ˇ ˙˝ ˘ ˛ ˆmohamedrabeea.net/library/pdf/fcb512e4-974e-42bd-8972-3a... · 2019-02-14 · 5 %%%...

390
علمي والبحث اللعاتعليم ا وزارة الحمد خيضربسكرة جامعة م غاتّ ل داب وال كلية د قسم اغة العربيةل ب والعلوم دكتوراﻩ النيل شهادة مقدمة ل أطروحةصي تخص دبي النقدلطالباد ا إعد: ستاذ إشراف الدكتور: رحمانيي ع صالح مفقودةلجامعية السنة ا: 1437 / 1438 هـ2016 / 2017 م ﺟﲈﻟﻴﺎت ﺗﻠﻘﻲ اﻟﺸﻌﺮﰲ اﻟﻨﻘﺪ اﻟﻌﺮﰊ اﻟﻘﺪﱘ ﺟﲈﻟﻴﺎت ﺗﻠﻘﻲ اﻟﺸﻌﺮﰲ اﻟﻨﻘﺪ اﻟﻌﺮﰊ اﻟﻘﺪﱘ ﺟﲈﻟﻴﺎت ﺗﻠﻘﻲ اﻟﺸﻌﺮﰲ اﻟﻨﻘﺪ اﻟﻌﺮﰊ اﻟﻘﺪﱘ ﺟﲈﻟﻴﺎت ﺗﻠﻘﻲ اﻟﺸﻌﺮﰲ اﻟﻨﻘﺪ اﻟﻌﺮﰊ اﻟﻘﺪﱘ ﱃ اﻟﻘﺮن اﳋﺎﻣﺲٕ ﻣﻦ اﻟﻘﺮن اﻟﺮاﺑﻊ ا ﱃ اﻟﻘﺮن اﳋﺎﻣﺲٕ ﻣﻦ اﻟﻘﺮن اﻟﺮاﺑﻊ ا ﱃ اﻟﻘﺮن اﳋﺎﻣﺲٕ ﻣﻦ اﻟﻘﺮن اﻟﺮاﺑﻊ ا ﱃ اﻟﻘﺮن اﳋﺎﻣﺲٕ ﻣﻦ اﻟﻘﺮن اﻟﺮاﺑﻊ ا اﻟ اﻟ اﻟ اﻟ ﻬﺠﺮي ﻬﺠﺮي ﻬﺠﺮي ﻬﺠﺮي

Transcript of ˇ ˙˝ ˘ ˛ ˆmohamedrabeea.net/library/pdf/fcb512e4-974e-42bd-8972-3a... · 2019-02-14 · 5 %%%...

  • وزارة�التعليم�العاي�والبحث�العلم��

    جامعة�محمد�خيضر�بسكرة

    غاتّ كلية�&داب�والل

    ب�واللغة�العربيةاقسم�&د

    النقد�=دبي�:ي�تخصصأطروحة��مقدمة�لنيل�شهادة��دكتوراه�العلوم�

    :الدكتور إشراف��ستاذ :إعداد�الطالب

    صالح�مفقودة ع@ي�رحماني�

    : السنة�الجامعية

    هـ1438/ 1437

    م�2017/ 2016

    جامليات تلقي الشعريف النقد العريب القدمي جامليات تلقي الشعريف النقد العريب القدمي جامليات تلقي الشعريف النقد العريب القدمي جامليات تلقي الشعريف النقد العريب القدمي هجريهجريهجريهجريال ال ال ال من القرن الرابع ٕاىل القرن اخلامس من القرن الرابع ٕاىل القرن اخلامس من القرن الرابع ٕاىل القرن اخلامس من القرن الرابع ٕاىل القرن اخلامس

  • 2

  • 3

  • 4

    مقدمة

  • 5

    ةـــدمـمق

    ؛�! ع،�وكــم�مــن�رفيــع�وضــ!رفــعفكــم�مــن�وضــيع� ،UVمTبطــو وحــافظ� الشــعر�ديــوان�العــرب،�وســجّل�مــآثرهم،

    ـــــدوا�أســـــماءهم،�ويغيضـــــوا�،�ْزTمـــــا�Tَجـــــنفقـــــون�:ـــــي�ســـــبيله�،�يُ و=مـــــراء�بـــــه�أْعdـــــb�cجـــــل�ذلـــــك�رأيـــــَت�ا^لـــــوَك ّبـــــه�لكـــــي�يخل

    واونصب ،له�=عراس�وامكانيا�علّيا؛�فأقام�وه،�ورفعوا�به،�وكان�فUsم�حظّيااحتف�شاعر �إذا�نبغ�:ي�قبيلة�ف .أعداءهم

    . له�=نعام�واونحر � ،له�الوTئم

    مـــــــدحا�وقـــــــدحا؛��شـــــــعره،�يتلقـــــــون�لـــــــه�شــــــركاءوكـــــــانوا�،�،�وهـــــــم�شـــــــهودالســــــمعد�شـــــــاعر�ألقـــــــوا�إليـــــــه�إذا�أنشــــــو

    هش�بمـــا�هــو�داع�إــى�الـــدَّ �،عاتــه�يمو �Tيجــدون�حرجـــا�:ــي�تعّقــب�ســـقطاته،�وتقــو ن�مــا�تجــود�بـــه�قريحتــه،�و ســتملحيف

    .وعظام

    �صدق�ع@ى�حسن�تلّقي�القدامى�للشعر�العربي،�وتفاعلهم���فاثنا�=دبي�زاخر َباراء�النقدية�ال��تUض�آية

    �تشــهد�طائفــة�مــUمفولطا^ــا�تفاصــلت�وتنــافرت؛�فلطا^ــا�توافقــت�آراؤهــم�وتقاطعــت،��.يجــابي�مــع�مضــامينه�وصــوره

    لشــاعر�بالفحولــةَ ،�وت

    ُ ُ ســل

    ًوبــن�الطــائفتن�. فــوراه�شــعرورا،�وتزيــد�النــاس�منــه�نُ ه�حّــ�cتصــَّ ســقطاتِ �Uا�أخــرى،�متعقبــة

    ٌنقصــــة،�حمــــدة�و�َم إــــى�كــــّل�َم �النظــــرَ رفون�ْصــــ،�يَ ْيــــدةع@ــــى�َح عــــدلوا،�فهــــم�أن��Tيَ �قــــوٍم ��Tيحملهــــم�شــــنآُن ،�خــــرى أ�ثالثــــة

    واماَ .ويكونون�بن�ذلك�ق

    التواصــــــليه،�وتفاعــــــل�قطبUsــــــا��دارةو�Tجــــــرم�أّن�:ــــــي�هــــــذه�ا^واقــــــف�جمعــــــاء�آيــــــاٍت�صــــــادقات�ع@ــــــى�انعقــــــاد�الــــــ

    �لهـــــاالا^نـــــ�للعبـــــارة،�ا^رِســـــل�: =ساســـــنّ�Uا،�واســـــتخ¢ِص ِ نَ ،�وا^رَســـــل�إليـــــه�ا^تلّقـــــي�لهـــــا،�الســـــا ي�إـــــى�فـــــك�َســـــبـــــاث

    .صدهامقا

    بمتلقيـه�مـن�النقـاد�العـارفن�بأسـرار�الـنظم� -بكـرور�=يـام�وتـواي�=زمـان��-فالشعر�العربي�لم�تنقطع�صلته�

    فكثـــا�مـــا�كـــانوا�يصـــاحبون�العمليـــة�بداعيـــة،�ويتفـــاعلون�معهـــا،�ل�تـــأليف�العبـــارة�تبعـــا�^قتضـــيات�التـــداول،��بُ وُســـ

    �عـدم�افتقــار�تراثنـا�إــى�مظــاهر ب�أن�يــ�َ كلــه�و�ســبيل�هـذا� .مـدخولها�فَيمـ¦ون�جّيــد�=شـعار�مــن�ّردي¥Uـا،�ومنخولهــا�مــن

    إــــى�إنكــــار�عنايــــة�القــــدامى�يم¨ــــ��بعــــض�ا^عاصــــرين�مــــن�عجــــب�أن�ف. أّن�لهــــذا�=خــــ�فيــــه�جــــذورا�يقطــــع،�بــــل�التلقــــي

    .! كانوا�به�أع�cdوأشّد�اتصاU«Tم�صرفوا�اهتمامهم�إى�ا^ؤلف،�و با^تلقي،�بحجة��أ

    تغــري�الباحــث�ع@ــى�:ــي�كتــب�الــاث�النقــدي�العربــي�ُتــري�أّن�^فهــوم�التلقــي�جــذورا�ممتــدة�فيــه،��فــرّب�قــراءةٍ

    عــاء�نضــج�النظريــة�وتمــام�بناUــا�:ــي�ا^ــوروث�Usا،�وتجليــة�إرهاصــاUVا،�وبيــان�مظاهرهــا،�ورصــد�جمالياUVــا،�دون�ادّ تقّصــ

  • 6

    قطـــوع�بـــه�أ»Uـــا�لـــم�تنشـــأ�مكتملـــة�ســـامقة�فـــ¢�شـــك�أّن�مـــن�رهاصـــات�مـــا�مّهـــد�^ـــي¢د�هـــذه�النظريـــة،�فمـــن�ا^. العربـــي

    .البناء،�مثلما�خرجت�أثينا�مكتملة�ناضجة�يانعة�من�رأس�زيوس

    إثبـــات�مـــدى�احتفـــاء�النقـــد�العربـــي�بعمليـــة�التلقـــي�خـــ¢ل�قرنيـــه�الرابـــع�والخـــامس�إـــى��ســـاٍع ا^نجـــز�فالبحـــث�

    �نمــاذج�مختــارة�مــن�الشــعراءأيضــا،�مــن�خــ¢ل�عقــد�الصــلة�بــن�التفاعليــة�يــات�هــذه�العمليــة�وإظهــار�جمال�الهجــرين،

    فقــد�أســال��،�أكنضــورايظــل�ه�،�فهــو�أعظــم�شــعراء�عصــره�حضــورا،�وشــعرُ الطيــب�ا^تن¶ــ��،�يتســّنمهم�أبــو وا^تلقــن

    جـدل�وسـجال�بـن�الدارسـن؛�تنجـز�حولـه�الدراسـات��عصره�والعصور�ال��تلته،�وهو�إـى�يـوم�النـاس�هـذا�مثـارُ �مداد

    :إذ�قالابن�الحسن�ث،�وتعقد�بشأنه�الندوات�وا^ؤتمرات،�وقد�صدق�والبحو

    فونُج �ءَ ْل مِ �أنامُ َ �رُ هَ ْس ويَ ***هاِد وارِ ي�عن�ش

    َ الخْ جّراها�ويَ �ُق ل

    ْ خَ ُم ِص ت

    جماليات�تلقي�الشعرHي�النقد�العربي�القديم��"نفسنا�أن�نسم�هذه�=طروحة�بـ�bجل�ذلك�كتبنا�ع@ى�أ

    الناتجة�عن�حة��نبعت� تساؤTتمن�الجملة�ن�الجواب�عن�،�آّم "من�القرن�الرابع�إRى�القرن�الخامس�الهجري

    ي�ا^سوقة�فيما�يأتيوجعلوا�منه�رحما��،وجنواعليه�،آراء�النقاد�الذين�أنكروا�الاث�من :عقيما،�̧و

