التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

174
ﺍﻟﻴﻤﻴﻦ ﺯﺭﻭﺍﻃﻲ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ2008 - 1978

Transcript of التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

Page 1: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

اليمين زرواطي

التجربة الجزائريةفي مكافحة اإلرهاب

2008 - 1978

Page 2: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

التجربة اجلزائرية

يف مكافحة اإلرهاب

2008 – 1978

اليمني زرواطي

4102كتب، لندن -مطبوعات إي

Page 3: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

Algerian experience in counter-terrorism

By: Amine Zerouati

Copyright: The Author ‎

Published by E- Kutub.com

ISBN: 9781780581200

‎* * * * *‎

PUBLISHED BY:‎

e- kutub.com on www.e- kutub.com & Google Books ‎

‎ License Notes

This e- book is licensed for your personal enjoyment only. This e-

‎book may not be re- sold or given away to other people. If you

‎would like to share this book with another person, please purchase ‎an

additional copy for each person you share it with. If you're ‎reading

this book and did not purchase it, or it was not purchased for ‎your

use only, then you should return to e- kutub.com and purchase ‎your

own copy. Thank you for respecting the author's work. ‎

‎* * * * *‎

األولى األلكترونية الطبعة

.للمؤلف محفوظة الحقوق جميع

. ورق على الكتاب هذا من جزء أي طباعة تجوز ال األلكتروني، لإلستخدام فقط مرخصة

‎ ‎ .المصدر الى اإلشارة دون من االقتباس يجوز ال كما

محاولة وأي. به المرخص غير التداول ضد الدولية للمعايير وفقا محمية الطبعة هذه

‎ .القانونية المسؤولية الى صاحبها تعرض من دون إذن المؤلف النشر إعادة أو للنسخ

غوغل أو( كتب -إي) الناشر موقع غير اخرى وسيلة أي عبر نسخة على عثرت إذا

:الينا بالكتابة مشروعة غير نسخة بوجود اشعارنا نرجو بوكس،

[email protected]

ترسل ان يرجوك الناشر. بالدفع الكتروني إيصال على تحصل سوف الكتاب بشرائك

يفيد ما‎ ‎وهو شكر، رسالة منه تتلقى لكي التالي المؤلف عنوان الى االيصال من نسخة

‎:‎بيعت قد كتابه من نسخة بأن المؤلف ابالغ في أيضا

[email protected]

Page 4: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

اإلهداء

يا اإلرهاب منذ فجر التاريخ البشري وحتى اليوم، إلى كل ضحا

مرورا بكافة األجيال التي دفعت الثمن لحما ودما وماال

وعرضا، إلى كل الشعوب المستضعفة التي مورس في حقها

إرهاب الدولة، إلى كل ضحايا المؤسسات الرسمية الذين حاولوا

يس في الحفاظ على استقرار الدول واألمم، وبذلوا الغالي والنف

سبيل وقف اإلرهاب، إلى كل الناس، كل من قتلوا بال ذنب،

من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل " :يقول تعالى

نفسا بغير نفس أو فساد في األرض فكأنما قتل الناس جميعا

24: المائدة ،"كأنما أحيا الناس جميعاومن أحياها ف

Page 5: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

قدمةم

يا أيها »:٢١يقول هللا سبحانه وتعالى في سورة الحجرات اآلية

الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل

وقال عز « لتعارفوا إن أكرمكم عند هللا أتقاكم إن هللا عليم خبير

وإن طائفتان من »: من نفس السورة ٨ من قائل في اآلية

المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على األخرى

فقاتلوا التي تبغي حتى تفئ إلى أمر هللا فإن فاءت فأصلحوا

".نبينهما بالعدل وأقسطوا إن هللا يحب المقسطي

هذا الكتاب وهو كغيره من الكتب العلمية التي تناولت لحد

اهرة العنف واإلرهاب، ال يعدو كونه بداية بحثية الساعة ظ

موضوعية في ملف اإلرهاب ومكافحته، في الحالة الجزائرية

كدراسة، الكتاب ال يعبر بالضرورة عن موقف شخصي أكثر

من كونه تسليط للضوء على بعض جوانب ما حدث في الجزائر

.منذ فجر االستقالل وحتى اليوم

األول، إلى تحميل المسؤولية ألحد وال يهدف الكتاب في المقام

بعين ذاته وال إقصاء أحد من المسؤولية المشتركة في هذه الحالة

التاريخية، فالهم كان مشتركا بين معشر الجزائريين وكل ما

حدث قد مس كل مواطن بين الفريقين، الفارق في األمر أن نعي

اب ما حدث وقد يحدث، وأن نقرأ العبر ونحتكم إلى جادة الصو

من أجل بناء الدولة الحديثة على ركائز متينة باالحتكام إلى

.العقل والمنطق والعلم

Page 6: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

ويعتبر تناول مواضيع وقضايا اإلرهـاب ضرورة بحثية على

درجة قصوى من األهمية، على اعتبـار أنه في الواقع ظـاهرة

استثنائية، ونشـاط يمثل أبشع وأخطر صور المعـارضة للنظـام،

ـائمة، أو حتى لمجرد األفكـار والعقائد، حيث أن هذا السلطة الق

الداء المدمر والفتـاك يمتد إلى االعتداء على مختلف مظـاهر

التحضر اإلنسـاني، إنه باختصـار ظـاهرة متعدد المخـاطر ولديه

.آثـار فتـاكة بالمجتمع والنظـام

ويجب التأكيد هنا، على أن اإلرهاب ال يمكن دراسته كظـاهرة

تقلة، بل كوحدة مرتبطة بمجموعة من العوامل اإلجتماعية، مس

الثقافية اإلثـنية، السيـاسية واإلقتصـادية، ومن خالل جوانب

تقنيـة، فنيـة، تكيتيكية وإستراتيجية، حتى نتمكن من الوقوف

الموضوعـي الدقيق عند جوانبهـا األسـاسية وحتى نتمكن من

ليلهـا تحليال علميا دقيقا، ثم تحديد األدوات الجوهرية الكفيلة بتح

حتى نتمكن من بنـاء استراتيجية كفيلة بمحـاربتها أو مكافحتهـا،

القضـاء النهـائي عليها ومحو آثـارها، ثم وقـاية المجتمع البشري

.عمومـا والمجتمع الجزائري خصوصـا من عودتها إلى الظهور

Page 7: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

كلمة الباحث

يا أيها »:٢١الحجرات اآلية يقول هللا سبحانه وتعالى في سورة

الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل

وقال عز « لتعارفوا إن أكرمكم عند هللا أتقاكم إن هللا عليم خبير

وإن طائفتان من »: من نفس السورة ٨من قائل في اآلية

المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على األخرى

وا التي تبغي حتى تفئ إلى أمر هللا فإن فاءت فأصلحوا فقاتل

".بينهما بالعدل وأقسطوا إن هللا يحب المقسطين

هذه الدراسة الجامعية ال تعدو كونها بداية بحثية موضوعية في

ملف اإلرهاب ومكافحة اإلرهاب، وهي ال تعبر بالضرورة عن

موقف شخصي أكثر من أنها تسليط للضوء على بعض جوانب

ما جرى في الجزائر منذ مطلع اإلستقالل وحتى اليوم، ال تهدف

إلى تحميل المسؤولية ألحد بعين ذاته وال إقصاء أحد، كلنا

جزائريون وكل ما حدث قد مسنا على حد سواء، الفارق في

األمر أن نعي ما حدث وقد يحدث وأن نقرأ العبر ونحتكم إلى

على ركائز متينة جادة الصواب من أجل بناء الدولة الحديثة

.باإلحتكام إلى العقل والمنطق والعلم

Page 8: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

اإلطار المنهجي

المقدمة -٢

طرح اإلشكالية -١

أسباب اختيار الموضوع -۳

أهمية موضوع الدراسة -٤

هدف الدراسة -٥

تحديد المنهج وأدوات البحث -٦

تحديد المصطلحات -۷

Page 9: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

المقدمة -١

رهاب ضرورة بحثية على يشكل تناول مواضيع وقضايا اإل

درجة قصوى من األهمية، على اعتبار أنه في الواقع ظاهرة

استثنائية، ونشاط يمثل أبشع وأخطر صور المعارضة للنظام،

السلطة القائمة، أو حتى لمجرد األفكار والعقائد، حيث أن هذا

الداء المدمر والفتاك يمتد إلى اإلعتداء على مختلف مظاهر

ي، إنه باختصار ظاهرة متعدد المخاطر ولديه التحضر اإلنسان

.آثار فتاكة بالمجتمع والنظام

ينشأ اإلرهاب في ظل ظروف وبيئة متنوعة الخصائص

والصفات كالداء الذي ينخر جسد الدول والمجتمعات، فال عملية

استئصاله هي أمر ممكن بشكل جذري ونهائي طالما ظهرت في

بذلك حتى ولو حظيت ببعض مجتمع ما، كما أن محاوالت القيام

التوفيق ال تخلو من اإلنعكاسات السلبية في عمومها على

األفراد، المجتمعات، والدول، من ذلك الملفات التي تطرح على

المفقودين، حقوق اإلنسان، حرية )هامش موضوع اإلرهاب

التعبير والرأي، المشاركة السياسية، ناهيك عن الخسائر المادية،

التحتية، إضافة إلى الخسائر البشرية، التأثير على تدمير البنية

ومواضيع أخرى هي ( السياسة الخارجية والعالقات الدبلوماسية

بمثابة النتيجة الحتمية لظهور هذا المرض في المجتمع ولعملية

.مكافحته ومعالجة آثاره في ما بعد

Page 10: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

وعليه، فقد تناولنا في هذه الدراسة تحليل اإلرهاب والسبل

اتيجية الكفيلة بمكافحته والقضاء عليه من خالل خلفية اإلستر

منهجية دقيقة وبناء نظري وتطبيقي متكامل، يسمح لنا بالوقوف

عند الظاهرة ثم قراءة ما جاء حولها من تنظيرات وفي األخير

تحليلها بالمقارنة مع الواقع الميداني لها، حيث اشتمل اإلطار

هرة اإلرهابية بشكل عام، النظري على قراءة علمية موسعة للظا

ثم وقفة كرونولوجية شاملة للنشاط اإلرهابي في الجزائر، وفي

األخير تحليل منطقي للتجربة من خالل عرض أوجه التوفيق

واإلخفاق وأفق تطويرها مستقبال في اإلطارين الداخلي

.والخارجي

يجب التأكيد على أنه ال يمكن دراسة اإلرهاب كظاهرة مستقلة

ة مرتبطة بمجموعة من العوامل اإلجتماعية، الثقافية بل كوحد

اإلثنية، السياسية واإلقتصادية، ومن خالل جوانب تقنية، فنية،

تكيتيكية واستراتيجية، حتى نتمكن من الوقوف الموضوعي

الدقيق عند جوانبها األساسية وحتى نتمكن من تحديد األدوات

يقا، ثم حتى نتمكن من الجوهرية الكفيلة بتحليلها تحليال علميا دق

بناء استراتيجية كفيلة بمحاربتها أو مكافحتها، القضاء النهائي

عليها ومحو آثارها، ثم وقاية المجتمع البشري عموما والمجتمع

.الجزائري خصوصا من عودتها إلى الظهور

طرح اإلشكالية -٢

إن قيام الجماعات والتنظيمات المتطرفة، الراديكالية، أو

والدينية خصوصا في مجتمعات مسالمة محافظة المشتددة

ووسطية مثل الجزائر في فترة التسعينيات، لهو أمر مثير للجدل

Page 11: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

رغم ما يقال في موضوع إلغاء اإلنتخابات التي كان حزب

الجبهة اإلسالمية لإلنقاذ نجح فيها، لكن استمرار هذه الجماعات

رهاب وتطوير أساليبها المسلحة لدرجة الدخول في دوامة إ

دموي ارتفعت وتيرتها وال تزال، ثم تطوير األساليب

والتكتيكات وتطور العمل في شكل يكاد يكون إستراتيجيا شامال

.متكامال، كل هذا ليطرح التساؤل العميق ويدعو للقلق الكبير

لكننا في دراستنا هذه نؤكد، على أننا ال نتناول بالدراسة

وراء تنظيمه بهذا الشكل الخلفيات الحقيقية اإلرهاب ومن يقوم

األقرب إلى العمل اإلستراتيجي المحترف، بل سنخوض في هذه

األخيرة أي اإلستراتيجية التي ينتهجها هذا العدو العابر للحدود،

على اعتبار أن عمل الجماعات الدموية اإلرهابية يشتمل على

معايير تقييم استراتيجية واضحة وأكيدة، بدليل التنظيم المحكم

ذه التنظيمات والجماعات، التسلسل القيادي، المعرفة بأساليب له

العمل العسكري وتكتيكاته، الدعم اللوجستي، التموين،

اإلتصاالت، اإلستخبارات، اإلعالم والدعاية، التعبئة، العالقات

الخارجية، التقسيم الجغرافي، نوعية العمليات واألهداف،

نمو والوعي بالتغيرات التطور التكنولوجي الواضح، التطور وال

المحلية واإلقليمية وكيفية توظيفها لخدمة النشاط اإلرهابي،

ونقاط أخرى سنقف عندها بالتحليل والدراسة، مرورا

باإلستراتيجية العسكرية المفروض بناؤها في سبيل مكافحة

إستراتيجية اإلرهاب، والوقوف بالطبع وهذا ما يهمنا في

ع اإلرهاب من خالل التطرق األساس عند تجربة الجزائر م

ألبرز التنظيمات التي عرفتها البالد، ثم عرض مختلف مالمح

اإلستراتيجية الجزائرية في مجال مكافحة اإلرهاب من خالل

Page 12: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

التسلسل الزمني والتطور النوعي للعمليات، والوصول في

األخير إلى الحكم المنطقي على التجربة الجزائرية ككل، من

كاسات الظاهرة وإفرازاتها المتنوعة، للعمل خالل التطرق النع

على تطوير إستراتيجية معقولة بناءة كفيلة بالقضاء النهائي على

اإلرهاب ومعالجة آثاره على المستوى البعيد األمد، مع الحد

.األقصى في الخسائر واإلفرازات السلبية

بناءا على ما سبق اإلشارة إليه، يمكن أن نلخص اإلشكالية

:ة للدراسة كما يليالمحوري

ما هي ظروف نشأة الظاهرة اإلرهابية في الجزائر؟ كيف

تطورت وما هو واقعها اليوم؟ كيف واجهت السلطات الجزائرية

هذه الظاهرة على امتداد سنوات ظهورها وحتى اليوم؟

طرح التساؤالت -٣

أما فيما يتعلق بالتساؤالت المحورية التي يقف عندها البحث

:اءت كما يليبالتفصيل فج

ماذا يعني مصطلح اإلرهاب؟ -

كيف ينشأ اإلرهاب ويتطور؟ -

كيف تنشأ التنظيمات اإلرهابية؟ -

كيف نحلل العمليات اإلرهابية؟ -

ما هي اإلشكاليات التي يطرحها ملف مكافحة اإلرهاب؟ -

Page 13: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

كيف نشأ اإلرهاب في الجزائر وكيف تطور؟ -

الجزائر وكيف نشأت؟ما هي أهم الجماعات اإلرهابية في -

كيف ظهر تنظيم مصطفى بويعلي وما أهم الظروف التي -

عايشتها الجزائر والتي أدت في النهاية إلى ظهور مثل تلك

الحركات؟

كيف تعاملت الجزائر مع الجماعات اإلرهابية في مراحلها -

األولى؟

كيف طورت الجزائر إستراتيجيتها لمكافحة اإلرهاب؟ -

ير اإلستراتيجية الجزائرية لمكافحة اإلرهاب؟كيف يمكن تطو -

هل هناك استراتيجية كاملة ومتكاملة كفيلة بمكافحة اإلرهاب؟ -

هل يمكن القضاء على اإلرهاب؟ -

تحديد المنهج -٤

يقصد بمنهج البحث الطريق المؤدي إلى كشف الحقيقة بواسطة

دد مجموعة من القواعد العلمية التي تهيمن على سير العقل وتح

عملياته حتى يصل إلى المعلومة، يتم دراسة المشاكل في

البحوث العلمية اإلجتماعية عن طريق استخدام المناهج

المتعارف عليها، من ذلك المنهج التاريخي، الوصفي، دراسة

. حالة، المنهج المقارن، التتبعي، وغيرها من المناهج

Page 14: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

والمنهج العلمي أيضا هو األساس السليم للحصول على

معلومات وبيانات دقيقة والتوصل إلى نتائج موثوق فيها ووضع

توصيات قابلة للتطبيق العملي، وألهمية المنهج العلمي فقد ظهر

علم مستقل يتناول دراسة المناهج أو المنهجية التي يجب أن

يلتزم بها الباحث في أي مجال من مجاالت البحوث والدراسات

األساليب واإلجراءات سواء بشكل عام من حيث المبادئ و

النظامية للوصول إلى حقيقة الظواهر وعالج المشكالت، أو

بشكل خاص من حيث تطبيق المنهج العلمي في مجال معين أو

كما يساهم تحديد المنهج في دفع البحث نحو . في بحث بذاته

أهدافه المتوخية بشكل دقيق ويسير دونما الخوض في مواضيع

ر مما قد تساعده في اختصار قد تخرجه عن الموضوع أكث

وبالنسبة لدراستنا .المسافات وصوال إلى النتائج المرجوة بدقة

حول موضوع التجربة الجزائرية في مكافحة اإلرهاب، وعلى

اعتبار أننا في مرحلة الدراسات العليا المتخصصة المعادلة

لشهادة الماجستير والماستير، فإننا نتوخى تحقيق أكبر قدر من

في البحث أو الدراسة من خالل استغالل مجمل المعلومات الدقة

المتوفرة للخروج بخالصة نتائج تضعنا أمام حقيقة التجربة،

وعليه فإن .أبعادها، تطوراتها في الزمنين القريب والبعيد

دراستنا تنتمي إلى أبحاث العالقات السببية، التي تقوم على

ن متغيرات الظاهرة دراسة واختبار عالقات التأثير والتأثر بي

الواحدة أو مجموعة من الظواهر، وهي أبحاث تمثل مرحلة

متقدمة في البحث العلمي، ألن الباحث ال يكتفي باستكشاف

الظاهرة في حيزها الواقعي أو وصفها في وضعها الطبيعي، بل

يتعرض بالدراسة لمجمل العوامل المتحكمة فيها من بعيد أو من

Page 15: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

لباحث في هذا النوع من األبحاث، كما تظهر شخصية ا، قريب

حيث تكون زاوية الدراسة قصدية بغرض التأكيد على فروض

الباحث التي يختارها بعناية بهدف التدليل على آراءه الشخصية

في حين يوفر هذا . حول موضوع من المواضيع المثيرة للجدل

النوع من األبحاث استخدام مختلف المناهج العلمية مثل المنهج

يخي، دراسة حالة، المنهج التتبعي، غير أنه يطغى عليها التار

المنهج التجريبي الذي يوفر عدد من اإلجراءات التجريبية التي

تمكن الباحث من التحكم الدقيق في المتغيرات وضبطها وفق

لمتطلبات الدراسة، أما دراستنا هذه، فطغى عليها المنهج

تجربة الجزائر التاريخي نظرا لطبيعة الموضوع، حيث أن ملف

في مكافحة اإلرهاب يمكن اإلحاطة بمجمل أبعاده من خالل تتبع

تطوراته الكرونولوجية على امتداد سنوات الظاهرة، كما يخدمنا

منهج تحليل المضمون من خالل تحليل مضمون المقاالت،

الكتب، المصادر الرسمية وغير الرسمية، كما وظفنا منهج

تحليل بعض العمليات اإلرهابية دراسة حالة الذي خدمنا لدى

.والعسكرية في مقابلها

أهداف الموضوع -٥

إن البحث في موضوع اإلرهاب كما رأينا له أهمية قصوى

وبالغة نظرا لتطور الجماعات اإلرهابية وتطور نوعية

عملياتها، وبروز مالمح تخطيطها اإلستراتيجي الذي بات اليوم

ماعات اإلرهابية الجزائرية إلى يتخذ منحا دوليا بعد انضمام الج

.المنظمات اإلجرامية الدولية وباألخص تنظيم القاعدة

Page 16: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

لكننا ومن باب احترام الجانب المنهجي للبحث األكاديمي

العلمي، والسهر على تحديد معالم البحث والدراسة بشكل

مضبوط ال يؤدي بنا إلى اإلنزالق خارج مغزى البحث، نشير

الدراسة نصبوا إلى الوقوف عند الجوانب إلى أننا من خالل هذه

المفاهيمية لإلرهاب، اإلستراتيجية، ثم ظهور اإلرهاب في

الجزائر وجوانب التخطيط اإلستراتيجي في تنظيمه وعملياته

وأهدافه، وكذلك المواجهة التي قادتها الدولة الجزائرية لمكافحة

اإلرهاب، دون الخوض في موضوع خلفيات اإلرهاب والجهات

الحقيقية التي تقف خلفه وتلك المستفيدة من استمراره وتطوره،

إننا نحاول من خالل البحث توضيح معالم اإلستراتيجية للظاهرة

من خالل التعريف بها وبكيفيات مواجهتها والقضاء عليها،

لنمنح المخطط اإلستراتيجي العسكري بدرجة أولى بعضا من

فيل بدعم بناءه الستراتيجية الدعم األكاديمي البحثي المعرفي الك

كاملة متكاملة علمية كفيلة كما أشرنا بمكافحة استراتيجية

.اإلرهاب ثم بالقضاء عليه في مرحلة ثانية

أهمية موضوع الدراسة -٦

ال يعتبر اإلرهاب عدوا تقليديا يمكن القضاء عليه وفقا

الستراتيجية تقليدية، حيث أنه عدو جديد على األقل بالنسبة

جتمع والدولة الجزائرية الحديثة، عدو لم يسبق ألحد مواجهته للم

أو اإلحتكاك به، وبناءا على هذا، فإن البحوث والدراسات

المتعلقة بموضوع اإلرهاب تتربع على أهمية بالغة وقصوى،

على اعتبار أنها بمثابة المجهر الذي يسمح للمخطط

مختلف اإلستراتيجي الجزائري، برؤية هذا العدو من خالل

Page 17: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

القراءات والتحاليل والمالحظات والتجارب التي يقدمها البحث

والدراسة، إضافة إلى تزويده برؤية لكيفيات صياغة استراتيجية

كفيلة بمكافحة والقضاء على هذا العدو الذي اتخذ لنفسه موقعا

فعليا عبر مراحل ظهوره ونموه في الجزائر وهي موضوع

بات من الصعب التوقع بتطوراتها الدراسة، واستراتيجية حقيقية

وحركتها نظرا لألبعاد الذي اتخذتها هذه الجماعات مع مرور

.الوقت

إن الدراسة في موضوع اإلرهاب في الجزائر تتطلب كما أشرنا

الوقوف عند هذه التجربة بشكل شامل ومتسلسل، بدءا منذ

ظهور أولى الحركات التي اتخذت من العمل والنشاط اإلرهابي

ال للتعبير عن أفكارها، ثم بتطور هذه الجماعات وصوال إلى سبي

آخر الجماعات المنظمة في مجال العمل اإلرهابي، مرورا طبعا

بأهم أوجه الصدام الذي دخلت فيه السلطات الجزائرية مع هذا

العدو الجديد، في حين ال يمكننا اإلستغناء بأي شكل من األشكال

حاور موضوع اإلرهاب، عن البحث النظري من خالل أهم م

من الجوانب التاريخية، التعريفية، والتطرق لمجمل الدراسات

المتعلقة لعوامل نشأته، أساليبه، إستراتيجيته واإلستراتيجية

المضادة له، كل هذا لتحقيق التوازن المعرفي الكامل والمتكامل

للدراسة، بما يسمح لنا بالخروج بفكرة معمقة عن هذه الظاهرة

.ت مواجهتها والوقاية منها كما أشرناوكيفيا

الدراسات السابقة -٧

يقوم الباحث بقراءة الدراسات التي لها عالقة مباشرة ببحثه

بهدف اإلستفادة منها، وذلك من خالل وضع التصميم الهيكلي

Page 18: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

المتوصل إليها على مستوى أساليب اإلنجاز وكذا التعرف على

دراسة من هذه الدراسات النتائج المتوصل إليها على مستوى كل

السابقة، ألن تلك النتائج تمكنه من معرفة أين توقفت تلك

الدراسات حتى يقرر بدوره كيفية تناول بحثه من حيث الجدة

ومن حيث إستكمال ما وصلت إليه مجمل تلك الدراسات، متفاديا

بذلك التكرار ولتحقيق األصالة في بحثه كما أشرنا، إن قراءة

بقة ذات الصلة المباشرة بالبحث تتم بصورة الدراسات السا

متأنية ودقيقة، من خالل تلخيص مركز لمجمل ما جاء فيه من

ذلك، اإلشكالية المدروسة، الخطة المعتمدة، المالحظات ومجمل

. ما تناولته من معلومات أخرى جاءت في سياق الدراسة ككل

مكافحة وبالنسبة لدراستنا هذه التي تتناول تجربة الجزائر في

اإلرهاب فهي دراسة ذات أصالة واضحة نظرا لعدم توفر معهد

العلوم السياسية واإلعالم على أي دراسة تناولت هذا الموضوع

في مجمل التخصصات وكافة المستويات، إال أننا استفدنا من

الدراسات التي نشرت عبر العالم في ما يخص ملف اإلرهاب

معية وبحوث، والتي جاءت في شكل كتب، دراسات جا

.مداخالت، مقاالت، ومجمل المراجع التي يمكن اإلستفادة منها

تحديد المصطلحات والمفاهيم -۸

:اإلستراتيجية

يعرف كالوزفيتز اإلستراتيجية بأنها فن إستخدام األشتباك من

أجل هدف الحرب، أما الكاتب العسكري البريطاني ليدل هارت

دام مختلف الوسائط فقد عرفها على أنها فن توزيع واستخ

Page 19: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

العسكرية لتحقيق هدف السياسة، ويرى الجنرال بيرغالوا أن

التعبية هي التطبيق العملي لإلستراتيجية في مستوياتها الدنيا وإن

اإلستراتيجية هي التطبيق العملي لإلستراتيجية العامة في

مستوى أدنى، من جهة أخرى يرى سوكولوفسكي أن

وعة من المعارف النظرية التي اإلستراتيجية العسكرية مجم

عن مصالح طبقية تعالج قوانين الحرب كصراع مسلح دفاعا

محددة، وتدرس اإلستراتيجية في ضوء التجارب العسكرية

واألوضاع السياسية والعسكرية والطاقات األقتصادية

والمعنوية، وأساليب تصريف الحروب، ووجهات نظر العدو

وطبيعتها وطرائق اإلعداد لها المحتمل وأوضاع الحرب المقبلة

وتسيير دفتها وفروع القوات المسلحة، وأسس استخدامها

اإلستراتيجي باإلضافة الى أسس الحرب المادية والتقنية وتظل

في الوقت نفسه مجال النشاط العملي للقيادة السياسية والعسكرية

العليا في القيادة العامة ومقرها ، والمتعلق بفن إعداد البالد

للحرب وتصريف الصراعات المسلحة في ظل أوضاع تاريخية

هذا وتهدف االستراتيجية إلى تحقيق هدف السياسة عن . محددة

طريق االستخدام األمثل لكافة اإلمكانات والوسائل المتوفرة،

وتختلف األهداف من سياسة ألخرى، فقد ال يتحقق الهدف إال

أو باتباع أسلوب باتباع أسلوب هجومي الحتالل أراضي الغير،

دفاعي لحماية أرض الوطن ومصالح وقيم األمة، وقد يكون

وقد يكون أو معنويا أو عسكريا أو اقتصاديا الهدف سياسيا

صغيرا كاحتالل جزء من أرض دولة ما أو كبيرا كالقضاء على

، وقد يكون من الضروري أحيانا كيان تلك الدولة نهائيا

ائي للسياسة تحديد وتحقيق عدد من للوصول إلى الهدف النه

Page 20: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

األهداف المرحلية التي يؤدي تحقيقها إلى إحداث تغييرات حادة

وهامة في الموقف االستراتيجي أو إلى توجيه الوضع

. االستراتيجي باتجاه يؤدي حتما إلى الهدف النهائي

:التخطيط اإلستراتيجي

تهدف التخطيط االستراتيجي هو صنع االختيارات وهو عملية

لدعم القادة لكي يكونوا على وعي بأهدافهم ووسائلهم، وبذلك

فالتخطيط االستراتيجي هو أداة إدارية وال تستخدم إال لغرض

أال وهو مساعدة –مثل بقية األدوات اإلدارية األخرى –واحد

المؤسسة أو الجهاز أو الدائرة في أداء عمل أفضل، ويمكن

المنظمة على أن تركز نظرتها للتخطيط االستراتيجي أن يساعد

وأولوياتها في اإلستجابة للتغيرات الحادثة في البيئة من حولها

وأن يضمن أن أفراد المنظمة يعملون باتجاه تحقيق نفس

هو إضفاء " استراتيجي" األهداف، وبالطبع فالمقصود بكلمة

صفة النظرة طويلة األمد والشمول على التخطيط، إنه عملية

ويلتزم بذلك –من خاللها إحدى المنظمات نظامية توافق

على األولويات التي تعتبر –الشركاء الرئيسيون في المنظمة

ضرورية لتحقيق هدفها، وفي نفس الوقت تستجيب للبيئة

المحيطة بها، ويرشد التخطيط االستراتيجي إلى امتالك الموارد

. وتخصيصها باتجاه تحقيق تلك األولويات

:الدبلوماسية

للداللة على الوثائق (( طوى)) قة من كلمة يونانية بمعنىمشت

المطوية واألوراق الرسمية الصادرة عن الملوك واألمراء، ثم

Page 21: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

تطور معناها لتشمل الوثائق التي تتضمن نصوص االتفاقات

والمعاهدات، في معناها العام الحديث فيمكن تعريفها على أنها

والمراسم والمؤسسات مجموعة المفاهيم والقواعد و اإلجراءات

واألعراف الدولية التي تنظم العالقات بين الدول والمنظمات

الدولية والممثلين الدبلوماسين، بهدف خدمة المصالح العليا

والسياسات العامة وللتوفيق بين مصالح ( األمنية واالقتصادية)

الدول بواسطة االتصال وااتبادل و إجراء المفاوضات السياسية

اقات والمعاهدات الدولية و تعتبر دبلوماسية أداة وعقد االتف

رئيسية من أدوات تحقيق أهداف السياسة الخارجية التأثير على

الدول و الجماعات الخارجية بهدف استمالتها وكسب تأييدها

بوسائل شتى منها ما هو إقناعي وأخالقي ومنها ما هو ترهيبي

معلومات وغير أخالقي، وباإلضافة إلى توصيل ال( مبطن)

للحكومات والتفاوض معها تعنى الدبلوماسية بتعزيز العالقات

بين الدول وتطويرها في المجاالت المختلفة وبالدفاع عن

مصالح وأشخاص رعاياها في الخارج وتمثيل الحكومات فى

المناسبات واألحداث إضافة إلى جمع المعلومات عن أحوال

الحكومات الدول والجماعات الخارجية وتقييم مواقف

والجماعات إزاء قضايا راهنة أو ردات فعل محتملة إزاء

. سياسات أو مواقف مستقبلية

:اإليديولوجية

من أعقد وأغنى المفاهيم اإلجتماعية، يعتبر كارل مانهايم أن

المفهوم الخاص والمفهوم : هناك صنفين من اإليديولوجيا

لتي تتجلى الشامل، فبالمعنى األول الخاص هي منظمة األفكار ا

Page 22: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

في كتابات مؤلف ما تعكس نظرته لنفسه ولآلخرين بشكل مدرك

أو بكشل غير مدرك، أما اإليديولوجيا بمعناها العام فهي

. منظومة األفكار العامة السائدة في المجتمع

:اإلثنية

في ٢۷٨۷مصطلح أدخله السويسري شافال على العلوم عام

جيا تعني علم تصنيف مطلع القرن التاسع عشر، كانت اإلثنولو

األعراق، وكما عنت ولفترة طويلة جميع الدراسات التي كان

موضوعها حياة المجتمعات البدائية غير األوربية، وهذا العلم

يدرس المظاهر المادية والثقافية لشعب من الشعوب أو مجتمع

من المجتمعات أو األقوام البدائية، في مختلف األمكنة واألزمنة

تاج جهد اإلنسان للسيطرة على البيئة الطبيعية، أما التي تبرز ن

اليوم فاإلتجاه هو نحو استخدام كلمة األنتروبولجيا التي تشكل

. اإلثنولوجيا جزء أو مرحلة من خطواتها

:الجريمة السياسية

الجريمة السياسية هي الجريمة الماسة بنظام الحكم أو بالحكام

لقول أو فعل كان أنفسهم بوصفهم حكاما أو بأي شخص آخر

محله ذلك، إنها الجريمة التي فيها إعتداء على نظام الحكم أو

على أشخاص الحكام بوصف كونهم حكاما أو على قادة الفكر

لذلك نرى أن موضوع الجريمة .السياسي آلرائهم السياسية

السياسية هو الذي يحدد كونها سياسية، ولم يتمكن علماء القانون

يف جامع للجريمة السياسية، كما لم يتفقوا من الوصول إلى تعر

على تعريف موحد لها حيث أن الجرائم تصنف إما بالنسبة إلى

Page 23: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

موضوعها أو إلى طبيعتها، وتنقسم إلى جرائم عادية وجرائم

سياسية ويقصد بالجرائم العادية التي ليس لها صبغة سياسية ،

ين أو كل ما خال الجريمة السياسية، ولقد عزفت معظم قوان

العالم عن تعريف الجريمة السياسية، حتى ال يكون ذلك تقييدا

لها في إعتبارها جرائم سياسية أو غير سياسية، لذلك بقي تحديد

ماهية الجرائم السياسية غير واضح تماما، وكذلك تحديد طبيعة

عقوباتها وأنواع هذه العقوبات، ولقد إختلطت بعض األفعال

م السياسية مثل جرائم التجسس ، المخلة بأمن الدولة بالجرائ

والخيانة ، والعمل مع العدو إلخ، ولم يكن سابقا أي تمييز بين

اليوناني " صولون " الجرائم العادية والسياسية ولكن الفقيه

األصل عندما رأى بأن هناك جرائم ليس هدفها المصلحة

الشخصية وال الناحية الجرمية بل قد يكون هدفها إصالح شأن

. فقام بتأسيس محكمة مستقلة للجرائم السياسية البالد

:الموساد

معهد االستخبارات والمهمات الخاصة، وكالة استخبارات

، يكلف جهاز الموساد ٢١٤١ديسمبر ٢۳الصهيونية، تأسس في

لالستخبارات والمهام الخاصة بجمع المعلومات، الدراسة

الكيان االستخباراتية، وبتنفيذ العمليات السرية خارج حدود

الصهيوني، ويعمل الموساد بصفته مؤسسة رسمية بتوجيهات

من قادة الدولة وفقا للمقتضيات االستخباراتية والعملية المتغيرة،

مع مراعاة الكتمان والسرية في أداء عمله، وتندرج بين

المجاالت المتنوعة التي يعمل فيها الموساد إقامة عالقات سرية

صر واألردن وفي قضايا األسرى كعقد معاهدتي السالم مع م

Page 24: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

والمفقودين باإلضافة إلى مجال التقنيات واألبحاث، وتورطت

الموساد في عمليات كثيرة ضد الدول العربية واألجنبية منها

عمليات اغتيال لعناصر تعتبرها دولة اإلحتالل اإلسرائيلي دول

معادية له، وال يزال يقوم حتى اآلن بعمليات التجسس حتى ضد

. ول الصديقة بما فيها بريطانيا والواليات المتحدة األمريكيةالد

:اإلستخبارات

هي جهاز ومؤسسة من مؤسسات الدولة تختص بجمع

المعلومات وتحليلها، وعادة ما تعمل على تنفيذ سياسات

الحكومة، ويقوم عملها على وجهين أو محورين أحدهما يعنى

جنبية ويقومها، بجمع المعلومات عن البلدان والمؤسسات األ

والثاني يدافع عن األمة ضد التجسس، واألعمال األخرى التي

تستهدف إضعاف البالد وهذا النوع من المخابرات يتمثل في

وكالة مكافحة المخابرات أو وكالة مكافحة التجسس، وتشارك

بعض وكاالت مكافحة المخابرات في عمليات سرية أي أنها

مصممة للتأثير في مجرىفي تتولى بشكل سري أنشطة سياسية

بلدان أجنبية وهي تحتاج لقدرات فائقة وعالية من الذكاء ، وهذه

:قائمة بأبرز األجهزة اإلستخباراتية في الوطن العربي والعالم

مديرية المباحث واألمن، دائرة األمن واإلستعالم، :الجزائر

DRSاألمن العسكري،

الداخلي، اإلدارة جهاز األمن الخارجي، جهاز األمن :ليبيا

.العامة لالستخبارات العسكرية

Page 25: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

جهاز المخابرات العامة المصرية، جهاز مباحث أمن :مصر

. الدولة

.جهاز المخابرات العسكرية :المغرب

جهاز أمن الدولة، إدارة المخابرات العسكرية، إدارة :سوريا

.المخابرات العامة

.العسكريةجهاز أمن الدولة، جهاز اإلاستخبارات :الكويت

جهاز أمن الدولة، جهاز اإلستخبارات العسكرية، قوة :قطر

. األمن الداخلي

رئاسة اإلستخبارات العامة، اإلستخبارات العسكرية :السعودية

. السعودية، المباحث العامة

.دائرة المخابرات العامة األردنية :األردن

KGB روسيا Федеральная‎حاليا وبالروسية FSB سابقا

Служба‎ Безопасности‎ России‎ ФСБ‎ (Federalnaja‎ Sluzhba‎

Bezopasnosti Rossii)

-:جهاز المخابرات البريطانية الخارجية: المملكة البريطانية

MI-6 المكتب السادس

-:جهاز المخابرات البريطانية الداخلية: المملكة البريطانية

MI-5 المكتب الخامس

. المكتب الثاني -:ية جهاز المخابرات العامة الفرنس: فرنسا

Page 26: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

المباحث الفيدرالية: الواليات المتحدة األمريكية

F B I : FEDRAL BERAUE OF INVESTGATION

. CIA : وكالة االستخبارات المركزية األمريكية

، B F V المكتب األلماني الفيدرالي لحماية الدستور: ألمانيا

األلمانية ، المخابرات M A D المخابرات الحربية األلمانية

B N D المضادة للجاسوسية

.المخابرات الصينية: الصين

مخابرات الكيان الصهيوني الموساد : اإلحتالل اإلسرائيلي

. والشاباك وآمان

:ارات التكتيكية المتخصصةباإلستخ

هي جمع المعلومات الخاصة بقوات العدو على المستوى

تحليل هذه التكتيكي في منطقة محددة أو حول المنطقة ذاتها و

المعلومات، وهي استخبارات قتالية عسكرية، حيث أن

المعلومات التي يحتاجها القائد الميداني تعني التجسس التكتيكي،

أمنية وهي جمع المعلومات المتعلقة بشؤون عسكرية أو

وتنسيقها وتحليلها، ثم توزيعها على المستوى اإلستراتيجي

عرفة قدرات الدولة وعلى مستوى الدولة، والهدف منها هو م

األخرى والتكهن بنواياها للمساعدة في تخطيط المسائل المتعلق

باستراتيجية الدولة صاحبة النشاط وتعني أيضا جمع المعلومات

عن اإلتجاهات االقتصادية العسكرية والسياسات المتبعة تعني

. التجسس االستراتيجي

Page 27: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

:عصبة األمم

بعد الحرب العالمية عصبة األمم منظمة دولية تم تأسيسها

األولى والهدف من إنشائها هو التقليل من عملية التسلح العالمية

وفك النزاعات قبل أن تتطور لتصبح نزاعا مسلحا كما حدث في

الحرب العالمية األولى، وأثبتت المؤسسة فشلها في مواجهة

القوى الفاشية في العالم ومنعها وقوع الحرب العالمية الثانية مما

تطلب استبدالها بهيئة األمم المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية،

إيدوارد "نشأت الفكرة أساسا على يد وزير الخارجية البريطاني

" وودرو ويلسون"وتبناها بشكل كبير الرئيس األمريكي " غري

يدعو إلنشاء الذي أراد أن يرى معاهدة فيرساي تتضمن نصا

وقد تم بالفعل إدراج نص التأسيس في تلك المؤسسة األممية،

إنشاء "من الجزء األول من المعاهدة، وكان ٢١٢١يناير ١٥

منظمة عامة لألمم ذات مواثيق توفر ضمانات متبادلة لإلستقالل

السياسي واحترام وحدة تراب األمم الكبيرة والصغيرة على حد

م ونتيجة لجهود ويلسون فقد منح جائزة نوبل للسالم عا". سواء

٢١٢١ .

