في رحاب القران

175
ي س مدر ل ا ي ق ت مد ح م د ي س ل له ا ل ا ه ي ا ن را لق ا رحاب ي! ف م ي ح ر ل ا ن م ح ر ل له ا ل م ا س ب دمه ق م ل اه0 ل ل ا ق0 ل! ح ر ي! 0 خ ي عللام0 س ل وا لاة ص ل وا ن مي ل عا ل ا له رب ل مد ح ل ا. ن ي ر هلطا ا نH ي يH ي لط له ا مد وا ح م ن ي ع م حL ا دم ا ا! 00 ون بL ى ا لا00 ع ته00 ل ل ا ق00 ل! خ ب ه ريW 00 ش لب ا ولادة00 ل ى ل وL لا ا ة] 00 حظ ل ل اa د! 00 ي م! ض ح ب م ل، ه ريW 00000 ش لب ا اة 00000 ي ح ن م ة] 00000 حظ ل ر! 00000 خ ى ا لf م، والا00000 س ل ه ا 00000 ي ل ع1

Transcript of في رحاب القران

Page 1: في رحاب القران

آية الله السيد محمد تقي المدرسي

في رحاب القرآن

بسم الله الرحمن الرحيم

المقدمة

الحمد لله رب العالمين والصالة والسالم على خ��ير خل��ق الل��ه أجمعين محم��د وآل��ه الطي��بين

الطاهرين. منذ اللحظة األولى لوالدة البشرية بخلق الل��ه تعالى أبونا آدم عليه الس��الم، وإلى آخ��ر لحظ��ة من حي��اة البش��رية، لم يحض اإلنس��ان بكت��اب أشرف وأفضل من الق��رآن الك��ريم، وأن��ه قم��ة

الكتب التي قرأها ويقرأها اإلنسان. إنه كت��اب الل��ه، وخ��اتم الرس��االت الس��ماوية،G لكل شيء، ولم يخصص��ه وقد جعله الله تفصيال لجماع��ة دون غيره��ا، ب��ل جعل��ه كت��اب الجمي��ع،

G لهم ذكره. ميسرا ومن عظم��ة الق��رآن أن��ه لم يكن كت��اب علم خاص، أو موضوع محدد، بل هو كت��اب اإلنس��ان والمجتم���ع والحض���ارة، وه���و كت���اب التش���ريع والحكم، وهو كت��اب االقتص��اد والسياس��ة، وه��وكتاب العقائد واالخالق..وبكلمة أنه كتاب الحياة.

1

Page 2: في رحاب القران

وأك��ثر من ذل��ك إن آيات��ه البين��ات لم تح��ددها معاني الكلمات، ولم تؤطرها عق��ول العب��اقرة.. بل هي كالشمس تشرق كل يوم لتلبس الك��ون حلة جديدة من أشعتها الذهبية. فكل م��رة تق��رأ الق��رآن تلمس في��ه مع��اني جدي��دة، وتكتش��ف

G لم تكن قد خطرت على بالك من قبل. آفاقا إنه كتاب حي ال يج��رء الم��وت االق��تراب من��ه، ألنه كتاب الحي القيوم ال��ذي ال تأخ��ذه س��نة وال

نوم. من هن��ا يتأك��د علين��ا أن نعي قيم��ة الق��رآن الك��ريم، ونعظم ق��دره في واقعن��ا، ونهتم ب��ه ونستفيد منه في صياغة شخص��ياتنا وبن��اء امتن��ا

على غرار مناهجه وتوصياته. ويجدر بنا أن ال نتوانى في ه��ذا الطري��ق، ألن��ه يضمن لنا الحياة الطيب��ة في ال��دنيا والنج��اة من

النار والفوز بالجنة في اآلخرة. ه��ذه الحق��ائق وغيره��ا فيم��ا يتعل��ق ب��القرآن، وج��دناها في جمل��ة أح��اديث س��ماحة آي��ة الل��ه الس��يد محم��د تقي المدرس��ي، وال��تي س��جلها للبث التلفزيوني في جمهورية إيران اإلس��المية.G في تعميم فائ��دتها، G ألهميته��ا، ورج��اءا ونظ��را عم���دنا إلى إع���دادها في كت���اب س���ميناه )في رحاب القرآن( راجين من الله تع��الى أن يتقبل��ه

منا بقبول حسن إنه ولي التوفيق.

القسمالثقافي

2

Page 3: في رحاب القران

مكتب آي����ة الل����هالسيد محمد تقي المدرسي

/رمضان/5 ه� 1421

3

Page 4: في رحاب القران

القرآن في الحديث

"فضل قال رسول الله صل الله عليه وآل���ه: الق!!رآن على س!!ائر الكالم كفض!!ل الل!!ه

(.1 )على خلقه" قال أمير المؤم��نين علي بن أبي ط��الب علي��ه

"أفضل الذكر الق!!رآن ب!!ه تش!!رحالسالم: (.2 )الصدور، وتستنير السرائر"

"ال قال رس��ول الل��ه ص��لى الل��ه علي��ه وآل��ه: (. 3 )يعذب الله قلبا5 وعى القرآن"

قال أمير المؤم��نين علي بن أبي ط��الب علي��ه "الل!!!ه الل!!!ه في الق!!!رآن، الالس����الم:

(. 4)يسبقكم بالعمل به غيركم" "من قال رسول الله ص��لى الل��ه علي��ه وآل��ه:

أراد علم األولين واآلخ!!!!!رين فليق!!!!!رأ(. 5)القرآن"

.19، ص89) ( بحار االنوار، ج167، ص8) ( ميزان الحكمة، ج2.7، ص1) ( تفسير البرهان، ج3 47)( نهج البالغة، كتاب 473، ص8)( ميزان الحكمة، ج5

4

Page 5: في رحاب القران

قال أمير المؤم��نين علي بن أبي ط��الب علي��ه " وتعلم!!وا الق!!رآن فإن!!ه أحس!!نالس��الم:

الحديث، وتفقهوا فيه فإنه ربيع القلوب واستشفوا بن!وره فإن!ه ش!فاء الص!دور،

(.6)وأحسنوا تالوته فإنه أنفع القصص" ق��ال رس��ول الل��ه ص��لى الل��ه علي��ه وآل��ه:

(.7)"خياركم من تعلم القرآن وعلمه" " ينبغي قال اإلم��ام الص��ادق علي��ه الس��الم:

للمؤمن أن ال يموت حتى يتعلم الق!!رآن(.8)أو أن يكون في تعلمه"

قال أمير المؤم��نين علي بن أبي ط��الب علي��ه(.9)"لقاح اإليمان تالوة القرآن"السالم:

ق��ال اإلم��ام الحس��ن بن علي علي��ه الس��الم: "من قرأ القرآن ك!انت ل!ه دع!وة مجاب!ة

(.10 )إما معجلة وإما مؤجلة" "ثالث!!ة ق��ال اإلم��ام الص��ادق علي��ه الس��الم:

يشكون إلى الله عز وجل مس!!جد خ!!راب ال يصلي في!!ه أهل!!ه، وع!!الم بين جه!!ال، ومصحف معلق ق!!د وق!!ع علي!!ه الغب!!ار ال

(.11)يقرأ فيه" "إن قال رسول الل��ه ص��لى الل��ه علي��ه وآل��ه:

أردتم عيش الس!!عداء وم!!وت الش!!هداء، والنج!!اة ي!!وم الحس!!رة، والظ!!ل ي!!وم

. 110)( نهج البالغة ، خطبة رقم 6. 19، ص89)( بحار األنوار، ج7 186، ص98)( موسوعة الفقه، ج8. 81، ص8)( ميزان الحكمة، ج9

. 204، ص89)( بحار األنوار، ج10. 212، ص98)( موسوعة الفقه، ج11

5

Page 6: في رحاب القران

الحرور، والهدى يوم الض!!اللة، فادرس!!وا القرآن، فإنه كالم الرحم!!ان، وح!!رز من

(.12)الشيطان ورجحان في الميزان" "أال قال رسول الل��ه ص��لى الل��ه علي��ه وآل��ه:

من تعلم القرآن وعلZمه وعمل بم!!ا في!!ه فأن!!ا ل!!ه س!!ائق إلى الجن!!ة، ودلي!!ل إلى

(.13)الجنة" "ما قال رسول الل��ه ص��لى الل��ه علي��ه وآل��ه:

من رجل علم ولده القرآن إال ت!!وج الل!!ه أبويه يوم القيام!!ة بت!!اج المل!!ك، وكس!!يا

(.14)حلتين لم ير الناس مثلهما"

. 74، ص8)( ميزان الحكمة، ج12. 75، ص8)( ميزان الحكمة، ج13.187، ص98) ( موسوعة الفقه، ج14

6

Page 7: في رحاب القران

الفصل األول

آفاق قرآنيةنحن والقرآن

aول a!!قbي cه d!!يbدbى يbلbع aمcالeالظ fضbعbي bمdوbي bو ا b!!يال5 * يcب b!!س cول a!!س eالر bع b!!م aتdذ bخeي اتcنbتdيbالbي dد b!!قbيال5 * لcل bن!!ا5 خbال aف dذ c!!خeتb يdلbتbى لbيdتbنcي لbمd أ bو bان b!!كbي وcنbآء b!!ج dذcإ bد d!!عbب cرdكlال!!ذ cنbي عcنeل b!!ضbأ bال b!!!قbوال5 * وaذ b!!!خ cان b!!!نسcإلcل aانbطdي e!!!الش ذbا b!!وا هaذ b!!خeي اتcمdو b!!ق eنcإ lب bا ر b!!ي aول a!!س eالر lل a!!كcا ل b!!نdلbع bج bكcلbذ b!!كbورا5 * و a!!ج dهbم bانbء dر a!!قdال bك l!!ب bرcى ب bفbكbو bين cمcر dج!!! aمdال bنcا5 م Zوaد b!!ع oيcبbن bالdو b!!وا ل aر b!!فbك bينcذeال bال bقbيرا5 * و cصbن bيا5 وcاد bه bكcلbذ b!!ة5 كbد c!!احbة5 و b!!ل dم aج aانbء dر a!!قdال cهdيbلbع bل lزaن

تcيال dرbت aاهbنdلeت bر bو bكbادbؤ aف cهcب bتlبbثaنcل5( 15 ) في عص��ر العولم��ة، حيث تق��ترب المس��افات وتته��اوى الح��واجز ويتح��ول الع��الم إلى قري��ة صغيرة ويتقدم العلم في عصر كهذا ه��ل نحت��اح -نحن- بع��د الى الق��رآن الك��ريم؟ ولم��اذا؟ وأين موق��ع الق��رآن في ه��ذا العص��ر؟ وه��ل إذا م��ا تمسكنا بكتاب الله فاتنا قطار التق��دم وأص��بحنا

خارج دائرة الزمن؟! إن الجواب على جميع هذه األس��ئلة يع��ود إلى حقيق��ة نظ��رة اإلنس��ان إلى اإلنس��ان، ألنن��ا إذا عرفن��ا حقيق��ة ه��ذا المخل��وق س��هل علين��ا ح��ل

.32-27) ( الفرقان / 15

7

Page 8: في رحاب القران

معظم المشاكل العالق��ة، أو على األق��ل يتيس��رلنا معرفة حلول األزمات الراهنة.

في��ا ت��رى م��ا ه��و اإلنس��ان؟ ه��ل ه��و ش��هوات ومخاوف وشكوك أم هو أبع��د من ذل��ك؟ وقب��ل كل شيء؛ ترى من له الح��ق األول في تعري��ف

شخصية ووجود اإلنسان؟ إنه الخالق دون شك؛ إذ هو األعرف بمن وبما خلق، ال س��واه. فه��و -الخ��الق- القائ��ل بأن��ه ق��دم��ه خلق اإلنسان في أحسن تقويم، وأنه ق��د كر} على سائر مخلوقاته، وعليه ينبغي أن ننظر إلى هذا المخلوق نظرة ملؤها اإلحترام، ألنه ص��نيعة

الله رب او الوجود فاإلنسان أبع��د من أن يك��ون مج��رد ش��هوة أو مخ��اوف أو ش��كوك، ول��و ك��ان ك��ذلك لم��ا ث��ار

الثائرون، ولما سقطت عروش الطغاة. وه���ذا اإلنس���ان ال���ذي يح���اول ذوو الهيمن���ة والسلطان النيل من مكانته، هو ال��ذي نفخ في��ه الله من روحه وأسجد له المالئكة، فك��انت تل��كالنفخة عبارة عن القيم التي صنعت الحضارات. والي���وم حيث ت���تراكم في الع���الم ال���ثروات والشهوات، يحاول رج��ال الس��لطة وفي بل��دان مع��دودة إزاح��ة اإلنس��ان من ط��ريقهم لتحقي��ق مصالحهم، في هذا الي��وم يك��ون اإلنس��ان أش��د

حاجة إلى القيم والروح والنفحة اإللهية. ففي عص�����ر العولم�����ة واإلعالم والم�����ال والص���واريخ وال���ذرة… نحن بحاج���ة إلى ذل���ك اإلنس��ان المتوك��ل على الل��ه، المعتص��م بحبل��ه.

8

Page 9: في رحاب القران

إلى اإلنسان الذي يصرخ بوجه الكفر واإلره��ابG: ال إله إال الله. واإلستعباد قائال

لقد تحدى المجاه��دون طغي��ان الق��وة والحق��د بإيم���انهم وروحهم ال���تي أودعه���ا الل���ه فيهم،G كم��ا تح��دى اإلم��ام وتح��دوهم بق��رأنهم، تمام��ا الحسين علي��ه الس��الم الطغي��ان األم��وي العتي��د

بالقرآن وبالرسول وباإليمان. وباألمس القريب رأينا فتي�ة لبن�ان المجاه�دين ق��د ط��ردوا ع��دوهم الص��هيوني من أراض��يهم؛ ليس بإمكان����اتهم أو ق����وتهم أو إعالمهم ق����د

طردوهم، وإنما باإليمان والروح والقرآن. كذلك اإلنسان الفلسطيني حينما أعلن جه��اده المشبع بروح الق�رآن ض�د الغاص�بين الص�هاينة، وه��و ال يمل��ك الق��وة أو ال��دعم الع��المي، تج��د الص��هاينة الي��وم ال يس��عهم مواجهت��ه رغم م��ا يملكون من وسائل قمع وتنكيل، وهذا يع��ني أنG، وأن ال��ذي يحكم ه��و وراء هذه المقاومة روح��ا الل��ه "هنال��ك الوالي��ة لل��ه الح��ق" وسيخس��ر

المبطلون أينما كانوا. باألمس كان الرج��ل يعطي الم��ال، وه��و م��ال المس�����لمين ، له�����ذا أو ذاك من المرتزق�����ةG واألفاكين ليبتدعوا له األحاديث وفق رغبته وتبعا لمصلحته، فينشرها بين المسلمين ع��بر المن��ابر لكن الي���وم تغ���يرت الوس���ائل وتك���اثر جم���ع}ين، فهن��اك اإلن��ترنت والوس��ائل الخبيث��ة المض��ل واألس��اليب الم��اكرة والمغري��ة؛ في ه��ذا الي��وم

9

Page 10: في رحاب القران

يحتاج اإلنسان إلى القرآن الكريم وه��دي الن��بيوأهل بيته عليهم السالم.

وإن مث�ل ه�ذه الحاج�ة الماس�ة يمكن تأمينه�اعبر الوسائل التالية:

االولى: بن��اء القواع��د الفكري��ة للجي��ل الجدي��د في مجتمعن���ا المس���لم على أس���اس الق���رآن،G G، وذل��ك ب��دءا G ط��اهرا G قرآني��ا لنضمن له مس��تقبال من نعوم��ة أظف��ار ه��ذا الجي��ل، ع��بر تحفي��ظ األطفال اآليات الكريمة وشرحها لهم بالطريق��ة العلمي���ة المناس���بة. وه���ذا األم���ر بحاج���ة إلى مؤسس��ات أو معاه��د وروض��ات خاص��ة، أو أي ش��يء� من ه��ذا القبي��ل، ليك��ون عق��ل الطف��ل

G بكالم الله. المسلم مستأنسا الثاني��ة: إقن��اع مؤسس��ات التربي��ة في بل��دانناG لمناهجه��ا على أن تجعل القرآن وعلومه محورا الدراس���ية. وذل���ك لمواجه���ة ودحض األفك���ار الجاهلية التي دسها الغربيون وأعداء ال��دين في

العقل المسلم. الثالثة: ع��ودة الح��وزات العلمي��ة إلى محوري��ة الق��رآن الك��ريم في دراس��اتها ومناهجه��ا، ونب��ذ اإلهتمام بفلسفة ارسطو وأفالطون وابن عربي التي ال نجد له��ا أي��ة عالق��ة بكالم خالقن��ا. إذ أن ه��ذه الفلس��فة وغيره��ا ع��اجزة عن منح الحي��اة لإلنس����ان، على العكس من حكم����ة الق����رآن وعلمه. وعلى ه��ذا يتأك��د على رج��ال الح��وزات العلمي��ة أن يأخ��ذوا فقههم وت��اريخهم وحكمتهم من القرآن، ألن الله ق��د أك��د لن��ا أن في��ه تبي��ان

10

Page 11: في رحاب القران

لكل ش��يء�. ول��ذا ف��إن عليهم ص��رف جه��ودهم كله���ا لتوطي���د العالق���ة وتعميم اإلس���تفادة من الق��رآن، ب��ل يجب أن يك��ون ه��دفهم األول في ه��ذا المج��ال ه��و تخ��ريج جي��ل م��ؤمن ع��الم بالقرآن، ثم يؤكدوا عليه بذل كل جه��وده لنش��ر هذا العلم المقدس في صفوف المجتم��ع، ح��تى يكون الن��اس قرآن��يين في عقائ��دهم وتقالي��دهم وع��اداتهم وأعم��الهم، لئال يك��ون ه��ذا الق��رآنG كما هو علي��ه اآلن، حيث ن��رى الجاهلي��ة مهجورا القديمة والجاهلية الحديثة ق��د تظافرت��ا للقض�اءG على ما تبقى من حس قرآني بين الناس. نهائيا

القرآن كتاب الجميع

نcم dتbل lصaف eمaث aهaاتbايbء dتbمcك dحaا vابbتcالر ك wيرcب bخ wيمcك bح dنaدeل(16)

على الرغم من تط��ور البش��رية ع��بر العص��ور على صعيد العلم واالدراك والوعي وغ��ير ذل��ك، إال أن الق��رآن الك��ريم ق��د أنزل��ه الل��ه تب��ارك وتع��الى لك��ل الن��اس وفي ك��ل العص��ور. وه��ذه الحقيق��ة الس��اطعة تعت��بر معج��زة من مع��اجز القرآن الك��برى، حيث أن من طبيعت��ه مخاطب��ة ك��ل إنس��ان، مهم��ا تف��اوت مس��توى اس��تيعابه واختل��ف زمان��ه, ألن الق��رآن كت��اب في��ه ظ��اهر وب��اطن، ولباطن��ه بط��ون وكلم��ا تض��اعف علم

المرء ومعرفته، كلما تعمق في القرآن أكثر.. 1)( هود/16

11

Page 12: في رحاب القران

ففي ال���وقت ال���ذي يفهم اإلنس���ان الس���اذج،G G ومع��نىG معين��ا البسيط من النص القرآني شيئاG إلى ذلك G مضافا نجد العالم والمثقف يفهم شيئا وهك���ذا تتف���اوت درج���ات االس���تنباط حس���ب مس��تويات الن��اس، ب��ل ح��تى ل��و ك��ان اإلنس��انG، أو كان في مس��توى اإلم��ام الرض��ا علي��ه عالما السالم، وهو عالم آل محمد، وه��و ال��ذي علم��ه من علم الل��ه س��بحانه وتع��الى؛ ح��تى ل��و ك��انG من عل��وم كذلك، فإن الله يفتح له كل يوم باب��ا القرآن. وهذا المعنى قد صرح به اإلم��ام الرض��ا

عليه السالم نفسه في حديث شريف له. إن الق����رآن الك����ريم ال����ذي في����ه المحكم والمتشابه ، يتحول متشابهه إلى محكم بالنسبة لمن توص��ل إلي��ه، وم��ا لم يتوص��ل إلي��ه يظ��ل

.G G بالنسبة له أيضا متشابها ولهذا كانت قاعدة العمل ب��المحكم والتس��ليم للمتشابه قاعدة مهمة للغاية في إطار التعام��ل مع القرآن، إذ أن المتتبع لآلي��ات القرآني��ة كلم��ا�حكم ل��ه G، كلما ا عمل بالمحكم وسار فيه شوطا المتشابه، وتيسر له فهمه ووعي��ه، أي أن كت��اب

الله يوضح نفسه بنفسه.G لك��ل ومن ه��ذه الزاوي��ة، ك��ان الق��رآن كتاب��ا الناس ولكل العصور وال��دهور، وك��ل ف��رد منهمG كم��ا يستفيد منه حسب مستواه وموقعه؛ تماما الغيث ي���نزل من الس���ماء، حيث تس���يل من���ه األودية بقدرها، فالوادي الواحد يستوعب بقدره

12

Page 13: في رحاب القران

هو ال بقدر الغيث، الذي يستطيع اس��تيعاب ك��لاالمكنة.

G ذا مرونة� فائق��ة، ولما كان القرآن الكريم كتابا فإنه قد سلب من اإلنسان أعذاره الواهية ال��تي قد يرفع عقيرته بها فيهجر القرآن ب��داعي ع��دمG، أو إيكال ذلك للعلماء والمفسرين فهمه له مثال

والمثقفين فقط.G. ف��القرآن كت��اب الجمي��ع، ن��ازل من عن��د كال خ��الق الجمي��ع. ويبقى من لم يفهم ه��ذا النصG بإرجاعه إلى أه��ل ال��ذكر القرآني أو ذاك ملزما من العلم��اء والمختص��ين فهم وكالء الل��ه علىG �سلوب يمثل منهجا شرح كتابه لآلخرين. وهذا األG قد أمر به الق�رآن قب�ل غ�يره، ألن�ه كفي�ل رائعاG بحفظ منزلت��ه الرباني��ة من جه��ة، وكفي��ل أيض��ا�خ��رى بتعميم الفائ��دة على الجمي��ع من جه��ة أ فيكون عبر ذلك كما النهر ، يغ��رف الن��اس من��ه حسب حاجاتهم ومقدار ما يس��توعبونه، دون أن يعني أن ذلك النه��ر يمكن اختص��اره في إنس��ان واحد منهم، ودون أن يعني أن هذا اإلنسان غ��ير

.G قادر على االستفادة من النهر شيئا

القرآن منهاج عمل

بمجرد أن يشتري اإلنسان بضاعة معين��ة فإن��ه يطالب ويبحث عن كت��اب� يش��رح ل��ه بالتفص��يل الكافي كيفية االستفادة أو تشغيل هذه البضاعة

والمحافظة عليها.