    :ـي�جــذور�حضــارتنا��ةلنظريــة�الّتلقـي�ا^عاصــر �امتـدادنقــد�القـدامى�للشــعر�والشــعراء�ا�هـل�نســتطيع�أن�نعت¹ـ

    عارنقادنــــا�القــــدامى�محــــاورالتلقي�وأقطابــــه�:ــــي�نقــــدنا�القــــديم�؟وهــــل�أذلــــك�كــــذلك�،فمــــا�العربيــــة�القديمــــة�؟�إذا�كــــان�

    ،ذلككفإذا�كان� دامى�؟هتمامهم�بالشاعر؟وهل�تحقق�بذلك�الحس�الجماي�عند�ا^تلّقن�العرب�القا^ّتلقي�نفس�ا

    للتلقي�عندهم�؟�الضابطة�ا^عاي�الجمالية�فما�

    خمســـــة�قنا�البحـــــث�:ـــــي�و:ــــي�ســـــبيل�تحقيـــــق�ذلـــــك�ُســـــ. ا¾جابـــــة�عUـــــاهــــذه�=ســـــئلة�وغهـــــا�تتكفـــــل�الدراســـــة�ب

    :مة�راصدة�أهم�النتائج؛�طبقا�للتيب�&تي،�مصدرين�بمقدمة�وتمهيد،�ومذيلن�بخاتفصول

    مقدمة •

    ضوابط�ا^صطلح: التمهيد •

    محاور�التلقي�:ي�رث�النقدي: الفصل�=ول -

    تجليات�التلقي�وسطوة�ا^تلقن�ع@ى�النص: الفصل�الثاني -

    جماليات�التلقي: الفصل�الثالث -

    عرض�بانورامي� :لرابعالفصل�ا -

    استطيقا�التلقي�عند�ا^تن¶��:خامسالفصل�ال -

    الخاتمة •

  • 7

    ْد ا�يدور�:ي�فلكه�من�مصطلحات�َم ̂و �،التلقي�صطلحأردناه�ضابطا�^أّما�التمهيد،�فَذلـك�وجـب�وقـد�أ. ليـةخ

    ،�^ســـــاءلUÃا�ةالقديمـــــ�يـــــةكتـــــب�النقدال،�فضـــــ¢�عـــــن�العـــــودة�إـــــى�عجمـــــات�اللغويـــــة�تحقيقـــــا�وتـــــدقيقاا^�اســـــتقراءعلينـــــا�

    .والوقوف�ع@ى�استعماUVTا

    معقــود�ا�أولهــ: وّزع�ع@ــى�ث¢ثــة�فصـول تقÅــ��=ســس�النظريـة�للتلقــي،�وهــو�مـفمسـوق�ل�،شــق�النظــري وأمـا�ال

    تت التلقي،�كما�للحديث�عن�محاور ّيكتب�الاث�النقدي�العرب:ي��جل :ي��تحدثناالشاعر�والنص�وا^تلقي؛�إذ�: ي،��̧و

    عــن�نظــم�القصــيدة،�ثــم�ع¢قــة�الشــاعر�بشــعره،�ومكانتــه�:ــي��قبيلتــه�وبــن�نظرائــه�وأقرانــه�مــن�الشــعراء�ا^حــور�=ول�

    الـنص،�والحـديث�عـن�قضـي��الصـدق�والكـذب�والغمـوض�والوضـوح�@ى�تعريـف�وعّرجنا�:ي�ا^حور�الثاني�ع�.والّنقاد�

    فيــه�مســألة�التفاعــل�والتواصــل�بــن��بســطناكمــا�. ومقــوUVTم:ــي�الشــعر�وأثرهمــا�:ــي�ا^تلقــي،�مستأنســن�بــآراء�النقــاد�

    عــن�ا^تلقــي�إــى�الحــديث� ا^حــور�الثالــث�قناوقــد�ســ. الــنص�وا^تلقــي�مــن�جهــة،�وبــن�الشــاعر�وا^تلقــي�مــن�جهــة�أخــرى

    ��dالصريح�ومراتبه،�ثم�ا^تلقي�الضم.

    ) الخــارÉي(ا^تلقــن؛�وقــد�تــم�التعــرض�فيــه�إــى�ا^تلقــي��تجليــات�التلقــي،�وســطوة�نــا�:ــي�الفصــل�الثــانيوتناول

    ��dالداخ@ي( وا^تلقي�الضم (�cـdى�سطوة�ا^تلقي�ع@ى�النص�ع@ـى�مسـتوى�اللغـة�واللفـظ�وع@ـى�مسـتوى�ا^ع،�إضافة�إ

    .والدTلة

    ثّم�. للحديث�عن�جماليات�التلقي�عند�العرب،�وبيان�الحس�الجماي�عند�تلقيهمعقود�ف لفصل�الثالثما�أ

    ابـــن�طباطبـــا،�وعبـــد�القـــاهر�الجرجـــاني،�وحـــازم�: الحـــديث�عـــن�أهـــم�النقـــاد�الـــذين�عنـــوا�بدراســـة�هـــذه�الظـــاهرة�،�مثـــل

    �dالقرطاج.

    صناه�bبـي�الطيـب�ا^تن¶ـ��فقد� الشق�التطبيقي؛أما� � : ،�ووزعنـاه�ع@ـى�فصـلنوشـعرهخصًَّكـان�أولهمـا�عرضـا

    ،�أ^حنــا�فيــه�إــى�حيــاة�ا^تن¶ــ�،�ثــم�مكانتــهًــ�بأشــعاره�الــ��،�ومــدى�اهتمــام�العامــة�والخاصــةالشــعرية�عامــا أرجــاء��تَعمَّ

    رت�كتUـا�بأبيــات�مUــالعامـة�والخاصــة،�و �الـدنيا�فتــداولUÃا�ألســنة ،�ســواء�bبــرز�سـمات�شــعره�الفنيــة�،�ثـم�عرضــنااصــدَّ

    .أكانت�لفظية�أم�معنوية

    نحو�سيف�الدولة�: استطيقا�التلقي�عند�ا^تن¶�؛�تناولنا�فيه�الشاعر�:ي�م¦ان�الخاصة بمثابةوكان�ثانUsما�

    نحـو�الصـاحب�بـن�: الحمداني�وكافور�خشيدي�وعضد�الدولة،�ثم�تعرضـنا�إـى�الشـاعر�تحـت�مجهـر�العلمـاء�والنقـاد

    . العزيز�الجرجاني�وابن�ج��dوالثعال¶���والعميدي�وابن�وكيع�عباد�والحاتم�،�والقا��Ëع@ي�بن�عبد

  • 8

    راسـات�ا^تعلقـة�بنقــد�الّنقـد؛�U«bــا�الد�أّن�دراسـتنا�هـذه�تتÌــّ¦ل�:ـي�دائــرةفمـن�الواضـح،�بعــد�هـذا�التفصــيل،�

    .ها�وإبداء�رأي�صريح�فUsاأراء�النقاد�وعرضها�ونقدبجمع�تUض�

    ـه وممـا�يجــب�بيانـه�عقــب�هــذاّأّن�الدراســة�ا^نجـزة�قــد�اقتضــت�جملـة�مــن�ا^نــاهج�النقديـة�لرســم�أبعــاد��كل

    وبســط�مباحثــه�هــذا�ا^وضــوعْ َج ،�مــن�أبرزهــا�ا^ــنهج�التــاريÎي��الــذي�أل

    َ�ترّســُم و �،بعــض�القضــايا�الّنقديــة�تتبــُع نــا�إليــه�أ

    بّينـــا�واضـــح� -كـــذلك�- ســـتقرائيÐ �^ـــنهجا ويتج@ـــى�.راســـةالشخصـــيات�النقديـــة�الـــ��وردت�:ـــي�الد�وبعـــِض حيـــاة�ا^تنّ¶ـــ��

    اســتقراء�بعــض�القضــايا�النقديــة�تضــاريس�هــذا�ا^وضــوع،�وTســّيما��حــن�حضــورا�قويــا�:ــي�رســم�لــه��القســمات،�فــإّن

    ا^وازنـة�بـن�هـذه�&راء�وتميـ¦�ا^ؤيـد�مـن�ا^عـارض�والحيـادي��بالشاعر�والـنص�وجمهـور�ا^تلقـن،�فضـ¢�عـن��ا^تعلقة

    �أثـــرا�:ـــي�هـــذه�الدراســـة،�وخاصـــة�حينمـــا�صـــرفنا�النظـــر�إـــى�تبيـــن�لمـــنهج�الّنفÒـــ�م�لوتجـــدر�شـــارة�أننـــا��Tنعـــد. مUـــا�

    القضايا��ويتج@ى�كذلك�:ي�رصد�بعض. الحكم�الّنقدي�والّصدق�الف��dّ،�وتأث�ذلك�:يوالشاعر:ي�ا^تلقن تأثالشعر

    �نصيبا�من�Ðستعمال�و�التوظيف�جتما يوإّن�للمنهج�Ð . ية�ا^تلقي�وإّما�بنفسية�الشاعرالنقدية�ا^رتبطة�إما�بنفس

    من�ب¢د�إى�أخرى�،�ومن�مكان�وتأث�ا^حيط�فUsا،�فاbثر�يختلف��،رصد�بيئة�محاورالتلقي�الث¢ثة�أيضا،�وذلك�حن

    وهكـذا�تتحـول�الدراسـة��. مثلما�حال�الشعراء�:ي�البادية�والحاضرة�:ي�مجتمع�القبيلة�أو�:ي�الب¢ط�ا^لكي��،مكانإى�

    .:ي�تيس�عملية�البحث�طينا�منهجا�تكامليا��Tيخفى�أثره�الطّيب�إى�فسيفساء�من�ا^ناهج�لتع

    مـن�لعـل�،�همراجعـو �همصـادر مظـاّن�مختلفـة،�فقـد�تنوعـت�مـن� قد�استقى�مادته��البحث�وحرّي�بالبيان�أّن

    ،�القوانـي�بـن�رشـيقمحاسـن�الشـعر�وآدابـه�ونقـده�T دة�:ـي�العمـو حمد�بـن�سـ¢م�الجمÔـي،�^ طبقات�الشعراء :أهمها

    Tبـي��الشـعر و كتـاب�الصـناعتن�الكتابـة�و لم¹ـد،�طباطبـا،�والكامـل�ل�بنوعيار�الشعرb�،والكشـف�عـن�هـ¢ل�العسـكري

    �،لعبـد�الكـريم�الUشــ@ي�.....،�وا^متـع�:ـي�صـنعةحيـان�التوحيـدي�وا^قابسـات�bبـي�لصـاحب�بـن�عبـاد،�مسـاوئ�ا^تن¶ـ��ل

    ومUـــاج�البلغـــاء�وســـراج�بـــن�وكيـــع�التنيÒـــ�،�إظهـــار�ســـرقات�أبـــي�الطيـــب�ا^تن¶ـــ��T �ف�للســـارق�ا^ســـروق�منـــه�:ـــيا^نصـــو

