توضيح الحلقة الثانية ج1 -...

416
ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺍﳊﻠﻘﺔ ﺗﻮﺿﻴﺢ ﺍﳉﺰﺀ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﺷﻜﻨﺎﱐ ﳏﻤﺪﺎﻉ ﻭﻻ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻫﺬﺍPDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Transcript of توضيح الحلقة الثانية ج1 -...

Page 1: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

توضيح احللقة الثانية

األولاجلزء

حممد أشكناينالشيخ

هذا الكتاب يهدى وال يباع

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 2: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٢ -

الطبعة األوىل م٢٠٠٤هـ ـــ ١٤٢٥

حقوق الطبع حمفوظة للمؤلف

بى وال يدهاعهذا الكتاب ي

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 3: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٣ -

بسم اهللا الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وآل محمدلو كن من اللهسن الحة ابجالح كلي

صلواتك عليه وعلى آبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة وليا وحافظا وقائدا وناصرا ودليال وعينا حتى تسكنه أرضك طوعا وتمتعه فيها

طويالي تكمحبراحمينالر محا أر

اللهم صل على محمد وآل محمد

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 4: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٤ -

:وقع ديوانية الشيخ حممد أشكناينم

www.alashkanani.com

:عنوان املراسلة حممد حسني أشكناين

٦٦٦٩١ب . ص ـ بيان 43757 دولة الكويت

Mohammad H. Ashkanani

BAYAN – P.O.BOX 66691

STATE OF KUWAIT 43757

:للمؤلف الربيد اإللكتروين [email protected]

:للديوانية وجلاا الربيد اإللكتروين [email protected]

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 5: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٥ -

بسم اهللا الرحمن الرحيم

احلمـد هللا رب العـاملني وصـلى اهللا على سـيدنا أيب القاسم حممد وآله .طيبني الطاهرين ال

قـــول بــأن احللقــــات الثـــالث هــي أفـــضل مثــرة حليــاة آيـــة اهللا ـميكــن ال العظمـى الــشـهيد الــسـعيد الــسيد حممــد بـاقر الــصدر قــدس ســره الــشريف ، وقــد ذكــر الــشهيد يف املقدمــة املــربرات الــيت دعتــه إىل كتابــة احللقــات الــثالث يف علــم

ــشهيد قــدس ســر ــه ، ولقــد طــرح ال ــدة يف أصـــول الفق ــة جدي ه يف احللقــات منهجيأصـول الفقـه ختتلف عـن منهجية الكتب األصـولية األخـرى ، فـإن حركـة األصـويل يف احللقــات تتناســب مــع حركــة الفقيــه يف اســتنباطه لألحكــام الــشرعية ، فهنــاك تدرج يف أحباث احللقـات حسـب تـدرج عـمليــة االســتنباط عنــد الفقيـه ، فالتـدرج

صــول والفقــه واحــد عنــد الــشهيد قــدس ســره ، فهنــاك تطــابق يف التــدرج يف يف األ .املنهجية بني علم األصول وعلم الفقه

ــد أن يــستنبط حكمــا شــرعيا فإنــه يبحــث أوال عــن ــدما يري إن الفقيــه عنالــدليل احملــرز القطعــي ، وإذا مل جيــده فإنــه يبحــث عــن الــدليل احملــرز الظــين ،

ىل األصـول العمليـة ، مث إذا وجـد عـدة أدلـة متعارضــة وإذا مل جيـده فإنـه يرجـع إ

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 6: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٦ -

فإنـه حياول أن يوفق بينهـا ، وبـنفس الطريقـة يـتم البحـث يف علـم األصـول ، فـإن األصـويل يبـدأ أوال بالبحث عن األدلة احملـرزة القطعيـة مث األدلـة احملـرزة الظنيـة

يتم التوفيق بني حركة مث األصول العملية مث التعارض بني األدلة ، وذه الطريقة .الفقيه يف استنباطه وحركة األصويل يف أحباثه

ــشهيد ــى الـ ــة اهللا العظمـ ــات آيـ ــة حلقـ ـــاىل إىل دراسـ ــين اهللا تعـ ـــد وفقـ لقـوإىل تـدريس احللقـة األوىل والثانيـة قـدس سـره السعيد السيد حممـد بـاقر الـصدر

ع أنـين كتبـت توضـيحا عـدة مـرات ، ومل أوفق لتدريس احللقـة الثالثـة حلـد اآلن مـ للحلقــة الثالثــة وطبــع اجلــزء األول منــه ، وكنــت خــالل دراســيت للحلقــات الــثالث ــرام ، وخــالل ــزاء وأكتــب املالحظــات علــى تقري ــرات األســاتذة األع ــب تقري أكتــى ــات عل ــب املالحظــات والتعليق ــة وأكت ــى الطلب ــا أقــرره عل ــب م ــت أكت تدريــسي كن

نوات عــدة مالحظـــات وتعليقـــات علـــى احللقــات ، وقـــد جتمعـــت خــالل هـــذه الـــس ــة وأضــفت إليــه ــة الثاني ــة ، فكتبــت شــرحا للحلق ــة الثاني ــات وال ســيما احللق احللقالتعليقـــات الـــيت كتبتـــها خـــالل هـــذه الـــسنوات ، وقـــد أضـــفت هـــذه التعليقـــات يف

. توضيح احللقة الثانية اهلامش ، وأطلقت على الكتاب ــى إن اهلــدف مــن هــذه التعليقــات هــو إثــارة جــو مــن النقــاش العلمــي عل

ــذه ــا الـــشهيد الـــصدر قـــدس ســـره يف احللقـــات ، وبعـــض هـ املطالـــب الـــيت طرحهـالتعليقــات هــي اســتفادات مــن األســاتذة األعــزاء حفظهــم اهللا ، وبعــضها تــأمالت ــشهيد ، وأحببـــت أن ــراءة عبـــارات الـ ــد قـ ــذهن عنـ ـــرت يف الـ ـــة خطـ وأفكـــار خاصـ

عليهــا أســـاتذة احللقـــات بــشكل خــاص والطلبــة بــشكل عــام إلثــارة أنــشـرها ليطلــع ذلـك اجلـــو العلـــمي ، ولـيس بالــضـرورة أن أكــون معتقـــدا بـصحـة كــل مــا أكتبــه يف هـــذه التعليقــات ، وإمنـــا هــي أفكــار وتــأمالت انقــدحت يف الــذهن ، وهــي كالبــذرة

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 7: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٧ -

ــاج إىل عنايــة ورعايــة حــىت تنمــو وتثمــر ، فــأرجو مــن األ ســاتذة الكــرام الــيت حتتوالطلبـة األعزاء مسك القلـم وكتابـة مالحظـام وتعليقـام علـى هـذه التعليقـات

.حىت تنمو هذه األفكار ويثبت خطؤها أو صحتها ــب مــا يقولــه أســتاذ احللقــات ويراجعــه عــدة مــرات ــب أن يكت وعلــى الطالا حــىت ميكــن لــه اســتيعاب مطالـــب الكتــاب ، وأن يفكــر ويتأمــل ــا ، وال يقبلـــه

كمــسلمات ، فــال توجـــد عندنـــا آراء معــصـومة غيـــر قابلـــة للنقـــاش ، لــذلك تطــور علــم األصــول إىل هـــذا املــستوى املوجـــود اآلن ، فالعلمــاء كـــانوا ال يقبلــون أفكـــار العلمــــاء الـــذين ســـبقوهم كمـــسلمات ، وطـــوروا هـــذا العلـــم عـــن طريـــق اإلشـــكال

ــت ، وعلــم األصــو ــت قل ل ال يقــف عنــد حــد معــين ، بــل هــو قابــل واجلــواب وإن قلــه الــذي هــو وســيلة وآلــة ــد مــن اســتعمال الطالــب لعقل للتطــوير والتجديــد ، وال بالــتفكري عنــد اإلنــسان ، والعقــل مــن مــصادر االســتنباط عنــدنا ، والعقــل لــه قيمــة عالية يف مذهب أهـل البيـت علـيهم الـسالم ، واألفكـار ال تأخـذ ـا كـأمور مفـروغ

ل فكــر مبـــا تــسـمع ومـــا تقـــرأ وانظــر إىل أدلتــه ، وبعــد النظــر يف األدلــة عنــها ، بــ .تقتنع أو ال تقتنع بالفكرة ، فتقبل أو ترفض على أساس التفكري واالقتناع

وقد حاولت يف هذا الشرح أن أجعله موضـحا لكـل مطالـب احللقـة الثانيـة بـارات خمتلفـة ليـسهل بأسـلوب سـهل ومبسط ، وقد قمت بتكرار بعـض املطالـب بع

االسـتيعـاب على الطلبـة ، وكان البحث الواحـد يأخـذ مين الوقت الطويل ، وأحيانـا يأخــذ مــين عــدة أيــام لكتابتــه حــىت أصــل إىل الدرجــة الــيت أعتقــد بــأن الطـــالب سيكون مكتفيا به ، وكنت أجعل نفسي يف مكـان الطالـب باعتبـار أنـين كنـت طالبـا

من منري العلماء ، وأرى ما ميكن أن خيطر يف ذهن الطالـب ومـا زلت طالبا أل .من تساؤالت ، وأحاول أن أجيب على هذه التساؤالت

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 8: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٨ -

وأســأل اهللا تعــاىل أن يتقبــل هــذا العمــل وأن جيعــل ثوابــه لوالــدي وللــشهيد ــشريف ، ــره الـ ــد بـــاقر الـــصدر قـــدس سـ ــسيد حممـ ــة اهللا العظمـــى الـ الـــسـعيد آيـ

ر ، وأن جيعلـه نافعـا لطلبة العلوم الدينية إىل يوم القيامة ليـستمر ولعلمائنا األخيـا .الثواب ويدوم إىل ما شاء اهللا تعاىل

وقــد اســتفدت يف كتابــة هــذا الكتــاب مــن كتــاب املعــامل اجلديــدة لألصــول للــشـهيد الــصدر قــدس ســره ، وتقريــرات األســتاذ الــشيخ أســد قــصري ، ودروس

يقات األستاذ السيد علـي أكـرب احلـائري علـى احللقـة السـيد كمـال احليدري ، وتعل ــة ــر اإلســالمي ، وشــرح احللق ــق مـــن قبــل جممــع الفك ــاب احملق ـــة وهـــو الكت الثاني

، " حماضـــرات يف أصـــول الفقـــه " الثانيـــة للـــشيخ عبـــداجلبار الرفـــاعي يف كتابـــه ــه ـــور البحــراين يف كتاب ـــد صنق ــشـيخ حمم ــة " وشـــرح ال شــرح األصــول مــن احللق

.، حفظهم اهللا تعاىل مجيعا ذخرا لطلبة العلوم الدينية " ثانية ال واحلمد هللا رب العاملني وصلى اهللا على سيدنا أيب القاسم حممـد وأهـل

.بيته الطيبني الطاهرين

حممد حسني أشكناين هـ١٤٢٢ مجادى الثانية ٢٥

م٢٠٠١ / ٩ / ١٣

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 9: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٩ -

قبـــل الدخـــول يف توضــيح احللقــة الثانيــة مــن املناســب تقــدمي خالصــة ملــا كتبه الشهيد قدس سره يف مقدمـة احللقـات الـثالث لتوضـيح األسـباب الـيت دعتـه

.إىل وضعها وما فيها من خصائص وبعض اإلرشادات يف جمال درسها وتدريسها :الثالث مربرات الشهيد لوضع احللقات

ــب لقــد ذكــر الــشهيد قــدس ســره املــربرات الــيت دعتــه إىل اســتبدال الكتالقدمية بكتب أخرى جديدة هلـا منـاهج الكتـب الدراسـية وشـرائطها وأسـاليبها يف

:التعبري ، وهذه املربرات هي وجـــود فاصــــل زمـــين ميتــــد إىل مائــــة ســـنة بـــني الكتـــب : املـــربر األول

ضر ، فلقد حبث األصـوليون خـالل هـذه املـدة أفكـارا جديـدة القدميـة ووقتنـا احلا ــدخل ــدة ، وعنــدما ي كــثرية وتطــورت طريقــة البحــث واســتحدثت مــصطلحات جدي

.الطالب إىل حبث اخلارج يفاجأ ذه التطورات املطلوب هـو التدرج يف الكتب الدراسـية ال علـى أسـاس تـاريخ علـم :إذن

لب مل يعـــد هلـــا موضـــع يف العلــم حبــسب وضــعه األصـــول ألن كثيـــرا مـــن املطـــا احلايل ، وإمنـا يتدرج فيها من ناحية الكـم والكيـف يف عـرض آخـر مـا وصـل إليـه

.العلم من أفكار وحتقيقات ومصطلحات

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 10: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ١٠ -

الكتب الدراسية مثل املعـامل والقـوانني والرسـائل والكفايـة : املربر الثاين التـدريس ، وإمنــا ألفـت للتعـبري عـن آرائهـم مل تؤلف من قبـل أصحـاا من أجـل

ــدئ ــب املبت ــاهلم ال للطال ــا للعلمــاء أمث يف املــسائل األصــولية املختلفــة ، وقــد كتبوهالذي يفترض أن يتـدرج الكتـاب معه مـن البـسيط إىل املعقـد وأن تبـرز الثمـرة لـه

.من كل املباحث ــث ــربر الثال ــة الــسطح هــو إ : امل عطــاء الفكــر األصــويل مبــا هــدف مرحل

ــم ــة مــن عل ــوين ثقافــة عام ــة ، والغــرض هــو تك ـــذه املرحل ــع غــرض ه يتناســـب مــك املرحلــة ، واإلعــداد لالنتقــال إىل مرحلــة األصــول ملــن يريــد أن يقتــصر علــى تل

.اخلارج ملن يريد مواصلة الدرس وين الطريقة املتبعة يف حتديد كل مسألة بعنوان مـن العنـا : املربر الرابع

ـــرا صحيحـــا ، فقــد حبثــت قــضايا كــثرية املوروثــة مل تعـــد تعبـــر عـــن الواقـــع تعبيــض ــك املــسائل املوروثــة ، ويف بع ضــمن هــذه العنــاوين مــع أــا تعتــرب أهــم مــن تل

.األحيان حتشر املسألة حتت العنوان وتبحث استطرادا :النقاط اليت الحظها الشهيد حينما كتب احللقات

يد احللقات الـثالث ، وحينمـا وضـعها أخـذ بعـني االعتبـار لذلك كتب الشه :النقاط التالية

هدف احللقـات هـو إيـصال الطالـب إىل مرحلـة اإلعـداد : النقطة األوىل لبحــث اخلــارج واالســتيعاب للــهيكل العــام لعلــم األصــول والدقــة يف فهــم قواعــده ،

ــم األصــول ــه عل ــشهيد يف احللقــات أحــدث مــا وصــل إلي ــذلك طــرح ال مــن أفكــار لومطـالب مـن دون تقيد مبـا هو الصحيح من تلك األفكار ، من أجل ذلك ال ميكن

.التعرف على اآلراء النهائية للشهيد من خالل احللقات

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 11: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ١١ -

احللقــات الـثالث حتمـل منــهجا واحـدا ، وتـستوعب كــل : النقطـة الثانيـة ــث حلقـــة منهـــا عـــلم األصــول بكاملــه ، ولكنــها ختتلــف يف العــرض كمــا وكيفــا حي

.تتدرج يف ذلك مل يـسـتوعب الـشهيـد كـل األدلــة الـيت يـستدل ـا علـى : النقطة الثالثة

.قول من األقوال ألن استيعاا يقع يف حبث اخلارج سار الشهيد يف تنويعـه للبحـوث األصـولية حـسب حركـة : النقطة الرابعة

يـه بالبحـث أوال عـن األدلـة الفقيـه يف اسـتنباطه لألحكام الشرعية حيـث يبـدأ الفق احملـرزة مث عن األصـول العمليـة ، ويف األدلـة احملـرزة يبحـث عـن الـدليل الـشرعي ـــة والــسند والداللــة ، ــدليل الــشـرعي يبحــث عـــن اجله ـــل العقـــلي ، ويف ال أو الدلي

.كذلك يبحث علم األصول هذه األمور بنفس الطريقة والتسلسل ــسة ــة اخلامـ ـــ: النقطـ رض الـــشهيـد مـــسـألة إال بعـــد أن يـــستويف يف ال يعـ

ــول ــا واألصـ ــة فيهـ ــد التـــصورات العامـ ــل يف حتديـ ــه دخـ ــا لـ ــل مـ ــابقة كـ ـــة سـ مرحلـ .املوضوعية هلا حىت ال حيتاج الطالب إىل الرجوع إىل مسألة سابقة

ــسادسة رأى الـــشهيد أن تعـــدد احللقـــات أمـــر ضـــروري ألن : النقطـــة الـلواحــدة يف احللقــات الــثالث ضــمن حلقــة واحــدة إعطــاء الكميــة املوزعــة للمــسألة ا

حتميــل فجـــائي فــوق طاقــة الطـــالب ، ويــشـري الـشهيد إىل عــدم إمكــان االســتغناء ــب عــن احللقــة األوىل ألــا تتكفــل بتزويــد الطالــب بالتــصورات العلميــة عــن املطالاألصـــولية وتعرفـــه علـــى املـــصطلحات األصـــولية قبـــل الـــدخول يف االســـتدالل علـــى

.طالب األصولية يف احللقات التالية املقـد يذكـر الشهيـد بعض املسائل األصـولية يف حلقـة وال : النقطة السابعة

يعيـــد حبثهـــا يف حلقـــة أخــرى اكتفــاء مبــا تقــدم إمــا لــسهولة البحــث وإمــا لوجــود

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 12: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ١٢ -

حاجـة ماسـة إىل فهمهـا بكاملها الرتباط فهـم املـسائل األخـرى املترتبـة عليهـا ـا .إما لألمرين معا و

ــة ــة الثامنـ ــق : النقطـ ـــلها وفـ ـــة األوىل أن جيعـ ــشهيـد يف احلـلقـ ـــاول الـ حـــهما أســاليب التعــبري احلديثــة إىل حــد مــا ، وأمــا يف احللقــتني التــاليتني فلــم جيعل

:كذلك العتبارين مها إمكانية رجوع الطالـب إىل الكتـب األصـولية ألـا مل تكتـب باألسـلوب -١ . وبذلك يتكامل الطالب علميا احلديث ،ــب األصــولية والفقهيــة ال ختــتص بأبنــاء لغــة دون أخــرى ، وغــري -٢ الكت

العــريب يتلقــى ثقافتــه العربيــة مــن املــصادر القدميــة ، فــال ميكــن الكتابــة هلــم .بأساليب التعبري احلديثة

ــا ، وقــد : النقطــة التاســعة ــثالث مجيع ــدرس احللقــات ال املفــروض أن تلــشهيد ســالمة العبــارة ووضــوحها بالدرجــة الــيت تــضمن تفهــم الطالــب يف تــوخى ا

حالــة دراســتها علــى يــد األســتاذ املخــتص باملــادة ، واحللقــات الــثالث ختتلــف عــن الكتب الدراسيـة األصوليـة القائمـة فعـال ، وتتفق مع مناهج الكتب الدراسية يف أن

لب يقتنص املـراد مـن العبـارة فقـط ، العبـارة تأيت وافيـة باملراد ال مبعىن أن الطا بــل مبعــىن أنــه حينمــا يــشرح لــه أســتاذه املعــىن جيــده منطبقــا علــى العبــارة ، وال

.حيس يف التعبري بالتواء وتعقيد تــبين وجهـــة نظـــر أو طريقـــة اســـتدالل أو مناقــشة : النقطــة العاشــرة

، وال ميثل تفاصيل برهـان يف احللقـات الثالث ال يدل على أنه خمتار الشهيد حقا ــاليب ــه وأسـ ــات الـــشهيد ونظرياتـ ـــه ، ولالطـــالع علـــى متبنيـ ـــة لـ ــث األصوليـ املباحـ

) .حبوث يف علم األصول ( استدالله ال بد من الرجوع إىل كتاب

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 13: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ١٣ -

:إرشادات للطلبة األعزاء على طلبة احللقة الثانية والثالثة مراجعـة املـسألة نفـسها : اإلرشاد األول

.لسابقة ألن ذلك يساعدهم على سرعة تفهم الدرس اجلديد من احللقة اــاب : اإلرشــاد الثــاين ــة كت ــة األوىل مطالع ــة احللق املعــامل ( يناســب طلب

.للشهيد قدس سره ) اجلديدة لألصول اختـاذ بعـض املراجـع للطـالب خالل البحث مثـل كتـاب : اإلرشاد الثالث

) الكفايـــة ( دس ســـره وكتـــاب للـــشيخ حممـــد رضـــا املظفـــر قـــ) أصــــول الفقـــه ( .لآلخوند اخلراساين قدس سره

ينبـــغي للطـــالب أن يكتــب تقـــريرات أســتاذه لكــي تنمــو : اإلرشــاد الرابــع ــم ولغتــه وأفكــاره ، ــخ يف ذهنــه مــصطلحات العل ــة العلميــة وتترس لديــه ملكــة الكتاب

.ويكون مستعدا لكتابة أحباث اخلارج فيما بعد

العاملني وصلى اهللا علـى سـيدنا أيب القاسـم حممـد وآلـه واحلمد هللا رب .الطيبني الطاهرين

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 14: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ١٤ -

ـــرض أن الطـالــ ب قـــد انتــهى مــن احللقــة األوىل ، وأنــه مــتمكن ـمـــن املفت الــيت أراد الــشهيد أن يبينــها ال بــد أن تكــون )١(منــها بــشكل جيــد ، واملــصطلحات

ــب ويعرفهــا معرفــ ــدى الطال ــة واضــحة ل ة دقيقــة بكــل حــدودها ، ويف احللقــة الثانيــب نطــرح املــصطلحات بــدون تعريفهــا وشــرحها وتوضــيح معناهــا باعتبــار أن الطالدرس مــصطلحات األصــول يف احللقــة األوىل ، وهــدف الــشهيد مــن دراســة احللقــة

ال بد من االلتفات إىل أن املصطلح يف العلوم له أصل لغوي ، مث يأيت العالم وينقـل هـذا )١(

املصطلح من أصلـه اللغوي إىل معىن جديد له ارتباط بأصله اللغوي بوجه ما وبعالقـة مـا ، ىن يف العلـم األول ، وقـد يأيت نفس املصطلح يف علم آخر ويعطى معىن آخر خيتلف عن املع

وهـذا املعىن اجلديد له ارتباط أيضا بأصلـه اللغوي ، لذلك قبل دراسة أي علم ال بد مـن معرفة معاين املصطلحات املوجودة يف هذا العلم بدقة حىت ال يظن الطالب بـأن معـىن هـذا

ذلك يـستطيع املصطلح هـو املعىن اللغوي أو املعىن الذي مر يف العلم الذي درسه سابقا ، وب أن يشرع يف دراسة هـذا العلم ، وميكن تشبيه اختالف معاين املصطلحات يف العلـوم مـع احلفـاظ عـلى األصـل اللغوي بالسمـك الذي يكون من نـوع واحد ، ولكـن جنـده يتلون يف امليـاه املختلفـة ، ففي مـاء البحر جنـده بلون وطعم معينني ، ونفس الـسمك

ر بلون وطعم آخرين ، وجنده يف ماء البحرية بلون وطعم ثالث مع أنه مـن جنـده يف ماء النه نفس نوع السمك ، وهكذا نفس املصطلح له ألوان متعددة يف العلوم املختلفة مع أن األصـل

.اللغوي له واحد

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 15: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ١٥ -

األوىل هـو تعرف الطالب على مـصطلحات علـم أصـول الفقـه ، لـذلك فـإن احللقـة مـــن أوهلـــا إىل آخرهـــا ـــذه املــصطلحات ، والــشهيد ال ينــاقش األوىل مملـــوءة

ــاقش ــد ين ــسائل ، وإمنــا ق ــة يف امل ــبني اآلراء املختلف ـــل البحــث وال ي ـــرا وال يطي كثيــدخول يف ــر بـــدون الـ ــشكل مبـــسط ومباشـ ــي رأيـــه بـ ــض املـــوارد ويعطـ قلـــيال يف بعـ

أيــه علــى مــستوى التفاصــيل واألخــذ والــرد ، وأمــا املناقــشات واآلراء املختلفــة ور .احللقات فستأيت يف احللقة الثانية واحللقة الثالثة بشكل أوسع

إن مطالب احللقـات عميقة جدا ، فهي حبـر عميـق ذو غـور ال قـرار لـه ، ـــاج إىل شـــرح وتوضــيح حــىت نفهــم مــا ـــاب برقيـــات حتت والــشهيـد يـطـــرح يف الكت

هـذا الـسطر حيتـاج إىل عـدة يريـده الشهيد ، فقد يطرح الشهيد سطرا واحـدا ، و صفحـــات لـــشـرح وتوضــيح املطــــالب املوجــــودة فيــه ، والطالـــب اجليــد هـــو الـــذي

.يسـتطيع أن يسـبح يف هـذا البحر العميق ويستوعب املطالب بشكل جيد د بـــدأ الـــشهيد يف احللقـــة األوىل ببيـــان معـــاين املـــصطلحات الـــيت ـوقـــ

ستعمل مــصطلحات اســتعملها علمــاء يــستعملها يف كتابـــه ، وســنرى أن الــشهيد يــ ــدة غــري ــه مــصطلحات جدي ــس الوقــت ســنرى أن الــشهيد ل األصــول ، ولكــن يف نفموجودة يف كتب األصول األخرى ، وتعتـرب هـذه املـصطلحات مـن إبـداعات الـشهيد ــة ــة واألدلـ ـــر اخلاصـ ــشـتركة والعناصـ ـــر املـ ـــول كالعناصـ ـــلم األصـ ـــه يف عـ ومبتكراتـ

ــزاحم احلفظــي ونظريــة القــرن األكيــد ومــسلك حــق الطاعــة ووســائل احملــرزة والتــستقر ــارض املــستقر وغــري امل ــدي والتع اإلحـــراز الوجـــداين ووســائل اإلحــراز التعبوغيـر ذلك ، وللشهيد عدة نظريـات جديـدة ، منـها مـا يـأيت يف حجيـة القطـع ويف ــم ــواقعي والظــاهري ويف العل ــة اجلمــع بــني احلكــم ال مــسلك حــق الطاعــة ويف كيفي

.إلمجايل ويف السرية العقالئية ويف السرية املتشرعية ا

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 16: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ١٦ -

ــب الــيت يطرحهــا الــشهيد يف احللقــة األوىل ال يكررهــا يف ــض املطال إن بعاحللقـة الثانية ، واحللقـة األوىل ال بـد أن يدرسـها الطالـب مـع أسـتاذ حـىت يوضـح

األوىل األستـــاذ لـــه هـــذه املــصطلحات ، وال يقـــرؤها الطالــب بنفــسه ألن احللقــة ا ومبـــادئ للطـــالب للــدخول يف احللقــتني الثانيــة والثالثــة حيــث إن ـتعتبـــر أسـاســ

.احللقة األوىل عبارة عن فهرسة للحلقتني التاليتني مع اختالف يف الكم والكيف وأرجــو مـــن الطلبــة قـــراءة املقدمـــة الــيت كتبـــها الــشهيد للحلقـــة الثانيـــة

ــث يذكـــر املــربرات الــيت دع ــاب األصــويل ، وإذا ألمهيتهـــا حي ــة هــذا الكت ــه لكتاب تانتــهى الطالــب مــن احللقــات الــثالث فإنــه يكــون متــهيئا لــدخول حبــث اخلــارج إذا

ــب حاضــرة يف ـاستطـــاع أن يهــض ــث تكــون املطال ــب بــشكل جيــد حبي م هـــذه املطالــب ــها أن طال ــة ، من ــشهيد يف املقدم ــذكرها ال ــض اإلرشــادات ي ــاك بع ــه ، وهن ذهن

، ومنـها ) املعـامل اجلديـدة لألصـول ( كن لـه الرجــوع إىل كتــاب احللقـة األوىل مي أن الطالـب ال بـد أن يكتـب تقريـرات أســتاذه حـىت يـستطيع مـن جهـة أن يــستوعب املطالــب ، ومــن جهــة أخــرى يــستطيع أن ينمــي قلمــه حبيــث تــدرجييا يــستطيع أن

ــذي ال ميــ ــسائل األصــولية وغــري األصــولية ، إن الطالــب ال ــب يف امل سك القلــم يكتويكتـب ال يـسـتطيع أن يكتـب وال ينمــو قلمـه وال تتطـور كتابتـه ، فالطالـب ال بـد أن

.يبدأ بالكتابة حىت يتعود على الكتابة :مقدمـة

قبــل الــدخول يف مباحــث احللقــة الثانيــة ال بــد مــن تقــدمي مقدمــة للــدخول يف :هذه احللقة ، وهي

ــق اإلنــس ــا ، بــل ألقــى عليــه مــسؤوليات عظيمــة ، إن اهللا تعــاىل مل خيل ان عبثوأراد منــه أن يكــون عابــدا لــه تعــاىل ألنــه ســريجع فيمــا بعــد إليــه عــز وجــل لكــي

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 17: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ١٧ -

:حياسبه على ما فعله يف هذه الدنيا ، يقول تعـاىل )١( ، )٢(.

ل يقول بوجوب شكر اخلالق ألنه مـنعم علـى اإلنـسان بـنعم كـثرية ـإن العق ــه ، واإلنــسان ال يــستطيع أن ــق عبادتــه وطاعت ــصى ، وشــكره يكــون عــن طري حال ت

شرعي جتـاه مـا حيـدد مـا يريده اهللا تعاىل منه بدقة ، ويريـد أن يعـرف تكليفـه الـ يـصادفه مـن أمـور ، فـاهللا تعـاىل يريـد مـن املخلـوق بعـض التكـاليف ألنـه يعلـم مـا ــه ــرف بواســطة عقل ــوق يع ــصانع ، واملخل ــه هــو اخلــالق وال ــسده ألن ــا يف يــصلحه ومانطالقــا مـــن شكـــر املــنعم أنــه جيــب عليــه أن يكــون مطيعــا خلالقــه ، ولكنــه ال

ــده اهللا ت ــق اإلنــسان يــستطيع أن يــصل إىل كــل مــا يري عــاىل منــه ، واهللا تعــاىل خلمسـؤوال وكلفه بتكاليف يف كل أمر مـن أمـور احليـاة ألنـه يوجـد هللا تعـاىل حكـم يف كل واقعة ، والشريعة هلا موقف عملي جتاه كـل حـدث ، وال بـد أن حيـدد اإلنـسان موقفــه العمــلي جتـاه كـل واقعـة حـىت يـستطيع أن يوفـق بـني سـلوكه وبـني الـشريعة

نه عبد للمـشرع سـبحانه ، كيـف يتـصرف ؟ هـل يفعـل أو يتـرك ؟ ، وجيـب علـى ألــه ــشريعة ألن ــم ال ــه تعل ــال أحكامهــا ، وجيــب علي ــشريعة وامتث ــزام بال اإلنــسان االلتمقدمـة لاللتــزام بالـشريعـة ، ومعرفـة الـشريعة مقدمـة المتثـال أحكـام الـشريعة ،

ىل هــذه التكــاليف ، لــذلك بعــث وال يــسـتطيع اإلنــسـان أن يــصل عــن طريــق عقلــه إاهللا تعـاىل األنبيـاء علـيهم الـسالم ليعلمــوا النـاس أحكـام اهللا سـبحانه ومـا يريــده

.منهم ويبينوا التكاليف واملواقف العملية اليت يريدها اهللا تعاىل منهم

.١١٥: املؤمنون )١( .٥٦: الذاريات )٢(

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 18: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ١٨ -

:يقول اهللا تعـاىل )١(.

:ويقول تعاىل

)٢(. وبعــث اهللا تعــاىل رســوله األكــرم صــلى اهللا عليــه وآلــه للنــاس كافــة ، وكانــت رسالتـه خامتــة الرســاالت ، وجــاء األئمــة االثنـا عـشر علـيهم الـسالم بعـد رسـول ــه وآلــه أحكــام اهللا ـــد بــين الرســول صــلى اهللا علي ـــه ، وق ــه وآل اهللا صــلى اهللا علي

مــا يريــده مــن عبــاده مــن خــالل الــسنة الــشريفة ، واســتمر األئمــة علــيهم تعــاىل وــنحن ــذلك ف ــام اهللا ســبحانه وشــريعته الغــراء ، ل ــان أحك الــسالم مــن بعــده يف بيحباجــة إىل معرفــة أحكــام اهللا تعــاىل واملواقــف العمليــة لنــا عــن طريــق الــدليل

ضــحة وضــوحا والبحــث العلمــي ألـــا ليــسـت واضــحة لكــل النــاس ، ولــو كانــت وا بديهيا جلميـع النـاس ملـا احتاجـت إىل االسـتدالل والبحـث العلمـي ألن كـل شـخص

أن " ، ويف احملرمــات هــو " أن يفعــل " يعـرف أن املوقــف العملــي يف الواجبــات هــو ، ولكـــن " باخليـــار إن شــاء فعـــل وإن شــاء تــرك " ، ويف املباحـــات هــــو " يتــرك

ثيـــر مــن األحكــام الــشرعية ، مــن هــذه عوامـــل كثيـــرة أدت إىل عـــدم وضـــوح ك العوامـل البعــد الــزمين عــن عــصر التــشريع ، ومــن العوامــل أيــضا الــدس والتزويــر اللذان وقعـا يف أحاديث النيب صـلى اهللا عليـه وآلـه ويف روايـات أهـل البيـت علـيهم

.٣٦: النحل )١( .١٦٤: آل عمران )٢(

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 19: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ١٩ -

سـتكثر بعـدي القالـة علـي فـإذا " : السالم حىت قال النيب صلى اهللا عليه وآلـه كم عين حديث فاعرضوه على كتاب اهللا العزيز فإن وافقه فاعملوا به وإال جاء

، وحـــىت أن الـــنيب صــــلى اهللا عليــــه وآلــــه حــــذر أثنـــاء حياتـــه مـــن )١( "فـــردوه قـد كثـرت " : الكذابني عليــه حيـث يقــول صــلى اهللا عليــه وآلــه يف حجــة الـوداع

فليتبوأ مقعده مـن النـار ، فـإذا علي الكذابة وستكثر ، فمن كذب علي متعمدا أتاكم احلديث فاعرضوه على كتاب اهللا وسنيت ، فما وافـق كتـاب اهللا وسـنيت

، وتوجـد آالف )٢( "فخذوا به ، وما خـالف كتـاب اهللا وسـنيت فـال تأخـذوا بـه األحـاديث املنحولـة على النيب صلى اهللا عليـه وآلـه وعلـى األئمـة علـيهم الـسالم ،

أيـضا ظـروف التقيـة الــيت كـان يعيـشها األئمـة علـيهم الـسالم حيــث ومـن العوامـل ــشرعي ، ــسـالم مــن اختــاذ دورهــم ال ــيهم ال ـــع األئمـــة عل ــام دور يف من كــان للحكوأيــضـا كــان للنـــاس دور يف ذلــك ، واإلمـــام املهـــدي عجـــل اهللا فرجــه الــشريف

، وكمـا كـان ينتظر الظـرف املناسب الذي يتمكن فيـه مـن ممارسـة دوره الـشرعي النـــاس حـــال ظهـــوره مــسـؤولني عـــن حجبــه وغيبتــه وعــدم نــصرته ، كــذلك حنــن اليـــوم مـــسؤولون عـــن مناصـــرته والتمهيـــد لظهـــوره والتوطئـــة لـــه بإرشـــاد النـــاس وتوعيتــهم بأصــل اإلمامــة ودعــوم إىل نـــصرة اإلمــام عجــل اهللا فرجــه ، ومـــن

. أول وهلة العوامل أيضا التعارض الذي يبدو بني الروايات منإن االســتدالل والبحــث العلمــي يتكفــل بــه علــم الفقــه للوصــول إىل املوقــف

السلوك الذي تفرضه علـى اإلنـسان تبعيتـه للـشريعة لكـي يكـون " العملي الذي هـو ، ومـن هنـا تـأيت أمهيـة علـم الفقـه ألنـه يبـين " تابعا خملصا هلـا وقائمـا حبقهـا

.٣٠ ص ١لمحقق احللي ج املعترب ل)١( .٢٢٥ ص ٢ حبار األنوار للعالمة السي ج )٢(

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 20: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٢٠ -

بــد أن يكـون سـلوكه مبنيـا علـى أساسـها حيـث إن للمكلف املواقف العمليـة اليت ال املطلـوب من اإلنسـان التطابق بني سـلوكه وأحكـام الـشريعة ، وهنـاك آيـات قرآنيـة

.كرمية وروايات شريفة كثرية تبين املواقف العملية لإلنسان إن الذي يؤمن بالرسـالة اإلهليـة يريـد أن يعـرف املـسائل الفقهيـة ، وهـذه

هية ال ميكن أن تعرف بشكل مباشـر وصـريح مـن اآليـات والروايـات ، املسـائل الفق ــدليل ، ــق ال ــي عــن طري ــصل اإلنــسان إىل املوقــف العمل ـــاج إىل االســـتدالل لي فنحتوجاء علـم الفقـه ليبـين لنـا كيفيـة االسـتدالل وإقامـة الـدليل علـى املواقـف العمليـة

ام الـشريعة يف حالـة غموضـها املطلوبـة ، فعلم الفقه هو الذي يعـين للمكلفـني أحكـ وعـدم وضـوحها ، وأمــا إذا كانـت واضــحة للجميـع فـال حتتــاج إىل االسـتدالل مثــل وجوب الـصالة وحرمـة اخلمـر ألـا مـن األحكـام الـضرورية الثابتـة االنتـساب إىل الديـــن ، واحتــــاج عـــلم الفقــــه إىل عـــلم األصــــول ملعرفـــة كيفيـــة اســتنباط هـــذه

ــة ــام مــن األدل ــأيت إىل بــاب األحك ــرر ، في ــاك عناصــر تتك ــرى أن هن ــه ي ، فالفقياالجتــهاد والتقليـــد فـــريى أن هنـــاك عنــصرا موجـــودا يـــستند إليـــه يف االســـتنباط

ــأيت إىل ب ـــة ، وي ـــر الثق ــكاالســـتناد إىل خب ــصر ـ ــس العن ــريى أن نف ــارة ف ـاب الطهاب الـصوم يتكرر هنـا أيـضـا ، ويـرى أن خبــر الثقــة يتكــرر يف بـاب الـصالة ويف بـ

يـــر ذلــك مــن األبــواب الفقهيــة ، فــبعض العناصــر تتكــرر يف ـويف بـــاب احلــج ويف غــض كــثري مــن أبــواب الفقــه ، وهــذا العنــصر يــسمى عنــصرا مــشتركا ، وهنــاك بعالعنـاصر اخلاصــة يف بــاب الطهــارة مثــال ، كروايــة معينـة تـأيت يف بـاب الطهـارة

فهـذه العناصـر املـشتركة أو العناصـر املوحـدة فقـط وال تأيت يف األبواب األخـرى ، أو القواعـــد العامـــة تتكــرر ، فيـــأيت ويأخـــذ هــذه القواعــد العامــة وجيعلــها يف علــم آخـر ، ويـسـمي هـذا العلـم علـم القواعـد العامـة للفقـه أو علـم أدلـة الفقـه أو علـم

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 21: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٢١ -

ــذه العناصــر ــل ه ــة االســتنباط ، وجيع ــم أدل ــشتركة يف أصـــول االســتنباط أو عل امل، لـذلك ال بـد للفقيـه مـن دراسـة " علـم أصـول الفقـه " كتـاب خـاص يطلـق عليـه

ــان ــوب ســواء ك ــي املطل ـــف العمل ــى اســـتنباط املوق ـــادرا عل ــون ق عـــلم األصـــول ليكاملوقف العملـي حكمـا شـرعيا مـستنبطا بواسـطة األدلـة احملـرزة ــــ واإلحـراز معنـاه

رزة قطعيـة أم ظنيـة معتـربة ــــ أي األمـارات ــــ ، الكشف ـــ سواء كانت األدلـة احملـ فاألدلة احملرزة تحرز وتعين احلكم الشرعي الـواقعي وتكـشف عنـه كـشفا تامـا إذا كان الدليـل قطعيـا ـــ كما يف اآليـات القرآنيـة الـصرحية أو الروايـات املتـواترة الـيت

كـشفا ناقـصا مورثـا للظـن إذا تكون نصا يف املعىن أي هلا معىن واحـد فقـط ــــ أو كان الدليـل ظنيا معتربا قد ثبتت حجيتـه يف رتبـة سـابقة ــــ كمـا يف الروايـات غـري املتواترة اليت تسمى بروايات اآلحاد ـــ ، فيكون احلكـم الـشرعي الـواقعي محـرزا ، ــة غــري احملــرزة أو ــة مــستنبطة بواســطة األدل ــي وظيفــة عملي أم كــان املوقــف العمل

دلة العملية أو األصول العملية غري الكاشفة عـن احلكـم الـشرعي الـواقعي وغـري األاحملــرزة لــه ألن الــشك يظــل باقيــا ومــستحكما يف الــنفس ويتعــذر تعــيني احلكـــم ــشرعي ــم الـ ـــرة إىل احلكـ ـــون نـاظـ ـــة ال تكـ ـــول العمـليـ ـــعي ، واألصـ ــشـرعـي الواقـ الـ

اقعي وال تكــشف عنــه ، وإمنــا الــواقعي ، لــذلك فهــي ال حتــرز احلكــم الــشرعي الــو تبـين الوظيفـــة العمليـــة فقـــط أي العمـــل املطلـــوب ، وال نــسـتطيع أن نقــول إن هــذا هـو احلكم الشرعي الواقعي املطلوب مـن اهللا عـز وجـل ، ويظـل الـشك موجـودا يف النفس ، ومع وجـود الـشك ال نعلـم بـاحلكم الـشرعي ألن احلكـم الـشرعي الـواقعي

ــة أن نقــوم بعمــل مــا ، فاألصــول يكــون جمهــوال ، ــة عملي ــوب مــن ناحي ولكــن املطلالعملية ال حتدد لنا احلكم الشرعي ، بل تبـين لنـا الوظيفـة العمليـة ألنـه ال بـد أن

.نقوم بعمل معين حينما تصادفنا هذه املشكلة

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 22: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٢٢ -

إن الفقيه يبحـث عـن األدلـة احملـرزة ، ولكـن قـد ال جيـد دلـيال حمـرزا ، يــه دليـــال حمــرزا فــإن الـشك يرتفــع مـن نفــسه ، ولكـن مــع عــدم إذا وجـــد الفقـفـ

وجود الدليل احملـرز الـذي يعـين لنـا احلكـم الـشرعي فـال بـد أن نقـوم بعمـل مـا ، ــا ــين لن ــة ، ولكــن ال تب ــين لنــا الوظيفــة العملي فيــأيت إىل األصــول العمليــة الــيت تب

النوبـة إىل األصـول احلكم الشرعي ، وهنـاك ترتـب طـويل بـني األدلـة ، فـال تـصل .العملية إال بعد فقد األدلة احملرزة

والنتيجــة هــي أن علــم الفقــه هــو علــم عمليــة اســتنباط املوقــف العملــي عــن طريــق الدليـــل ، ودور الفقيـــه هــو االســتدالل وإقامــة الــدليل علــى تعــيني املوقــف

.العملي يف كل حدث من أحداث احلياة :ملوقف العملي هي أنواع أدلة حتديد ا:إذن

:األدلة احملرزة -أيحرز ويعين ا احلكم الشـرعي ، فهي تحرز احلكـم الـشرعي ، وتكـشـف عن احلكم الشـرعي ، وبعـد حتديد نوع احلكـم الـشرعي ننتقـل إىل اختــاذ املوقـف

ألن العملي املناسـب ، وهذا يسمى باألسـلوب غـري املباشـر لتحديـد املوقـف العملـي ــشـرعي أوال عــن ــوع احلكــم ال ــيني ن ــي بواســطة تع ــل إىل املوقــف العمل ــف ينتق املكلطـــريق األدلــــة احملــرزة مث االنتقـــال إىل املوقــف العملـــي ، فمــثال إذا اكتـــشف أن

" .أن يفعل " احلكم الشرعي هو الوجوب فإن موقفه العملي هو :األصول العملية -ب

ه احلكــم املــشكوك بعــد اســتحكام الــشك يحــدد ــا الوظيفــة العمليــة جتــا ــسمى ــذا يـ ــة ، وهـ ــة العمليـ ــدد الوظيفـ ــي تحـ ــشرعي ، فهـ ــم الـ ــيني احلكـ ـــذر تعـ وتعـ

ـــلي دون تعـــيني احلكـــم الـــشرعي أوال ، ـباألسـلـــ ـــر لتحديــــد املوقـــف العمـ وب املباشـ

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 23: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٢٣ -

فننتقل مباشرة إىل حتديد املوقف العملي جتاه احلكـم الـشرعي اهـول الـذي مل ن اكتــشافه ، واألصــول العمليــة تــشمل الــرباءة واالحتيــاط واالستــصحاب نــتمكن مــ

.والتخيري وغري ذلك : واملوقــف العملــي بنــاء علــى انقــسام الــدليل إىل نــوعني ينقــسم إىل قــسمني

.)١(احلكم الشرعي ، والوظيفة العملية

حيـدد لنـا " الرسائل العملية " مثل كتاب منهاج الصاحلني أو حترير الوسيلة الذي يسمى )١(

املوقف العملي ، فهو يبين لنا العمل املطلوب من املكلف ، واملسائل الـشرعية يف الرسـائل مستنبطة عن طريق األدلـة احملرزة ، وتارة أخرى تكون مستنبطة عـن العمليـة تارة تكون

يف الرسالة العملية ، مثال تقـول " االستصحاب " طريق األصول العملية ، لذلك يأيت مصطلح إذا كنت متيقنا من طهارة املاء مث شككت بعد ذلك بنجاسته فإنـك تـبين علـى : " املسألة

صحاب يعطي وظيفة عملية ، وهنا ال تعلـم بـاحلكم ، واالست . " طهـارته باالستصحاب الشـرعي الواقعي ، وال يزول الشك من النفس ، فالشارع يقول ابن على طهارة املـاء مـن

% ١٠٠ناحيـة عملية وتعامل مع هذا املـاء على أنه طاهر ، وال تستطيع أن تقـول إنـه ن يسهل األمر علـى املكلـف طاهر ، فهذا الشك يظل موجودا يف النفس ، والشارع يريد أ

فيقول لـه ابن على الطهـارة ، وإذا كنت متيقنا بالنجاسة مث شككت بالطهارة فإنك تـبين .على النجاسة بواسطة االستصحاب ، وهكذا بقية املسائل

الرسائل العملية حتدد املواقف العملية للمكلف ، واملوقف العملي إمـا أن يكـون : إذن وإما أن يكون وظيفة عملية ، ولو قيل بأن منهاج الصاحلني كتـاب لألحكـام حكما شرعيا

الشـرعية ، فإن الذي مل يدرس أصول الفقه يقول نعم كتاب لألحكام الـشرعية ، والـذي ال ، توجد فيه أحكام شرعية ووظـائف عمليـة ، أو إن الرسـالة : درس أصول الفقه يقول

نك تستطيع أن تقـول كتاب لألحكام الشرعية مـن العمليـة كتاب للمواقف العملية ، ولك : باب التغليب كما يطلق األبوان على األب واألم ، أو كما يقال يف القرآن الكـرمي

ويقصد به املؤمنني واملؤمنات ، ويستعمل صيغة املذكر من باب التغليب ، .