13

Page 14: في رحاب القران

ا الل��ه العليم الحكيم حينم��ا خل��ق الوج��ود أم��}G، علمهم G مبارك��ا والحياة فقد أرسل للناس كتاب��ا فيه كيفية التعامل مع الوج��ود والحي��اة، وش��رح لهم فيه سنن الحياة وس��بل الس��الم فيه��ا، وق��د

سم}ى هذا الكتاب بالقرآن. فالقرآن ه��و كت��اب الل��ه المكت��وب والمق��روء، والخليقة كله��ا عب��ارة عن كت��اب الل��ه المخل��وق

والكتابان ينطبقان على بعضهما كل اإلنطباق. فمن أراد معرفة الحياة والطبيعة، يجدر به أن

يقرأ القرآن ويستضيء به. أم���ا ال���ذين يق���رؤون الق���رآن وراء األب���واب المغلق��ة، دونم��ا ينظ��رون إلى م��ا يحي��ط بهم،

فإنهم عاجزون عن االستفادة من هذا القرآن. وال����ذين يخوض����ون في الطبيع����ة والحي����اة لمعرفتها وفهمها من دون كت��اب وه��دىG ودلي��ل

وبصيرة قرآنية، فهم بدورهم لن يعرفوها. إنم���ا يع���رف الحي���اة من يقرأه���ا ويمارس���ها ويعايش��ها ض��من كت��اب الل��ه ال��ذي ال يض��ل وال ينسى، كتاب فيه تفصيل كل شيء بما للكلم��ة

.Gمن معنى فإذا أراد اإلنس��ان أن يعيش في الحي��اة بن��ور، فليستنر بالقرآن، ولينظر ما هو قائل ل��ه ، ف��إن فيه الشرح الوافي لطبيع��ة اإلنس��ان والمجتم��ع وتط��ورات الحي��اة، وفي��ه اإلجاب��ات الوافي��ة عنG نواميس الكون والهدف من خلقته، وفي��ه أيض��ا اإلجاب�����ة عن الس�����ر وراء تط�����ورات األمم والحض��ارات وعل��ل دماره��ا.. ك��ل ذل��ك يج��ده

14

Page 15: في رحاب القران

اإلنسان في القرآن، وما عليه -والحال ه��ذه- إالG على الطبيعة. G صحيحا أن يطبق اآليات تطبيقا

وال يغيب عن��ا أن الق��رآن كم��ا الش��مس إن تشرق على كل يوم جديد. ل��ذا نج��د إن الق��رآن لم ي��نزل على إنس��ان دون غ��يره، أو أم��ة دون سواها، بل أنزله الله للبشرية كافة، وهو يج��ري

فيمن يأتي كما جرى فيمن مضى. فلنق��رأ الق��رآن ولنط}ب��ق آيات��ه على أنفس��نا وعلى الن��اس والح��وادث والمش��اكل والح��االت النفس��ية، ح��تى نع��رف الق��رآن بش��كل أفض��ل،

وحتى نعرف الحياة بصورة أدق. وق��راءة الق��رآن دونم��ا تط��بيق، أو ممارس��ةG للق��رآن، } هج��را الحي��اة دونم��ا ق��رآن، ليس إال

G للحياة. وليس إال تضييعا

القرآن كتاب حكمة

من صفات القرآن الك��ريم ان��ه كت��اب حكم��ة، ولذلك ج��اءت تس��ميته ب� )الق��رآن الحكيم(، ألن

فيه حكمة الحياة. فاإلنسان ال��ذي يري��د أن يض��من الس��عادة في ال��دنيا واآلخ��رة الب��د ان يتمت��ع بالحكم��ة؛ أي أن يع���رف كي���ف يعيش ومن أين ج���اء وإلى أين يذهب وما هي سنن الحياة التي تعني الق��وانين واألنظمة التي وضعها الله تب��ارك وتع��الى له��ذه الحي��اة وال��تي من خالله��ا يس��تطيع اإلنس��ان أن يعيش الحياة الطيبة. ولذلك فقد أوضح الق��رآن

15

Page 16: في رحاب القران

الحكيم سنن الحياة، وهي الحقائق الكبرى التي ليس من الس��هل على اإلنس��ان أن يس��توعبها، ألن عقله وفكره محدودان. ثم أن جميع الن��اس ليسوا على مس��توى واح��د من ال��وعي والفهم، بل هم على درجات ومس��تويات مختلف��ة ل��ذلك ف��إن من العجيب أن ك��ل الن��اس -على اختالف مستوياتهم الفكري��ة- ينتفع��ون من الق��رآن ك��ل

حسب مستواه. فتجد في القمة رس��ول الل��ه ص��لى الل��ه علي��ه وآله واألئمة المعصومين عليهم السالم يقرؤونG، بينم��ا أبس��ط القرآن، ويزدادون بقراءت��ه علم��ا

G ينتفع بتالوته القرآن بحدوده. الناس أيضار في تلك الشمولية، األمث��ال ال��تي يك��ثر والس} ذكرها في القرآن، وال��تي تق��وم ب��دور الوس��يط بين الحقائق الكبرى والحقائق الجزئية، أي إنه��اG بين اإلنسان وبين الحق��ائق ول��ذلك تكون جسرا فالب��د لمن يق��را الق��رآن ويت��دبر في آيات��ه أن يتأمل تل��ك األمث��ال ، ثم يطبقه��ا على الحق��ائق

المتعلقة بها. وال يغيب عن��ا أن االمث��ال تق��وم ب��دور ايض��احالحقيقة، وتقريبها للفهم، وبالتالي عدم نسيانها. ومن خالل فهم األمثل������ة القرآني������ة، وفهم الحقائق المتصلة بها يستطيع اإلنسان ان يك��ون

،G آءa وbمbنحكيم��ا b!!شbن يbم bة b!!مdك cحdي الcت dؤ a!!ي 5 يdرا5 كbثcيرا bخ bيcوتaا dد bق bف bة bمdك cحdال bتdؤaي

القرآن سبيل الهداية

16

Page 17: في رحاب القران

bر bصdبb مbنd أ bف dمaكlب bن رcم aرcآئ bصbم بaكbآء bج dد bق dا b!!!نb آ أ b!!!مbا و c!!!هdيbلbع bف bيcمbع dنbمbو cه c!!!س dفbنcل bف

wيظ cف bحcب dمaكdيbلbع( 17) يبدأ ابن آدم حياته عديم التجربة، ويعيش فيها ظلمات الجهل والغفل��ة، إذ العم��ر قص��ير وغيبد ق��ائم الحياة أكثر من شهودها فهي مزيج معق��}

�سس ال يعرف المرء الكثير منها. على أG ل��ذلك، أص��بح ابن آدم بحاج��ة إلى من ووفق��ا يهديه إلى سنن الحياة وطبيعتها وأنظمتها ال��تي تتحكم في��ه وفي الخالئ��ق من حول��ه، وبحاج��ةG إلى من يعلم�ه كيفي�ة التعام�ل م�ع النفس أيضا

والمحيط واآلخرين. أن الق��رآن ه��و ذل��ك اله��دى والمعلم والن��ور والبصيرة ومنهج التفكير السليم، وه��و المعرف��ة والحقيقة. صحيح أن الن��اس ومن دون اس��تثارة عقولهم، ومن دون بل��ورة وج��دانهم ، ومن دون أدائهم ميثاقهم، وبالتالي من دون تفعيل اجه��زة الرؤي��ة والمعرف��ة في انفس��هم، يعج��زون عنG ان االس��تفادة من الق��رآن ولكن الص��حيح أيض��ا من دون القرآن وهداه وبصائره وعلمه وتذكرته

.G وتزكيته، عاجزون عن االهتداء سبيالآئcرa يقول الكتاب المجي��د : b!!صbم بaكbآء b!!ج dد bق

dمaكlب bن رcمأي ما يعرف ابن آدم كيفية الحياة السعيدة وكيفي��ة العيش بس��الم وأمن، لتحقي��ق

التطلعات والطموحات.

. 104)( االنعام/ 17

17

Page 18: في رحاب القران

فالبصيرة هي م��ا يبص��ر ب��ه اإلنس��ان، وم��ا ب��هيعبر إلى الحقيقة.

ه c!س dفbنcل bف bر bصdبb مbنd أ bفcإن ه��ذه البص��ائر ليس�ت مفروض�ة علي�ك، وإنم�ا هي فرص�ة ل�ك فإذا اردتها استطعت االستفادة منها، واعتماده��ا

G لحياتك. منهجا إذن ؛ فهي كلها فائدة لإلنسان ذاته قبل غيره.

ا cهdيbلbع bف bيcمbع dنbمbو إذ النت��ائج العكس��ية س���وف ت���ترتب على من اع���رض عن البص���ر والبصيرة ثم إن الله أورس��وله ليس��ا مس��ؤولين عما يخت��اره اإلنس��ان لنفس��ه، وإنم��ا المس��ؤول األول واألخ��ير ه��و اإلنس��ان نفس��ه، حيث يق��ول

bنbاd عbلbيdكaمd بوكيلتعالى: آ أ bمbو. فه��ذا الق��رآن وه��ذه بص�ائره ومعارف��ه متاح��ة للناس في ك��ل وقت وفي ك��ل مك��ان لينتهج��وا مناهج��ه، ويس��تفيدوا من رؤاه وليكش��فوا به��ا غيب الحي��اة، ويص��لوا إلى الس��عادة في دني��اهموآخرتهم وليس عليهم من وكيل فيما يختارونه.

القرآن يهدي للتي هي أقوم aمbو d!!قbأ bيcي هcتeلcي لcد dهbي bانbء dر aقdا الbذ bه eنcإ

bون a!!!!ل bمdعbي bينcذ e!!!!ال bينcن cمdؤ a!!!!مdال aر l!!!!شbبaي bو را5 كbبcيرا5 dجbأ dم aهbل eنbا cات bحcال eالص(18)

.9)( االسراء/ 18

18

Page 19: في رحاب القران

من يعش في الظالم يعج���������ز عن أن يحلم ب���النور، ومن يض���طر نفس���ه إلى العيش في

الحفر فإنه ال يفهم أي معنىG للقمم. إن هذه الحياة التي نعيشها ليست هي الحي��اة الحقيقي��ة، إذ الحي��اة ال��تي أراد الل��ه لن��ا أطيب بكث���ير وأس���مى بكث���ير، ولكنن���ا تعودن���ا على االس��تمرار في ه��ذا الع��ذاب، واس��تطبنا الظالم

والعيش في المآسي واآلالم. لقد بشرنا الله سبحانه وتع��الى بحي��اة فاض��لة وكريمة، حياة ملؤه�ا الخ�ير والمع�روف واألم�ل والرحمة والبرك��ة… في��ا ت��رى أين تل��ك الحي��اة، وما هي الفاصلة التي تبعدنا عنها، وكيف نقط��ع

ونلغي هذه الفاصلة؟ قبل كل شيء البد من معرفة أن الل��ه تب��ارك اس��مه ق��د خل��ق الن��اس ل��يرحمهم، وليعيش��وا سعداء في الدنيا ف��ائزين في اآلخ��رة. وم��ا ه��ذا الفساد الذي نجده ق��د مأل األرض بالتأكي��د ليس من الله عز وج��ل، إذ أن الل��ه الخ��الق ق��د ق��ال

كb بcظbالeمw لcلdعbبcي!!دc عن نفسه: f!!ب bا ر bمbوكم��ا :G رcقال أيضا d!!حbبdال bو lر b!!بdي الcف aاد bس bفdال bر bهbظ

cbاس e!!ي النcد d!!يb بbتd أ b!!سbا ك b!!مcبفه��ذا الفس��اد الع��ريض المستش��ري في ك��ل بع��د� من أبع��اد حياتن��ا، إنم��ا ه��و بس��بب انحرافن��ا وابتعادن��ا عن جادة الحق وعن الص��راط المس��تقيم ال��ذي ه��و

طريق الله. وليس أمامن���ا -في إط���ار الع���ودة الى ذل���ك الطري��ق الح��ق- س��وى االهت��داء به��دي الق��رآن

19

Page 20: في رحاب القران

الكريم، ال��ذي ه��و الحب��ل المتص��ل بين الس��ماء واالرض، وه��و الوس��يلة بين خ��الق الس��ماوات

واألرض رب العالمين وبين عباده المخلوقين. إن االص��ل في مش��اكلنا وأزماتن��ا يتلخص في أم��رين أساس��يين: هم��ا االنح��راف الفك��ري، واالنحراف السلوكي والقرآن الكريم إنما أنزل��ه الخ���الق تع���الى، ليع���الج ه���ذين االنح���رافين

األخطرين. أم��ا االنح��راف والض��اللة الفكري��ة فيعالج��ه الكتاب الكريم بنوره وهداه وحكمته وض��يائه، إذ هو الفرق��ان ال��ذي يمكن ب��ه التمي��يز بين الح��ق

والباطل. إنن��ا الي��وم نتع��رض لهجم��ات ثقافي��ة شرس��ة متنوع����ة، حيث ال نك����اد نتخلص من هجم����ة} وتواجهن��ا هجم��ات جدي��دة أخ��رى ش��يطانية إال ونحن بين هذه وتلك نتعرض لألمواج المتالحق��ة من اإلعالم الغربي المادي؛ اإلعالم الذي يه��دفG ألص��حاب الم��ال قط��ع ج��ذورنا وتحويلن��ا عبي��دا والق���وة ال���ذين هيمن���وا على مق���درات األرض

بالباطل. وهذه الثقافة المادية، وه��ذا اإلعالم المس��موم الذي يأتين��ا كقط��ع اللي��ل المظلم، يض��غط على أفكارن���ا وثقافتن���ا، فال يس���مح لن���ا ب���التفكيرG G متالحق��ا �ص��د}ر لن��ا قوي��ا المس��تقل. ذل��ك ألن��ه يG بآخر التقنيات وأحدث الخ��برات G، مزودا مزخرفا الشيطانية، لغرض أداء مهمته في الت��أثير فين��ا،G منا -كما هو طابع��ه المقيت- ك��ل عقالني��ة سالبا

20

Page 21: في رحاب القران

وحقانية، باعتباره مجرد مصالح وأه��واء وأفك��ارمنمقة.

ومن خالل ال���رؤى القرآني���ة نس���تطيع رؤي���ة الحي����اة والنظ����ر إلى مافيه����ا من ح����وادث ومتغ��يرات، ومن خالل فرق��ان ربن��ا نم��يز بين الحق والباطل، فقد نس��تمع الى نش��رة� خبري��ة،G، أو نجلس إلى G تليفزيوني���ا أو نش���اهد برنامج���اG، ولكن صفحة انترنيت، أو نقرأ ص��حيفة أو كتاب��ا ما يهدينا إلى الحق من ذلك هو العق��ل الرش��يد المؤي��د بن��ور الق��رآن الك��ريم وبص��ائره وه��داهG الى أن كت��اب وضيائه وموازينه وفرقان��ه، نظ��را الل����ه من ش����أنه أن يعطي القيم الص����حيحة، والم��يزان الح��ق ال��ذي يط��رد ويزه��ق الباط��ل،ه لن���ا الظلم فيعرفن���ا الع���دل والح���ق، ويك���ر}

والباطل. أم��ا االنح��راف الس��لوكي والفس��اد األخالقي، وه��و األص��ل الث��اني ال��ذي ترج��ع إلي��ه أزماتن��ا الحض���ارية والتأريخي���ة، فه���و اآلخ���ر الب���د من معالجته عبر العودة إلى م��ا يلقي��ه علين��ا كت��اب

الله تبارك وتعالى من مسؤوليات. أقول: إن الجيل الصاعد في مجتمعنا المس��لمG يتع��رض في ال��وقت الحاض��ر إلى ابش��ع عموما المخطط��ات الش��يطانية ، ووس��ائل ذل��ك هي شبكات نشر الدعارة والمخدرات. ومع شبكات الدعارة ت��أتي م��ا ت��أتي من االم��راض الجنس��يةG لم نعهده من الفتاكة، التي بدأت تنتشر انتشاراG ي��أتي تفك��ك قبل، وم��ع ش��بكات ال��دعارة ايض��ا

21

Page 22: في رحاب القران

�س���رة ن وانتش���ار وتص���اعد نس���بة الطالق، األ وهبوط معدالت الزواج، وسوء التربي��ة وتحطيمG أن من يخطط لنش��ر اإلنسان ككائن كريم علما الفساد في المجتمع المسلم يمل��ك من وس��ائل اإلغ��راء والخ��داع والمك��ر… في حين نج��د أن اإلنس��ان المستض��عف في ه��ذا المجتم��ع -ك��أنG في مقتبل العمر- يفتقر إلى الثقاف��ة يكون شابا الرص��ينة واألرض��ية اإليماني��ة الكافي��ة ف��تراه يتعرض لهذه الهجم��ة األخالقي��ة الشرس��ة ال��تي تف���وق حجم قدرت���ه وتحمل���ه ورك���ائز تص���ديهG. ولكن��ه لن ينتهي G فش��يئا ومقاومته، فينهار شيئا} ويص��اب G، إال من هذا االنهيار المخطط ل��ه س��لفاG ب��األمراض -ك�أن تك��ون ه��ذه األم�راض أمراض�اG بانفصام الشخصية والعج�ز جنسية- ويبتلى أيضا عن بن��اء األس��رة الس��ليمة، ويس��لب الثق��ة من

الجميع. ولنا أن نتس��اءل عن ذنب مث��ل هك��ذا إنس��ان، مزقت����ه أني����اب تلكم الش����بكات؛ الش����بكات الش���يطانية ال���تي تمل���ك الم���ال والعالق���ات واإلمكانات المادية المتنوعة، لتسويق م��ا تص��بو إلى نشره. فيا ترى ماذا اع��ددنا لمقاوم��ة ه��ذه الش����بكات، ولتحص����ين جيلن����ا الص����اعد دون الس��قوط في أحض��ان الرذيل��ة واالنح��راف؟ أو� لس���نا مس���ؤولين عن تحقي���ق ذل���ك ألنفس���نا

وألوالدنا؟ والجواب على ذلك كله ليس سوى كلمة نعم؛ البد من العودة إلى القرآن الك��ريم، وأن نعي��ده

22

Page 23: في رحاب القران

ليك��ون الح��اكم المطل��ق ح��تى على تفاص��يل حياتنا، ألنه األمان والسالم والمتك��أ ال��ذي ينبغي�تمس��ك ب��ه. ومن االعتماد علي��ه والحب��ل ال��ذي ي يمل���ك الق���رآن لن ينه���ار أم���ام ال���دعايات واإلغراءات بكاف��ة أنواعه��ا… إذ الحي��اة الطيب��ة الكريم��ة والمرفه��ة ليس��ت ه��ذه ال��تي نعيش��هاG، باعتب��ار أنه��ا نت��اج الفك��ر المنح��رف مطلق��ا والرغب��ة الش��يطانية، في حين أن كت��اب الل��ه يأمرن��ا بغ��ير م��ا ن��راه من ض��ياع وظالم وم��وت

ممو}ه. ثم إلى ج��انب الق��رآن هن��اك س��فينة النج��اة؛ أعني أهل البيت عليهم الصالة والس��الم، ال��ذينر ألنهم -بص��راحة �فس��} بهم ينط��ق كت��اب الل��ه وي بالغ��ة- التجس��يد العملي األكم��ل للق��رآن، فهم والقرآن صنوان كما قال رسول الله صلى الل��ه

" إني تارك فيكم الثقلين؛ م!!اعليه وآل��ه: إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي؛ كت!!اب الل!!ه وع!!ترتي أه!!ل بي!!تي، فإنهم!!ا لن

( فمن19 )يفترق!ا ح!تى ي!ردا عليe الح!وض" دون التمس���ك بأه���ل ال���بيت عليهم الس���الم ال يمكن التمس���ك ب���القرآن، ومن دون االهت���داء بهدى أهل البيت عليهم السالم ال يمكن االهتداء

بالقرآن.

القرآن كتاب إنقاذ

.399، ص47) ( بحار االنوار، ج19

23

Page 24: في رحاب القران

b ال dو b!!وا لaال b!!قbا5 لZي cم bجdعbانا5 أbء dر aق aاهbنdلbع bج dوbل bو bو a!!ه dل a!!بي{ ق bر b!!عbي{ وcم bجdعdb لbتd ءbايbاتaهa ءbا lصaف bال bينcذ e!!ال bو vآء bف c!!شbد5ى و a!!وا ه a!!ن bامbء bينcذ e!!لcل dم cهdيbلbع bو a!!هbو vر d!!قbو dم cهcانbاذbي ءcف bون a!!ن cمdؤaي

wيدcعbب wانbك eن مcم bنdوbادbنaي bكcئbل dوaمى5 أbع (20)

يفاجأ المرء خالل حياته بمشاكل وصعوبات لم تكن في توقعاته وحساباته، وقد يصطدم ببعضG، فتتح��داه بعض��ها األزمات التي ال يعرف لها حال وتقع��ده. هنال��ك يك��ون بمس��يس الحاج��ة إلى بص��يرة يتس��لح به��ا إلنق��اذ نفس��ه أو من يهم��هأمرهم، ليتوصل إلى طرق الحل وسبل النجاة.

فمن أين تأتيه البصيرة المرجو}ة؟ان إنه��ا تأتي��ه من كت��اب خالق��ه ال��رؤوف الحن��}

ولكن كيف؟! إن الكث��ير من الن��اس يعرف��ون وج��ود اله��دى والنور والبص��ائر في الق��رآن الحكيم، ويعرف��ونG بين دفتي��ه، ولكنهم أن حل��ول مش��اكلهم جميع��ا عن���د المواجه���ة يعج���زون عن اس���تنباطها أو االستفادة منها. فيا ترى هل ثم� طري��ق ووس��يلة

لحل هذه األزمة الخطيرة؟ الج��واب: إنم��ا يك��ون ذل��ك بالمزي��د من تالوةG G يتس��نى بحف��ظ آيات��ه حفظ��ا القرآن، وربما أيضاG ألنك إذا حفظت آي��ة من الكت��اب، وواجهت جيدا مشكلة ما فإنها سترتسم أمامك وكأنه��ا إض��اءة وإشارة إلى الطريق الص��حيح والح��ل الص��ائب. وق���د وردت أح���اديث كث���يرة تؤك���د أهمي���ة

.44)( فصلت 20

24

Page 25: في رحاب القران

واستحباب حفظ القرآن، منها ما روي عن علي "عليك ب!!القرآن،بن الحسين علي��ه الس��الم:

فإن الله خلق الجنة بي!!ده لبن!!ة من ذهب ولبنة من فضة، وجعل مالطه!!ا المس!ك، وترابها الزعف!!ران ، وحص!!باءها اللؤل!!ؤ، وجعل درجاته!!ا على ق!!در آي!!ات الق!!رآن فمن قرأ القرآن يقال ل!!ه: اق!!رأ وارق، ومن دخل منهم الجنة لم يكن في الجنة أعلى درج!!!!ة من!!!!ه، م!!!!ا خال الن!!!!بيون

( حيث تتم���ايز ال���درجات21 )والص!!!ديقون" وتتفاضل المنازل، ويرى اإلنس��ان أن بين درج��ة�خرى من درجات الجن��ة مس��يرة خمس مائ��ة وا ع���ام، او كم���ا الفاص���لة بين الس���ماء واألرض فحينما يقرأ آية واحدة يرقأ درجة واح��دة، ول��كG لكل الق��رآن، فكم أن تتصور أن لو كنت حافظا درج��ة س��تطويها في مس��يرك إلى موقع��ك في

الجنة األبدية؟ بلى؛ إن قراءة القرآن المستمرة وحفظ آياته، يعتبران من أهم برامج حياة اإلنسان، وال س��يما بالنسبة إلى الشبيبة واألش��بال واألطف��ال. وإني ألوصي نفسي وكاف��ة اآلب��اء باالهتم��ام بتحفي��ظ األوالد آيات القرآن منذ سنينهم المبكرة ، وحبذا ل����و ب����دأنا معهم من ع����امهم الث����الث، حيث يشرعون في االستيعاب. فما أحلى وأس��مى أن تمتلئ ذاكرتهم بحكم��ة الل��ه وقرآن��ه، لي��دخروها

ألوقات حاجاتهم..133، ص8) ( بحار االنوار، ج21

25

Page 26: في رحاب القران

} أن يرتلوا آيات الذكر أما الكبار؛ فما عليهم إال الحكيم باس���تمرار؛ أي في ك���ل وقت وس���عهم ذلك، وباألخص في أوقات الصالة وعن��د الفج��ر،

.G فإن قرآن الفجر كان مشهودا

القرآن كتاب دعوة وانطالق

كيف استطاع القرآن الكريم ان يحرك العرب الج��اهليين في ب��دء نزول��ه ويص��نع منهم أم��ة واحدة ال تغيب عن بالدها الشمس، فكانت أم��ة عظيمة مقتدرة؟ وال اتصو}ر أن أم��ة مثيل��ة ألم��ة االسالم ق��د ج��اءت أو س��تجيء بحجمه��ا وبحجم

حضارتها. وهل نستطيع ونحن على أعتاب القرن الواحد والعشرين -حيث مضى على ن��زول كت��اب الل��هG من ال��زمن -أن نج��دد حوالي خمسة عشر قرنا

التجربة ونعود إلى تلك األمجاد؟! قبل كل ش��يء؛ الب��د من التأك��د من أن كت��اب الله كتاب دعوة وانطالق فالقرآن من ش��أنه أنع والنم��و، فق��د يخلق في اإلنسان قابلي��ة التوس��} يص��بح اإلنس��ان الواح��د ل��دى التزام��ه بتع��اليمر طاقات��ه G لم��دى تفج��} السماء أمة بمفرده، وفقا

وإعمال قدرته على العطاء.}ى منه��ا: أن��ه يصنع القرآن كل ذلك بطرق� ش��تG فكرية وروحية ال تع��د وال يفتح أمام أتباعه آفاقا تحص��ى ، حيث يؤك��د ل��ه أن��ه ق��د خ�ل��ق ليك��ون

26

Page 27: في رحاب القران

، وليك��ون ض��يفه جليس الرب في مقع��د ص��دق� المك��رم في جن��ة عرض��ها الس��موات واألرض،G في G وملك��ا G وس��يدا وأنه إنما خلق ليكون س��عيدا الدنيا واآلخرة. ومنها؛ أن��ه يوض��ح لهم ان أجلهم في األرض محدود، وأن الفرصة المتاحة ل��ديهم ال تع���و}ض، وأن���ه مس���ؤول عن التوفي���ق بين وج���ودهم في الحي���اة وبين االل���تزام بتع���اليم الس��ماء، ليحقق��وا وليثبت��وا ج��دارتهم في أنهم

المخلوقين األرقى من بين سائر المخلوقات. وهك��ذا يفج��ر الق��رآن طاق��ات اإلنس��ان ح��تىG في الدنيا واآلخرة، ويصنع G وملكا يصنع منه سيدا منه داعي��ةG إلى تط��بيق آيات��ه، وإلى ش��اهد� على عصره، وإلى إنس��ان متع��دد الج��وانب واآلف��اق،

G على الفتح والفوز. مقتدرا وما حقق ألصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله التقدم والتطور بين األمم، هو ت��دبرهم في

اآليات القرآنية حتى تفجرت طاقاتهم. وعلى هذا فإن القرآن كتاب عمل وفاعلية، ودعوة وانطالق ونحن إذا عدنا للقرآن عادت

.إلينا امجادنا وحضارتنا ومدينتنا وتفوقنا

القرآن أساس النهضة

aمbو dقbأ bيcي هcتeلcي لcد dهbي bانbء dر aقdا الbذ bه eنcإ bون a!!!!ل bمdعbي bينcذ e!!!!ال bينcن cمdؤ a!!!!مdال aر l!!!!شbبaي bو eنbا bيرا5 * و c!!!بbرا5 ك d!!!جbأ dم aهbل eنbا cات bحcال e!!!الص

27

Page 28: في رحاب القران

dم aهbا لbنdد b!!تdعbأ cة bر cخbاال c!!ب bون a!!ن cمdؤaي bال bينcذ e!!ال bلcيما5 ( 22)عbذbابا5 أ

بم��اذا نهض��ت األم��ة اإلس��المية ل��دى انطالقته��ا األولى؟ وكيف انهارت عروش الطغاة أمام ذلك

المد الجارف؟ ال ريب أن قيادة النبي األعظم صلى الله عليهG في ذلك، بل ح��تى وآله كان لها األثر الكبير جدا ان سيرته الشريفة ال يزال يتلمسها المس��لمون في الوقت الراهن. فمالحم اإلسالم األولى التي حققتها القيادة النبوية، ال تزال ذات فائدة كبرى

بالنسبة للنهضة اإلسالمية على مر} العصور. ولكن أساس نهضة المس��لمين -بم��ا في ذل��ك قيادة الرسول وحكمته ودرايته وشجاعته- ك��انG على حكم��ة الق��رآن الك��ريم. فه��و ال��ذي قائم��ا يه��دي لل��تي هي أق��وم؛ بمع��نى أن��ه يفتح أم��ام اتباع��ه ومحبي��ه الطري��ق الق��ريب والمباش��ر

واآلمن نحو ما يريدون تحقيقه من غايات. فهذه اآلية المتقدمة الذكر من سورة اإلس��راء نزلت بعد استعراض حال��ة ب��ني إس��رائيل، حيث تن��اوبت فيهم وعليهم ح��االت التق��دم وال��تراجعG إي��اهم والصعود والهب��وط ثم ق��ال ربن��ا مخاطب��ا

نتaمdومجم����ل أف����راد البش����رية: b!!!سdحbأ dنcإ dمaك cس aألنف dمaنت bسdحbأ( 23ثم بعد ذلك ج��اءت ،)

دcي لcلeتcياآلية القائلة: d!!هbي bانbء dر aقdا الbذ bه eنcإ abوم dقbأ bيcه..

