موسوعة ستانفورد للفلسفة

ميشيل فوكو

أمين محمد سعد: ترجمة 1/1/2009

جاري جوتنج: تأليف

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموسوعة ستانفورد للفلسفة

Copyrights reserved to Stanford Encyclopedia of Philosophy ©

موسوعة ستانفورد للفلسفة عن ميشيل فوكو علي الرابط أرشيف المنشور علي الدراسة التالية هي ترجمة للمقال :التالي

http://plato.stanford.edu/archives/sum2009/entries/foucault/

هذه هي قد تختلف عن النسخة الموجودة حاليًا حيث أن المقاالت عرضه للتحديث في أي وقت، "األرشيفية" النسخة المترجمة

والمقال منشور علي هذا الرابط 2008سبتمبر 17ترجمة للمقال بآخر تحديث بتاريخ

http://plato.stanford.edu/entries/foucault/

: شكر خاص لكال من

.أستاذ الفلسفة بجامعة نوتردام : جاري جوتنج

.مدير تحرير موسوعة ستانفورد للفلسفة : زالتا .إدوارد ن

.اإلذن بالترجمة علي منح هيئة تحرير موسوعة ستانفورد للفلسفة

Special thanks to:

Gary Gutting

Professor of Philosophy, University of Notre Dame

Edward N. Zalta

Principal Editor: Stanford Encyclopedia of Philosophy The Editors of (SEP) for granting the permission to translate and publish the article.

Dedication

To the one who wished me a lot of Obstacles while reading Foucault, to the one who learned me that reading philosophy is about looking for obstacles not avoiding them, to the one who learned me that the real pleasure in reading is about to be a Mazochist.

To Chrysanthi Nigianni i dedicate this translation, my first long translation.

:ميشيل فوكوله تأثير . مؤرخ وفيلسوف فرنسي، ارتبط اسمه بالحركات البنيوية وما بعد البنيوية) 1984 – 1926(ميشيل فوكو

واسع في تخصصات العلوم اإلنسانية يضا علي نطاق في الفلسفة ولكن أ) تي بشكل أساسي وال ح( واسع ليس فقط .واإلجتماعية

ذاتيةسيرة . 1 •

خلفية فكرية. 2 •

نقد فوكو للعقل التاريخي. 3 •o 3.1 تاريخ الجنون o 3.2 األركيولوجيا والجينالوجيا o 3.3 تاريخ السجن o 3.4 تاريخ الجنسانية الحديثة

الحديثةالتمثل في الفلسفة . 4 •

o 4.1 التمثل الكالسيكي o 4.2 للتمثل الكالسيكي نقد كانط o 4.3 اإلنسان"اللغة و" o 4.4 تحليل التناهي

القديمةالفلسفة والجنسانية . 5 •

مراجع •

سيرة ذاتية .1

أظهر تفوقًا مضطربة نفسيًا ولكنه كانت فترة دراسته 1926أكتوبر 15 بفرنسا في Poitiersبواتييه ولد فوكو فيبدأ في دخول الحياة األكاديمية في حقبة الستينيات حيث شغل عدة مناصب في الجامعات .علي المستوي الدراسي

. حتي وفاته" الكوليج دي فرانس" كأستاذ لتاريخ الفكر في المؤسسة المرموقة 1969الفرنسية قبل إنتخابه في عام أخبار السجون أصبح فوكو ناشطًا علي المستوي السياسي حيث كان المؤسس لجمعية 1970منذ العام

d'information sur les prisons وتظاهر دفاعًا عن حقوق المثليين والمجموعات المهمشة األخري، حاضروافق علي أن يدرس بشكل سنوي في جامعة 1983فوكو كثيرًا خارج فرنسا وخصوصًا في الواليات المتحدة وفي

باإلضافة ألعماله التي تم . 1984يونيو 25فوكو في هو ضحية مبكرة لمرض اإليدز، توفي. ببيركلي كاليفورنيا .نشرها في حياته، تم نشر محاضراته في الكوليج دي فرانس بعد وفاته وهي تتضمن توضيحات وإمتدادت ألفكاره

. فتكوينه األكاديمي في مجال علم النفس وتاريخه بنفس القدر في الفلسفة. من الصعب التفكير في فوكو كفيلسوفشغفه كان أدبيًا وسياسيًا ومع ذلك فكل إلي أنباإلضافة جتماعية،الطبية واإلعلوم لالغالب هي تواريخ لكتبه في

كإضطالع بالقيام : أعمال فوكو يمكن أن تكون مثمرة فلسفيًا إذا قرأت من خالل أحد البعدين التاليين أو كالهما هذا المقال سوف .كنقد ألفكار الفالسفة التقليديينجديد و ) تاريخي(بالمشروع الفلسفي النقدي التقليدي من خالل نمط

.كفيلسوف من خالل هذين البعدين يقدمه

خلفية فكرية .2

نقطة ( لنبدأ بلوحة تخطيطية للمشهد الفلسفي الذي تلقي فيه فوكو تعليمه، إلتحق بااليكول دي نورمال سوبريورحضر . حينما كانت الوجودية الفينومينولوجية في ذورتها 1946في عام ) اإلنطالق لكل الفالسفة الفرنسيين الكبار

هيدجر كان مهمًا له علي وجه الخصوص، هيجل وماركس كانا إهتمامات أساسية بالنسبة ي،لميرلوبونتمحاضرات من خالل شروح أعماله التي قدمها جان هيبوليت واألخير من خالل ألتوسير الذي قدم حيث عرف األول لفوكو

تأثير كبير علي فوكو في اإليكول نورمال وبالتالي لم يكن مفاجئًا أن اقراءة بنيوية لماركس، كال األستاذين كان لهمبنسفانجر، طبيب نفسي للودفيج Dream and Existenceالطويلة لكتاب " مقدمته("أعمال فوكو المبكرة تكون

كتاب قصير عن المرض النفسي Maladie mentale et personalité األمراض العقلية والشخصية هيدجري و .د كتبت تحت تأثير إحترامه للوجودية والماركسية وهو ما تحول عنه بشكل حاسم بعد فترة ليست ببعيدةق)

علي فوكو إال أن فكره شخصي أثير علي الرغم من أن حياة سارتر وأعماله خارج النظام الجامعي، لم يكن لهما أي تكسارتر بدأ فوكو من كراهية شديدة .الخلفيةسابق علي فوكو كان دائمًا في لفكر الفرنسي الا الذي سيطر علي

الفنانين، (مشة علي جوانب المجتمع البرجوازي للمجتمع البرجوازي وثقافته وبتعاطف عفوي مع الجماعات المه كما أنهما كانا متشابهين في إهتمامهم باألدب وعلم النفس كإهتمامهم بالفلسفة، وكالهما أيضًا) إلخ...المثليين، السجناء

بشكل قوي، ولكن في النهاية بدا أن فوكو مصرًا علي تعريف نفسه هتمام بالسياسية أصبح ناشطًاعزوف عن اإلبعد نرجسية " إنها بقوله اي سخر منهوالت( سارتر دت عنة الذافلسفي رفض مركزيال صعيدالعلي ف. بالمقابلة مع سارتر

حيث يحكم علي المجتمعات من "كمفكر عالمي"وعلي صعيد شخصي وسياسي، رفض دور سارتر " ) ترانسندنتاليةتوجد علي الرغم من ذلك صبغة قوية من االعتراض الشديد في محاولة فوكو للتباعد عن .داخل مبادئ متعالية