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 24: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٢٤ -

:وإليكم الشكل التايل

املوقف العملي

عمليةوظيفة حكم شرعي من األصل العملي من دليل ظين معترب من دليل قطعي

أدلة غري حمرزة أدلة حمرزة

:تنبيه ــة األعــزاء إىل مالحظــة مهمــة جــدا ، وهــي أن ــاه الطلب أود أن ألفــت انتب

ــه ال يكــون مــؤه ــثالث فإن ــات ال ــهى مــن دراســة احللق ــب إذا انت ال الســتنباط الطالـــاء ، فــإذا قــرأ اســتدالال ـــرد علــى الفقه ـــال لل األحكــام الــشـرعيـة ، وال يكـــون مؤه

ن الفقهــاء فقــد يقــول إنــه درس األصــول وكمــا أن هــذا الفقيــه ـمعينـــا لفقيــه مــ يستنبط فأنـا أيـضا أسـتطيع أن أمتكـن مـن اسـتنباط األحكـام الـشرعية ألن بيـدي

ن هـذا الـسالح الـذي بيـد الطالـب املفـروض أن حلقات ثالث من األصول ، أقول إ ـــروض أن ال يدخـــ ــالعكس ، فاملفـ ــسـتعمله بـ ــه ـال يـ ــب ألنـ ــس الطالـ ل الكـــرب إىل نفـ

ــريى نفــسه كــبريا عظيمــا ، فيقــرأ مــسألة ــض املعلومــات ، ف اســتطاع أن يتلقــى بعلفقيـه ويتجــرأ ويقــول إن اســتنباط هــذا الفقيــه خطــأ وأن هــذا الفقيــه مل يــستنبط

لـــشـرعي بـــشـكل صــــحيح ، يف عمليـــة اســـتنباط األحكـــام الـــشرعية علـــم احلــــكم ا

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 25: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٢٥ -

ــها ــب أخــرى ، من ــاك جوان ــة االســتنباط ، وهن األصـــول جـــانب مـــن جـــوانب عمليالقواعـــد الفقهيـــة وعــــلم الرجـــال وعلــم احلـــديث وغــري ذلــك مـــن العلــوم الـــيت

د مـا انتـهى حيتاجهـا الفقيــه يف عمليــة االســتنباط ، فـال يظـن الطالـب أنـه مبجـر مــن دراســة علــم األصــول فإنــه يكــون مــؤهال الســتنباط األحكــام الــشرعية ، نعــم

م عمليـــة االسـتنبـــاط ولكــن لــيس مــن حقــه أن يــستنبط وأن يــرد ـيــسـتطيع أن يفهــــر الطالــب ــىت ال يغت ــذا األمــر ح ـــاء يف اســتنباطام ، فنحـــذر مــن ه ــى الفقه عل

ــسانا بنفــسه ، فــيظن أنــه مبجــرد مــا تكــون عنــده ب ــض املعلومــات فقــد أصــبح إن ع .عظيما ويستطيع أن يكون يف مستوى الفقهاء

:حبوث علم األصول

:ميكن تقسيم حبوث علم األصول إىل ثالثة أقسام :التمهيد -١

يتنــاول فيهـــا جمموعـــة مـــن املقــدمات واملــسائل ، وهــذه املــسائل تــشكل .أساسا للدخول يف املطالب األصولية

:األدلة -٢ .يتناول فيها أدلة املواقف العملية من أحكام شرعية ووظائف عملية

:التعارض بني األدلة -٣وهـو العالقـة بني األدلـة ، فإذا تعـارضت األدلــة فـأي دليــل نقــدم ، مـثال يقــدم الــدليل احملــرز علــى الــدليل غــري احملــرز ألن الــدليل احملــرز فيــه كــشف عــن

غـري احملـرز فإنـه ال يوجـد فيـه كـشف عـن الواقـع ، ويقـدم الواقع خبـالف الـدليل .الدليل القطعي على الدليل الظين ، ويقدم االستصحاب على الرباءة

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 26: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٢٦ -

:التمهيـد يتنــاول الــشهيد يف احللقــة الثانيــة األمــور التاليــة متهيــدا للــدخول يف أحبــاث

ليـست جـزءا مـن علـم األصـول علم أصـول الفقه ، واألحباث املوجودة يف التمهيـد بل هي أحباث خارجة عـن هـذا العلـم ، وهـي متثـل بعـض املبـادئ التـصورية لعلـم األصـول والـيت تعطـي تـصورا عـن هــذا العلـم قبـل الـدخول يف نفـس العلـم ، وهــذه

:األمور هي . تعريف علم األصول -١ . موضوع علم األصول وفائدته أو الغاية منه -٢ .وتقسيمه احلكم الشرعي -٣ . تنويع البحوث األصولية أو منهج البحوث األصولية -٤ـــه -٥ ـــع وأحكامـ ـــة القطـ ــولية : حجـيـ ـــة األصـ ـــا لألدلـ ـــر أبـ ـــع يعتبـ والقطـ

.األخرى ، وحجية القطع تعترب األساس حلجية األدلة األصولية األخرى : ونطرح هنا السؤال التايل

صولية ذا التسلسل ؟ملاذا جعل الشهيد البحوث األ: سؤال :اجلواب

ــب يف علـــم األصـــول ال بـــد أن يعـــرف تعريـــف علـــم قبـــل أن يـــشرع الطالـاألصـول لينطلق منه إىل البحوث األخـرى املوجـودة يف هـذا العلـم ، وبـذلك يعـرف ــم األصــول ـــرف موضـــوع عل ــأيت ليع ـــه ي ـــة تعريف ـــد معرف يف أي شــيء يبحــث ، وبع

ور حـولـــه حبـوث العـــلم ، وبـذلـــك يعـــرف مـــن أيــن ليـصـل إىل املوضـــوع الـــذي تـــد بـــدأ ، واملوضـــوع هـــو العنـــوان اجلامـــع ملوضـــوعات مــسـائل العـــلم ، فعـــلم الطــب ـي

سـان مــن حيـث الـصـحة واملـرض ، وعلـم النحـو يبحـث ــ مثـال يبحث عـن بــدن اإلن

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 27: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٢٧ -

لغايــة عــن الكلمـــة مــن حيــث اإلعـــراب والبنـــاء ، وبعـــد ذلــك يعــرف الفائــدة وا .والغرض من علم األصول حىت يعرف إىل أين ينتهي

ا رحـم اهللا امــرء " : وقـد ورد عـن أمـري املـؤمنني عليـه الــسالم أنـه قـال ."عرف من أين ويف أين وإىل أين

وبعد ذلك يـأيت الطالـب لبحـث احلكـم الـشرعي وتقـسيماته ، وهـو الغايـة علــوم اآلليــة للوصــول إىل علــم النهائيـــة لعلــم األصــول ، فعلــم أصــول الفقــه مــن ال

الفقه ، ومن علم الفقه نعـرف احلكـم الـشرعي وأقـسامه ، هـذا أوال ، وثانيـا وهـو ــسامه ــة احلكــم وأق ــد حقيق ــدمات هــو أن حتدي ــه يف املق ــسبب األهــم للبحــث عن الــاث ــسيم األحبـ ــة ، وتقـ ـــة املهمـ ــسـائل األصوليـ ــض املـ ــث يف بعـ ـــه البحـ ــف عليـ يتوقـ

كم الشرعي ، فالـدليل احملـرز ــــ القطعـي أو الظـين ــــ األصولية خيضع ألقسام احل ينــتج حكمــا شــرعيا بــاملعىن األخــص ، والــدليل غــري احملــرز ينــتج وظيفــة عمليــة ، واحلكم الـشرعي بـاملعىن األعـم يـشمل احلكـم الـشرعي بـاملعىن األخـص والوظيفـة

تكليفــي العمليــة ، وقــال الــشهيد يف احللقــة األوىل إن احلكــم الــشرعي ينقــسم إىل ووضــعي ، وهــذا التقــسيم لــه مدخليــة يف تنويــع البحــوث األصــولية ، وهكــذا تتنــوع البحــوث األصـــولية علــى أســاس أقــسام احلكــم الــشرعي ، مث يــأيت الطالــب إىل ــه إذا مل يكــن ــتم دراســة القطــع يف أول حبــث ألن ــة القطــع ، واملفــروض أن ي حجي

إىل أي نتيجــة يف عــلم األصـول عنـدنا القطـع وحجيـة القطـع فــال ميكـن الوصــول ــذير ، ــز والتعـ ــا التنجيـ ـــان ، ومهـ ـــع هلــــا جانبـ ـــة القطـ ـــه ، وحجيـ وال يف علـــم الفقـ

م الــشـرعي أو التكليـــف إمــا أن يكــون منجــزا علــى املكلــف عنــدما يقطــع ـفاحلكــــذورا عنــد عــدم بوجــوب التكليــف أو حبرمــة التكليــف ، وإمــا أن يكــون املكلــف مع

ليف عندمـا يقطـع بعدم التكليف ويتبـين يـوم القيامـة أنـه كـان واجبـا يـان بالتك ـاإلت

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 28: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٢٨ -

أو يقطـع بوجـوب التكليـف ويأيت بـه ويتبين يــوم القيــامة أنـه حـرام واقعـا ، وهـذا .هو اهلدف من دراسة حجية القطع للدخول يف علم األصول

:عناصر العلوم لعـلـوم ثـالثــة عنـاصــر تــسـمى يتنـاول يف املقـدمـة عـادة يف كل عـلـم مـن ا

:، وهي " عناصر العلوم " .تعريف العلم -١ .موضوع العلم -٢ .)١(الغاية والفائدة من العلم -٣

وقـــد ســـار الــشهيـد يف هـــذا الكتـــاب علــى نفـــس املنــوال والطريقــة الــيت ســار .عليها العلماء يف مقدمة كتبهم

إعادة الترتيب بني هذه العناصر حبيـث جتعـل الغايـة أوال مث األفضل يف عنـاصر العلوم )١(

املوضـوع مث التعريف ألن الشخص قبل أن يقدم على أي علم من العلوم ال بـد أن يعـرف الغايـة من هذا العلم حىت تكون هذه الغاية معروفة لديه قبل الشروع يف العلـم ، وبعـد أن

شيء يبحث ليكون عنـده تـصور عـن يعرف الغايـة من العلم يعرف موضوعه وعن أي موضوعه قبل الدخول يف التعريف والشروع يف العلم ، مث يأيت إىل تعريفه بعد معرفـة غايتـه وموضـوعه ، وهـذا هو التدرج الطبيعي لدراسة عناصر العلوم ، ومـا يـدرس اآلن مـن

. من العلوم التعريف واملوضوع والغاية هو خالف التدرج الطبيعي للشروع يف دراسة أي علم

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 29: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٢٩ -

: قبل الدخول يف التعريف نطرح السؤال التايل ما هو اهلدف من التعريف ؟ وملاذا نريد أن نطرح تعريفا لألشياء ؟

ــه ، طــرح يف مقدمــة علــم املنطــق تعريــف علــم املنطــق وموضــوعه والغايــة منــرف عــا هــو التعريــف ؟ وكيــف ن ــق ، م ــم املنط ــث يف عل ـــام بح ــشـكل ع ـــريف ب التع

ياء عن طريق اجلنس والنوع والفصل ؟األش فما هو اهلدف من التعاريف اليت يطرحها اإلنسان لألشياء ؟

:اجلـواب إن اهلــدف مــن التعريــف هــو بيــان الــضابط املوضــوعي ملــسائل العلــم ، ــذه ــدخل ه ــضابط ت ــذا ال ــى أســاس ه ـــارة عــن جمموعــة مــسائل ، وعل ـــلم عب فالع

رج تلك املـسألة عـن هـذا العلـم ، إن التعريـف ال املسـألة املعينـة يف هـذا العلم وخت بــد أن يكــون جامعــا مانعــا أي جامعــا لألفــراد ومنطبقــا علــى مجيــع مــسائل نفــس ــم مــسائل العلــوم ــشمل هــذا العل ــار حبيــث ال ي ـــلم ، ومانعـــا مــن دخـــول األغي العاألخرى ، فيكون التعريف جامعا ملسائل العلـم مانعـا مـن مـسائل العلـوم األخـرى ،

ــدون علمـــاء األصـــول يف علمهــم هــذه و ـــذا الــضـابط املوضـــوعي ي ــى أســـاس ه علــك املــسألة ، إن هــدف التعريــف هــو اإلدخــال واإلخــراج أي إدخــال املــسألة دون تلاألفـراد وإخـراج األغيـار ، لـذلك ال بـد أن يكـون التعريـف جامعـا مانعـا أي جامعــا

.راد طاردا لألغيار لألفراد مانعا من دخول األغيار ، أو عاكسا لألف

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 30: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٣٠ -

إن الضـابـط املوضـوعـي ال بــد أن يـكون مـتـقـدما مـن حـيـث الـرتـبـة عـلـى تــدوين العـــلم وكتـابـتــه ، وال يـــأيت الـضـابـط املـوضـــوعي بعــد تــدوين العلـم ، فــال يكون الضابط متأخرا مـن حيـث الرتبـة عـن تـدوين العلـم ، مبعـىن أنـه قبـل جعــل

هذا العلم ال بـد أن نعـرف أن هـذه املـسألة داخلـة فيـه فنجعلـها فيـه أو املسألـة يف خارجـة عنــه فــال ندخلـها فيــه ، وبالتــايل يكـون كــل مــا هـو مكتــوب يف هــذا العـلـــم داخـــال فـــيه ، وال نكتـــب يف هـــذا العـــلم املــسـائل الـــيت تكـــون خارجـــة عنــه ، فـــال

. األصول ندخل مسائل علم النحو ـــ مثال ـــ يف علم والتعريــف ال بــد أن حيــدد لنــا مــن البدايــة أن هــذه املــسألة مــسألة أصــولية فنجعـــلها يف عـلـــم األصـــول أو أــا ليـــست مــسألة أصــولية فـــال ندخلــها يف علـــم األصول ، وليس بعد أن نكتب علم األصـول نقـول إن هـذه املـسائل املكتوبـة يف هـذا

لتعريف حيــدد لنــا أن هــذه املــسألة داخلــة يف الكتــاب داخلــة يف علــم األصــول ، فــا .العلم قبل كتابة العلم

إن القواعد املمهدة تكون متأخرة من حيث الرتبة عن تدوين وكتابة العلم فكيـف ميكـن أن تكـون هـي احملـددة للمــسائل الـيت تبحـث يف هـذا العلـم يف مرتبــة

!سابقة ؟

:تعريف علم األصول عند املشهور ألن هــذا التـعــريف " عــادة " ـعـريـف الــذي يـذكــر عــادة ـــــ وقـــال إن الت

العلـم " هـو تعريـف املـشهور عنـد األصـوليني القـدماء ـــــ هـو أن علـم األصـول هـو " املمهـدة " ، ونركـز عـلـى كلمـة " بالقـواعـد املمـهدة السـتنباط احلكـم الشـرعي

ــــــ بالكــسر علــى " املمهــدة " املفعـــول ـــــ وليــست هــي ــــ بــالفتح علــى صيغـــة اســـم العلــم ، القواعــد ، : صـيغة اســم الفاعـل ــــــ ، وتوجــد عـدة قيــود يف هــذا التعريـف

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 31: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٣١ -

ــاج إىل ــود حيت ــد مــن هــذه القي ــدة ، االســتنباط ، احلكــم الــشرعي ، وكــل قي املمه .)١(تعريف

: نأيت إىل القيود الذي ذكرت يف التعريف ، وهي )١(

مطلـق : إن العلم له عدة معاين ، وقد مر يف علم املنطق ، من هـذه املعـاين : العلم -١ اإلدراك الشامل للتصور والتصديق ، أو خصوص التـصور ، أو خـصوص التـصديق ، أو

سـواء كان مطابقا للواقع أم غـري مطـابق خصـوص التصـديق اليقيين ، أو مطلق اجلزم للواقـع ، أو الظـن ، أو امللكـة اليت يقتـدر ا على اســتنباط املـسائل ، أو نفـس

.املسـائل املبينة يف العلوم ، أو املسائل املبينة يف العلوم بقيد تعلمها أي املسائل املتعلمة ذكور يف التعريف بأي معـىن مـن املعـاين امل" العـلم " وهنـا لو أردنـا أن نأخـذ

املذكورة ملـا كان إدخالـه يف التعريف مناسبا ، فإن العلم ال دخالة لـه يف تعريـف علـم العلـم " من التعريف ، فنقول إن علم األصول هو " العلم " األصول ، فال بد من إلغاء كلمة

، ولكن يوجد معىن مـن معـاين " الذي يبحث عن القواعد املمهدة الستنباط احلكم الشرعي ، وأمـا العلـم " جمموعـة املسـائل املبينة فيه " العـلم يتناسـب مـع التعـريف وهـو

مثـال فليس لـه دخالة يف تعريف العلم ألن إدراكنـا للقواعـد أو عـدم " اإلدراك " مبعىن .إدراكنا ا ال يضر علم األصول وال أي علم آخر

.من تعريف علم األصول " العلم " لغاء كلمة ال بد من إ:النتيجة القاعـدة يف : " أوال ال بد من معرفة معىن القاعـدة ، يف املـصباح املـنري : القواعد -٢

، ويف " االصطـالح مبعىن الضـابط ، وهي األمـر الكلي املنطبق عـلى مجيـع جزئياتـه نون والضابط ، وتعرف بأـا أمـر والقاعدة يف االصطالح تطلق على األصل والقا : " املنجد

والـضابط عنـد : " ، ويف حميط احمليط لبطرس البـستاين " كلي ينطبق على مجيع جزئياتـه العلمـاء حكم كلي ينطبق على جزئياتـه ، والفـرق بينه وبني القاعدة أن القاعـدة جتمـع

" .فروعا من أبواب شىت ، والضابط جيمعها من باب واحد ـ أا تعين األمر الكلي املنطبق علـى مجيـع " القاعدة " ذه التعريفات لكلمة نرى من ه

جزئياتـه ، أو مـا نطلق عليـه يف العلـوم احلديثـة القـانون العـام ، وأكثـر مــن

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 32: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٣٢ -

أن القاعدة جتمع فروعا من أبواب شـىت ، أي أن القاعـدة " حميط احمليط " ذلك فقد ذكر يف

إىل القاعـدة إال إذا " املـشتركة " ك ، فال حاجة إلضافة قيد بنفسـها تتضمن معىن االشترا قصـدنا أن يكون قيدا توضيحيا ، ولكن يشترط يف التعريف أن تكـون القيـود يف أصـلها احترازيـة ال توضيحيـة حىت ال يكون هناك تطويل بـال طائـل ، فيـشترط يف التعريـف

يف التعريـف ألن " املـشتركة " يد االختصار والدقـة ، ومن هذه اجلهة ال حاجة إلدخال ق .القاعدة معناها العنصر املشترك كل مقدمـة تـدخل يف عمليـة " القواعد املمهدة لالستنباط " وأما إذا كان املقصود من

حـىت خنـرج " املشتركة " االستنباط أو كل ما يقع يف عملية االستنباط فال بد من إضافة قيد ، " التحيـة " أو ظهور كلمـة " الصعيد " اصة مثل ظهور كلمة القواعد اخلاصة والعناصر اخل

.أا هي القاعدة الكلية " القاعدة " ولكن ظاهر كلمة بنفسها تتضمن معىن االشتراك والعمـوم ، لـذلك ال حاجـة " القواعد " كلمـة :النتيجة

.إليها " املشتركة " إلضافة القيد التوضيحي هل املمهدة تكون على صـيغة اسـم املفعـول أي : طرح سؤاال ميكن أن ن : املمهدة -٣

: املمهدة ، أو صيغـة اسم الفاعل أي املمهدة ، لنأخذ أوال املمهدة على صيغة اسم املفعـول هـو املدونة واملكتوبة أي القواعد املدونة واملكتوبة يف علـم األصـول ، " املمهدة " إن معىن

ا املعىن يكـون لدينا مصادرة على املطلوب أي أن الدليل هـو عـني ولكن إذا كانت ـذ ال " املمهـدة " املدعى ، واملطلوب هـو الضـابط املوضـوعي كما مر يف املنت ، وكلمـة

، " املمهـدة " أي : تعطي هـذا الضـابط ، ولنأخذ ثانيا املمهدة على صيغة اسم الفاعـل الطريق السـتنباط احلكم الشرعي ، وبذلك يكـون عنـدنا فتكون هي القواعـد اليت متهد

" الـصعيد " الضابط املوضوعي ملرحلة ما قبل التدوين والكتابة يف علم األصول ، فمثال كلمة تقـع يف طريـق " مثـل كلمـة " متهد لالستنباط " متهد الستنباط احلكم الشرعي ، وكلمة

ـ " االسـتنباط تنباط يكـون ممهـدا السـتنباط احلكـم ، فكل مـا يقع يف طـريق االسعلى صيغة اسم الفاعل يكون هو األنسب ، والدليل علـى " املمهدة " الشـرعي ، وأخـذ

يلزم منها احنصار العلم بقواعد أصولية ثبتـت قاعديتـها ومتهيـدها " املمهدة " ذلك هو أن عليها ، وهذا يتنـاىف مـع ودونت فيه ، وبذلك تكون حمدودة وال ميكن إضافة قواعد جديدة

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 33: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٣٣ -

غرض علم األصـول وهو استنباط احلكم الشرعي املتطور ، لذلك ال بد من جعل التمهيـد على صيغـة اسم الفـاعل ليكون التعريف متناسبا مع تطور علم األصول ، وتطـور علـم

الـيت األصـول يتناسب مع تطور عملية االستنباط يف علم الفقه ، فيكون حبثنا عن القواعـد تكون طريقا الستنباط احلكم الشرعي املتطور ، وهناك قواعد أصـولية جديـدة يكتـشفها

فال ميكن إضافة هذه القواعـد اجلديـدة إىل علـم " املمهدة " األصوليون ، فإذا اقتصرنا على ميكـن األصول ألننا نكون قد اقتصرنا على القواعد املدونة يف العلم واليت دوا القدماء ، وال

على صيغة اسم الفاعل فإننـا نـستطيع " املمهدة " إضـافة شيء جديد عليها ، وأما بأخذ .إضافة هذه القواعد اجلديدة إىل علم األصول

على صيغة اسم الفاعل ال على صـيغة اسـم " املمهدة " ال بد من جعـل كلمة :النتيجـة لتعريف املعدل وهـو دخـول بعـض املفعول ، نعم يرد عليه نفس اإلشكال الذي يرد على ا

" .الصعيد " العناصر اخلاصة يف علم األصول مثل كلمة لغة هو االستخراج واملعرفة والوصول إىل واالنتهاء إىل ، واصطالحا هـو : االستنباط -٤

.استخراج احلكم الشرعي من أدلته ، وهو يرادف االجتهاد يف " احلكم الـشرعي " من الشارع ، إن ورود هو احلكم الذي يأيت : احلكم الشرعي -٥

التعـريف صـحيح إذا أخذنـاه على تعريف الشهيد ، وأما على تعريف القـدماء فيكـون " .خطاب اهللا املتعلق بأفعال املكلفني " ناقصا ، فلقد عرف القدماء احلكم الشرعي بأنه

:ويرد على هذا التعريف ثالثة إشكاالت جعل احلكم الشرعي خطاب اهللا أي اخلطاب الشرعي الـشامل لآليـة :ألول اإلشكال ا

القرآنية والرواية الشريفة يؤدي إىل أن هذا التعريف ال يكون جامعـا ألن احلكـم الـشرعي املستنبط من الدليل العقلي يكون خارجا عن علم األصول ألن الدليل العقلي لـيس خطابـا

.شرعيا حنن نعرف أن احلكـم : يف التعريف " املتعلق بأفعال املكلفني " قيد أخذ : اإلشكال الثاين

الشرعي يتعلق بأفعال املكلفني وبأمور أخرى ليست أفعاال للمكلفـني كالـصحة والـبطالن والطهـارة والنجاسة واجلزئية والشرطية وغريها من األحكام الوضعية اليت ليس هلـا توجيـه

أفعال اإلنـسان : إن احلكم الشرعي ال بد أن يشمل هذين النوعني عملي مباشر للمكلفني ،

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 34: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٣٤ -

:مثال لتوضيح تعريف علم األصول ذا التعريــف مــن خــالل مثــال مــن مــصدر مــن مــصادر يوضــح الــشهيد هــ

:االستنباط وهو القرآن الكرمي ، وهذا املثال هو قوله تعاىل

القسم األول وهو احلكـم التكليفـي : وغري أفعـاله ، فاحلكم الشرعي ينقسـم إىل قسمني الشـامل للوجوب واالستحباب واحلرمة والكراهة واإلباحة ، وهذه األحكام اخلمـسة هـي

اين هو احلكم الوضعي الـشامل للـصحة والـبطالن املتعلقة بأفعـال املكلفني ، والقسم الث ، وهو ليس متعلقا بأفعال املكلفني بصورة مباشرة ، وإذا قلنا بـأن احلكـم . . . والطهارة و

الشـرعي يكون شامال للقسمني فإن التعريف يكون جامعا ، ولكن إذا قلنـا بـأن احلكـم امعا ألن احلكـم الـشرعي يكـون الشـرعي متعلق بأفعـال املكلفني فقط فإنه ال يكون ج

.خارجا عن علم األصول خطـاب اهللا املتعلـق بأفعـال " وقـد يقال أيضـا إن احلكم الشـرعي إذا كان هـو

فإنه ال يكون شامال للوظيفة العملية املستنبطة من األصول العمليـة ألن الوظيفـة " املكلفني .العملية ليست خطابا من اهللا عز وجل

جعل احلكم الشرعي هـو اخلطاب الشرعي ليس صحيحا ألما ليـسا :شكال الثالث اإلنفس الشيء ، فاحلكم الشرعي هو مدلول اخلطاب الشرعي أو مستنبط من اخلطاب الـشرعي

.أو نتيجة للخطاب الشرعي جعل احلكم الشرعي يف تعريف علم األصول صحيح ، ولكن ميكن تعريف احلكـم :النتيجة

احلكم الصـادر من اهللا عـز وجل لتنظيم حيــاة اإلنـسان يف الـدنيا : بأنه الشـرعي واحلصول على الثواب يف اآلخرة ، ويشمل األحكام التكليفية واألحكام الوضـعية ، وجيـب االنتباه إىل أن احلكم الشرعي أعم من احلكم الشرعي باملعىن األخـص والوظيفـة العمليـة ،

األعم وهو احلكم سواء كان واقعيــا أم ظاهريـا ، واحلكـم فيقصد باحلكم الشرعي املعىن النوع األول هو احلكم الناتج من األمـارة وهـي : الظـاهري يشمل نوعـان من احلـكم

الدليـل الظين الذي أعطاه الشارع احلجية ، والنوع الثاين هو احلكم النـاتج مـن األصـول .العملية وهي اليت حتدد الوظيفة العملية

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 35: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٣٥ -

)١(.

؟ )٢(هل رد التحية واجب أو ليس بواجب : نطرح السؤال التايل أن القــرآن قطعــي الــصدور مــن الــشارع عــن طريــق التــواتر الفقيــه يعــرف

حيث إن القرآن متـواتر بـني املـسلمني منـذ الـصدر األول مـن اإلسـالم ، ويـستنبط من خالل االستعانة بقاعدتني " وجوب رد التحية " الفقيـه من هـذه اآلية الكرمية

:عامتني مشتركتني ، وهاتان القاعدتان مها

:ظهور صيغة األمر يف الوجوب : القاعدة األوىل إذا كانت عندنا كلمة أمر ـــ مـادة أو صـيغة ــــ ، ومـادة األمـر هـي الكلمـة

، وصـيغة " أوجـه لكـم أمـرا " أو " آمـركم " مثل " أم ر " اليت حتتوي على كلمة

.٨٦: ساء الن)١( يظن الناس أن الفقيـه يسـتنبط احلكم الشرعي من خالل آية واحدة أو رواية واحـدة ، )٢(

فهم ال يعرفون أنه قد تكون هناك رواية أخرى معارضة خمصصة أو مقيدة ، فعنـدما يبحـث صيغة أمر ، ولكن هل صيغة األمـر تـدل علـى " حيوا " الفقيـه يف اآلية السابقة يقول إن

الوجوب أو على االستحباب أو على كليهما معا ؟ أو أا هل تدل على الوجـوب حقيقـة وعلى االستحبـاب جمازا ؟ أو العكس هل تـدل على االستحباب حقيقة وعلى الوجـوب

على الوجـوب ، والظـن ) ظنا ( جمازا ؟ ، وقـد يتبىن الفقيـه أن صيغة األمر تدل ظاهرا ـات حجيته وأن الشارع مسح باألخذ ذا الظـن ، ويبحـث حباجـة إىل دليـل قطعي إلثب

الفقيـه عن حجيـة الداللـة الظاهرية أو حجية الظهور ، فقد يتبىن الفقيه أن الشهرة مـثال ليس هلـا احلجيـة ، وأمـا خرب الثقة فهناك دليل على حجيته ألن رواية الثقة دليـل ظـين

و فرضنا وجود رواية شريفة بـدل اآليـة حيتـاج إىل إثبـات حجيتـه بدليـل قطعي ، ول الكرمية يف رد التحيـة فال بد من البحث يف السند وأا غري معارضة برواية أخرى مث نبحـث

.يف داللة منت الرواية

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 36: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٣٦ -

ل إن ، فنقـو " اقـرأ " أو " اكتـب " مثـل " افعـل " األمـر هـي الـيت تـأيت علـى وزن ـــر ــى الوجــوب " افعــل " صيغـــة األم هلـــا ظهـــور يف الوجــوب مبعــىن أــا تــدل عل

ــست ــة ولي ــة أي ظني ــة ظاهري ــىن ، وهــذه الدالل ــذا املع ــة يف ه ــور الكلم حبــسب ظهــة علــى ــة ظني ــدل علــى الوجــوب وإمنــا هلــا دالل ــنحن ال نقطــع بأــا ت ــة ، ف قطعي

ــه يوجــد ظهــور ــى الوجــوب ألن ــىن الوجــوب ، وتــدل ظــاهرا عل ــوي للكلمــة يف املع لغ احلقيقـي ، والعــرف يأخــذ ــذا الظهــور اللغــوي ويعمــل علــى أساســه ويرتــب اآلثــار عليـــه إال إذا كانــت هنـــاك قرينــة صــارفة علــى اســتعمال هــذه الكلمــة اســتعماال ـــى الـوجـــوب ، فيــسـتنبط ـــرا عـل ـــر يـــدل ظـاه ـــاب ، فـاألم ـــي االسـتحـب ـــا ف مـجـازي

" حيــوا " مــن هــذه اآليــة الكرميــة ألن صــيغة األمــر " ب رد التحيــة وجــو" الفقيـــه .تدل ظاهرا على الوجوب

:حجية الظهور : القاعدة الثانية ظهـور الوجــوب مــن صــيغة األمــر ظهــور عــريف وفهــم عــريف ، والظهــور يعطــي ــد ــشارع ، وق ــل ال ــشرعية مــن قب ـــه ال ـــا ، والظـــن حباجـــة إىل إعطائ ـــا ال قطع ظن

ألن )١(أعطــــاه الـــشـارع احلجيــــة ، فيكـــون الظهــــور العـــريف والفهـــم العـــريف حجـــة ــة " الــشارع أعطــاه احلجيــة ، فيــستنبط الفقيــه مــن هــذه اآليــة " وجــوب رد التحي

بالظهـور العـريف ألن صيغـة األمر تـدل بـالظهور العـريف علـى الوجـوب ، فـيمكن لنـا

سيأيت معىن احلجيـة يف املصطلـح األصويل فيما بعد ، ومعناه هو التنجيـز والتعـذير ، )١(

الحتجـاج املوىل على العبد ومؤاخذتـه إذا مل يعمـل فاحلجيـة معناهـا أن الدليل صـاحل العبـد به ، وهذا هـو جـانب التنجيز ، والحتجاج العبد على املوىل حىت يـتخلص مـن

أي -العقاب إذا عمل به ، وهذا هو جانب التعذير ، فكل دليل له أحـد هـذين اجلـانبني . فهو حجة يف املصطلح األصويل -املنجزية واملعذرية

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 37: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٣٧ -

آليات الكرمية والروايات الشريفة ، وميكن أن نسـتعني ـذا الظهـور العـريف لفهم ا أن نشكل قياسا من صغرى وكربى ونتيجة إلثبات هـذه احلجيـة ، وهنـا تكـون كلتـا

:القاعدتني كربى القياس ، وعندنا هنا قياسان من الشكل األول :القياس األول

.صيغة أمر " حيوا " :الصغرى ) . القاعدة األوىل ( كل صيغة أمر ظاهرة يف الوجوب :الكربى .ظاهرة يف وجوب رد التحية " حيوا " :النتيجة :القياس الثاين

: مث نأخذ النتيجة وجنعلها صغرى يف قياس آخر وهو " .وجوب رد التحية " ظاهرة يف " حيوا " :الصغرى ) .القاعدة الثانية ( وكل ظهور حجة :الكربى .حجة " وجوب رد التحية " يف " حيوا " ظهور :النتيجة

: أو جنعل القاعدة األوىل صغرى القياس ، والقاعدة الثانية كربى القياس :القياس األول

) .القاعدة األوىل ( صيغة األمر ظاهرة يف الوجوب :الصغرى ) .القاعدة الثانية ( وكل ظهور حجة :الكربى .حجة ظهور صيغة األمر يف الوجوب :النتيجة :القياس الثاين

: نأخذ النتيجة السابقة وجنعلها كربى يف قياس آخر وهو " .وجوب رد التحية " صيغة أمر ظاهرة يف " حيوا " :الصغرى . وكل صيغة أمر ظاهرة يف الوجوب حجة :الكربى

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 38: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٣٨ -

.حجة " وجوب رد التحية " يف " حيوا " ظهور :النتيجة

وجــوب رد " يــسـتنبـط الفقيـــه مـــن اآليـــة حكمـــا شـــرعيا وهــو هكــذا : إذن مـن خـالل االسـتعانة ـاتني القاعـدتني املمهـدتني واملـدونتني واملكتـوبتني " التحيـة

.ظهور صيغة األمر يف الوجوب ، وحجية الظهور : يف علم األصول ومها باط حكـم شـرعي ونرى هنـا أن عمليـة االسـتدالل علـى حكـم شـرعي واسـتن

ليسـت عمليـة بسيطة وسهلة ، بل ال بد أن يعرف الطالب كيف يرتب املقدمات من ــاس األول ــصل إىل النتيجــة ، وكيــف يأخــذ نتيجــة القي ــىت ي ــصـغرى والكــربى ح الليجعلها مقدمـة يف القيـاس الثـاين ، وقـد يأخـذ نتيجـة القيـاس الثـاين ليجعلـها يف

.مقدمة قياس ثالث ، وهكذا أي ظهـور هو احلجة ؟ هل الظهور يف عصر املعصوم عليه السالم فقط : ؤال سـ

أو الظهور يف زماننا أيضا ؟ :اجلـواب

مــاذا فهــم : إذا وردت روايــة عــن أحــد املعــصومني علــيهم الــسالم نــسأل املسلمون من الكلمات الواردة يف الرواية يف زمان املعصوم عليه السالم ؟

ان املعــصوم عليــه الــسالم هلــذه الكلمــات تكــون هــذا الفهــم العــريف يف زمــ حجـة علينـا ، فاملعصوم عليه السالم كـان يـتكلم بلغـة عـصره ، فيـستعمل الكلمـات اليت يفهم املخاطـب معانيهـا املتداولـة يف زمانـه ، واملعـاين الـيت كانـت متداولـة يف

الظهور العـريف ذلك الزمـان حنـاول أن نسـتكشفها ونطبقهـا على الروايـات ، وهذا للكلمة حجة ، نعم قد يتغري املعـىن مـن زمـان إىل آخـر ، ولكـن مهمتنـا أن نعــرف املعىن املتـداول يف زمـان املعصـوم عليه السالم بالرجوع إىل الزمان املاضي ملعرفة

.املعىن الذي كان يفهمه الناس يف ذلك الزمان

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 39: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٣٩ -

:مالحظـة هامـة ور ــــــ كمــا ورد يف احللقـة األوىل ــــــ دليــل ال بـد مــن االلتفــات إىل أن الظهـ

ـــا مبـــؤداه ومــضمـونه ، والــدليل ـــا ويقين ـــص وال يعطينـــا قطع ـــه كــشـف ناق ــين ل ظالظين حباجـة إىل تأييـد وغطـاء مـن الـشارع حـىت يكـون حجـة ومنجـزا ومعـذرا ،

ــد ــه ، واألصــل هــو حرمــة العمــل بال ـــايل ميكــن األخـــذ بـــه واالعتمـــاد علي ليل وبالتالظين إال إذا سـمح الشـارع بالعمـل به ، فمـثال القيـاس دليـل ظـين ، وخـرب الثقـة ــة ــة يف عمليـ ــى خـــرب الثقـ ــاد علـ ــا باالعتمـ ـــح لنـ ــشـارع مسـ ــن الـ ــين ، ولكـ ـــل ظـ دليـــتنباط ، ــة االسـ ــاس يف عمليـ ــى القيـ ـــاد علـ ـــا باالعتمـ ــسمـح لنـ ـــتنباط ، ومل يـ االسـ

ــر ــور الع ــة للظه ــد أعطــى أيــضا احلجي ــشارع ق ــة وال ــى حجي ــة عل يف ، وســتأيت األدل .الظهور فيما بعد إن شاء اهللا تعاىل

ــا شــرعيا هــو : إذن ــة الكرميــة حكم ــه مــن اآلي ــستنبط الفقي وجــوب رد " يمن خـالل االستعانة اتني القاعـدتني املمهـدتني ــــ بفـتح اهلـاء أي علـى " التحيـة

.ني يف علم األصول صيغة اسم املفعول ــــ واملدونتني واملكتوبت

:إشكال على التعريف وضـح الشـهيد تعـريف املشهـور أوال ، وتعـريف املـشـهور لعلـم األصــول هــو

، مث ذكر إشكاال على هذا "العلم بالقواعد املمهدة الستنباط احلكم الشرعي " : ، فقال )١(التعريف

على صيغة اسم املفعول أي املمهدة مبعـىن املدونـة " املمهدة " هذا اإلشكال يأيت إذا قرأنا )١(

واملكتـوبة حيث إن الفقيه هو الذي ميهد ويدون ويكتب هذه القواعد ليـستنبط بواسـطتها احلكم الشـرعي حينما جيعلها ضمن مقدمات من صغرى وكربى ليصل إىل النتيجـة وهـي

رعي ، وال يرد إذا قرأنـاها على صيغة اسم الفاعل أي املمهـدة حيـث إن هـذه احلكم الش

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 40: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٤٠ -

يف علـم األصـول )١(إن تقييد القاعـدة بوصـف التمهيـد والتـدوين والكتابـة ــم ــها يف عل ــين أــا تكتــسب صــفة األصــولية وتــصري قاعــدة أصــولية بعــد كتابت يعاألصــــول مـــع أن املطلـــوب هـــو معرفـــة أن القاعـــدة أصـــولية قبـــل كتابتـــها يف علـــم

ىت جنعلهـــا يف هـــذا العـــلم بعـــد معرفــة أــا أصــولية ، واملفــروض أن ـاألصـــول حــــون الــضـابـط املـوضـــوعي لـمرحـ ـــل تدويـــن املــسـألة وكتابتهـــا ال بعــد يك لـــة مـــا قب

تدوينهــا ، فالتعـــريف يقـــول إن عـــلم األصــول هـو العلــم بالقواعــد الــيت كتبــت مــن ــك ــسألة أو تل ــذه امل ــب ه كتــاذا ت ــه مل ــا أن ــين لن ـــريف ال يب أجـــل االســـتنباط ، فالتع

ــو ــل يقــول التعريــف إن مــا هــو مكت ــم األصــول ، ب ــم املــسألة يف عل ب ومــدون يف علهــل هــذه القاعــدة : " األصـــول فهـــو عـــلم األصـــول ، وهنـــا إذا ســألك شــخص

، فإنك جتيب ال أدري بـل أنتظـر حـىت تكتـب يف علـم األصـول ، " أصـولية أو ال ؟ وبـعـــد كتـابتـــها يف عـــلم األصـــول أقـــول إنـــها أصـــولية ، فقبـــل كتابتهـــا يف عــــلم

القواعد هي اليت متهد للفقيه استنباط احلكم الشرعي ، وإذا قرئت على صيغة اسـم الفاعـل

العلم بالقواعد اليت تقـع يف طريـق " فسيكون للتعـريف نفس معىن التعريف املعدل وهـو هـو نفـس " القواعـد املمهـدة لالسـتنباط " ألن معـىن " ـرعي اسـتنباط احلكم الش

