1

بسم اهللا الرمحن الرحيمبسم اهللا الرمحن الرحيم

ccoomm..kkoottoobb44..wwwwwwمت بفضل اهللا التحميل من موقع مت بفضل اهللا التحميل من موقع

بني بني نرجو منكم اخوايت األحباء املسامهة معنا يف نشر املوقعنرجو منكم اخوايت األحباء املسامهة معنا يف نشر املوقع

األصدقاء واألقارب ويف املنتدياتاألصدقاء واألقارب ويف املنتديات

يكن لنا مجيعا بإذن اهللا صدقة جارية

واهللا املوفقواهللا املوفق

2

قرآنكيف حتفظ ال علي بن عمر بادحدح: الشيخ

� احلمد هللا حنمده و نستعينه و نستغفره و نستهديه و نعوذ باهللا من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا من

حنمده هو أهل احلمد و الثناء فله احلمد يف األوىل و . يهده اهللا فال مضل له و من يضلل فال هادي لهل آن، نصلي و نسلم على خامت الرسل و األنبياء نبينا حممد بن اآلخرة و له احلمد على كل حال و يف ك

و على آله و صحابته و من اتبع هداه و اقتفى أثره إىل يوم الدين و عنا معه بعفوك و رمحتك يا عبد اهللا .أرحم الرامحني

ه ليس يف هذا أما بعد، أيها األخوة الكرام و األحبة سالم اهللا عليكم و رمحته و بركاته، ابتداء أقول انالدرس وصفة سحريه ميكن بتطبيقها أن حتفظ القرآن بصورة مل تكن تتخيلها أو تتوقعها، و لكن هذا

الدرس فيه خالصة جتارب عمليه وهو يف احلقيقة يركز على مضمون هذا العنوان أي كيف حتفظ القرآن نريد يف هذا . عضهم عن بعض قد يكون خيتلف فيه بالذيالكرمي بصورة عامه جلميع الناس مع التفاوت

الس أن نركز على اإلجابة على هذا السؤال، كيف حتفظ القرآن؟ :و سنعرض فيه إىل مخسة جوانب

األسس العامة : أوال احلفظ : ثانيا املراجعة: ثالثا الروابط و الضوابط: رابعا

اختالفات و فروق: خامسا

������

3

����األسس العامة األسس العامة األسس العامة األسس العامة : : : : أوالأوالأوالأوال����

سس العامة اليت ال غىن لك عنها و ال جمال لتطبيق ما بعدها إال ا، و يف غالب الظن أنه ال جناح أوال األإال بتأملها و حتقيقها، و هي أمور كثريا ما نتذكرها و نذكر ا، و هي أسس ينبغي أال نغفل عنها يف هذا

.املوضوع و يف غريه � النية اخلالصة: أوال �

بول و التيسري إخالص القصد هللا عز و جل، و أن كل عمل يفتقر إىل اإلخالص فنحن نعلم أن مفتاح القال يؤيت مثرته و إن آتى بعض مثاره فإن عاقبته يف غالب األحوال تكون فجة و مثاره تكون مرة أضف إىل

فلذلك . أنه حيرم من أعظم ما يتأمله املرء و هو القبول عند اهللا عز و جل و حصول األجر و الثواب .سالم يف كل عمل لكي يسهل ويعان املرء عليه هو أن خيلص هللا عز و جلاإل � السرية الصاحلة: ثانيا �

ونعلم مجيعا ما يؤثر عن الشافعي من -282﴾ البقرة واتقوا الله ويعلمكم اللهيقول جل و عال ﴿خربين بأن النور علم و نور اهللا ال شكوت اىل وكيع سوء حفظي فأرشدين إىل ترك املعاصي و أ" قوله ، فنحن نعلم أن "إن الرجل ليحرم العلم بالذنب يصيبه " �و نعلم ما أثر البن مسعود " عاصي يؤتاه

احلفظ على وجه اخلصوص حيتاج إىل إشراقة قلب و إىل توقد ذهن و املعصية تطفئ نور القلب و حيصل فإذا ال بد أن نستعني على طاعة اهللا بطاعة اهللا و أن . وفيق أيضاا التبلد بالعقل و حيرم ا العبد من الت

جنعل طريقنا إىل نيل بعض هذه األمور من الطاعات و املندوبات و املسنونات و أمور اخلري أن جنعل ملية تلقائية نتيجة ع-282﴾ البقرة واتقوا الله ويعلمكم اللهطريقنا إليها طاعة هللا سبحانه و تعاىل ﴿

ألن القلب يشرق حينئذ بنور اإلميان، و النفس تطمئن إىل ما حباها اهللا عز و جل من السكينة و الطمأنينة .فيتهيأ اإلنسان حينئذ هلذا العمل العظيم حفظ القرآن الكرمي

�العزمية الصادقة : ثالثا �

4

اته اهلزل و مييل يف كثري من أموره إىل فإن املرء الذي يعتريه الوهن و يعترضه اخلور و يغلب على حي. و ال يظن أنه يصل إىل النتيجة املرجوة يف حفظ كتاب اهللا عز و جل. الكسل فإنه ال ميكن أن يعول عليه

فهذا أمر حيتاج أن يشمر عن ساعد العزم و ال بد له أن يقلل من أمور الراحة فيخفف من نومه و يزيد ري ذلك من األمور اليت ال بد هلا من مهه و عزمية صادقه قوية ماضية ال من عمله و يكثر من قراءته و غ

.تستسلم عند أول عارض من العوارض، و ال تقف عند أول عقبة من العقبات � الطريقة الصائبة: رابعا �

و هي جزء مما سيأيت حديثنا عنه، غري أين أريد أن أشري إىل أن بعض األخوة عندما يسمع حسا على قرآن أو يتشوق إىل ذلك يبدأ حبماسة مندفعة بداية غري صحيحة غالبا ما تسلمه إىل العجز و حفظ ال

كمن يبدأ خملطا سورة من هنا و سورة من هنا، و جزءا . الكسل أو تصدمه بعدم القدرة على االستمراررآن الكرمي أو مقاطع متقطعة و هو يرغب بعد ذلك أن يصل بينها و أن يصل ا إىل حفظ الق. منفردا

كامال، فغالبا ما يتشوش مثل هذا العمل، و غالبا ما ينقطع عنه، و كثريا ما يفتقد ما حفظ منه، و ذلك ألن اجلزء الواحد أو القطعة الواحدة ال تغري املرء إذا كانت منفصلة بأن حيافظ عليها، ألا وحدها

و ال شك، و ليس يف هذا الكالم ما نريد وليس هلا ارتباط مبا قبلها و ال بعدها، و إن كان يف ذلك خريو لكننا . به أن نصرف أحدا أن حيفظ سورة بعينها أو بعض السور بعينها أو األجزاء بعينها كاملة

نتحدث عن من يريد أن حيفظ حفظا كامال على طريقة صائبة، و من ذلك أيضا أن بعض الناس يبدأ و أو من هو مشتغل بالتحفيظ و التدريس يف هذا امليدان يشرع دون أن يستشري و أن يسأل من حفظ قبله

فكما أنك حتتاج إىل املشورة يف أي عمل من أعمال الدنيا أو إىل مدخل من مداخل العلوم و الدراسة اليت .يدرسها كثري من الناس فأنت حباجة إىل هذا يف هذا األمر أيضا

يقة صائبة فإا هي اليت حتفظ بإذن اهللا تلك و من ذلك أيضا الربنامج الواضح عندما نقول أن هناك طر. العزمية اليت تستمر و متشي ومتضي عندما يكون هناك برامج و مراحل نقطة بعد نقطة، مرحله بعد مرحله

أما خطة عشواء أما أجزاء متقطعة، أما مراحل منفصلة، فإن ذلك يف غالب األمر ال يصل إىل مبتغاه �ة االستمرارية املنتج: خامسا �

فهذا أمر قد يطول أمده و زمانه و قد يعظم جهده و البذل ألجل الوصول إليه، فإن كنت قصري النفس وحديث النيب عليه . فإنك يف غالب األمر ال تبلغ الغاية، حتتاج إىل استمرار يثمر و ينتج بإذن اهللا عز وجل

أي األعمال أحب ى اهللا عليه وسلم صل النيب سئل �الصالة و السالم حيضرنا يف هذا املقام عندما

5

فقليل دائم . رواه البخاري– وإن قل وقال اكلفوا من األعمال ما تطيقون أدومها إىل اهللا قال ال تبدأ البداية الكبرية اليت قلنا عنها مث تنقطع أو ال تبدأ ولو بداية يسريه مث تتوقف، . خري من كثري منقطع

و الفضل الذي يكون للحال املرحتل كما سئلوا عن احلال للمرحتل قيل هو و كما أثر أيضا عن األجر الذي خيتم القرآن مث يشرع فيبدأ به من جديد، فهنالك استمرارية و اتصال و دوام، استمرار هو الذي

. حتصل به نتيجة بإذن اهللا عز و جلد منها قبل أن نبدأ أو أن نشرع فإذا البد من نية و سرية وعزمية و طريقة واستمرارية، هذه أسس ال ب