. 10-9)( االسراء / 22. 7)( االسراء /23

28

Page 29: في رحاب القران

فكيف نحسن ألنفسنا، ونعلوا وننهض ب��القرآنالكريم؟

يجد المؤمن بالكتاب المجيد ان في��ه خ��بر من كان قبله، وفيه الحكم والحكمة والقول الفصل، وفيه الحديث عن المستقبل، فيعرف أن�ه كت�اب

فتح ونهضة وانطالق. فمن ق��رأ الق��رآن ليعم��ل ب��ه ويحم��ل رايت��ه، ويقتحم الصعاب ويتحدى المشاكل ويبلغ الذروة ويحقق االه��داف الس��امية؛ من ق��رأه على ه��ذا االساس وجد فيه بغيته وهدف��ه، حيث يت��بين ل��ه الطريق الصحيح في وضوح مطلق، ألن��ه حينم��ا

يقرأه يجد في نفسه واقعين مثيرين، وهما:G على نفسه، ولو ك��ان األول: أنه سيصبح مؤثرا به خصاصة وحاجة فهو سيتعرف في كتاب الل��ه على أهداف� أوسع بدرجات من أه��داف ال��ذات، وس��يعرف أن اإليث��ار قط��ار التق��دم ووس��يلة

النهضة اإلنسانية. الث��اني: أن��ه س��يعيش حال��ة األم��ة الواح��دة، والوحدة مع اآلخرين؛ ألن األنسان حينم��ا يح��رر نفسه من قي��ود زنزانته��ا، س��ينطلق في رح��اب األم��ة الواح��دة، ف��تراه يتعلم في ه��ذا الواق��ع الجدي���د الص���فات المثلى كالحيوي���ة والعط���اء

واإلحسان والحركة الهادفة. وإنما كان القرآن يهدي لل��تي هي أق��وم، ألن��ه يبين ألتباعه السنن اإللهية، التي تحرض��هم على التطل��ع والهدفي��ة نح��و الخ��ير. إذ أن م��ا يحوي��ه القرآن من سنن إلهي��ة من قبي��ل س��نة العط��اء

29

Page 30: في رحاب القران

والش��هادة في س��بيل الل��ه والوح��دة والتع��اون}ة النظم والعم���ل على ال���بر والتق���وى، وس���ن�سس واض��حة، وس��نة االس��تقامة الدؤوب على أ على الطري��ق.. ك��ل ذل��ك في��ه التح��ريض على الع���ودة إلى االص���ول التاريخي���ة واالجتماعي���ة واإلنسانية الصحيحة. ولهذا ك��انت إرادة النهض��ة بحاج���ة إلى ق���راءة الق���رآن الك���ريم ق���راءة

"جديدة".

القرآن سبيلنا إلى الرقي

وا a!!ونaكbتcطا5 ل b!!سbة5 و eمaا dمaاكbنdلbع bج bكcلbذbكbو aول a!!س eالر bون a!!كbي bو cاس e!!ى النbلbع bآءbد bه a!!ش ةb الeتcي b!!لdب cقdا ال b!!نdلbع bا ج b!!مbيدا5 و cه b!!ش dمaكdيbلbع bول a!!س eالر aع c!!بeتbن يbم bمbلdعbنcل eالcآ إ b!!هdيbلbع bتdنaك dتbان b!!!!!ن كcوإ cه d!!!!!يbب cقbى عbلbع aبcل bقdنbي dنeمcم bان b!ا ك bمbو aهZى اللbدbه bينcذeى الbلbع eالcة5 إ bيرcبbكbل

cاس e!!النcب bه Z!!الل eنcإ dمaكbان b!!يمcإ bيع c!!ضaيcل aه Z!!الل vيم cح bر vوفaaرءbل( 24)

لق���د جمعت رس���الة اإلس���الم ش���تات أم���ة، فصنعت منها الحضارة األقوى في الع��الم. فق��د كان العرب قبل اإلس��الم يعيش��ون في من��اطق متن��اثرة من أرض الجزي��رة العربي��ة وأطرافه��ا، فحولهم الرسول األكرم ص��لى الل��ه علي��ه وآل��هG إلى أم��ة ش��اهدة على في م��دة قياس��ية ج��دا

الناس بالقسط والعدل.

. 143)( البقرة/ 24

30

Page 31: في رحاب القران

ف�القرآن الك��ريم يفج�ر في اإلنس�ان طاقات�ه، ويلملم ش��تات البش��رية تحت راي��ة واح��دة، ال س��يما وأن��ه كت��اب حي� ينبض بالفاعلي��ة وال��روح

إلى يوم القيامة. فالله س��بحانه وتع��الى وع��د اإلنس��ان ب��الثواب وتوع}ده بالعقاب؛ بمعنى أن الخالق المتع��ال لم يخلق اإلنسان ليفنى، وأنه لم يجعل ح��دوده في} وس��يلة من ال��دنيا، إذ ه��ذه األخ��يرة ليس��ت إال وسائل بني البشر، ليرقوا بها إلى م��ا ه��و أعلى

وأرقى. وحينما يفتح الق��رآن مث��ل ه��ذا األف��ق الواس��ع أم��ام اإلنس��ان، فإن��ه يبعث في��ه ال��روح والع��زم واإلرادة، ثم إن���ه ي���دعوه إلى الجه���اد، ه���ذه الفريضة المقدسة ال��تي ال تع��ني القت��ال فق��ط، بل هي تعني ب��ذل المزي��د من الجه��د في كاف��ة من��احي الحي��اة؛ فهي تع��ني اإلنف��اق واإلحس��ان والعط��اء والتغلب على ه��وى النفس ووس��اوس الش��يطان. لغ��رض التح��رر من اله��وى الش��رير

وقيود الباطل. إن المؤم��نين -وع��بر ه��ذه البص��يرة اإللهي��ة-G واس��عة وأن عليهم سيعلمون أن أم��امهم آفاق��اG أن أجلهم محدود في أن يبلغوها، ويعلمون أيضا ه��ذه ال��دنيا، وبالت��الي ف��إنهم سيض��غطون على أنفسهم م��ا اس��تطاعوا ح��تى يفج��روا طاق��اتهم المودعة فيهم من قبل الله فيص��لوا إلى مع��دن

الحكمة والتطور ورضا خالقهم عنهم.

31

Page 32: في رحاب القران

إن الصفة األساس��ية التب��اع الق��رآن تكمن في أنهم ال يسمحون ألن تكون أعم��ارهم ض��حية أو هب����اءG، ف����تراهم ال يستس����لمون لله����واجس�م��ور، والوس��اوس والله��و واللعب وتفاه��ات األ وهم في تطل�����ع دائم إلى األس�����مى واالرقى واألحسن من الوجود سواء على صعيد ال��دنيا أو

اآلخرة. إن من الفالس����فة من دع����ا إلى أن يص����نع اإلنسان الطبيعة، ولكن كت��اب الل�ه دع��ا إلى أن يصوغ اإلنسان نفس��ه ص�ياغة جدي��دة،، وإلى أن يص��نع الطبيع��ة من حول��ه. وبه��ذه ال��دعوة فق��د سبق القرآن جميع المذاهب الفلسفية والفكرية

واالجتماعية. أما سبيل العودة إلى التاريخ التلي��د، فليس ثم خيار سوى العودة إلى سبب التق��دم والعظم��ة، وه��و الق��رآن الك��ريم وم��ا يحوي��ة من بص��ائر}ح عليه��ا ونس��تفيد منه��ا ونص��وغ نوراني��ة، فنتفت أنفسنا ك��أفراد وش��عوب ض��من م��ا رس��مته لن��ا�خ��رجت للن��اس، ولكي �م��ة أ لكي نك��ون خ��ير أ تك��ون ش��اهدين عليهم ؛ أي لنك��ون المقي��اس ال��ذي تق��اس ب��ه األمم من حولن��ا كم��ا ك��ان

G لنا G علينا وقدوة ومقياسا الرسول شهيدا

الفصل الثانيحقائق قرآنيةحقيقة القرآن

32

Page 33: في رحاب القران

aنlيbبaا يbنaول aس bر dمaكbآء bج dد bق cابbتcكdال bلdهbآ أbي cاب b!!تcكdال bنcم bون a!!ف dخaت dمaنتaا ك eم cيرا5 مcثbك dمaكbل vور a!!ن cهZالل bنcم مaكbآء bج dد bق wيرcثbن كbوا ع aفdعbي bو bع b!!بeات cنbم aه Z!!الل cه c!!ي بcد d!!هbي * vينcب aم vابbتcكbو bنcم م aه aجcر d!!خaي bو cمbال e!!الس bلaب a!!س aهbان bو d!!ضcر مd إcلbى cيهcد d!!هbي bو cه c!!نdذcبإ cورfى النbلcإ cات bمaلfالظ

wيم cقbت dسaم wاط bر cص( 25)G؛ وك��ان روح الق��رآن G وجس��دا كان القرآن روحا الهدى والنور وال��ذكرى، وك��ان جس��ده األلف��اظ والكتاب���ات المدو}ن���ة على أوراق المص���حف أو

الصوت الذي يرد}ده القارئ. أم��ا الوص��ول الى جس��د الق��رآن فه��و مت��اح للجميع، بمن فيهم من ال ي��ؤمن بم��ا أن��زل الل��ه

.G بدءا ولكن التوصل إلى روح القرآن وضيائه وه��داه وذكراه ال�تي أودع ال�رب العزي�ز الحكيم، و الى

" لق!!دآفاق قول إمامنا الصادق عليه الس��الم: تجلى الله لخلق!!ه في كالم!!ه، ولكنهم ال

�ري��د� ذل��ك، ف��إن المس��ألة26 )يبص!!رون" ( إذا اG، إذ الب��د من س��مو ال��روح - روح تختل��ف تمام��ا اإلنسان- لكي تق��رأ وتعي روح الق��رآن ف��الروح اإلنس��انية يلزمه��ا ال��تزود بالبص��يرة ووس��يلة

االكتشاف. فالله تبارك اسمه يصف كتابه الكريم بأنه نور وكت��اب م��بين؛ والن��ور ال ينف��ع إال من ل��ه بص��ر،

. 16-15)( المائدة /25. 107، ص89)( بحار االنوار، ج26

33

Page 34: في رحاب القران

والكت���اب ال يق���رأه إال العاق���ل. ف���إذا لم تكن لإلنسان عين باصرة وعق��ل س��ليم، فإن��ه يعج��ز

عن درك معاني القرآن وفهم محتواه. ثم إن الق��رآن حقيقت��ه كت��اب، والكت��اب يع��ني الشيء أو األمر الثابت، وللقرآن ثوابت واض��حة ومبينة، تبين الحق��ائق وتكش��ف خط��وط الحي��اة

وأصولها العامة. " ثم يهدي ب��ه الل��ه" أي يه��دي الل��ه ب��القرآن،

ولكن من هو المستعد لتقبل هذه الهداية؟انbهa إن��ه bو d!!ضcر bع b!!بeات cنbمأي ان��دفع برغب��ة

G وحماس وعلم وراء كتاب الل��ه. فق��د ت��رى رجال يه��دي الن��اس الطري��ق، فإن��ه ال يهت��دي إال من استمع له واتبعه. أما ال��ذي يحجم عن إطاعت��ه،

هcفإنه يضيع فال يهتدي. كذلك القرآن c!!ي بcد dهbي awهbان bو d!!ضcر bعbبeات cنbم aهZالل فبحث عن رض��وانه

جل جالله، وأراد أن يرضي ربه، وأن يرضى عنهربه. cمbال eالس bلaب aى سbلcإفهداية الرب الجلي��ل

تنتهي إلى الط��رق اآلمن��ة، وتحقي��ق األه��دافالسامية في الدنيا واآلخرة.

فلعل أرقى أمنيات اإلنسان السوي هي العيش ضمن حي��اة طيب��ة، وأن تك��ون ل��ه ذري��ة طيب��ة، وعاقب���ة طيب���ة في اآلخ���رة. وه���ذه األمني���ات الش��ريفة الس��امية ال يمكن تص��ور تحق}قه��ا دون السير في الط��رق اآلمن��ة، ال��تي يق��ول الق��رآن

الbمcعنها بانها eالس bلaب aسأي طرق الل��ه غ��ير الملتوية.

34

Page 35: في رحاب القران

ومن اتبع وقصد رضوان ال��رب، ض��من الس��يرG على الل��ه أن في الط��رق النزيه��ة ، وك��ان حق��ا يخرجه من الظلمات إلى النور؛ الظلم�ات ال�تي قد تتجس��د ب��األخالق الس��يئة وب��الظلم واالناني��ة والعص��بية وبالجه��ل والفس��اد، والن��ور ه��و ن��ور

الرحمة واإلحسان والكرم. فه�ل اطم�أنت نفس�ك إلى ه�ذا الوع�د اإللهي المثير وصد}قت بما يريد القرآن لك من س��عادة في الدنيا واآلخرة؟ بل هل تخيلت -ول��و للحظ��ة واح���دة- وج���ودك في أم���ة نقي���ة من االخالق السيئة والظلم واالنانية ، ملؤها الن��ور والرحم��ة

والكرامة؟!

كف نفهم القرآن؟ يcوحaن اال5 bجcر eالcإ bكcلdب bن قcا مbنdل bس dر

bأ آ bمbو أbلaوا أbهdلb الذlكdرc إcن dسbف dم cهdيbلc إ

لdنbآ bنزbأ bو cرaب fالزbو cاتbنlيbبdالcب * bونaمbلdعbت bم الaنتaك dم cهdيbلc لb إ lز a!!ا ن b!!م cاس e!!لنcل bنlيbبaتcل bرdكlالذ bكdيbلc إ

bون aرeك bفbتbي dم aهeلbعbل bو (27) م��ا هي الطريق��ة الص��حيحة لتفس��ير الق��رآن؟ وكيف نهتدي إلى اللطائف القرآني��ة ال��تي بينه��ا

ربنا في كتابه الكريم؟ والجواب: هو أن االلتزام بأصول الت��دبر كفي��لG يناسب كل متدبر. بكشف حقائق القرآن، كشفار للذكر؛ بمع��نى أن الل��ه تع��الى فالقرآن قد يس}

. 44-43)( النحل / 27

35

Page 36: في رحاب القران

}ن��ه وفص��له وأحكم آيات��ه. وتس��تطيع أنت كم��ا بي يستطيع كل قارئ عربي أو محيط بأصول وفقه

G من القرآن. اللغة العربية أن يستوعب قدرا}تسترس��ل م��ع ف��إذا ت��دبرت� اآلي��ات، فعلي��ك أال ه��وى نفس��ك، أو تحمله��ا م��اال تحتم��ل. ومن المحظ��ور المؤك��د أن تفس��ر الق��رآن برأي��ك الغريب عن الكتاب. فقد روي عن رس��ول الل��ه

رصلى الله علي��ه وآل��ه إن��ه ق��ال: Zومن فس " الق!!رآن برأي!!ه فق!!د اف!!ترى على الل!!ه

( 28 )الكذب" فال تحمل الق��رآن أفك��ارك المس��بقة، وعلي��ك} الطاهر G، إذ مائدة القرآن ال يأتيها إال بالتجرد كليا النظي���ف من األدران الفكري���ة، والمتج���رد عن

.G الثقافات الدخيلة والغريبة هذا اوال واألمر الثاني: إذا صادفك الغم��وض فلم يتض��ح}ي والع��ودة لك نص ق��رآني م��ا، ف��اعلم أن الت��أن إلى أهل الذكر؛ اولئك ال��ذين اس��توعبوا الق��رآن وت��ذكروا ب��ه واس��تفادوا من آيات��ه ، وهم ال��ذين

فcي بaيaوتw أbذcنbاختصهم الل��ه بقول��ه العزي��ز: aهbل aحlب bسaي aه aم dا اس bيه cف bرbكdذaي bو bع bف dرaن تbأ aهeالل aهeالل bنcذbأ wوتaيaي بcال ف bاآلصbو lوaدaغdالcا ب bيه cف aه b!!ل aحlب b!!سaي aه aم d!!ا اس b!!يه cف bرbكdذ a!!ي bو bع b!!ف dرaن تbأ dم cيه cهdلaت eال vال b!!جcر * cال b!!اآلصbو lوaدaغdالcا ب bيه cف cةbال eالص cام bقcإ bو cهeالل cرdكcن ذbع vعdيbب bالbو vة bار bجcت cي!!ه cف aبeل bقbتbم!!ا5 تdوbي bونaاف b!!خbي cاةbك eالز cآءbيتc إ bو

. 227، ص36)( بحار االنوار، ج28

36

Page 37: في رحاب القران

aار b!!صdبbاالbو aوب a!!ل aقdال( 29وهم محم��د وأه��ل ) بيته المعص��ومين عليهم الص��الة والس��الم، ومن يس��ير على نهجهم الق��ويم ويس��توعب الق��رآن ولم يكن من أه���ل اله���وى أو تلهي���ه التج���ارة ويش���غله ال���بيع عن ذك���ر الل���ه وعن معرفت���ه ومعرفة أحكامه؛ إنهم هم الذين يدعونا الق��رآن

لdنbا مcن الكريم نفسه إليهم بقوله: b!!س dرbآ أ bمbو

bلdهbوا أaلbأ dسbف dم cهdيbلc اال5 نaوحcي إ bجcر eالcإ bكcلdب bق bbون a!مbلdعbت bم الaنتaن كcإ cرdكlالذأي إذا افتق��رتم

إلى العلم ولم تكون������وا ممن يقتحم غم������ار المجهول بعقل��ه، فح��اولوا التوص��ل إلى الق��رآن بأهل القرآن، ال��ذين يملك��ون البص��ائر واألفك��ارنين للن���اس ثقاف���ة الرس���الة الص���حيحة المبي���}

والحالل والحرام. إذن؛ ال يمكن بحال من األحوال االس��تغناء عن}ن لكت��اب الل��ه، وه��و الن��بي ثم أه��ل بيت��ه الم��بيG لما اختصهم الله به من الطيبين الطاهرين، تبعا العلم والحكمة، وأنزل فيهم ثن��اءه المجي��د كم��ا أنزل في معانديهم تنديده واستنكاره، حيث قال

لcج��ل اس��مه: d!!يeالل bآء b!!انbء vتcان b!!ق bو a!!ه dنeمbأ

وا a!!ج dرbي bو bة bر c!!خbاال aرbذ d!!حbم!!ا5 يcآئ bقbدا5 و cاج b!!س bونaمbلdعbي bينcذeي الcوbت dسbي dلbه dلaق cهlب bر bة bم dح bر dوا a!!ولaا aرeكbذ b!!تbا ي b!!مeنc ونb إ a!!مbلdعbيbال bينcذ e!!ال bو

cابbبdلbاال( 30.)

. 37-36)( النور /29. 9)( الزمر/ 30

37

Page 38: في رحاب القران

أفال يتدبرون القرآن؟

wوبaل aق عbلbى dمbأ bانbء dر aقdال bون aرeبbدbتbي bال bفbأ آ bهaال bف dقbأ(31)

G، ثم قس��مه إلى قس��مين؛ لقد خلق الل��ه ن��ورا فأودع القسم األول في اإلنسان وسم}اه العقل،G وس��م}اه الق��رآن ثم خل��ق بالقس��م الث��اني كتاب��ا

المجيد.G من فالقرآن هو ذلك العقل الذي فصل تفصيال لدن حكيم خبير، وهو الكتاب ال��ذي يس��ره الل��ه وبرمجه بلغة اإلنسان، وأنزل��ه من العل��يين لكيم، حتى ك��ان التط��ابق بين يفهمه مخلوقه المكر}G من شانه إيصال اإلنسان العقل والقرآن تطابقا

إلى الحقيقة. إذن؛ فالقرآن هو العقل الظ��اهر، والعق��ل ه��و

القرآن الباطن. من هنا؛ فإن العقل كلما استضاء بالقرآن كلما أفصح عن نفسه، وكلما ت��دبر الق��ارئ في آي��ات الل��ه كلم��ا أعطى الفرص��ة لعقل��ه ب��الظهور. فال يفهم الق��رآن دون العق��ل، وال يمكن للعق��ل أن

يتبلور دون القرآن. إن الجس��ر الراب��ط بين العق��ل والق��رآن، ه��و

}ر والتأم}ل. عملية التدبر والتفك وعلى هذا؛ ال ينبغي لقارئ كتاب الل��ه أن يم��ر}ه الوص��ول إلى G، أو يكون هم��} G مجردا عليه مرورا آخر السورة، أو يكون هدفه من القراءة لقلق��ة

. 24)( محمد /31

38

Page 39: في رحاب القران

اللس��ان ب��الحروف والكلم��ات والمظ��اهر، ب��ل يج��در ب��ه التعم��ق والوص��ول إلى ذل��ك الج��وهراء ال�ذي أودع�ه الل�ه في المقد}س والن�ور الوض�} كلماته. وال ينسى القارئ للقرآن أن يضع نصب عيني��ه الح��ديث الش��ريف الم��روي عن اإلم��ام

" لق!!د تجلىالصادق عليه السالم، حيث قال: الل!!!!ه لخلق!!!!ه في كالم!!!!ه، ولكنهم ال

( ليك���ون ل���ه بمثاب���ة المث���ير32 )يبص!!!رون"والمحرض نحو التدبر في القرآن.

