم ن أع رض ع ن ذك ري ف إن ل هح معيش ة

وع د ااح ال ذين آمنح وا م نكحم وعملح وا الص احلات ق ال تع اىل : ﴿ و، ( 124-123) ط ه : ﴾ أعم ى هحمح الذي ارتضى هلحم وليحب د لن هحم م ن ليستخلفن هحم يف األرض كما استخلف الذين من ق بلهم وليحمك نن هلحم دين

( 55الفاس قحون ﴾ ) الن ور : ب عد خوفهم أمنا ي عبحدحونن ال يحشركحون ب شيئا ومن كفر ب عد ذلك فأحولئك هح مح وا ولو أن أهل القح رى آمنح وا وات ق وا لفتحن ا عل يهم ب رك ات م ن الس ماء واألرض ول كن ك ذبح قال تعاىل : ﴿،و

( 96مبا كانحوا يكسبحون ﴾ ) األعراف : فأخذناهحم

Page 11: الملحد وزعمه الجائر أن الخالق لا يستحق العبادة تعالى الله عما يقول الظالمون

لك ان خ ريا هلح م وأش د أن هح م ف علح وا م ا يحوعظح ون ب ه ول و ﴿ ق ال تع اىل : نعبد هللا ؛ ألن يف عبادته اخلري لن ا و إن هللا س بحانه مل ي أمر العب اد مب ا أم رهم ب ه » قت ادة و غ ريه م ن الس لف : وق ال ( 66) النس اء : ﴾ت ثبيت ا

.18«فسادهم حلاجته إليه، وال هناهم عنه خبال منه ، بل أمرهم مبا فيه صالحهم، وهناهم عما فيه

﴿ قال تعاىل : نعبد هللا ؛ ألنه يستحق العبادة لذاته فهو كامل يف أمسائه وكامل يف صفاته وكامل يف أفعاله و

.( 60) النحل : ﴾ وا المثلح األعلى وهحو العزيزح احلكيمح ألنه املنعم علينا بأجل النعم فقد خلقنا يف أحسن تقومي وفضلنا على كثري مما خلق ، و سخر لنا نعبد هللا ؛ و

ما يف األرض ورزقنا من الطيبات ووهب لنا السمع والبصر والفؤاد وغري ذلك من النعم اليت ال تعد وال تعاىل ،وقال ( 18النحل : ﴾ ) اا لغفحور رحيم إن ت عحدوا نعمة اا ال حتحصحوها وإن تعاىل : ﴿ قال حتصى

( 53) النحل : ﴾ هللا فمن من نعمة وما بكحم ﴿: ،و الواحد من( 19﴾ ) العلق : واسجحد واق رتب قال تعاىل : ﴿ وقربه منا ؛ لنفوز مبرضاته وحبه نعبد هللا و

فهوملك امللوك -تعاىل سبحانه و –هللا و ،الناس حيب أن يفعل األمر الذي حيبه ملك من ملوك الدنيا . حيبه ما نفعل بأن أحق

أثناء ،وجيد املرء ال تضاهى بلذات الدنيالذة مع استشعار مناجاته وقربه نعبد هللا ؛ ألن يف عبادة هللا و

احملب يتلذذ خبدمة ،و حالوة ما بعدها حالوةراحة ما بعدها راحة و و أنسا وسعادة وانشراحا ممارسته العبادة .19طاعته، وكلما كانت احملبة أقوى كانت لذة الطاعة واخلدمة أكمل يفحمبوبه وتصرفه

255ص البن تيمية قاعدة يف احملبة - 18

321طريق اهلجرتني البن القيم ص - 19

Page 12: الملحد وزعمه الجائر أن الخالق لا يستحق العبادة تعالى الله عما يقول الظالمون

نظرات يف كالم ملحد

. اخلبيثةيف مواقعهم كتبه أحد املالحدة بعض ما الرد على يف هذه اجلزئية سنتناول بإذن هللا

،و تأثري هللا علينا هو اخللق ،واخللق ليس سببا قيمة األشياء تتميز يف مقدار تأثريها علينا يقول امللحد : ) تأثري هللا علينا حق أريد به باطل ،وقوله : قيمة األشياء تتميز يف مقدار تأثريها علينا: (،و قوله للعبادة اكافي