.خصبًا سؤاًال يظل السؤال عن العالقة بين كتاباتهم تجعل سارتر،

األول كان التراث الفرنسي في تاريخ وفلسفة . بثالثة عوامل أخري كانت أكثر أهمية وإيجابية بالنسبة لفوكو الشا قدمتالعلم خصوصا كما قدمه جورج كانجيلهام، أحد الرموز القوية والمؤثرة في تأسيس الجامعة الفرنسية والذي

أشرف . كتاباته في تاريخ وفلسفة البيولوجيا، نموذجًا لكثير مما سيقوم به فوكو بعد ذلك في تاريخ العلوم اإلنسانيةوظل أحد أهم المؤيدين والمناصرين لفوكو خالل مسيرته " تاريخ الجنون"جيلهام علي أطروحة فوكو للدكتوراة كان

1كوني(زود فوكو بحس قوي ) وهو منظور طوره من كتابات باشالر( الفلسفية، منظور كانجيلهام لتاريخ العلم

avant la lettre ( م هذا م جعلهللدور التاريخي للمفاهي" عقالني"فهم باالضافة الي والتاريخ العلمي، بالقطائع فيوجد فوكو ما يدعم هذا الفهم في اللغويات وعلم النفس اللذين و. من الوعي الفينومينولوجي المتعالي ينتحررم

الدين (رج دومزيل البنيوي األول من نوعه في وطورهما فرديناند دي سوسير وجاك الكان وأيضًا في عمل ج ميالد العيادة، "تواريخه البنيوية"ه المواقف المضادة للذاتية أوجدت السياق لتهميش فوكو للذات في ، كل هذ)المقارن

).في أصول العلوم اإلنسانية لحديثة ( األشياء الكلمات و) في أصول الطب الحديث (

و حيث وجد تلف تأثر فوكو بطليعة األدب الفرنسي خصوصًا كتابات جورج باتاي وبالنشوعلي منوال آخر مخوعلي .للوجودية الفينومينولوجية بدون أن تكون محاطة بإفتراضات فلسفية مشبوهه عن الذاتيةالواقعية التجريبية

حيث تبدأ الفئات للنقيضينيدفعنا مما " المحدودة – خبراتلل"ستحضار األدبي إلاجانب خاص من األهمية كان .في السقوط 2للفهمالتقليدية

كالقطيعة بين الفيزياء " Paradigms"في تاريخ العلم المعرفيةنسبة إلي توماس كون ومفهومه عن القطائع التي تحدث بين النماذج 1

]جميع الهوامش من وضع المترجم[ .النيوتونية وفيزياء إينشتاينبهذا الشكل تصبح المعرفة معيارية وخاضعة (هي فئات تصنيفية لإلختالف تقوم بجعل اإلختالف قابًال للفهم، مألوفًا إلدراكنا ومعارفنا 2

.العلوم الحديثة كلها تقوم وتتطور علي تلك الفئات المعيارية للفهم) اإلجتماعية للمعرفة/للمعايير الثقافية

" األركيولوجي"بين المنهج قابلةأمد فوكو بالمناخ المناسب لفوكو ليقوم بعملية نقد الذاتية والمهذا الوسط الفلسفي .وهو ما نتحول إليه اآلن ،في كتابة التاريخ والذي يعلن عن مشروع فوكو في النقد التاريخي" الجينالوجي"المنهج و

نقد فوكو للعقل التاريخي .3

إنخرطت الفلسفة في مشروع مساءلة المعرفة اليومية المقبولة، الحقًا قام لوك وهيوم ،سقراطمع منذ بداياتهايكمن اإلبتكار العظيم لكانط في انه بين لنا ان نفس .مميزة حديثة أال وهي نقد المعرفةوخاصة كانط بتطوير فكرة

لنا ، فما قد بدتضرورية إلستعمالهاشروط النقد الذي كشف حدود قوانا المعرفية يمكنه أيضًا أن يكشف لنا عن ق تنقلب لتصبح حقائ )علي سبيل المثال، الطابع الزماني والمكاني لألشياء ( علي أنها سمات ممكنة للمعرفة البشرية

علي الرغم من ذلك يقترح أن نقوم بعملية قلب لتلك الخطوة الكانطية وبدًال من أن نسأل ماهو فوكو،. ضروريةا يركز عليه تساؤل فوكو يقترح هو أن نسأل ماهو الممكن فيما قد يبدو ضروريًا، إن م ما يبدو ممكنًا،الضروري في

فتلك العلوم ترمي إلي أن تقدم حقائق علمية ) البيولوجية، السيكولوجية واإلجتماعية ( اإلنسانية الحديثة هو العلومن كونها تعبيرات مجردة عن االلتزامات السياسية في الواقع ال تزيد ع هي عن الطبيعة البشرية والتي كونية

الفوكولدية تقوض تلك المزاعم بأن تعرض لنا كيف تكون تلك المزاعم " الفلسفة النقدية. "واألخالقية لمجتمع معين .مجرد نواتج لقوي تاريخية ممكنة وأنها ليست حقائق مؤسسة علميًا

تاريخ الجنون 3.1" تاريخ الجنون في العصر الكالسيكي" الكبريط في فكر فوكو هو أول أعماله المثال األكثر بروزًا علي هذا النم

و دبلومة في علم 1949ليسانس علم النفس ( نشأ هذا الكتاب في مرحلة دراسة فوكو األكاديمية لعلم النفس ) 1961(في مرحلة هجرته وأثناء عمله في مصحة نفسية بباريس ولكنه كتب الجزء األكبر منه ) 1952األمراض النفسية

. وتعاقبه علي شغل وظائف دبلوماسية وتعليمية عديدة في السويد وألمانيا وبولندا) 1959 – 1955( بعد التخرج في أوروبا، تكون تاريخ الجنون من خالل عمل فوكو األرشيفي " للمرض العقلي"دراسة لظهور المفهوم الحديث هو

رأت المعالجة الطبية القياسيةالتواريخ . القي للطب النفسي الحديثالضخم وسخطه الشديد علي ما رآه كنفاق أخكتحرير ) والتي تطورت من إصالحات بينل في فرنسا واألخوان توك في انجلترا ( للجنون في القرن التاسع عشر

المجنون هو ائلة بأن ولكن، بحسب فوكو فالفكرة الجديدة القمستنير للجنون من جهل ووحشية العصور السابقة، يم السابقة علي اإلطالق هوفي احتياج لعالج طبي لم تكن تطويرًا واضحا للمفا) "عقليًا"مريض (مريض فحسب

لمأساة الكونية، أو وجهة نظر الخفية ل قويالب إتصال عليعلي سبيل المثال، فكرة عصر النهضة عن أن المجنون (وة علي ذلك، هو يجادل بأن الحياد العلمي المزعوم للمعالجة عال) للجنون علي أنه نبذ العقل 18 – 17القرنين

بإختصار فوكو يجادل بأن ما . التقليديةالطبية الحديثة للجنون، هو مجرد غطاء لتحديات حاسمة لألخالق البرجوازية منتجكان في الحقيقة )أن الجنون هو مرض عقلي(دال فيه تم تقديمه علي أنه موضوعي، إكتشاف علمي ال ج

.إللتزامات األخالقية واإلجتماعيةللشكوك البارزة حول ا

النقد صوت يمكن أن يقرأ أيضًا كنقد للطب اإلكلينيكي الحديث ولكن ) 1963(تاريخ فوكو التالي، مولد العيادة ويفترض أن ذلك بسبب وجود جوهر أساسي من ) فيما عدا بعد المقاطع العنيفة ( األخالقي هنا يختفي اإلجتماعي -