.فيما يتعلق بالتفصيل و التفريغ

������

6

����احلفظ احلفظ احلفظ احلفظ : : : : ثانيا ثانيا ثانيا ثانيا����

األمر الثاين احلفظ، وهو جوهر هذا املوضوع، و احلديث فيه عن الطريقة وعن الشروط الالزمة، و .العوامل املساعدة، و نبدأ بالطريقة

�الطريقة : أوال�

ن خالل ما نرى من عمل كثري من طالب التحفيظ و احلافظني ميكن أن نرى أو من خالل التجربة وم .نلقي الضوء على طريقتني اثنتني

الطريقة األوىل

إحدامها طريقة الصفحة، نعين بذلك أن يقرأ مريد احلفظ الصفحة كاملة من أوهلا إىل آخرها قراءة متأنية، ان وقدرته على احلفظ، فإذا قراها هذه املرات الثالث صحيحة، ثالث أو مخس مرات حبسب ذاكرة اإلنس

أو اخلمس قراءة فيها استحضار قلب وتركيز الذهن و العقل و ليس جمرد قراءة لسان فقط كال، إمنا قد .مجع قلبه وفكره ألنه يريد من هذه القراءة أن حيفظ

عضكم أن هذا لن يتم أو لن فإذا أمت الثالث أو اخلمس أغلق مصحفه، و بدأ يسمع صفحته، و قد يرى بسيكون قد حفظ من أوهلا و مضى مث سيقف وقفة، . يستطيع حفظها بقراءة الثالث أو اخلمس، أقول نعم

أن يفتح مصحفه و ينظر حيث وقف فيستعني، و ميضى مغلقا مصحفه، مث سيقف رمبا وقفة ثانية، أو .ثالثة، مث ليعد تسميع الصفحة

ي وقف به أوال لن يقف فيه ثانيه، ألنه سيكون قد نقش يف ذاكرته و ، املوضع الذ!ما الذي سيحصل و غالبا من خالل التجربة سيسمع املرة األوىل مث الثانية و يف الغالب أنه . حفر يف عقله، فستقل الوقفات

ة يف الثالثة يأيت بالصفحة حمفوظة كاملة بعد أن يقوم مبجموع ما قرأه مثان مرات، ثالث أو مخس يف القراءاألولية املركزة، مث يبدأ باخلطوة الثانية بتسميع هذه الصفحة و سيقف كما قلت بعض الوقفات يف أول

.مرة و يف املرة الثانية و يف الغالب أنه يف الثالثة ال يقف. ماذا يصنع يف اخلطوة الثالثة، أن يكرر التسميع الصحيح الذي أمته يف املرة األخرية ثالث مرات تقريبا

.ذ يكون جمموع ما قرأ به هذه الصفحة يف ذلك الوقت تسع مرات أو أحد عشر مرةفحينئ

7

إذا يقرأ الصفحة قراءة مركزة صحيحه ثالث أو مخس مرات ، مث يسمعها يف ثالث جتارب أو ثالث و بذلك سوف تكون الصفحة حمفوظة حفظا جيدا متينا مكينا . مث يضبطها يف ثالث تسميعات. حماوالت

.إن شاء اهللاما مزية هذا احلفظ أو هذه الطريقة، مزيتها أنك ال تتتعتع أو تتوقف عندما تصل الصفحات بعضها ببعض

ألن بعض االخوة حيفظ آنفا آية منفصل بعضها عن بعض، ما الذي حيصل ؟ عند كل آخر آية . بعد ذلك بعدها فينطلق كالسهم حىت يقف محار الشيخ يف العقبة، و حيتاج إىل دفعة فتعطيه أول كلمة من اآلية اليت

أما الصفحة فهي كاللوح أو كالقالب . يبلغ آخر اآلية اليت بعدها مث حيتاج إىل توصيلة أخرى و هكذاحيفظها يف قلبه و يرمسها يف خميلته، و يتصورها أمامه من مبدئها إىل منتهاها ويعرف غالبا عدد آياا، آية

عضها ثالث و بعضها آيات كثرية ليس بالضرورة تصورها كاملة صفحة كاملة بعض الصفحات آيتني وبو لكن هذه الطريقة جتعله ، أوال يأخذ الصفحة كاملة بال توقف يستحضرها تصورا فيعينه ذلك على حفظها مث يتصورها كما قلت هل هي يف الصفحة اليمىن أو اليسرى، بأي شيء تبتدئ و بأي شيء

.جيداتنتهي وحتكم بإذن اهللا عز وجل إحكاما الطريقة الثانية

ما هي هذه الطريقة، أن يقرأ اآلية . طريقة اآليات أو اآلية، ال بأس ا و إن كنت أرى األوىل أفضل منهامفردة قراءة صحيحه مرتني أو ثالث مرات، نفس الطريقة، لكن بآية واحده و طبعا ملا كانت آية ال

ط أو ثالث مث يسمع هذه اآلية، مث ميضى إىل اآلية الثانية حنتاج أن نعيدها من ثالث إىل مخس، مرتني فقفيصنع ا صنيعه باألوىل، لكنه بعد ذلك يسمع األوىل و الثانية، مث حيفظ الثالثة بالطريقة نفسها، يقرأها

مث يسمعها منفردة مث يسمع الثالث من أوهلا األوىل مث الثانية مث الثالثة، مث ميضي إىل الرابعة إىل آخر .صفحةال

وحذار يف هذه الطريقة أن ترى أن اآلية األوىل قد أكثرت من . مث يكرر تسميع الصفحة ثالث مراتذكرها فال عازة لتكرارها، بعضهم إذا بلغ نصف الصفحة قال النصف األول مضبوط فال حيتاج إذا حفظ

شيخ يف العقبة يف منتصف هنا ال يقف محار ال. اآلية يف النصف الثاين أن يعيد النصف األول إىل األخريال بد كل آية حتفظ يف الصفحة أن تعاد من . الصفحة و ثق من هذا متاما وجربه تراه شاهدا على كالمي

.األول إىل حيث بلغ، حىت يتم الصفحة مث يأيت ا ثالث مرات تسميعا كاماليف الطريقة األوىل تستغرق أبطأ يف الوقت فالصفحة . ختتلف هذه الطريقة عن األوىل أا أبطأ يف الغالب

باملعدل حنو عشرة دقائق، قد يقول قائل العشر قليلة، أقول عشر دقائق إذا كان يريد أن حيفظ أما إذا كان

8

هذا وال مئة دقيقة و ال عشرة أيام .. ينظر يف الغادين و الرائحني و املتشاكلني و املتضاربني و يسمع هنا و .بطأ و الغالب أا تستغرق حنو مخس عشرة دقيقة ألنه سيكرر كثرياأما الثانية فهي أ. حيفظ فيها شيء

أما من حيث التطابق فآخر األمر أنه سيحفظ الصفحة كاملة و لكن هذه الطريقة أضعف إذا مل يصل اآلية باآلية سيكون هناك ذلك التوقف الذي أشرت إليه، إذا هذه الطريقة من حيث األصل حفظ

. آخر األمر ستعود النتيجة إىل حفظ الصفحةالصفحة أو حفظ اآلية و يف .أنتقل إىل النقطة الثانية وهي نقطة مهمة مكملة و هي الشروط الالزمة

�ثانيا الشروط الالزمة �

الشروط الالزمة لكي تكون هذه الطريقة صحيحة سواء اخترت الطريقة األوىل أو الثانية البد من هذه .الشروط الصحيحة القراءة: الشرط األول

البد قبل أن . من األخطاء الكثرية أن كثريا ممن يعتزمون احلفظ أو يشرعون فيه حيفظون حفظا خاطئا حتفظ أن يكون ما حتفظه صحيحا، و هناك أمورا كثرية يف هذا الباب منها على سبيل املثال ال احلصر؛

ألنك إذا . لسانك قبل أن حتفظفقوم" الزين"أو الذين " سم"إن كنت تنطق مث : أوال تصحيح املخارجفال بد أوال . حفظت و أدمنت احلفظ ذه الطريقة و واضبت ستكون جيدا يف احلفظ لكنك خمطئا فيه

.من تصحيح املخارج وتصحيح احلروف ال بد منهبعض األخوة إما لضعف قراءته، أو لعجلته خيلط يف احلركات، و هذا اخللط ال : ثانيا ضبط احلركات

و ذلك ليس من موضع حديثنا و لكن ال بد أن يتنبه . طأ و أنه قد يترتب عليه خلل يف املعىنشك أنه خاملرء له و أن حيذر منه، و من ذلك أن اللغة العربية فيها تقدمي و تأخري، وفيها إضمار و حذف وتقدير،

وإذ ابتلى ﴿على الفاعل وفيها إعرابات خمتلفة، فأحيانا بعض الناس ال يتنبه، أحيانا مثال تقدمي املفعول هبر يماهرماتإببعضهم حيفظها -124 البقرة ﴾ بكل ﴿ بالنسبة له أحيانا قد ﴾ إبراهيم هأو رب هو رب

