حياة قصة

حياة قصة

تأليفالمازنى القادر عبد إبراهيم

حياة قصة

المازنى القادر عبد إبراهيم

٢٠١٢ / ١٥٦٢٥ إيداع رقم٩٧٨ ٩٧٧ ٦٤١٦ ٥٨ ١ تدمك:

والثقافة للتعليم هنداوي مؤسسةوالثقافة للتعليم هنداوي مؤسسة للناشر محفوظة الحقوق جميع

٢٦ / ٨ / ٢٠١٢ بتاريخ ٨٨٦٢ برقم المشهرة

وأفكاره المؤلف آراء عن مسئولة غير والثقافة للتعليم هنداوي مؤسسة إنمؤلفه آراء عن الكتاب يعبر وإنما

القاهرة ،١١٤٧١ نصر مدينة السفارات، حي الفتح، عمارات ٥٤العربية مصر جمهورية

+ ٢٠٢ ٣٥٣٦٥٨٥٣ فاكس: + ٢٠٢ ٢٢٧٠٦٣٥٢ تليفون:hindawi@hindawi.org الإلكتروني: البريد

http://www.hindawi.org الإلكتروني: الموقع

هنداوي لمؤسسة محفوظة الغلاف وتصميم بصورة الخاصة الحقوق جميعللملكية خاضعة العمل بهذا الصلة ذات الأخرى الحقوق جميع والثقافة. للتعليم

العامة.

Cover Artwork and Design Copyright © 2011 HindawiFoundation for Education and Culture.All other rights related to this work are in the public domain.

المحتويات

7 حياة قصة9 مقدمة15 الأول الفصل19 الثاني الفصل23 الثالث الفصل27 الرابع الفصل33 الخامس الفصل37 السادس الفصل41 السابع الفصل45 الثامن الفصل49 التاسع الفصل53 العاشر الفصل57 عشر الحادي الفصل63 عشر الثاني الفصل69 عشر الثالث الفصل73 عشر الرابع الفصل77 عشر الخامس الفصل81 السادسعشر الفصل85 عشر السابع الفصل89 عشر الثامن الفصل

حياة قصة

95 عشر التاسع الفصل99 العشرون الفصل

6

حياة قصة

حياة. قصة تعد أن والأولى حوادثها. من كثير فيها كان وإن حياتي، ليست هذه

المازني القادر عبد ابراهيم

مقدمة

له: وتقول الطفل يد من الكرة تنتزع دنيا على حداثتى فى فتحتها ما أول عينى فتحتيا الوهم ركبك ما لشد ويلعب؟ يرتع أن حقه ومن يلهو، أن له طفلا، نفسك «أتظنأن ظنك كان التى الطفولة هذه من وثبا الآن تثب أن وعليك لعب. ولا كرة لا صاحبى!

أيضا». وثبا تتخطاه أن يجب الشباب حتى واحدة! دفعة الكهولة إلى ظلها فى ترتعإنها تقول فلا لذاتى من غيرى دون حرمتها لماذا الكرة عن أسألها أمى إلى وأنكفىعلى الرخصة راحتها تضع بل أجلى، من الألم يعصره قلبها أن أو لى، ترثى إنها ولا آسفةالآن، رجلنا أنت وإنما طفلا، تعد لم إنك ابنى يا «اسمع متزن: بصوت لى وتقول كتفىالكفاية فوق كان مالا أبوك لنا ترك فقد نعم. أى وكبيرها! الأسرة ورأس البيت وسيد

شىء». لنا يبق ولم ذهب. المال ولكنونعرى»؟ سنجوع أننا هذا معنى «هل فسألتها:

وعندى كبير. الله فى أملى ولكن يدرى؟ من ونعرى! نجوع «قد وقالت: ترحمنى. فلمما — التعلم وستواصل ونكتسى. ونقتات هذا من فسأبيع إليه. بى حاجة لا ومتاع حلىيئست فما يسر العسر بعد يكون أن وعسى المورد. وينضب المال، ينفد حتى — بد هذا منروض هذا، فاعرف قليل وهو بأيدينا، ما غير على نعتمد أن أرى لا ولكننى الله رحمة من

حكمه». إلى والنزول إليه السكون على نفسكاللعب»؟ «ولا قلت:

تشجع الكرة إن لقوتنا. إليه حاجة بنا مالا فيها نضيع كرة بغير ولكن «بلى، قالت:شيئا». تخسر لن أنك وسترى بغيرها ونط بدونها، فاركض بالنط. وتغرى الركض، علىعلى مقصورة لاتزال التى الحيوية تتطلبه وما واجبى، هذا لأن أركض فصرت

والتسلية. للهو غيرى يركض كان حين على أعضائى.

حياة قصة

تؤدى واجبات هناك أن — جدا غضة سن وهى — عمرى من التاسعة فى فعرفتأن صغرى من وأحسست ولذة. متعة فيها لأن لا حقوق، لأنها تقضى وحقوقا لذاتها،الشعور ينفى لا الستر ولكن الحال. مستور كنت وإن فقير وإنى الناس، شأن غير شأنىعلى المبراة حد بمثل ينحى صار حتى إحساسى، ذلك فأرهف ومضضه. وغضاضته بالفقرالخوضمعهم واتقاء الناس، الانقباضعن إلى فشيئا شيئا فنزعت ويقطعه. فيحزه قلبى

كلفة. فيه وتكون نفقة يستدعى مما يخوضون، فيماإلى قصدت أمى. من ووعيته سمعته الذى بعد أنى وعمقه نفسى فى الميل هذا وقوىوهو فقال ذهب؟ وكيف أين أبينا مال عن وسألته — أمى غير من وهو — الأكبر أخىهذه علينا وجر أضاعه، الذى هو إنه العين: جامد إليه أنطر وأنا — بدمعه يشرق يكادالطفولة عن جدا شببت أنى فأحسست أتلف. مما خيرا يعوضنا أن يرجو ولكنه المحنة،

اللحظة! تلك فىعلى يجنى أن لواحد يتسنى فكيف حقه؟ امرئ لكل «أليس أتساءل: وأنا وانصرفت

ذلك»؟ إلى الوسيلة يجد ولماذا وكيف جماعة!وأمهم إخوته على يجنى الأخ كان وإذا شذرا. إليهم وأنظر الناس أخاف وصرتأو قرابة من عاطفة عليك تعطفه ولا رحم، به تصلك لا الذى بالغريب ظنك فما وجدتهم،

نسب»؟التعليم نفقات عبء كاهلنا عن يرفع أن وسعه فى إن يقول لنا قريب علينا وأقبلملت حتى بها زال فما الاباء. كل أمى فأبت «رشوة» أو جزاء فى يطمع «الواسطة» ولكنأعفتنى الوزارة إن يقول جاءنا ثم الصيف. شهور وغاب يطلب. ما إليه فدفعت إلحاحه،لم أنه وتبينا كاذبا. كان ولكنه شىء. لا من خير شىء فقلنا التعليم، نفقات نصف من

الخدعة. بهذه الفقراء نحن مالنا يسرق أن استحل وإنما أحدا، يرشالتحصيل من لأفرغ دروسى على وأقبلت عنهم، وانزويت بالناس، ظنى سوء فزادهذه من وأهلى نفسى وأنقذ رزقى، أكسب أن ذلك بعد لى فيتسنى يستطاع، ما بأسرع

جنيناه. ذنب لغير بها منينا التى الفاقةأو حالى يشبه حالهم أرى الذين إلا أعاشر أن فاجتنبت نفسى، فى أثره كله هذا وتركأو الأثرياء أو السراة من قوم بين المصادفات بى ألقت إذا غريب أنى أشعر وصرت يقاربه،النفور أشد أنفر فكنت مختلف. وخلق أخرى، شاكلة من ناس كأنهم بالغنى، المتظاهرينوأنى فقيرا. نشأت أنى عليهم يخفى لا أنهم وهمى فى ويكبر مخالطتهم. أو مجالستهم من

10

مقدمة

مقصودة مخايلة إلا ليس غناهم مظاهر من أراه ما وأن امتحان، أقسى صباى فى امتحنتبون. من وبينهم بينى ما على ويطلعونى جفونى بها لى يشقون

يورثنى أن فأشفقت الرزق من الكفية فوق وعندى معلما، وأصبحت كبرت قد وكنتالذين أعد ورحت بالتمرد، ذلك فعالجت يسمى. كما نقص» «مركب أو نفسية عقدة هذالأنفسهم مخلصين غير متكلفون لأنهم المنبوذين، من اليسار، وظل النعمة حجر فى نشأوامزية يدركون ولا الكد، شرف يعرفون لا خرعون، متطرون مترفون، ولأنهم ولآدميتهم،صحيحة، حياة يحيون ولا والتطفيل، الفضول عيشة يعيشون وإنما والسعى، الكدحمنهم أحق وأمثالى وأنا لهم، اكتراث ولا بهم احتفال فلا والعقل، الشعور بحركة ملأى

التعظيم. باستيجاب وأولى بالكرامةفأدركت الأيام. على الأفق ورحب التجربة، وزادت فشيئا، شيئا السن بى وارتفعتالمحنة أفادتنى فقد للمرارة، داعى لا أن وتبينت الناس. وعلى نفسى على أسرفت أنىنعمة فى نشأت كنت ولو فيها، والمغامرة الحياة على وجرأة بالنفس وثقة وعزما صلابةأو أحدهم من كان فيما جميعا للناس ذنب ولا التدليل، يفسدنى أن حريا لكنت سابغةتؤخذ وأن المذنب، بإثم البرىء يبوء أن الظلم ومن والطالح، الصالح الدنيا وفى بعضهمأخى جنى ما وحتى إنسان يؤتها لم والعصمة يزل، امرئ وكل واحد، بجريرة الجماعةطاش أنه المسكين عدا وما العفو، أبواب دونه توصد بالذى ذاته فى هو فما بالغفران. قمنعلى كان كما غاربى على حبلى وكان مكانه كنت لو أطيشها أن الجائز من كان طيشةمن إلينا أهداه وما ضيع، ما على طويلة وحسرة قصيرة متعة إلا أفاد أعرفه وما غاربه،فيها تقلب التى النعمة شهدت وما والنقمة. والرحمة بالرثاء جدير فهو الجسام، الكربالرغم على وكنت حياته، بقية قلبه تأكل ظلت التى الندامة شهدت ولكنى وجيزا، زمناله، منى لى توقيرا أشد كان هو ولكنه منى، أسن لأنه الوالد منزلة وأنزله أوقره أساء ممانسخة أول إليه حملت — شعر ديوان وكان — لى كتاب أول نشرت ولما تحفيا. بى وأعظمدمعه إلا راعنى فما يقرأ، وشرع جذلا، وقلبها معجبا، فتناولها المطبعة. أخرجتها منهأطيق فما معها، بالحديث وتشاغلت زوجته إلى فنهضت والزهو. الحنو فرط من المنهمر،

الرومى: ابن يقول كما وأنه رحمة الدمع أن لأدرى وإنى أعرفه، ولا البكاء،

11

حياة قصة

ال��ح��زن ب��ل��وع��ة ادرى ال��ل��ه ع��ب��ث��ا لام��رئ ال��دم��ع ي��خ��ل��ق ل��م

أن وعلمتنى عبراتى جففتا الحرمان، طول على الصبر ومرارة الكفاح قسوة ولكنوجه بصفحة إلا لهم أبدو فلا الناس، عن ضعفى أستر وأن عينى، دون بقلبى أبكىيوما جئتها فقد لأمى. ذلك فى والفضل والثقة. والاستبشار الرضى آيات فيها يقرأونتكفكف ولم كتفى، على تربت ولم باسمة إلى فنظرت فأوجعنى، ضربنى غلاما لأن أبكىالنساء نحن نصنع عسانا فماذا يبكى؟ «رجلنا لى: قالت وإنما واستنى ولا دمعى،«ولكنه — فعلت كنت كأنما — فقلت الخبر. خبرتها أكن ولم فخجلت، الضعيفات»؟ذلك بعد غلبنى فما أوسع» تكون أن إذن ينبغى حيلتك ولكن شك، «لا قالت: منى» أكبرشرى. اتقاء على وحرصوا الحارة صبية خافنى حتى جسما، أكبر أو أسن غلام اليوم

مرضية سعة إلى الضنك طول بعد الحال بى انتقلت وقد — بالخواتيم والعبرةويسر. أنعم ما على لله فالحمد كثير وخير

الفهم مبعثه الذى التسامح أن ووجدت للحياة صدرى وانشرح الدنيا عن ورضيتالمرارة تلك من النفس، وسكينة الخاطر، وطمأنينة القلب لسرور أجلب الإدراك وصحةما أتلمس بأن أغتبط وألفيتنى اللسان. ويقطر الوجه بها ينضح كان التى القديمةمعى وأشركهم للناس الوضيئة الجوانب هذه أبرز وأن الحياة، جوانب من ويسر يروقالعيش وجوه لهم فتضىء الشمس منها تدخل كوى لهم أفتح أن وأحاول بها، نعيمى فىمن لهم أقطف وأن وقلوبهم، وجوههم فى والجذل الابتسام وتشيع الدفء، وتمنحهموأزين دميما، ولهم لى يبدو كان ما أجمل وأن ونرجسا، وآسا ريحانا الحياة أزهار

للصدر. وأثلج القلب على أندى ليعود النسيم حواشى فى الماء وأرقرق العاطل،من مجبول وكلنا ومنهم، غيرى الناس مثل إنى فقلت: وتعمقت. هذا فى وتوسعتأعرف أن الممكن ومن الدنيا، هذه فى بدعا أو بذاته، قائما خلقا ولست واحد، طينبنفسى، أخلو أن هذا بعد دأبى فصار نفسى، أعرف أن وسعنى أنا إذا معرفتهم الناسغرائزها بها تغرى ما وعلى بواعثها، على أعماقها أعمق فى وأغوص وأراجعها، وأحاسبها،كدى وجعلت قوتها، وأسباب ونقصها، ضعفها دواعى على أقف وأن الساذجة، أو المهذبةمكانه، فى نفسى أضع أن أحاول أن أحد من يسخط، أو يريب أو يسوء، ما لى بدا كلمابه، يحيط ما بى يحيط وكان محله، كنت أننى لو أصنع أن خليقا كنت ماذا أنظر وأنغير — أعتقد فيما فأصبحت والتجربة؟ العلم من القليل أو الكثير حظه مثل لى وكان

12

مقدمة

منى العذر تمهيد إلى وأسرع إنصافا، وأكثر وزنا أعدل — أرجو فيما مخدوع أو مغرورالرأى. سوء إلى

أو تكون، أن يمكن ما خير على وأحوالها الدنيا أن أرى الآن أننى هذا معنى وليسالأسواء معالجة أن أرى ولكنى كلا كائن. هو ما أو كان، مما أبدع الإمكان فى ليس أنهيفيد وماذا وأرشد. أجدى والحسنى، والرفق الفهم، وصحة الإدراك، بحسن والفسادندرك أن هو قيمة له الذى إن النقمة؟ واحتدام الغضب وتلهب بالتسخط النفس تعذيبوليست ومداه الإصلاح وسيلة إلى نهتدى وأن والتقويم، الإصلاح يستوجب ما هناك أنالتفكر، فى اضطرابا تورثنا أن خليقة فإنها وتيسره، هذا على تعين بالتى النفس ثورةالصلاح على يعين الذى وإنما الحكمة. وتصفه العقل، به يشير ما غير إلى بنا تجمح وأنالرأى، وأصالة الأمل، إلى القدرة مبلغ وقياس الرصين، والتدبر الهادئ والتفكير والخير،وثارت قيامتها وقامت النفس، اهتاجت إذا هذا من شىء إلى سبيل ولا التدبير، فى والحذق

المزبدة. كاللجةاعتبارى لطول أنى سوى أدرى! لا الكتاب؟ بموضوع صلته ما هذا؟ كل أكتب ولماذاالناس أعرف أن أستطيع أنى أعتقد أصبحت جوابها، فى عينى وأدير نفسى أتدبر أنمموهة ولا مزورة لا — صافية صورة عيونهم عن لهم أكشف أن وسعنى إذا بنفوسهمبالمطلب هذا وليس غيرى. امرئ كل أيضا هو والذى أنا، هو الذى الإنسان هذا من —وعلى كله، يترك لا كله، يدرك لا ما أن غير دانيا. يكون ولن قط، مناله كان وما الهين،عاجزا ليس ولكنه لمحدودة الإنسان طاقة وإن التوفيق، الله وعلى جهده يسعى أن المرءلعادت وسعه، فى يدخل ما وبذل سريرته وصدقت أخلص إنسان كل أن ولو العجز، كل

الرضى. على وأبعث أطيب الحياةبتجربتى أنفع لم أنا إذا لنفسى أقول أنى الاستطراد، هذا على بواعثى من أن وأحسبأشياء وفهمت وعشت، كنت أنى خير فما جيلى، وراء الخطى يغذ الذى الجيل هذا وفهمىيعذر وقد غيرك. على بعلمك تبخل أن اللؤم ألأم من إن الحقائق؟ وألممت أمورا، وجربتالمرء يؤثر أن الإنسانية الطباع وفى رفيقه، على — جائع وهو — بالرغيف يضن الذىيخطف أن المحنة فى الذات على الحرص من المرء يبلغ وقد غيره على خصاصته، فى نفسه،يثيران الوحى التلف وخوف التضور لان كبده وفلذة ضنئوه وهو ابنه فم من اللقمةليست المعرفة ولكن الأبوة، وواجب المروءة، واجب عن الإنسان فيذهل الذات حفظ غريزةلا منها ونصيبك والاستفاضة بالشيوع تنقص لا وهى الوبال، من البدن بها يحفظ مادة

13

حياة قصة

ومن النقص، عليها تخشى ولا منها تهدى أن وسعك وفى مبلغك، غيرك فيها بلغ إذا يقلوألطف مدارك وأوسع وأفطن أعلم الناس صار إذا أسعد تكون أن أحرى أنك المحقق

حسا.ما، مسوغ بلا — طباع وخسة نفس ولؤم رأى، وسوء عقل ضيق بالمعرفة فالضنفما بغيرها. أو وبمعونتك ترد، لم أو أردت المعرفة إلى يصلون الناس لأن — ما فائدة ولا

فيوفق. ويعالج فيهتدى، ويبحث فيجد، ينظر الذى بالوحيد الدنيا فى أنتمتماثلون أشباه الناس أن ذلك — فاستطردت ساقنى مما وأظنه — أردته آخر وأمرواحد، معدن من التجربة تكون أن بمانع النشأة اختلاف وليس الأموال، بهم تفاوتت وإن

آخر. شىء المخبر أن وهلة لأول الروع فى يوقع المظهر كان وإن

14

الأول الفصل

وميضاة، مصلى الواسعة ساحته فى التقاليد صارم بيت فى نشأت فقد — حياتى كانت تلكالحجرات، هذه آخر وكانت والمريدين، والتلاميذ الأتباع لإقامة غرف مدخله جانبى وعلىأو فرس أو بغلة له لمن اصطبلا تتخذ وكانت مسقوفة، غير — مباشرة الساحة يلى مماويتلون المصلى، فى الأتباع هؤلاء من المفرقون يجتمع خميس كل من المغرب وبعد حمار،فالخلوة، الطعام إلى ثم العشاء، صلاة إلى يقومون ثم الله، يذكرون ثم قعود وهم رد» «الووتعقد أخرى، مرة «الورد» يتلى وهناك الكبير.. الشيخ مقبرة إلى يخرجون الفجر وفى

والخبز. النابت» «الفول يؤكل ثم الذكر.. حلقةيتلونه، الذى الورد وأتلو فيه، فأشاركهم خيالى، على ويستولى هذا يروقنى وكانكما «الذكر» عند الصف فى وجسمى رأسى وأهز يصلون، أراهم كما النبى على وأصلىإلى الفجر فى وأرافقهم عميقا، غليظا صوتى أجعل أن — عبثا — وأحاول يفعلون،راض والقلب واللعب، الحارة إلى أرتد ثم فأزوره أبى قبر على فأعرج عليهم وأزيد المقبرة،

ساكنة. والنفسإليه يذهب أن الأسرة من شاء من يسع بيتا كان وإنما أبى، بيت هذا يكن ولمفيه لنا اتخذنا بعده، حالنا وساءت أبى مات فلما كبيرا، واسعا كان فقد فيه، ويقيميشاركنا لا خاص بيت لنا كان فقد الأمر أول فى ذلك على وعز النفقة، فى اقتصادا شقةأذكر أنى العجيب ومن والبستانى، والبواب والخادمة الخادم عندنا وكان مشارك، فيهمكتب وفيها ذلك، حول من والحجرات والنافورة وحديقته الرحيبة وساحته البيت مدخلأدخل كنت أنى وأذكر صوره، بهتت ذلك ماعدا ولكن ومساعديه الوكيل ومكاتب أبىوأنا الورق، على منكب وهو جانبه إلى فأقف القضايا، أصحاب وعنده مكتبه فى أبى علىفأقول القهوة، فنجان إلى يده ويمد رأسه يرفع حتى أتحرك، ولا شيئا أقول لا ساكت

حياة قصة

بما يخرجها ثم جيبه فى يده فيضع قرش..» هات أبويا أبويا. «أبويا. خفيض بصوتأخى فألفى أعطيته، بما فأتسلل — أكثر أو أقل أو فرنك، نصف أو بقرش — به تخرجإليه فندفع الدندرمة.. بائع نجد حيث الحارة إلى فنخرج الباب، عند ينتطرنى الأصغرلبيتنا مجاورة دكان على فنميل نحمده لا أو الله، ونحمد نشبع حتى ونأكل معنا، ماوكان منى أصغر أخى وكان والسلام الفلوس نبدد — ذلك إلى وما وبليا كرات فنشترىومن العين، تصيبه أن عليه يخاف أبى فكان ا، غض ا وبض سمينا الديباجة مشرق جميلاعند كنت أنى يوما فاتفق فيحسده، عين ذو يراه لئلا المكتب فى عليه يدخلوه ألا أمر هنامثلجاته، من فناوله كالعادة، بالطلب الغلام عليه أقبل الدندرمة» «بائع مر فلما عمتى،من بديلا يقبله أن الرجل على وعرض طربوشه. فخلع أكل، ما ثمن معه أخى يجد ولمولم به الرجل فمضى للكبار، يصلح فطربوشه الرأس، عظيم يزال ولا أخى وكان الثمن

حظه. لسوء بعدها يعديتوكأ مكتبه فى أبى على دخل جدى أن عينى، أمام ماثلة تزال لا التى الصور ومنإلى والتفت يفعل لم ولكنه ليقعد له الزباين وأفسح واقفا أبى له فنهض عكازه، علىبه وأهوى «العكاز» رفع أن إلا الجد من كان فما هذا فاستمهله شيئا، منه وطلب أبىالعقوق، يلعن ساخطا غاضبا جدى وانصرف المكتب، تحت واختبأ فتأوه أبى، كتف على

البيت. مدخل فى كرسيه إلى وعادالهراوة بهذه أبى يضرب جدى أرى أن على فشق حدث، الذى هذا حاضرا أنا وكنتيلاطفنى وشرع حجره على وأجلسنى منه وأدنانى فنادانى إليه فخرجت الضخمة،وفى وشددتها الكثة لحيته من شعرات فتناولت محنقا مغيظا كنت ولكنى لى، ويدعوفبدا لحيته، لتخليص له يده ورفع وجهه وأدار فزجرنى له، عقابا كلها أنتفها أن نيتىهراوته على يميل ورأيته الأرض على فارتميت ودفعنى عقله فطار فصفعته قذاله لى

أعدو. وانطلقت أسنانى بين ذيلى فوضعت ويتناولهاالشعور ثقل من أجن أكاد وأنا إلى، ينطر أو يكلمنى أن يأبى شهرا جدى ظل وقدمن له حفظا — وجلده حجابا لى كتب الرضى إلى نفسه فاءت فلما عطفه، من بالحرمانووقر روعه فى وقع قد كان إذا الأدب، سوء الله ليقينى الأيسر جنبى على وعلقه — التلف

على. أسخطه الذى هذا منى فكان حسدونى الناس أن نفسه فىيحدث واقفا أحد يراه أن الصبيان، نحن منا الواحد به يعاب أن يمكن ما شر وكاندونها من توصد ومعصية كبير إثم هذا … بنت مع يلعب ولد حفيظ! يا يلاعبها. أو بنتا

16

الأول الفصل

فى وأبلغ هذا من وأشنع تربية وفساد حياء وقلة أدب وسوء عيب فإنه الغفران، أبوابحجرات تكفيها ألا البيت، ساحة فى أو الشارع فى البنت تلعب أن الأدب وسوء العيبمسمرة؛ الشبابيك أن وصحيح الدار؟ فناء وعلى الطريق على نوافذها تطل التى البيتزوجة الرجل يرى أن العيب من كان بل يكفى؟ وهذا ميسور الثقوب من النظر ولكن

قريباته. غير من أو غريبة كانت إذا أخيهالغنم على يهش كما علينا ويهش الشارع، من الخادم فيجمعنا الشمس وتغربأحد يخطفنا أن مخافة المسمرة الشبابيك ذات والحجرات البيت إلى ويردنا الدجاج، أوفيركبنا عفريت لنا يظهر أو فيميتنا، «السماوى» يصادفنا أو الحارة؛ فى نلعب بقينا إذاجميل والليل شديدا الحر ويكون العفاريت، تفعل مما ذلك غير بنا يفعل أو يرعبنا أوبالنجوم الحافلة والسماء بالليل ننعم أن ونشتهى المكتومة الغرف فى أرواحنا وتزهق

ذلك. إلى سبيل لا ولكن اللمعان، الخفاقةالغرف إلى نهش إذ بعد ملاعبتها إلى أتوق فكنت سنى، مثل فى خادمتنا بنت وكانتبنتها الخادمة وتجر عيب، لأنه عنه وتصرفاننا علينا ذلك وأمها أمى فتأبى الليل فىوتجرنى علقة، تضربها وقد وتقرصها عليها وتشد أذنها من تجرها — حجرتها إلىالهواء من ورجلى بيدى أضرب وأنا تحملنى أو حزنت، إذا شعرى من أو يدى فى أمىتحدثنى وتروح باللحاف وتغطينى السرير على أنفى برغم وترقدنى وأصيح وأصرخما يفعلون ولا الكلام» يسمعون «لا الذين بالأطفال تصنع ما لى وتصف العفاريت عنالمؤتزرة» «المريرة عن الجلد ويتقبض الرأس شعر لها يقف قصصا لى وتروى يؤمرون،بأن وتهم بعض، فى بعضى ويدخل فأتضاءل وغيرهما وغيرهما مسلوخة» رجل و«أبىفأصيح تلك، ليلتى فى فراشى مفارق غير أنى ووثقت سكونى إلى اطمأنت وقد تتركنىشررا، تقدحان بعينين فى يحدق «اللحاف» لأن جانبى إلى تبقى أن وأدعوها وأناديها بهامسلوخة رجل أبى أوصاف من سمعت ما يشبه رسم عليه لى يبدو الحائط دهان لأن أو

وأظافره. بأسنانه على ويميل الجدار من ويخرج يتجسد أن أخاف فأناالمخوف والليل والإمساخ بالعفاريت أحلم وأنا فأنام النعاس يغلبنى لأى وبعدأحلامى تكن ولم عندها، لى يختبئ وما المظلمة والسلالم الطمأنينة، يعيد الذى والنهارالبنات من تلك أو هذه لاعبت أنى منامى فى رأيت ما أكثر وما منغصة، متع من تخلووتركونى السواد حالك ركن فى ورمونى وقيدونى والعسل بالسمن دهنونى أهلى وأن

والمرعبات. المؤذيات من وغيرها للحشرات

17

حياة قصة

«الفلقة» فى قدماى توضع وهناك حملا، «الكتاب» إلى فأحمل الصباح ويصبحإلى ذلك بكل أو «المقرعة» أو «بالجريدة» — الكتاب فقيه — «سيدنا» عليها ويهوى

النهار. يبدأ وبهذا «العريف» مساعده

18

الثاني الفصل

بزوجة عنا مشغولا أبى وكان المدرسة. على أصرت أمى لأن «الكتاب» فى مكثى يطل لمأن الله ماشاء هناك يقضى فكان «استنبول» إلى السفر إلى يضطره عمله وكان جديدةإلى يضطر كان وأحسبه زوجة. ومعه يعود ثم — ذلك قرابة أو عاما أو شهورا يقضى—معه يحمل أخرى، مرة السفر إلى احتاح إذا كان أنه الغريب ولكن الإثم. من اتقاء الزواجسواهن، على ويؤثرهن التركيات يحب كان وأظنه بغيرها ويجىء هناك ويسرحها الزوجةفإن والأدب والطاعة والنظافة التدبير وحسن بياضهن منهن راقه قد يكون أن وعسىاحب إنى — أتول أن أحتاج لا كما — أعنى ولست نقيضه إلا عنه ورثت فما ذاك يكنعندى آثر الأسمر اللون أن أعنى وإنما بالله، والعياذ الأدب وقلة التدبير وسوء الوساخةفى الحسن من وكانتا سمراء، والأخرى بيضاء واحدة اثنتان اجتمعت إذا وأنه إلى، وأحبالتعصب من هذا يكون أن وعسى القلب، على وأندى أجمل عندى فالسمراء واحدة، منزلةواحدة على تزهى أن أكره ولعلى — أقرب السمرة إلى أو — أسمر فإنى ولنفسى، لأمى

فيه. كنت ما إلى فلأرجع شطط هذا ولكن جلدها، ببياضزوج من ولد لها وكان تركية، كانت وإن استنبول من الجديدة الزوجة تكن ولمالغضب ساعات من ساعة فى أنفها عض أنه ذلك أسنانه، آثار أنفها أرنبة على ترك سابقفى بالأنوف ولع الناس ولبعض واضحا. حزا فتركت نضيدة أسنانه وكانت الجنون، أوويهزه قول أو فعل منها ساءه إذا زوجته أنف يتناول قريب لى كان فقد الغضب، ساعة