:الصليبيون

هم المسيحيون األوربيون الذين قاموا بحمالت عسكرية في

م لالستيالء على األراضي ٢١١٢-٢٦١٦القرون الوسطى من

المقدسة في فلسطين، وسموا كذلك ألن محاربيهم كانوا يضعون

شارات الصليب على مالبسهم وأسلحتهم، قسموا الى ثماني

ية، إحتلوا مدينة القدس عام حمالت عسكرية سبقتها حملة شعب

وبقيت في أيديهم إلى أن استعادها منهم الناصر صالح ٢٦١١

Page 28: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

م بعد معركة حطين، بقي الصليبيون ٢٢٨۷الدين األيوبي عام

في فلسطين إلى أن طردوا منها تماما على يد المماليك في

. الميالدي ٢۳أواخر القرن

:إبن خلدون

الدين أبو زيد عبد الرحمن بن اإلسم الكامل إلبن خلدون هو ولي

دمحم بن دمحم بن الحسن بن جابر بن دمحم بن إبراهيم بن عبد

الرحمن بن خالد خلدون الحضرمي، ولد في غرة رمضان

١٦/م٢٤٦٦مارس ٢١ -٢۳۳١مايو ١۷/ه۷۳١

مؤسس علم اإلجتماع ومؤرخ مسلم من إفريقية ( ه٨٦٨رمضان

مازال تأثيره في عهد الحفصيين وهي تونس حاليا، ترك ت راثا

ممتدا حتى اليوم، ولد ابن خلدون في تونس بالدار الكائنة بنهج

، من أسرة علم وأدب، فقد حفظ القرآن ۳٤تربة الباي رقم

الكريم في طفولته، وكان أبوه هو معلمه األول، شغل أجداده في

األندلس وتونس مناصب سياسية ودينية مهمة وكانوا أهل جاه

له من األندلس في منتصف القرن السابع ونفوذ، نزح أه

الهجري، وتوجهوا إلى تونس، وكان قدوم عائلته إلى تونس

. خالل حكم دولة الحفصيين

Page 29: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

اإلطار النظري

ماهية اإلرهاب واستراتيجيته: الفصل األول

نشأة اإلرهاب: المبحث األول

تعريف اإلرهاب: المبحث الثاني

خصائص اإلرهاب: المبحث الثالث

مكافحة اإلرهاب: الفصل الثاني

المنهج األمني في مكافحة اإلرهاب: المبحث األول

المواجهة السياسية والدبلوماسية: المبحث الثاني

الدراسات التحليلية للعمليات اإلرهابية: المبحث الثالث

Page 30: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

ماهية اإلرهاب –الفصل األول

:نشأة اإلرهاب -المبحث األول

خ البشري بنوبات عنف وإرهاب وجهته لطالما اتسم التاري

أسباب ودوافع مختلفة ومتنوعة لكنه يبقى في األخير مرفوضا

عند كل األعراف والديانات والقيم، إنه ظاهرة جديدة في شكله

أجل، لكنه ظاهرة قديمة ضاربة في عمق التاريخ البشري من

حيث كونها سلوكا إنسانيا الزم البشرية من بدايتها كظاهرة من

ظواهر المجتمع، وقد تطور اإلرهاب عموما تماما كما تطور

. المجمتع البشري على مر أبرز العصور

:العصور القديمة .1

مثل العصر الطوراني لدى اإلغريق أبرز صور اإلرهاب

قديما، حيث وصف بأنه عصر الطغاة اإلغريق الذين تميز حكم

الشنائع، بعضهم بالقوة والعنف كما لم تخلوا حروبهم من تلك

خير مثال على ذلك، فبعد ( تركيا حاليا)ولعل حرب طروادة

استيالء اإلغريق على المدينة نهبوها وذبحوا أهلها وهم نيام

وأضرموا فيها النار، وبقيت المدينة مهجورة حتى قدوم يوليوس

.قبل الميالد ٤٦قيصر سنة

Page 31: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

وعند الرومان، ينظر إلى الجريمة السياسية نظرة إجرامية

ستحق أقصى العقاب، لكن الرومان بدورهم استعملوا النهج ت

اإلرهابي في سياستهم الخارجية، فاتسمت حروبهم مع اإلغريق

بهذا النوع من األساليب، ولدى دخولهم مدينة كورنتا دمروها

وأحرقوها وسفكوا دماء مواطنيها وتم ضم أراضيهم إلى المدن

ؤالء بقطعهم أجساد المجاورة التي تخص الرومان، كما اشتهر ه

أعدائهم وإضرامهم النار فيها على مرآى من الناس كأحد

. أساليب الترهيب وبالنتيجة اإلرهاب

وعند الفراعنة المصريين، جاء في القرآن الكريم، قال تعالى في

وقال المأل من قوم فرعون أتذر : )041سورة األعراف اآلية

ك قال سنقتل موسى وقومه ليفسدوا في األرض ويذرك وآلهت

وقال تعالى على ( أبناءهم ونستحيي نساءهم وإنا فوقهم قاهرون

قال آمنتم له قبل أن آذن : )10لسان فرعون في سورة طه اآلية

لكم إنه لكبيركم الذي علمكم السحر فألقطعن أيديكم وأرجلكم من

خالف وألصلبنكم في جذوع النخل ولتعلمن أينا أشد عذابا

.)وأبقى

:لوسطىالعصور ا .2

كان مسرح إرهاب العصور الوسطى في األساس أوربيا، حيث

انتهجة الملوك والقياصرة واإلقطاعيون والنبالء، حيث كان

النبالء يستخدمون عصابات لإلخالل بأمن منافسيهم، كما شكل

العبيد الفارون من األسر عصابات إرهابية لإلنتقام لما حل بهم،

محيطات العالم ضد ممتلكات كما انتشرت القرصنة عبر بحار و

اإلمبراطورية اإلنجليزية والفرنسية واإلسبانية، كما يشكل

Page 32: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

في مجمع كليرمونت في 0101ان الثاني سنة أوري االبابخطاب

فرنسا، والذي دعا فيه النصارى إلى حمل السالح والتوجه نحو

المشرق، قمة أوجه الخطاب الديني المتطرف الذي يغذي إرهاب

انهضوا : )األفراد، حيث وجه لهم الخطاب قائالالجماعات و

وأديروا أسلحتكم التي كنتم تستعملونها ضد إخوانكم ووجهوها

ضد أعدائكم أعداء المسيحية، إنكم تظلمون األيتام واألرامل

وأنتم تتورطون في القتل واإلغتصاب وتنهبون الشعب في

ن الطرق العامة، وتقبلون الرشاوى لقتل إخوانكم المسيحيي

وتريقون دمائهم دونما خوف أو وجل، فأنتم كالطيور الجوارح

أكلة الجيف التي تنجذب لروائح الجيف اإلنسانية النتنة، ضحايا

جشعكم، انهضوا إذن وال تقاتلوا إخوانكم المسيحيين بل قاتلوا

أعدائكم الذي استولوا على مدينة القدس، حاربوا تحت راية

أنفسكم أنتم المذنبين المقترفين أحط المسيح قائدكم الوحيد، افتدوا

(.أنواع اإلثم

وقد باشرت الجيوش الصليبية تحت هذا اللواء أبشع أشكال

النهب واإلرهاب بكل الديار اإلسالمية التي غزتها، فبعد نهب

الديار يقطع األطفال إلى قطع ويوضع بعضهم على قضبان

الشيوخ خشبية ويقومون بشويهم في النار، ويخضع الصليبيون

ألنواع العذاب، كل هذا حتى يرهبوا القالع والمدن المحصنة

ويجبروها على التسليم، ولدى استيالءهم على مدينة القدس باشر

اإلرهاب الصليبي حملة إرهاب واسعة ضد سكانها المسلمين،

وفي حادثة مسجد عمر، وبعد استسالم المختبئين المتحصنين

حرقت جثتهم، فيما يسلم اليهود بداخله، ذبح جميع من بداخله وأ

من جرائم الصليبين على غرار المسلمين، من جهته عرف

Page 33: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

العالم اإلسالمي في نفس تلك المرحلة إرهاب فرق كالخوارج

.بفرقهم العشرين، الزنج، القرامطه، الحشاشون وغيرهم

وهذه عموما أبرز مالمح اإلرهاب في العصور الوسطى

. باختصار وإيجاز

:لحديثالعصر ا .3

ساده بشكل عام اإلرهاب األوربي واألمريكي، حيث انتهجت

اإلمبراطوريات اإلستعمارية وعلى رأسها فرنسا اإلرهاب

كمنهج إلخضاع الدول والحركات الثورية والمقاومة، كما أن

اإلرهاب األوربي تنوع بين إرهاب اإلستعمار واإلرهاب

مجموع العمود الداخلي الذي مارسته منظمات سرية محلية، مثل

ومنظمة الحركة البريطانية في ٢١٦۷، الحبهة الوطنية ٨٨

، وفي إيرلندا اتخذ الجيش الجمهوري اإليرلندي ٢١٨٦إنجلترا

من اإلرهاب منهجا لمقاومته السلطات البريطانية منذ تأسيسه

. ٢١١٤سنة

( ماينهوف-بادر)وفي ألمانيا نجد حركة عصبة الجيش األحمر

الثورية إضافة إلى تاريخ الحزب النازي الذي ومنظمة الخلية

مارس اإلبادة الجماعية وتسبب في إشعال فتيل الحرب العالمية

الثانية، في إيطاليا ظهرت منظمات النظام الجديد، النظام

األسود، فرق العمل الموسولينية، النواة الثورية المسلحة، جماعة

ية الحمراء، في أكتوبر، ومجموعة العمل األنصارية، األلو ١١

فترة الستينيات من القرن العشرين نتيجة الصدامات بين

المجموعات اليمينية ومجموعات العمال والشباب اليسارية، وفي

Page 34: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

للمطالبة باإلستقالل عن ( إيتا)إسبانيا ظهرت حركة الباسك

إسبانيا، وهناك منظمة مجموع األول من أكتوبر المقاومة

التي تطالب ٢١٨١يرولنزا سنة المعادية للفاشية، ومنظمة إ

باستقالل الباسك عن إسبانيا أيضا، وفي جمهورية البوسنة

والهرسك وكوسوفا ال يمكن نسيان المجازر الصربية في حق

. المسلمين من اغتصاب وإبادة وطرد وتهجير

وحديثا نجد أن اإلرهاب قد بات وسيلة من وسائل عمل ونشاط

ففي فلسطين نشرت الحركات التنظيمات األصولية والدينية،

اإلرهابية الصهيونية الذعر والرعب في أوساط الشعب

الفلسطيني وأجبرته على ترك أراضيه قبل وبعد قيام دولة

، وقد أصدر الكتاب ٢١٤٨اإلحتالل اإلسرائيلي سنة

اإلسرائيليون ايزنبرح، الندو، ودان كتاب عن الموساد صدر

نفذتها منظمة الموساد بالعبرية، يرصد سجال للجرائم التي

اإلستخباراتية من جرائم إرهابية، حيث تطرقوا في الكتاب إلى

٢٦٦٦الجرائم في حق النازيين الذين أحصى الكتاب اغتيال

منهم إضافة إلى خطف الزعيم النازي إيخمان من األرجنتين

.وإعدامه وغيره من الجرائم اإلرهابية كثير

حصرا لكل ٢١٨٨نة وعموما فقد أجرى شميد وجونجان س

منظمة ١٢۷٢المنظمات اإلرهابية في العالم وقدرها بحوالي

منظمة في قارة ١١١في قارة آسيا وأستراليا، ٥٦٦منها

منظمة في ٦٥٥منظمة في أمريكا الالتينية، ۳٨۷أفريقيا،

في الدول العربية ۳٢١منظمة في أمريكا الشمالية، و ٨٦تركيا،

التي ٢١١۷شير دراسة شريف سنة اآلسيوية واإلفريقية، وت

Page 35: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

أجراها على البيانات اإلحصائية لشميد وجونجان أن نصيب كل

منظمة، ٤,١٥دولة متقدمة من عدد المنظمات اإلرهابية هو

منظمة، وأن نصيب كل ٥,٢۷وأن نصيب كل دولة إسالمية هو

. منظمة ٢۳دولة من دول العالم الثالث

:تعريف اإلرهاب –المبحث الثاني

قبل الخوض في معرض التعاريف المقدمة حول اإلرهاب

للخروج بتعريف أقرب إلى عموم التعاريف يكون محل ترحيب

وقبول لدى أغلب عناصر المجتمع المحلي والعالمي، أود أن

أنطلق من تعريفي المبدئي للعمل اإلرهابي من خالل قناعة

يدانية تشكلت مع مرور الزمن من خالل مالحظاتي الواقعية الم

لهذه الظاهرة، وأخلص إلى تعريف اإلرهاب على أنه كل عمل

مسلح موجه إلى خارج دائرة من هم في إطار العمل المسلح من

مدنيين أو أهداف مدنية، من ذلك األفراد والبنية التحتية، وهي

في الغالب عمليات دموية شديدة الفضاعة تصور أبشع صور

تبدو ذات أهداف واضحة أو العنف المتعارف عليها، عمليات ال

محددة رغم أنها في الغالب تخدم أجندة سياسية معينة داخلية أو

خارجية، كما ال تحترم الجرائم اإلرهابية أي عرف من

األعراف أو المواثيق اإلنسانية، وتهدف إلى الترهيب واإلرهاب

البسيكولوجي بالدرجة األولى، وخلق الفوضى العامة تمهيدا

.الحكملقلب أنظمة

Page 36: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

وبالنسبة ألبرز التعاريف اللغوية التي جاءت في أكبر قواميس

اللغات في العالم، نجد في القاموس المحيط رهب رهبة ورهبة

بالضم والفتح وبالتحريك بمعنى خاف وترهبه بمعنى توعده،

وجاءت كلمة اإلرهاب بالكسر بمعنى في مفهومه الحديث في

يلجأ إلى اإلرهاب إلقامة سلطته كما المنجد أن اإلرهابي هو من

أن الحكم اإلرهابي يقوم على اإلرهاب والعنف تعمد إليه

حكومات أو جماعات ثورية، وجاء في المعجم أن اإلرهابيون

وصف يطلق على الذين يسلكون سبل العنف واإلرهاب لتحقيق

أهدافهم السياسية، وجاء في الرائد أن اإلرهاب هو رعب تحدثه

عنف كالقتل وإلقاء المتفجرات أو التخريب، وفي أعمال ال

الموسوعة العربية العالمية اإلرهاب استخدام العنف أو التهديد

به إلثارة الخوف والذعر، وعموما فالمعاجم العربية تتفق على

. أن اإلرهاب يشير إلى الخوف والرعب كما أن هدفه سياسي

رنسي على أنه أما في المعاجم الالتينية فقد عرفه الروس الف

مجموعة أعمال العنف التي ترتكبها مجموعات ثورية أو أسلوب

فعرفه على ( روبير)عنف تستخدمه الحكومة، وعرفه قاموس

أنه اإلستخدام المنظم للوسائل اإلستثنائية للعنف من أجل تحقيق

أهداف سياسية، وعرفه قاموس اللغة اإلنجليزية الصادر عن

ام الرعب خصوصا لتحقيق أغراض مطابع أكسفورد بأنه استخد

.سياسية

في نفس اإلطار عرضت الموسوعة السياسية تعريفها لإلرهاب

فجاء فيها أنه يعني استخدام العنف غير القانوني أو التهديد به

بأشكاله المختلفة كاإلغتيال والتشويه والتعذيب والتخريب

Page 37: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

والنسف بغية تحقيق هدف سياسي معين، مثل كسر روح

ة واإللتزام عند األفراد، وهدم معنويات عند الهيئات المقاوم

والمؤسسات أو كوسيلة من وسائل الحصول على معلومات أو

مال، وبشكل عام استخدام اإلكراه إلخضاع طرف مناوئ

.لمشيئة الجهة اإلرهابية

وفي قاموس أكسفورد نجد أن كلمة اإلرهاب تعني سياسة أو

ين أو المعارضين لحكومة أسلوب يعد إلرهاب وإفزاع المناوئ

ما، كما أن كلمة إرهابي تشير بوجه عام إلى أي شخص يحاول

أن يدعم آراءه باإلكراه أو التهديد أو الترويع، وفي القاموس

السياسي نجد أن كلمة اإلرهاب تعني محاولة نشر الذعر والفزع

ألغراض سياسية، وفي المعجم العربي الحديث فإن كلمة

خذ بالتعسف، وفي قاموس السياسة تعني اإلرهاب تعني األ

الكلمة الشخص الذي يلجأ إلى العنف والرعب ليحقق أهدافه

السياسية التي كثيرا ما تتضمن اإلطاحة بالنظام القائم، وفي

قاموس العلوم اإلجتماعية تشير كلمة اإلرهاب إلى نوع خاص

ا من اإلستبداد غير المقيد بقانون أو قاعدة، وال يعير اهتمام

بمسألة أمن ضحاياه، وهو يوجه ضرباته إلى أهدافه المقصودة

بهدف إيجاد جو من الرعب والخوف، وشل فاعلية مقاومة

. ضحاياه

أما في التعريف اإلصطالحي، فيعرفه الفقيه القانوني الدولي

الجنائي دمحم شريف بسيوني رئيس الجمعية الدولية للقانون

محرم دوليا تحفزها بواعث الجنائي على أنه استراتيجية عنف

عقائدية إيديولوجية، وتتوخى إحداث عنف مرعب داخل شريحة

Page 38: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

خاصة من مجتمع معين، لتحقيق الوصول إلى السلطة أو للقيام

بدعاية لمطلب أو لمظلمة، بغض النظر عما إذا كان مقترفو

العنف يعملون من أجل أنفسهم ونيابة عنها أم نيابة عن دولة من

.الدول

اللواء الدكتور أحمد جالل عز الدين مساعد وزير يعرفه

الداخلية المصري سابقا، وهو باحث متخصص في موضوع

اإلرهاب، على أنه عنف منظم ومتصل بقصد خلق حالة من

التهديد العام الموجه إلى دولة أو جماعة سياسية، والذي ترتكبه

جماعة منظمة بقصد تحقيق أهداف سياسية، يعرفه كذلك على

ه عمل عنيف وراءه دافع سياسي أيا كانت وسيلته، وهو أن

مخطط بحيث يخلق حالة من الرعب والهلع في قطاع معين من

الناس لتحقيق هدف قوة أو لنشر دعاية لمطلب أو مظلمة، سواء

أكان الفاعل يعمل لنفسه بنفسه أم بالنيابة عن مجموعة تمثل شبه

باشرة أو غير دولة أم بالنيابة عن دولة منغمسة بصورة م

مباشرة في العمل المرتكب، شريطة أن يتعدى العمل الموصوف

حدود دولة واحدة إلى دولة أو دول أخرى، وسواء ارتكب العمل

. الموصوف في زمن السلم أم في زمن النزاع المسلح

وفي الجزائر قال وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي إن

وضع اتفاقية شاملة االختالف بين دول العالم حول مسألة

لمكافحة اإلرهاب، يكمن في الخلط بين اإلرهاب والدين وحق

الشعوب في الكفاح من أجل التحرر، وأوضح مدلسي في حوار

في ٨٦مع إذاعة الجزائر الرسمية أن دول العالم اتفقت بنسبة

المائة حول وثيقة اإلتفاقية العامة لمكافحة اإلرهاب الدولي،

Page 39: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

في المائة ١٦الدول ال زالت تختلف حول مشيرا إلى أن هذه

الباقية والتي تخصص قضيتين أساسيتين تتمثل في الخلط من

عدمه بين اإلرهاب والدين وحق الشعوب في الكفاح من أجل

من الضروري اإلتفاق حول تعريف واضح "التحرر، وقال

لإلرهاب ووضع اتفاقية ألن اإلرهاب أصبح دوليا، وحتى يكون

يجب وضع قانون دولي عام وشامل يأخذ بعين لكفاحه صدى

اإلعتبار كل جوانب اإلرهاب، دون الخلط بينه وبين الدين وحق

الشعوب في الكفاح من أجل التحرر، كما أعرب عن أمله في أن

يتم وضع إتفاقية موحدة من خالل الضغط اإليجابي، وكان

الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة قد نبه إلى ضرورة

االتفاق علي تعريف واضح لإلرهاب ال لبس فيه، وبما ال يترك

ذريعة للمساس بالحق المشروع للشعوب في تقرير مصيرها أو

محذرا من الخلط المغرض بين في مقاومة االحتالل األجنبي،

.ظاهرة اإلرهاب وأي دين أو حضارة أو منطقة أو بلد

اإلرهاب على وتعرف المواثيق واإلتفاقات اإلقليمية والدولية

أساس أن ذلك هو المرحلة األولى في إطار الجهود الرامية إلى

مكافحته، من خالل أرضية مشتركة متفق عليها بين الدول، فقد

في مادتها األولى بأنه ٢١۳۷عرفته اتفاقية عصبة األمم سنة

أفعال إجرامية موجهة ضد دولة من الدول، ويقصد بها أو يراد

لرهبة في أذهان أشخاص معينين أو منها خلق حالة من ا

. مجموعة من األشخاص أو الجمهور العام

بشأن ٢١۷٦وحددت المادة األولى من اتفاقية الهاي سنة

مكافحة اإلستيالء غير المشروع على الطائرات العناصر

Page 40: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

المكونة لهذه الجريمة، واعتبرت أن اإلرهابي أي شخص يقوم

ريمة، سواء كان ذلك عن بطريقة غير مشروعة مرتكبا لهذه الج

طريق العنف أو التهديد به واستولى على الطائرة أو سيطر

عليها أو شرع في ارتكاب أي من هذه األفعال أو اشترك مع

شخص يقوم أو يشرع في ذلك، وحددت لجنة اإلرهاب الدولي

التابعة لجمعية القانون الدولي في مشروع اتفاقية الرقابة

لي في مادتها األولى جريمة اإلرهاب القانونية لإلرهاب الدو

الدولي بأنها، أي عمل عنف خطير أو التهديد به يصدر عن فرد

سواء كان يعمل بمفرده أو باإلشتراك مع أفراد آخرين، ويوجه

ضد األشخاص أو المنظمات أو األمكنة وأنظمة النقل

والمواصالت أو ضد أفراد الجمهور العام، بقصد تهديد هؤالء

أو التسبب بجرح أو موت هؤالء األشخاص أو األشخاص

تعطيل فعاليات هذه المنظمات الدولية، أو التسبب في إلحاق

الخسارة أو الضرر أو األذى بهذه األمكنة أو الممتلكات، أو

بالعبث بأنظمة النقل والمواصالت هذه بهدف تقويض عالقات

زاز الصداقة بين الدول أو بين مواطني الدول المختلفة أو ابت

تنازالت من الدول، كما أن التآمر على ارتكاب أو محاولة

ارتكاب أو اإلشتراك في ارتكاب أو التحريض العام على

ارتكاب الجرائم يشكل جريمة إرهاب دولي، وفي اإلتفاقية

، عرفت المادة األولى من ٢١١٨العربية لمكافحة اإلرهاب سنة

ة ووزراء العدل اإلتفاقية الصادرة عن اجتماع وزراء الداخلي

اإلرهاب تعريفا ٢١١٨أفريل ١١العرب المنعقد بالقاهرة في

صريحا، بأنه كل فعل من أفعال العنف أو التهديد به أيا كانت

بواعثه أو أغراضه، يقع تنفيذا لمشروع إجرامي فردي أو

Page 41: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

جم،اعي يهدف إلى إلقاء الرعب بين الناس أو ترويعهم بإيذائهم

ريتهم أو أمنهم للخطر، أو إلحاق أو تعريض حياتهم أو ح

الضرر بالبيئة أو بأحد المرافق أو األمالك العامة أو الخاصة أو

احتاللها أو اإلستيالء عليها، أو تعريض أحد الموارد الوطنية

للخطر، كما عرفت الفقرة الثالثة من هذه المادة الجريمة

اإلرهابية على أنها أي جريمة أو شروع فيها ترتكب تنفيذا

لغرض إرهابي، في أي من الدول العربية التي أبرمت هذه

اإلتفاقية أو ترتكب على رعاياها أو ممتلكاتها أو مصالحها،

ويعاقب عليها القانون الداخلي للدولة المتعاقدة، واعتبرت من

الجرائم اإلرهابية الجرائم التي نصت عليها عدد من اإلتفاقات

ستثنتها منها تشريعات الدول الدولية ماعدا تلك الجرائم التي ا

. المتعاقدة أو التي لم تصادق على تلك اإلتفاقيات

يعرف المنجد العربي اإلرهابي كل من يلجأ لإلرهاب إلقامة

سلطته، أما المعجم الرائد فيعرفه بأنه رعب تحدثه أفعال العنف

مثل القتل وإلقاء المتفجرات أو التخريب وذلك بغرض إقامة

يا »: سلطة أخرى، وجاء في القرآن الكريمسلطة أو تقويض

بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأوفوا بعهدي

"أوفي بعهدكم وإياي فارهبون

:اإلرهاب يعرف كما يلي Robert وفي القاموس الفرنسي روبير

Emploi systematique de measures de exeption, de la violance

pour atteindre un but politique prise, conservation exercise de

pouvoir et specialement ensemble des actes de violence

(attentents individueles execute pour impression la population

et creerun climat)