    الصــورة�الفنيــة�:ــي�الــاث�النقــدي�: وكــذا،�Öمــديشــعر�أبــي�تمــام�والبحــي�لا^وازنــة�بــن�و حــازم�القرطجــاني،�=دبــاء�ل

    bحمــد�ع@ــي�محمــد،�و:ــي�=دب�الجــاه@ي�لطــه�حســن،�" ظــواهر�التلقــي�:ــي�الــاث�النقــدي"والب¢×ــي�لجــابر�عصــفور،�و

    وفنـــون�الشـــعر�:ـــي�مجتمـــع�الحمـــدانين�^صـــطفى�الشـــكعة،�و:ـــي�النقـــد�العربـــي�القـــديم�لعبـــد�الحميـــد�القـــط،�وقـــراءة�

    الــنص�وجماليــات�التلقــي�بــن�ا^ــذاهب�الغربيــة�والحديثــة�وتراثنــا�النقــدي�^حمــود�عبــد�الواحــد،�وا^تن¶ــ��أمــة�:ــي�رجــل�

    .حسن�الوادية�عند�العرب�لدين،�وا^تن¶��والتجربة�الجماللخليل�شرف�ال

  • 9

    يخلو�البتة�من�وعورة�ا^سلك�وتشّعبه،�وإذا��T ؛�إذ�محفوفا�بالعقبات�والتحدياتوإذا�كان�مضمار�البحث�

    كانـــت�ا^شـــاّق�والتصـــاعيب�مـــن�مســـتلزمات�البحـــث،�فـــإّن�لنــــا�كغنـــا�مـــن�البـــاحثن�نصـــيبا�مUـــا�حـــال�دون�التعجيــــل�

    ة�الّدراسات� :هماأوT ؛عقبتن :يذلك� ويستبنبقطف�ثمار�البحث،�ّوجدت�،�وإن�نيت�بالّتلقي�عند�القدماءال��عقل

    كمــال�هــذه�ادنــا�عزيمــة�للوقــوف�ع@ــى�قــدم�وســاق�¾وهــو�مــا�ز ،يــق�نظريــة�غربيــة�ع@ــى�نــص�عربــي�قــديمتطبفقصــاراها�

    �:UمــاÃوثاني. ء�تراثنـا�الّنقـدي�وتأكيـد�خصـوبته¾حيـا،�وتطلبـت�جهـدا�كبـا�سـة�الـ��اسـتغرقت�مّنـا�سـنوات�عديـدةالدرا

    داء�طارئـــةأزمـــة�صـــحية�ْـــأَلـــتمســـاره�،�أربكـــت:ـــي�مســـاق�البحـــث�كانـــت�عقبـــة�ك

    ّأن�أ^لـــم��اســـتطع�فاعليتـــه؛�فلـــم�،�وعط

    �بصـعوبة�بالغـةوأستUض�هم���أفكاري�بعدهاّTتوفيـق�هللا. إ�Tوحرصـه،�،�وتحضـيض�=سـتاذ�ا^شـرف�ورحمتـه�فلـو

    .Tنقطعت�بي�السبل�مذ�أن�ألّم�بي�هذا�العارض

    �أن�أزÉي�أجزل�الشكر�إى�أستاذي�ا^شرف�أّTإ��dيسع�Tالتقديم�� ة،�^ا�صالح�مفقود.د.:ي�ختام�هذا

    �أهدانيه�من�توجUsات�وتصويبات ا �̂و ل�من�صعوبات،ّفله�. قّيمة،�عّبدت�ي�طريق�البحث،�وأنارت�ي�دروبه��ذل

    وكريم�لطفه؛�فقد�رافق�البحث�مذ�كان�فكرة�ح�cاستوى�ع@ى��إشرافه�وجميل�ص¹ه الذكر�والثناء�الحسن�ع@ى

    .هــــــــــــــــــــسوق

    َÚأن�يجزيَ �أسأُل �فا��dعليه�توكلت�وإليه�أنيب�خَ ه�ع�Úبا�ّTالجزاء،�وما�توفيقي�إ.

  • 10

  • 11

    ضوابط�اXصطلح :التمهيد

    فيـه،�فإّنـا�:ـي�سـبيل�تحقيـق�مصــطلح�السـياق�الـذي�تـرد�مـن�إ�TقصـديUÃا��Tتكتسـب��اتا^صـطلح�إذا�كانـت

    =دب�واللغـــة؛�فبــن�العـــرفن�اللغــوي�وÐصـــط¢Ûي��Tنجــد�مندوحـــة�عــن��الرجـــوع�إــى�مصــادر� التلقــي�وتــدقيق�معنـــاه

    ها�ُم رُسـعروة�وثقى،�تقطع��بالع¢قة��الناهضة�بن�الدTلة�Ðصط¢حية�ال��يتعارفها�النقاد،�والدTلة�اللغويـة�كمـا�تَ

    .ا^عجمات

    اللغـــة�أّن�مـــن�دTTت�لفـــظ�التلقـــي�Ðســـتقبال�أو�التقّبـــل؛��جمـــاتتضـــح�لنـــا�مـــن�خـــ¢ل�العـــودة�إـــى�معوقـــد�ا

    �وعـــزَّ �ل ومنـــه�قـــو . والتلقـــي�هـــو�Ðســـتقبال«UVـــذيب�=زهـــري�:ـــي�فقـــد�جـــاء� ـــِذيَن�َصـــ¹َُوا�َوَمـــا��: هللا�جـــلََّّ�الَّTاَهـــا�ِإ قَّ

    ََوَمـــا�ُيل

    �َعِظـيٍم ٍّو�َحــظ

    ُ�ذَّTاَهـا�ِإ قَّ

    َالســيئة�بالحسـنة�إ�Tمــن�هــو�صـابر�أو�ذو�حــظ�عظــيم،�يريـد�مــا�يلقــى�تـدفع�: قــال�الفــراء. )1(�ُيل

    )2( . »فأنUÞا�لتأنيث�إرادة�الكلمة

    م�أيضـــا،�كمـــا�:ـــي�قولـــه�عـــز�ّومـــن�دTTت�لفظـــة�التلقـــي،�فضـــ¢�عـــن�Ðســـتقبال�والتقبـــل،�معdـــ�c=خـــذ�والـــتعل

    ُدْن�َحِكيٍم�َعِليٍم �: وجلَُّقْرآَن�ِمن�ل

    ْى�ال قَّ

    َُتلََك�ل .)3(أي�يلقى�عليك�فتلقاه�وتعلمه�وتأخذه�،�)2(�َوِإنَّ

    ـُه�ُهـَو�: ومن�دTTت�التلقي�كذلك�الفهم�والفطنة،�ومنه�قوله�تعاى ْيـِه�ِإنَََّتـاَب�َعل

    َِلَمـاٍت�ف

    َِه�ك ّبِ

    ى�آَدُم�ِمن�رَّ قَََّتلَف

    ِحيُم اُب�الـــرَّ ـــوَّ ِطـــَن : بمعdــــ�c)4(�التََِّهـــَم�وف

    َِبـــَل�وأخـــذ،�وكــــان�عليـــه�الســـ¢م�يتلقــــى�ا. ف

    َلـــوÛي،�أي�يســـتقبله�ويأخــــذه�وقيــــل�ق

    فه . ويتلقَّ

    ـن: وقيـل. تقول�خرجنا�نتلقـى�الحجـيج�أي�نسـتقبلهم ـى�تلقَّ وهـذا�:ـي�ا^عdـ�cصـحيح،�ولكـن��Tيجـوز�. معdـ�cتلقَّ

    ��c؛�يكـــون�التلقـــي�مـــن�الـــتلقن�:ـــي�=صـــل�أن ن،�وتقÅـــََّّÌوتظـــ�cـــ َّdن�أحـــد�الحـــرفن�إنمـــا�يقلـــب�يـــاء�إذا�تجانســـا�مثـــل�تظb

    يت�مــن�تســّررت،�وأمليــت�مــن�أمللــت�وشــبه�ذلــك،�ولهــذا��Tيقــال ــَص،�ومثلــه�تســرَّ ــى�مــن�: وتقصَّ ــل�و�Tتلقَّ ــ�cمــن�تقبَّ تق¶َّ

    ن�فأعلم�وحكى�مكي�أنه�ألهمها�فانتفع�Uäا )Uä.)5اقبوله�تعلمه�لها�وعمله�: وقال�الحسن. تلقَّ

    )1( ����/ 35. )2( ���� ���� : �������9 /297 � )� � !"#$(. )2( %&'��/6. )3( )*� �� +#,-� .$#/� : �01� ��7/145. )4( !� 3��/37. )5()*� �� +#,-� .$#/� :1/305.

  • 12

    ومـا�هـو�ببعيـد�عـن�هـذا�:ـي�. التلقي،�ع@ى�أوضاع�اللغوين،��Tيعـدو�أن�يكـون�اسـتقبا�Tوتقـّب¢�وتفهمـا�وتـأثراف

    ما�سبيله�أن�) Reception Theory( العرف�Ðصط¢Ûي؛�فالقارئ�واجد�:ي�تعريف�نظرية�Ðستقبال�أو�نظرية�التلقي�

    ق�لòشــــارة�إــــى�مجموعــــة�مــــن�أصــــحاب�مصــــطل«فــــالتلقي�. يقطــــع�با^ناســــبة�بــــن�Ðســــتعمالن ح�يســــتخدم�بمعdــــ�cضــــّيِ

    كمــا�يســتخدم�بمعنــاه��-ومعظــم�هــذه�ا^جموعــة�مــن�=^ــان–النظريــات�ا^تعلقــة�باســتقبال�=عمــال�الفنيــة�أو�تلقUsــا�

    اء�وأهم�=سـم. =وسع�لòشارة�إى�أي�نظريات�خاصة�بتذوق�ا^شاهد�أو�القارئ�أو�السامع�لôعمال�=دبية�أو�الفنية

    .)1(»كارلها�ن¦ستي،�وهارالدفانيس] و[فولف�جانغ�آيزر،] و[هانز�روبرت�ياوس،: ا^رتبطة�Uäذه�ا^درسة�¸ي

    ادهــا�وأهــدافها� نســتنتج�مــن�التعريــف�الســابق�أن�مصــطلح�التلقــي�تطــور�ليصــبح�نظريــة�قائمــة�بــذاUVا�لهــا�روَّ

    .و=دبيةالخاصة�بتذوق�القارئ�أو�ا^شاهد�أو�السامع�لôعمال�الفنية�

    أّمــا�إذا�رمنــا�تأصــيل�مصــطلح�التلقــي�:ــي�كتــب�النقــد�العربــي�القــديم�فلــن�لــن�»Uتــدَي�إليــه�بلفظــه�الصـــريح،�

    ى�أهميـة�مراعـاة�الحـال�الـ��علUsـا�ع@دنا�القدامى�وإنما�نجد�ظواهر�نقدية�غ�مباشرة�تدل�عليه�من�خ¢ل�تنبيه�نقا

    ع،�وحســـن�الـــتخلص،�وحســـن�الخاتمـــة،�وتناســـب�=طـــراف،�الســـامع�أو�القـــارئ،�أو�التنبيـــه�ع@ـــى�ضـــرورة�حســـن�ا^طلـــ

    .وحسن�التأليف

    ـــب،�تبًعـــا�لنـــوع�العمـــل�=دبـــي�الـــذي�ُيْعـــرُض�ع@ـــى�َـــر،�كالقـــارئ�والســـامع�وا^خاط