أما إذا أردنا التعرف إلى األس��باب ال��تي ت��دفع}ر والتأم��ل في آي��ات الل��ه، فعلين��ا إلى عدم التدب أن نقول: إن الشيطان الرجيم يبذل كل جهوده اللعينة، لكي يفك��ر الم��رء في ك��ل ش��يء ل��دى} فيما يحتوي��ه الق��رآن نفس��ه!! قراءة القرآن، إال فه���و كم���ا يوس���وس في القلب حين الص���الة والص���يام وس���ائر العب���ادات، ك���ذلك يض���اعف نشاطه أثناء قراءة كتاب الله. ولهذا فق��د أمرن��ا الله سبحانه بالتعوذ من الشيطان عند كل م��رة

نقرأ فيها الكتاب الكريم. وثاني األسباب: هو االقفال القلبية المتص��و}رة بصور األفك��ار المس��بقة ال��تي يحمله��ا اإلنس��ان فهي أقف���ال وحجب تح���ول دون أن يس���تقبل القارئ الرؤى القرآنية والبصائر الربانية بذهني��ة

متفتحة ناضجة.

القرآن تفصيل لكل شيء. 107، ص89)( بحار االنوار، ج32

39

Page 40: في رحاب القران

خل��ق الل��ه تب��ارك وتع��الى الك��ون وجع��ل في��هسنن وقوانين، فكان من طبيع��ة ه��ذه الس��نن - وف��ق اإلرادة الرباني��ة- ان تتص��ل بأس��ماء الل��ه

الحسنى. فقانون معاقبة الظالم واألخذ على يد الطغ��اة مرتبط باسم من أسماءه تعالى، وهو أن��ه ق��ائم بالقسط، وأنه منتقم وجبار وع��ادل. أم��ا ق��انون اإلحس��ان إلى المحس��نين. وأن اإلنس��ان إذا م��اG فجزاؤه اإلحسان، فإنه يرتبط G صالحا عمل عمالG برحم��ة الل��ه وه��و ال��رحمن G مباش��را أرتباط��ا الرحيم. وهكذا باقي السنن األخرى في الحي��اة،

كلها تتصل بأسماء الله الحسنى. فإذا عرف المخل��وق خالق��ه، وع��رف أس��ماءه الحسنى، اس��تطاع أن يع��رف من خالله��ا س��نن الله في الطبيعة والحياة، بمعنى أن قوانين اللهG تجري ضمن حكمة بالغ��ة ، وأن اإلنس��ان جميعا كلما استطاع تطبيق هذه الحكم��ة، اس��تطاع أن يتجنب مزالق الحياة وأن يتج��اوز عقباته��ا، وهي

ليست بالقليلة كما هو معروف. إن ربن��ا س��بحانه وتع��الى أودع كتاب��ه المجي��د معرفت��ه، ومعرف��ة أس��ماءه، ومعرف��ة س��ننه، ومعرف��ة البص��ائر ال��تي ينبغي أن يس��ير وفقه��ا اإلنسان في حيات��ه. فكلم��ا قرأن��ا الق��رآن بدق��ة}ر، كلم��ا اس��تطعنا التع��رف على وإمع��ان وت��دب

}ر الحياة. األصول العامة التي تسي

40

Page 41: في رحاب القران

إن في القرآن الكريم تفصيل ك��ل ش��يء، ألن يح��وي القواع��د العام��ة للعق��ل والفهم وبص��ائر التفكير األساس��ية. وه��ذا ال يع��ني أن في كت��اب�م� الله كل القضايا؛ ففي اآلي��ات الكريم��ة ليس ث قول يبين عدد ركعات الصالة وأحكام ش��كوكها،G أو غير ذلك من التفصيالت التي ال تمث��ل قانون��ا

G لإلنسان الفرد، أو البشرية جمعاء. عاماG على م��ا ن��ذهب إلي��ه من G قرآني��ا ولنضرب مثال وجود األصول العامة للحياة في كتاب الله. فقد

نeجاء قوله تع��الى: cهdيbلbي عcذ e!!ال aلdث cم eن aهbل bو vة bج bرbد eن cهdيbلbع cال bج lلرcل bو cوف aرdع bمdالcبوذل���ك

في معرض تبيين أحك��ام العالق��ة بين ال��زوجين، حيث توضح اآلية ضرورة أن تتسم هذه العالق��ة بالتوازن والعدالة، وعليه ينبغي للزوج أن يعرف بأنه كلما يط��الب زوجت��ه بش��يء، ف��إن للزوج��ةG. وتحت ه��ذا ح��ق مقاب��ل في مطالبت��ه أيض��ا الق��انون تنض��وي جمل��ة من األحك��ام العدي��دة الجزئية الكفيلة بحفظ توازن العالق��ة الزوجي��ة، وضمان ع��دم تعرض��ها للمش��اكل والمش��احناتG ما تحدث عن��د الجه��ل به��ذه القاع��دة التي غالبا الذهبية المقدسة، أو في حالة عدم التسليم لها

والعمل بها.ةv ثم يقول تعالى: b!!ج bرbد eن cهdيbلbع cال bج lلرcل bو

G ي���دعى G عام���ا وه���ذا نص� واض���ح يعكس أص���ال بقيمومة الرجل في المحيط العائلي. ومن ه��ذه العب���ارة يفهم الفقي���ه المتم���رس جمل���ة من األحكام قد يتجاوز عددها العشرات بل المئ��ات،

41

Page 42: في رحاب القران

وكلها تصب في إطار أن يفهم كل� من الزوجين دوره في األسرة، حيث ال يظلم الرجل الم��رأة، وال تته��رب الم��رأة من طاع��ة الرج��ال، ب��ل ثم

�سري. تكافل وتضامن أ إن كلمات القرآن كلها قواعد وخطوط عام��ة، وبي��ان للس��نن الحاكم��ة في الحي��اة. وال يمكن معرف��ة الحي��اة دون معرف��ة الس��نن. ومعرف��ة السنن أمر متوقف على معرفة القرآن والتأمل

بعقل ناصج في آياته الكريمة.

سرZ إعجاز القرآن

اbنcدdبbى عbلbا عbنdل eزbا ن eم cم wبdي bي رcف dمaتdنaك dنcإ bو dمaكbآءbد bه a!!وا شaعdادbو cهcلdث cن مcم wة bور aسcوا بaتdأ bف dمbل dنcا bف * bينcقcاد bص dمaتdنaك dنcإ cهZالل cونaد dنcم ارb الeتcي e!!ا الن dو aقeات b!!وا ف a!!لbع dفbت dنbل bوا و a!!لbع dفbت dتeد c!!!!عaا aة bار b!!!!ج cحdال bو aاس e!!!!ا الن b!!!!هaود aقbو

bينcر cافbكdلcل(33)

لماذا لم يستطع عرب الجاهلية، وهم في قمة األدب والفص��احة والبالغ��ة، أن يقبل��وا تح��دي القرآن الكريم فيأتوا ولو بسورة تضاهي سوره،G قصيرةG قد ال يزي��د G أن في كتاب الله سورا علما بعضها على سطر واح��د فق��ط؟! فم��ا ه��و س��ر} اإلعجاز الق��رآني؟ وم��ا ه��و س��ر التح��دي ال��ذي

. 24-23)( البقرة/ 33

42

Page 43: في رحاب القران

أعلنه نبي اإلسالم صلى الله عليه وآله للبشريةG؟! عبر العصور جميعا

إن السر وراء ذلك يكمن في الحقائق التالية: G: أن الق��رآن الك��ريم كت��اب علم ومعرف��ة. اوالG؛ } ص��دقا G، وال يق��ول إال } حق��ا ف��القرآن ال يق��ول إال

الb يbأdتcيهc الdبbاطcلa مcنفكل كلمة فيه صادقة و

wيمcك bح dنcم vي!!لcنزbت cه c!!فdل bخ dنcم bالbو cهdيbدbي cنdيbب wيد cم bح(34)

فلم ي��رى الن��اس حقيقي��ة تأريخي��ة س��ابقة أو الحقة تك��ذب كت��اب الل��ه المجي��د، وليس هن��اك قضية قرآنية واحدة من شأن الزمن أن يغيرها. فالح���ديث عن النج���وم والطبيع���ة واإلنس���ان والزمن وغ��ير ذل��ك يؤك��د علم الق��رآن وص��دقهG، إذ الحديث هو وحقانيته. وال غرابة في ذلك أبدا ح���ديث خ���الق النج���وم والطبيع���ة واإلنس���ان}ق ب�دوره، وال�زمن. وح�ديث الخ�الق ح�ديث خال حيث ال يمكن بأي ح��ال من األح��وال أن يتح��ول إلى ح��ديث ع��تيق، فيس��تقر في مس��تودعات المتاحف كما ك��ان ذل��ك مص��ير أح��اديث البش��ر وكتبهم ف��القرآن يبقى بين اإلنس��انية، ال يح��دثها} وص���د}قته تجاربه���ا، ف���انحنت إلي���ه بش���يء إال

بالتسليم والتصديق.G ان يعل��و علم الق��رآن وكان من الطبيعي ايضا وكن��وزه على جه��ل الجاهلي��ة وفقره��ا، إذ العلم نور والجه��ل ظالم، ومن ش��أن الن��ور أن يط��رد الظالم، مم��ا أدى الى انص��ياع الج��اهليين لعلم

. 42)( فصلت/ 34

43

Page 44: في رحاب القران

القرآن وجهاد الرسول في م��دة زمني��ة قص��يرة.G جدا

G: أن القرآن كله حكمة فهو يمنح البش��رية ثانيا�ص��ول الحي��اة ول��و أنه��ا تمس��كت به��ا لعاش��ت أ}ت الق��رب من عيش��ة راض��ية في ال��دنيا، ولتمن الخالق الحكيم ع��ز وج��ل. والحكم��ة ق��د تختص بالطعام والشراب، فتقول كلم��ة واح��دة تح��وي

واجمي��ع أص��ول ه��ذين األم��رين وهي : a!!لaكbو وا aفcر dسaت bالbوا وaب bر dاشbو وق��د ت��أتي في إط��ار

العالقات اإلجتماعية العامة، فتأمر الناس بنصهاوdمw عbلbىالقائ��ل: b!!ق aش!!نئان dمaكeن bمcر d!!جbي bالbو

وbى d!!قeلتcل aب bر d!!قbأ bو a!!وا هaلcد d!!وا اعaلcد d!!عbت eالbا ( ، حيث توضح أن العدل ه��و ص��مام األم��ان35)

.G في طبيعة العالقات بين أفراد اإلنسانية جميع��ا وهك��ذا األم��ر بالنس��بة لس��ائر الحكم القرآني��ة

الخاصة بتبين أصول الحياة.G: أن كتاب الله عب��ارة عن نص��وص بالغي��ة ثالثا تفيض باإلعج���از والتح���دي، ح���تى أن عنوان���ه واسمه آية في إعج��از التعب��ير. ف��إذا اراد ك��اتبG- عن ضرورة شرعية وإج��راء }ر -مثال خبير أن يعب القصاص، فكم سيستغرق من وقت حتى يص��ل

لbكaمd فcي إلى نص قول���ه س���بحانه وتع���الى: bو vاةbي bح cاص bص cقdال (36ه من المس��تحيل ( ب��ل إن��}

أن يصل ابن آدم إلى هذا التعبير، وإن أي تعب��ير

.8)( المائدة /35. 179)( البقرة/ 36

44

Page 45: في رحاب القران

G به��ذا التعب��ير الق��رآني س��يكون سيض��عه قياس��ا.G G سلفا فاشال

وهك��ذا ك��ان علم الق��رآن وحكمت��ه وبالغت��ه وتعبيره الدقيق، آيات إعجازه األبدية المستحيلة

على تصورات اإلنسان البليدة.

سرZ خلود القرآن

الق��رآن كت��اب الخل��ود، فه��و يبقى م��ع ال��زمن ويتح��رك أمام��ه، بينم��ا الحي��اة تتط��ور، والن��اس

.G يختلفون، واألجيال تخل}ف أجياال والعل��ة في ذل��ك هي أن الق��رآن يح��دثنا عن الس��نن اإللهي��ة الثابت��ة، وال يح��دثنا عن األحك��ام والتش���ريعات المتغ���يرة فال تج���د في الكت���اب الكريم آي��ة، إال وتج��دها ثابت��ة دائم��ة. وح��تى أن الح��ديث عن األمم الس��ابقة، فه��و ح��ديث عن الحياة العامة والتأريخ البشري الث�ابت وم�ا في�ه من عبر باقية وسنن إلهي��ة ج��رت في الماض��ين وستجري في الالحقين إلى ي��وم القيام��ة، ألنه��اG كم��ا سنن غير قابلة للتبديل أو التحوي��ل؛ تمام��ا}ة لبس الثياب الثابت��ة بغض النظ��ر هو أصل وسن عما يتغير من اشكال وموضات الثياب وطريق��ة لبس��ها، أو كم��ا ه��و األص��ل والس��نة في احتي��اج اإلنس��ان للطع��ام والش��راب رغم تنوعهم��ا أو طريق���ة تناولهم���ا وتغيرهم���ا بتغ���ير ال���زمن

واألشخاص.

45

Page 46: في رحاب القران

إذن؛ فالسنن اإللهية سنن ثابتة، وكذلك األم��ر بالنس�����بة إلى التش�����ريعات القرآني�����ة، فهي تشريعات ثابتة على ال��رغم من وج��ود التف��اوت

في تفسيراتها وتأويالتها وتطبيقاتها. فالقرآن الذي يأمرنا بااللتزام بأصل اقتص��ادي ثابت وهو الوفاء ب��العقود، ال يهتم باإلش��ارة إلى أي عق��د� منه��ا، ألنه��ا تختل��ف ب��اختالف ال��زمن.

الbكaمdوك��ذلك حينم��ا يق��ول: bو d!!مbوا أaلaكdأ b!!ال تbو

cل c!!اطbبdالcب dمaكbنdيbب( 37فإن��ه يأمرن��ا بالنزاه��ة ) واألمانة وعدم االعتداء على ممتلك��ات وحق��وق اآلخ��رين، وفي ال��وقت ذات��ه يأمرن��ا بأص�ل آخ��ر نفهمه من اآلية. وهو أن يكون التراض��ي مح��ور العمل االقتصادي والتجاري، ولكنه لم يوضح لنا صفة هذه األم��وال أو طبيع��ة وطريق��ة التج��اوز عليه��ا وهك��ذا األم��ر بالنس��بة لس��ائر األص��ول

والثوابت التي يحويها الكتاب المجيد. فالسر األساس في خلود القرآن واس��تمراره، أن��ه ال ي��زداد م��ع م��رور ال��زمن وتب��دل األف��راد،G والمجتمع��ات والحض��ارات إال نض��ارة وتألق��ا وبهذه المعج��زة القرآني��ة الخال��دة يك��ون كت��اب

G للدائرة الزمنية والمكانية. G وسابقا الله خارجا

اإلحساس الجمالي في القرآن

cك c!!!آئ bرbى األbلbع * wيمcعbي ن cفbل bار bر d!!!بbاأل eنcإ

bة bر d!!ضbن dم cهcوه a!!جaي وcف aفcر d!!عbت * bون aر a!!نظbي . 188)( البقرة/ 37

46

Page 47: في رحاب القران

* wوم a!!ت dخ bم wي!!ق cح bن رcم bنdو bق d!!سaي * cيمcعeالن

cسbاف b!!!نbتbيdل bف bك c!!!لbي ذcفbو vك d!!!سcم aه a!!!امbت cخ نcيمw * عbيdنا5 dسbن تcم aه aاج bز cمbو * bون aسcافbنbت aمdال

bونaب eر bق aمdا ال bهcب aب bر dشbي (38) إذا تلوت كتاب ربك وجدت في آياته المبارك��ةGتش��عر في��ه إث��ارة G G للجنة ما أروعه، وص��فا وصفا ج��ادةG في داخل��ك مع��اني الحس��ن والجم��الG فيه الدفع نحو والزينة وما ياخذ العقول، ووصفا حب التح��ول باتج��اه األفض��ل، حيث الجن��ة في

اآلخرة ورضوان الله األكبر. فأنت تستطيع االقتراب من الجنة وأنت تعيش في الدنيا؛ بمعنى أنك ق��ادر على ص��ناعة الجن��ة بيديك. فالجنة فيها أنه��ار تج��ري، فال ب��أس ب��أن تفكر بأن يجري نه��ر في بيت��ك فالم��اء الرق��راق يثير في��ك الجم��ال والزين��ة والروع��ة وحب الل��ه سبحانه وتعالى. وفي الجنة قصور، وفيها رج��المطهرون من الغل، إخوان على سرر متقابلين. إن في القرآن دعوات ص��ريحة إلى النظ��ر في الطبيعة وكيف أن الخالق المبدع المصور يح�ييG ب��النظر إلى األرض بع��د موته��ا، وي��امر أيض��ا النجوم وكيف جعلها زين��ة في الس��ماء، ثم في��ه ال��دعوة إلى النظ��ر لل��ذات وكي��ف غرس��ت في

النفس الرغبة إلى التمتع بالزينة. ثم يأمر الله عباده المؤمنين ان ياخذوا زينتهم عند ك��ل مس��جد، ليلق��وا إخ��وانهم وهم بأفض��ل مظهر وكذلك يحرضهم على االقتب��اس من ك��ل

. 28-22)( المطففين /38

47

Page 48: في رحاب القران

زينة وروعة، وينهي أولئك الذين حرموا الطيباتعلى انفسهم.

" وقد قال رسول الله صلى الل��ه علي��ه وآل��ه: (39)إن الله عز وجل جميل يحب الجمال"

" إن الل!!هوقال اإلمام الصادق علي��ه الس��الم: تع!!الى يحب الجم!!ال والتجم!!ل ويك!!ره

( وبه���ذا التش���ريع40 )الب!!ؤس والتب!!اؤس" واإلرش��اد يس��عى ال��دين اإلس��المي إلى جع��لG، وهذا G جماليا إحساس اإلنسان المؤمن إحساسا اإلحس�اس الجم�الي يوج�ه األف�راد والجماع�اتG. فإذا ك��ان G جديدا G فذ}ا إلى صناعة محيطهم صنعاG، ك��انت االخالق والتقالي��د G رائع��ا المحي��ط جميال ونوعية االل��تزام مت��أثرة ب��ه دون انفص��ال. ذل��كG، فمن الط��بيعي أن ألن من يكون مظهره جميال

.G يكون خلقه جميال وعلى ه��ذا؛ يج��در بن��ا أن ن��وفر في أنفس��نا اإلحس��اس بالجم��ال ؛ جم��ال ال��روح، وجم��ال

المادة، وجمال الذوق.

الفصل الثالث

لفتات قرآنيةليلة القدر مولد القرآن

. 92، ص 10)( بحار االنوار ج39. 176، ص73)( بحار االنوار، ج40

48

Page 49: في رحاب القران

يcف aاه b!!نdل bنزbآ أ e!!نc بcينc * إ aمdال cابbتcكdال bحم * و aق bر dفaا ي bيه cف * bينcرcنذ aا مeنaا كeنc كbةw إ bارbب aم wةbلdيbل ا e!!نaا ك e!!نc ن!!دcنbآ إ cع dنcرا5 م d!!م

bأ * wيمcك bح wر dمbأ fلaك

bينcل cس dر aم(41) كانت ليلة القدر المباركة وما تزال ليلةG لوالدة القرآن الكريم، فقد أنزله مرةG ثم أنزله م��رات، ولهذه الليلة كل الفخر على س�ائر اللي�الي. ولم} ألن فيه ليل��ة يكن شهر رمضان ربيع القرآن، إال

لdنbاهaالقدر، ليلة قال عنها ربنا عز وجل bنزbآ أeنc إwةbك bارbب aم wةbلdيbي لcفأي أن فيها تتنزل المالئك��ة

G، ألن فيه��ا G بالبرك��ة على اإلنس��انية جميع��ا ت��نزيال ولد القرآن؛ الكتاب ذو البركة والرحمة والعطاء والعناي��ة اإللهي��ة. ففي ه��ذه الليل��ة يب��ارك الل��هG، وذل��ك لش��رف للناس بالعط��اء والرحم��ة أيض��ا

القرآن الكريم. وك��ان الب��د -ل��دى الح��ديث عن الق��رآن- أن�نزل عليه القرآن أال ت��رى أن ربن��ا نتحدث عمن أ سبحانه وتع��الى يح��دثنا في س��ورة ال��دخان عنG إلى أن �نزل علي��ه الكت��اب، تبع��ا الكتاب وعمن أ رس��الة الس��ماء لم ت��نزل في ق��راطيس، ولم تنزل كما ينزل المطر، وإنم��ا ن��زلت على قلب؛ قلب كب���ير يس���تطيع اس���تقبال مل���ك ال���وحيGجبرائيل عليه السالم واألمانة التي جاء بها دفعة واحدةG. هذا االستقبال األعظم الذي يص��فه الل��ه

ءbانbفي موقع آخر بقوله: dر aقdا الbذ bا هbنdل bنزbأ dوbل

. 5-1)( الدخان/ 41

49

Page 50: في رحاب القران

dن cعا5 مlد b!!صbت aعا5 م c!!اش bخ aه b!!تdيb أ bرbل wل b!!ب bى جbلbع cهeالل cةbي dش bخ( 42 )

فكان قلب رسول الله ص��لى الل��ه علي��ه وآل��ه أق����وى بم����ا ال يوص����ف من الجب����ال واألرض

والسماوات.G فالله الذي يقول عن نفس��ه المقدس��ة واص��فا

bينcرcنذ aا مeنaا كeنc ا يقول فيم��ا بع��د إ e!!نaا ك e!!نc إbينcل cس dر aم ك��ل التناس��ب G فكان الوعاء متناسبا

مع ما يحتوي. وهن��ا تتص��ل ليل��ة الق��در بمب��دأ الوالي��ة، ألن�نزل على قلب الرسول صلى الله القرآن الذي أ عليه وآله كان البد له من االنتقال إلى قلب آخر مماثل فيما بعد الرس��ول، وك��ان الب��د من إم��ام ووص��ي ش��رعي مخت��ار من ق��ل م��نزل الق��رآنG يمش��ي نفسه. وكما كان الرس��ول قرآن��ا ناطق��ا في األس��واق بين الن��اس، فك��ذلك ك��ان اإلم��امG يحم��ل ص��فات الرس��ول وص��فات الق��رآن رجال ليش���هد على الن���اس ب���القرآن ، فك���ان أم���ير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه ااس�الم وه�و ولي��د الكعب��ة وش��هيد المح��راب في ليل��ة الق��در

.G أيضا ف���أين نحن من ليل���ة الق���در؟ وأين نحن من الق��رآن الن��اطق؟ واين نحن من الوالي��ة؛ والي��ة

الله والرسول واإلمام؟ فلتنظر نفس إلى ما قدمت وليعمد كل واح��د� من��ا إلى إع��ادة حس��اباته، ولينظ��ر المس��لم إلى

. 21)( الحشر/ 42

50

Page 51: في رحاب القران

نفسه وطريقة حياته. ومن أجل ذلك علين��ا بفتحG لص��حيفة اعمالن��ا، فق��د القرآن واعتباره ميزان��ا ج��اء في الح��ديث الش��ريف الم��روي عن أم��ير المؤم��نين علي بن أبي ط��الب علي��ه الس��الم ، حيث قال: "عب��اد الل��ه، زن��وا انفس��كم قب��ل أن

(43توزنوا، وحاسبوها قبل ان تحاسبوا" )

فضل القرآن الكريم

ا bا مbنcر dمbأ dنcوحا5 م aر bكdيbلc يdنbآ إ bحdو

bأ bكcلbذbكbو لbكcن bو aان b!!يمcاإل bالbو aاب b!!تcكdا ال bي مcرdدbت bنتaك dنcم aآء b!!شeن نbم cه c!!ي بcد d!!هb5 ن ورا a!!ن aاه b!!نdلbع bج

wيم cقbت d!!سfم wاط bر cى صbلcي إcد dهbتbل bكeنc إ bا وbنcادbب cع (44 )

ما هو القرآن؟ وم��ا ه��و فض��له؟ وكي��ف نص��لإلى معرفته؟!