Page 42: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

:فاإلرهاب هو Oxford وفي القاموس اإلنجليزي أكسفورد

Use of violence and intimidetion especially for political

purposes

في موسوعة جروند الروس نجد أن كلمة اإلرهاب تشير إلى

كل أعمال العنف التي ترتكبها المجموعة الثورية واإلرهابي هو

ذلك الشخص الذي يمارس العنف، وقد ارتبط وصف اإلرهابي

بزعماء الثورة الفرنسية الذين أقاموا حكما من الرعب

. ٢١۷۳رهاب في فرنسا عام واإل

في موسوعة السياسة نجد أن اإلرهاب يعني إستخدام العنف غير

القانوني أو التهديد به بأشكاله المختلفة كاإلغتياالت والتشويه

والتعذيب والتخريب والنسف بغية تحقيق هدف سياسي معين

مثل كسر روح المقاومة واإللتزام عند األفراد وهدم المعنويات

لهيئات والمؤسسات أو كوسيلة من وسائل الحصول على عند ا

معلومات أو مال وبشكل عام استخدام اإلكراه إلخضاع طرف

. مناؤئ لمشيئة الجهة اإلرهابية

ويشار أيضا إلى أنه حين يتحول التطرف من موقف فكري إلى

فعل عنيف ينقلب إلى إرهاب، وفي المعجم الوسيط نجد أن

ن يسلكون سبيل العنف واإلرهاب لتحقيق اإلرهابيين أولئك الذي

أغراض سياسية وجاء في المنجد بأن اإلرهابي هو من يلجأ إلى

.اإلرهاب إلقامة سلطته

Page 43: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

:عوامل نشأة اإلرهاب -المبحث الثالث

تشير مختلف األبحاث والدراسات المتعلقة بأسباب، دوافع،

ا وعوامل نشأة ظاهرة اإلرهاب بشكل عام، إلى كونها تكون إم

.شخصية ذاتية وإما اجتماعية موضوعية

:األسباب الشخصية. أ

:وتقسم بدورها إلى

:عوامل نفسية -

يرجع أصحاب المدرسة السيكولوجية اإلرهاب إلى عوامل

نفسية خالصة تكمن غالبا في الشخصية والعقل الباطن أو

الالشعور، وتكن أبرز عوامل نشأة اإلرهاب بذلك في العزلة،

ين المتطرف، الروتين، اإلحباط واليأس، تأخر سن الملل، التد

الزواج، الخوف من المستقبل، ويقول علماء النفس أن اقتراف

أعمال العنف إنما يقوم به أولئك الذي تعرضوا الضطراب عقلي

حاد، ولذلك كانت دوافعهم خليطا مشوشا من الفانتازيا والشعور

إلرهابيين يجتدبون بالغبن، ويرى األستاذ ريتشارد كالترباك أن ا

المخبولين كما أنهم يحولون العقالء إلى مخبولين اعتمادا على

. تلقينهم عمليات القتل

يؤدي الدافع الديني والفراغ الروحي واختالل القيم وحاالت

القلق والكآبة التي يعاني منها اإلنسان والشاب خصوصا ألنه من

للشبكات الشرائح المستهدفة من قبل المخططين والمنظمين

اإلرهابية، إلى ضغوط نفسية كبيرة تولد شعورا بالكراهية نحو

Page 44: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

المجتمع اإلنساني عموما والمجتمع المحلي خصوصا، تنموا تلك

المشاعر لتخلق دافعا باإلنتقام منه، حيث أن البناء السيكولوجي

للفرد يلعب دورا هاما في عميلة التفاعل اإلجتماعي، وتشير

ى أن النمو الجسدي والعقلي واإلنفعالي البحوث والدراسات إل

المضطرب إضافة إلى البيئة اإلجتماعية غير السليمة، لهما

عالقة مباشرة بالنشاط اإلرهابي، كما تفيد نفس البحوث أن

اإلرهابيين بسبب خلل عقلي وعصبي تجمع بينهم خصائص

متماثلة كاإلنطواء، الطفولة المضطربة، الشذوذ، العالقات

في األسرة خاصة مع الوالدين، اإلنقطاع عن المضطربة

األصدقاء وأسباب مشابهة، كما تحصي الدراسات من األسباب

والعوامل التي تساعد على إقدام األفراد على العنف عموما

:واإلرهاب خصوصا ما يلي

إحساس الفرد بعدم التقبل عند الغير وبأنه ذو مكانة أقل . 0

بالحزن، اإلكتئاب، القلق، مستوى أو متدنية، ما يجعله يشعر

والفشل في الحياة، حيث يشعر األفراد المنتمون إلى الجماعات

اإلرهابية بما يسمى باإلحباط النسبي نتيجة اإلحباط والشعور

. بالضياع والفشل

نقمة الفرد على المجتمع نتيجة ما يعتقده ظلما وإهدارا . 4

القلق من لحقوقه من قبل السلطة، حيث تنشئ مشاعر الخوف،

المستقبل، وينتابه اإلحباط واليأس فيتولد لديه الحقد ويبدأ في

تقبل القيام بعمل ضد المجتمع، فتنموا بذلك استعداداته الستخدام

.العنف بهذا الشكل

Page 45: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

الروتين الذي يعيشه الفرد وخصوصا فئة الشباب كما وفقدانه . 2

المعنى الحقيقي للحياة وعدم وجود هدف محدد يسعى إلى

تحقيقه، مما يولد لديه الملل ومشاعر اإلغتراب واألنانية وعدم

اإلحترام والتواصل الروحي والعاطفي والوجداني بين األجيال،

مما يؤدي إلى سيادة النزعات المادية والبعد عن النواحي

العاطفية والمشاعر اإلنسانية السامية، كما أن التغيرات المفاجأة

يواجهها الشباب خصوصا، تفقدهم بشكل متواتر ومتالحق والتي

التوازن النفسي واإلجتماعي وتضعف ثقتهم في أنفسهم وفي

.المجتمع وبالتالي تجعلهم عرضة إلى اإلستغالل بشتى صوره

إخفاق الفرد في تحقيق ذاته في أسرته ومجتمعه وشعوره . 2

بعدم األهمية، غالبا ما يجعله يفقد القدرة على اإلحساس

. ماء لهذا الكل بما فيه الوطن بشكل تدريجيوالشعور باإلنت

:عوامل سياسية -

يالحظ أن للدافع السياسي جذور قد تكون قومية كدوافع

المنظمات الثورية والوطنية التحريرية، كما قد يكون له جذور

. عنصرية مثل دوافع منظمة أيوكا القبرصية والجيش اإليرلندي

صبغة السياسية والتي ويمكن تصنيف الدوافع الذاتية ذات ال

:تؤدي إلى نشوء العمل اإلرهابي بهذا الشكل

الكبت الذي ينشئ لدى األفراد جراء السياسات غير العادلة . 0

التي تتخذها الدولة ضد مواطنيها، إضافة إلى التهميش وتغييب

Page 46: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

المواطن عن المشاركة السياسية أو انتهاك حقوقه مما يدفعه

.يةللشعور باإلهمال وعدم األهم

الصراعات المحلية الداخلية إما بين فئات أو طبقات شعبية . 4

.أو بين هذه األخيرة والسلطة

مقاومة اإلحتالل األجنبي والرغبة في تحصيل الحق في . 2

تقرير المصير، إذ يتولد في نفوس أفراد الشعب حب الوطن

والرغبة الملحة في تخليصه من المحتل األجنبي الذي يمارس

.هر واإلضطهادعليهم الق

محاولة اإلفراج عن معتقلين أو مساجين في قضايا سياسية . 2

.أو إجبار الدولة على تغيير سياستها في إقليم معين من أقاليمها

قيام الدولة أو دولة اإلحتالل بممارسة العنف واإلرهاب ضد . 1

شعب معين إلجباره على التخلي عن أراضيه واللجوء أو

.اطني البوسنة والهرسك وفلسطينالهجرة، وهذا حال مو

اإلنتقام من دولة معينة واإلضرار بمصالحها نظرا لموقفها . 6

السياسي فيما يخص موضوع أو قضية معينة خصوصا في حال

انحيازها لصالح طرف دون آخر، وهو ما يسجل لدى تعرض

الفلسطينيين للقمع الصهيوني في دول أوربا، حيث تباشر

لغالب بعض األعمال التخريبية انتقاما من مجموعات شبانية في ا

.انحياز تلك الدول للصهاينة

Page 47: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

تكوين جماعات وحركات سياسية غير مشروعة وتبنيها . 1

ودعمها ماديا وفنيا من جانب دولة لخلق الفوضى وضرب

.استقرار دولة أخرى

ويجدر الذكر بأن العمليات واألنشطة اإلرهابية ذات الدوافع

فيما يخص قانونية هذه األعمال من وجهة السياسية تثير جدال

النظر القانونية، فأغلب العمليات تأتي بعد استنفاذ كل الطرائق

العادية والقانونية الشرعية، ومن هنا يتذرع الطرف المغلوب

على أمره بظلمه وهدر حقوقه بلجوئه إلى اإلرهاب كوسيلة من

تدويل وسائل التعبير عن تلك التجاوزات، إلعالن موقفه و

. قضيته على صعيد المجتمع العام أو العالمي

:الدوافع اإلعالمية -

ساهم التطور التكنولوجي في تقنيات اإلتصاالت العالمية في

تطوير عملية نقل األخبار وبثها بشكل منقطع النظير وبسرعة

فائقة تسمح بنقلها لحظة وقوعها، لذلك فقد اتخذ العمل اإلرهابي

من خالل محاولة القائمين عليه لفت انتباه اليوم بعدا دعائيا

الرأي العام العالمي إلى قضيته وأفكاره، حيث تعتبر وسائل

اإلعالم التي تتبنى الحيادية والموضوعية في نقلها لألخبار

المجال الوحيد الذي يمكن لإلرهابيين من نقل أفكارهم المنبوذة

رؤاهم من قبل باقي المؤسسات أو الوسائط، وهكذا يطرحون

وشروطهم ومطالبهم، من جهة أخرى فإنه والستحالة تحقيق هذه

الجماعات لنصر عسكري حقيقي على خصومهم، فإنهم يلجؤون

إلى تقوية موقفهم عن طريق الدعاية، تسمح هذه األخيرة بتحطيم

معنويات خصومهم وإكراههم على اتخاذ مواقف لم تكن

Page 48: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

م يعتمدون في هذا العمليات المسلحة سبيال لها، وعليه فإنه

:الصدد على عنصرين هما

.إفشاء الذعر -

.نشر القضية -

وهذا يعتمد بدوره على كيفية تعاطي وسائل اإلعالم مع تلك

األخبار والقضايا، وهو موضوع يثير بدوره جدال متواصال في

كل دوائر اإلعالم وصناعة القرار في العالم مع تنامي اإلرهاب،

ل الجمهور العام في معرفة واإلطالع والرغبة الملحة من قب

. على مطالب الجماعات اإلرهابية ودوافعها

:األسباب المجتمعية. ب

وهي األسباب التي يكون المجتمع الذي يعيش في ظله الفرد أو

:الجماعة اإلرهابيين العامل المباشر لها، وهي تنقسم إلى

:الدوافع اإلقتصادية -

مجتمع أو دولة معينة بما تفرزه تلعب المشكالت اإلقتصادية في

من بطالة، ديون، إرتفاع أسعار، تراجع الدخل والمستوى

المعيشي وتسريح العمال، دورا كبيرا في شعور الفرد بحاالت

من اإلحباط، اليأس، والعداء لألطراف المهيمنة على المجتمع أو

الدولة وخصوصا تلك التي تسيطر أو تحتكر تسيير اإلقتصاد،

تث اإلحصائيات أن األفراد المشكلين للجماعات اإلرهابية وقد أتب

غالبا ما ينتمون إلى الفئات الفقيرة من المجتمع، حيث ينمو لديهم

Page 49: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

اإلعتقاد بوجود تقسيم طبقي للمجتمع ووجود ظلم في توزيع

الثروات، ما يدفعهم إلى اإلنخراط في كل تحرك مناهض لتلك

لبا األطراف المسيطرة األطراف المهيمنة على الثروة وهي غا

.على السلطة والحكم

كما أظهرت الدراسات أن مجمل األفراد المنتمين إلى الجماعات

سنة، وهي 21و 01اإلرهابية ينتمون إلى الفئات العمرية بين

الفئة العمرية التي تشكل بدورها النسبة الساحقة من الفئات

بطالة، المتضررة غالبا من أي مشاكل اقتصادية خصوصا من ال

وبالنسبة لمجتمعاتنا العربية التي تتشكل تركيبتها السكانية من

هذه الفئة، فإنها العرضة بشكل أكبر لنشوء وتطور ونمو مثل

هذه الجماعات خصوصا وأن أوضاعها اإلقتصادية مزرية

غالبا هذا إن استثنينا دول الخليج العربي، لكن هذه األخيرة

أزمة اقتصادية فإنها تعاني من تعاني بدورها وإن لم تعاني من

ثغرات أخرى استغلها اإلرهابيون يمكن تحليلها في موضوع

. آخر

:الدوافع اإلجتماعية -

ألن األسرة هي الخلية األساسية لبناء المجتمع فإن طبيعة األسرة

وتركيبتها وبناءها ينعكس بشكل كامل في إطار تفاعل كلي بين

األسر في بيئة داخلية مجموع األسر على المجتمع، فوجود

عامرة باألزمات، المشاكل والتعقيدات، العالقات المنهارة،

الصراعات الداخلية، إضافة إلى الفقر واألمية وحاالت

اإلنفصال والظواهر األخرى مثل اإلعتداء، كلها تصب عبر

أفراد تلك األسر في المجتمع في شكل ظواهر عنف وإرهاب

Page 50: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

لتي ال تقل خطورة، ويمكن إضافة إلى الظواهر األخرى ا

تلخيص مجمل العوامل أو األسباب اإلجتماعية التي تعمل على

: دفع الفرد إلى اإلنخراط في العمل اإلرهابي كما يلي

الفراغ اإلجتماعي والعزلة التي يعيشها بعض األفراد . 0

خصوصا منهم فئة الشباب، وكذلك التباعد بين أفراد المجتمع

فيما بينهم بشكل يخلق نوع من الهوة الواحد وعدم التواصل

.يسهل من خاللها نمو حاالت العنف واإلرهاب

تأخر سن الزواج والمشاكل العاطفية الناجمة عن ذلك في . 4

.إطار األسرة وخارجها في إطار المجتمع

ضعف دور المدرسة ومؤسسات المجتمع المدني في التربية . 2

يات والقيم الروحية والتنشأة السليمة القائمة على األخالق

واإلنسانية، وافتقاد لغة الحوار والتواصل سواء داخل األسر كما

أشرنا أو خارجها عبر المؤسسات المعنية أصال بالضبط

. اإلجتماعي

التحول اإلجتماعي الذي طرأ على المجتمعات المعاصرة . 2

والذي ساهم فيه نمو تعليم المرأة ونزولها إلى مجال العمل،

ذي ضاعف من احتماالت تراجع دورها في بناء األمر ال

األسرة، بما يطرحه ذلك من مخاطر زعزعة عملية بناء

واستقرار األسرة، األمر الذي يؤثر بشكل سلبي على واقع الحياة

في األسرة ثم المجتمع، تجدر اإلشارة هنا إلى كون واقع خروج

في المرأة إلى العمل يطرح جملة من اإلنعكاسات التي تتفاعل

.مجملها بشكل سلبي في الغالب بشكل أو بآخر

Page 51: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

التنوع السكاني وتوزيع الكثافة السكانية بشكل مرتفع فوق . 1

مساحة جغرافية ضيقة للغاية خصوصا في إطار أحياء عشوائية

التخطيط، وعدم توفر هذه األخيرة بالتالي على أدنى شروط

ب منهم الحياة، مما يجعل أفراد تلك المناطق وخصوصا الشبا

عرضة لمختلف اآلفات والظواهر السلبية نظرا لطبيعة كونهم

–في ظروف سلبية في مجملها، وتؤكد مختلف الكتابات

تنامي مختلف أنواع أعمال ونشاطات -الصحفية خصوصا

العنف واإلنحراف وحتى اإلرهاب على مستوى مثل هذه

. المناطق السكانية

:األسباب التاريخية. ج

تتخذ األحداث التاريخية التي وقعت في فترة من الممكن أن

معينة ولو كانت بعيدة عامال من العوامل التي تدفع إلى ارتكاب

األعمال اإلرهابية، ومن أمثلة ذلك األعمال اإلرهابية التي يقوم

بها جيش التحرير األرمني ضد تركيا انتقاما للمذابح التي لحقت

قوم به دولة اإلحتالل باألرمن إبان العهد العثماني، أو ما ت

اإلسرائيلي من أعمال إرهابية ضد قادة ألمان من الحقبة النازية

بعد متابعتهم في أي مكان توجدوا فيه من العالم، مثال ذلك

من قبل عمالء الموساد ٢١٦٦اختطاف أدولف أتوايخمان سنة

من األرجنتين نحو القدس حيث تم إعدامه بعد سنتين، وكان

بالبوليس السري النازي يقيم تحت اسم مستعار أتوايخمان ضابط

. في األرجنتين قبل اختطافه وإعدامه

:األسباب اإلثنية. د

Page 52: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

يقصد بها العوامل ذات الصيغة العرقية للجماعة المسيطرة على

السلطة في الدولة وكذا التمييز العنصري الذي تمارسه ضد

عات شعبها خصوصا إن كان متنوع األعراق، حيث تلجأ الجما

المسيطرة إلى العنف واإلرهاب ضد الجماعات األقل قوة بهدف

دفعهم إلى النزوح والهجرة كما حصل في فلسطين بدءا من سنة

وحتى اليوم، وما وقع في البوسنة والهرسك وكوسوفا من ٢١٤٨

قبل الصرب ضد األقلية المسلمة، كما وقع هذا النوع من

ود من السكان اإلرهاب ضد مواطني جنوب أفريقيا من الس

األصليين، من طرف الحزب الوطني الذي مارس سياسة التمييز

. العنصري ضدهم

:األسباب اإليديولوجية. ـه

يمكن للتعصب لمبدأ فكري أو ديني أن يدفع إلى اللجوء نحو

العنف واإلرهاب من طرف فئة تسعى إلى فرض مبادئ تؤمن

الفئة إلى بها على باقي فئات المجتمع، كما وقد تسعى تلك

الوصول إلى السلطة لفرض تلك الرؤى على باقي الفئات، ومن

أمثلة ذلك الصراع بين اإلشتراكية والرأسمالية، الصراع بين

البروتستانت والكالثوليك وبين الهندوس والمسلمين في الهند

لدوافع دينية، كما يتمثل ذلك في تبني بعض الجماعات التي

األصولية رفض الثقافات يطلق عليها أحيانا الجماعات

.امعهوالحضارات األخرى ومقاومة أي تواصل ثقافي أو فكري

هذا وقد حاول عدد من الباحثين والعلماء تفسير نشأة السلوك

:اإلرهابي عوما كل حسب تحليله نوردها حسب سنة طرحها

Page 53: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

أن اإلرهاب هو نتاج للفجوة الحاصلة ( ٢١۷۳)يقول ديفز

يحصل عليه وبين إشباعاته للشخص بين ما يتوقع أن

الشخصية، حيث يحصل على أشياء أقل مما يتوقع أنها تشبع

حاجاته وبالتالي يشعر دوما بالحرمان وعدم الحصول على

حقوقه، ويقول أن غالبية األعمال اإلرهابية على مستوى العالم

هي نتاج اإلحباط المتولد من العوامل السياسية، اإلقتصادية،

شخصية التي لم يستطع المجتمع إشباعها للفرد، واإلحتياجات ال

أو أن توقعات األفراد نحوها كانت أعلى من الواقع اإلجتماعي

المتاح، وبذلك فاإلرهاب في هذا المجال هو نتاج طبيعي

. لإلحباط بشتى صوره وأشكاله

أن اإلرهابي يمارس السلوك العنيف ( ٢١٨٢)ويرى كانون

لتحقيق ذاته، مما يجعله يمارس نتيجة انغالق الخيارات أمامه

السلوك العنيف، إن انغالق الخيارات المتاحة أمام اإلرهابي

يجعله ينظر إلى اإلرهاب كمخرج وحيد لإلحباط والشعور

. السالب نحو الذات

ويمكن القول، بأن الشخص المنظم إلى الخاليا والجماعات

اإلرهابية، هو شخص غير موظف عاطل عن العمل، منعزل

جتماعيا، يحمل مؤهالت علمية متدنية، وتشير دراسات هيرسن ا

، إلى أن الرغبة في ٢١٨١، أينوس ٢١١٨، باركي ٢١١١

اإلنضمام إلى الجماعات اإلرهابية ال تكفي وحدها دون وجود

. الفرصة السانحة لإلنضمام وشخص يقدمه إلى المجموعة

Page 54: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

:منهج مكافحة اإلرهاب -الفصل الثاين

:المنهج األمني في مكافحة اإلرهاب -المبحث األول

يعتبر اإلرهاب على غرار باقي الجرائم سواء كانت عادية أو

اتخذت أبعادا سياسية عمال غير قانوني، فهو مخالف للقانون

الوضعي للدولة والقانون الدولي القائم عموما على اإلتفاقيات

واألعراف الدولية، أحكام محكمة العدل الدولية، قرارات

لجمعية العامة لألمم المتحدة، مجلس األمن، وآراء فقهاء القانون ا

الدولي، وأي انتهاك أو خرق للقانون يجب أن يقابل بالرفض

والعقاب المستحق وفقا لمواده، وذلك حتى ال تعم الفوضى

.والغوغاء في المجتمع الوطني والدولي

:ين هماوتتم مكافحة الجريمة اإلرهابية انطالقا من مبدأين رئيسي

:المكافحة عن طريق المنع. 0

إن منع جرائم اإلرهاب هو في األساس من اختصاص رجال

األمن والقانون، فالهدف الرئيسي من عملية مكافحة اإلرهاب

يبقى منع وقوعها أصال، وتجنيب المجتمع ويالتها المدمرة

والعنيفة وآثارها العميقة البعيدة األمد، ولتوضيح عملية

لمنع البد لنا من تفكيك مصطلح اإلرهاب وهو مثلث وإجراءات ا

Page 55: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

الالتيني أي وحسب T متكامل يحمل كل ضلع منه حرف

:الترجمة اإلنجليزية

Terrorist اإلرهابي -

Tools األدوات اإلرهابية -

Target الهدف المستهدف من اإلرهاب -

)اإلرهابي)العنصر البشري

أدوات العملية اإلرهابية

العملية اإلرهابيةالهدف من

فإذا تمكن رجال األمن أو القائمين على أجهزة مكافحة اإلرهاب

من إحباط أو خلع إحدى هذه األضالع باإلمكان منع العملية

اإلرهابية من الوقوع أصال، ومثال، إذا تم ضبط إحدى العناصر

قبل شروعه في تنفيذ العملية اإلرهابية، Terrorist اإلرهابية

من أسلحة أو Tools رت األدوات اإلرهابيةحتى لو تواف

متفجرات فلن تتمكن المجموعة اإلرهابية من تنفيذ العملية ألنها

تفتقر للعنصر البشري المعنى بالتنفيذ، وفي حال تم ضبط أدوات

قبل دخول العملية اإلرهابية مرحلة التنفيذ فلن Tools اإلرهاب

لفرار والتسلل من تنفذ في األساس حتى لو تمكن اإلرهابي من ا

رجال األمن، كونه لن يتوفر على أدوات التنفيذ ، وكذلك لو

وقمنا Target تمكنا من تحديد الهدف من العملية اإلرهابية

Page 56: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

بتأمينه بشكل صحيح، سواء كان الهدف من هذه العملية شخصا

أو منشأة حيوية أو ما عداه، حيث يتم بهذا التأمين منع اإلرهابي

هذا الهدف وعزلناه بالشكل الكامل، فلن تقع من الوصول إلى

الجريمة اإلرهابية ألن أحد أضالع مثلث اإلرهاب قد تغيب

.وبات غير فعال في العملية

وهكذا، وبناءا على ما سبق توضيحه، فإن على رجال األمن أن

يعملوا دوما على جمع أكبر قدر من المعلومات عن العناصر

اكن تخزين الوسائل واألدوات اإلرهابية، أماكن تدريبهم، أم

اإلرهابية، من أسلحة وذخائر ومؤن، وكذا اإلطالع المستمر

على األهداف الممكن استهدافها بعمليات إرهابية، إضافة إلى

سرعة ضبط كل تلك األجزاء من مثلث اإلرهاب أو كما

صورناه سابقا أضالعه الثالثة، فعملية إحباط اإلرهاب قبل

ل األمن والقائمين على أجهزة مكافحته، وقوعه يتطلب من رجا

درجة عالية من اليقظة والمبادأة والمبادرة، وأن تكون أسرع من

المنظمات اإلرهابية في التفكير والتنفيذ، ألن واجبها األول هو

منع وقوع اإلرهاب أصال وتأمين المواطنين من الترويع،

.وإرساء دعائم السكينة واألمن عبر البالد

سياق يمكن التعرض ألبرز مالمح اإلجراءات التي في نفس ال

تسخرها الدولة في إطار مكافحة اإلرهاب عن طريق المنع كما

:يلي

توظيف المعلومات األمنية بشكل علمي مخطط لضمان . 0

استمرار تجددها، مما يكفل المقدرة على التوقع، التنبؤ، والرؤية

تداد مناطق الشاملة لخريطة اإلرهاب ومواقعه وبؤره على ام

Page 57: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

نشاطه، إلى جانب مالحقة العناصر الهاربة وضبطها بشكل

فوري، وهو جانب فني يجب تطويره لدعم التحرك الفعال

للعناصر األمنية زمنيا وجغرافيا، بشكل يكفل ضبط العناصر

. والمجموعات أو الخاليا اإلرهابية وقياداتها

حديث أداء تدعيم فعالية نظم التأمين والحراسة، تطوير، وت. 4

أفرادها في إطار خطط مرحلية تستهدف تلبية المتطلبات األمنية

والتأمينية، من ذلك الدوريات الراكبة، غرف العمليات،

.الحراسات وما إلى ذلك

التوسع في عمليات تدريب القيادات والضباط بمختلف . 2

األجهزة األمنية لإلرتقاء بالقدرات والمهارات الفنية، وتدعيم

ت التعامل في إطار مواجهة العناصر اإلرهابية، وفقا إمكانا

ألحدث النظم التدريبية داخل وخارج الوطن باإلعتماد على

.علوم إدارة األزمة على وجه خاص

زيادة اإلعتمادات المالية المخصصة لإلنفاق األمني وتغطية . 2

متطلباته البشرية والتدريبية والتجهيزية، وتدعيم القدرات األمنية

.صبح قادرة على المواجهة السريعة والحاسمةلت

وفي ضوء الخطط األمنية المشار إليها سلفا يجب أن . 1

تحرص األجهزة األمنية على توظيفها لتحقيق أقصى النتائج

:وتدعيم إيجابياتها وتعميقها وفقا للمحاور التالية

توسيع دائرة التمشيط والتعامل األمني مع بؤر وخاليا -

امتداد نطاق نشاط تلك األجهزة إما داخل الوطن التطرف على

Page 58: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

أو في الخارج بالنسبة للدول المنخرطة في أعمال مكافحة

اإلرهاب الدولي، وفقا لخطط تنفيذية مرحلية ذات أولوية أمنية،

وإجهاض مخططات اإلرهاب بضبط القيادات والعناصر

واألدوات وتقديمها للجهات القضائية، إضافة لقطع اإلتصاالت

والمصادر التمويلية والتموينية، ويواكب هذا اإلتجاه توجيه

ضربات متتالية وفعالة مؤثرة للقوى والجهات التي تقدم المساندة

.التنظيمية والدعائية لفصائل اإلرهاب

تحقيق السيطرة داخل السجون والمعتقالت بهدف قطع -

. اتصاالت قيادات اإلرهاب مع الخارج

مشتركة بين مختلف األجهزة األمنية تنفيذ خطط متكاملة و -

لمواجهة وضبط الجرائم الجنائية التي تساهم في اإلعداد

للعمليات اإلرهابية، من ذلك سرقة السيارات، السطو على

الممتلكات الخاصة، حيازة األسلحة، تزوير الوثائق والعملة

.وتداول الزي الرسمي واستعماله

ختلف المواقع وتدعيم تعزيز تواجد قوى األمن والشرطة بم -

شخصيات )فاعلية نظم الحراسة والتأمين، وتطوير أداء أفرادها

في إطار خطط مرحلية وفقا للمتطلبات األمنية ( ومنشآت

.والتأمينية وأولوياتها

تدعيم فعالية السيطرة األمنية داخل المناطق المستهدفة من -

ألكمنة خالل عمليات إحكام تأمين منافذها ومداخلها وإقامة ا

.الثابتة والمتحركة المرتبطة السلكيا

Page 59: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

وعلى صعيد آخر، تقوم الجهات المعنية بزمام مكافحة اإلرهاب

بتنفيذ خطط موسعة على صعيد اقتحام المناطق النائية والجبلية،

وتعمل على تطهيرها وخصوصا المغارات، من العناصر التي

يذ مخططاتها تتخذها مالذا آمنا أو كمخازن أسلحة أو معاقل لتنف

: اإلرهابية واإلجرامية، وترتكز هذه الخطط عموما على

دعم قوات األمن بالمناطق ذات الطبيعة الجغرافية الجبلية أو -

بعناصر قتالية مدربة على ( الصحراء، الغابات والجبال)النائية

.اإلقتحام وفقا لمتطلبات مثل تلك المناطق والظروف

ية الثابتة والمتحركة لرصد حركة توسيع انتشار األكمنة السر -

العناصر الهاربة بمثل هذه المناطق، بعزلها ومحاصرتها

وإغالق المنافذ والمخارج المؤدية منها وإليها، وإحكام السيطرة

.على عناصر اإلتصال واإليواء

تعزيز مجموعات العمل وفرق البحث بمثل تلك البؤر -

.والمناطق

األسلحة مع اإلمداد بمساعدات تزويد قوات اإلقتحام بأحدث -

.فنية متطورة متخصصة

وفي المجال الخارجي، ولتخفيف منابع اإلرهاب بالخارج، -

ينبغي تطوير التعاون األمني والتنسيق المباشر مع أجهزة األمن

بالدول الصديقة أو المتحالفة في إطار مكافحة اإلرهاب

د مراكز والجريمة العابرة للقارات، وفي مجال متابعة ورص

Page 60: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

النشاط اإلرهابي وضبط قياداته وعناصره المتحركة بين مختلف

. البلدان

:المكافحة عن طريق القمع. 2

إذا انتقلنا إلى مرحلة المكافحة عن طريق القمع، فهذا يعني أن

مرحلة المكافحة عن طريق المنع لم تأتي بالنتيجة المرجوة على

ة قد نجحت وتمت وقد الصعيد الميداني، وأن العمليات اإلرهابي

حققت هدفها من خالل مثلث اإلرهاب الذي سبق وأشرنا إليه،

والذي يعني نجاح العملية التي تشتمل على كل من اإلرهابي،

األدوات اإلرهابية، والهدف من العملية اإلرهابية، ورغم كل

هذا فيجب اإلنتقال طبعا إلى عملية القمع التي تنطلق مباشرة بعد

ة اإلرهابية، حيث يجب أن تتحرك القوى األمنية نجاح العملي

لضبط اإلرهابيين الذين شاركوا في العملية، في أسرع وقت

ممكن وبفعالية شديدة وبأقل الخسائر، ألن هذا سيؤدي إلى إعادة

الثقة في نفوس المواطنين وعامة الناس، ويعمل في نفس الوقت

ئم خوفا من على ردع اإلرهابيين من ارتكاب المزيد من الجرا

التعرض لإلعتقال أو القتل من قبل المصالح األمنية التي تباشر

. عملية المكافحة عن طريق القمع

وينبغي أن تكون إجراءات القمع أو الردع على مستوى الشدة

التي تتميز بها العملية اإلرهابية، ألن التراخي في ردع اإلرهاب

رة في المراحل وقمعه يؤدي إلى نتائج أكثر وخامة وأشد خطو

الالحقة، حيث أن إحساس العناصر اإلرهابية بأن الدولة أو

السلطة تعاملهم بنوع من التراخي والمرونة أو بأنها قد تستسلم

لمطالبهم، كل هذا سيؤدي إلى المزيد من أعمال العنف المنظم

Page 61: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

الذي يولد بدوره إلى انهيار هيبة الدولة وسيادة نظام الفوضى

.واإلرهاب

سبة للوسائل التي تتخذها الدولة في إطار مرحلة مكافحة وبالن

:اإلرهاب عن طريق القمع إلى قسمين

:الوسائل القانونية. 0

يجب أن تكون التشريعات الوطنية المتعلقة باإلرهاب رادعة ألن

عمليات اإلرهاب من شأنها تقويض المجتمع من أساسه،

ن كما تؤدي وزعزعة اإلحساس باألمن والسكينة لدى المواطني

إلى إزهاق أرواحهم، ومثل هذه األعمال يجب أن تكون عقوبتها

.في منتهى الصرامة

إن القتل عادة إذا تم بشكل فردي تكون عقوبته في معظم

التشريعات في حال جاء متعمدا هي اإلعدام، واإلرهاب هو قتل

منظم ليس لفرد واحد بل قد يزهق أرواح مجموعة بشرية كاملة

تعمد، ما يستلزم تشديد عقوبة الجرائم اإلرهابية كما أنه م

بمختلف أنواعها لردعها وتحذير مرتكبيها ومن يفكر في

ارتكابها بالجزاء المشدد والعنيف في مقابل ارتكابها أو

. المشاركة في ارتكابها

:الوسائل اإلجرائية. 4

تشير الوسائل اإلجرائية في العموم إلى أجهزة التحريات

التي تنشئها الدولة من بين أجهزة األمن، سواء والمعلومات

كانت من بين قوى الشرطة أو القوات المسلحة، فهي ليست

Page 62: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

مجرد أجهزة لجمع معلومات معينة بغرض ضبط اإلرهابيين،

بل يمكن أن تلعب دور أهم يتراوح بين قمع هذه العمليات

ومنعها من األساس، بضبط العناصر اإلرهابية التي تخطط

بعمليات إرهابية وتقديم األدلة وعرض التحريات الخاصة للقيام

بهم، حيث يتم منع جرائم اإلرهاب هنا عن طريق ما يطلق عليه

على أساس أن ذلك يعتبر ( اإلجهاض المبكر للعمليات اإلرهابية)