مما يقلل من وجود قاعدة يستند عليها النقد، وكنتيجة لذلك فإن ) بعكس الطب النفسي(وعية في الطب الحقيقة الموضنفس الشيئ . للمفاهيمكانجيلهام تاريخ مولد العيادة هو اقرب ما يكون الي التاريخ القياسي للعلم، علي نفس طريقة

العنيف للفينومينولوجيا الفلسفي كان أكثر إثارة للجدل لنقدهوالذي ) األشياءو الكلمات(أيضًا بالنسبة لكتاب ولكن فوكو يعود بكل قوته مرة اخري للنقد اإلجتماعي في. أكثر منه لتعقيده ودقة نقده للعلوم اإلنسانية) والماركسية( .راقب وعاقب

األركيولوجيا والجينالوجيا 3.2

لفوكو بالمقابلة مع المرحلة " الجينالوجية"بصفة عامة المرحلة يحدد اإلنتقال الي ما يصفه المعلقون راقب وعاقبوهو دراسة منهجية تصوغ بوضوح المنظور فوكو حفريات المعرفةنشر 1969في " . األركيولوجية"السابقة

.الكلمات واألشياءفي تاريخ الجنون، مولد العيادة، المتضمن في أعمال سابقة حيث طبقه " األركيولوجي"التاريخي

]لتشكيالت الخطابية بمصطلحات فوكوأو ا ،3اإلبستميات[ ةفرضية المنهج األركيولوجي هي أن نظم التفكير والمعرف الممكنات المفاهيميةمحكومة بقواعد وراء قواعد النحو والمنطق، تعمل تحت وعي الذوات الفردية وتحدد نظام

يجب ، يؤكد فوكو، تاريخ الجنون لذا، فعلي سبيل المثال . والذي يحدد حدود التفكير داخل مجال وفترة زمنية معطاهعن الجنون منذ القرن السابع /أن يقرأ كحفر عقلي في جذور التشكيالت الخطابية التي حكمت الكالم والتفكير في

تخطيطه فقط في هذا العمل المبكر، ولكن ن منهجه األركيولوجي قد تم من الواضح، أ(القرن التاسع عشر عشر الي ).األشياءو الكلماتتطويره بالكامل في تم

فقد مكنت ;علي أولية وعي الذوات الفردية يتكئاألركيولوجيا كانت منهجًا أساسيًا لفوكو حيث أنها دعمت تأريخًا ال ومع ذلك . حل محل أولية الذات في الفينومينولوجيا والتأريخ التقليدي شعوريخ الفكر من العمل علي مستوي المؤر

تلك . في حدود المقارنة بين تشكيالت خطابية مختلفة ألزمنة مختلفة تم حصرهافالقوة النقدية الضاربة لألركيولوجيا فكرت بشكل مختلف اه من خالل إظهارنا علي أن العصور السابقة قدطالمقارنات توحي بإحتمالية طريقة تفكير مع

يل األركيولوجي المجرد ال يمكنه أن يقول أي شيئ عن أسباب ولكن التحل). ومن الواضح، بفعاليه أكبر(يرًا كثإمكان األوضاع التحول من طريقة تفكير الي أخري وبالتالي ربما كان مجبرًا علي تجاهل الحالة األكثر إلحاحًا وهي

.كان مقصودًا منه إصالح هذا القصورراقب وعاقب المنهج الجديد المطبق فيالجينالوجيا، .المعاصرة المترسخة

إلي أن تلميحهامع خصوصًا ان يكون استدعاء لجينالوجيا االخالق عند نيتشه" جينالوجيا"أراد فوكو لمصطلح الهدف . ليست بأي حال من األحوال جزء من أي مخطط كبير للتاريخ التقدمي -األصول المعقدة، الدنيوية، الشائنة

ف عن بنياته األساسية من خالل هو نفسه قد كُش( أن يبين أن نظام تفكير معطي . من التحليل الجينالوجيجاهات عقلية ، وليس نتيجة إلتللتاريخ ةممكن لتحوالت ًاكان نتاج) األركيولوجيا، لذلك يظل جزءًا من تأريخ فوكو

.محتومة

تاريخ السجن 3.3

لسجن المجرمين بدًال من تعذيبهم أو " األلطف"قة الحديثة يهو دراسة جينالوجية لتطور الطر) 1975( راقب وعاقب، فإن فوكو يؤكد بشكل خاص علي الكيفية التي يصبح رستنيالممع التسليم بوجود العنصر االصالحي األصلي . قتلهم

"تعاقب بشكل أفضل كأن تعاقب أقل، ربما، ولكن من المؤكد أن: " لتحكم اكثر فاعلية بها إصالح كهذا وسيلةيمضي فوكو ألبعد من ذلك فيجادل بأن األسلوب الجديد للمعاقبة يتحول الي نموذج للسيطرة علي المجتمع ككل بأن

الرغم من ذلك ال يجب ولكن علي. نع والمستشفيات والمدارس علي غرار نموذج السجن الحديثمصايتم بناء الوبطريقة جينالوجية . يعود الي قرارات صريحة من مؤسسة مركزية حاكمة علينا أن نعتقد بأن تطبيق هذا النموذج

نموذجية، يظهرنا تحليل فوكو علي كيفية تطور التقنيات والمؤسسات ألسباب مختلفة وأغراض بريئة في الغالب، .لرقابيةلتتقارب مكونة النظام الحديث للسلطة ا

مراقبة هيراركية، تطبيع : الحديث هناك ثالثة تقنيات رئيسية للتحكم " رقابيال"مجتمع الفي قلب صورة فوكو عن .األحكام، الفحص

االبستمية هي مجموع العالقات بين العلوم المختلفة والمتعاصرة في حقبة تاريخية معينة ولكن تلك العالقات غير ظاهرة للتفكير ولكنها 3

.تتبدي عندما نقوم بتحليل خطاب تلك العلوم

يمكن تحقيقه بمجرد مراقبتهم فحسب، لذا فعلي سبيل المثال صفوف )السلطة(التحكم في الناس إن الي حد بعيد فأيضٌا من ال تسهل الرؤية فقط للمشاهدين ولكنها تمكن الحراس وكاميرات المراقبةما المقاعد المتدرجة في إستاد

هي حالة ( يمكن حارسًا واحدًا فقط من رؤية كل شيئ قد إن نظامًا مثاليًا من المراقبة .القيام بمسح شامل للمتفرجينفهناك عادة بما ان ذلك غير ممكن ولكن" ) البانوبتيكون"يقترب منها، كما يمكننا ان نقول، نموذج جيريمي بنتام

.من المستويات السفلي الي المستويات العليا المراقٍبين بياناتهيراركي حيث تمرر المراقبين بشكل "لتناوب"حاجة

وهو ما يمكن ) عدم التقيد بالقانون(و اهتمامها بما لم يفعله الناس ه) 4اإلنضباطي التحكم(سمة مميزة للسلطة الحديثة هذا االهتمام يجسد الهدف الرئيسي من النظام الرقابي .للمعايير المطلوبة في الوصول شخص ما فشلأن يكون وإنما ) القديمالعقابي كما كان الحال مع التعذيب في النظام (ليس االنتقام الهدف ;تقويم السلوك المنحرف :الحديث