دموعها. وتتساقط المسكينة، رأس فيدور ويسرة يمنة— جميلة كانت فقد — الجميلة الزوجة هذه سبيل فى الكبير) (البيت أبى يهجر ولمالزوجة هذه وعند ليلة، عندنا يقضى كان ولكنه — معذورا الرجل وكان — لله والشهادةجدى من والتأنيب التقريع يسمع مطرقا يقضيها فكان الكبير البيت فى ليلته فأما ليلة،

حياة قصة

يزيد لا فكان الكلام، قليل البال طويل الحلم، عظيم وكان أخرى، تارة أمى ومن تارة،الطبع حاد الغضب سريع طياش أحمق فإنى أيضا، فيه خالفته ما وهذا الابتسام، علىبزوجته شغله بين ما إنه أقول: أن لأبى الإنصاف ومن هذره، من الناس يفرغ لا وثرثاربنا فيه يعنى وقت له يبق لم المضنى، عمله عن فضلا الكبير البيت فى يكابده وما الجميلةفى النجوم وأراه الأمرين أبانا أذاق شقيق غير كبير أخ لنا وكان — الصغار بنيه — نحنفخرج الحسين، مسجد فى الفجر يصلى كان أنه تروى التى حوادثه ومن الأحمر، الشهرهرما شيخا المؤذن وكان مفتوحا، المئذنة باب فألفى عادته على الفجر صلاة إلى مرةأطراف على فصعد يعابثه أن لأخى فخطر أعمى، وكان الصغير، كالفيل الجسم، ضخمليرفع وأنه الشيطان، هذا وراءه أن يدرى لا الذى المسكين المؤذن وراء ووقف أصابعهيرتفع ورائه من بصوت وإذا الصلاة) على (حى الليل سكون فى ويصيح بالأذان الصوتقلت، كما ضخما وكان العذر، وله الرجل فريع الفلاح) على (حى متمما ويصيح فجأةوميتا عليه مغشيا فسقط عنيفة المفاجأة صدمة وكانت الشحم، من قنطار صدره وعلياحتال ثم للصلاة المسجد إلى وانحدر الآذان أتم بل المحترم الأخ يضطرب ولم قول، علىراضيأ العين قرير بيته إلى هو وانصرف المسكين المؤذن عن بالبحث المسجد خدم فأغرى

الصالحين. نوم ونام نفسه عنبها فألحق الخديوية المدرسة فى العربية للغة مدرسا الأوقات من وقت فى أبى وكانيده فنفض التعليم فى أبى زهد الذى هو البار الابن هذا فكان عينيه، تحت ليكون ابنهمدرسة أبوه فأدخله طردوه فقد المدرسة هذه فى أخى بقاء يطل ولم بغيره، واشتغل منهفى بالخروج زملاءه الطلبة يغرى فصار فيها. يبيت وكان أذكر لا زراعية أو صناعية،هو منها ويتخذ النافذة من ويدليها ببعض، بعضها البطاطين يربط وكان الليل، فحمة«الديكة» مع يعودون حين أيضا يصعدون وبه ويتدلون به، يتعلقون حبلا وزملاؤهالضابط رجل فانكسرت وتضاربا وتماسكا المدرسة، ضابط مع أخى فاشتجر الأمر وظهر

بالعبث. مولعا حياته من لحظة آخر إلى ظل وقد الأخ هذا لحوادث آخر ولاإلى بى وبعثت «الكتاب» من أمى أخرجتنى لما ذلك حوالى أو السادسة فى وكنتبنات، مدرسة كانت أنها ذلك حكومية، مدرسة لإدخالى تمهيدا الحال، عجيبة مدرسةكانت هنا ومن «خياطة» المدرسة صاحبة وكانت للصبيان، واحدا «فصلا» فيها ولكنغليظ ولكنه نحيف قصير رجل السيدة هذه يساعد وكان إليها وإرسالى بها، أمى معرفةحجرة فى نوضع كنا بل بهن، نختلط أو البنات نرى نكن لم أننا أذكره ما وكل الكبد،

20

الثاني الفصل

الدروس فيه نتلقى الذى المكان هى الحجرة هذه فكانت بالمفتاح؛ علينا توصد ضيقة،نزحزح المعلم تركنا إذا وكنا ظهرا طعامنا يجيئنا وإليها فيها، نلعب التى الساحة وهىالبلاط، على «البلى» نجرى أو الكرة نتقاذف ونحن لنا مكانا لنفسح موضعها. عن الأدراج

ثمنه. آباؤنا وغرم النوافذ زجاج كسرنا ما أكثر وماالواحد يأمر قصرنا أو أخطأنا إذا — قلت كما — فظا رجلا المديرة مساعد وكانسبعة الفصل فى وكنا بالخيزرانة. العارى رأسه على يضربه ثم الطربوش يخلع أن مناوتمردنا الألم، فرط من به فثرنا رءوسنا على ضربا أوسعنا أن يوما فحدث ثمانية، أوالعصا وخطفنا — الاستانبولين — الطويلة سترته له ومزقنا وركلا، لكما وأشبعناه عليهوأن طردنا أننا أذكر أن أحتاج ولا ركبتيه وعلى يديه أصابع على وقعها وأذقناه يده من

الملاعين. الصبيان عن الوديعات بالبنات استغنت المدرسةقبل الوقت وكان طردت، كما طرد فلما المدرسة، هذه فى معى أبى زوجة ابن وكانبقية نبحث أن واقترحت يفعل، لا بأن فأشرت بالخبر، أمه إلى يذهب أن خاف الظهرإلى واهتدينا ففعلنا، فوافق المأزق، هذا من فنخرج ندخلها، أخرى مدرسة عن يومناصاحبها أن الغريب من وكان أذكر، لا سعادة» «درب أو الربع» «تحت شارع فى مدرسة

مراجعة. أو سؤال أو كلام بلا قبلناالمدرسة هذه من أخرجنا ولكنه شيئا يقل فلم كان، ما أبى عرف أسبوع نحو وبعدمدرسة وتسمى القلعة من مقربة على على، محمد شارع فى أخرى بمدرسة وألحقناتركيا، صاحبها كان فقد بها، وأشارت إليها هدته التى هى زوجته أن وأظن «القرشوللى»أنه نكران ولا بالسوط، يجلدنا — أيضا تركى وهو — الضابط كان المدرسة هذه وفىبطرفه يلمسنا أن يكفى وكان يده، فى كان السوط ولكن أحيانا بالصغار يترفق كانينقلنى أن أبى صاحبها ولكن امتحانها، واجتزت العام آخر إلى المدرسة بهذه بقيت وقدسوى موجب بلا آخر عاما الأولى السنة فى فبقيت السن، صغير لأنى أرقى، «فصل» إلىالسنة على واستكثر سنى، واستصغر جسمى استضأل الذى الناظر أو المدير هذا حذلقة

ذلك. أجل من الثانيةمع لألعب الشارع إلى وأخرج وكراساتى، كتبى فأرمى يوم كل عصر أعود وكنتولهفة. حسرة وبى الشرفة، من اللاعبين على وأطل فأصعد اللعب عن فأزجر أقرانى،كنت فقد «الهدوء» وأذم «العقل» فألعن و«الهدوء» «بالعقل» يصفوننى، وأسمعهمالحركة، قليل ساكنا طفلا رأيت ومتى وميولى، بطباعى إليه مدفوعا لا ذلك على مكرها

21

حياة قصة

يفعل لم إذا وينط ويجرى الواحد يلعب ومتى ممسوخ أو ضعيف أو مريض أنه فاعلمطفولته؟ فى ذلك

لا السوط من خوفا وأقرأ الكتاب وأفتح المصباح من قريبا فأجلس الليل ويدخلفينهانى الليل، فى القراءة تؤذيهما أن عينى على فيشفق أبى ويرانى التعليم، فى رغبةبكلام وأهم فمى فأفتح الصمت، بهذا ذرعا وأضيق وأسكت، الكتاب فأطوى عنها،فأقول: معهم» نفسك تحشر ولا الكبار، تقاطع «لا لى: ويقول وينهرنى، أبى فينهانىفمه، على أصبعه ويضع فيعبس أتكلم؟ من فمع معهم نفسى أحشر صغار هنا ليس إنهيليق؟ لا الكلام هذا إن لك أقل ألم لى: فيقول الكلام إلى فأعود صبرى ينفد ثم فأسكتولا فيبتسم بى؟ يليق مالا بهما يليق فلماذا تتكلم أمى وأرى يتكلم أراه بأبى فأعترضوأقول فأتململ شعرى، لى ويمسح يقبلنى وقد وخدى، كتفى على لى ويربت لماذا؟ أدرىوأخى بنت، لأنها ألاعبها أن يليق لا الخادمة بنت من؟ فمع وألعب أتكلم أن أريد إنى له

نائم. كل على وهو سنوات بأربع منى أصغربحكاياتها عنى فتسرى معها، وتتركنى بى، وتوصيها الخادمة، إلى أمى فتحملنى

النعاس. يغلبنى حتى وأحاديثهاالغرفة جو فى الدخان فيتلوى مخدة على بكوعه متكئ وهو يدخن أبى أرى وكنتمرة واشتهيت أخرى. تارة وبأصبعى تارة، بعينى فأتتبعه الحائط، على خياله ويتلوىوأنا فمى فى أضعها وجعلت سيجارة صورة على ولففتها بورقة فجئت أبى: أقلد أنويتلوى، يتصاعد دخان هناك يكن لم ولكنه أبى، يفعل كما وأنفخ الوسادة على متوكئفاتصلت الوسادة على وضعتها أنى واتفق اللفافة فى النار وأضرمت كبريت عود فأشعلتواختبأت أعدو، وخرجت ففزعت الكسوة تحت القطن من حشوها إلى وامتدت النار بهاوالأباريق بالطشوت يجرى البيت فى من كل وكان البيت، فى مندلعة النار كانت قليل وبعدشركة تكن ولم أخرى غرفة إلى النار وامتدت شيئا ذلك يجد فلم الحريق لإطفاء والقللوالطشوت الأزيار لنا فيملأ يوم كل بنا يمر السقا وكان البيوت. إلى أنابيبها مدت قد الماءفلا الوطنية، الأحياء فى سيما ولا بطيئة، الاتصال وسائل وكانت الأوعية من ذلك إلى وماالمطافئ إدارة وكانت الخيل، ومركبات الدواب إلا شىء ولا سيارات ولا ترام ولا تليفونتطفئ كانت بماذا أدرى لا أنى على حريق. لإطفاء دعيت إذا جنيهات خمسة تتقاضىكلها الحارة وأن احترق، البيت إن قلت فإذا الأنابيب. فى يجرى هناك ماء ولا الحرائقالكبار» فيها ويقع الصغار «يعملها يقول والمثل القراء، يصدقنى فلا النار فيها شبت

والله. أى

22

الثالث الفصل

الأوسط، الدور منه لهما واحد بيت فى معنا تقيمان قريباته من زوجتان الأكبر لأخى كان— المناظر أو — الغرف وللمكتب — الأعلى الدور — وأمى وأبى وجدى جدتى ولنا:أعرف لا أبى فأما مزواجا. — كأبى — أخى وكان فنائه. أو البيت، ساحة فى كانت التىمن أو واحد، وقت فى زوجتان له كانت من كلها أسرتنا فى أعرف فما هكذا، كان لماذالا وهو أبيه، حياة فى امرأتين يتخذ أن المستغرب من يبدو فقد أخى أما زوجته طلقأن يحسن ولهذا الوالد، عليه به يجود ما إلا له مورد ولا جبينه، بعرق قرشا يكسبوكانت به، ليفرح — الزمان ذلك فى العادة كانت كما — صغير وهو زوجه أباه إن أقول،ومدت الرايات، ونشرت الأنوار وأضيئت أقيم، السرادق أن أعنى سوداء ليلة الجلوة ليلةمن يجىء بنبأ وإذا «التخت» إلى يصعد المغنى وشرع تعزف، الموسيقى وراحت الموائد،السامر وانفض الأنوار، فأطفئت فجأة، توفى الوكيل أفندى إبراهيم المرحوم أن سمخراط

المأتم. إلى للسفر يتهيأون وحبور، وسرور جذل فى كانوا الذين وشرعوقال عاقر، الزوجة إن قائل: وقال أبى، فقلق نسلا أخى يعقب فلم سنوات ومضتعلى أخرى من يزوجوه أن العمل العمل؟ فما «الولد» من علته العقم يكون قد آخرونأن أعنى — «الولد» ولكن كان، وقد يهان أو المرء يكرم الامتحان وعند التجربة سبيل

زوجتين. ذا صار أنه إلا التجربة، هذه من يفد ولم شيئا، يعقب لا ظل — أخىأخرى من — الله رحمة عليهما — وشقيقته هذا أخى إن أقول العقم، ذكر وعلىيحرم وأن عقيما، نسلها يكون أن الأقدار شاءت وقد أمى، أبى يتزوج أن قبل ماتتيقاسيه ما ذلك جراء من يقاسيا وأن الدنيا الحياة زينة بعض — وأختى أخى — أبناهاتحتمل وأن الحرمان، على تصبر أن اضطرت فقد أعظم، بلاء وكان الذرية، فى راغب كلطفلا ورزق فعل فلما بالزواج، له تنصح وأن البنين على اللهفة من بعلها يبديه ما

حياة قصة

انطوت ما وأولته وتعهدته وتبنته تربيته هى فتولت أدرى، لا ماتت أو — أمه طلقحياته فى الناس أبر فكان ذلك، هو لها وحفظ المخنوقة الأمومة عطف من نفسها عليه

الأجل. وافاها لما حزنا وأعمقهم عليها وأحناهمأو يسهر، أن يجرؤ لا هذا على كان إنه فأقول الاستطراد هذا بعد أخى إلى وأعودجدى فأما وأبى، جدى غير على محرمين والتدخين السهر كان فقد أبى، أمام يدخن أننحو ا جد طويلة قصبة وهو — والباء الشين بضم — بك» «الش يسمى ما يتخذ فكانأبى وأما الجمرة. عليه وتوضع بالدخان يحشى شىء باخرها يتصل ذراع ونصف ذراعأدرى لا — سواهما على محرما كان لهما، مباحا كان ما ولكن السجاير يتخذ فكان

زوجتين. ذا أخى كان وإن لماذا؟فتحرق فجأة أبى عليه خرج وقد جيبه فى السيجارة يدس مرة أخى رأيت وقد

اضطرم. ما ليخمد أصابعه عليه فيطبق الجيب،هو لما كانت الكبرى العلقة ولكن ويدخن! يسهر، لأنه يضربه، أبى كان ما أكثر وماشاربان لى مثله رجلا وأصبحت كبرت أن بعد أخى حدثنى والتدخين، السهر من أدهىأقص أن لى فخطر أيام، بضعة إلا العيد على باقيا يكن (لم قال: أحلقها، ولحية أفتلهماالتركى، الحمام أو السوق بحمام مغرما أخى وكان — الحمام) إلى أذهب أن قبل شعرىهائجة كثة لحية له وقورا شيخا وكان حلاقنا، مللت قد وكنت — عداه ما على يؤثرهلى يضعه الذى والطشت المخططة، الحمراء فوطته وسئمت وتقليمها، بتشذيبها يعنى لاثيابى على حساب، بلا رأسى على يصبه الذى الماء فيسيل حمله، لى ويترك رقبتى عنددكاكين على وعينى الشوارع أجوب وذهبت آخر، حلاقا ألتمس فقلت بدنى، إلى وينفذالأجانب، فيها يكثر التى الشوارع فى ودخلت الوطنية الأحياء من خرجت حتى الحلاقين،على وأجلسنى بى، يرحب على فأقبل ودخلت الله على فتوكلت أجنبى، حلاق إلى واهتديتفيها يدخل ان كم لها مكوية، بيضاء فوطة صدرى على ونشر بمثله لى عهد لا وثير كرسىالكولونيا، بماء ذقنى لى وحلق بغيرها وجاء الفوطة نفض ثم شعرى، وقص ذراعاى،و«الشامبو» «الماساج» مثل أعرف أكن لم مما وكيت كيت يصنع أن على يقترح راح ثمقال: ثم ذلك، من شيئا على عرض كلما نعم، أن رأسى له أهز جذل وأنا ذلك، آخر إلىستار ماوراء إلى فدعانى يعنى، ماذا أعرف لا كنت وإن موافقا رأسى فهززت «مانيكور»لى فابتسمت كلاما لها وقال جاءت، الفراديس أى من أدرى لا حلوة شقراء فتاة ونادىتنظفها أظافرى على وعكفت الشعر، ظهرها يغطى التى الخشنة الكبيرة كفى وتناولت

24

الثالث الفصل

حين وصدقنى الخجل، من أموت أكاد وأنا به لى تدهنها جعلت شيئأ تناولت ثم وتقصها،ساحرة كانت أنها هذا إلى أضفت فإذا كفى، كفها لمست غريبة فتاة أول هذه إن لك أقولابتسامتها وأن الأسنان، نظيفة الجبين، مشرقة المحيا، وضاءة الشعر، ذهبية الجمال،فى وأن لطيفة، وخفيفة ممشوقة، هيفاء وأنها المرء، تذيب عذوبة صوتها وفى فاتنة،اللواتى البدينات إلا النساء من ماعرفت وأنى وضمها، بتطويقها يغرى لينا نظرتهاأن وسعك فى فإن — كله هذا أضفت إذا — اللحم أكداس من عليهن ما روحهن يخنق

شيئا. لها أقول أن أستطع ولم عشقتها إنى لك أقول حين عذرى تدركوأنا فقلت عقاله من لسانى وأطلق على، الله فتح ثم كالأبله، إليها أنظر وكنتفإن آسف وإنى هذا، هو المانيكور أن أدرى أكن لم إنى الخجل: من الوجه مضطرملى تصبغ أدعها أن بى يليق لا أنه وأحسب الشعر، من غابة وعليها كالرغيف كبيرة كفىأنزع بأن وهممت اللون، هذا يذهب حتى يدى إخفاء إلى أضطر أن أخشى فإنى أطافرى،

حياتى: فى رأيتها ابتسامة بأعذب وقالت لى، تتركها ولم عليها فشدت يدها، من يدى

الأكف من ترى ما أكثر وإن الخشنة، الكبيرة الكف هذا إلى تنظر أن يسرها إنهأنفت ولكنى ذلك، جواب فى لها أقول ماذا أدر فلم النساء، بضغضكأكف لينواحدة، حسبى وقلت الأخرى يدى أناولها أن وأبيت أصابعى، لى تصبغ أنأن فاشتهيت تخف» لا يدوم.. لا إنه «أوه! فقالت: ذلك؟ يزول متى وسألتها:أنطق فلم حلقى، فى وقف لسانى ولكن أخرى، مرة أراها أن أحب أنى لها أقولالصغيرة راحتها فيها فوضعت مصافحا، يدى لها أمد بأن واكتفيت بحرف،فكان أراك» أن «أرجو قالت: أنها فأدهشنى رجلا أصافح كنت كأنما فهززتهافابتسمت يوم» كل شعرى أقص أن أستطيع لا «ولكنى السخيف: جوابىالساعة يوم كل هنا من أخرج «إنى وقالت: على تميل تكاد أنها لها وخيلكل الآخر.. الرصيف على فسأنتظرك هذا كان إذا «آه! قلت: مساء»، السابعة

يوم».

يوم كل أراها وصرت بها، تعلقت كان. «وقد الخبر: هذا على يقص وهو أخى قاللفعلت، أتزوجها أن استطعت ولو أعرفها، أكن لم كثيرة أشياء وعرفتنى نتمشى، فنذهبحوالى صديقين وبقينا وعذرت، ففهمت شيئا، عنها أخف ولم شىء كل على أطلعتها وقدبالرضا فأقنعتها فيه، زهدا منها وأحسست جنسها، أبناء من واحد خطبها حتى عامين

مستقبلها. على الاطمئنان فى ورغبة عليها، إشفاقا به

25

حياة قصة

التى هى الحظ لسوء يمناى وكانت المانيكور، إلى فلنرجع آخر، موضوع هذا ولكنهذه ما فسألنى: لأقبلها، يده تناولت أبى وقابلت البيت إلى عدت فلما أظافرها، صبغتكنت وما سوءا، أصنع لم أنى ظنى وفى حدث، بما فأخبرته اصابعك؟ فى التى الحناءيدى أظافر أصبغ أن أبيت هو ما عرفت لما إنى له: قلت وقد المانيكور، هو ما أعرففدعا ونهض الآن»؟ النساء وبين بينك ما فرق «وما يقول: وهو اربد وجهه ولكن الأخرى،ووراءه عاد أن لبث وما فخرج، شيئا إليه وأسر نسميه كما محمد» «العم الخادم إليهمن وأنا الأرض، على وألقونى بالحبال، فربطونى إلى فأشار الأقوياء، الزبالين من ثلاثةيبالى ولا شيئا يتقى لا على، بها وأهوى طويلة بخيزرانة أبى وجاء أقاوم. لا الذهول فرطيدعوها كان فقد أمى، (يعنى خالتى إلا ينقذنى ولم بدنى من أصابت وماذا وقعت أينأمامهم بظهورها تعبأ ولم الزبالين، هؤلاء تبال ولم إلى وانحدرت أسرعت فقد خالتى)أبى فاضطر الخيزرانة وبين بينى نفسها وجعلت على، وارتمت البيت، ثياب وفى سافرة

خرج. ثم «المناظر» إحدى فى فسجنت أمر ولكنه يكف أنالأثيم، الضرب من أصابه لما وحزنت لأخى توجعت إنى فأقول الحكاية أنا وأتمأبى، غضب به حل وإلا شيئا، يصنع أن يستطيع أحد يكن ولم السجن من فيه هو وماوثاقه. وفك محبسه من أخى إخراج على فصممت إدراكه، هذا أدرك لا طفلا كنت ولكنىبنت وجليلة الأصغر، أخى مع الأمر فدبرت شياطين الأطفال ولكن الحيلة، من لابد وكانحتى غفلة منه ونتحين نلاعبه به نزل فلم الخادم مع «المنظرة» مفتاح وكان خادمنا،الباب ففتحت ففعلا، البيت فناء عن به يبعدا أن وجليلة أخى إلى وأوعزت المفتاح، سرقتهذا لى يحفظ ظل وقد أخى سراح وأطلقت وقطعتها، بسكين فجئت الحبال حل وأعيانى

عمره. طول الجميليدرك لا وهو جيبه فى المفتاح له فدسست الخادم إلى عدت أنى أذكر أن ينبغى وهناالغليظة الحبال يقطع أن وسعه كيف لأخى يتعجب يزال ولا حيا الخادم هذا يزال ولاوقال: رأسه هز الحادثة، هذه ذكر وكلما ويخرج، الباب يفتح وأن بها، موثقا كان التى

عفريتا». كان لقد يرحمه! اللهكتمانه. على طفولتى فى حرصت سر أول هذا وكان

26

الرابع الفصل

الطفولة: عهد من أذكر بعضما فيها وسردت السابقة، الفصول كتبت أن لنفسىبعد قلتولم الطويلة، بالخيزرانة جلده له ويلهب أخاك، يضرب أباك رأيت لقد هذا، يا «اسمعأشبه كنت لأنك أو ذلك، تحتمل أن من أصغر كنت لأنك — يضربه كان كما — يضربكيسرون أو عنه يرضون ولا العبث أصحابه منه يقبل الذى البيت كلب أو الأليفة بالقطةويشويك يضربك ان اتقاءه لعل أو وذكاءه نشاطه لهم وأظهر وتشيطن لعب إذا إلا بهفلك غبر بمن لحقت أخيك أم وأن معك البيت وفى ترزق، حية أمك أن إلى راجع بالعصا،يثقل أن الا لايسعه أبوكما فكان الرجال مبلغ بلغ قد كان وأخوك عنك يحامى من دونهبعد يوما وينزله مكانه: عن فشيئا شيئا يزحزحه الشاب هذا بأن الخفى الشعور عليه— أبيه محل هو حل كما آجلا، أو عاجلا محله سيحل الذى هو وأنه سلطانه، عن يومبل ذاك ولا هذا لا الضرب بواعث تكون أن وعسى الحياة، قيد على كان وإن — جدنا أىسنة كانت ما كائنة شيخ، قد أباه وأن الشاب، هو بأنه الابن شعور الشعورين، تصادملا أو وعرضه، طوله بلغ ما بالغا طفل فهو ابنه هو ابنه بأن الأب وشعور الحقيقة فىمنها واحدا أرى ولا وتعليل تعليل مائة لى ليخطر وإنه الصحيح، والباعث العلة ما أدرى

يقنعنى. وحدهفنحن المصائب. من والابن الأب بين التفاوت هذا أن بهذا نفسى أحدث وأنا لى وخطرشبابه تقضى هرما، شيخا إلا أباه الابن يعد أن يمكن ولا الأبناء، نطر فى كبرنا قد الاباء،للشاب يجوز ما له يجوز فلا منه، هو يتعرى أن عليه أن يمكن ولا طويل، زمان منقويا انفك ما أنه الحقيقة كانت ولو الفانين الشيوخ حال إلا به يليق ولا منه، ويعقل

للحياة. كفئا

حياة قصة

طفولتى، فى قط: أر ولم أسمع لم أنى — نفسى فى المعنى هذا أدير وأنا — وذكرتأن إلى يخيل وكان وأبى. أمى بين بالحب تشى — نظرة أو ايماءة أو كلمة — شيئاولكنه خطأ. وهذا الحب. قوامها كان مما أكثر المتبادل الاحترام قوامها بينهما العلاقةأمى لى وخلف صغير وأنا أبى مات ولقد الغضة. السن تلك فى لى يبدو كان الذى هومن هذا يكون وقد واحدا، يوما السواد فيها تخلع لم سنة، وثلاثين اثنتين عليه فحزنتمتحابين كانا أظنهما ولكنى حياته، فى نفسا به ماطابت أجل ومن الحب، لا الإكباركهولتها فى حتى وجهها ويضطرم استحياء وتطرق فتبتسم أسألها كنت فقد أيضاأغالطها وكنت منى، عبثا تظنه عما وتزجرنى فتنهرنى، بالسؤال عليها وألح الذاوية،المتعب المزواج الرجل هذا فى تحبين كنت «ماذا النحو هذا على بالسؤال وأفاجئها أحياناأن قبل — وتقول غرة على تؤخذ فكانت بالغيرة»؟ فائرا جحيما معه حياتك جعل الذىفتدرك أبتسم وترانى أصبعه». من يطيره المقص كان الذى الظفر لاتساوى «إنك تفكر:أن تجاهد وهى مجلسها، من تطردنى وأحيانا الغضب، تتكلف أو فتغضب اعترفت أنهافأنهض حيا». قلة كفى قم، طيب «قم، لى: وتقول يضحك أن إلا وجهها ويأبى تعبس

الباب. على ويدى لها فأقول لى وتدعو عنى فترضى فأقبله رأسها على وأميل طائعاالقليل ولكن أكبر، أن قبل مات فقد أعرفه، أن ينبغى كما أبى أعرف لم «اسمعى..يساوى يكن لم «هو» بأنه يقنعنى منك، سمعته الذى الكثير إلى مضافا عرفته الذىعلى كان فقد أبى؛ عن هذا أقول أن على وعزيز أصبعك من المقص يطيره الذى الظفرتدانيها لا بمنزلة عندى لأنك فذاك حقه أبخسه كنت وإذا كرامة، ذا فاضلا رجلا العمومأن أحاول أنا أيضا: واسمعى هباء. عداك من وكل الدنيا؛ وسيدة الناس خير أنت منزلة،ويعصمنى نفسى، يرفع بوجودك شعورى مجرد الدنيا. فى معى لأنك فاضلة حياة أحيالا أو علمت لو أمى عنه ترضى هل نفسى: أسأل رأيتنى إلا بشىء هممت وما كثير، منيصدنى شىء بقى لما دنياى منك خلت ولو السؤال. لجواب تبعا أحجم أو فأقدم ترضى؟لما حيا أبى كان لو أنه مقتنع ولكنى لحظة عنك البعد أطيق ولست والرذيلة، الشر عنوأنت — لأنك ذاك ولعل واحد، سقف تحت معه أعيش أن أطقت ولا أحتمله، أن أمكنوأنى وأجلك، أحبك أنى السبب أظن ولكنى السيد أنا آنى أشعر تدعيننى — سيدتى

عمرك. الله أطال أنا، كما جعلنى ما بكل لك مدين

28

الرابع الفصل

بيتنا فى ذكر، للحب يكن لم كلا، يفعل أن يشأ لم — وتعالى سبحانه — ولكنأنا كنت وإن الأرجح، على أبوى بين موجودا، — هذا — معى كان ولكنه أطفال. ونحنالمائة، قارب قد جدى وكان التحقيق. على وجدتى جدى وبين ومظاهره، دلائله أرى لاهذين تناجى من أحلى يكن ولم كالطفلين كانا ولكنهما السبعين، ناهزت قد وجدتىلايعبآن وكانا وطيبتها، وسذاجتها الطفولة حال مثل إلى الهرم ردهما اللذين القديمين

الرضى: الشريف يقول كما وهما بوجودى، شيئا

ال��ط��لاء ت��س��اق��ي��ن��ا ق��د ك��أن��ا ف��ان��ث��ن��ي��ن��ا ال��ت��ذك��ر ت��س��اق��ي��ن��ا