.مشروعا لوقاية النفس والدولة من اإلرهاب

ة وحسب، بل فالدولة ال تلتزم بالدفاع كرد فعل للعمليات اإلرهابي

عليها واجب أسبق أال وهو المبادرة بمعرفة الخطط والهجوم

على معاقل أو مراكز الجماعات اإلرهابية، وتوجيه الضربة

األولى في إطار الحرب على اإلرهاب، وهو ما يتطلب قدرة

عالية على جمع المعلومات، المعطيات، والتحري عن نشاط هذه

. األنظمة واختراقها

تم بناء هذه األجهزة بناءا على عدد من المميزات وينبغي أن ي

السرية المطلقة لخطط الدولة في )والخصائص يأتي على رأسها

، وكذلك اإلمداد المتواصل بالمعلومات، (مكافحة اإلرهاب

وضمان التدفق المستمر للمعطيات عن كافة النشاطات اإلرهابية

دها لتحقيق الداخلية والخارجية، ويجب تنويع التكتيكات وتجدي

.عنصر المفاجأة والمبادرة في كل عملية ضد اإلرهاب

ويالحظ أن األجهزة الخاصة بالمعلومات هي خط الدفاع األول

ضد المنظمات اإلرهابية، وكلما كان نجاحها في تجنيد وزرع

مستمرا، فإن إمكانية إجهاض ( المرشدين، المخبرين)العمالء

ر، فليس هناك حدود ألهمية العمليات اإلرهابية تتزايد باستمرا

Page 63: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

المعلومات والبيانات عن المنظمات اإلرهابية، أنشطتها، بناءها،

تركيبتها واستراتيجيتها، وبالنسبة لكل معلومة، فمهما كانت تبدو

بسيطة وغير هامة، فإنها عندما تجمع ويتم تحليلها قد تكشف

. جوانب حساسة من المخططات اإلرهابية

أن جمع وتحليل اإلستخبارات أقل العمليات بيالر، . يرى بول أر

ظهورا لكنه أهم األدوات في مكافحة اإلرهاب، ويعتقد أنه خط

الدفاع األول ضده، ولكن لهذا األداء حدود خاصة أهمها ندرة

اإلستخبارات التكتيكية المتخصصة جدا، والمطلوبة إلفشال

اإلرهاب، فمن الصعب جمع هذا النوع من المعلومات، حيث

تطلب ذلك اختراق مجموعات صغيرة كثيرة الشك واإلرتياب ي

وحريصة بشكل كبير للغاية، ويضيف بيالر أن معظم

اإلستخبارات المتعلقة بالجماعات اإلرهابية مجزأة وغامضة

وقليلة المصداقية، لذلك فإن تحليلها يمثل تحديا يعادل جمعها،

للعمليات كما أن اإلستخبارات ال تختصر بتزويد صور متكاملة

اإلرهابية المتوقعة، بل بتزويد إحساس استراتيجي أكثر حول

التهديدات األعظم التي تطرحها المجموعات، وحول األوقات

والمناطق التي تمثل أعظم األخطار وحول أنواع األهداف

. واألساليب التكتيكية المحتمل توظيفها

في مجال وتعتبر الواليات المتحدة األمريكية من الدول الرائدة

استخدام وتوظيف المنهج التحليلي للمعلومات باستخدام اإلعالم

اآللي، ففي قسم مكافحة اإلرهاب بوزارة الخارجية األمريكية

مكتب لتحليل وجمع المعلومات، وقد أمكن لهذا المكتب ومثيله

في دول أخرى من إحباط عدد من العمليات اإلرهابية، والواقع

Page 64: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

زة في ما يخص اإلرهاب المحلي، أن تعاون وتنسيق األجه

. اإلقليمي، والدولي هو إحدى ركائز نجاحها

ومن بين إجراءات القمع، إنشاء أجهزة ذات كفاءة عالية من بين

رجال الشرطة والقوات الخاصة، تكون مهمتها اقتحام معاقل

اإلرهابيين والقبض عليهم أو تصفيتهم، و تكون تبعية هذه

:ليالوحدات على الوجه التا

:األمن الداخلي من خالل وزارة الداخلية -

فوزارة الداخلية هي المسؤولة والمعنية بإدارة عمليات مكافحة

اإلرهاب داخل أراضي الدولة، من خالل التعامل معها بقوات

تخصصها لهذا الغرض، مثل القوات الخاصة باألمن المركزي،

ظل وحدات مقاومة اإلرهاب بجهاز أمن الدولة، وذلك في

تنسيق كامل متكامل مع جهاز المخابرات وأجهزة الجيش

.المعنية بالموضوع

وحدات مكافحة اإلرهاب التابعة للقوات المسلحة لوزارة -

:الدفاع

تعتبر القوات المسلحة أو الجيش المسؤولة عن إدارة عمليات

مكافحة اإلرهاب التي تمس الطائرات، السفن، الموانئ، أو

الحيوية للدولة، وذلك من خالل وحدة المناطق والمنشآت

مكافحة اإلرهاب التي تنشئها لهذا الغرض، وتدعمها بإمكانيات

خاصة تسمح لها بتحقيق التفوق على الجماعات اإلرهابية،

وتعتمد هذه الوحدات العسكرية على المعلومات التي تصلها

Page 65: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

بواسطة مركز المعلومات الدائم الذي يستقبل كل المعلومات من

زة التحريات المختلفة، وتقوم مختلف وحدات الجيش أجه

والقوات المسلحة بفروعها المختلفة بالمشاركة في عملية مكافحة

:اإلرهاب بالقمع كما يلي

:وحدات الدفاع الجوي -

مسؤولة عن تتبع الطائرات المختطفة عن دخولها المجال الجوي

. للدولة وإنذار مركز العمليات فورا

:ةالقوات الجوي -

مسؤولة عن اعتراض أي طائرة مختطفة لدى دخولها المجال

الجوي للدولة، وقد تكلف بتحويل مسارها خارج هذا المجال، أو

تأمين المطار الذي قد تضطر الطائرة المختطفة إلى الهبوط على

.مدرجه

:القوات البحرية -

لها نفس دور القوات الجوية في ما يخص التعامل الفوري مع

.مختطفة خارج المياه اإلقليمية للدولةالسفن ال

:قوات حرس الحدود -

مهمتها مراقبة الحدود الدولية مع الدولة والمياه اإلقليمية في

حدود خمسة أميال بحرية، وتفتيش ومعاينة أي عمليات اختراق

للحدود البرية والبحرية مع تأمين األهداف الحيوية في مناطق

Page 66: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

مبكر ألي اختراق أو تحركات الحدود، كما تعنى باإلنذار ال

.مريبة

وعموما، فإن تعاون وتنسيق أجهزة الشرطة المدنية المكلفة

بمكافحة اإلرهاب مع أجهزة القوات المسلحة أمر ضروري

. وحاسم في العملية ككل

وفي إطار مكافحة اإلرهاب من خالل القمع دائما، يشير بول

بدقة تجعل من بيالر إلى أن األسلحة الحديثة التي توجه. أر

القوة العسكرية أداة أقل إيذاءا وأكثر فائدة ضد اإلرهاب، حيث

أن الضربات العسكرية هي أكثر اإلجراءات الممكنة شدة ضد

اإلرهاب، وبذلك فهي تعتبر أكثر مظاهر وأشكال التصميم

دراماتيكية على صد اإلرهاب ومكافحته، ولكن التقييد الرئيسي

لمرافق والتجهيزات اإلرهابية إذا ما على استعمالها هو كون ا

قورنت بنظيرتها العسكرية التقليدية، فهي ال تشكل أهداف كبيرة

أو ثابتة قابلة للتدمير الفوري، وحيث أن التهديد اإلرهابي اليوم

صادر عن مجموعات أكثر من كونه صادر عن دول، فإن عدد

حجم األهداف الممكن ضربها بهذا الشكل وعلى هذا النحو وال

. والحشد أيضا أصبحت أقل

:المواجهة السياسية والدبلوماسية –المبحث الثاني

إذا كانت العوامل األمنية منصبة على مكافحة اإلرهاب على

الواقع الميداني في شكل احتكاك ومواجهة مباشرة مع العناصر

Page 67: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

اإلرهابية، فإن العوامل السياسية قد وجهت إلى الميادين

لمواجهة بهدف محاصرة اإلرهاب في الداخل المحيطة بميدان ا

والخارج، وتضييق الخناق على العقول المدبرة لمثل هذه

األعمال، وتتم المواجهة السياسية للظاهرة اإلرهابية من خالل

:النقاط التالية

:التعاون األمني الدولي. 0

ترتكز اإلستراتيجية األمنية الخاصة بمكافحة اإلرهاب على

امة التي تنتهجها كافة أجهزة وإدارات بعض األسس الع

الوزارات المعنية بعمليات وإجراءات المكافحة والتي تتمثل

:أبرز صورها في ما يلي

توسيع خط المكافحة للخارج لتقويض مراكزه وإجهاض -

.أنشطة قياداته المتواجدة على أراضي بعض الدول األجنبية

القوى األجنبية في إسقاط القناع عن الدور الذي تقوم به بعض -

دعم ومساندة اإلرهاب وممارساته اإلجرامية، تحقيقا ألهداف

مشبوهة ومتشابكة ارتبطت بعضها بالجرائم المنظمة وبعضها

. بخلفيات سياسية

تطويق النشاط اإلرهابي من خالل إجراءات إقليمية ودولية -

:من خالل المحاور التالية

مني المباشر مع وزارات دعم عمليات التنسيق والتعاون األ. أ

وأجهزة األمن التابعة للدول الصديقة، في مجال تبادل

Page 68: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

المعلومات، البيانات، ومتابعة ورصد مراكز النشاط اإلرهابي

.بالخارج واتصاالته بالداخل

توسيع دائرة التعاون األمني من خالل إبرام اتفاقيات ثنائية . ب

ضي الدولة الطرف لمكافحة اإلرهاب، والحيلولة دون اتخاذ أرا

مركزا لنشاطه من جهة، ومنع التسلل عبر تلك الدولة أو التغلغل

.نحوها أو تسهيل الحصول على دعم مادي أو معنوي عليها

المشاركة اإليجابية والفعالة في المؤتمرات والندوات . ج

االجتماعية الدولية واإلقليمية ذات الصلة بمكافحة اإلرهاب،

ماعية لمواجهته، فمثال تبنى مؤتمر بهدف اتخاذ إجراءات ج

األمم المتحدة لمنع الجريمة للمقترح المصري الخاص بوجود

روابط بين اإلرهاب والجريمة المنظمة، وتم استصدار مدونة

قواعد سلوك عربية لمكافحة اإلرهاب وإعداد استراتيجية عربية

.شاملة لمكافحته في إطار مجلس وزراء الداخلية العرب

ون والتنسيق مع وزارتي الخارجية والعدل والجهات التعا. د

األمنية المعنية لإلضطالع بانتهاج سياسة تشريعية وأمنية

موحدة، تستهدف حماية األمن القومي في بعده الخارجي وفقا لما

:يلي

إنشاء آلية فعالة تمثل فيها الوزارات والجهات األمنية وتعقد . 0

ئية، لدراسة أنسب السبل اجتماعاتها بصورة دورية أو استثنا

.والعمليات للتصدي لإلرهاب ومواجهة أنشطته

Page 69: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

توسيع دائرة إبرام اتفاقيات تبادل تسليم المجرمين والتعاون . 4

القضائي في المسائل الجنائية واإلجرامية، في إطار يخدم

السياسات المشتركة الرامية إلى تقنين عمليات الرصد والمتابعة

ر اإلرهابية واإلجرامية بالخارج، وضبط األمنية لحركة العناص

القيادات والعناصر الفارة وإعادتها نحو الدولة لتقديمها إلى

.العدالة

إعتماد المفهوم التشريعي واألمني للدولة فيما يخص جرائم . 2

اإلرهاب، وإدراجها ضمن قائمة الجرائم التي تخضع إلجراءات

ف في اتفاقيات وعمليات التبادل والتسليم مع الدول األطرا

. التبادل والتسليم

تبادل الوفود األمنية مع الدول األجنبية لتوضيح الرؤية . 2

األمنية للدولة في بعدها المتصل بمواجهة ومكافحة األنشطة

.اإلرهابية في الداخل والخارج

إتاحة المعلومات والبيانات المتعلقة بالعناصر اإلرهابية . 1

ها، بهدف مالحقتها، ضبطها، وإقامة الهاربة للدول التي تقيم في

. األدلة المادية والقانونية على تورطها في األعمال اإلرهابية

:اإلعالم. 2

يقوم اإلعالم على وظيفة التبليغ إلظهار وإبراز الشيء، وهو في

الواقع نشاط عرضي مقصود وهادف، يسعى إلى تزويد الناس

ائق الثابتة التي باألخبار الصحيحة والمعلومات السليمة والحق

تسمح بتكوين الرأي الصائب، وعليه، فاإلعالم ال يخاطب

Page 70: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

الغرائز أو العواطف بل ينصب على مخاطبة العقول، ومن هنا

تبرز األهمية الخاصة لإلعالم في إطار المواجهة األمنية لخطر

اإلرهاب، من خالل مناهضة األجواء اإلجتماعية والسلوكية

شوء الجريمة اإلرهابية، وذلك بتهيئة التي يمكن أن تؤدي إلى ن

المناخ اإلجتماعي الذي يشعر فيه المواطن بمشاركته في

األحداث والمواقف التي تمر بها الدولة، ومن خالل إثارة

الجمهور وتحريك اهتمامه بضرورة مشاركته الفعالة في تأمين

نفسه ومجتمعه، وعموما، يساعد اإلعالم على خلق المناخ

شود، كما تظهر خطورته في العصر الحديث على األمني المن

مستوى تأثيره البالغ نتيجة تعدد وسائل اإلتصال الجماهيري

وانتشارها، ويتجسد دور اإلعالم في مكافحة اإلرهاب من خالل

:النقاط اآلتية

إبراز أساليب ووسائل ارتكاب الجرائم اإلرهابية وكذا -

وتعمل على تشجيع األخطاء التي يمكن أن يقع فيها المواطن

اإلرهابي على ارتكاب جرائمه، وهي عملية توعية تدفع

المواطنين إلى اتخاذ تدابير تأمن حياتهم وممتلكاتهم، مما يقلص

. نسبة نجاح الجرائم اإلرهابية بشكل نسبي

تعريف المواطن بخطط الدولة وسياساتها األمنية في تحقيق -

التعليمات والتوصيات األمن وتنفيذ القانون، وتوضيح أهداف

التي تصدرها األجهزة األمنية، وانعكاساها على سالمة المواطن

وأمنه، مثل الفقرات اإلعالنية واإلعالمية التوعوية

تقديم صورة طيبة لرجل األمن والجهود والتضحيات التي -

يقوم بها في سبيل تحقيق األمن للمواطن والدولة، حيث يتعرض

Page 71: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

لى حياته تؤثر على استقراره إلى جملة من المخاطر ع

اإلجتماعي والعائلي، ثم بعرض اهتماماته العامة مثل الفن،

األدب، العلوم، إلبرازه من الناحية اإلنسانية بالشكل الصحيح

الذي يدفع إلى المواطن إلى التعامل معه ودعمه كفرد في إطار

.متكامل ومنسق

محاولة من تقديم اإلرهابي في شكله الحقيقي بحيث تحبط أي -

أجهزته الدعائية لعرضه بمعرض البطل أو الضحية، إلجهاض

أي محاولة لدفع المجتمع إلى التعاطف معه أو التعاون معه

.بشكل أو بآخر

وفي إطار اإلعالم دائما، تعنى وزارة الداخلية والدفاع بدعم

مركز اإلعالم األمني وتجهيزه ماديا وبشريا وتقنيا، والذي

:بالمهام التالية يضطلع بالقيام

رصد األنشطة اإلرهابية على الصعيد المحلي والدولي وتحليل -

مدلوالتها واستخالص النتائج منها، لزيادة إمكانية التوقع األمني

واإلسهام في تطوير اإلستراتيجية األمنية ودعم اتخاذ القرار

.المناسب

رصد محاوالت توغل الفكر اإلرهابي بين شرائح وفئات -

جتمع المستهدفة مثل الشباب، الطلبة، والعمال، لدعم المناعة الم

.الذاتية لقوى المجتمع بما يهيؤها للتصدي لمثل تلك المحاوالت

تسليط الضوء على العناصر اإلرهابية التائبة على اعتبارهم -

األكثر اطالعا على مدى انحراف الجماعات اإلرهابية عن كل

Page 72: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

ل موضوعي، مع اإلعتماد على القيم والمعايير واألعراف وبشك

نخبة من كبار الدعاة والمفكرين اإلسالميين القائمين على

المؤسسات الدينية في الدولة، إلدارة مثل هذه الحوارات

والمنتديات التي تضع اإلرهاب في خانته الصحيحة بشكل دقيق

. وغير قابل للمزايدة

سية من في نفس اإلطار ولكن من زاوية أخرى، تعتبر الدبلوما

أبرز أوجه مكافحة اإلرهاب من خالل عمل السياسة الخارجية،

بيالر على أنها أكثر األدوات حسما في عملية . يعرفها بول أر

مكافحة اإلرهاب الدولي الحديث الذي ال يعرف أي حدود، إذ

تتطلب عملية مكافحته في صورته الحالية وهو على هذا النحو

سيق دبلوماسي واسع وجهود الواسع من اإلنتشار، عملية تن

تعاون مع دول، منظمات، وهيئات دولية، وتعتبر الدبلوماسية

الفعالة المضادة لإلرهاب بمثابة اللحمة المطلوبة لتماسك جميع

هذه الجهود بشكل موحد بدال من أن تشكل أجزاء غير مترابطة،

ويعتبر المثال األمريكي هنا خير مثال على األهمية التي تتربع

سبتمبر ٢٢ها الدبلوماسية في مكافحة اإلرهاب عقب هجمات علي

، حيث حشدت اإلدارة األمريكية عبر اآللة الدبلوماسية ١٦٦٢

مختلف الجهود الدولية لمكافحة اإلرهاب فيما يحقق مصالحها

.طبعا

ويضيف بيالر أن الدبلوماسية المضادة لإلرهاب تتطلب وجود

وائر وزارة طاقم دبلوماسي بشري محترف عامل في د

الخارجية، إضافة إلى الموظفين في مجاالت أخرى متخصصة

في نفس اإلطار، كل هذا في إطار تعاون وتنسيق واسع مع

Page 73: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

زمالءهم في الدول األجنبية، إن الهيئات التنظيمية المسؤولة عن

سالمة الطيران المدني ووسائل النقل األخرى على سبيل المثال،

وتشابك بين أنظمتها وأنظمة يجب أن تعمل في إطار تنسيق

الدول األخرى، كما على موظفي الجمارك والهجرة أداء مهامهم

. بنفس الشكل

وتأخذ الدبلوماسية المضادة لإلرهاب كما يسميها بيالر الشكل

الثنائي أو المتعدد األطراف، وباإلمكان تزويدها بتغطية قانونية

ما لو اتخذتها عريضة لإلجراءات التي تكون قانونيتها أقل في

عام ٢١٦۷الدولة بمفردها، وقد قام مجلس األمن بإصدار قراره

المتعلق بدعم حركة طالبان األفغانية لإلرهاب الدولي، ٢١١١

وتشمل الدبلوماسية المتعددة األطراف الجمعية العامة لألمم

معاهدات دولية متعلقة باإلرهاب ٢٦المتحدة وما يزيد عن

ضد اإلرهاب، وقد جاءت الحدود تعزز القاعدة الدولية

المفروضة على الدبلوماسية المضادة لإلرهاب واضحة حتى ال

يغير اإلرهابيون سياستهم طبقا لمعاهدة أو قرار أممي، ولكن

للدبلوماسية التي تدعمها جميع األدوات األخرى سواء من خالل

زيادة القوة المعنوية المساندة لهذه األدوات أو بتأمين إطار

. وني دولي يدعم استخدامهاقان

:الدراسات التحليلية للعمليات اإلرهابية –المبحث الثالث

تأتي هذه العملية لتحليل العمليات اإلرهابية التي تم إنجازها

وليس تحليل اإلرهاب كظاهرة، فقد سبق لنا أن تطرقنا لتحليل

Page 74: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

ة المفهوم وعوامل نشأته سابقا، إننا هنا ندرس العمليات اإلرهابي

من خالل أدواتها وكيفية إنجازها، من خالل السيناريو الذي تعيد

أجهزة األمن غالبا وضعه كتصور مفسر لكيفية إنجاز تلك

:العمليات، وعموما فإن أغلب التحليالت تتم وفق المراحل التالية

:واقعة اإلعتداء. 1

يتم في مرحلة تحليل واقعة اإلعتداء إعادة بناء العملية أو

حادثة الهجوم في )من خالل ترتيبها زمنيا ومكانيا مثل الحادثة

( أمام مبنى فندق أوربا بشارع الهرم في مصر ٢١١٦أفريل ٢٨

فقد تم بناؤها كرونولوجيا وفقا لتصور خاص ألجهزة التحريات

والتحقيق، فيشار إلى ساعة حدوث الهجوم، الحالة الجوية في

وحركة األفراد الموقع، الحالة اإلجتماعية في عين المكان

والعربات، وصف الضحايا في حالتهم خالل الحادث، ثم وصف

الجماعة اإلرهابية المهاجمة بنفس الشكل وبدقة عالية تحدد

العدة، العتاد، واألفراد، ثم التعليق على مدة الهجوم أو الحادث

. وتبيان نتائجه البشرية والمادية

:تحليل الحادث. 2

سة معمقة في هوية الضحايا تجري في هذه المرحلة درا

وجنسياتهم في حال ضرب األجانب، وظروفهم وحالتهم

اإلجتماعية وسنهم وجنسهم، وطبيعة تواجدهم في مكان الحادث

وأسبابه، ووضعهم في إطار تحليل بالنسبة للحادث، فهل هم

ضحايا مستهدفون باألساس؟ أم ضحايا تصادف تواجدهم مع

وكذا مناقشة شهود العيان الذي التفجير وقت تنفيذ العملية؟

Page 75: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

تواجدوا في عين المكان وتحليل شهادتهم والتأكيد على الجانب

الشكلي لوصف الحادث، من خالل وصف منفذي العملية بشكل

مفصل من حيث الشكل واللباس، الحكم على أهلية المنفذين

وقدراتهم ومدى تدريبهم من خالل نوعية العملية ومدى حجم

ة عنها، مثل معايير الدقة، التأمين، والفرار من الخسائر المنجر

.قبضة رجال األمن

كما يتم وضع تصنيف للعوامل التي قد تكون فد ساهمت في

نجاح العملية اإلرهابية في تحقيق أهداف معينة، أو الثغرات

التي تسهل قيامهم بها، مثل معرفتهم بالتوقيت المناسب لتنفيذ

باراتهم، أو انعدام الحراسة حول العملية ما يشير إلى نوع استخ

المكان أو ضعفها أو عدم كفاءتها، ودراسة مثل هذه العوامل

. المتفاعلة حول الحادث

من جهة أخرى، يجب الوقوف عند اإليجابيات والسلبيات في

عملية المواجهة مع اإلرهاب، وهذا تحليل يمس الجهات األمنية

تتكشف أوجه نفسها، فمن خالل دراسة كل عملية إرهابية

التوفيق والفشل في أي استراتيجية أمنية لمكافحة اإلرهاب،

حيث يتحمل الجهاز األمني أو العسكري المكلف بمكافحة

اإلرهاب مسؤولية وأعباء المواجهة، من أجل ذلك البد أن يتمتع

الجهاز بالمعلومات الكافية لوضع الخطط الهجومية الكفيلة

ويأتي هذا كما أشرنا من خالل بإجهاض العمليات اإلرهابية،

الدراسة الجيدة واستخدام األسلوب العلمي والمتابعة المتواصلة،

وتتمثل أبرز أوجه القصور أو السلبيات في الجهاز األمني

:عموما فيما يلي

Page 76: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

قصور المعلومات المتعلقة ببعض العمليات اإلرهابية، حيث . 0

للعناصر تشرع أجهزة األمن في عمليات البحث والمطاردة

اإلرهابية بعد أن تكون تلك العناصر قد نجحت في أداء

عملياتها، وبالتالي تأتي عمليات المكافحة كرد فعل أكثر من

.كونها نتبع عن مبادرة فعالة

عدم مالئمة التسليح الشخصي ألفراد الجهاز األمني مع ما . 4

يتعرضون إليه في مرحلة اإلعتداءات والمواجهة إلى جانب

.التدريبنوعية

عدم توافر اإلمكانيات الكافية والحديثة التي تسهل على أفراد . 2

الجهاز األمني أداء عملهم بشكل متكامل، وهذا يتأتى أيضا

بتوفير قدر كبير من المعلومات بالطرق العلمية الحديثة ورصد

.العناصر اإلرهابية باألسلوب الصحيح

ن في جميع تحركاتها عدم اتباع أجهزة األمن لتعليمات التأمي. 2

.مما يجعلها هدفا سهال للعناصر اإلرهابية

ضعف الخدمات األمنية على بعض المنشآت الحيوية . 1

المستهدفة من قبل الجماعات اإلرهابية نتيجة إما لعجز في

.القوات، ضآلة مستوى التدريب، أو ضعف التسليح

ضعف المرورات على الخدمات األمنية وعدم جديتها وعدم. 6

اإلهتمام بتوعية الخدمات المعينة على المناطق السياحية

والبنوك، ألن المرور في الغالب يكون روتينيا يهدف إلى إثبات

Page 77: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

المرور فقط، وال يميل القائم عليه بتوعية وتحفيز القوات على

.أداء المهام بنشاط ويقظة

قصور إجراءات تأمين الطرق التي تسلكها وائل . 1

.المواصالت

ديد أماكن ثابتة لألكمنة على مداخل ومخارج الطرق تح. 1

خاصة بالمناطق الحيوية والهامة، مما يفقد الكمين أهم عناصره

وهو عنصر المفاجأة، ويجعله هدفا سهال للعناصر اإلرهابية

.كونه معروف زمانيا ومكانيا وبدون فاعلية حقيقية

كل هذا إلى جانب ضعف التنسيق بين األجهزة األمنية

لمواطنين، حيث يؤدي ضعف مساهمة المواطن في كشف وا

المخططات اإلرهابية بما قد يتأتاه من معلومات، إلى نجاح

العمليات اإلرهابية إلى حد كبير، كون المواطن من أبرز

الجهات التي قد تلعب دورا حيويا في الدعم المعلوماتي

. واإلستخباراتي

Page 78: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

:اإلطار التطبيقي

: الفصل األول

أة اإلرهاب يف اجلزائرنش

ظروف نشأة اإلرهاب في الجزائر –المبحث األول

:الظروف السياسية

وما ٢١٨٨اتسمت فترة اإلستقالل وما بعده حتى تفجر أزمة

تالها بالتقلب ما بين فترات اإلستقرار التي يوفرها قبضة حديدية

للسلطة وفي المقابل ظروف اقتصادية مالئمة ومستقرة،

واالضطراب والسعي للتحرر من قبضة المركزية وبالغليان

والحزب الواحد في أحيان كثيرة، حتى ولو نجحت دعاية الدولة

الرسمية في تغطية تلك اإلضطرابات السياسية في الغالب، وقد

دخلت الجزائر غداة اإلستقالل في حرب الواليات ما بين

را لنضج القيادات المختلفة في الجزائر، إلى أن استقر الوضع نظ

القادة العسكريين ووعي الشعب بمخاطر تلك اإلنزالقات، لكن

األزمة استمرات طوال تلك السنوات واتخذت أبعادا كثيرة إلى

Page 79: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

أن تفجرت في نهاية الثمانينيات من القرن العشرين مع انهيار

.جدار برلين

فعلى الصعيد السياسي، ورغم أن الدولة سيطرت عن طريق

ب الواحد تحت قيادة جبهة التحرير ترسيخها سياسة الحز

الوطني على امتداد نفس تلك الفترة، فإن التيارات السياسية

المعارضة كانت متواجدة قبل ذلك بكثير، فقد نشأ التيار البربري

Berbère ،بزعامة حسين آيت احمد في أواخر األربعينيات

، إال أنه لم يكتسب أهمية بارزة على الصعيد الشعبي أو السياسي

وعقب اإلستقالل قاد هذا األخير بنفسه انقالبا في منطقة القبائل

ضد حكومة بن بلة لكنه باء بفشل ذريع، إال أن بذرة هذا

اإلنقالب والتمرد عادت مع وفاة الرئيس السابق للجمهورية

، إال أنها ٢١٨٢الجزائرية الزعيم هواري بومدين في ربيع

بعض طالب الجامعات ظلت مطالب جهوية ثقافية رفع شعارها

من األقلية البربرية، إال أن التيار البربري ظل ناشطا وموجودا

التي قادها ٢١٨٨إلى أن استفاد من مظاهرات الفاتح أكتوبر

FFS التيار اإلسالمي، حيث برز حزب القوى اإلشتراكية

بزعامة حسين آيت احمد، وحزب التجمع من أجل الثقافة

لدكتور سعيد سعدي ، كحزبين بقيادة ا RCD والديمقراطية

بارزين عن التيار البربري الذي ظل بعيدا عن كل مشاركة

سياسية قبل ذاك، لكنهما ظال يحمالن شعارا أساسيا هو اعتماد

اللغة والثقافة األمازيغية بشكل رسمي إلى جانب اللغة العربية،

متخذان بذلك من المطالب الجهوية لألقلية البربرية ذات الطابع

ثقافي شعارا لنشاطهما السياسي، غير بعيد بذلك عن التيار ال

Page 80: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

اإلسالمي الذي اتخذ من الدين اإلسالمي شعاره السياسي

.الرئيس

في نفس اإلطار، في حوار للشيخ محفوظ نحناح بتثه القناة

اإلذاعية األولى سئل عن تورطه في تخريب أعمدة الهاتف

ا أسماها العملية خالل حكم الرئيس هواري بومدين، أجاب أن م

تدخل في إطار ما يعرف بفلسفة المعارضة، وهي بذلك تعبير

أي أن هذا التاريخ يقابله ٢١٦٥جوان ٢١عن استنكاره لحركة

عمودا هاتفيا، للتذكير فإن ٢١حسب نفس الفلسفة قطع وتخريب

األعمدة الهاتفية تدخل في خدمة الدولة وليس النظام، هذا

ة المعارضة لو حاولنا عصرنته ونقله من المفهوم المتعلق بنظري

مرحلة السبعينيات إلى فترة التسعينيات من القرن الماضي

لوجدناه يقابل نفس الفلسفة لكن بتطور التخريب إلى عنف مسلح

!شامل هدفه القضاء على مكونات دولة ألجل بناء دولة

من جهته أشار مهري رفضه المشاركة في بناء نظام غير

ة اإلنتخابات الرئاسية، فيما يقول أنه يترك حرية شرعي بمقاطع

اإلختيار لقاعدته الحزبية في مثل تلك القضايا المصيرية، وهو

األمر الذي حدث فعال من خالل عملية جمع التواقيع لتزكية

المرشح اليمين زروال مرشح السلطة والجيش حيث تم العملية

اهدين برمتها عن طريق قاعدة حزب مهري من قدماء المج

وأبناء الشهداء واإلدارة، ومهري ال يخفى عليه كل ذلك، بحجة

أن البنية التركيبية لحزبه ال تسمح له بالمعارضة وهو ال يمثل

معارضة سياسية ألنها تتشكل من مكتب سياسي دون قاعدة،

وخالصة القول من خالل التعريج على هذين المثالين عن بعض

Page 81: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

الجزائرية، في محاولة أفكار كبار الشخصيات السياسية

الستقراء الفكر السياسي الجزائري الذي تمخض عن تجربة

طويلة األمد ال يبدو أنه قد أو سوف يتمخض عنها الكثير من

التغيير، هذا األخير حتى وإن حدث فغالبا ما كلف الدولة

.. والشعب الخسارة والكوارث أكثر من كونه تطورا محمودا

التعددية والمعارضة في الجزائر على وللوقوف أكثر عند فلسفة

امتداد الفترة التي تلت اإلستقالل واستمرت معالمها حتى يومنا

هذا نظرا لعدم نضوج الفكر السياسي الجزائري إلى أبعد من

تلك التصورات والفلسفة، نشير إلى أن الجزائر قد شهدت منذ

:تيارات سياسية ولم تكن فكرية وهي ٤ميالد ٢١٦١

قالليوناإلست. 0

اإلندماجيون. 4

اإلصالحيون. 2

الشيوعيون. 2

وهذه التيارات كانت قبل الثورة قد شيدت لنفسها خطابات

متفاربة ومتباعدة عن بعضها وفي أغلب األحيان كان التباعد هو

المسيطر، ففترة الثورة لم تكن بالنسبة لهذه التيارات إال فترة

غمة فرضتها الظروف، ال استثنائية أو بعبارة أدق فترة هدنة مل

ننسى أن نشير إلى أن الخطاب الديني كان يعيش فترة الصمت

أمام الثورة كما كانت أغلب قياداته في المشرق العربي، وبعد

اإلستقالل عاد الخطاب الديني اإلسالمي إلى الظهور وبدأ

Page 82: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

الصراع، كما جاءت إشكالية من سيحكم الجزائر بعد فرنسا؟

، وسرعان ما ٢١٦١مؤتمر طرابلس وانفجرت األزمة في

جاءت اإلجابة عن طريق فيلق وجدة الذي أعلن بن بله رئيسا

للبالد والكولونال هواري بومدين وزيرا للدفاع، وانتصر بذلك

حرب ٢١٦١العسكري على السياسي، ثم جاءت أزمة صائفة

الواليات التي انتهت بسيطرة الجيش على السلطة، وفي خالل

لبشير اإلبراهيمي إلى البالد وألقى أول خطبة كل ذلك عاد ا

جمعة في مسجد كتشاوة وتحولت المساجد إلى مراكز خطاب

. العلماء كمحاولة لإلبتعاد عن المؤسسات السياسية

في نفس تلك الفترة بدأت بعض األسماء الساطعة في صفوف

:التيار اإلسالمي بالبروز على رأسها

.ام متطوعالشيخ العرباوي في بلكور إم. 0

الشيخ عبد اللطيف سلطاني. 4

الشيخ مصباح الحويدق. 2

وبدأت الحرب مع السلطة من خالل خطبة سلطاني من منبر

مسجد كتشاوة الذي انتقد بن بله فتم إبعاده من وزارة األوقاف

ظهر أول تنظيم ٢١٦۳التي كان يرأسها تجاني هدام، وفي عام

القيم برئاسة الدكتور إسالمي في الجزائر ممثال في جمعية

: الهاشمي تجاني وقد ضمت جمعية القيم األسماء التالية

الهاشمي تجاني، أستاذ بالتعليم العالي. 0

Page 83: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

عمار الطالبي، أستاذ مساعد بكلية األداب. 4

دمحم األكحل شرفاء، أستاذ بالتعليم الثانوي. 2

عمر العرباوي، إمام معلم. 2

قة الحريةعباس مدني، مدرس بمدرسة حدي. 1

رضا بن الفقيه، دكتور مستشار بوزارة التربية. 6

سامي العموري، طالب بكلية األداب. 7

مصطفى كاوي، تاجر. 1

سليمان بن يوسف، تاجر. 0

الحاج أيوب ابراهيم، مدير شركة دار الفكر اإلسالمي. 01

إبراهيم الماحي، موظف. 00

الحاج أبو داود، مدير مكتبة. 04

ون، أستاذ بالتعليم الثانويأحمد سحن. 02

عبد اللطيف سلطاني، أستاذ بالتعليم الثانوي. 02

عبد الرشيد مصطفاوي، أستاذ مساعد بالجامعة. 01

أحمد بن جدو، دكتور. 06

دمحم نشيم، معلم. 01

Page 84: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

مختار أبو العروق، معلم . 01

مختار عنيبة، موظف. 00

دمحم أكلي تبغليت، عامل فني في التجارة. 41

دمحم الشريف قاهر، أستاذ التعليم الثانوي .40

عمر بوشارب، تاحر. 44

صالحي الزبيري، موظف. 42

سليمان جنان، موظف. 42

الحاج الخليفي، تاجر. 41

وكان نشاطها ( التهذيب اإلسالمي)كما أصدرت الجمعية جريدة

، وقد كانت تعلن (نادي الترقي)بالمساجد والنوادي خاصة

ية التي اعتمدت من قبل المؤتمر األول معارضتها لإلشتراك

لجبهة التحرير الوطني، والمالحظ أنها حاولت إحياء الثرات

الفكري لجمعية العلماء لكنها لم تكن تتوفر على عضوية أعضاء

الجمعية من أمثال البشير اإلبراهيمي، وجاء خروج هذا األخير

في بيان صرح فيه عن تخوفه من قيام ٢١٦٤أفريل ٢٦في

رب أهلية في البالد، ودعا فيه إلى المذهب اإلسالمي ح

والرجوع عن المذاهب األجنبية، وجاء رد السلطة بوضعه تحت

.٢١٦٥ماي ٦١اإلقامة الجبرية في منزله حتى توفي في

Page 85: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

وبعد مجيئ الكولونيل بومدين الضليع بالخطاب اإلسالمي

والمطلع على المشرق العربي حاول التقرب من العلماء حيث

أرجع الشيخ عبد اللطيف سلطاني إلى مسجد كتشاوة ومنع

التعرض لجمعية القيم، وقد كانت السلطة في نفس تلك الفترة

منشغلة وحاولت إبقاء التيار اإلسالمي خارج دائرة الصراع،

لكن سلطاني عاد لمهاجمة السلطة وبمناسبة الفاتح من نوفمبر

من التدريس ومن منبر كتشاوة، ثم انسحب تلقائيا ٢١٦٥

والخطابة في مسجد كتشاوة وانتقل إلى مسجد ابن فارس سنة

٢١٦٦.