إن القرآن كتاب حي، نزل من عند الل��ه الحيG كس��ائر القي��وم المهيمن علي��ه، وه��و ليس كتاب��ا الكتب، إنما فيه ما يحتاج بنو البشر بتوفيق الله الذي أرسل الكتاب فهو الرقيب والشاهد عليه، وهو ال��ذي يقلب القل��وب واألبص��ار، وه��و ال��ذي

يبعث النور الى األفئدة ليفهم الناس القرآن. إنه وحي متصل غير منفص��ل عن مص��دره، إذل وال ي����زال القلب الم����ؤمن ال ي����زال يت����نز} المستضيء بنور اإليمان وضياء ال��رحمن يتلق��اه

من منبعه المقدس.. 310، ص4)( بحار االنوار، ج43. 52)( الشورى/ 44

51

Page 52: في رحاب القران

ومن هن��ا نفهم أن كت��اب الل��ه ليس كس��ائر الكتب، وأن فضله عليها كفضل الله على خلقه. ومن هنا نستوحي فريضة توجهنا إلى البارئ عز وجل حين تالوتن��ا لكالم خالقن��ا، وأن نع��رف من يخاطبن��ا. فال��ذي يح��دثنا ب��وحي كالم��ه، رقيب

وشاهد وبصير ومهيمن. ولذلك كان من لم يؤمن بالقرآن، أو كان قلبه مليء بالحجب، كحجاب التكبر والحسد والحق��دG من الوص���ول إلى الق���رآن والح���رص ممنوع���ا بمعانيه، على الرغم من لقلق��ة لس��انه بألفاظ��ه وتنقل ناظريه بين حروفه. فهذا واقع من يعيش مع الحروف والكلمات واألشكال دون المحت��وى

والحقيقة. ربنا سبحانه وتعالى حينما يصف كتاب��ه يق��ول:

ا b!!نcر dمbأ dنcوح!!ا5 م aر bك d!!يbلc يdنbآ إ bحdو

bأ bكcلbذbكbو، أbلaونbكbوفي آية أخرى يق��ول ع��ز وج��ل: d!!سbي bو

بlي bر cر d!!مbأ dنcم aوح fالر cل aق cوح fالر cنbع (45)

حينما نقرأ هذه اآليات وتربطها ببعضها عند ذاكG جدي��دة وفض��ائل تتكشف لقلبك حق��ائق وآفاق��ا

فذ}ة من روح القرآن. ثم الله يخاطب رسوله واإلنسان بصورة عامة

ا الdكcتbابaبقوله المجيد: bي مcرdدbت bنتaا ك bمإذ أن تلك الروح يؤطره��ا الكت��اب، ال��ذي ه��و ن��ور وضياء، يهدي الله به من يشاء من عب��اده. فه��و ليس لكل الناس، بل هو نور لمن يريد الوصول

.85) ( االسراء/ 45

52

Page 53: في رحاب القران

الى الحقيقة وتطه��ير قلب��ه والوص��ول الىس��بيلالسالم، حيث صراط الله العزيز الحميد.

حبZ القرآن

ا b!!مbك aه b!!ون aفcرdعbي bاب b!!تcكdال aمaاه b!!نdيbاتbء bينcذ e!!ال dم aهdن cيق!!!!ا5 مcر bف eنcإ bو dمaهbآء b!!!!نdبb ونb أ a!!!!فcرdعbي قf مcن b!!حdال * bونaمbلdعbي dمaهbو eق bحdال bونaمaتdكbيbل

bينcرbت dم aمdال bنcم eنbونaكbت bال bف bكlب bر (46) يتعامل الفرد المؤمن مع القرآن، كما يتعام��ل اإلنسان السوي مع أبنائ��ه. فه��و يع��رف الق��رآنG أك��ثر كما يعرف ذريته، ذل��ك ألن��ه ال يحب ش��يئا من محبته ألوالده، بل حتى أنه يحبهم أكثر مم��ا

يحب نفسه.. والقرآن يضرب للناس األمثال. كلما ازداد الحب لله، كلما ازداد الحب لكتابه، وبمق��دار م��ا يتعم��ق الحب للكت��اب تعمقت في النفس آداب االهتم��ام ب��ه. ف��إذا ق��رئ كت��اب}ر ورك��ز الرب، استمع له المؤمن وأنص��ت، وت��دب

في قلبه معانيه الحكيمة، ألنه يحبه. إن الحب أعلى وأسمى عالق��ة ق��د ترب��ط بينG، ولكن��ه اإلنسان وما حوله، فهو قد يحترم ش��يئا ليس بالضرورة أن يكون قد أحبه. وقد يس��تفيد من شيء وينتفع ب��ه، ولكن��ه ق��د ال يحب��ه. ونحن نرى من يستفيد من س��يارته أو بيت��ه أو متاع��ه،G. أم��ا إذا أحب } أنه ال يحب هذه األش��ياء حتم��ا إالG، فإنه ليس سيستفيد منه فقط -ب��ل المرء شيئا

147-146)( البقرة/ 46

53

Page 54: في رحاب القران

G- وإنم��ا سيض��حي من قد ال يستفيد من��ه مطلق��ا.G اجله بما عنده أيضا

ومن ه���ذه الزاوي���ة ت���رى قل���وب المؤم���نين الصادقين حال رؤيتهم أو قراءتهم أو استماعهم لكت��اب ربهم خاش��عة تهف��و إلي��ه بلهف��ة، وبه��ذه العالق��ة الس��امية يتع��املون م��ع الق��رآن. فهم يعرفون أنه رسالة خالقهم التي أنعم بها عليهم، فيبحثون عن أية وسيلة وطريقة لخدمت��ه ورف��ع

شأنه. فالتعامل ينبغي ان يك��ون كالتعام��ل م��ع أحب األشياء، فإذا أردت ق��راءة آيات��ه المبارك��ة وجب أن تحترمه، فتضعه أمام��ك، دون أي��ة إش��ارة أو دالل��ة على س��وء االدب؛ ك��أن تم��د} رجلي��ك أو تض���عه على األرض، وإنم���ا يلزم���ك أن تجلس جلسة التلميذ إلى معلمه. ولعمري أن في ذل��ك لفخر لإلنسان أن يتتلم��ذ على كت��اب رب��ه. ف��إذا أردت معرفة مدى حبك واحترامك لكتاب الل��ه،

فانظر إلى طبيعة أدبك حياله.

االنس بالقرآن

G، فإن��ه يتطل��ع إلى حينما يكون اإلنسان طموحا مصادقة أفضل األشخاص وأسمى الناس، ولكن

المؤمن إلى من يطمح ويتطل}ع؟ من الطبيعي أن يكون الجواب بانه يتطلع إلى�نس مع��ه، فالل��ه نعم الص��ديق مصادقة رب��ه واأل

ونعم الرفيق الشفيق.

54

Page 55: في رحاب القران

فترى كيف يصادق اإلنسان ربه؟ أقول: إنما يصادق كتابه وي��أنس بكالم��ه، حيث يعيش مع القرآن ويعيش القرآن مع��ه. والعيش مع الق�رآن إنم�ا يتحق�ق في الب�دء في أن يحب اإلنسان كتاب ربه، ومن أحب القرآن فقد أحب الله، ذلك ألن كتاب الل��ه بم��ا يح��وي من أفك��ار وروح وقدسية هو الوسيلة الى الله، وهو القائل

واس��بحانه وتع��الى : a!!ن bامbء bينcذ e!!ا ال b!!هfيb آ أ b!!ي bةbيل cسbوdال cهdيbلc ابdتbغaوا إ bو bهZوا الل aقeات( 47وأي )

وسيلة أفضل وأمتن من كالم الله، ومن رس��ول الله وأه��ل بيت��ه الطبي��بين الط��اهرين ، ال��ذين ال

يفارقون القرآن، وال هو يفارقهم. فمن دون الق���رآن ال يمكن أن نص���ل أله���لG ال يمكن البيت عليهم السالم، ومن دونهم أيض��ا

أن نفهم القرآن. أن باستطاعة ك��ل إنس��ان أن ي��أنس إلى رب��ه ويص��ادقه، وذل��ك ع��بر تك��ريس المحب��ة لكالم��ه واالل��تزام ب��ه. وه��ذا المس��توى من الطم��وحG على أح��د في ح��ال من والتطل��ع ليس حك��را األحوال ، وما على من أراد تحقيق ذل��ك س��وى التق��دم ب��إرادة وعزيم��ة نح��و المص��ادقة وعق��د

الميثاق.

آداب التعامل مع القرآن

. 35)( المائدة 47

55

Page 56: في رحاب القران

vات b!!ايbء aه d!!ن cم bابbتcكdال bكdيbلbع bل bزdنb وb الeذcي أ aه vهاتcاب bشbت aم aر bخaا bو cابbتcكdال fمaأ eنaه vاتbمbك dح aم ا b!!م bونaعcبeتbي bف vغdي bز dم cهcوبaل aي قcف bينcذeا ال eم

bأ bف cه c!!يلcو

dأbت bآء b!!غcتdاب bو cة b!!نdت cفdال bآءbغcتdاب aهdن cم bهbاب bشbت ونb فcي aخ cاس eالرbو aهZالل eالcإ aهbيل cو

dأbت aمbلdعbا ي bمbو ا b!!نlب bر cن!!د cع dنcل{ مaك cهcا بeن bامbء bونaول aقbي cمdلcعdال

cابbبdلbاأل dواaل dوaا eآلcإ aرeكeذbا ي bمbو (48 ) كيف نتعامل مع القرآن؟

إن الخط العريض في كيفية التعامل مع الذكر الحكيم يكمن في أن تستشعر قلوبنا بأنن��ا أم�ام كتاب الله وخطاب��ه وحبل��ه الممت��د بين الس��ماء واألرض، هنالك تخشع القلوب وتطمئن النفوس

ويستعد اإلنسان لتلقي الروح والنور والهدى. وللتعامل مع القرآن هناك ثم��ة آداب مرج��وة،

نذكر منها:G: أن خش��وع القلب يظه��ر على الج��وارح. أوالG إلى هذا أشارت الرواية، إنه دخل رجل مس��جدا فيه رسول الل��ه ص��لى الل��ه علي��ه وآل��ه فخف��ف س��جوده دون م��ا ينبغي ، ودون م��ا يك��ون من السجود، فقال رسول الله صلى الله عليه وآل��ه " نقر كنقر الغ!!راب، ل!!و م!!ات على ه!!ذا

( وروي ان49 )م!!ات على غ!!ير دين محم!!د"G يعبث الن��بي ص��لى الل��ه علي��ه وآل��ه رأى رجال

" أما أن!!ه ل!!و خش!!عبلحيته في صالته فقال: (50)قلبه لخشعت جوارحه"

. 7)( آل عمران /48. 234، ص81)( بحار االنوار، ج49. 228، ص81)( بحار االنوار ، ج50

56

Page 57: في رحاب القران

ف���الجوارح الظ���اهرة تعكس حقيق���ة القلب وش��عوره، ول��ذلك ق��ال ربن��ا س��بحانه وتع��الى:

نcا م b!!هeنcإ bف cه e!!الل bرcآئbع b!!ش dمlظbعaن يbمbو bكcلbذ cوبaل aقdى الbو dقbت( 51)

أي إذا كانت القلوب معمورة ب��التقوى، ك��انتالجوارح خاشعة مطمئنة.

G: أن نس��ل}م للق��رآن بمع��نى أن ال نح��اول ثاني��ا اقتحامه بأفكارنا وآرائنا وأهوائنا بل الصحيح ه��و}م بأن��ه ه��و أن نجعل القرآن في المقدمة، ونسل القائد المطاع، فنقبل عليه قبول المستسلم لماG من التح�دي جاء في�ه. ام�ا ل�و ك�ان هن�اك نوع�اG دونن��ا، إذ واالستكبار للكتاب، فإنه سيبقى مغلقا

أن رمز القرآن ومفتاحه هو التسليم له. أن الراسخين في العلم شأنهم حينما يق��رؤون اآلي��ات الكريم��ة؛ المحكم منه��ا والمتش��ابه، أن} ب��المحكم G، وال يقول��ون إال يس��ل}موا له��ا جميع��ا ويعمل��ون ب��ه، ألن التس��ليم للمحكم من اآلي��ات والعم��ل ب��ه يعت��بر مقدم��ة لفتح لغ��ة الق��رآنG، وكشف المتشابه من اآليات إنما يك��ون عموما

بعد فهم المحكم والرجوع إليه.G: على اإلنسان المسلم أن يطمئن إلى أن ثالثا العم��ل بآي��ة من آي��ات ال��ذكر الحكيم يس��توجب

انكشاف آية اخرى. وعليه ؛ فإن مفتاح فهم الق��رآن أن يك��ون م��ع القرآن، فيس�تمع إلي�ه ويعم�ل ب�ه. وهك��ذا ت�راه.G G عامال G متفهما يتنقل بين آياته الحكيمة، مستمعا

.32)( الحج /51

57

Page 58: في رحاب القران

هذه هي نب��ذة م��وجزة من آداب التعام��ل م��عكتاب الله المجيد.

ضيافة القرآن

إذا كنت في مكان مبارك أو ليل��ة مبارك��ة، فال تنس� نص��يبك من التوج��ه إلى الق��رآن الك��ريم واالستفادة من��ه فمائ��دة الق��رآن مائ��دة مبارك��ة

كريمة، وأنت ضيف عليها.G تقف��ز إلى األذه��ان، �م� أسئلة مهمة جدا ولكن ث وهي : لماذا يقرا البعض من الناس كتاب الل��ه، ولكن آياته ال تتجاوز حنجرته، وليس واقع أم��ره} كم��ا يق��ول الح��ديث الش��ريف الم��روي عن إال

"كم منرس��ول الل��ه ص��لى الل��ه علي��ه وآل��ه: ( إنه يقرا52 )قارئ للقرآن والقرآن يلعنه"

الكتاب، ولكنه محجوب عن آياته. بل ماذا نفعل لكي نصل إلى مستوى نتحدث في�ه م�ع الق�رآن ويتحدث هو معنا، فنس��تنطقه فينط��ق بم��ا في��ه من آيات باهرات، فنعي ب��ذلك حقيق��ة الح��ديث الش��ريف الم��روي عن اإلم��ام الص��ادق علي��ه

"لقد تجلى الل!!ه لخلق!!هالسالم، حيث قال: ( وكيف53 )في كالمه ولكنهم ال يبصرون"

نضم انفسنا إلى اولئك الذين يتلون القرآن حقتالوته، ويعرفونه كما يعرفون أبنائهم؟

وبادئ بدء؛ علينا أن نعي أن اإلنسان في بعض أو كثير من األحيان يفقد مصادر التثقي��ف، ك��أن

. 185، ص89)( بحار االنوار، ج52. 107، ص89)( بحار االنوار، ج53

58

Page 59: في رحاب القران

يفق���د الكت���اب، وق���د يفق���د من يوجه���ه من الصالحين المؤمنين ولكنن�ا ال نفق�د كت�اب الل�ه، فهو موجود وفي متناولنا غير أن أزمتنا الك��برى تكمن في كونن��ا بعي��دين عن��ه، غ��ير مس��تفيدين من��ه، وذل��ك لحجم الحجب ال��تي تفص��ل بينن��ا

وبينه. فترى ما هي تلكم الحجب التي علينا اختراقها

حتى نصل إلى نور القرآن الكريم؟ الحجاب األول: الجهل ؛ فلع��ل الم��رء وبإيح��اء من إيح����اءات الش����يطان أو النفس األم����ارة بالس��وء، أو بتوجي��ه خ��اطئ من أح��دهم، يظنG بأن القرآن لم ينزل له ليستفيد منه، وأنه خطال�ن��زل للن��بي ص��لى الل��ه علي��ه وآل��ه ومن ق��د أ عاصره، أو كون��ه ق��د أن��زل للعلم��اء فق��ط. في�ن��زل بلس��ان ع��ربي م��بين، حين أن القرآن قد أG أن نوعي��ة ووجه خطاب��ه للن��اس أجمعين. علم��ا�فهم وت��درك من قب��ل قارئه��ا، اآلي��ات يجب ان ت فق��د تك��ون متش��ابهة ال يتيس��ر تفس��يرها لغ��ير المتخص��ص، وإذ ذاك ال يس��ع الق��راء اآلخ��رين سوى التس��ليم به��ا، او طلب س��بر أغواره��ا من قبل العالمين بها. أما اآليات القرآني��ة المحكم��ة الواضحة، فباإلمكان االستفادة منها حسب وعي

قرائها. الحجاب الثاني: الغرور والكبر ل��دى اإلنس��ان؛ فمن يعتاد طريقة معينة يتولد فيه اإلصرار على التمسك بها، في حين أن الق�رآن الك�ريم ي�دعو

اإلنسان إلى التطور والسمو بما يرضي الله .

59

Page 60: في رحاب القران

من هنا يجدر بنا أن نسل}م آليات الكتاب حينم��ا نقرأه��ا، وأن نعق��د الع��زم على تغي��ير أنفس��نا وفقها وأال نسمح للغرور والتكبر أن يخدعانا بأن التحديث والتغيير يعنيان فش��ل حياتن��ا الس��ابقة، ب��ل علين��ا أن نع��رف أن الطريق��ة الس��ابقة ق��د تكون طريقة خاطئة ومنحرفة، فال يسعنا س��وى اإلس��راع نح��و التغي��ير وتحاش��ي اإلص��رار على

األخطاء، مهما كانت نوعيتها. الحجاب الثالث: اللغة؛ فالقرآن الكريم ذو لغة خاصة به، ألنه كتاب الله، فهي لغة الخ��الق م��ع

مخلوقه. ص��حيح أن لغ��ة الق��رآن هي اللغ��ة العربي��ة} أن على الق����ارئ ال����راغب في الواض����حة، إال التفس���ير وفهم اآلي���ات أن يعم���د إلى اآلي���ات

.G نفسها لتفسر بعضها بعضا هذا من جهة ، ومن جهة اخرى عليه أن يسعى إلى اكتشاف إط��ار اآلي��ات وموض��وعها؛ بمع��نى ضرورة السعي الى تج��اوز الكلم��ات، والس��عي لمعرفة المحتوى فمحاولة ربط اآليات المتتالي��ة في هذه الس��ورة أو تل��ك، تعت��بر خط��وة كب��يرة تنتهي إلى توض��يح المقص��ود األول من اآلي��ات

بشكل عام. الحج��اب الراب��ع: الواق��ع؛ ف��القرآن الك��ريم ينطق عن الواقع الذي يعيشه الم��رء، وه��و كم��ا الشمس تشرق كل يوم إش��راقة جدي��دة وعلى واقع جدي��د، ل��ذلك ينبغي ل��ه أن يح��اول تط��بيق اآلي���ات القرآني���ة على حيات���ه المحيط���ة ب���ه.

60

Page 61: في رحاب القران

وب��القرآن وح��ده يس��تطيع اإلنس��ان أن يم��يز الم��ؤمن من المن��افق، والص��ديق من الع��دو، وهك��ذا تس��تمر مح��اوالت تط��بيق الق��رآن على الواق��ع الخ��ارجي، وب��ذلك يتم رف��ع الحجب عن القلب والوص��ول الى مع��دن الن��ور المض��يء

لمسيرة الحياة.

كيف نورث ذرياتنا القرآن؟

روي عن معاذ أنه ق��ال: س��معت رس��ول الل��ه "ما من رج!!لص��لى الل��ه علي��ه وآل��ه يق��ول:

علم ولده القرآن إال توج الله أبويه ي!!وم القيامة بتاح الملك وكسيا حليتين لم ير

( 54 )الناس مثلهما" وروي عن رسول الله صلى الله عليه وآله أن��ه

" من علم ول!!دا5 ل!!ه الق!!رآن قل!!دهق��ال: قالدة يعجب منها األولون واآلخرون يوم

( 55 )القيامة" وروي عن أمير المؤم��نين علي بن أبي ط��الب

" ح!!ق الول!!د علىعلي��ه الس��الم أن��ه ق��ال:

. 187، ص98)( موسوعة الفقه، ج54. 75، ص8)( ميزان الحكمة، ج55

61

Page 62: في رحاب القران

الوال!!د أن يحس!!ن اس!!مه ويحس!!ن أدب!!ه،(56 )ويعلمه القرآن"

G راحل��ون، وأن نحن نعلم علم اليقين أننا جميعا ال��ذي يبقى من بع��دنا ه��و ذرياتن��ا، ول��ذلك كن��ا} أن مسؤولين عنها، وهذه المس�ؤولية ليس�ت إالG، كما G؛ وأنعم بالقرآن تراثا G مفيدا نخل}ف لهم تراثاG جعل إبراهيم الخليل عليه السالم التوحي��د تراث��ا

هcفي عقبه c!!ب cقbي عcة5 ف b!!ي cاقbة5 ب bمcلbا ك bهbلbع bجbو bونaع cج dرbي dم aهeلbعbل(57.)

ولكن كيف نتمكن بان نور}ث ذرياتنا القرآن؟ والج��واب : انن��ا نتمكن من ذل��ك ع��بر الط��رق

التالية:}ب الق���رآن إليهم، ونقرب���ه من1 - أن نحب

نفوسهم بانواع التقريب والترغيب. - أن نعل}مهم القرآن، حتى لو استدعى ذلك2

ال��وقت والم��ال والجه��د الكب��ير، وبال��ذات أن}يهم األولى. نسعى إلى تعليمهم في سن

- أن نعل}مهم التدبر في آي�ات الل�ه، وكيفي�ة3 االستفادة منه��ا، وتحوي��ل الق��رآن في أنظ��ارهم إلى بص���يرة وع���برة يكرس���ونها في حي���اتهم

ويعودون إليها في كل وقت وحين. - أن نشجعهم بتق��ديم الج��وائز واله��دايا لهم4

لحف��ظ الق��رآن، ف��إنهم إذا حفظ��وه ام��تزجتبضمائرهم وعقولهم الثقافة القرآنية األصيلة.

)( المصدر السابق. 56. 28)( الزخرف/ 57

62

Page 63: في رحاب القران

وبهذه الط��رق وغيره��ا نجع��ل الق��رآن الك��ريمG في أعقابنا، فنضمن عند ذلك سالمتهم مستمراG خالص��نا من واستقامتهم وإيمانهم، ونضمن أيضا مساءلة الرب لنا في يوم القيامة، إذ كلم��ا ق��رأ أوالدنا كتاب الله أو استفادوا أو أفادوا منه، كان ذلك لنا حسنات، حتى وإن كنا قد غادرنا ال��دنيا،}ةG حسنة ك��ان ل��ه أجره��ا وأج��ر فإن من سن} سن

من عمل بها إلى يوم القيامة.

الفصل الرابع

نظرات قرآنيةاالنسان كائن كريم

cة b!!ينcد bمdى الbلcآ إ b!!نdع bج bن رcئbل bون a!!ول aقbي aة eز c!!عdال cه e!!لcل bو eلbذbا األ b!!هdن cم fز b!!عbاأل eن bجcر d!!خaيbل bال bين cقcافbن aمdال eنcكbل bو bينcن cمdؤ aمdلcل bو cهcول aس bرcل bو

bونaمbلdعbي (58) لقد قدر الله الحكيم الخبير أن يك��ون الق��رآنG يعيد إلى اإلنسان تطلعات��ه، وأن يبعث في��ه كتابا

روح السمو والهدفية.G لو تمسك ولهذا ؛فقد كان القرآن الكريم كتابا به اإلنسان لتطور وتقدم، ألن��ه الحب��ل المم��دود بين السماء واألرض، فطرف منه بيد الله، ومن

تمسك بالطرف اآلخر ارتفع وسما.

. 8)( المنافقون /58

63

Page 64: في رحاب القران

وحينما يوضح القرآن لإلنسان االه��داف العلي��ا والحقيقية، ويامره بالتطلع والتحليق، فإن��ه يث��ير فطرته الكامنة نحو التطل��ع الس��امي. وال يخفى أن ك��ل إنس��ان ومهم��ا ك��انت ظروف��ه وأص��وله

ومستواه يملك هذا التطلع. فإذا كانت الثقافات البشرية واألنظمة الجاهلية}ابة، فإن آيات الذكر تقتل في اإلنسان روحه الوث الحكيم تعيد إليه ذلك التطل�ع من جدي�د، وتؤك�درم؛ فالب�د ل�ه من التض�حية له بان�ه مخل�وق مك��} بكل شيء� من أجل المحافظة على هذه الميزة

الربانية. وتتن��اول آي��ات س��ورة "المن��افقون" تفاص��يل سياس��ة إث��ارة الوس��اوس واألفك��ار الش��يطانية ال���تي ك���ان يعتم���دها جم���ع المن���افقين، حيث

cة b!!!!ينcد bمdى الbلcآ إ b!!!!نdع bج bن رcئbل bون a!!!!ول aقbي eلbذbا األ b!!هdن cم fز b!!عbاأل eن bجcر d!!خaيbلكم��ا ك��انوا

يزعم��ون ب��ان الع��زة تتول��د ب��امتالك قطع��ة من األرض، أو من سبق في الوجود عليها، أو بكثرة

القوم والعشيرة ، أو بالثروة المادية. ولكن القرآن الك��ريم يجيب بك��ل ص��راحة: أن} أن المنافقين العزة لله ولرسوله وللمؤمنين، إال ال يعلمون وال يفقهون بأن حقيقة العزة موجودة في ذات اإلنس��ان وليس في األم��ور المحيط��ة

به، كاألرض والقوم والثروة المادية. فإذا عرف المرء قيمة نفسه، وعرف أنه ف��وق}ة، استطاع أن يخط��و هذه األمور المادية المؤقت خطوة كبرى نحو النمو. والسمو فإذا مر} بجاهل

64

Page 65: في رحاب القران

G وإذا م��ر} ب��اللغو م��ر} م��رور معان��د ق��ال س��الما}ر بين أمور اختار أرقاها وأفض��لها الكرام وإذا خي واقربها إلى الله جل جالله ف��تراه يع��تز بمالدي��ه من فضائل ونعم إلهية، ذلك ألنه أثار في داخل��ه

الذات الكريمة التي تفضل الله بها عليه. وهكذا نجد آيات القرآن تشبع اإلنس��ان وتغم��ر قلب���ه وعقل���ه ب���العواطف واألفك���ار الس���امية

واألخالق الرفيعة. والع��زة والش��رف والكرام��ة -حس��ب النظ��رة القرآنية- صفات إنس��انية يس��تطيع ك��ل ف��رد أن يثيره��ا ويركزه��ا في نفس��ه بق��در اقتراب��ه من مصدرها ووعائها. وهما الخ��الق العزي��ز الك��ريم

والقرآن الحكيم. وإذ ذاك؛ فإنن���ا نوج���ه ال���دعوة النص���وح إلى المؤم��نين ألن يس��تزيدوا من الفض��ائل واآلداب،�ف���ترض فيهم ااس���عي نح���و الش���رف ألنهم ي والكرام��ة والع��زة. وه��ذه الخص��ال الحمي��دة ال يمكن أن تتكرس في البيت أو الثروة أو الحال��ة القبلية؛ فالبيت ليس إال مجموعة مرص��وفة من،G G متنقال األحج����ار، وال����ثروة ليس����ت إال م����االG لهم ما كس��بوا ولكم والعشيرة ليست إال افرادا م��ا كس��بتم. والم��رء ليس ثياب��ه وال جيب��ه وال هيكل��ه، ب��ل ه��و شخص��يته على حقيقته��ا، وه��و

تقواه واقترابه الى ربه.