ال تفرق، و ما حفظته خطئا فثق متاما أنه يثبت هذا اخلطأ وبعد ذلك تصعب إزالته، حيتاج إىل عملية ء مث يتبني له أن هذا البناء خطأ البد له أن يكسر و أن يصحح البناء، البد أن استئصال، مثل الذي يبين بنا

ملاذا تكرر اجلهد مرتني و تعيد العمل مرتني، ابدأ بداية . يزيل اخلطأ مث بعد ذلك يصحح من جديدو هناك أمثلة كثرية يف مسألة ضبط احلركات، فإن هناك كثريا من األمثلة اليت تقع يف هذا . صحيحة

9

الضمائر عندما يقع اخللط فيها أيضا يقع خلط يف احلفظ غري مقبول . انب كما يف الضمائر أيضااجلمطلقا، كما يكون الضمري بالضم فيكون للمتكلم، أو يكون بالفتح للمخاطب كما يف قوله تعاىل

﴿أن تني كنتفيوا تفلم يهمف تما دا مهيدش همليع تكنوهمليع يبقالر التاء -116 املائدة ﴾ ت .يف الضمريين األولني مضمومة و يف الضمريين الثانيني مفتوحة فأي تغيري باحلركة يغري املعىن

ما ميكن أن تستقيم أبدا وهكذا الكثري من الكلمات و ) و كنت أنت الرقيب عليهم (كما يقرأ البعض . قبل أن خيطىء فيهااحلركات حتتاج إىل الضبط ابتداءو هو أشد و أخطر، احلركات منظوره ميكن أن يراها اإلنسان و لكن بعض أيضا هناك ضبط الكلمات

الكلمات إما لصعوبتها أو ألن هذا احلافظ مل يأخذ األسلوب الذي سأذكره الحقا، أو ليس متمرسا يف وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك ﴿ تالوة القرآن فإنه حيفظ الكلمة خطأ و من هذا قول اهللا عز وجل

ليزقلونك " مسعت مرة من يقرؤها - 51القلم - ﴾بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون إنه لمجنونحيانا ، السبق بني احلروف حيصل وعندما يراها رؤية سريعة وهو ال يعرفها تثبت على هذه الطريقة، أ"

قد يستثقلها و يقرأها قراءة خاطئة و ختتلف احلروف ذه -28 هود ﴾ أنلزمكموها ﴿بعض الكلمات أفمن يهدي إلى الحق ﴿كذلك بعض الكلمات اليت رمبا ليس يف القرآن إال مثال واحد منها . الطريقة

" أم من ال يهدي" يقرأها - 35 يونس ﴾ ا أن يهدى فما لكم كيفأحق أن يتبع أم من لا يهدي إل .ألا كلها يف القرآن يهدى وما فيها يهدي فينتبه إىل مثل هذه الكلمات

فلا ﴿) 3( و يف املائدة ﴾فلا تخشوهم واخشوني ﴿) 52(كذلك ما يتعلق يف الرسم كما يف البقرة شختنوشاخو مهليس فيها ياء وإمنا كسرة، هذه أيضا مواطن مما قد حيفظه ابتداء حفظا خاطئا و ﴾ و

و كذلك بعض الكلمات اليت هي يف مواضع بضبط معني و يف مواضع أخرى . يقع يف هذا يف أخطاءيا فكلما مرت قد حيفظها متر عليه اآلية األوىل فتقرأ سخر﴾ سخريا ﴿ و ﴾ سخريا ﴿بضبط آخر مثل

قال سخريا و مل يفرق بني سخريا و سخريا و غريها من املواضع اليت فيها مثل هذه األمثلة، كما أيضا يف 29 فصلت ﴾ ربنا أرنا الذين أضلانا من الجن والإنس ﴿اجلمع و التثنية مثل قول اهللا سبحانه و تعاىل

و ال ينتبه ﴾ الذين ﴿ الناس يقول الذين متعود، نادرا أو قليل ضمري التثنية فيقول و ليس الذين، بعض-ملثل هذا إذا كان غري متمرس أو كان متعجال، و غري ذلك كثري أيضا كما أشرت يف األمثلة إمنا هي

﴾ ين فيها وذلك جزاء الظالمنيفكان عاقبتهما أنهما في النار خالد ﴿يف قوله عز وجل للتقرير كما و ليس خالدين فيها، خالدين بالتثنية و ليس باجلمع فإذا ال بد أيضا من ضبط الكلمات -17احلشر

.و األمثلة يف ذلك كما قلت كثرية جدا. حىت ال حيفظها حفظا خاطئا

1

0

تبه فيحفظ حفظا خاطئا ﴿ وهو العزيز ، مع السرعة و العجلة قد ال ينأيضا هنالك ضبط خواتيم اآلياتوهكذا مضى عليها فحفظها، هذه واضحة ﴾ ما قرأها بنظره قرأها ﴿ و هو العزيز احلكيم ﴾الرحيم

لكن أحيانا كما هو يف التجارب أن الذي حيفظ يستشهد و يظن أحيانا أن هذه اآلية يف ذهنه قد مسعها فيقوهلا هكذا و يظن أنه قرأها و هو ما ﴾العزيز احلكيمو هو أو قد أدمن قراءا وهي يف ذهنه أا ﴿

و ما مر ببصره عليها بل رمبا مير ببصره عليها وقد سبق يف ذهنه أا كذا و ال يقرأ املكتوب بل اقرأهيثبت ما يف الذاكرة عنده أو ما يسمعه أو ما يظنه أو يتومهه، فينبغي أن يضبط ذلك حىت تكون القراءة

يعىن هذا . حيفظ شيئا خاطئا، و كما قلت هنا التنبيه أن احلفظ الذي فيه خطأ، خطأصحيحة قبل أنالذي فيه أخطاء هو حفظ فيه خطأ ألن طريقته خطأ ألنه يبقى و يستمر ويصعب تغيريه يف كثري احلفظ

.من األحوالبد أن يقرأ على كيف حنقق هذه القراءة الصحيحة، األصل أيه األخوة األحبة أن القارىء و احلافظ ال

شيخ متقن، تلقى القرآن تلقيا باملشافهة، وهذا هو األصل يف تلقي القرآن لقنه النيب عليه الصالة و السالم صحابته و الصحابة من بعدهم، فليس القرآن كتاب يقرأ مثل غريه من الكتب، ففيه رسم و فيه بعض

اءات و فيه بعض الكلمات اليت ترسم بطريقة و األمور اليت ذكرا اآلن من تقدمي و تأخري و كذا وفيه قرتكتب بطريقة، وفيه أحيانا آيات أو كلمات تقرأ بوجهني، هذا كله ال يتيسر لك مبجرد القراءة، األصل

أن تكون متلقيا عن شيخ قد أتقن وتعلم فتكون قراءتك صحيحة فهو الذي يقرأ لك الصفحة أوال ريقة اليت قلناها، ممكن هذى خطوة ثانيه إذا كنت تلقيت ويصححها لك مث متضي بعد ذلك و تطبق الط

التجويد و تلقيت القراءة و أحسنتها مبعىن أنك من ناحية القراءة النظرية جيد، و حتسن القراءة و ال لثانيه لكن البد أن تكون قد أتقنت القراءة اتسقط فال بأس بأن تبدأ بتطبيق هذه الطرق األوىل أو

كاملة أو قرأت معظم القرآن و ذلك مما يضبط لك هذا اجلانب، هذا أول هختموعرفتها و قرأت إما .الشروط اليت ال بد منها لتكمل لك طريقة احلفظ الصحيح

احلفظ املتني :الثاين الشرط

احلفظ اجلديد ال بد أن يكون حفظا متينا، ال يقبل فيه خطأ وال أقل من اخلطأ و ال وقفه و ال تعتعه، من – مبالغة –جلديد أعين، إذا أردت أن حتفظ صفحة جديده إن مل يكن حفظك هلا أقوى احلفظ ا

حفظك للفاحتة فال تعد نفسك قد حفظتها، ملاذا ؟ ألن احلفظ اجلديد هو مثل األساس، اآلن إذا جئت ت فيه و احلفظ اجلديد إذا قبل. بأساس البناء و تعجلت حيثما اتفق سوف ينهد البناء فوق رأسك يوما ما

باخلطأ و اخلطأين، أو التعتعة أو الوقفة فإنك ثق متاما أنك كالذي يبين الرجاء على شفري اهلاوية، يعىن

1

1

كأنك متأرجح، فإذا كنت يف البداية متأرجح كيف ستبين على ما بعده، كيف تريد أن تكون هذه فظ اجلديد ولو ال ينبغي الترخص مطلقا يف ضبط احل. الصفحة بعدها صفحات و صفحات، ال ميكن

أخذت بدل الدقائق العشر اليت ذكرناها عشرين أو ثالثني أو أربعني، املهم ال تنتقل من حفظك األول حىت تتقنه اتقانا كما قلت مبالغة أكثر من إتقانك للفاحتة، لو قلت ألحدكم اآلن مسع الفاحتة فسمعها