وقع مما قديمة، وحكايات قصصا كان فقد الفهم سهل به يتناجيان الذى وكانالتى العين فى اللمعة وحلاوة والذوبان، الصوت، وعذوبة الحنو، ولكن وجرباه، لهماياحاجة..» تذكرين «هل برقة: الشيخ يقول إذ الشفتين واضطراب كاد، أو نورها انطفأويشرق عينيها فى السرور ويومض الأدرد ثغرها ويفتر بالحناء المصبوغ رأسها فتهزولكنها طويلة، ممطوطه «إيه» وتقول — حلوة بيضاء كانت فقد — الأحمر وجهها بهحب كان فقد والأسى، الأسف لا الذكرى. بجمال والاغتباط لله والحمد الرضى «آية»بنين لهما وأن تجمعهما، واحدة غرفة وأن فيها، معا إنهما الدنيا، من المتهدمين هذينوإن مسروران أنهما فأدرك ذلك منهما أرى وكنت المنة، ولله وبخير أحياء كلهم وحفدة،السن غضنهما اللذين الوجهين بهذين غريبة بفرحة وأحس السرور، كنه أدرك لا كنتتقول وهى فتضمنى وأقبلها، وأطوقها جدتى على فأرتمى عميقة، أخاديد فيهما وحفرتوتقبلنى الفارغ بفمها خدى أو رأسى على تهوى ثم ولد» يا تفعصنى «إوع ضاحكة:

«مق». كقولك صوت لقبلتها فيكونبنات لى يكون أن الله مشيئة أبت فقد بنات، لا وبنون، زوجة ولى رجل، الآن وأناومع قبله من وجدى أبى فيه عاش الذى ذاك لا الزمن، هذا ابن وأنا لهن، إيثارى علىذلك، أقول أن بى يليق لا أنه وأشعر أحبها، إنى لزوجتى أقول أن أستحى أرانى ذلكالحقيقة، فى يفت لم وهو فات قد ذلك فى الكلام زمن أن وأحس البنين، هؤلاء كل ولىوزالت سحره، ينتظر، أن للمرء يحق ماذا عرفنا — فعرفنا وفكرنا، وعانينا جربنا لكنا

وإيهامها. ومغالطتها النفس خداع على القدرة تلك الحب وفقد فتنته،أخجل «لماذا المجرى: هذا فى خواطرى وتتدفق بها أخلو حين لنفسى، قلت ربما وياهؤلاء إن السؤال جواب فى وأقول الأبناء»؟ هؤلاء أمام أحبها، إنى لزوجتى أقول أن

29

حياة قصة

بنا يظنون ولعلهم الشبان، من متوقع هو ما منا يتوقعون ولا كبارا، يروننا الأبناءساخطا فأقول نفسى ويثير ذلك ويهيجنى شبابا، إلا شىء كل حياتنا صدر فى كنا أنناوأدخل فعلت. إن الله قاتلنى يظنون، ما وفق حياتى أجعل أن أنوى لا «ولكنى معاندا:الغرباء أو الأهل من — الضيفان من وغيرهم البنون هؤلاء معها ويكون زوجتى علىكبح فأحس العناد، مع أجرى بأن وأهم الحب، ذكر إلى بالحديث أنثنى أن فأتعمد —هى وتعرف أهزل؛ أنى السامعون فيظن بمزحه، المأزق من وأخرج فأضطرب الخجل،

أجد.» أنىعلى اللجام تحس زلنا، وما فرق كل زمنينا بين كان وإن أبى، وبين بينى فرق فلاتدفعنا التى غير وجهة وتوجهنا رءوسنا، وتلوى تصدنا التى الخفية والأعنة أشداقنا،وجه يحمر الوثيق والحال والألفة الزواج من سنين عشر وبعد وغرائزنا، طباعنا إليهاأعرفنى وما يصارح، لا كان وإن به يشى لفظ أو حب بكلمة أذنها فى همست إذا الزوجةالكبح على شق فإذا بها، جنونى بلغ ما بالغا أحبها إنى لواحدة أقول أن قط استطعتلأشككها، له متصنعا بالمزاح متظاهرا أو مازحا، ولكن قلت أقول، أن نفسى ونازعتنىصرت فقد الكلمة قلت إذا أنى أشعر لأنى الأصح على أو باللفظ، أنطق أن أستحى ولأنىتركضه حصانا منى تتخذ أن إذن حقيقة وأنها — للكلمة لا للمرأة عبدا أعنى — عبدهابقيد قط أحسست وما حرير، من كان ولو ما، بقيد أحس أن أطيق لا وأنا الوعور، بينأزال ولا شتى، أشياء وألزمها نفسى أقيد يوم كل فى وأنا وتمردت. وشردت نفرت إلازمامى كان إذا إلا يتسنى لا هذا ولكن وههنا، هنا إلى وأصرفه أشده اللجام على قابضاالزمام على تقبض أن تريد أخرى يدا أن شعرت فإذا إرادتى، إلى كله والأمر يدى، فىصبيانى، عناد وأنه خطأ، هذا أن واثقا وأكون رأسى، وركبت اتزانى وفقدت عقلى، طارتغلبنى طبيعتى ولكن أفعل أن منى مايراد إلا فعلت لما ورأيى نفسي إلى وكلت لو وأنى

الجامح. الطبع ودعوة العاجز العقل دعوة بين فأشقى،هذا فى وهم أخى. يضرب أبى كان كما الأيام هذه فى بنيهم يضربون لا والناسثقل من لإراحته ووسيلة الوالد، عن ترفيه هو وإنما تأديبا ليس الضرب فإن حق، على

الابن. ينفع ولا الأب ينفع شىء فهو بصدره، يجيش الذى الشعورولكنى جميل وهذا التنغيص، ويجنبوهم بالأبناء يترفقوا أن زماننا فى الناس ودأبينبغى مما أرغد الطفل حياة ويجعلون اللين، فى ويسرفون الرفق فى يبالغون أنهم أحسالشعور مايستثير أو الفكر إجهاد يستدعى ما كل ومن والعقد، المشاكل من وأخلى

30

الرابع الفصل

إلى يخرجوهم أن من بأس ولا — أيضا برفق — أحيانا يضربون فليتهم النفس، ويوقظخفاياها. بعض عن لهم ويكتشفوا بأنفسهم ليعرفوهم التمرد، إلى ويدفعوهم العناد

ماذا أعرف أكن ولم عمره، من والعشرين الثانية فى شابا أكلم وأنا ببالى هذا جرىكما — يعرف كان رأى على فوافقنى الهندسة من شىء فى كلامنا وكان يتعلم أو تعلمما فنه وكان الهندسة مدرسة فى طالبا كان فقد محض خطأ أنه — بعد فيما تبينتحتى يضرب لا هذا كان فإذا غلطى لى يصحح ولم يخالفنى، لم ذلك ومع فيه، خضناليست وأنها عيبا ليست المخالفة أن وليفهم النفس احترام ليتعلم ويتسلخ جلده يدمىبالضرب؟ الجدير غيره فمن — حق على أنه يعتقد دام ما الواجب من بل الأدب سوء منويكرم نفسه قدر يعرف رجلا ابنك من لتجعل التطرى وذاك النعومة هذه تكافح وكيفولكنى قسوته، أقسو أنا ولا «بالزبالين» أستعين ولست أبى، كسبيل فسبيلى أنا أما عقله؟«ما الغير يبكون أو يكذبون أو يجبنون رأيتهم إذا ولكمهم آذانهم قرص عن أحجم لافسألته ضربه، المدرسة فى معه تلميذا إن وقال منهم واحد جاءنى وقد الرجل» يبكىجواب هى نعم فكانت ضربه.. كما يضربه أن من أضعف هو وهل منه.. أكبر أهو عنهالشارع فى يكن «ألم له وقلت وجيعا قرصا وقرصتها الصغيرة أذنه فتناولت السؤالين،وسعك وفى باكيا تجيئنى «لماذا قلت «بلى» قال قرنه..» له فتفتح به وتقذفه تتناوله حجرالقتل يكن ولم ذلك، منه تكرر إذا قاتله محالة لا أنى وأنذرته منه»؟ نفسك تنصف أنلهم، كفء أنه لرفاقه وأثبت الطفل، عنى فهم وقد الأليف، الضرب عنيت وإنما أعنى، ماالخوف مجرد إلى راجعة غير جرأته أجعل أن ذلك بعد احتجت وقد وهابوه، عنه فكفوا

منى.التخنث. إلى تفضى التى الطرية التربية هذه من وأهدى خير هذا أن أظن

31

الخامس الفصل

محمد وعم حليمة

يعرف، هو ولا حتى جاء؟ أين من أحد يعرف لا محمد» «عم يدعى رجلا خادمنا كانفقد نسى، ولعله يجب، ولم رأسه وهز بيديه فشور هو؟ الدنيا بلاد أى من سألته وقدخادمها أسرة لكل كان فقد يفقه، لا صبى وهو إلينا جاء أنه والأرجح جدا، سنه علتهذه ثوب عنه ينضو أحد يكن ولم ظلها، فى — أيضا وشاب — وترعرع، نشأ الذىفكان البيت أهل سائر أما النساء من وجدتى الرجال، من وأبى، جدى ثلاثة: إلا العمومةالزمان. ذلك فى خدمهم الناس به يكرم ما بعض هذا وكان محمد» «عم عندهم اسمه

إليه أنظر ولكنى بعيدة، الزمن مسافة فإن حداثتى، فى وجهه كان كيف أذكر ولاأن يأبى كالسيف القامة معتدل يمشى كان كيف وأرى — يرزق حيا يزال لا فإنه — الآنلا أنه وكيف رجليه، على إلا القاهرة أرجاء بين المسافات يقطع أو غيره أو الترام يتخذيشرب يزال لا أنه وكيف العالية، الشيخوخة هذه فى حتى شيئا يشكو ولا يرقد يمرضولاقطعوا ولو — يتوب أو عنها ينصرف لا بها كلفا — عرفته مذ — أعرفه التى «البوظة»القوية وأسنانه الخفيفين، بشاربيه — هكذا دائما كان أنه إلى فيخيل — وأوصاله رأسهوالحفر، بالأخاديد الحافل المغضن ووجهه واحدة، منها تتزعزع ولم تسقط لم التىالعتيق المعطف بطرف فيمسحه صقله على ذلك يحرصمع الذى الباهت الأصفر وحذائه

يتمزق. أو يبلى أن ذلك مع ويأبى عاما، عشر خمسة منذ عليه خلعته الذىكانت كما — «مناظر» أو غرف من فيها وما البيت ساحة على مقصورا عمله وكانالسيدات حيث إلى يصعد أن له يجوز ولا السوق، من الحاجات قضاء وعلى — تسمى

حياة قصة

هذه حليمة وكانت البيت ساحة إلى السلم تجاوز لها ينبغى لا التى خادمتهن لهن فإنوكانت رشيقة، وممشوقة الأهداب طويلة الحاجبين، مقوسة العينين واسعة سمراء فتاةالسلم درجات آخر على فتقف شىء إلى البيت احتاج إذا محمد عم إلى تنزل التى هى

وأحبته. أحبها — يحدث أن لابد كان ما فحدث إليها، فيجىء الباب على وتنقرنبوته يده وفى الدهليز فى كرسيه على جالس وهو جدى، على يوما محمد عم وأقبلإليه، التفاته الشيخ من ويتحين كفيه يفرك جانبه إلى ووقف بالتلاوة، تتحركان وشفتاهنصف الزواج لأن الشيخ له فهش «حليمة» يد يطلب أنه إليه وأسر عليه مال فعل، فلما

الموافقة. على يحمله وأن الأمر فى أبى يخاطب أن ووعد الدين،فى محمد» «عم غرفة إلى الليل فى تنتقل حليمة، وصارت — تزوجا — كان وقد

العراق. فى يسمى كما السرداب أو مصر، فى يسمى كما البدروممما قديم وبساط ملونه وحصيرة أحمر، وصندوق وخزانة بسرير له جهزوها وقدطول تعمل فكانت تهن، ولا تفتر لا جليدة قوية هذه حليمة وكانت البيت، فى كانوتحط، وتشيل وتنفض وتغسل، وتمسح تكنس — البيت فى الليل، من وشطرا النهاروقت جاء إذا حتى وتنزل، وتطلع المطبخ، فى وتساعد وتخبز وتعجن وتغربل وترتب،له وتعد الشيخ لتوضئ فتنهض الفجر، إلى معه وبقيت محمد» «عم إلى انحدرت النوم

والقهوة. «الشبوك»عملها من يعفوها وأن بها، يترفقوا أن فأرادوا بطنها، فعظمت حليمة، وحملتوتقعد. وتقوم وتحط وتشيل وتجىء تروح وظلت أبت ولكنها حملها، تضع حتى الشاق

والجذل. البشر بنور عينها ولمعت إشراقا وجهها وزاد مسرورة وهىيخرج، أو ليصعد المكتب يترك فكان أبى أما بقليل. الغروب بعد يصعد جدى وكانعليه فتطل محمد عم ويصفق الباب، ويوصد الكاتب، وينصرف العشاء، صلاة بعدفيسألها — الرجال انصراف بعد بأس هذا من بقى فما — النوافذ إحدى من حليمةثلاثا أو ساعتين ويغيب متسللا فيخرج ويطمئن تخبره، ثم فتستفسر حاجة..» «عاوزينويعظه، ينهاه جدى وكان البوظة إلا يشرب لا وكان السكر، من يتطرح وهو يعود ثموتركاه أمره فأهملا صلاحه من يئسا حتى يرعوى، ولا ينتهى لا وهو يضربه وأبى

«للبوظة». حبا إلا تزده فلم للأيام،البوظة»؟ هذه فى شىء يزهدك أن يمكن «ألا مرة سألته وقد

حرام»؟ «أهى بسؤال فأجابنى

34

الخامس الفصل

منهم». صار يوما أربعين القوم عاشر «من قلتعاشرت ما طول من تفنى. أصبحت أنك أعني فقلت مستوضحا مستفسرا إلى فنظرسنة سبعون تسأمها. أفلم سنة، سبعين نحو منذ تشربها إنك لى. قل ولكن القلم. أهل

بالبوظة؟ فكيف الحياة، يمل أن بعدها خليق المرء إن طويلة.سيدى»؟ يا إيه سنة «سبعين معترضا فقالتسأم»؟ ألم ولكن السن، لندع «معذرة. قلت

سواها». به أتسلى ما لى يبق «لم قال«وحليمة»؟ قلت

وبودى فأقصرت، فيهم» لها ويبارك لأولادها ويخليها عمرها يطيل الله «حليمة. قاليحبها»؟ يزال «ألا أسأله أن

نائما، جدى كان فقد آمن، وهو البوظة فى بالسهر محمد» «عم أحياها ليلة وكانتعينيها ولكن راقدة، حليمة ألفى غرفته، إلى وتطرح عاد فلما الأخرى، زوجته بيت فى وأبىمستغربا إليها ونظر السرير، عند فوقف بملاءة، مغطى شىء جانبها وإلى مفتوحتان،فلما ينام حتى خدمته فى لتكون عليها يدخل حين له تنهض أن عادتها وكانت ابتسامتهاعنه وذهب فأفاق ليراه، كفيها على تحتها، ما ورفعت الملاءة تحت فيها، تحديقه طالبكاء — يبكى وراح السرير مرتبة إلى جبينه وأسند ركبتيه، على وهوى السكر، خماروتمسح لترفعه رأسه إلى يدها ومدت وجلست، طفلتها، حليمة فوضعت الحزن، لا الفرح

خرجت». لما أعلم كنت «لو وقال: إليها ونظر راحتها، ولثم كفها فتناول دموعه لهالحالة»؟ هذه فى الرجل يصنع ماذا أحسن.. كان «خروجك قلت:

معك»؟ كان من «كيف.. فسألهاالداعى»؟ ما أحدا.. أخبر لم أحد.. «لا قالت

يمنعها، أن هو وحاول كعادتها، بخدمته لتقوم ونهضت، ابتسمت ولكنها فدهشمباشرة، النوم قبل إلا يأكل لا وكان ليأكل، إليه وقدمته الطعام له وسخنت منه، فسخرتوجلدها، وقوتها لحليمة يتعجب وهو طعامه على فعكف البوظة من يرتوى أن وبعدوبعد معين، وبلا وحدها وتضع صمت، فى آلامه وتحتمل فتتشدد المخاض ليجيئها حتىأن بخاطره وجال مسترخية ولا متهافتة ولا فاترة لا كانت، كما ترجع ساعتين أو ساعةأن لى روى ما على نفسه، وحدثته زوجته، تكون بأن سعيد وأنه الله، آيات من آية حليمهكانت ولكنها البوظة، معاقره عن يكف أن عليه، بنعمته وإقراره لله شكره مظهر يجعل

إلا. ليس نجوى

35

حياة قصة

الأقل.» على غدا تستريحى أن «يجب الفوطة: فى يديه يمسح وهو لها وقالمجنون»؟ أنت «أستريح. وقالت الاقتراح هذا فاستغربت

عملها وتواصل وتتركها طفلتها ترضع فكانت واحدة، دقيقة ولا حليمة تسترح ولمالمتنوع.

من العمل على وأقدر أقوى — الستين جاوزت وقد — اليوم إلى حليمة تزال ولا— ابتسامتها تفارقها ولا لاتكل التى امرأته إلا محمد» «عم من أعجب فليس فتيات عشرعطفها، إلى افتقرت ما أكثر وما والتسامح، والرضى العطف ابتسامة — مرسومة كأنهاوأن النجلاوين، بعينيها إلى تنظر أن حال كل فى منها حسبى وكان وتسامحها، ورضاهاولا قلبى، اليقين ويعمر الاطمئنان، صدرى فى ويشيع نفسى فتسكن المفتر ثغرها أرى

وتمضى. كتفى على لى وتربت مهل على رأسها فتهز بابتسامة، أجيبها أن إلا يسعنى.… آية حليمة فان محمد عم صدق

36

السادس الفصل

إليها أنظر وأنا النار أكلتها — محمد وعم حليمة بنت «جليلة» أن الثالثة الحادثةرومية فى النار أضرم نيرون أن قرأت المدد، طويلات وسنوات سنوات وبعد مسحورا.يعزف قيثارته يده وفى المستهترة، حاشيته فى تلها على ووقف يومئذ الدنيا عروس —أن يعينى ولم أفهم، أن فاستطعت المتكاثف، والدخان المتأجح الضرم على وعيناه عليها،وبناها رومية لا ذلك.. أقرأ وأنا لخاطرى تمثل الذى وكان هولها، وفتنة النار سحر أدرك

سرادقا. عليها النار ضربت وقد «جليلة» بل الضخمة وقصورها العاليةتأكل النار وذهبت كالتمثال، وقفت ثم واحدة، جزع صيحة إلا المسكينة تطلق ولم

مضطرمة. جمرة الطرى الأسمر جسمها وتحيل الثياب خفيف من ماعليهاوفى عنها، تتحول لا عليها وعينى — هناك مسمرا — البدروم سلم على واقفا وكنتالمشوى اللحم رائحة أنفى وفى والتدويم، الدمامة مثل اللمعان الخفاق اللهب من مسمعى

الحر. صهد وجهى وعلىالشتاء.. زمهرير في به فكيف رطبا الصيف فى يكون والبدروم شتاء، الوقت وكان— الفحم تضرم فشرعت القبور، تشبه التى الغرف هذه إلى أمها سبقت قد جليلة وكانتبه تعجل منفاخ عندها تكن ولم به، لتدفأ الموقد فى — الفحم تراب يسمى كما السن أووانحنت فتناولته مضاء، الغاز مصباح وكان البرد، وتنتفضمن ترتعد وكانت النار إيقادتنزع أن تر ولم الغاز فى الشريط منه يتدلى الذى النحاسى غطاءه ورفعت الموقد على بهثوبها على شىء منه فسال الفحم، على الغاز تصب أن قبل الشريط وتطفئ الزجاجةالحصيرة على جانبها إلى ووضعته المصباح، من مكانه إلى الغطاء أعادت تدرى، لا وهىعليه، حانية وكانت فجأة، اللهب منه فارتفع الموقد فى البترول من وأدنته عودا وأشعلت

حياة قصة

المصباح فانقلب قائمة، تنهض وهى المصباح تتناول أن ونسيت بسرعة، وجهها فردتبالبترول. مسفسفا كان الذي الثوب طرف واشتعل

وحليمة، أمى غافلت قد وكنت بعيني، كله رأيته فقد أتخيله خيالا هذا وليسمشوفا كنت فقد قليلا، وأسامرها وألاعبها أجالسها أن مأمولي وفى جليلة، وراء وانحدرتأو رأت أو سمعت مما — تعلم بما على تضن ولا لى، وتهش بى تأنس هى وكانت بها،إليها، نازلا السلم درجة على قدمى أضع بأن أهم وكنت الباب، عتبة على وكنت لها. خطرعلى — كنت حيث أقف أن وألهمت يدها، فى بالمصباح وتعود «الصفة» إلى تمشى فرأيتها

الفاجعة. من شىء يفتنى فلم — العتبةالبيت: ساحة إلى راجعا وارتددت فأفقت حولها، والنار الارض، إلى تهوى وألقيتهاالخبر وسرى تحترق. فإنها جليلة يدرك أن يسمع من كل وأدعو وأزعق أصيح، ورحتأن ورأوا النازلين، مع فنزل البيت، فى الأكبر أخي وكان اليابس، الهشيم فى النار سريانإلى النار لسان امتد فقد الحريق، يطفئوا أن الجميع هم فصار النار، أكلتها قد جليلة

الغرفة. فى ما وسائر والسرير الحصيرأعمل ولا يجيئون، حيث ومن يروحون، أراهم حيث إلى وأجىء أروح بينهم، وكنتوفى ويولولن يبكين النساء وكان وعاليا، كثيرا لغطهم وكان مضطربين وكانوا شيئا،يسأل يفتأ ولا النار، على ويصب مترعة منهن يتناولها وأخى والأباريق، الطشوط أيديهنويقول بعلقة، ويتوعده السوداء، الليلة هذه فى غطس أين الكلب» «ابن — «محمد» عنوالنبى». «آه عنها الله عفى — حليمة فتقول جليلة، وبقيت احترق، الذى هو كان ليتهالرغم وعلى ذلك، عن تكف ولا بنتها، على بالنواح الليل سكون فى مجلجلا الصوت وترسل

أخى. إلى وحملها الطشوت ملء عن لاتتوانى تعانيها التى الحرقات، منويدخل بهم ويطوف معهم يجرى ينفك ولا قومه يترك لا الذى كالكلب أخى ورآنىلهم مشاركته عن بينهم حركته بخفة يعرب أن يريد وهو ويربكهم سيقانهم بين من

أصعد. أن وأمرنى وطردنى فزجرنى فيه، هم فيماأصعد وكيف البيت فناء فى بقيت ولكنى البدروم، عن نأيت نعم — أطع لم ولكنىمأمن فى وحدى أكون وكيف تحت؟ إلى الفوق هذا ترك قد البيت فى من وكل فوق. إلىتنويمى.. أرادوا كلما على يقصون كانوا فيما بصورها رأسي لى كظوا التى المخاوف من

المفزعات. هذه هو الطفل ينيم ما خير كان كأنمايسألنى على فأقبل وحدى، الساحة فى ورآنى الصغير البيت من دعى فقد أبى: وجاءمنفسا السؤال هذا لى فتح كأنما فبكيت.. هنا»؟ «أنت النبرات المتزن الهادئ بصوته

38

السادس الفصل

البيت أهل فألقي البدروم، إلى عنى ومضى كتفى، على فربت محتبسا كان ما فتفجرالسلم. درجات على جالسين جميعا

بى فذهب أطفئت، قد النار وكانت التحقيق، يجرى وأن الشرطة، تأتى أن لابد وكانوكان رأيت، ما عليهما قصصت وهناك ثيابه غير أن بعد بنا، أخى ولحق المكتب إلى أبىمن وتلك هذه، وغير والأمساخ، العفاريت بعد الصغار، نحن نخاف ما أخوف الشرطىللقبض مجعول وأنه الله، لخلق لدود عدو العسكر أن هو نعرفه الذى وكان المرعبات.ليس — الشرطة مركز نسمى كنا كما — «الكركون» وأن المحابس، فى بهم والزج عليهميذهب أبى فشرع أمامه، من يمر أن يتقى من العاقل وأن فظيع، سجن من أقل ولا أكثرويفهمنى وغيرهم، الشرطة هؤلاء لقاء إلى السكون على ويروضنى ويطمئنى، الروع عنىعطفهم، موضع سأكون أنى لى ويؤكد رأيت، ما لهم أروى أن من أكثر على ليس أنهالتى النار عن وذهلت فنسيت سوء، منهم يصيبنى لن وأنه خير، كل منهم سألقى وأنىالذين المخوفين الشرطة هؤلاء فى إلا أفكر أعد ولم فيها، فجيعتى وعن جليلة، بها اشتوت

وأجيب. وأسأل أمامهم سأقفوليس يبهت، أو يمحى أثرها أرى لا ولكنى عاما، أربعون الحادثة هذه على مضتوتحتاج شتاء، بعد شتاء ويمضى النار، من عقلى وإطارة إفزاعى على أقدر ولا إلى أبغضلا لا أسود! خبر «يا بهم فأصيح البيت أهل فيسألنى للتدفئة الموقد فى النار أضرام إلى

.«… الخفاق اللهب من سرادق «فى جليلة عيني قبل وترتفع حاذروا» لا..وإنهم بله، إنهم لهم وأقول أتفلسف فأروح قارس، البرد إن ويقولون على ويلحونعلى أجسامهم قدرة وأن والنار، الثياب على المقاومة فى بتعويلهم أجسامهم يضعفونالدفء التماس فى معولهم يجعلوا ولم التوقى، فى يسرفوا ولم خففوا إذا تزيد المقاومةإلى وأحوج وأنحف جميعا، منهم أضعف إنى أيضا لهم وأقول منهم، أجنبى شىء علىأنى الأمر فى ما كل هناك سر لا فلماذا؟ يحتملون. لا ما أحتمل ولكنى الوقاية، وسائلبالنار. أستعين ولا عنها، أستغنى أن وسعنى إذا المعاطف أتخذ ولا الثياب، من أكثر لامن ثيابا وألبس كبيرة فوطة فى النوم عند رأسى ألف أيامى صدر فى كنت أنى لهم وأذكرالسعال وكان مزكوما، عمرى طول لهذا فكنت المحرقة، الصيف وقدة فى حتى الصوفهذا كان إذا وقلت، نفسى على وحزنت صدرى، ضاق ثم نهار، أو ليل فى راحة لى يترك لافى الدنيا يسود هذا وكان والشيخوخة؟ الكهولة فى أكون أن عسى فماذا شبابى، فى حالى

بالتشاؤم. ويغرينى عينى

39

حياة قصة

وقلت فتمردت ويئست ونثرى، شعرى فى الورق، على قلبى من تقطر المرارة وكانتأبقى ولا جميعا ثيابى أخلع نمت إذا وصرت فت، فخف أعانى، مما شر يصيبنى لن إنهالوقت كان فقد بذلك، يسمح الأوان وكان إلا، ليس الجلابية أى للستر، الكفاية إلا منهاأن اعتدت التى الثقيلة الملابس عن استغنى أن وسعنى الشتاء، مقدمة جاءت فلما صيفا،القديم الحذر من بقية ولكن المعطف، إلى بحاجة أشعر فلم الشتاء فى ودخلنا أتخذها،إذا وكنت الليل. فى إليه أحتاج أن عسى ذراعى، على ولكن حمله، على أحرص جعلتنىفيه، والدخول المعطف إلى الالتجاء وأرجئ وأقاومها، أدافعها أظل الحاجة، بهذه شعرتمرة الأمر أرجئ ثم البرد» من ساعة نصف يقتلنى لن آخر. ساعة «نصف لنفسى وأقولفصرت ألبسه، لا مادمت له معنى لا حمل المعطف أن أحس أصبحت حتى وهكذا، أخرىعمره طول من نسيت لقد حتى قديم قديم.. ولكنه لمعطفا، الآن لى وأن البيت، فى أتركهمنه أكلت فقد للزينة، حتى ليس بل للمنفعة، هو مما أكثر للزينة وهو فصلته، متىثمن نفسى أكلف أن أر ولم الرفاء، إلى به أبعث أن وخجلت شبر فى شبر نحو الفيران

الفيران. إلى وأمره الله، إلى وأمرى فتركته، إليه ضرورة لا جديد معطفالطوق عن يشب من يسع فما منهم. الصبيانى الخوف زايلنى فقد الشرطة أماوأنهم القانون إلى فيهم الأمر وأن نفعا، ولا ضرا يملكون لا الشرطة أن يدرك أن إلاذلك مع ولكنى للناس. حماية أداة بل — يكونوها أن ينبغى لا أو — إرهاب أداة ليسواعن أستغنى أن وأحب إليهم الحاجة من وأنفر الشرطة مراكز من مركزا أدخل أن أكرهتشير والذى المرجح هو هذا أو — أشياء عندى كانت خادمة سرقت ولقد إليهم الالتجاءأخذت ما لها وهنيئا الشرطة، إلى أحوجنا ولا لها الله غفر فقلت — جميعا القرائن إليهإلا حملت ما ينفعها وهل مسكينة، إلا فيها يقال ما كل بعد هى فما به، الله عذبها ولاوأولى بالعطف. أحق فهى المحقق. الشقاء إلى ذلك، اعتادت إذا الأمر بها وسينتهى قليلا؟ولكن الخير، على بها أفىء وأن أعالجها أن لحاولت حملت، بما تهرب لم أنها ولو بالرحمةالذى المخيف المآل ذلك من إنقاذها علي القادر هو فالله بفرارها، يدى من خرج الأمر

لها. أتوقعهأحتاج أن أحب لا ولكنى وأكبرهم، أحبهم وإخوان معارف الشرطة رجال بين ولىرجال من واحد مع أكون حين غضاضة أحس ولكنى مجالسهم، أكره ولست إليهم،بقية هذا ولعل — الله خلق على لهم سلطان لا — مثلى غيرى يكون أن وأحب «السلطة»أخرى علل الشعور لهذا تكون فقد هذا من يقين على لست أنى على الأولى. النشأة أثر من