حق الحياة

65

Page 66: في رحاب القران

aن dحeن wقbالdمcإ bةbي dش bخ dمaكbدbالdوbأ تaلaوا dقbت bالbو

طdئ!!ا5 cخ bان b!!ك dم aهbلdت bق eنcإ dمaاك e!!يc إ bو dم aه aق aز dر b!!ن bان b!!!ك aه e!!!نcى إbن lوا ال!!!ز a!!!ب bر dقbت bالbيرا5 * و c!!!بbك bسdفeوا النaلaت dقbت bالbيال5 * وcب bس bآء bسbة5 و bش cاح bف bل c!!!ت aن قbمbو lق bحdال c!!!ب eالcإ aه e!!!الل bم eر b!!!ي حcتeال ال bانا5 فbطdل a!!س cه l!!يcل bوcا ل b!!نdلbع bج dد b!!ق bوم!!ا5 فaلdظaم

ورا5 aنصbم bانbك aهeنc تdلc إ bقdي الcف فcر dسaي(59) الحياة قيم��ة محترم��ة في اإلس��الم، وق��د أك��د الق���رآن على أهمي���ة المحافظ���ة على الحي���اةG من حي��اة األوالد والذري��ة وانته��اءG بحي��اة ابت��داءا

اآلخرين. فذات الحياة له��ا قيمته��ا المقدس��ة واحترامه��ا

رcالكبير، ول��ذلك ف��إن d!يbغcس!ا5 ب dفbن bل b!!ت bن قbم bل b!!ت bا ق b!!مeنbاbك bف cض dرbي االcف wاد b!!سbف dو

bأ wسdفbن يعا5 cم bج bاسeالن( 60ألن ه��ذا القات��ل ق��د أراد )

إنهاء الوجود، والوجود ه��و الحي��اة. ولم��ا أرخص القاتل حياة أحد األفراد، فكأنما ق��د أرخص ك��ل

حياة. من هذه الزاوي��ة نهان��ا ربن��ا ع��ز وج��ل عن أن نقت��ل أوالدن��ا. ولكن ه��ل يمكن تص��و}ر أن يقت��ل

اإلنسان أوالده؟ وكيف؟! نعم؛ يمكن ان يقتل المرء أوالده حيث ت��تراكم على نفس��ه أك��داس من الخراف��ات وأس��اطير األولين ووساوس الشيطان، فبي��دأ بقت��ل األوالدG في بعض القبائ��ل العربي��ة كما كان ذل��ك س��اريا

. 33-31)( االسراء /59. 32)( المائدة 60

66

Page 67: في رحاب القران

الجاهلية، حيث كانت تدس البن��ات في ال��تراب، فيقول قائلهم. نعم� الصهر القبر؛ أي أنه يرض��ىG عن أن يجه��د في G، ب��دال للقبر أن يكون له صهرا تربيته��ا واإلنف��اق عليه��ا ثم يزوجه��ا ح��تى ج��اءG بهذا الواق��ع ال��رهيب، حيث ق��ال: اإلسالم منددا

dتbلcت aق wنبbذ lيbأ c!!ب * dتbلcئ aس aةbودaءdو bمdا الbذc إ bو

( 61!؟ ) بل لق��د تع��دى األم��ر إلى أبع��د من ه��ذا، فق��د عم��دوا الى قت��ل ال��ذكور من أوالدهم ب��داعي الخ�وف من الفق�ر وض�نك العيش، يائس�ين من

تaلaوارحمة الله ورزقه. قال الله تعالى: dقbت bالbو يbةb إcمdالbق dش bخ dمaكbدbالdو

bأ من G G وح��ذرا أي خوف��اcيeاكaمwdالفقر والفاقة إ bو dم aه aق aز dرbن aن dحeن فالله

وحده مصدر العط��اء وال��رزق ، فال يظنن ظ��ان�أنه يعيش بطوله وقدرته.

أم�����ا اآلن فق�����د اخ�����ذت بعض البل�����دان والمؤسسات الدولية تعمل وتحرض على تحديد النسل، تحت غطاء قل��ة المستش��فيات الكافي��ة ل��والدتهم، وش��حة الم��دارس لتعليمهم، ون��درة فرص العمل لتشغيلهم، واس��تفحال النقص في الغذاءء إلطعامهم، وهكذا كان من األفضل -في

تصورهم- منعهم من المجيء إلى الحياة. ولألس��ف الش��ديد يمض��ي الع��الم في ال��وقتG نح��و إباح��ة اإلجه��اض -وبكاف��ة ال��راهن ق��دما مبرراته الواهية- وتسويغ عملية قتل األوالد وهم

أجنة في بطون أمهاتهم.. 9-8)( التكوير/ 61

67

Page 68: في رحاب القران

وهنا لنا أن نتساءل عن الفرق بين حق الحياةG، م��ع لطفل قد ولد وبين حق طفل س��يولد غ��دا أن الحي��اة هي نفس الحي��اة، س��واء ك��ان ه��ذاG خ��ارج G في بطن أم��ه أو موج��ودا الطف��ل جنين��ا البطن. ولكن لغ��ة الم��ادة والماكن��ة ووس��اوس}م���ا في مجري���ات عص���رنا الش���يطان ق���د تحك

الراهن! وهناك نوع آخر من القت�ل، يتمث�ل في إش�اعة الزنا -والعياذ بالله- قلم}ا كان الطفل بحاجة إلى التربية والتنمية وإلى حنان األبوين، والله تب��ارك وتع��الى ق��د أم��ر باالهتم��ام الكام��ل باألس��رةG، ك��انت إش��اعة G حس��نا لضمان نمو األطفال نموا الزن��ا عب��ارة عن إعالن الح��رب الش��عواء ض��د الطف��ل واألس��رة وكاف��ة بن��ود مب��ادئ التربي��ة

السليمة والهادفة. فالزاني أو الزانية ال يفك��ران باألنج��اب، وإنم��ا يهتمان بإفراغ شهواتهما العاجلة، وبالت��الي ف��إن الطفل المتولد من الزنا سيعاني فيما بعد عق��د األب من جهة، وس��يعاني من جه��ة اخ��رى نقص التربي��ة وحن��ان األم المنش��غلة بتج��اوز حج��اب

العفة والشرف. وعلى ه��ذا األس��اس نهى اإلس��الم عن الزن��ا،

هaفقال الله عز وجل: e!!نc نbى إ lوا الزaب bر dقbت bالbو بcيال5 b!!س bآء b!!سbة5 و b!!شcاح bف bان b!!كإذ الطف��ل .

G وإن كان يسير ضمن األحي��اء، فك��ل سيولد ميتاشيء فيه مقتول ، والقاتل هو الشهوة العاجلة.

68

Page 69: في رحاب القران

�م� شكل آخر للقتل، وهو قتل الناس بعضهم وثG، في حين ال يوجد أي س��بب من األس��باب بعضا يبرر الج��رأة على حي��اة اآلخ��رين وقتلهم، اللهم} أن يكون المقتول قد اخت��ار لنفس��ه الخ��روج إال عن إطار ومحتوى اإلنسانية ، وهو الواق��ع ال��ذي

تaلaواعبر عن��ه الق��رآن الك��ريم بقول��ه: dقbال تbو lق bحdالcب eالcإ aهZالل bم eر bي حcتeال bسdفeالن .

أم����ا الثقاف����ة الجاهلي����ة، حيث تس����تولي الديكتاتوري��ة ويس��ود الظلم وتن��دلع الح��روب الباطلة، فإن النفس اإلنسانية المكرمة من قبل خالقها تصبح أرخص من ك��ل رخيص. وهن��ا أج��دG كل الحرص على توجيه نص��يحتي نفسي حريصاG، ألن يعرف���وا أن الخالص���ة للمس���لمين جميع���اG إلباح��ة اإلسالم ق��د وض��ع ض��وابط ش��ديدة ج��دا القتل، وعليهم أن يحس��بوا الم��رة بع��د األخ��رى حساباتهم إذا ما وج��دوا أنفس��هم في ص��راعات واختالف��ات إلباح��ة قت��ل ه��ذا أو ذاك، وال ينس��وا قول اإلم��ام محم��د الب��اقر علي��ه الس��الم، حيث قال: " من أعان على مسلم بشطر كلم��ة كتب

(62بين عينيه يوم القيامة آيس من رحمة الله" )

االعتدال أساس الحياة

b ال bو bك cقaنaى عbلcإ غdلaولbة5 bم bكbدbي dلbع dجbت bالbو لaوم!!ا5 bم bد a!!ع dقbت bف cط d!!سbبdال eل a!!ا ك bهdط a!!سdبbت قb لcمbن dز lال!!ر aط a!!سdبbي bك e!!ب bر eنcورا5 * إ a!!سdحeم

. 149، ص72)( بحار األنوار، ج62

69

Page 70: في رحاب القران

5 يرا c!!صbيرا5 بcب bخ cهcادbبcعcب bانbك aهeنc دcرa إ dقbي bو aآء bشbي (63 )

تعتبر أزم��ة اإلف��راط والتفري��ط أزم��ة خط��يرةG، من طبيعتها أن تضيع على اإلنسان حياته ، جدا

وأن تسلبه السعادة األخروية األبدية. فترى بعض الن��اس مف��رطين في حي��اتهم في ك��ل ش��يء؛ فهم ي��أكلون أك��ثر مم��ا يش��تهون، ويشربون أك��ثر مم��ا يحت��اجون، وين��امون الن��وم الطوي����ل، ويس����رفون في حبهم أو بغض����هم،

ويبذرون في طاقاتهم وإمكانياتهم.رون في ك��ل بينم��ا ت��رى البعض اآلخ��ر يقص��}G، وال ين����امون إال ش����يء؛ فال ي����أكلون إال قليال

..G قصيرا وبين ه��ذا وذاك؛ نج��د اإلس��الم ي��أمر بالقس��ط واالعتدال، والس��ير في الحي��اة ض��من الص��راط المستقيم، والمحج}ة البيضاء. وقد يعيش الم��رء حسبما يامره الوحي والعقل ، ووفق م��ا ت��امره

خبرته العلمية وتملي عليه تجربته العملية. والله ربنا يأمرنا باالعتدال في كل شيء، حتى في عطائنا لآلخرين، إذ يلزمنا بمراع��اة الج��انب

ة5االقتصادي، فيقول: b!!ولaلdغ bم bكbدbي dلbع dجbت bالbو ك c!!قaنaى عbلcإbأي ال تحش��ر نفس��ك في ش��باك

االغالل والقي���ود، وال تض���طرها إلى االنط���واءم عليها ك��ل ش��يء وتمنعه��ا واالنغالق، حيث تحر}

من طيبات ما رزقك الله.

. 30-29)( االسراء/ 63

70

Page 71: في رحاب القران

فاإلنسان في المجتمع المسلم ال ينبغي له أنع لنفس��ه بغ��ير G بقيود إضافية، فيشر} يكون مقيدا

ما أمره خالقه أو ما نهى عنه العقل السليم. أم��ا أن يك��ون المس��لم في حال��ة انكم��اش وانط����واء� دائم على نفس����ه، ال يحب االنطالق والتحرك، ثم االفظ��ع من ذل��ك أن��ه ينس��ب ك��ل ذل��ك إلى ال��دين، فيح��رم الطيب��ات علي��ه وعلى اآلخرين ، وكلمة الحرام والممنوع ال تسقط عن لسانه. فعلي�ه والحال�ة ه�ذي -أن يراج�ع ويق�و}م جملة اعتقاداته الدينية، ال سيما وأن الله تع��الى حينما يص��ف رس��وله الك��ريم وبعثت��ه الش��ريفة،

اهaمd عbنcيقول: b!!هdنbي bو cوف aرdع bمdال c!م بaه aر aمdأ b!ي

aم lر b!!!حaي bو cات b!!!بlيeالط aم aهbل fل c!!!حaي bو cر b!!!كdن aمdال dمaه bر d!!!صcإ dم aهdنbع aع b!!!ضbي bو bثcآئ b!!!ب bخdال aم cهdيbلbع

dم cهdيbلbع dتbانbي كcتeال bلbالdغbاالbو(64. )ع اآلف��اق ام��ام الن��اس بقول��ه G يوس��} وه��و أيض��ا

هc الeتcيالك��ريم Z!!الل bة b!!ينcز bم eر b!!ح dنbم dل a!!ق dل a!!ق cق dز lال!!ر bنcم cات b!!بlيeالطbو cهcاد b!!بcعcل bج bر dخbأ

نaوا bامbء bينcذeلcل bيcه(65. ) ف��القرآن المجي��د ال��ذي يامرن��ا ب��التحرك في الحياة؛ فنأكل ونشرب ونس��افر وننف��ق… ت��راه

bمن جهة اخرى ينهانا عن االفراط فيق��ول: ال bو لaوم!!ا5 bم bد a!!ع dقbت bف cط d!!سbبdال eل a!!ا ك bهdط a!!سdبbت

5 ورا aسdحeم؛ أي ال يصح وال يجوز العيش حس��ب العواطف، وال سيما االرتجالية منها، حيث يخرج

. 157)( االعراف/ 64. 32)( االعراف/ 65

71

Page 72: في رحاب القران

G- فينس��ى حق��وق G -مثال المرء من اموال��ه جميع��ا نفس��ه وأوالده وزوجت��ه واقارب��ه. فال يص��ح ان يتصرف وكأن��ه يعيش له��ذه اللحظ��ة، وأن ليس له غد�.ان الشرع والعق��ل ي��أمران اإلنس��ان ب��أن يعمل حسب الحاج��ة بمع��نى ض��رورة أن تك��ون تص��رفاته مدروس��ة ومعقول��ة، وذل��ك لتحاش��ي الوقوع في مطبات الن��دم ، وتحاش��ي أن تك��ون حيات��ه في المس��تقبل جمل��ة من ردود الفع��ل

المعاكسة. فقضية األنفاق البد لها من قيود، إذ من الخطأG م��ا بإنفاق��ه ك��ل الواضح أن ينجي الم��رء فق��يرا أموال��ه، فيتح��ول ه��و إلى فق��ير. وإنم��ا يج��در

آءaاالعتقاد بأن الله b!!شbن يbمcل bق dز lالر aط aسdبbي 5 يرا cصb5 ب بcيرا bخ cهcادbبcعcب bانbك aهeنc دcرa إ dقbي bو.

G على الم��ؤمن التخل��ق ب��أخالق فلما كان لزاما الله فعليه معرفة ان الرزق بيد الله، وأنه يرزق من يشاء، وأن��ه يمن��ع على من يش��اء، وأن ك��ل

�جارى. ذلك ضمن خبرة وبصيرة إلهية التG ومن هن��ا؛ يت��بين أن��ه ال يك��ون الم��ؤمن مؤمن��اG، ما لم يلتزم باالعتدال والقسط في الحياة؛ حقا بعواطفه��ا وحبه��ا وبغض��ها ، وبحرك��ة العط��اء والمن����ع… حيث يأخ����ذ الطري����ق الوس����ط والمستقيم في مختلف االبعاد، ويتجنب اإلفراط

والتفريط.

القرآن نجاة من الشك

72

Page 73: في رحاب القران

كي��ف ت��دخل الش��كوك في النفس اإلنس��انية؟ وكي���ف يس���تطيع ابن آدم أن يعيش حي���اةG بال

شكوك؟ وهل أن عقل��ه ع��اجز عن اس��تيعاب مجري��ات الحياة؟ وهل هو -في الواق��ع- فق��ير الى أدوات

الفهم؟ لق��د زو}د الل��ه ع��ز وج��ل اإلنس��ان بالعق��ل وبالخي���ال وب���الحواس وبعش���رات الوس���ائل

الستقبال الحقائق، فلماذا الشك إذن؟! أقول: إنما يدخل الشك وال��ريب إلى اإلنس��ان عبر وساوس الشيطان، وعبر الهوى واالنجذاب للم����ادة والطبيع����ة، وع����بر ع����دم الترك����يز واالس���تعجال في اتخ���اذ الق���رارات واص���دار االحكام، وعبر التأثر بأفكار اآلخرين واالنبهار بها دونم��ا تفح}ص� أو نق��د، وهن��اك أس��باب عدي��دة

اخرى. أما سبيل العالج من ااش��ك، فه��و اللج��وء الى كت���اب الل���ه المجي���د، فه���و عالج الوس���اوس الش��يطانية، والض��عف البش��ري، وداء االنبه��ار بالفكر اآلخر، كما أنه يح��رر االنس��ان من جمي��ع عوام��ل الض��غط. فحينم��ا نق��رأ الق��رآن بعم��ق ونس�توعب آيات�ه الكريم�ة، فإنن�ا ن�زكي أنفس�نا ونعلمها ونصلحها، وهنال��ك نتج��اوز حال��ة الش��ك والريب، ولذلك يقول ربن��ا س��بحانه وتع��الى في

ي!!هcس��ورة البق��رة: cف bبdي bرbال aاب b!!تcالك bك c!!لbذ bين cقeت aلمcدى5 لaه(66 ).

.2) ( البقرة/ 66

73

Page 74: في رحاب القران

�ن��زل لمواجه��ة ال��ريب، ق��د ألن القرآن ال��ذي أ وضعت في��ه الق��درة على إزال��ة عوام��ل ال��ريب والضعف واالنبه��ار ب��اآلخرين، واألفك��ار الدخيل��ة التي يتعرض لها المس��لم، في��دعوه إلى التح��رر من تقلي��د اآلب��اء والتقوق��ع على تقالي��دهم، كم��ا يح��رره من ض��غوط الش��هوات، ثم يث��ير عقل��ه

ويضيئه ويضع أمامه المنهج الصحيح للتفكير.عaونb فالله جل جالل��ه يق��ول: cمbت d!سbي bينcذ e!ال

bينcذ e!!ال bك c!!ئbل dوaأ aهbن b!!سdحbأ bون a!!عcبeتbي bف bلdو b!!قdال

d وا a!!!!!ولaأ dمaه bك c!!!!!ئbل dوaأ bو aه e!!!!!الل aمaاهbد b!!!!!ه

cاب b!!بdلbاال(67)فه��و ي��زود اإلنس��ان المس��لم ببرن����امج عظيم؛ ي����دعوه إلى إزال����ة الحجب، وضغوط الشهوة والعقد النفسية في إطار اتباع

الحق.�علم إن الخالص من الريب، يع��ني الوص��ول ولي الى اله��دى ومن ثم الوص��ول الى التق��وى، ألن جوهر التقوى هو المعرفة بالل�ه وب�الجزاء، وه�و

اإليمان بالغيب وباآلخرة وبالرسل وبالحق. وج��ذوة الق��ول هي: أن اقترابن��ا من الق��رآن يع��ني ابتعادن��ا عن الش��ك وال��ريب، ألن الق��رآن

ذاته كتاب ال ريب فيه.

النقد الذاتي؛ بصيرة قرآنية

ا bوهaدaبdعbي أbن bوتaاغeالط تbنbبaوا dاج bينcذeال bو cادbب cع dر lشbب bى ف bر dشaبdال aم aهbل cهeى اللbلcوا إaابbنb أ bو

. 18)( الزمر/ 67

74

Page 75: في رحاب القران

bون a!!!عcبeتbي bف bلdو b!!!قdال bونaع cمbت d!!!سbي bينcذ e!!!ال * bك c!!ئbل dو

aأ bو aهeالل aمaاهbد bه bينcذeال bكcئbل dوaأ aهbن bس dحbأ

cابbبdلbاال dواaولaأ dمaه( 68) يتعرض ابن آدم لضغوط كثيرة في حياته، فقد يك��ون من��ذ طفولت��ه عرض��ة للتربي��ة الفاس��دة، حيث يتلقى الثقاف����ة الخاطئ����ة، أو يعيش في مجتمع فاسد، فإذا شب وق��وى ع��وده في مث��ل�ولج في متاهات الحياة، هذا المحيط، وإذا كبر وأG- فيجد نفس��ه تكون هناك ضغوط اقتصادية -مثالG عن تأمين معاش��ه أو ض��مان مس��تقبله - عاجزا كما يحل��و ل��ه أن يتص��ور- إال ب��الطرق الملتوي��ة،G؛ في G مفس��دا G فاس��دا ومن ثم ق��د يعيش إعالم��ا مثل هذه األجواء تتص��اعد وتتض��اعف احتم��االت

انحرافه. فإذا أغل��ق اإلنس��ان ب��اب التوب��ة والع��ودة إلى خالق��ه، وس��د} أب��واب تص��حيح المس��يرة أو م��ا يس��ميه األدب الح��ديث ب�"النق��د ال��ذاتي"، فإن��هG باالسترسال في الطريق G سلفا سيكون محكوما

الخاطئ، مرحلة بعد مرحلة. ولكن كال؛ فالل���ه ال���رحمن ال���رحيم والعف���و� الغفور ليس قد فتح أم��ام اإلنس��ان ب��اب التوب��ة}م��ه وش��جعه ومنح��ه فحس��ب، وإنم��ا دع��اه وعل الوسائل الكافي�ة للتوب�ة. فه�ذه ال�دعوة اإللهي�ةG م��ا تك��ون ليست كدعوات اآلخ��رين، حيث غالب��ا دعوات جافةG بخيلة، بل هي دع��وة ح��بيب رحيم

غفور .. 18-17)( الزمر/ 68

75

Page 76: في رحاب القران

فكما أن جسمك الذي قد يتع��رض للم��رض أو الوس��خ، ل��ه م��ا يعالج��ه من دواء للعافي��ة وم��اء للنظافة والتطهير، كذلك األمر بالنسبة لروح��ك وفك���رك وعمل���ك لهم م���ا يح���ييهم ويص���حح

مسيرتهم. فق��د يمكن لإلنس��ان أن ينح��رف -وه��ذا من طبيعة الخلق��ة- فه��و خل��ق من ض��عف وعج��ل ، وكان ل��ه التع��رض للمش��اكل والس��قوط، ولكن

األهم هو أن يصلح نفسه فيما بعد. فالقرآن الكريم يبشر التوابين ويدعو الن��اس - على اختالف مشاربهم وأسباب انح��رافهم- إلى الع�ودة والنه�وض والتوب�ة في ك�ل وقت وحين، كما أنه يدعو المؤمنين بصورة خاصة الى ع��دمو¢ح¡ الله، ويخبرهم بأنه ال يي��أس من اليأس من ر�و¢ح¡ الل�ه إال الق�وم الك�افرون، إذ الي�أس يع�ني ر�د الم��وت، أو لنق��ل إن الي��أس ه��و قت��ل متعم��} لل���ذات وللفك���ر. وه���ذا لعم���ري ذنب كب���ير ال يضاهيه إال الكفر، والشيطان يث��ير في قلب ابن

آدم هذا اليأس. أن الل��ه تب��ارك اس��مه حينم��ا يامرن��ا باجتن��اب الطاغوت في سورة الزمر الكريمة، ال يلبث أن يأمرنا بالتوبة واإلنابة إليه، ألن هذا الطاغوت قدG في روح اإلنس��ان G عميق��ا G وجرح��ا G بليغا ترك أثرا

وطريقة تفكيره. فم��ا على ه��ذا األخ��ير إال التص�ميم على ترك�ه وتجاوز آثاره األليم��ة، وه��و به��ذا االجتن��اب إنم��ا يب��ني لنفس��ه حي��اةG جدي��دة قائم��ة على أس��اس

76

Page 77: في رحاب القران

التقييم والنقد، حيث يعق}ب الله على قوله األول بآيت���ه المحكم���ة: "لهم البش���رى" -الم���نيبون

عaونbالتائبون- cمbت d!!سbي bينcذ e!!ال *cاد b!!ب cع dر l!!شbب bف aهbن bس dحbأ bونaعcبeتbي bف bلdو bقdال؛ أي أنهم يقبل���ون

ب��أرواحهم على عملي��ة النق��د ال��ذاتي الص��ادرةG عن قول القرآن والفط��رة، فيس��تمعونه أساسا

ويتبعون أحسنه.G G حقيقي��ا وهذا التحول الواقعي ليس إال مصداقا للهداية اإللهية لمن كان له قلب أو ألقى السمع�

وهو شهيد.