دقيقةالتأديب من خالل فرض قواعد . اعد المجتمعاإلصالح، وبالطبع االصالح هنا يعني العيش وفقًا لمعايير وقوو حكم فقط علي كل فعل حسب مطابقته أمختلف تمامًا عن النظام األقدم للمعاقبة القضائية والذي ي") التطبيع("

، تلك الفكرة عن التطبيع "غير طبيعيين"أم " طبيعيين"مخالفته للقانون وال يقول إذا ما كان هؤالء المحكومين علي سبيل المثال المعايير الوطنية للبرامج التعليمية، للممارسات الطبية، للعمليات الصناعية : في مجتمعنا متغلغلة

.والمنتجات

هو طريقة في التحكم تجمع بين ) علي سبيل المثال، للتالميذ في المدرسة أو للمرضي في المستشفيات ( الفحصالسلطة، حيث انه يجمع /الفحص هو مثال رئيسي علي ما يسميه فوكو المعرفة. وتطبيع األحكام المراقبة الهيراركية

من األشخاص الذي يخضعون للفحص فهو يستخرج الحقيقة) 184" (تطبيق السلطة وتأسيس الحقيقة" في كل موحد إجبارهم علي الدراسة أو ب(ويتحكم في تصرفاتهم ) يدلوا بمعلومات عن حالتهم الصحيةيقولون ما يعرفون، او (

).توجيههم لبرنامج عالجي

المعرفة هي أقرب مما هي عليه في النموذج الهندسي البيكوني المألوف و السلطة ن العالقة بينفإفوكو حسابفي بما يعني أن المعرفة هي أداة للسلطة في حين أن " knowledge is power المعرفة هي السلطة "الذي يعتبر أن

وجهة نظر فوكو مختلفة، فعلي األقل بالنسبة لدراسة الموجود البشري فإن . يوجدان بشكل مستقل تمامًااإلثنان in knowing weبالمعرفة نحن نتحكم وبالتحكم نحن نعرف: أهداف السلطة وأهداف المعرفة ال يمكن فصلها

control and in control we know .

في وثائق تمدنا بمعلومات مفصلة عن فنتائج الفحص تسجل" التوثيقمجال "أيضًا يضع األفراد في الفحص علي سبيل المثال، كشوف الغياب للتالميذ، سجالت ( األشخاص المفحوصين وتمكن أنظمة السلطة من التحكم فيهم

تكون بدورها معاييرفي السلطة فئات ومتوسطات علي أساس هذه السجالت يشكل من هم ) .المرضي بالمستشفيات نموذج علمي وموضوع للرعاية : لمة بالمعنيين الممكنين للك –"حالة"الفحص يحول الشخص الي . فةأساس للمعر

.الرعاية هي دائمًا فرصة للسيطرة;

نموذج بنتام بالنسبة لفوكو هو نموذج معماري مثالي للسلطة الرقابية الحديثة، هو تصميم لسجن بني بحيث يكون كل شاشة مراقبة وكل نزيل هو دائمًا مرئي ل) منفصلة "زنزانة"في ( وغير مرئي لهم ل عن باقي السجناءسجين معزو

;طوال الوقت علي حدان أجهزة المراقبة لن تتمكن من رصد كل سجين إف الواقعموضوعة في برج مركزي، في يعرفون أبدًا ما اذا كانوا مراقبين فيجب عليهم مذ أن كان السجناء ال . في أي وقت قد تفعل ولكن النقطة هنا هي أنها

كنتيجة لذلك فالسيطرة تم إحرازها من خالل المراقب الداخلي لهؤالء . أن يتصرفوا وكأنهم تحت المراقبة دائمًا .السجناء بشكل أكبر من هؤالء الموضوعين في قيود حديدية ثقيلة

في خطاب فوكو بين المراقبة والضبط أيضًا وتعمل الكلمة داخل خطابه وفقًا لنظام إنابة وإحالل بين المعنيين Disciplineتجمع كلمة 4

.واحيانًا يكون المعنيين حاضرين في نفس اللحظة

مصنع، مستشفي، (في أي نظام من نظم المراقبة لكن أيضاًُمبدأ البانوبيتيكون يمكن تطبيقه ليس فقط في السجون ووفي الحقيقة فإنه علي الرغم من أن بنتام نفسه لم يتمكن أبدًا من بنائه فإن مبدأه قد غزا كل مناحي المجتمع ) مدرسة

كعالقة ) قضاةالملوك وال( العصر الحديثالحديث، إنها األداة التي استبدلها النظام الرقابي الحديث بسلطات ما قبل .القوة األساسية

تاريخ الجنسانية الحديثة 3.4الي لراقب وعاقبمباشرًا للمنظور الجينالوجي تاريخ فوكو للجنسانية كان مخططًا له بوضوح أن يكون إمتدادًا

علوم متعددة عن ("عن الجنس والمتنوعة شكال المعرفية الحديثةفكرة فوكو هي أن األ .الجنسانية موضوعلديها ارتباط وثيق ببنية السلطة في المجتمع الحديث وبالتالي فهي مرشح أساسي ) ، تتضمن التحليل النفسي"يةالجنسان

وكان مخططًا له أن يكون كمقدمة لسلسلة من 1976الجزء األول من هذا المشروع نشر في . للتحليل الجينالوجيط فقد حدد الخطو) .، السكان، إلخ"المنحرفين"ساء، األطفال، الن( الدراسات لجوانب معينة من الجنسانية الحديثة

.العريضة لمشروع التاريخ كله، ويشرح فيه وجهة النظر األساسية والطرق التي سيتم إستخدامها

علي الجنس توازي الرقابة والتحكم في الجريمة من خالل جعل فوكو، فإن الرقابة الحديثة المفروضة حسابفي بتوفير المعرفة والسيطرة أيضًا علي موضوع للتخصصات العلمية المزعومة والتي تقوم ) كالجريمة(الجنس

ذلك فإنه يصبح من الواضح ان هناك بعدًا آخر للسلطة المرتبطة بعلوم الجنس فاألمر ل. موضوعاتها في وقت واحدصر علي تحكم يمارس من خالل معرفة اآلخرين باألفراد ولكن هناك أيضًا تحكم من خالل معرفة األفراد ال يقت .ألنفسهم

داخلية ويقومون بمراقبة أنفسهم كمحاولة صوص عليها من قبل علوم الجنس كمعاييرالمن المعايير يستدمجوناألفراد بل أيضًا بوصفهم التأديب /موضوعات للرقابةراقبين بوصفهم م ليسوا فقط م، ولذلك فهالمعاييرمنهم للتطابق مع تلك

.ذوات خاضعة لتدقيق وتشكيل ذاتي

–لكل ما تقدم من أهمية، فنقد فوكو ليس فلسفيًا بالمعني التقليدي بقدر ما هو موضوع إلحراز هدف فلسفي تقليدي ذلك توجد جوانب من أعماله تشتبك ومع . جديدة) تاريخية(بواسطة وسائل –المعاصرة للمعرفة اإلدعاءاتنقد

. بشكل مباشر مع موضوعات فلسفية نموذجية خصوصًا تلك المرتبطة بالقضية االبستمولوجية المركزية للتمثلحتي اآلن هذا . ًال الي كانطوديكارت وص منالتمثل لسؤالتحليل مفصل حيث يقدم الكلمات واألشياء بالتحديد في