ومزاجى. آرائى إلى راجعة خفية

40

السابع الفصل

قط مارأيت أنى أعرف ولكنى غيرى، الناس، وجوه فى للحى حبي سر ما أعرف لاوقلما مشطا. أصابعى من لها أجعل أن نفسى نازعتنى إلا كالمخلاة تتدلى طويلة لحيةولا يقصونها، أو يحلقونها زماننا فى الناس فإن بها، أعبث أن تستحق لحية الآن أرىأحدا تجد ولن الشائكة أو الخشنة الحقيقة عن به واستفتاء بالمظهر اكتفاء يرسلونها،كانت أصدقائنا من شيخ غضب كما لحيته له الحلاق أحفى إذا يغضب الزمن هذا فىالترك زعماء من زعيم جنازة تشيع فى ليشترك برلين إلى بها ذهب منفوشة كثة لحية لهأفتك من يتوهمه يراه من كل فكان وعمامته وقفطانه بجبته احتفظ وقد هناك. قتلصاحبه وذهب حلاق، دكان إلى له صديق به فذهب قالوا. الفوضويين. وأخطر البلاشفةفى يكونان لا وزعيق صياح إلا راعه فما الأمر، هذا من يفرغ حتى الرصيف على يتمشىعلى والفوطة الدكان وسط واقفا الشيخ فألفى الدكان إلى فارتد الشيخ، مثل من إلا برلينصاحبه فسأله مبهوت والحلاق الفصحى، بالعربية مجلجلا الصوت يرسل وهو صدرهالكثيفة الغابة فإذا صاحبه فنظر الأيمن خده إلى وأشار انظر..» «خير، فقال: الخبر عنالأيسر خده على الغابة بقيت حين على وسم، إلا يبق ولم قادر، بقدرة ذهبت قد اللقاءوالسكينة الهدوء إلى رده حتى عالجه ثم نضحك، أن إلا يسعه فلم كانت، كما هائجة

للحلاق..). قلت (ماذا وسألهأجيبه كيف أدر ولم أبغى، ماذا يسألنى أنه فهمت ولكنى لى رطن (إنه الشيخ. قالولكنه جدا، قليلا الشىء بعض أى — هه — سوها أن بيدى وأشرت لحيتى إلى فأومأت

بمعظمها). فذهبت الماكينة فيها فأجرى يفهم لم

حياة قصة

بلحيته يصنع أن يريد عما سأله إنه فقال الغلط هذا حدث كيف الحلاق وسألولم عليها يجر لم فهو النصف أي (هاف) وقال إليها الشيخ فأشار منها ويقصه

طلب. ما يجاوزهاعلى المقص جار ما إذا الشيخ، صديقنا غضب كما الأيام هذه فى أحد يغضب لا كلا:على وتمشيطها، بها للعبث فرصة لى تتاح أو حقيقية، لحية بمنظر أنعم أن فيندر لحيته،لحية حسبى وكان العادل، نصيبى من بأكثر حداثتى فى ذلك من فزت فقد أسف، لا أنهفأذهب ويطردنى بى ويصيح فينتفض أذنه فى وأدسها أثنيها أو شعراتها أفتل جدى.وأنى جسيمة، خسارتى بأن شعرت جدى مات فلما الضحك من أموت أكاد وأنا أعدوالحرمان، عذاب يطيل أن من وأكرم أرحم كان الله ولكن عوضا، عنه أرى لا ما فقدتوكان به، وتعلقا عليه إلحاحا أشدهم أنا وكنت فأمسكناه ليعزينا، جدتى أخو جاء فقدوكنا يوم كان حتى أسابيع بها فتسليت الحقيقة فى هى مما أطول تبدو فلحيته قصيرايديه! فى والسبحة مطرقا هو وكان البساط على مبعثرة وحشايا وسائد على جلوساهذه «ما جدتى: وسألته فاستغربنا السفر. على عزمه إلينا ويعلن قائما ينتفض به وإذا

المفاجأة»؟يدعونى». أبى كصوت صوتا سمعت أنى حاجة يا «الحقيقة فقال

أبيك من أنت أين تقول.. كيف يدعوك.. أبوك خال.. يا «أبوك إنى وقال تعجبنا فزادالقطار»؟ فى ساعات خمس ركوب وبينكما

من لى بد ولا عمر يا ينادى: جليا واضحا صوته سمعت لقد يدعونى: «نعم فقالإلى..». حاجة به أن فى أشك فما السفر

بالحقيبة محمد» «عم معه وأرسلنا الله فاستودعناه يبقى، أن وأبى السفر، وأصرعلىأبى. جد أى أباه فيها إلينا ينعى برقية منه جاءتنا التالي اليوم مساء وفى المحطة إلى

اعتدل ثم راقدا كان الجد هذا بأن بعد فيما تحدثوا إنهم أقول القصة تمام ومنيزد. ولم عمر» «يا قوية صيحة وأطلقها فجأة

أحتاج لا كما — عمامة يلبس وكان الصالحين، القوم من معدودا الجد هذا وكانلفتها ولكن العمائم أصحاب من إلا يظهر، ما على يكونون لا الصالحين فإن أقول، أن

والسلام. الصلاة عليه — الرسول نسل من شريف لأنه خضراء، كانتفقد العالية، شيخوخته في حتى بقوته احتفظ وقد قويا، هذا محمد السيد وكانإذا وكان مركبة. ولا تراما ولا قطارا حياته فى يركب ولم المائة. قارب أو التسعين جاوز

42

السابع الفصل

الشق وفى ثيابه، منه شق فى الذى الخرج كتفه وعلى قدميه، على يجىء القاهرة فى زارناإلينا. يهديه أن يرى مما وذاك هذا غير أو «الحلوم» الجبن أو التمر من هدية الثانىأموت أن أبواى خاف الدنيا، إلى أنا جئت فلما ماتا. بولدين. قبلى رزق قد أبى وكانيعرفا وأن الغيب يعلما أن لهما وأنى غيره. أو برد أصابنى كلما يجزعان وصارا أيضا.فاستكتبوه المبروك الجد هذا جاء أن واتفق بقى» الشقى «عمر إن فيهم قيل ممن أنىوأمر وطواها أدرى لا الكريم. القرآن من آيات كتب أو ورقة، فى شيئا فخطط حجابا، لى— للتنجيد قماش فى فغلفوها جنبه. له علقوها وقال: فتحها. عن ونهى تغلف أن بهارجلا كان وإنما الحقيقة. فى حذاء يكن ولم حذاء. إلى بها وبعثوا — المراتب لكسوة أىفيما كالحجر فصار لى وعلقوه للحيط. عينين له وجعل الحجاب، فجلد المراكيب يصنع

جنبى. على أرقد حين أحسأن بعد حتى الله. رحمة إلى جدتى انتقلت أن بعد إلا الحجاب هذا يفارقنى ولموأخلعه أغافلها وكنت لبسه. على تصر كانت وتزوجت، الرجال مداخل فى ودخلت كبرتوكان وإشفاق. وعتاب أسف نظرة إلى نظرت ذلك عرفت فإذا الوسادة. تحت وأدسهلنفسى أقول كنت ولكنى شديدا. نفورا ذلك من أنفر وكنت نفسى على يثقل الحجاب لبستفجع قد أنها لها خطر كلما تجزع وأنها ابنها فى فجعت وإنها السن كبيرة جدتى إنبقى ما تقضى وتركتها وسررتها أرضيتها لو على فماذا به. تتعزى الذى حفيدها فىفكنت ولأمى لها حبى مقدار قط أحدا أحببت ما إنى ثم واطمئنان. راحة فى عمرها منهذا أجل ومن الفزع. آيات وجهها على أرى حين غليظة قوية يد تعصره قلبى أن أشعررأتني إذا وكانت جنبى. على بالحجاب وتطمئن تفرح وتركتها عليه وتوكلت الله استخرتلتتحسسه، جنبى إلى يدها وتمد الأدرد، بفمها لى تبتسم كالعادة لتحيتها عليها مقبلاراضية أراك أن يسرنى لأنه إلا أبقيه وما مكانه. فى زال ما إنه تخافى» «لا وأقول: فأضحك

بخير». لى وتدعو رأسى لى «فتمسح العين قريرةعلى الإلحاح في مقامها الأمر أول فى تقوم أمى وكانت الحجاب. تركت ماتت، فلماهذا ألبس أن ينبغى لماذا لى فبينى عاقلة، أنك ستى. «يا يوما: لها فقلت به أحتفظ أن

الحجاب».جدك». من بركة «إنه قالت:

حجرا.» أضع أن جدوى ما ولكن ببركته! وأعظم بجدى وأنعم وآمنا. «صدقنا قلت:من ويحمينى السوء يقينى إنه تقولى أن تخجلين أنك أعلم «أنا فقلت: فأطرقتيكون»؟ قدر ما أليس واحد. والعمر واحد الرب أليس ذلك. من وأذكى أعقل لأنك الموت

43

حياة قصة

بالله». «آمنت قالت:به احتفظ أن أحب ولكنى الحجاب. هذا اطراح على ستوافقين أنك أعلم «كنت قلت:

عندك». لى فاحفظيه للذكرىأشيائها. بين حجابا وجدوا أنهم لى فقيل ماتت حتى مصونا عندها وبقى فأخذته،وصلته الطويل تاريخه له أثر فإنه يحفظوه أن به فأوصيت به.. يصنعون ماذا وسألونىلم إنى أقول والحق أراه، أن أطلب لم ولكنى ففعلوا، الإنسانية العواطف بأقوى الوثيقةحياتى فى أصابنى ما أوجع الصالحة الأم هذه موت كان فقد يومئذ. إليه النظر على أقومافيه كل لأن فيه، الأجل وافاها الذى البيت فى البقاء إلا أبيت ولقد نفسى، فى أثرا وأعمقهكل فى أراها كنت ولكنى الجلد، وأظهر أتشدد كنت فقد أجن، كدت ولكنى بها يذكرنىلايعرف غيرى كان وإن تمت لم فكأنها صوتها، وأسمع وتجىء تروح وأبصرها مكان،أخرى وأحيانا أحيانا، تسرنى الخيالات هذه فكانت أعصابى وتلفت إليه، يفطن ولا ذلكأر فلم الأمر وطال والوساوس الهواجس وطأة على وثقلت وأرتعد، فأضطرب تفزعنىومثارها الذكرى مواطن عن بنفسى وأنأى البيت، أفارق أن إلا البلاء هذا به أحسم علاجابلد أو بيت من يهرب أن يستطيع المرء لأن الإمكان قدر على وأقول الإمكان، قدر على

نفسه؟ من يهرب أن له أنى ولكن

44

الثامن الفصل

إليها الوصول وإمكان حينا، من لقربها — القربية المدرسة أبى أدخلنى جدى وفاة بعدفقد لأخطاره، والتعرض «الجديد» الترام فيها يجرى التى الشوارع قطع إلى حاجة بلا

الأيام. تلك فى كثيرة ضحاياه كانتوكانت الخيام. صانعى أى — القربية شارع على واحدة — بوابتان للمدرسة وكانتأن له خطر أحدا أن أذكر ولا سنوات. أربع بها بقيت وقد جدا. عتيقة ولكنها رحيبةيجىء مفتوحا، الباب يترك أن أراد إذا المعلم فكان مشابك، فيها الحجرات لأبواب يجعلبالذكر وأخص المعلمين لبعض أخرى منافع للحجر كان ولكن الباب. به يسند بحجربالكلام عنها تشاغل أو الكتابة أحدنا أساء فإذا «الخط» يعلمنا كان أعور شيخا منهمأصابعه له ودق الشيخ ناداه الصبيان، يفعل مما ذلك غير فعل أو لعب، أو ضحك أو

الحجر. بهذامنا الكبار وكان عليها «وقفا» كان ناظرها إن أقول أن بالمدرسة للتعريف ويكفىإداري. أي — أدارجى» لكن جاهل، «جاهل إنه نفسه عن يقول كان أنه عنه يروونأى — عامل أو تلميذ أو معلم إلى قط يسئ لم وإنه طيبا، رجلا كان إنه فأقول وأنصفهالثالثة الدرجة من بك برتبة مدرسته، فيها دخلت التى السنة فى عليه أنعم وقد — خادملم إذا يغضب، وصار اللقب وانتحل بها فرح ولكنه البك لقب لصاحبها تخول لا وهى

مخاطبه. عليه يطلقه«سعادة على الإنعام خبر وأبلغونا المدرسة، ساحة فى صفوفا يومئذ جمعونا وقدالحرفى معناها تركية عبارة وهى يشا» مزشوك «أفندى وراءهم فهتفنا وهتفوا البك»

طويلا». أو كثيرا أفندينا «يعيش

حياة قصة

ولكنه القادر» عبد «ابن يسمينى كان ولهذا أبى، يعرف فهو جارنا الناظر وكانإلى فطنت قد صغري على وكنت إلينا. يخيل فيما ميما الباء ينطق فكان أخنف كان

نفسه. فى الضعف مواطنسعادة «يا أقول يسمعنى يكاد فلا مغلق، باب كل مفتاح البك» «سعادة أن وأدركتأطلب. ما إلى يجيبنى أو ذنبى عن ويعفو راضيا رأسه لى ويهز لى يهش حتى البك»دائمة حركة كنت ولكنى — اليوم إلى كذلك ومازلت — جدا صغير الجسم دقيق وكنتقلقى وكان الناشفة. الخشبية المقاعد تلك على كاملة ساعة الجلوس أطيق لا لهذا فكنت«سعادة فتنجينى الناظر إلى يشكوننى أو فيضربوننى المعلمين على يثقلان واضطرابى

العقاب. من البك»العينين جاحظ مغضنه الوجه عظيم قصيرا شيخا الأولى السنة فى معلمنا وكانيعلمنا وكان صدره. حجم فى — لى يبدو فيما — الضخم وجهه وكان — واسعهمانكتب الخشب من ألواح لنا وكانت القرآن. ويحفظنا والحساب والخط والكتابة القراءةغيرها. ونكتب بالإسفنجة فنمحوها حفظها بعد نعود ثم بالحبر، الكريمة الايات عليهالنغمس ماء يملؤه كان أخضرا «ماجورا» بها اشترى ملاليم منا الشيخ فجمع وهكذا.تتصل الصبيان من ستة تسع كبيرة دكة أدراجنا وكانت الألواح. ونمسح الأسفنج فيهتقع أن النادر من يكن ولم متخاذلة وقوائمها مفككة قديمة وكانت بعددهم. أدراج بهايعود ثم فيخرج تفككت قد الدكة أن ويرى الشيخ إلينا فيخف ونضوضئ، فنتصايح بنا

لوحها. أو الدكة مقعد من مكانها فى والأرجل القوائم فيثبت يدقها بالمساميرالشيخ يكون أن يتفق ما كثيرا وكان المعلمين حجرة على تطل هذه حجرتنا وكانتمدمسا فولا فيشترى قرشا ويناوله الفراش فينادى النفس ريق على بيته من خرج قدالشيخ ويظل الحجرتين بين التى النافذة على كله ذلك له ويضع ومخللا. ورغيفا وزيتافنضحك. محشو. وفمه نطق ربما وكان الأكل. من يفرغ حتى ودرسه طعامه بين مترددامقبلا الناظر يلمح وأحيانا بنا، يعنف ولا علينا يقسو لا رحيما حليما كان فقد يبالى. فلاويدرك معا، آن فى ويتكلم العظيمة اللقمة يبلع أن يحاول وهو أحدنا إلى فيشير بعيد منالشيخ طعام من بقى ما إليها وينقل المعلمين حجرة إلى النافذة فيتخطى مراده الصبىلأحدنا، الشيخ فيقول بسلام، الناظر ويمر مقعده إلى — النافذة من وثبا — يرتد ثم

هات». «هات. النافذة إلى يشير وهوما ونلعب فيها نتبعثر الفراغ أوقات فى فكنا جدا، واسعة المدرسة ساحة وكانتمن أو القديمة الجوارب من الكرة نتخذ وكنا — سواها أو الكرة — نلعب أن لنا بدا

46

الثامن الفصل

كرة تكون أن تصلح عظيمة نواته ولكن الحلاوة قليل ليفى ثمر وهو الدوم» «ثمر بذوربأرجلنا. نضربها أو نتقاذفها صغيرة

وكان كبار. رجال جميعا أعضاءه أن ذلك رهيبا. شيئا فكان القدم، كرة فريق أماالمدرسة تلاميذ من جمع الناظر أن وأذكر المجاز. على إلا بالمدرسة تلميذا يعد لا بعضهمندعوه كنا ولكنا «سليمان» اسمه وكان مشهورا، لاعبا وكان لأحدهم، التعليم نفقات«البيبة» يدخن وكان الإنجليز. كوجوه بالحمرة مشربا أبيض كان وجهه لأن مان» «سللىكنت فقد بالإنجليزية، علمه مبلغ كان ماذا أدرى ولا شفتيه بين وهى إلا نراه كنا فمافريق فى زميل له وكان الإنجليز. كرطانة رطانة يتكلف كان أنه أدرى ولكنى صغيرا.إلا يلعبان لا أنهما نسمع الصغار نحن وكنا — توفيق أى — تيفه» «أبو اسمه الكرة«أبا أن أصدق لا ولكنى شأنه هذا يكون أن يبعد فلا مان» «سيللى فأما خمرا. شربا إذارزينا. وهادئا الشيم، كريم وديعا كان فقد اللعب، قبل يسكر أى ذلك يفعل كان تيفه»لا رجلا كان فقد — قط الرجل أر لم ولكنى بالشراب، الولوع ينفى لا هذا أن نكران ولا— أرى فيما — وبعيد المدرسة. فى ولا اللعب ساحة فى لا طوره، عن خارجا مثلنا صبيا

سكيرا. مثله يكون أنمثقلة، حافلة مائدتهم فكانت الكرة، فريق بطعام خاصة عناية للمدرسة وكانتالطعام فى رغبتهم لتشحذ صغيرة سلطانيات فى «المخلل» لهم تشترى المدرسة كانت بلمنا قرش معه من كل فكان التلاميذ، بقية مع التساهل منها يستدعى هذا عملها وكانأحمد بعم ويصيح الملاليم أو القرش يده وفى الطعام وقت قبيل البوابة حاجز عند يقفطلب ما فيها سلطانية فيناوله أقل، أو بأكثر أو بنكلة» شوية «هات هكذا «الطرشجى»هذا مثل أر ولم الطعام، حجرة بها فيدخل الجرس يدق حتى يحملها ويظل بها، فيرتد

الحكومة. مدارس من أخرى مدرسة فى

47

التاسع الفصل

فى من كل وصار الحكومية، القربية مدرسة دخولى من قليلة شهور بعد أبى مرضلحم إطعامه على دأبت وإنما تسمه، لم هى أو سمته، التركية زوجته بأن يلغط البيتالزوجة، هذه فى أبى ليحبب أحد، يعرف لا بما مشعوذ، رجل يعالجه أن بعد الأرنبالخيال يلفقه مما وأنها وأباطيل، خرافات هذه أن يعتقد أبى وكان أمى، إليه ويبغضأخى فعنى عنيف عصبى واضطراب شديد سقم أصابها قد كان أمى ولكن الغيرة بتأثيرالزوجة هذه بيت فراقب عليها، المشعوذ سحر جره ما بعض هذا أن من أشيع بما الأكبرفوق غرفة إلى الشيخ فصعد يشعر لا حيث من فتبعه يدخل، شيخا يوما فرأى التركيةالموقد فى ورمى الهواء، فى وعلقه كلاما لحمه على وكتب أرنبا، وذبح نارا، وأوقد السطح،فأغلق ذلك على أبى يطلع أن له خطر ثم يرقبه، وأخى ويعزم، يقرأ وراح فأطلقه بخورارأى ما وأراه بأبى فجاء وذهب معه مفتاحه وحمل أيضا البيت باب وأوصد الغرفة عليه

المرأة. فطلق أبى على الأمر فشقيعوده الطبيب كان شهور بضعة البيت ولزم بماذا؟ أدرى لا ذلك بعد مرض ولكنهكان فقد به، سقم لا معافى، صحيحا لى يبدو فيما كان ولكنه مرة، أيام بضعة كل فيها— المعهود طعامه ويأكل المألوفة سجائره يدخن ينفك ولا عادته، علي القهوة يشربعن كف أنه حاله من واختلف أمره من تغير ما وكل — والفاكهة والأرز المسلوق السمكبما ويشير عليها فيطلع بالأوراق إليه يصعدان كانا وأخى الكاتب وأن المكتب. إلى النزول

يرى.محمد» عم «أين وسألنى الباب على الكاتب فلقينى يوم، عصر المدرسة من وعدتفيظهر يرانى أن يريد أبى لأن المدرسة من بى ليجىء ذهب أنه فأخبرنى أره، لم فقلت

طريق. من أنا وعدت طريق من ذهب أنه

حياة قصة

فقال فسلمت الكراسى على جلوسا أقاربنا من نفرا فنائه فى فألفيت البيت ودخلتيطلبك.» أبوك اصعد. «اصعد. أحدهم

على قاعدا أراه أن أنتظر وأنا أبي، على ودخلت مهل، على وصعدت أفهم، فلممصحف، رأسه وعند الغرفة، وسط فى له مفروشة مرتبة على راقد به فإذا «الكنبة»وفى مطرقات، المرتبة، حول قاعدات أهلى من النساء فألفيت الغرفة، فى عينى فأدرتإلى فأشار أبى، إلى فنطرت الدموع، بها ويكفكفن عيونهن إلى يرفعنها مناديل، أيديهنثيابى، وأخلع أدور بأن وهممت فاهم غير وأنا ونهضت، فقبلنى، عليه فانحنيت بعينيه«أبوك تقول وهي رأسى على وتميل تتناولنى بأمى وإذا ويولولن، يصحن النساء وإذا

مات».مات! أبى

أن اعتدت كما أبى، رأيت فقد ما، صورة ذهنى فى الخبر يحدث ولم هذا، أفهم لمعلى راقد أنه سوى شىء يختلف ولم ابتسامته، ولا نظرته، ولا وجهه، يتغير لم أراه،ابتسامته فرأيت إليه، عينى رددت النساء، ولولت أن بعد حتى السرير من بدلا مرتبة،إلى أنظر عدت ثم النائحات، الباكيات إلى طرفى فثنيت عينيه، وفى شفتيه على مرتسمةوأنها ضوء، ولا فيها بريق لا العين وأن متحجرة، كأنها ثابتة، الابتسامة أن فراعنى أبىولكن فبهت وانطفأ خبا قد ليقبلنى عليه انحنيت لما لمحته الذى المعنى وأن كالزجاجة،تشددت فقد العجيب الموت هذا من نفسى فى وقع عما وصرفنى شغلنى جديدا منظراعينيه من برفق أصابعها وأدنت ابنها جانب إلى وركعت نفسها، على وتحاملت جدتى

تختنق. وتكاد تشهق ونهضت جبينه ولثمت الجفون عليهما فأطبقتوكانوا الرجال حيث البيت فناء إلى فانحدرت الباكيات، هؤلاء بين مقام لى يبق ولمجانبه إلى وأجلسنى الأكبر أخى وضمنى احتمالهم، الوسع ففى صمت، في ولكن يبكونأن وحاولت خجلت، أنى وأذكر كالصنم وأنا عينيه، من تنهمر والدموع كتفى على ويدهغير أزال لا وكنت تنجدني ولم تسعفنى لم العبرة ولكن بأصابعى عينى ودعكت أبكىالنساء وترك — وتحت فوق — بيتنا فى الشديدة الضجة هذه أثار الذى الموت هذا فاهم

النساء. مثل يبكين والرجال يلطمنحاجة فلا المآتم ككل مأتما وكان واحد، يوم على فيه واقتصر المأتم أقيم أطيل: ولاجالسة، أمى كانت حيث إلى صعد الثلاثة الأيام انقضاء بعد أخى ولكن فيه كلام إلىففى ثروة هذه إن وقالت تصدق ولم فدهشت جنيه خمسمائة تكلف المأتم أن وأنبأها

واحد.. يوم فى بددها بل أنفقها شىء أى

50

التاسع الفصل

ابنك «هذا وقال أرقام فيها ورقة إلى ودفع وأرى أسمع منهما قريبا وكنت فنادانىالأرقام فجمعت تبلغ.. ماذا الأرقام جملة لك فليقل الحساب ويعرف المدرسة إلى يذهب

واحدا». مليما تنقص لا جنيه خمسمائة قال كما هى فإذاالذى المال كان فقد أبى اختفاء سوى التاليين الشهرين فى حالنا من شىء يتغير ولمعينه كانت لنا جارة وتزوج وسرحهما زوجتيه طلق ذلك بعد أخى ولكن كثيرا تركهانتفاء بعد صغير بيت إلى ننتقل أن فاحتجنا مستقلا بيتا لها واتخذ — شك ولا — عليهاأخى أهملنا فقد اليوم ذلك من متاعبنا فبدأت فيه كنا الذى الكبير البيت إلى الحاجةترك ما كل بدد حتى الجديدة زوجته على ويغدق علينا يقتر وصار بالمال علينا وبخل

شهور. ثمانية نحو فى أبىوباع له منها توكيلا أخى فزور علينا الوصية هى أمى وكانت أرض لجدي وكانشيئا تصنع لم أمى علمت فلما نعلم لا ونحن به يلهو كان فيما ثمنها وبعثر الأرض

يستحق. ما به تنزل أن من شيئا لاتستفيد إنها وقالتضيف جاءنا فلو والسمن والسكر واللبن الطعام من البيت فيه خلا يوم وجاءفرحين يلعبون وهم الحارة صبيان إلى أنظر الباب عتبة على واقفا وكنت فضيحة لكانتمن فاضل بشيخ وإذا ينقصهم، سكر أو بن في يفكرون ولا شىء يكربهم لا مسرورينفيمضى لايرانى أن عسى عنه أتوارى بأن وهممت ففزعت على مقبل الأزهر فى أبى زملاء«بخير قلت حالها»؟ كيف الحاجة: «ستك وقال وقبلنى فنادانى، لمحنى ولكنه سبيله فى

أقابلها». أن أريد إنى لها وقل يدها لى وقبل إليها «اصعد قال: الشكر». ولكفى أقام ربما وكان لجدى، ملازما الدراسة أيام كان فقد غرابة، هذا فى يكن ولممن أشفقت ولكنى كابنها، تعده جدتى وكانت والأسبوعين. الأسبوع — أبى مع — بيتنانعتذر. شىء وبأى له. نقول فماذا مثله، كريم لضيف يقدم شىء البيت فى فما زيارته،

يحدث فجلس به وصعدت إليه انحدرت ثم وجدتى، أمى فأنبأت حيلة لى أر ولمقد كان إنه يقول أسمعه بى وإذا شارد وعقلى الحائط، إلى وظهرى واقف وأنا جدتىأبى. وافى الأجل ولكن لنا، أرضا بذلك ليشترى فرابعا فثالثا آخر، مبلغا أبي من خطففيضيع الله قضاء به ينزل أن الشيخ خاف وقد بذلك الله لغير علم ولا معه، المبلغ فبقى

إلينا. ويرده ذمته يبرئ أن يريد فهو مالنا،وتيسر المبلغ بهذا نعيش أن ذلك بعد وسعنا فقد الفرج، بداية هذه كانت وقدبفضله، واعترافا له، وإنصافا الكريم، الشيخ لهذا ثم لله والفضل تعليمنا، على الإنفاق

51

حياة قصة

خير عنا وجزاه الله رحمه — العلماء كبار من بصيلة إبراهيم الشيخ المرحوم إنه أقول:ولا ننساه لن الذى الجميل هذا من ذرة له يرد أن حياته فى منا أحدا وسع فما — الجزاء

نجحده.