الصبر؛ عبور الى المستقبل

ا e!!مbا لbن cر dمbأcب bونaد dهbة5 ي eمcئb مd أ aهdن cا مbنdلbع bجbو

bونaن cوقaا يbنcاتbيb وا وbكbانaوا بcا aرbب bص( 69) بم��اذا ننمي في أنفس��نا ص��فة الص��بر، وكي��ف نستطيع أن نصمد أم��ام المش��اكل والتح��ديات؟ وما هي القواعد واألسس القرآنية ال��تي تمنحن��ا

هذه الصفة المثلى؟ إن اإلجابة عن هذه التساؤالت تفرض ضرورة تب��يين حقيق��ة أن الص��بر يع��ني تج��اوز الحاض��ر، والنظر إلى المستقبل فكلما ك��ان الترك��يز على المستقبل وتجاوز الحاضر، كان مس�توى الص�بر

.G والصمود اكبر فائدة وأعظم تأثيرا وبين ه��ذا وذاك، نج��د أن من ص��فات الف��رد الم��ؤمن أن��ه ال يتج��اوز الوض��ع ال��راهن ال��ذي

. 24)( السجدة/ 69

77

Page 78: في رحاب القران

يعيشه بآالمه ومش��اكله، وينظ��ر إلى المس��تقبل الذي يصنعه بنفسه ويوفقه الل��ه إلي��ه فحس��ب،�فق المستقبل الغيبي؛ أي أنه وإنما نراه يعيش أ يك��رس اهتمام��ه بمس��تقبله في ال��دار اآلخ��رة،

ولذلك فإنه يرجو من الله ماال يرجوه غيره.�ص��يب بمص��يبة ق��ال: هc وهو إذا م��ا أ Z!!لcا لeنc قإ

bون a!!ع cاج bر cه d!!يbلc آ إ Z!!نc ( ألن���ه يعلم بأن���ه70 )وإ س��يرجع إلى رب��ه، وأن ك��ل م��ا يمل��ك إنم��ا ه��و بتخويل من المالك األول، وه��و الل��ه ع��ز وج��ل. فه���و مطمئن إلى عودت���ه إلى الل���ه، وإلى أن خالقه يهيمن عليه، وهذا العلم وه��ذا األطمئن��ان يمنحان الفرد المؤمن بصيرة ربانية تجعله ينظر إلى المستقبل على أس�اس الص�بر واالس�تقامة والتحدي، باعتبار أن إيمانه بعظم��ة م��ا أع��د} ل��ه في ال���دار اآلخ���رة ال يمكن أن يق���اس بتفاه���ة المش��اكل والص��عوبات، ف��تراه يتلقاه��ا برحاب��ة

صدر بالغة. أال ت��رى اإلم��ام أب��ا عب��د الل��ه الحس��ين علي��ه السالم حينما نزلت ب��ه المص�يبة الك��برى ووج��دG بين يدي��ه ، فق��د أخ��ذ دم ابن��ه الرض��يع م��ذبوحاG قولت��ه رضيعه الشهيد ون��ثره إلى الس��ماء ق��ائال المقد}س��ة: " ه��و}ن علي� م��ا ن��زل بي أن��ه بعين

( فهو على اعتقاد راسخ بأن الل��ه ي��رى71الله" ) ويكتب ويحفظ شرف وقدسية دم ه��ذا الش��هيد

الصغير ، مما يهو}ن عليه الخطب األليم.

. 156)( البقرة/ 70. 46، ص45)( بحار االنوار، ج71

78

Page 79: في رحاب القران

إذن؛ فالله الذي أمر بالصبر قد مه��د الطري��ق}ن لهم في قرآنه المجي��د الحبائه بااللتزام به؛ فبي أن جزاء الصابرين النص��ر في ال��دنيا، والش��رف في الحي����اة، وعظيم الج����زاء والث����واب في اآلخ����رة ، حيث الرض����وان والجن����ان والنعيم المقيم، بم��ا في��ه القص��ور والح��ور والس��عادة المطلقة، األم��ر ال��ذي من ش��أنه تخفي��ف اآلالم

وتجاوز العقبات. فكم من مؤمنة ومؤمن كانوا يع��انون األم��رين من العوز واالضطهاد والمالحق��ة والتع��ذيب في س��جون الطغ��اة ، ولكن مج��رد ت��ذكرهم ال��دار اآلخرة والجنان الخالدة، ومجرد تذكرهم لعذاب اله��ون ال��ذي ينتظ��ر أع��داءهم ك��انت آالمهم ومص��ائبهم تخف��ف عنهم. وق��دوتهم في ذل��ك اإلمام موسى بن جعفر الك��اظم علي��ه الس��الم، حيث ك��ان الطاغي��ة ه��ارون العباس��ي ي��دعوه العالن طلب العف��و ح��تى يطل��ق س��راحه من غي��اهب الس��جون ال��تي م��ر على وج��وده فيه��ا حوالي أربعة عش��ر س��نة بآالمه��ا وفض��اعتها، إال أنه لم يستجب له، وكله أيمان وصمود وتح��دي.ب��ه الى الل��ه ألن��ه ي��رى بقائ��ه في الس��جن يقر} تع��الى، وه��و في ذات ال��وقت يق��ر}ب ه��ارون العباسي في النار؛ لذا لم يقل السجن عزيمت��ه،

ولم ينقص من همته. ان ه��ذا ه��و الص��بر، وه��ذه هي حال��ة تج��اوز ال��زمن ال��راهن والعب��ور إلى ال��زمن المس��تقبلG على ال��دنيا األفض��ل، إذ المس��قبل ليس حك��را

79

Page 80: في رحاب القران

فق���ط، ب���ل إن المس���تقبل الحقيقي ه���و فياآلخرة، وما الدنيا -بما فيها- إال محطة عبور.

االستقامة رؤية قرآنية

b عbكb وbال bم bابbن تbمbو bت dرcمaآ ا bمbك dم cقbت dاس bف كbنaوا dرbت bالbو * vير cصbب bونaل bمdعbا ت bمcب aهeنc ا إ dوbغdطbت ا b!!مbو aار e!!الن dمaك e!!سbمbت bوا ف a!!مbلbظ bينcذ e!!ى الbلcإ bال eمaث bآء b!!!!!يcل dو

bأ dنcم cه e!!!!!الل cونaن دcم مaكbل bون aر bنصaت( 72)

لكي يحق��ق اإلنس��ان مش��اريعه وطموحات��ه وتطلعاته الكبرى ، فالبد ل��ه من التحل}ي بالص��بر واالس��تقامة، ألن الل��ه ق��د عين لعام��ل ال��زمن دوره المهم في هذه الحياة. فال يستطيع الم��رءG أم��ام بمجرد أن يفكر ببن��اء بيت أن يج��ده م��اثال ناظري��ه، والم��رأة ع��اجزة عن إنج��اب طفله��ا بمحض تفكيره��ا أو رغبته��ا باالنج��اب، وال يمكن

أن يحصد الفالح ما زرعه باألمس القريب. فالله سبحانه وتعالى حينم��ا خل��ق الس��ماواتG على أن واألرض في س���تة أي���ام، ك���ان ق���ادرا يخلقهن بأقرب من لمح البصر، ولكنه قض�ى أن يك��ون لل��زمن دوره في مخلوقات��ه؛ اي أن الل��هG على أس���اس اراد للوج���ود أن يك���ون قائم���اG من طبيع�ة المنطق والعقل، فجعل الزمن جزءا هذه الخليقة، باعتبار أنه كان قد حكم عليها من

. 113-112)( هود/ 72

80

Page 81: في رحاب القران

قب����ل ب����الوالدة والعيش والتح����ول والفن����اءواالنبعاث.

G ال يتج��زء من وعلى هذا فقد كان الزمن ج��زءا وجودنا ومن ذواتن��ا وحياتن��ا، وأراد إلغ��اء ال��زمن والحص���ول على النت���ائج الفوري���ة وأن يتج���اوز العقبات ويحرق المراحل من دون ص��بر وع��زم واستقامة وثبات، فإن��ه ال يخ��دع إال نفس��ه، ولن

.G يحصل على شيء� قطعا فمن أراد ح��رق المراح��ل اح��ترق به��ا. وه��ذانة الل��ه نة كونية، ولن تجد لس� الواقع يعبر عن س�G. أما شريعة السماء فق��د اعطت اإلنس��ان تبديال ص��بر واس��تقامة بال ح��دود، س��واء على ص��عيد ال��دعوة إلى الل��ه، أو في مج��ال بن��اء الحض��ارةعلى األرض، أو لدى التوصل إلى أي هدف آخر. ففي مج���ال ال���دعوة إلى الل���ه تج���د ش���يخG عليه الس��الم ق��د دع��ا إلى رب��ه المرسلين نوحا أل��ف س��نة إال خمس��ين عام��ا، وك��ان ك��ل جي��ل يوصي خلفه بالتباعد عن هذا النبي الكبير وعدماالنصياع لتعاليمه، إال أنه صمد وصبر واستقام.

G به وحده ، بل كان ولم يكن هذا الشأن مختصا هذا شأن سائر األنبياء عليهم الص��الة والس��الم. فحينما نق��رأ س��ورة ه��ود المبارك��ة نج��د نم��اذج كث��يرة للص��بر واالس��تقامة ، وأن جمي��ع ه��ذه النم��اذج انتهت إلى النص��ر الم��ؤزر من الس��ماء

الولئك الرجال الربانيين الصامدين.تb ومن قوله س��بحانه: dر c!!مaآ ا b!!مbك dم cقbت dاس bف

وdا b!!غdطbت bالbو bك b!!ع bم bاب b!!ن تbمbونع���رف أن

81

Page 82: في رحاب القران

G، ح���تى الولئ���ك االس���تقامة أم���ر ص���عب ج���دا المؤمنين المحيطين بقيادة الرس�الة الس�ماوية. فقد روى التاريخ لنا أن منهم من كان ينه��ار فيG بالمسيرة من G ملتحقا بدء المسيرة ثم يعود تائباG من ك��ان ينكص على جدي��د. ب��ل ومنهم أيض��ا

G شطر الشيطان، والعياذ بالله. عقبيه موليا وفي إط��ار بن��اء الحض��ارة، يأمرن��ا ربن��ا العليG، ألن��ه حينم��ا العظيم بالص��بر واالس��تقامة أيض��ا يأمرن��ا بإعم��ار األرض نج��ده ي��بين لن��ا في آي��ة

�خ��رى عbا b!!م eنcرا5 * إ d!!سaي cر d!!سaعdال bع b!!م eنcإ b!!ف را5 d!!سaي cر d!!سaعdال (73أي أنن��ا حينم��ا نواج��ه )

المش��اكل الب��د لن��ا من أن نع��رف ونطمئن إلى}ين أو حلول لكل مشكلة، كما ج��اء في وجود حل

تفاسير هذه اآلية الكريمة. وفي مجال الحياة الشخصية، يقول ربنا تبارك

:G هaوتع��الى أيض��ا b!!ل ل b!!ع dجbي bه e!!الل cق e!!تbن يbمbو aب c!!سbت dحbي bال aثdي bح dنcم aه d!!ق aز dرbي bج!!ا5 * و bر dخ bم

( باعتب��ار ك��ون التق��وى تمه��د الطري��ق نح��و74)الفوز والنجاح.

إن الص��بر واالس��تقامة -كم��ا تش��ير اآلي��ات واالحاديث -أس��اس ال��دين واإليم��ان، ألن��ه يع��بر عن تمسك وإص��رار الم��ؤمن على دين��ه الح��ق.G أن يأمرن��ا الق��رآن � عبث��ا وعلي��ه فلم يكن أم��را واالح����اديث والرواي����ات ب����التحلي بالص����بر

.6-5) ( الشرح/ 73. 3-2)( الطالق/ 74

82

Page 83: في رحاب القران

،G واالس��تقامة، إذ بهم��ا يك��ون المس��لم مس��لماوبهما يتنزل نصر الله على المؤمنين.

كيف نحقق األمن والسالم؟

يcد d!!هbي bو cمbال e!!الس cارbى دbلcإ d اللeهa يbدdعaوا bو

wيم cقbت dسaم wاط bر cى صbلcإ aآء bشbن يbم( 75 ) األمن والسالم من التطلعات الك��برى للن��اس، فكل شخص يولد ويولد معه التطلع إلى الحي��اة اآلمنة والسالمة، وإلى أن يعيش في س��الم م��ع اآلخرين ومع البيئة غ��ير أن لن��ا أن نتس��اءل عن

كيفية تحقيق األمن والسالم؟ نقول بادئ ب��دء: إن الل��ه ه��و ال��ذي ي��دعو إلى دار الس���الم في ال���دنيا، وإلى دار الس���الم في اآلخرة؛ السالم مع النفس، وم��ع من حوله��ا من

اإلخوان والبيئة. إن الس��الم بمثاب��ة ش��جرة، أص��لها في القلب وفروعها في الحي��اة؛ إن��ه تل��ك الكلم��ة الطيبي��ة ال��تي أص��لها ث��ابت وفرعه��ا في الس��ماء، ت��ؤتي أكلها كل حين بإذن ربها. والسالم ه��و اطمئن��ان النفس، وهو النقيض المطلق للحق��د والض��غينة والعص��بية والحمي��ة الجاهلي��ة والتع��الي وس��ائر

الصفات سيئة الصيت.

. 25)( يونس /75

83

Page 84: في رحاب القران

فإذا كان القلب يغمره الس��الم واألمن، ك��انت تص��رفات اإلنس��ان وس��كناته تع��بر عن االرتي��اح واالطمئن��ان ال��ذاتي، ف��تراه يبحث لنفس��ه عم��ا

.G يصلحها وينفعها ويدفعها إلى التطور، هذا أوالG: فإنه سيعاشر م�ن حول��ه من األقرب��اء أما ثانيا كزوجته وذريته وإخوانه وأصدقائه وكاف��ة أف��راد� خ��ال� من البغي محيط��ه، سيعاش��رهم بس��الم

والظلم والتكبر.G: ستراه ينش��ر بأقوال��ه وأفعال��ه تفاص��يل وثالثا األمن والس���الم في مجتمع���ه وبيئت���ه وأرض���ه وفض��ائه، وم��ع ك��ل النعم ال��تي أس��بغها الل��ه

سبحانه وتعالى عليه. فلما كان الله تبارك اس��مه ه��و الس��الم، ف��إن اإلنسان حينما يعب��د رب��ه ويحب��ه، فإن��ه س��يعيش حالة السالم بأروع صورها، وذل��ك عائ��د إلى أن

الله سيسكن قلبه. وإنها لصورة رائعة أن يتخذ الله ع��ز وج��ل منG، ف�ترى ه�ذا العنص�ر الم�ؤمن قلب المؤمن بيت�ا يعيش األمن م��ع الل��ه، وخل��ق الل��ه، من أرض وسماء وه�واء وطبيع�ة وبش�ر. وه�ذه المعيش�ةG لتش��مل G فش��يئا اآلمنة من شأنها أن تتوسع شيئا الق��ريب والبعي��د، والحي والميت، ح��تى تك��ون

عالقاته إيجابية في كل شيء.G على G او غريب����ا وه����ذا الواق����ع ليس عجيب����ا المؤم��نين، م��اداموا ق��د اس��تجابوا ل��دعوة ربهم إلى صناعة األمن والسالم، وتفاعلوا مع األحكام

84

Page 85: في رحاب القران

الشرعية التي هي األخرى مهمتها تأمين السالموحالة األمن.

ولكن العجب العج�����اب أن يعيش الن�����اس أوG منهم في حالة الحرب الدائمة ض��د G كبيرا قسما،G اآلخرين، وض��د البيئ��ة ، وض��د المس��تقبل أيض��ا وه���و ال يح���اربون إب���ان ذل���ك إال أنفس���هم، إذ يفسدون األرض ال��تي يقيم��ون عليه��ا ، واله��واء ال��ذي من��ه يتنفس��ون، والمس��تقبل ال��ذي في��ه أبن����اؤهم س����يولدون رغم جمي����ع اإلن����ذارات

والتحذيرات والنتائج السلبية التي يرون.

وآت ذا القربى حقه

bينcك d!!سcمdال bو aه e!!ق bى حbب dر a!!قdا الbذ cاتbءbو eنcيرا5 * إcذ d!!!!بbت dرlذ b!!!!بaت bالbو cيلcب e!!!!الس bنdاب bو bان b!!كbو cينcاطbي e!!الش bانbو dخcوا إaانbك bينcرlذbب aمdال eن b!!ضcرdعaا ت e!!مcإ bورا5 * و a!!فbك cه l!!ب bرcل aانbطdي e!!الش ل aق bا ف bوه aج dرbت bكlب eن رcم wة bم dح bر bآءbغcتdاب aم aهdنbع

ورا5 aسdي eال5 مdو bق dم aهeل( 76) األس��رة الكب��يرة ال��تي تض��م إلى ج��انب األب واألم واألوالد اإلخ����وة واألخ����وات واألعم����ام واألخ��وال والعم��ات والخ��االت وأوالدهم، مث��ل هذه األس��رة الكب��يرة تش��كل من وجه��ة النظ��ر اإلسالمية وح��دة اجتماعي��ة هام��ة، وكلم��ا ك��انت متعاونة متالحمة، كلما كانت أقدر على مواجه��ة

. 28-26)( االسراء/ 76

85

Page 86: في رحاب القران

المصائب والمصاعب، ومواجهة تحديات الحي��اة.G عموما

فإذا وجدت� من األسر المعروفة في المجتمع،�سرة تحمل معها راية الدين أو راية االقتصاد أو أ�س��رة عريق��ة في السياس��ة، ف��اعلم أن وجدت أ�س���رة التع���اون أهم م���ا في ت���اريخ ه���ذه األ والتماس����ك والق����درة على التص����دي ب����روح

الجماعة. ونحن المس��لمين ق��د أوص��انا ربن��ا س��بحانه وتعالى باالهتمام بذوي الق��ربى، حيث ق��ال ع��ز

هaمن قائل: e!!ق bى حbب dر a!!قdا الbذ cاتbءbو بمع��نى G من ذوي��ه أن يس��عى الم��رء ألن يك��ون قريب��ا ورحمه، وهذا السعي وهذه القربى من ش��أنهما

G من قبل الله تعالى. G مفروضا أن يمنحاه حقاG فإذا رعى هذا الحق ح��ق� رعايت��ه، ك��ان ق��ادرا على رسم بصماته على صورة الحي��اة، وأم��ا إذاG لصيانة هذا الحق، فإنه يك��ون من لم يبذل جهدا المب��ذرين ال��ذين وص��فهم الل��ه ب��أنهم إخ��وان

الشياطين. إن القرآن الكريم حينما يصف لنا واقعة، فإن��ه يبينه��ا لن��ا من جمي��ع جوانبه��ا، ليك��ون اإلنس��ان المس��لم على بين��ة من أم��ره، وليلقي الحج��ة عليه. فالفرد في المجتمع قد تكون لديه إضافة في حياته، كالوقت والقدرة والمال والجاه وغير�س��رته وأقربائ��ه، ثم أولى ذلك، ف��إن ه��و اهتم بأ رعايته المساكين واليتامى والجيران ومن أشبه

86

Page 87: في رحاب القران

من ذوي الحقوق، فإنه يكون قد ص��رف فائض��ه.G مصرفه السليم، وإال كان مبذ}را

لذلك نجد القرآن الكريم حينما يأمرنا بإيتاء ذا القربى والمسكين وابن السبيل حق��وقهم، ينهي

5خطابه ب��القول: ذcيرا d!!بbت dرlذbبaت bالbو أي حينم��ا نحصل على فائض ما، فال ينبغي لن��ا ص��رفه في الطرق غير الش��رعية. النن��ا إذا لم نس��ر ض��من الجادة الش��رعية، وجهن��ا الش��يطان إلى التب��ذير وتضييع الطاقات واإلمكانيات. والتب��ذير ه��و في نفس ال��وقت تض��ييع للم��ال وال��وقت والح��ق

والفرصة، وهو بالتالي إفساد للحياة.G إن العلة األساسية في ك�ون المب��ذرين إخوان��اG لرب��ه للشياطين، أن الش��يطان لم يكن ش��كوراG عن أن يس�تفيد حينما أنعم علي�ه، ف�تراه عوض�ا من نعم الل��ه علي��ه أض��اعها من بين يدي��ه، فلم يستغلها االستغالل الصحيح، فكفر بداعي التكبر

والغرور. إذن ف��إن ابن آدم م��دعو� قب��ل ك��ل ش��يء إلى شكر نعم الل��ه، وإلى أن يوليه��ا حقه��ا إلى ذوي الحق����وق ؛ أي ذوي الق����ربى، وهم الحلق����ة

االجتماعية االولى. إننا بحاجة ماسة للغاية في مجتمعنا اإلسالمي�سرية قائمة على أساس اإليمان، إلى تجمعات أ لتك��ون بمثاب��ة المص��دات بوج��ه أم��واج التحل��ل والتفرقة والتض��ييع، ه��ذه االم��واج ال��تي تش��كلG للمجتمع المسلم فكلما كان تالحمنا G قاتال خطرا أكثر، وكان عطاؤنا أوفر لحق��وق المحيطين بن��ا

87

Page 88: في رحاب القران

من ذوي القربى والحاجة ، كلم��ا اس��تطعنا ص��د}}األمواج الجاهلية الغازية.

اإلحسان محور العالقة األسرية

aاه e!!يc إeآلcوا إaد a!!!بdعbت eالbا bك f!!ب bى ر b!!ضbقbو

bكbن!!د cع eنbغaلdبbا ي e!!مcانا5 إ b!!سdحcإ cنdيbد c!!ال bوdالcب bو آ b!!م aهbل ل a!!قbت bال bا ف b!!مaهbالcك dو

bآ أ bم aهaد b!!حbأ bرbبcكdال وdال5 كbرcيما5 * bا ق bم aهbل لaقbا و bمaه dر bهdنbت bالbو oفaا cة b!!م dح eالر bنcم lلfال!!ذ bاح b!!ن bا ج b!!م aهbل dضcف dاخbو انcي b!!!!يeب bا ر b!!!!مbا ك b!!!!م aه dم bح dار lب eل ر a!!!!قbو

غcيرا5 bص(77) نحن في ال��دنيا حلق��ة قبله��ا ك��انت حلق��ات، وبع��دها س��تكون حلق��ات؛ إنه��ا سلس��لة الوج��ود

البشري منذ آدم األول وحتى قيام الساعة. فماذا نفعل تجاه آبائنا وأمهاتنا، مع األخذ بنظر

G؟.. G أو أما االعتبار أننا سنكون فيما بعد أبا ربنا تبارك وتع�الى يؤك�د علين�ا ض�رورة وص�ل ورب���ط ه���ذه العالق���ة بين الحلق���ات البش���ريةG، بل ويسمو بها إلى حد يذكرها المشار إليها آنفا بعد اإلشارة المباشرة إلى أهليته للعبادة وح��ده

اهaفيق��ول: e!!يc إeآلcوا إaد a!!بdعbت eالbا bك f!!ب bى رbضbقbو

انا5 bس dحcإ cنdيbدcال bوdالcب bو. فإذا كانت العبادة لله، فإن اإلحسان للوالدين،G للعالق��ة بين الول��د ويبقى هذا االحس��ان مالزم��ا ووالديه حتى وإن جاهداه على أن يشرك بالل��ه؛

. 24-23)( االسراء/ 77

88

Page 89: في رحاب القران

فه��و م��أمور بع��دم إطاعتهم��ا في ه��ذا المج��ال،وبمعاشرتهما بالمعروف في الوقت نفسه.