، ويرد عليه نفس اإلشكال الـذي يـرد علـى " القواعد اليت تقع يف طريق االستنباط " معىن .التعريف املعدل

: اجلـواب . لنفرض أن القـاعدة معلـومة عند الفقيه ولكنها ليست مكتوبة : سـؤال )١( القـاعدة معلـومة عند الفقيـه فإنـه يكتبهـا ضمن كتابه األصـويل ، عـادة إذا كانت

فكل فقيه ال بد أن تكون عنده القواعد األصولية وأن حيققها ويبحث فيهـا وينقحهـا حـىت يسـتطيع أن يتبىن قـاعدة معينة ، فهذا الذي حققه ال بد أنه قد كتبه ال أنه حيـتفظ بـه يف

إىل كتابة لئال ينسى املطالب اليت حققها ، فالقواعد اليت يتبناهـا ذهنه فقط ، والتحقيق حيتاج !الفقيه تكون مكتوبة عنده وإال كيف يكون فقيها ؟

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 41: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٤١ -

ـا أصـولية أو ال ، مـع أن املطلـوب معرفـة أـا قاعـدة أصـولية األصـول ال ندري أـ قبــل كتابتــها يف كتــاب لعلــم األصــول ، لــذلك يتبــين أن هــذا التعريــف ال يبــين لنــا القـــانون واملعيـــار والــضـابط املوضـــوعي الــذي مـــن خـــالله يــدون ويكتــب علمـــاء

ا وال يكتبوـا ، نريـد ضـابطة األصـول هــذه املـسألة يف علـم األصـول أو ال يـدونو ــد ضــابطة حتــدد ــسألة األصــولية مــن غــري األصــولية ، نري ــز مــن خالهلــا امل تتمياملــسـائل الداخـــلة يف عـــلم األصـــول واملــسائل اخلارجــة عنــه ، مبعــىن أنــه إذا أتــت إلينا مسألة معينة فإننا نسأل هـل هـذه املـسألة مـن علـم األصـول أو ال ؟ ، فيكـون

، وذلــك لعــدم وجــود " ال نــدري أــا داخلــة يف علــم األصــول أو ال : " ب اجلــواــك الــضابطة الــيت علــى أساســها نــدخل هــذه املــسألة يف علــم األصــول وال نــدخل تلاملسـألة يف عـلم األصـول ، فنريد أن نوجد ضابطة معينـة حبيـث إنـه لـو أتـت إلينـا

و أتــت إلينــا مــسألة أخــرى فــال مــسألة معينــة فإننــا جنعلــها يف علــم األصــول ، ولــ جنعـــلها يف علـــم األصـــول ، فنحتـــاج إىل هـــذا الــضـابط املوضـــوعي الــذي علــى ــم األصــول ، إن ــها يف عل ــم األصــول أو ال جنعل ــسألة يف عل ــذه امل ــل ه أساســه جنعالــضابط املوضــوعي يعـــين أن التعريــف ال بـــد أن يكــون جامعـــا مانعــا أي جامعـــا

ــا مــن دخــول ــم لألفـــراد ومانع ــار ، والــضابطة تــدخل الفــرد داخــل هــذا العل األغي .وخترج غري الفرد إىل خارج هذا العلم

قواعــد ممهــدة الســتنباط احلكــم " ويف تعريــف علــم األصــول عنــدما يقــال ــشـرعي ــإن كلمـــة " ال ــد " ف ــة ، وكلمــة " التمهي ــدوين والكتاب ــىن الت ــدة " يع هاملم "

، فــإذا دونــت املــسـألة وكتبــت يف علـــم األصــول " املكتوبـــة " و" املدونـــة " تعــين ــب يف علـــم ـــذه املـــسـألة مـــن علـــم األصـــول ، وإذا مل تـــدون ومل تكتـ فنقــــول إن هـاألصـول فنقـول إــا ليـسـت مـن علـم األصـول ، فـإذا كانـت عنـدنا مـسألة حنويـة

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 42: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٤٢ -

هــا وكتبوهــا وجعلوهــا يف علــم وأتــى علمــاء األصــول ودونو " الفاعــل مرفــوع " مثــل األصـول فإا تصري مسـألة أصولية ـــ مـع أـا يف الواقـع ليـست مـسألة أصـولية ــــ ألن التعـريف ينطبق عـليها إذ أـا مهـدت ودونـت يف عــلم األصـول ، ومعـىن ذلـك

لية مـع أنـه مبجـرد مـا أن تكتب يف كتاب يف علم األصـول تـصري هـذه املـسألة أصـو أا يف الواقع قد ال تكون مسألة أصولية ، فالقاعدة تكتسب أصوليتها من تدوينـها يف علم األصول لغرض االستنباط ، وهذا خالف ما نريده من تعريف العــلم ألننـا نريد من التعريف أن يدخل املسألة األصولية يف علم األصول ويخرج غـري املـسـائل

ل ، فاملـــسألة النحويــة كيــف ميكــن أن تــدخل يف علـــم األصــولية مــن علــم األصــو !األصول رد أن هذا العامل األصويل كتبها يف كتابه األصويل ؟

ــدوين ـــلة التـ ـــد مرحـ ــا بعـ ـــزا ملـ ـــطا ومائـ ـــطينا ضابـ ـــريف يعـ ـــذا التعـ إن هـوالكتـــابة ، وحنــن نريــد مــن التعريــف أن يعطينــا ضــابطا ومــائزا ملــا قبــل مرحلــة

ـــاب ــا ال التـــدوين والكتـ ــائزا قبليـ ــائز ال بـــد أن يكـــون ضـــابطا ومـ ة ، فالـــضـابط واملـضـــابطا ومائـــزا بعــديا ، فاملــسألة حــسب هــذا التعريــف تكتــسب أصــوليتها بعــد

مــا هــي املــسألة : تدوينــها ، ولكــن توجـــد مرتبــة قبــل مرتبــة التـدوين حيــث نــسأل الـذي مـن أجلـه نـدخل اليت تكتـب يف علـم األصـول ؟ ومـا هـو الـضابط املوضـوعي

هــذه املــسألة يف هــذا العلــم ؟ وملــاذا اختــار األصــوليون بعــض البحــوث وجعلوهــا يف عـلم األصـول وتركوا بعض البحـوث األخـرى ومل جيعلــوها يف عــلم األصـول ؟ فمـا هـــو امليــزان الــذي مــن أجلــه نــدخل هــذا املطلــب يف علــم األصــول دون املطالــب

األخرى ؟ــو ب مــن التعريــف أن يبــين لنــا أن هــذه املــسألة يف الواقــع ونفــس إن املطل

األمــر مــسألة أصــولية قبــل تدوينــها حــىت بالتــايل يــدوا العلمــاء يف علــم األصــول

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 43: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٤٣ -

ألــا مــسألة ينطبــق عليهــا الــضابط ، أو أن هــذه املــسألة ليــست أصــولية حــىت ـــا ـــول ألـ ـــم األصـ ـــاء يف عـلـ ـــها العـلمـ ـــي ال يـدونـ ــا بالتـالـ ـــق عليهـ ــسـألة ال ينطبـ مـ

الـضـابط ، فــاملفروض مــن التعريــف أن يبــين لنـا هــل نــدخل هــذه املــسألة يف هــذا العــلم أو ال ندخلهـــا ، ولـيس املطلـــوب مـــن التعــريف أن يبــين لنــا أنـه بعــد تــدوين

ـا دوـرد أ نـت هـذه املسـألة يف هـذا العـلم تصبـح املسـألة جزءا من هذا العلـميف هــذا العلــم ، فبمجــرد تــدوين املــسألة يف العلــم تــصري جــزءا مــن هــذا العلــم ، ــة يف ـــطي ضـــابطا موضــوعيا ملعرفــة املــسائل الداخل ــشـكل ال يع ـــريف ـــذا ال والتعــد أن نعــرف أن هــذه املــسألة أصــولية ــه ، فــنحن نري العـــلم واملــسـائل اخلارجــة من

م كانــت غــري مكتوبــة بــل يتوصــل إليهــا سـواء كانــت مكتوبــة يف كتــب األصــول اآلن أ ــا بعــد ــذا التعريــف تعريــف مل ــد ويكتبوــا يف كتبــهم ، فه ــاء األصــول فيمــا بع علم

.التدوين ، وحنن نريد تعريفا ملا قبل التدوين ــي ــول ال يعطـ ــم األصـ ـــو علـ ـــول هـ ـــلم األصـ ـــب يف عـ ـــا يكتـ ـــا إن مـ إن قولنـ

ـــالب و ـــض املطـ ـــار بعـ ـــوعي الختيـ ــضـابط املوضـ ــول دون الـ ـــلم األصـ ــا يف عـ إدخاهلـاملطالب األخرى ، والتعريف ذا الشكل يلـزم منـه الـدور وهـو توقـف الـشيء علـى ـــم األصــول ، ـــت يف عـل نوـــيت د ـــم بالقـواعـــد ال ـــم األصـــول هـــو العـل نفــسـه ألن عـل

" أ " فــصـار معـــرفة عـلـــم األصـــول مـتوقـــفا عـــلى معـــرفة عـــلم األصـــول أي أن ، فلو سألنا مـا هـو علـم األصـول ؟ ، ألجبنـا بأنـه هـو املـدون يف " أ " وقف على يت

عـلــــم األصــــول ، وإذا سـألـنــــا ملــــاذا دون عـلمــــاء األصــــول هـــذه املـــسألة يف علـــم .األصول ؟ ، ألجبنا ألا من علم األصول

هــذا التعريــف ال يعطينــا الــضابط املوضــوعي إلدخــال هــذه املــسألة :إذن ملعينــة يف علــم األصــول أو إخراجهــا وعــدم إدخاهلــا يف علــم األصــول ألن املطلــوب ا

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 44: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٤٤ -

مـــن التعـــريف أن يكـــون جامـعـــا مـانـعـــا ، أي جـــامعا لألفــراد ومانعــا عــن دخــول األغيـار ، واجلامعية تعين أن كل صفة يتركـب منـها املعـرف ال بـد أن تنطبـق علـى

منــها ، واملانعيــة تعــين أن كــل صــفة يتركــب كــل أفــراد املعــرف وال خيــرج أي فــرد .منها املعرف ال تنطبق إال على أفراد املعرف فقط وال تشمل غريهم

ــم ــروض أن ال تــدخل يف عل ــة مــن املف ــة والفقهي ــة والنحوي إن املــسائل اللغوياألصـــول ، فكيــف تــصيـر املــسـألة اللغويــة أو النحويــة أو الفقهيــة مــسألة أصــولية

يف كتــاب أصــويل ، فاملـسـألة النحــوية ـعـلتوج ـتوكتـب ـتنوود تـدـهد أنـهـا مـرلـــو دونــت يف الكتــاب األصــويل فإــا تظــل علــى حنويتــها وال تتحــول إىل مــسألة أصـولـيـة ، فـهي لـعـدم كـوـا مسـألـة أصـوليــة ال تكتــب يف كتــب األصــول ، وحـىت

.و كتبت يف كتب األصول فإا ال تنقلب إىل مسألة أصولية لـفهـــذا التعريـــف الـــذي ال بـــد أن يكـــون جامعـــا مانعـــا أو عاكـــسا لألفـــراد ــيس ــه ل ــا هــذا األمــر ألن ـــريف ـــذه الــصورة ال يعطين وطـــاردا لألغـــيار هـــذا التع

أصـولية جامعا مانعا حيث إم إذا دونـوا املـسألة يف علـم األصـول صـارت املـسألة صـيغة األمـر ظـاهرة يف " وإذا مل يدونوها فيه فهي ليست مـسألة أصـولية ، فمثـل

ــل ألــا مــن " الوجــوب ــب األصــول ب ــت يف كت وكتب ــت نوــا دمــسألة أصــولية ال ألاملــسائل األصــولية قبــل تدوينــها وكتابتــها يف كتــب األصــول ، وألــا مــسألة أصــولية

ل ال ألــا دونــت يف كتــب األصــول فــصارت مــسألة فإـــا دونــت يف كتـــب األصــو أصولية ، فسبب إدخاهلا يف علم األصـول هـو كوـا مـسألة أصـولية ، ولـيس سـبب

.كوا مسألة أصولية هو تدوينها يف الكتب األصولية كوــا مــسألة أصــولية علــة لتدوينــها يف كتــب األصــول ال أن : بعبــارة أخــرى

.علة لكوا مسألة أصولية تدوينها يف كتب األصول

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 45: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٤٥ -

:تعديل التعريف السابق جاء الـشهيد وقـال إنـه بـسبب وجـود اإلشـكال الـسابق أجـرى علمـاء األصـول

العلـــم " الالحقــون تعـــديال علـــى التعريـــف الــسابق فقـــالوا إن علـــم األصـــول هـــو ، فكـل قاعـدة تقـع يف " بالقواعد اليت تقع يف طريـق اسـتنباط احلكـم الـشرعي

يق اســتنباط احلكــم الــشرعي تكــون قاعــدة أصــولية ، وأي قاعــدة ال تقــع يف طـــر .طريق استنباط احلكم الشرعي ال تكون قاعدة أصولية

:إشكال على التعريف املعدل يرد نفـس اإلشـكال الـسابق أيـضا علـى هـذا التعريـف اجلديـد وهـو أنـه ال

املـسألة أو إخراجهـا مـن يعطي الضـابط املوضـوعي املطلـوب مـن التعريـف إلدخـال هـذا العـلم ، نعـم التعــريف اجلــديد جــامع ولكنــه ليــس مانعـا مـن دخـول األغيـار ــري األصـــولية كاملـــسائل اللغويـــة واملـــسائل الرجاليـــة ألنـــه يـــشمل بعـــض املـــسائل غـواملــسائل النحويــة واملــسائل احلديثيــة وغريهــا ألن كــل هــذه املــسائل تقــع يف طريــق

.شرعي مع أا ليست من املسائل األصولية استنباط احلكم ال مـثال هنــاك بعـض املــسائل اللغويــة الـيت تقــع يف طريــق االسـتنباط مــع أــا

يف مطلـق وجـه األرض )١(" الـصعيـد " ليسـت مسـائل أصـولية ، مثـل ظهــور كلمــة

يف التعـريف املعـدل قالـوا العلـم بالقـواعد اليت تقـع يف طريق االستنباط ، فـإذا )١(ـ " القـواعد اليت تقـع يف طـريق االسـتنباط " قلنـا كال الـذي ذكـره فيكـون اإلش

الشهيد غري تام ، إن القاعـدة هي القانون العام الذي ينطبق على مـوارد كثرية ، وظهـور أو عناصـر -وأمثاهلا من املسائل اللغوية ليست قوانني أو قواعـد عامـة " الصعيد " كلمة

مشتركة كما يف تعريف الشهيد ، فالعنصر املشترك يعطي نفس معىن القاعـدة وإن اختلفـت األمـر ظـاهر يف " ليبحث عنها يف علم األصول كما يبحث عن القاعدة العامـة -أللفاظ ا

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 46: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٤٦ -

يف مفـــصل القـــدم أو النتـــوء " الكعــب " أو يف خــصوص التـــراب ، أو ظهـــور كلمـــة .ارز والقبة يف أعلى القدم الب

:يقول اهللا تعاىل

، فظهورات األلفـاظ املعينة يف معانيها املعينة ليست قواعـد حـىت حنتـاج إىل " الوجوب إخراجـها من التعريف ، بل هي خـارجة من األسـاس ألن املسألة اللغوية ليست قاعـدة

" الـصعيد " اليت تتكرر كثـريا يف خمتلف أبواب الفقه ، ومثل مسألة أصال ، فالقـاعدة هي شيء جزئي وعنصر خاص يبحـث " الصعيد " تأيت يف بـاب التيمم فقـط ، فظهور كلمة

عنه يف اللغـة فال يشمله التعريف وال يدخل يف علم األصول ، إن معىن الكلمة واسـتخراجه ا مشتركا ، فال يرد هذا اإلشـكال علـى هـذا من كتب اللغـة ليس قاعدة عامة وال عنصر

.التعريف ، فيكون التعريف تاما من هذه اجلهة نعم يأيت إشـكال آخر وهو أنه قـد توجد عندنا قواعد لغوية أو حنويـة أو فقهيـة أو رجالية أو حديثية ، وهـذه القواعد تقع يف طريق االستنباط ، فيشملها التعريـف مـع أـا

.م األصول ، ولكن هذا إشكال آخر خارجة عن علعنـصر " الـصعيد " ميكن رد اإلشكال السـابق بأن معىن كلمـة : رد اإلشكال السابق

، " اللفظ ظاهر يف معناه اللغـوي " خاص ال مشترك بتوجيه كالم الشهيد بأن قصده هو أن القاعـدة العامـة ، تطبيقا ومصداقا هلذه " الصعيد " وهذا يعترب قاعدة عامة ، وكانت كلمة

ظاهرة يف معناها اللغـوي ، " الكعب " ظاهرة يف معناها اللغوي ، وكلمة " الصعيد " فكلمة فذكر الشهيد املصداق وهو يريد القاعدة العامة ، فذكر اخلاص وأراد العام ، وهـذه القاعـدة

ع أـا جيـب أن اللغـوية تقع يف طريق االستنباط ، فتكون القواعد اللغوية داخلة يف العلم م .تكون خارجة عنه ، فال يكون التعريف مانعا من دخول األغيار

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 47: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٤٧ -

)١(. ــق " الكعـــب " وظهـــور كلمـــة " الـــصعيد " إن ظهـــور كلمـــة يقعـــان يف طريـ

ويما ليسـا من املسـائل األصـولية ، وهـذه املسائل تظل على لغتها االسـتنباط مع أ .وال تتحول إىل مسائل أصولية

ــذي :إذن هـــذا التعـــريف املعــدل ال يعطينــا أيــضا الــضابط املوضــوعي العـلى أسـاســه تدخــل هــذه املـسألـة يف عــلم األصــول وختــرج املـسـألة األخـرى مـن

.علم األصول

:تعريف الشهيد لعلم األصول د لعلــم األصــول حبيـث يكــون جامعــا جـاء الــشهيد وقـال نــأيت بتعريــف جديـ

ــوب ، ــا الــضابط املوضــوعي املطل ــسابقة ويعطين ــه اإلشــكاالت ال ــرد علي ـــا وال ي مانع بالعناصر املشتركة يف عملية )٢(العلم " : وهذا التعريف هو أن علم األصول هو

.٦: املائدة )١(يـأيت الـسؤال " العلم بالعناصر املشتركة يف عملية استنباط احلكم الشرعي " عندما يقول )٢(

صول ومـا إذا علمت ذه العناصر أو مل تعلم ا فما هي عالقة العلم واجلهل بعلم األ : التايل دخل العلم واجلهل بعلم األصول ؟ ، مبعىن أنه إذا علم اإلنسان بعلم األصـول يكـون علـم األصـول موجودا ، وإذا جهل اإلنسان بعلم األصول فال يوجد علم يعـرف بعنـوان علـم

العلم الـذي يبحـث يف العناصـر " األصول ، واملفروض أن نقـول إن علم األصول هـو العناصـر " ، أو هـو " قواعد العامة يف عمليـة استنباط احلكم الـشرعي املشـتركة أو ال

؛ بناء على أن العلـم هـو " املشتركة أو القواعـد العامة يف عملية استنباط احلكم الشرعي

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 48: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٤٨ -

، وهـذا التعريـف يتفـق مـع التعريـف املعـدل يف أن )١(" استنباط احلكم الـشرعي ضـابط املوضـــوعي لعلــم األصــول هــو كــل مــا يقــع يف طريــق اســتنباط احلكــم الــ

.أضاف إليه قيدا الشرعي ، ولكن الشهيد

جمموعة املسائل ، فعلمنا وجهلنا ال دخل هلما يف تعريف العلم ، فـسواء علمنـا بالعناصـر

إن علم األصول موجود وال دخل هلما يف وجود العلـم وعـدم املشـتركة أم مل نعلم ـا ف وجوده ، إن العلم هو حضور صورة الشيء يف الذهن أو انكشاف الشيء على ما هو عليـه ، واجلهل هو عدم حضور صورة الشيء يف الذهن ، فسواء حضرت صور العناصر املـشتركة يف

لم ال عالقة له بعلم أحـد بـه أو الذهن أم مل حتضـر فإن علم األصول موجود ، فوجود الع .جهـله بـه

ال حنتاج إليها يف تعريف علم األصول وال يف تعريف غـريه مـن " العلم " كلمـة : إذن العلم الذي يبحث يف العناصر املـشتركة يف عمليـة : " العلوم ، لذلك فإن علم األصول هو

أي عـلم مـن العلـوم ، فعلـم ، وال دخـل للعلم واجلهل يف " اسـتنباط احلكم الشرعي موجود سـواء كان يوجد علمـاء يف علم الفيزياء أم مل يوجـدوا ألنـه - مثال -الفيزياء

يبحث يف الطبيعيات ، واألشيـاء الطبيعية موجودة حولنا ، فهـذه العلوم موجـودة سـواء .علمنا ا أم مل نعلم ا

شتركة وجعلها ضمن كتاب وأطلـق عليـه ولكن قد يقال إنه إذا علم شخص بالعناصر امل عنـوانا معينا فهنا يعرف هـذا العـلم ويوجـد ألن العـلم بالعنـاصر املـشتركة هــو الذي يولد األثـر ويؤدي إىل اسـتنباط األحكام الشـرعية ال نفس القواعد مبا هي هـي ،

وذا التوجيـه يكـون ومع عدم علم أحـد بالعناصر املشتركة فإنـه ال يوجد هذا العلم ، .تعريف الشهيد تاما

أو علـى " املـشتركة " تكون على صيغة اسم الفاعل أي " املشتركة " هل كلمـة : سؤال )١( ؟ وملاذا ؟" املشتركة " صيغة اسم املفعول أي

: يأيت اجلواب ضمن النقاط التالية :اجلواب .ستنباط تشترك يف عناصر موحدة عمليات اال: يقول الشهيد يف احللقة األوىل -١

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 49: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٤٩ -

عمليات االستنباط تشترك يف العناصر ، فالعناصر يقع عليها االشـتراك ، فتكـون : إذن

.– بفتح الراء –العناصر مشتركة إذا قلنـا إن العنـاصر تشـترك يف عمليـات االســتنباط ، فتكـون العناصـر -٢

نقـول اشترك عدة أفراد يف االحتفال ، فهم مـشتركون ، كما - بكسر الراء -مشـتركة فيـه وإن مل يعـرف بعضهم البعض ، فقـد يكون كل فرد قد أتـى مبفـرده وال يعـرف اآلخرين ، فهو مشترك يف االحتفال ، وهذا مثل قاعدة التكليف بغري املقـدور فهـي قاعـدة

مليـات االسـتنباط ، ولـيس مبفردها يستنبط منها حكم شرعي ، فهي مبفردها تشارك يف ع بالضـرورة أن تكون هنـاك قاعـدة أخرى معها ليستنبط احلكم الشرعي ، ففـي مـسألة

.معينة قد نستعمل عنصرا واحدا فقط فال يصدق أن هذا العنصر اشترك مع غريه يف االستنباط اخلـط املـستقيم : عنـدما تشـترك عـدة نقـاط يف خـط مسـتقيم ، نقـول -٣ بني هـذه النقاط ، كذلك فإن عمليـات االسـتنباط تـشترك يف - بفتح الراء -شـترك م

، وميكـن أن نقـول إن العناصـر - بفتح الراء -عناصر موحدة ، فتكون العناصر مشتركة .- بكسر الراء -املوحدة تشترك يف عمليات االستنباط ، فتكون العناصر مشتركة

ـ -٤ ارع قد جعـل للعنـاصر احلجية أو عدم احلجية فتكـون علـى إذا قلنـا إن الش ، وهـذه النقطـة حتتاج إىل تأمل ألنه - بفتح الراء -صيغـة اسم املفعـول أي املشـتركة

.ال عالقة للحجية وعدم احلجية بكونه عنصرا مشتركا معـان كـثرية تشترك فيه: يستوي فيه الناس ، واسم مشترك : طريق مشترك :االشتراك لغة

هـل : ، علينا هنا أن حندد أيهما هو الـذي يـشترك ) من لسان العرب ( كالعني وحنوهـا أم أن - بفـتح الـراء -عمليـات االستنباط تشترك يف العنـاصر فتكون العناصر مشتركة

؟- بكسر الراء -العناصر تشترك يف عمليات االستنباط فتكون العناصر مشتركة د الشهيد هو األول أي أن عمليات االستنباط تشترك يف العناصر فتكـون العناصـر إن مرا

مشـتركة ، فيوجد اشتراك بينها وبني العناصر األخرى يف االستنباط ، وقد يكـون عنـدنا عنصر واحـد يف اسـتنباط حكم مسألـة معينة ، ويوجد عنصر آخر يف اسـتنباط حكـم

العنصران يف عمليات أخرى ، فالعنصر املشترك هـو الـذي مسألـة معينة أخرى ، ويتكرر .يتكرر يف عمليات استنباط كثرية ، فيكونان عنصرين مشتركني

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 50: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٥٠ -

هل ميكن أن نقول عن العناصر إا مشتركة ؟: سؤال

نعم ، ميكن ذلك على القـول الثـاين أي أن العنــاصر تـشترك يف عمليـات :اجلواب شترك هو الذي يشترك مع غريه يف عمليـة االسـتنباط ، والعنـصر االسـتنباط ، فالعنصر امل

املشـترك قد يكون عنصرا خاصا ، وقد يكون عنصرا عاما ، وهذا كمـا نقـول إن اخلـط املستقيم يشـترك يف نقاط فتكون النقاط مشتركة ، أو نقول إن النقـاط تـشترك يف اخلـط

لنسـبة بني العناصـر املـشتركة والعناصـر املستقيم فتكون النقـاط مشـتركة ، وتكون ا املشتركة نسـبة العموم واخلصوص املطلق ، فالعناصر املشتركة أعم مطلقـا مـن العناصـر املشتركة ألن العنصـر املشترك قد يكون عـاما وقد يكون خاصا ، وأما العنـصر املـشترك

.فيكون عاما فقط .، ولكن ميكن القول بالوجه الثاين أيضا " ملشتركة ا" مراد الشهيد من العناصر هو :النتيجة

:إشكاالت إن العناصر ال تشترك بنفسها يف عمليات االستنباط ، بـل هي تـشرك مـن :١ إشكال

" .املشتركة " ، بل األصح هو " مشتركة " قبـل الفقيه ، فال نستطيع أن نقول إا ـ :٢ إشكال على هـذا القول ، بـل جيـب أن " مشتركة " ول ولكن ال نستطيع أن نق

، فهي عنـاصر مشركة من قبل الفقيه الـذي يـشركها يف عمليـات " مشركة " نقـول " .مشتركة " االستنباط ، فال يصح أن نقول

كيف ميكن التوفيق بني اإلشكالني ؟: سؤال ، وعلى اإلشــكال الثـاين ال " مشتركة " على اإلشـكال األول ال يصح أن نقـول

، فما هو احلل ؟" مشتركة " نستطيع أن نقول على حنو ااز ال احلقيقــة ، كمـا " تشترك " نستطيع أن نقـول إن العنـاصر :اجلواب

نقـول إن النقـاط تشترك يف اخلط املستقيم ، وهذا جائز لغة وال إشكال فيـه ، وبـذلك ال " اشـترك "سـبة لإلشـكال الثـاين أصل االشتقاق هـو يسـقط اإلشكال األول ، وبالن

"كرفاإلشـكال الثاين خارج عن حمل البحث ، وهنا أيـضا عنـدما نقـول عناصـر " أش ،ألن عمليات االسـتنباط اشتركت يف هـذه العناصر ، وهنا أيضا يـأيت اـاز ، " مشتركة"

.حلقيقـة ، وبذلك يسقط اإلشكال الثاين فهذه العمليات تشترك على حنـو ااز ال ا

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 51: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٥١ -

ــق ــا يقـــع يف طريـ ــرة مـ ــد ـــدف تـــضييق دائـ ــذا القيـ ــاف الـــشهيد هـ وأضـ، وهـذا القيـد يـضيق مـن دائـرة مـا يـدخل يف " املـشتركة " االستنباط ، وهـو قيـد

ــداخل يف ــون ال ــشتركة الــيت التعريــف ، فيك ــة امل التعريــف خــصوص القواعــد العامتتكــرر يف كـــثري مـــن أبـــواب الفقـــه املختلفـــة ال كـــل القواعـــد الـــيت تقـــع يف طريـــق ــل ـــاصر اخلاصـــة يف كــل مــسألة مث ـــد الزائــد العن االســـتنباط ، وختــرج ـــذا القي

ــة )١(أو زرارة ثقـــة " التحيـــة " أو ظهـــور كلمـــة " الـــصعيد " ظهـــور كلمـــة ، فعمليــتنباط احلكــم الــشرعي متــر مبقــدمات عامــة أو عناصــر مــشتركة ومقــدمات اســ

.خاصة أو عناصر خاصة بكل حكم شرعي

ما هو املقصود من االشتراك ؟: سؤال :اجلـواب

ــم ــتنباط احلكـ ــاحل للـــدخول يف اسـ ــذا العنـــصر صـ ــاه أن هـ ــتراك معنـ االشـــتنباط ـــورد مــــن املــــوارد الــــيت يتــــصـدى الفقيــــه الســ ــا ، الــــشـرعي ألي مــ حكمهــ

والـصالحية تعــين إمكانيــة تكـرر العنــصر يف كــثري مـن مــوارد االســتنباط بــالقوة ال بالفعـل ، والعنـصر املـشترك يف علـم األصـول هـو القاعـدة الكليـة أو القـانون العــام الــذي يتكــرر يف كــثري مــن مــوارد اســتنباط األحكــام الــشرعية والــذي لــه صــالحية

.الدخول يف استنباط أي حكم شرعي

السـند واملنت ، فمن حيث السند يتكفل به علم الرجـال ، : الروايـة تناقش من جهتني )١(ومن حيث املنت يتكفل به علم احلديث وعلم أصول الفقه وعلوم اللغة من النحـو والبالغـة

، وكأن الفقيه يقوم بعمليـة والصرف ، فعدة علوم جتتمع لكي يستنبط الفقيه املوقف العملي طبـخ ومزج بني عـدة أشياء مث يعطي الطبخـة جاهزة للمكلف ، فالفقيـه ميـزج بـني

.عـدة أشياء حىت يف النهاية يعطي املكلف املسألة الشرعية

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 52: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٥٢ -

عنـصر مـشترك ألنـه يتكـرر )١(" ظهور صيغة األمر يف الوجوب : " ثال مــث إن لــه القابليــة والــصالحية الســتنباط كــثري مــن يف كــثري مــن أبــواب الفقــه حي

ــوا الـــصالة"األحكـــام ، منـــها وجـــوب الـــصالة مـــن ، ووجـــوب الـــصوم مـــن " أقيمــــوا" ومـــن " ص ــاة " ، ووجـــوب الزكــاة م ب أشــياء ووجــوب احلــج ووجــو ، "آتــوا الزك

هـــة ، ومـــن جهـــة أخـــرى فــإن اللغــويني مل يبحثــوا يف داللــة ـأخـــرى ، هـــذا مـــن ج

عنصرا مشتركا مع أنه من املـسائل اللغويـة ، " صيغة األمر " ملاذا يعترب حتديد معىن : سؤال )١( يعترب عنصرا خاصا مع أنه من املسائل اللغوية أيضا ؟" الصعيد " د معىن ولكن حتدي

إن معىن االشتراك هو صالحية العنصر للدخول يف عملية االستنباط ، فـإذا تكـرر :اجلواب .العنصر يف كثري من عمليات االستنباط فإنه يعترب عنصرا مشتركا

أن اللغة قد تكفلت بإظهار معناهـا ، فـإذا :فإننا نرى أوال " الصعيد " وإذا أخذنا كلمة ووجـدنا " صـعد " أردنا معرفـة معنـاها رجعنـا إىل قواميـس اللغة وحبثنا حتت بـاب

أن هذا العنصر ال يتكرر يف كثري مـن عمليـات : معناها ، وقد تكفلت اللغة بذلك ، وثانيا عن معناها ، وطاملـا أـا ال االسـتنباط إال إذا كانت الكلمة واردة يف آية أو رواية فنبحث

تتكرر فال تعترب عنصـرا مشـتركا ألن حمـور االشـتراك هو تكـرر العنـصر ، وهلـذين .ال تعترب عنصرا مشتركا " الصعيد " السببني فإن كلمة

الـسـبب : وإذا أتينـا إىل صيغـة األمـر فإـا تعترب عنصـرا مشـتركا لسـببني تكرر يف كثري من اآليات والروايات ، وهذا التكرار يدل علـى أـا إن صيغة األمر ت : األول

إن علمـاء اللغـة مل يبحثوا يف داللة صـيغة األمـر : عنصـر مشـترك ، والسـبب الثاين أـا تدل على الوجوب أو على االستحباب أو على كليهما ألا مشترك لفظي ، فـإم مل

علم اللغة ، وأما يف علم األصول والفقـه فـإن يبحثـوا ذلك لعـدم دخالة هذا البحث يف البحث يدور حول األحكام التكليفية واألحكام الوضعية ، ويف األحكام التكليفيـة نريـد أن حنـدد األحكام اخلمسة من وجوب واستحباب وإباحة وكراهة وحرمة ، لذلك فـإن داللـة

اخلمسة ، وهلـذين الـسببني صيغـة األمر هلا دخل يف هذين العلمني من أجل حتديد األحكام .عنصرا مشتركا وإن كانت من املسائل اللغوية " صيغة األمر " كان حتديد معىن

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 53: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٥٣ -

صيغة األمـر ، ولكـن األصـوليني حبثـوا فيهـا ، لـذلك دخلـت داللـة صـيغة األمـر يف .علم األصول

ـــل ـوأمـــا م ــاس " ث ــت " القي ــة أهــل البي ــد أئم ــان مرفوضــا عن ــه وإن ك فإنــس ــرب مـ ــه يعتـ ــسالم إال أنـ ــيهم الـ ــة علـ ــشترك يف عمليـ ــصر مـ ــه عنـ ــولية ألنـ ألة أصـ

نـــا ال نعتـــرف بــه وال نأخــذ بــه يف اســتنباط األحكــام الــشرعية ، ـاالســـتنباط وإن كو بالقــوة صــاحل للدخــول يف عمليـة االسـتنباط وميكـن أن يـستفاد منـه يف كـثري ـفه

من أبواب الفقه ، ولكـن ميكـن أن نثبـت دخولـه فعـال يف االسـتنباط أو نثبـت عـدم .دخوله فعال يف االستنباط

:النتيجـة بالعناصـر املـشتركة يف )١( العلـم " : وهـو تعريف علم األصول عنـد الـشهيد

ولـل دخـثـة مـقـابـكاالت السـه اإلشـيـلـرد عـ ؛ ال ي"عملية استنباط احلكم الشرعي

يف التعريف مع أن علم األصول هو عبارة عـن " العلم " ملاذا أدخل الشهيد كلمة : إشكال )١( العناصر املشتركة يف عملية االستنباط ؟

نعلـم بعلـم " يف العـلوم حيث ميكن أن نقـول إن العـلم واجلهـل ال دخل هلمـا ، فمتعلق العـلم واجلهل هو علم األصـول أي أنـه " جنهل بعـلم األصول " و" األصـول

، فهو موجود وثابت بدون دخالة العلم واجلهـل " عـلم األصول " يوجـد لدينا شيء امسه احلــالني ، لـذلك بـه ، وانتفاؤه غري متوقف على اجلهل بـه ، فهـو ثابت على كـال ال معـىن إلدخـال : يتعـلق به العلم تـارة ، ويتعلق بـه اجلهـل تـارة أخـرى ، إذن

.يف تعريف علم األصول " العلم " كلمـة إن العـلم ال يكون موجودا إال بعد أن يعلم ويدرك ألن اإلنسان هـو : جواب اإلشكال

ومن خالل هذه العلـوم حيـاول أن يكتـشف الذي ينشئ العـلوم ويضع هلا العنـاوين ، العالقات والقوانني بني األشيـاء اخلارجية الواقعية ، صحيح أن الواقع موجـود يف اخلـارج

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 54: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٥٤ -

ــة كظهــور كلمــة ــذي يعتــرب عنــصرا خاصــا وال " الــصعيد " املــسائل اللغوي يعتــرب العنــصرا مــشتركا ، فــال يكــون داخــال يف علــم األصــول ألنــه مــن العناصــر اخلاصــة ــة ــام املتعلق ــط يف اســتنباط األحك ــيمم فق ــاب الت ــأيت يف االســتدالل الفقهــي يف ب وي

، وال يـصلح للـدخول يف اسـتنباط أحكـام األبـواب األخـرى غـري " الـصعيد " مبادة " .الصعيد " املتعلقة مبادة

ولكن إذا مل يلتفت إليه اإلنسـان فإن العـلوم ال تتكون عنده مثل علـم اهلندسـة وعلـم

يبحث فيها عندما وضـع علمـا الكيمياء ، فمثال اجلاذبية موجودة يف اخلارج ، وبدأ اإلنسان ، وكانت غاية علم الفيزياء البحث يف األمور الطبيعية ومنـها اجلاذبيـة ، " الفيزياء " بعنوان

فصـار علم الفيزياء هو العـلم الذي يبحث يف األمـور الطبيعية ، ولـوال العلـم بقـوانني " .الفيزياء " الطبيعة ملا وجد عندنا علم باسم

األصول فبعد أن أحس الفقهاء بأمهية وضع علم لدراسـة القواعـد العامـة وهكذا علم ، وبـذلك أدركـوا " علم أصول الفقه " الستنباط احلكم الشرعي وضعوا علما أطلقوا عليه

وعلموا بوجـود عناصر مشتركة ، وبعد هذا اإلحساس واإلدراك صار عندنا شـيء يـسمى لعـلم واإلدراك يف تعريف علـم األصـول ، بعلم األصـول ، ولذلك مت إدخـال كلمـة ا

فبعد أن تعلم بوجود هذه العناصر املشتركة يكون عندك علم األصـول ، فبعـد إدراك علـم .األصول يوجد شيء امسه علم األصول

العلم موجود سواء أدرك أم مل يدرك من أي أحد ، فعلم األصول الذي هـو : رد اجلواب شتركة الستنباط احلكم الشرعي يكون علمـا سـواء أدرك أم مل عـلم يبحث يف العناصر امل

يدرك من كل النـاس ، ويظـل علما ثابتا حىت لـو جهل الناس به ، فـال دخـل للعلـم واإلدراك بـه يف تعريفه ، فليس من الصـحيح أن نقول إذا علمت بالشيء صار موجـودا ،

توجد عالقة للعلـم بتعريـف علـم وإذا جهلت بـه ومل تعلم بـه فال يصري موجودا ، فال يف تعريف علـم األصـول ويف " العلم " األصـول ، لذلك من املفروض أن ال توجد كلمة

.تعريف أي علم من العلوم

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 55: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٥٥ -

:ر اخلاصة والعناصر املشتركة يف عملية االستنباط العناصإن عمليــة االســتدالل الفقهــي واســتنباط األحكــام الــشرعية يف علــم الفقــه ــدمات اخلاصــة يف ـــاصر اخلـــاصة ، وهــي املق ـــط بالعن ـــان ، جـــانب يرتب هلــا جانبعمليـــة االســـتنباط ، وجانــب آخــر يــرتبط بالعناصــر املــشتركة ، وهــي املقــدمات

.ة يف عملية االستنباط العام :ولنأخذ توضيحا للعناصر اخلاصة والعناصر املشتركة

: العناصر اخلاصة -١ــة ــق ــذه اآلي ــسـألة إىل أخــرى ، وتتعل ـــن م ــر م ـــاصر الــيت تتغي هــي العناملعينة فقـط أو بتلك الرواية املعينـة فقـط ويف بـاب معـين مـن الفقـه ، وال يـستفاد

. الفقه منها يف أبواب أخرى من :ويوجد حبثان يف الروايات

ويــدور البحــث فيــه عــن حــال الــرواة ، فيقــوم الفقيــه : ســند الروايــة -أبإثبـات أن الروايـة صـادرة أو غـري صـادرة مــن املعـصوم عليـه الـسالم ، وهـل هــي مرويــة عــن العـــدول أو الثقــات أو الــضعفاء أو اهــولني ، وعلــى أســاس معرفــة

.كن إثبات أن الرواية معتبرة أو غري معتبرة السند وحال الرواة ميويــدور البحـــث فيـــه عـــن دالالت األلفـــاظ واجلمـــل : مــنت الروايــة -ب

.الواردة يف الرواية حسب فهم أهل اللغة :١مثال

ــن شــعيب الــيت دخلــت يف عمليــة مــن العناصــر اخلاصــة روايــة يعقــوب بــصـائم ـــلى الـ ـــاس عـ ـــة االرمتـ ـــتنباط حرمـ ــتنباط اسـ ـــات االسـ ـــل يف عمليـ ومل تدخـ

.األخرى

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 56: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٥٦ -

ــواب ــأيت يف أكثــر مــن روايــة ويف أب ــسند قــد ي ــس هــذا ال قـــد يقـــال إن نف فقهية أخرى فلماذا ال يكون هذا السند عنصرا مشتركا ؟

واجلـــواب علــى ذلــك أن هـــذا الــسند ال يتكــرر إىل الدرجــة الــيت يكــون فيهــا الــسند ورد يف آالف الروايــات لــصار عنــصرا عنــصرا مــشتركا ، نعــم لــو أن نفــس

مشـتركا ، ولكن نقـول حـىت لـو ورد يف آالف الروايـات لظـل عنـصرا خاصـا ألنـه ال يتحول إىل قاعـدة عامـة ، بـل يظـل مقدمـة صـغرى يف عمليـة االسـتنباط ، وبـذلك

.يظل عنصرا خاصا وال يتحول إىل عنصر مشترك

ب عـن اإلمـام الـصادق عليـه الـسالم نرجع اآلن إىل رواية يعقوب بن شعي .)١( "ال يرتمس الـمحرم يف املاء وال الصائم " : أنه قال

ــب تــدل حبــسب ظهورهــا يف العــرف العــام وفهــم )٢(واجلملــة ــذا التركي ةـلـ، فهي مج" ال ترتمس " و ـه" ال يرتمس " رمة ، فمعىن ـة على احلـغـلـاء الـنـأب

.١ ح ٢٢ ص ٧ وسائل الشيعة ج )١( العرف العام هو عرف أهل اللغة والناس الذين يعرفون اللغة مبعانيهـا احلقيقيـة واازيـة )٢(

يـة ، فإذا سـمع اإلنسـان العـريب مجلـة معينـة فإنـه يفهـم منهــا فهمـا والكنائمعينا ألنـه ولـد يف اتمع العريب ويعرف تراكيب اجلمل ، ويكون عنده فهم عـريف هلـذه اجلمل ، والذي ال يعيش يف اتمعات العربية فإن هذا الفهم العريف ال يـأيت إىل ذهنـه ، ويف

هناك جمازات وكنايات ، وغري العريب الذي يتعلم اللغة كـشيء نظـري استعمـال األلفاظ عندمـا يسـمع اللفظ يأيت املعىن احلقيقي إىل ذهنه ، ولكن العريب يفهم أن هـذه اجلملـة ال

إن يوم احلـسني عليـه " يقصد ا املعىن احلقيقي ، بل يراد املعىن اازي ، مثال عندما نسمع هل معىن ذلك أنه يوجد جرح ويرتف منه الدم ، وكيـف ميكـن أن ،" السالم أقرح جفوننا

جيعل اليـوم قرحا يف اجلفن ؟ ، فاليوم ليس إنسانا حىت يقرح اجلفـن ، فهـذا االسـتعمال استعمـال جمازي ، وقرح العني ال يقصد بـه املعىن احلقيقي ، ولكن معناه أن اإلنسان مـن

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 57: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٥٧ -

النافيـة ، ولكن يقصد ـا اجلملـة اإلنـشائية أي النـهي عـن " ال " ـة منفية بـ خربيـــ ـالف ـــل ب ــة " ال " ع ـــة صـــرحية أو دالل ــى احلرمـــة دالل ـــة ، وهــي ال تـــدل عل الناهي