52

العاشر الفصل

وامرأته محمد» «عم عن واستغنينا الضيق، إلى السعة ومن العسر، إلى اليسر من انتقلناونعلم، نحس فيما منا كانا وإنما خادمين، كانا فما سيان، عنا، هما استغنيا أو «حليمة»..الأول الشعور وزايلنا الحظ، حسن به أسعفنا الذى المورد حدود فى أمورنا تدبير وأحكمناننعم كنا مما الحرمان بضروب حافلة كانت وإن الجديدة حياتنا وألفنا والألم، بالسخطمن النواسى، يقول كما والعبادة، النسك حتى عادة، الدنيا فى شىء وكل أبى، حياة فى به

الربيع: ابن فى قصيدة

ع��ادة وال��خ��ي��ر وع��ودت��ن��ي��ه، ال��ن��س��ك ع��ل��م��ت��ن��ى ال��رب��ي��ع اب��ن ي��ا أن��ت

وكانت والاضطراب، القلق بعد الأحوال واستقرت الأمور وانتظمت الأيام، ومضتإلى نضطر ما أثقل العام فى جنيهات ستة كانت فقد ضآلتها، على التعليم، نفقاتفى جنيهات ستة عليه تثقل من حياة يتصور أن القارى وسع وفى وتدبيره له الاحتياطنفقات من تعفينى أن الوزارة من نطلب أن علينا واقترح لنا، قريب يوما فجاءنا العام.نحول أن ينبغى التى الوجوه نعين وشرعنا ولعل، عسى وقلنا ذلك فاستحسنا التعليم،عبارته فسرتها أمى على فقرأته وأرانيه الطلب قريبى وكتب التعليم. يأخذه كان ما إليهامذلة. بالمجان التعليم حسبنا قالت والضراعة، الاستجداء عن والترفع القصد من فيها وما

ستى». «يا قال بنبأ جاءنا ثم أياما قريبنا وغابالله». شاء إن خير «نعم. أمى قالت

الواسطة». تبرر «الغاية قال«يعنى»؟ قالت

حياة قصة

بقرشين». عززناه إذا إلا يجاب أن يرجى لا الطلب هذا «إن قاليطلب — المدرسة ناظر تعنى — فلانا أن تقول أن تريد هل «إيه.. به فصاحت

رشوة»؟نفقات نؤدى أن فأولى فقراء، ونحن الناس، سنرشو كنا «إذا معترضة أمى فقالت

الإثم». هذا من ضمائرنا ونعفى ونستريح المدرسةالتعليم». مدة طول سيظل الإعفاء «ولكن قال

«ولو». قالتله موجب لا الذى التحرج لهذا متعجبا العناد هذا على ساخطا قريبنا فانصرفتريح أن وآثرت إلحاحه كرهت حتى أخرى، مرة الكرة فأعاد يقنط، لم ولكنه رأيه، فى

رجلين. على سيفرقها أنه زعم جنيهات أربعة فأنقدته لجاجته، من نفسهاالطلب عن قريبنا نسأل أيام بضعة كل ونحن المدارس افتتاح موعد ودنا شهر، ومريوما فجأنا ثم مراحله، من مرحلة كل فى يتعقبه إنه يقول وهو به، الله صنع ماذاأفرح أن لى أينبغى أدرى أعد فلم أنا واضطربت أمى، واغتمت جدتى ففرحت بالبشرى،

كأمى. أحزن أم كجدتىقريبنا وجاءنا جنيهان وهو الأول، القسط مقدار نعد أن فأهملنا المدارس، وفتحتبعد أمى فقالت مصروفات» «بنصف أتعلم أن قبلت إنما الوزارة وأن أخطأ، إنه يقولجنيها وناولتنى جنيهات» ثلاثة لنقتصد إثما وارتكبنا جنيهات أربعة «ضيعنا انصرافه

لله». والأمر المدرسة إلى به «اذهب وقالت: — الأول القسط نصف قيمة —كاتب إلى أذهب ألا ألهمنى الله ولكن — الجنيه جيبى وفى المدرسة إلى وذهبتهذا «ما وإلى إليه ينظر وهو فسألنى الجنيه له وقدمت الناظر على فاستأذنت المدرسة

يابنى».«جنيه». قلت

تعطينيه». لماذا ولكن «ظاهر، قالهو فهذا المصروفات بنصف أتعلم أن قبلت الوزارة أن أخبرنا قريبنا فلانا «إن قلت

الأول». القسطالدمع فرأيت صداقة أبى وبين بينه وكانت الحنان، عظيم القلب رقيق الرجل وكان

يقول. وهو عينيه فى يترقرقلك السعى فى ماقصرت ووالله الطلب، الوزارة رفضت لقد بنى، يا آسف «أنا –

كان». ما هذا ولكن

54

العاشر الفصل

أمى. إلى النهار آخر وبالخبر، به ورجعت جيبى، إلى الجنيه وأعدت فشكرتهكاملا. القسط ودفعنا

الجنيهات أخذ وأنه عليها كذب بأنه لها فاعترف الحقيقة عن قريبنا أمى وسألتذمته. فى وهى مات وقد الميسرة، عند يردها أن ووعد لنفسه، الأربعة

الضيق زيادة من أثمرته وما خديعتنا، على إلا آسفة «لست يوما: أمى لى وقالتكلها، مراحله فى نفقاته أداء من مكننى الذى الله أحمد فإنى التعليم أما فيه، كنا الذىأخشى وكنت سعة، فى وهم الحال، رقيق وإنك أندادك دون أنك تشعر أن يسرنى كان فما

الشعور». هذا حماك الذى لله فالحمد نفسك فى هذا أثرإليها وتقدم الخديوية المدرسة إلى «تذهب أمى: فقالت الإبتدائية، الشهادة وأخذتتقبل بأن أمى ليقنعا جاءا ذكره أسلفت الذى وقريبى أخى ولكن بها» التحاق طلب

طفل». «ولكنه وقالت: فاستغربت توظيفىبها». تجيئين أين فمن كبيرة الثانوى التعليم نفقات «إن قريبى قال

ترضى لا إنها وتقول تأبى وهى شديدا إلحاحا عليها الإثنان وألح رأيه. أخى وعززفأغلظ بعيدا يزال لا الرزق وكسب التوظيف أوان وإن يتعلم، أن يجب ابنها وإن بذلك،المدرسة. وأدخلتنى مشيئتها وأمضت فطردتهما قريبى معها وعنف الكلام فى لها أخىإليهما بى تبعث كانت ولكنها بيتنا، دخول على لايجترئان قصير غير زمنا بقيا وقدوقد وبينهما، بينها جفوة الى أدى خلاف إنه وتقول أقطعهما، ألا وتوصينى لأزورهما،فيما حال كل على لها موجب ولا النبوة لبقاء مسوغ فلا عليه الله وقواها ماتريد فعلتأخرى مرة ودخولهما لعبهما تخاف ولكنها بغضا، لهما تضمر لا وهى وبينهما، بينى

التعليم. من أفرغ حتى بعيدين يبقيا أن لى فخير يعنيهما، لا فيماتضيعنى وكادت الثانوى التعليم من الأخيرة السنة فى طريقى الحمى واعترضتأثر له يبدو يكن لم العلاج ولكن علاجى، يتولى الأطباء من لنا قريب وكان تقتلنى. بل

الحمى. شدة من شيئا، أعى أكاد لا راقدا أوجله كله الصيف فقضيتأخبرتنى ما على — أمى جزعت حتى جدا، المرض وطأة على ثقلت الليالى إحدى وفىبيت فى وكنا أملها، تفقد لا الأم أن لولا الغد، أو اليوم هامة أنى توقن وكادت — ذلك بعدتطل فيها أرقد التى الحجرة نوافذ وكانت ملعبا، أو ساحة تكون أن تصلح فيه غرفة كلالنوافذ، إلى الهواء فى الذاهبة أغصانها تصل عظيمة، جميز شجرة وفيه البيت فناء علىتريد قلة إلى يدها أمى مدت أن فحدث لتبرد، الشبابيك هذه أحد على الماء قلل نضع وكنا

55

حياة قصة

واضطربت أمى ففزعت الفناء أرض إلى وهوت أصابعها بين من القلة فقلبت تشرب، أنلترى الليل فحمة فى الفناء إلى تنحدر أن لها وخطر بموتى، نذير هذا أن ظنها وكبر جدا،

تحطمت. أم القلة أسلمتتنجو وأن البيت فى طبقة أعلى من تقع أن يعقل فما تكسرت أنها فى تشك لا وكانترمزا، إلا اللحظة تلك فى عندها تكن لم القلة لأن ذلك، مع نزلت ولكنها التهشم، من

بنجاتى. البشرى معناها القلة سلامة وكانترخوة أرض على وقعت لأنها ذلك ولعل سوء يصبها لم القلة أن العجائب ومنالذى العطب من النجاة هذه أعلل كيف أدرى لا أو الشجرة، ظل تحت البلل كثيرة طرية

محققا. يكون أن ينبغى كانبكت، أنها القصة، هذه لى تروى وهى طويل بزمان ذلك بعد أمى حدثتنى ولقدوالوحل، والرطوبة بالبلل عابئة غير الأرض على قاعدة فظلت القيام، عن عجزت وأنها

والاستبشار. الأمل دموع عينيها من تنهمر والدموع القلة يدها وفىوجهى ولمست نائم، وأنا منى ودنت فصعدت، نهضت ثم تحس، فيما ساعة وقضت— كلها بثيابى وإذا عرقا، أتصبب أنا فإذا توقظنى، أن مخافة محاذرة، مترفقه بكفها،

عصرة. — قالت كما.… أتماثل وأخذت الحمى وقدة عنى ذهبت وقد وأصبحت

56

الحاديعشر الفصل

مدرسية ذكريات

وعهد تلميذا، فيه كنت عهد من تخيرتها الذكريات من طائفة على الفصل هذا سأقتصرفىمدرسا. فيه كنت تال

ولست التفاصيل عن تغنى التى الرئيسية والخطوط الكبرى بالمعالم وسأكتفىبعهد عهد مقابلة من يستفاد أن يمكن ما سوى التصوير هذا من غاية إلى أرمىإذا الابتدائى التعليم حال تتصوروا أن بسهولة يمكن فمثلا بحاضر. ماض ومواجهةمدرسا التالية السنة فى فعين الإبتدائية الشهادة نال المدرسة فى معنا كان تلميذا إن قلتكان أنه الدلالة فى هذا من وأبلغ الابتدائية، الشهادة لنيل تعد التى الرابعة السنة فى لنايومئذ تدريسها وكان عامة معارف عن عبارة وهى «الأشياء» يسمى كان ما لنا يدرسإن آخر: فصل فى قلت ما فأقول — الصورة به تتم آخر خطا وأرسم الانجليزية. باللغة

إدارى. ولكنه جاهل جاهل إنه نفسه: عن يقول كان ناظرناالثانوية. للمدارس الصور من أخرى طائفة إلى انتقل والآن

— انجليزيا المدرسة فى ما كل صار فقد المعانى بأدق انتقالا الثانوى التعليم كانالعربية. اللغة عدا ما — والتعليم والمدرسون الناظر

كانوا أنهم ظنى وأكبر الامتحانات، فى أنجح كنت كيف أعرف لا اللحظة هذه إلى وأناالاستثناء. سبيل على ننجح ويتركوننا معنا، ويتساهلون علينا، ويعطفون بنا يترفقونأفهم أن قط استطعت ما إنى فأقول: بها، أعرف فإنى نفسى على وأقتصر غيرى وأدعأخرى إلى سنة من أنتقل كنت ذلك ومع شىء، على فيها أقدر أن أو الرياضة، علوم

حياة قصة

كان أحدهم أن وأذكر الرقيق. ومنهم الفظ فمنهم يختلفون الأساتذة وكان عائق. بلاالجغرافيا، درس يملى كان فقد الكريم القرآن فيه حفظت الذى بالكتاب درسه يذكرنىالتلميذان أمامه يقف وكان قلب، ظهر عن محفوظا به طالبنا التالى الدرس كان فإذاكل فى يضع ثم يسمع، وهو يتلون والتلاميذ الكراسة مكتبه وعلى واحدة دفعه والثلاثةظهر عن شيئا أحفظ أن أستطيع لا وكنت زملاءه. ليمتحن الحافظين من واحد ركنبسببها. كلها حياتى وكرهت كرهتها حتى الجغرافيا فى درس كل بعد أحبس فكنت قلبإذا فكان لفظا، وأعفهم حاشية وأرقهم الله خلق أظرف من آخر مدرس لنا وكانذلك غير أو مجنون أو مثلا بليد كلمة تهج له. قال يوبخه أن وأراد أمر أحدنا من ساءهمن خيرا العربية اللغة تدريس يكن ولم مباشرة. التلميذ إلى الوصف لإسناد منه كراهةلماذا؟ أدرى لا الزمان، هذا تلاميذ من فيها أقوى كنا ولكنا الحاضر الوقت فى تدريسهاالله خلق أعلم من وكان الله، فتح حمزة الشيخ المرحوم العربية للغة الأول المفتش وكانعلينا دخل إذا فكان مهيبا، ووقورا طيبا رجلا وكان الخصوص، على وبالصرف بهانراه بل ذلك من شيئا نحن نستغرب ولا الشيخ له ويدعو يده فيقبل إليه المدرس يسرع

جدا. طبيعيا أمراغرس ما أهم من كان حمزة الشيخ يد يقبلون وهم أساتذتنا منظر أن وأعتقدهؤلاء إلى بحنين أشعر الساعة هذه إلى أرانى فإنى وتوقيرهم، معلمينا حب نفوسنا فىشيئا منهم أستفد لم كنت وإن منهم بواحد ألتقى حين إكبارهم إلا يسعنى ولا المعلمين

الذكر. يستحقولكنه منا، مسمع على المعلم على ملاحظاته يقول كان أنه حمزة الشيخ لطائف ومنمدرسة من تخرجت أن بعد لى اتفق وقد خيرا. إلا الوزارة إلى تقريره فى يكتب لا كانللتفتيش حمزة الشيخ جاء أن الثانوية السعيدية المدرسة فى مدرسا وعينت المعلمينتارة والتبغ الدخان لهذا العربى الاسم هو ما أستاذ» «يا وقلت: الفرصة هذه فاغتنمتتحت صدره يلى مما وأخرج «الكناشة» فى أنظر حتى سيدى يا انتظرنى «فقال»: أخرى؟هذا أنشد ثم فيها وقلب بادية غير مختبئة كانت كيف أدرى لا ضخمة كراسة القفطان

البيت:

58

عشر الحادي الفصل

وط��ب��اق ش��ت ب��ذى خ��ش��ف أم أو ق��وادم��ه ح��ص��ا ح��ث��ح��ث��وا ك��أن��م��ا

فاستحسنتها الشيخ، بها جاءنى التى الطباق كلمة فى أنا وفكرت عنى. ومضى«توباك الفرنسى أو الانجليزى اللفظ بها نعرب تبغ كلمة من خير العموم على أنها ورأيت

توباكو». أوالشهادة فى الشفوى الامتحان أؤدى كنت أنى معى حمزة الشيخ حوادث ومنموجودا، كان أنه اتفق دورى جاء فلما العربية، اللغة للجان رئيسا هو وكان الثانويةأحفظ. ماذا مخصوصسألنى مقرر لها وكان المحفوظات دور وجاء المطالعة انتهت فلماوألهمنى بذهنى فعلقت صلى الله عليه وسلم للنبى قصيرة خطبة قرأت قد اليوم ذلك صباح فى وكنتيا «قلى وصاح: حذاءه وخلع جدا الشيخ ففرح للنبى، خطبة أحفظ إنى أقول أن اللهالنحو من وأعفانى بهذا الشيخ فاكتفى أخطئ، فلم الله وسترنى عليك» يفتح الله شاطر

والإعراب. والصرفوكانت المعلمين مدرسة فى طالبا وكنت سنة. على يضيع كاد أخرى مرة فى ولكنهإن الامتحان: من خروجه بعد إخوانى أحد فقال برياسته العربية اللغة فى الامتحان لجنةيقع الذى الفصل يتلو أن الطالب من ويطلب والصرف النحو كتاب يفتح حمزة الشيخمقصورة كانت الدراسة لأن المدرسة فى صرفا ولا نحوا ندرس نكن ولم الاختيار، عليهأمامه وجلست الرسوب من واثق وأنا فدخلت دورى وجاء بالفشل فأيقنا الأدب علىأن «اعلم وهى: الكلام فاتحة أذكر أزال ولا فقرأت، خلدون ابن مقدمة كتاب وناولنىالكتاب. ضع فقال: الخ. تحصيلها» فى بآمالهم ذاهب أموالهم فى الناس على العدوانالتى المختلفة الصيغ إلى وانتقلنا واعتدى عدا والفعلين العدوان عن فسألنى فوضعته،لماذا فسألنى للأمر، «واعتديا» المثنى للماضى «اعتديا» مثل «واعتدى» الفعل عليها يكونسوى هناك سبب لا إنه وقلت سببا لهذا أعرف فلم بالكسر والأمر بالفتح الماضى كان«إن قلت: سببا»، لهذا «ولكن وقال: الجواب لهذا فدهش هكذا، بهما نطقوا العرب أنكما أنطق دمت وما بعدها، موضوعة القواعد هذه وكل والصرف، النحو سبقت اللغةوظهر فغضب مختلق». سبب عن للبحث داعى ولا يكفى هذا فإن يفعلون العرب كانأن من بخناقة أسقط أن وأكرم لى خير أنه نفسي وحدثت بغضبه أبال فلم وجهه على هذاالمرحوم أن لولا يحمد، مالا يحدث وكاد رأيى على وأصررت الجهل. سقوطى علة تكونالتفت ثم ساعته فى نظر فقد الأمر، تدارك — اللجنة فى عضوا وكان — شاويش الشيخنعم» «أى يقول وهو الشيخ فنهض مولانا». يا وجب «العصر وقال: حمزة الشيخ إلى

59

حياة قصة

شاويش، للشيخ الجميل هذا حفظت وقد نجاتى. هذا فى فكان ونسينى للصلاة وذهببه. علاقتى بداية الحادثة هذه وكانت

فى لنا كانت إنه أقول أن ويكفى المعلمين، مدرسة فى طويلة أو كثيرة المواد تكن ولمللمطالعة كافيا وقتا التخفيف هذا فترك درس، أى فيها نتلقى لا ساعات ثمانى الأسبوعالتشجيع مع يفوتهم ولا وسيلة بكل عليها يشجعوننا وناظرنا أساتذتنا وكان الخاصة..

جدا. نفعنا هذا أن وأحسب الأمر، لنا وينظموا يوجهونا أن والحثفى منها خمس سنين: عشر بالتعليم أشتغل وظللت ذلك بعد معلما صرت وقدتلميذا أعاقب أن أحتج لم العشر السنوات هذه وفى الحرة، المدارس فى وخمس الوزارة،كنت ولكنى المعاكسة محاولة فى التلاميذ يقصر ولم نابية. كلمة له أقول أو أوبخه أوفى الطبيعية الرغبة هذه أقمع كيف أعرف فكنت التلاميذ، وبشقاوة بالتلمذة عهد حديثوالتلاميذ، نفسى به أشغل فلا منه ضير لا الذى عن أتجاوز أن طريقتى وكانت الشقاوة،فلا ذلك فى ويكلمه جاره من فيطلبها نشافة أو قلم إلى التلميذ يحتاج أن ذلك مثالفى مدرس وأنا يوما حدث وقد أجله من ضجة أقيم ولا يباح، لا الذى الكلام هذا أعدعلى مرصوصة الرياضة أدوات كل مكتبى على فألفيت فرقة دخلت أن الخديوية المدرسةأكتمهم لا أنا وكنت للرياضيات، كرهى يجهلون لا تلاميذى وكان متعمد أنه لاشك نحوأن الأدوات هذه رص من غرضهم وكان علومها، فى حمارا بها جاهلا نفسى أعد أنىبل أفعل لم ولكنى بها منى يفوزون ولا يشتهونها التى الضجة أثير أن عسى يعابثونىواتفق الدرس. بدأ ثم مكانها فى ووضعها الأدوات هذه فحمل العامل دعوت بأن اكتفيتحارا والجو صيفا الوقت وكان تطاق، لا كريهة رائحة فإذا الفصل دخلت أن آخر يوماالمادة هى أنها وأدركت الثقيلة. الرائحة هذه من بالتنغيص شعورى الحر فضاعف جداالمزعجة. الرائحة هذه لها فتكون الحبر مع الدواة فى — نضعها تلاميذ ونحن كنا التىنفسى تغثى القبيحة الرائحة كانت وإذا واحد وأنا أربعون أو ثلاثون أنهم لنفسى فقلتالذى المتعب والإحساس حالى، من خيرا ليس فحالهم أيضا. معى نفوسهم تغثى فإنهاوقد معى أنفسهم أشركوا لأنهم الأغبياء وأنهم به، منفرد أنا ولا على قاصرا ليس أعانيهعلى أقدر هو لمن يكون أن خليق الحالة هذه فى والفوز المحنة. بهذه يفردونى أن أرادواشعورهم لأزيد أخرى بعد واحدة النوافذ أغلق وصرت الأمر فتجاهلت والاحتمال. الصبرودعوت وتشددت تصبرت كان. وقد ذلك، بعد مثلها إلى يعودوا فلا والكرب بالضيقنفسى لأشغل وهمة بنشاط الدرس فى ومضيت الاحتمال، على يقوينى أن سرى فى الله

60

عشر الحادي الفصل

الذى الجهد أمارات وجوههم فى أرى وكنت الملعونة. الرائحة هذه كرب من أعانى عمايرفعون عمن وإغضاء الدرس فى نشاطا وأزداد واغتبط فأسر مثلى التجلد من يكابدونهفتح فى يستأذنوا أن يريدون إنما أنهم عارفا كنت فقد الكلام فى ليستأذنوا أصابعهم

وقعها. ويلطف الرائحة تخف أن عسى النوافذالطاقة أن ورأيت تزهق، فيها أرواحنا كادت ساعة نصف الحال هذا على وظللناعلى أصررت إذا يتمردوا أن خليقون التلاميذ وأن ذلك، من أكثر يسعها لا الإنسانيةيريد إنه فقال يريد، عما صاحبها وسألت مرفوعة أصبع فرصة واغتنمت المكتوم، عنادىجميعا وتشهدنا كلها. النوافذ وفتحت افتحها، قلت شديد، الحر لأن النافذة يفتح أنمالا احتمال على النفس رياضة من قاسينا ما لشدة بفتور ولكن الدرس واستأنفنابى، ولحقوا التلاميذ من أربعة أو ثلاثة ورائي فخرج وخرجت الدرس وانتهى يطاق.وأنهم غيرى، به مقصودا كان الأمر وأن حصل لما يأسفون إنهم منهم واحد لى وقالالكريهة الرائحة قالوا. يعنون. عما وسألتهم تجاهلت ولكنى فسررت الصفح، يطلبونفلا شيئا أشم لم ولهذا مزكوم إننى رائحة.. أى «رائحة. قلت: الفصل. فى كانت التىأثمر لما أحدا عاقبت أنى ولو لهم نافعا درسا هذا وكان عنهم، ومضيت لاعتذاركم» محلعبثهم معى ينجح وأن على، ينغصوا أن استطاعوا لأنهم نفوسهم عن رضاهم إلا العقاب

سنهم. مثل فى الطبيعىللأساتذة: فقلت ثانوية مدرسة أمر توليت بالتدريس اشتغالى من سنة آخر وفىأن المعلمون اعتاد مما ولاشىء حاف عيش ولا حبس فلا جميعا العقوبات ألغيت إننى

التلاميذ. به يعاقبواوخير المهنة لهذه يصلح لا تلميذه معاقبة إلى يحتاج الذى المدرس أن هى ونظريتىوالاحترام، المودة على تقوم أن ينبغى وتلميذه المعلم بين العلاقة وأن بغيرها يشتغل أن لهالخير له يبغى له والد المدرس بأن التلميذ شعور هو فيها عامل وأقوى أكبر يكون وأنولا بدرس يلزمه لا وأنه استعداده، وينمى مداركه ويقوي نفسه له ويفتح ويخدمه،

التحصيل. إليه ويحبب الدرس فى يرغبه بل شيئا عليه يفرضوقد النظام، ضبط على معونة منى ينتظر أن المعلمين من لأحد فليس هذا وعلىوإنما سطوة، أو بسلطان التلاميذ فيها يشعر لم كاملة سنة المدرسة هذه فى قضينا كان.

نافعون. وأصدقاء لهم كبار إخوان وأننا لنا أبناء أنهم شعروالانى انتهائه أو الدرس بابتداء إيذانا يدق الذى «الجرس» ألغيت بل بهذا أكتف ولمتلقاء من والمواظبة الحضور على يحرصون التلاميذ أصبح أن بعد إليه حاجة أر لم

61

حياة قصة

حتى المدرسين، إخوانهم مع بها الوجود فى ورغبتهم للمدرسة حبهم من وبدافع أنفسهمالتى الكثيرة الدفاتر عن أيضا استغنيت وبهذا فيحضر، يمرض منهم الواحد كان لقد

لهم. داعي لا كثيرين موظفين إلى تحتاح والتى المدارس فى تستعملالوطنية الحركة ولكن التجربة، نتيجة لأرى المدرسة هذه فى أظل أن أحب كنت وقد

الصحافة. إلى التعليم فهجرت الزاخر تيارها وجرفنا العام ذلك صيف فى بدأتوانقلبت جدا الحال اختلف فقد أخفق أن المحقق من لكان الآن إليه عدت ولو

الأوضاع.

62

الثانيعشر الفصل

القائلة: قول الأيام تلك فى عزائى كان

ف��ه��ل��ك ه��لاك م��ن ن��ج��وة ي��ب��غ��ى «راحس��ل��ك ح��ي��ث ل��ل��ف��ت��ي رص��د وال��م��ن��اي��اأج��ل��ك» ت��ل��ق��ى ح��ي��ن ق��ات��ل ش��ىء ك��ل

التى المتاعب من أهلى أعفى فقلت تثور، أن توشك مصر أن تبينت فقد والله! أى«على — لأمى — جدى بيت إلى فحملتهم الأمور، حبل واضطراب الثورات إليها تجرحتى تقوم، لا والثورة شهور ومضت لنا، اتخذتها شقة فيه وأصلحت الأبد»، حدودأعانى الأيام تلك فى وكنت تذهب، بقومى ثقتى وكادت رأيى، صحة فى الشك خالجنىأكثر بينهما والمسافة الصحراء، فى وبيتى العاصمة، قلب فى عملى كان فقد البرح، أشدما ومعى يوم، كل رائحا غاديا قدمى على وزيادة نصفها أقطع مترات كيلو عشرة منالعمل، من الراحة فترات فى فيه أقرأ وكتاب السوق، طعام أكره فإنى لغذائى، يكفىالشوارع إلى التلاميذ وخرج العمل. بطل فقد البرح، واشتد العناء زاد الأمة هبت فلماحتى البال، على يخطر مكان كل فى ويحشرون بالمئات، يعتقلون وكانوا مواكب مواكبالتى المدرسة فى إلى يرتدون تلاميذى من الناجون وكان بالقلعة، على محمد مسجد فىزملائهم، من المعتقلين أسماء لى ويذكرون جرى، ما علي ويقصون يومئذ، ناظرها كنتفكانوا صغار، بإخوة كبير أخ علاقة تلاميذى وبين بينى العلاقة وكانت اعتقالهم، ومكانتضطرب وما نفوسهم، فى يدور بما مصارحتى عن يحجمون ولا شيئا، يكتموننى لا لهذاكل نعقد فكنا الشخصية، الأمور أخص فى حتى مشاورتى فى يترددون ولا صدورهم، به

حياة قصة

من المعتقلين الصغار لإخواننا الراحة وسائل من تدبيره يمكن ما لتدبير اجتماعا يومعسير، المعتقلين إلى الوصول وأن قليل، لدينا المال أن العقد عقدة وكانت مدرستنا أبناء

فراش؟ أو ثياب أو طعام من إليه حاجة بهم تكون أن عسى ما إليهم نبعث فكيفواحتمال الأغطية عن الاستغناء الوسع ففى صيفا، كان الوقت أن الحظ حسن ومنكان التلاميذ بعض أن أروى أن لى ويطيب والثياب، الطعام فيبقي الأرض، على النومالمعتقل إلى ويقصد الناشفة، الآكال من له تتسع ما جيوبه فى ويدس أكسية عدة يرتدىأى زملائه، على الاعتقال جر فيما شريك أنه على نفسه فيقدم له إخوانا فيه أن يعلم الذىزملائه على فيخلع — يصرفونه كانوا وقلما — معهم به فيلقون إليها وما المظاهرات فىيزيد لأنه تعقيدا، المعضل يزيد هذا وكان حمل، مما ويطعمهم بدنه على كوم ما أكثرمن أضيق كان الوقت أن غير إليه، يفتقرون بما تزويدهم نحاول الذين المعتقلين عدددام ما للعواقب، حساب بلا البال على يخطر ما كل نفعل فكنا التردد، لطول يتسع أنبعضهم فيسرح فيها بمن تضيق كانت المعتقلات أن قليلا الأمر وسهل حين، إلى غناء له

يوم. كل فى عليهم يقبض لمن محل فيها ليكونزادت إنها أقول أن أريد وإنما فيها، كان وما الثورة عن أتحدث أن همى من وليسنألف كنا كما التعب فألفنا عادة، شىء وكل مشقات، من أكابده ماكنت وضاعفت عنائىالتبرم وانقطع والمتعبات، بالمنغصات الحافلة الجديدة الأحوال إلى وسكنا والرغد، الراحة

الأيام. به تجيء أن عسى ما كل احتمال على بسرعة أنفسنا ووطنا والضجروأرى يوم، كل أسلكها فكنت المقابر، اجتياز إلى يحوج بيتى، إلى طريق كل وكانالظلمة وفى الظهر، قدة وفى القمر، ضوء وتحت ومساء، صباج كل فى المبعثرة الاجداثوجزعى له استهوالى ومحا بالموت، شعورى وبلد هذا فنفعنى المطلولة البكرة وفى الحالكة،يتفق صار لقد حتى له، جدة ولا فيه غرابة لا عاديا أمرا وأحس، أرى فيما وجعله منه،الكثيرة القبور من قبر صوى على فأقعد المشى، طول بعد الراحة إلى أحتاج أن ذلك بعد لىالصوت أرسل أو خفيض، بصوت وأدندن، أدخن، وأروح سيجارة، وأشعل طريقى، فى

استنكار. أو بحرج أشعر ولا بالغناء،كتابا، أجل لكل أن لأومن وإنى ماتت، زوجتى أن حياتى فى التحول بدء وكانوهو قتلها، الطبيب أن الاعتقاد ثقل من نفسى أعفى أن أستطيع لا الساعة هذه إلى ولكنىسواه، بميت شمت أعرفني وما ألقت، حيث فإلى سنوات: بعد أيضا هو مات وقد سكران،فمه، من الخمر رائحة فشممت المخاض— جاءها وقد — دعوناه ولكنا قتلها، يعتمد ولم

64

عشر الثاني الفصل

الوضع وسيحصل لدعوتى، موجب ثم يكن ولم طبيعية، الحالة إن لى قال ثم وفحصهاالآلات فطهر أعاونه، وكنت والله) قال (كذلك للانتظار داعى فلا جئت ولكنى أوانه، فييسع إخدودا فيه حفرت قد رأسه بها طوق التى الآلة فإذا الجنين وجر العمل، فى وشرععليه فألححت جدوى، غير على الصناعى والتنفس بالجنين، دقائق نفسه وشغل الخنصر،«الخلاص» ليخرج الأم إلى فرجع مات، الجنين أن فى شك ثم فما بالأم، ويعنى يتركه أنيملك ما بأعظم بينها الحبل شد تتجاذب الرياضية الفرق رأيت كما يشده والله فكانوقال لفها، ثم إربا، مقطعا الخلاص وأخرج يده فدس يجد، لم هذا أن رأى ثم قوة، منهذا أطق فلم آسف. وإنه خطرة، الحالة إن لى فقال معه، وأخذنى ماء، تسقوها ولا ترقدعلى أكون أن أوثر لأنى هذا عن أسألك إنى الوفاة..؟ تكون أن تتوقع «متى وسألته: اللفجوابا يجبنى فلم للجزع، وقتا لى تدع لا الآن واجباتى فإن جزعى، تخش ولا بصيرة،