إن من الخطأ الفاحش أن يبني الم��رء عالقت��ه بوالدي��ه على أس��اس ال��ربح والخس��ارة، وعلى أساس التفك��ير النفعي، ب��ل علي��ه التفك��ير ب��أنG على وهن، وأن والدي��ه هم��ا أمه قد حملته وهنا الوسيلة التي ج��اء عبره��ا إلى ال��دنيا، ولوالهم��ا لما س��نحت ل��ه الفرص�ة في دخ��ول جن��ان الل�ه

األبدية. فليس من الصحيح أن يعرف المرء أن أمه قدG أو أك��ثر، حملت به وأرض��عته خالل ثالثين ش��هرا وأنها قد أعطته من روحه��ا ودمه��ا وطاقته��ا؛ أن يعرف كل ذلك ويتص��وره ثم يفك��ر بم��اذا يمكن

أن ينتفع بهاحينما يتقدم بها العمر. إن المنطق والوجدان يدعوان المرء أن يهج��ر الفك��رة النفعي��ة، ويتوج��ه إلى فك��رة اإلحس��ان

التي أمرنا الله بها. فاألب يمثل خالصة الت��أريخ لألس��رة، وخالص��ة لتطلعاتها. ولذلك فقد جاء في الحديث الشريف عن أم��ير المؤم��نين علي بن ابي ط��الب علي��ه

" رأي الش!!يخ أحب إليeالس��الم بأن��ه ق��ال ( ألن الش���يخ يختص���ر78)من جل!!!د الغالم"

الت��أريخ والتطلع��ات والتج��ارب النافع��ة البنائ��ه وحفدت��ه، فق��د تنق��ذ تجرب��ة واح��دة من تجارب��هG من افرادها من الموت الزؤام. األسرة أو فردا

. 178، ص71)( بحار االنوار، ج78

89

Page 90: في رحاب القران

ومن هن��ا؛ ف��إن المؤم��نين يحتفظ��ون بالعالق��ة اإليجابية بين األجيال، وليسوا ممن يعتقدون بأن

كل جيل يجب أن يفكر بنفسه وذاته فقط. وعلى الم�رء أن يع�رف بأن�ه إذا قط��ع عالقت�ه بتأريخه الذي هو أبواه ، ف��إن أوالده س��يقطعون عالقتهم به في يوم من األيام، ولن يج��د نفس��ه إال في دار العجزة أو على قارعة الطريق، ألن��هG عن نط��اق G خارج��ا G منبوذا سيصبح -إذ ذاك- كائنا

الزمن.G وهناك قصة تؤخذ مأخذ األمثال، تقول: أن أماG لتش��تري لج��دتها وع��اءG من أعطت البنته��ا م��اال الخشب، فسألتها: لماذا يا أمي ؟ فأج��ابت األم: ألن ج��دتك تكس��ر األوعي��ة الخزفي��ة. ف��ذهبت البنت وابتاعت وعاءين. فسألتها األم عن س��بب ذلك، فقالت البنت: لقد اشتريت وعاءين، ألن��ك ستص��بحين ج��دة عن ق��ريب فتحت��اجين للوع��اء

الخشبي الثاني!! لق��د جاءتن��ا الثقاف��ة الغربي��ة بأفك��ار خاطئ��ة ؛ أفكار ال تتف��ق م��ع ثقاف��ة الرس��الة فهم فرط��وا�س��رة والت��أريخ، ف��تراهم ينب��ذون آب��اءهم عقد األ وأمهاتهم إلى المراكز الصحية ودور العجزة وما أشبه، حتى يموتوا بغيضهم. ولكنهم يغفلون عن أن الزمن سرعان ما سيستدير عليهم، فيفرض عليهم العزل��ة والهج��ر كم��ا فعل��وا هم بآب��ائهم

وأمهاتهم. فحري� بنا نحن المسلمين الرج��وع إلى ال��دين اإلس��المي الح��نيف، فنح��ترم اآلب��اء واألمه��ات

90

Page 91: في رحاب القران

�سرية، ووسيلة لتحقي��ق ليكونوا محور عالقتنا األتطلعاتنا.

األaسس االقتصادية في القرآن

cود aقaعdال c!!وا ب a!!فdوbوا أ a!!ن bامbء bينcذeا ال bهfيb يآ أ

ا يaتdلbى b!!!م eالcإ cام b!!!عdنbاأل aة b!!!يم cهbب dمaكbل dتeل cحaا eنcإ vم aر a!!ح dمaتdنb أ bو cدdي eي الصlل cح aم bرdيbغ dمaكdيbلbع

aيدcرaا ي bم aمaك dحbي bهZالل (79) األسس المتينة التي تعتمد عيها بصائر الق�رآن في المجال االقتصادي نج��دها في س��ور وآي��ات قرآنية عديدة، ومنه��ا س��ورة المائ��دة المبارك��ة، وفي آيته��ا األولى بال��ذات؛ ه��ذه الس��ورة ال��تي يمكن تسميتها بسورة الحضارة، وس��ورة تنظيم الحي���اة القائم���ة على أس���اس عق���د الميث���اق

المشترك بين البشرية. ففي ه��ذه الس��ورة، وابت��داءG من اآلي��ة األولى ي���بين الق���رآن األس���س المعتم���دة لبص���ائره االقتصادية. فاألصل في الرؤية القرآني��ة أن ك��ل شيء حالل إال م��ا حرم��ه الش��ارع المق��دس، إذG من القي��ود ال��تي تح��ول اإلنس��ان خل�ق متح��ررا دون انطالقه وبحثه عن الرزق واستثمار طاقاته وإمكانات��ه في س��بيل معاش��ه وتحري��ك عجل��ةG عما تفرض��ه الجاهلي��ة من عقب��ات الحياة، بعيدا كبرى أمام الحركة البشرية وتحول دون تحقي��ق

. 1)( المائدة/ 79

91

Page 92: في رحاب القران

رفاهها الحقيقي وأمنها االقتصادي وسعادتها فيالمعاش.

G من اج��ل وجاء اإلسالم ورس��االت الل��ه جميع��ا تحطيم ه����ذه القي����ود واالغالل، لتفتح أم����ام اإلنس��ان اآلف��اق الرحب��ة للتح��رك والبحث عن

الرزق. واآلية الكريمة المش��ار إليه��ا تق��رر أن الن��اس أحرار في عقد معامالتهم فيما بينهم ، وذلك بما يتض���من تك���ريس التع���اون واالس���تفادة من طاقاتهم وتنش��يط فاعلي��اتهم وتنمي��ة م��واهبهم،

وكذلك لتحقيق أهدافهم وتطلعاتهم.G ش��رعية يف��ترض على بلى ؛ إن هن��اك ح��دودا اإلنس��ان االل��تزام به��ا، ألنه��ا ال تع��ود إال ب��النفع وتحقيق مص��لحته ، من حيث يعلم أو ال يعلم، إذ الل���ه يرزق���ه من حيث يحتس���ب ومن حيث ال

يحتسب. وه���ذه الح���دود في واقعه���ا ح���دود مص���الح اآلخرين. فاإلنسان حر� في البحث عن مصالحه، كإعم��ار األرض أو اس��تخراج المع��ادن وإب��رام العق��ود. ولكن حريت��ه ه��ذه له��ا ح��ود متعلق��ة بمص��الح اآلخ��رين، إذ ليس من حريت��ه أن يبغي عليهم أو ي��دوس على حري��اتهم. ول��ذلك ق��ال

ودcس��بحانه وتع��الى aقaعdال c!!وا ب a!!فdوbأأي أن

الوف��اء بم��ا أب��رم اإلنس��ان من عق��د اقتص��ادي يضمن عدم تضييعه لحقوق ومص��الح من تعاق��د

معهم.

92

Page 93: في رحاب القران

ة االس��تفادة من }ي��} ويش��رع الل��ه لالنس��ان حل االنع��ام باس��تثناء ظ��روف وح��االت معين��ة، ك��أنG من حيث تذكيته أو غص��بيته، يكون اللحم حراماG في أيام وأرض الحج، إذ أو كون اإلنسان محرما المف��روض أن تعيش في تل��ك البقع��ة المبارك��ة وفي تل��ك األي��ام جمي��ع مخلوق��ات الل��ه دون

استثناء حالة األمن والسلم. وهكذا يتضح أن االقتصاد اإلسالمي ق��ائم على تشريع الحرية والتعاون واحترام حقوق اآلخرين

ومصالحهم.

القواعد السياسية في القرآن

واaام b!!قbأ bو dم cهlب bر c!!وا لaاب bجbت d!!اس bينcذ e!!ال bو ا e!!مcمbو dم aهbنdيbى ب bور a!!ش dمaه aر d!!مbأ bو bةbال e!!الص

bون aق cنفaي dمaاهbن dق bز bر( 80) إذا استنطقنا آيات القرآن الك��ريم عن قواع��د السياسة في اإلسالم، ألجابتنا بانها ال تخ��رج عن

ثالث قواعد أساسية، وهي التالية: القاع��دة األولى: والي��ة الل��ه ال��تي من ش��أنها جعل الناس يعتصمون بها، وتحول دون دخولهم في والي����ة الش����يطان، وتنفي الط����اغوت من

حياتهم، وتخلصهم وتحررهم من الجبت. فوالي��ة الل��ه ش��رف اإلنس��ان، ألنه��ا تع��ني أن الخالق عز وجل لم يغ��ل� ي��ده ولم يك��ل الن��اسفهم وكرمهم بأن جعل إلى أنفسهم. فهو قد شر}

. 38)( الشورى/ 80

93

Page 94: في رحاب القران

هذه الوالية بمثابة سفينة النجاة وحبل االعتصام لهم ، فإذا اعتصموا به اس��تطاعوا التع��الي على

كل صعوبة في حياتهم. وال يخفى أن والية الل��ه تع��ني والي��ة الرس��ول واألئم��ة والص��الحين من عب��اده ال��ذين يمثل��ون ذات الخ���ط اإللهي، وهي تع���ني والي���ة الع���دل

والزهد والتقوى والفضيلة واإليثار والفقه. ولما ك��انت والي��ة الل��ه الرك��يزة األولى ، فهيG م��ع التش��ريع الص��حيح الن��ازل من تنسجم أيض��ا السماء، فال احد له الحق في التشريع غيره، بل المشرع األوحد لإلنسان، هو خالق اإلنسان ألن��ه

هو الرب المعبود دون سواه. القاعدة الثاني��ة: الش��ورى في الحكم الداخل��ةG له��ذا في إطار والية الله سبحانه وتعالى، وتبع��اG على المؤم��نين أن ي��ديروا ش��ؤونهم أصبح لزاما بالفكر الجمعي؛ بمعنى اجتماعهم على تبادل ما يفهمون��ه من األفك��ار القرآني��ة فيس��تفيدون من عق��ولهم المتنوع��ة ، على ان يش��ارك الواح��د منهم اآلخ��رين في عق��ولهم وعل��ومهم. وبه��ذه القاعدة يمكن تركيز الخبرة، وترش��يد الحكم��ة،

وتكريس الجهود، واالقتراب من العدل. القاع��دة الثالث��ة: وج��وب ال��دفاع عن النفس ومقاومة البغي، حيث نجد الله س��بحانه وتع��الى يامرنا في آيات كريمة من سورة الشورى بهذه القواعد الثالث. فالمجتمع المؤمن حينم��ا يمل��ك ج���وهرة ال تثمن ، وهي ج���وهرة والي���ة الل���ه

94

Page 95: في رحاب القران

وجوهرة الشورى، البد له من الدفاع عما يمل��كبكل شجاعة وحزم وصمود.

البشرى واالنذار في القرآن

wمdو b!!قcا5 ل Z!!يcب bرbانا5 عbء dر aق aهaاتbايbء dتbل lصaف vابbتcك dمaه aرbثdكbأ bض bرdعbا bيرا5 فcذbن bيرا5 و cشbب * bونaمbلdعbي

bونaع bم dسbي bال dم aه bف( 81) بمجرد أن ينفتح اإلنسان المسلم على القرآن المجيد، فإن قلبه ينغمر بنوره، فإذا ب��ه يتفاع��لG معه ويعمل به ويش��هد علي��ه؛ أي يك��ون ش��اهداG إلى ان الق��رآن على تطبيقه بين الن��اس، نظ��را كتاب علم وحكم، وكتاب شرائع ومناهج، كت��اب يحمل في طياته أدوات تنفيذه. فهو ينذر بعقاب الله، ويبين خالل آياته أل��وان العق��اب ال��ذي ق��د}قه وأعرض عنه ب��داعي التك��بر أعد� لمن لم يطب عليه واالبتعاد عنه، وهو -في الوقت ذاته- كت��اب يح��وي أل��وان البش��ارة بالجن��ة والرض��وان لمن طبق��ه ونف��ذ أوام��ره وعم��ل بوص��اياه ب��داعي

التقوى ونية االقتراب إلى الخالق الجليل. إذن؛ فالقرآن يحمل في داخله أدوات تنفي��ذه، ولكننا نرى -مع كل ذلك- من يقرا كتاب الله فالG من ه���و مص���داق لنص يطبق���ه، ون���رى أيض���ا الحديث الشريف المروي عن رسول الله صلى

. 4-3)( فصلت/ 81

95

Page 96: في رحاب القران

بe تالw للق!!رآنالله عليه وآله حيث يقول: aر" ( 82 )والقرآن يلعنه"

إن السبب في ذلك هو أن ه��ذه الش��ريحة مناء يحجب��ون عق��ولهم وأنفس��هم عن آي��ات الق��ر} ال����ذكر الحكيم، فهم يق����رؤون األلف����اظ وال يتعمقون في المعاني؛ فال ينف��ذون إلى الحكم��ة والبصيرة، فتراهم ينصرفون عن معاني اآلي��ات،

ألنها تحجبهم بنورها.G ط��اهرة، أما الذين يحمل��ون في داخلهم قلوب��ا

bوال��ذين يق��ول عنهم ربن��ا تب��ارك وتع��الى: الbون aر eهbطaمdال eالcإ aه fسbمbي( 83أي أولئك ال��ذين )

طهر الل��ه قل��وبهم باإليم��ان والتق��وى والتزكي��ة، فهم حينم��ا يق��رؤون الكت��اب الك��ريم؛ يقرؤون��ه بطريقة أخرى، فإذا بلغوا آية فيها ذك��ر للعق��اب قرؤوها مخاطبين أنفس��هم، به��ا حيث تم��ر على أذه���انهم جمي���ع ص���ور الع���ذاب اإللهي األليم ، وكأنهم يتعرضون له قبل غ��يرهم، أو ك��أنهم هم المعنيون به�ا دون غ�يرهم وإذا ق�رؤوا آي�ة فيه�ا ذك��ر الث��واب والبش��ارة، م��رت على خ��واطرهم صور الجنة والرضوان ، حيث يكون المؤمن في ال��دار اآلخ��رة عن��د ملي��ك مقت��در، فيبش��رون أنفس��هم به��ا ، ويص��ممون على حي��ازة الجن��ة الخال���دة والرض���وان اإللهي الك���ريم، ف���تراهم يس��عون ويجته��دون ح��تى يص��بحوا ممن تن��الهم

. 184، ص89)( بحار االنوار ، ج82. 79)( الواقعة/ 83

96

Page 97: في رحاب القران

رحم��ة ربهم وفض��له، وأعظم بهم��ا من رحم��ةوفضل.

بين الجنة والنار

ا bا م bيه cف aهbا لbنdل eجbع bةbل cاجbعdال aيدcرaي bانbن كeم bمeن bه bج aه b!!!ا ل b!!!نdلbع bج eمaث aي!!!دcرfن نbمcل aآء b!!!شbن bاد bر

bأ dنbمbورا5 * و aحdد e!!!وما5 مaمdذ b!!!ا م bهbال d!!!صbي vنcمdؤ a!!م bو a!!هbا و bهbيdع b!!ا س b!!هbى لbع b!!سbو bة bر cخbاال fد c!!مfال� نaورا5 * كaك d!!شeم م aهaيdع bس bانbك bكcئbل dوaا bف bان b!!ا ك b!!مbو bك l!!ب bر cآء b!!طbع dنcم cآلءaؤbهbو cآلءaؤbه

بlكb مbحdظaورا5 bر aآءbطbع( 84) الدنيا تحوي فريقين فريق الجنة وفريق النار.

ولكن هل أن الله سبحانه وتعالى خلق الفريق األول، وكتب له دخول الجنة من��ذ الي��وم األول؟

وهل األمر كذلك بالنسبة ألصحاب النار؟ الج��واب ليس إال النفي الق��اطع إذ أن ال��دنيا عبارة عن خلي��ط من الن��ور والن��ار، ومن الخ��ير والشر ، ومن الفضيلة والرذيل��ة ، وم��ا على ابن

آدم سوى االختيار واالنتخاب. ففي بداية الحياة حيث يختلط الهوى بالعقل ، والجه��ل ب��العلم، والش��هوة ب��اإلرادة، ال يع��رف اإلنس���ان كي���ف ينتخب. ولكن ه���ذه المع���اذير تس��قط بم��رور ال��زمن، وبتق��دم اإلنس��ان في العم��ر، فال يع��ذر بح��ال من األح��وال أن يبقى

. 20-18)( االسراء /84

97

Page 98: في رحاب القران

G ، ب�ل ال من�اص ل�ه من انتخ�اب G أو م�ترد}دا جاهالأحد الطريقين.

فمن اختار طريق الجنة اضطر إلى أن يسعىG، فيكتب الله له G صالحا لها سعيها ، فأصبح مؤمنا الس��عادة األبدي��ة. ومن اخت��ار الطري��ق اآلخ��ر

وأعرض عن طريق الجنة، خلد إلى الهاوية. إن الجن���ة بحاج���ة إلى س���عي ح���ثيث وجه���د متواصل، أما النار فيكفي للسقوط فيه��ا مج��رد

استرسال المرء في شهواته. إذن؛ فالناس هنا في هذه الحياة الدنيا يكتبون على أنفس��هم أح��د المص��يرين ، وربن��ا س��بحانه وتع��الى ي��بين ه��ذه الحقيق��ة بوض��وح ب��الغ في

مeنس��ورة اإلس��راء المبارك��ة، حيث يق��ول : bة b!!ل cاجbعdال aي!!دcرaي bانbكأي أن م�ن اخت��ار ال��دنيا

العاجلة بزخارفها ومظاهرها من طعام وش��راباومسكن وزينة وأه��واء b!!ا م b!!يه cف aه b!ا ل b!!نdل eجbع

aيدcرfن نbمcل aآء bشbنفإن الله يعطي��ه. ولكن بم��ا يريد هو ال مخلوق��ه اآلثم ه��ذا، إذ ليس ك��ل من

أراد الدنيا حصل عليها بما تمنى. bمeن bه bج aه b!!ا ل b!!نdلbع bج eمaثففي مقاب��ل ه��ذه

ال��دنيا ال��تي منح، تك��ون جهنم م��أواه األخ��ير5ورا aحdد e!!وما5 مaمdذ b!!ا م bهbال d!!صbيحيث العنت ،

واأللم ال��دائم. وال يمكن تص��ور احتم��ال تع��وده عليهما، بل تبقى الهزيمة الس��احقة تالحق��ه في كل لحظة من لحظات وجوده في الن��ار، ويبقى اإلحساس بالعذاب المهين هو المستولي الدائم

عليه، فال أحد ينصره أو ينفعه من دون الله.

98

Page 99: في رحاب القران

ولكن من أراد الجنة وسعى لها سعيها، استعد} ل��دفع الثمن، ذل��ك ألن الجن��ة ح�ف}ت بالمك��اره والص����عاب، فب����ذل من التض����حية والص����بر�مر به ما وسعه. فالمجاه��د واالستقامة على ما أG له��ذا الطلب، يطلب الجن��ة ويب��ذل دم��ه ثمن��ا والش���اب الص���ابر على ش���هواته والك���اف عن االسترسال معها فإنه ي��دفع ثمن الجن��ة بص��بره

هذا. ا bهbيdع b!!ا س b!!هbى لbع bسbو bة bر cخbاال bاد bر

bأ dنbمbو كaورا5 dشeم م aهaيdع bس bانbك bكcئbل dوaا bف vنcمdؤ aم bو aهbو

.فبقدر ما عملوا حصلوا على النتائج المرضية

استعدادا5 ليوم القيامة

cه cقaنaي عcف aه bرcآئbط aاهbن dم bزdلb أ wان bنسcإ eلaكbو aاه b!!قdلbاب!!ا5 يbتcك cة b!!امbي cقdال bمdو b!!ي aه b!!ل aجcر d!!خaن bو bك c!!س dفbنcى ب bفbك bك b!!ابbتcك dأ bر d!!ورا5 * اق a!!نشbم

يبا5 cسbح bكdيbلbع bمdوbيdال( 85)G في��ه �وتيت في ي��وم القيام��ة كتاب��ا م��اذا ل��و أG ال يغ�ادر ص�غيرة أو إحصاء لكل ما فعلت�ه؛ كتاب�ا كب��يرة إال أحص��اها؟ وم��اذا ل��و وج��دت أعمال��ك حاضرة، وعرفت أن أنفاس��ك ولحظ��ات عيني��ك ووس��اوس قلب��ك وخ��واطر فك��رك كله��ا ق��دG، وق��دمت إلي��ك باعتباره��ا أحصيت إحصاءG دقيق��ا

صحيفة أعمالك، وعليها يتعلق مصيرك؟

. 14-13)( االسراء /85

99

Page 100: في رحاب القران

من الط��بيعي أن��ك س��تندم في ذل��ك الي��وم -G في الحي���اة والعي���اذ بالل���ه- وإن كنت ص���الحا

الدنيا!! وذل��ك ألن من أس��ماء ي��وم القيام��ة ه��و ي��وم الحس��رة ؛ إذ تأخ��ذ المن��افق والف��اجر والك��افر الحس��رات، ويعض الظ��الم على يدي��ه، ويق��ولG. أم��ا اإلنس��ان الم��ؤمن الكافر ياليتني كنت تراباG: لو را فهو اآلخر يعض أصابع الندم ويقول متحس} كنت� أعرف بأن حساب يوم القيام��ة على ه��ذه الدرج��ة من الدق��ة، وعلى ه��ذا المس��توى من العق���اب والث���واب، لكنت اس���تزدت من فع���ل

الخيرات والصالحات. ترى ما هي حقيقة هذا الكتاب؟!

G على ربم��ا ك��ان في ي��وم من األي��ام ص��عبا العق��ول الض��يقة والنف��وس الض��عيفة أن تعتق��د به��ذه المقول��ة القرآني��ة، حيث تجم��ع اعم��ال اإلنسان كلها في كت��اب أو ص��حيفة واح��دة. أم��ا اليوم فق��د أثبت التط��ور العلمي االلك��تروني أنG جم��ع ه��ذا الكم الهائ��ل من من الس��هل ج��دا المعلوم��ات في ق��رص م��دم}ج واح��د، ولع��ل المس��تقبل سيش��هد تض��ييق المس��احة بص��ورة أعقد لحشد المعلومات؛ ال سيما وأن كل ش��يء�G ، بل إن العلم الحديث G ومعقوال قد أصبح محتمال ق���د اكتش���ف ب���أن خلي���ة واح���دة تح���وي من المعلوم��ات عن جس��م اإلنس��ان بمق��دار مكتب��ة

تضم الماليين من الكتب.

100

Page 101: في رحاب القران

إن خارطة األعمال كلها ستظهر للعي��ان، حيثG محكم��ة ي��وم يق��ول س��بحانه وتع��الى واص��فا

آئcرaالقيام��ة: bر e!!ى السbلdبaت bمdو b!!ي( 86أي أن ) G عن خفاي��ا النفس س��تظهر هي األخ��رى، فض��الد األعم��ال ، حيث يتح��ول الك��ذب إلى ريح تجس} نتنة تت��أذى منه��ا المالئك��ة ، وحيث يتح��ول أك��لG، وحيث يتح��ول الظلم إلى م��ال اليت��امى ن��ارا

ظلمات بعضها فوق بعض. فاإلنسان مسؤول على أن يعي هذه الحقائق، وأن يعد العد}ة المناسبة لم��ا يمكن أن يق��ع في��ه

في يوم القيامة. فالك��ائن البش��ري ليس ش��أنه كش��أن ب��اقي األحياء وجدت لتعيش دونما مس��تقبل ، ب��ل ه��و مخلوق بكرام��ة فينبغي ل��ه أن يعيش بكرام��ة ، ويموت بكرامة، ويبعث ويحاسب وي��دخل الجن��ة بكرامة، ذلك ألن��ه من��ذ اللحظ��ة األولى لوج��ودهG ل��دى خالق��ه الك��ريم، فلينظ��ر كي��ف كان ض��يفا

يلتزم بأدب الضيافة هذه.

. 9)( الطارق/86

101

Page 102: في رحاب القران

102