ألن الفاحتة قد أدمن ! ة لن خيطأ فيها، ملاذا بكل سهولة و يسر، بل لو كان نائما و حلم و قرأ الفاحتقراءا و حفظها أكثر من حفظه أمسه، البد أن يكون احلفظ األول مثل ذلك كما قلت دون أخطاء و

.دون عجلة التسميع للغري : الشرط الثالث

سمع الصفحة وهذا الذي سيكتشف لك األخطاء اليت ذكرا، بعض الناس الصفحة األوىل للمرة الثالثة يخرج مطمئنا منشرح الصدر مسرورا وهو قد حفظ و هناك بعض األخطاء مما أشرت إليه، كيف

يكتشفها، ال يكتشفها، يعيد مرة ثانيه يف اليوم التايل صفحته ويسمعها يف خطئها و املصحف أمامه، ملاذا ك مهما أنت بالغا الذي يكتشف لك ذلك أن تسمع الصفحة لغري. ؟ ألنه تصور أنه حفظ حفظا صحيحا

احلد بالذكاء، و حدة الذهن و سرعة احلفظ فالبد أن تسمع لغريك، أن تعطي املصحف غريك ليستمع ال بأس قد ال جتد من يسمع لك الصفحة إذا حفظتها أو الصفحتني أو الثالث . لك، وهذا أمر ال بد منه

لغريك، هنا الزال هناك جمال ال بأس، لكن لو مجعت مخسا من الصفحات أو عشرا من الصفحات مسعهالالستدراك، أما بعد أن حتفظ عشرة أجزاء تأيت و تسمع و عندك من األخطاء ما اهللا به عليم هذا ال ميكن

.أن يكون مقبوال الشرط الرابع التكرار القريب

يكفي فيه احلفظ باحلفظ، لو أنك صوبته وصححته، و لو أنك متنته و قويته و لو أنك مسعته و قرأته، الذلك حىت تكرره يف وقت قريب، ما معىن الوقت قريب، يف يومك الذي حفظت به الصفحة لو حفظتها

بعد الفجر، إذا تركتها إىل فجر اليوم التايل ستأيت إليها وقد أصابتها هينات واعتراها بعض الوقفات و .كرره يف الوقت نفسهدخلت فيها بعض املتشاات مما قد حفظته قبلها من اآليات، البد أن ت

يف ذلك اليوم الصفحة اجلديدة، بعد التسميع الذي ذكرته ثالث مرات، على أقل تقدير أن تسمع الصفحة مخس مرات يف ذلك اليوم، و سأذكر كيف ميكن تطبيق ذلك دون عناء و ال مشقه، الن بعض

1

2

. نطبق هذه الطرق اليت يقوهلااألخوة يقول هذا يريد أن جنلس يف املسجد من بعد الفجر إىل املغرب حىتأذكر مثال أن احلفظ الذي تتركه و ال تكرره يسرع يف التفلت يف ترمجة ابن أيب حامت، اإلمام ابن أيب حامت رمحة اهللا عليه كان يقرأ كتابا يريد أن حيفظه فكان يقرأه بصوت عايل ويكرره و عنده عجوز

إين : قالهذا،ما تصنع يا : الثة والعاشرة، فملت منه قالتبالبيت وهو يكرر الكتاب األوىل والثانية و الثهاتيه، فسمعت له الكتاب : وحيك لو كنت تريد لقد فعلت فإين قد حفظته، فقال: أريد أن أحفظه، قالت

يقول فجئتها بعد عام فقلت هلا . من حفظها مساعا فحفظته، قال و لكين ال أحفظه حىت أكرره سبعني مره .لكتاب فما أتت منه بشيء، أما أنا فما نسيت منه شيئاهايت ما عندك من ا

. ال تنظر للوقت القريب انظر للمدى البعيد، أنت تريد أن حتفظ شيئا ال تنساه بإذن اهللا عز وجل الربط مبا سبق : الشرط اخلامس

ده، ال بد فالصفحة مثل الغرفة بالشقة ومثل الشقة يف العمارة، يعىن ال ميكن أن تكون هناك صفحة وح .أن تربطها مبا قبلها و أن تربطها مبا بعدها و سيأيت لنا حديث عن الربط الحقا

.إذا هذه هي الطريقة مث هذه الشروط الالزمة � ثالثا العوامل املساعدة �

.اليت تساعدك على هذا و هذا . ننتقل إىل العوامل املساعدة القراءة يف النوافل : أوال

ب مخس يف حد التقدير يف احلد األدىن ملن ال يزيد، ماذا نقرأ فيها غالبا ، كل واحد سيجيب النوافل الرواتنريد الصفحة اجلديدة أن تسمعها مخس مرات يف . إجابة واحدة سورة اإلخالص، الكافرون ، الكوثر

أمل الصفحة عندما تقسمها قسمني، سورة الضحى و. هذه الصلوات اخلمس أو يف هذه الرواتب اخلمسنشرح تقريبا يف هذا احلديث، فال تفصل صلواتك عن قراءاتك و حفظك، هذا من أهم العوامل

.املساعدة أن تغتنم النوافل بإخالص يف حفظ و مراجعة و تثبيت هذا احلفظ القراءة يف كل آن : ثانيا

1

3

عد وغالبا تأيت و ال وخاصة يف انتظار الصلوات، ما الفرق بني هذه و تلك؟ يف كل آن عندما تذهب ملوالصلوات . يأيت من واعدته إال متأخرا فليكن ديدنك أن تكرر حفظك و أن يكون مصحفك يف جيبك

كثريا ما نأتيها و قد كرب اإلمام، لو قدمنا مخس دقائق قبل كل صالة لكان عندنا مخس صلوات، مخس أن نراجع بعض ما سنذكره يف جمالس ميكن أن نكرر فيه صفحة احلفظ أو أن نربط بعض الصفحات، أو

.هذا البد أن يكون لنا اهتمام به و أن نضعه يف أذهاننا و تصوراتنا. شأن املراجعة قراءة احملراب : ثالثا

إا ! هل حفظت حفظا متينا ! القراءة الفاحصة اليت تفحصك و متحصك، هل حفظت حفظا صحيحان تؤم الناس إذا تيسر لك ذلك أو إذا وجدت لك الفرصة أو أن تتقدم إماما يف الصالة أو أ. قراءة احملراب

إذا قدمت، اقرأ يف احملراب ما حفظته، فإن كنت مطمئنا مستطيعا للقراءة دون تلكأ و ال ختوف و ال توقف فهذا مما يعني ألن قراءتك يف الناس غري، إذا أخطأت ركعت، و إذا أخطأت يف الركعة الثانية

أما احملراب فغالبا ما ميحصك و يفحصك فحصا جيدا فاحرص عليه إن كنت انتقلت إىل سورة أخرى، .إماما أن جتعل من حفظك يف صالتك و قراءتك

مساع األشرطة القرآنية اودة : رابعا

و هذه نعمة من نعم اهللا عز وجل علينا، أنك ميكن أن تسمع احلفظ اجلديد و القدمي يف كل يوم يف أثناء و ال يكن ذلك عفوا و . رتك أو قبل نومك يف بيتك اجعل شريط القرآن دائم التكرارمسريك يف سيا

ليكن ذلك بطريقة منهجية، مبعىن أنك عندك يف هذا األسبوع سورة معينة للمراجعة تريد أن جتعله ديدنك فق و أن جتعل أيضا شريط احلفظ اجلديد أيضا ديدنك هذا األسبوع، ليس كيفما ات. خالل هذا األسبوع

و حسب احلاجة، ال، افعل ذلك ضمن الربنامج الذي تكمل فيه حفظك و مراجعتك فإن هذا من أعظم األمور املعينة املساعدة، ألنك ستسمع القراءة الصحيحة و ستعيدها و تكررها، و ستسمعها حبسن

.التجويد و الترتيل فذلك من أهم العوامل املساعدة فظ االلتزام مبصحف واحد للح: خامسا

وهذا أيضا من األمور اليت يوصى ا و حيرص عليها كثريا ، البد أن تأخذ لك مصحفا واحدا حتفظ عليه قدر استطاعتك من أول املصحف إىل آخره، ألن التغيري تشويش، أنت عندما تلتزم املصحف الواحد غالبا

1

4

تلك الصفحة وأين تنتهي و ما ينقذح يف ذهنك صورة الصفحة مبدأ السورة يف الصفحة و مبدأ اجلزء يفكم عدد اآليات فيها فذلك يثبت احلفظ عندك وجيعلك أقدر على أن تواصل و أن تربط و أن متضي إن

أما إذا حفظت يوما هنا فهذه الصفحة تبدأ بالسورة ويف مصحف آخر . مضيا جيدا سريعا وقوياشاء اهللادة اليت هي إحدى الفوائد اليت سنذكرها فيما يأيت السورة بدايتها يف مكان آخر ، ال تستفيد من هذه الفائ

إذن املصحف الواحد يعني و أجود املصاحف ما يسمى مصحف رأس اآلية الذي يبدأ بآية . من احلديثو ينتهي بآية، ليس يف صفحة جزء من اآلية و تكملتها يف الصفحة اليت بعدها أو وراءها ، ألنك كما قلنا