الغد. صباح يكون ما سترى وقال: صريحا،فشيئا، شيئا تموت وأنها عليها، يلح النزف أن رأيت مما فأدركت زوجتى إلى وعدتوقلبى لها وأبتسم عزيمتها، من وأشد — يائس وأنا — نفسها أقوى جانبها إلى فبقيتالنوم، ملابس وارتديت ثيابى خلعت لقد حتى بالاطمئنان التظاهر في وبالغت يتفطر،وجادت وودعتنى، خيرا، بولدنا فأوصتنى أحس، لا ما نفسها من تحس كانت ولكنها

يدها. على ويدى الأخير بالنفسأثبت وكيف الفائدة؟! ما ولكن الطبيب، أشكو بأن وهممت يطير، عقلى وكادوالحياة الناس فى رأيى تغير لقد حتي الأمر على وشق سكره؟ أو خطأه أو تقصيرهفكانوا حدث ما له ووصفت كان بما طبيب من أكثر وحدثت والشر، والخير الدنيا،أنه فى العزاء وأين امرأتى، قتل ثملا طبيبا أن يمنع ولم يجدنى، لم هذا ولكن يتعجبون،

حال. كل على وقدر قضاء هذا وأن عامد، غيرفى الأخطاء بتصحيح والاشتغال الرومى ابن على إكبابى إلا الجنون من ينجنى ولم

شاعر. فيها نفعنى مرة أول وهذه ذلك قبل أستنسخه كنت الذي ديوانهفى عرفته الذى غير آخر مخلوق وأرى أحس فيما فأنا الحادثة هذه بعد ا جد تغيرتأو العنان يدى من يفلت فلم النفس كبح على قادرا ظللت ذلك مع أنى على سنة، ثلاثين

يفلت. أدعه لمأيام من موروثة يوما أربعين المأتم استمرار عادة أن وأحسب — الأربعون وانقضتجدى بيت أطيق أعد فلم — لتحنيطها يوما أربعين الجثة يبقون كانوا الذين الفراعنة

65

حياة قصة

فى به جاءتنى قد زوجتى كانت ما فيه فتركت فيه، دنياى من زوجتى خرجت أن بعدالرومى ابن ديوان على فيه وعكفت القديم أثاثنا إليه حملت آخر بيتا واستأجرت جهازها

الطاقة. قدر على لأصححهمؤامرة زعموه فيما كثيرين لمحاكمة عسكرية محكمة عقدت أن الوقت ذلك فى واتفقالمصرى للوفد المركزية اللجنة سكرتير بينهم عشرين من أكثر المتهمون وكان كبرى،أمين المرحوم مع «الأخبار» فى يومئذ أعمل وكنت بلندن، ملنر لجنة يفاوض كان الذىقال أنا. سأحضرها قلت جلساتها؟ لحضور المحكمة إلى نبعث من فسألنى: بك الرافعىعن يشغلنى مضن عمل إلى لحاجة بى وإن كلا، قلت لغيرك، فدعه شاق، طويل عمل إنهبخير، لى ودعا فوافق حياتى. فى به أصبت وما أمرى، فى التفكير عن ويصرفنى نفسى،كذلك وظللت جلستين، اليوم فى تعقد وكانت لسواها؛ وقتا العسكرية المحكمة لى تدع ولموأنام الفراش على فأرتمى البيت إلى أعود يوم كل مساء فى وكنت سبتمبر، إلى يوليو من

أسقمنى. كان وإن أيضا هذا فنفعنى كالميت،مصر نهضة تمثال لإقامة الاكتتاب إلى الأمة دعت الأخبار جريدة أن المضحكات ومنوكانت الجنيهات من آلاف ستة حوالى جمعته ما جملة وبلغت المثال مختار للمرحوم

فأول. أولا مصر بنك تودع الاكتتاباتوكان أنا، بيتى فى يحفظ الاكتتاب من الأخبار تتلقاه ما أن ظن البلهاء بعض ولكنوكان إليه، وما الفرن وفيه خلفه، وآخر قدامه واحد فناءان، وله واحدة، طبقة البيتفى فتوهمت الخلفى الفناء فى وقع جسم صوت ليلة ذات فأيقظنى واطئا، الخلفى الجداركحركة حركة ذلك بعد سمعت ولكني نحوه، أو قط أسقطه مزعزعا حجرا أن الأمر أولفإذا ونظرت شباكه وفتحت الموصد، الباب إلى ومضيت فنهضت، باب، فتح يعالج منيطمع أن يستحق ما البيت فى فما ليسرق، جاء أنه لى يخطر ولم الحى أهل من واحدعليه أسخطنى قد كان وإن فحييته شيئا، يطلب جاء وظننته قناعة، اللصوص أشد فيهلى بدا ما وحملت «تفضل» له وقلت الباب له وفتحت المتأخر، الوقت هذا فى يجىء أنالمكتبة، إلى به فمضيت فدخل، عليه فألححت الخجل محمل على واضطرابه تردده منيظهر، ما على وأعجبه معه، سلوكى فاستغرب قهوة، له لأصنع وقمت سيجارة وناولتهمنك، أخجل بأن لجدير إنى والله له وقلت فضحكت، الصفح، وسألنى بالحقيقة لى فأقروطال خجله، فزاد فراغها مبلغ بعينيه ليرى الغرف على به ودرت فارغ، البيت فإنولم اليدين، صفر خائبا، أرده أن المروءة نقص من أن لى فخطر أسفه، وعظم اعتذاره

66

عشر الثاني الفصل

سواها إلى احتجت وإذا وبعها، هذه خذ له وقلت منها، طائفة فتناولت الكتب، غير أجدالكتب، هذه أعطيته إنى فيها وقلت رقعة له وكتبت الأصنام، عبادة مللت فقد إلى فتعال

الشرطة. يزعجه لا حتىمأمون غير البيت هذا إن يوما لى فقال صديقى صار أنه ذلك بعد والطريفالحراسة لتولى رزقه بكسب مشغول أنه ولولا حارسا، أتخذ أن الأولى وأن «منطة» لأنه

الواجب. هذا يؤدى يقظ، أمين برجل سيجىء ولكنه الواجبة.فكان أرده، أن أر فلم حارسك، هذا وقال أعمى بفقيه جاءنى أيام بضعة وبعديوقظه، شىء فكل النوم خفيف وكان نبوته. جانبه وإلى الشرفة، على عندى ليلة كل يبيتلى أجد فلم أيضا! أنا فأستيقظ القادم»؟ «من وصاح بنبوته الأرض ضرب استيقظ وإذاتيسر ما يوم كل القبر هذا على اقرأ له وقلت المقبرة، إلى فحولته راحة الحراسة هذه فى

الكريم. القرآن منالحراسة. هذه إلى حاجة وأقل آمن آخر بيت إلى وانتقلت

67

الثالثعشر الفصل

قرأت أيضا! أقربه وما أحس، فيما الماضى هذا أبعد فما الحقب أو السنين، من مئات منذوأوصانى، إلى بها دفع الذى هو العقاد صديقى وكان كنجزلى، لشالز هيبسيا قصةكما — ورأيت ففعلت، فرانس لأناتول تاييس قصة ذهنى إلى أحضر أن أقرأها، وأناالأديب إلى أوحت التى هى الانجليزية القصة أن المرء يقول أن الممكن من أن — رأىأبرع فرانس أناتول كان وإن الانجليزية، القصة أفضل وأنا تاييس، بموضوع الفرنسى— هيبسيا في أن أقوله أن أريد ما وكل آخر، موضوع هذا أن على أسلوبا، وأسحر فنافما — سفينة أو زورق في يكون الفلسفة، غريب الأطوار عجيب رجلا — أذكر ما علىينتهى حتى المحسوس، وجود على الحس دلالة ضعف في يتفلسف فيروح — الآن أدرىبوجوده. وشعوره بنفسه، إحساسه من الرغم على موجود غير هو بأنه القول إمكان إلىوبعد شىء، لا إلى تؤول كانت وإن فلسفته، وأعجبتنى يومئذ الرجل هذا راقنى وقدأو اسمه، أتذكر أن أستطيع لا ذلك ومع نفسى، فى يدور منطقه يزال لا السنين هذه كللى، جارة كانت فتاة أحببت — صباى فى نعم أى — صباى فى وكنت الرواية، فى هو ماذاكنت أجلها ومن الغلمان مع الحارة فى اللعب عن كففت أجلها ومن سنى مثل فى وكانتوجهها، حسن إلى بالنظر وأتملى بحديثها لأنعم بيتها سطح على بيتنا سطح من أسقطوأولئك وهؤلاء الصبيانى، حبنا عن يرضون لا وأهلها لقائها عن يزجروننى أهلى كان فقدبه أشعر بل لها، حبي أكتم لا وكنت النهاية. إلى يطمئنون ولا العاقبة يخشون جميعاالعمر بطول لى فيدعو وخادمنا فيستغربون، الحارة؛ غلمان به وأحدث مسرور جذل وأناويربتون ويتسلون، فيضحكون، الأكبر أخى أصدقاء من الوقورين والشيوخ والسعادة،

الله». شاء ما الله شاء ما عال، «عال ويقولون: كتفي على

حياة قصة

أحدا يضير «ماذا عبثا: رأيها فى كان الذى هذا عن تنهرنى حين لأمى أقول وكنتأحبها». أن

عيب»! ولد يا «اختشى فتقول:أنى سوى شيئا أصنع لا إنى لها؟ حبى فى عيب أى «عيب؟ وأسألها: فأتعجب

أحبها».العيب». هو «هذا فتقول:

تحبينى»؟ «ألست فأسألها:تسأل»؟ كيف بنى «يا وتقول: فتبتسم

ولا عيبا، لى حبك وليس أحبك وأنا تحبيننى، أنك أعرف فإنى أسأل، «لست فأقول:عيبا»؟ ذلك يكون فلماذا لك، حبى

منا». ليست هذه هذه.. ولكن أمك وأنا ابنى أنت آخر شىء «هذا فتقول:عليه حدادا السواد تلبسين ومازلت تحبينه، ولكن منك. يكن لم أبى «إن فأسألها:

سنوات». منذتفهم». لا صغير «ولكنك فتقول:

أن يكفى ألا أمى.. يا أحس ولكنى أفهم، لا وإنى صغير، إنى «صحيح فأقول:إليها جالسا أكون أن إلى أشهى إنه أقول حين تستائى أو تغضبى ولا وصدقينى أحس؟

إليها». صبوة يرف قلبى وإن الآنالنتيجة؟ هى ما «وبعد؟ وتقول كتفى على يدها وتضع رأسها ترفع ثم شيئا فتطرق

المآل»؟ هو مابذلك». فرح وأنا أحبها أنى أعرفه ما كل تعنين؟ ماذا أعرف «لست فأقول:

آخرته»؟ ما الحب؟ هذا بعد ماذا النتيجة؟ «ولكن فتسألآخر»؟ له يكون لماذا ثم والآخر.. الأول هو وهذا أحبها، شىء.. «لا فأقول

معقول». غير وهذا طفل.. «إنك فتقولبيت إلى تحولنا وقد رأسى. شعر ينمو كما الأيام. على ينمو الفتاة هذه حب وكانسيرا آخرها إلى أولها من المدينة أقطع أن ليمنعنى هذا يكن ولم جدا الشقة وبعدت آخرالأرياف فى زوجوها ثم طوالا أعواما حبها على وثابرت لأزورها. يوم كل القدمين على

القلب. وأظلم نفسى، من السرور وغاض والأنس، الخير فغاب عنى، فغابتوزيادة قرن ثلث مضى وقد عشرة، الثالثة أو عشرة الثانية فى صبى وأنا هذا كانورفعت كله، هدم بيتها. فيه كان الذى الحى وهدم المدينة، وزحفت الأول، الحب هذا على

70

عشر الثالث الفصل

وأجرت قضبانا، ومدت أشجارا؛ وغرست ميادين، ووسعت طرقا، وشقت جديدة، عمائركان، كيف ماضيه وأتمثل شبرا، شبرا وأجوبه الحى هذا أزور الأيام يوم فى بى وإذ تراما.وأزداد العين، قرير مغتبطا فأرجع عليها قائما بيتها كان التى الرقعة إلى أهتدى حتى

الحب. ذلك بذكرى اعتزازاالعصر ذلك فى أراها كنت كما الآن، لأراها وإنى الفتاه صورة تبهت ولن تبهت ولملا لأنى وتعطينه، لى، تقشره «لب» فيه طبق النافذة على وأمامنا جانبى إلى واقفة الحالى،فأميل وتضفره، وترجله الدجوجى، شعرها تسرح حشية على جالسة أو قشره، أحسنطيبه أجد أنى إلى ليخيل وإنى وأشمه. الوحف، شعرها من أنفى وأدنى رأسها، علىما أصدق بذلك شعورى فإن القارئ لإنكار اتقاء إلا إلى» «يخيل أقول وما أنفى! الآندجاجة وراء الحارة فى تجرى أراها، زلت وما بشىء.. إنسان شعور يكون أن يمكنفى أنا أقف حين على مترفقة، وتخطو هناك، وتقف تتريث أن أدعوها وأنا شاردة، لهاتصيح وهى المارقة، الدجاجة على ونضيق ونزحف بيننا، الدجاجة لنحصر أخرى ناحيةعينى فتأخذ لتمسكها، بغتة عليها الفتاة فتنحنى الإفلات، وتحاول بجناحيها، وتضربوأذهل رأسى فيدور تحته؛ هزتهما وأحس بالثوب ثقلا وقد الراسخين الناهدين ثدييهاوقفت «مالك اعتدلت وقد بى فتصيح وقعت، أم أفلتت أدرى أعود ولا الدجاجة عنحتى بالدجاجة نزال ولا آخر، عالم من عدت وكأنى فأفيق تساعدنى»؟ ألا وسكت؟

نمسكها».بالمشابك، وتثبتها الممدودة الحبال على الثياب تنشر السطح على وهى وصورتهامضطرمة السمراء البشرة فبدت المرفق، فوق الكمين وطوت ساعديها عن كشفت وقد

الصابون. وفعل الدعك وجهد الغسل، أثر منضممتها وقد موارب، السكة وباب تودعنى، البيت بفناء واقفة وهى وصورتهاالباب، إلى وجهها وكان الحرار، بالقبل فمها على وعكفت بذراعى، وطوقتها صدرى إلىمن تفلت أن فتحاول وتراه تماما، ثرثارة نعرفه أخى، أصدقاء من رجل فمر إليه وظهرىوتقص الرجل» هذا «لالا.. فتصيح فأكتئب، فترت، أتوهمها ضجرت، وأحسبها عناقى،

الإشراق. روحى إلى وترد بشاشتى لى وتعيد الخبر علىوأتخلله أمسحه شعرها على ويدى وركى، على ورأسها راقدة وهى وصورتهاوتعضه. فتغافلنى بأصبعى، الرقيقة شفتها وأداعب الأسيل، خدها وألمس بأصابعى،

يزداد أو السن، بها ترتفع أو الفتاة تكبر ولن أبدا، الصور هذه تبهت لن كلا،صغيرة. غضة الأيام على وستظل يوما، عندى عمرها

71

حياة قصة

به. سمعت ولا قط عرفته ما فكأنى اسمها، نسيت ولكنىعليها أطلق وأن شيئا أسميها أن وسعى وفى السمع؟ فى كان وكيف كان؟ ماذا ترىيزيدها وماذا عنوان. ولا اسم، بلا هكذا أحلى عندى ولكنها الأسماء، من أعرف ما أعذب

شىء؟ الصورة ينقص وليس به أصنع وماذا اسم لها يكون أنهيبسيا. قصة فى المتفلسف الرجل ذلك اسم نسيت كما اسمها نسيت

72

الرابععشر الفصل

التى الفتاة هذه قصة سقت لماذا نسيت أنى على شق السابق الفصل كتبت أن بعدبالنفس، وعلوق الفؤاد، فى نوطة — لذكراه أو — لحبها يزال ولا صبى، وأنا أحببتهاهذا إلى تنثنى خواطرى أرى أتكلم، أو أعمل وأنا حتي أتذكر، أن أحاول أياما وقضيتقليلا، ينمحى المسبل السجف أن أحيانا إلى يخيل وكان عنى، وغاب منى تفلت الذىأن الخفاق ومضه يوشك نجما وأن ويشف، يرق المعقود السحاب يشبه ما أو قليلا،فأرتد ويتراكب، فيتكاثف يعود يرق كاد ما ولكن وأتشوف، وأطمع، فأبتسم، يطالعنى،بعد يوما لى يتفق وقد معابثاتها، للذاكرة إن يدرى؟ من بقولى وأتعزى والأسف، بالخيبةأكون أو السينما، فى أو شراب مجلس فى أكون أن نسيته، بما النفس تعنية عن أكف أنومن الراسب، ويطفو المتوارى، أو المحجوب ويظهر الغائب فيحضر رقاد، من ناهضا

الفتاة! اسم أتذكر حينئذ لعلى أيضا؟ يدرىهذا أن إلى أطمئن أن يسعنى هل اسمها؟ هذا أن يقين على أكون أن أيمكن ولكنوعجيب سبيل، من الاطمئنان أو الثقة هذه إلى فما كلا، به، أعرفها كنت الذى هو الاسم

أنساه. أنولا صدى جوانبى فى له أجد لا الأسماء من نفسى في يدور ما أن منه وأعجبإلا كنا فما جملة، نسيتنى بل اسمى، نسيت قد هى تكون أن عسى أو هزة منه أحسغاليت كما العفاء على به وضننت لى بحبها غالت أحسبها وما نفهم، لا بما نلعت طفلينذلك عن أذهلتها وأتراحها وأفراحها وشجونها الحياة شئون أن الظن وأكبر وضننت،بنى أرى وأنا أحيانا، لى ليخطر وإنه سحر، من وله حلاوة، من فيه كان ما على العهدبنون؟ لها صار أترى — أبنائها رأيت ولو منها، بنى يكونوا أن يمكن كان هؤلاء أنلم نفسها فى الماثل خاطرى أن الأقل على أو دونى، بنوها أنهم أتصور أن وسعنى لما

حياة قصة

أو يتمثل، خاطرى أن — واثقا أكون بل — أعرف أن لى أنى ولكن منى، بشىء يطبعهمولكن حبي، كفاء يكن لم حبها ولعل تنسى. أنها أتصور أن على ويشق لها؟ يتمثل، كانمظلمة حجرة وفى بيتها، وفى عندها واختفيت إليها فزعت أني إلا شىء كل تنسى أحسبها

كاملين. يومين منه، مهجورة رطبةيبرنى أن أراد قد — الرحمة إلى حاجة به فإن الله رحمه — الأكبر أخى وكانذلك أصدقائه من ومعنا بى، فذهب النسيم» «شم يوم فى مرافقته إلى فدعانى ويسرنىفذهب فتاتى أعانق رآنى والذى — السابق الفصل فى إليه أشرت الذى الثرثار الشركسىروض إلى — جدا له واغتمت أمى به فسمعت ويقهقه يلقاه من كل على الخبر يقص

راسية. سفن هناك وكانت الفرج،يشربان وصاحبه أخى فجعل المقاهى، هيئة على والطولات الكراسى عليها صفت وقدالراح عليها وأديرت وجلست، فسلمت جميلة ولكنها سمينة، امرأة وجاءت ستوت» «بيرةتشرب»؟ «ألا وسألت المكحولتين بعينها إلى السمينة المرأة ونظرت عليهما، تدار التييضر» لا هذا إن «خد.. — شرب إذا الناس أظرف من وكان أخى فقال أرد، ولم فتبسمترأسى فهززت آمن» وأنت اشرب تخف «لا أذنى: فى وهمس على فمال لا، أن رأسى فهززتولم — أمى يعنى لخالتى» وسأقول بالله، «اشرب أذنى: فى يهمس فعاد أخرى، مرةوأقبلت فقبلت الأرز من يصنع شراب وهى سوبية» اسقيتك «إنى أمه: ولا خالته تكنرأسى فدار بالشراب، عهدى أول هذا وكان يكرعون، كما منه أكرع الكبير الكوب علىوراح لسانى وانطلق هناك ويتجمع عينى وراء ما إلى يصعد بالدم وأحسست قليلا،فيضحكون بحبى فأقول فتاتى، عن هذا فيسألنى أخى يغمز الثرثار الشركسى هذاوكانت صوت، قرقعة وأشدهم ضحكا أعلاهم الجميلة السمينة المرأة وتكون ويقهقهون،قصيدة — المدد طويلات سنوات بعد نظمت لما لخاطرى، ماثلة المجلس هذا صورة

مطلعها.

ال��ح��ان م��ج��ل��س ف��ى ري��ح��ان��ن��ا ري��اه ح��س��ان ظ��ل ف��ى ش��راب��ه��م��ا ح��ث��اوأش��ج��ان��ى أط��راب��ى ي��ه��ي��ج وه��ن��ا ك��ن��ف��ح��ت��ه ش��ىء ولا ال��ح��ب��ي��ب، ري��اي��ق��ولان ك��ان��ا وإن لاي��س��م��ع��ان، رأي��ت��ه��م��ا ح��ت��ي ش��راب��ه��م��ا ح��ث��ا

74

عشر الرابع الفصل

ي��غ��وص��ان س��رى ع��ل��ى وب��ال��ش��راب ظ��م��أ ع��ل��ى ع��لان��ى أث��ي��ران ه��م��ا

على، ألحت الأول الشراب مجلس صورة ولكن الجميلة، السمينة هذه أعنى أكن ولمالذكرى. من نثيره ما منها يطربنى التى فى يرسمها القلم فمضى

الخل، رائحة فمى من وشمت أمى، على دخلت وقد سكرت، أنى أقول أن أحتاج ولافنادت بأخيه؟ خيرى صنع ما انظرى وقالت «لأبى» جدتى ودعت شديدا غضبا فغضبتوخلعت خد» مزبلح.. يا الحيا قليل «يا به: فصاحت لها، يبتسم عليها فأقبل أخى، جدتىويحاول الصفح، ويسألها ويعتذر فيلاطفها يضحك وهو أخى على به وأهوت القبقاب،أفعل أكد ولم السرير، على وارتميت غرفتي، إلى تسللت قد أنا وكنت على، يطمئنها أن

فخجلت. البساط، على جوفى فى ما ألقيت حتىوانحدرت السطح إلى فصعدت جدتى، أو أمى وجه إلى أنظر أن أطيق أعد ولمتؤوينى، أن بها وأهبت الفناء، إلى ونزلت الفتاة سطح إلى — المعهود السلم على — منهباب أنا ورأيت اصنع، كيف فحارت — وأختها أمها عيون حتى — العيون عن وتخفينىيصلح شىء الحجرة فى يكن ولم أختبئ، هنا وقلت ودخلت فدفعته المهجورة الحجرةجاءتنى ثم الأمر، نتدبر حتى عليه قعدت كرسيا الفتاة فسرقت الرقاد، أو للجلوسبيضا — طعاما لى هيأت قد كانت أفقت ولما ساعات، ونمت فارتميت ومخدة بحصيركثيرا. ماء وشربت هنيئا فأكلت — وخبزا زيتونات وبضع الجبن من وقطعة مسلوقا

إلا أبرحها كنت فما سجن، فى كأنى فيها وكنت ليلتين، قضيت الحجرة هذه فىعنى، البحث بأخبار وتجيئنى بوجودها، تؤنسنى الفتاة وكانت العيون، آمن حين دقائقتايه ولد شاف «ياللى الشوارع فى يصيح مناديا أطلقوا أنهم لى روت لما ا جد ضحكنا وقد

الخ». الخ … إبراهيم اسمه عريانة وراسه بيضة جلابية لابس سنة اتناشر عمرهقلبى وكان الطريق وضللت تهت أنى يظنوا حتى طفلا لست لأنى ضحكنا وكانأبعث أن مرارا هممت وقد وبكاءهما، وجدتى، أمى جزع تصورت كلما الألم يعصرهشر والحيرة هذا فى التردد وكان أفعل، ولا يمضى كان الوقت ولكن مطمئن، بخبر إليهماسريرتها وصدق لى، رعايتها وحسن الفتاة بقرب مغتبطا راضيا كنت ولكنى أعانى، ماالوقت كان فقد الظلام أو الرطوبة أبالى أكن ولم وأختها. أمها عن حتى سرى، كتمان فى

الفتاة. محيا أرى أن حسبى فكان فيه النظر عيناى وألفت جنة، والظلام صيفا،صدرا المرء يضيق أن يمنع لا — والعمق القوة من بلغ ما بالغا — الحب ولكنالأنس، من فيه كان ما على المحبس هذا مثل من الخروج فى الرغبة تلح وأن الحب، بهذا

75

حياة قصة

بل النور، إلى الخروج واشتهائى وضجرى تململى من يبدو كان ما منى الفتاة تنكر ولمائتزرت أن إلا أمى من كان فما الصفح، منها لى تطلب أمى إلى رسولى فكانت تطوعت

خطفت..! أو غرقت قد كنت كأنما قلب وأرق صدر أحلى إلى وضمتنى إلى، وخفتتحته أم الثرى فوق هى؟ أين ولكن الحادثة هذه إلا شىء كل الفتاة تنسى قد كلا،وأن أراها، أن اليوم أحب أنا فهل شمطاء! عجوزا الآن تكون أو ماتت! تكون قد ياترى؟

لا! بعدى؟ من صارت كيف أعرفقصيرا رجلا فرأيت العقاد، الأستاذ صديقى مع أتمشى يوما كنت أنى لأذكر وإنىهو هذا «انظر.. لصديقى فقلت الوجه، مغضن الظهر، مقوس أبيضها، اللحية مرسلوالتهدم الضعف من إليه صائرون نحن ما أقبح ما تالله العمر! من السبعين فى المازنى

والقدرة.» الصحة مع قصير عمر المصير هذا من خير ياسيدى، لا والدمامة!النضير، صباها صورة نفسى على أفسد وأن حاضرها، فى الفتاة أرى أن أكره نعم؟هى ولكنها شىء، كل منى ليموت وإنى عندى، ماتت فما ماتت، وهبها الريان، وشبابها

مابقيت. ولاتهرم لاتموت حية ومعى عندى

76

الخامسعشر الفصل

ومخالطتهم، لقائهم، عن وفتورا الناس، عن انقباضا يوم كل أزداد سنوات بضع منذ أرانيوأحادث، أجالس من أجد لم إذا الضيعة أحس ذلك قبل وكنت بهم، الاتصال من ونفورالاتعادلها الحديث لذة وكانت — متحدثا بل شاديا لا — صوتى أسمع أن يسرني وكانأو به ولوع ذا الإخوان يراني ما كل أصنع البريئة المتعة هذه سبيل في وكنت لذة، عندىشططا، وتكلفنى باتزاني، وتعصف أعصابي، تتلف الوحدة وكانت برىء، من له، طلبمن المخرج لنفسي أوسع أو الدائرة، أضيق أشعر، ولا أشعر، حيث من — ألفيتني ثمإذا وصرت أحدا، حولى أجد فلا أتلفت أصبحت حتى فشيئا، شيئا وأتسلل محيطها،عادة المرء يحس ما مثل والخجل التهيب من وبى أتردد، قديم، صديق لقاء إلى احتجت

به. له لاعهد غريب لقاء عندبالرائحين مائج بالخلق غاص شارع فى لتمشي إنك «ياهذا، مرة: لنفسي وقلتساعة، بعض أو ساعة مثلهن أو مثلهم وتجيء وتروح والغاديات، والرائحات والغادينالمدينة نصف تعرفه. وجها تلقى أن يتفق فلا والإياب الذهاب فى فراسخ خمسة وتقطعتزال ولا صاحبة، أو صاحب معه ترى من وكل فيه. وتسير الشارع هذا إلى تخرج القارئةأو تعرفه من بك يمر فما أنت إلا وذاك، لهذا بالتحية يهتز رأسه أو بالسلام ترتفع يدهعينك تأخذهم ممن كثيرين ولعل الشارع هذا فى يمشى من أشهر أنت ذلك ومع يعرفك.ورقات — يعرفونك كانوا إذا يعرفونك فهم عليك سخطوا أو بك وأعجبوا لك، قرأوا قدبل يستغربون، لعلهم يدرى، ومن أمثالهم، من الأحياء فى يعرفونك ولا مجلدة أو مغلفةليس للكتاب صور القراء نفوس في تحصل ما فكثيرا الطريق! في يروك أن يستنكرونأراهم، أن قبل عرفتهم أدباء فى كثيرة آمال أنا لى خابت وقد أعجب. ولا منها أغربالمرء يرسمها التى والصورة لهم. أقرأ مما أتخيلهم كنت ما خلاف علي وجدتهم لأنى

حياة قصة

تفرغ أن بعد والنفس كذلك. حقيقته على الأصل يكون وقلما هواه، على تكون للمجهولعليها يعز المنشورة الآثار من المستوحاة بالتعابير وإنطاقها وتلوينها الصورة رسم منالمتخيلة الصورة وهذه كثيرة أحيان فى التام بالتغيير بل والتبديل بالتنقيح تتناولها أنعلى ذلك من وأثقل عبثا، جهدها يذهب أن لها لايطيب والنفس النفس، جهد من تكونوباهي فيه، تعب فيما أخطأه التوفيق وأن صادقة، تكن لم فراسته بأن يعترف أن المرءكنا لقد «غريب»! لقاء أول فى الناس من ماسمعت أكثر وما به، نفسه وبين بينه فيماعلى تكور أنك نتصور كنا لقد قولهم» «أو وعرض. طول له جسيما شيئا المازني نتخيلكان «ومتى اختزاله؟ أم المازنى أأنت قولهم» «أو كثة. لحية وترسل عظيمة عمامة رأسكوأن يتخيلونى، أن يشاءون كما الناس أذهان في أبقي أن الأمثل يكون أفلا هكذا هذاهذا استوى فقد يرضون لا أو — أرجو فيما عنه ويرضون يقرأونه كتابا عندهم أظل