    َخُكمـــا�تـــدل�عليـــه�مرادفـــات�أ

    ،�فــا^تلقي�قــارئ ًذا�وجــه�وهــ. ا^تلقــي؛�فــإذا�كــان�الــنص�=دبــي�شــفهًيا،�فــا^تلقي�ســامع،�وإذا�كــان�الــنص�=دبــي�مكتوبــا

    تحقيــق�هــذه�ا^صــطلحات�ومــا�هــو�بســبيلها�لتســتبن�دTلUÃــا��نفقــد�وجــب�إذ. ل�بــن�Ðســتخدامنمــن�وجــوه�التفاصــ

    .ع@ى�وجه��Tإلباس�فيه

    ،�فمــــراد�بــــه�)naratee( أمــــا�ا^حكــــي�لــــه�أو�ا^قصـــوص�عليــــه. )2(هــــو�كــــائن�أو�آلـــة�يصــــدر�إلUsــــا�خ¹ــــ�مـــا: فـــا^تلقي

    ــه�إليــه القصـة،�وهــو�لــيس�مجــرد�فــرد�تقـص�عليــه�القصــة،�إذ�ينبøــي�أن�يتضــمن�الــنص��السـامع�أو�القــارئ�الــذي�توجَّ

    و�Tنقـول�مـا�(أو�قارئ�معن،�مما�يعdـ��ضـرورة�تضـمن�الـنص�مـا�يـوÛي�) جمهور (ما�يش�أن�القصة�موجهة�فع¢�إى�

    .)3()يقطع

    �مـا،�وا^فـروض�أن�يكـون�ا^ؤلـف�قـد�وضـع�ذلـك�الـن« :أما�القارئ،�فهوًص�بقصـد�الشـخص�الـذي�يقـرأ�نصـا

    ً�عــن�الكتابــة�واكتفــى�بالتأمــل�صــامتا

    َّ. أن�يخاطــب�قارئــه�مــن�خــ¢ل�الكلمــات�الرامــزة�^عــاٍن�كامنــة�:ــي�نفســه،�وإ�Tكــف

    )1( 5�67� 89"�� :#;�#'? 6&@A �88 . )2( !�C#D=� 89"�� :#;�

  • 13

    �بحريـــة�ًوي¢حـــظ�أن�متعـــة�القـــارئ�تختلـــف�عـــن�متعـــة�النظـــارة�:ـــي�ا^ســـرح،�أو�الســـينما�أو�التلفـــاز�إذ�إنـــه�يتمتـــع�منفـــردا

    �عـــام�يتــألف�مـــن�مـــؤثرات��:ــي�طـــ¢ع�بينمــا�النظـــارةنقديــة�وعـــدم�خضــوع�^ـــؤثرات�خارجــة�عـــن�إرادتـــه� يخضـــعون�لجــّوٍ

    أمـا�ا^سـتمعون،�. )1(»تخاطب�إدراكهم�بطرق�شc،�وخارجة�عن�إرادUVم�وذلك�كا^وسيقى�و=ضواء�وا^ناظر�والحركة

    ُهْم�َ .)2( »مجموع�الناس�الذين�يستمعون�بقصد�التسلية�أو�التعلم�إى�ا^وسيقى�أو�الك¢م«ف

    اطب،�فهوالشخص�الذي�نتوجه�إليـه�بـالك¢م�أي�وأّما�َـب�متـوهم(،�وهـو�إمـا�)متلقـي�الخ¹ـ(ا^خ

    َوإمـا�) مخاط

    ب. مخاطب�Ûيَ .)3(وحري�بالبيان�أْن�ليس�هناك�مخاطب�خارج�قناة�توحد�الفهم�بن�ا^خاِطب�وا^خاط

    وقـــد�ُعdِـــَ��. فـــا^تلقي�هـــو�الشـــخص�الـــذي�يتلقـــى�الـــنص�الشـــعري�ويتفاعـــل�معـــه�ثـــم�يصـــدر�عليـــه�حكًمـــا�،إذن

    بالتنبيـه�ع@ـى�ضـرورة�حسـن�ا^طلـع�أو�Ðبتـداء،�وهـو�أن�يكـون�مطلـع�الكـ¢م��-اهتماًمـا�مـUم�بـا^تلقي–نقادنا�القـدامى�

    ،�bنه�أول�ما�يقرع�السمع�فيقبل�السً،�بديعا

    ً،�أنيقا

    ً�أو�نا

    ًامع�ع@ى�الك¢م�ويعيه،�وإن�كان�بخ¢ف�ذلك�أعرض�شعرا

    �الحديث�عن�آراء�النقاد�فيه�:ي�من�البحث. )4(عنه�ورفضه�وإن�كان�:ي�غاية�الحسن .وقد�تمَّ

    كـذلك�مصــطلح�ÐنUÃــاء�أو�الخاتمــة�داّل�ع@ــى�عنايــة�نقادنــا�القــدامى�بــا^تلقي؛�bن�الUايــة�¸ــي�غايــة�كــل�ùــ�ء�

    ع@ـى�«فقـد�وجـب��. أن�يحسن�الشاعر�اختتام�قصيدته�U«bا�آخر�ما�يبقى�:ي�=سـماعوآخره،�لذلك�نUوا�ع@ى�ضرورة�

    �أن�يخــتم�ك¢مــه�بأحســن�خاتمـة،�فإ»Uــا�آخــر�مـا�يبقــى�:ــي�=ســماع،�وU«bـا�ربمــا�حفظــت�مــن�ً�كــان�أو�نـاثرا

    ًا^ـتكلم�شــاعرا

    .)5(»الUÃادون�سائر�الك¢م�:ي�غالب�=حوال�فيجب�أن�يجUÃد�:ي�رشاقUÃا�ونضجها،�وح¢وUVا�وجز

    . وتتبّدى�عنايUÃم�با^تلقي�أيضا�:ي�حسن�التخلص�ا^راد�به�حسن�Ðنتقال�من�غرض�إـى�آخـر�:ـي�القصـيدة

    الــتخلص�ونعdــ��بــه�Ðنتقــال�ممــا�شـــبب�الكــ¢م�بــه�مــن�تشــبيب�أو�غــه�إـــى�ا^قصــود�مــع�رعايــة�ا^¢ءمــة�بيUمـــا،�bن�«

    �ل¢نتقـــال�مـــن�التشـــبيب�إـــى�ا^قً�مـــت¢ئم�الطـــرفن�حـــرَّك�مـــن�الســـامع�يكـــون�مقبـــا

    ًصـــود�كيـــف�يكـــون�فـــإذا�كـــان�حســـنا

    .)6(»نشاط�السامع�وأعان�ع@ى�إصغائه�إى�ما�بعده،�وإن�كان�بخ¢ف�ذلك�كان�=مر�بالعكس

    كما�تتبّدى�عنـايUÃم�:ـي�التناسـب�وحسـن�الرصـف؛�فأّمـا�التناسـب،�فيكـون�تناسـب�أبيـات�وتناسـب�أطـراف؛�

    بيــات�أو�أشــطارها�متناســبة،�وهــو�مــا�فصــل�ابــن�طباطبــا�الحــديث�عنــه�:ــي�كتابــه�فأمــا�التناســب�=ول،�فكــأن�تكــون�=

    )1( J"��K ���� L 89�D�� :#;�

  • 14

    لنا�له�:ي�من�البحث�ببيتن�للمتن¶��:ي�نقد�سيف�الدولةّفتناسب�=بيات�و=شطار�وÐرتبـاط�. عيار�الشعر،�وقد�مث

    وقــــــع�تنــــــافر�بــــــن�بيUمـــــا�مــــــن�أهــــــم�مـــــا�ينبøــــــي�للشــــــاعر�العنايـــــة�بــــــه�لــــــئ¢�يحــــــدث�خلـــــل�أو�تختــــــل�الصــــــورة�الشـــــعرية�إذا�

    .)1(العبارات

    وأّمــا�الثــاني،�ويســّم�cأيضــا�مراعــاة�النظـــ،��فــأن�يبتــدئ�ا^ــتكلم�ك¢مــه�بمعdـــ�cثــم�يختمــه�بمــا�يناســب�ذلـــك�

    .)2(. ا^ع�cdالذي�ابتدأ�به

    ــــــأن�توضـــــع�=لفـــــاظ�:ـــــي�مواضـــــعها�وتمكـــــن�:ـــــي�أماكUـــــا�و�Tيســـــتعمل�فUsـــــا�التقـــــديم�«أمـــــا�حســـــن�الرصـــــف،�فــــــ

    ��Tيفســد�الكــ¢م�و�Tيعمــ��ا^عdــc،�وتضــم�كــل�لفظــة�مUــا�إــى�شــكلها�وتضــاف�إــى�والتــأخ�والحــذف�ًوالزيــادة�إ�Tحــذفا

    �لــه�طــ¢وة�ومــاء،��وربمــا�مــن�تمــام�حســن�الرصــف�« :وقــد�م¨ــ�cالعســكري�إــى�أنَّ . )3(»لفقهــاًأن�يخــرج�الكــ¢م�مخرجــا

    كأنـــه�(ولــذلك�قــال�=صــمüي�لشــعر�لبيــد�–كــان�الكــ¢م�مســتقيم�=لفــاظ�صــحيح�ا^عــاني�و�Tيكــون�لـــه�رونــق�و�Tرواء�

    .)4(»أي�هو�محكم�=صل�و�Tرونق�له) طيلسان�ط¹اني

    �إى�ضرورة�Ðهتمام�بحسـن�التـأليف�وعّرفـوه�بقـولهمًحسـن�التـأليف�هـو�أن�توضـع�« :كما�دعا�النقاد�أيضا

    .)5(»=لفاظ�:ي�مواضعها�وتجعل�:ي�أماكUا

    �cdلـم�ورأى�العسكري��حسن�التأليف�يزيد�ا^ع�ً�ورصف�الكـ¢م�رديـا

    ً،�فإذا�كان�ا^ع�cdسبيا

    ً�وشرحا

    ًوضوحا

    .)6(»يوجد�له�قبول�ولم�تظهر�عليه�ط¢وة

    ��وUäـــــاء،�ويجعـــــل�ا^تلقـــــي�يقبـــــل�عليـــــه�ويتلقـــــاه�ًTورأى�&مــــدي�أن�حســـــن�التـــــأليف�يضـــــفي�ع@ـــــى�الكـــــ¢م�جمــــا

    �حـــ�cكأنـــه�أحـــدث�فيـــه�وحســـن�التـــأليف�وبراعـــة�اللفـــظ�يزيـــد�ا^عdـــ�cا^كشـــوف�Uäـــاء�«: بالرضـــا،�فقـــالً�ورونقـــا

    ًوحســـنا

    .)7(»غرابة�لم�تكن�وزيادة�لم�تعهد

    Uäــذا�نجــد�أن�عنايــة�نقادنــا�القــدامى�Uäــذه�ا^صــطلحات�تــدل�ع@ــى�عنــايUÃم�بــا^تلقي؛�bن�ا^تلقــي�كــان�الغايــة�

    ن�الصور�والهدف�من�وراء�اهتمامهم�با^صطلحات�السابقة�وغها،�فقد�أرادوا�أن�يخرج�الشعر�إى�متلقيه�:ي�أحس