وهذا من الظلم واجلور ،وليس من العدل ،وقصرها على اخللق فيه غض الطرف عن مجيع آثار هللا هو اخللق .واإلنصاف

هللك الكون فالكون مهال ،ولو خلق هللا الكون وتركه وحتصى والواقع واملشاهد أن آثار هللا أكرب من أن تعد . بالعبادةتستوجب استحقاق هللا ،وهذه نعمة حيتاج للخالق كي يظل قائما فالبد من عناية هللا بالكون

مما يوجب وحكمته هبذه السعة وهذا اإلحكام والتناسق لدليل على عظمة هللا وكمالهوخلق هللا الكون .استحقاقه بالعبادة

و خلق هللا لإلنسان بعد أن مل يكن شيئا ووهب احلياة له ما هو إال فضل و جود وكرم من هللا لإلنسان .ستوجب استحقاق هللا بالعبادة ي

. تستوجب استحقاق هللا بالعبادةو كل هذه نعم ،وهللا هو الذي يرزقنا و جيلب لنا اخلري و يدفع عنا الضر

Page 13: الملحد وزعمه الجائر أن الخالق لا يستحق العبادة تعالى الله عما يقول الظالمون

. تستوجب استحقاق هللا بالعبادةوهللا هو الذي سخر لنا ما يف األرض مجيعا ،وهذه نعمة

تستوجب والكالم واحلركة ،و كل هذه نعم وهللا هو الذي وهبنا السمع والبصر والفؤاد والتذوق والعقل . استحقاق هللا بالعبادة

وهللا هو الذي خلق لنا النبات واحليوان والطيور واألمساك لنستمتع ولنتمتع ولننتفع هبا ،و كل هذه نعم . تستوجب استحقاق هللا بالعبادة

تستوجب وهللا هو الذي يطعمنا ويسقينا و إذا مرضنا يشفينا ،وجييب املضطر إذا دعاه و كل هذه نعم . استحقاق هللا بالعبادة

و ود حلق اخلالق على املخلوق وهذا من الظلم واجلورجحفيه للعبادة اكافيواخللق ليس سببا : امللحد وقول وحق الوطن على أبنائه. الولد،وحق املدرس على تالميذهأعظم جرما وفرية ممن ينكر حق الوالدين على

عملية اخللق اهلدف جيعلغياب أي سامي ،و هدف يكون لهأن البد اخللق ويقول امللحد هداه هللا : )ينسف صفة الكمال واالكتفاء الذايت عند هللا، ويف حالة اهلدف يف حد ذاتهفيف حالة وجود هدف، ،و عبثية

غياب سامي ،و هدف يكون لهأن البد اخللق: ( وقوله ؟ أو غاية للخلق فلماذا سنعبده غياب أي هدف

Page 14: الملحد وزعمه الجائر أن الخالق لا يستحق العبادة تعالى الله عما يقول الظالمون

حق أريد به باطل ،وحنن نعتقد أن هللا ال يفعل شيء إال حلكمة عرفها من عملية اخللق عبثية اهلدف جيعلأي فعقولنا قاصرة وعلمنا ،وليس معىن عدم معرفتنا للحكمة من شيء أال حكمة فيه عرفها وجهلها من جهلها

حمدود والعلم يكشف لنا كل يوم أشياء كنا جنهلها فيما سبق .

ينسف صفة الكمال واالكتفاء الذايت عند هللا اهلدف يف حد ذاتهفيف حالة وجود هدف، و : امللحد وقولمن عمل وغاية فوجود هدف ، وأي إدعاء بال دليل فهو باطل مرفوض دعاء بال دليل إ ،هذا سفسطة و

هدف من عمل الشيء شيء مذموم ال حممود ينفي عن الفاعل العبثية وعدم الغائية وعدم وجود الشيء .،واخلالق منزه عن النقص والذم

تحبدئ السلوك وتوجهه احلي و ،وهو قوى حمركة تبعث النشاط يف الكائن ولعل امللحد قصد باهلدف الدافع يف الكائن يدفعه إىل عمل معني، واالستمرار أي عمل داخلي أو الدافع هو 20حنو هدف أو أهداف معينة

شعور عن حالة من التوتر يصحبه ينشأ فالدافع 21يف هذا العمل مدة معينة من الزمن حىت يشبع هذا الدافع الفردالنقص لدى أو احلاجةنتيجة إلشباع أو وجه السلوك باجتاه حتقيق هدفليحاجة معينة أو الفرد بنقص

.