، " حيـرم علـى احملـرم والـصائم االرمتـاس : " قطعية ، نعم لو قال عليه السالم ال " : رام قطعـا ، ولكـن قولـه عليـه الـسالم لقلنـا إن ارمتـاس احملرم والصائم حـ

، صيغة ـي ، وصـيغة النـهي تـدل داللـة ظاهريـة علـى احلرمـة ، ولكـن "يرمتس هل تدل على احلرمة التكليفية أو احلرمة الوضعية ؟

هــذا البحــث ســوف يــأيت فيمــا بعــد إن شــاء اهللا تعــاىل ، وســيأيت حبــث ن األمـر والنـهي يف العـرف العـام ، ويبحـث هنـاك أ " األمـر والنـهي " حتت عنوان

علــى مـــاذا يــدالن ؟ هـــل يــدل األمـــر علــى الوجــوب أو علــى االســتحباب أو هــو مشـترك لفظي بني الوجوب واالسـتحباب ؟ وهـل يـدل النـهي علـى احلرمـة أو علـى

و مـــشترك لفظـــي بـــني احلرمـــة والكراهـــة ؟ وهـــل يـــدالن بالداللـــة ـالكراهــة أو هـــ اهرية على الوجوب يف األمر وعلى احلرمة يف النهي ؟القطعية أو بالداللة الظ

ــأيت اآلن إىل راوي الــنص يعقــوب بــن شــعيب وهــو ثقــة ، وكــون ابــن " نعنصـر خـاص ، والثقة قد خيطـئ ولكنـه ال يكـذب ، ولـو كـان يكـذب " شعيب ثقـة

ـا االستعمال كناية عن كثرة البكـاء ، فهنـا كثـرة البكاء كأنه قـد أقرح جفنـه ، وهن

يوجد جماز وكناية ، وهذا ما يفهمه اإلنسان العريب ، ولكن الذي يتعلم اللغة دون أن خيـتلط بالعـرب ال يستطيع أن يفهم هـذا الفهم ألن العـرف العـام والفهم العــام ال يكـون

ذا كان قد درسها ، ولكن اجلمـل عنده بتلك الدقة ، نعم قد يفهم اازات من بعض اجلمل إ اليت مل يدرسـها يفهم منهـا املعاين احلقيقية ، فقد يفهم منها أنه جيوز لإلنـسان أن جيـرح نفسـه من أجل احلسني عليـه السـالم ، فنقول له إن فهمه خاطئ ألن هـذه الروايـة ال

املعىن الـذي يفهمـه تعطي هـذا املعـىن ، بل إن املعىن املطلوب هـو املعىن اازي ، وهو .العريب

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 58: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٥٨ -

ــري احتمــال ـــه ال خيطــئ إال إذا ثبــت خطـــؤه ، فــال نع ـــما كــان ثقــة ، واألصـــل أن لاال ، والـشارع أمرنـا باألخـذ خبـرب الثقـة والعمـل بـه ، وهنـا يوجـد عنـصر اخلطأ بـ

ألنـه يتكـرر يف االسـتنباط يف كـثري مـن أبــواب " حجيـة خـرب الثقـة " مـشترك وهـو .الفقه

: وميكن اإلتيان بقياس من الشكل األول وهو . يعقوب بن شعيب ثقة :املقدمة الصغرى .ة كل ثقة خربه حج:املقدمة الكربى

. يعقوب بن شعيب خربه حجة :النتيجة

ـــة هــي ح ــون النتيجـــة الفقهي ـــمحرم والــصائم يف املــاء ، ـ وتك ـــة ارمتـــاس ال رم .ويكون املكلف ملزما بترك االرمتاس يف حالة الصوم حبكم تبعيته للشريعة

:وهنا توجد ثالثة حبوث ال يقبل ؟أ ـــ هل يقبل خرب الواحد يف األحكام الشرعية أو

ــوب ؟ فمــاذا يفهــم ــة يف املطل ــص أو ظــاهرة أو جممل ــة ن ـــ هــل الرواي ب ــ العرف العام وأبناء اللغة والناس ومنها ؟

الـــصـوم أو الـــصـالة أو احلــــج أو : ج ــــــ مـــضمـون الروايــــة يف أي بـــاب امليـراث أو غري ذلك ؟

:٢مثال الـصادق عليـه ومن العناصـر اخلاصـة روايـة علـي بـن مهزيـار عـن اإلمـام

والــيت دخلــت يف عمليـــة اســـتنباط عــدم وجـــوب اخلمــس علــى الــوارث )١(الـسـالم

.٥ ح ٣٤٩ ص ٦ وسائل الشيعة ج )١(

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 59: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٥٩ -

مـال أبيــه ألن الروايــة جــاءت يف مقــام حتديـد األمــوال الــيت جيــب فيهــا اخلمــس ، وورد فيها أن اخلمس ثابت يف املرياث الذي ال يحتـسب ــــ أي غـري الــمتوقع ــــ مـن

ــن ، وا ــل غــري أب وال اب ــشارع مل جيع ــة أن ال ــذه اجلمل ــم مــن ه ـــام يفه ـــرف الع لعمخـسا على املرياث الذي ينتقل مـن األب إىل ابنـه أو العكـس ، وعلـي بـن مهزيـار

عنــصر خــاص ، والــشارع أمرنــا باتبــاع روايــات " ابــن مهزيــار ثقــة " ثقــة ، وكــون نطبقـــه هنـــا الثـقــات والتـجـــاوز عـــن احـتـمـــال اخلـطـــأ ، ويـوجـــد عنــصـر مــشـترك

، وتكــون النتيجــة هــي أن اخلمــس يف تركــة األب غــري " حجيــة خــرب الثقــة " وهـــو واجب ، واملكلف غيـر ملــزم حبكـم تبعيتـه للـشريعة بـدفع مخـس املـال الـذي يرثـه مـن أبيــه ، وهنــا تـأيت أيــضا نفــس البحـوث الثالثــة املطلوبــة يف روايـة يعقــوب ابــن

.شعيب :٣مثال

ــه الــسالم ومــن العناصــر اخل ــصادق علي ــام ال ــة زرارة عــن اإلم اصــة رواي: والـيت دخـلـت يف عـمـلـيـة اسـتـنـبـاط بـطـالن الصـالة بالقـهـقـهـة حيث ورد فيهـــا

، والعــرف العــام يفهـم مـن )١( "القهقهة ال تـنقض الوضـوء وتـنقض الـصالة " ون زرارة ثقـــة أن الــصالة تبطـــل بالقهقهــة ، وزرارة ثقـــة ، وكــ " الـــنقض " كلمـــة

عنــصـر خـــاص ، وخبـــر الثقـــة حجــة ، وحجيــة خــرب الثقــة عنــصر مــشترك ألن الشـارع أمـرنا باتباع رواية زرارة وجعلـها مـن األدلـة الكاشـفة ، فتكـون النتيجـة أن

اطـلـــة ، فيتحتـــم علــى املــصـلي حبكــم تبعيتــه للــشريعة أن ـالــصـالة مـــع القهقهـــة بف العملـي الـذي تتطلبــه الـشريعة منــه ، وتـأيت هنــا يعيـد صـالته ، وهــذا هـو املوقــ

.أيضا نفس البحوث الثالثة السابقة

.١ ح ١٢٥٢ ص ٢ وسائل الشيعة ج )١(

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 60: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٦٠ -

واملواقـف العمليـــة الثالثـــة الــسـابقة اســتنبطها الفقيــه مــن أبــواب خمتلفــة من الصـوم واخلمس والصالة ، ونرى أن األدلـة الـيت اسـتند إليهـا الفقيـه خمتلفـة

ــة زرارة ، ففــي هــذه مــن روايــة يعقــوب بــن شــعيب وروايــة علــي بــن مهزيــار وروايــنت ــث امل ــرواة خمتلفــون ، ومــن حي ــسند أن ال ــث ال ــرى مــن حي ــثالث ن الروايــات ال

نـــص والتــــركيب اللفــــظي اخلـــاص ال بــــد أن تــــدرس األلفـــاظ بدقــــة وحيــــدد ـوالمعنـاها ، ويوجد تنوع يف السند وألفـاظ املـنت ، وهـذه تـشكل عناصـر خاصـة ، ويف

تنـوع وهـذه االختالفـات بـني املواقـف الثالثـة توجـد عناصـر مـشتركة مقابل هـذا ال يــستند إليهــا الفقيــه يف عمليــة االســتنباط يف املواقــف العمليــة الثالثــة يف الروايــات

.الثالث السابقة : ويبحـث يف املقـام أيـضـا عـن معـاين الكلمــات الـواردة يف اآليــة الكرميـة

)١(. مبحــوث عنــهما يف اللغــة العربيــة ، " ردوهــا " ومعــىن " التحيــة " ومعــىن

ــك الكلمــة ، فــال وقــواميس اللغـــة حبثــت كــل املعـــاين املتعلقـــة ـــذه الكلمــة أو بتلكلمـات يف حاجة لبحثهـا بـشكل مـستقل يف علـم األصـول ، بـل يبحـث عـن معـاين ال

.علم الفقه ، وهو العلم الذي يتكفل بدراسة العناصر اخلاصة

:النتيجـة معــاين الكلمــات أو ظهورهــا تعتــرب مــن العناصــر اخلاصــة ألــا ال تــصلح السـتنباط أحكام ال تتعلق مبواد هـذه الكلمـات ، ويبحـث عـن العناصـر اخلاصـة يف

.علم الفقه

.٨٦: النساء )١ (

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 61: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٦١ -

: العناصر املشتركة -٢عد اليت تتكرر يف كثري مـن عمليـات اسـتنباط األحكـام الـشرعية هي القوا

يف كــثري مــن أبــواب الفقــه ، أو القواعــد العامــة الــيت تــدخل يف عمليــات اســتنباط أحكام عـديـدة يف أبواب خمتلفـة ، وهـي قــواعد عامــة كالقــواعد العامــة املوجـودة

تطبــق يف كــثري مــن يف العلــوم احلديثــة ، فــإن لكــل علــم مــن العلــوم قواعــد عامــة أبواــا ، وتكــرر هــــذه القواعـــد كثيــــرا يــدل علـــى أــا عامـــة ، وهــذه العناصـــر

ــذي " علــم أصــول الفقــه " املــشـتركة مجعــت يف عـــلم أطـــلق عليــه ، وهــو العلــم اليتكفل بدراسـة العنـاصر املـشـتركة ، وعــلم األصــول يعتبــر مــن العلـوم اآلليـة ألنـه

قــه ، والعــلم اآليل هــو العــلم الـذي يـدرس لغــريه ، فيكـون آلـة لعلـم م الف ـآلـة لعلـ .)١(آخر

ويف الروايات السابقة هناك عدة عناصر تكررت وهـي عناصـر مـشتركة ، :مثل

وذلـك بـأن يتــم الرجــوع إىل العـرف العـام : أ ـــ حجيـة الظهـور العـريف ه الــسالم ، والظهــور معنــاه وأهــل اللغــة يف فهــم الكــالم الــصادر عــن املعــصوم عليــ

ملاذا خيتلف الفقهاء يف فتاواهم مع أن العناصر املشتركة واحدة ؟: سؤال )١(

مـا يف إن الفقيه يرجع يف حتديد معاين الكلمات إىل اللغـة ، والقـضية ليـست ك :اجلواب ، فالقاعدة الرياضية يكون هلا جـواب واحـد وال ٢ = ١ + ١العمليات الرياضيـة مثـل

يوجـد فيها اختالف ، ولكن يف الفقه األمر ليس كذلك ، ففي معىن الكلمة الواضـع األول هو الذي يعرف بالضبط معىن الكلمة ، والواضع غري موجود ليسأل عن معـاين الكلمـات ،

خالل البحث يف اللغة قد يصلون إىل معاين خمتلفة للكلمة الواحـدة ، وكـذلك فالفقهاء من خيتلف الفقهـاء يف موارد تطبيق القواعد ، وخيتلفون أيضا يف فهم كالم املعـصومني علـيهم

.السالم

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 62: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٦٢ -

ظهور اللفـظ يف معـىن معـين ، وهـو الظهـور الـذي يفهمـه أهـل اللغـة ، فهـم الـذين يعرفـون معـاين الكلمات ، فعندما يسمع اإلنسان العريب كلمة معينة فإنه يأيت إىل ذهنـه معـىن معـين ، وكـذلك يف اللغــات األخـرى ، والفقيـه يعتمـد يف فهمـه لكـالم

عليه الـسـالم علـى فهـم العــرف العـام ، فـالعرف العـام وفهـم أهـل اللغـة املعصوم .حجة ومرجع يف تعيني مدلول اللفظ ـــ حجيــة خــرب الثقــة ويقــصد بالثقــة الثقــة بــشكل عــام ال خــصوص : ب ــ

يعقــوب بــن شــعيب أو خــصوص علــي بــن مهزيــار أو خــصوص زرارة ، وقــد أمــر كــل عمليــة مــن عمليــات االســتنباط الــشارع باتبــاع روايــات الثقــات ، والفقيــه يف

الثالث السابقة كان يواجه نصا يرويه ثقـة ، وحجيـة خـرب الثقـة تطبـق علـى روايـة .يعقوب بن شعيب ورواية علي بن مهزيار ورواية زرارة

ــة ــى الوجــوب ، ودالل ــة فعــل األمــر عل ــضا دالل ومــن العناصــر املــشتركة أيــالة اجلملــــة الـــشـرطية علـــى املفهــــوم ، وداللــــة ـــوم ، وداللـــة اإلطـــالق ، وأصـ العمـ

.الرباءة ، وأصالة االستصحاب وبالطبع حنتـاج إىل إثبات حجية هـذه العناصـر املـشتركة ، فتوجـد حاجـة إىل الــدليل الــشرعي علــى حجيــة هــذه العناصــر املــشتركة ، ففــي األمــور الــشرعية

تؤخــذ حنتــاج إىل دليــل شــرعي علــى كــل أمــر مــن أمــور الــدين ، وأمــور الــدين ال باالستحـسانات واآلراء الشخـصية ، فـال بـد مـن إقامـة الـدليل علـى أن خـرب الثقــة ــذي منحــه الــشارع صــفة حجــة ، وال بــد مــن معرفــة الــشروط العامــة يف اخلــرب الاحلجية واعتربه دليال ، وإقامة دليل آخـر علـى أن الظهـور العـريف حجـة ، ومـا هـو

ـــرف العــــام ، وهكـــذا يف بقيـــة مـــدى النطــــاق الـــذي ميكـــن الرجــــوع فيــــه إىل العـ .العناصر املشتركة

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 63: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٦٣ -

:إن دور علم األصول هو والقواعـد العامـة الـيت ميكـن االسـتفادة :أ ـــ حتديد العناصر املشتركة

.منها يف عمليات استنباط املواقف العملية من احلكم الشرعي والوظيفة العملية فعلـم األصـول حيـدد :ب ـــ حتديد درجات استعمال العناصر املشتركة

دائـــرة االســتفادة مــن العناصــر املــشتركة ودائــرة صــالحيتها مــن حيــث الــضيق والسـعة ، مثـال الظهور حجـة ، والظهور الروائي حجـة فهـل الظهـور القـرآين حجـة ــيس حبجــة ألن القــرآن يفهمــه ــبعض إن الظهــور القــرآين ل أيــضا أو ال ؟ ، قــال ال

، وقـال البعض إن القرآن أنزله اهللا تعاىل جلميـع املعصـومون عليهم السالم فقـط النــاس فيفهمــه اجلميــع ، وســيأيت أن الظهــور القــرآين حجــة أيــضا ، أو هــل خــرب الثقـة حجة مطلقا أو حجة إذا مل يهجره الفقهاء ؟ ، أو هل أصالة الرباءة جتـري

يف الشبهات املوضوعية فقط أو جتري يف الشبهات احلكمية أيضا ؟ ويأيت يف مبـاحث التعارض :ديد العالقة بني العناصر املشتركة ج ـــ حت

بني األدلة الشرعية ، فعند التعـارض يـتم تقـدمي بعـض األدلـة علـى الـبعض اآلخـر ــدليل مثــل تقــدمي الــدليل احملــرز القطعــي علــى الــدليل احملــرز الظــين ، وتقــدمي ال

ول العمليــة ، وتقــدمي احملـــرز علــى غيـــر احملـــرز مثـــل تقـــدمي األمــارات علــى األصــ .بعض األصول العملية على البعض اآلخر كتقدمي االستصحاب على الرباءة

:مثـال آيـة رد التحيـة :يبحث الفقيه يف األمور التالية

:أ ـــ إثبات الصدور إن القرآن الكـرمي كـدليل شـرعي حيتـاج إىل إثبـات صـدوره مـن الـشارع ،

ـــات يكــون عـــن طـــري ـوهـــذا اإلث ــرآن ب ــإن الق ــذلك ف ــواتر حجــة ، ل ــواتر ، والت ق الت

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 64: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٦٤ -

ــة قطعيــة ــرآن ، إذن فهــذه اآلي ــة مــن الق حيالت ــصدور ، وآيــة رد ــرمي قطعــي ال الك .الصدور من الشارع عز وجل

:ب ـــ صيغة األمر تدل ظاهرا على الوجوب ـمــة ثـم يـبـدأ الـفـقـيه بـتـحـليـل هـذه اآليـة ، فيـبـدأ البـحـث حـول نـفــس كل

صـيغة أمـر حـسبما تقـول اللغـة العربيـة ، " ردوا " ، فكلمــة " ردوا " أو " حيـوا " ــايل ــسؤال الت ــه ال ــى : مث يطــرح الفقي ــى الوجــوب أو عل ــدل عل هــل صــيغة األمــر ت

ـــرى ـــارة أخـ ــا ؟ ، وبعبـ ــيغة األمـــر موضـــوعة : االســــتحباب أو علـــى كليهمـ هـــل صـ مشترك بني الوجوب واالستحباب ؟للوجوب أو لالستحباب أو أا لفظ

هنـا قـد يسـتند األصويل إىل التبادر مثال إلثبات داللة صيغة األمر ، فإن التبـادر والفهـم العـريف يدالن على أن صيغـة األمـر تـدل علـى الوجـوب ، فيـصـل يف النهاية إىل أن صيغة األمـر تدل ظاهرا على الوجوب ، والظهور يؤدي إىل الظـن ،

.أعطى الشارع هذا الظن احلجية ، فيكون ظنا معتربا وقد ) :حجية الظهور ( ج ـــ حجية الداللة الظاهرية

وطاملا أن صيغة األمر تـدل ظـاهرا علـى الوجـوب فهـي تعتـرب دلـيال ظنيـا ، ــشـارع قــد ــشـارع أي أن ال ـــل ال ـــاج إىل غطـــاء شـــرعي مــن قب والدليـــل الظــين حيت

على هذه الداللة الظنيـة لنأخـذ ـا كحجـة علينـا ، وقـد جعـل مسح لنا باالعتماد ــى ــإن صــيغة األمــر تــدل ظــاهرا عل ــام ، ف ــة يف املق ــة الظني ــة للدالل ــشارع احلجي الالوجـوب ، وهـذا الظهـور العـريف حجـة ، ومعــىن حجيـة الظهـور العـريف هـو الرجــوع

.إىل العرف العام يف فهم الكالم الصادر عن املعصوم عليه السالم يركــب الفقيــه قياســا مــن صــغرى وكــربى مــن الــشكل األول ليــصل إىل مث

:احلكم الشرعي كما يلي

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 65: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٦٥ -

.صيغة أمر " ردوا " :الصغرى . كل صيغة أمر ظاهرها الوجوب :الكربى .ظاهرها الوجوب " ردوا " :النتيجة

واملالحــظ هنــا أن كــال مــن الــصغرى والكــربى شــرعية ، فنــصل إىل احلكــم .رد التحية واجب : الشرعي وهو أن

:د ـــ حجية القطع طاملا أن الشارع قد جعل احلجية للداللـة الظاهريـة وحنـن نقطـع بـذلك ، وهـــذا القطـــع لـــه وجهـــان ، ومهــا املنجـــزية واملعـــذرية ، فهــذا احلكــم الــشرعي

ب أن يـرد بوجـوب رد التحيـة يكون منجزا على املكلـف ، فـال بـد أن ميتثلـه ، وجيـ .حتية من حيييه

:و ـــ عدم وجود معارض لآلية ــة أخــرى ــة ، فهــل توجــد آي ــارض هلــذه اآلي ــه عــن مع ــذلك يبحــث الفقي كتعــارض هــذه اآليـــة الكرميـة ؟ ، وهــذا يـدخل يف مبحـث التعــارض ، وهـو العالقــة بني األدلة ، فيصل مثال إىل عـدم وجـود آيـة أخـرى معارضـة هلـذه اآليـة ، ووجـود آيـة معارضـة يعترب عنصرا خاصا ، ولكـن البحـث يف تعارضـهما وتقـدمي أي منـهما أو كيفيـــة اجلمـــع بينـــهما يـــدخل يف حبـــث تعـــارض األدلـــة الـــشرعية وهـــو عنـــصر

.مشترك علم الفقه وعلم األصول يتـشاركان يف اسـتنباط احلكـم الـشرعي ، :إذن

صــول هــو علــم العناصــر فعلــم الفقــه هــو علــم نفــس عمليــة االســتنباط ، وعلــم األ املـــشـتركة يف عمليــــة االســــتنباط ، والفقيـــه يـــستنبط احلكـــم الـــشرعي بإضـــافة العناصـــر اخلاصـــة يف البحـــث الفقـــهي إىل العنـــاصر املــشتركة الــيت يأخــذها مــن

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 66: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٦٦ -

عـلم األصـول ، واألصـويل يدرس العنـاصر املـشتركة يف عمليـة االسـتنباط ويـضعها عـــلم الفقـــه ال ينـــاقش الفقيـــه أن هــذا الــشيء حجــة أو ة الفقيـــه ، ففــيـيف خـدمــ

لـيس حبجـــة ، ولكــن يف عــلم األصـــول يــأيت األصــويل ويثبــت أنـــه حجــة ـــــ كخــرب ــيس ــه يف اســتنباطه للحكــم الــشرعي ، أو يثبــت أنــه ل ـــ فيعتمــد عليــه الفقي الثقــة ــ

. الشرعية حبجة ـــ كالقياس ـــ فال يعتمد الفقيه عليه يف استنباط األحكام

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 67: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٦٧ -

تعريف العلم وموضوعه والفائدة : قلنـا إن عنـاصر العلوم هي ثالثة أمور ــشهيد ســابقا تعريــف علــم األصــول ، واآلن يبحــث يف والغايــة منــه ، وقــد تنــاول ال

ولـه مث موضوع علم األصول ، هذا املوضوع الذي يدرسه هذا العلم وتدور حبوثه ح .يذكر الفائدة املترتبة على علم األصول

ــتنباط ، ــة االسـ ـــه دخـــل يف عمليـ ــيس لـ ـــول لـ ـــلم األصـ ـــوع عـ ــث موضـ وحبـوالشهيـد يبحث يف املوضـوع بشكل عام ــــ أي موضـوع أي علـم مـن العلـوم ــــ مث يف خصوص موضوع علم األصـول وهـل لـه موضـوع أو ال ؟ ، وهـل املوضـوع هـو األدلـة

ن الكتــاب والـسنـة واإلمجـاع والعقـل أو غـري ذلـك مـن األدلـة ؟ ، وعلـى األربعــة مـ رأي الـــشهيـد يكـــون موضـــوع علـــم األصـــول هـــو العناصـــر املـــشتركة يف االســـتدالل

.الفقهي أوال حنتـــاج إىل تعـــريف موضـــوع العـــلم بــشـكل عـــام ، فمـــا هـــو املقــصود

ــم " مـــن ف موضــوع علــم األصــول أو حــىت نــأيت فيمــا بعـــد ونعـــر "موضــوع العل موضوع علم النحو أو موضوع علم الطب ؟

:اجلواب إن كــل علــم عبــارة عـــن جمموعــة مــن املـــسائل املبينــة يف هــذا العلـــم ، واملــسائل يقــصد ــا القــضايا ، وكــل قــضية تتكــون مــن موضــوع وحممــول ، فتكــون

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 68: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٦٨ -

وعات ضــمن القــضايا مؤلفــة مــن موضــوعات وحممــوالت ، فننظــر إىل هــذه املوضــ هــل ميكـن أن جنعــل عنوانـا واحــدا هلــذه : العلـم الواحــد ونـسأل الــسؤال التـايل

املوضوعات املختلفة املوجودة ضمن العلم الواحد ؟فهـذا العنـوان الواحـد هـو العنـوان اجلـامع هلـذه " نعـم " إذا كان اجلواب

موضـوع العلـم املوضـوعات ، وهـذا العنـوان الواحــد اجلــامع هــو موضــوع العــلم ، ف . بني موضوعات مسائل هذا العلم )١(هو ما يكون عنوانا جامعا

وهــذا العنــوان اجلـــامع بــني موضـــوعات املــسـائل يكــون مفهومــا كليــا ينطبــق علــى املوضــوعات ، وتكــون املوضـــوعات مــصاديق هلــذا املفهــوم الكلــي ، وينــصب

، وترتكـز مجيـع حبوثـه عليـه البحث يف املسائل على أحوال ذلـك املوضـوع وشـؤونه وتدور حوله وتستهدف الكشـف عما يـرتبط بـذلك املوضـوع مـن خـصائص وحـاالت ــها ـــط كل ـــزياء ترتب وقــوانني ، فالفيزيــاء مثـــال موضـــوعها الطبيعـــة ، وحبـــوث الفيــأحوال ـــامة ، ويقـــصد بـ ــها العـ ـــها وقوانينـ ــن حاالتـ ــشــف عـ ــاول الكـ ـــة وحتـ بالطبيعـ

موالت الـيت تــعرض علـى املوضـوع بـال واسـطة يف العـروض ، املوضـوع وشؤونه احمل . للموضوع )٢(" العوارض الذاتية " ويعبـر عنهـا بـ

جامع بني موضوعات مسائل هـذا العلـم " بأن نقول " املانعية " ال حنتـاج إلضافة قيد )١ (

؛ ألن حبثنـا يف موضـوعات املـسائل " موضوعات مسائل العلوم األخرى ومانع من دخول الواقعة ضمن هذا العلم ، فال كالم لنا حول موضوعات مسائل العلوم األخرى ، وال تـدخل مسـائل العلوم األخـرى حىت حنتاج إىل إخراجها ، فكل املوضوعات الـيت يبحـث عنـها

حث عنه هو العنوان اجلـامع بـني موضـوعات موجـودة ضمن هـذا العلم املعين ، وما نب .إلخراج مسائل العلوم األخرى " املانعية " مسائل هـذا العلم ، لذلك ال حنتاج إىل قيد

قيل إن موضوع العلم هو ما يبحث عن عوارضه الذاتية ، ويأيت التوضيح ضـمن النقـاط )٢( :التالية

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 69: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٦٩ -

. العرض هو احملمول على الشيء واخلارج عنه -١ العرض الذايت هـو ما يعرض على الشيء بال واسطة يف العروض ، ويكـون يف مقابـل -٢

العرض الغريب وهو ما يعرض على الشيء مع واسطة يف العروض ، ويقرب العـرض الـذايت باملثـال التايل وهـو عندما نقول إن هذا السطح لونه أبيض ، فاللون األبيض عـرض علـى

لبياض عارض ذايت للسطح ، فما يعرض على ذات املوضوع بـال ذات السطح بال واسطة ، فا واسـطة يسمى بالعـرض الذايت ، ويقرب العـرض الغريب باملثال التايل وهـو اإلنـسان اجلالس يف السـفينة فإنه يتحرك بواسطة حركة السفينة ، فاحلركة عرضت علـى اإلنـسان

عرض غريب ألنه وقع بواسطة ، وأمـا بواسطة ، فتكون احلركة لإلنسان اجلالس يف السفينة عروض االسم والفعل واحلرف على الكلمة فعروض بال واسطة شيء آخر ، فيكـون االسـم

.والفعل واحلرف من العوارض الذاتية للكلمة )من كتاب مقصود الطالب حملمد علي الكرامي : ( تقسم األعراض إىل تسعة أقسام هي -٣

:وهو على ثالثة أقسام : من دون وساطة شيء ما يعرض الشيء لذاته-١- .مثل الناطق مدرك لألمور الغريبة : ما كان مساويا ملعروضه - أ

.مثل الناطق حيوان : ما كان أعم من معروضه - ب .مثل احليوان ناطق : ما كان أخص من معروضه - ج

. لكونه جسما مثل اإلنسان متحيز: ما يعرض الشيء بواسطة جزئه األعم -٢- مثل اإلنسان مدرك لألمـور الغريبـة : ما يعرض الشيء بواسـطة جزئه املساوي -٣-

.لكونه ناطقا مثـل النـاطق : ما يعرض الشيء بواسـطة شيء خارج عن املعروض مساو لـه -٤-

.متعجب لكونه مدركا لألمور الغريبة .ثل األبيض متحرك لكونه جسما م: ما يعرض الشيء بواسطة خارج أعم -٥- مثل احليوان ضاحك لكونه إنـسانا ، أو : ما يعرض الشيء بواسطة خارج أخص -٦-

.الكلمة مرفوعة لكوا فاعال مثل املـاء حـار لوجـود النـار ، : ما يعرض الشيء بواسـطة خـارج مباين -٧-

.لسفينة متحركة والنار مباينة للماء ، أو اإلنسان متحرك لكون ا

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 70: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٧٠ -

مـا معــىن العنـوان اجلــامع بـني موضــوعات : ونـأيت اآلن إىل الـسؤال التــايل مسائل العلم ؟

:اجلواب :مع لنأت إىل األمثلة التالية لتوضيح معىن العنوان اجلا

:١مثال ــها ــون يف مــسائل أو قــضايا كــثرية من الفاعــل مرفــوع ، : يف علــم النحــو يبحث

، والفعـــل . . . واملفعــــول منـــصـوب ، واملـــضاف جمـــرور ، والتمييـــز منـــصوب ، . . . .املضارع معرب ، والفعل املاضي مبين ، واحلرف مبين ،

وع وحممول ، فاملسائل تتكون من واملسـألة أو القضيـة احلملية تتكون من موض .موضوعات وحمموالت

املوضـوعات مثــل الفعــل والفاعـل واملفعـول واملبتـدأ واخلـرب واملـضاف والتمييـز وحـرف اجلر ، أو قل االسـم والفعـل واحلـرف ، واحملمـوالت مثـل مرفـوع ومنـصوب

.وجمرور ومعرب ومبين ــها ، نــأيت إىل هــذه املوضــوعات املختلفــة ــوان اجلــامع بين ــستخرج العن حــىت ن

وهــذا العنــوان اجلــامع ميثــل موضــوع علــم النحــو ، ننظــر إىل املوضــوعات املختلفــة :ونسأل

هـل نسـتطيع أن جنمـع بني هـذه املوضـوعات املختلفـة حتت عنوان واحد أو ال نستطيع ؟

فإذا قيل إن العرض الذايت هو ما يعرض على الشيء بال واسطة يف العروض فإنـه يـشمل القسـم األول بأقسـامه الثالثة ، وكذلك القسم الثاين والثالث والرابع ، فيكـون العـرض

.الذايت ستة أقسام من التسعة ، والثالثة الباقية تعترب عرضا غريبا

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 71: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٧١ -

واحــد جــامع إذا اســتطعنا أن جنمــع بــني موضــوعات املــسائل حتــت عنــوان فيكــون هــذا العنــوان اجلــامع هــو موضــوع العلــم ، فيكــون موضــوع علــم النحــو هــو ــوان ــها حتــت عن ـــوان اجلــامع بــني موضــوعات مــسائله ، وميكــن أن جنمــع بين العن

ألن الفعــل كلمــة والفاعــل " الكلمــة " ، فيكــون اجلــامع هــو " الكلمـــة " واحـــد هـــو ــة ـكل ــضـاف كلم ـــة وامل ـــول كلم ــة ، فموضــوع مـــة واملفع ــة واحلــرف كلم ــز كلم والتميي

ــاوين مــسائل علــم النحــو إمــا أن يكــون امســا وإمــا فعــال وإمــا حرفــا ، وهــذه العن، فيكـون موضــوع عــلم النحـو هـو " الكلمـة " نـوان واحـد هـو ـالثالثـة ترجـع إىل ع

، ولكــن جيعــل هلــا حيثيــة معينــة حــىت ميكــن التفريــق بــني علــم النحــو " الكلمــة " لعلـوم اللغوية األخرى كعلم البالغـة وعلـم الـصرف ، فيكـون موضـوع علـم النحـو وا

ــا " هــو ــث آخره ــة مــن حي ــم النحــو عــن حــاالت إعراــا " الكلم ، ويبحــث يف عل .وبنائها ورفعها ونصبها وجرها

:٢مثال أذن اإلنسان كذا ، فم اإلنـسان : يف علم الطب املسائل اليت يبحث عنها هي

عني اإلنسان كذا ، أنف اإلنسان كذا ، أسـنان اإلنـسان كـذا ، قلـب اإلنـسان كذا ، . . . .كذا ،

نـنـظـر إلـى الـمـوضـوعـات الـمـخـتـلفـة ، ويـمـكـن مجـعـهـا تـحــت عنــوان واحــد ، وهــذا العنــوان اجلــامع هــو موضــوع " جــسم اإلنــسان " أو " بــدن اإلنــسان " هـــو

ألن مـا يبحـث عنـه " بـدن اإلنـسان " وضـوع علم الطـب هـو عـلم الطب ، فيكون م هــو أجــزاء بــدن اإلنــسان ، ولكــن ال يبحــث عنــه مــن كــل احليثيــات بــل مــن حيثيــة

، فـيـكـون مـوضـوع عـلـم الطـب هـو " مـن حـيـث الـصـحـة والـمـرض " مـعـيـنـة وهـي " .بدن اإلنسان من حيث الصحة واملرض "

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 72: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٧٢ -

يف كل علم علـى نفـس الطريقـة ملعرفـة موضـوعه الـذي هـو هكذا نسري : إذن العنــوان اجلــامع بــني مجيــع موضــوعات مــسائل هــذا العلــم ، ومــن خــالل معرفتنــا

.بالعنوان اجلامع بني املوضوعات نقول إن املوضوع هو كذا : مث نأيت بنفس الطريقة إىل علم األصول ونسأل السؤال التايل

تبحث يف علم األصول ؟ما هي املوضوعات اليت :اجلواب

هــل نــستطيع أن جنعــل بينــها جامعــا : ننظــر إىل هــذه املوضــوعات ونــسأل مشتركا أو ال ؟

فـإذا كان ميكن أن جنعـل بـني املوضـوعات جامعـا مـشتركا فـإن هـذا اجلـامع ــم موضــوعا ــل عل ـــس األســاس وهــو أن لك ـــلم األصـــول ، وعـــلى نف هـــو موضـــوع ع

س الطـريقة اليت اتبعناها يف علم النحـو وعلـم الطـب نـأيت إىل علـم األصـول وبنفـونتبع نفـس الطريقة ونـستخرج موضـوع علـم األصـول ، فموضـوع علـم األصـول هـو اجلامـع بني املوضـوعات الـيت تبحـث يف علـم األصـول ، وهـذه املوضـوعات املختلفـة

علـم األصـول وهـو العنـصر نسـتطيع أن جنمعهـا يف كلمة واحدة تكون هـي موضـوع املشترك يف عملية استنباط احلكم الشرعي ، وبعبارة أخرى هـو العنـصر املـشترك ــا إىل ــل نظرنـ ــوالت ، بـ ــر إىل احملمـ ــا ال ننظـ ــي ، وهنـ ــتدالل الفقهـ ــة االسـ يف عمليـــها الــسنة ، ــرآن الكــرمي ، ومن ـــط ، ومــن املوضـــوعات ظـــواهر الق املوضـــوعات فق

ــها الــ ــها نــستطيع أن جنمعهــا بكلمــة واحــدة هــي ومنــها القيــاس ، ومن شهرة ، وكلالعنــصر املــشترك يف عمليــة اســتنباط احلكــم الــشرعي ، فظــواهر القــرآن الكــرمي ــك مــن ــصر املــشترك ، ويوجــد غــري ذل ــشهرة مــصاديق للعن ــسنة والقيــاس وال وال

.العناصر اليت تتكرر يف كثري من أبواب الفقه ، وكلها تعترب عناصر مشتركة

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 73: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٧٣ -

ال بعـض العـلماء إنــه ال يوجــد موضــوع لعــلم األصـول ، وهـم ال يقـصدون وقـأنـه ال يوجـد موضـوع أصـال ، بـل املقـصود هـو أنـه ال يوجـد عنـوان جـامع مـشترك بني املوضـوعات املتفرقة ، وإمنـا هـي موضـوعات متفرقـة تبحـث يف هـذا العلـم وال

يـذكر لكـل علـم " : يد نستطيع أن جنمعها حتت عنـوان واحـد ، لـذلك قـال الـشه ؛ مـشـريا إىل أنــه يوجــد خــالف يف "عـادة " : ، وقـال الـشـهيد "موضوع عادة

أنــه يوجــد لكــل علــم موضـوع واحــد حيــث يوجــد رأي يقـول إننــا ال حنتــاج لتحديــد موضوع واحد للعلم ، بـل قـال الـبعض إنـه لـيس مـن الـضروري أن يكـون لكـل علـم

ــة موضـــوع واحـــد جـــامع بــني موضـــو ـــاك موضــوعات متفرق ــل هن عات مــسـائله ، بتبحث يف هذا العلـم وال ميكـن مجـع هـذه املوضـوعات املتفرقـة حتـت عنـوان واحـد

. حىت يكون هذا العنوان اجلامع هو موضوع العلم )١(جامع بينها

موضوع أساسي ترتكز مجيع - عـادة -لكل علم " :٤٢يد يف احللقة األوىل ص قـال الشه )١(حبوثه عليه وتدور حوله ، وتستهدف الكشف عما يرتبط بذلك املوضوع من خصائص وحـاالت

. انتهى "وقوانني إن العـلم يبحث يف العالقات بني األشيـاء وحيـاول اكتـشـاف هـذه العالقـات

ط هـذه األشياء بعضها ببعض ، وبعـد دراسـة حـاالت هذه األشـياء والقوانني اليت ترب مـن أجـل استنباط القوانني اليت تربطها يأيت العامل وحياول أن يصيغ هذه العالقـات علـى شكل مسائل أو قضايا ، وكل قضية حتتوي على موضوع وحممول ، والقضايا حتتـوي علـى

وضوعات املختلفة وحياول أن خيـرج بعنـوان موضوعات وحمموالت ، مث جيمع العامل هذه امل جامع جيمع كل املوضوعات حتت عنوان واحد ، وهذا العنوان اجلـامع للموضـوعات ميثـل

، ويقصد به هـذا " موضوع - عادة -لكل علم " : موضوع هذا العلم ، لذلك قال الشهيد .العنوان اجلامع

نوان جـامع للموضـوعات املختلفـة ، ولكن يف بعض العـلوم ال نسـتطيع أن نأيت بع فيبحث العـلم هـذه املوضوعات دون أن يوجـد رابط بينهـا ، لـذلك يقـال إن هـذا

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 74: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٧٤ -

:موضوع علم األصول عند األصوليني املتقدمني ـاء األصـــول املتقـــدمني ، وهـــذا مـــا مث ذكـــر الــشـهـيـد الـموضـــوع عنـــد علمـــ

جتدونــه يف كتب القدماء ، فهم بنـاء علـى أنـه يوجـد لكـل علـم موضـوع قـالوا بـأن الكتــاب والــسنة واإلمجــاع ( وهــي" األدلــة األربعــة " موضـــوع عـــلم األصــول هــو

، وجتعـل لكل موضـوع حممـوالت ، فكـل مـسألة يكـون موضـوعها أحـد )١() والعقل .ربعة فهي مسألة أصولية األدلة األـــص الـقـــرآين حـجـــة " ثـــال ـ م يعـتـبـــر مـــسـألة أصـوليـــة ألن مـوضـوعـهـــا " الـن" قــول املعـصوم حجــة " مـصداق للكتــاب الكـرمي ، ومثـل " الـنص القــرآين " وهــو

ـــر م ــيعتبـ ــو ــ ــوعها وهـ ـــولية ألن موضـ ــول املعـــصوم " سـألة أصـ ــسنة " قـ مـــصداق للـ " .العقل حجة " و" اإلمجاع حجة " الشريفة ، وكذلك

العـلم ليس لـه موضوع ، أي ليس له موضوع واحد وعنوان جـامع بـني املوضـوعات املختلفـة ، وال يقصد أن هذا العلم ليس له أي موضوع ، فهو حيتـوي علـى موضـوعات

ـ ذا العلم دون وجـود أي رابـط بينها إال رابـط نفــس العلـم ، وال ميكـن يبحثها هجعلها مجيعا حتت عنوان واحد ، ولكن ميكن جعلها حتت عناوين متعددة ، ولكن مـع هـذا

؛ أي "عـادة " : يقال إن هذا العلم ليس له موضوع أي موضوع واحد ، لذلك قال الشهيد ، ولكن ليس من الضروري أن يكـون لكـل علـم عادة وغالبا يوجد موضوع واحد للعلم

.موضوع واحد ، بل قد يكون له أكثر من موضوع لذلك اختلفت األقـوال ، فبعض العلماء قالوا إنه من الـضروري أن يكـون لكـل علـم موضـوع واحد ، وميكن مجع هذه املوضوعات حتت عنوان واحد ، وبعضهم قال إنه ليس مـن

.لم موضوع واحد وعنوان جامع بني موضوعات مسائل العلم الضروري أن يكون لكل عنرى أن األدلـة األربعة ال تشكل عنـوانا جامعا إذا نظرنا إليها بأجزائهـا ، : إشـكال )١(

: اجلـواب . مثال مـا يكون من الكتـاب ال ينطبق عليه عنوان السنة أو اإلمجاع أو العقل . وإن كان هلا أجزاء ننظر إىل األدلة األربعة كعنوان واحد

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 75: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٧٥ -

:مالحظـــة ــة عنــصران خاصــان ــة املعين ــة والرواي ــة املعين ــات إىل أن اآلي ــد مــن االلتف ال بيأتيــان يف علــم الفقــه ، ولكــن الكتــاب الكــرمي والــسنة الــشريفة عنــصر مــشترك ،

علـم األصـول واآلية املعينة مصداق للكتاب ، والروايـة املعينـة مـصداق للـسنة ، ويف ال نبحـث عـن األحكـام الــشـرعية ، ولكـن نبحـث عـن األدلـــة فقـط ، وأمـا التطبيــق

.على اآلية املعينة والرواية املعينة فيكون يف علم الفقه :إشكال الشهيد على قول األصوليني املتقدمني

ــساءل ــشهيد ويتـ ــأيت الـ ــال بـــني : مث يـ ــامع فعـ ــة هـــي اجلـ ــة األربعـ هـــل األدلـم األصــول مبعـىن أن كـل موضــوع إمــا أن يكـون مـن الكتــاب وإمــا ــوعات عـلـ موض

؟)١(مـن السنة وإما من اإلمجاع وإما من العقل نقــوم بعمليــة اســتقراء ملوضــوعات علــم األصــول لنــرى هــل أن األدلــة األربعــة تعتــرب عنوانــا جامعــا هلــا مجيعــا مثــل الظهــور كظهــور صــيغة األمــر يف الوجــوب أو الظهــور القــرآين ، فمــثال الظــاهر القــرآين يرجــع إىل دليــل الكتــاب ، والقاعــدة العقليـــة القطعيـــة حجـــة ترجـــع إىل دليـــل العقــل ، فتنطبــق األدلــة األربعــة عليهــا ،

.وقد يأيت موضوع آخر ال ينطبق عليه عنوان األدلة األربعة يـــع موضـــوعات علـــم ليـــست العنـــوان اجلـــامع بـــني مج" األدلـــة األربعـــة " إن ــه )٢(األصــول ــزم من ــم األصــول ، ويل ــع موضــوعات عل ــى مجي ــق عل ، فهــي ال تنطب

حىت نبين أن األقسام حمصورة وهي أربعة أقسام وال يوجـد " إما " استعملنـا هنا كلمة )١(