.شديد منا في تحليله الفلسفي التقليدي وهو يحتاج إلي إنتباه قوةهو الجزء األكثر

لحديثةالتمثل في الفلسفة ا 4المفسرين، ككثير من . عديدة من مشكالت الفلسفة الحديثةبالنسبة لفوكو، لم يكن التمثل مجرد مشكلة بين مشكالت

نظر وجهةولكن متسق مع (ميزًا بشكل أكثر ت .ة مشكلة المعرفةمركزلفكر الفلسفي منذ ديكارت فوكو ل ينسب .المعرفة في قلب سؤاليري التمثل ) سبيل المثالعلي هيدجر،

التمثل الكالسيكي 4.3

كان التمثل ) الفرنسيين العصر الكالسيكي يطلق عليهافي الفترة التي (وكو بأنه منذ ديكارت وحتي كانط يجادل فولكنه يقول أنه يجب ان نكون .التفكير هو أن توظف األفكار لتمثل موضوع أن تفكر: ببساطة يعرف بالفكر

ال : ماثلهذا لم يكن، في المقام األول أي نوع من عالقات التف. واضحين بخصوص ما نعنيه بأن الفكرة تمثل شيئًاب أن تكون بال هذا ال يعني أن الفكرة نفسها يج. (فكار نفسها تؤسس لتمثيل الشيئلأل) خصائص(توجد أي سمات

علي العكس من ذلك، عصر و )للشيئ عالقة بالفكرة الممثلهخصائص أو حتي أن تكون تلك الخصائص غير ذات .بين العالمات ماثلتفهم كمسألة ت خالله كانت لمعرفةفا النهضة

من الخطوط مختلفة يل المثال من مجموعاتتتكون علي سب نموذج مفيد للتمثل الكالسيكي، هي الخريطة هيالطرق لديها نفس خصائص هذا ليس ألن . حولها ما طرق المدينة واأللوان بالتالي تمثل ،األطوال التخانات،العالقات بين (في الخريطة عطاةولكن ألن البنية المجرد الم) لتخانات، األطوال، وألوان الخطوطا(الخريطة هي أننا نعرف بفضل إمتالكنا ألفكار يكمن مبدأ ب التفكير الكالسيكيفي قل. تطابق البنية المجردة للطرق) الخطوط

كارنا بهذا المعني تمثل ما نعرفه، بالطبع علي العكس من الخريطة نحن ال نحتاج ألن نعرف الخصائص الفعلية ألفنحن ) "5حقيقتها الصورية"بمصطلحات ديكارت المدرسية، نحن ال نحتاج ألن نعرف (بفضل قدرتها علي التمثيل

الحقيقة " بنية ما يسميه ديكارت (لتي تمثلها فقط نحتاج إلي أن نعرف البنية المجردة التي تتشاركها مع األشياء االبني " نري"غم من ذلك إتصال مباشر مع البنية المجردة ألفكارنا، نحن يمكننا أن رلدينا، علي ال. ")الموضوعية

ننا أن نعدل من بنية فكرة لنجعل تمثيلها لفكرة ما أفضل، بالضبط كما يمكننا التمثيلية التي لديها، وإضافة إلي ذلك يمك .أن نعدل خريطة لنطورها

وانه تمثيل كاف؟ ليس، يجادل –في التصور الكالسيكي أن نعرف أن فكرة ما هي تمثيل لشيئ ما يمكننا كيف ، حيل حيث أنه يتطلب معرفة الشيئ بدون تمثل فوكو، بمقارنة الفكرة بالشيئ كما لو كان بعيدًا عن تمثله، هذا مست

الطريقة الوحيدة اذن هي ). To know is to representبينما، بالنسبة للفكر الكالسيكي، أن تعرف هو أن تمثل (بالنسبة للسؤال عن ما اذا . الفكرة تمثل حقيقة أنها تمثيل. أن الفكرة نفسها يجب أن تبين بشكل واضح أنها تمثيل

. هي كل ما هنالك" المرجعية الذاتية"كانت الفكرة تمثل، فهذه

األفكار" علي سبيل المثال –ي كفايتهم بالنسبة للكفاية، يجب أن تكون هناك بعض األفكار الفرعية التي تدلل علعند هيوم، بهذا المعني فبدايات الفلسفة الحديثة كانت 7البسيطةعند ديكارت أو االنطباعات " 6ةوالمتميز ةالواضح

ال يؤسس فكرة يةافك" حدس"الحظ أنه علي الرغم من ذلك فإن ). عقلي أو حسي" (الحدس"تعتمد بشكل دائم علي في بداياتها معنية، لم يكن هناك كانت وجهة النظر الحديثةبقدر ما . ل للشيئ الممثل بواسطة الفكرةبنفسه وجود مستق

علي سبيل المثال حجة او نوع آخر . (يؤسس بواسطة معاني أخرين هذا سيحتاج ألفأشياء كهذه أو لو كان هناك، ).من الحدس

المفكرين الكالسيكيين أنها تمثل عقلي، فكرة الكالسيكية هوفة نحن نري اذن، انه بالنسبة لفوكو فالمفتاح لفهم المعرانه كتمثالت علي ولكن جميعهم يتفقوا) حقيقتها الصورية(قد يختلفوا حول الطبيعة األنطولوجية لألفكار

يكن ذلك انهم بالضبط كتمثل لموضوعاتهم لم " تاريخية ال-"و " مادية ال-"هي ) إن لم يكن انطولوجيًا ابستمولوجيًا(ومن هنا تبع ذلك أن .يةة أو اإلنسانيلعوالم الطبيعللهم دورًا في الشبكات العارضة علي انمن الممكن تصورهم

. دور أساسي في المعرفةبأي ممكنا لها أن تقوم وتاريخية لم يكن/هي بالضبط كحقيقة مادية أو –أصبحت اللغة تمثيل مادي لألفكار، المعني لها إال من خالل :رتكون أكثر من أداة نظام أعلي للفك لها أنلم يكن ممكنًا اللغة

.عالقتها بهم

ي اما الحقيقة فما له حقيقة صورية يجب أن يكون له وجود فعل" الموجود بالفعل"الحقيقة الصورية عند ديكارت ترد الي الواقع 5 فإدراك فكرة خيالية كالجنيات مثال له حقيقة موضوعية ولكن ليست له الموضوعية فال تشترط الوجود الفعلي للشيئ فهي ترد الي الماهية

.حقيقة صوريةيها عن طريق األفكار الواضحة والمتميزة عند ديكارت هي أفكار واضحة بذاتها ال تحتاج لبرهان وغير قابلة للشك وال نتوصل إل 6

.المالحظة الحسية وتقوم عليها المعارف والعلوماالنطباع البسيط عند هيوم هو اإلحساس الذي يظهر في الذهن ألول وهلة كسماع صوت او النظر الي لون وهو يختلف عن االنطباع 7

.للون والملمسالمركب فهو انطباع يتكون من اكثر من عنصر فإنطباعي عن الذهب مثال هو إنطباع مركب من ا

نقد كانط للتمثل الكالسيكيمجرد كان أنه في نه الشكعلي الرغم من أ(حدث مع كانط يالعظيم في الفلسفة الحديثة " حولالت"يقول فوكو أن

أصبح من الممكن أن يثار السؤال حول األفكار، هل هي تمثل موضوعاتها حين )ثال لشيئ هو أكثر اتساعًا وعمقًامبمعني آخر، األفكار لم يعد ينظر إليها علي أنها الحوامل الغير . تفعل ذلك) بفضل ماذا(إن كان كذلك فكيف وفعًال