أي الدافع دفعه إىل الظهورتو أو حاجة قوية حتركه وراء كل سلوك يصدر عن الكائن احلي دافع قوي حيركهو احلاجة إرضاء حماولة إىل هيدفع التوتر من نوع ذلك عن ينتجف ما يءلش احلي الكائن افتقاد ينشأ نتيجة

.فهو القيوم وواجب الوجود لذاته هللا عز وجل ال يوصف بذلك و، املفتقدة

27ص عثمان جنايت حملمد القرآن وعلم النفس - 20

798ص ألمحد زكي صاحل علم النفس الرتبوي - 21

Page 15: الملحد وزعمه الجائر أن الخالق لا يستحق العبادة تعالى الله عما يقول الظالمون

. كامل يف ذاته و صفاتهواجب الوجود لذاته و فهو مل خيلق اخللق ليحقق كماال ما –عز وجل -هللا و

-هللا و، مل خيلق اخللق ليشبع حاجة ما فهو قيوم قائم بنفسه مستغن بنفسه عن غريه –عز وجل -هللا و ال حيتاج لشيء بل اخللق حيتاجون إليه . –عز وجل

،واحلكم ة م ن اخلل ق أن ،ول يس ل ه حاج ة م ن اخلل ق م ن اخلل ق وه دف ل ه حكم ة وغاي ة ع ز وج ل -و هللا ن س إال لي عبح دحون ﴿ نعب ده ق ال تع اىل : و يف عبادت ه س بحانه (56: ال ذاريات) ﴾ وم ا خلق تح اجل ن واإل

صالحنا و سعادتنا يف الدنيا و الخرة وحنن الذين حنتاج عبادته ،وحن ن م ن ننتف ع بعبادت ه ف أمره لن ا بالعب ادة من حبه لنا ،ومن فضله وكرمه علينا

خلقنا لنعبده باختيارنا تشريفا لنا و متييزا لنا عن كثري من خلقه سبحانه . -عز وجل –و هللا

.خلقنا لنعبده ؛ ألنه حيب أن يرى امتثالنا و طاعتنا له سبحانه -عز وجل –و هللا

بالسعادة -إذا عبدناه وحده وأطعناه -خلقنا لنعبده باختيارنا لينعم علينا يف الخرة -عز وجل –و هللا األبدية ،وذلك كرم منه و فضل .

ندعي أنه حيتاج عبادتنا ،وهو الحيتاج لغريه ؟!!وكون هللا هو اخلالق فهذا يقطع بعدم احتياجه لغريه فكيف

Page 16: الملحد وزعمه الجائر أن الخالق لا يستحق العبادة تعالى الله عما يقول الظالمون

ألن ه تع اىل غ ن ؛ م ا كل ف املكلف ني ليج ر إىل نفس ه منفع ة أو لي دفع ع ن نفس ه مض رة -ع ز وج ل –و هللا د لذات ه يف ج و على اإلطالق فيمتنع يف حقه جر املنفعة ودف ع املض رة، ألن ه واج ب الوج ود لذات ه وواج ب الو

أيض ا فالق ادر عل ى خل ق الس موات واألرض والش مس والقم ر يك ون غني ا عل ى اإلط الق ومجي ع ص فاته « عم رو»وص يام « زي د »والنجوم والعرش والكرسي والعناصر األربع ة واملوالي د الثالث ة ممتن ع أن ينتف ع بص الة

.22وأن يستضر بعدم صالة هذا وعدم صيام ذلك

–واجلواب نقطع بأن أي فعل هلل ؟ هدف أو غاية للخلق فلماذا سنعبدهويف حالة غياب أي : امللحد وقولفهو احلكيم يف أفعاله ،ودقة الكون وتناسقه ووضع كل شيء يف الكون يف موضعه له غاية وحكمة -عز وجل

.حكمته علم هللا وقدرته و دليل على

مل نعلم والعبادة سواء علمنا الغاية من اخللق أوجمرد خلق هللا لنا ،وإنعامه علينا باحلياة فهذه نعمة تستوجب ال أعبد هللا رغم أنه خلقن ؛ ألين ال أعرف الغاية من خلقي كمن يقول ال أطيع والدي رغم أين ومن يقول ،