تصاعدت األزمة عشية إعدام الضباط األحرار في مصر للسيد

قطب حيث وجهت جمعية القيم رسالة إلى الرئيس المصري

جمال عبد الناصر عارضوا فيها حكم اإلعدام كما سعى الشيخ

لجزائر لمنع اإلعدام، وهنا العرباوي مع السفير المصري في ا

، ثم جاءت ٢١٦٦قررت السلطة الجزائرية حل جمعية القيم سنة

دمحم بوضياف، )والتمرد الوطني ٢١٦۷محاول اإلنقالب لسنة

حيث لم يكن التيار اليساري ( كريم بلقاسم، حسين آيت احمد

. راضيا تماما ما أدخله في حلقة الصراع

لى ما كانت جماعة الدعوة من جهة أخرى البد من اإلشارة إ

والتبليغ بزعامة محفوظ نحناح تنظمه من حلقات مسجدية

ظالم من الغرب للشيخ دمحم )بالعاصمة موضوعها كتاب

حيث ٢١٨٦وبدأت صدامات الجامعة المركزية عام ( الغزالي

طالب نحناح ومالك بن نبي بتأسيس مسجد بالجامعة، كما نظم

معركة )ة في الجزائر بعنوان الشيخ عمر العرباوي حلقات سري

Page 86: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

وبالنسبة لندوات مالك بن نبي ( المصير اإلسالمي والشيوعية

فكانت تتم في منزله بحضور طلبة جامعيين عكس جماعة

بدأت مرحلة ٢١٨٦الدعوة والتبليغ وحلقات العرباوي، وبحلول

جديدة هي مرحلة الشباب المتعدد الثقافة والمتأثر بمعطيات تلك

تأثير الشخصيات اإلسالمية القادمة من زمن الفترة وغاب

جمعية العلماء ولو كجانب مرجعي، وبرزت في تلك الفترة

:األسماء التالية

رشيد بن عيسى، المتخرج من ندوات مالك بن نبي وكان . 0

.محسوبا على التيار الشيعي ويعمل مترجما بمنظمة اليونسكو

عمل أستاذا عبد الحميد بن شيكو، متخرج من أمريكا وي. 4

.بالمدرسة العليا لألساتذة وهو محسوب على التيار الطرقي

عبد الوهاب حمودة، وهو رئيس الديوان بوزارة الشؤون . 2

.الدينية ويعتبر من أقطاب التيار اإلسالمي الرسمي

سليم كاللشة، خريج القاهرة حاصل على شهادة الماجستير . 2

.في الحقوق

دكتوراه أمريكية يعمل أستاذا تيجاني بوجلخة، حاصل على. 1

.بجامعة باب الزوار في العاصمة ويعد من أقطاب تيار الجزأرة

عمار طالب، عميد جامعة األمير عبد القادر للعلوم . 6

.اإلسالمية بالعاصمة

Page 87: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

محفوظ نحناح، خريج جامعة الجزائر، وهو زعيم التيار . 1

.اإلخواني ورئيس حركة حماس وفيما بعد مجتمع السلم

والمالحظة العامة لنشأة التيار اإلسالمي في الجزائر تدفعنا إلى

: الوقوف عند تقسيم مرحلتين

كانت مكانتهم تمثل دعما أدبيا مهما: مرحلة القدماء. 0

الذي اختار اللحاق بالسلطة والعمل في : مرحلة الجيل الجديد. 4

دواليبها وليس معارضتها أو مقاطعتها، فعبد الوهاب حمودة

ار المنصب الرسمي، رشيد بن عيسى من المثقفين القالئل اخت

في التيار اإلسالمي وقد اختفى في الثمانينيات وواصل العمل في

منظمته العلمية مهتم بالعلوم والثقافة، الدكتور بن شيكو اتجه إلى

مدرجات الجامعة وتهتويه الطرق الصوفية، أما سليم كاللشة فقد

يد، عمار طالبي توجه إلى الجامعات عدم التيار اإلخواني من بع

وملتقيات الفكر اإلسالمي، مالك بن نبي كان بمثابة المنبع لنشأة

تيار الجزأرة الذي يكون بوجلخة أحد أقطابه، محفوظ نحناح أيد

.التيار اإلخواني

في هذه األثناء تفرق التيار اإلسالمي وتشكلت الجماعات

وحتى اإلنتماء، وأسس المختلفة في الرؤية واإلتجاه والعمل

نحناح جماعة اإلخوان المسلمين الجزائرية، أما بوجلخة فقد ظل

في مسجد الجامعة يطور ندوات مالك بن نبي ويستقطب

شرعت جماعة ٢١٦١الجامعيين، تجدر اإلشارة إلى أنه منذ

اإلخوان المسلمين بقيادة محفوظ نحناح ودمحم بوسليماني بنشر

بلغت ( جند هللا)السلطة تحت عنوان وتحرير بيانات سرية ضد

Page 88: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

بيانا، كما تطور أسلوب اإلخوان إلى ٥۳حوالي ٢١٨٨سنة

طباعة الكتب تحت إشراف الوجه الخفي سليم كاللشة ، وقد تم

افتتاح أول معرض للكتاب اإلسالمي بإشراف من قبل أحد

رجال السلطة دمحم الشريف مساعدية كمحاولة منها لذر الرمال

إال أن الواقع هو أن أول مركز للنشاط اإلستراتيجي في األعين،

.للتيار اإلسالمي كان قد تأسس فعال

أصدر عبد ٢١۷٥وفي ٢١۷۳توفي مالك بن نبي في سنة

وقد حمل ( المزدكية أصل اإلشتراكية)اللطيف سلطاني كتاب

تم تغيير يوم ٢١۷٦موقف اإلسالميين من السلطة، في سنة

حد إلى الجمعة ما نال رضى الراحة األسبوعي من األ

( إلى أين يا بومدين؟)اإلسالميين، وأصدر التيار اإلخواني بيانا

توازى نشره مع عملية واسعة للتيار اإلسالمي الصاعد بقوة لكن

في هدوء، تم خاللها قطع أسالك الهاتف وتكسير أعمدة الكهرباء

إلى والكتابة على الجدران ونشر منشورات تندد بالسلطة وتدعو

تطبيق اإلسالم، كانت تلك المناشير تطبع في مقر جمعية مسجد

الكوثر التي كان رئيسها الشرفي هو العقيد بلهوشات وبحضور

مصطفى بن مهيدي الذي شغل بعج سنوات من ذلك منصب

عضو مجلس األمة في نهاية التسعينيات، وقد كانت البيانات

لسلطة باعتقال توقع تحت اسم جماعة الموحدين فيما جاء رد ا

. أعضاء جماعة الموحدين

:في تلك األثناء كان هناك تنظيمان يكبران في الخفاء

.الجزأرة في الجامعة المركزية. 0

Page 89: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

الجماعة اإلسالمية في جامعة قسنطينة وهي منشقة عن . 4

.تنظيم اإلخوان المسلمين بقيادة عبد هللا جاب هللا

وظهر داخل المجتمع لإلشارة فإن العنف اإلسالمي كان قد سبق

الجزائري وعلى مستوى مجمل ربوع الوطن، حيث كانت

تسجل من حين إلى آخر اعتداءات ضد فتيات بالزي األوربي إن

صح التعبير، كما ووقعت اعتداءات أخرى على مؤسسات

وتعرض بائعوا المشروبات الكحولية للضغط والتهديد، لكن

كما أنها كانت تمثل دوافع مثل تلك اإلعتداءات كانت مختلفة

درجة أولى من أعمال العنف اتخذت نمطا معنويا، إلى حد كبير

إال أنها وبشكل تدريجي لم تعد تخضع لهذا النمط من اإلعتبارات

وتحولت إلى سياسة وفي هذا السياق انطلقت وارتكبت أولى

أعمال العنف والتخريب ضد المنشآت التابعة للدولة، ومما ال

عمال رفض رمزية غير ذي شأن غير أنها كانت شكل فيه أنها أ

مع ذلك تؤكد التغيرات التي كانت تحدث داخل الحركة

اإلسالمية خصوصا لدى إعداد الميثاق الوطني واسكتمال

سيرورة المؤسسات الديمقراطية والتحالف الذي نشأ بينها وبين

كبار مالك األراضي والتجار، كما أشر التخلي عن استراتيجية

المجتمع انطالقا من القاعدة وهو فكر رواد التيار أسلمة

اإلسالمي من أجل التصدي للنظام، عن مدى التحور والتطور

الذي عرفه هذا التيار وكان أول من اجتاز الحاجز الفاصل بين

العمل السياسي السلمي والذلك الذي يدعو إلى العنف هو تيار

. اإلخوان المسلمون

Page 90: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

العقيد الشاذلي بين جديد عقب وفاة في سياق متصل، كان مجيء

في ٢١۷٨ديسمبر ١۷الرئيس الجزائري هواري بومدين في

ظروف غامضة وهو ال يزال في سن الخمسينات، عامال حاسما

في تاريخ الجزائر الحديث في تلك الفترة كونه قد غير كثيرا من

األمور التي اعتقد الجزائريون أنها قد باتت من المسلمات، وقد

فيفري ٦۷الشاذلي في منصب الرئاسة الجزائرية في عين

واستمر الشاذلي بن جديد في رئاسة البالد لعهدتين ٢١۷١

أخريين بفضل قبضته التي رغم أنها لم تكن حديدية كقبضة

بومدين، إال أنها كانت قبضة الممسك بزمام األمور كونه قد

تام وهم جلب حاشيته المقربة المخلصة والتي تعلن له الوالء ال

في الغالب ضباط الجيل الصاعد، تم كل هذا طبعا بعد استبعاد

رجاالت بومدين من أمثال منسق اإلستخبارات الجزائرية

ورئيس األمن العسكري الراحل قاصدي مرباح، وكذا طايبي

. العربي، عبد الغاني احمد دراية، بن شريف

من جهته واصل شاذلي نهج الزعامة العسكرية واإلدارة

إلستخباراتية للجزائر عن طريق جهاز األمن العسكري الذي ا

جعله محاطا بغطاء أبناء منطقته عنابة، قسنطينة، وهم دائرته

المخلصة الوفية إضافة إلى مكتب جبهة التحرير الوطني، وحتى

أن مجمل الرموز الوطنية والمسؤولين الكبار باتوا كلهم من

ى في العموم ما يسمى في نفس تلك المنطقة والجهة التي ال تتعد

وهو ترميز يشير BTS الجزائر حتى اليوم مثلث ب ت أس أو

إلى الحصرية التي يتمتع بها سكان المناطق الشرقية الجزائرية

TEBESA و تبسة BISKRA المنحصرة بين واليات بسكرة

إضافة إلى واليات خنشلة وباتنة، كما SEKIKDA وسكيكدة

Page 91: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

كانت فترة ما يلقب برجل الظل الغامض الشاذلي بن جديد

بكونها أقل ثورية أي أنها لم تستمر في التمسك المعهود بالقيم

والمبادئ الثورية كمرجعية وحيدة إلدارة السياسة الجزائرية،

نظام كما أنها طورت مفهوم تسيير البالد كما أنه تم الرجوع عن

التأشيرات الذي وضعته فرنسا في زمن بومدين ما يؤشر

بوضوح إلى سياسة اإلنفتاح على الغرب التي باشرها الشاذلي

بن جديد والتي كانت تواكب التطورات الحاصلة على الصعيد

العالمي خالل الحرب الباردة، في نفس السياق تم اإلفراج عن

، ٢١٨٦أكتوبر ۳٦أحمد بن بلة الرئيس الجزائري األسبق في

إال أن سياسة اإلنفتاح هذه كان له ثمنها الذي كان على الشاذلي

بن جديد والجزائر دفعه إما عاجال أو آجال، حيث بدأت

المواجهة العسكرية التي لم يكن يحسب لها حساب من قبل،

ممثلة في قيام الحركة اإلسالمية على يد مصطفى بويعلي

جزائري، كما وانطلقت أعمال بإعالن الحرب على النظام ال

التمرد والعصيان المدني األمازيغي في منطقة القبائل الكبرى

.. على وجه خاص ممثلة في الربيع األمازيغي

:الظروف اإلقتصادية

يذهب ابن خلدون في مقدمته إلى تأكيد أهمية اإلكتفاء الذاتي

للمجتمع من حيث المعاش، حتى يتمكن أفراد المجتمع من

واإلهتمام بتحصيل العلوم، من جهته ربط ماركس تطور التفرغ

النشاط اإلنساني والمجتمعات بنماذج العمل اإلنتاجي وأسس

تطوير العملية اإلنتاجية، حيث أن سيرورة عملية التغيير التي

تحدث على الجانب اإلقتصادي تؤثر مباشرة على عملية التغير

Page 92: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

في البنية االجتماعي، وكذا حالة اإلستقرار والتوازن

اإلجتماعية، و هذا ما يمكن مالحظته عبر مختلف مراحل

التاريخ القديم أو الحديث، فقد شكل البحث عن الغذاء قديما وعن

الثروة والمواد األولية واألسواق حديثا، السبب المباشر للحروب

والصراعات الكبرى، وبالتالي فإن االختالالت التي تحدث على

د اإلستقرار اإلجتماعي وبقاء اإلنسان في مستوى هذا العامل تهد

حد ذاته، ألن التوزيع غير العقالني وغير العادل للثروة يساهم

في إيجاد فئة محرومة مهيأة لإلنفجار في أية لحظة، وتزداد

. خطورة الوضع كلما توسعت دائرة هذه الفئة

وبالنسبة للحالة في الجزائر، فإن التجربة التنموية المعتمدة على

التصنيع الذي يستمد دعائمه من خالل مدخوالت الريع النفطي،

أدى إلى ظهور قطاع تابع لخزينة الدولة، باإلضافة إلى ارتباط

التصنيع بظاهرة اجتماعية تمنح امتيازات قيمية خاصة لعمال

الصناعة، حيث أن العائد المادي في هذه األخيرة أكبر منه في

ي، هذا األخير عرف عملية القطاعات األخرى ال سيما الفالح

إفقار من اليد العاملة عن طريق ظاهرة النزوح الريفي التي

. ظهرت قبل اإلرهاب لكنها ازدهرت من جراءه

من جهة ثانية، فقد اعتمدت عملية التصنيع الجزائري اعتمادا

كبيرا على اليد العاملة الريفية، األمر الذي أدى إلى تحكم الذهنية

ة في التحول الصناعي الجزائري، باإلضافة إلى التقليدية الريفي

ذلك فإن هذا التحول لم تصاحبه عملية خلق ثقافة اجتماعية لها

بعد ثقافي، نتيجة الستخدام اآلالت التي تحتاج إلى مستوى معين

.من الخبرات والمهارات

Page 93: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

ساهم كل ذلك في خلق قطاع مشوه يعاني من مردودية ضعيفة

لي تبعية دائمة، واعتماد كلي على وعجز مالي مستمر وبالتا

الريع النفطي مع اتباع سياسة تشغيل ذات بعد اجتماعي ال

تراعي حاجيات المؤسسة من اليد العاملة، سواء من حيث العدد

أو المؤهالت، كل هذه األمور لم تظهر نتائجها السلبية إال عندما

انهارت أسعار النفط، وظهرت اإلختالالت الكبرى على مستوى

االقتصاد الوطني نتيجة لتراجع الدخل الوطني وارتفاع معدل

التضخم، ثم تدخل الهيئات األجنبية من خالل صندوق النقد

الدولي وتخفيض قيمة العملة الوطنية، أدى كل ذلك إلى إفالس

المؤسسات الوطنية وعرضها للخوصصة، وبالنتيجة ظهور

لريع، ما أدى فائض كبير في اليد العاملة الذي كونته سنوات ا

إلى ٢١١٤إلى ارتفاع معدالت البطالة والتي بلغت نسبتها سنة

.في المائة وهو مستوى قياسي وخطير للغاية ۳٦

وفي خضم كل هذه المشاكل تبرز تداعيات الذهنية اإلتكالية غير

الواعية للمواطن الجزائري، وتظهر معها جل المظاهر السلبية

التي اعتمدت على مقاييس غير في عملية التسيير والمعامالت و

عقالنية وفي غير صالح المؤسسات كالمحاباة والمحسوبية،

الرشوة، العروشية أو الجهوية، وطغيان المصالح الخاصة، بدال

من اعتماد مقاييس فاعلة مثل الكفاءة، الفعالية، واألداء وروح

. التضحية وخدمة المصلحة العامة

ت في خلق حالة من الرفض كل هذه المظاهر اإلقتصادية ساهم

والغضب االجتماعي نتيجة لتأثيراته المباشرة على حياة اإلنسان

الجزائري، وإحساس المواطن بعدم العدل في االستفادة من

Page 94: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

الموارد االقتصادية، ال سيما منها الريع النفطي الذي اغتنت منه

فئة الحظوة السياسية التي لم تكن لتتأثر بالتغيرات االقتصادية،

وهو األمر الذي أدى إلى تفاوت طبقي غير مبرر ومرفوض

اجتماعيا، ال سيما بعد مرحلة من الشعارات الرافضة للطبقية

إلخ، وبالتالي فالمواطن ... والتوزيع غير العادل لموارد البلد

المهيأ فكريا لرفض مثل هذه المظاهر وجد نفسه أمام واقع

ومن هنا تبدأ معاكس، فأصبح يأخذ وضع اإلنسان المخدوع

تداعيات الغضب وتوسعت مظاهر انعدام الثقة بين أفراد

المجتمع، والذين يمكن أن يتهيؤوا بهذا الشكل بنسبة كبيرة ووفق

تطور تدريجي الستعمال العنف في مواجهة صعوبات الحياة، ال

سيما بعد إدراكهم لعدم جدوى ومصداقية اإلصالحات أو الحلول

. راكمة والعميقةلمثل هذه المشاكل المت

وعموما، فإن مظاهر اإلقصاء والتهميش التي عاشها المجتمع

الجزائري، أدت إلى إنعدام مصداقية النظام السياسي النابعة في

فشله في وضع مشروع حضاري تنموي قوي يساهم في ترقيته

وتطوره، والذي أثر بطريقة مباشرة على العامل اإلقتصادي

إحداث خلل في توازن البناء واالجتماعي، مما أدى إلى

اإلجتماعي، فتطور األمر إلى العنف الذي ظهر ألول مرة في

، ٢١٨٨أكتوبر ٥شكله التعبوي الشعبي العام في احتجاجات

والتي من جهتها أحدثت تغيرا جذريا في العملية السياسية

الجزائرية، إال أن هذا التغير لم يمس حقيقة األزمة الجزائرية

بأوضاع اجتماعية، اقتصادية، وسياسية غير موثوق المرتبطة

فيها، أوفي اإلصالحات التي تقوم بها الدولة، ألن الظواهر

المرضية التي انفجر منها كمون المجتمع الجزائري ولم يقض

Page 95: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

عليها، مازالت كما هي إن لم نقل أكثر حدة، نتيجة للظروف

ال يقوم األمنية، فالسلوك اإلداري والسياسي في الجزائر ماز

على الذهنية التقليدية المعتمدة على المحاباة، العرقية، والجهوية،

باإلضافة إلى مظاهر المحسوبية، الرشوة، واحتكار المناصب

اإلدارية العليا من طرف فئة معينة تتداول عليها في شكل

.الوراثة بعيدا عن معايير موضوعية

ة شفافية فبالنسبة لموضوع الرشوة كدراسة حالة، رأت منظم

أن مكافحة الرشوة ال تزال '' ترانسبرنسي أنترناشيونال''دولية

، ١١ضعيفة ومحتبسة في الجزائر، وصنفتها في المرتبة ال

، وحلت العاشرة بين ٢٦على ١,۳حيث نالت الجزائر مؤشر

بلدا، ٢٨٦دولة عربية في تحليل لمستوى آفة الرشوة عبر ٢٨

وأخيرا ٨٦المغرب المرتبة ثم ٦١إذ تقدمت تونس في المركز

، علما أن سلم المؤشر المعتمد يقوم على منح ٢۳٢ليبيا المرتبة

.التي تعني نظيف جدا، وصفر التي تعني فاسد جدا ٢٦عالمة

اعتمادا على تقارير '' ترانسبرنسي أنترناشيونال''وأوردت

أعدتها مؤسسات دولية كالبنك العالمي، أن مستوى مكافحة

لجزائر حافظ على نفس مستواه خالل الخمس الرشوة في ا

سنوات المنقضية، رغم تحسن ترتيب الجزائر بسبع درجات

١١مقارنة بالعام الماضي، أين كانت قد حلت في المركز

، وركزت شفافية دولية على إبداء تحفظاتها ٢٦على ۳بمؤشر

تجاه ما يغلف التعامالت االقتصادية وما يواكبها من ارتفاع

حجم الرشاوى، رغم أن الرئيس الجزائري عبد العزيز مقلق ل

Page 96: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

بوتفليقة أكد في عدة مناسبات عزمه الضرب بيد من حديد ضد

.المرتشين

وكانت نفس المنظمة قد صنفت مؤخرا قطاع الصحة في

الجزائر في صدارة القطاعات األكثر استفحاال لمظاهر الفساد

، تفشي ١٦٦۷ والرشوة في الجزائر، والحظ التقرير الصادر في

ما نعته التقرير ممارسات مالية شاذة ومظاهر اختالس، سرقة،

وابتزاز في تسير أموال الصحة العمومية في الجزائر خالل

السنوات األخيرة، كما ركز بوجه خاص على مختلف إدارات

المؤسسات اإلستشفائية العمومية وسوق الدواء، معتبرا أنها

. مال العاممسرح الفساد المفتوح وتحويل ال

كما كان جياللي حجاج، رئيس فرع شفافية دولية بالجزائر

أعلن، أن الفساد في الجزائر بلغ مستوى خطيرا اتسم باستشراء

الرشوة، وعدد حجاج جملة من التجاوزات والخروقات المسجلة

في الصفقات العمومية حيث سجل عدة فضائح مالية، مثل تلك

حي، وكذا أخرى تسببت بها التي هزت صندوق اإلمتياز الفال

من عرفها بمافيا الدواء، ما جعل الظاهرة تأخذ أبعادا مخيفة

.تهدد توازنات اإلقتصاد المحلي

وأرجع رئيس الجمعية الجزائرية لمكافحة الرشوة، أسباب تنامي

الظاهرة إلى غياب اإلرادة السياسية، وافتقاد الجزائر إلى

تشار ظاهرة الرشوة، كما إجراءات ردعية تحول دون تفاقم وان

سجل حجاج تراجعا كبيرا في تفاعل البالد مع محتوى االتفاقية

األممية لمحاربة الفساد، كونها أهملت حق المواطن في حرية

. الحصول على المعلومات

Page 97: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

وعموما، يقوم القضاء على اإلرهاب المنتشر في الجزائر

ات وغيرها من الدول، على بعث مصداقية حقيقية في مؤسس

النظام السياسي وأجهزة الدولة وموظفيها، من خالل احترام

هؤالء بالدرجة األولى للقوانين وتطبيقها عليهم أوال، ثم االنتقال

إلى أفراد المجتمع في محاولة السترجاع الثقة المفقودة، والتي

تعود بزوال إحتكار السلطة والمناصب العليا من فئة غير مؤهلة

مؤهلة وتتميز بالكفاءة، كما ومن خالل في العموم تحكم فئة

إتاحة الفرص أمام الجميع لإلستفادة من اإلمتيازات المتاحة، هذا

من جهة، ومن جهة ثانية بدفع عجلة اإلقتصاد الجزائري بعيدا

عن الريع النفطي واإلستهالك الشامل لإلنتاج األجنبي، عبر

مية بعث المعطيات اإلقتصادية المحلية من خالل برامج تن

جذرية فورية ليست مستدامة، أي تنمية تخرج اإلقتصاد من

حالة اليتم التي يعانيها إن صح التعبير، إلى اقتصاد متعدد

األدوات اإلنتاجية وبالتالي قادر على فتح دائرة العائدات خارج

النفط، إقتصاد مبني على إدارة النخب العلمية والمهنية بعيدا عن

ت الشخصية المحدودة النظر مؤثرات الرشاوى والحسابا

. والفعالية

:الظروف اإلجتماعية والثقافية

تعتبر البنى اإلجتماعية من أهم العوامل التي تساهم في ترسيخ

اإلستقرار واألمن اإلجتماعي، نظرا لما تتميز به من انتظام

وتناسق بين مختلف عناصرها، لهذا فإن عالم اإلجتماع إميل

ركز على أهمية تكامل وظائفها ي Emil Durkein دوركايم

وانسجامها، حيث يرى أن نقص التنظيم اإلجتماعي يسبب

Page 98: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

انقطاعا مؤقتا في التضامن اإلجتماعي، مما يعكس حالة من

الالنظامية التي تمهد لظهور خلل اجتماعي يصيب جسم

المجتمع، ويتحول تدريجيا إلى أن يأخذ الطابع العنيف، تكون

مشكالت اجتماعية متفرقة ومتشتتة تتسع بداية هذا الخلل بظهور

بطريقة كامنة، ودون أن تتمتع بإمكانية الظهور العلني والقبول

اإلجتماعي، ألنها تتصف بحالة من الشك والضياع، إال أن هذه

المشكالت إذا ما ارتبطت بالحياة اليومية ألفراد المجتمع، فإنها

سوف تتحول في مرحلة ثانية إلى صورة من الغليان

اإلجتماعي، الذي ال بد له من أن يحظى باإلهتمام من طرف

المؤسسات اإلجتماعية، من خالل إيجاد الحلول السليمة لهذه

المشكالت حتى يستعيد المجتمع استقراره وتوازنه وحالته

.النظامية

والحقيقة أن مرحلة إيجاد الحلول هي المحورية في تحول هذه

فعالية هذه الحلول ونجاعتها، المشكالت، ألن األمر يرتبط بمدى

حيث أن الحلول الترقيعية غير الفعالة تعد بداية جديدة لظهور

نفس المشكالت اإلجتماعية، لكنها تكون في هذه المرة مزودة

بحالة من عدم الثقة، ومن هنا يبدأ المجتمع بالتعامل مع هذه

المشكالت وحلولها من خالل سلوكات مرضية لها أبعاد زمنية

عة، أخذت تتوسع وتنتشر وتتمتع باإلعتراف الضمني لها متس

من قبل المجتمع، ومن خاللها تبدأ المنظومة القيمة التي كانت

تحكم عملية التوازن اإلجتماعي في التراجع ويظهر اإلختالل،

وبالتالي يتحدد نمط جديد من السلوكيات والعالقات في إطار

دة عن أية معايير مرجعية قيمية انتهازية مصلحية ضيقة بعي

ودالالت عقالنية، ومن هنا تظهر اإلختالالت اإلجتماعية التي

Page 99: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

تحمل مؤشرات اإلغتراب اإلجتماعي ألعضاء المجتمع، هؤالء

الذين بدورهم يبدؤون في إحداث ردود فعل تبدأ بالتذمر وتتوسع

إلى الرفض ثم المطالبة، وهكذا إلى أن تأخذ الطابع العنيف ال

. غياب المصداقية لمؤسسات النظام اإلجتماعيسيما في إطار

وباإلنتقال إلى إسقاط هذه المتغيرات إضافة إلى العوامل التي

طرحناها في اإلطار النظري للدراسة على الواقع الجزائري،

نجد أن العوامل اإلجتماعية للعنف اإلجتماعي الكامن التي

أين أنتجت اإلرهاب في ما بعد، بدأت منذ العصور القديمة

تعرض اإلنسان المغاربي بصفة عامة إلى أنواع العنف المتعددة

عبر مختلف المراحل اإلستعمارية التي عاشها، فباإلضافة إلى

العنف العسكري فإنه تعرض إلى عنف رمزي من خالل زرع

أفكار تصف هذا المجتمع بالبربرية والهمجية، أفكار تناقلت عبر

الي خضوعه لتحطيم منظم الحقب الزمنية المتتالية، وبالت

لمعنوياته، وإعطاءه صورة مغلوطة ومشوهة عن ذاته، وقد

شهد المجتمع الجزائري هذا النوع من العنف خالل مرحلة

اإلستعمار الفرنسي، الذي عمد إلى اإلستيالب المادي لخيرات

المجتمع اإلقتصادية، ثم إخضاعه لعملية مخططة ومنظمة

ته من قيمه الحضارية، لقد تستهدف شخصيته وهويته وتعري

عمد اإلستعمار إلى تفكيك البنية اإلجتماعية التقليدية للمجتمع

الجزائري، بطريقة عنيفة من خالل اغتصاب األراضي والطرد

التعسفي للسكان إلى المناطق القاحلة والوعرة، ثم المحاوالت

المتعددة لإلستيعاب الديني الثقافي المتصاحب باحتقار وامتهان

ثقافة الجزائرية، وهو الشيء الذي أدى إلى تأصيل نوع من لل

العداء لدى المجتمع الجزائري تجاه اإلدارة الفرنسية ترافق كما

Page 100: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

يرى فرحات عباس بالتمرد والمقاومة المسلحة ثم المقاومة

السلبية كالعصيان ورفض التعامل مع اإلدارة اإلستعمارية،

تماعية خارجة عن وبالتالي خلق شبكة عالقات تنظيمية واج

النسق الثقافي اإلستعماري، ومع تزايد ظاهرة اإلستيالب

الفرنسي للمجتمع الجزائري تزايدت معه درجة الحقد

والكراهية، والتي عرفت تراكمات عميقة داخل أفراده انتهت

برد فعل أكثر عنف وشراسة، تتمثل في ثورة التحرير ويعد هذا

الشعوب التي خضعت الوضع هو الصورة المتكررة ألغلب

لمثل هذا الوضع وهو ما الحظناه من خالل مختلف حركات

التحرير التي ناهضت اإلرهاب الذي مورس عليها من خالل

.إستيالب أراضيها و ثقافاتها و ممتالكتها

أما بعد اإلستقالل، وهو اإلطار الزمني الذي يهمنا في الدراسة

رج من قهر بشكل أساسي، فإن اإلنسان الجزائري الذي خ

متواصل وعميق قد حمل لهذه المرحلة آماال يمكن القول عنها

أنها كانت أكبر من اإلمكانات المتوفرة لتحقيقها، إال أن

األيديولوجية التي حملتها مرحلة اإلشتراكية إستطاعت أن تجمع

الجزائريين حول شعاراتها، هذه األخيرة ورغم أنها هي األخرى

و متاح، فقد تقبلها أغلب أفراد المجتمع تحمل أبعادا أكثر مما ه

. الجزائري، وساهمت في استقراره السيكواجتماعي

لكن المجتمع الجزائري ونظرا لتفاقم أوضاعه المزرية

خصوصا في المناطق الريفية خارج مظلة مشاريع المركزية

المركزة على المدن والمدن الصناعية الكبرى، لم يجد حال سوى

الكبرى بحثا عن ظروف معيشية أحسن، التحرك نحو المدن

Page 101: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

األمر الذي أدى إلى ظهور خلل في النسيج اإلجتماعي في

المدينة، حيث عرفت إنتشارا ألفراد يحملون معايير وقيم

أخالقية ريفية يعيشون في ظروف تفتقد ألدنى شروط الحياة،

باإلضافة إلى ذلك فإن هؤالء القادمون من الريف لم يستطيعوا

ا ثقافة وقيم ومعايير المدينة، بل بالعكس فقد فرضوا هم أن يتبنو

أنفسهم عليها مما أدى إلى ترييفها، وأصبحت المدينة الجزائرية

تخضع لبنية اجتماعية تقليدية قائمة على أسس أثنية تعتمد في

عالقاتها على روابط الدم، العرق، والمجموعات التضامنية

دى إلى فشل المجتمع ككل المعزولة، وبالتالي فإن هذا األمر أ

في اإلنتقال من الوضعية اإلجتماعية التقليدية إلى وضعية

إجتماعية متحضرة، تتميز بوسط مفتوح على المحيط الخارجي

.وذات ثقافة تعددية مفتوحة على أنماط قيمية ومعيارية حديثة

إن هذا اإلختالل في البنية اإلجتماعية الذي عم المجتمع

ستقالل، قد رافقه مظاهر مرضية أخرى مثل الجزائري منذ اإل

اإلقصاء، التهميش، واحتكار مؤسسات المجتمع من طرف أقلية

قامت بإخضاعها لمصالحها الخاصة، مع اإلستعمال التعسفي

للسلطات التي صاحبتها أنماط سلوكية مناقضة للقيم والمعايير

األخالقية التي ظهرت في شكل تزايد الرشوة كما رأينا،

فضيالت األثنية والعرقية في توزيع اإلمتيازات دون مراعاة والت

الجوانب الموضوعية، ما أدى بالنتيجة إلى ظهور تفاوت

اجتماعي فاقد للشرعية وغير مبرر قيميا، يعتمد في أغلبيته على

مجموعة من العناصر التي هي موضع احتجاج لدى أغلبية

يع للثورة بالطرق أفراد المجتمع، نظرا الرتباطها بالتشكيل السر

المشبوهة، من خالل المضاربة، اإلختالس، وتحويل األموال

Page 102: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

العامة، باإلضافة إلى كل ذلك فإن الواقع اإلجتماعي الجزائري

قد أخذ مجموعة من المظاهر تكاد تكون عامة، يمكن إيجازها

: في النقاط التالية

ظهور الشعور بالظلم واإلقصاء و التهميش وعدم المساواة -

.والتكافؤ في الفرص

قيام تفاوت اجتماعي على أسس غير مقبولة ثقافيا غير -

.مشرعة قانونيا

انعدام تثمين بعض القيم التي من شأنها أن تساهم في التطور -

. اإليجابي لهذا المجتمع مثل الكفاءة الفعالية واإلنجاز

ظهور فئة مثقفة ذات مستوى أكاديمي عال تحكمها فئة -

.تعليممحدودة ال

ظهور أزمة هوية مرتبطة بالصراع بين دعاة األصالة -

.والحفاظ على الثوابت ودعاة التحديث والتفتح على العالمية

إنشطار الواقع الثقافي على مستوى النخبة إلى فئات معربة -

.وأخرى مفرنسة تتصارع من أجل البقاء والحفاظ على المكانة

مرة أخرى انتشار حالة من كل هذه العوامل اإلجتماعية دعمت

الحقد والكراهية واإلحباط العام الناتج عن الشعور بالعجز

واالنعزال عن المؤسسات االجتماعية، هذه األخيرة التي

أصبحت مخرجاتها غير واضحة المعالم واألهداف محل تأويل

. اجتماعي غير عقالني نابع من مشاعر الغضب العداء اتجاهها

Page 103: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

نسبة للظروف الثقافية التي ولدت تلك من ناحية أخرى وبال

الرغبة في مقاومة كل ما هو غير إسالمي وبكافة الوسائل في

مرحلة السبعينيات والثمانينيات، وكأحد أبرز العوامل التي

ساعدت على نشأة ظاهرة اإلرهاب في الجزائر، نشير إلى كون

نفس تلك المرحلة كانت في الواقع تحمل عدد كبير من التغيرات

على عدد كبير من المستويات والمجاالت، حيث جاءت

اإلسالموية في هذا الوقت لتقف في وجه المد الثقافي األوربي

الذي كان بارزا في الجزائر المستعمرة الفرنسية السابقة التي ال

تزال متأثرة بالغزو الثقافي الفرنسي الذي امتد أكثر من قرن،

صوصا في سنوات وقد ساد هذا الوجه اإلسالموي وبرز خ

واتضح بجالء عقب تقنين السلطات الفرنسية ۷٥و ٢١۷٤

لتأشيرة الدخول فيما يخص الجزائريين الراغبين في السفر أو

، وقد توازت هذه العملية أي ٢١٨٦اإلقامة في فرنسا سنة

فرض التأشيرة مع تصاعد األحزاب الوطنية اليمينية في أوربا،

ي شمال أفريقيا ومن بينها في ما وجدت الوطنيات الجديدة ف

الجزائر نفسها في حرج مع تنامي الحركات الوطنية في أوربا

مع ما ال يتماشى مع سياستها وهي التي اتخذت سياسات أقل ما

يقال عنها أنها سياسات مستوردة وفي الغالب هجينة فرنسية،

رغم أن اإلديولوجيا والخطاب الرسمي لتلك الدول كانت تقوم

ومي مبالغ فيه وغير واقعي في الغالب، وهو ما قد على خطاب ق

يدل عليه التناقض والحرج الكبير الذي كانت أغلب سياسات

الدول الشمال أفريقية وهي الجزائر والمغرب وتونس تعانيه،

حيث كانت تلك الدول ال تزال مترددة بين إنشاء دول وطنية

نه من أو أ! عصرية على أساس نماذج مستوردة موجودة بالفعل

Page 104: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

الواجب إقامة وطنيات إسالمية ذات روح األمة اإلسالمية، بين

كل هذا وذاك كان الجو السائد يدعو بشكل طبيعي إلى التفكير

المضني والعميق في تناقض السياسة الرسمية وغياب

استراتيجية قومية وطنية واضحة عن النظام الرسمي، ما خلق

. جوا ساعد على نمو الفكر اإلسالمي

:أبرز الحركات اإلرهابية في الجزائر: مبحث الثانيال

لزهرة ( اإلسالموية السياسية المأساة الجزائرية)جاء في كتاب

بن عروس أن النقطة المشتركة بين اإلسالميين الجزائريين، هو

كونهم يطرحون جميعا مشكلة سياسية في جوهرها اإلستيالء

هم افتقوا بعض على السلطة وإنشاء جمهورية إسالمية، رغم أن

الشيء في الوسائل الواجب استخدامها لبلورة هذا الهدف، لكنهم

. في األخير جميعا يتفقون حول جوهر اإلستيالء على السلطة

تجدر اإلشارة، إلى أن نشاط الجماعات اإلسالمية لم يكن منفردا

منحصرا في الجزائر فقط، بل شمل دول المغرب العرب كذلك،

يات شهدت الدول المغاربية تغييرا نوعيا في ففي بداية السبعين

الوعي السياسي، حيث ظهرت التنظيمات الحركية اإلسالمية

المتأثرة بالنهج اإلخواني، ففي المغرب تشكلت حركة الشبيبة

اإلسالمية بقيادة عبد الكريم مطيع، وفي تونس تأسست حركة

، وفي الجزائر ظهر تيار ٢١٦١الجماعة اإلسالمية عام

وان المسلمين بقيادة محفوظ نحناح، واختالفا مع خيار اإلخ

نحناح التابع لتنظيم عالمي ظهر تيار الجزأرة الذي برز بدءا من

Page 105: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

كتيار إسالمي معارض ألي تبعية خارجية وينادي ٢١٨١سنة

بالخصوصية القطرية، ونجد أن من بين األسماء المؤسسة لهذا

قا إلى جبهة اإلنقاذ، التيار عبد القادر حشاني، الذي انضم الح

ودمحم السعيد، وكان لهذا التيار وجود ملحوظ في األوساط

الجامعية، وكان هؤالء الجزأريون يعدون الشيخ أحمد سحنون

مرجعا لهم، كما يعدون أنفسهم وارثين لميراث جمعية العلماء

المسلمين الجزائريين ولفكر مالك بن نبي، وهم في كل ذلك

يم وعدم ارتباطه بجهة خارجية، يؤكدون خصوصية التنظ

وباإلضافة إلى هذين التيارين اإلخوان والجزأرة، كان ثمة تيار

إسالمي مسلح بقيادة مصطفى بويعلي، وقد بدأ هذا التيار نشاطه

في السبعينيات عبر سلسلة من العمليات التي استهدفت الحانات