.تستعمل إذا كانت األقسام حمصورة " إما " قسم خامس ، فكلمة هذا هـو اإلشكال األول ، وهنـاك إشكال آخـر على تعريـف العلمـاء املتقـدمني )٢(

أنه األدلة األربعة ، وهذا اإلشكال واجلواب اسـتفدما مـن أحـد ملوضوع علم األصول ب

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 76: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٧٦ -

األساتذة األعزاء الذين هلم الفضل الكبري علي ، واإلشكال هو أن البحث يف حجيـة األدلـة

.األربعة ودليليتها يكون من مبادئ العلم ومقدماته ه ، إن ال بـد أوال مـن توضيـح معىن مقدمـة العــلم ومبــادئ : توضيـح ذلك

مقدمة العلم هي ما يتوقف عليها الشروع يف مسائله ، وتتضمن أحباثا هلا دخل يف هذا العلـم وتعد من أجـزائه ، ويوجـد مصطلح آخر وهو مقدمة الكتاب ، وهي طائفة مـن الكـالم قدمت أمام املقصـود الرتباط له ا وانتفاع ا فيه ، وتتضمن األحباث القائمة مبا فيـه مـن

وإيضاح املصطلحات املستعملة يف هذا العلم ، وال يتوقف العلم عليها ، وإمنـا يتوقـف شرحعليها بشرح غوامض ألفاظه ومستجد مصطلحاته ، ونأيت اآلن إىل توضـيح معـىن املبـادئ التصـورية ، وهي ما يتوقف عليه تصور املوضوع وأجزائه إذا كان مركبا ، أو جزئياتـه إذا

.كان كليا ا املبادئ التصديقية فهي ما يتوقف عليها التصديق بثبوت احملمـوالت للموضـوعات ، وأم

:وتنقسم إىل نوعني :مبادئ مبينة بنفسها -١

.وهي املبادئ البديهية ، وتدخل فيها األوليات والتجربيات وغريمها : مبادئ غري مبينة بنفسها -٢

: وتنقسم إىل قسمني :ل املوضوعة األصو-أ

.وهي اليت يقع التسليم ا مع مساحمة أو على أساس حسن الظن باألستاذ : املصادرات -ب

.وهي اليت يقع التسليم ا على أساس املساحمة واالستنكار إن تعريف موضوع علم األصول بأنه األدلة األربعة معناه أننا قد أثبتنا أن األدلـة األربعـة

لم األصول نريد أن نبحث عن حجيتها ، فإذا قلنا ذا التعريـف فمعـىن حجـة مع أننا يف ع ذلك أننا نسلم حبجيتها ، وهذا يؤدي إىل أن البحث عن حجيتها قد وقع يف مقدمـة العلـم ومبـادئه ومل يبحث عنها يف نفس العلم ، إذن فقبل أن نعرف موضوع علم األصـول بأنـه

.ت حجيتها مجيعا ، وإثبات احلجية يكون يف مقدمة العلم األدلة األربعة ال بد أوال من إثبا

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 77: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٧٧ -

خــروج كثـــري مـن مــسـائل األصــول عــن عــلم األصـــول ، وهــذا املوضـــوع ال ينطبــق عليـــه ضابطـــة موضـــوع العـــلم وهـــو أن يكـــون جـــامعا جلميـــع موضـــوعات مــسـائل

هـا أنـه توجــد بعــض املوضـوعات الـيت يبحـث عنـها العـلم ، وهنـاك أمثـلة يتبين من يف عـــلم األصـــول ومتثـــل عناصـــر مــشتركة يف عمليــة االســتنباط باتفــاق العلمــاء

.ولكنها ال تندرج حتت األدلة األربعة

:أمثلة لتوضيح اإلشكال : مسائل االستلزامات العقلية : ١مثال

ـــ ألن العقــل يكتــشف املالزمــات بــني " العقليــة " مسيــت هــذه االســتلزامات باألحكــام ، فكمــا أنـــه يف األمـــور التكوينيــة يقــول العقــل بوجــود اللــوازم التكوينيــة ، مــثال إذا رأيــت الــدخان تقــول إن الزمــه وجــود النــار ، كــذلك يف األمــور الــشرعية يقـول العقـل بوجود اللوازم الشرعية فيكتـشف املالزمـة بـني حكمـني كاملالزمـة بـني

ــال احل ــا يق ــبطالن ، مــثال يف مقامن ــة وال هــل احلكــم بوجــوب شــيء يــستلزم : رمحتــرمي ضــده أو ال ؟ ، مــثال هــل احلكــم بوجــوب الــصالة يــستلزم حرمــة إزالــة النجاســة ؟ ، أو هــل احلكــم بوجــوب شــيء يــستلزم وجــوب مقدمتــه ؟ ، مــثال هــل

يء فهـل احلكم بوجـوب الصـالة يـسـتلزم وجــوب الوضـوء ؟ ، فـإذا أمـرك آمـر بـش ــه ؟ ، أو هــل األمــر ــك مقدمت ــشـيء أو يوجــب علي ــك ضـــد هـــذا ال هـــو حيــرم عليوالنهي جيتمـعـان أو يسـتحيل اجتمـاعهما ؟ ، أو هــل ميكـن التكليـف بغـري املقــدور

أو أنه مستحيل ؟ وهنا يأيت البحث الذي يقول بأننا هل ننظر إىل األدلة مبا هي هي أو األدلة مبا هي أدلـة ، واملراد يف مقـامنا هو األدلة مبـا هي هي ألننـا يف علم األصول نريد أن نثبت أـا دليـل

.وحجة أو ليست بدليل وال حجة

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 78: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٧٨ -

ــا هــو ــول ، فاملوضــوع هن ــا موضــوع وحمم وهــو حكــم " الوجــوب " ويوجــد هن، " يـستلزم وجـوب مقدمتـه " أو " يـستلزم حتـرمي ضـده " تكليفي ، واحملمول هـو

ــل ــأيت حبكــم وضــعي مث ــاق ؟ ، : وميكــن أن ن ــة تــستلزم وجــوب اإلنف هــل الزوجيــة " فاملوضــوع هــو ــول هــو " الزوجي ــستلزم وجــوب " وهــو حكــم وضــعي ، واحملم ت

ينــدرج حتــت األدلـــة " احلكــم الــشرعي " ، فهــل املوضـــوع هنــا وهـــو " فـــاق ـاإلنعـة ؟ ، من الواضـح أنــه ال ينــدرج حتتهــا ألنــه ليــس مـن الكتــاب الكـرمي وال األرب

مـع أنـه يبحـث عـن احلكـم الـشرعي )١(من الـسنة وال مـن اإلمجـاع وال مـن العقـل ــوان ــة األربعــة ليــست هــي العن ــذلك يظهــر أن األدل ــم األصــول ، وب كموضــوع يف عل

ن موضــــوع مـــــسائل أل)٢(اجلـــــامع جلميـــــع موضـــــوعات مــــسائل علــــم األصــــول .)٣(" األدلة األربعة " االستلزامات العقلية ال يندرج حتت عنوان

إن احلكم الشرعي مستنبط من اآلية الكرمية ، فيندرج احلكم الـشرعي حتـت : قد يقال )١(

إن احلكـم : اجلـواب . عنـوان الكتاب الكرمي ، فيكون داخال حتت عنوان األدلة األربعة الشرعي هو مدلول اآلية الكرمية ، والدليل غري املدلول ، ولو كان املدلول هـو الـدليل ألدى

.د الدال واملدلول ، واحتاد الدال واملدلول باطل ذلك إىل احتاإن احلكم الشرعي هو مدلول اخلطاب الشرعي ، لذلك فإن موضوع االستلزامات : قد يقال )٢(

ألنه مدلول هلما ، فيكون " السنة " أو " الكتاب " يدخل حتت عنـوان " احلكم " العقلية وهـو " .األدلة األربعة " داخال حتت عنوان

، فتكون مـن األدلـة " العقل " إن االستلزامات العقلية تندرج حتت عنوان : قد يقـال )٣(الكتاب والـسنة ( حديثنا عن أن موضوع علم األصول هو األدلة األربعة : اجلواب . األربعة

مبعىن أن أحد األدلة يقع موضوعا وحيتاج إىل حممـول ، واالسـتلزامات ) واإلمجاع والعقـل وعها احلكم ، واحلكم ال يقع حتت أحد األدلة األربعة ، لـذلك فـإن مـسائل العقلية موض

االستلزامات العقلية ال تندرج حتت عنوان األدلـة األربعـة ، ولـيس نظرنـا إىل أن هـذه االستلزامات عقليـة أو شرعيـة أو عرفية أو تكوينية ، ونظرنا إىل موضـوع االسـتلزامات

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 79: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٧٩ -

: مسائل حجية األمارات الظنية : ٢مثال

ـــة ـــيه الـــشـارع احلجيـ ـــص الــــذي يـعـطــ األمــــارة الظـنـيــــة هــــي الـدلـيــــل النـاقـة ، واألمـارة الظنيـة فيـصـيـر حـجـة ، أو ال يعـطيه الشـارع احلجيـة فال يصيـر حجــ

ـــ عنــصـر مــشـترك يبحــث عنـــها يف عـلـــم ـــة وخـــرب الثقـــة ــ ـــ كالــشـهـرة الفتـوائي ــاألصــول ، فالـشـهرة الفتوائيــة وخــرب الواحــد ليـسا مـن الكتـاب وال مـن الـسنة وال مـن اإلمجـــاع وال مــن العقـــل ، فــال يندرجـــان حتـــت املوضـــوع املــدعى أنــه موضــوع

" .األدلة األربعة " صول وهو لعلم األ

إن خــرب الثقــة لــيس هــو الــسنة الــشريفة ألن الــسنة هــي قــول املعــصوم عليــه ـــريره ، وخـــرب الثقـــة كاشـــف عـــن الــسنـة ، فــال ينــدرج حتــت ـــه وتق الــسـالم وفعل

، ويقــصـد خبـــرب الواحــد الروايـــة الــيت تــصلنا عــن طريــق راو واحــد أو )١(الــسنـة يصـل الـخرب إىل حـد التـواتر ، واملقصود بالبحـث عـن خـرب الواحـد أكثر حبيث ال

اجلـامع يكون للموضوعات املتفرقـة ولـيس لنـوع العقليـة وهـو احلكم ، والعنـوان

.االستلزام إن دليل حجيـة خرب الثقة مستمدة من القرآن الكرمي أو مـن الروايـات ، : قد يقـال )١(

حجية خرب الثقـة : اجلواب . فيكون خرب الثقـة مندرجا حتت عنـوان الكتاب أو السنـة ال بد من وجود دليل شرعي على حجيـة خـرب ليس آية قرآنية كرمية وال رواية شريفة ، نعم

الثقة ، سواء كان الدليل قرآنيا أم روائيا ، ووجود دليل قرآين على شيء ال جيعل هذا الـشيء من القـرآن ، نعم دليله من القرآن ، وال بد أن ننظر إىل األشياء بدقة حىت نقـول إن هـذا

أو العقل ، فوجود دليل علـى حجيـة الشيء داخل أو خارج من القرآن أو السنة أو اإلمجاع شيء ال يعين أن هـذا الشيء داخـل حتت هذا الدليل ، فالدليل على حجية خرب الثقة قـد يكون من الكتاب أو السنة أو من كليها ولكن هذا ال يعين أن خرب الثقة يندرج حتت عنـوان

.الكتاب أو السنة

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 80: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٨٠ -

ــه ــث إن ــة األربعــة حي ــة ال متنــها ألن املــنت يرجــع إىل األدل البحــث عــن ســند الرواي .يرجع إىل السنة

ويبحـث يف عـــلم األصـــول عـــن حجيـــة خـــرب الواحـــد ، وال حيــصل لــدينا قطــع ملعـصوم عليـه الـسالم ، بـل هـو طريـق ظـين مـن أن املنت الـشرعي قـد صـدر مـن ا

ـــه احلجيــة ، فهــو ظــن إلثبـــات الــصـدور ، وهـــذا الطـــريق الظـــين جعـــل الــشـارع لمعترب ، لذلك نبحث يف علم األصول أنـه هـل نـستطيع االعتمـاد علـى خـرب الواحـد

إلثبات الصدور أو ال ؟

ال ؟ ، إن الروايــة هـل جعـل الــشارع احلجيـة خلـرب الواحـد أو : بعبـارة أخـرى الــصحيحة الــيت كــل رواــا مــن اإلماميــة االثــين عــشرية العــدول حجــة ، والروايــة ــو كــان مــن املخــالفني حجــة ، وأمــا املوثقــة الــيت أحــد رواــا مــن الثقــات حــىت لالرواية الضعيفة فليست حجـة ، وخـرب الواحـد ــــ أي البحـث يف سـند الروايـة ــــ ال

.)١(مع أنه حبث داخل يف علم األصول " األربعة األدلة" يشمله عنوان

وأما الشهرة الفتوائية فمعناهـا أن أغلـب الفقهـاء يفتـون بفتـوى معينـة ، فهـي اتفـاق أكثـر الفقهاء على حكم معين ، ولكـن هـذا االتفـاق بينـهم ال يـصل إىل حـد

ــدرج حتــت اإلمجــ اع ، فتكــون اإلمجـــاع ، فهــي أقــل درجــة مــن اإلمجــاع ، فــال تنخــارجة عــن األدلـة األربعــة ، والـشهرة الفتوائيــة يبحـث عنــها يف علـم األصــول مــع

" .األدلة األربعة " أا ال تندرج حتت عنوان

راية ، فلماذا نبحث عنـه أيـضا يف علـم قد يقال إن سند الرواية يبحث عنه يف علم الد )١(يف علم الدراية يبحث يف معىن السند الصحيح أو املوثـق أو الـضعيف ، : األصول ؟ اجلواب

ولكن يف عـلم األصـول يبحث عن أن هل السند الصحيح أو املوثق أو الضعيف حجـة أو .ليس حبجة ؟ ، وهذا البحث ال يدخل يف علم الدراية

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 81: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٨١ -

ــال الــشهيد ــد ق ومــسائل حجيــة األمــارات الظنيــة كــثريا مــا يكــون " : وق: ، وقال "عـة موضـوعها الـذي يبحـث عـن حجيتـه شيئـا خـارجا عـن األدلـة األرب

ــض األمــارات الظنيــة تــدخل يف األدلــة األربعــة مثــل "كــثريا " الظــاهر " ؛ ألن بعأي الداللـــــة الظـــــاهرية لآليــــة الكرميــــة يف مقابــــل الداللــــة القطعيــــة " القــــرآين

الصـرحية لآليـة الكرمية واليت تكون نصا يف املعىن ، فنناقش أن الظاهر القـرآين ــيس حبجــة ، وال ــرمي ، حجــة أو ل ــاب الك ــوان الكت ــدخل حتــت عن ــرآين ي ظــاهر الق " .األدلة األربعة " فيكون داخال حتت عنوان

: مسائل األصول العملية : ٣مثال بأنواعــه املختلفـــة ، " الــشك يف التكليــف " إن موضــوع األصــول العمليــة هــو

، والـشك والبـراءة واالحتيـاط واالسـتصحاب والتــخيري تكــون حممــوالت للموضــوع يف التكليــف لـــه أقـــسـام خمتلفـــة ، فالـــشك يف التكليــف مــع عـــدم العلــم باحلالـــة ــران الــشك ــع اقت ــشك يف التكليــف م ــون جمــرى ألصــالة الــرباءة ، وال ــسـابقة يك البالعـلم اإلمجـايل يكون جمــرى ألصــالة االشـتغال واالحتيـاط ، والـشك يف التكليـف

ـــون ـــة الـــسـابقة يكـ ـــلم باحلالـ ـــالة االستـــصحاب ، والـــشك يف مـــع العـ ـــرى ألصـ جمـالتكليف مـع كون الشـك له طرفان حبيث ال ميكن اإلتيان ما معا أو تركهما معـا فيـدور األمـر بـني حمـذورين يكـون جمـرى ألصـالة التخـيري ، وسـيأيت هـذا البحـث

.بالتفصيل يف مباحث األصول العملية إن شاء اهللا تعاىل ـــل حمـــرز ــدليل يرفــع هــذا وإذا أتــى دلي ــإن هــذا ال قطـــعي أو ظـــين معتــرب ف

الشـك من نفـس املكلف ، فال يكون عنده شـك بعـد إتيـان الـدليل احملـرز ، ويكـون الـــشك يف " الدليـــل احملــــرز مقـــدما علـــى األصـــول العمليـــة ألنـــه يرفـــع الـــشك ، و

نــه يف يبحــث ع" الــشك يف التكليــف " هـــو موضـــوع األصــول العمليــة ، و " التكليــف

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 82: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٨٢ -

عـلم األصـول مـع أنـه ليـس من األدلـة األربعـة حيـث إنــه لـيس مـن الكتـاب الكـرمي .وال من السنة الشريفة وال من اإلمجاع وال من العقل

ليــسـت عنـــوانا جـــامعا جلميـــع موضــوعات مــسائل " األدلـــة األربعـــة " : إذن جيمــع بــني موضــوعات علــم األصــول ، لــذلك فإننــا حنتــاج إىل عنــوان جــامع آخــر

مــسـائل عـــلم األصـــول حــىت نقـــول إن هـــذا هـــو اجلامـــع بــني هـــذه املوضــوعات .املختلفة ، فينتج عندنا موضوع لعلم األصول

:رأي بعض األصوليني وبـسبب اإلشــكال الـسابق ـــــ وهـو أن هنــاك بعـض املوضــوعات ال تنـدرج حتــت

وقــالوا إننــا ال حنتـاج إىل وجـود جـامع بـني األدلـة األربعة ـــ جاء بعض األصوليني مجيع املوضـوعات ، فال يوجـد موضـوع واحـد لعلـم األصـول ، وال يقـصد مـن عـدم وجـود موضـوع لعــلم األصــول أنــه ال توجــد موضــوعات للبحــث فيــها ، بـل يقـصد

.أنـه ال يوجد عنوان واحد جامع بني هذه املوضوعات املختلفة بعــض أكثـر مــن ذلـك وهــو أنـه لـيس مـن الـضروري أن يكـون ألي وقد قــال ال

ـــ موضــوع واحــد جــامع بــني ــط ــ ــم األصــول فق ـــ ال خــصوص عل ــوم ــ علــم مــن العلموضــوعات مــسائله ، بــل تكــون هنــاك موضــوعات متفرقــة وال توجــد حاجــة ألن

ز جنعلها حتت عنوان واحد جامع بني هـذه املوضـوعات املتفرقـة ، فـال يكـون املميـ :بني العلوم املختلفة هو اختالف املوضوع ، ويأيت هنا السؤال التايل

إذا مل يكن موضوع العلم هو املميز بني العلوم املختلفة فما هو املميز ؟ :اجلواب

ــذا العلــم أو ال تــدخل فيــه هــو ــذي حيــدد أن هــذه املــسألة تــدخل يف ه إن اللغايـة مـن هـذا العلـم حتـدد دخـول هـذه اختالف الغاية والغرض من العلم ، فإن ا

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 83: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٨٣ -

هـل متـايز العلـوم يكـون : املسألة يف هـذا العلـم أو عـدم دخوهلـا ، وبعبـارة أخـرى نـاجتا مـن اختـالف ومتايـز املوضــوع أو مـن اخـتالف ومتـايز الغايـة ؟ كيـف منيـز

م بني العلـوم ؟ هـل التمـييز بني العلـوم يكون عـن طريـق املوضـوع اخلـاص بكـل علـ أو عن طريـق الغايـة اخلاصـة بكـل علـم ؟ فهـل املوضـوع أو الغايـة هـو الـذي جيعـل هـذا العلــم املعـين مــستقال عـن العلــوم األخــرى ؟ ، فتكـون غايــة علـم النحــو مــثال خمتلفـة عن غاية عـلم الطب وعـن غايـة علـم األصـول وعـن غايـة علـم الكيميـاء ،

وم املختلفــة ، فالغايــة هــي الــيت وقـــد تكــون هنـــاك موضـــوعات مــشـتركة بــني العلــ حتــدد أن املــسـألة املعينـــة تدخـــل يف هـــذا العـــلم أو يف العلــم اآلخــر ، فقــالوا إن تـمـايــــز العـلــــوم يكــــون عــــن طـريــــق تـمـايــــز الغـايــــات ال عــــن طـريــــق تـمايــــز

ــل قاعــدة كليــة )١(املوضـــوعات ـــال غـــرض عـــلم األصـــول هــو البحــث عــن ك ، مثنصر مشترك يكون له دخل يف استنباط احلكم الـشرعي ، فهـذا الغـرض حيـدد وع

املــسـائل الداخلـــة يف علــم األصــول واملــسائل اخلارجــة عــن علــم األصــول ، وغــرض ــى أســاس الغــرض تتحــدد ــول ، وعل ــسان مــن اخلطــأ يف الق ــم النحــو صــون الل عل

.املسائل الداخلة يف العلم من اخلارجة عنه

حتـت ٧ - ٦ص " أصول الفقـه " خ حممد رضا املظفر قدس سره يف كتابه يقول الشي )١(إن هذا العلم غري متكفل للبحث عن موضوع خاص ، بـل " " : موضوع علم األصول " عنوان

يبحث عن موضـوعات شىت تشترك كلها يف غرضنا املهم منه ، وهو استنباط احلكم الـشرعي ، فقط ، وهـي الكتـاب والـسنة ) األدلة األربعة (فال وجه جلعل موضوع هذا العلم خصوص

واإلمجاع والعقل ، أو بإضافة االستصحاب ، أو بإضافة القيـاس واالستحـسان ، كمـا صـنع .املتقدمون

وال حاجـة إىل االلتزام بأن العلم ال بد له من موضوع يبحث عن عوارضه الذاتية يف ذلـك .انتهى . "، فإن هذا ال ملزم له وال دليل عليه العلم ، كما تساملت عليه كلمة املنطقيني

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 84: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٨٤ -

إن متـايز العلـوم يكـون بتمـايز واخـتالف احليثيـات واجلهـات ، فقـد وقد يقال يكــون املوضـــوع واحـــدا ولكــن ختتلـــف حيثيـــات املوضـــوع فتتمــايز العلــوم ، مــثال موضـــوع عـــلم النحـــو هـــو الكلمــة مــن حيــث آخرهــا ، وموضــوع علــم الــصرف هــو

، ولكــن " الكلمــة " الكلمــة مــن حيــث الــصحة واالعــتالل ، فاملوضــوع واحــد هــو .اختلفت العلوم العربية إىل حنو وصرف وبالغة بسبب اختالف احليثيات

ــوم :إذن ــايز العلـ ـــة آراء يف متـ ـــد ثالثـ ــوم : توجـ ــول إن العلـ ــرأي األول يقـ الـــ ـــايات ـتتـمـايــ ـــايز بالغــ ـــوم تتمــ ـــول إن العـلــ ـــاين يقــ ــرأي الثــ ـــوعات ، والــ ز باملوضــ

. العـلوم تتـمايز باحليثيـات واألغـراض ، والرأي الثالث يقـول إن

:رأي الشهيد قدس سره مـــن أن )١( مث أتــى الـــشـهيد وقــال إنـــه ميكــن توجيـــه قــول العلمـــاء القــدماء

موضـوع علم األصول هـو األدلـة ولكن ال حنـصر األدلـة يف أربعـة فقـط ، بـل يكـون ، " األدلــة " هــو املوضـــوع هـــو مطلــق األدلـــة بــدون تقييدهـــا باألربعـــة ، فاملوضـــوع

نرى هنا أن الشهيد قد تأدب يف تعليقه على رأي العلماء السابقني فلم يقـل إن كالمهـم )١(

خطـأ أو غري صحيح بل قـال بإمكان توجيه كالمهم ، وهكذا فإن املطلوب مـن طالـب يقول بأن آراءهم ليست صحيحة بـل العـلم أن يكون مؤدبا حينما يناقش آراء العلماء فال

ميكن له استعمال تعبريات أخرى مثل إمكان توجيه آرائهم أو أن آراءهم ناقصة ليست تامـة وميكن إمتامها وإكماهلـا ومـا يشـابه هـذه التعبريات ، وبعـض الذين ال ميلكـون مـن

وصـرفوا أعمـارهم يف العـلم إال قليال قد يتجرؤون أحيانا على العلماء الذين أتعبوا أنفسهم سـبيل حفظ هـذا الدين ، فقد يقـول مثـال إن كالم هذا العـامل خطـأ أو إن املـسألة الشرعية اليت أتى ا غري صحيحة إىل غري ذلك من الكلمات اليت تعترب جـرأة علـى العلمـاء

ـ أدب مـع السابقني رضوان اهللا عليهم أو العلماء املعاصرين حفظهم اهللا تعاىل ، فال بد من الت .مجيع العلماء السابقني واملعاصرين

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 85: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٨٥ -

فكل مـا يصـلح أن يكون دليـال يف عمليـة استنباط األحكام الشرعية يكون موضوعا .للبحث ، فيكون املوضوع شامال جلميع موضوعات مسائل علم األصول

ميكــن أن )١(إن موضــوع علــم األصــول هــو كــل دليــل عــام : بـــارة أخـــرى ـبعو ـــاحلا السـتنبــــ ـــيكــــون صــ ـــم الــ ـــة اط احلكــ ــسـاهم يف عمليــ ــن أن يــ شـرعي ، وميكــ

االستنبـاط ، فاملوضـوع هـو كل مـا ميكـن أن يكــون دليــال عامــا وعنـصرا مـشتركا يف عمليـة اســتنباط احلكـم الــشرعي واالسـتدالل علــى احلكـم الــشرعي ، ومبـا أننــا

العلم بالعناصـر املـشتركة يف عمليـة اسـتنباط " قلنا إن تعريف علم األصول هـو ؛ فهذا يعـين أنـه يوجـد عنـصر مـشترك يف عمليـة االسـتنباط ، "الشرعي احلكم

فيمكن مجع هـذه املوضـوعات املختلفـة للمـسائل املختلفـة الداخلـة يف علـم األصـول ــصر املــشترك " حتــت عنــوان جــامع واحــد وهــو ، وهــذا املوضــوع ميكــن أن "العن

فيكــون موضــوع عــلم األصــول نـسـتنتجـه مـن خـالل هـذه املوضـوعـات املتـفـرقــة ، . )٢(" العناصر املشتركة يف عملية استنباط احلكم الشرعي " هـو

البحث املهم يف علم أصول الفقه هو حبث األدلة ، فبحث األدلة هو أساس وقلـب علـم )١(

األصـول ، ويسميها الشـهيد العناصر املشتركة ، فالدليل يف علم األصـول هـو العنـصر من عمليات االسـتدالل الفقهـي املشـترك أو القـاعدة األصولية العامة اليت تتكرر يف كثري

ويتم اسـتنباط احلكم الشـرعي على أساس العنصر املشترك ، والعنصر املشترك ينقـسم إىل .دليل حمرز للحكم الشرعي ، ودليل غري حمرز أو أصل عملي

قولنـا إن موضوع علم األصول هـو العناصر املشتركة أو األدلة املـشتركة أو القواعـد )٢(نباط احلكم الشرعي ليس تعريفا دقيقا ألنه ال يعين العنصر املـشترك حيـث إن العامة يف است

البحث يف كل العـلوم يكون عن العنـاصر املشـتركة يف نفــس العــلم ، والعناصـر املشـتركة تـأيت يف كل العـلوم ، فكون اجلامـع بـني املوضــوعات هــو العنـصر

بشكل دقيق ، بل هـو جـامع عـام يـشمل املشـترك ال حيدد لنـا املوضـوع اجلامـع

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 86: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٨٦ -

ــق االســتدالل إلثبــات أن هــذا والبحــث يف كــل مــسألة أصــولية يكــون عــن طريــارة ــيس بــدليل ، وبعب ــل ميكــن االعتمــاد عليــه أو ل العنــصـر املــشـترك هــل هـــو دلي

ــيس حبجــة ، ــدور أخــرى هــل هــو حجــة أو ل ــه ، وي ــي حجيت ــه أو ننف ــت حجيت فنثبالبحث األصويل حول دليليتـها مبعـىن أنـه عنـصر مـشترك ميكـن أن يكـون صـاحلا

ــ ـــول ـلالسـتنبــ ـــاس أو قــ ـــتنباط ، كالقيــ ـــاحلا لالســ ــون صــ ــن أن يكــ اط أو ال ميكــالــصحـايب وفعلــه أو املــصاحل املرســلة أو ســد بــاب الــذرائع أو االستحــسان ، وهــذه

ن صــاحلة يف عمليــة االسـتنباط أو قــد ال تكــون صــاحلة يف عمليــة العناصـر قــد تكــو االسـتـنبـــاط ، فنبـــحث عـــن كــل واحـــد منهـــا يف عـــلم األصـــول لنثـــبت أنـــه صـــاحل فعـال وحجة أو أنـه ليس صاحلا فعـال وليس حجـة يف عمليـة االسـتنباط ، وسنـصل موضـوعات كل العـلوم ال خصـوص موضوعات علم األصول ، فال بـد مـن حتديـد موضـوع علم األصـول حتديـدا أدق من ذلك حىت يوجـد متايز بـني موضـوع علـم األصـول وغريه من موضـوعات العـلوم األخــرى ، فقولنــا إن موضــوع علـم

؛ ال حيدد املوضـوع بدقـة ألن " ملشتركة يف االستدالل الفقهي العناصر ا " األصـول هـو معنـاه هـو العنـاصر اليت تتـكرر يف أكثـر أبـواب الفقــه ، وكـذلك العنــاصر املشـتركة يف النحـو هي العنـاصر اليت تتكرر يف أكثر أبواب النحـو ، وتوجـد عناصـر

علم الفيزيـاء ، وكـذلك يف بـاقي مشـتركة يف علم الكيمياء ، وتوجد عناصر مشتركة يف العلوم ، وهذا ال حيدد املوضوع بدقة ، واملطلوب من التعريف أن يضع للعناصـر املـشتركة

؛ فهذا عنوان عام يـصلح لكـل العلـوم ال " العناصر املشتركة " عنـوانا معينا ، وأما قولنا ن املعـين للعناصـر خلصـوص علم األصول ، فال بد من البحث يف كل العلوم عن العنـوا

.املشتركة حىت يكون هذا العنوان هو اجلامع بني العناصر املشتركة اليت تأيت يف العلم املعين يف تعريف علم األصـول أو يف موضـوع علـم " العناصر املشتركة " وجود كلمة : إذن

رارهـا يف كـل األصول ليس كافيا وال خيرجنا من اجلهل إىل العلم ألن هذه الكلمة ميكن تك .العلوم ، وتوجد حاجة إىل عنوان معين هلذه العناصر املشتركة

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 87: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٨٧ -

رى أـا ليـست من خالل البحث يف علـم األصـول عـن القيـاس وعـن األشـياء األخـ ــن آراء ــارة عـ ــا عبـ ــشرعية ألـ ــام الـ ـــتنباط األحكـ ـــة يف اسـ ــسـت حجـ ـــاحلة وليـ صـ

.شـخصية وليس هلـا دليل شرعي

ـــ وهــو أمــري املــؤمنني علــي بــن أيب إن مـــن ال يــذهب إىل بــاب مدينــة العلــم ــطــالب عليـه الـسالم ــــ ومـن أتـى بعـده مـن أئمـة أهـل البيـت علـيهم الـسالم فإنــه

.ما سيخطئ يف الطريق حت

وكــذلك البحــث يف حجيــة الظهــور أو خــرب الواحــد أو الــشهرة الفتوائيــة حبــث .إلثبات أنه دليل وحجة أو أنه ليس دليال وال حجة

وكــذلك البحــث يف مــسائل املالزمــات العقليــة حبــث يف دليليــة احلكــم بوجــوب .شيء على حرمة الضد مثال

مــسائل األصــول العمليــة حيــث يبحــث فيهــا عــن أن الــشك وكــذلك البحــث يفالنــاتج مــن عـــدم البيـــان هـــل هــو دليــل علــى املعذريــة والــرباءة أو علــى املنجزيــة

واالحتياط أو ليس دليال على أي واحد منهما ؟

:النتيجـة األدلــة املــشتركة يف االســتدالل " موضـوع علــم األصــول عنـد الــشهيد هــو

، واألدلة املـشتركة هـي العناصـر املـشتركة ، والبحـث األصـويل يـدور )١( "الفقهي

يف الواقع موضوع علم األصول هو الكتاب الكرمي والسنة الشريفة ، وباقي األدلة ترجـع )١( يرجع إىل السنة ألنه كاشـف - وهو اتفاق كل الفقهاء على حكم -إليهما ، فمثال اإلمجاع

تصلنا فيكون كاشفا عن السنة ، وإمجاعهم يعطينا القطع بوجـود دليـل عن رواية مفقودة مل وصـل إليهم ومل يصل إلينا ، واإلمجاع طريق ووسيلة إلثبات صدور الدليل مـن الـشارع ،

:فهو كاشف عن الدليل وليس دليال بنفسه ، واإلمجاع على أنواع

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 88: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٨٨ -

دائمـا حـول دليليـة العناصـر املـشتركة إلثبـات أـا حجـة ومعتـربة شـرعا أو ليــست .حبجة وال معتربة من الناحية الشرعية

فهنا الفقيه يرجـع إىل نفـس وهو اإلمجاع مع وصول الدليل إلينا ، : إمجاع مدركي -١

.الدليل وال يأخذ باإلمجاع ، فيمكن له أن يفيت على خالف اإلمجاع وهـو اإلمجاع مع عدم وصول الدليل واملـدرك إلينـا ، وهـذا : إمجاع غري مدركي -٢

.املدرك املفقود هو السبب يف فتوى الفقهاء نفسه كتب الفقهاء ويرى أم قد اتفقـوا وذلك بأن يراجع الفقيـه ب : إمجاع محصل -٣

.على حكم واحد ، وهذا اإلمجاع حجة على هذا الفقيه وذلك بأن يراجع الفقيه اتفاقهم على حكم واحد مث ينقل إمجـاعهم : اإلمجاع املنقول -٤

اإلمجاع املنقـول لـيس : إىل من يأيت بعده ، فهل نقله لإلمجاع يكون حجة أو ال ؟ اجلواب .حجة

وأمـا العقل فهو ال خيالف الكتـاب وال السنـة ، فكل ما حيكم بـه العقـل بالـدليل القطعي حيكم بـه الشرع ، ويكون هنـاك دليل من الكتاب أو من السنة على كـل حكـم

.عقلي حتت عنـوان مـصادر ١٥يف املقدمة ص " الفتاوى الواضحة " يقـول الشهيد يف كتابه

من الضروري أن نشري أخريا بصورة مـوجزة إىل املـصادر الـيت اعتمـدناها ونرى " : الفتوى بصـورة رئيسية يف اسـتنباط هـذه الفتاوى الواضحة ، وهي كما ذكرنا يف مستهل احلـديث عبـارة عن الكتاب الكرمي والسنة الشريفة املنقولة عن طريق الثقات املتورعني يف النقـل مهمـا

.واالستحسان وحنومها فال نرى مسوغا شرعيا لالعتماد عليه كان مذهبهم ، أما القياس وأمـا ما يسمى بالدليل العقـلي الذي اختلف اتهـدون واحملدثون يف أنـه هـل يـسوغ العمل به أو ال ، فنحن وإن كنا نؤمن بأنه يسوغ العمل به ولكنا مل جند حكما واحـدا يتوقـف

املعىن بل كل مـا يثبت بالدليـل العقلي فهو ثابت يف نفـس إثبـاته على الدليل العقلي ـذا .الوقت بكتاب أو سنة

وأمـا ما يسمى باإلمجـاع فهو ليـس مصـدرا إىل جانب الكتاب والسنة وإمنا ال يعتمـد .عليه إال من أجل كونه وسيلة إثبات للسنة يف بعض احلاالت

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 89: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٨٩ -

:اخلالصـة العلم بالعناصر املـشتركة يف عمليـة اسـتنباط " تعريف علم األصول هو

العنـصر املـشترك يف االسـتدالل " ، وموضوع علم األصول هـو "رعي احلكم الش العنوان اجلامع بني موضـوعات مـسائل علـم " ، والعنصر املشترك هو "الفقهي .)١( "األصول

والسنة ، ونبتهل إىل اهللا تعـاىل أن جيعلنـا مـن وهكذا كان املصدران الوحيدان مها الكتاب

فقد استمسك بالعروة الوثقى ال انفصام هلا واهللا مسيـع ( املتمسكني مـا ، ومن استمسك ما . انتهى ) " .عليم

إن اهلدف من دراسة كل العلوم احلوزوية هو أخذ الوسائل لفهم الكتاب الكرمي والـسنة ب أن يقتصر على العلوم احلوزوية فقط ، بل ال بد لـه أن يطـالع الشريفة ، وال يكفي الطال

الكتب األخرى اليت تعطي املفاهيم اإلسالمية ، فمهمة طالب العلم أن يقرأ ، ففـي العطلـة الصيفية على الطالب أن يقرأ الكتب غري احلوزوية ، ففي الواقع ال توجد عطلة عنـد طالـب

مات احلوزوية ، بل يسألون عـن املفـاهيم اإلسـالمية العـلم ، فالناس ال يسألون عن املعلو واملسائل الشرعية واألمور األخالقية ، فال بد من االطالع على هذه املسائل ، وهـدفنا مـن الدراسـة احلوزوية هو فهم الكتاب والسنة ، فاملفروض أن ال تضيع أعمارنـا يف الوسـائل

.وننسى اهلدف الرئيسي وهو الكتاب والسنة عنصـر املشترك هو القـاعدة األصولية اليت نسـتفيد منـها يف كـثري مـن عمليـات ال )١(

كل صـيغة أمـر ظاهرهـا " االسـتنباط يف أكثر من بـاب من أبـواب الفقـه ، مثـل " .كل داللة ظاهرية حجة " و" الوجوب

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 90: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٩٠ -

التعريــف واملوضــوع والغايــة أو الفائــدة ، وقــد : قلنــا إن عناصــر العلــوم ثالثــة

ــة حبــث الــش ــان الفائــدة والغاي ــأيت إىل بي هيد التعريــف واملوضــوع ســابقا ، واآلن ي :والثمرة من علم األصول ، فنطرح السؤال التايل

ملاذا ندرس علم أصول الفقه ؟ :اجلواب

إن اهلدف من ذكر الفائدة والغايـة والثمـرة املترتبـة علـى العلـم هـو أن يـصبح ــل دخولــ ــة قب ــصور عــن الغاي ــب ت ــة عنــد الطال ــده الرغب ــد عن ــىت تتول ــم ح ه يف العل

والــشوق لدراســة هــذا العلــم ألنــه ســيعرف ســبب دراســة هــذا العلــم وإىل أي غايــة .يصل وإىل أي مثرة ينتهي

:علم األصول منطق الفقه م األصــول هــو منطــق علــم الفقــه ألنــه بالنــسبة إليــه مبثابــة املنطــق ـ إن علــ

، فيقــارن الــشهيد بــني علــم األصــول بالنــسبة إىل الفكــر البــشري بــصورة عامــة ــة العلــوم ــق لبقي ــم املنط ــدة عل ــوم األخــرى ، ففائ ــه والعل ــم الفق واملنطـــق وبــني عل

دة عــلم األصــول لعــلم الفقــه ، فعلـم األصـول يـشبه علـم املنطـق ، فكمـا أن ـكفـائــث يقــدم طــرق ومنــاهج االســتدالل العامــة ــوم حي ــار العل ــزان ومعي علــم املنطــق مي

واالســـــتقراء والتمثيـــــل ، ويقــــدم القواعــــد الكليــــة والــــضوابط العامــــة كالقيـــــاس

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 91: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٩١ -

ــتفكري ، ويقــدم ــواب ال ـــن أب ــين م ــشـتركة الــيت ال ختــتص ببـــاب مع ـــاصر امل والعنــها العلمــي مــن ـالطــرق العــ ــة الــتفكري الــصحيح مهمــا كــان جماهلــا وحقل امة لعملي

يقــدمها جلميــع العلــوم العلــوم الطبيعيــة والرياضــية والتجريبيــة واإلنــسانية حيــث ــب ــون ـ ــه الــشخص لكــي يك ــذي جيــب أن يتبع ـــام ، وحيــدد النظــام العــام ال شـكل ع

ــهج يف ــف ننـ ــدليل وكيـ ـــان والـ ـــة الربهـ ـــة إقامـ ـــا كيفيـ ــين لنـ ـــليما ، ويبـ ــريه سـ تفكـاالسـتدالل ـــ بترتيب املقدمـة الصغرى واملقدمة الكربى والنتيجـة ــــ بوصـفه عمليـة

آلـة قانونيــة تعــصم " : الســتدالل صـحيحا ، فعلــم املنطـق هــو تفكـري لكــي يكـون ا ، وعلـم املنطـق مـن العلـوم اآلليـة ألـا "مراعاا الذهن عـن اخلطـأ يف الفكـر

.)١(تدرس ال لنفسها بل للعلوم األخرى :أمـثـلـة

يعلمنــا علــم املنطــق كيفيــة االســتدالل علــى أن ســقراط فــان بالطريقــة التاليــة :ل األول من القياس بالشك

. سقراط إنسان :الصغرى . كل إنسان فان :الكربى

علـوم علم املنطق يبحث يف الطرق العامة للتفكري ، واملناهج التـصورية للوصـول إىل امل )١(

احلد التام واحلد الناقص والرسم التام والرسم النـاقص والتعريـف : التصوري هلا سبع طرق بالتشـبيه وباملثال وبالقسمة ، واملناهج التصديقية للوصول إىل املعلوم التصديقي هلـا ثـالث

االستقراء والتمثيل والقياس ، وتستعمل هذه املناهج العامة يف كل العلـوم ، فعلـم : طـرق املنطق يعطيك املنهجية والطرق العامة وال يعطيك مواد القضايا ، وعلـم األصـول يعطيـك كربيات االسـتنباط ، فمادة املقدمة الكربى نأخذها من علم األصـول ، ونأخـذ املقدمـة الصـغرى مـن عـلم الفقـه مث خنرج بنتيجـة ، وكيفيـة ترتيب املقـدمات والنتيجـة

.نأخذها من علم املنطق

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 92: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٩٢ -

. سقراط فان :النتيجة : ويعلمنا كيفية االستدالل على أن نار املوقد املوضوع أمامي حمرقة كما يلي

. هذه نار يف املوقد املوضوع أمامي :الصغرى . كل نار حمرقة :الكربى .ملوضوع أمامي حمرقة نار املوقد ا:النتيجة

: ويعلمنا كيفية االستدالل على أن جمموع زوايا املثلث يساوي قائمتني كما يلي . درجة ٣٦٠ جمموع زوايا املثلث يساوي :الصغرى . درجة يساوي قائمتني ٣٦٠ كل ما يساوي :الكربى . جمموع زوايا املثلث يساوي قائمتني :النتيجة

:تدالل على أن اخلط املمتد بدون اية مستحيل كما يلي ويعلمنا كيفية االس . هذا اخلط ممتد بال اية :الصغرى . كل ما يكون ممتدا بال اية يكون مستحيال :الكربى . هذا اخلط املمتد بال اية مستحيل :النتيجة

ن كذلك فإن عـلم األصـول يقـدم طرق االستدالل اليت ال ختتص بباب معين م واب الفقـه حيث يقدمها لعلم الفقه بشكل خاص وال شأن لـه بـالعلوم األخــرى ، ـأب

ألن عـلم األصـول يقـدم العنـاصر "منطق الفقه " لـذلك سمي عـلم األصـول بأنـه املشـتركة يف عمليـة االستدالل الفقهي واسـتنباط احلكـم الـشرعي يف عــلم الفقــه ،

ـــرية يف عمـــليات االســـتدالل الفقهــي ، فعلــم املنطــق هــو فلعـــلم األصـــول فـــائدة كب .)١(معيار وميزان علم الفقه

بني عـلم املنطق وعلم األصول وجه تشابه ووجه اختالف ، وميكن أن يقال إن بينـهما )١(

عمـوم وخصـوص من وجه ، فجهة التشابه أن علم املنطق وعلم األصول يعطيـان قواعـد

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 93: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٩٣ -