    )1( #�UH

  • 15

    وأوضـــح�ا^عـــاني،�وأعـــذب�=لفـــاظ،�وأجمـــل�Ðفتتاحـــات�والخـــواتيم،�ليتقبلـــه�ويـــتمكن�مـــن�نفســـه�وقلبـــه�:ـــي�كـــل�زمـــان�

    .ومكان،�مما�يضمن�للشعر�وصاحبه�الشهرة�وÐنتشار�ع�¹كل�العصور

    ـــت�دراســـة�ظـــاهرة�التلقـــي�:ـــي�الـــاث�النقـــدي�مـــن�خـــ¢ل�اســـتقراء�كتـــب�النقـــد�العربـــي�القـــديم�مثـــل : وقـــد�تمَّ

    ا^وازنــة�بــن�(Tبــن�رشــيق،�وكتــاب�) العمــدة(Tبــن�طباطبــا،�و) عيــار�الشــعر(للجــاحظ،�وكتــاب�) البيــان�والتبيــن(كتــاب�

    bبـــي�الفـــرج�=صـــفهاني،�) =غـــاني(bبـــي�هـــ¢ل�العســـكري،�و) كتـــاب�الصـــناعتن(لÖمـــدي،�و) شـــعر�أبـــي�تمـــام�والبحـــي

    وغهـا�مـن�كتـب�النقـد�. لعبـد�القـاهر�الجرجـاني) رار�الب¢غـةأسـ(و) دTئـل�عجـاز(للقا��Ëالجرجاني،�و) الوساطة(و

    ،�والقاËـ��)عيـار�الشـعر(ابـن�طباطبـا�:ـي�كتابـه�: إ�Tأن�ا^¢حظ�أن�أك�النقاد�اهتماما�با^تلقي�هم. الاثية�ا^عروفة

    لغـــاء�وســـراج�مUـــاج�الب(،�وحـــازم�القرطجـــاني�:ـــي�)الوســـاطة�بـــن�ا^تن¶ـــ��وخصـــومه(ع@ـــي�بـــن�عبـــد�العزيـــز�الجرجـــاني�:ـــي�

    الشـاعر،�والـنص،�وا^تلقـي،�وأعطـوا�كـل�محـور�مـن�هـذه�: فقد�أوى�ث¢ثـUÃم�العنايـة�إـى�محـاور�التلقـي�الث¢ثـة). =دباء

    .ا^حاور�حقه�من�الدراسة،�وهو�ما�سنتبينه�:ي�من�البحث

  • 16

    =سس�النظرية�للتلقي: ول = �ال

    ̂رث�: الفصل��ول .النقديمحاور�التلقي�Hي�

    .تجليات�التلقي�وسطوة�اXتلقdن�عcى�النص: الفصل�الثاني

    .جماليات�التلقي: الفصل�الثالث

  • 17

    ̂رث�النقدي��-: الفصل��ول . محاور�التلقي�Hي�

    ) :الشاعر( صاحب�النص���-1-1 -

    شاعريته�-1-1-1 -

    نظمه�القصيدة�-1-1-2 -

    .مكانته�عند�pخر�-1-1-3 -

    :إحداثيات�النص�-1-2 -

    ه -1-2-1 حدُّ

    الصدق�والكذب -1-2-2

    الغموض�والوضوح -1-2-3

    التفاعل�بdن�النص�واXتلقي -1-2-4

    :اXتلقي�ومراتبه�-1-3

    .الخاصة�والعامة�-1-3-1

    .�دباء�والنقاد�والعلماء�-1-3-2

    .التفاعل�والتواصل�بdن�صاحب�النص�واXتلقي�-1-4

  • 18

    ):الشاعر(النص��صاحب��-1-1

    :شاعريته�-1-1-1

    ـي����� إّن�الحديث�عـن�أّي�شـاعر�مسـتوجب�التوقـف�عنـد�شـاعريته�أو�ا^قومـات�الـ�cتجعـل�منـه�شـاعرا،�̧و

    �ًتختلف�من�زمان�إى�آخر؛�ولهذا�اشط�نقادنـا�القـدامى�:ـي�الشـاعر�أن�يكـون�مرهـف�حسـاس�واسـع�الخيـال�قـادرا

    �Tوإنمـا�«: فلن�يستحق�لقـب�شـاعر،�وهـذا�مـا�نـّص�عليـه�ابـن�ر�شـيق�:ـي�عمدتـه�بقولـهع@ى�توليد�ا^عاني�واخاعها�وإ

    �bنـــــه�يشـــــعر�بمـــــا��Tيشـــــعر�بـــــه�غـــــه،�فـــــإذا�لـــــم�يكـــــن�عنـــــد�الشـــــاعر�توليـــــد�معdـــــ�cو�Tاخاعـــــه�أو�ًســـــم��الشـــــاعر�شـــــاعرا

    =لفــاظ�أو�اســتظراف�لفــظ�و�ابتداعــه،�أو�زيــادة�فيمــا�أجحــف�فيــه�غــه�مــن�ا^عــاني،�أو�نقــص�ممــا�أطالــه�ســواه�مــن�

    ��Tحقيقـة،�ولـم�يكـن�لـه�إ�Tفضـل�الـوزن،�ولـيس�ًصرف�مع�cdإى�وجه�عن�وجـه�آخـر،�كـان�اسـم�الشـاعر�عليـه�مجـازا

    .)1(»بفضل�عندي�مع�التقص

    وهـــو�الـــذي�يجمـــع�إـــى�جـــودة�: شـــاعر�خنذيـــذ« :وقـــد�صـــّنف�النقـــاد�الشـــعراء�،بنـــاء�ع@ـــى�ذلـــك،�:ـــي�أربـــع�مراتـــب

    د�كالخنذيــذ�:ــي�شــعره،�وشــاعر�: وشــاعر�مفلــقشــعره�روايــة�الجيــد�مــن�شــعر�غــه،� وهــو�الــذي��Tروايــة�لــه�إ�Tأنــه�مجــّوِ

    .)2(»وهو��ù�Tء: وهو�فوق�الرديء�بدرجة،�وشعرور: فقط

    « كمـــا�أن�نقادنـــا�القـــدامى�قـــرروا�صـــفات��Tبـــد�للشـــاعر�مـــن�أن�يتح@ـــى�Uäـــا�لتقربـــه�مـــن�قلـــوب�النـــاس،�كـــأن�

    عيـــد�الغـــرور،�مــأمون�الجانـــب،�ســـهل�الناحيــة،�وطـــيء�=كنـــاف،�يكــون�حلـــَو�الشـــمائل،�حســن�=خـــ¢ق�طلـــق�الوجــه،�ب

    بــه�مـن�قلـوUäم�ولـيكن�مـع�ذلــك�شـريف�الـنفس،�لطيـف�الحــس،� نـه�:ـي�عيـو»Uم،�وُيقّرِ فـإن�ذلـك�ُيحّببـه�إـى�النــاس،�وُيزّيِ

    �لUÃابـه�العامـة،�ويـدخل�:ـي�جملـة�الخاصـة،�فـ¢�َتُمُجـُه�أبصـارهم،�سـمح�اليـدينً،�وإ�Tعزوف�الهمة،�نظيف�ال¹¦ة،�أنفـا

    :فهو�كما�قال�ابن�أبي�فن�واسمه�أحمد

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاِعٌر َْوِم�ش

    َّـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــالل ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاِس�ِب �النَّ َحـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــقَّ

    َ�أ َوِإنَّ

    ـــــــــــــــــــــــــــــُل �

    َُبْخـــــــــــــــــــــــــــــِل�الّرَِجـــــــــــــــــــــــــــــاَل�َوَيْبخ

    ْـــــــــــــــــــــــــــــى�ال

    َـــــــــــــــــــــــــــــوُم�َع@

    ُ َيل

    :وإى�هذا�ا^ع�cdذهب�الطائي�بقوله

    )1( !6&D�� :f8gU ]9�� 1/116. )2( QRST :1/114`115.

  • 19

    َتــــــــــــــــــــــــــــــــِديْغَـــــــــــــــــــــــــــــــْت�َيـــــــــــــــــــــــــــــــَداُه�َوأ

    َـــــــــــــــــــــــــــــــوُم�َمـــــــــــــــــــــــــــــــْن�َبِخل

    ُ أأل

    لـــــــــــــــــــــــــــَك� �

    َُبْخـــــــــــــــــــــــــــِل�ُتْرًبـــــــــــــــــــــــــــا؟�َســـــــــــــــــــــــــــاَء�ذ

    ْ )1(»َصـــــــــــــــــــــــــــِنيَعاِلل

    ويجـــــب�أن�يصـــــقل�الشـــــاعر�موهبتـــــه�الشـــــعرية�باط¢عـــــه�ع@ـــــى�أنـــــواع�العلـــــوم�والفنـــــون�=خـــــرى،�ممـــــا�يجعلـــــه�

    �ع@ــى�مصـــاحبة�الخلفــاء�و=مــراء�وجابـــة�عــن�استفســـاراUVم،�ً�مــن�الخـــوض�:ــي�جميـــع�أغــراض�الشــعر،�قـــادرا

    ًمتمكنــا

    يمتلكها�لتكتمل�شاعريته�مثل�الرواية،�وا^عرفـة��وربما�تأديب�أبناUم،�فهناك�أدوات�للشعر�يجب�ع@ى�كل�شاعر�أن

    ــدُه�نقادنــا�القــدامى�مثــل�ابــن�طباطبــا�حــن�قــالَّ: بأيــام�النــاس�وأنســاUäم،�وعلــم�اللغــة،�وعــراب�وغهــا،�وهــذا�مــا�أك

    ف�نظمه�فمن�نقصت�عليه�أداة�من�أدواته�لم�يكمل�لـه�مـا�يتكلفـه�«ُّوللشعر�أدوات�يجب�إعدادها�قبل�مرامه،�وتكل

    فمUا�التوسـع�:ـي�علـم�اللغـة،�وال¹اعـة�:ـي�فهـم�عـراب،�. وبان�الخلل�فيما�ينظمه�ولحقته�العيوب�من�كل�جهة�منه،

    والروايـــــة�لفنـــــون�&داب،�وا^عرفـــــة�بأيـــــام�النـــــاس�وأنســـــاUäم�ومنـــــاقUم�ومثـــــالUم،�والوقـــــوف�ع@ـــــى�مـــــذاهب�العـــــرب�:ـــــي�

    �قالته�العرب�في ّنٍَه�وسلوك�مناهجها�:ـي�صـفاUVا�ومخاطبUÃـا�وحكاياUVـا�تأسيس�الشعر،�والتصرف�:ي�معانيه�:ي�كل�ف

    وأمثالهــا،�والّســÌن�ا^ســتعملة�مUــا،�وتعريضــها�وتصــريحها،�وإطناUäــا�وتقصــها،�وإطالUÃــا�وإيجازهــا،�ولطفهــا�وخ¢بUÃــا،�

    ـه�مـن�العبـارة،�وإلباسـه�مـّا�وعذوبة�ألفاظها�وجزالة�معانUsـا،�وحسـن�مباد�Uـا،�وحـ¢وة�مقاطعهـا،�وإيفـاء�كـل�معdـ�cحظ