عندي؟ وذاكإلى سبيل ولا تعيش، أن وتؤثر تحب كما الآن» إلى تعش لم «إنك أيضا لنفسي وقلتالضاربين، مع اللجة فى وتضرب الخائضين مع العباب تخوض مادمت تشتهيها حياةحياتها، قواعد جماعة ولكل الجماعة، حكم على الأغلب فى تنزل أن إلا يسعك لا لأنهللجد، كذلك ونظامه، أصوله للعب أن وكما ولهوها. لعبها فى مثله الحياة جد في والأمرخاضع كل كان وإن حكمها؛ على والنزول كبير حد إلى الأصول هذه التزام من مفر ولاعلى حياتك تحيا أن أردت فإذا حال كل على قيد القيد إذ إليها، يرتاح ولا يتسخطها لها

هواك». على تكون أن لك ليتسنى التعزل من مهرب فلا عندك آثر هو الذى النحوعليه، تتحسر شيئا تخسر لا أنك «واعلم التشجيع: سبيل على — أيضا لنفسى وقلتخير عندك فسيكون مخالطتهم، فى وزهدت الناس عن انصرفت أنت إذا فقدانه وتألمأن الخسارة من فهل يمص، ولا عصارة يشرب كالذى تكون أنك ذلك يفوتك، عما عوضتقنع وأن خير، فيها يبق لم التى النفاية ومنظر والمص، التقشير تعب أن نفسك تعفى

كله»؟ الخير هى التى بالعصارةيجىء مما وأمتع أحلى يكون الإنسان فيه يتعب ما وأن لذة، الجهد بذل أن وصحيحآكل صرت وقد الناس. عن بالكتب أستغنى حين الجهد، لذة أحرم لن ولكنى عناء، بلاأو فمى فى أعذب هو ما لا يفيدنى ما وأشرب وأمتع، أشهى هو ما لا وينفع، يريح مافيه النفس طاعة لأن الريق، عليه يتحلب مما كثير عن نفسى لأرد وإنى أميل إليه أنا ماوعلى الحرمان على رياضة كله وهذا والأوجاع الآلام من يطاق لا ما أعقابها فى يجىء

78

عشر الخامس الفصل

ما بعد فقد الناس، عند مطلبا الآن لى أعرف ولا الطلب، من إلا يكون لا الحرمان أنغير وعالم آخر كوكب فى أنه فأحس منهم الواحد مع لأرانى وإنى جدا، وبينهم بينىالشعور ذهب ومتى كثير، أو قليل فى منى هم ولا منهم أنا ولا همهم، همى ليس عالمى.أرانى أنى أعنى ولكنى أفضل، أو منهم خير أنى أعنى ولست يبقى؟ فماذا بالمشاركة

رجحان. ولا فيه أفضل ولا مزية، ليس والاختلاف مختلفا،تتمرغ أن تشتهى ألا سألته لأنى مرة صديق بى ثار «لقد أيضا: لنفسى وقلتوأعترف يتمرغ أن إلا ينقصه لا وأنه حمار، إنه أقول أنى وحسب الأرض؟ على كالحمارلا دام وما الحرية، إلى تنزع النفس أن عنيت إنما ولكنى أريد عما العبارة أسأت أنىلها ضرورة لا شائكة بأسلاك أنفسنا نحيط ولماذا منها؟ يمنع فماذا أحد على فيها ضير

منها؟» منفعة ولاهنا؟ البأس فأين الحمار، يفعل كما الأرض، على وتقلبت التراب، على تمرغت وهبنىالذى هو ووجهى ستتسخ، التى هى وثيابى غيرى، أحد على لا على فهو بأس ثم كان إذاوأنا عنه، الإحجام يؤذيه الذى أنا فإنى ذلك، أفعل أن تنازعنى نفسى كانت وإذا سيتعفر،أقصر لم كنت وإن غضب، صاحبى ولكن فعل. إذا نفسه وتسكن أعصابه ترتاح الذىيذكرنى يزال ولا للمثل. الاختيار وقبح العبارة سوء من الاعتذار وفى والبيان، الشرح فىأنى ولاشك الأدب، قليل وقح إنى يقول ولاينفك مجلسه، فى ذكرى عرض كلما بالسوءيعرف أن على سخطه من ويخفف يسره وقد يعرف. ما هو الأدب مادام يقول، كماإلى الأحيان، بعض فى أخرج أنى — لى شىء قراءة على نفسه يحمل أن أمكن إذ —فى وأصيح وأصرخ كالقط، وأموء كالكلب وأعوى رمالها، على كالحمار وأتمرغ الصحراءوأعود ويدى. وجهى وأمسح الغبار، ثيابى عن وأنفض أنهض ثم الشاسع، الفضاء هذاحر أنى وأشعرتها نفسى أرضيت قد أكون أن بعد ولكن ووقار، سمت ذا محتشما إنساناما على وأكون أشاء، ما أفعل أن وسعى فى وأن الأكثرين، عند له قيمة لا الذى هذا فى ولىتستطيع أن بالقليل ليس ولكنه وحدى، منفرد وأنا إلا لى يتاح لا هذا أن نكران ولا أحب.

الناس. إلى تصبو ولا نفسك تستوحش ولا بذلك، تنعم وأن وحدك متفردا تكون أنأن عسى مما لا المجتمع إلى الصبوة مغالبة على القدرة من مستفادة المتعة ولعلأن من خوف ولا عليهم، عين ولا وحدهم، يكونون كثيرين ولكن وحدك. وأنت تفعل

نفوسهم. به تحدثهم ما يفعلوا أن يجرأون لا ذلك ومع أحد يسمعهم أو يراهم

79

السادسعشر الفصل

يموتون، لا من حياة أرى أن لأشتهى وإنى الموت؟ هذا لم أدرى «لا أيضا: لنفسى وقلتالعادى. الردى هذا يغالب أن فيه الإنسان يسع زمان إلى الأجل بى يمتد لو وبودىعن كتبته فيما هذا شرحت وقد الإنسان، فى فضائل نعده ما مصدر هو الموت أن وأحسبنسميه أن ألفنا ما علة أيضا أحسبه ولكنى إليه، أعود فلا الهشيم» «حصاد فى المتنبىإليه وما هذا يكون ألا أخشى والرذيلة؟ الفضيلة وما والشر؟ الخير ما أنه غير الرذائل.لفى وإنا الطباع. فى بما والانتفاع الجماعة لتنظيم ووسيلة للسلوك، ضوابط من أكثرأدركت ولقد هناك. مرذولة هنا والفضيلة غيره، مكان فى شرا مكان فى الخير فيه يعد زمننعلم فالآن حياء، قلة نجلته، التى لأمه الفتى تقبيل وكان عيبا؛ فيه الحب ذكر كان عهداالأبناء من الشرعى لغير ونطلب يتعايشا، أن يجوز لا يتحابا لم ما والمرأة الرجل أن أولادناالصاحب أو الزوجين، أو الخطيبين ونرى والكرامة، الحق من الشرعى لصنوه ما مثلمن الرضىوالاغتباط ونحس الحافل، المجلس وفى الطريق قارعة على يتلاثمان والصاحبةهذا وليكن ينفرون أو يستهجنون أنهم نحس ولا لهما، يدعون أنهم ونشعر الناظرين،وذا هالك، وابن «هالكا يصبح أن يلبث لا لحى فيه العزاء فأين يكون، أن الله شاء كيفما

عريق»؟ الهالكين فى نسبمنام، أو يقظة فى يفارقنى لا فهو خاطره، وخامرنى الموت، هذا فى تفكيرى وطالوالحوادث الصور من لى تراءى ما ناسيا أصبح — الله بلطف — كنت وإن به لأحلم وإنىبها، الشعور إلى أعود فلا نفسى أفقد أن ظنى وأكبر إلا ليلة عينى غمضت وما رقادى، فىالموت فى ما كل «أترى مغالطا: أو متغابيا فأتساءل الأمر نفسى على أهون أن أحب وقدلا من حيا يعد «وكيف وأقول: فأرتد هذا ينفعنى ولا بالذات»؟ للشعور الفقدان هذا هوالحى لايحسها حياة استمرار جدوى إذن تكون وماذا بنفسه؟ يحس ولا حى أنه يعرف

حياة قصة

أن نفسى أحدث وأنا الجفن على الجفن أطبق موجود؟ أنه بها يدرك ولا إليها يفطن ولاالقوة ادخار هو واجبا على ولكن تدبره، عن فلأقصر فيه، لى حيلة لا فيه لى حيلة لا مانمت إذا أنى وهمى فى ويكبر ويدق، يخفق يظل قلبى ولكن رمق. آخر إلى بها والدفاعدقات وأحس بكفاح، أقوم ولا دفاعا أقدم لا غافل ذاهل وأنا الحياة منى تختلس قدالنفس بسكون تعصف مدوية بأذنى وأسمعها العظم، تفلق تكاد قوية رأسى فى قلبىالسكون، لاستعادة فاحتال يزلزل، بل يرتج، كله كيانى كأن وأشعر الأعصاب، واتزانبدقات الشعور حدة من يعفينى جربت، فيما القعود، فإن قاعد وأنا أنام أن لهذا وأوثروكل عالية، أسمعها كنت وإن منظمة الدقات إن هذا يا لنفسى: أقول وأروح القلب،بخير فقلبك إليها، باله جعل هو إذا نفعل كما ويستهولها يسمعها أن يستطيع إنسانوقد الحياة، تيار جرائها من يجمد مفاجئة، سكتة من — الأرجح على — عليه خوف ولاأيسر وأن جهدا يكلفه لا الضئيل جسمك وإن سليم القلب إن استشرته: — طبيب لى قالفى الدائم التفكير بهذا أتلفتها قد أعصابك وهذه كله البدن فى الدم لإدارة ا جد كاف عملهالموت من تجزع حتى الحياة فى تحرص شىء أى على لى تبين أن تستطيع فهل الموت،حياتى، وجوه نفسى على أعرض وأروح السؤال، هذا بجواب نفسى وأشغل الجزع؟ هذاالنوم فيأخذنى ذلك بى ويطول به، أهول أو بالقبيح أغالى ولا حقه الحسن أبخس ولا

الباطل. العناء هذا من وأستريحأقعد فأنا به، أدافعه أن أحاول مما الرغم على أبدا، حاضرا يظل الخاطر ولكنيصحبها أتناولها لقمة كل ولكن فيه، والرغبة عليه الإقبال نفسى من وأحس للطعامتقوم وهى — زوجتى وتقول شبعت وما المائدة عن فأنهض الكظة» من «حاذر إنذار:أكلنا وإذا نجوع؛ حتى نأكل لا قوم «نحن متمثلا: فأقول الكفاية» تأكل أراك «لا معى:

عيشى. ينغص بما أعديها أن وأتقى نشبع» لاالقديم: الشاعر يقول كما وأكون

ح��ال��ي��ا ال��ن��ور م��ن وب��س��ت��ان��ا أن��ي��ق��ا، ال��ن��دى ط��ل��ه م��ن��زلا ن��زل��ت��ا ول��م��االأم��ان��ي��ا ف��ك��ن��ت ف��ت��م��ن��ي��ن��ا م��ن��ى، وح��س��ن��ه ال��م��ك��ان ط��ي��ب ل��ن��ا أج��د

بأول فأرى وريحانها الحياة وروح النفس، منى هى التى هذه إلى أنظر ولكنىفى الصفرة شاعت وقد كفن عليها ملفوفا لى فتبدو المغيب» وراء من الأمر «آخر الظن

82

عشر السادس الفصل

البلى فيها وشاع زجاج، من كقطعة السحر تنفث التى عينها وآضت المتوهج، محياهاالأنوف. نتنه من تسد سائلا صديدا ونضارتها غضارتها وصارت وسفلا، علوا

نورها، يذوى شجرة فأراها مآلها، أتصور وأنا بها وأترفق عينى إلى نفسى وأردعلى ويهوى الحطاب يجىء ثم فتتعرى، عنها، ويسقط ورقها ويجف زهرتها وتذهب

شىء. كل هذا غابت.. ثم شجرة هنا وكانت بالفأس.. أصلهاعنه: ترجمته مما للخيام بيت ويحضرنى

ل��ن��ا؟ ال��غ��ص��ون ع��ل��ى ي��غ��ن��ى ك��ان غ��رد ب��ل��ب��ل أي��ن، لا وأي��ن،

للجالسين أتبسم ذلك مع وأظل صوت، بلا شدقى، فى وأدهوره نفسى فى فأديرهنفسىوأحجبها أستر وأنى مظلم، قبر أنى يدرون لا وهم معهم وأجد وأمازحهم وأحادثهمضحكة القلب.. من ضحكة ضحكت أعرفننى فما نعم، أى المتكلف، الضحك بأزاهير عنهمنعيمهم وأفسد نفوسهم به وأغش ذلك، لهم أقول هم مالهم ولكن عميق.. حقيقى سرور

عيونهم؟ فى الدنيا وأسودمنهم أحكم أنى ظنهم وفى أقول، لما السمع ويرهفون ويسألوننى، الشبان، ويلقانىفأقول الجهل، منه أفضل وعلم الطيش منها خير حكمة ولكنها لكذاك وإنى وأعلم،القناع، تنزع فلا يعلمون، لا الشبان هؤلاء كان وإن كريه، مسخ إنك هذا. يا لنفسى.التى الديدان تأخذ عيونهم تدع ولا نفسك، فى اللذين والقبح الخراب عن لهم تكشف ولاآجلا أو عاجلا الحياة به تصدمهم أن لابد ما حسبهم فإن بهم وترفق جوفك فى تمرحالاغترار ودوام والنجاة، السلامة لهم لأتمنى وإنى — وأحب لهم أرجو كما — آجلا بلأخرى حقائق على عيونهم فتحوا وقد أتخيلهم حين عاصر ليعصره قلبى وإن بالعيش،نفسى وأضع الزاهية للحياة صورة لهم أرسم وأروح يأملونها، أو يعرفونها التى غيرالأعصاب ثنى من أقسى فليس شططا، هذا ويكلفنى لسانهم بمثل وأتكلم موضعهم فىنارا أوقدت أنى نفسى من الجهد هذا أبذل وأنا إلى ويخيل حالتها غير حالة على وإكراههاويؤسفنى أريدها التى الصورة وتتخذ لتلين بمطرقة أدقها وأنى لتحمى، أعصابى تحت

الحر. عنها ويذهب وتبترد، الجذوة لتخمد ذلك بعد به آمرهما ما أجد لا أنىولا أخرى؟» كرة البداية من وتبدأها حياتك تستأنف أن تتمنى «أتراك نفسى وأسألالتكرار خير وما (نعم) أقول أن أستطيع فلا حيرة، فى أنى وأحس (لا) فأقول نفسى أكذبمرة الدنيا فى الحياة واستئناف جديد من العودة تسنت وإذا واحدة؟ النهاية كانت إذا

83

حياة قصة

فأزهو التحقيق، على كلا الجواب وأرى ألفتها؟ التى النفس بهذه ذلك يكون فهل ثانية،من ضربا إلا جديد، من ابتداءها أو للحياة، الاستئناف هذا أرى ولا النفس، فراق فىوالسخرية، بالتهكم الخاطر هذا وأحيانا واحدة. من بدلا ميتتين سأموت فكأنى الموت،فأذهل، فترة، الفنية العاطفة وتستغرقنى فيها، ما وكل والحياة والناس نفسى بهما أركبمن أقوى أحس فيما جعلتنى الفنية عاطفتى ولأن التنغيص، من خلا بالى لأن وأهنأ،أتأمل أن لى وأتاحت الشاطئ على بى ووقفت اللجة، من انتزعتنى لأنها نفسها؛ الحياةلها خاضع غير فوقها، محلق فكأنى عنها بمعزل وأنا المسلية، ناحيتها من الحياة صورةفكاهة من أعالج بما كنفسى، مظلمة أخرى نفس على السرور أدخل لعلى يدرى؟ ومن …غيرى إسعاد استطعت أنى أتوهم أن ليسعدنى وإنه ذلك أستطيع أن قليلا وليس الحياة.يغرينى الذى وأنه جليل، بل جميل، وهم ولكنه واهما أكون وقد معدودات دقائق ولوما ولكن أيضا، نفسى على يسرى هذا أن أنكر ولا الحياة، فى الفكاهية الجوانب بتلمسكذاك أصبحت أنى إلا بى أظن وما لغيرى. نفع من يخلو ولا ساعة ويشفينى ينفعنىالمتوجعين للشاكين يهبها زجاجات ملء منه يعد فهو الأطباء؛ يعرفه لا دواء شفاه الذى

لله. وشكرا الله لوجهعلى كنت المنحدر، فى الآن فأنت الخمسين، جاوزت لقد هذا، «يا أيضا: لنفسى وقلتوما مشقات من الصعود فى ما ويصرفك وتتوقل، تصعد الحياة، جهل من آخر جانبوما الذروة فى التفكير عن — ومناظر صور من عينك تأخذه وما جهد، من يتقاضاكيجدى ليس باطل وعبث النزول. من لك مفر ولا الآخر، الجانب على أشرفت فالآن بعدها،هناك وتتلبث قليلا، هنا تقف أن لك يتيسر وقد ذلك. خلاف وتوهمها نفسك، تخادع أنأن تستطيع لا وأنت إنك ثم منه، مهرب لا الوقوف، طال مهما الانحدار ولكن لحظة،المحتوم المصير إلى … تحت إلى — الأعم الأغلب فى أو — أبدا فهى فوق، إلى عينك تجعلتروض عليه؟ النفس رياضة فى قولك فما شك أدنى هذا فى ما محتوم، … محتوم وهو …به؟ والرضى منه، يهولك ما إلى السكون على إليه.. الاطمئنان على الموت.. على نفسكبعدها، لما يعدك أن فيه ما وكل بها، وضنك الحياة على حرصك ينفي لا هذا أن واعلمفيه، ريب لا الذى غدك فهذا المأمول، لغده نفسه ليهيئ مدرسة إلى يذهب كالذي فأنتمن المرء على وأرد أولى الحقائق ومواجهة هذا، وسينفعك له. تتهيأ أن الرأى أصالة فمن

.«… فيها والمكابرة تجاهلهاالموت. إلى السكون على النفس رياضة على عزمى فصح هذا، وراقنى

84

السابععشر الفصل

كما فيها أسير ترانى فهل أخرى، مرة البداية، من حياتي أبدأ أن أمكن «لو نفسى: سألت؟ سرت»

أنا أو يسرنى هل أسأل: أن الأولى أن نفسى فى السؤال هذا أدير وأنا لى، وخطرالبداية؟ تلك إلى راجعا أكر وأن الساعة، عقربا يرتد أن أتمنى أو أشتهى،

أنها وصحيح ترددت لأنى أقول. ولكنى منه، ونفرت هذا، كرهت أني أدعى ولاالأرض، على والتلبث الدنيا، هذه فى البقاء طول فى الأمل بها يكبر — أتيحت لو — كرةالامتلاء بل السنين، وعدد بالمدة، ليست والعبرة الطول على ليس الحياة فى المعول ولكنقديما قلت كما — فإنى الخمسين، تجاوزت أنى صدقت لما الميلاد شهادة ولولا والسعة،

بالنظم: مغرى كنت أيام

ب��ال��ف��ي��ض��ان الأرض��ي��ن م��غ��رق أخ��و وأن��ن��ى ع��م��رى، ال��ده��ر ك��أن أح��س

وقد يكون؟ أن عسى ما هذا المزعوم أخى أعرف فما هذا، قلت أنى الآن ويضحكنىصنع أنه منه كان ما وكل ماء، يفجر ولم أرضا، يغرق لم نوحا ولكن نوحا، أعنى كنتما فليته ماءها، الأرض وبلعت السماء، أقلعت حتى زوجين شىء كل من فيه حمل فلكايقول أن وبعد إحكام. ولا فيه دقة لا الذى السخيف للتأليف مثال البيت وهذا فعل؟حتى أو نوح أخا يكون بأن المحدود، القياس هذا منه يقبل لا عمره، كله، الدهر إن المرءكنت وقد الدهر. من جزءا تكون أن تعدو لا طالت مهما الزمن هذا مسافة فإن لآدم، أخاقريبة. حدود ماله إلى له حد لا ما يقيسون حين الأطفال أو بالعامة شبيها البيت هذا فىعليهم، مسدودة والشعور والخيال الفكر فجاج وأن محدودون، أنهم من عذر وللعامة

حياة قصة

طرا» الأقاليم السبعة «يسع صغير عالم وأنه واسع، أنه يزعم الذى الأديب كذلك وليسبعد: ويقول أمه، أو بوران، ابن به يهجو بيت فى الرومى ابن يقول كما

ح��ي��زوم دف��ت��ا وت��ح��وي��ه ال��دن��ي��ا ي��ل��ت��ه��م ال��ف��ؤاد ك��ض��م��ي��ر

يتسع فؤاده وأن ضميره، فى كله العالم يطوى أن على قادرا نفسه يزعم والذيوالجاهل كالطفل التصور ضعيف الخيال، محدود قاصرا يكون أن له يجوز لا للدنيا

النفس. العامىلم ما إليه أضيف أن بعد ديوانى طبع أعيد أن على أشار قد الإخوان بعض وكانإلى يحتاج وأنه — حياتى صدر في الشعر من قلت عما الآن أرضي لا إنى له فقلت ينشر،له وقت ولا هذا، على لى صبر ولا للنشر، صالحا رأيى فى ليصبح متعبة، طويلة مراجعةأن الضرورى من ليس فيه رأيك إن فقال أستجيد، لا ما أنشر أن الخطل ومن عندى،يروق لا قد يروقك ما وأن غيرك، يعجب قد يعجبك لا ما وأن مثله، الناس رأى يكون

سواك.إليه، وارتياحى عنه رضاى معناه له ونشرى شعرى، ولكنه صحيح، هذا فقلتليس كان وإن حسبكم فهو الشعر، هذا خذوا لهم أقول بأن الناس أشتم أن مقبول وغيرنفسى.. في عما للتعبير إلا قلته وما يعنينى، الذى هو كلامى فى أنا رأيى إن ثم حسبى،

على، الأمر تشابه وأنى التصوير، في أوفق ولم العبارة أجد لم أرانى كنت فإذاإحساسى حقيقة توهمته فيما حتى الغلط وركبنى العرضوالجوهر، بين وخلطت لجهلى،

الناس؟ على والعجز والغلط الخلط هذا أعرض أن أستبيح فكيف وخوالجي،لا كذلك قصور، من مافيه أدركت أن بعد الشعر من قلت ما أنشر أن أحب لا وكماأحلى الشباب ذكرى أن الظن وأكبر البداية، من — أخرى كرة — حياتى أبدأ أن أحببه أسعد لم شبابى فى أنى فأجد الآن، نفسى أعماق فى لأغوص وإنى وأعذب. حقيقته، منعرض من الآن أتذوقها التى الحلاوة إلى عهده فى بالى أجعل لم وأنى بذكراه، أسعد كماالشباب ذكرى يكسب الذى أن وأحسب زمانه، من المطوى ونشر خاطرى، على أيامهمنه ينتقي الإنسان أن هو أيضا، ويعصره عليه، ويعطفه له القلب ويرقق الحلاوة هذهالشباب! هو هذا ويقول يكره ما ويحجب يحب، ما ويبرز وينخل، ويغربل وينتخب،مستخلصا، منه، الحميد هو وإنما يكونه، ولن قط، كانه وما بالشباب، هذا ليس كلا،ما وكل الدنيا، عن مولية بأنها وتشعر الفناء، دبيب تحس نفس على ومعروضا ومصفى،

86

عشر السابع الفصل

والرغبة إليه الصبوة إلى يدعو بما الشباب ينفرد وما القلب، إليه يلتفت يرجع ولا يذهبومتعها، لذاتها وللكهولة الرضى، بواعث من العمر عهود من عهد يخلو فما استعادته، فيللتجربة فإن وأعمق، أقوى الكهولة فى العيش ولذات الحياة متع لعل بل للشباب، كمامما أطيب كان به مر ما إن يقول حين نفسه يغالط والمرء فضلها، وللمعرفة مزيتهاومناظر البحر بمرأى ينعم أن يستطيع لا الماء فى الذى ولكن كذلك، كان فما فيه، هوذكراه لأن النفس فى أوقع والماضى الشاطئ، على الواقف بذلك ينعم كما فيه، السابحينالحاضر ولكن عودته، وتمنى انقضائه، على والأسف حسن، من فيه كان بما السرور تثيريشغل الماء في كالسابح جميعا. نواحيه من به والإحساس فيه التفكير عن بمعاناته يشغلالحاضرة اللحظة فى يكون أن الإنسان وسع وإذا المناظر. من حوله عما السباحة بجهديفعل كما وعقله، وحسه نفسه لها ويوقظ ويتأملها بعيد، من ويلاحظها عنها ينأى وأنلذة إلى يضيف أن يستطيع فإنه هذا، يفعل أن المرء وسع إذا — الماضى يتدبر حين

التذكر. أو البصر رجع من المستفادة المتع الحاضرأكون حين فأنا هذا، على نفسى أروض أن استطعت وقد رياضة، إلى يحتاج والأمرأن لى يتسني بحيث عنه بمعزل والوقوف منه، نفسى انتزاع عن أعجز لا ما، حال علىوكأنه الحاضر فى فأكون خاطرى فيه أدير وأن — لسواى يقع كأنه — يجرى ما أراقبفتاة أعانق هبنى فأقول مثلا وأضرب المتخيلة والمتعة المحسوسة بالمتعة وظفر مضىأنى ذلك على أزيد ولكنى الضمة، ولذة القبلة بمتعة أشعر ذلك أفعل حين فأنا وأقبلها،حلاوة أتذكر جالسا نفسى وأتصور سنتين. أو بسنة اللحظة هذه أسبق أن أستطيعقبلتان فهما التقبيل. أثناء فى هذا تصورى ويكون الفتاة تلك من بها فزت التى القبلةبذكراها ستكون كما خيالى لى يجسدها وأخرى قلبى لها ويرف بفمى أحسها واحدة —

ذلك. غير فى وهكذا عامين أو عام انقضاء بعدالشباب. إلى للعودة مزية أرى لا لهذا

87

الثامنعشر الفصل

في وزهدت الحياة، مللت لأنك تعتزلهم، أن تروم أو الناس، تعتزل هل «بعضهم»: سألنىومصارعة الغمار، خوض على القدرة نفسك من تأنس لا لأنك ذلك تفعل أنت أو العيش؟

أدركك؟ وضعف عراك لفتور أي التيار،إلى رسالته فيه أدخر كنت الذى الموضع نسيت فقد السائل، ألفاظ هذه وليستأكلت، أنى إلا شىء كل أنسى فإنى بلبى تذهب تكاد التي آفتى والنسيان عليها، الرد أوانالشبع لا النسيان، وأعنى — أنه وأحسب الثقال، كربة من أعانيه بما إلا الشبع أذكر وماويصبح عاشقا يمسى من حب يكون بالله وكيف وأعشق، أحب أن حمانى الذى هو —

ساليا؟ليصبوا. القلب وإن لفتنة، الحسن وإن والله، أى

العصافير تطير كما والأحاديث، الأسماء رأسى من وتطير صبوت. أني أنسى ولكنىأعشاشها. عن

فأوصدت الجديدة، مصر آخر إلى وحدى بالسيارة يوما خرجت أن لى اتفق وقدأنظر مطرقا وكنت الصحراء، حدود إلى الممتدة الحدائق في أتمشى وذهبت السيارة أبوابوقدم السليمة، رجلى قدم — قدمي وقع بين الفرق إلى بالى وكان أخطو، وأنا الأرض إلىوأبطأ أثقل وأيهما منها بكل الخطو يستغرقها التى الزمن مسافة وإلى — المهيضة رجلى

وأرى. أحس فيماأن عسى وأنه الرقص، اجتناب فى مخطئ أنى لى خطر أنه هذا إلى الداعى وكانموجب يبقي فلا المطلوبة السريعة الخفيفة بالحركة تعبأ ولا المهيضة ساقى تسعفنىأحب لا ولكنى الرقص، أحب وأنا عليه، النفس لتوطين ومسوغ الحرمان هذا على للصبرالتى قدم دوس أو وأبطئ، فأتلكأ ساقي، تخذلنى أن وأخشى طاحون، حجر أكون أن

حياة قصة

بي وإذا لهكذا وإنى وأستوثق، أتبين أن قبل أجرب أن وأخجل بها، وأدور أراقصهاكتفيها، إلى كتفى بإسناد الوقوع فاتقيت الحديقة، أبواب بعض من داخلة بفتاة أصدمأنت»؟ «أهو وقالت فقاطعتنى أعتذر، فشرعت وأفقنا صدرى على براحتيها هى واتقتهإنه الجواب؟ هذا يكفيك فهل أنا، أنى فى شك أدنى عندى «ليس وقلت فابتسمت

السؤال». نوع من حال كل علىالزمن»؟ هذا كل كنت أين عجيبة. مصادفة هذه أن أعنى «إنما قالت

شىء. فيه يختلج لم رأسى ولكن الصابح، وجهها فى التحديق وأطلت فتأملتها،البداية»؟ من حياتى تاريخ عليك أقص هل هل؟ الزمن؟ هذا «كل وقلت رأسى فهززت

تذكر»؟ «ألا قالتبه»؟ سمعت فهل هملت، يقول كما — المسألة هى «هذه قلت

تنسى»؟ أن يمكن كيف تنسى؟ «كيف قالتتقص إلى يحتاح موضوع «هذا مقعد إلى ذراعها من وجررتها «اسمعى» قلت