وأماكن اللهو في باب الواد، ثم تطور األمر إلى مواجهات

.٢١۷١مسلحة ضد قوات األمن عام

فقبل ظهور الجبهة اإلسالمية لإلنقاذ واتخاذها العمل اإلرهابي

، كانت ٢١١٢سبيال للوصول إلى السلطة بعد إلغاء انتخابات

الحركة اإلسالمية قد تبلورت شيئا فشيئا لتدخل في إطار العمل

المسلح في مواجهة السلطات الجزائرية، عمل تطور إلى أعمال

تخريبية تطورت تدريجا إلى عمل إرهابي لم يشهد له التاريخ

.الجزائر مثيال سوى في أيام اإلستعمار الفرنسي للجزائر

لقد كانت الجماعات اإلرهابية تنشط قبل ظهور الجبهة بشكل

سري في المساجد، وخصوصا منها التي تشيد خارج إطار

لقيم المهد وزارة الشؤون الدينية الجزائرية، وتعتبر جمعية ا

األول ألبرز قادة ومنظري النشاط اإلسالمي الذي اتخذ في

Page 106: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

سنوات تالية منحى متطرف وإرهابي، حيث نشط فيها كل من

عبد اللطيف سلطاني، أحمد سحنون، عباسي مدني، عمار

.طالبي، عمر العرباوي، ودمحم لكحل شرفاء، ورضا بن فقيه

ة بالعاصمة فتح أول مسجد في الجامعة المركزي ٢١٦٨ففي

باقتراح من المفكر اإلسالمي مالك بن نبي، حيث شهدت هذه

البنية األساسية ملتقيات إسالمية متعددة، لكن السلطات

الجزائرية بادرت بتبني هذه الملتقيات للحيلولة دون سيطرة

. الجماعات المتطرفة على مثل هذه الملتقيات

يرها السابق وواجه جهاز األمن العسكري الجزائري بقيادة مد

قاصدي مرباح هذه الجماعات طوال سنوات نشاطها وسيطر

عليها وشل حركتها، ما دفع قادة هذه الجماعات والحركات إلى

تبني العمل السري لإلفالت من متابعة األمن العسكري

الجزائري، كما نادوا بضرورة مزاوجة عملهم السياسي بنشاط

ن بعض الدعاة مسلح في وجه السلطات الجزائرية، حتى أ

أشاروا بضرورة تعبئة طاقات الشعب الجزائري في خضم

التيار اإلسالمي الذي بات نشاطه سريا، مسلحا، وموجها لهدف

.واضح هو إسقاط النظام الجزائري وإقامة الدولة اإلسالمية

وبالفعل فلقد تم تأسيس أول حركة إسالمية مسلحة في الجزائر

علي وشخص آخر يلقب تحت إشراف مصطفى بوي ٢١۷١سنة

بالسيد كمال، وقد كان بوعلي أحد المشاركين في الثورة

التحريرية وهو عضو سابق في حزب جبهة القوى اإلشتراكية

وعمل رئيس مصلحة في مؤسسة العاشور ، اتخذت هذه

الجماعات من الجبال معقال لها، وانطلقت أولى عملياتها

Page 107: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

ضد الدرك اإلرهابية ضد المؤسسات الجزائرية وخصوصا

الوطني من تلك التحصينات الجبليتة، وردا على تصاعد وتيرة

تلك األعمال اإلرهابية ضد معالم الدولة الجزائرية أصدر

الرئيس الجزائري آنذاك الشاذلي بن جديد أوامر شخصية بقمع

.تلك الجماعات والقضاء عليها

لكن نشاط مصطفى بويعلي الذي مزج بين نجاح عسكري

اسية فكرية وحدت التيار اإلسالمي الراديكالي في وتعبئة سي

الجزائري حوله، واتخذ هذا األخير من مسجد العاشور مركزا

له ولجماعته، حيث انطلقت من هذا المسجد أفكاره التي شملت

فيما بعد مختلف ربوع القطر الجزائري، وجاء تكوين جماعة

ي كل بويعلي بعد تخطيط مشترك أشرف عليه إضافة إلى بويعل

من بن عمار محمود، جعفر بركاني، عمارة الطيب، منصوري

ملياني، تواتي معمر، وعبد القادر شبوطي، حيث اتفقوا على

ضرورة الشروع في تكوين هذه الجماعة تكوينا عسكريا من

خالل تدريبات دقيقة في الغابات الجزائرية، في حين ساهمت

يا، وكان خبرة بويعلي العسكرية في تنظيم الحركة عسكر

، ٢١٤٦جانفي ١۷بويعلي قد ولد في درارية بالعاصمة في

. شارك في الثورة الجزائرية وكان برتبة ضابط

ليبقى رغم القضاء عليه مرجعا لكل التيارات اإلرهابية

الجزائرية التي ستظهر في الحقا في التسعينيات ، إضافة إلى

م جموع من هذه التيارات كان ثمة فقهاء وأئمة يتحلق من حوله

الشباب الذين سيكونون المادة األساسية لتأسيس الجبهة

اإلسالمية لإلنقاذ بقيادة عباسي مدني وعلي بن حاج عام

Page 108: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

، كما شهدت نهاية السبعينيات حدثا هاما كان له وقعه في ٢١٨١

المنطقة وهو حدث الثورة اإليرانية التي رغم توجهها الشيعي تم

كنموذج يؤكد إمكانية نجاح الفكرة تلقيها في المغرب العربي

السياسية اإلسالمية كفكرة انقالبية تغييرية، لكن الحالة في

المغرب اإلسالمي ظلت رغم كل هذه التحوالت حالة أفكار

ودعوة تطمح إلى التغيير بشكل سلمي أو انقالب عسكري

مصطفى بويعلي في الجزائر، )ينحصر عنفه في تغيير النظام

، ولم يتحول خيار ممارسة (يع في المغربوعبد الكريم مط

العنف المادي إلى خيار إستراتيجي يتأطر في شكل عمل مسلح،

لذا ينبغي انتظار نحو عشر سنوات لظهور العمل المسلح بهذا

.المدلول الشامل

كما شكل االحتالل السوفياتي ألفغانستان حدثا بارزا أخر، حيث

داع الجهاد لتحرير بلد استقطب الواقع األفغاني هجرات شباب ب

مسلم، وكان دعم الجهاد األفغاني سياسة متبناة من قبل الدول

الخليجية وخاصة السعودية، ولم يكن الدعم الذي تلقاه ماديا فقط

بل وبشريا أيضا، ومنطقة المغرب العربي لتم تكن استثناء، بل

كان الجزائريون يشكلون من الناحية العددية ظاهرة واضحة في

الجهاد، وهناك في الواقع األفغاني تكون جيل جديد من دعم

شباب المغرب العربي من الجزائر وليبيا والمغرب، وكان

المذهب اإلسالمي الذي تكونوا عليه هو المذهب السلفي القادم

من السعودية بلونه الوهابي، ومع انتهاء الجهاد وخروج الروس

رة مضادة، ثم انقالب المجاهدين بعضهم ضد بعض، حدثت هج

فقد عاد الكثير من هؤالء الشباب إلى بلدانهم ليجدوا أنفسهم في

حالة فراغ وبطالة، إذ لم يتم التنبه الستيعابهم اجتماعيا

Page 109: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

واقتصاديا فظلوا على الهامش وقودا قابال لالستعمال عند أول

شرارة تندلع، وعندما عاد هؤالء كان ثمة تحول سياسي دولي

واؤه، وهو انهيار المنظومة اإلشتراكية، هام يتم اختماره واست

وحدوث تحول في طريقة إدارة الشأن السياسي ما دفع األنظمة

التي كانت تدور في فلك االتحاد السوفياتي ومنها النظام

. الجزائري نحو التعددية السياسية واقتصاد السوق

:إدارة السلطات الجزائرية لملف اإلرهاب: المبحث الثالث

:جية األمنية والعسكريةاإلستراتي

تبنت السلطات الجزائرية منذ بداية مواجهاتها مع ظاهرة

الجماعات اإلرهابية منذ نهاية السبعينيات بدءا من بروز تنظيم

مصطفى بويعلي، خططا أمنية وعسكرية لمواجهة تلك

الجماعات والتنظيمات وإلحباط أي بناء استراتيجي قادر على

مواطنيها، فلقد واجهت الحكومة تهديد سالمة مؤسساتها و

الجزائرية في عهد الرئيس السابق الشاذلي بن جديد قضية

.بويعلي على أنها تهديد فعلي وجب التصدي له والقضاء عليه

وتواصلت اإلستراتيجية الجزائرية في نفس المنوال حتى فترة

المواجهة الثانية مع ظاهرة اإلرهاب مع مطلع التسعينيات من

اضي، لكن المواجهة هذه المرة كانت بحدة أشد ومع القرن الم

عدو أكثر وعيا بمستلزمات العمل في مواجهة السلطة

الجزائرية، حيث فتحت الجماعات اإلرهابية التي خرجت من

Page 110: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

مظلة األحزاب والتيارات اإلسالمية كذلك، جبهات حرب شاملة

كانت قادرة هذه المرة على خالف تنظيم بويعلي على المبادرة

من كل النواحي، خصوصا من حيث التعبئة البشرية والمادية

واللوجستية، في حين استمر العمل وفقا للخطط واإلستراتيجيات

.التي كان بويعلي نفسه قد وضعها رفقة منظري نفس التيارات

ومنذ اندالع أولى األعمال التخريبية واإلرهابية في المدن

إلغتياالت ضد الجزائرية الكبرى خصوصا بإطالق حملة ا

الشخصيات العامة والتفجيرات في األماكن العمومية بما في ذلك

اإلعتداء ضد مطار هواري بومدين الدولي، بادرت السلطات

العمومية الجزائرية إلى إطالق حملة أمنية عسكرية داخل المدن

كان هدفها إخراج الجماعات والتنظيمات اإلرهابية من داخل

تصر الجيش واألمن في حرب المدن وقام المدن، وبالفعل فقد ان

باستئصال كافة الخاليا الناشطة فيها ولم يبق له إال الجبال

. واألرياف النائية

لكن إخراج الجماعات اإلرهابية من ساحة المدن إلى ساحة

الجبال واألرياف لم يزد األمور إال تعقيدا، ورغم نجاح مكافحة

استمرت القوات الجزائرية اإلرهاب في المدن إلى حد كبير، فقد

في تكبد خسائر كبيرة في مواجهتها لمقاتلين جزء كبير منهم

كان قد قاتل الروس في أفغانستان، وبالتالي فخبرته العسكرية

في حرب مثل حرب أفغانستان كانت كفيلة بتحقيق نوع من

التوازن مع القوات الجزائرية التي ال تملك خبرة معينة في

مع عدو جديد مثل اإلرهاب، وبالتالي فقد حرب غير تقليدية

أحدثت هذه التطورات على صعيد المواجهة بين الجماعات

Page 111: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

اإلرهابية والسلطات الجزائرية جدال واسعا حول أسباب إخفاق

الجيش الجزائري، إضافة إلى باقي قوى األمن والدرك في

القضاء على بضع آالف من المقاتلين المعزولين في الجبال

ف، وأشارت الدراسات والكتابات في هذه النقطة، إلى واألريا

كون الجيش الجزائري والذي كان في نفس تلك المرحلة مشكال

ألفا، ويشكل ٢١٦ألف رجل، يمثل القوات البرية ٢٦٥من حوالي

ألفا قوات الشرطة، ٢٦ألفا منه قوات الدرك الوطني، و۳٥

وألف واحد يمثل الحرس الجمهوري، إضافة إلى جهاز

لمخابرات الجزائرية التي تمثلها إدارة األمن واالستعالمات ا

األمن العسكري، ولم تفلح كل هذه القوي مجتمعة رغم امتالكها

لقوة جوية ضارية وعتاد حربي ثقيل متنوع ومتطور في إنهاء

العنف المسلح واإلرهاب، والتي كانت تعاني في هذه المرحلة

دايات التسعينيات من األولى من المواجهة مع اإلرهاب في ب

.القرن الماضي من عجز تقني

وإذا حاولنا تفسير هذا العجز من زاوية تقنية بحتة وليس من

:ناحية سياسية سوسيولوجية، فإنه يمكننا تقديم العاملين التاليين

تغيير العقيد العسكرية للجيش الوطني الشعبي الجزائري . 0

يس السابق هواري وريث جيش التحرير الوطني الذي بناه الرئ

بومدين، من جيش مدرب على خوض حرب العصابات كانت

مهمته تحرير البالد، إلى جيش تقليدي ثقيل يقوم علي العقيدة

العسكرية الروسية، التي تعتمد علي إستراتيجية الهجوم

الجبهوي المدرع مع مساندة جوية مكثفة تقوم بها الطائرات، كما

ائري تمثل دائما في الجيش الملكي أن العدو العقيدي للجيش الجز

Page 112: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

عرفت ٢١٦۳المغربي حيث اشتبكا في حرب صغيرة سنة

واستمرت (La guerre de sable) بحرب الصحراء

اإلشتباكات الحدودية في أكثر من مرة وتكثفت مع دعم الجيش

.الجزائري لجبهة البوليزاريو

تلة لم يتوقع قادة الجيش الجزائري يوما أن يطلب منهم مقا. 4

أشباح يفرون ويكرون ويختبئون في الجبال والغابات واألدغال

الكثيفة متسلحين بسالح خفيف، فكان البد للجيش الجزائري

الكثير من الوقت حتى يتكيف مع حرب العصابات الجديدة،

ويعيد تدريب ضباطه وجنوده على أساليب هذه الحرب، واألكثر

ف األسلحة وتعمل من ذلك خلق قيادة مشتركة تنسق بين مختل

في سرعة فائقة وبشكل آمن يكفل تأمين حركة المعلومات

وسريتها حتى تتمكن القوات من تحقيق انتصارات على أرض

.الميدان

وكان اللواء الشريف فضيل القائد السابق لجهاز مكافحة

اإلرهاب على مستوى قيادة أركان الجيش الجزائري، ويعتبر

ة الذين تولوا إدارة الحرب ضد أبرز صقور المؤسسة العسكري

الجماعات اإلسالمية المسلحة منذ مطلع التسعينيات، وتقلد اللواء

الشريف فضيل مسؤوليات عدة آخرها قيادة الناحية العسكرية

األولى، التي تضم واليات وسط البالد خالل حكم الرئيس

عبدالعزيز بوتفليقة، وكان تولى خالل حكم الرئيس السابق

قيادة جهاز مكافحة اإلرهاب ( ٢١١١-٢١١٤)زروال اليمين

على مستوى قيادة أركان الجيش، وظهر للمرة األولى في

خالل العمليات الكبرى التي شنها ٢١١۷وسائل اإلعالم سنة

Page 113: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

الجيش ضد معاقل الجماعة اإلسالمية المسلحة في منطقة سيدي

قة بن موسى، بعد أيام قليلة من المذابح الجماعية التي هزت منط

طلحة في براقي والرايس في سيدي موسى والتي خلفت مقتل ما

.يزيد على ألف شخص بينهم رضع

إدارة العملية الناجحة التي قامت وتولى اللواء الراحل شخصيا

ضد األمير السابق ١٦٦١بها أجهزة األمن في شهر فيفري

للجماعة اإلسالمية المسلحة عنتر الزوابري، والتي تعتبر من

أبرز العمليات التي استهدفت قيادات هذا التنظيم منذ تصاعد

، ونسب إلى الراحل اللواء ٢١١١أعمال اإلرهاب والعنف في

الشريف فضيل تأكيده للصحافيين أكثر من مرة أن اإلرهاب ال

يفهم إال لغة السالح، وأبدى في العديد من المرات تحفظات عن

. سياسة السلم والمصالحة الوطنية

الفعل فقد أثبتت السلطات الجزائرية من خالل تنسيق عملية وب

مكافحة اإلرهاب عبر ما يسمى بقوات األمن المشتركة المكونة

من الجيش، الشرطة، الدرك، وضم أيضا الميليشيات المدنية

المكونة من جماعات الدفاع الذاتي والوطنيين، والتي تجاوز

اني الذي حققته في ألف عنصر، مدى التطور الميد ١٦٦تعدادها

الذي ( حرب العصابات)إطار هذا النوع الجديد من الحروب

٢١١٥اضطرت إلى خوضه، حيث برز تطور كبير منذ سنة

في كافة هذه المجاالت، ولم يعد الجيش يسقط بسهولة في كمائن

، كما لم يعد بطيء الحركة GIA الجماعة اإلسالمية المسلحة

امات بشكل كثيف، كما درب وتفطن إلى أهمية استخدام الحو

جنوده وضباطه على استراتيجية حرب الكمائن فحقق

Page 114: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

انتصارات كثيرة أهمها انتصاره في معركة عين الدفلى سنة

٢١١٥ .

وفي إطار مكافحة اإلرهاب أيضا، ولكن في إطار ارتباط

الجماعات اإلرهابية مع شبكات الجريمة المنظمة، دمرت

للقاعدة العسكرية بالمنيعة خالل وحدات القوات الجوية التابعة

( تويوتا ستايش)سيارات من نوع 1إحدى هجوماتها الجوية،

في ٢لمهربين كانوا يحاولون اختراق الطريق الوطني رقم

جنوب غرداية، وقد مكنت العملية التي ۳٥٦النقطة الكيلومترية

من قبل مغاور الجيش الوطني الشعبي ( وادي ميا)نفذت بمنطقة

مهربين كانوا من بين عناصر الشبكات اإلجرامية ٤قيف من تو

المبحوث عنها في الجنوب، وتشير المصادر إلى أن التحقيقات

األولية التي أجرتها الكتيبة اإلقليمية للدرك الوطني بالمنيعة، أن

السيارات المدمرة كانت محملة بشحنات من السجائر األجنبية

لسيارات بعد الهجوم، ووثائق هوية ضبطت في بقايا إحدى ا

تعود ألشخاص يقيمون بدولة موريتانيا، السيارات مملوكة

لموريتانيين، وتضيف ذات المصادر تورط شبكات التهريب

بالجنوب الجزائري في نشاط الجماعات اإلرهابية التي تعد

منطقة الساحل اإلفريقي منطلقها، يذكر أن قوات الجيش الوطني

ة ضربات ردعية ضد التهريب الشعبي تمكنت من توجيه عد

بالجنوب، مكنتها من وضع حد لعدة شبكات إجرامية بمناطق

وسط الصحراء، إضافة إلى شبكات تهريب أثبتت التحقيقات

األمنية أن لها عالقة وطيدة بشبكات أخرى دولية مختصة في

تهريب المخدرات والسالح عبر الحدود الجنوبية، وكانت قوات

األسابيع الماضية، عدة سيارات الجيش قد طاردت خالل

Page 115: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

تأكد أنها لمهربين يتحركون على عدة محاور معروفة ( ستايشن)

بتحركات الجماعات اإلرهابية وشبكات تهريب األسلحة،

انطالقا من دول الساحل عبر أقصى الحدود في تمنراست،

أدرار، إليزي وبشار، وقد شرعت قوات األمن خالل في العمل

تباك التي ترتكز على تجنب الطلقات بتغيير قواعد اإلش

التحذيرية لسيارات المهربين، وتوجيه قصف مروحي مباشر في

حالة رفض اإلستجابة لنداءات التوقف، على اعتبار أنه تم على

عدة مراحل العثور على كميات معتبرة من األسلحة والذخيرة

على متن سيارات المهربين الذين يفرون ويتخلون عن

.مسياراته

ير أن عملية مكافحة اإلرهاب بشكل عام وعبر مختلف غ

األجهزة تعرف بشكل أو بآخر مجموعة نقائص، واعترف العقيد

علي تونسي المدير العام لألمن الوطني بوجود بعض النقائص

داخل جهاز الشرطة، أرجعها إلى الطبيعية البشرية لألفراد

ين وحتى المنتمين للجهاز، وبعض األخطاء في انتقاء المنتسب

القوانين المسيرة، وقال تونسي بشأن السلبيات المسجلة داخل

وتوعد ( إن اإلنضباط داخل جهاز الشرطة أمر أساسي: )قطاعه

المخطئين بالعقوبات المقررة مثلما يحدث في ثكنات الجيش،

ووفقا لما ورد بجريدة البالد الجزائرية، فقد أصدر العقيد تونسي

لدرء الصدع، منها توقيف ضباط فعال جملة من القرارات

سامين بمصلحة اإلستعالمات بوهران والطارف، وشدد مدير

األمن في المقابل على تثمين النتائج التي حققها قطاعه ميدانيا

وفي كافة المجاالت، مشيرا إلى أن الجهود ستتواصل ومعتبرا

أن تقييمها متروك للمواطن والمتتبعين، وأكد العقيد تونسي أن

Page 116: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

ية قطاعه مع نظرائهم من الدول العربية، هي محاربة أولو

جرائم المخدرات وتهريب األموال وتزوير الوثائق اإلدارية،

ودعا بشأن مكافحة اإلرهاب إلى المزيد من التنسيق مع الدول

العربية، معتبرا أن طبيعة اإلرهاب مشتركة بين كافة األقطار

. العربية

:اإلدارة السياسية

تحقيق تقدم ميادين ملحوظ وملموس جعله اليوم بعد نجاحه في

مرجعية في مجال مكافحة اإلرهاب وحرب العصابات

والكمائن، كان البد للنظام الجزائري من دعم استراتيجيته في

مجال مكافحة اإلرهاب بخطط سياسية مدعومة ببرامج اجتماعية

وثقافية كفيلة بالقضاء الشامل على هذه الظاهرة، وألن الفتيل

الذي كان قد أشعل أزمة الجزائر في التسعينيات رغم كل شيء

كان سياسيا، فقد جاء الحل السياسي كخيار استراتيجي كفيل

بدعم مسيرة مكافحة اإلرهاب، الظاهرة التي حاولت بكل السبل

وشتى الوسائل أن تجد لها مكانا ومحال على الساحة الداخلية في

والصلح مع إحدى أبرز الجزائر، وجاءت مبادرات التسوية

الجماعات اإلسالمية المسلحة التي انتهجت اإلرهاب ضد

السلطات الجزائرية منذ التسعينيات ممثلة في الجيش اإلسالمي

لإلنقاذ، والذي كانت قيادته في هذه المرحلة أي منتصف

التسعينيات أكثر تقبال ولينا لفكرة الحل السلمي، بعد أن خاضت

الجيش الوطني الشعبي الجزائري معارك طاحنة مع قوات

وخلفه الشعب الجزائري بكل أطيافه وفئاته، حيث حدث اتفاق

الهدنة بالفعل بين كل من اللواء دمحم مدين قائد المخابرات

Page 117: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

العسكرية من جهة، ومدني مزراق قائد الجيش اإلسالمي لإلنقاذ

من جهة أخرى، في حين كان الرئيس السابق اليمين زروال

ع مساعده دمحم بتشين في الحوار مع عباسي مدني منشغال م

تقريبا ٢١١۷وعلي بلحاج على صعيد آخر، وبالفعل ومنذ سنة

لم يطلق مقاتلو الجيش اإلسالمي لإلنقاذ رصاصة واحدة ضد

قوات الجيش الجزائري، بل وأكثر من ذلك غالبا ما كانوا

، GIA ينسقون في عمليات ضد الجماعة اإلسالمية المسلحة

ثيرا ما كانوا ينزلون من الجبال للقاء أقاربهم في المدن وك

الجزائرية بعلم من المخابرات الجزائرية وموافقتها وحتى

حمايتها، وفي النهاية تم حل التنظيم واندمج عناصره في الحياة

المدنية من جديد بشكل أو بآخر وبشكل تدريجي، ورغم ذلك لم

بعد أن حرمت باقي ينقطع العنف بل ازداد شراسة وتنوعا،

الجماعات من العفو نظرا الرتكابها مجازر وحشية في حق

.المدنيين بما في ذلك التفجيرات في األماكن العمومية

لقد كانت تلك اإلتفاقية حجر األساس لما سمي فيما بعد بقانون

الوئام المدني، والذي فصل ليكون مناسبا للجيش اإلسالمي

لحة األخرى، بل على العكس لإلنقاذ وليس للجماعات المس

تضاعفت شراسة هذه الجماعات ويزداد عنفها وقاتلت بشكل

انتحاري ألنها باتت خارج كل أطر المصالحة مع الجزائريين،

من تلطخت أيديهم )بعد أن استثناها قانون الوئام المدني بعبارة

وهي عبارة تشير في الغالب إلى المذابح ضد المدنيين ( بالدماء

والتي ارتكبت على غرار المجازر ضد العسكريين والعزل

ورجال األمن والشخصيات العامة، ومن ثمة ال يبدو أن العنف

سيتقلص بل على العكس سيزداد بشكل واسع واستعراضي، ألن

Page 118: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

للمعركة بعدها اإلعالمي الذي يراهن عليه كل طرف، وهو ما

كية دفع بلويزة حنون زعيمة حزب العمال وجبهة القوي االشترا

بقيادة آيت أحمد، إلى المطالبة بتوسيع الحوار ليشمل الجماعات

المسلحة في تلك الفترة كحل لهذه المعضلة، ولو قمنا برصد لكل

العمليات اإلرهابية التي تمت في الجزائر لوجدنا أن أغلبها

. GIA الساحق قد نفذ على أيدي الجماعة اإلسالمية المسلحة

نشاط قوات مكافحة اإلرهاب تصاعدا في ٢١١٦وشهد عام

واستخدام القوات المسلحة للقوات الجوية سواء العمودية أو

الحربية، وكانت أبرز عملياتها عملية الحطاطبة التي قتل فيها

. آخرين ٢۳٦إرهابيا وجرح فيها ١٥٦

:السياسة الخارجية والعالقات الدولية

مكافحة أكد قائد القوات البرية اللواء أحسن طافر على أن

اإلرهاب تستدعي تنسيق جميع جهود البلدان األعضاء في

، وأوضح خالل افتتاح أشغال اإلجتماع (للدفاع 1+1مبادرة )

األول لقادة أركان القوات البرية للدول األعضاء في المبادرة،

أن مكافحة اإلرهاب في أبعاده اإلقليمية والعابرة للحدود

بلدان المبادرة، تشكل واألحداث المأساوية التي هزت معظم

دون شك الصورة الكاملة لألخطار التي تحدق بالمنطقة والتي

يتعين مواجهتها بشكل مشترك، وأضاف أنه يتعين الستئصال

شبح اإلرهاب من جذوره تنسيق الجهود من أجل التحرك

بطريقة متجانسة وتشاورية، كما أوضح اللواء أحسن طافر أمام

Page 119: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

ة للدول األعضاء في المبادرة، أن قادة أركان القوات البري

حوض المتوسط يعتبر همزة وصل يجب جعله فضاء سلم

ورفاهية، مشيرا إلى أن مجمل األعمال يجب أن تتجه نحو

تعزيز تعاون قائم على الرفاهية والسلم والهدوء في جميع بلدان

المتوسط، هذا وبعد وصفه لمسألة الهجرة غير الشرعية

لنسبة لبلدان المبادرة، واعتبر قائد القوات باالنشغال الرئيسي با

البرية أنه يجب أن تعالج من جانب األمن والشرطة وأنها تتطلب

أيضا تفكيرا شامال كفيال بتحديد مضامين ونتائج الظاهرة،

وأضاف المتدخل أن األمر يتعلق هنا بظاهرة تتطلب إلزامية

يراتها، وفي القيام بتحليل حقيقي لتحديد جذورها، أسبابها، وتأث

هذا السياق أضحى التحليل الشامل لهذه المشكلة المأساوية أكثر

. من ضروري

للدفاع أوضح اللواء أحسن 1+1وبخصوص أشغال مبادرة

طافر، أن النشاطات التي تمت المبادرة بها منذ البداية، تشهد

على إرادة هذه البلدان على العمل على رعاية مصالحها

عا لألخطار المحتملة التي يمكن أن المشتركة والتصدي م

تواجهها المنطقة، ولتدعيم المساعي المسطرة في هذا اإلطار،

دعا قائد القوات البرية إلى إقامة شبكات عملية لتبادل ومعالجة

المعلومات، وإعداد خارطة طريق مشتركة لضمان وضع جهاز

تعاون في مجال إسهام القوات المسلحة في حاالت الكوارث،

اعتبر أنه من الضروري تنظيم ملتقيات لتبادل الخبرات في كما

مجاالت قد تهم تدخل القوات المسلحة في حاالت الطوارئ، إلى

جانب إسهام بلدان الضفة الشمالية على الصعيد التكنولوجي

والعلمي لفائدة بلدان الضفة الجنوبية للمتوسط، وأكد اللواء طافر

Page 120: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

األول للقوات البرية للبلدان الذي كان يترأس أشغال اإلجتماع

للدفاع، أن هذا اللقاء يعكس بالتأكيد 1+1األعضاء في مبادرة

اإلهتمام الذي توليه بلدان المتوسط في مجال تنمية التعاون بين

ضفتيه، ويشهد على اإلرادة المشتركة في إرساء حوار صريح

وسيادي بين أعضاء هذه المجموعة، ويندرج هذا اإلجتماع في

ر النشاطات التي تم تسطيرها في سياق مخطط العمل الذي إطا

خالل اللقاء الذي جمع ١٦٦۷تمت المصادقة عليه في ديسمبر

للدفاع 1+1وزراء دفاع البلدان األعضاء في مبادرة

بكاغلياري في إيطاليا، ويهدف اإلجتماع إلى التخطيط لعقد

سلحة ملتقيات قصد تبادل الخبرات وتطوير كفاءة القوات الم

للدول األعضاء، وتضم المبادرة كل من الجزائر، ليبيا،

موريتانيا، تونس، المغرب باإلضافة إلى فرنسا، إيطاليا، مالطا،

. البرتغال، وإسبانيا

وفي مجال التعاون األمني في مكافحة اإلرهاب دائما، كشف

، أنه يتم FBI روبرت موليير مدير مكتب التحقيقات الفيدرالية

فتح فرع تابع للمكتب في الجزائر لمواجهة تهديدات التحضير ل

تنظيم القاعدة في منطقة المغرب العربي، واعتبر خبير في

الشئون األمنية أن هذه الفكرة ليست جديدة وتوضح الرغبة

األمريكية الدفينة في تعزيز وجودها بأفريقيا، متخذة تنظيم

نقلتها القاعدة ذريعة لذلك، وقال روبرت مولير في تصريحات

إن نشاط ما يسمى بتنظيم القاعدة في : "صحيفة الخبر الجزائرية

منطقة المغرب العربي تضاعف بشكل متسارع خالل السنتين

الماضيتين مما يتطلب مواجهته بتأسيس فرع للجهاز بهذه

المنطقة، وأضاف مولير خالل مشاركته في اجتماع الجنة

Page 121: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

إن : ي الكونغرسف ١٦٦١لسنة FBI المخصصة لتحديد ميزانية

فتح مثل هذا المكتب من شأنه رصد ومتابعة نشاط هذا التنظيم

بشكل دائم، ال سيما في مجال تنقل األفراد ما بين الجزائر

والبلدان األوروبية وحتى الواليات المتحدة، وأشاد في الوقت

نفسه بالعالقات المتينة التي استطاع الجهاز تقويتها مع

.في مجال مكافحة اإلرهاب المسؤولين الجزائريين

لإلشارة جاءت تصريحات مولير بعد أيام قليلة من مطالبة رئيس

الحكومة الجزائري عبد العزيز بلخادم السفير األمريكي

بالجزائر روبرت فورد، بعدم التدخل في الشئون الداخلية للبالد

واحترام األعراف الدبلوماسية المعمول بها، كما وجه نور الدين

زرهوني وزير الداخلية الجزائري في وقت سابق تعليمات يزيد

للمنظمات الجماهيرية وفعاليات المجتمع المدني والنقابات، بعدم

المشاركة في اللقاءات والندوات التي تنظمها السفارة األمريكية

بالجزائر، كما سبق لمصادر إعالمية جزائرية أن تحدثت عن

في الجزائر، يكون FBI عزم الواليات المتحدة إنشاء فرع

مقرها بالسفارة األمريكية في الجزائر، ويتولى أمرها رئيس

المنتشرة عبر العالم FBI مكتب باريس، ويقدر مجموع مكاتب

مكتبا تتخذ من مباني السفارات األمريكية مقرا لها، ۷٦ب

أحدها ( شمال أفريقيا)ويملك الجهاز مكتبين بالمغرب العربي

ر، وطرحت الصحف الجزائرية التي بالمغرب واآلخر بمص

أوردت النبأ عدة تساؤالت حول الغرض من إنشاء مثل هذا

المكتب، واصفة مهمته بالغامضة ، وذات صلة وثيقة بعدم نجاح

الواليات المتحدة في تجسيد مشروع القيادة العسكرية الموحدة

وعلق خبير جزائري في ( األفريكوم: )في أفريقيا والمعروفة ب

Page 122: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

: بالجزائر قائال FBI األمنية على فكرة فتح مكتب الشؤون

الفكرة ليست جديدة وهي تندرج في سياق المقاربة األمنية )

األمريكية في أفريقيا عموما ومنطقة الساحل على وجه أخص،

كما أنها تختزل رغبة واشنطن الدفينة في تعزيز وجودها بالقارة

صدر الذي وأضاف الم( السمراء تحت غطاء محاربة القاعدة

: رفض الكشف عن هويته في تصريحات إلسالم أون الين

طالما أن فكرة إقامة قيادة عسكرية موحدة في أفريقيا متعثرة، )

( فإن الواليات المتحدة تسعى جاهدة لتجسيد مثل هذه الخطوات

إلحاح الواليات المتحدة على مواجهة اإلرهاب : )وأوضح قائال

مغرب العربي في الحقيقة ما هو أو ما يسمى القاعدة في بالد ال

وكان ( إال غطاء لتكريس نفوذها في منطقة الساحل اإلفريقي

وزير الدفاع األمريكي روبرت جيتس قد أعلن في فبراير

أمام لجنة التسلح بمجلس الشيوخ، أن الرئيس األمريكي ١٦٦۷

جورج بوش قد اعتمد قرارا بإنشاء قيادة عسكرية أمريكية

١٦٦ ٦٦٦فريقية، ومخطط لها أن تضم ما بين جديدة للقارة األ

جندي ۳٦٦٦عسكري في البداية على أن ترفع الحقا إلى حدود

وضابط، وتوجد قيادة أفريكوم بصفة مؤقتة في مدينة شتوتغارت

األلمانية، وتنتظر واشنطن أن تستضيفها إحدى الدول اإلفريقية،

عارضتها في حين عبرت الجزائر في العديد من المناسبات عن م

إلقامة أي قواعد عسكرية بمنطقة الساحل والصحراء الكبرى

بحجة مالحقة عناصر القاعدة، وهو ما تسبب في نوع من الفتور

في العالقات الجزائرية األمريكية، كما أعلنت عدد من دول

أفريقيا رسميا رفضها الستقبالها على أراضيها، و كانت في

قيادات، حيث كانت ۳هتمام السابق القارة األفريقية تخضع ال

Page 123: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

القيادة الوسطى تشرف على كل من مصر والسودان وإريتريا

وإثيوبيا وجيبوتي والصومال وكينيا، في حين كانت القيادة

األوروبية تشرف على باقي دول القارة األفريقية، بينما كانت

تتولى قيادة المحيط الهادي اإلشراف على جزر سيشل

منطقة األفريقية المطلة على المحيط ومدغشقر وجزر القمر وال

. الهندي

يرى خبراء أمنيون أن في وسع الجماعة السلفية للدعوة والقتال

الجزائرية التي أعلنت رسميا والءها ألسامة بن الدن، أن تعتمد

في أوروبا على مئات العناصر الذين رصدتهم الشرطة بصورة

ن مؤكدة في إجمالية، وأعلنت الجماعة مبايعة أسامة بن الد

وذلك بعد أن أعلن المسؤول الثأاني في القاعدة أيمن الظواهري

انضمامها إلى التنظيم، ورثت الجماعة السلفية ولو جزئيا

الشبكات اللوجستية وشبكات الدعم التي أنشأتها الجماعة

اإلسالمية المسلحة السابقة، وال تزال تملك عناصر وخاليا في

و أن الشرطة تراقب عددا من فرنسا والدول المجاورة، ول

أفرادها، وأوضح لوي كابريولي الذي رأس قسم مكافحة

٢١١٨اإلرهاب في جهاز مكافحة التجسس الفرنسي بين سنتي

، بأنه ال بد أن للجماعة مئات الناشطين والمناصرين في ١٦٦٤و

كل من بلدان أوروبا الغربية، وأضاف أن الجماعة أمنت لهم

كثب لفترة طويلة، وقد ال يكون هذا األمر المسكن وراقبتهم عن

دقيقا اليوم خصصوصا بالنسبة للشبان المتحمسين للجهاد في

العراق، ورأى أنه بعد أن اكتسبت الجماعة السلفية اآلن المكانة

التي يضفيها انضمامها الى القاعدة، فإن الناشطين سيستعيدون

تجتذب رؤية لعملهم بعد أن كانوا مشتتين، ومن الممكن أن

Page 124: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

الجماعة التيارات المغربية برمتها متخطية بذلك الجزائر، وقال

قاض باريسي متخصص في قضايا اإلرهاب أن المجموعات

التي قد تشكل خطرا على فرنسا تتوزع على ثالث فئات، أولها

قدامى الجماعة السلفية الذين كانوا ضالعين في ملفات إرهابية

وعة، وتابع القاضي الذي ومن الممكن أن يشكلوا مجددا مجم

طلب عدم كشف اسمه أن هناك ثانيا بعض شبان الضواحي من

الجانحين التقليديين ربما جندهم بعض القدامى في السجن أو

تحولوا إلى التطرف خالل رحالت الى الجزائر اأو المغرب،

وثمة أخيرا شان مغاربة أتموا دروسهم في الجزائر أو المغرب

الفرنسية، وتحدثت وحدة تنسيق مكافحة وعادوا إلى األراضي

لو فيغارو الفرنسية عن )اإلرهاب في مذكرة نشرتها صحيفة

خلية تشكلت على أساس روابطها بالمناطق العراقية ٤٦

. والباكستانية، األفغانية والساحلية المغربية

ويقدر عدد عناصرها في فرنسا ببضع عشرات األشخاص يعتبر

اعة السلفية، ويرى الصحافي حسن معظمهم مقربين من الجم

الشبكة اإلسالمية في أوروبا والجزائر، »زروقي مؤلف كتاب

أن ثمة قدماء من الجماعة السلفية في كل أنحاء أوروبا، بعضهم

لم يعد يزاول نشاطه، والبعض اآلخر يبقى ناشطا، ودعوة

الظواهري قد تحث جهاديين من الشبان ال ينتمون إلى شبكة

التحرك، وأضاف أن وضعهم صعب في فرنسا، معينة على

فهامش تحركهم محدود ومعظمهم معروفون وال مصلحة لهم في

ارتكاب اعتداءات هناك، وفي مطلق األحوال، فقد أوضحوا في

في الجزائر، لكن من الممكن أن ( الجهاد)بيانهم أنهم يحصرون

Page 125: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

ن يستخدموا فرنسا كقاعدة خلفية لتقديم مساعدة لوجستية لناشطي

. آخرين( جهاديين)