    يشــــاكله�مــــن�=لفــــاظ�حــــ�cي¹ــــز�:ــــي�أحســــن�زي�وأب�ــــ�cصــــورة،�واجتنــــاب�مــــا�يشــــينه�مــــن�سفســــاف�الكــــ¢م�وســــخيف�

    �T�cشـــارات�ا^جهولــة،�و=وصـــاف�البعيـــدة�والعبـــارات�الغثـــة،�حـــاللفــظ،�وا^عـــاني�ا^ســـت¹دة�والتشـــبUsات�الكاذبـــة�و

    ،�بـــل�يكـــون�كالســـبيكة�ا^فرغـــة،�والوùـــ��ا^نمـــً�مرقوعـــا

    ًنم،�والِعْقـــِد��ا^ـــنظم،�والريـــاض�الزاهـــرة،�فتســـابق�يكـــون�ملفقـــا

    �ًـُب�علUsـا�ويعلـو�فوقهـا�ويكـون�مـا�قبلهـا�مسـبوقا

    ّمعانيه�ألفاظه�فيلتذ�الفهم�بحسن�معانيه،�وتكـون�قواعـد�للبنـاء�يك

    ،�غــ�إلUsــا�و�Tتكــون�مســبوقة�إليــه�فتقلــق�:ــي�مواضــعها،�و�Tتوافــق�مــا�يتصــل�Uäــا،�وتكــون�=لفــاظ�منقــادة�^ــا�ُتــراُد�لــه

    مســتكرهة�و�Tمتعبـــة�مختصــرة�الطـــرق،�لطيفــة�ا^ـــوالج،�ســهلة�ا^خـــارج�وجمــاع�هـــذه�=دوات�كمــال�العقـــل�الــذي�بـــه�

    .)2(»تتم¦�=ضداد،�ولزوم�العدل،�وإيثار�الحسن،�واجتناب�القبيح،�ووضع�=شياء�مواضعها

    ع@ــــى�ا^تلقــــي،�واضــــح�نجــــد�أن�ابــــن�طباطبــــا�يشــــدد�ع@ــــى�تمســــك�الشــــاعر�Uäــــذه�=دوات�ليكــــون�ســــهل�الفهــــم�

    فتســابق�معانيــه�ألفاظــه،�فيلتــذ�الفهــم�«: ا^عــاني،�ولتحــدث�اللــذة�الجماليــة�عنــده،�وهــذا�واضــح�مــن�قولــه�فيمــا�ســبق

    .»بحسن�معانيه

    )1( !6&D�� : f8gU ]9� �1/196. )2( �Dh�� U#8? :#31#31 ]9�� A6`7.

  • 20

    ،�وهـو�بسـبيل�الحـديث�عـن�ضـرورة�اطـ¢ع�الشـاعر�ع@ـى�اًـه�عليـه�ابـن�رشـيق�أيضـا لعلـوم�والفنـون�وهـذا�مـا�نبَّ

    َسب،�وأيام�العرب،�ليستعمل�بعـض�ذلـك�فيمـا��وليأخذ�نفسه« :ا^تنوعة،�إذ�قالَّبحفظ�الشعر�والخ¹،�ومعرفة�الن

    يريــده�مــن�ذكــر�&ثــار�وضــرب�=مثــال�وليعلــق�بنفســه�بعــض�أنفاســهم�ويقــوى�بقــوة�طبــاعهم�فقــد�وجــدنا�الشــاعر�مــن�

    : فيقولـــون �ا^طبــوعن�ا^تقــدمن�يفضــل�أصــحابه�بروايــة�الشــعر،�ومعرفـــة�=خبــار�والتلمــذة�بمــن�فوقــه�مــن�الشــعراء

    ف¢ن�شاعر�راوية�يريدون�أنه�إذا�كان�راوية�عرف�ا^قاصد�وسهل�عليه�مأخذ�الك¢م،�ولم�يضق�به�ا^ذهب�وإذا�كـان�

    �واهتدى�من�حيث��Tيعلم،�وربمـا�طلـب�ا^عdـ�cفلـم�يصـل�إليـه�وهـو�ماثـل�بـن�يديـه� ��Tعلم�له�و�Tرواية�ضلًَّمطبوعا

    وقد�سـئل�رؤبـة�بـن�العجـاج�عـن�الفحـل�مـن�. ى�الUوض�ف¢�تقينه�&لةكا^قعد�يجد�:ي�نفسه�القوة�ع@: لضعف�آلته

    .هو�الراوية،�يريد�أنه�إذا�روى�استفحل: الشعراء،�فقال

    وإنمــا�ذلــك�bنــه�يجمــع�إــى�جيــد�شــعره�معرفــة�جيــد�غــه،�فــ¢�يحمــل�نفســه�إ�Tع@ــى�: قــال�يــونس�بــن�حبيــب

    :بصة،�وقال�رؤبة�:ي�صفة�شاعر

    ْن�َِشـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــيُت�أ

    ََقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــْد�خ

    َ ل

    ًـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوَن�َســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاِحرا

    ُ َتك

    ًاِعــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرا

    َ�شً�وَمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــّرا

    ً�َمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــّرا

    ًــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة َراوَي

    .فاستعظم�حاله�ح�cقَرَ»Uا�بالسحر

    �ح�cيروي�أشعار�العرب،�ويسمع�=خبار،�وتدور�:ـي�: وقال�=صمüيً�Tيص�الشاعر�:ي�قريض�الشعر�فح¢

    والنحـــو�ليصـــلح�بـــه�لســـانه�وليقـــيم�بـــه�مســـامعه�=لفـــاظ،�وأول�ذلـــك�أن�يعلـــم�العـــروض�ليكـــون�م¦انـــا�لـــه�ع@ـــى�قولـــه،�

    .)1(»إعرابه،�والنسب�وأيام�الناس�ليستعن�بذلك�ع@ى�معرفة�ا^ناقب�وا^ثالب�وذكرها�بمدح�أو�ذم

    نستنتج�مما�سبق�أن�ع@ى�الشاعر�أن�يكون�بحرا�من�العلوم�ليستطيع�أن�ير��Ëأذواق�متلقي�شعره�مهمـا�

    ؛�فالشًمأخوذ�بكل�علم،�مطلوب�بكل�مكرمة�Tتسـاع�«اعر�عند�ابن�رشيق�اختلفت�فئاUVم،�ويتأتى�له�إقناعهم�أيضا

    مـــن�نحـــو،�ولغـــة،�وفقـــه،�وخ¹ـــ،�وحســـاب،�وفريضـــة،�واحتيـــاج�أكـــ�هـــذه�العلـــوم�إـــى�: الشـــعر�واحتمالـــه�كـــل�مـــا�حمـــل

    ـــا�ســواه،�وbنـــه�قيــد�لôخبــار،�وتجديـــد�لÖثــار وصــاحبه�الـــذي�يــذم�ويحمـــد،�. شــهادته،�وهــو�مكتـــف�بذاتــه،�ُمْســَتْغٍن�عمَّ

    .)2(»يهجو�ويمدح،�ويعرف�ما�يأتي�الناس�من�محاسن�=شياء�وما�يذرونه،�فهو�ع@ى�نفسه�شاهد�وبحجته�مأخوذو

    ويركز�ابن�طباطبا�ع@ى�ضرورة�تجنب�الشاعر�لكل�ما�من�شـأنه�أن�ُيَنِفـَر�السـامع�مـن�شـعره،�كمـا�يركـز�ع@ـى�

    وينبøي�للشاعر�»:ضرورة�إتيان�ما�ينبøي�للشاعر�مثل�تأمل�تأليف�شعره�وتنسيق�أبياته�وا^¢ءمة�بن�ا^عاني�إذ�يقول

    )1( !6&D�� :f8gU ]9�� 1/197`198. )2( QRST :1/196`197.

  • 21

    هـا�أو�قبحـه�فـي¢ئم�بيUـا�لتـنظم�لـه�معانUsـا�ويتصـل�أن�يتأمل�تأليف�شعره،�وتنسيق�أبياته،�ويقف�ع@ى�حسـن�تجاور

    �cـــÒمـــن�حشـــو�لـــيس�مـــن�جـــنس�مـــا�هـــو�فيـــه�فين�ًك¢مـــه�فUsـــا،�و�Tيجعـــل�بـــن�مـــا�قـــد�ابتـــدأ�وصـــفه�وبـــن�تمامـــه�فضـــ¢

    كمــا�أنـه�يحــز�مــن�ذلـك�:ــي�كـل�بيــت،�فــ¢�يباعـد�كلمــة�عـن�أخUÃــا،�و�Tيحجــز�. السـامع�ا^عdــ�cالـذي�يســوق�القــول�إليـه

    ويتفقد�كل�مصراع�هل�يشاكل�ما�قبلـه�فربمـا�اتفـق�للشـاعر�بيتـان�يضـع�مصـراع�كـل�. مها�بحشو�يشيUابيUا�وبن�تما

    .)1(»واحد�مUما�:ي�موضع�&خر�ف¢�يتنبه�ع@ى�ذلك�إ�Tمن�دق�نظره�ولطف�فهمه

    ابـن�رشـيق�السـابق،�وهـو�مـن� ونسوق�مثا�Tع@ى�ضرورة�تفقد�الشاعر�كل�مصـراع�يشـاكل�مـا�قبلـه�مـن�قـول

    :الطيب�ا^تن¶��يمدح�سيف�الدولة�الحمداني�حيث�يقول شعر�أبي�

    ـــــــــــــــــــــــٌك�ِلَواِقـــــــــــــــــــــــٍف َـــــــــــــــــــــــْوِت�ش

    َ ْْفـــــــــــــــــــــــَت�َوَمـــــــــــــــــــــــا�ِ:ـــــــــــــــــــــــي�ا^

    َ َوق

    َدى�َوُهـــــــــــــــــــــــــَو�َنــــــــــــــــــــــــــاِئُم � ـــــــــــــــــــــــــَك�ِ:ـــــــــــــــــــــــــي�َجْفـــــــــــــــــــــــــِن�الـــــــــــــــــــــــــرَّ

    نََّأَ ك

    َمــــــــــــــــــــــــــــــــــ�cَهِزيَمــــــــــــــــــــــــــــــــــٍة

    ْلَــــــــــــــــــــــــــــــــــاُل�ك

    َْبطَ�ِبــــــــــــــــــــــــــــــــــَك�= َتُمــــــــــــــــــــــــــــــــــرُّ

    ْغــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــُرَك�َباِســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــُم �

    َــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاٌح�َوث َوَوْجُهــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــَك�َوضَّ

    : ذكر�الواحدي�أنه�^ا�أنشد�ا^تن¶��البيتن�أنكر�عليه�سيف�الدولة�عجزي�البيتن�ع@ى�صدر�Uما�وقـال�لـه«

    : ينبøي�أن�تطبق�عجز�=ول�ع@ى�الثاني،�وعجز�الثاني�ع@ى�=ول،�ثم�قال�له

    :وأنت�:ي�هذا�مثل�امرئ�القيس�:ي�قوله

    ةٍ َّـــــــــــــــــــــــــــــــــــــذ

    َـــــــــــــــــــــــــــــــــــــِب�َجـــــــــــــــــــــــــــــــــــــَواًدا�ِلل