عـــلم املنطـــق يبحــث يف الطــرق العامــة للــتفكري ، ويعطـــي : بعبـــارة أخـــرى ــون االســتدالل ــهج االســتدالل لكــي يك ــين مــثال من ــوم ، فيب ــة لكــل العل ــاهج عام من

ــه عــدة طــرق يف التــصور ويف ــها صــحيحا ، فل ــاهج التــصورية متثل التــصديق ، فاملنــاقص : ســبعة طــرق هــي ــام والرســم الن ــاقص والرســم الت ــام واحلــد الن احلــد الت

: والتعـريف بالتشـبيه وباملثال وبالقسمة ، واملنـاهج التـصديقية متثلـها ثالثـة طـرق االســـتقراء والقيـــاس والتمثيـــل ، فهـــذه املنــاهج العــشرة هــي الــيت متثــل املنطــق ،

.ي الطرق العامة للتفكري اليت توضح لإلنسان كيفية التفكري الصحيح وه

وأمــا علــم األصــول فإنــه يــشبه علــم املنطــق يف أنــه يبحــث يف عمليــة الــتفكري ، ولكنــها عمليـــة خـــاصة بالفقـــه أي عمليـــة الــتفكري الفقهــي يف اســتنباط األحكــام ،

ــاهج العامــة والعناصــر املــ شتركة الــيت ال ختــتص ببــاب وهــو يــدرس القواعــد واملنمعين من أبواب الفقـه لكي يكون االسـتنباط سـليما ، فيعلمنـا علـم األصـول كيفيـة اســتنباط احلكــم حبرمــة االرمتــاس علــى الــصائم واعتــصام مــاء الكــر واحلكــم ــات ــة تــستعمل يف عملي ــذه القواعــد العام ــد أو وجوــا ، وه باســتحباب صــالة العي

. املنطق تستعمل املناهج العامة يف عمليات التفكري االستنباط كما أنه يف علم

لذلك فإن هناك تشاا واختالفا بني علم املنطق وعلم األصول ، ونذكر هنا :أوجه التشابه وأوجه االختالف بني العلمني

عامة ، ولكن يفترقان يف أن علم املنطق يعطي القواعد العامة والطرق العامة للتفكري يف كـل

صـول يعطي القواعد العامة لالستنباط يف علم الفقه ، ويتـشاان يف أن العـلوم ، وعلم األ عـلم املنطق وعـلم األصول من العـلوم اآللية ، ولكن يفترقان يف أن علم املنطق علـم آيل عام ، وعلم األصول علم آيل خاص ، ويفترقان يف أن علم املنطق يستعمل يف علم األصـول ،

.يف علم املنطق ولكن علم األصول ال يستعمل

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 94: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٩٤ -

:أوجـه التشابـه ـــ عـلم املنطق يعـطي الطرق العامة للـتفكري مهمـا كـان اـال العلمـي ، ١

لم األصول يعطي العناصر املـشتركة أو القواعـد العامـة لعمليـة الـتفكري الفقهـي وعـ .يف استنباط األحكام الشرعية

ـــ عـلم املنطـق عـلم آيل عـام لكل العـلوم ، وعلم األصول علم آيل خاص ٢ .لعلم الفقه ـــ عـلم األصـول هــو منطـق علـم الفقـه ، فهـو مثـل علـم املنطـق بالنـسبة ٣ .لية التفكري إىل عم

:أوجـه االختـالف ـــ علم املنطق يعطي طرقا ومنـاهج عامـة ، وعلـم األصـول يعطـي قواعـد ١

.عامة وعناصر مشتركة ـــ عـلم املنطق يستعمل يف علم األصـول ، ولكـن علـم األصـول ال يـستعمل ٢

.يف علم املنطق ـــ علــم املنطــق يعطــي املنهجيــة والطــرق العامــة ، ولكــن ال يعطــي ٣ مــواد ــ

القضايا ، وأما علم األصـول فيعطـي كربيـات عمليـات االسـتنباط ، ومـادة الكـربى نأخـذها من عـلم األصول ، ومادة الـصغرى نأخـذها مـن علـم الفقـه ، وبعـد ذلـك ـــدمات والنتيجـــة نأخـــذها مــن علــم ـــيب املق ـــة ترت خنـــرج بالنتيجـــة ، ولكــن كيفي

:املنطق ، وكمثال على ذلك ) .عنصر خاص من علم الفقه ( صيغة أمر " حيوا " :الصغرى ــم ( صــيغة األمــر ظــاهرة يف الوجــوب :الكــربى عنــصر مــشترك مــن عل

) .األصول

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 95: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٩٥ -

.ظاهرة يف الوجوب " حيوا " :النتيجة

ــم :إذن ــشابه دور علـ ــي يـ ــتدالل الفقهـ ــسبة إىل االسـ ـــول بالنـ ـــلم األصـ دور عـ عـام ، وعلـم األصـول مـن العلـوم اآلليـة الـيت املنطـق بالنسـبة إىل االستدالل بوجه

نـسـتفيد منهـــا يف عــلم الفقــه ، ومــن العلـوم اآلليــة األخــرى الـيت نــستفيد منــها يف علــم الفقــه علــم الدرايــة وعلــم الرجــال وعلــوم اللغــة العربيــة مــن النحــو والبالغــة ـــائدة مــن عـــلم األصــول ، وهــي فائــدة ـــة الف ـــذا نــصـل إىل معرف والــصـرف ، وهككــبرية بالنــسبة لعلــم الفقــه ، فالعناصــر املــشتركة تــرددت يف التعريــف واملوضــوع ،

.فتكون الفائدة هي البحث عن العناصر املشتركة يف عملية االستدالل الفقهي

ــة ــد العامــ ــشـتركة والقواعــ ـــاصر املــ ـــه العنــ ـــدم للفقيــ ـــول يقــ ـــلم األصــ إن عــاصـــر اخلاصـــة لكـــي يـــستنبط احلكـــم لالســـتنباط والـــيت يـــضمها الفقيـــه إىل العن

الشـرعي ، فعلم الفقه هـو العلـم بعمليـة اسـتنباط املوقـف العملـي ، وعلـم األصـول هـــو منطـــق تلــك العمليـــة الــذي يــربز عنـاصـــرها املــشـتـركـة ونظامهــا العــام الــذي

.جيب على علم الفقه االعتماد عليه

:عناصر االستدالل الفقهي أخـــرى وهـــي أنـــه كمـــا أن علـــم األصـــول يقـــدم مث يــذكر الـــشـهيد نقطـــة

ـــه توجــد عناصــر ــذلك فإن ـــة االســـتدالل الفقـــهي ، ك ــشـتركة يف عـملي العناصـــر امل، " العناصــر اخلاصــة " أخــرى يف عمليــة االســتدالل الفقهــي ، وهــي الــيت تــسمى

ودور علــم األصـــول هــــو متييـــز العناصـــر املـــشتركة عـــن العناصـــر اخلاصـــة ، ويف ــاالســــتدالل ـــان مـــن ـيف عـلـ ـــاصر ومنطـ ـــدنا نوعــــان مــــن العنـ ـــد عنـ ـــقه يوجـ م الفـ

:املقدمات

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 96: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٩٦ -

: )١( ـــ العناصر املشتركة١

ـــا مــن عـــلم األصـــول مثـــل ظهــور " و" خــرب الواحـــد الثقــة حجــة " نأخذه، فعلــم األصـــول هـــو الــذي حيـــدد العناصــر املـــشتركة يف عمليـــة " الكــالم حجـــة

ول يبحـث يف القواعـد العامـة السـتنباط احلكـم الـشرعي ، االستنباط ، فعلـم األصـ ـــلى حكــم هــذه ـــاصر الــيت تدخـــل يف االســـتدالل ع ــشـتركة هــي العن والعناصـــر امل

، )٢(املسألة باخلصوص وعلى حكم مـسائل أخـرى كـثرية يف خمتلـف أبـواب الفقـه

إن القواعد العامة والعناصر املشتركة ليست حكرا على علم الفقه ، بل إن كـل العلـوم )١(حتتوي على قواعد عامة وعناصر مشتركة ، ففي علم الرياضيات مثال جنـد قواعـد عامـة ، وكذلك يف الفيزيـاء والكيمياء واهلندسـة ، فلـو فتحنا أي كتاب مـن العلـوم املختلفـة

جدنا فيه قواعد عامة وعناصر مشتركة ، ونستطيع أن نسأل أي متخصص يف أي علم مـن لوالعـلوم وسنرى أنـه يؤيد هـذا القول ، وهذا األمر من الواضحات يف هذا العـصر بعـد

.تطور العلوم إىل أن صارت احلسابات بأجزاء صغرية جدا من الثانية

اكتشاف هذه القوانني العامة اليت أوجـدها اهللا وينبغي أن ال نغفل عن أن دور العلوم هو تعـاىل ، فإن مجيع العلوم يف واقعها تطبيق للقواعد من أجل الوصول إىل الواقع ، فـالعلوم مل تأت بشيء جديـد ، فهذه القوانني كانت موجودة منذ أن خلق اهللا تعاىل الكون وما فيـه ،

ىل أن تطـورت العلوم ووصـلت إىل مـا وبدأ اإلنسـان يكتشف تدرجييا هـذه القوانني إ وصلت إليـه يف وقتنا احلاضـر ، وستتطور أكثر وستقدم للبـشرية أنواعـا جديـدة مـن املخترعـات ، ولكن تناسى اإلنسـان أن بناء اإلنسان الصاحل هو أهـم مـن كـل هـذه

ـ س املخترعات ، فهم قدموا خمترعات خلدمة اإلنسان وتسهيل أمور معيـشته ، ولكـن يف نف .الوقت قدموا أسلحة الدمار الشامل والقتل العام من أسلحة ذرية وهيدروجينية ونيوترونية

، من أجل إخراج القواعد الفقهيـة ، فالقاعـدة "يف خمتلف أبواب الفقه " : قول الشهيد )٢(الفقهيـة ال تأيت يف خمتلف أبـواب الفقـه بل يستدل ا يف باب واحــد مثـل قاعـدة

.يت تأيت يف باب الطهارة فقط وال تتكرر يف باب آخر الطهارة ال

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 97: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٩٧ -

؛ قد يقال بأنه توجد عندنا عناصـر "يف خمتلف أبواب الفقـه " : يف قول الشهيد : إشكال ، والقواعـد الفقهيـة ال " ال ضـرر وال ضرار " مثل قـاعدة " القواعد الفقهية " تسـمى

ـر ويف كتب خــاصة تـأيت حتـت تبحث يف عـلم األصـول ، بل تبحـث يف حمل آخ ، والقواعد الفقهية قـد تتكرر يف كثري من أبـواب الفقـه ، " القواعـد الفقهية " عنـوان

فلمـاذا ال يبحث عن القواعد الفقهية يف علم األصول مع أا قد تتكرر يف كثري من أبـواب ألنـه إذا كـان تتكرر يف كثـري مـن أبـواب الفقه " ال ضـرر " الفقه ؟ ، مثـال قاعدة

هناك ضرر فإنه يأيت احلكم الثانوي ، واحلكم الثانوي املترتب على الضرر ميكـن أن يـأيت يف كثري من املسائل الشرعية ويف كثري من أبواب الفقه ، وبذلك يكون تعريـف الـشهيد لعلـم

اعـد األصـول غري مانع من دخول األغيار ألنه شامل للقواعد الفقهية إال إذا قيل بـأن القو .الفقهية داخلة يف علم األصول

العلم بالعناصر املـشتركة يف عمليـة " تعـريف الشهيد لعلم األصول هو : رد اإلشكال ، ويقصـد باالشتراك صـالحية العنصر للدخول يف اسـتنباط " اسـتنباط احلكم الشرعي

غة األمـر يف ظهـور صـي " حكم أي مـورد من املوارد اليت يتصدى الفقيه الستنباطه مثل ، ولكن إذا كان معىن االشتراك هـذا املعىن فإن القواعد الفقهية صـاحلة أيـضا " الوجوب

فإـا تتكـرر كـثريا ، " قـاعدة ال ضرر " للدخـول يف استنباط األحكام الشرعية مثـل .وكذلك علم الرجال وعلم الرواية وعلم الدراية تدخل مجيعا يف عملية االستنباط

إىل هذه النتيجة وهي أن تعريف الشهيد غري مانع مـن دخـول األغيـار إال إذا فنصـل :استطعنا توجيه تعريف الشهيد بالتوجيه التايل وهو

إلخراج القواعد الفقهية وغريها ، فكأن هناك عـدة " العنصر " إن الشهيد استعمل كلمة اين الكلمات ، ومنها علـم عـلوم تقع يف طريق االسـتنباط منها عـلم اللغـة لتحديد مع

الفقه ومـا فيه من قواعـد ، ومنهـا عـلم األصـول ومـا فيـه من عناصـر ، وعلـم الرجال وما فيه من حبث األسانيد ، ومنها بقية العلوم اليت تقع يف طريق االستنباط مثل علـم

، ونـسمي " العنـصر " الرواية والدراية ، فهنا نريد أن نسمي األمر املشترك يف علم األصول ، فنأخذ من كـل علـم يقـع يف طريـق " القاعدة " األمر املشترك يف الفقه ويف بقية العلوم

االسـتنباط أمورا ، ونسمي كل أمـر باسم معين إلخـراج األمور األخرى ، وقـد يـرى

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 98: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٩٨ -

الطهـارة فالعنـاصر املشتركة تتكرر يف كثـري مـن أبـواب الفقـه كبـاب التقليـد وبـاب وباب الصـالة إىل غري ذلك مــن األبـواب املختلفـة املوجـودة يف الرسـائل العمليـة ، وهذه العناصر املشتركة تبحـث يف جمـال آخـر غـري جمـال البحـث الفقهـي ، وهـذا

، واألصـويل يبحـث " علـم أصـول الفقـه " اال اآلخر للبحث هو ما يعبر عنه بــ كــل " أو " كــل داللــة ظاهريــة حجــة " يــة مثــل عــن الكربيــات أو املقــدمات الكربو

" .خرب ثقة حجة :ـــ العناصر اخلاصة ٢

وهي اليت تبـحث يف نفس املسألة املعينـة الـيت تبحـث يف علـم الفقـه ألن هـذه أو روايـة " التحيـة " العناصر اخلاصة مرتبطة ذه املسألة اخلاصـة فقـط كمعـىن

فيأخــذ الفقيــه روايــة زرارة ويبحــث عــن زرارة الــيت تتحــدث عــن حكــم الوضــوء ، الرجـال الذيـن وقعـوا يف سـند الروايـة ، ويبحث عن عناصر خاصـة أخـرى ، مـثال قـــد توجــــد روايــــة أخــــرى معارضــــة للروايــة األوىل حبيـــث متنـــع مـــن االســـتدالل بالرواية األوىل ، ويبحـث الفقيـه أيـضا يف مـنت الروايـة ، وقـد جيـد يف املـنت بعـض البعض أن القواعد الفقهية ومسائل علم الرجال ومسائل علم اللغة وغريها كلها من العناصـر

ـتركة طاملا أـا وقعت وتكررت يف طـريق االسـتنباط ، ومـا ذكرناه هنـا مـن املشإمنا هـو لتوجيـه تعريف الـشهيد واسـتعماله " القـاعدة " و " العنصـر " الفـرق بني

" .العنصر " لكلمة وقـد يقـال أيضـا إن القـواعد األصولية أوسـع دائـرة ومشــوال مـن القواعـد

ـد يقال إن القواعد الفقهية مأخوذة من الكتاب والـسنة خبـالف القواعـد الفقهيـة ، وق األصـولية ، ولكن ميكن رد القـول األخري بأنه حىت القواعد األصولية ال بد أن يكون هلـا أدلـة من الكتاب أو السنة ، فاألدلة القطعية حجة بذاا ، واألدلة الظنية ال بد مـن غطـاء

.لسنة شرعي هلا من الكتاب أو ا

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 99: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٩٩ -

ـاظ اليت حتتـاج إىل شرح وبيان للمعىن من أجل إثبات احلكم املقصود ، مثـل األلف، وهذا املعىن هـو مـا يظهـر مـن اللفـظ ، فاللفــظ " الصعيد " أو " الكعب " كلمة

لـه ظهــور يف املعـىن ، والروايــة هلـا ظهـور عـريف ، وهـذا الظهـور العـريف حجـة ألن ترب دليال ظنيا ، والدليل الظـين يعتـرب الشارع أعطى احلجية هلذا الظهور الذي يع

دليـال ناقصـا ، فـتمم الـشارع احلجيـة هلـذا الـدليل الظـين النـاقص ، فيكـون هلـذا .الظهور دور يف إثبات احلكم الشرعي

إن هــذه العناصــر اللغويــة والعناصــر الرجاليــة تعتــرب عناصــر خاصــة يف هــذه ـــة بالوضــــوء ـــة املرتبطـ ــسـألة املعينـ ــسـمى املـ ـــة تـ ـــاصر اخلاصـ مقـــدمات " ، والعنـ

يف القيـــاس املنطقـــي الســـتنباط " صغريــــات " أو " صـــغرويات " أو " صــــغروية احلكم الشـرعي ، ويف مسـألة أخـرى توجد عناصر خاصـة أخـرى ، والفقيـه يبحـث

هـذا اخلـرب املعـين مـروي " و " هذه الداللة املعينة ظاهريـة " عن الصغريات مثل ."عن ثقة

وأما العناصـر املـشتركة فتمثـل املقـدمات الكربويـة أو الكربويـات أو الكربيـات ــه ويأخــذ العناصــر اخلاصــة الــيت يف القيـــاس املنطـــقي لالســتنباط ، فيــأيت الفقيتــأيت مــن علــم الفقــه ويــأيت بالعناصــر املــشتركة الــيت يأخــذها مــن علــم األصــول

يعطينــا هــذه املــسألة املعينــة ، فهــذا واجــب فيمـــزج بــني النـــوعني مـــن العنـــاصر و وذاك حرام والثـالث مستحب والرابع مكروه واخلـامس مبـاح ، فكـأن الفقيـه يقـوم بعمليـة طــبخ هلـذه العناصــر ، ويف اخلتــام يقـدم املــسألة الـشرعية جــاهزة للمكلــف ــذي ال يتعــب يف عمليــة االســتنباط ألن املكلــف ال يعــرف كيــف يــستنبط احلكــم ال

، فالفقيــه يقــوم بعمليــة مــزج بــني العناصــر اخلاصــة والعناصــر املــشتركة الــشرعي حىت يستنبط هذا احلكم الشرعي ، وميكن القول هنـا إن علـم األصـول هـو العلـم

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 100: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ١٠٠ -

بالعنـاصر املشـتركة يف عملية استنباط املوقـف العملـي ، وأن علـم الفقـه هـو العلـم ، وبواســـطة العناصـــر بالعنــــاصر اخلاصــــة يف عمليـــة اســـتنباط املوقـــف العملـــي

املشـتركة والعناصر اخلاصة يصل الفقيه مـن خـالل عمليـة االسـتنباط إىل املوقـف .العملي جتاه أي واقعة من الوقائع اليت يواجهها املكلف

:١مثال ــا الوجـــوب " عنـــصر مـــشترك ، يـــضمها الفقيـــه إىل " صـــيغة األمـــر ظاهرهـ

ــ" العنـــصـر اخلــــاص ـــة أمـ ـــوا صيغـ ــا : " ، فتكـــون النتيجـــة " ر ـحيـ ــوا ظاهرهـ حيـ :، وميكن ترتيب ذلك على النحو التايل " الوجوب

) .عنصر خاص من علم الفقه ( صيغة أمر " حيوا " :الصغرى عنــصر مــشترك مــن علــم ( كــل صــيغة أمــر ظاهرهــا الوجــوب :الكــربى

) .األصول .ظاهرها الوجوب " حيوا " :النتيجة

:٢مثال ) .عنصر خاص من علم الفقه ( رارة ثقة ز:الصغرى ) .عنصر مشترك من علم األصول ( كل ثقة خربه حجة :الكربى . زرارة خربه حجة :النتيجة

:اتساع وتطور علم األصول تدرجيا ــيهم لوجــدنا أــم ــا أقــوال الفقهــاء القــدماء رضــوان اهللا تعــاىل عل لــو راجعن

ـــوا يبحثــون يف علــم األصــول عــ ن مــسائل معينــة قليلــة ، وتــدرجيا اتــسع علــم كاناألصـول وتطــور ، فلــو نراجـع اآلن علــم األصــول جنـد أنــه لــيس مثـل علــم األصــول

ــب بدراســة كتــاب معــامل " الــذي كــان موجــودا ســابقا ، فــسابقا كــان يكتفــي الطال

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 101: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ١٠١ -

للــشيخ حـسن ابــن الــشهيد الثـاين رضــوان اهللا عليهمـا ، فــإذا درس هــذا " الـدين تــهى منــه بإتقــان فإنــه يــصري جمتهــدا ، وبعــد ذلــك أتــى املــريزا القمــي الكتــاب وان

ــاب ــب كت ــه وكت ــذا " قــوانني األصــول " رضــوان اهللا علي ــة بدراســة ه ــدأ الطلب ، وباب وكانـــوا يأخـــذون االجتهـــاد علــى أساســـه ، مث تطـــور عـــلم األصــول أكثــر ، ـالكتــ

ــشـيخ األنــصـار ــدأ الطالــب بدراســـة كتـــاب الرســـائل لل ي قــدس ســره ، مث بــدأ وبالطلبة بدراسـة كتـاب كفايـة األصـول لآلخونـد اخلراسـاين قـدس سـره ، واآلن قـد حيتــاج الطالــب إىل عــشر ســنوات يف املقــدمات والــسطوح حــىت يــصل إىل حبــث اخلارج ، ويظل يف حبـث اخلـارج عـشر سـنوات أو مخـس عـشرة سـنة أو أكثـر مـن

األصــول ، وبعــض اتهــدين قــد ذلــك حــىت يــستطيع أن يــتم دورة كاملــة يف علــم حيتاجـــون إىل عـــشـرين ســــنة لكـــي يكملــوا دورـــم األصـــولية ، فالفقهـــاء خـــالل حبثهم الفقهـي اكتـشفوا وجـود عناصـر مـشتركة أخـرى مل يلتفـت إليهـا القـدماء ، ــها يف ــدة يف كتبــهم األصــولية واســتفادوا من فكتبــوا هــذه العناصــر املــشتركة اجلدي

جملـــد واحـــد ، واآلن " معـــامل الـــدين " عية ، إن كتـــاب اســـتنباط األحكـــام الـــشرتقريــرات حبــث اخلــارج قــد تــصل إىل ســبعة جملــدات أو أكثــر مــن ذلــك ، وذلــك لدخـــول عناصــر مــشتركة أخــرى ، فهــذا األصــويل يــأيت ويأخــذ كــالم األصــويل

سـابق ، فإمـــا أن يؤيـــد مـــا قالـــه األصـــوليون الــسـابقون عليـــه أو يعــارض مــا ـــال .ونه ويأيت بأدلة جديدة على خطأ القول السابق أو على صحته يقول

ـــد أن كــان مــسلك هــو املــسلك الــسائد أتــى " قــبح العقــاب بــال بيــان " وبع، " حــق الطاعــة " الــشـهيد الــصـدر قــدس ســره وجـــاء مبــسلك جديــد هــو مــسلك

ـــا عـــلى أســـاس ــان مــسـلكهم مبني ــرباءة العقليــ " وك ــشهيد " ة ـال وبــىن ، فجــاء الوإن اتفقـوا علـى " االشـتغال العقلـي " أو " االحتياط العقلـي " مسلكه على أساس

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 102: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ١٠٢ -

حيــث مســح الــشارع بأصــالة " الــرباءة الــشرعية " األصــل العملــي الثــانوي وهــو ـــع بــاقي األصـــوليني يف ــشـهيد اختـــلف م ـــلى املكلــف ، ولكــن ال ــرباءة تيــسـريا ع ال

يء جديد ، ولـن يقـف علـم األصـول عنـد األصـل العمـلي األويل ، فجاء الشهيد بش ــوم ، ـهـــذا احلـــد بــ ــة العل ــر ألن هـــذا العلــم يتطــور كمــا تتطــور بقي ل ســـيتطور أكث

فكيفية االسـتدالل على املسائل الـشرعية تتطـور عـرب الـزمن ، فـبعض األمـور الـيت كانـت حمرمــة يف املاضــي قــد جنــد أــا اليـوم مباحــة مــثال ، وبعــض األمــور الــيت

.انت مباحة يف املاضي قد جند اليوم أن حكمها االستحباب مثال وهكذا كــم األصــول جيعــل عنــد ــسع مــع تطــور عل إن وجــود العناصــر املــشتركة الــيت تتــة ــشرعية ، ومبقارن ــام ال ــى اســتنباط األحك ــدرة أكــرب عل ــه ق األصــويل خــالل حبث

رق الــشاسع يف الكتــب احلديثــة يف علــم األصــول مــع الكتــب القدميــة جنــد هــذا الفــ .العناصر املشتركة يف عملية استنباط األحكام الشرعية

:أمهية علم األصول يف عملية االستنباط إن تطبيـق العناصـر املــشتركة علـى العناصــر اخلاصـة قــضية فنيـة حتتــاج إىل جهـــد عـــلمي ، والــشخص إذا اطلــع علــى القـــواعد األصوليـــة فــال يعـــين ذلــك أنــه

ــق القـــواعد علــى الــصغريات ، وال يــصري فقيهـــا بــ ل ال بـــد أن يعـــرف كيفيـــة تطبيــد جديــد يف التطبيــق ، وال يكفــي أن يغــين اجلهـــد املبــذول أصــوليا عــن بــذل جهحيفــظ الــشخص كــثريا مــن املعلومــات ، بــل ال بــد أن يعــرف كيــف يطبــق هــذه ــين ــد ذهـ ــيص وجهـ ـــاج إىل درس ومتحـ ــة حتتـ ــة فكريـ ــق مهمـ ــات ، والتطبيـ املعلومـــة ال ــات العام ــاه ، وجمــرد الدقــة يف النظري ـــة خاصــة وممارســة ودقــة وانتب وموهبــة ، ــق هـــو معرفـــة القواعـــد العامـ ــا ، فنـــصف الطريـ ــين عـــن الدقـــة يف تطبيقهـ يغـ

.والنصف اآلخر هو معرفة كيفية التطبيق

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 103: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ١٠٣ -

مــثال مــن يــدرس بعمــق النظريــات العامــة يف الطــب حيتــاج يف جمــال تطبيقهــا ة إىل دقــة وانتبــاه كامــل وتفكــري يف تطبيــق تلــك النظريــات علــى علــى حالــة مرضــي

املريض ، وعـامل الفيزياء حيفـظ كثــريا مــن املعــلومات والنظريـات ، ولكـن ال بــدأن يعـرف كيـف يطبق النظريـات ليـستخلص النتـائج ، والتطبيـق حيتـاج إىل خـربة

ة أكثـر وكـان تطبيقـه وممارسة ، وكلمـا عمـل العـامل يف ميـدان العمـل اكتـسب خـرب أفــضـل مــن غــري اخلــبري وغــري املمــارس ، وكــثريا مــا يقــع االشــتباه واخلطــأ يف

.التطبيق ، فمثال قد يظن الفقيه أن فالنا ثقة ويف الواقع هو ليس بثقة إن األصـويل الــذي أخـذ حبجيــة الظهـور العــريف كعنـصر مــشترك ال يكفــي أن

بعنـصر خـاص كروايـة علـي بـن مهزيــار ط كـأن يــأيت ـجيمـع العناصـر اخلاصـة فقـ اليت حددت جمـاالت اخلمس ويستنبط عـدم وجـوب اخلمـس يف مـرياث األب ، بـل ــام وفهــم أهــل اللغــة وأن ـــاظ حــسب العــرف الع ـــد أن يــدقق يف مداليـــل األلف ال بـــط بتحـــديد ظهــوره العــريف مــن قــرائن وأمــارات داخــل إطــار يــدرس كــل مـــا يرتب

ــنص أو خــارج إطــار ا ــص أو ظــاهر أو جممــل يف ال ــة ن ــدلول الرواي ــنص ، فهــل م ل املعىن ؟ وهل القرائن تصرفها عن ظهورها أو ال تصرفها ؟

وبعــد اكتــشاف العنــصر املــشترك واإلميــان حبجيــة الظهــور توجــد مــشكلة يف ــد أو ــد مقيـ ــساته ، فهـــل يوجـ ــة مجيـــع مالبـ ــنص ودراسـ ــوع الظهـــور يف الـ تعـــيني نـ

؟خمصص هلا أو ال يوجد ــى عــدم وجــوب ــه عل ــنص وداللت ــيني الظهــور يف ال ــد مــن تع ــد اته وإذا تأكــرياث طبـــق علـــى النــــص النظريـــة العامـــة الـــيت يقررهـــا العنـــصر اخلمــــس يف املـاملشـترك القــائل حبجيــة الظهـور العـريف ، ويـستنتج مـن ذلـك أن احلكـم الـشرعي

.هو عدم وجوب اخلمس

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 104: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ١٠٤ -

القــرائن واألمـــارات " خـــل إطــار الــنص تـــسمى بـــ إن القــرائن واألمــارات دا ـــة ـــد للفقيــه أن يبحــث عــن " الداخلي ـــة املتــصلـة ، فــال ب ، وهــي القـــرائن اللفظي

.معـاين األلفـاظ الواردة يف الروايـة حسب الظهور العريف

القـرائن واألمـارات " وتوجـد قرائن وأمارات أخرى خارج الـنص ، وتـسمى بــ مثــــل روايـــة أخـــرى توضـــح أو ختـــصص أو تقيـــد ، أو ظهــــور حــــال ،" اخلارجيـــة

املتكلـم ، أو االنطباعات الذهنيـة العامـة لـدى الـسامعني يف زمــان صـدور الـنص ، أو الظروف املوضوعية احمليطة بالروايـة أو القــرائن املنفـصلـة ، فقـد توجــد روايـة

يـة أخــرى توضــح مـدلول هـذه الكلمـة ، فيهـا كلمـة غري واضـحة الداللـة فتـأيت روا .أو تأيت رواية أخرى تقيد إطالق الرواية األوىل أو ختصص عمومها

:مثــال

اخــتالف أمــيت " : يف روايــة عــن رســول اهللا صــلى اهللا عليــه وآلــه أنــه قــال ، وجـــاءت روايـــة أخـــرى عــن اإلمــام الــصادق عليــه الــسالم يوضــح فيهــا "رمحــة إمنـا أراد اخـتالفهم " : االختالف يف الروايـة السابقـة فيقول عليه السالم معىن

، أي أن العلماء يكونـون مـن جنـسيات خمتلفـة ومـن بلـدان خمتلفـة "من البلدان حبيــث يــؤدي ذلــك إىل انتــشارهم يف البلــدان املختلفــة ونــشر الــدين فيهــا ، وإليــك

:الرواية

إن قومـا : قلـت أليب عبـداهللا عليـه الـسالم : عن عبداملؤمن األنـصاري قــال ـــه قـــال . "اخــتالف أمــيت رمحــة " : يــروون أن رســـول اهللا صــلى اهللا عليــه وآل

إن كــان اختـــالفهم رمحـــة فاجتمــاعهم عـــذاب ؟ : فقـــلت . "صــدقوا " : فقـــال :ليس حيث تذهب وذهبوا ، إمنا أراد قول اهللا عز وجل " : قـال

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 105: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ١٠٥ -

. فأمـرهم أن ينفـروا إىل رسول اهللا صلى اهللا عليه وآله وخيتلفـوا

مــوهم ، إمنــا أراد اخــتالفهم مــن إليـــه ، فيتعلمـــوا مث يرجعــوا إىل قــومهم فيعل .)١( "البلدان ال اختالفا يف دين اهللا ، إمنا الدين واحد

:الظروف املوضوعية للرواية قــد تكــون هنــاك ظــروف موضــوعية حميطــة بالروايــة ، وهــذه الظــروف توضــح معىن الرواية ، وقـد تـصرف معـىن الروايـة إىل معـىن آخـر أو أنـه ال ميكـن األخـذ

.ن الرواية ، فتغير الظروف املوضوعية قد يغير احلكم الشرعي مبضمو

:١مثــال ـــد يظهـــر مـــن الظـــرف املوضـــوعي أن اإلمــ ــة ـ ق ــه الــسالم كــان يف حال ام علي

التقيـة ، مـثال إذا كـان اإلمـام عليــه الـسالم يف جملـس اخلليفـة ، فوجـوده يف هــذا .ه التقية الس قرينة على أنه يف موضع يتطلب من

:٢مثــال ، ومن فـسر برأيـه " . . . : يف رواية عن اإلمام الصادق عليه السالم قـال

.)٢( "آية من كتاب اهللا فقد كفر يف هذه الرواية لـه معـىن خـاص يف ذلـك الـزمن ، وال يكـون للـرأي " الرأي "

عــىن تفــسري القــرآن املعــىن املوجــود يف هــذا الزمــان ، ففــي الــسابق كــان الــرأي مب .باالستحسانات واآلراء الشخصية

.١٢٢: ، واآلية من سورة التوبة ١٩ ح ٢٢٧ ص ١ حبار األنوار ج )١( .٤٥ ح ٣٩ ص ١٨ وسائل الشيعة ج )٢(

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 106: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ١٠٦ -

:٣مثــال

ــول الــسيد اخلــوئي قــدس ســره يف مــصباح الفقاهــة اشــتهر بــني " : )١( يق، وقـد روي عـن النيب صلى اهللا عليه )٢( )من حاز ملك ( الفقهـاء مرسـال أن ىل ما مل يسبقه من سبق إ( أن )٤( ومن طرق اخلاصة )٣( وآله من طرق العامة

.) "إليه مسلم فهو أحق به

كانــت احليــازة ســابقا تــتم عــن طريــق أخــذ فــأس مــثال والــذهاب إىل الغابــة لالحتطاب ، فكان الشـخص يأيت إىل الغــابة وجيمـع كومـة مـن احلطـب مث يبيعهـا يف السوق ، ولكن اآلن تغيـرت الظـروف املوضـوعية واسـتعملت اآلالت احلديثـة بـدل

فأس ، فيمكن للشـخص أن يـذهب إىل الغابـة وخـالل سـاعات معـدودة يـستطيع الة كــبرية منهـــا ، لــذلك فــإن الــدول متنـــع االحتطــاب يف ـأن يقــضي علــى مــسـاح

الغابــات بــدون إذن مــسبق مــع أن هــذا يــسمى حيــازة أيــضا ، ولكــن تغيــر الظــرف .املوضوعي للرواية قد يؤدي إىل تغير احلكم الشرعي

.٦ ص ٢ مصباح الفقاهة ج )١(مل جنده يف أصول احلديث من كتب اخلاصة والعامة ، وحنتمل قريبـا : " يف هامش املصباح )٢(

واردة يف األبواب املختلفـة والفـصول املتفرقـة ، أنـه قاعدة فقهية متصيدة من الروايات ال " .كإحياء املوات والتحجري وغريمها ، كبقية القواعد الفقهية املضروبة لبيان األحكام اجلزئية

أتيت النيب صلى اهللا عليـه وسـلم : عن ابن مضـرس قـال : " يف هـامش املصبـاح )٣(فخـرج النـاس : قــال . )يه مسلم فهو له من سبق إىل ما مل يسبقه إل ( : فبايعته ، فقـال

.١٤٢ ص ٦سنن البيهقي ج " . يتعادون ، يتخاطون من سبق إىل ما مل يسبقه إليه مـسلم ( : قال النيب صلى اهللا عليه وآله : " يف هامش املصباح )٤(

راجع مبسـوط الشيخ الطوسي أول كتـاب إحياء املـوات ، ومـستدرك . )فهو أحق به " .١٤٩ من أبواب إحياء املوات ص ١ باب ٣الوسائل ج

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 107: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ١٠٧ -

ى يف يومنــا احلـــاضر مــسائل مــستحدثة مل تكــن موجــودة ســابقا ، وهــي نــرــاء ــن العلمـ ــاءت مـ ــر املـــشتركة الـــيت جـ ـــض العناصـ ـــا إىل تـــصـحيح بعـ ـــاج إمـ حتتـ

.السابقني وإمـا إىل إجيـاد عنـاصر مشـتركة جـديدة أو قـواعد فقهية جديدة ــا مـــ ــضاء وغريهـ ــساخ وزرع األعـ ــصناعي واالستنـ ــيح الـ ـــال التلقـ ــور مثـ ن األمـ

ــدة ـاملــستحدث ـــاج إىل إجيــاد عناصـــر مــشتركة جديــدة أو قواعــد فقهيــة جدي ة حتتحـــىت يـــستطيع الفقيــــه أن يـــستنبط األحكـــام الــــشرعية املختـــصة ـــذه األمــــور

.املستحدثة لعلــم األصــول أمهيــة ودور كــبري يف عمليــة االســتنباط ألنــه يقــدم هلــا :إذن

األصـول يواجـه الـشخص يف الفقـه ركامـا متنـاثرا العناصـر املشـتركة ، وبدون علم ـــن النــــصـوص واألدلـــــة دون أن يــــسـتطيع االســـــتفادة منهـــــا يف االســــتنباط ، مــكالــشخص الــذي يعطــى أدوات النجــارة دون أن ميلــك أفكــارا عامــة عــن عمليــة

.النجارة وطريقة استخدام تلك األدوات ـــرورية لع ـ وك ــشـتركة ضـ ـــر املـ ـــا أن العناصـ ــر مـ ــإن العناصـ ــتنباط فـ ــة االسـ مليـ

اخلاصـة ــــ كمفــردات اآليـات الكرميـة والروايــات الـشريفة ــــ ضــرورية أيـضا هلــا ، ومـن عنـده العناصـر املشتركة دون العناصر اخلاصـة فإنـه كالـشخص الـذي ميلـك معلومــات نظريــــة عامـــة عـــن عمليــــة النجــارة وال يوجـــد عنــده شـــيء مـــن أدوات

املـــشتركة والعناصـــر اخلاصـــة قطبـــان منـــدجمان يف عمليـــة النجـــارة ، فالعناصـــر .استنباط األحكام الشرعية ، وال غىن لعملية االستنباط عنهما معا

ــه أن حيـــدد أوال ــشرعية عليـ ــام الـ ــون مـــستنبطا لألحكـ ــد أن يكـ ــن يريـ إن مـــم ــا العناصــر اخلاصــة يف عل ــضيف إليه ــم األصــول مث ي ــشـتركة يف عل العناصـــر امل

كـون عـمليـة االسـتنباط كاملـة ، ومــن املمكـن أن يكــون الـشخص جمتهـدا الفقـه لت

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 108: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ١٠٨ -

ــ ــام ـيف عـلـ ــتنباط األحكـ ـــه واسـ ـــلم الفقـ ـــدا يف عـ ـــون جمتهـ ــه وال يكـ ـــول الفقـ م أصـالشرعية ، فال تـالزم بـني االجتـهاد يف علـم األصـول واالجتـهاد يف علـم الفقـه ألن

ــق ، وقــد يكــون الــشخص علــم األصــول ميثــل النظريــة ، وعلــم الفقــه ميثــل التطبي .جمتهدا يف النظريات وال يكون جمتهدا يف تطبيق النظريات

:األصول والفقه ميثالن النظرية والتطبيق ــه ــم الفق ــم الفقــه ، وعل ــث الوجــود عــن عل ــأخر مــن حي ــم األصــول مت إن علمتأخر من حيـث الوجـود عـن علـم احلـديث ، وكلمـا اتـسع علـم الفقـه بـسبب تنـوع

ملشاكل اليت يواجهها الناس اتسع علم األصـول ، وكلمـا اتـسع علـم األصـول تطـور اعلم الفقـه ، فاتـساع كـل منـهما وتطـوره يـؤدي إىل اتـساع اآلخـر وتطـوره ، وهنـاك خدمـــات متبادلـــة بــني عـــلم الفقــه وعلــم األصــول ، ويوجــد تفاعــل متبــادل بــني

ناحيــة وبــني الذهنيــة الفقهيــة علــى الذهنيــة األصــولية علــى صــعيد النظريــات مــن صعيـــد التطبيــق مــن ناحيـــة أخـــرى ، فعلــم األصــول ميثــل النظريــة ، وعلــم الفقــه

.ميثل التطبيق :التفاعل بني الفكر األصويل والفكر الفقهي

هناك تفـاعل مـسـتمر بـني النظريـة والتطبيـق ، فتوسـع حبـوث التطبيـق يـدفع م ألنـه يـثري أمامهــا املـشاكل ــــ كمــشكلة الـشرط املتــأخر حبـوث النظريـة إىل األمــا

ــع ــضطرها لوضـ ــا يـ ـــ ممـ ــة ـــ ــارض األدلـ ــشـكلة تعـ ـــة ومـ ـــات املفوتـ ــشـكلة املقدمـ ومـالنظريات العامة حللها ، ودقة البحث يف النظريـات األصـولية تـنعكس علـى صـعيد

ا دقـة وعمقـا التطبيق ألنه كلما كانت النظريات أوفـر وأدق تطلبـت طريقـة تطبيقهـ أكــرب ، واحلكــم الــشرعي هــو نتيجــة مــزج النظريــة بــالتطبيق ، وعمليــة املــزج هــي

.نفس عملية االستنباط

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 109: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ١٠٩ -

وقـــد أشـــار الــشـهيد الثـــاين قــدس ســره إىل أمهيـــة التطـــبيق الفقـــهي ومــا ك " : يتطلبــه مــن دقــة إذ كتــب يف قواعــده ــ أي مــع وضــع ( نعــم يــشترط مــع ذل

أن تكــون لــه قــوة يــتمكن ــا مــن رد الفــروع إىل أصــوهلا )النظريــات العامــة ، وإمنا تلك القوة بيد . . . واستنباطها منهـا ، وهذه هي العمدة يف هذا الباب

اهللا يؤتيها من يـشاء مـن عبـاده علـى وفـق حكمتـه ومـراده ، ولكثـرة ااهـدة .)١( "واملمارسة ألهلها مدخل عظيم يف حتصيلها

ل بني الـذهنيتني األصـولية والفقهيـة يؤكـده تـاريخ العلمـني ، فقـد وهذا التفاع أ علــم األصــول يف أحــضان علــم الفقــه ، ونــشأ علــم الفقــه يف أحــضان علــم ـنــش

احلديث حيث كان الفقـه الـشيعي يف بدايتـه عبـارة عـن جتميـع األحاديـث الـشريفة دو الطريقـة وتبويبها ، وطريقـة فهم احلكم الشرعي من تلـك الروايـات مل تكـن تعـ

الساذجة اليت يفهم ا الناس بعـضهم كـالم بعـض يف احملـاورات االعتياديـة ، مث بعد ذلك لمـا تعقـد االسـتدالل الفقهـي وتعمـق بـدأ العلمـاء بتـأليف الكتـب الفقهيـة ــرة مــن ــب احلـــديث ، وعـــاش البحــث األصــويل فت ــسـتقلـة عـــن كت االســتنباطية امل

فقـــهي غــري مــستقل عنــه يف التــصنيف والتــدريس ، الزمـــن ممتزجـــا بالبحـــث ال وبقيــت حبــوث األصـــول تتذبــذب بــني عـــلم الفقـــه وعـــلم أصـــول الــدين حــىت أــا كانت أحيانا تخلط ببحوث يف أصول الـدين والكـالم ، كمـا يـشري إىل ذلـك الـسيد

:إذ يقول " الذريعة " املرتضى قدس سره يف كتابه األصويل ض من أفرد ألصول الفقه كتابا ـــ وإن كـان قـد أصـاب يف قد وجدت بع "

سـرد معانيه وأوضاعه ومبانيـه ــــ ولكنـه قـد شـرد عـن أصـول الفقـه وأسـلوا وتعداها كثريا وختطاها ، فتكلم على حد العلم والنظر وكيف يولد النظر العلم

.٦٦ ص ٣ شرح اللمعة ج )١(

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 110: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ١١٠ -

حمـض إىل غـري ذلـك مـن الكـالم الـذي هـو . . . ووجوب املسبب عن السبب .)١( "صرف خالص الكالم يف أصول الدين دون أصول الفقه