هذا . غير التمثل آخر شيئ) أو لها جذور في(اآلن من الممكن أن نفكر بأن المعرفة يمكن أن تكون . شكالية للمعرفةإالمعرفة مازالت متورطة ) أو حتي كل(ربما بعض . ال يعني أن التمثل لم يعد لديه أي ارتباط علي اإلطالق بالمعرفة

أصبح ممكنًا هو ) مع كانط ( بشكل أساسي في كون األفكار تمثل أشياء، ولكن فوكو يصر، أن الفكر الذي اآلن فقط .قد يكون لها أصول في شيئ آخر) تي مثلتواألفكار ال(لتمثل ذاته أن ا

ط نفسه، الذي أدي إلمكانات حديثة أكثر أهمية وإمتيازًا األولي كانت تلك التي طورها كان ،بحسب فوكو ،هذا التفكير ،ليس، علي الرغم من ذلك. لعقلا) بواسطة" مؤسسة("منتجات هي نفسها) معتقدات أو أفكار(فكر بأن التمثالت

اإللحاحكانط علي حافظلذلك .ذاتية ترانسندنتالية :معرفي مميز ن كإنتماء إلي حقلة أو تاريخية ولككحقيقة طبيعي) الترانسندنتالي(في مجال ولكنه حدد أسس المعرفة . فة ال يمكن فهمها كحقيقة مادية أو تاريخيةبأن المعر الكالسيكي

أن كانط لم يكن ميتافيزيقيًا، ولكن هذا البديل ،يجب أن نضيف، بالطبع( .من األفكار التي يضمها وليةأكثر أة هو أن يأكثر حداث ما وبشكل منظور آخر-) التي تبعت كانطالمثالية الميتافيزيقاالميتافيزيقي إكتشف بواسطة باللغة بشكل من خالل ربط األفكارهذا كان يمكن أن يطور بشكل أكثر معقولية . األفكار نفسها حقائق تاريخية

. للمعرفة) والمؤرخن(اللغة التي تعتبر اآلن الحامل الرئيسي ) كما هو في حالة هردر علي سبيل المثال ( . أساسيحرمها من أي سنألنه لكي نجعل المعرفة كلها تاريخية . ولكن هذا المنظور لم يكن قابًال للتطبيق في صيغته األصلية

الفكر الحديث بجعل اللغة كلها تاريخية يقومبمعني آخر، حتي حينما . صفتها كمعرفة هذا صفة معيارية وسوف يدمر .ب أن يحتفظ بمعادل وظيفي لعالم كانط الترانسندنتالي ليضمن الحفاظ علي شرعية المعرفةبشكل أساسي يج

"اإلنسان"اللغة و 4.4" ميالد اإلنسان"عودة اللغة و: كر بعد كانطالخصيصتين المركزيتين للف" الكلمات واألشياء"في هذه النقطة يقدم لنا

أساسي لم تكن لتلعبه دور مستقل وفهي اآلن لها : مناقشتنا السابقة تفسر بالفعل لماذا يتحدث فوكو عن عودة اللغة مختلفةاللغة مرتبطة بالمعرفة بطرق . حال كونها أداة لألفكار الكالسيكية، ولكن هذه العودة ليست ظاهرة أحادية

الطبيعية قدم لنا ارتباكات وتشوهات ا فعلي سبيل المثال، فتاريخ اللغاتلذ". العودة"ل كل منها نوع متميز من يقابمن جهة أخري، نفس هذا التاريخ ربما وضع حقائق أساسية في . يمكننا ان نستبعدها من خالل أساليب الصورنة

الكامنين تحت ن-لذا فهاذين المنظورين المتقابلي. ( طيقيمنورهيلغتنا واآلن يمكننا اكتشافها فقط من خالل التأويل ال )في الواقع، بحسب فوكو، مشروعات تكميلية للفكر الحديث هم – 9واألوروبية 8التفرقة بين الفلسفة التحليلية

كما كان الوضع في عصر (بعد أن تحررت من تبعيتها لألفكار يمكن ان تعامل اللغة : ولكن هناك إمكانية أخريبما أنه ال يوجد نظام تماثل . أكثر عمقًا من لغة عصر النهضة بإستقاللبل أيضًا –كحقيقة مستقلة ذاتيًا ) النهضة

ا، ال تتحدث عن شيئ غير معناها الخاص، هذا هو حقل يربطها بالعالم، بهذا المعني ، اللغة هي حقيقة في ذاتهاللغة "فأجاب " من الذي يتكلم؟) "الجينالوجي(الذي استحضره ماالرمييه عندما أجاب سؤال نيتشه " األدب الخالص"

تلك الفلسفة التي سادت في العالم الناطق باإلنجليزية ومن أهم رموزها برتراند راسل Analytical Philosophyيقصد بالفلسفة التحليلية 8

.والوضعية المنطقية وفالسفة مدرسة أوكسفورد وهي فلسفة تهتم بشكل أساسي بالمنطق وتحليل اللغة وتستبعد الميتافيزيقاويقصد بها الفلسفة األوربية في القرن التاسع عشر والعشرين وقد وضع هذا Continental Philosophyلفلسفة األوروبية أو القارية ا 9

إلخ تحت ...المصطلح من قبل الفالسفة التحليليين ليميزوا بين فلسفاتهم وباقي الفلسفة ويمكن ان نضع الفلسفات المثالية والوجودية والبنيوية .لمصطلحهذا ا

. تعطي حقيقة فريدة لكلمات اللغةود لكلمة إلهية كامنة تحت السطح ال وجوعلي العكس من عصر النهضة ". نفسها .أو عدة لغات تتحدث عن نفسها ولنفسها –حرفيًا هو الشيئ بخالف كونه لغة األدب

اإلنسان، . انه مفهوم إبستمولوجي" اإلنسان"عن النقطة األكثر أهمية " شكل اإلنسان"ماهو أكثر أهمية من اللغة هو ن الموجود البشري كنوع ليس ألنه لم تكن هناك فكرة ع) أو قبل ذلك(فوكو يقول، لم يوجد خالل العصر الكالسيكي

لم يكن هناك وعي إبستمولوجي "باألحري . خالق، أو كمفهوم سياسيو كأأو عن الطبيعة البشرية كسيكولوجيا، أاليوجد شك أنه حتي في . تاجحتاج إلستني" اإلبستمولوجي"ولكن حتي ) 309 ،الكلمات واألشياء" (باإلنسان كهذا

أي أن البشر هم فقط من يمتلكون األفكار ( حامل للمعرفة الري علي أنه م تصور الموجود البشالعصر الكالسيكي تأنه ذلكمن جهة أخري هو مفهوم إبستمولوجي بالمعني الكانطي للذات الترانسندنتالية ،اإلنسان). التي تمثل العالم

عند كانط بالنسبة للعصر الكالسيكي، البشر هم حوامل التمثالت ولكن ليس كما هو. ايضا موضوع تجريبي ".Constitutionالتأسيس "عن مصدرها، لم يكن هناك مساحة في الفكر الكالسيكي للمفهوم الحديث

يوضح فوكو فكرته من خالل مناقشة كاشفة للكوجيتو الديكارتي، مظهرًا لماذا هو يقيني غير قابل للشك داخل حيز هناك طريقتان لمساءلة الكوجيتو، األولي هي اقتراح أن . المعرفة الكالسيكية ولكن ليس داخل اإلبستمولوجيا الحديثة