حة، مقياسك صفحة ، إما أنك ستحفظ يف اليوم صفحة أو أكثر، تلك اجعل قدرك أو حفظك هو الصف .الصفحة هي اللوح الذي يعينك بإذن اهللا عز و جل

استعمال أكرب قدر ممكن من احلواس : سادسا

وهو من أمهها و آخرها، و هذه من الناحية العلمية معلوم أن استخدام حاسة واحدة يعطي نتيجة بنسبة ستخدمت للحفظ أو يف هذا العمل حاستني زاد استيعابك و فهمك و حفظك له، و إذا معينة، فإذا ا

. استعملت ثالثة حواس زاد، إذا استخدمت أربع زاداقرأ بعينك . احلواس ؟ بعض األخوة يقرءون كما يقولون يقرأ بعينه، هذه تضعف حفظكمكيف نستخد

اآلذان، مث إذا استطعت و هذا ال شك أنه فيه صعوبة و بلسانك، ارفع صوتك يتحرك اللسان وتسمعلكن فيه قوة و متانة وهو أمر الكتابة، إذا حفظت صفحتك فاكتبها ولو على غري الرسم، كتابة لتثبيت

و حنن نعلم شأن . احلفظ ، فإن الكتابة من أقوى ما يثبت احلفظ تثبيتا راسخا ال ينسخ بإذن اهللا عز و جل كتاتيب، و اليت بعض الناس يقول زمن الكتاتيب و طريقة الكتاتيب، وكأنه أمر فيه الكتاتيب اليت تسمى

.ختلف و هو يف حقيقة األمر من أجود و أمنت و أحسن ما ميكن عليه احلفظوأذكر لكم هذه التجارب تعرفوا خاصة يف بالد املغرب العريب ويف بالد أفريقيا الزالوا يف موريتانيا و

أنا ذهبت مرة إىل املغرب و ذهبت إىل بعض املساجد ووجدت الطالب كل . ذه الطريقةغريها الزالوامعه لوحه من اخلشب يكتب عليه، فإذا كتب هذا اللوح يظل يردده حىت حيفظه، مث عندهم هناك سطول

من املاء يغمس فيها لوحه فيه ويكون قد ثبت يف ذهنه، فإذا حمي من لوحه فال خيشى بإذن اهللا عز وجلفالكتابة أيضا أمر مهم ، وهناك مناذج كما قلت عندما ترى أمثال هؤالء الذين . من ذهاب حفظه

اهللا دون ءحيفظون يف الكتاتيب تعجب كأن عندك مسجال، يقول اقرأ من آية كذا ينطلق املسجل ما شاطالب ما يظهر أن خيطئ، بل يف تركيا عندهم مدارس لتحفيظ القرآن على النظام الداخلي، يدخل فيها ال

ألهله إال يف آخر األسبوع ملدة سنتني كاملتني، لكن حيفظ حفظا عجيبا و إن شئت قل أعجب من

1

5

العجيب أوال بأرقام اآليات مبواضيعها بترتيبها، ميكن إذا جئت باآلية ال يأتيك باليت بعدها، بل يأتيك أ لك هذا املوضع و أمته مث جاءك مبوضع باليت قبلها، و ممكن إذا جئته باآلية و قلت أنك تريد نظائرها قر . آخر من سورة أخرى و أمته، يعىن حفظ يف غاية القوة و املتانة

.هذا ما يتعلق باحلفظ

������

1

6

�املراجعة : ثالثا�

القسم الثالث املراجعة، وهي من متام احلفظ، فال حفظ بال مراجعة، و ليس هناك مراجعة أصال من غري . هناك أسس ثالثة قبل أن ندخل يف طريقة املراجعة.حفظ

� األسس � التعاهد الدائم : أوال

ولست كما قلت معنيا بأن نذكر النصوص يف تفلت القرآن و ما أخربنا به نبينا على الصالة السالم رواه مسلم– عقلها يف اإلبل من تفلتا بيده هلو أشد حممد هذا القرآن فوالذي نفس تعاهدوا �

من صدور الرجال من تفصيا فلهو أشد ورمبا قال القرآن املصاحف هذه تعاهدوا �، وقال تعاهدوا القرآن فإنه أشد تفصيا ، إىل غري ذلك من األحاديث لكن أقول رواه أمحد– النعم من عقله

، -17 ﴾ القمر ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكرأن القرآن قال اهللا عز و جل يف وصفه ﴿ لكن جعل من خصائصه أنه سريع التفلت، ملاذا ؟

حكمة من اهللا عز وجل، من أراد أن حيفظ القرآن هكذا ليتباهى به، أو حيفظه ليأخذ به جائزة، فهذا ال قرآن حفظا هللا عز وجل مث ينتفع به يف عبادته و تعليمه و إىل بأس حيفظ مث ينسى، أما من يريد أن حيفظ ال

آخره، فإنه ال بد أن يبقى معه و بقائه معه هو التأثري اإلجيايب العملي السلوكي فإن األمر ليس يتعلق فقط باحلفظ حنن اليوم نركز على هذه املعاين ألننا دف إىل هدف معني نريد طريقة احلفظ أما بقية األمور

.ست يف معزل عن هذافلي ثانيا ال بد من املقدار الكبري

يف دائرة حمدودة إالاملقدار الكبري، من يريد أن يراجع صفحة باليوم هذا ال تعد مراجعة و ال ينتفع ا .جدا استغالل املواسم : ثالثا

1

7

رمضان ويتدارسان يلتقي جربيل يف�مثل موسم رمضان هو موسم املراجعة األكرب، فقد كان النيب القرآن معا يف كل رمضان حىت إذا كان عام يف العام األخري تدارسه معه مرتني، فهذه النوافل جتمع و

.تفيد بإذن اهللا عز و جلأما الطريقة فأحب أن أشري إىل أمر مهم جدا إذا اعتربنا املراجعة هي عبارة عن وقفات و حمطات فأحسب

ظ مخسة أجزاء مث أقف للمراجعة، هذه بالنسبة للتجربة أرى أا كالذي أا ال تفيد، يعىن أمضي ألحفال بد أن تكون املراجعة . حيرث يف املاء، خاصة إذا كانت طريقته يف احلفظ أيضا ليست حمكمة وجيدة

جزءا ال يتجزأ من احلفظ، فكما حتفظ كل يوم تراجع كل يوم، ال تقل يل ليس عندي يف هذه األيام راجعة ستكون يف الشهر القادم أو بعد شهرين، هذا ال سيما يف البدايات ال ميكن أن يثمر مراجعة أو امل

.وال ينفع يف غالب األحوال، ال بد أن تكون املراجعة جزء قصري

� الطريقة � . وميكن أن نشري إىل أمرين مهمني يف مسألة الطريقة

تسميع أربعة صفحات من احلفظ اجلديد : أوال

يعىن يسمع . ميع كل صفحة جديدة ال بد من تسميع أربعة صفحات من احلفظ اجلديد قبلهاعند تسمخس صفحات، يف اليوم التايل ماذا سيصنع، سيحفظ صفحة جديدة سيسمعها و معها أربعة صفحات

من اليت قبلها وستكون صفحة األمس معها، صفحة األمس ستكرر مخس مرات، فهذا أوال جزء املراجعة الذي هو للحفظ اجلديد، حيتاج إىل صيانة باستمرار، مثل أي شيء تترك صيانته يبدأ يتسرب إليه املبدئي

اخللل، إذا أوال مع كل صفحة جديدة يسمع أربع صفحات من اجلديد قبلها، هذا سيجعل الصفحة اجلديدة تسمع مخس مرات، قبل أن ينتقل قبل ذلك إىل صفحة سادسة وسيعيد قبلها أربع فلن تكون

.األوىل منها أن يسمع يف كل يوم عشر صفحات من القدمي : ثانيا

وكما قلت ليس هذا صعبا أو حماال إذا استغل مشيه بسيارته و صالته يف نوافله و قراءته يف نوافله و غري إىل ذلك مما أشرت إليه من مساعه ألشرطة، فيتحقق له ذلك بإذن اهللا دون عناء كبري املهم النية و العزمية

آخر ما ذكرنا يف األسس العامة هذا يضبط لنا األمر خاصة يف البداية، مث ماذا حيصل نتيجة هلذا، يف البداية

1

8

أيه اإلخوة قد يكون مثل هذا األمر فيه بعض الصعوبة أو حيتاج لبعض الوقت، لكن مالذي حيصل بعد صفحة األوىل مثل حفظ هذا أيه األخوة، الذي حيصل الست قد اشترطت عليكم أن تكون حفظ ال

الفاحتة، فإن طبقتم ذلك مث قرأمتوها مخس مرات يف نوافلكم ، مث كانت ضمن الصفحات اخلمس اليت تسمع يف األيام اليت بعدها، فماذا سيكون شأن هذه الصفحة، هل تراك عندما تراجعها ستحتاج إىل جهد

شي و أنت جتلس و أنت تنتظر و أنت تقوم أو إىل عناء، أنت ستتلوها كما تتلو فاحتة الكتاب ، و أنت متو يف وقت من األوقات، إذا ماذا حيصل، املراجعة إذا أتقناها ذه الطريقة تصبح شيئا ال يشكل عبئا و ال