ــم ــدين والكــالم يف عل ـــة مـــن عـــلم أصـــول ال ـــض الرواســـب الفكري وبقيــت بعــك الرواســب " األصــول " أصـــول الفقــه بــسبب اشــتراك العلمــني يف كلمــة ، مــن تل

ــار اآلحــاد ال ميكــن االســتدالل ــا يف ــأن أخب ــة ب األصــول ألن مــثال الفكــرة القائلــم ـالدل ــرة هــو عل ــإن مــصدر هــذه الفك ـــا ، ف ـــل يف األصـــول جيــب أن يكــون قطعي ي

ــب األصــولية ــاج إىل دليــل قطعــي ، وهلــذا نــرى الكت الكــالم ألن أصــول الــدين حتتظلــت إىل زمــان احملقــق احللــي يف القــرن الــسابع تعتــرض علــى إثبــات العناصــر

.انطالقا من تلك الفكرة املشتركة يف عملية االستنباط خبرب الواحد ـــه يف البدايـــة إىل أن ـــه مــسـتقال عـــن عـــلم الفق ـــلم أصـــول الفق ومل يكــن عالحــــظ الفقهــــاء اشــــتراك عمليــــات االســــتنباط يف عناصـــر مـــشتركة ال ميكـــن ــتفكري األصــويل ــد ال ــذانا مبول ــك إي ــان ذل ــدوا ، وك اســتخراج احلكــم الــشرعي ب

جتاهــا أصــوليا ، فجمعـــوا العناصــر املــشتركة يف علـــم واجتــاه الذهنيــة الفقهيـــة ا مــسـتقل ، فانفــصـل عـــلم األصـــول عــن علــم الفقــه يف البحــث والتــصنيف ، وأخــذ

.يتسع تدرجيا تبعا لتوسع البحث الفقهي اعلـم أن الكـالم " " : الذريعـة " يقـول السـيد املرتضى قدس سره يف كتابه

هـو كـالم يف . . . حلقيقة كـالم يف أدلـة الفقـه يف أصـول الفقه إمنا هو على ا كيفية داللة مـا يـدل مـن هـذه األصـول علـى األحكـام علـى طريـق اجلملـة دون

.)٢( . . . "التفصيل

.٢ ص ١ الذريعة ج )١( .٧ ص ١ املصدر السابق ج )٢(

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 111: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ١١١ -

وأدلـــة الفقـــه علـــى اإلمجــال أو األدلــة اإلمجاليـــة هــي العناصــر املـــشتركة ، ــسيد امل ــرة ال ــصيلية هــي العناصــر اخلاصــة ، وفك ــة التف ــضى قــدس ســره واألدل رت

جندها أيضا بعـد ذلك عنـد الشيخ الطوسي وابـن زهـرة واحملقـق احللـي وغريهـم علــم أدلــة الفقــه علــى وجــه " قدســت أســرارهم حيــث عرفــوا علــم األصــول بأنــه

."اإلمجال ونفـس ظـاهرة التفاعــل املتبـادل بــني الفكـر الفقهـي والفكــر األصـويل جنــدها

كــر املنطقــي العــام ، فكلمــا اتــسعت املعرفــة البــشرية أيــضا بــني الفكــر العلمــي والفوتنوعــت جماالــا جتــددت مــشاكل يف منــاهج االســتدالل والنظــام العــام للفكـــر فيتوىل املنطـق تذليل تلك املـشاكل وتطـوير نظرياتـه بالـشكل الـذي حيـتفظ لنفـسه

.بقوة التوجيه والتنظيم العليا للفكر البشري :اجة تارخيية احلاجة إىل علم األصول ح

كلمـا بعــد الفقيــه عــن عـصر الـنص صـار فهـم احلكـم مـن أدلتـه لـه جوانـب أكثر غموضا لعدة أسباب ، منـها اخـتالف معـاين األلفـاظ مبـرور الـزمن واختفـاء االرتكـــازات واالنطبـــــاعات الذهنيــــة والظـــــروف واملالبـــسات املوجــــودة يف عــــصر

ــسـائل املــسـ ــشـريع وجتـــدد امل ــد قواعــد الت ـــاك حاجــة إىل حتدي تحدثة ، فكانــت هنعامــة جديــدة ملعاجلــة جوانــب الغمــوض يف الــنص الــشرعي ، واحلاجــة إىل علــم األصـول تنبع من حاجة عملية االستنباط إىل العناصـر املـشتركة ، وكانـت احلاجـة إىل علــم األصــول حاجــة تارخييــة إذ كلمــا بعــد الفقيــه تارخييــا عــن عــصر الــنص

حلاجـة إليـه أكثـر ألن الــشخص إذا كـان يف عـصر املعـصوم عليـه الــسالم اشـتدت ا ــوي ــوحها اللغـ ــم وضـ ـــه حبكـ ــصـادر منـ ـــص الـ ــم النـ ـــرة ويفهـ ـــه مباشـ ــسـمع منـ ويـومعاصــرته لكـــل الظـــروف واملالبــسات ؛ فـــال حيتـــاج لفهــم احلكـــم الـــشرعي إىل

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 112: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ١١٢ -

الرجوع للعنـصر املـشترك كحجيـة اخلـرب وهـو يـسمع الـنص مباشـرة مـن املعـصوم عليــه الــسالم أو ينقلــه إليــه أنــاس يعــرفهم مباشــرة وال يــشك يف صــدقهم ، وال ــنص الــصادر مــن ــاج أيــضا إىل حجيــة الظهــور العــريف وهــو يــدرك بــسماعه لل حيتاملعصـوم عليـه الـسـالم معنـاه الـذي يريـده إدراكـا واضـحا ال يـشوبه شـك يف كـثري

ــى مجيــع مالبــسات الــنص وظرو ــاج مــن األحيـــان حبكــم اطالعــه عل فــه ، وال حيتأيــضـا إىل الــتفكري يف وضــع قواعــد لتفــسري الكــالم امــل الــصادر مــن املعــصوم عليــه الــسـالم وهـــو قــادر علــى ســؤاله وطلـب التوضــيح منــه عليـه الــسالم ، وهــذا يعــين أن اإلنــسان كلمــا كــان أقــرب إىل عــصر التــشريع وأكثــر امتزاجــا بالنــصوص

ناصــر املــشتركة ألن اســتنباط احلكــم الــشرعي كــان أقــل حاجــة إىل الــتفكري يف العيــتم بطريقــة ميــسرة دون أن يواجــه الفقيــه ثغــرات عديــدة ال بــد أن ميألهــا عــن ــى ــاد عل ــنص واالعتم ــه عــن عــصر ال ــد الفقي ــع بع ــق العناصــر األصــولية ، وم طريالتاريخ واملؤرخني والـرواة واحملـدثني يف نقـل النـصوص فـسوف يواجـه عـدة ثغـرات

. الزمين عن تلك الظروف واملالبسات بسبب الفاصل فهل صـدر النـص املروي مـن املعـصـوم عليـه الـسالم حقيقـة أو كـذب الـراوي أو أخطــأ يف نقلــه ؟ ومــاذا يريــد املعــصوم عليــه الــسالم ــذا الــنص ؟ هــل يريــد املعــىن الــذي يفهمــه الفقيــه فعــال مــن الــنص حينمــا يقــرأه أو معــىن آخــر توضــحه

ــه الظــروف الــيت ــنص ؟ ومــاذا يفعــل الفقي ــنص والــيت مل تــصلنا مــع ال عاشــها ال حينما يعجز عن احلصول على نص يف املسألة ؟

ــك الثغــرات أدركــه الــرواد األوائــل إن ارتبـــاط احلاجـــة إىل عـــلم األصـــول بتلــي بــن زهــرة احلــسيين ـــل محــزة بــن عل ــب الــسـيد اجللي لعـــلم األصـــول ، فقـــد كت

ملــا كـان الكــالم يف فــروع " " : الغنيــة " هـــ يف كتابــه ٥٨٥ة ـسـنـ احلــليب املتـــوىف

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 113: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ١١٣ -

الفقه يبىن على أصول لـه وجـب االبتـداء بأصـوله مث إتباعهـا بـالفروع ، وكـان ."الكالم يف الفروع من دون إحكام أصله ال يثمر

ـــة ـــي الـمـتـوفــــى سـنــ ــسـيـد مـحـــــسن األعـرجـ ـــول الــ ـــه ١٢٢٧ ويـقـ ـــ يف كتـابـ هـفقــد حــدث بطـول الغيبـة وشـدة احملنـة وعمـوم " " : وسائل الـشيعـة " لفقـهي ا

البليــة مــا لــوال اهللا وبركــة آل اهللا لردهــا جاهليــة ، فــسدت اللغــات وتغيــرت االصـطـالحـات وذهـبـت قــرائن األحــوال وكـثــرت األكـاذيــب وعـظـمــت التقيــة

عـثر على حكـم يـسلم منـه ، مـع مـا واشـتد التعـارض بني األدلـة حىت ال تكاد ت ." اشتملت عليه من دواعي االختالف

:التصنيف يف علم األصول مــن األمــر الــسابق وهــو أن احلاجــة إىل علــم األصــول حاجــة تارخييــة يتــضح سبب ازدهار علـم األصـول عنـد أهـل الـسنة يف أواخـر القـرن الثـاين قبـل ازدهـاره

هـــ ١٨٢األصــول كــل مــن الــشافعي املتــوىف ســنة عنــد الــشيعة ، فقــد ألــف يف علــم هــ ، وأمـا علـى الـصعيد الـشيعي ١٨٩وحممـد بـن الـحـسن الـشيبـاين املتــوىف سـنة

ــع ــم األصــول إال يف أعقــاب الغيبــة الــصغرى أي يف مطل فــال جنــد التــصنيف يف علالقــرن الرابــع ، وذلــك ألن املــذهب الــسين كــان يــزعم انتــهاء عــصر الــنص بوفــاة

صـلى اهللا عليـه وآلـه ، وأمــا الـشيعة اإلماميـة االثنـا عـشرية فكـانوا يعيـشون النيب هــ ألن اإلمــام عليـه الــسالم ٢٦٠يف ذلـك الوقــت عـصر الــنص الـشرعي إىل ســنة

امتداد طبيعي لوجود النيب صلى اهللا عليـه وآلـه ، واإلماميـة مبجـرد انتـهاء عـصر األصـولية وحققـوا تقـدما علـى يـد النص بانتهـاء الغيبـة الصغرى تفتحت ذهنيتـهم

بــن االــرواد النوابــغ مــن قبيــل احلــسن بــن علــي بــن أيب عقيــل وحممــد بــن أمحــد .اجلنيد اإلسكايف يف القرن الرابع

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 114: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ١١٤ -

ودخــل عـــلم األصـــول بــسـرعة دور التــصنيف والتــأليف ، فــألف الــشيخ حممــد هـــ كتابــا يف األصــول ، ٤١٣ابــن حممـــد بــن النعمـــان امللقــب باملفيـــد املتــوىف ســنة

الذريعـة إىل " هــ وألـف كتـاب ٤٣٦وجـاء بعده تلميذه السيد املرتضى املتوىف سـنة ، ومــــن تالمـــذة الـــشيخ املفيـــد أيــضا ســـالر بـــن عبـــدالعزيز " أصـــول الـــشـريعـة

ــوىف ســنة ــديلمي املت ــاب ٤٣٦ال ــف كت ــد أل ـــ ، وق ــه " ه ــب يف أصــول الفق ، " التقريلفقيـــه اــدد الــشـيخ حممـــد بــن احلــسـن الطـــوسي املتـــوىف سـنـــة ومنـهــم أيـــضـا ا

ــسيد ٤٦٠ ــد وال ــشيخ املفي ــه الزعامــة الفقهيــة بعــد أســتاذيه ال ــذي انتــهت إلي هـــ ال . "العدة يف األصول " املرتضى ، فقد ألف كتاب

ــث ــث األصـــويل مجـــع األحاديـ ـــذا العـــصـر إىل صــــف البحـ ـــوم يف هـ وكـــان يقــــولة ــاملنقـ ــصغرية يف ـعـ ــاميع الـ ــج اـ ــسالم ودمـ ــيهم الـ ــت علـ ـــل البيـ ـــة أهـ ن أئمـ

موســوعات كــبرية ، وحــصل الفكــر العلمــي اإلمــامي علــى أربعــة مــصادر موســعة :للحديث ، وهي

هــ ، ٣٢٩لثقة اإلسالم حممد بن يعقـوب الكلـيين املتـوىف سـنة " الكايف " ي بــن احلـسني املتــوىف للـشـيخ الــصدوق حممـد بــن علـ " مـن ال حيـضـره الفقيـــه " و

ــذيب " هـــ ، و٣٨١ســنة ــاة " الته ــشيخ حممــد بــن احلــسن الطوســي ألفــه يف حي للــد ، و ــشيخ املفي ــب يف " االستبــصار " ال ــشيخ الطوســي أيــضا ، وتــسمى هــذه الكت لل

.العرف اإلمامي بالكتب األربعة :تطور علم النظرية وعلم التطبيق على يد الشيخ الطوسي

تـعـبـيـــرا عـــن الـتـطــــور األصـولــــي ، " الـعـــدة فـــي األصـــول " كـــان كـتـــاب تعـبريا عــن التطــور الفقهـي ، والــشيخ الطوســي هــو " املبــسوط يف الفقــه " وكتـــاب

ــدي ــم ، مهــا العــصر العلمــي التمهي احلــد الفاصــل بــني عــصرين مــن عــصور العل

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 115: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ١١٥ -

ي يف الفكـر الفقهـي والعصر العلمـي الكامـل ، والتطـور الـذي أجنـزه الـشيخ الطوسـ ه بـذوره الـيت وضـعها قبلـه أسـتاذاه الـشيخ املفيـد والـسيد املرتـضى وقبلـهما ـكان ل

.ابن أيب عقيل وابن اجلنيد ـــدى فقهــــاء أصحــــاب األئمــــة علـــيهم إن بــــذور التفــــكري األصــــويل وجـــدت لـ

ــذ عهــد اإلمــامني البــاقر والــصادق عل ــذور من يهمــا الــسالم ، فقــد وجــدت هــذه البــة ، ويــروى عــن أحــد األئمــة علــيهم ــستوى املناســب لتلــك املرحل ــسالم علــى امل ال

.)١(علينا إلقاء األصول وعليكم التفريع : السالم أنه قال مبا معناه ومن الشواهد التارخيية على ذلك ما ترويـه كتـب احلـديث مـن أسـئلة تـرتبط

ــرواة إىل ا ــض ال ــوا ببعـــض العناصــر املــشتركة وجههــا بع ــه الــسالم وتلق إلمــام عليـــئلة الـــيت كانـــت توجـــه إلـــيهم حـــول عـــالج النـــصوص ـــل األسـ ـــوابا منـــهم ، مثـ جـــهاد ، ــرأي واالجت ــة خــرب الثقــة وأصــالة الــرباءة وجــواز إعمــال ال املتعارضــة وحجيوكـذلك فـإن بعــض أصـحاب األئمـة علــيهم الـسالم ألفـوا رســائل يف بعـض املــسائل

احلكــم مـــن أصحـــاب اإلمـــام الــصادق عليــه الــسالم األصـــولية ، مثـــل هــشـام بــن .الذي ألف رسالة يف األلفاظ

:الوقوف النسيب لعلمي األصول والفقه توقف منو علم الفقـه وعلـم األصـول بعـد وفـاة الـشيخ حممـد بـن احلـسن

:الطوسي طيلة قرن كامل ، واألسباب احملتملة لذلك هي

من جامع البزنطي عـن اإلمـام : ٥٣ ح ٢٤٥ ص ٢ يف حبار األنوار للعالمة السي ج )١( ."فرع علينا إلقاء األصول إليكم وعليكم الت" : الرضا عليه السالم قال من جامع البزنطي عن هشام بن سـامل عـن أيب : ٥٤ ح ٢٤٥ ص ٢ ويف حبار األنوار ج

."إمنا علينا أن نلقي إليكم األصول وعليكم أن تفرعوا " : عبداهللا عليه السالم قال

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 116: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ١١٦ -

هــ قبـل وفاتـه بـاثنيت عـشرة ٤٤٨جـف سـنة ـــ هاجر الشيخ الطوسـي إىل الن ١ سـنة نتيجة للقالقل والفنت اليت ثارت بني الـسنة والـشيعة يف بغـداد ، وكـان يـشغل يف بغــداد قبــل هجرتــه مركــزا علميــا معترفــا بــه مــن اخلاصــة والعامــة حــىت ظفــر بكرســي الكـــالم مـــن اخلليفـــة القـــائم بـــأمر اهللا ، وكـــان الـــشيخ مدرســـا وزعيمـــا

هــ ، وكانـت هجرتـه ٤٣٦ينيــا للـشيعـة منــذ وفـاة الـسيد املرتـضى سـنة ومرجعـا د إىل النجــف ســببا لتخليــه عــن كــثري مــن املــشاغل وانــصرافه انــصرافا كــامال إىل

ـلـى إنـجـاز دوره الـعـلـمـي الـعـظـيـم ، وكـان كتــاب ـالـبـحـث الـعلـمـي مـمـا سـاعـده ع فــه يف حياتــه ، وبعــد هجرتــه إىل النجــف هــو آخــر كتــاب أل" املبــسوط يف الفقــه "

انفصل الشيخ عن تالمذته وحوزته العلميـة يف بغـداد ، وبـدأ بإنـشاء حـوزة جديـدة يف النجف ، وكان مـن الطبيعـي أن احلـوزة اجلديـدة ال ترقـى إىل مـستوى التفاعـل املبدع مع التطـور الـذي أجنـزه الـشيخ يف الفكـر العلمـي بـسبب حداثتـها ، واحلـوزة

سـاسية يف بغداد مل تتفاعل مـع أفكـار الـشيخ ألن تالمذتـه هنـاك كـانوا بعيـدين األعن أفكـاره اإلبداعيــة ، لـذلك ســادت فتــرة ركــود بانتظــار بلــوغ احلـوزة اجلديـدة إىل ذلــك املــسـتوى الــذي يؤهلهـــا للتفاعـــل مــع أفكـــار الــشيخ ، وانتظــر العلــم مائــة

. ذلك بتفكريها املبدع إىل احللة سنة حىت يتحقق ذلك وتتسرب بعدـــ أسـند مجاعـة مـن العلمـاء ذلـك الركـود إىل مـا حظـي بـه الـشيخ الطوسـي ٢

ـــه يف أنظــارهم عــن مــستوى النقــد ، ـــدير عـــظيم يف نفـــوس تالمذتـــه رفع مـــن تقــاعتراض أو خيــضع ــال ب وجعــل مــن آرائــه ونظرياتــه شــيئا مقدســا ال ميكــن أن ين

املعـامل كتـب الـشيخ حـسن بـن زيـن الـدين نـاقال عـن أبيـه قـدس لتمحيص ، ففي سـره أن أكثـر الفقهـاء الـذين نـشؤوا بعـد الـشيخ الطوسـي كـانوا يتبعونـه يف الفتـوى تقليدا له لكثرة اعتقادهم فيه وحـسن ظنـهم بـه ، وروي عـن احلمـصي وهـو ممـن

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 117: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ١١٧ -

ل كلهـم مل يبـق لإلماميـة مفـت علـى التحقيـق بـ " : عاصـر تلك الفترة أنه قال ــاك ــي "ح ــسبب األول إذ ال يكف ــسبب لتفــسري الركــود مــرتبط بال ، ولكــن هــذا ال

التقدير العلمي لفقيه لكي يغلق على الفكـر الفقهـي لآلخـرين ، وإمنـا يتحقـق هـذا ــذي يؤهلــهم للتفاعــل ، فيتحــول عــادة حينمــا ال يكــون هــؤالء يف املــستوى العلمــي ال

.التقدير إىل إميان وتعبد :ـــ السبب الثالث ميكن أن نستنتجه من حقيقتني تارخييتني مها ٣

أ ـــــ منـــو الفكــر العلمــي واألصــويل لــدى الــشيعة مل يكــن منفــصال عــن وامـل اخلارجيــة الـيت كانــت تـساعد علـى تنميـة الفكـر والبحـث العلمـي ، ومـن ـالع

افزا لفقهـاء تلك العـوامل عامـل الفكر السـين ألن البحـث األصـويل الـسين كـان حـ اإلمامية لدراسـة تلـك البحـوث يف اإلطـار اإلمـامي واحللـول الـيت تتفـق مـع مـذهب أهـل الـبـيـت عليهم السالم ، وهـذا يتضح مـن مقدمــة الـشــيخ الطــوسي يف كتابــه

" .الغنية " ، ومن ابن زهرة يف كتابه " العدة " ــدأ ينــضب يف ا ــان قــد ب ــتفكري األصــويل الــسين ك ـــ ال لقــرن اخلــامس ب ــ

والــسـادس ويــستنفد قدرتــه علــى التجديــد ويتجــه إىل التقليــد حــىت أدى ذلــك إىل .سد باب االجتهاد رمسيا

ــك الفتــرة مــن عــامل ويكفينـــا إلثبـــات هـــذه احلقيقـــة شــهادة معاصــرة لتل هــ إذ حتـدث عـن شـروط املنـاظر يف ٥٠٥سين عاشـها وهـو الغزايل املتوفى سـنة

أن يكون املناظر جمتهدا يفيت برأيه ال مبذهب الشافعي " : كر منـها البحـث فذوأيب حنيفة وغريمها حىت إذا ظهر له احلق مـن مـذهب أيب حنيفـة تـرك مـا يوافـق رأي الشافعي وأفىت مبا ظهر له ، فأما من مل يبلغ رتبة االجتهاد ـــ وهو

."حكم كل أهل العصر ـــ فأي فائدة له يف املناظرة

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 118: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ١١٨ -

إن الـــتفكري األصــــويل الـــسـين الـــذي يـــشـكل عامـــل إثـــارة للـــتفكري األصـــويل ــد الــتفكري العلمــي لــدى فقهائنــا ــاش ، وبــذلك فق ــد أخــذ باالنكم ــشيعي كــان ق الــك اإلماميــة رضــوان اهللا علــيهم أحــد املــثريات احملركــة لــه ، وميكــن أن نعتــرب ذل

.عامال مساعدا يف توقف النمو العلمي :ة يف البحث العلمي جتدد احلرك

مــا أن انتــهت مائــة عــام حــىت دبــت احليــاة مــن جديــد يف البحــث الفقهــي واألصـويل علــى الــصعيد اإلمـامي ، وظــل البحــث العلمــي الـسين علــى ركــوده الــذي وصـــفه الغـــزايل يف القـــرن اخلامـــس ، وأســـباب اســـتئناف الفكــر العلمــي اإلمــامي

:دون الفكر السين منها ـــ احلـوزة العلمية اليت خلفهـا الـشيخ الطوسـي الـيت سـرى فيهـا روح التقليـد ١

ع أن تتفـــاعل بــسرعة مــع جتديـدات الــشيخ العظيمــة واحتاجــت إىل مــدة ـمل تـسـتط ن حـىت تــستوعب تلــك األفكـار وروح التقليــد فيهــا مؤقتـة بطبيعتــها ألــا ـمـن الزمــ

ــسن ــة ، وأمــا احلــوزات الفقهيــة ال ية فقــد كــان شــيوع روح اجلمــود كانــت حــوزة فتيوالتقـليد فيها نتيجة لـشيخوختها بعـد أن بلغـت أقـصى منوهـا أو بعـد أن اسـتنفدت

.أغراضها ـــة تــشـكل ٢ ـــ كــان الفـقـــه الــسـين هـــو الفقـــه الرمســي للــدول ، فكانــت الدول ــ

ــع البحــث العلمــي مــن ــستمد دواف ــث كــان ي ــسين حي ــه ال ـــة للفق ـــع وتنمي عامـــل دفـــ ــاع حـ ــأثر باألوضـ ــه الـــسين يتـ ـــل الفقـ ــا جيعـ ـــذا ممـ ـــاكم ، وهـ ـــاز احلـ اجات اجلهـ

ــروف ــه يف ظـ ــو جذوتـ ــسياسي ، وختبـ ــتقرار الـ ــر يف عـــصور االسـ ــسياسية ويزدهـ الـاالرتبـاك السياسي ، وقد فقد شيئا مهمـا مـن جذوتـه يف القـرن الـسادس والـسابع

.على يد املغول وما بعدمها تأثرا بارتباك الوضع السياسي واياره أخريا

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 119: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ١١٩ -

وأمـا الفقــه اإلمـامي فقــد كـان مــستقال عــن احلكـم دائمــا فـال يتــأثر بالوضــع السياسي ، وكان يـستمد دوافـع البحـث العلمـي مـن حاجـات النـاس الـذين يؤمنـون ــتهم يف حـــل ـــاء مدرسـ ـــون إىل فقهـ ــيهم الـــسالم ويرجعـ ــت علـ ـــل البيـ ـــامة أهـ بإمـ

ـــرفة أحكــامهم ـــة ومع ــدين مــشـاكلهم الديني ــشيعة املتعب ــإن ال ــذلك ف ــشرعية ، وك القـه أهـل البيـت علـيهم الـسالم كانــوا يف منــو مـستمر مـن حيـث الكميـة ، وهـذا ـبف

ــد ، ــشيع وشــيوع فكــرة التقلي ــسبب اتــساع الت ــدفع إىل منــو الفقــه اإلمــامي ب كــان ي وهكذا كـان الفكـر اإلمـامي ميلـك عوامـل النمـو الداخليـة باعتبـار فتوتـه وسـريه يف طــــريق التكامــــل ، وعــــوامل النــــمو اخلارجيـــة باعتبـــار العالقـــات بـــني الفقهـــاء واحلاجـات املتزايـدة ألتبـاع أهل البيت علـيهم الـسالم ، وكـان التوقـف املؤقـت بعـد ــشيخ الطوســي قــدس ســره مــن أجــل اســتجماع قوتــه ومواصــلة منــوه عنــد وفــاة ال

.الطوسي قدس سره االرتفاع إىل مستوى التفاعل مع آراء الشيخ ـــا عنــصـر اإلثـــارة املتمثـــل بــالفكر العلمــي الــسين فهــو وإن فقــده الفكــر وأمالعلمــي اإلمــامي نتيجــة جلمــود احلــوزات الفقهيــة الــسنية ، ولكنــه اســتعاده بــصورة ــدعوة إىل مــذهب أهــل البيــت علــيهم الــسالم مــن ــق ال ــك عــن طري جديــدة ، وذل

ــدعوة يف القـــرن الــسـابع ، ومـــارس علمـــا ـــالمة احللــي قــدس ســره هــذه ال ؤنا كالعنطــاق واســع ، فكــان ذلــك كافيــا إلثــارة الفكــر العلمــي الــشيعي للتعمــق والتوســع يف دراســة أصــول الــسنة وفقههــا وكالمهــا ، ونالحــظ نــشاطا كــبريا يف حبــوث الفقــه

.املقارن قام به العلماء كالعالمة قدس سره :مل من صاحب السرائر إىل صاحب املعا

كانــت بدايــة خــروج الفكــر العلمــي عــن دور التوقــف النــسيب علــى يــد الفقيــه ـــي الـمـتـــوىف ســـنة هـــ ، وكــان ٥٩٨الـمبـــدع مـحـمـــد بـــن أحـمـــد بــن إدريـــس الـحـل

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 120: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ١٢٠ -

ـــه ــسـرائر " كتـاب ــار " ال ــر العلمــي إىل مــستوى التفاعــل مــع أفك ــوغ الفك ـــا ببل إيذانننتـهي " املبـسوط " ومقارنتـه بكتـاب " الـسرائر " الشيخ ونقدها ، وبدراسة كتاب

:إىل النقاط التالية ـــ الــسرائر يــربز العناصــر األصــولية يف البحــث الفقهــي بــصورة أوســع ممــا ١ ــ

.يقوم به املبسوط .ـــ االستدالل الفقهي عند ابن إدريس أوسع منه يف املبسوط ٢ حلمـزة بـن علـي ابـن " الغنيـة " ا كتاب يعاصر تارخيي " السرائر " ـــ كتـاب ٣

ذي قـام فيـه بدراسـة مـستقلة لعلـم األصـول ، وكمـا أن ـزهـرة احلـسيين احللـيب الـ ابــن إدريــس حيــاول يف الــسرائر تفنيــد مــا جــاء يف فقــه الــشيخ الطوســي مــن أدلــة

عــدة " كــذلك جنــد أن ابــن زهــرة ينــاقش يف الغنيــة األدلــة الــيت جــاءت يف كتــاب عـــليها ، منــها قــول الــشيخ بداللــة األمــر علــى الفــور ، وقــال ابــن ويــرد" األصـــول

زهـرة بـأن صـيغة األمـر حياديـة ال تـدل عـل الفـور وال علـى التراخـي ، ومنـها قــول الـشيخ بـأن النهـي يقتــضي فـساد املعاملـة ، وأنكـر ابــن زهـرة االقتـضاء وفـرق بــني

.مفهوم احلرمة ومفهوم الفساد ونفى التالزم بينهما واسـتمرت احلركــة العلميــة تنمــو عــرب األجيــال ، وبــرز نوابــغ أبــدعوا يف الفقــه

واألصـول ، منـهم احملقق جنم الدين جعفر بن حسن بـن حيـىي بـن سـعيد احللـي شـرائع " هـ ، وهـو تلميـذ مـن تالمـذة ابـن إدريـس ومؤلـف كتـاب ٦٧٦املتوىف سنة ــدرس يف احلــوزة بــ " اإلســـالم ــذي أصـــبح حمــورا لل ــاب ال ــة " دال عــن كت " النهاي

للـشيخ الطوســي الـذي ألفــه قبـل املبــسوط ، وصـنف احملقــق كتبـا يف األصــول منــها ــاب ، ومــن " معــارج األصــول " وكتــاب " ــج الوصــول إىل معرفــة األصــول " كت

النوابـغ تلميـذ احملقـق وابـن أختـه العالمـة احلـسن بـن يوسـف بـن علـي بـن مطهـر

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 121: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ١٢١ -

ــذيب الوصــول إىل علـــم " كتــب يف األصــول منــها هـــ ، ولــه ٧٢٦املتـــوىف ســنة " .مبادئ الوصول إىل علم األصول " و" األصول

ر كــان املمثــل األســاس يف البحــث األصــويل احلــسن ـ ويف أواخـــر القـــرن العـاشــ هــ ، ولــه كتــاب يف األصــول ١٠١١ابن الـشـهـيد الثــاين زيــن الديــن املتــوىف ســنة

ــامل مـــن الناحيـــة " ديــــن معــــامل ال" هــــو ـــابا دراســــيا ، ويقـــارب املعـ ، وصــــار كتـ . هـ ١٠٣١تأليف الشيخ البهائي املتوىف سنة " زبدة األصول " الزمانية كتاب

:الصدمة اليت مين ا علم األصول بعد املعامل مـين علــم األصــول بعــد املعــامل بــصدمة عارضــت منــوه نتيجــة لظهــور احلركــة

أوائل القرن احلـادي عـشر علـى يـد املـريزا حممـد أمـني اإلسـترابادي األخبارية يف هـــ واســتفحال احلركــة بعــده وخاصــة يف أواخــر القــرن احلــادي ١٠٢١املتــوىف ســنة

شـر وخـــالل القـــرن الثــاين عــشـر ، وكانـــوا يقاومــون عـــلم األصـــول ، وســاعدت ــ ع :على جناح هذه احلركة ما يلي

هنيـــة األخبـــاريني فكـــرة العناصـــر املـــشتركة يف عمليـــة ــــــ عـــدم اســـتيعاب ذ١ ــشتركة يــؤدي إىل ــط االســتنباط بالعناصــر امل ــانوا يتخيلــون أن رب االســتنباط ، فكاالبتعاد عـن النـصوص الـشرعية الـيت متثـل العناصـر اخلاصـة يف عمليـة اسـتنباط

.احلكم الشرعي ـــ كــان األخبـاريــ ٢ ـــلم األصـــول ـــ بوصـــفه نتـــاجا للمذهـــب ون ينظـــرون إىل ع

ــا إىل البحــث األصــويل مل ــسـين تارخيي ـــه ال ـــا أن ســـبق الفق الــسين ، ولكــن عرفنينشـأ عن صـلة خاصة بني علم األصول واملـذهب الـسين ، بـل هـو مـرتبط بإميـان الــسـنة بانتهــــاء عـــصـر النــــص بوفــــاة الرســـول صـــلى اهللا عليــه وآلـــه ، فوجـــدوا

النص مما جعلـهم يفكـرون بوضـع علـم األصـول بـسبب أنفسهم بعيدين عن عصر

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 122: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ١٢٢ -

ن أئمــة اهلــدى علــيهم الــسالم ، بينمــا كــان الــشيعة وقتئــذ يعيــشون ـإعراضــهم عــ .عصر النص الذي ميتد إىل الغيبة الكربى

ـــــ ممــا أكـــد يف ذهنيـــة األخبـــاريني اإلطــار الــسين لعلــم األصــول أن ابــن ٣ د وواضـعي علـم األصـول يف الفقـه اإلمـامي ــــ كـان اجلنيد ـــ وهو مـن رواد االجتـها

ــار مــن ــسرب بعــض األفك ــول بالقيــاس ، ولكــن ت ــسين يف الق ــع املــذهب ال ــق م يتفــم األصــول ــين أن عل ــد ال يع ــسنية إىل شــخص كــابن اجلني الدراســات األصــولية البطبيعتـــه ســــين ، وإمنـــا هــــو نتيجــــة لتــأثر التجربـــة العلميـــة املتـــأخرة بالتجـــارب

قة ، وهذا ال يعين أن الشيعة استوردوا علـم األصـول مـن الفكـر الـسين ، بـل الساب .هو ضرورة فرضتها عملية االستنباط على الفقه اإلمامي

ـــ ساعـد على إميان األخبـاريني باإلطـار الـسين لعلـم األصـول تـسرب بعـض ٤ ــن األصـــوليني اإلمـــاميني ــا االصـــطالحات إىل األصـــوليني اإلمـــاميني ، ولكـ أعطوهـ

" االجتــهاد " املــدلول الــذي يتفــق مــع مــذهب أهــل البيــت علــيهم الــسالم ، فكلمــة كانت تعـين الـرأي الشخـصي واالستحـسان عنـد الـسنة ، وأمـا عنـد الـشيعة فـتعين

مـــال الفكـــر الســـتنباط األحـــكام الــشرعية مــن أدلتــها ، وكــان األئمــة علــيهم ـإعشخـصي والقيـاس واالستحـسان ال مبعـىن السالم يذمون االجتـهاد مبعـىن الـرأي ال

.استنباط األحكام الشرعية ـــــ كــان الــدور الــذي يلعبــه العقــل يف علــم األصــول مــثريا لألخبــاريني نتيجــة ٥

الجتــاههم املتطــرف ضــد العقــل ، فهــم كــانوا مينعــون مــن أن يكــون للعقــل دور يف .استنباط األحكام الشرعية

لــيت اختـــذها األخبـــاريون إلثـــارة الــرأي العــام الــشيعي ب اــــــ أجنــح األسـاليــ٦ ضد علم األصـول هـو اسـتغالل حداثـة علـم األصـول ، ومـا دام أن تالمـذة األئمـة

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 123: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ١٢٣ -

علــيهم الــسالم ـــــ مثــل زرارة بــن أعــني وحممــد بــن مــسلم وحممــد بــن أيب عمــري ويـونس بــن عبـدالرمحن ـــــ كـانوا يف غــىن عـن علــم األصـول يف فقههــم فـال معــىن للقول بتوقف االستنباط على علم األصـول ، وميكننـا أن نعـرف خطـأ هـذه الفكـرة

.ألن احلاجة إىل علم األصول حاجة تارخيية :اجلذور املزعومة للحركة األخبارية

ـــابه ــة " حـــاول احملــدث اإلســـترابادي يف كت ــاريخ " الفوائــد املدني أن يرجــع بتالـسالم لكـي تكتـسب الـشرعية واالحتـرام ، هذه احلركـة إىل عـصر األئمـة علـيهم

وادعــى بــأن االجتــاه األخبــاري هــو االجتــاه الــسائد بــني فقهــاء اإلماميــة إىل عــصر الــشيخني الكلــيين والــصدوق ، ولكــن االجتــاه األخبــاري تزعــزع يف أواخــر القــرن الرابـع حــني بـدأ مجاعــة مـن علمــاء اإلماميـة باالعتمــاد علـى العقــل يف االســتنباط

.لبحث الفقهي بعلم األصول تأثرا بالطريقة السنية يف االستنباط وربط ا ويذكر احملدث اإلسـترابادي كالما للعالمة احللي ــــ الـذي عـاش قبلـه بثالثـة قــرون ـــــ جــاء فيــه التعــبري عــن فريــق مــن علمــاء اإلماميــة باألخبــاريني ، وأراد أن

ارخييــا ، ولكــن احلقيقــة أن يــستدل ــذا الــنص علــى ســبق االجتــاه األخبــاري ت ــه إىل األخباريــة القدميــة الــيت تعبــر عــن مرحلــة ــي يــشري يف حديث ـــالمة احلل العــذهب ذات اجتــاه ــة وم ــة مــن مراحــل ومــستويات الفكــر الفقهــي ال إىل حرك بدائيحمــدد يف االســـتنباط ، وهـــذا مـــا أكــده احملقــق اجلليــل الــشيخ حممــد تقــي املتــوىف

" .هداية املسترشدين " قته الضخمة على املعامل هـ يف تعلي١٢٤٨سنة :اجتاه التأليف يف تلك الفترة

وتوســعت احلركــة األخباريــة يف أواخــر القــرن احلــادي عــشر وخــالل القــرن الثـــاين عــشر ، ويف نفــس الوقــت وجــد اجتــاه نــشيط موفــق إىل مجــع األحاديــث

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 124: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ١٢٤ -

شيخ حممــد بــاقر الــسي وتـأليف املوســوعات الــضخمة يف األخبــار ، فقــد كتـب الــ ، وهـو أكـرب موسـوعة للحـديث عنـد " حبـار األنـوار " هــ كتـاب ١١١٠املتوىف سـنة

هـــ ١١٠٤الــشيعـة ، وكتـــب الــشـيخ حممـــد بــن احلــسن احلــر العــاملي املتــوىف ســنة ـــاب ــشيعـة " كت ــات املرتبطــة " وســـائل ال ــبريا مــن الرواي ــه عــددا ك ــذي مجــع في ال

" الــوايف " هـــ كتــاب ١٠٩١سن الكاشــاين املتــوىف ســنة بالفقــه ، وكتــب الفــيض حمــــاءت يف الكتـــب األربعـــة ، وكتـــب الـــسيد هاشـــم املـــشتمل علـــى األحاديـــث الـــيت جـ

مجـع فيـه املـأثور مـن الروايـات " الربهـان " هـ كتـاب ١١٠٧البحراين املتوىف سنة .يف تفسري القرآن الكرمي

ــرة إىل ــك الفتـ ــام يف تلـ ــاه العـ ـــذا االجتـ ــين أن وهـ ــديث ال يعـ ــأليف يف احلـ التـاحلركـة األخبــارية كانـت هـي الـسـبب إلجيــاده وإن كانـت عـامال مـساعدا بـالرغم مـــن أن بعـــض أقطـــاب ذلــك االجتـــاه مل يكونـــوا مـــن األخبــاريني ، وتكــون هــذا ــشفت خــالل ــات اكت ــدة يف الرواي ــا عدي ــا أن كتب ــدة أســباب ، مــن أمهه االجتــاه لع

ت الــشيخ الطوســي مل تكــن مندرجــة يف كتــب احلــديث األربعــة ـعـقبــالقـــرون الــيت أ .عند الشيعة ، هلذا كان ال بد من موسوعات جديدة تستوعب الروايات

ــك املوســوعات عــامال مــن العوامــل الــيت وميكــن أن نعتــرب العمــل يف وضــع تلعارضت منـو البحـث األصـويل إىل صـف احلركـة األخباريـة ، ولكنـه عامـل مبـارك

.نه كان من مصلحة عملية االستنباط اليت خيدمها علم األصول أل :البحث األصويل يف تلك الفترة

وبالرغم من الصـدمة اليت مين ــا البحـث األصـويل يف تلـك الفتـرة إال أنـه ـــوىف ســـنة ـــوين املت ـــمال عـبـــداهللا الـت ـــب ال ـــا ، فقـــد كت هـــ ١٠٧١مل يـتـوقـــف ـائي

، وجـــاء بعــده احملقــق الــسيد حــسني اخلونــساري " افيـــة يف األصـــول الو" كتـــاب

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 125: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ١٢٥ -

، وانعكـس فيـه " مشارق الـشموس يف شـرح الـدروس " هـ كتاب ١٠٩٨املتوىف سنة اللـون الفلــسفي علــى الفكــر األصــويل ، وال نقـول الفكــر الفلــسفي ألن هــذا احملقــق

يكـن فكـره فكـرا كان ثائرا علـى الفلـسفة ولـه معـارك ضـخمة مـع رجاالـا ، فلـم فلــسفيا بــصيغته التقليديــة وإن كــان حيمــل اللــون الفلــسفي ، وســرى يف األصــول ــت ــة الــيت كان ــة متحــررة مــن الــصيغ التقليدي ــتفكري بروحي ــسفي يف ال االجتــاه الفلالفلـسفة تتبناهـا يف مـسائلها وحبوثهـا ، وكـان هلـذه الـروح أثرهـا الكـبري يف تـاريخ

.علم األصول فيما بعد ــوىف ســنة ــق الــشريواين املت ــساري كــان احملق ــب ١٠٩٨ ويف عــصر اخلون هـــ يكت

ــى شــرح ــا عل ــساري تعليق ــب مجــال الــدين بــن اخلون ــامل ، مث كت ــى املع حاشــيته علبالــسبق " الرســائل " املختــصـر للعــضـدي ، وشـــهد لـــه الــشـيخ األنــصاري يف كتابــه

ــسـيد صـــدر ال ـــب ال ـــكار األصـــولية ، وكت ـــض األف ـــوىف ســنة إىل بع ـــن القـــمي املت دي هـ تلميـذ مجـال الدين شـرحا لوافيـة التـوين ، ودرس عنـده األسـتاذ حممـد ١٠٧١

ــذ باقـــر الوحيـــد البهبهـــاين ، واخلونــسـاري والــشـريواين وابنــه مجــال الــدين وتلميــة ــرة زعزعــة احلركــة األخباري ـــ بــالرغم مــن أــم عاشــوا فت ـــده صــدر الــدين ــ ول

وانتـــشار العمــل باألحاديـــث ــــــ كــانوا ممهـــدين لظهـــور مدرســـة للبحــث األصــــويل ــذور األساســية لظهــور هــذه ــك البحــوث الب األســتاذ الوحيــد البهبــهاين ، وكانــت تلاملدرسة واحللقة األخـرية الـيت أكـسبت الفكـر العلمـي يف العـصر الثـاين االسـتعداد

.لالنتقال إىل العصر الثالث : جديدة انتصار علم األصول وظهور مدرسة

اختـــذ االجتــــاه األخبــــاري مدينــة كـــربالء مركـــزا لــه ، وـــذا عاصـــر والدة مدرسـة جديدة يف الفقه واألصول نشأت يف كـربالء أيـضا علـى يـد رائـدها اـدد

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 126: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ١٢٦ -

هــــ ، واســـتطاعت االنتـــصار علـــى ١٢٠٦الكـــبري الوحيــــد البهبهــــاين املتــــوىف ســـنة ملدرســة حــدا فاصــال بــني عــصرين مــن تــاريخ االجتـــاه األخبـــاري ، وكانــت هـــذه ا

:الفكر العلمي يف الفقه واألصول ، وجنحت لعدة عوامل منها .ـــ رد الفعل الذي أوجدته احلركة األخبارية لوجودمها يف مكان واحد ١ ـــــ احلاجــــة إىل وضــــع موســــوعات حديثيــــة كانـــت قــــد أشــــبعت بعـــد وضـــع ٢

حـار ، ومل يبـق إال أن يواصـل العلـم نـشاطه الفكـري مـستفيدا الوسـائل والوايف والب .من تلك املوسوعات يف عمليات االستنباط