وفي اجتماع هو األول من نوعه تحتضنه العاصمة الجزائر،

شارك فيه خبراء الشأن األمني والعسكري لدول الساحل

اإلفريقي، المغرب العربي، أوروبا، والواليات المتحدة

األمريكية، جرت خالله أشغال المؤتمر الدولي لمكأافحة

والذي بادر إلى تنظيمه اإلرهاب في دول السأاحل األفريقي،

المركز األفريقي للدراسات والبحوث حول اإلرهاب ومقره

الجزائر، بالتنسيق مع مركز الدراسات اإلستراتيجية حول

أفريقيا التابع لوزارة الدفاع األمريكية، عكف المشاركون في

المؤتمر الذي امتدت أشغاله على أربعة أيام كاملة في جلسات

ة اإلفتتاح، والتي حضرتها الصحافة وألقى مغلقة باستثناء جلس

فيها الوزير الجزائري المنتدب لدى وزارة الخارجية، المكلف

بالشؤون المغاربية واألفريقية عبد القادر مساهل، كلمة افتتاحية

وقف فيها عند أهمية هذا اللقاء في تنسيق جهود المجموعة

مستوى الدولية لمواجهة تهديدات الجماعات اإلرهابية على

القارة األفريقية، وحاجة دول المنطقة إلى مساعدة الشركاء

الدوليين على مستوى الخبرات التقنية والدعم اللوجيستيكي، وتم

أيضا بحث أفضل السبل وأنجع اآلليات التي تسمح بتدخل فاعل

وميداني لمواجهة خطر المد اإلرهابي لدول الساحل األفريقي،

لقاعدة إلى تحويلها قاعدته الخلفية، المنطقة التي يسعى تنظيم ا

توفر الدعم المالي والتدريب العسكري لنشاطائه ممن يتم

.تجنيدهم حديثا

Page 126: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

وشارك في اجتماع الجزائر خبراء مدنيين وعسكريين مختصين

في مجال مكافحة اإلرهاب، من بينهم خبراء من وزارة الدفاع

من بينها دول أفريقية ٢٦األمريكي بالبنتاغون وممثلون عن

الجزائر، تونس، النيجر، مالي، السينغال، التشاد، وشركاء

أوروبيين وأمريكيين من الواليات المتحدة األمريكية، فرنسا،

بريطانيا، البرتغال، والدانمارك، وحسب مصادر قريبة من

االجتماع فإنه ستتم االستفادة قدر اإلمكان من المعلومات

رة لدى أجهزة أمن دول منطقة اإلستخباراتية واألمنية، المتوف

الساحل اإلفريقي، ونظيرتها في دول أوروبا والواليات المتحدة

ومكتب التحقيقات الفيدرالي CIAاألمريكية على رأسها جهاز

واألنتربول، علما أن اإلجتماع يعد األول الذي FBI األمريكي

ينظمه المركز األفريقي للدراسات واألبحاث الذي تأسس سنة

، وأشارت ذات ١٦٦٥افتتحه الرئيس بوتفليقة سنة و ١٦٦٤

ورشات، ٦المصادر أن األشغال التي توزعت على أكثر من

طغى عليها الجانب العملياتي والتقني البحث، تماشيا مع الهدف

الكبير من االجتماع وهو التركيز على الجوانب العملية

منطقة والميدانية التي تشهدها جهود مكافحة اإلرهاب في بلدان

المغرب العربي والساحل الصحراوي، والوقوف عند النتائج

التي تم تحقيقها وتلك التي تعثر تنفيذها، ومناقشة ما تراه الدول

األفريقية مفيدا للشراكة من أجل مجابهة اإلرهاب في إطار األمم

المتحدة، وصوال إلى وضع خطة عمل وتحرك مشتركة وآليات

اصرة المجموعات اإلرهابية ملموسة وواضحة تمكن من مح

بالمنطقة، ورصد تحركاتها وتفكيك شبكات الدعم واإلسناد التي

تستفيد منها، على ضوء التهديدات المتزايدة للتنظيم اإلرهابي

Page 127: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

الجماعة السلفية للدعوة والقتال، والتي تضعها واشنطن منذ

سبتمبر ٢٢إعالنها الحرب الدولية على اإلرهاب بعد تفجيرات

تنظيمات إرهابية األكثر خطورة ٢٦على رأس قائمة ،١٦٦٢

على أمن العالم، وأوضح مصدر رسمي لوكالة األنباء الجزائرية

أن اجتماع الجزائر بحث التهديدات اإلرهابية في المنطقة على

ضوء قناعة مشتركة مع الشركاء الدوليين، وهي أن المغرب

احدة لنشاط العربي ومنطقة الساحل الصحراوي أصبحا منطقة و

المجموعات اإلرهابية، مثل جماعة عبد الرزاق البارا الذي

، بعد صفقة عقدتها ليبيا مع ١٦٦٤تسلمته الجزائر في أكتوبر

متمردين عن الحركة من أجل العدالة والديمقراطية في التشاد،

وقال المصدر الرسمي أن دور خبراء الشأن األمني والعسكري

ن باألخص من الواليات المتحدة الممثلين للشركاء الدوليي

األمريكية وأوروبا، يتمحور حول كيفية استعمال وضع

التجهيزات واإلمكانيات المادية قصد مواجهة التهديدات

. اإلرهابية ومكافحتها بأكثر فعالية

وعلى صعيد آخر، نلمس التعاون األمني اإلقليمي الجزائري

وزير الداخلية التونسي في مجال مكافحة اإلرهاب، حيث أقر

الجزائري نأور الدين يزيد زرهوني بوجود عالقة بين الجماعة

السلفية والمجموعة اإلسالمية التي تمت السيطرة عليها في

قتيال، وأعلن ٢٤تونس خالل مواجهأات مع الشرطة خلفت

الوزير أن أجهزة أمن البلدين تعمل بتعاون وثيق منذ عدة

في الجزائر ١٦٦٦و ١٦٦٥سنوات، واعتقل تونسيون في

خالل عمليات أمنية استهدفت الجماعة السلفية وسلموا إلى

السلطات التونسية، واعتبر لويس كبريولي رئيس قسم مكافحة

Page 128: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

، أن الجماعة DSTاإلرهاب في جهاز االستخبارات الفرنسي

السلفية تشكل في الوقت الراهن بالنسبة لدول المغرب العربي

ج أكثر منها خطرا حقيقيا يهدد وجنوب الصحراء، مصدر إزعا

استقرارها، وشدد على التأثير اإلعالمي الكبير الذي يشكل

خطرا على اإلستقرار يعود بالخصوص إلى ترويج بياناتها في

وسائل اإلعالم أكثر منه خطر نشاطاتها، من جانبه اعتبر دمحم

ظريف الخبير المغربي في شؤون التطرف اإلسالمي، أن

لكنها نسبية خاصة وأن الجماعة السلفية للدعوة المخاطر قائمة

والقتال، تمنح األولوية لتدريب وتجنيد المقاتلين إلرسالهم إلى

العراق، لكنه شدد على أن إستراتيجية السلفية التي تضمن

التدريب واللوجستية في المغرب العربي والساحل وتشاد، تتمثل

راد منه أن يكون في تجنيد السلفيين المغاربة في تنظيم واحد ي

فرعا للقاعدة في المغرب العربي، وأكد دبلوماسي معتمد في

نواكشوط أن موريتانيا ليست في حالة استنفار بسبب الجماعة

السلفية للدعوة والقتال الجزائرية، وال يبدو أنها تشكل خطرا

فوريا عليها، في حين اعتبر مسؤول في الدفاع لدولة مالي أن

طرا على مالي حتى وان كانت أراضي هذا السلفية ال تشكل خ

. البلد شاسعة وتصعب مراقبتها

وتتعاون الجزائر وواشنطن حثيثا في مكافحة اإلرهاب الذي

أصبح يشكل أكبر اهتمامات الدبلوماسية األمريكية منذ اعتداءات

، وخالل زيارتين إلى الجزائر اعتبر الموفد ١٦٦٢سبتمبر

ارة األمن الداخلي فرانسس األمريكي هنري كروبمتن ومستش

تونسند، أن من مصلحة الواليات المتحدة والجزائر وضع

تبنت ١٦٦۳إستراتيجية مشتركة لمكافحة التمرد، وخالل

Page 129: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

سائحا معظمهم من األلمان في ۳١الجماعة السلفية عملية خطف

أقصى جنوب الجزائر وفي مالي والنيجر، وأوقف زعيم خليتها

الملقب بعبد الرزاق البارا بعد احتجاز هناك حينها عمار صايفي

الرهائن وسلم إلى الجزائر حيث يعتقل حاليا، وخلفه مختار

كأمير للتنظيم، لكن السلطات ( بلعور)بلمختار المعروف ب

الجزائرية قالت أنه يقود مجرد عصابة مجرمين يبتزون

العاملين في القطاع النفطي لحسابها الخاص، وأكدت الجزائر

مقاتل مسلح ۳٦٦بق في صفوف الجماعة السفلية سوى أنه لم ي

ينشطون في شمال البالد ال سيما في جبال منطقة القبائل شرق

. العاصمة وأنهم منقسمون

Page 130: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

:الفصل الثاين

حركة بويعيل

:نشأة الحركة: المبحث األول

كانت بذور الحركة اإلسالمية الجزائرية ذات صبغة سياسية

ى التيارات األساسية كجمعية العلماء المسلمين، ترجع أصولها إل

ثم انحرفت عقب اإلستقالل شيئا فشيئا واتخذت في سنوات

السبعينيات منحى متطرف وراديكالي، تطور إلى العمل المسلح

واإلرهاب الذي يهدف إلى قلب النظام الجزائري، لكن العمل

السياسي لم يكن أبدا الدافع األساسي لنجاح هذه الحركة

وتطورها، بل كان العمل المسلح والعسكري هو الدافع

األساسي، ثم جاءت اإلصالحات السياسية في الجزائر، وفتح

المجال أمام األحزاب لتبعث دعاة نفس هذه الجماعات إل النشاط

.في الحقل السياسي

حيث كان العمل المسلح لجماعة بويعلي سابقا لنشاط هذه

ل السياسي، ال بل وبلغ تنظيم هذه الحركات الراديكالية في الحق

الجماعات اإلرهابية من الناحية العسكرية حدود العمل

اإلستراتيجي، فلقد سعى بويعلي ومن معه إلى دعم جماعتهم

Page 131: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

دعما لوجستيا يجعلهم في توازن مع القوى األمنية والجيش

الجزائري نفسه، فخططت الجماعة دوما إلى العمليات التي

على األسلحة والذخيرة الحربية، حيث تستهدف اإلستيالء

استعملت في البداية البنادق وأسلحة قديمة ترجع إلى العهد

اإلستعماري، لكنها نجحت بعد عدة عمليات في دعم وتموين

أفرادها وقواعدها بعتاد حربي، يتكون من مختلف األسلحة التي

تحتاجها أي مواجهة مع القوات النظامية، ال بل وحصلوا على

جرات قوية تستخدم في تفجير الجبال الصخرية في أعمال مف

.البناء والطرق المدنية

:أبرز عمليات الحركة: المبحث الثاني

كانت عملية الصومعة بالبليدة، العملية األبرز التي توضح بجالء

معالم استراتيجية التنظيم اإلرهابي وطريقة تفكيره، ويقول أحد

، كان التخطيط على ثالث أ.منفذي العملية المدعو معيزي

مراحل، ففي المرحلة األولى واجه المهاجمون سيارة تابعة

لألمن حاولت إيقافهم، ثم شكل وجود أشخاص مشتبه بهم من

قبل الجماعة اإلرهابية حول شاحنة التنفيذ عائقا جديدا، ما دفعهم

إلى التفكير في بناء خطة متكاملة كفيلة بتنفيذ العملية بشكل

ان مصطفى بويعلي قائد التنظيم يوصي كما يقول دقيق، وك

معيزي بالتريث وعدم اإلستعجال في تنفيذ العملية، كما تم

اختيار يوم عطلة للشروع في العملية حيث تكون الثكنة أقل

استنفارا، نظرا ألنه يتم تسريح مختلف المجندين والعاملين بها،

من مدينة ( نڤولسزڤاغ)وبالفعل تم اإلنطالق بشاحنتين من نوع

Page 132: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

صوحان وعند بلوغ مدينة بوڤرة تركت السيارات واستقل أفراد

: المجموعة الشاحنيتين فقط، ثم قسمت المجموعة إلى

.جماعة الحراسة -

.جماعة قطع خطوط اإلتصال -

.جماعة النقل -

عنصرا، وعند بلوغ ٢٨وكان عدد األفراد في المجمل حوالي

تقدم بويعلي بنفسه نحو أحد حديقة البرتقال المحيطة بالثكنة

حراس الثكنة وأمره باإلستسالم ولزوم مكانه، لكن هذا األخير

فر وأنفر كل من في الثكنة ما اضطر الجماعة اإلرهابية إلى

احتالل الثكنة وفرض اإلستسالم على كل من فيها، وعندها تم

اإلستيالء على كافة األسلحة وتم تعبئتها في الشاحنة في حين

.بويعلي على سيرها بالكاملأشرف

ويقول مصطفى معيزي رفيق بويعلي أن المجموعة كانت

ترتدي الزي العسكري وكان اإلتفاق على تخزين األسلحة في

مكان ال يعلمه سوى بويعلي نفسه وهو محل، لكن هذا األخير

.وبركاني جعفر غيرا المكان في اليوم التالي

التي تعتبر من أبرز عمليات وعلى العموم فقد جاء تنظيم العملية

بويعلي وأحد أهم العمليات التي قامت بها الجماعات اإلرهابية

:في سنواتها األولى كما يلي

.أشرف على تنظيم العملية عبد العزيز لحويج المدعو سليمان -

Page 133: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

.السعيد بيدي -تهيئة العملية من الداخل -

.مرمحمود بن ع -ترتيب العملية وتهيئتها من الخارج -

عمار جنادي، أحمد –قطع الحراسة واألسالك ومنبه اإلنذار -

.ودمحم رابحي

رابح صغير، عبد القادر شبوطي، ومصطفى –الشحن -

.معيزي

كما جندت لجان للتنفيذ منها لجنة تحطيم األبواب، لجنة شحن -

.األسلحة

وبالنسبة للتحضير اللوجستي فقد كان بويعلي يحمل رشاشا، كان

ملياني يحمل بندقية صيد، وتقاسم كل من محمود منصوري

عمار وعبد العزيز منصوري مسدسين، وكلف باقي األفراد

. بحمل مسامير ومقص الستخدامه في قطع األسالك الهاتفية

:وقد نجحت المجموعة في شحن األسلحة التالية

.٥٦بنادق من نوع ماس ٢٦ -

.بندقية عادية ٢١٦ -

.٤٥رشاش من نوع مان ۳٥ -

.مسدس من نوع سميث ولسون ٦٥ -

.رشاشان من نوع موزير-

Page 134: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

.مسدس من مختلف األنواع ٢٤٦ -

.أربي جي ٢-

.رشاشان ثقيالن -

.بندقيتان ثقيلتان كرابين -

.قنبلة يدوية ٢٥ -

.ألف رصاصة لمسدس سميث ولسون ٢١ -

.٤١آالف رصاصة لرشاش مات ٦ -

.علبة ذخيرة للرشاشات ٢٤٦ -

.صة للبنادق الثقيلةرصا ٢٨٦ -

وفي نفس اإلطار يمكن تلخيص اإلستراتيجية العسكرية

للجماعات اإلرهابية األولى على ضوء نشاط مجموعة بويعلي

:كما يلي

الهجوم على الثكنات العسكرية ومخافر الدرك الوطني . 0

.والشرطة لإلستيالء على األسلحة والذخائر

لسياسية البارزة إختطاف معظم الشخصيات الجزائرية ا. 4

والتي لها موقف صريح من المشروع اإلسالمي، وقد عين

مصطفى بويعلي فعال من يراقب تحركات هؤالء المسؤولين

Page 135: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

والطرق التي يمرون بها، كما أرسل تهديدات باإلغتيال لكل

.هؤالء المسؤولين

نسف كل المراكز الحيوية التابعة للدولة الجزائرية كقصر . 2

. لرئاسة ووزارة الدفاعالحكومة وقصر ا

نسف كل المنئشآت الحيوية كفندق األوراسي الشهير الذي . 2

تنعقد فيه أهم الملتقيات والذي يعتبر ناديا للمسؤولين الكبار،

.ونسف المطار الدولي مطار هواري بومدين ومقام الشهيد

تحريك الجيش من الداخل بتشجيع الضباط أصحاب الميول . 1

.تمرد والخروج عن طاعة الجنراالت والعقداءاإلسالمية على ال

إرباك مواقع السلطة في كل مكان وفتح جبهات مع قوات . 6

.النظام في كل القطر الجزائري

نسف مقرات جبهة التحرير الوطني الحزب الحاكم آنذاك، . 1

.ونسف مقر اإلذاعة والتلفزيون

يا ولتحقيق هذه اإلستراتيجية قسم بويعلي جماعته إلى خال -

وكلف كل أمير بإعداد الخطة المناسبة للمنطقة التي يشرف

. عليها

ولعل المتأمل في معالم هذه اإلستراتيجية ليدرك مدى براعة قادة

هاته التنظيمات الذين اكتسبوا خبرة العمل العسكري في صفوف

الثورة الجزائرية، لكنهم طوروا أبعادا جديدة أكثر تطرفا خالل

ات الجزائرية، حيث أن عملهم يتخذ شكال مواجهتهم مع السلط

Page 136: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

استعراضيا نفسيا وبالتالي إرهابيا، أكثر مما يتخذ شكال من

أشكال اإلستراتيجية العسكرية التقليدية، حيث أنهم من خالل

األهداف المذكورة أعاله يركزون على أهداف استراتيجية

حيوية مثل الثكنات والمخافر، ويعمدون إلى توزيع عملياتهم

لى مختلف ربوع اإلقليم الجزائري مستغلين بذلك شساعة ع

اإلقليم، مما يدفع السلطات الجزائرية إلى توزيع قواتها على

مختلف تلك النقاط، فيدخلهم في عملية كر وفر غير محدود كفيلة

بإنهاك الجيش وتوزيع قوته لتضمحل وتتراجع وتضعف بشكل

الصغيرة كفيل بضمان التوازن العسكري مع المجموعات

للحركات اإلرهابية، ما يشير إلى أبعاد اإلستراتيجية العسكرية

للجماعات اإلرهابية، ويؤكد على بعد نظرها ودقة تخطيطها،

لكنهم في المقابل يميلون إلى أهداف مدنية مثل التلفزة واإلذاعة

ومقرات الدولة وحتى الفنادق، ويعلنون رغبتهم في خلق جو من

اإلرهاب الذي يجعل الدولة في حال القيام اإلرباك وهو نوع من

بتلك العملية في حالة من الفوضى العارمة، وعموما فهي

استراتيجية خطيرة كونها تتخذ بعد المحرقة التي بادر بها

الرومان في إبادة قرطاجنة القديم، لكن الغريب في األمر هو أن

لى معظم تلك األهداف قد تم استهدافها بالفعل رغم القضاء ع

بويعلي وحركته، ما يؤشر إلى الحركة اإلتصالية التي تسير

وفقها الحركات اإلرهابية في الجزائر، وما يضعنا أمام إمكانية

.استهدافها مجددا وضرب األهداف التي لم تضرب بعد

Page 137: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

:مصير حركة بويعلي: المبحث الثالث

تم اغتيال مصطفى بويعلي مؤسس أول حركة إرهابية في

من قبل قوات الدرك الوطني، بعد ٢١٨۷جانفي ١ الجزائر في

اشتباك عنيف دار في منطقة السحاولة، وبموته طويت ملفات

أول مواجهة مسلحة بين القوات النظامية الجزائرية والعناصر

. اإلرهابية المنشقة عن التيارات اإلسالمية

لكن القضاء على بويعلي لم يكن إال مرحلة أولى من مراحل تلك

اجهة، حيث جاءت فترة التسعينيات لتشهد أخطر مواجهة المو

بين العناصر الدموية والسلطات الجزائرية، دفع خاللها الشعب

.الجزائري الضريبة األهم منها بدمه

Page 138: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

:الفصل الثالث

إفرازات ونتائج اإلرهاب يف اجلزائر

:الصعيد السياسي -المبحث األول

ئر بغض النظر عن مجمل تعتبر ظاهرة اإلرهاب في الجزا

اإلعتبارات، ظاهرة خاصة متصلة بشكل كبير بالداخل

الجزائري والواقع المعيشي للفرد الجزائري وبالتالي المجتمع

الجزائري، كما أنها ذات أبعاد سياسية جاءت وناجمة عن

وحل حزب ٢١١٢مشاكل سياسية تمثلث في إلغاء انتخابات

أن التجربة ككل وبناءا على الجبهة اإلسالمية لإلنقاذ، إال

مختلف التحاليل الموجودة تعبر بشكل أو بآخر عن التجربة

التعددية في الجزائر، فقد أفضى التغيير المفاجئ للنظام السياسي

، ثم الخروج الفوري من ٢١٨٨الجزائري عشية أحداث أكتوبر

المظلة اإلشتراكية والتحول نحو المعسكر الغربي الرأسمالي،

له النقلتين من تحوالت وإفرازات متعددة ال يمكن لما تشك

التعامل معها بين عشية وضحاها، فالطبيعي لتحول النظام

السياسي الحاكم بما يطرحه من تحوالت إيديولوجية، ثقافية،

اقتصادية واجتماعية، أن يأتي بطريقة قصدية وبناءا على

مشروع وتخطيط عمومي مدروس واستراتيجي، في حين يتم

Page 139: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

يذه وفقا لخطة عمل شاملة كاملة متكاملة ومدروسة التفاعالت تنف

ووفقا لتواتر زمني معقول ومنطقي، إال أن التحول الجزائري

جاء في حركة استثنائية وكردة فعل على نشاط سياسي لجهات

إسالمية محسوبة على التيارات التكفيرية الوهابية وسابقة النشاط

جعلنا نستغرب الموقف الذي في أعمال إرهابية وتخريبية، ما ي

اتخذته السلطات العمومية الجزائرية وكيفية تعاملها مع هذه

األحداث ككل، في حين جاء تحرك الجيش الوطني الشعبي

الجزائري كحركة طبيعية أمام التهديدات التي شكلها دخول

األحزاب اإلسالمية إلى اإلنتخابات وفوزها الطبيعي، نظرا

ونفسية المجتمع الجزائري في نفس لنوعية استراتيجيتها

المرحلة حيث كان تواقا إلى التغيير أيما كان، أي أن الصدام

الذي وقع بين الجيش الوطني الشعبي والجيش اإلسالمي لإلنقاذ

وخلفه الحركات اإلسالمية المسلحة األخرى، كان بمثابة الحتمية

تفاديها لو التاريخية التي ال مفر منها، لكن التي كان من الممكن

أن الجزائر في تلك الحقبة كانت تملك خطط استراتيجية حقيقية

كفيلة باستشفاف هذه التغيرات اإلجتماعية في أرضيتها السياسية

الثقافية في أبعادها، حيث كان األجدى على األقل هو دفع

الجزائر نحو التعددية بشكل تدريجي مدروس ومخطط له

ملة بما فيه الصدام مع الحركات ومدرك لكافة اإلنعكاسات المحت

.التكفيرية

وباإلنتقال إلى اإلنعكاسات التي أفرزتها التجربة الجزائرية في

التعامل مع الظاهرة اإلرهابية ذات األبعاد السياسية كما أشرنا،

:يمكن أن نلخصها كما يلي

Page 140: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

تحول النظام السياسي من اإلشتراكية نحو الرأسمالية . 0

باب أمام األحزاب السياسية للنشاط السياسي، الليبرالية وفتح ال

عقب إقرار الرئيس الشاذلي بن جديد لمبدأ التعددية الحزبية

، وظهور عشرات األحزاب إضافة ٢١١٨عشية أحداث أكتوبر

إلى الحزب األساسي العتيق، جبهة التحرير الوطني ، وعموما

العمل ظهرت الجبهة اإلسالمية لإلنقاذ والتي حلت بعد اعتنقاها

اإلرهابي، حركة اإلصالح الوطني، حركة مجتمع السلم، حزب

العمال، جبهة القوى اإلشتراكية، التجمع من أجل الثقافة

والديمقراطية، التجمع الوطني الديمقراطيي، حركة النهضة

، حزب العمال اإلشتراكي، ٥٤الجبهة الوطنية الجزائرية،

انون الطبيعي، حزب الحركة الديمقراطية اإلجتماعية، حركة الق

التجديد الجزائري، حركة الوفاق الوطني الحركة من أجل

الديمقراطية في الجزائر، التجمع الوطني الجمهوري، الحزب

الوطني من أجل التضامن والتنمية، وهي تنتمي كما يبدو من

من ٤١تسمياتها من مختلف التوجهات وتنشط وفقا للمادة

. الدستور

الحريات األساسية والعامة، من ذلك تطور اعتباطي في . 4

حرية التعبير، التظاهر، وفتح المجال أمام إنشاء الجرائد الوطنية

والخاصة، حيث توجد اليوم باإلضافة إلى وكالة األنباء

الرسمية، الخبر، صوت الغرب ، الخبر األسبوعي، الجزائر

نيوز، آخر ساعة، الشروق اليومي، صوت األحرار، المسار

األيام الجزائرية، الفجر، المساء، المستقبل، الحوار، العربي،

الشعب، الجمهورية، البالد، اليوم، أخبار اليوم، المجاهد

األسبوعي، المحقق السري، النهار الجديد، جريدة الشروق،

Page 141: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

تنشر باللغة العربية، ونجد باللغة اإلنجليزية جريدة شمال

: أفريقيا، وباللغة الفرنسية نجد

Le quotidien d'oran, Le Matin d'Algérie, Liberté, Liberté

économie,Le soir d'Algérie, El Watan, Tout sur l'Algerie, La

Tribune, Horizons,Agence Algérienne d'Information, El Acil, El

Moudjahid, InfoSoir, La Nouvelle République, La Voix de

l'Oranie,L'Authentique, Le Courier d'Algérie, Le jeune

independant, Le Jour d'Algérie, Le Maghreb, Le Magrebin,

L'Echo d'Oran, Les Débats, L'Est Républicain, L'Expression.

فتح المجال أمام أنشطة األقليات الثقافية في الجزائر من ذلك . 2

في أنشطة البربر سكان منطقة القبائل، حيث تنوعت مشاركتهم

الحياة السياسية العامة في الجزائر لدرجة أنهم استفادوا من قناة

إذاعية وفقرات خاصة باللغة األمازيغية في التلفزيون الوطني

.وحتى نشرات األخبار

الخروج من دائرة الضغط العسكري على السياسة الجزائرية . 2

بشكل تدريجي من خالل تعاقب األنظمة، ومجيء رئيس خارج

لجيش ألول مرة بعد سنوات من سيطرة العسكر على دائرة ا

الحكم، وهو انتخاب عبد العزيز بوتفليقة خلفا للجنرال اليمين

. زروال سنة

عودة الجزائر إلى المجتمع الدولي كالعب أساسي من خالل . 1

الدبلوماسية الجزائري القوية، ثم من خالل اللعب على عدة

تماعية، من ذلك ملفات أوراق أمنية سياسية، اقتصادية، واج

الهجرة السرية واإلرهاب والجريمة العابرة للقارات، التنمية

المحلية من خالل مبادرات الشراكة األورومتوسطية، واستغالل

Page 142: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

الجزائر لقدراتها الطاقوية من خالل منح اإلستثمارات للدول

.األجنبية للعمل في التنقيب

:الصعيد اإلقتصادي -المبحث الثاني

سبة لإلنعكاسات التي انجرت عن ظاهرة اإلرهاب في بالن

الجزائر منذ التسعينيات بشكل خاص، ينبغي اإلشارة إلى أن

في ٢١٨٨معالم األزمة الجزائرية كانت قد انطلقت أساسا منذ

ما اصطلح عليه بثورة الخبز، رغم كونها كحركة تمرد عام ال

ا أن هذا تخلو من أبعاد سياسية خاصة لصالح جهة معينة، كم

يؤشر إلى أن الوضع اإلقتصادي رغم البوادر المالية التي كان

النفط دعامتها األساسية لم تكن تنعكس على المستوى المعيشي

للمواطن الجزائري، ثم ال يمكن تجاهل دور المركزية التي

كانت توجه الدولة الوحيد واألساسي في جمود التنمية الشاملة

د الجزائري، حيث تحتكر المركزية والنهضة الحقيقية لإلقتصا

حركية اإلنعاش والتقدم في الغالب في العاصمة والمدن الكبرى،

بينما تبقى المدن األخرى تتخبط في ظروف اقتصادية وبالتالي

اجتماعية مزرية، وهو األمر الذي يستمر بشكل أو بآخر حتى

.اليوم رغم كل الجهود التي تبذلها الدولة

ي المتدهور في الجزائر الذي هو حصيلة إن الوضع االقتصاد

تمثل في سيطرة الدولة على ١٥القتصاد مركزي عمره عاما

كل القطاعات المنتجة، زاد من تفاقمه ثماني سنوات من الحرب

مليار دوالر، لكنه اآلن اقترب ١۳األهلية كلفت االقتصاد نحو

Page 143: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

من النقطة الحرجة كما يقولون، وال بد من معالجات جذرية

وجادة وعلى كل األصعدة وبعيدا عن وصفات صندوق النقد

وإال فإن األوضاع الجزائرية ستشهد المزيد من التدهور ليس

على الصعيد االقتصادي فحسب وإنما على الصعيد اإلجتماعي

. أيضا

ال يمكننا من جهة أخرى الحكم على اإلقتصاد الجزائري بشكل

ا الرجوع الدائم إلى دقيق وتحليل مؤشراته بشكل منطقي دونم

مؤشرات أسواق النفط العالمية، حيث ال يزال اإلقتصاد

.الجزائري قائما على النفط بشكل عام

:وبالنسبة لإلنعكاسات اإلقتصادية فقد مست كما مست عموما

القطاع الفالحي الذي عرف نزوح الفالح ألرضه قبل وبعد -

اليين من التسعينيات بسبب الفقر واإلرهاب، حيث تكدس الم

سكان األرياف والقرى على أطراف المدن هربا من اإلرهاب

ليواجهوا الفقر بعد أن تركوا األرض التي يعيشون من خيراتها،

فتراجعت الفالحة وتزايد االستيراد من أجل تغطية االستهالك

. المحلي

ع إهمال الزراعة على اإلنتقال، الذي يتم - النزوح الريفي شج

بأعداد كبيرة من المناطق الريفية إلى المدن، كما على كل حال

أن تنظيم المدن العشوائي صار يضج في داخله بأحياء صفيح

، حيث (المدينة القديمة)تتسع اتساعا ال ينتهي في قصبة الجزائر

يقيم حتى ثمانية عشر شخصا على مساحة عشرين مترا مربعا،

Page 144: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

واطنين الجزائريين في المائة من الم ٨٦ويعيش اليوم أكثر من

.في المدن

القطاع السياحي والذي يعاني أصال من غياب البنية التحتية -

السياحية رغم امتالك الجزائر إمكانيات جبارة، كما أنه تأثر

باإلرهاب بشكل مباشر نظرا لعزوف السياح األجانب عن زيارة

.الجزائر بسبب تدهور األوضاع األمنية

. ٢١١١مليار دوالر منذ عام ۳٦خسائر مادية بقيمة -

مرافق عامة، )تدمير البنية التحتية والمؤسسات العامة -

مؤسسات الدولة، المدارس، المصانع، إبادة قطعان المواشي

بشكل عمدي خالل المذابح في األرياف، تدمير الجسور،

سرقات المصارف، سرقات المواطنين خالل الحواجز المزيفة

(.والمذابح

.مليارات دوالر ۳ية طائلة تقدر سنويا بنحو خسائر ماد -

مليونا منهم دون ٢٤مليون جزائري في مستوى الفقر، ٢۷ -

.خط الفقر الدولي

يمكن القول عموما بأن اإلنعكاسات الناجمة عن الظاهرة

اإلرهابية في الجزائر في جوانبها اإلقتصادية ليست مباشرة،

يث رأينا أنه قائم على نظرا لطبيعة اإلقتصاد الجزائري نفسه، ح

النفط وليس على الزراعة والتصدير المتنوع، وهو ما جعل

اإلستثمارات اإلقتصادية الوطنية في منأى من أيادي الجماعات

المسلحة، وهي في الغالب المنشآت النفطية ومصافي الطاقة،

Page 145: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

كما أن الجزائر لم تكن تملك خالل سنوات اإلرهاب بنية تحتية

وال مؤسسات اقتصادية حقيقية قادرة على دفع سياحية حقيقية،

عجلة التنمية الشاملة للبالد، وبالتالي فإن اإلنعكاس الرئيسي

يبقى جمود اإلقتصاد الوطني خالل سنوات اإلرهاب، في حين

أطلق مجيء الرئيس عبد العزيز بوتفليقة زمام اإلنعاش

ر اإلقتصادي الحقيقي للجزائر، فقد تحولت الجزائر إلى أكب

شمال )ورشة عمل في حوض المتوسط والمغرب العربي

بفضل برنامج اإلنعاش اإلقتصادي الذي رصد له مبلغ ( أفريقيا

مليار دوالر، وهو أهم مشروع اقتصادي منذ مخطط ٢٤٥يفوق

مارشال األمريكي عقب الحرب العالمية الثانية، وذلك ما يؤكد

ي يبوؤها أنها قد دخلت في الخدمات الكبرى وبناء سوق قو

مكانة محترمة من ناحية السياسة الخارجية والدبلوماسية،

وبفضل جهود اإلنعاش اإلقتصادي احتلت الجزائر مكانة هامة

٦۷على الصعيد المغاربي أيضا، بحيث أصبح إقتصادها يشكل

من إقتصاد المنطقة أي بدونها ال حديث عن وجود اقتصادي أو

تأخذها بعين اإلعتبار من مالي معاربي، وهذه نقطة جد حساسة

قبل األوروبيون واألمريكان وحتى العرب بدليل تواجد أكثر من

شركة عربية بالسوق الجزائرية ، لكن تبقى تلك ٢٤٦

الطموحات اإلقتصادية والتقدم الملحوظ على مستواها غير

.منعكسة على اإلنسان الجزائري عموما

Page 146: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

:الصعيد اإلجتماعي: المبحث الثالث

رز ما أفرزته التجربة الجزائرية مع اإلرهاب بين ضحايا من أب

المجازر الجماعية، التفجيرات، عمليات اإلختطاف، واإلغتياالت

الفردية، وبين ما أفرزته عملية مكافحة اإلرهاب في المقابل

خصوصا في مرحلة المواجهة الثانية بدءا من أزمة التسعينيات،

:ةمجموعة النتائج واإلنعكاسات التالي

:إجمالي عدد الضحايا. 0

تشير التقديرات إلى أن عدد ضحايا المجازر في الجزائر يزيد

حتى اآلن على مائة ألف جزائري، نسبة كبيرة منهم من النساء

واألطفال والعجائز، معظمهم تم تصفيتهم بأساليب دموية بشعة

مليئة بالسادية والحقد والكراهية، ورغم أن ملف المذابح في

ر قد فتح بأساليب إعالمية مختلفة على مدى السنوات الجزائ

التسع الماضية، إال أننا نحاول فتحه من منظور جديد يتعلق

بمحاولة فهم ما يحدث، من خالل جهد موسوعي أكاديمي علمي

يقوم على اإلحصاءات والرسومات والخرائط، قام به ثالثون

ين من العمل باحثا ومحققا قانونيا، واستغرق إعداده عامين كامل

بحثا، ۳٢كتب و ۷صفحة، تضم ٢٤۷۳المتواصل، فخرج في

إحالة ۳٦٦٦رسم بياني، و ٦٦صورة، و ٦٦جدوال، و ٤٦و

مجزرة من ٦١٦علمية إلى المراجع، من خالل تحقيق في

، ١٨وحتى العام ١١المجازر التي وقعت في الجزائر من العام

اإلنسان في مما جعل ماري روبنسون المفوضة العامة لحقوق

بعدما اطلعت عليه، إن هذا الكتاب :)األمم المتحدة، تقول عنه

يعتبر عمل خبراء، ويشكل بالنسبة لي مصدر قلق، وقد أشرف

Page 147: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

على تحرير هذه الموسوعة التي صدرت تحت عنوان، تحقيق

في مذابح الجزائر، البروفيسور عباس عروة، يوسف بادجواي،

وعة المفكر األميركي البارز ومازن آيت الربي، كما قدم للموس

ناعوم تشومسكي واللورد إريك إيثبري نائب رئيس لجنة حقوق

اإلنسان في مجلس العموم البريطاني، يقول الدكتور عباس

وهللا كان كثير من البحوث، لكن في كل بحث له : عروة

منهجيته، فلو نتكلم مثال على الفصل األول الذي يقوم بتشريح

ستخراج البنية التركيبية لظاهرة المجازر، المجازر، معناها ا

والستكشاف النظاميات التي تتجلى لما نعتبر عدد كبير من

المجازر، فالمنهجية كانت قاسية جدا، فمثال نحن اعتبرنا فقط

التعريف بالمجزرة الذي يقول عروة أنه يجب أن يكون عدد

مجزرة التي تعرضنا ٦١١الضحايا خمسة فما فوق، وبالنسبة ل

لها بالتحليل، فجاءت كلها بعدد ضحايا أدناه بخمسة ضحايا،

وهناك نوعين من المجازر تمت دراستها بصورة منفصلة،

المجازر اإلنتقائية التي تهدف إلى بث الرعب بدون تمييز،

تستهدف شريحة معينة من المجتمع واستبعدت مجازر نجم عنها

نتقائية، فهنا ضحايا، أما فيما يخص المجازر غير اإل ٤أقل من

أخذ عدد الضحايا باإلعتبار حتى إذا كان ضحية واحدة، ألن

تفجير في مكان عام، أو حاجز مزيف -مثال -الغرض منها

.يكون إثارة أكبر عدد من القتلى

مجزرة عدد ضحاياها يصلون إلى ٦١١ومن خالل التحليل ل

موع آالف من مج ٢٦آالف قتيل يمثلون ما نسبته تقريبا ٢٦أحد

الضحايا، بالنسبة لتنفيذ المجازر، هناك أساليب مختلفة حسب

نوع المجزرة، إذا كانت تفجير، حاجز مزيف، أو تذبيح لسكان

Page 148: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

قرية إلى آخره، لكن دراسة مجموع المجازر هذه التي بلغ

، والتي تنتشرعبر كافة القرى، تمت من ٦٦٦عددها أكثر من

ي إلى غير ذلك، هذا خالل التغير السنوي، الشهري، واألسبوع

التغير الزمني، ثم هناك التوزيع الجغرافي، وهنا يدخل العامل

.الجغرافي، السياسي، االقتصادي، والعسكري، والطبوغرافية

.وهناك مجموعة ثالثة هي خصائص الضحايا

.ومجموعة رابعة هي خصائص مقترفي المجازر

نلمس هنا توزيع المجازر حسب عدد الضحايا في المجزرة

الواحدة، فالشيء الذي نالحظه هنا هو أن معظم المجازر حوالي

١١مجزرة من ٢١ضحية، ١٦في المائة راح ضحيتها إلى ۷٦

، وعلى سبيل المثال ٢٦٦راح ضحيتها أكثر من ١٨إلى

قتل في كل ٢١١۷مجزرتي منطقة غليزان في نهاية ديسمبر

شخص تقريبا، والمجزرتين كان ٥٦٦مجزرة ما يقرب من

بينهما أسبوعين تقريبا، ففي المنطقة في خالل أسبوعين اغتيل

مواطن ومواطنة، وفي مجزرتي الرايس ٢٦٦٦أكثر من

بسيدي موسى ومجزرة بن طلحة في براقي، ومجزرة سيدي

، ١٦٦حماد ومجزرة بني مسوس، فعدد الضحايا يتراوح بين

. ٤٦٦وأكثر من ۳٦٦

في المائة ۷٦كثر من مذبحة كبرى من بين المذابح أ ٢١هناك

١٦أشخاص إلى ٥من المذابح التي وقعت عدد القتلى فيها من

.شخص، تضم عائالت أحيانا، تضم عدد كبير من األطفال

Page 149: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

وتقدر إدارة المباحث الفدرالية األمريكية عدد القتلى في الفترة ما

ألف قتيل، وهذا العدد يشتمل ٦٦٦بحوالي ٢١١٦و ٢١١١بين

في صفوف الجماعات اإلرهابية، قوات األمن على مجمل القتلى

المشتركة ومكافحة اإلرهاب، والمواطنين، في حين أعلنت

ألف ١۷٦السلطات الجزائرية عن إجمالي عدد قتلى يقدر ب

رضيع، ٢٨١، بينهم ٢١١۷و ٢١١١قتيل في الفترة ما بين

طفل لقوا مصرعهم في التفجيرات العشوائية على أيدي ٤١١

رهابية، الذين أجاز أمراءهم قتل األطفال في فتاوى العناصر اإل

مثيرة لإلستغراب، وال تمت بصلة للدين اإلسالمي بأي صفة،

أن عدد ٢١١۷ونشر مرصد حقوق اإلنسان الجزائري في

القتلى من األبرياء في هذه المعركة أي خارج العناصر

. شخص ٤٦٦٦اإلرهابية وقوى األمن والسلطة هو

٢٨األهرام المصرية في عددها الصادر في كما نشرت صحيفة

تقرير المركز الجزائري لحقوق اإلنسان لسنة ٢١١٨نوفمبر

:وأهم ما ورد فيه ٢١١۷

هجمات اإلرهابيين ضد المدنيين القاطنين في ضواحي المدن -

أو الريف والقرى النائية شنت بدون تمييز وشن أغلبها ليال،

ال يفرق بين الكهول وارتكب منفذوها جرائم قتل جماعي

واألطفال، الرجال، النساء، األصحاء، والعجزة، وبلغت

.مواطنا ٤٢٤۳هجمة أدت إلى قتل ١١٦الهجمات

بلغ عدد الحوادث اإلرهابية التي استخدمت فيها اآلالت -

المفخخة ضد مستعملي المواصالت العامة، مرتادي األماكن،

شخصا، ومن ٤٢١حادثا أدى إلى قتل ٢۷٦والساحات الشعبية

Page 150: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

١١اعتداء بالقنابل على مرفق السكك الحديدية، ٢١الحوادث

حادث اعتداء باستخدام الحواجز األمنية المزيفة ومفاجأة

المواطنين اآلمنين بقتلهم، وبقية الحوادث تم فيها تفجير القنابل

.قرب المؤسسات التعليمية، اإلعالمية، المساجد، والمقابر

اءات واإلغتياالت الفردية بصورة ملحوظة تناقص عدد اإلعتد -

، حيث بلغ ٢١١٦، ٢١١٥، ٢١١٤مقارنة بأعوام ٢١١۷عام

قتيال من بينهم مسؤولين عن ٨٨عدد ضحايا هذه الهجمات

وبلغ عدد ٢١١۷حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية ماي

الصحفيين الذي قتلوا نتيجة اإلغتياالت الفردية والتفجيرات

.فياصح ٢١٢

إستغل اإلرهابيون عملياتهم اإلجرامية لسلب أموال -

ومجوهرات الضحايا من األحياء واألموات، وسرقة المواد

الغذائية وحرق المحاصيل الزراعية وتدمير األموال المنقولة

والعقارية، وصاحب هذه العمليات أحيانا ذبح لقطعان كبيرة من

ية تلمسان، حيث المواشي كما حدث في قرية سيدي سنوسي بوال

.رأس غنم ٥٦٦ذبح قطيع مكون من

تميزت بعض الحوادث اإلرهابية باختطاف النساء والفتيات -

واغتصابهن وقتلهن وإلقاء جثتهن بعد ذلك في الصحاري

.واألحراش

٢١١۷إتسمت العمليات اإلرهابية ضد المدنيين عام -

ييز، بالضراوة، واستهداف الرجال والنساء واألطفال دون تم

.مواطنا ٦٤٤۳عملية أودت بحياة ٥٥٤وبلغ عدد هذه العمليات

Page 151: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

بين التقرير أن الجزائر تسير بخطى ثابتة لتصبح دولة -

مؤسسات لذا قلت التظلمات في شأن اإلجراءات التعسفية من

حالة تضاف إلى ٢٦٥قبل رجال السلطة، حيث وصل عددها

خاص سواء ، وموضوعها اختفاء أش٢١١١حالة منذ سنة ٦٦٦

من منازلهم أو من الشوارع أو أثناء عمليات التمشيط الذي تقوم

.بها قوات األمن

على زيادة عدد ( المشتددة)حرصت الجماعات اإلرهابية -

هجمات اإلبادة على القرى المعزولة في شهر رمضان، وخاصة

، األمر الذي قد يوحي بأن هذه ٢١١۷و ٢١١٦في عامي

. !بشرية هلل في الشهر العظيمالجماعات تقدم قرابين

وقد نال األجانب نصيبهم من عمليات اإلرهاب بلغ عدد القتلى

۳٢منهم ٢١١٦و ٢١١١قتيل في الفترة ما بين ٢٢٦األجانب

، بعد ٢١١٦سنة ١، ثم انخفض العدد إلى ٢١١٥شخصا عام

توجه الجماعات اإلرهابية في خطاب إلى أوربا وأمريكا تعلن

القتل والذبح في محاولة لكسب التأييد الدولي، فيه توقفها عن

وهو اإلعالن الذي لم يمنع من قتل الملحق البلغاري ذبحا بعد

، وقتل مواطن فرنسي بقنبلة زرعت ٢١١٦خطفه في نوفمبر

رهبان فرنسيين من ۷في طريق خروجه من منزله، ثم خطف

الدير وذبحهم بحجة اإلنتقام من مالحقة القوات الفرنسية

لعناصر اإلرهابية الجزائرية وقتلهم بدعوى تورطهم في ل

وتفجير نفق المشاة بباريس في ٢١١٦تفجيرات فرنسا عام

٢١١٦ .