. حيتاج وقتا يف الوقت نفسهفلو تصورت أنك بدأت احلفظ حديثا، فحفظت الصفحة األوىل، مث جئت باليوم التايل و حفظت

ية، و بذلك تسمع الصفحتني معا حىت إذا جئت إىل اليوم اخلامس مسعت الصفحات اخلمس، الصفحة الثانمث إذا جئت إىل اليوم العاشر مسعت العشر، و بذلك متضى إىل اية اجلزء عشرين صفحة، ماذا سيكون،

إىل ستكون الصفحة األوىل قد مرت بك حنوا من ثالثني مره ، فإذا مشيت على هذه الطريقة، إذا جئت اجلزء الثاين و الثالث لن يكون اجلزء صعبا عليك، و لن حتتاج أن تقول إذا البد أن أتوقف اآلن حىت

كثريا ما يصنع ذلك طلبة . أراجع ذلك اجلزء، هذا التوقف و الوقفات الطويلة للمراجعة هي حفظ جديدديد حيفظها مرة ثانيه مث التحفيظ، ميضى مخسة أجزاء مث يقول أقف للمراجعة، ووقفته للمراجعة حفظ ج

.ال حيكمها وميضى مخسة أخرى مث يقول أرجع و هو كما قلت إمنا حيرث يف املاء فلينتبه لذلك

� العوامل املساعدة � :عوامل مساعدة للمراجعة كما قلت، بعضها مما ذكرت

اإلمامة يف الصالة : أوال

.اإلمامة يف الصلوات هذا أمر مهم كما ذكرت سابقا العمل بالتدريس يف جمال التحفيظ : ثانيا

إذا حفظت و أمتمت و ختمت ال شك أن هذا مهم جدا، يعينك كثريا، إذا صرت مدرسا للتحفيظ بعد إرتبط بالقرآن و تسميعه . أن حتفظ، هذا يسمع لك اجلزء األول، و هذا يف اخلامس، وذاك يف العاشر

. كثريا

1

9

تحفيظ االشتراك يف برامج ال: ثالثا عندما تكون منفردا خيتلف الوضع، و لكن عندما تكون مع اثنني أو ثالثة، أو يف حلقة هذا يسمع و هذا

يسمع و هذا يسمع لك و أنت تسمع له سيكون هناك روح من اجلد و قدرة على املواصلة يف هذا .الباب

قيام الليل و القراءة فيه : رابعا

وقد أفاض . املفيدة اليت قل من يأخذ ا إال من رحم اهللا، قيام الليل و اإلفاضة فيهوهو من األمور النافعةالنووي رمحة اهللا عليه يف التبيان يف هذا الباب و كما قلت ال أريد أن نتفرع إىل ذكر الفضائل أو املزايا

فكر إضافة إىل ما يفتح فإن قراءة القرآن يف الليل فيها اهلدوء و السكينة و استحضار القلب و اجتماع ال .اهللا عز و جل به عليك و أنت تعبده و الناس نائمون إىل غري ذلك، هذا أمر واضح جدا

.هذا ما يتعلق باملراجعة

������

2

0

�الروابط و الضوابط : رابعا�

كيف نربط بني اآليات و السور، بعض الناس كثريا ما يشكون من . القسم الرابع الروابط و الضوابطه املشكلة ، خاصة الذين مل يأخذوا ذه الطرق و مل ينتظموا و يستمروا ، يقول أنا أحفظ و عندي هذ

قدرة أن أحفظ يف الليلة الواحدة ما شاء اهللا يل أن أحفظ، لكن املسألة فيها متشاات و هناك أمور ختتلط التفصيالت، احلفظ ال أقول، أوال قبل أن ندخل يف. و السور بعضها البعض، و يسأل عن هذا األمر

احلفظ يعتمد على ما ذكرت من حسن الطريقة . يتعلق بالروابط و الضوابط و حفظ املتشاات و غريهاالصحيحة و من دوام املراجعة املكثفة، ألنه ما املقصود باحلفظ؟ احلفظ أصال هو عملية ذهنية ميكن

تستطيع أن حتفظ ماال تفهم، و ميكن فصلها نظريا عن أي شيء آخر، ميكن فصلها عن الفهم، فأنت .فصلها نظريا عن العمل فأنت تستطيع أن حتفظ ماال تعمل به، وهو عملية ذهنية آلية

مما يذكر يف ترمجة أيب العالء املعري الشاعر، أنه كان وقاد الذهن سريع احلفظ، حىت إنه كان حيفظ أي أمر من احلقوق، فاختلفا إىل من حيكم بينهما، شيء يسمعه، فقيل إنه اختلف روميان بينهما وتصاحيا يف

فقال هلما هذا الذي حيكم هل شهد أحد غريكما حواركما وخصامكما، قالوا ال لكن كان إىل جوارنا فجيء به، قال إين ملا ال أعرف رطنهما - وهو أبو العالء، الذي يسمى رهني احملبسني -رجل أعمى

ل كذا و كذا، مثال كأم اثنني يتكلمان باللغة اإلجنليزية وهذا لكن األول قال كذا و كذا و الثاين قا .حفظ ما قال هذا و ما قال هذا، أما ما هذا الذي قاله ما معناه ال يدري، هو حيفظ

إذا فال تتعلم يف احلفظ أنك تريد أن تنظر إىل الضوابط و املتشاات، و يأخذ بعض األخوة الكتب ما عم ال بأس لكن ليس هو األساس، األساس أن حتفظ ، احلفظ الذي هو التسميع الفرق بني هذه اآلية هذا ن

الذي هو التكرار الذي هو إدمان القراءة و التالوة و التسميع و املراجعة هذا الذي يتحقق به الفرد، هذه سه أمور أخرى الحقه و تابعة و من باب النافلة و الزيادة ليست هي أصال يف هذا و لكنها يف الوقت نف

.معينة ومفيدة و مكملة و متممة فال تعتمد عليها و لكن استأنس االله نزل أحسن وهذه متفرقات حقيقة حول الروابط و الضوابط، هناك متشاات اهللا عز وجل يقول ﴿

، و حنن نعلم أي يف بعض معاين التفسري أنه يشبه بعضه بعضا- 23﴾ الزمر الحديث كتابا متشابها أن هناك آيات مكرره وآيات متشاة ال خيتلف بعضها عن بعض يف حرف واحد وهذا من إعجاز القرآن

2

1

وسعة و دقة معانيه وفيه كالم طويل عند أهل العلم، لكن لنأخذ بعض املالمح يف مسائل املتشاات لعلها تعتمد على كل أحد يف نفسه، فأنت قد أن تعني، إضافة أريد أن أشري إىل أن هذه الروابط و الضوابط

جتعل لنفسك ضابطا ليس يل، فأنا قد أكون قد ضبطت هذه الصفحة أو هذه السورة يف تصور معني .وأنت ضبطتها يف تصور آخر، أي يف ضبط املعىن، أما احلفظ فكله واحد

.من ذلك على سبيل املثال �املنفردات و الوحدات : أوال �

ة لكن واحدة منها كانت بصيغة معينة، تعرفها وهنالك رسالة صغريهذا العنوان، أي هناك آيات متشاوما حىت تعرف أن ما سواها متطابق وهى الوحيدة اليت انفردت بذلك، مثل كما يف قوله عز وجل ﴿

ر اللهيغل ل بهباقي القرآن إما يف هذه يف البقرة لوحدها مع التقدمي به لغري اهللا ويف-173 ﴾ البقرة أه وما أهل ﴾ ، فقط يف البقرة ﴿ وما أهل لغير الله به ﴿115 و يف النحل 145 ويف األنعام 3املائدة

ر اللهيغل ال، هي بعد أن حتفظ خذ هذه العالمة فإذا جئت و . هذه ال تقل يل ستجعلين أحفظ. ﴾بهصالة و غريها القاعدة يف ذهنك فإذا وصلت هلا قدمت به و مضيت وأنت أنت تقرأ يف البقرة يف ال

.مطمئن، ال متشككا هل هذه كذا أو كذا إىل -61﴾ البقرة وضربت عليهم الذلة والمسكنة يف بنو إسرائيل ﴿اليتمن املنفردات أيضا، اآليات

﴾ جتد النبيني يف أكثرهم و وا يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيني ذلك بأنهم كانآخره قوله تعاىل ﴿ ﴾ وحدها، وهكذا جتد املنفردات ميكن أن متيزها ويقتلون الأنبياء ﴿ 112جتدها األنبياء يف آل عمران

. حىت تضبط أو تتم احلفظ و تتقنه بعد حفظك له إن شاء اهللاا مواطن متشاات كثرية بعد أن حتفظ لك أن تصنع الروابط و الضوابط بنفسك، خذ اآليات هناك أيض

.اليت فيها متشاات و ضعها أمام عينيك و اجعل هلا رابطا حبسب ما ترى ﴾ ساجدين إلا إبليس لم يكن من ال، ﴿34 البقرة ﴾إلا إبليس أبى واستكبر أمر إبليس بالسجود ﴿