أعرف أنه والدي ؛ ألنه مل يبني يل ملاذا أجنبن ؟

سواء علمنا هذا يستوجب عبادته سبحانه وجمرد إنعام هللا علينا بأجل النعم كاحلياة والسمع والبصر والعقل فسواء ،وجمرد اتصاف هللا بصفات اجلالل والكمال فهذا يستوجب عبادته سبحانهالغاية من اخللق أو مل نعلم

،ومن رمحة هللا بنا أرسل لنا أنبياء ورسال ليعرفونا الغاية من اخللق و كيف علمنا الغاية من اخللق أو مل نعلم .نعبد اخلالق ؟

16/477اللباب يف تفسري الكتاب - 22

Page 17: الملحد وزعمه الجائر أن الخالق لا يستحق العبادة تعالى الله عما يقول الظالمون

حقا عظمة هللا وجالله وكماله ( رمبا عظمته وجالله يف حد ذاهتا سبب كايف يدفعنا للعبادة) : يقول امللحد ومجاله تستوجب استحقاق عبادة هللا لذاته .

طلبه هذا جاء من كائن يف موقع قوة جتاه ،و رمبا السبب أن هللا بنفسه طلب منا عبادته ويقول امللحد : )بل يلجأ ليفرض أحكامه علينا إيذائنايف ةقدر ال وة قو لل ،وهذا فيه استغالل كائن آخر يف موقع ضعف

يلجأ للتهديد والرتغيب )قانونيا هذه جرمية ابتزاز( إلجبارنا على للتهديد والرتغيب )قانونيا هذه جرمية ابتزاز(( وهذا سوء أدب وتشويه للحقائق بالسفسطة فما اليت ال نعرف سببا واضحا هلا أو غاية معينةتنفيذ أوامره

وهل أسلوب الرتهيب دليل على وهل أجربنا هللا على العبادة أم خرينا ؟ عالقة طلب العبادة باستغالل القوة ؟ .حب هللا لنا أم كرهه لنا ؟

حبه لنا كما أن الوالد الذي خياف على ولده من الرسوب يف االمتحان دليل على حتذير هللا لنا أن نعصيه وحيذره من الرسوب فيقول لولده : لو رسبت سأفعل بك وأفعل ،وكما أن األم اليت حتب أن يكون لباس ابنها

وهل هتديد احلكومة ملن سأفعل بك وأفعل نظيفا حتذره من اتساخ املالبس فتقول : لو اتسخت مالبسكالقانون شيء مذموم ؟ وهل هتديد األب البنه الذي ال يذاكر أنه سيعاقبه شيء مذموم ؟ ،وهل هتديد خيالف

رئيس العمل للموظف الذي خيطئ شيء مذموم ؟

.

Page 18: الملحد وزعمه الجائر أن الخالق لا يستحق العبادة تعالى الله عما يقول الظالمون

استعمال القوة فهل استعمال القوة لتقومي املعوج شيء مذموم ؟ أن أسلوب الرتهيب فيه ولو سلمنا جدال ؟ وهل عقاب األب البنه على خطأ ارتكبه شيء مذموم ؟ذموم هل تقومي احلكومة للمجرم شيء مو

سبحان رب هللا يأمرنا مبا فيه اخلري لنا و امللحد ال يريد اخلري ،وهللا يأمرنا مبا فيه الصالح لنا وامللحد ال يريد ) ﴾أن متيلحوا ميال عظيما ي تبعحون الشهوات أن ي تحوب عليكحم ويحريدح الذين وااح يحريدح ﴿ قال تعاىل : الصالح ( 27النساء :

( امللحد يعرتض على خالقه أنه إلجبارنا على تنفيذ أوامره اليت ال نعرف سببا واضحا هلاوقول امللحد : ) يأمره بشيء ال يعرف يأمره بأوامر ال يعرف الغاية منها لكنه ال يعرتض على من أعلى منه يف العمل عندما

الغاية منه ،وهل جيب على األعلى إذا أراد من األدىن منه أن يفعل شيء أن يبني له احلكمة من األمر ؟!