:النزوح نحو المدن والمناطق الحضرية. 0

Page 152: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

ارتفعت نسبة هجرة سكان األرياف والقرى وحتى ضواحي

المدن في عدد كبير من واليات القطر الوطني وترك منازلهم

هم والنزوح نحو مدن الشمال بحثا عن األمن، منذ أن وممتلكات

باشرت الجماعات اإلرهابية في ممارسة القتل واإلبادة الجماعية

ضد سكان المناطق النائية والمعزولة، إضافة إلى انعدام التنمية

وأسباب الحياة المعاصرة والحديثة في عدد كبير من الواليات

الجزائر طويال، مع ما جراء سياسة المركزية التي انتهجتها

يشكله ذلك من مخاطر على البنية والتركيبة اإلجتماعية للمدن،

المرافق العامة وإمكانيات التكفل بهذا الكم الهائل من السكان،

هجر القطاع الفالحي لحساب الصناعة والخدمات والتجارة التي

توفرها المدن، وهي في اإلجمال ظاهرة غير طبيعية ذات أبعاد

.كاسات سلبيةوانع

لقد شكل النزوح الريفي كما أشرنا، حراكا اجتماعيا من الريف

إلى المدينة بحثا عن ظروف معيشية أحسن، األمر الذي أدى

إلى ظهور خلل في النسيج اإلجتماعي في المدينة، حيث عرفت

إنتشارا ألفراد يحملون معايير وقيم أخالقية ريفية يعيشون في

الحياة، باإلضافة إلى ذلك فإن هؤالء ظروف تفتقد ألدنى شروط

القادمون من الريف لم يستطيعوا أن يتبنوا ثقافة وقيم ومعايير

المدينة، بل بالعكس فقد فرضوا هم أنفسهم عليها مما أدى إلى

ترييفها، وأصبحت المدينة الجزائرية تخضع لبنية اجتماعية

ابط الدم تقليدية قائمة على أسس أثنية تعتمد في عالقته على رو

والعرق والمجموعات التضامنية المعزولة، وبالتالي فإن هذا

األمر أدى إلى فشل المجتمع ككل في اإلنتقال من الوضعية

اإلجتماعية التقليدية إلى وضعية إجتماعية متحضرة، تتميز

Page 153: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

بوسط مفتوح على المحيط الخارجي ذو ثقافة تعددية مفتوحة

.على أنماط قيمية ومعيارية حديثة

هذا وقد عرفت المدن الجزائرية نموا سريعا من حيث الحجم

سنة، كما ١٦مرات خالل ۳والعدد، فقد تضاعف عدد سكانها

ألف نسمة، ٢٦٦تضاعف عدد المدن التي يزيد عدد سكانها عن

٥١بأن عدد سكان المدن قدر ب ١٦٦٤وتشير إحصائيات سنة

ظ بأن مدن في المائة ويالح ٤٢في المائة بينما سكان الريف

٤٤الوسط أكثر اكتظاظا من مدن الشرق والغرب التي تسجل

، ²نسمة في كلم ٦,٢۳في المائة ، وتقدر نسبة توزيع السكان ب

في المائة ١٤هذا الرقم ال يعكس الواقع الحقيقي حيث يعيش

في المائة ٢۷منهم في المناطق الشمالية والتي تمثل مساحتها

، وبالتالي فالنسبة التقديرية هي فقط من مساحة البالد الكلية

.شماال، متناقصة بشدة كلما توجهنا جنوبا 4نسمة في كلم ٢٦٦

في المقابل توقعت السلطات العمومية أن تتراجع نسبة النزوح

الريفي من خالل عودة المهجرين من قراهم واألرياف بأعداد

، بعد أن يتم اإلعالن عن ١٦٢٦كبيرة ومضاعفة خالل عام

اإلداري الجديد، لكن ذلك لم يتم إلى حد اليوم بل العكس التقسيم

ظهرت أزمة جديدة ممثلة في تفاقم البؤر القصديرية داخل

النسيج الحضري للمدن، الهدف كان تحقيق الالمركزية في

التسيير ومنح صالحيات أكبر للواليات المنتدبة التي ستعكف

ة، وتفيد دراسة على إتمام المشاريع التنموية في آجالها المحدد

بلدية أغلب ٤٥٦فقدت ٢١١٨و ٢١۷٨عمومية أنه بين سنوات

سكانها وفي كثير من األحيان قرى هجرها سكانها عن آخرها

Page 154: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

بسبب األزمة األمنية وتدهور اإلطار المعيشي للسكان، وأنه بين

وانطالق مشاريع اإلنعاش االقتصادي ١٦٦٦و ٢١١٨أعوام

للمناطق الريفية تراجع عدد وكذا تخصيص غالف مالي معتبر

بلدية فقط، كما تضمن ٥٦البلديات التي هجرها سكانها إلى

تعليمة حكومية للنهوض بهذا القطاع، ٢١برنامج التنمية الريفية

وتحديد كيفيات تسيير المجموعات الريفية وتمويل المشاريع

المختلفة المنجزة في هذه المناطق، وقد قامت السلطات العمومية

والية، أين تم نشر خاليا ١٦ويل مشاريع تنموية عبر بتم

التنشيط والتنمية الريفية المكلفة بمتابعة المشاريع الجوارية

المختلفة، يشرف عليها رؤساء الدوائر وكذا الوالية الذين

أشهر ۳يتابعون إتمام مختلف هذه المشاريع، كما حددت مدة

١۳٢٨طات إلتمام أغلب المشاريع وتسلمها، وأحصت السل

والية معنية، كحل ١٦مشروع جواري هام تم إنجازها عبر

كفيل بالقضاء التدريجي على ظاهرة النزوح الريفي في

.الجزائر

هذا، وألحت الدراسة التي قدمتها الوزارة المكلفة بالتنمية

الريفية، على ضرورة إنشاء فروع لتدريس االقتصاد المحلي

ج خريجي الجامعات عبر عدد عبر مختلف الجامعات، ليتم إدما

من المناطق الريفية، أي كموظفين بالبلديات التي تقع في األقاليم

الريفية حتى يتمكنون من المساهمة في تسيير هذه المناطق وفق

مبدأ التسيير الريفي المعمول به دوليا والحافظ على الطابع

الفالحي لهذه المناطق، كما تقرر توسيع االستفادة من إعانة

الدولة المخصصة للمواطنين المستحقين للسكن الريفي إلى

ترميم المساكن الريفية وليس االقتصار على البناء فقط، كما

Page 155: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

ألغت شرط ملكية الوعاء العقاري الذي يقام عليه السكن

واستبدلته بعقد حيازة، ودعمت الدولة عودة النازحين عن طريق

اسة الى أن السكن برنامج السكان الريفي، إذ تشير أرقام الدر

في المائة من الميزانية المخصصة للقضاء ۳١الريفي استهلك

على أزمة السكن ضمن مشروع المليون سكن الذي أقره رئيس

الجمهورية، كما تقرر رفع إعانة الدولة المخصصة للمواطنين

ألف ٥٦٦المستحقين للسكن االجتماعي التساهمي والريفي من

، باإلضافة إلى رفع الحد األدنى ألف دينار ۷٦٦دينار إلى

لمداخيل األسر الشهرية المستحقة لهذه اإلعانات العمومية من

ألف دينار، ويهدف اإلجراء إلى تشجيع ۷١ألف دينار إلى ٦٦

عودة السكان الذين هجروا ضياعهم خالل سنوات تكالب

اإلرهاب، كما تدعمت تلك اإلجراءات الخاصة بسكان الريف

شرط تقديم سند ملكية الوعاء العقاري المخصص للبناء بإلغاء

. أو الذي يتواجد فيه المأوى الواجب ترميمه أو توسيعه

:ملف المفقودين وحاالت الخطف. 4

أثار التصاعد الهستيري لعمليات العنف العديد من التساؤالت،

واتهمت الجبهة اإلسالمية لإلنقاذ المحلة الجماعة اإلسالمية

نها أداة بالجيش الجزائري لتشويه صورة اإلسالم، المسلحة بأ

أفريل ١١نفى وزير العدل الجزائري في حديثه لألهرام في

هذا اإلتهام وقرر أنه ال توجد دولة لها مؤسسات وقيادة ٢١١٨

تأذن أو تأمر أعوانها بمخالفة القانون، في حين تحدث عن أن

دا أو خروج بعض رجال السلطة الجزائرية عن القانون قص

دون ذلك أمر وارد، وشدد على أن الدولة لن تتهاون في حق من

Page 156: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

يسيء استخدام السلطة الممنوحة إياه، وقد أصدرت المحاكم

الجزائرية فعال أحكاما تتراوح بين السجن المؤبد والسجن

عشرين عاما وعشر سنوات في قضايا تتعلق بتجاوزات أثناء

. مكافحة اإلرهاب

شرته األهرام المصرية عددها الصادر في وبين التقرير الذي ن

نقال عن مرصد حقوق اإلنسان الجزائري ٢١١٨نوفمبر ٢٨

، أن الجزائر تسير بخطى ثابتة لتصبح دولة ٢١١۷سنة

مؤسسات لذا قلت التظلمات في شأن اإلجراءات التعسفية من

حالة تضاف إلى ٢٦٥قبل رجال السلطة، حيث وصل عددها

، وموضوعها اختفاء أشخاص سواء ٢١١١حالة منذ سنة ٦٦٦

من منازلهم أو من الشوارع أو أثناء عمليات التمشيط الذي تقوم

.بها قوات األمن

وبالنسبة لقضية المفقودين، أشار األستاذ مصطفى فاروق

قسنطيني، وهو الناطق باسم الرئيس بوتفليقة في قضايا

المفقودين وضحايا اإلرهاب، ورئيس اللجنة الجزائرية

االستشارية لترقية وحماية حقوق اإلنسان، إلى أن عددهم بلغ

١٥٦٦مفقود بناءا على توفر اللجنة على ملفات ٥١٦٦

شخص، وقال قسنطيني أن مطلب البحث عن المفقودين مشروع

من خالل جمعيات ومنظمات ضحايا اإلرهاب باالحتكام إلى

على ذلك العدالة الجزائرية، وأكد أن السلطات الجزائرية تعمل

إليجاد حلول ناجعة وتفي رغبة أهالي والملف ما زال مفتوحا

المفقودين حقهم، كما أن وعملية التحقيق في ملف المفقودين

متواصلة ولم تتوقف، ويعترف قسنطيني بأن بعض أعوان

Page 157: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

الدولة قاموا بتجاوزات في وقت لم يكن يسمح بمناقشة األسباب

م تكن معركة بالزهور على حد قوله، فالحرب ضد اإلرهاب ل

كما وصفها، إال أنه يمكن إسناد مثل هذه التجاوزات للدولة

ومؤسساتها، وعليها تحمل المسؤولية المدنية عن التجاوزات

التي تصدر عن أعوانها، وأشير إلى حقيقة مرة ولكن يجب

قبولها، وهي أن هذه اإلجراءات تمت خالل حقبة زمنية اختلطت

ت خاللها العديد من التجاوزات، وهذا ال فيها األمور، وسجل

يعني أننا نبرر هذه الممارسات، لكن ال بد من االعتراف وقول

. الحقيقة

وقال فاروق قسنطيني أن االتصاالت التي أجراها مع مختلف

الهيئات المكلفة باألمن وبعائالت المفقودين أفضت إلى ضبط

لهجوم حالة من المختفين قسريا، وتعرض قسنطيني ٦٢٤١

لفظي عنيف من طرف الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق

اإلنسان وهي منظمة غير حكومية، وقد رفع قسنطيني تقريرا

إلى رئيس الجمهورية ١٦٦۳مفصال عن المفقودين في مارس

آلية ١٦٦۳بناء على طلب هذا األخير، حيث شكل في سبتمبر

يني طالبا خاصة بالمفقودين، ووضع على رأسها فاروق قسنط

منه إجراء تحقيق حول ظروف اختفاء آالف الشباب في سنوات

٢٨التسعينات، والبحث عن أماكن تواجدهم، وأعطى له مدة

شهرا للقيام بهذه المهمة، ورفض قسنطيني تقديم معلومات عن

فحوى التقرير رغم إلحاح الصحافة المحلية والدولية، مكتفيا

لي من كل اإلطراف المعنية بالقول إنه استفاد من تعاون مثا

خالل مراحل إجراء التحقيق، غير أن العديد من العارفين

بالملف يعتقدون أن عمل آلية قسنطيني كان ناقصا بحكم أنه

Page 158: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

أقصى أهالي المفقودين من العضوية في اآللية، والتي ضمت

مختصين في القانون وباحثين جامعيين وصحافيين تعاملوا مع

.الموضوع طويال

كر الرواية الرسمية بشأن ملف المفقودين، أنهم مواطنون وتذ

التحقوا بالجماعات المسلحة في الجبال وقتلوا خالل االشتباكات

المسلحة مع قوات األمن، وأن بعضهم اختطف من قبل

اإلسالميين المسلحين الذين أعدموهم، بينما يصر األهالي على

ليلية، وسبق أن المفقودين اختطفهم رجال األمن في مداهمات

للرئيس الجزائري الحالي عبد العزيز بوتفليقة أن حاول التقصي

، لكنه اصطدم ٢١١١في الموضوع في بداية واليته األولى عام

. بصعوبة كبيرة في العثور على أي أثر للمفقودين

وشكل ملف المفقودين إحدى أدوات الضغط التي استعملتها

تصف التسعينات لحمل جماعات حقوق اإلنسان الدولية في من

السلطات الجزائرية على قبول تأسيس لجنة تحقيق دولية للكشف

عن األطراف الحقيقية التي ترتكب الجرائم ضد المدنيين،

وكانت السلطات ترد بأنها ترفض إضفاء اللبس عن المسئولين

الحقيقيين في الجرائم، في إشارة إلى الجماعات اإلسالمية

. المسلحة

ف المفقودين دائما، تعرض آلية التكفل بملف وفي إطار مل

المفقودين إضافة إلى مهمة البحث عن مصير المفقودين وإطالع

.أسرهم بنتائج البحوث الجارية، إجراءات المساعدة والتعويض

Page 159: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

وتقدر الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق اإلنسان التي يرأسها

إلى ٢١١١ المحامي عبد النور علي يحيى، عدد المفقودين من

ألفا، في حين أقرت السلطات بأنها لم تتسلم ٢٨بنحو ٢١١٨

آالف ملف للبحث عن المفقودين ال سيما على ۷سوى نحو

. مستوى المرصد الوطني لحقوق اإلنسان

:إجتماعية متنوعة-انعكاسات بسيكو. 2

ال يمكن تصور مدى بشاعة اإلنعكاسات النفسية وبالنهاية

ها رغم كل مجهودات البحث العلمي اجتماعية ومدى خطورت

الممكنة واإلتصال الميداني بالضحايا، ثم أننا بالنظر إلى مدى

استمرار تلك اإلنعكاسات واإلفرازات التي تخلفها األعمال

اإلرهابية في الزمن على مستوى حياة الضحية ولو بشكل

متفاوت وغير مستقر من حيث التأثير، لقد طبعت الجماعات

الجزائر من خالل أعمالها اإلرهابية الغير مسبوقة المسلحة في

البشاعة إال في سنوات اإلستعمار الفرنسي، في ذاكرة المجتمع

الجزائري صورة رمزية عميقة التأثير عن مدى بشاعة العمل

اإلرهابي، ودفعه لعيش واقع لم يكن ليفكر فيه أو يرغب في

سات عيشه يوما، وللوقوف عند بعض المزيد من اإلنعكا

اجتماعية إضافة إلى ما رأيناه سابقا يمكننا ذكر تجربة -البسيكو

في الجزائر العاصمة، ١٦٦۷أفريل ٢٢أحد ضحايا تفجيرات

عله يكون األفضل في نقل أحد إنعكاسات اإلرهاب من خالل

الوقوف عند شهادة ألحد ضحاياه، ففي ذلك اليوم تحولت نصيرة

قتل زوجها في تلك جملي من عروس شابة إلى أرملة بعد

التفجيرات التي هزت مكتب رئيس الحكومة، لم تتوقف كارثة

Page 160: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

الشابة عند فقدان زوجها بل استمرت بعد أيام لتشمل فقدان

جنينيها التوأمين، ولم تتمكن الضحية من الخوض في شهادتها

عن الحادث إال بعد مرور سنة من األعمال اإلرهابية، تقول

ذاك الصباح، كالعادة، تناولت اإلفطار استيقظت باكرا ) :نصيرة

مع زوجي قبل أن يغادر لعمله، ثم حلت المأساة، وبعد ساعتين،

قدم أحد الجيران مسرعا لمنزلي وقال لي إن قنبلة انفجرت في

مكتب رئيس الحكومة، ولم نسمع لساعات أي نبأ عن زوجي، ثم

كانوا مخطئين، ..أخبرتنا قوات األمن أنه بعيد عن الخطر

وعلمت الحقا ما حدث بالضبط، تعرض زوجي لضربة قاتلة

خلف عنقه، ولكن لألسف لم يكن إنقاذه ممكنا، سفيان، حارس

شرطة، كان مداوما ذلك اليوم، كان مريضا وكان من الممكن أن

يأخذ عطلة ذلك اليوم، لكن انضباطه وتفانيه في عمله جعله

ت، كان علي منعه ينسى آالم، كان علي أن ألزمه البقاء في البي

من الذهاب، كان من الممكن أن يكون معي اليوم، في بعض

األحيان ينتابني شعور غريب بأنني أنا الملومة، كان دائما يقول

نصيرة أريد أن أعرف كيف ستكونين في الثالثين، وأجيبه : لي

كن صبورا، ما عليك سوى االنتظار لخمس سنوات فقط،

أبدا أن يتحول هذا األمر إلى وستمر كلمح البصر، ولم أتوقع

مجرد حلم، اإلرهابيون دمروا حياتي، سرقوا شبابي وكل عزيز

في حياتي، قضيت أسعد أيام عمري مع زوجي، كان رجال

محبوبا وطيبا للغاية، ال يفعل أبدا أي شيء إليذاء اآلخرين، ما

الذي يعطي ألي إنسان كان الحق في سلب حياته؟ ما الذي

ي أخذه من كل من يحبه؟ كنت حامال في الشهر يمنحهم الحق ف

الثاني، كنت في الواقع أنتظر توأمين، طار زوجي من الفرح لما

Page 161: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

علم باألمر، وكنا قد اخترنا األسماء، أروة للبنت وعماد للولد،

لكن لألسف فقدتهما بعد يومين من جنازة سفيان، لقد كانت

(.صدمة مروعة

لذي يحمل حجرة وردية في هذا وتحتفظ نصيرة بخاتم زواجها ا

أصبع يدها اليسرى، وال يمكنها تقبل أنها فقدت زوجها لألبد،

وقالت بإصرار لن أنزع هذا الخاتم أبدا من أصبعي، أبدا، سفيان

.سيظل دائما جزء مني، لن أنساه أبدا

تمنت لو استطاعت اإلحتفاظ ولو بواحد من توأميها على األقل،

اإلرهابيين في قرارة نفسها، نصيرة ال تستطيع أن تسامح

لن أنسى أبدا األذى الذي تسببوا فيه، ..أبدا، أبدا، أبدا: وصرحت

فبسببهم غادر الفرح حياتي، لقد دمروا حياتي وحياة اآلالف من

األسر الجزائرية، وتشير الصحافية المحاورة لهذه الضحية، إلى

أنه ورغم انقضاء سنة على الحادث، تنوي الضحية نصيرة

أفريل مع أسرتها، وال تفكر في حضور المناسبة ٢٢اء يوم قض

ال أملك الشجاعة، : التذكارية لضحايا التفجير اإلنتحاري، وتقول

. ال يمكنني العودة إلى هناك من جديد، هذا مؤلم

ومن خالل قراءة هذه الشهادة التي تعبر عن أحد جوانب ما قد

اجتماعي -يكوتخلفه اإلعتداءات اإلرهابية على الصعيد الس

:للضحايا، يمكننا أن نخلص إلى القول أن الضحية

.ال تزال في حالة الصدمة، ال تفهم ما حقيقة يجري لها بعد -

Page 162: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

يتملكها الغضب الشديد تجاه اإلرهاب وال تفكر في قبول أي -

.نوع من التسويات معهم

.خسائرها المباشرة غير قابلة للتعويض بأي شكل -

.لذي أفقدته إياه األعمال اإلرهابيةمتمسكة بالماضي ا -

تحاول تبرير وفاة زوجها في تلك األعمال اإلرهابية من خالل -

لوم نفسها كحل وسط مقابل عدم قناعتها بقبول أي تبرير معقول

لوفاة زوجها، رغم أنها تلوم اإلرهابيين بشكل مباشر وتحملهم

.المسؤولية الكاملة

ن خالل التواجد في تحاول تعويض أسرتها الصغيرة م -

.أحضان عائلتها

إن الخوض في تحليل الشهادات الخاصة بضحايا اإلرهاب كفيلة

بوضعنا أمام مجموعة انعكاسات متعلقة باإلرهاب، لكنها تبدو

كلها مشتركة في مدى األلم الذي تخلفه إضافة إلى الخسائر

ة المباشرة المتمثلة في األرواح والممتلكات، كما تبدو غير قابل

للزوال بالتقادم، وعموما فإنها تتطلب وقوفا خاصا ومستقال

وبحثا مضنيا معمقا، كونها قد تشكل نظرا لضخامة عدد

الضحايا وانتشارهم، نوع من أنواع التهديد على اإلستقرار

اإلجتماعي الوطني إن لم تعالج وفقا لتلك األبحاث -السيكو

.والدراسات

اجتماعية لإلرهاب، -لسيكووفي نفس المجال، أي اإلنعكاسات ا

الزال نصف أطفال حي بن طلحة في الجزائر يعانون من

Page 163: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

سنوات على المجزرة، ٢١الصدمة النفسية بعد مرور حوالي

والتي ارتكبتها الجماعات اإلرهاب بهذا الحي المتواجد على بعد

كلم جنوب شرق مدينة الجزائر، حسب ما أكدته دراسة ١٦

طفال من ٤٢۳العية أجريت على طبية، وأبرزت دراسة استط

المراهقين تمت متابعتهم لمدة عشر سنوات بمركز اإلسعاف

في المائة من هؤالء األطفال ٥٢النفسي بحي بن طلحة، أن

يعانون من أعراض األثر النفسي ما بعد الصدمة، وقدمت هذه

الدراسة خالل الملتقى الوطني الثالث حول األطفال الذين يعانون

من جراء العنف، الذي نظم من قبل المؤسسة من صدمات

. الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث

Page 164: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

:اخلامتة

من خالل دراستنا إلحدى أبرز محطات العمل اإلرهابي في

الجزائر ممثال في حركة بويعلي ومن خالل تسليط الضوء على

أبرز الحركات اإلرهابية في الجزائرية، مرورا بتعريف

وبالوقوف عند ظروف نشأته، كما وبالتعريج على اإلرهاب

سبل مكافحة اإلرهاب في وجهين اثنين تطرقنا لهما في البحث،

يمكننا القول بأن الجزائر نجحت في منع ملف اإلرهاب من

التطور إلى ما سعى إليه كبار منظري اإلرهاب والتطرف في

الجزائر، وهو الوصول إلى انهيار الجمهورية الجزائرية

مرحلة أولى لقيام الدولة اإلسالمية بدلها، والتي جاءت نتيجة ك

كفاح مضني شابه الضياع بين ضفتي المعركة التي دارت

رحاها بين أبناء الشعب الواحد الذي دفع من ثمة ضريبة غالية،

كان ليخسر حصيلة سنوات من إعادة البناء للدولة الجزائرية

لوطني الشعبي بهياكله الحديثة ومؤسساتها بما في ذلك الجيش ا

المثالية، والتي لوال تدخلها في الوقت المناسب نظرا لطبيعة

التطورات الميدانية التي وقعت، ونظرا لطبيعة المشروع

التخريبي الذي كانت الجزائر عرضة له في تلك الفترة وال

تزال، لكانت األحوال في الجزائر قد آلت لما ال يحمد عقباه، ال

ل قبول دخول دولة مثل الجزائر وشعب مثل يمكن على كل حا

الشعب الجزائري وهو التواق إلى الحرية والتفتح على العالم

والثقافات األجنبية بدليل مكانته الدبلوماسية العريقة بين دول

العالم ودول المتوسط خصوصا، تحت رحمة مجموعة من

Page 165: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

التكفيريين الوهابيين الذين جاءت سياستهم باإلرهاب،

اب، السبي، اللواط في الجبال حتى بين عناصرهم، وما اإلغتص

.إلى ذلك من مظاهر انحطاط

لكننا في المقابل ال ننسى أن نشير إلى أن التجاوزات قد امتدت

لتشمل رجاالت الدولة، حيث أن طبيعة الضغط الذي يتعرض له

مسؤولوا الدولة وخصوصا أفراد الجيش ومدى بشاعة التجربة

البد أن تدفع عددا منهم إلى ارتكاب تجاوزات مع اإلرهاب، كان

ال يمكن تبريرها طبعا، لكنها تدخل في المجمل في طبيعة

.التجربة ككل

الحصيلة، الجزائر اليوم ال تزال صامدة، لكنها مدعوة إلى

مراجعة ذاتها ومصارحة نفسها وإعادة ترتيب أوراقها الداخلية

اإلرهاب، والخارجية، ويجب أن يضع مسؤولوا مكافحة

إطارات الدولة، أفراد الشعب الجزائري، أن الوضع في الجزائر

مهيئ كما رأينا لنشأة جيل جديد من اإلرهابيين، ما لم تصفى

..المشكلة ككل، وتعالج خيوطها ككل

Page 166: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

:المراجع

:الكتب. أ

أحمد بن مرسلي، مناهج البحث العلمي في بحوث اإلعالم . 0

.4112ت الجامعية، الجزائر واالتصال، ديوان المطبوعا

أحمد فالح العموش، مستقبل اإلرهاب في هذا القرن، . 4

.4116أكاديمية نايف العربية للعلوم األمنية، الرياض

أحمد فاروق أحمد حسني، إتجاهات الشباب نحو اإلرهاب، . 2

.4111جامعة القاهرة، الطبعة األولى

جدليات أحمد يوسف، الجزائر األزمة وسفر الخروج . 2

.4116السياسة والدعوة والحركة، دار قرطبة، الجزائر

حاتم رشيد، األزمة الجزائرية إلى أين، مركز األردن الجديد . 1

.0000للدراسات، دار سندباد للنشر، عمان األردن

حاتم رشيد، األزمة الجزائرية إلى أين، مركز األردن الجديد . 6

.0000ردن للدراسات، دار سندباد للنشر، عمان األ

حسين عبد الحميد أحمد رشوان، التطرف واإلرهاب من . 1

.منظور علم اإلجتماع، مؤسسة شباب الجامعة، مصر

حسين الدمحمي بوادي، تجربة مواجهة اإلرهاب، دار الفكر . 1

.4112الجامعي، الطبعة األولى، اإلسكندرية

Page 167: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

رجب البنا، األمية الدينية والحرب ضد اإلسالم، دار . 0

.0000معارف، القاهرة ال

زهرة بن عروس، أمقران آيت إيدير، اإلسالموية السياسية . 01

.4114، بيروت 0المأساة الجزائرية، دار الفارابي، الطبعة

سعيد مقدم، طال ليلك يا جزائر، منشورات الريحانه، . 00

.4111الجزائر

عبد هللا بن عبد العزيز اليوسف، األنساق اإلجتماعية . 04

ها في مقاومة اإلرهاب والتطرف، جامعة نايف العربية ودور

.4116للعلوم األمنية، الطبعة األولى، الرياض

.عبد الوهاب الكيالي، موسوعة الدبلوماسية، الجزء الثاني. 02

علي بن فايز الجحني، اإلرهاب الفهم المفروض لإلرهاب . 02

اض المرفوض، أكاديمية نايف العربية للعلوم األمنية، الري

4110.

فاتح عمارة، الدوافع اإلجتماعية واإلقتصادية لإلرهاب . 01

.4111الجزائر نموذجا، جامعة عنابة

فكري عطا هللا عبد المهدي، اإلرهاب الدولي المتفجرات، . 06

.دار الكتاب الحديث، القاهرة

فوزي نصر، الجريمة السياسية واقعا وقانونا، الحوار . 01

.4116، 0601المتمدن، العدد

Page 168: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

دمحم بغداد، من الفتنة إلى المصالحة أزمة الحركة اإلسالمية في

.الجزائر، دار الحكمة

دمحم بن عبد هللا العميري، موقف اإلسالم من اإلرهاب، . 01

، 0جامعة نايف العربية للعلوم األمنية، المملكة السعودية الطبعة

.4112الرياض

العربي، أكاديمية دمحم فتحي عيد، واقع اإلرهاب في الوطن. 00

.0000نايف العربية للعلوم األمنية، الرياض

مصطفى محمود أو بكر، أحمد عبد هللا اللحلح، مناهج . 41

.البحث العلمي، الدار الجامعية، اإلسكندرية

محيى دمحم مسعد محمود، كيفية كتابة األبحاث واإلعداد . 40

.0002للمحاضرات قواعد منهجية، اإلسكندرية

تصر سعيد حمودة، اإلرهاب الدولي، دار الجامعة من. 44

.4116الجديدة، اإلسكندرية

يحيى أبو زكريا، الحركة اإلسالمية المسلحة في الجزائر . 42

، مؤسسة العارف للمطبوعات، الطبعة األولى 0011-0002

0002.

Page 169: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

:المراجع باللغة الفرنسية

01. Jack Koteen, Strategic Management in Public and

Nonprofit Organizations, 2nd edition. Westport, CT, USA:

Greenwood Publishing Group, Inc., 1997.

02.‎ BENJAMIN‎ STORA,‎ Histoire‎ de‎ l’Algérie‎ depuis‎

l’Indépendance,‎édition‎la‎découverte,‎Paris‎1994.

:المصادر على شبكة اإلنترنيت. ب

.4111األنباء الفرنسية أخبار دوت ما، وكالة . 0

صحيفة المساء الجزائرية، وكالة األنباء 40أخبار ليبيا، . 4

.4111الجزائرية

.4111، الجزائر 4102إيالف دوت كوم، العدد . 2

نت.الجزيرة. 2

جريدة مغربنا اإللكترونية، مغربنا دوت كوم،. 1

00، 0411رياض الصيداوي، جريدة الزمان، العدد . 6

.4114جويلية

ساحات الطيران العربي، التاريخ العسكري، تطور مفهوم . 1

.اإلستراتيجية

، 01011الشرق األوسط جريدة العرب الدولية، العدد . 1

.4116باريس

Page 170: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

.12/04/4111شمس اإلسالم ذوت إنفو،. 0

عبد الرحمن أبو رومي، إسالم أون الين دون نت، الجزائر . 01

4111.

دولية ترى جمودا بمكافحة الرشوة كامل الشبرازي، شفافية . 00

.في الجزائر

. 4111-10-40كوم، .موقع البوابة. 04

.موسوعة ويكبيديا الحرة. 02

.4111دمحم مقدم، دار الحياة دوت كوم، الجزائر . 02

.منتدى الجيش العربي. 01

Page 171: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

نبذة عن املؤلف

،٢١٨٢ولد األستاذ اليمين زرواطي في الجزائر العاصمة سنة

في عائلة محافظة مشهود لها مستواها العلمي والثقافي

واإلجتماعي، باحث جامعي مهتم بالقضايا اإلستراتيجية

والمستقبلية، حصل على شهادة الدراسات العليا المتخصصة في

فرع اإلستراتيجية والدراسات المستقبلية من جامعة الجزائر سنة

واالتصال من ، وعلى شهادة الليسانس في علوم اإلعالم١٦٢٢

، وعلى شهادة المراسل الصحفي سنة ١٦٦٦نفس الجامعة سنة

، وعلى دبلوم البرمجة اللغوية العصبية المعتمدة من قبل ١٦٦١

، ويتقن ١٦٦٦الجمعية العالمية للبرمجة اللغوية العصبية سنة

..إلى جانب اللغة العربية كل من اللغتين اإلنجليزية والفرنسية

غل كمراسل صحفي لصالح جريدة الخبر اشت ١٦٦٦خالل سنة

١٦٦۷اليومي أحد أكبر الجرائد الجزائرية، بعدها وفي سنة

أسس أسبوعية الملتقى الثقافية اإلجتماعية، ثم التحق بجريدة

السالم اليومي وعمل منسقا للتحرير وصحفي في القسم الوطني

التحق بجريدة الشهاب اليومية ١٦٢١، وفي ١٦٢٢في سنة

ة صحفيا مختصا بالشؤون األمنية ومحرر للصفحة الوطني

الدولية، وجريدة براعم نصف الشهرية الموجهة لألطفال،

Page 172: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

وجريدة الجوال، عالم السيارات، إلى جانب جريدة حوادث

أطلق 4104المتخصصة في القضايا األمنية والمحاكم، في سنة

في الذكرى الخمسين الستقالل الجزائر موقع الملتقى برس

4102باء وهو شبكة أخبار مستقلة على اإلنترنت، سنة لألن

باللغة العربية، وكتب لجريدة " جريدتي"التحق الكاتب يجريدة

الناطقة باللغة الفرنسية، وعمل تحت إشراف " مون جورنال"

الصحفي المشهور هشام عبود، حيث نشر عديد المقاالت

م عن التحليلية على مدار فترة عمله، ونجح في إماطة اللثا

.عشرات من قضايا الفساد في الجزائر وخارجها

تنوعت كتاباته بين النثر والشعر وامتدت إلى السيناريو ولديه

..العشرات من األعمال التي لم تنشر بعد

هو أول كتاب ينشر .. كتاب التجربة الجزائرية لمكافحة اإلرهاب

نظرا لظروف موضوعية متعلقة بالنشر " إلكترونيا"للمؤلف

كتوب رغم أن الدراسة نالت الكثير من الوعود بالنشر منها الم

بدور نشر لبنانية، حيث أنه يعتبر دراسة جامعية للمؤلف قدمها

لنيل شهادة الدراسات العليا في تخصص اإلستراتيجية، الدراسة

التي تعتبر من أوائل الدراسات التي تتناول موضوع اإلرهاب

ن بقايا الجماعات اإلرهابية في الجزائر والتي ال تزال تعاني م

وفكرها الدموي، كما يعتبر أول مبادرة من هذا النوع وبهذا

الشكل والتفصيل على مستوى الجزائر على األقل، فموضوع

اإلرهاب ال يزال موضوعا حساسا والكتابة فيه تظل صعبة

خصوصا لقلة المراجع والبحوث الجامعية الجزائرية، وجاء

تاب نظرا للطلبات الكثيرة والتشجيع نشر الدراسة في شكل ك

Page 173: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

على المبادرة بنشر الكتاب لفتح مجال البحث والدراسة في نفس

الموضوع، ولإلستفادة من ما تحتويه الدراسة من معلومات

.حوله

المؤلف في سطور

4116خريج قسم الصحافة جامعة الجزائر سنة

خريج قسم الدراسات العليا استراتيجية عالقات دولية

4100امعة الجزائر سنة بج

4111عمل بالقناة اإلذاعية األولى في الجزائر سنة.

4116مراسال صحافيا في جريدة الخبر سنة

4100صحافيا في القسم الوطني بجريدة السالم سنة

مسؤوال عن القسم المحلي في جريدة السالم سنة

4100

4100مسؤوال عن القسم الثقافي في جريدة السالم سنة

ا مكلف بالقضايا األمنية في جريدة الشهاب سنة صحفي

4104

مسؤوال عن الصفحة الدولية في جريدة الشهاب سنة

4104

،اشتغل محررا في مجلة عالم السيارات، مجلة براعم

4104مجلة الجوال، ومجلة حوادثسنة

أسس شبكة الملتقى برس لألنباء اإلخبارية على

4102اإلنترنت سنة

Page 174: التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

الوطني في يوميتي جريدتي ومون صحافيا في القسم

4102جورنال سنة

أسس في فرنسا شبكة حصري نيوز اإلخبارية سنة

4102