وجودها هي أكثر من مجرد فعل تمثل األشياء، لذا فنحن ال التي استنتج ديكارت) الذات المفكرة، األنا(الذات . ولكن بالنسبة للعصر الكالسيكي هذا ال يعني أي شيئ حيث ان التفكير هو تمثل. نستطيع اإلنتقال من تمثل الي مفكر

) ةمؤسسة بواسط" (ـل منتج"ولكن فحسب هي " حقيقية بالفعل"ن الذات كمتمثل يمكن أال تكون نقد ثاني سيكون أكحائز " األكثر حقيقية"فقط اذا فكرنا في هذا العقل تكميلي ولكن هذا اإلعتراض له ثقلهعقل هو حقيقي بالمعني ال

أقل "ال توجد قاعدة نعتمد عليها في القول بأن الذات كممثل هي ف، وإال(للذات كموضوع بشكل ما بعيدًا عن تمثيلها .يمكن التفكير فيه ضمن الحدود الكالسيكيةولكن، مرة أخري هذا هو بالضبط ما ال") واقعية

تحليل التناهي 4.5عضوية، (واقعة أن العلوم التجريبية الحديثة تصفه بأنه محدود بقوي تاريخية متعددة : في قلب اإلنسان يكمن تناهيه

تاريخيًا دودحألن نفس هذا الموجود التجريبي الم التناهي هو مشكلة فلسفية،هذا . تعمل كلها عليه) إقتصادية، لغويةمتضمنًا أنفسنا كموجودات ،يجب أيضًا أن يكون المصدر لكل التمثالت التي بمقتضاها نعرف العالم التجريبي

كيف . ه كانط أن يكون موضوع تجريبي للتمثل ومصدر ترانسندنتالي للتمثالتيجب، كما يضع) وعيي(أنا . تجريبيةتعني انهيار ) المدركة تاريخيًا(وتلك االستحالة –نهاية ليس ممكنًا يكون ذلك ممكنًا ؟ وجهة نظر فوكو هي أنه في ال

يوضح الحالة التاريخية لهذه النتيجة، فاحصًا الجهود العظيمة " تحليل التناهي"االبستمية الحديثة، ما يسميه فوكو .لإلجابة علي السؤال) مجتمعة تمثل قلب الفلسفة الحديثة(

أن العوامل : تعود بالطبع الي كانط، الذي طرح تلك الفكرة األساسية –واالستراتيجية األساسية إلجابته –السؤال . ساسية إلمكان المعرفةهي أيضًا شروط أ) إلخ....خضوعنا للمكان، الزمان، العليه، (تحتم تناهينا األساسية التي

مشروع الفلسفة الحديثة .)سي، كما يضعها فوكوإيجابي وأسا(س في نفس الوقت س ومؤِسن هو مؤَسذتناهينا، إ .هو إظهارنا علي كيفية إمكان هذا تحليل التناهي - –) الكانطية ومابعد الكانطية(

علي سبيل المثال، . بعض الفلسفات الحديثة تحاول أن تحل مشكلة اإلنسان من خالل رد الترانسندنتالي الي التجريبيبينما الماركسية تنادي بالعلوم ) الفيزياء واألحياء ( بحدود العلم الطبيعي الوضعية تحاول ان تفسر المعرفة

–علي سبيل المثال التاريخ التطوري –الماضي فياألولي تؤسس المعرفة أنالفارق هو . ( اإلجتماعية التاريخيةظورين يتجاهالن حدود كال المن) في حين أن الثانية تؤسسه في المستقبل الذي سوف يتجاوز قيود األيديولوجيا

.سان يجيب أن يعتبر غير قابل للرد الي ايًا من الترانسندنتالي والتجريبيوهي أن اإلن: المشكلة

قد يبدو لنا أن الفينومينولوجيا الهوسرلية قد أنجزت المشروع الكانطي في التوفيق بين اإلنسان كموضوع واإلنسان خالل تأسيس معرفتنا بالحقائق التجريبية في واقع الذات من: كذات من خالل تأصيل المشروع الديكارتي

( ـعن الكوجيتو ك كارتلمفهوم الحديث لإلنسان يستبعد فكرة ديا المشكلة علي الرغم من ذلك أن. يةالترانسندنتال أي" ( Unthoughtالالمفكر"يمكن فصله عن الالفكر لم يعد تمثًال خالصًا ولذا . للوعي الخالص) سيادة شفافة

ألن " أنا موجود"الي " أنا أفكر"لم يعد يمكنني أن أنتقل من ) الحقائق التجريبية التاريخية المعطاه عن ما نكونه نحن علي سبيل المثال، أحيا، ،أنا أكون(محتوي أي ذات مفكرة مجردة هو دائمًا أكثر من) ما أكون ( محتوي حقيقتي

" أنا"أو لنضع الفكرة هنا بشكل عكسي، إذا ما استخدمنا ) كر المجردخذني وراء مجال الفوكل هذا يأ –أعمل، أتكلم .أكون) كذات في العالم(أكثر من أنا " الأكون"ألدلل علي وجودي البسيط كموجود واعي، إذن أنا

) كوجيتو(ت ذات ليس يئ في الذات الترانسندنتالية، هذهكنتيجة لذلك وصل هوسرل إلي الحد الذي أسس فيه كل ش . الذي هو جزء من حقيقة اإلنسان لالمفكرا) التجريبي(حديث والذي يتضمن ت ولكن الكوجيتو الديكار

يمكن إستبعاده من اإلنسان، حتي الذي ال" كاآلخر" أن تقبل الالمفكرالفينومينولوجيا ككل الفكر الحديث، يجب من عكس العلي فهم .حل تلك المشكلة نوا قادرين عليلم يكو) تر وميرلوبونتي رسا(الوجوديين الفينومينولوجيين

–في –لإلنسان ملموسترانسندنتالية وبدًال من ذلك ركزوا علي الواقع ال" أنا"هوسرل، قاموا بتجنب إفتراض .ولكن هذا، يدعي فوكو، هو مجرد وسيلة أكثر مكرًا لرد الترانسندنتالي إلي التجريبي. العالم

أن يحلوا وضع اإلنسان ) وماركس من ناحية، نيتشة وهيدجر في أخري هيجل ( بعض الفالسفة حاول أخيرًا، منتج لعملياتصعوبات أن اإلنسان يجب أن يكون ولكن هذه الحركة تواجه. المزدوج بالتعامل معه كحقيقة تاريخية

هذا ما ( ساني إنإذا ما عاملنا اإلنسان كمنتج سنجد أننا نرد حقيقته إلي شيئ ال-. هو أصل التاريخأيضًا تاريخية و، فهنا ال صحيحالإلي اإلنسان بأصله " عودة"ولكن إذا أصررنا علي ) عن أصل اإلنسان " التراجع"يسميه فوكو

. يمكننا أن نفهم وجوده في العالم التجريبي

هذه المفارقة ربما تشرح لنا الهوس الغير محدود باألصول في الفلسفة الحديثة، ولكن أال يوجد أبدًا مخرج من مع ذلك، فوكو يعتقد بأن السعي الحديث وراء سؤال األصل وفرنا علي . لَصل ومؤبين كون اإلنسان مؤِص مفارقةال

علي وجه الخصوص في فكر نيتشه وهيدجر، الذي يرفض وجهة نظر . حس أعمق باألهمية األنطولوجية للزمان .عدمية وجودناذلك يراها كمواجهة مع ود وبدًال من العودة إلي أصلنا كتعويض ممتلئي للوج عنهيجل وماركس

