القراء التحليلية لمؤلف (1)

2
القراءتحليلية ال هؤلف" : القد ثانية لشعرنا قراءة" د. ى ناصف مصطفلثامن الفص: جة إلى الخوفلحا القواىلي، وقن النسا خوف الو ز من خلناقد لير من اختيا انوف اماجة إ ا ىو وعي ثاقب نافذ، و عن أن يصدر إكن ، ىذا انوف كيانو ه ور من مص اهستمطلق من ان عليو، فكان أنل أن يدلى ناصف وحاوللناقد مصطفء الذي تنبأ لو ا الشي مطلعها يقول اللذبيابغة النا قصيدة ا: بد ا ف يها سال عل وطال ت و أق د ن ياء فالسعل ة بال دار مي يا1 أد من أ ب ب ل وما بال ا با جوا ف ي اع ها ل ا سا أأي فيها أ ف وقف2 لشاعر بالوجودقة ا جوه ع آخر من و جوابغة ىذه يكشف عن وقة النليليو هعل متناقضن شعورينهو يكشف ع يتضنو، فتمع الذي وبا: ول ا: الوحشةنفراد و ا الرغبة شعور ب. لثا ا: عن قدرةلنابغةء، يفصح البقاد ا يتهدعو من خطر كبتم ا يتعهد شعور آنذاك العرتمعد ا كان يتعهد ويهد حدس الشر الذي خارقة. ول إ تمعن اراد فنف حشة والو للشاعر ميان ا كا فإذا" الوأشة سبيل عقبة في من قدرات ما لهاكلنبيو الذات ل تؤدي إلى تة التيضلوري ال... " 3 بئو لو معرفة ما ، وحشة تقدم من يصف الوجود العرا لنابغةت وعي اى حانفراد ىو أ اع، أمالمجتم الغيب لتمع خرب تو منقادر على صيان حده ىو اللشاعر ودق، واطر والشر ا شعور باهخا بل" ة والنؤيذابلواري ال ما تكون بان أشبو وىي اشلال ضة لعلبي معلة المجتمب ال إن أيا4 يمنب الذي والسجفينسيلا ال5 شأنا منالهملذين فقدا م ال. تعبيلة إن أعجبك ىذا المعطلف الالوظا ىذه ىي ا- ومنلحياةأتي على اق بأن يغامض خلي السيل ثم فإن ال. امضة أو غيلم النبوءات الغأا مضى أتبعنا فيم لقد تي من الصورةلثاننب الجا إلى ا نشيلختم ىذه الصحف أن نهم قبل أنن الممضة ا ولكن ملغا ا امال فا1 - أقىث: لهب خلج من أه. بد ا: الدهر. 2 - أص: لتت طى روا وف. 3 - نبصف مصطف" مت لشعرنب القد قراءة ثبن" ص: 176 . 4 - ُ ْ ؤْ الن: َ لّْ هب السقَ بء بِ مت أو الخ الخفر حىلح يً مجر. والجمع: ِ ئُ ن. 5 - ُ فْ جّ الس: تَ ْ رُ ب فَ مُ هَنَْا ببَ ونُ رْ قَ مْ الِ ا اَ رْ ٓ الس.

description

القراء التحليلية لدؤلف: " قراءة ثانية لشعرنا القديم" د. مصطفى ناصف الفصل الثامن: الحاجة إلى الخوف الحاجة إلى الخوف اختيار من الناقد ليبرز من خلالو خوف الإنسان الجاىلي، وقلقو

Transcript of القراء التحليلية لمؤلف (1)

Page 1: القراء التحليلية لمؤلف (1)

مصطفى ناصف. د" قراءة ثانية لشعرنا القدمي: " دلؤلفالتحليليةالقراء الحاجة إلى الخوف: الفصاللثامن

احلاجة إىل اخلوف اختيار من الناقد ليربز من خاللو خوف اإلنسان اجلاىلي، وقلقو ادلستمر من مصريه وكيانو، ىذا اخلوف ال ديكن أن يصدر إال عن وعي ثاقب نافذ، وىو

الشيء الذي تنبأ لو الناقد مصطفى ناصف وحاول أن يدلل عليو، فكان أن انطلق من :قصيدة النابغة الذبياين اليت يقول يف مطلعها

ند أق وت وطال عليها سالف األبد 1يا دار مية بالعلياء فالس 2وقفف فيها أأيالأساالهااعيف جواباا وما باللبب من أأد

يف حتليليو دلعلقة النابغة ىذه يكشف عن وجو آخر من وجوه عالقة الشاعر بالوجود :وباجملتمع الذي حيتضنو، فهو يكشف عن شعورين متناقضني