شيئا»؟ استعرت أو مالا، منك اقترضت هل لك؟ مدين أنا هل لى: فقولى طويل،يعار». أن يستحق ما عندى وليس منه، أقرض لى مال «لا وقالت فضحكت.«… آخر سؤال الإفلاس. إلى أكون ما أدنى الساعة فإنى حسن. «هذا قلت:

شىء». بكل سأذكرك «لاتسأل.. وقالت: فقاطعتنىعندك». ما هاتى الله، شاء إن «خيرا قلت:

السويس»؟ «أتذكر قالت:ساحل على هناك تلاقينا فهل أجمل وشتى جميل مصيف السويس، «أعرف قلت:

.«… أو الحجاز إلى ركبتها التى الباخرة على أو الكازينو، فى أو البحر،السويس، طريق فى بل السويس، فى نتقابل لم لا، انتظر — تضحك وهي — قالت

مصر..». إلى عائدين وكنا الخمسين، الكيلو عندتعنين»؟ من «كنا؟ فقاطعتها

المحرك غطاء فانكسر وأنا، لهما، وصاحب وصديقتان أخى تنتظر؟ «ألا قالتتمر التى السيارات كانت فقد نيأس، وكدنا الليل، يدخل وكاد نجده، ننتظر فوقفنافاعترضت مقبل أنت وإذا جرنا على تقوى ولا لنا، تتسع لا صغيرة وهى تقف، لا بنا،جميعا تحملنا أن فاقترحت فأخبرناك، نريد، عما وسألتنا فوقفت، إليك وأشرت طريقكأن عليك واقترحنا سيارتنا نترك أن نستطيع لا إننا وقلنا اعترضنا، ولكننا سيارتك، فى

90

عشر الثامن الفصل

وسينهكها سيارتى، «ستخرب لى: فقلت معك أنا وركبت ففعلت فتجرنا، السيارتين نربطإليها عاد وجوه وثلاث البكاء، عن كفت عيون ست أن عوضا حسبى ولكن العبء، هذا

الإشراق»..ذلك بعد وأخى أنا ولقيتك رقعة، فى كلها أسماءنا وكتبت وعرفناك، عرفتنا وقدفى ساعتين من أكثر قضينا الثانية المرة وفى السينما، إلى أولاهما فى دعوتنا مرتين،فيها، شهر لقضاء الإسكندرية إلى مسافرة أنى اليوم ذلك فى أخبرتك وقد (الأمريكين)،لا تفعل لم ولكنك الحضور، قبل إلى، تكتب وأن تزورنى، أن فوعدت عنوانى وأعطيتك

ذاك». ولا هذالله». «الحمد قلت

تعنى»؟ ماذا «إيه؟ وقالت فقطبتوقد يعرفنى، من كل يعرف كما الخروق، واسع غربال هذا رأسى إن «اسمعى. قلتعلى لله الحمد شيئا.. فعلت أو قلت قد أكون أن الحكاية، على تقصين وأنت أخشى، كنت

القدر». هذا على الأمر اقتصر فقد حال، كل.«… أيضا وعدتنى لقد تنتظر؟ لا لماذا «ولكن قالت:

سريع أنى عرفت لأنك ذقنى؟ على تضحكى أن تريدين «هل قائلا: فقاطعتهاو…». وعودا تخترعين النسيان،

أخترع»؟ «ولماذا قالتولكن ثقيلا، أو محرجا لك يبدو قد سؤالا إليك «سأوجه وسألتها ذراعها فتناولت

جميلة»؟ إنك لك قلت هل النسيان، هذا هو عذرىمثله». وعميقتان كالبحر، زرقاوان عينى «إن قلت: «نعم» قالت

أن أعنى إنما «كلا» قلت: تذكرت»؟ «هل وصاحت: ففرحت صحيح» «هذا قلتهل..»؟ وهل.. — حال كل على الحقيقة هو الوصف هذا وأن تماما هكذا عينيك

«نعم». قالت:(بعبوس). بنعم» تعنين «ماذا قلت:

سؤالك». «منتظرة قالت:معذرة»! قبلتك؟؟ «هل وسألتها فتشهدت

ومرة السيارة فى معك وأنا الطريق فى مرة … مرات ثلاث نعم … هذا «أوه.. قالت.«…

91

حياة قصة

أظن حلوة؟ القبلة كانت هل أسأل أن إلا يبق ولم آسف.. إنى كفى.. «كفى.. قلت.«… سأجن أنى

الحد؟ هذا إلى تنسى أنك صحيح هل ولكن مدهش. «إنك تضحك: وهى — فقالتلتعابثنى»؟ تتكلف تراك أم

حياتى». فى رأيتك أنى أذكر ما والله «لا قلت:الهوامش! وأذكر الأصل أنسى أن وغريب

بل حب، كل أنسى لأنى أعشق، أن على المستحيل من يكون كيف تريك حادثة فهذهتنطوى. ثم الأكثر، على ساعة، وعشرين أربع على عمرها يزيد لا عاطفة، كل

أزهد ولم الحياة أسأم لم إنى فأقول: الفصل، هذا به بدأت الذى السؤال إلى وأعودمضى، عهد أى فى كنت مما فيها رغبة وأقوى لها، أطلب أنا بل عنها، فترت ولا فيها،النقيض، على الأمر فإن الناس، أو الدنيا، مسايرة عن عجزا نفسى من آنس ولستالحياة إلى الشاب يلتفت وقلما السن ارتفاع مع تقوى الحياة فى الرغبة أن وأحسبيجعل لا الحيوية فيض من يحسه ما لأن زوال، إلى أنها فى يفكر أو قصرها، أو وطولهاأمر كل عن الزاخرة الحيوية هذه بإنفاق مشغولا يكون ولأنه ذلك، من شىء إلى بالا لهلينحدر كلها «البوابات» يفتح وأن الضغط، ثقل من نفسه يريح أن فهمه آخر، حال أوالشباب ينقضى ثم ضغطه احتمال على قدرته على ويزيد طاقته، يجاوز ما ويخرج منهايفكر أن للمرء فيتسنى الأيام، على المعين شح ويزداد وطأته وتخف التدفق فيسلسالمستقبل فى بصره يمد وأن والحاضر، الماضى، فى عينه يدير وأن بقلبه وينظر بعقله

يجزع. وقد ويشفق فيفرق النهاية، إلى يدلف أنه ويرىبقى فيما يفوز أن فيشتهى يرجو مما إليه أدنى تكون قد النهاية أن نفسه وتحدثهأعظم ينعم أن ويطلب وانقضى مضى فيما به فاز ما أضعاف بأضعاف العمر. من لهفقد طال وهبه الموت. يتخونه وقد العمر. يطول لا قد يدرى؟ من لأنه وقت أوجز فى نعم

والاستمتاع؟ العمل على قدرة ولا صحة بلا حياة خير وما الصحة. تبقى لاالزاخر بالعباب مغترا كان لأنه شبابه، فى يفعل يكن لم الحياة، على يقبل لهذا فهووماذا يغتر؟ فلماذا الكهولة فى أما والتدبر، التأمل عن ومصروفا، به، ومفتونا شبابه، فىالشباب أن يتوهم من يخطئ هذا أجل ومن يوم؟ بعد يوما النضوب يحس وهو يتوقع،يركب صغره فى المرء ولكن الإقبال، يفتر أو ينقطع فما الحياة. على الإقبال سن وحده هوعلى محمولا يكون شبابه فى وهو بالإرادة. يركبها فإنه الكهولة فى أما بالجهل، الحياة

92

عشر الثامن الفصل

المطاوعة، السفينة كراكب يكون كهولته وفى يصده، أو يقاومه أن يستطيع لا تيار متنمن يخطئ كذلك التيار. وسكون تجربته، عونه فى صارت وقد يبغى، حيث إلى بها يمخرلها، وأفطن بها، وأحس بالمتعة، أدرى فإنها بالحياة، استمتاعا أضأل الكهولة يحسب

إليها. بالوسيلة وأخبر بوجوهها، وأعرفأخرى لأسباب بل بعضهم، عنه سأل الذى هذا من لشىء الاعتزال أنشد لست كلا،أغرق أو أستطرد، أو عنها، أذهل ذلك عالجت كلما وأرانى أجلوها، أن أحاول أعمق،

والتأملات. الذكريات من بحر فى أنها خطر

93

التاسععشر الفصل

ورغبة لها وطلبا الحياة، على إقبالا أشد الشباب أن أحد يتصور أن الخطأ من إن قلتفي والزهادة وللعفة لها آثر أو فضيلة أكثر أو بالحياة تشبثا أقل الكهل أن أو فيها،مما فكان فيه، يجادلوننى فأنشأوا الإخوان، بعض اعتراض القول هذا أثار وقد سيرته.لأنكم عنها، بوجوهكم وتشيحون منها، تهربون بل الحقائق تواجهون لا إنكم لهم قلتهأو تغالطونها أو نفوسكم، تجهلون أنتم أو توقيركم، على وأبعث لكم أكرم هذا ترونكنت أنى وبينكم بينى الفرق ولعل كنتم؟ كما شابا كنت وقد هذا غير ماذا أدرى لايكون أن عسى ما على لجتها فى والغوص نفسى، فى عينى بإدارة مغرى — زلت وما —أسماءها بل أسمائها أحسن الأشياء أسمى أن أحب لا وأنى وخبيث، طيب من فيهاعندى أحلى وليس نفسى. أصدق ولكنى وأخدعهم الناس، أغالط قد وأنى الحقيقية،على وأحطها بها، الخلوة لى تيسرت كله، نفسى، أتناول أن من وأروع، أوقع ولا وأمتعوأمتحن أغوارها، وأسبر وأجسها، وأفحصها عينى، فيها وأجيل وأتدبرها، أمامى، كرسىما بحقيقة وإصلاحها أعماقها، فى لأهوائها الأولى المصادر وألتمس وبواعثها، نزعاتهاللإسراف مدعاة هذا يكون أن وعسى مغالطة، أو مصانعة، أو تلعثم، بلا وأعتقد، أرى

حال. كل على المغالطة من عندى خير ولكنه التجنى، على يحمل ولعله والشططفى تركبه التى هى أنها والصواب غلط، بشبابه الحياة يركب الإنسان بأن والقولللراحة فرصة له تدع أن غير ومن إرادة، أو رأى له يكون أن غير من به تركض شبابهأو والشائع. المظنون خلاف على الكهل إلا والإرادة بالرأى الحياة يركب وما والاستمتاع،

الصحيح. أنه وأيقنت وعرفته نفسي، من بلوته ما — الأقل على — هذاالماضى هذا إلى عينى أرد بها؟ الشعور كان وكيف حياتى؟ كانت فكيف شابا. كنت

وأستوضح. وأستجلى، وأستشف، وأحدق،

حياة قصة

محمولا كنت أنى أدريه ما كل أدرى! لا أقول: أن إلا يسعنى ولا رأسى أهز ثمولكن أقصر أو وأطلب وأشتهى وألعب، وأجد وأعمل، أقرأ، وكنت قوى، تيار متن علىالكتب كانت الأمور، لمصائر أو لبواعثه أو فيه، أنا لما تام إدراك أو صحيح، فهم بغيرلا بقلوبهم وأحسها بعينى، لا أصحابها بعيون الدنيا إلى فأنظر وتسحرنى، تعدينىوأنتحل الكتب، هذه فى الحياة صور من يروقنى ما على وأقيسها حياتى وأتصور بقلبى،عندهم، الكمال وصور العليا، ومثلهم وعزماتهم، وهماتهم ومخاوفهم، أصحابها آمالأرى لأنى وأغتر، وأتكبر، فأزهى وقريعهم ندهم أزعمنى ثم نفسى، إلى كله ذلك وأوحىأفعل وكنت الواقع، فى هى كما لا الكتب هذه من استمد الذى خيالى رسمها كما نفسى

الكتب. هذه بوحى أتركه أو الشىءإلى، بها بعث قصيدة العقاد الأستاذ صديقى فى وقال مرارا، عشقت مثلا: وأضرب

الزمان: ذلك فى

ج��دي��د وح��ب ع��ف��ى، ح��ب ب��ي��ن ال��ت��م��ه��ي��د دائ��م م��ص��ر ف��ى أن��ت

أرقامها، جانبها وإلى المعشوقات أسماء فيها كتب برقعة يومئذ إلى بعث أنه وأذكرإلى إشارة أسماء، لا أصفارا أمامها ووضع تحتها الأرقام وسلسل ١٧ الأخير الرقم وكان

أرقامها. قبالة ليقيدها الأسماء يعرف أن ينتظر وأنه تنتهى، لا معاشقى أنالجوع من الضرب هذا عانيت وأنى اشتهيت، أنى الآن أعنى فإنما عشقت، قلت وإذاالأمر حقيقة إلى أنظر أو يومئذ، هذا أدرك أكن لم ولكنى الحب، الناس يسميه الذىأزاهير بين كالنحلة ويطلقنى الحال، بنشدان يغرينى الشعر من أقرأ ما كان وإنما فيه،عاشق، وأنى محب، أنى فأتوهم نفسى، إلى بالحب الشعور إيحاء إلى ويدفعنى الحسن،ذاك. أو المحبوب هذا فى وأقول الشعر أنظم النفس، مؤرق الجفن مسهد الليل فأقضى

من واحد أى مع أكون كما معه أكون شىء لا أصنع؟ كنت فماذا المحبوب، وألقىكما أكلمه ورونقه، بنضارته وأسعد الحسن بهذا أتملى أن حتى لى يخطر ولا الله، خلقبيتى، إلى وأرجع فرق أدنى بلا إخوانى مع أفعل ما نحو على أمزح، أو وأجد غيره، أكلممن عليها وأخلع آخر، نحو على العادية الجلسة هذه أتصور فأروح كتبى، بين وأقعدأو إشارات من كان وما الحديث من دار ما وأستبعد شتى، ألوان ذات حللا الخيالوأرى لذاك، وأتألم بهذا، فأسر أريدها، التى المعانى وأحملها حينها، فى بها أعبأ لم نظراتأو التدلل معنى تلك وفى التشجيع، أو الرضى معنى النظرة، أو والإشارة الكلمة هذه فى

96

عشر التاسع الفصل

الإحساسات ضروب من كافية مادة تجتمع حتى هكذا أزال ولا الإيلام إلى القصد أو الملل،قصيد! لنظم

أتمثل أنظمه وأنا وكنت شعرا، أنظم كنت وإنما بالحياة، أشعر أو أعيش، أكن لم لا،لنفسى وأوحى عنها، الصدور أتخيل التى والعاطفة عنه، العبارة أريد الذى الإحساسالذى هو وأنه توهما، لا حقيقة به شعرت الذى هو هذا بأن أعتقد بأن وأنتهى كله، هذا

الايحاء. بقوة لها أنا أنشأته الذى لا نفسى خامركان الذى هو الشعر قرض إن أقول وأن الحقيقة، هذه بيان فى فائدة من يخلو ولاوإنما متوهم حب من كان ما وإن الإرادة به وتعلقت الرغبة إليه اتجهت والذى المقصودالمادة التماس على يبعث كان الشعر قول أن أى الشعر، قرض فى الرغبة هذه ثمرة كانكله هذا أن على والدليل إليه، وما الخشب فيطلب كرسيا يصنع أن النجار يريد كما له،قط تكن لم إليها بقلبى صغوت أنى نفسى من الآن أعرف من أن الإيحاء، بفعل كانبستان فى زهرة إلى زهرة عن وطرت مرات قلبى نقلت قد كنت فإذا لشعرى، موضوعا

النفس. إلى بإيحائها بل طبيعيا، نشوءا تنشأ لم العاطفة لأن فذاك الحسن،الحياة وقع أتلقى شبابى فى أكن لم فأنا هذا. على يقيس أن القارئ وسع وفىفرأيه، مغنطيسيا، تنويما غيره نومه كالذى لهذا وكنت الكتب، طريق عن بل مباشرة،إيحاء نفسه فى يحدثه ما هو وبغضه، وحبه وخوفه، وأمله وهواه، وعاطفته، وشعوره،

منومة.شىء لها يبق لم ولكنه كان، كما بالكتب ولوعى زال وما الطوق. هذا عن شببت وقدتلك وأجنبها نفسى أقى أن للحياة معاناتى بفضل استطعت فقد القديم، السحر ذلك منبقلبى وأحس الشاعر، أو الكاتب بعين لا بعينى، الحياة، وفى الكتب، فى أنظر فأنا الفتنة،أريده لأنى الشىء وأطلب الكتب، إيحاء من لا منها الحياة وقع وأتلقى سواى بقلب لاالمرجوة وثمرته السعى جهد وأوازن رغبتى، إلى قدرتى وأقيس بالطلب، جديرا وأراه

الدقيقة. والموازنة المضبوط، القياس بعد أحجم أو وأقدميغرنى أو هوى، يستخفنى ولا حقه، أبخسه أن أو شيء، بقيمة أغالى لا أن وأحاولغضب، أو ورضى حزن، أو فرح اتزانى يفقدنى أو أمر، طورى عن يخرجنى أو حال،للأشياء، الحقيقة القيم أعرف أصبحت لأنى صبوة، بى تركض ولا شهوة، بى تجمح ولالا الصارمة بالإرادة الحياة فى أسير ولأنى الأوهام، بها أخلط ولا مكانها. بها أعدو ولالم كنت إذ الصحيح، الجواب أعرف فإنى الشىء، أفعل لماذا سألتنى فإذا الجواذب، طوع

تركه. علة أعرف أترك ما وكذلك والوزن، والحساب الروية بعد إلا أفعله

97

حياة قصة

الحياة أواقع شبابى فى كنت أنى القارئ: يصدق أن ويمكن — أقول أن ويمكنحرفة، عندى الحياة صارت وقد المحترف، مواقعة أواقعها فإنى الآن، أما الهواء، مواقعةوالمحترف الهاوى بين والفرق لى، أوفق ورأيته طلبته الذى الجانب منها وحذفت تعلمتها،

بيان. إلى يحتاج لاينبغى لما لتقديرى إلا تخضع لا وإرادتى إرادتى، طوع نفسى، وأهواء عواطفى وكلالحد إلى محقق، سيرتى فى والعمد الحياة. من به أفوز أن — رأيى فى لى ويحق —لأنه لنفسى. السعادة بواعث من العمد وهذا الخلق. لسنن الخاضع للمخلوق يتيسر الذىشك ولا الحياة، فى الحرية من نصيبا أشعر فيما لى ويجعل الاستقلال من حظا يكسبنىلا لإنسان قيمة أى إذ الأكرم، هو هذا ولكن وأثقل، أقوى بالتبعات شعورى يجعل أنه

يصنع؟ عما مسئول أنه يشعر

98

العشرون الفصل

غير معادا يومئذ لى أعرف أكن ولم وحيرة وحرمان كبت، حياة الشباب، حياة كانتما عبث على يخفى ولا — أقول وكنت الشعر قرض على والإكباب القراءة على الإكباب

أحاول:

ي��ك��ون! ب��ال��ق��ري��ض س��ل��وا أن ل��و ع��لال��ة إلا الأش��ع��ار م��ن ن��ظ��م��ى وم��ا

شعرى: يذكرون لمن أقول وكنت

م��ت��خ��وف ج��ان��ب — ل��وع��ل��م��ت��م — ل��ه م��ف��وف��ا ع��ل��ى، ش��ع��را، ت��ن��ف��س��وا ف��لام��ط��رف وش��ى ال��ش��م��س غ��روب م��ن ل��ه��ا غ��م��ائ��م��ا ال��ري��اح ه��ذه ن��ظ��م��ت ك��م��اوم��ت��ل��ف م��ذي��ب ي��وش��ي��ه��ا، وم��م��ا م��م��زق، ي��ض��م، م��م��ا ي��ه��دده��اون��ق��ط��ف ن��ش��ور م��ا س��وان��ا وي��ج��ن��ى ن��ف��وس��ن��ا ت��ذوب ق��وم م��ن ال��ل��ه ل��ن��ان��ت��ل��ه��ف ب��ي��ن��ه��م ع��ط��اش، ون��ح��ن ق��ل��وب��ه��م ري��ا ال��ن��اس ع��ن��ا وي��ص��دروأع��رف أدرى ب��ال��ع��ي��ش أن��ن��ا ع��ل��ى ن��ع��ي��م��ه دون ال��ع��ي��ش ش��ق��اء ن��ذوق

بقولى: ذلك فأردف بالوهم أتعزى أن وأحب

ال��م��ث��ق��ف ال��ق��ري��ض ال��س��ؤل ب��ل��غ إذا ل��ذاذة أخ��ط��أت��ن��ا م��ا ول��ك��ن��هي��ت��ش��وف م��وح��ش��ا ق��ل��ب��ا وآن��س م��ف��ج��ع ل��ه��ي��ف ع��ن س��رى ه��و إذان��ن��ص��ف وال��ع��ي��ش الأي��ام م��ن ون��ح��ن ظ��ل��م��ه��ا ج��ل إذا ال��دن��ي��ا ت��ح��ف��ل ف��م��ا

حياة قصة

بعزاء وظلمها، الأيام من الناس نفوس ينصفون الذين أحد أنى زعمى يكن ولمفأصيح: صبرى كاهل على تثقل والكبت الحرمان وطأة فكانت دائم، أو صادق

ال��ب��رد! ذا خ��ل��ع إل��ى ي��اش��وق��ى وث��ن��ت��ي��ن، ح��ج��ة ع��ش��ري��ن ال��ع��ي��ش رداء «ل��ب��س��تب��ال��زه��د» ت��ع��ل��ل لآم��ال م��رادا ب��ه��ا ي��ج��د ل��م وم��ن ال��دن��ي��ا، ع��ن ع��زوف��ا

طبيعيا، هذا يكن ولم كنت، ما ليتنى يا أقول كنت زاخرا، الحياة فيض كان فيومالخمسين، إلى أدلف وأنا والآن، الحيرة، وقطاف الحرمان، وجنى الكبت، ثمرة كان ولكنهالتزود من وطرها النفس وتقضى التلبث، ليطول رجله، الزمان يثقل أن أتمنى ما لشدرباعياته. إحدى فى الخيام يقول كما شىء» لا «فجر إلى مسيره الركب يستأنف أن قبلظنى يصدق ولم للسرور، ومجلبة التسلية على باعثا أراه، أن على يشق كان ما صار وقدليس أنه هائجا، النفس، ثائر حياتى سأقضى أنى الكاذب، الشباب أيام فى توهمت حين

قلت: فقد مهرب أو معدى ذاك عن لى

وت��ل��ع��ب ط��ورا الأش��ج��ان ب��ه ت��ج��د ي��غ��ت��دى ك��ي��ف ال��ف��ت��ى أدرى ف��م��ا س��ك��ن��ت،

غيرى. لسان على قلت كماواختلفت الدنيا، تغيرت فقد أخرى، ناحية من الحياة إلى نظرت ولكنى أسكن، لم بلأخرى. سبل إلى بها وانعطفت ألفت ما غير على ورضتها نفسى، فراجعت الحياة، أحوالمظهر سوي يكن لم وأنه صادق، غير كان للحياة بالمقت القديم شعورى أن عرفت فقدكان الحياة حب لكن ذلك، من أعمق بها والتعلق الحياة حب وأن أعانيها، عارضة لحالةويعصف طورى، عن ويخرجنى هذا يرجني فكان الموت، من بالجزع أحيانا يصطدملهم كأن الناس على أنغص أن الوقتية الحالة هذه مثل فى وأحاول أثور فأرانى باتزانىوأكتب الألمانى، الشاعر «هينى» أقلد فأروح بسواء، سواء مثلى ليسوا كأنهم أو ذنبا،

مثلا: أقول الثورة، جنون عن منها أكشف ليس وصية

س��ام��ر وي��ق��ف��ر أن��وار، وت��ط��ف��أ ال��س��ت��ائ��ر ال��ح��ي��اة ه��ذى ع��ل��ى س��ت��رخ��ىال��م��ق��اب��ر؟ ط��وت��ه م��ن ي��ب��ال��ى وم��اذا ع��ي��ش��ت��ى؟ ق��ص��ة ال��ن��اس ه��ذا راق ف��ه��لال��م��ق��ادر ل��ى ب��ه��ا وص��ت ال��ت��ي ن��ظ��ي��ر وص��ي��ة م��وت��ى ق��ب��ل م��ن ل��ه��م ت��رك��ت

100

العشرون الفصل

ث��ائ��ر ال��ده��ر، أن��ا م��ن��ه، وم��ا ه��م��وم��ى — ع��دى ل��ى ك��ان إذا — لأع��دائ��ى وه��ب��ته��ام��ر ه��و ولا ي��رق��ا، لا وب��ال��دم��ع وال��ض��ن��ى ب��ال��س��ه��د ل��ل��م��ح��ب��وب وأوص��ي��تق��ادر وال��ل��ه ال��م��ش��ن��وء، وب��ال��ع��رج ل��ي��زي��ن��ه وج��ه��ه ف��ى وب��ال��ج��درىال��ن��واظ��ر ت��ت��ق��ي��ه ح��ت��ى وب��ال��ق��س��م وال��ج��وى وال��ب��أس، والإم��لاق، وب��ال��ض��ع��ف،ع��اث��ر وال��ج��د الأب��ن��اء ف��ى وب��ال��ث��ك��ل م��ف��ص��ل ك��ل ف��ى ب��الأوج��اع ول��ل��ش��ي��بأح��اذر ال��ح��ي��اة ف��ى م��ن��ه ك��ن��ت وم��ا ال��ص��ب��ا ل��ذى ت��رك��ت ق��د س��ق��ام وك��لي��خ��ام��ر م��ن ع��ل��ى آس��ى لا م��ت: إذا وإن��ن��ى ال��ش��ق��اء، أل��وان ول��ل��ن��اس

بشىء الطبقة لهذه أوصي أن فاتنى هذا أجل ومن بنون الحين ذلك فى لى يكن ولمالبغيضة! الثروة تلك من

على شعرى.. من أنشر كنت فيما أنشره ولا الهراء، هذا فأطوى يثوب، عقلى وكانعلى — وحدى الألمانية أتعلم أن عبثا أحاول وأنا — عثرت لما ساكنا، هادئا كنت أنىوالمفروض — يلى فيما وترجمتهما بهما ففرحت المكايدة خبث من قليل غير فيهما بيتين

صاحبهما: قبر على يكتبان أنهما

أم��ام��ك خ��ط م��ا ات��ل ق��ب��رى: ال��زائ��ر أي��ه��اع��ظ��ام��ك! ك��ان��ت ل��ي��ت��ه��ا ع��ظ��ام��ى ف��اع��ل��م، ه��ه��ن��ا،

كانت وإن النفس في كامنة الثورة أن على دليل هادئ، وأنا البيتين، هذين وترجمتىالعادة. في تبدو لا

واحد، المآل وإن أذهب حيث إلى ذاهب، محالة لا غيرى أن علمى يعزينى لا صرت ثمفيه يكن لم هذا حتى أجمع، العوالم بل كله، العالم فناء لنفسي أصور أن إلا يقنعنى ولاوربما وأطمئن. بعينى، مصرعها لأشهد الدنيا في من آخر أكون أن أشتهى فكنت مقنع،

أصدق. لا كلا، أصدق! لا ولكنى فنية، شهوة هذه أن لها فزعمت نفسى غالطتأجعلهم لم لماذا أدرى (ولا نساجين ثلاثة فيها تصورت قصيدة هذا مظهر وكان

للعالم. كفنا يصنعون عشرين!) أو أربعة

ع��ال��م أن��ى غ��ي��ر أراه ول��س��ت ده��ره��م، ال��ن��ول، ع��ل��ى أي��دي��ه��م ت��ع��اق��ب

101

حياة قصة

ش��ائ��م؟ ب��ال��ع��ي��ن أن��ت م��ا س��وي أل��ي��س ح��اج��ة ال��ع��ي��ن، ت��ب��ص��ر أن إل��ى ب��ى، وم��ام��ت��ق��ادم ع��ه��ده ث��وب��ا وت��ل��ح��م أك��ف��ه��م ت��س��دى ت��دري، ل��و ه��ن��ال��ك،وال��زم��ازم أص��وات��ه��م — وج��وه��ه��م أرى لا ك��ن��ت وإن م��ن��ه��م م��س��م��ع��ى وف��ىوال��ع��وال��م ال��دن��ا ه��ذى — ع��ري��ت م��ت��ى — ت��ن��ط��وي ف��ي��ه ن��اص��ع��ا ث��وب��ا ي��ح��وك��ونن��م��ان��م ف��ي��ه ال��ق��ر ب��ل��ورات وم��ن خ��ي��وط��ه ب��ي��ض ال��خ��زى ال��ب��رد م��نم��راق��م ال��ث��ق��ال ال��س��ح��ب ق��ط��ع وم��ن خ��ط��وط��ه ال��م��دي��د ال��ري��ح ن��ف��س وم��نع��ال��م! ي��ق��ض��ي��ه ال��ن��ح��ب ه��ذا ف��أش��ه��د أه��ل��ه��ا آخ��ر الأرض ف��ى ل��ي��ت��ن��ى ألا

به أغالط ما أنشد أو عزاء، ألتمس فلست أيضا، المرحلة هذه ورائى خلفت وقدشيئا أحفل فما يذهبون، لا أو الناس يذهب أن اليوم عندى وسيان الحقائق. فى نفسىنفسى أعنى لا أنى على — سبيل هذا إلى كان لو — يبقوا أن عندى لآثر وإنه هذا، منسكون على جديدة رياضة أروضها أن الآونة هذه في وهمى نفسى، أمر وحسبى بأمرهم،الحياة، في يذاق طعمه بل الموت؟ من شر هذا فإن الركود على لا اضطراب، يفسده لا

والإرادة. الصحيح الإدراك ابن لأنه قوة والسكون

102