يف أغلب األحيان أكثر من فوائدها ملا تثريه من تبلد للفكر -يقصد الصالة –إن ضررها ويقول امللحد : )وهذا كالم خمالف للواقع فالصالة إذا ( وإضاعة للوقت وتبذير للجهد)ترديد نفس العبارات مرارا وتكرارا(

من ،ووكانت سببا يف زوال اهلموم وكانت راحة للنفس والبدن أديت كما ينبغي هنت عن الفحشاء واملنكر تزيد حركات الصالة ،و الركوع والسجود يف الصالة يقويان عضالت البطن والساقني والفخذين املعلوم أن

،وامللحد يكره ضياع جزء من الوقت بسبب الصالة خلالقه ، و اإلمساك تقلل من وبالتايلن نشاط األمعاء م كم ضيع وقته يف مداعبة زوجته أو ولده أو صديقه !!

Page 19: الملحد وزعمه الجائر أن الخالق لا يستحق العبادة تعالى الله عما يقول الظالمون

وامللحد يعيب تكرار نفس العبارات يف الصالة رغم أهنا كلمات طيبة والسؤال ما املانع من تكرار الكالم وهل تكرار تعبريك لزوجك باحلب أمر الطيب ؟ وهل تكرار الكالم الطيب يؤثر تأثريا سلبيا على اإلنسان ؟

؟ فيه وهل تكرار تعبريك ألمك باحلب أمر غري مرغوب غري مرغوب ؟

( والسؤال ما دليلك أن هللا حيتاج حاجة هللا لعبادتنا تنفي عنه صفة الكمال لثبات حاجته يقول امللحد : ) وامللحد رمبا ت وهم أن العبادة منا ؟ أال تعلم أن هللا عندنا واجب الوجود لذاته ؟ أال تعلم أن هللا عندنا قيوم ؟ و

مب ن عل ى مغالط ة أن ك ل أم ر ي أمر ب ه الس يد عب ده طلب هللا العبادة منا دليل على احتياجه هلا ،وهذا الفهم حيتاجه السيد من العبد ،وهذا ليس صحيحا فق د يك ون األم ر اختب ارا م ن الس يد لعب ده ،وق د يك ون األم ر

يكون األمر حملبة السيد أن يرى امتثال عب ده ل ه وطاعت ه ل ه ، تشريفا للعبد بفعل شيء جدير أن يفعله ، وقد وقد يأمر السيد عبده بشيء إذا فعله رفع منزلته عنده و أفاض عليه بعطايا عظيمة ، وهلل املثل األعلى .

ولو افرتضنا حنن حاجتنا لعبادته فإن تلك احلاجة تنفي التكليف الذي يفرضه علينا، ) يقول هذا امللحد : والكالم وهذا .( ألن العبادة حينها ستكون حاجة طبيعية مثل احلاجات اإلنسانية األخرى كاهلواء والغذاء

تشويه للحقائق بالسفسطة وأين الدليل الدال أن احلاجة تنفي التكليف ؟ وهل من موانع التكليف االحتياج ؟ ،ومل نقرأ يف أي شرع أو قانون أن احلاجة من النسيان واإلكراهاخلطأ و اجلهل و من موانع التكليف حنن نعلم أن

.،وما قولك يف حاجة املغتصب يف االغتصاب و حاجة السارق يف السرقة ؟!!موانع التكليف

الذى بنعمته تتم الصاحلات و احلمد هللهذا

Page 20: الملحد وزعمه الجائر أن الخالق لا يستحق العبادة تعالى الله عما يقول الظالمون

مراجع املقال :

آثار ابن باديس

التفسري املنري للزحيلي

الفتاوى الكربى البن تيمية

عثمان جنايت حملمد وعلم النفسالقرآن

اللباب يف تفسري الكتاب

البن سيده املخصص

تقي الدين املقريزيلجتريد التوحيد املفيد

تفسري الشعراوي

للرازي شرح أمساء هللا احلسىن

طريق اهلجرتني البن القيم

ألمحد زكي صاحل علم النفس الرتبوي

البن تيميةقاعدة يف احملبة

البن تيميةالفتاوى جمموع

حملمد قطب مذاهب فكرية معاصرة

Page 21: الملحد وزعمه الجائر أن الخالق لا يستحق العبادة تعالى الله عما يقول الظالمون

البن القيم مفتاح دار السعادة

على أمحد مدكورل مناهج الرتبية أسسها وتطبيقاهتا

للبقاعي نظم الدرر يف تناسب اليات والسور