الفلسفة والجنسانية القديمة 5

اإلشتباك األخير لفوكو بالفلسفة التقليدية نشأ من اإلنعطافة المفاجئة تجاه العالم القديم والتي أخذها في السنين القليلة .األخيرة من حياته

. في موضوعات عديدة لدراسة الجنسانية الحديثة متعدد المجلدات كان مخططًا له أن يكون عمًال" تاريخ الجنسانية"" إعترافات اللحم"المجلد األول الذي ناقشناه سابقًا كان مقدمة عامة، فوكو كتبها ولكن لم ينشرها أبدًا، المجلد الثاني

للتطور ًاجيد ًاأن فهم يشغلهي ممارسات اإلعتراف المسيحي، كان والذي تعامل مع أصول المفهوم الحديث للذات فعن الجنسانية ) 1984(المسيحي يتطلب مقارنة مع التصور القديم للذات األخالقية وقد قام بهذا في كتابيه األخيرين

.إستعمال المتع و اإلعتناء بالنفس: عند اإلغريق والرومان

األولي ولكن نادرًا لإلهتمام بقضايا أخالقية كانت متضمنه في أعماله فوكو حولتهذه المعالجات للجنسانية القديمة إختبار ما كانت توضع بشكل صريح، كان هدفه المحدد هو مقارنة الوثنية القديمة باألخالق المسيحية من خالل حالة-

في وجهة نظر فوكو فإن . األفكار المختلفة تمامًا للقدماءالجنسانية وتتبع تطور األفكار المسيحية عن الجنس من أن األفعال الجنسية كانت بالكلية شر في ذاتها ووجهة النظر اإلغريقية بر المسيحية التناقض العظيم بين وجهة النظ

وكنتيجة لذلك فبدًال من . لإلساءة موضوعولكنها علي الرغم من ذلك أنها كانت خير في ذاتها، طبيعية وضروريةشدد اإلغريق القدماء ) بشدة يوتقييد الباق(معظم أشكال الممارسات الجنسية كون القانون األخالقي المسيحي يمنع

غيرية جنسية، (موعة كاملة من األنشطة الجنسية ، وهذا يتضمن مجchresis10) ( للمتع علي اإلستخدام المناسبلذا فالجنس عند اإلغريق كان جزءًا أساسيًا مما . ولكن بإعتدال مناسب) الزواج، خارج الزواج داخلمثلية جنسية،

.خلق الذات لعالم جميل ووجود متمتع" : Aesthetics of the selfجماليات النفس "سماه فوكو

تلك الدراسات عن الجنسانية القديمة وعلي وجه الخصوص فكرة جماليات النفس قادت فوكو إلي الفكرة القديمة عن صور لت "إستعمال المتع"علي الرغم من وجود مناقشة في . الفلسفة كأسلوب للعيش ال بحثًا نظريًا عن الحقيقة

عن الفلسفة إال أن معالجة فوكو لهذا الموضوع وجد وبشكل أساسي في محاضراته األخيرة في الكوليج أفالطون .لم يكن لديه الوقت ليطورها للنشر لكن ; دي فرانس وبيركلي في الثمانينات

للحياة كنموذج وكمفسر ) Apology 1 & Alcibiades(في محاضرات الكوليج دي فرانس، يناقش سقراط في ويتتبع مناقشات القدماء الالحقين علي سقراط في هذا الموضوع، علي سبيل " العناية بالنفس"الفلسفية المتركزة علي

(Parrahesia)" الكالم الصادق"في محاضرات بيركلي يتعامل مع المثال القديم . المثال إبكتيتوس، سينيكا، بلوتارخش فوكو أشكال الحقة من المفهوم عند يوريبيدس وسقراط وتحوالت هنا يناق. كمفهوم سياسي وكفضيلة مركزية

.الحقة له لدي األبيقوريين والرواقيين وسينيكا

هاتين المجموعتين من المحاضرات تمدنا بمادة ثرية لما كان يمكن ان يكون أكثر إشتباكات فوكو مع الفلسفة التقليدية عه من أن يكمل مشروعهمن 1984أهمية وإثمارًا ولكن موته المفاجيء سنة

.يعني إستعمال الشهوة الجنسية يجب ان يكون منظمًا بشكل صحيح ولكن هذا التنظيم علي الرغم من ذلك يضمن المتعة بشكل أساسي 10

مراجعPrimary Sources

• Essential Works of Foucault, 1954-1984, 3 volumes, edited by Paul Rabinow, New York: The New Press, 1997-9.

• Maladie mentale et personnalité, Paris: Presses universitaires de France, 1954. • Maladie mentale et psychologie, Paris: Presses universitaires de France, 1962 (Mental

Illness and Psychology, translated Alan Sheridan, New York: Harper and Row, 1976). • Folie et déraison, Paris: Gallimard, 1966 (Madness and Civilization, translated by Richard

Howard, New York: Pantheon, 1965). • Raymond Roussel, Paris: Gallimard, 1963 (Death and the Labyrinth: The World of

Raymond Roussel, translated by Charles Ruas, Garden City, NY: Doubleday, 1986). • Naissance de la clinique, Paris: Presses universitaires de France, 1963 (The Birth of the

Clinic, translated by A. Sheridan Smith, New York: Pantheon, 1973). • Les mots et les choses, Paris: Gallimard, 1966 (The Order of Things, New York: Vintage,

1973). • L'archéologie du savoir, Paris: Gallimard, 1969 (The Archaeology of Knowledge,

translated by A. Sheridan Smith, New York: Harper and Row, 1972). • Surveiller et punir, Paris: Gallimard, 1975 (Discipline and Punish, translated by Alan

Sheridan, New York: Pantheon, 1977). • Histoire de la sexualité, 3 volumes: La volonté de savoir, L'usage des plaisirs, and Le

souici de soi, Paris: Gallimard, 1976 (History of Sexuality, 3 volumes: Introduction, The Uses of Pleasure, and Care of the Self, translated by Robert Hurley, New York: Vintage Books, 1988-90).

Secondary Sources

• Bernauer, James, 1990, Michel Foucault's Force of Flight, Atlantic Highlands, NJ: Humanities Press.

• Davidson, Arnold (ed.), 1997, Foucault and His Interlocutors, Chicago: University of Chicago Press.

• Dreyfus, H. and P. Rabinow, 1983, Michel Foucault: Beyond Structuralism and Hermeneutics, 2nd edition, Chicago: University of Chicago Press.

• Flynn, Thomas, 2003, Sartre, Foucault, and Historical Reason, volume 2: A post-structuralist mapping of history, Chicago: University of Chicago Press.

• Gutting, Gary, 1989, Michel Foucault's Archaeology of Scientific Reason, Cambridge: Cambridge University Press.

• Gutting, Gary (ed.), 2005, The Cambridge Companion to Foucault, Cambridge: Cambridge University Press, second edition.

• Han, Béatrice, 2002, Foucault's Critical Project, Stanford: Stanford University Press. • Hoy, David (ed.), 1986, Foucault: a Critical Reader, Oxford: Blackwell. • Macey, David, 1994, The Lives of Michel Foucault, New York: Pantheon. • McNay, Lois, 1994, Foucault: a Critical Introduction, Cambridge: Continuum. • Rajchman, John, 1985 Michel Foucault and the Freedom of Philosophy, New York:

Columbia University Press.