، ضعها أمامك و ميز بينها بأي متييز تراه يفيدك و يثبت يف ذهنك وليس هناك من شرط 11األعراف .إذا األمر واسع. يف هذا

�مسألة املتشاات و ضبطها يف الكتب : ثانيا �

لك باآلية و هناك كتب قام ا العلماء يف ضبط هذه املتشاات، ما معىن يف ضبطها يعىن أم جاءوا شبيهها يف موضع واحد، ونبهوا أن الفرق بني هذه و هذه هو هذا احلرف أو هذه الكلمة أو هذا التقدمي

2

2

أو هذا التأخري ، إذا يف كوا جمعت بني مكان واحد فهذا يساعدك على أن تستوعبها و أن جتعل هناك ات معلقا على االختالف بينها يف املعاين، فرقا بينها، إضافة إىل أن العلماء صنف بعضهم يف هذه املتشا

فإذا عرفت املعىن ال شك أنه سيثبت لك الفرق بني هذه اآليات و هذه اآلية، على سبيل املثال قد ذكرت عندما تكلمنا على الكتب اليت فيها بيان الختالف " جولة يف املصادر القرآنية" ذلك باملناسبة يف درس

درة و التأويل " و منها " فتح الرمحن يف كشف ما يلتبس من القرآن" شاة منها املعاين بالنسبة لآليات املتإىل غري ذلك مما سأذكر منه اآلن، أقول هذه الكتب عندما تعرف هذه الكلمة و أن هناك " و غرة الترتيل

هنك مشاا هلا ولكن يف اختالف، وهذا االختالف جيء به لغرض هذا املعىن كذا و كذا، هذا يثبت يف ذأضرب مثال، يف قصة زكريا عليه السالم وقصة مرمي يف . الفرق بني هذا و هذا ، و هو أمر مهم جدا

و يف قصة - 40 ﴾ آل عمران قال كذلك الله يفعل ما يشاءسورة آل عمران، يف األوىل قال ﴿ مل قال هناك يفعل و مل قال هنا خيلق، - 47عمران ﴾ آل قال كذلك الله يخلق ما يشاء مرمي قال ﴿

موجودة اللهم كرب السن فألمر ليس مثل قصة مرمي امرأة بال زوج ههناك زكريا الزوج موجود و املر أ﴾ فهنا تستطيع أن تفرق باملعىن بني هذه القصة و تلك القصة فيثبت يف ذهنك أن يخلق ما يشاء قال ﴿

.﴾ وهكذا كذلك الله يخلق ﴿(﴾ و يف قصة مرمي كذلك الله يفعل قصة زكريا فيها ﴿" درة الترتيل و غرة التأويل يف بيان اآليات املتشاات من كتاب اهللا العزيز " هناك كتب كما قلت منها

متشابه " ، و منها لإلمام حممود بن محزة الكرماين " أسرار التكرار يف القرآن " للخطيب الكايف، منها لإلمام الشيخ " منظومة هداية املرتاب وغاية احلفاظ و الطالب " أليب حسني ابن املنادى، و منها " القرآن

.أىب بطر فيها بعض هذه املتشاات .و لنأخذ أمثلة مما قد تضبطه بنفسك و تضع له قاعدة وحدك دون غريك، املسألة واسعة

ولهم عذاب ﴾،﴿ ولهم عذاب عظيم فيها ﴿178، و 177 و 176مثال يف آل عمران يف اآلية يمأل﴿،﴾ هنيم ذابع ملهامجعها يف كلمة عام، العني عظيم، و األلف أليم ، و امليم مهني، تنضبط و ﴾

.معك، فإذا جئت إىل هذه الصفحة انطلقت و أنت مطمئن ال خوف عليك أن ختلط بني هذه و تلك لبئس ما كانوا ﴾ بعده مباشرة ﴿62- لبئس ما كانوا يعملونمثال أيضا آخر، يف املائدة، ﴿

﴾ ، امجعها يف كلمة 79- لبئس ما كانوا يفعلون﴾ بعدها يف الصفحة اليت بعدها ﴿63- يصنعونثالثة فاء يفعلون، أيضا تنضبط معك و تبقى يف عصف، األوىل عني يعملون و الثانية طاء يصنعون و ال

.ذهنك وال إشكال فيها بإذن اهللا عز وجل

2

3

وأرادوا به كيدا فجعلناهم و ﴿-98 ﴾ الصافات فأرادوا به كيدا فجعلناهم الأسفلنيومثال ﴿ رينسالفاء ، نفس كلمة الصافات فيها حرف الفاء فاجعل ميز بينها الصافات فيها-70 ﴾ األنبياء الأخ

فإذا الفاء يف الصافات يف هذا املعىن، و تبقى األنبياء بالواو " األسفلني"، و أيضا فيها فاء يف " أرادواف"فيها .و باألخسرين بدل األسفلني

لقد صرفنا للناس و وهكذا قس على هذا أمورا كثريا تستطيع أن جتعلها على هذا النسق ، و مثل أيضا ﴿ولقد صرفنا في هذا القرآن للناس و قوله عز وجل ﴿ -89 ﴾ اإلسراء في هذا القرآن من كل مثل

و قل ﴿" الناس" األوىل يف اإلسراء فيها حرف السني فقدم ما فيه السني . 54 ﴾ الكهفمن كل مثل

ص لقداس ولنا لفنذا ﴾ ، و الثانية يف الكهف فيها فاء فقدم ما فيه الفاء و قل ﴿ ري ها ففنرص لقدو .﴾القرآن للناس

لهوا ولعباالذين اتخذوا دينهم وهكذا ضوابط معينه ممكن أن تستفيد منها، أيضا تقدمي اللهو و اللعب ﴿هتغرا ويناة الديالح ا إلا ، ﴿51﴾ األعراف ميناة الديالح هذا هموبلعو و64﴾ العنكبوت له-

" .و قدم اللهو على اللعب يف األعراف قل و العنكبوت يرضى فيه"قال أحدهم ضابطا هلا " الرجفة مع الدار " ا مثل هناك أيض. يعىن أي بيت أي كلمات تضبطها بعض احلروف أي شيء من هذا

) فأخذم الصيحة ( سيكون الكالم يف دارهم، ) فأخذم الرجفة ( قاعدة عامه " الصيحة مع الديار" و .وهكذا ستجد أنواعا كثرية يف هذا اجلانب. سيكون الكالم يف ديارهم

�فهم املعاين و تأملها : ثالثا �

أيه األخوة األحبة، مثال موضوع السورة، خاصة السور غري مما يساعد على الربط و الضبط أيضا، كيفبدأ اهللا عز و جل مثال . السور الطوال، موضوعها قد يساعدك على أن تتصور التدرج يف هذا املوضوع

يف سورة الرعد يف اآليات اليت يف السماوات من عظيم خلقه مث اآليات اليت فيها األرض مث بعد ذلك انتقل من هذه اآليات و أم كفروا باهللا عز و جل مث انتقل إىل إقرار آخر يف علم اهللا عز إىل موقف الكفار

وجل، يعين ميكن إذا قرأت ما يعرف مبقاصد السور أن تتصور هذه السورة مبقاطعها و أجزائها فتعينك .على تصور تسلسلها

، سورة كاملة إذا بعض السور أيضا يعينك أا القصص الطويلة، القصص الطويلة مثل قصة يوسفعرفت القصة و تسلسلها طبعا لن تقفز من حدث إىل حدث و تأيت بآيات قبل احلدث األول، إذا كنت

و قلت القصص الطويلة مثل قصة يوسف و قصة موسى يف بعض . تعرف القصة و عرفت مضامينها

2

4

ثل السور اليت فيها قصص املواقع ميكن تصور القصة أن يعني على الربط بني آياا ويعني ذلك أيضا يف ملعدد أو لكثري من الرسل و األنبياء مثل قصة هود و قصة األعراف و األنبياء، حاول أن تعرف أو أن

فاعرفها حىت . تكتب قصص األنبياء مرتبة، نذكر مثال يف األعراف قصة نوح مث عاد مث صاحل مث إىل آخرهبعده النيب الثاين فتبدأ بوقفة حتتاج إىل دفعه، فاجعل إذا انتهيت من قصة النيب األول وأنت تقرأ عرفت أن

.دفعتك ذاتية دون أن حتتاج إىل من يدفعك أو من يلقنكأيضا األجزاء و األرباع أيها األخوة و السور، مبدأ السورة، مطلع اجلزء، بداية احلزب أو الربع، مهم جدا

األول يف البقرة طبعا سيكون حمفوظ، فيه فأنت جتعل لكل ربع مضمونه، مثال أن تقول الربع . و يوفيهقصة آدم و املالئكة، الربع الثاين قصة بين إسرائيل و فرعون، الربع الثالث قصة البقرة، جتعل لكل ربع

مثال تصورا معينا أو مضمونا معينا جتعله حاضرا يف ذهنك هذا الربط باملعىن و فيه صعوبة لكنه يف الغالب . من هذا الربطمع املراس يتولد عندك شيئ