    َْركَـــــــــــــــــــــــــــــــــــــْم�أ

    َي�ل ِّنَـــــــــــــــــــــــــــــــــــــأ

    َ ك

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــْم� �

    َـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــالَول

    َخْلَاَت�خ

    َاِعًبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا�ذ

    َْن�ك

    ََّتـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــَبط

    َ أ

    ــــــــــــــــــــــــــْل

    ُقَــــــــــــــــــــــــــْم�أ

    َ�َول ِويَّ �الــــــــــــــــــــــــــرَّ

    ْســــــــــــــــــــــــــَبِأ�الــــــــــــــــــــــــــّزِقََّـــــــــــــــــــــــــْم�أ

    َ َول

    �َبْعـــــــــــــــــــــــــــــــــــَد�ِإْجَفـــــــــــــــــــــــــــــــــــال �

    ًة ـــــــــــــــــــــــــــــــــــرَّ

    َـــــــــــــــــــــــــــــــــــّرِي�ك

    ُ�ك ـــــــــــــــــــــــــــــــــــيَّ

    َْي@َ ِلخ

    ووجه�الك¢م�:ي�البيتن�ع@ى�ما�قاله�أهل�العلم�بالشـعر�أن�يكـون�عجـز�=ول�ع@ـى�الثـاني،�والثـاني�ع@ـى�: قال

    فقـــال�أبــــو�. فيكـــون�ركــــوب�الخيـــل�مـــع�=مـــر�للخيــــل�بـــالكر،�وســـبء�الخمـــر�مــــع�تـــبطن�الكاعـــب�=ول�ليســـتقيم�الكـــ¢م،

    �أن�الذي�استدرك�هذا�ع@ى�امرئ�القيس�أعلم�منه�بالشعر،�فقد�أخطأ�: الطيب�ا^تن¶� �موTنا،�إن�صحَّ أدام�هللا�ِعزَّ

    ،�bن�ال¹ـــــ¦از�يعـــــرف�جملتـــــه،�امـــــرؤ�القـــــيس،�وأخطـــــأت�أنـــــا،�وموTنـــــا�يعـــــرف�أن�ال¹ـــــ¦از��Tيعـــــرف�الثـــــوب�معرفـــــة�الحائـــــك

    ْوِبّيـــة،�وإنمـــا�قـــرن�امـــرؤ�القـــيس�لـــذة�النســـاء�بلـــذة�ّثّـــة�إـــى�ال ْزِليَّ

    َوالحائـــك�يعـــرف�جملتـــه�وتفصـــيله،�bنـــه�أخرجـــه�مـــن�الغ

    الركوب�للصيد،�وقرن�السماحة�:ي�شراء�الخمر�لôضياف�بالشجاعة�:ي�منازلة�=عـداء،�وأنـا�^ـا�ذكـرت�ا^ـوت�:ـي�أول�

    )1( �Dh�� U#8?� A209.

  • 22

    ،�وعينـه�مـن�أن�تكـون�باكيـة�البيت،�أتبعته�بذكًا�كان�وجـه�ا^Uـزم��Tيخلـو�مـن�أن�يكـون�عبوسـا ر�الردى�ليجانسه،�̂و

    .)1(»ووجهك�وضاح�bجمع�=ضداد�:ي�ا^عcd،�فأعجب�سيف�الدولة،�ووصله�بخمسمائة�دينار: قلت

    الشـعر،�إن�رأي�سيف�الدولة�:ي�بي��الشعر�يدل�ع@ى�أنـه�رجـل�صـاحب�نظـر�:ـي�الشـعر�بـل�دقيـق�النظـر�:ـي�

    لطيف�الفهم�له؛�ذلك�bن�تناسب�=بيات�من�ا^صطلحات�ا^همـة�الـ��دعـا�نقادنـا�القـدامى�إـى�ضـرورة�العنايـة�Uäـا،�

    .كما�تدل�إجابة�ا^تن¶��ع@ى�سرعة�بد�Uته�واتقاد�ذكائه

    �لحــــال�ســــامعه؛�فــــإذا�فخــــر�لــــم�يرفــــع�نفســــه�فــــوق�ًكمــــا�أن�ع@ــــى�الشــــاعر�أن�يكــــون�َحَســــَن�السياســــة�مراعيــــا

    ــب�َممدوحــه،�وإن�مــدح�أعطــى�ا^مــدوح�مــا�يســتحقه�مــن�الرفعــة�والســمو،�وإن�هجــا�أوجــع،�وذلــك�كلــه�لا ــي�ا^خاط

    ـــده�رشــيق�بقولــهَّبعـــد�–فـــأول�مــا�يحتــاج�إليـــه�الشــاعر�«:ويســتطيع�أن��يصــل�إـــى�أعمــاق�نفســه�وشـــعوره،�وهــذا�مــا�أك

    �وخضـع،�حسن�التأتي�والسياسة،�وع�-الجد�الذي�هو�الغاية،�وفيه�وحدة�الكفاية لم�مقاصـد�القـول،�فـإن�نسـب�ذلَّ

    � �ووضـع،�وإن�عاتــب�خفــض�ورفـع�وإن�اســتعطف�حــنَّ وإن�مـدح�أطــرى�وأسـمع�وإن�ه�ــى�أخــل�وأوجـع،�وإن�فخــر�خــبَّ

    �مـن�كـان،�ليـدخل�إليـه�مـن�بابـه،�ويداخلـه�:ـي�ثيابـه،�فـذلك�هـو�سـر�ًـب�كائنـا

    َورجع�ولكن�غايته�معرفـة�أغـراض�ا^خاط

    .)2(»اوت�الناس�وبه�تفاضلواصناعة�الشعر�ومغزاه�الذي�به�تف

    ،�كانـــــت�ا^فاضـــــلة�بـــــن�الشـــــعراء�تـــــتم�ع@ـــــى�أســـــاس�التـــــأث�:ـــــي�ا^تلقـــــي؛أيًإن�الغـــــرض�=ول�و=خـــــ�هـــــو�: إذا

    ـب�أو�الســامع�ومعرفـة�قـدره�ومراعــاة�حالـه�َلكـل�مقــام�مقـال،�وشـعر�الشــاعر�لنفسـه�و:ــي�: فقــد�قيـل«Ðهتمـام�با^خاط

    غ�شعره�:ي�قصـائد�الحفـل�الـ��–كاتبة،�ومجون،�وخمرية،�وما�أشبه�ذلك�من�مزح،�وغزل،�وم–مراده�وأمور�ذاته�

    ،�و�Tألقى�به،�و�Tيقبل�منه�:ي�: يقوم�Uäا�بن�السماطنًTيقبل�منه�:ي�تلك�الطرائق�عفو�ك¢مه،�وما�لم�يتكلف�له�با

    �فيه،�و�Tساقط،�و�Tقلق،�َّ��Tغث

    ً�فيه�النظر،�حيدا

    ًا�معاودا

    ًكَّوشـعره�لôمـ�والقائـد�غـ�شـعره�هذه�إ�Tما�كان�محك

    .)3(»للوزير�والكاتب�ومخاطبته�للقضاة�والفقهاء�بخ¢ف�ما�تقدم�من�هذه�=نواع

    ويــرى�عبــد�القــاهر�الجرجــاني�أن�الشــاعر�الــذي�تتــوافر�فيــه�تلــك�الصــفات�هــو�الشــاعر�الحــق�الــذي�يســتحق�

    �يعطيـك�:ـي�«: عر،�فقـالالثناء�وا^دح،�وكان�البحـي�:ـي�رأيـه�هـو�النمـوذج�ا^ثـاي�لهـذا�الشـاًوإنـك��Tتكـاد�تجـد�شـاعرا

    �البعيـد�الغريـب�إـى�ا^ـألوف�القريـب�مـا�يعطـي�البحـي »ا^عـاني�الدقيقـة�مـن�التسـهل�والتقريـب�وَرّدِوإذا�كـان�هــذا�. )4(

    )1( )�H�6�� ^�g L )#83d�� :��,3D�� i# 3�� H9Z �3/386. )2( !6&D�� :f8gU ]9�� 1/199. )3( QRST� 1/199. )4( WX3�� U��IZA �146.

  • 23

    بحيـــث�يلـــن�الصـــعب�الجـــامح�فـــ¢�يكـــد�الـــذهن�و�Tيكتئـــد�مجـــرى�الفكـــر�إنمـــا�هـــو�شـــاعر�يســـتد ي�:ـــي�«دأب�كـــل�شـــاعر�

    .)1(»بيعة�ا^دح��Tالقدح،�ويستحق�بإبداعه�الثناء��Tالذما^لتقى�ط

    هــذه�آراء�نقادنــا�فيمــا�يتعلــق�بالشــاعر�مــن�حيــث�ا^كانــة�الــ��يحتلهــا�ضــمن�ا^دونــة�النقديــة�القديمــة،�ومــن�

    �إــى�جمهــور�متلقيــه�ًبــا حيــث�الصــفات�الــ��يجــب�أن�يتح@ــى�Uäــا،�و=دوات�الــ��يجــب�أن�يمتلكهــا،�ليكــون�شــعره�محبَّ

    �من�قلوUäمقريبً .ا

    :نظمه�للقصيدة���-1-1-2

    :تظّل�القصيدة�¸ي�الجسد�الذي��يثبت�وجود��روح�الشعر،�وبيان�ذلك�فيما�يأتي

    :تعريف�القصيدة��-1-1-2-1

    �Tبـد�قبــل�الحـديث�عــن�نظــم�القصـيدة�مــن�تعريــف�القصـيدة�عنــد�اللغــوين�والنحـوين�وأصــحاب�ا^عــاجم�

    �bن�قائلـه�جعلـه�مـن��:من�القصيد«الذين��أجمعوا�أن�القصيدة�ًَ��الشـعر�التـام�قصـيدا �شـطر�أبياتـه،�سـّمِ وهو�ما�تمَّ

    ى�فيـــه�خـــاطره�واجUÃـــد�:ـــي� ِســـه�َحْســـًيا�ع@ـــى�مـــا�خطـــر�ببالـــه�وجـــرى�ع@ـــى�لســـانه،�بـــل�روََّ�ولـــم�َيْحت

    ًبالـــه�فقصـــد�لـــه�قصـــدا

    �فهو�فعيل�من�القْصِد�وهو�=مُّ ً .)2(»تجويده�ولم�يقتضبه�اقتضابا

    «: وقيلًَ��قصيدا حـُه�بـالك¢م�الجيـد�وا^عdـ�cا^ختـار،�وأصـله�مـن�القصـيد�وهـو��ُسمَّ bن�قائله�احتفـل�لـه�فنقَّ

    لسـمنه�وضـده�الـرار�وهـو�ا^ـخ�السـائل�الـذائب�الــذي�) إذا�اسـتخرج�مـن�قصـبه(ا^ـخ�السـمن�الـذي�يَتقّصـد�أي�يتكسـر�

    َمَن�:ـي�الكـ¢م�فتقـول�هـذا�كـ¢م�سـمن�أي جيـد�ومعdـ�cسـمن،�وقـالوا�شـعر��هو�كا^اء��Tيتقصد،�والعرب�تستع�الّسِ

    ًدا: قصيد ًحا��ُمَجوَّ .)3(»إذا�كان�ُمَنقَّ

    وذهب�ابن�رشيق�إى�أن�اشتقاق�القصيد�مـن�قصـدت�إـى�الـ�ء،�كـأن�الشـاعر�قصـد�إـى�عملهـا�ع@ـى�تلـك�

    .)4(»الهيئة

    لـ��ثمة�مسألة�أخرى�:ـي�القصـيدة�شـغلت�اللغـوين�القـدامى�وشـارك�فUsـا�بعـض�النقـاد،�¸ـي�عـدد�=بيـات�ا

    ذهب�=خفش�إى�أن�القصـيدة�مـا�كانـت�ع@ـى�ث¢ثـة�أبيـات،�فخالفـه�ابـن�جdـ��وقـال�. تستحق�أن�تحمل�اسم�قصيدة

    )1( � �d�� :#8�#jK k'�� i��lA �107. )2( J�D�� )#R� :A180 �)6�l !"#$(. )3( ���� ���� : ������8/352. )4( !6&D�� :1/183.