.شعور بالرغبة يف االنفراد والوحشة: األولشعور مبا يتعهد جمتمعو من خطر كبري يتهدد البقاء، يفصح النابغة عن قدرة : الثاين

.خارقة يف حدس الشر الذي كان يتعهد ويهدد اجملتمع العريب آنذاكعقبة في سبيل الوأشة "فإذا كان الشاعر مياال للوحشة واالنفراد فألن اجملتمع حتول إىل

، وحشة تقدم لو معرفة ما خيبئو 3"...الضلورية التي تؤدي إلى تنبيو الذات لكل ما لها من قدراتالغيب للمجتمع، أما االنفراد ىو أمسى حاالت وعي النابغة مبا يصف الوجود العريب من شعور بادلخاطر والشر احملدق، والشاعر وحده ىو القادر على صيانتو من جمتمع خرب

الذي ال يمنب 4إن أياة المجتمب العلبي معلضة للشلا وىي اآلن أشبو ما تكون باألواري الذابلة والنؤي"بلومن - ىذه ىي الوظااف المعطلة إن أعجبك ىذا التعبيل. اللذين فقدا مالهما من شأن5السيلا والسجفين

لقد تتبعنا فيما مضى أأالم النبوءات الغامضة أو غيل . ثم فإن السيل الغامض خليق بأن يأتي على الحياةفاآلمال االغامضة ا ولكن من المهم قبل أن نختم ىذه الصحف أن نشيل إلى الجانب الثاني من الصورة

1

.الدهر:األبد.خلج من أهلهب:أقىث- 2 .وف روات طىلت:أصال-

3 .176: ص" قراءة ثبنت لشعرنب القدم" مصطف نبصف-

4 - ل : النؤ : والجمع . مجري حفر حىل الخمت أو الخببء قهب الس .نئ

5 .الس راا المقرونبا بنهمب فر تة : السجف -

Page 2: القراء التحليلية لمؤلف (1)

وال يمكن . واللؤى الطيبة ال تعيش وأدىاا وىناك دااما جدل وألاع بين بواعث التقدم وبواعث التقهقل .6"ون الثقافة بمعزل عن ألكة األضدادؤأن تبحث ش

وتتخذ احليوانات يف الشعر اجلاىلي أبعادا إنسانية وصراعية حتيل على احلرب أعانف المجتمب من أيث ال يدري على أن يشبب بعض أاجاتو "فقصة الثور والكالب. والتطهري

وال شك أيضا في أن قصة الثور والكالب كانف ىي الدرس . العاطفية من الحلب بطليقة خيالية وىمية .7"األول الذي علم المجتمب الجاىلي كيف يشك في فلسفة الحلب المتداولة

نزوع واضح إلى عالم بعيد عن المنطق والمعقولية "كما تشري قصيدة النابغة الذبياين إىل ولكن . واإلنسان ال يتمتب في مثل ىذا النزوع بكمال إنسانيتو على نحو ما يتبادر إلينا اآلن. واإلنسان

. أذار من أورة النعمان. الشاعل ىو الذي استطاع أن يهب المجتمب الجاىلي مثل ىذا التحذيل الغامضأذار من عالم . أذار من اللبس بين فكلة الفضيلة وطبااب الشيطان. أذار من العدوان على فكلة اإلنسان

. 8"ال يعلف الخوف أو اليلى للخوف مكانا في نظام الحياةوىكذا يتبني لنا أن الدكتور مصطفى ناصف تعامل مع الشعر اجلاىلي من زاوية

أنرتوبولوجية أسطورية، إذ نظر إىل جمموعة من مكونات الشعر اجلاىلي كرموز ومتعاليات مجاعية مشرتكة مرتسبة يف ذاكرة اإلنسان العريب تؤرخ جملتمعو وحضارتو ، وتعرب عن ماضيو

ومن مث، يقدم لنا الدارس الشعر اجلاىلي ال . وحاضره ومستقبلو بكل أتراحو وأفراحوكموصوفات حسية ودوال سطحية ساذجة بل كرموز جمردة عميقة بعيدة عن الظاىر تتوغل

، وطقوسي، وديين،يف العقل الباطن والالشعور اجلمعي من خالل استقراء ماىو روحي . بتعبري الباحث مجيل محداوي–وشعائري

6

.179: ص" قراءة ثبنت لشعرنب القدم" مصطف نبصف- 7

.181: نفسه، ص- 8 .186: نفسه، ص-