� الربط العام: رابعا �

الضبط املقصود، الرابع و األخري الربط العام، أن نربط اآليات بطريقة احلفظ اليت ذكرناها، و نربط السور و األجزاء و نعرف ترتيب السور و ترتيب األجزاء و مطالعها هذا يتم كذلك بالطريقة اليت أشرنا إليها يف

احلفظ و يف املراجعة

������

2

5

�اختالفات و فروق : خامسا�

ال شك أن الذي ذكرناه قواعد . أخريا النقطة اخلامسة من نقاط الدرس وهي الفروقات و االختالفاتعامة و أن الناس يتفاوتون يف السن و يف احلفظ و يف سعة الوقت و يف القدرة على االحتمال وحنو ذلك،

نين قد ذكرت ما أحسب أنه يصلح للجميع، و لذلك كان بعض األخوة هذا كله وارد يف هذا الباب، لكيتصور أن الدرس سيكون عن حلقات التحفيظ و الطالب يف التحفيظ و القدر الذي يأخذه يف احللقة و

.كذا، قد جنعل هذا جزءا من حديث الدرس القادم إن شاء اهللا تعاىل حبثا جمردا ألي أحد كبريا كان أو صغريا، موظفا و قد أردت أن يكون التركيز يف هذا على معىن احلس

أو طالبا حبلقة أو بغري حلقة، منفردا أو مع جمموعه، ميكن أن يفيده مما ذكرت من هذه املعلومات و .لكنين أيضا أقول هلذه الفروقات جوانب منها. الطرق و املالمح السريعة اليت أشرت عليها

�السن : أوال �

كالنقش يف احلجر، فاحفظ و أنت صغري إن استطعت، أما إذا كنت قد كربت فلن احلفظ يف الصغرتستطيع أن تصغر نفسك، لكن عوض ذلك يف أبنائك، و انتفع م إن شاء اهللا، و احلفظ يف الصغر كما

قلت حفظ لذات احلفظ أو ملضمون احلفظ، لن أقول للصغري متشاات ألنه ال يدرك هذا املعىن، لن ن أشرح له معاين اآليات و تفسريها هو سيحفظ حفظا و يرسم رمسا، هذا احلفظ هو احلفظ أستطيع أ

القوي املتني، كما حيصل اآلن مثال يف دراسات املعاهد اإلسالمية على املناهج القدمية خاصة األزهر و ائية مث أربع هم عندهم على النظام القدمي أربع سنوات ابتد-غريه، حيفظون يف األزهر يف االبتدائية

حيفظون يف االبتدائية أربع سنوات ألفية ابن مالك، كل سنة حيفظون مئتني و مخسني -سنوات متوسط بيت حيفظها الطالب ال يفهم منها شيئا و ال يعقل منها شيئا، فإذا دخل املتوسط كان املنهج املقرر شرح

.ألفية ابن مالكل التربويون، ألن التربويون احلقيقيون ال يقولون هذا، أن ال تقل يل يف مسألة احلفظ ما يقوله ال أقو

احلفظ مسألة غري تربوية و بعض الناس يقول ملاذا نرهق أبنائنا باحلفظ يف املدارس االبتدائية، و أحدهم كتب يف إحدى اجلرائد قائال من قال لكم إن السور القصرية سهلة احلفظ، يقول بعض السور القصرية

2

6

ولقد يسرنا حفظه، طبعا هو يتحدث عن نفسه و اهللا أعلم، أما اهللا عز و جل قال ﴿ من أصعب ما ميكن .17 ﴾ القمر القرآن للذكر فهل من مدكر

فاحلفظ هو األساس يف العلم، ليس وحده و لكن هو األساس يف املدخل، تريد أن تفهم، كيف تفهم ماال ، !تريد أن تدلل، كيف تدلل على ماال حتفظ ! كيف تستشهد مبا ال حتفظ تريد أن تستشهد،!. حتفظ

إىل آخر ذلك احلفظ أمر أساسي و ال بد منه، إذا أول شيء يف الفروق و االختالفات مسألة السن .فاحرص على هذا الشيء

�األوقات و الشواغل : ثانيا �

اختر الوقت الصايف، الذي فيه صفاء من وجهني، .، مبعىن أنك ال تنصرف به عن شيء الكوادر و الشواغلأوال صفاء

، ال جتمع معه شيء غريه، ال حتفظ و أنت تريد احلفظ، حتفظ ثانيا أن يكون صافيا خالصا لفترة احلفظاجعل حفظك صافيا يف وقته . ال تفعل ذلك أبدا.... و تأكل، حتفظ و جتيب على التلفون حتفظ و

ذا الوقت، وهذه األوقات تتفاوت بني الناس لكن أفضل وقتني فيما للحفظ و بعيدا عن الشواغل يف ه .يرى و اهللا أعلم يف الواقع يف حياة الناس، قبل النوم و بعد الفجر

قبل النوم لن يكون عندك أحد و لن يأتيك أحد، و إن كان الناس كثري منهم تعودوا على اإلزعاج و غري .يضا أهدئها و أعوا على احلفظو بعد الفجر أ. ذلك، و لكنه أهدى األوقات

� الربجمة: ثالثا�

األمر الثالث الناس تكون يف أشغاهلم و وظائفهم و لكن هناك أمر ال بد منه الربجمة، ما يكون عندك من أمر له أمهية ضعه يف برناجمك، كما أنه ال تتصور أن ميضي يومك دون أن تصلي الفرائض اخلمس، أو أن

نام، أو دون أن تأكل، أو عند بعض الناس دون أن يفعل شيئا من األشياء اليت ميضي يومك دون أن تتعودها، فاجعل أنه ال ميضي وقتك و يومك إال و فيه يف الربنامج جزء ووقت هلذا األمر، يقل أو يكثر ليس مهما لكنه ال بد أن يثبت، يقل و يقصر نعم لكن ال يزول بل يثبت، و هكذا سنجد هذا واضحا

.بيناوأخريا أذكر بعض األمور الواقعية، فليس هذا الكالم نظريا، و ال خياليا بل هو واقعي يف أعظم سور

.الواقعية، و أذكر لكم بعض األمثلة من املعاصرين و القدماء

2

7

، ذكر عن أحد املترمجني من القراء أنه حفظ القرآن يف معرفة القراء الكبارأما القدماء فقد ذكر الذهيب يف نني يعين يف اخلامسة، قال ومجع القراءات يف العاشرة، قال و هذا قل يف الزمان مثله، و هذا حيصل سن س

. هذه األمور واضحةو يقع و جتد و احلمد هللاالشيخ الدوسري عليه رمحة اهللا، يف ترمجته املطبوعة يف كتاب ترمجة حياة الشيخ الدوسري، قال و

.الناس و أغلقت علي مكتيب و مل أكن أخرج إال للصالةحفظت القرآن يف شهرين، اعتزلت فيها و أنا أذكر لكم قصة رجل أعرفه و هو ال يزال موجودا بيننا أختم به الدرس، هذا شاب أصله من

السودان كان والده يدرس يف أمريكا وولد هو يف أمريكا، فصار مستحقا للجنسية األمريكية، ودرس خذ املاجستري يف اهلندسة و شرع أيضا يف مرحلة الدكتوراه، و كان يف هناك املرحلة األوىل اجلامعية و أ

املسجد أو املركز اإلسالمي الذي هو فيه بعض إخواننا ممن يسكنون معنا يف هذا احلي وهو ممن حيفظ أكثر القرآن و جيوده و قراءته مجيلة، فكان يؤم فيهم بالصالة، فلفت نظره، يقول ما كنت قد مسعت

هذه اجلودة و احلالوة، مث سألت فقيل أن هذا حيفظ عشرين أو مخسة و عشرين، ففكرت أنا قراءه مبثل مسلم و ال أحفظ القرآن و أحسن قراءة القرآن، فعزمت أن أحفظه، فماذا صنع، أوقف دراسته و أخذ

و إجازة، و جاء إىل اململكة متفرغا للحفظ، يقول يريد أن حيفظ و أن يتعلم بعض األمور من احلديثبعض العلوم اإلسالمية، وجاء إيل مرسال من هذا األخ الذي هو جار لنا فوجدت عنده مهة و عزمية

عالية، فذهب إىل مكة يف احلرم متفرغا و للترتيب مع بعض املدرسني لعلهم أيضا أعانوه يف ذلك، فأمت هلذه يف احلرم و ميكث فيه احلفظ يف مئة يوم يعىن ثالثة أشهر و عشرة أيام يف احلرم، أغلب وقته متفرغا

الوقت الطويل، مث جاء إىل هنا مرة أخرى فطلب أن يلتحق مبدرس أو حمفظ حىت يراجع و يسمع اخلتمة عشر و عشرين مرة، فأحلقته بأحد حلقات واحد من املدرسني اجليدين و مبدرس آخر للتجويد فهو اآلن

إال هلذا و ما فرغ وقته إال هلذا و ما قطع يسمع وهو مواظب و منتظم ال يغيب يوما واحدا، و ما جاء .إذا املسألة إن شاء اهللا بالنية و العزمية و اهللا يبارك ويوفق و يعني. دراسته إال هلذا

������

2

8