  • 24

    إن�القصــــيدة�مــــا�جــــاوزت�أبياتــــه�الخمســــة�عشــــر،�ومــــا�دون�ذلــــك�قطعــــة،�وذهــــب�الفــــراء�إــــى�أن�القصــــيدة�مــــا�بلغــــت�

    .العشرين�بيتا�فأك

    ف�ــ��قصــيدة،�ولهــذا�كــان�يطــاء�بعــد�ســبعة�غــ�معيــب�إذا�بلغــت�=بيــات�ســبعة�: وقيــل«: وقــال�ابــن�رشــيق

    ومن�الناس�من��Tيعد�القصيدة�إ�Tما�بلغ�العشرة�وجاوزها�ولو�ببيت�واحد�ويستحسـنون�أن�.. عند�أحد�من�الناس

    �وأن�يتجــــــاوز�Uäــــــا�العقــــــد،�أو�توقــــــف�دونــــــه،�كــــــل�ذلــــــك�ليــــــدلوا�ع@ــــــى�قلــــــة�الكلفــــــة�وإلقــــــاء�البــــــال�ًتكــــــون�القصــــــيدة�وتــــــرا

    .)1(»بالشعر

    .وأنتقل�&ن�بعد�إجمال�القول�:ي�تعريف�القصيدة�إى�تفصيل�القول�:ي�نظمها

    :نظم�القصيدة�-1-1-2-2

    ولهذا�ذهب�نقادنا�القدامى�إى�أن�. نظم�القصيدة�هو�السؤال�الذي�لطا^ا�طرح�ع@ى�الشعراء��منذ�=زل���

    ،ً�سه¢

    ًعمل�الشـعر�ع@ـى�«:وهذا�ما�أوضحه�ابن�رشيق�:ي�قوله�،وقواعد�خاصة�به له�أصول ف�نظم�الشعر�ليس�عم¢

    �من�نقل�الصخر،�ويقال إن�الشعر�كالبحر�أهون�ما�يكون�ع@ى�الجاهل�أهول�ما�يكـون�ع@ـى�العـالم،�: الحاذق�به�أشدُّ

    ـل�َ�من�عرفه�حق�معرفته،�وأهل�صناعة�الشعر�أبصر�بـه�مـن�العلمـاء�بآلتـه�مـن�نحـو�وغريـب�وَمث

    ًوأتعب�أصحابه�قلبا

    �¹ََ .)2(»وما�أشبه�ذلك�ولو�كانوا�دو»Uم�بدرجات،�وكيف�إن�قاربوهم�أو�كانوا�مUم�بسبب؟وخ

    : وقد�تحدث�بعض�النقاد�القدامى�عن�كيفية�نظم�القصيدة�أو�خلقها،�مUم

    ـــض�ا^عdـــ�cالـــذي�يريـــد�بنـــاء�الشـــعر�عليـــه�:ـــي�«: ابـــن�طباطبـــا�حـــن�قـــل�-1َفـــإذا�أراد�الشـــاعر�بنـــاء�قصـــيدة�َمخ

    عــدَّ َ،�وأ

    ًلــه�مــا�يلبســه�إيــاه�مــن�=لفــاظ�الــ��تطابقــه،�والقــوا:ي�الــ��توافقــه،�والــوزن�الــذي�ســلس�لــه�القــول��فكــره�نــا

    .)3(»عليه

    �cــــdلفــــاظ�والقــــوا:ي�و=وزان�الــــ��تناســــب�ا^ع=�ً�مســــبقا ،�إن�ع@ــــى�الشــــاعر�:ــــي�رأي�ابــــن�طباطبــــا�أن�ُيِعــــدَّ

    ًإذا

    ة�بعيـدة�عـن�الطبـع�وÐرتجـال،�وهـذا�مـا�جعـل�الذي�يجب�أن�ينه�:ي�فكره�بداية،�وكـأن�نظـم�الشـعر�صـناعة�محضـ

    قــاد�«الــدكتور�إحســان�عبــاس�يم¨ــ��إــى�أّن�رأي�ابــن�طباطبــا�:ــي�بنــاء�القصــيدة� اه�النُّ �ع@ــى�مــا�ســمًَّق¨ــ�cقضــاء�م¹مــا

    �ًبشـــعر�الطبــــع�عنـــد�العــــرب،�واعتمــــد�ع@ـــى�صــــنعة�جديــــدة�ا^ضـــمون�والطريقــــة�:ـــي�الــــنظم،�وتعــــد�نظرتـــه�هــــذه�ابتعــــادا

    �عـل�الـو ي�التـام�ا^طلـق،�فهـو��Tيعـف�بطاقـة�صارخا�عن�مفهوم�الغًريزة،�إذ�يصبح�الشعر�لديه�جيشان�فكر�قائما

    )1( !6&D�� :1/ 188 ̀189. )2( !6&D�� :1/117. )3( �Dh�� U#8? :A7`8.

  • 25

    �ًتــنظم�الســياق�أو�انفعــال�يبعــث�تــدافع�القــول،�فالقصــيدة�لديــه�تقــوم�ع@ــى�معdــ�c:ــي�الفكــر،�فــإذا�أراد�الشــاعر�نظمــا

    �ثم�أخذ�صياغته�بألفاظً .)1(»مطابقة�وضع�ا^ع�cdالذي�يريد�بناء�الشعر�عليه�:ي�فكره�نا

    فــإذا�اتفــق�لــه�بيــت�يشــاكل�ا^عdــ�cالــذي�يرومــه�أثبتــه�«: ويتــابع�ابــن�طباطبــا�شــرح�طريقــة�عمــل�الشــعر�قــائ¢

    وأعمــل�فكــره�:ــي�شــغل�القــوا:ي�بمــا�تقتضــيه�مــن�ا^عــان�يع@ــى�غــ�تنســيق�للشــعر�وترتيــب�لفنــون�القــول�فيــه�بــل�يعلــق�

    ــق�بيUــا�بأبيــات��كــل�بيــت�يتفــق�لــه�نظمــه�ع@ــى�تفــاوت�مــا�بينــه�وبــن�مــا�قبلــه،َّفــإذا�كملــت�لــه�ا^عــاني،�وكــة�=بيــات�َوف

    ت�مUاَّ�^ا�تشت

    ً�جامعا

    ً�لها�وسلكا

    ً .)2(»تكون�نظاما

    فع@ـــى�الشــــاعر�أن�ينســــق�أبياتــــه�إذا�رآهــــا�غــــ�منســــقة�بإضـــافة�بيــــت�أو�حــــذف�آخــــر�حــــ�cتنــــتظم�=بيــــات�:ــــي�

    اه�إليه�طبعه،�ونتج«القصيدة�وتأخذ�موضعها، ـي�منـه،�ثم�يتأمل�ما�قد�أدَّ �مـا�̧و ته�فكرته�فيستقÅـ��انتقـاده،�ويـُرمُّ

    ويبدل�بكل�لفظة�مستكرهة�لفظة�سهلة�نقية،�وإن�اتفقت�له�قافية�قد�شغلها�:ي�مع�cdواتفق�له�معdـ�cآخـر�مضـاد�

    ،�للمع�cd=ول،�وكانت�تلك�القافية�أوقع�:ي�ا^ع�cdالثاني�مUا�:ي�ا^ع�cd=ول�نقلها�إى�ا^ع�cdا^ختار�الـذي�هـو�أحسـن

    .)3(»وأبطل�ذلك�البيت�أو�نقض�بعضه�وطلب�^عناه�قافية�تشاكله

    يفهــم�مــن�كــ¢م�ابــن�طباطبــا�أن�ع@ــى�الشــاعر�بعــد�ÐنUÃــاء�مــن�نظــم�القصــيدة�قراءUVــا�مــرة�أخــرى�وتنقيحهــا�

    ن�إن�ابـن�طباطبـا�مــ: باسـتبدال�لفظـة�مكـان�لفظــة،�أو�تغيـ�قافيـة�مـن�القــوا:ي�لكو»Uـا�أكـ�م¢ءمـة�للمعdــ�cا^ـراد؛�أي

    بَفقد�جعل�ابن�طباطبـا�نظـم�الشـعر�صـناعة�محضـة�حـن�. أنصار�التنقيح�وذلك�لهدف�مهم�وهو�السامع�أو�ا^خاط

    اش�وناظم�الجوهر�بقوله قَّ اج�والنَّ سَََّّيُه�بأحسن�التفويف�«: شّبه�الشاعر�بالن

    ْويكون�كالنساج�الحذق�الذي�يفوف�وش

    يه�وينـــه،�وU��Tلهـــل�شـــيًئا�منـــه�فيشـــينه ـــاش�الرقيـــق�الـــذي�يصـــنع�=صـــباغ�:ـــي�أحســـن�تقاســـيم�نقشـــه،�وكال. ويســـّدِقَّ نَّ

    ويشـــبع�كـــل�صـــبغ�مUـــا�حـــ�cيتضـــاعف�حســـنه�:ـــي�العيـــان،�وكنـــاظم�الجـــوهر�الـــذي�يؤلـــف�بـــن�النفـــيس�مUـــا�والثمـــن�

    .)4(»الرائق،�و�Tيشن�عقوده�بأن�يفاوت�بن�جواهرها�:ي�نظمها�وتنسيقها�وكذلك�الشاعر

    الشـــعر�صــــنعة�جيـــدة�ليلفــــت�نظـــر�الســــامع�إليـــه،�ويســــتحوذ�ع@ـــى�قلبــــه��فـــابن�طباطبـــا�يؤكــــد�ضـــرورة�صــــنعة

    ،�فجســده�النطــق�وروحــه�معنــاه،�«:ومشــاعره،�ويتضــح�ذلــك�مــن�قولــهً�وروحــا

    ًإذ�قــد�قالــت�الحكمــاء�إن�للكــ¢م�جســدا

    فواجــب�ع@ــى�صــانع�الشــعر�أن�يصــنعه�صــنعة�متقنــة�لطيفــة�مقبولــة�مستحســنة�مجتلبــة�^حبــة�الســامع�لــه�والنــاظر�

    )1( J�D�� 6'? \"�� 6 '�� m�U#V :" .N#3? )#R-n� A136. )2( �Dh�� U#8? :A7`8. )3( QRST: A8. )4( QRST.

  • 26

    ،�أي�يتقنــه�بعقلـه�إل