ــدى بـــذوره ٣ ــساري إحـ ــذي وضـــع اخلونـ ــتفكري الـ ـــاه الفلـــسفي يف الـ ـــ االجتـ ـــاألســـاسية زود الفـــكر العـــلمي بطاقـــة جديــــدة للنمــو واإلبــداع ، وكانــت مدرســـة

.لوارثة هلذا االجتاه الوحيد البهبهاين هي اـــ مدرسة الوحيد البهبهاين نشأت علـى مقربـة مـن املركـز الرئيـسي للحـوزة ٤

وهـــو النجــف األشــــرف ، فكــان قرــــا املكــاين ســببا الســـتمرارها عــرب طبقـــات .متعاقبة من األساتذة والتالمذة حىت أا أعطت العلم مالمح عصر جديد

:عصور الفكر األصويل :ا سبق من تاريخ الفكر العلمي األصويل نعرف أنه مر بثالثة عصور مم

:العصر التمهيدي : العصر األول وهـــو عــصـر وضـــع البـــذور األســـاسية لعـــلم األصــول ، ويبــدأ بــابن أيب عقيــل

.وابن اجلنيد ، وينتهي بظهور الشيخ الطوسي :عصر العلم : العصر الثاين

أمثــرت فيــه تلــك البــذور وحتــددت معــامل الفكــر األصــويل وهــو العــصر الــذيوانعكـست علــى جمـاالت البحــث الفقهــي ، ورائـد هــذا العــصر هـو الــشيخ الطوســي

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 127: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ١٢٧ -

ــي ــي والعالمــة احلل ــس واحملقــق احلل ــار ابــن إدري قــدس ســره ، ومــن رجاالتــه الكب .والشهيد األول قدست أسرارهم

:عصر الكمال العلمي : العصر الثالث ــه وهـــ ـــد البهبــهاين ، وواصــل تالمذت ـــه مدرســـة الوحي ــذي افتتحت و العــصـر ال

عملــه الرائــد حــوايل نــصف قــرن حــىت اســتكمل العــصر الثالــث خصائــصه العامــة :ووصل إىل القمة ، ويف هذه املدة تعاقبت ثالثة أجيال من نوابغ هذه املدرسة

:اجليل األول ـــل األول يف الـــسيد مهـــدي حبـــ ـــ ، ١٢١٢ر العلـــوم املتـــوىف ســـنة يتمثــــل اجليـ هـ

هــ ، واملـريزا أيب القاسـم القمـي ١٢٢٧والشـيخ جعفـر كاشف الغطاء املتـوىف سـنة هــ ، والــشيخ ١٢٢١ هــ ، والـسيد علــي الطباطبـائي املتـوىف سـنة ١٢٢٧املتـوىف سـنة

. هـ ١٢٣٤أسد اهللا التستري املتوىف سنة :اجليل الثاين

ـــل الثــ ـــل اجلي ــوىف ســنة ويتمث ــدالرحيم املت ـــد تقـــي بــن عب ــشـيخ حمم ـاين يف ال هــ ، ١٢٤٥ هـ ، وشـريف العلمـاء حممد شريف بن حـسن علـي املتـوىف سـنة ١٢٤٨

هـــ ، واملــوىل أمحــد النراقــي املتــوىف ١٢٢٧والــسـيد حمــسـن األعرجــي املتــوىف ســنة .هم هـ ، وغري١٢٦٦ هـ ، والشيخ حممد حسن النجفي املتوىف سنة ١٢٤٥سنة

:اجليل الثالث وعلــى رأســه تلميــذ شــريف العلمــاء احملقــق الكــبري الــشيخ مرتــضى األنــصاري

هـــ ، وعاصــرها وهــي يف أوج ١٢١٤الــذي ولــد بعيــد ظهــور املدرســة اجلديــدة عــام منـوها ، وارتفـع بالعـلم يف عصـره الثـالث إىل القمـة الـيت كانـت املدرسـة اجلديـدة

.يف طريقها إليه

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 128: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ١٢٨ -

ـــة ـــه مدرسـ ــذي افتتحتـ ـــث الـ ـــيش العــــصـر الثـالـ ـــول يعـ ـــم األصـ ـــزال عـلـ وال يـ هــ رائـدا ١٢٨١األسـتـاذ الوحيـد البهبهاين ، ويعترب الـشيخ األنـصاري املتـوىف سـنة

ألرقـى مرحلــة مـن مراحــل العـصر الثالــث ، وهــي املرحلـة الــيت يتمثـل فيهــا الفكــر .)١(ليوم العلمي منذ أكثر من مائة سنة وإىل هذا ا

ومما ال ريب فيه أن الشهيد الصدر قدس سره على رأس من ميثل اجليل الرابع مـن أجيـال )١(

.لكمال العلمي عصر ا

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 129: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ١٢٩ -

من كتاب املعامل اجلديدة لألصول

: مصادر اإلهلام للفكر األصويل هي :ـــ حبوث التطبيق يف الفقه ١

تنكشف للفقيـه من خـالل حبثــه الفقهـي التطبيقـي املـشاكل العامـة يف عمليـة ـــوم علـــ ــصبح هــذه االســـتنباط ، ويق ـــول املناســبة هلــا ، وت م األصـــول بوضـــع احلل

احللول والنظريات عناصر مشتركة يف عمليـة االسـتنباط ، ولـدى حماولـة تطبيقهـا كثريا مـا ينتبه الفقيـه إىل أشيـاء جديــدة يكـون هلـا أثـر يف تعـديل تلـك النظريـات

.أو تعميقها :مثـال

، " إذا وجـب الـشيء وجبـت مقدمتـه " توجد قاعدة يف علم األصول وهـي أنـه فوجـــوب الــصـالة يــؤدي إىل وجـــوب الوضـــوء ألن الوضــوء مقدمــة هلــا ، ويقــرر يف ــوب ، ــذا الـــشيء يف الوجـ علـــم األصـــول أن مقدمـــة الـــشيء ال ميكـــن أن تـــسبق هـــزوال ، ولكــن فالوضــوء لــصالة الظهــر جيــب عنــد زوال الــشمس وال جيــب قبــل ال

ل خــالف القاعــدة ، فالغــسل مــثال جيــب قبــل دخــول الفقيــه يــرى يف بعــض املــسائ الفجــر لكــي يــصـح الــصـوم مــع أن الــصـوم جيــب عنــد دخــول الفجــر ، فيتولــد عــن

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 130: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ١٣٠ -

ــك أفكــار أصـــولية جديـــدة لتتفــق النظريــة مــع الواقــع الفقهــي ، وكــان أول مــن ذلــق " الــسـرائر " حبــث ذلــك ابــن إدريـــس احللــي يف وإن مل يوفـــق لعالجهــا ، ويطل

" .الـمقدمات الـمفوتة " هذا البحث اسم على :ـــ علم الكالم ٢

ــا يف الفكـــر األصـــويل وخاصـــة يف العـــصر األول لعـــب علـــم الكـــالم دورا مهمـوالثــاين بــسبب انتــشار الدراســات الكالميــة ونفوذهــا يف الذهنيــة العامــة لعلمــاء

.املسلمني :مثـال

ني ، وذلــك بــأن العقــل اإلنــساين يــدرك بــصورة نظريــة احلــسن والقــبح العقلــيمــستقلة عــن الــشرع حــسن بعــض األفعــال كالعــدل والوفــاء واألمانــة ، وقــبح بعــض ــاين ــتخدمت أصــوليا يف العــصر الث ــة اس ــة ، وهــذه النظري األفعــال كــالظلم واخليانــوا علـــى رأي واحـــد فهـــو الـــصواب ، ــاء إذا اتفقـ ــاع ، فالعلمـ إلثبــــات حجيـــة اإلمجـ

ــه ـوالدل ـــح عقــال ســكوت املعــصوم علي ـــو كــان خطـــأ لكــان مـــن القبي يـــل هـــو أنـــه ل .السالم عنه وعدم إظهار احلقيقة

:ـــ الفلسفة ٣ــث ــث نتيجـــة لـــرواج البحـ صـــارت الفلـــسفة مـــصدرا لإلهلـــام يف العـــصر الثالـــوىف ســنة ــدين الــشريازي املت ــسفة صــدر ال ــسفات جمــددة كفل ــشار فل الفلــسفي وانت

. هـ ١٠٥٠ :مثـال

لعبــت مـــسألة أصـــالة الوجـــود وأصــالة املاهيـــة دورا يف حبـــث اجتمـــاع األمـــر .والنهي ومسألة تعلق األوامر بالطبائع واألفراد

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 131: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ١٣١ -

:ـــ الظرف املوضوعي الذي يعيشه املفكر األصويل ٤ . يستمد األصويل من الظرف املعين الذي يعيشه بعض أفكاره

:مثـال العلماء الذين عاشـوا يف العـصر األول كـانوا جيـدون الـدليل الـشرعي الواضـح

على كل القضـايا نتيجـة لقـرم مـن عـصر املعـصومني علـيهم الـسالم ، فتـصوروا ذه احلالــة مطلقــة ثابتــة يف مجيــع العــصور ، فــادعوا أن مــن اللطــف الواجــب ـأن هــ

. واضحا على اهللا عز وجل أن جيعل على كل حكم شرعي دليال :ـــ عامل الزمن ٥

كلمــا ازداد الفاصــل الــزمين بــني الفكـــر الفقهــي وعــصر النــصوص ظهـــرت .مشاكل جديدة ، فيدرسها علم األصول ويضع هلا احللول

:مثـال عنــدما دخــل الفكــر العلمــي العــصر الثــاين صــار أكثــر الروايــات غــري قطعيــة

ا كمـا كـان سـهال لفقهـاء العـصر األول ، الصـدور ، وال يتيسر االطالع على صـحته فــربزت مــشكلة اخلــرب الظــين وحجيتــه ، وكــان الــشيخ الطوســي قــدس ســره رائــد

و أول مــن توسـع يف حبــث حجيــة اخلـرب الظــين حيـث كــان دليلــه ـالعـصر الثــاين هـ .عمل أصحاب األئمة عليهم السالم به

ــزمين إىل الــشك يف وملــا دخــل العلــم يف العــصر الثالــث أدى اتــساع الفاصــل المدرك حجية اخلرب الـذي اسـتند إليـه الـشيخ الطوسـي ، لـذلك وجـد اجتـاه يـدعي انسـداد باب العلم ألن األخبار ليست قطعيـة ، وانـسداد بـاب احلجـة ألنـه ال يوجـد دليـل شـرعي علـى حجيـة األخبـار الظنيـة ، وكـان هـذا االجتـاه يـدعو إىل جعــل أي

ــشرعي أساســا لل ــاحلكم ال عمــل ، وأخــذ ــذا االجتــاه عــدد كــبري مــن رواد ظــن ب

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 132: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ١٣٢ -

ــاحب ــذه صـ ــق القمـــي وتلميـ ــذه احملقـ ـــاين وتلميـ ـــاذ البهبهـ ـــالث كاألستـ العـــصـر الثـ .الرياض قدست أسرارهم

:ـــ اإلبداع الذايت ٦ــك بالتــدريج قــدرة علــى اإلبــداع والتوليــد نتيجــة ملواهــب كلمــا منــا العلــم امتل

.فكار النوابغ والتفاعل بني األ :مثـال

مثــــال اإلبــــداع الـــذايت هــــو حبــــوث األصـــول العمليـــة وحبـــوث املالزمـــات والعالقـات بــني األحكــام الـشرعية ، األصــول العمليــة هـي العناصــر املــشتركة الــيت يأخـــذ ــا الفقيــه لتحديــد املوقــف العملــي إذا مل جيــد دلــيال حمــرزا علــى احلكــم

ديــــه ، والعالقــات بــني األحكـــام هــي الـــروابط وظـــل احلكــم الـــشـرعي جمهـــوال ل املختلفـة بينها ، مثال هل النـهي عـن املعاملـة يقتـضي فـسادها وبطالـا أو ال ؟ ، فتدرس العالقــة بـني حرمـة البيـع وفـساده وبطالنـه وهـل تنتقـل امللكيـة مـن البـائع

إىل املشتري بالرغم من حرمته ؟ رمة والصحة عالقة التضاد أو ال ؟هل العالقة بني احل: وبعبارة أخرى

:عطاء الفكر األصويل وإبداعه إن علــم األصــول مل يقتــصر إبداعــه الــذايت علــى جمالــه يف حتديــد العناصــر املشـتركة يف عمليـة االستنباط ، بل كان له إبـداع يف عـدد مـن أهـم مـشاكل الفكـر

الــتفكري واالســتدالل البــشـري ، فقـــد وعـــى بفـــهم مــشـاكل الفلــسفـة وطرقهــا يف وحتـرر مـن التقـاليـد الفلـسـفية الـيت تـقـيد بـــها الفكـر الفلـسفي منـذ ثالثـة قـرون ــتفكري ـــة للـ ـــد العـامـ ـــن القـواعـ ـــروج عـ ـــلى اخلـ ــسـرون عـ ـــاء جيــ ــن العـلـمـ إذ مل يكـ

:الفلسـفي ، وقد أبدع علم األصول يف مجلة من قضايا الفلسفة واملنطق ، منها

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 133: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ١٣٣ -

: جمال نظرية املعرفة ـــ يف١يت تــدرس قيمـــة املعرفـــة البــشرية ومــدى إمكــان االعتمــاد ـ وهــي النظـــرية الــ

ــري ــصراع الفك ــك يف ال ــس ذل ــسة هلــا ، وانعك عليهــا ، وتبحــث عــن املــصادر الرئيالــشديد بــني األخبــاريني واتهــدين األصــوليني ، وقــد تــسرب التيــار احلــسي عــن

ــق هــذا الــصراع إىل ا ــا بينمــا مل يكــن قــد وجــد يف طري لفكــر العلمــي عنــد فقهائن .الفلسفة األوربية إىل ذلك الوقت

:ـــ يف جمال فلسفة اللغة ٢ــوم ، وهــو ســبق الفكــر األصــويل أحــدث اجتــاه عــاملي يف املنطــق الــصوري الياجتاه املناطقة الرياضيني الـذين يـردون الرياضـيات إىل املنطـق ، ويـردون املنطـق

واجـب الرئيـسي علـى الفيلـسوف أن حيلـل اللغـة بـدال عـن ـغـة ، ويرون أن ال ـىل الل إ .أن حيلل الوجود اخلارجي

واملفكرون األصوليون سـبقوا يف عمليـة التحليـل اللغـوي ، ومـن البحـوث املعـىن .احلريف واهليئات والفرق بني اجلملة االمسية واجلملة الفعلية

ـــب ـــد كتـ ــل " وقـ ــد رسـ ـــه " برترانـ ـــني يف دراستـ ــني مجلتـ ــة بـ ـــاوال التفرقـ حمـفــال ينتــهي إىل نتيجــة " مــوت قيــصر " و " مــات قيــصر " التحليليــة للغــة ، ومهــا

.)١(" لست أدري كيف أعاجل هذه املشكلة عالجا مقبوال : " ويقول :ـــ نظرية األمناط املنطقية ٣

نظريــة األمنــاط املنطقيــة ، فقــد جنــد لــدى بعــض املفكــرين األصــوليني بــذور ــب ــز بــني الطل ــة أن ميي ــاظم اخلراســاين يف الكفاي ــشيخ حممــد ك ــق ال حــاول احملق

ترمجة الدكتور حممد موسى أمحد والدكتور أمحـد فـؤاد ٩٦ ص ١ أصول الرياضيات ج )١(

.األهواين

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 134: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ١٣٤ -

احلقيـــقي والطلــب اإلنـــشائي مبــا يتفـــق مــع تلـــك النظريــة ، وـــذا يكــون الفكـــر ــد ســبق ــد رســل " األصــويل ق ــل اســتطاع مــن " برتران ــة ، ب ــك النظري صــاحب تل

.نظريته على أساسها " رسل " اقضات اليت بىن مناقشتها ودحضها وحل التن :ـــ دراسة الكلمات اليت يبدو أا ال تعبر عن شيء ٤

مــــن أهــــم املـــشاكل الـــيت درســـتها الفلـــسفة القدميـــة والبحـــوث اجلديـــدة يف ــر عــن شــيء ــا ال تعبــدو أ التحليـــل الفلــسـفي للغــة هــي مــشكلة الكلمــات الــيت يب

؟ هـل هـذه " املالزمـة بـني النـار واحلـرارة " د مـن قولنـا موجود ، فما هو املقـصو ــة ؟ ، وإذا كانـــت ــار واحلـــرارة أو معدومـ ــود النـ ــب وجـ ــودة إىل جانـ املالزمـــة موجـ

موجودة فأين هي موجودة ؟ ، وإذا كانت معدومة فكيف نتحدث عنها ؟ وقــد درس الفكــر األصــويل هــذه املــشكلة متحــررا عــن القيــود الفلــسفية الــيت

.ت حتصر املسألة يف نطاق الوجود والعدم وأبدع فيها كان

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 135: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ١٣٥ -

من احللقة األوىل

لنـــا إن عـــلم األصـــول يبحـــث عــن العناصــر املــشتركة يف عمليــة اســتنباط ـ ق :احلكم الشرعي ، فال بد أن نسأل قبل ذلك

رعية ومل حيـرم ذلـك حـىت هل مسح الشارع ألحد باستنباط األحكام الش نقـــول باحلـــاجة إىل وضـــع عـــلم خـــاص لدراســة العناصــر املــشتركة الســتنباط

األحكام الشرعية ؟ :اجلواب

:ألنه " نعم " اجلواب على هذا السؤال يأيت بالبداهة ويكون اجلواب بـ مبا أن عمليـة االسـتنباط عبارة عن حتديد املوقـف العملـي جتـاه الـشريعة

.ديدا استدالليا حتومبا أن اإلنسان املؤمن باهللا تعاىل حبكـم تبعيتـه للـشريعة ملـزم بتحديـد

.موقفه العملي من الشريعة ــا بدرجــة تغــين عــن إقامــة ومبــا أن أحكــام الــشريعة ليــست واضــحة غالب

.الدليل فتكــون النتيجــة أنــه ال ميكــن أن حيــرم علــى النــاس مجيعــا حتديــد املوقــف العملــي حتديــدا اســتدالليا ، بــل إن عمليــة االســتنباط مــن الــضروري أن تمــارس ،

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 136: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ١٣٦ -

ــك يكــون وهــذه الــضرورة تنبــع مــن واقــع تبعيــة اإلنــسان للــشريعة ، والنـــزاع يف ذل .نزاعا يف أمر بديهي

نريـد مـن خـالل االسـتنباط أن نعـرف موقفنـا العملـي جتـاه : رى ـ وبعبـارة أخ حلياة ، هل نقدم على أداء هذا العمل املعين أو نقف ؟أي واقعة من وقائع ا

ــاج إىل معرفــة هــذا ــشارع ، فنحت ــم أن كــل واقعــة هلــا حكــم مــن ال حنــن نعلـــس أمــرا ـــا العمـــلي ، وحتديـــد املوقـــف العمـــلي لي ـــني تكليفنـــا وموقفن احلـــكم وتعي

هنــاك روايــات ســهال ألن الروايــات ليــست بالوضــوح الكامــل ، باإلضــافة إىل ذلــك متعــــارضة ، واملـــشـاكل الـــيت تـواجهنــــا كثــــرية ومعــــقدة كاالسـتنـــساخ والتلقــــيح الــصناعي ، ومــسائل جديــدة مل تكــن مطروحــة يف عــصر األئمــة علــيهم الــسالم ، ــضايا ــى القـ ــتدالل علـ ــاج إىل االسـ ــها ، فنحتـ ــي منـ ــا العملـ ــرف موقفنـ ــد أن نعـ نريـ

نغــــض النظـــر عـــن هـــذه املـــسائل ألـــا املـــسـتحدثة ، وال نـــستطيع أن نقــــول بـــأن موجــودة فعــال ، والنــاس سريســلون االســتفتاءات إىل مراجــع التقليــد للــسؤال عــن هـــذه املـــسـائل اجلديــــدة ، واملرجـــع إذا وصـــل إليـــه الــسؤال ال يـــستطيع أن يقـــول ملقلديه ال دخـل لكم ذه املـسائل ألن النـاس يريـدون اجلـواب عـن هـذه األسـئلة ،

للفقيــه أن يــستدل للوصــول إىل حكــم كــل مــسألة مــن املــسائل مــن خــالل فــال بــد ــشريفة ، وأمــا اإلمجــاع فهــو ــاب الكــرمي والــسنة ال مــصادر االســتنباط ، وهــي الكتكاشـف عــن الــسنة ، وأمـا العقــل فهــو ال خيـالف الــشرع ، وكــل حكـم عقلــي قطعــي

.ميكن االستدالل عليه بدليل قرآين أو روائي أنــه لوجــود احلاجــة إىل االســتدالل علــى احلكــم الــشرعي فــإن وبــذلك يتبــين

الشارع قـد مسح لنـا باالجتهاد واسـتنباط األحكـام الـشرعية ، ولكـن هـذه املـسألة اكتـسبت صــيغة أخــرى ال ختلــو عــن غمـوض وتــشويش ، فــصارت مثــارا لالخــتالف

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 137: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ١٣٧ -

ــد اســتخدمت كلمــة ــشويش ، فق ــهاد " نتيجــة هلــذا الت ــبري عــن عمليــ " االجت ة للتع هل جيوز االجتهاد يف الشريعة ؟: االستنباط ، وطرح السؤال التايل

يف الــسؤال أجــاب الــبعض بعــدم اجلــواز ، " االجتــهاد " وحينمــا دخلــت كلمــة ـــذه الكل ــك ألن ه ــة ـوذل ــان اإلجاب ــاريخ ، وك ـــة خـــالل الت ـــاين خمتلف ـــة مــرت مبع م

ــالنفي علــى أســـاس املعــ ــت النتيجــة هــي أن بعــض ىن القـــدمي لالجتهـــاد ، وكا ـب نالعلمـاء احملـدثني ــــ وهـم األخبـاريون ـــــ قـالوا بعـدم احلاجـة إىل علـم األصـول مــع أــم أنفــسـهم يــسـتنبطون األحـــكام الــشرعية مـــن أدلتهـــا ، ويكتبــون يف مقدمــة

.)١(كتبهم عن االستنباط

ومـا بعـدها ٣٦٢ ص ٩ منهم الشـيخ يوسـف البحراين يف كتابه احلدائق الناضرة ج )١(ـ " : حيث يقول ة ومن الظاهر عند التأمل بعني اإلنصاف وجتنب العصبية للمـشهورات املوجب

اإلمجاع مدركا إمنا اقتفوا فيه العامة العميـاء ) رضوان اهللا عليهم ( لالعتسافات أن عد أصحابنا القتفائهم هلم يف هذا العلم املسمى بعلم أصول الفقه ، وما اشتمل عليه من املـسائل واألحكـام

صيال خلـرج واألحبـاث ، وهذه املسألة من أمهات مسائله ، ولو أن هلذا العلم من أصله أصال أ ما يؤذن بذلك ، إذ ال خيفى على من الحظ األخبار أنه مل يبق أمـر مـن ) عليهم السالم ( عنهم

األمـور اليت جيرى عليها اإلنسان يف ورود أو صدور من أكل وشرب ونوم ونكـاح وتـزويج وخـالء وسفر وحضر ولبس ثياب وحنـو ذلك إال وقـد خرجت األخبار ببيان السنن فيـه ،

عـن هـذا ) عليهم السالم ( يف األحكام الشـرعية نقريها وقطمريها ، فكيف غفـلوا وكـذاالعلم مع أنه كما زعموه مشتمل على أصول األحكام الشرعية ؟ ، فهو كاألساس هلـا البتنائهـا

كـانوا ) عليهم الـسالم ( عليه ورجوعها إليه ، هذا ، وعلماء العامة كالشافعي وغريه يف زمام ى هذه العلوم تصنيفا وتأليفا واستنباطا لألحكام الشرعية ا ، ومجيـع ذلـك معلـوم عاكفني عل

للشيعة يف تلك األيام فكيف غفلوا عن السؤال منهم عن شيء من مسائله ؟ ، ومع غفلة الـشيعة بذلك هلم ومل يهدوهم إليه ومل يوقفوهم عليه مـع كـون ) عليهم السالم ( كيف رضيت األئمة

لألحكام كمـا زعمه أولئـك األعالم ؟ ، ما هذا إال عجب عجيـب كمـا ال مسـائله أصوال خيفى على املوفق املصيب ، ومما يعضد ما ذكرناه بأوضح تأييد رسالة الصادق عليـه الـسالم إىل

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 138: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ١٣٨ -

ويف الوسـائل ٥ص ( - الشيعـة وأمـره هلم مبدارسـتها والتعهد هلا املروية يف روضة الكايف

بأسانيد ثالثة ، وحنن ننقـل موضـع -) وما جيوز أن يقضي به من صفات القاضي ٦بـاب أيتها العصابة املرحومة املفلحة إن اهللا عز وجل أمت لكـم مـا : " قال عليه السالم : احلاجة منها

آتاكم مـن اخلري ، واعلمـوا أنـه ليس مـن علم اهللا تعـاىل وال مـن أمـره أن يأخذ أحـد رأى وال مقاييس ، قد أنزل اهللا تعاىل القرآن وجعل فيه تبيان كـل من خلق اهللا يف دينه وى وال

شيء ، وجعل للقرآن ولتعلم القرآن أهال ، ال يسع أهل علم القرآن الذين آتـاهم اهللا علمـه أن يأخـذوا فيه وى وال رأى وال مقاييس ، أغنـاهم اهللا تعاىل عن ذلك مبا آتـاهم مـن علمـه

مة من اهللا تعاىل أكرمهم ا ، وهم أهل الذكر الـذين أمـر اهللا وخصهم بـه ووضعه عندهم كرا ، وهم الذين قد سبق يف علم اهللا تعـاىل أن مـن - ) ٤٥: النحل ( -تعاىل هذه األمة بسؤاهلم

يتبعهم ويصـدق أثرهم أرشدوه وأعطوه من علم القرآن ما يهتدي به إىل اهللا بإذنـه وإىل مجيـع رغـب عنهم وال عـن مسـألتهم وعـن علمهم الذي أكـرمهم سـبل احلق ، وهم الذين ال ي

اهللا تعاىل بـه ، وجعله عندهم إال من سبق عليه يف علم اهللا تعاىل الشقاء يف أصل اخللـق حتـت األظلـة ، فأولئك الذين يرغبون عن سؤال أهل الذكر ، وأولئك الـذين يأخـذون بـأهوائهم

م جعلوا أهل اإلميان يف علم القـرآن عنـد اهللا وآرائهم ومقاييسهم حىت دخلهم الشـيطان أل كافرين ، وجعلوا أهـل الضاللة يف علم القرآن عند اهللا مؤمنني ، وحىت جعلوا مـا أحـل اهللا يف كثري من األمر حراما ، وجعلوا ما حرم اهللا تعاىل يف كثري من األمر حالال ، فـذلك أصـل مثـرة

صلى اهللا عليهم وآله قبـل موتــه ، فقــالوا أهوائهم ، وقـد عهـد إليـهم رسـول اهللا حنـن بعد مـا قبض اهللا عز وجل رسـوله صلى اهللا عليه وآله يسعنا أن نأخذ مبا اجتمع عليـه رأي الناس بعـد قبض اهللا تعاىل رسوله وبعد عهده الذي عهد إلينا وأمرنا بـه خمالفـا هللا تعـاىل

على اهللا تعاىل وال أبني ضاللة ممن أخـذ بـذلك ورسـوله صلى اهللا عليه وآله ، فما أحـد أجرأ وزعم أن ذلك يسـعه ، واهللا إن هللا تعـاىل على خلقـه أن يطيعـوه ويتبعـوا أمـره يف حيـاة

" .احلديث . . . حممد صلى اهللا عليه وآله وبعد موته فاد منـه وكما يستفاد من هذا اخلرب أن أصل اإلمجاع من خمترعات العامة وبدعهم يست : أقول

أن الرجـوع إىل القرآن وأخذ األحكام منه يتوقف على تفسريهم عليهم السالم وبيـان معانيـه عنهم ، ومنه يعلم أن األخبار كاألصل ملعرفة الكتاب وحل مشكالته وبيان مفـصالته وتفـسري

ـ دم جممالته وتعيني املراد مـن أحكامه وبيـان إامـه ، وهو املشار إليه يف خـرب الـثقلني بع

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 139: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ١٣٩ -

ـــلفني ال علــ ـــريقني عـــلى موضـــوعني خمت ـــالف بــني الف ى موضــوع وكــان االختــىن ، والقـــائلون حبرمـــة ــواز االجتـــهاد يقولـــون بـــاجلواز ملعـ واحـــد ، فالقـــائلون جبـ

.االجتهاد يقولون باحلرمة ملعىن آخر

ـــد أن ن ــة ـ وال بـ ـــه كلمـ ـــرت بـ ــذي مـ ـــور الـ ـــر التطـ ــين أن " االجتـــهاد " ذكـ ليتبـاخلــالف الــذي وقــع حــول جــواز عمليــة االســتنباط كــان نتيجــة فهــم غــري دقيــق

.لالصطالح العلمي والغفلة عن اختالف معاين الكلمة عرب التاريخ

بــذل الوســع " ، واجلهــد هــو )١( إن االجتهـــاد يف اللغـــة مأخـــوذ مـــن اجلهــد ـــا ـــام بعمـــل م ــى الــصعيد الفقهــي " للقي ـــة ألول مــرة عل ، واســـتعملت هـــذه الكلم

االفتراق بني العتـرة والقـرآن مبعىن أن القـرآن ملـا كان املرجع فيه إلـيهم ، وأحكامـه ال تؤخذ إال منهم ، فهو ال يفارقهم ، وأنه ملا كانت أفعاهلم وأقواهلم مقتبسة مـن القـرآن فهـم ال

عتمـاد يفـارقونه ، وكيف كان فهذا اخلرب الشريف ظاهر يف ما دل عليه خرب الثقلني من أن اال ." ليس إال على القرآن واألخبار وأن ما عدامها فهو ساقط عن درجة النظر إليه واالعتبار

هـل : االسـتنباط معنـاه االجتهـاد للوصول إىل احلكم الشرعي ، فيأيت السؤال التايل )١( اجلهد يكون بالضم أي اجلهد ، أو بالفتح أي اجلهد ، أو بالكسر أي اجلهد ؟

:اجلواب اجلهد املشقة ، واجلهد الطاقة ، وقـال : الطاقة ، وقيل : اجلهد واجلهد : من لسان العرب

مهـا : املبالغة والغاية ، واجلهد الوسع والطاقة ، وقيل : اجلهـد املشقة ، وقيل : ابن األثيـر اجلهـد : زهـري األلغتان يف الوسع والطاقة ، وأمـا يف املشقة والغاية فاجلهد ال غري ، وقال

جهدت جهدي واجتهدت رأيـي : بلوغك غايـة األمر الذي ال تألو على اجلهد فيه ، تقول جهد الرجل يف كـذا أي جـد فيـه وبـالغ ، : الفراء ونفسي حىت بلغت مجهودي ، وقال

.انتهى . لطاقة بذل الوسع واهود يف طلب األمر ، وهو افتعال من اجلهد وا: واالجتهاد ألن - بالكـسر - من الواضح من لسان العرب أن االجتهاد ليس مأخـوذا من اجلهـد

.اجلهد واجلهد : اجلهد مل يرد يف اللغة ، فيبقى عندنا االحتماالن اآلخران

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 140: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ١٤٠ -

إن الفقيــه إذا : " ، والقاعــدة هــي للتعـــبري عــن قـــاعدة مــن قواعــد الفقــه الــسين رعيا ومل جيــد نــصا يــدل عليــه يف الكتــاب أو يف الــسنة ـأراد أن يــستنبط حكمــا شــ

" .رجع إىل االجتهاد بدال عن النص ، واالجتــهاد هنــا مبعــىن الــتفكري )١( وكــان مــن أدلتــهم روايــة معــاذ بــن جبــل

هــع إىل رأيـا رجـصـه نـيـقـفـد الـجـم يـإذا لـاص ، فـرأي اخلـذوق والـصي والـخـشـال

: الوسع والطاقـة ، وقيـل : اجلـهد بالضم يف احلجاز وبالفتح يف غريهم : املصباح املنري املضموم الطـاقة واملفتوح املشقة ، واجلهد النهاية والغاية من جهد يف األمـر جهـدا أي إذا طلب حىت بلغ غايته يف الطلب ، واجتهد يف األمر بذل وسعه وطاقته يف طلبه ليبلـغ جمهـوده

.ويصل إىل ايته .، واالجتهاد بذل الوسع اجلهد الطاقة ، ويضم ، واملشقة : ترتيب القاموس احمليط

:النتيجـة مـن - معناه الطاقة والوسع ، واجلهد - من جهد يجهد جهدا -مما سبق يتبني أن اجلهد

معنـاه الطاقة والوسـع واملشقة واملبالغة والغايـة والنهايـة ، ولكـن -جهد يجهد جهدا طـاقة ، وأن اجلهد قـد يأيت ـذا املعـىن ، ولكـن املالحـظ أن اجلهد معنـاه الوسع وال

الظاهر أنـه يأيت مبعىن املشقة والغـاية ، واالجتهاد هـو بذل الوسع والطاقـة واهـود يف .طلب األمر ، لذلك فاألنسب أن يكون االجتهاد افتعاال من اجلهد ال من اجلهد

هل السنة ، فلماذا يـستدلون بروايـة رواية معاذ بن جبل رواية ضعيفة على قول علماء أ )١( :، وإليك أقوال بعض علمائهم وعلمائنا يف رواية معاذ بن جبل ! ضعيفة ؟

، املـصنف ٦٠ ص ١ ، سـنن الـدارمي ج ٢٤٢ ، ٢٣٦ ص ٥مسـند أمحد بن حنبـل ج :٣٥٨ ص ٥البن أيب شيبة الكويف ج

نا وكيع ثنا شعبة عن أيب عون الثقفـي حدثنا عبداهللا حدثين أيب ث : اللفظ ألمحد بن حنبل عن احلرث بن عمرو عن رجال من أصحاب معاذ أن النيب صلى اهللا عليه وسلم ملـا بعثـه إىل

فـإن مل يكـن يف : قـال . أقضي بكتـاب اهللا : كيف تقضي ؟ قـال : اليمـن فقـال يكـن يف سـنة فإن مل : قال . فبسنة رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم : كتـاب اهللا ؟ قـال

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 141: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ١٤١ -

فقال رسول اهللا صلى اهللا عليـه : قال . أجتهد رأيي : رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم ؟ قال

.احلمد هللا الذي وفق رسول رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم : وسلم :١٥٣ حممد ناصر األلباين ص -ضعيف سنن الترمذي

باب ما جاء يف القاضي كيف يقضي-٣ناد حدثنا وكيع عن شعبة عن أيب عون عن احلارث بن عمـرو عـن حدثنا ه ١٣٥٠ -٢٢٤

رجال من أصحاب معاذ عن معاذ أن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم بعث معـاذا إىل الـيمن ) ) .٣٥٩٢ / ٧٧٠ضعيف سنن أيب داود ( ٨٨١ الضعيفة -ضعيف : . . . . ( فقال حـدثنا : لرمحن بن مهدي قـاال حدثنـا حممد بن بشار حدثنا حممد بن جعفر وعبدا ١٣٥١

عن أناس مـن أهـل - ابن أخ للمغرية بن شعبة -شعبة عن أيب عون عن احلارث بن عمرو هــذا حــديث ال . محـص عـن معـاذ عـن النيب صـلى اهللا عليـه وسلم بنحوه

نعرفـه إال من هذا الوجه ، وليس إسناده عندي مبتصل ، وأبو عون الثقفي امسه حممـد بـن .هللا عبيدا

:٦٢ ص ١ ابن حزم ج -احمللى ؛ ال يصح ألنه مل يروه أحد إال احلـارث " أجتهد رأيي وال آلو " وحديث معاذ الذي فيه

.بن عمرو وهو جمهول ال ندري من هو ، عن رجال من أهل محص مل يسمهم عن معاذ :٧٠٩ ص ٢ الشيخ الطوسي ج -عدة األصول

من أن النيب صلى اهللا عليه وآله وسلم ملا أنفذ معاذا إىل الـيمن مبـا روي : وتعلقوا أيضا : . . . .قال له

أن هذه أخبار آحاد ال تقبل يف مثـل هـذه : والكالم على مـا ذكروه من وجوه ، أوهلا املسـألة اليت طريق إثبـاا العلم املقطوع على صحته ، على أن األصول لو ثبتـت بأخبـار

رواه مجاعـة مـن : ثبـوا مبثل خرب معـاذ ألن رواته جمهولون ، وقيـل اآلحـاد مل جيز أصحاب معـاذ ، ومل يذكـروا ، على أن روايتـه قــد وردت خمتلفــة ، فجــاء يف

، " ال ، اكتب إلي أكتـب إليـك : " قال عليه السالم له . أجتهد رأيي : بعضها أنه ملا قال يما ال جيده يف الكتاب والسنة موقوفا على ما يكتب إليـه ال وهـذا يوجب أن يكون األمر ف

.على اجتهاده

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 142: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ١٤٢ -

:١٧٠ ص ٢ الشيخ حممد رضا املظفر ج -أصول الفقه

رووا عـن النيب صلى اهللا عليه وآلـه أحـاديث لتصحيح القياس ال تنهض حجة هلـم ، :وال بأس أن نذكر بعضها كنموذج عنها ، فنقول

احلديث املأثور عن معاذ أن رسول اهللا صلى اهللا عليه وآله بعثـه قاضـيا إىل -) منهـا ( : . . . .اليمن وقال له فيما قال

قـد أقر النيب االجتهـاد بالرأي ، واجتهاد الرأي ال بد من رده إىل أصـل وإال : قـالوا .كان رأيا مرسال ، والرأي املرسل غري معترب ، فاحنصر األمر بالقياس

أن احلديث مرسـل ال حجة فيه ألن راويه هو احلارث بن عمرو ابـن أخـي : واجلواب املغرية بن شـعبة رواه عن أناس من أهـل محص ، مث احلارث هذا نفسه جمهـول ال يـدري أحـد من هو ، وال يعرف لـه غري هذا احلديث ، مث إن احلديث معارض حبـديث آخـر يف

ال تقضني وال تفضلن إال مبا تعلم ، وإن أشكل عليـك أمـر " : نفـس الواقعة إذ جاء فيـه " .فقف حىت تتبينه أو تكتب إيل

فأجدر بذلك احلديث أن يكون موضوعا على احلارث أو منه ، مضافا إىل أنـه ال حـصر فيما ذكروا ، فقد يراد من االجتهاد بالرأي استفراغ الوسع يف الفحص عـن احلكـم ، ولـو

" .وال آلو : " عمومات أو األصول ، ولعله يشري إىل ذلك قوله بالرجوع إىل ال :٣٣٨ السيد حممد تقي احلكيم ص -األصول العامة للفقه املقارن

:أما ما استدل به من السنة فروايات تكاد تنتظم يف طائفتني ـ : تتمثل أوالمهـا اه حبديث معاذ بن جبل وما يعود إليه من األحاديث ، ونظرا ملـا أعط

مثبتو القيـاس من أمهية هلذا احلديث فإننا سنحاول أن نطيل التحدث فيه نسبيا ، واحلـديث كمـا رواه أمحـد وأبو داود والترمذي وغريهم مـن حديث احلارث بن عمر بـن أخـي

ملا بعثه صلى اهللا عليـه : حدثنا ناس من أصحاب معاذ عن معاذ قال : املغرية بن شعبة قـال : . . . . ، قال وآله إىل اليمن

أن رسول اهللا صـلى اهللا عليـه - من وجهة داللية - وخري مـا يقرب بـه هذا احلديث وآلـه أقر االجتهـاد بالرأي يف طول النص بإقراره الجتهاد معاذ ، وهـو شـامل بإطالقـه

:للقياس ، ويرد على االستدالل بالرواية

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 143: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ١٤٣ -

يث نصوا على أنه جمهول ، وبإغفـال راويهـا أا ضعيفة جبهالة احلارث بن عمرو ح -١

.لذكر من أخذ عنهم احلديث من الناس من أصحاب معاذ وهذا احلديث أورده اجلوزقاين يف املوضـوعات وقـال هـذا : ( قـال يف عون املعبـود

حديث باطل رواه مجاعة عن شعبة ، وقد تصفحت هذا احلديث يف أسانيد الكبار والـصغار ، لقيته من أهل العلم بالنقل عنه ، فلم أجد له طريقا غري هذا ، واحلـارث ابـن وسـألت من

عمـرو بن أخي املغرية بن شعبـة جمهـول ، وأصحاب معـاذ مــن أهــل محـص ال يعرفـون ، ومثل هذا اإلسناد ال يعتمد عليه يف أصل الشريعة ، فإن قيل إن الفقهـاء قاطبـة

ريقـه واخللف قلد فيه السلف ، فإن أظهروا طريقـا أوردوه واعتمدوا عليـه ، قيل هـذا ط ) .غري هذا مما يثبت عند أهل النقل رجعنا إىل قوهلم ، وهذا مما ال ميكنهم البتة

، وهم ال يـصلحون لتقويـة ! وما أدري من من السلف تلقاه بالقبول غري مثبيت القياس ؟ ال يكشف عن قـوة يف سـنده حديث هـذا سنده لكوم مـن املتأخرين ، وأخذهم بـه

خفيت علينا عادة وخباصة وقد أوردوه كغريه من األحاديث دليال على األخذ بالقياس ، فلـو كان جمرد أخذهم بـه يوجب تقويته له لكان حـال ما أخذوا به من األحاديـث الـضعيفة

.حاله يف التقوية وهو ما مل يدعوه هلا على اإلطالق : وايف الداللة على ما سيق إلثباته وذلك أن هذا احلديث غري-٢

رمبـا كـان - لو صـحت الروايـة - ألن إقرار النيب صلى اهللا عليه وآله ملعاذ -أخلصـوصية يعرفها النيب صلى اهللا عليه وآلـه فيه تبعـده عـن الوقوع يف اخلطـأ وجمانبـة

. . . .الواقع ، وإال ملا خوله هذا التخويل املطلق يف استعمال الرأي ، أن هذا احلديث وارد يف خصوص باب القضاء ، ورمبا اختص بـاب القـضاء -ب

. . . .بأحكام ال تسري إىل عامل اإلفتاء أننا نعلم ومعنا مثبتو القياس أن هذا احلديث معارض مبا دل على الـردع عـن -ج

. . . .إعمال الرأي ، :٦٩٨ ص ٥ ابن حزم ج -اإلحكام

، فحديثان سـاقطان ، أمـا . . . وحـديث عبد اهللا بن عمر . . . وأمـا حديث معاذ . . . .حديث معاذ فإمنا روي عن رجال من أهل محص مل يسموا ،

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 144: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ١٤٤ -

:٧٧٣ ص ٦ ابن حزم ج -اإلحكام

وأما خرب معاذ فإنه ال حيل االحتجاج به لسقوطه ، وذلك أنه مل يرو قط إال مـن طريـق . . . .ول ال يدري أحد من هو ، احلارث بن عمرو وهو جمه

.وال يعرف احلارث إال ذا وال يصح : قال البخاري هـذا نص كالم البخـاري رمحه اهللا يف تارخيه األوسـط ، مث هو عن رجال مـن أهـل محص ال يدرى من هم ، مث ال يعرف قط يف عصر الصحابة ، وال ذكره أحـد منـهم ، مث مل

صر التابعني حىت أخذه أبو عون وحده عمن ال يدري من هـو ، فلمـا يعرفـه أحد قط يف ع وجـده أصحاب الرأي عنـد شعبـة طاروا بـه كل مطـار ، وأشاعوه يف الـدنيا وهـو

.باطل ال أصل له مث قـد رواه أيضـا أبو إسحـاق الشيباين ، عن أيب عون فخالف فيـه شـعبة ، وأبـو

ملـا بعـث : قـال - هو أبو عون -ن عبيد اهللا الثقفي عن حممد ب . . . إسحاق أيضا ثقـة . أقضي مبا يف كتـاب اهللا : يا معاذ مبا تقضي ؟ قال : معاذا إىل اليمن قال ) ص ( رسول اهللا

فـإن : قال ) . ص ( أقضي مبا قضي به نبيه : فإن جاءك أمر ليس يف كتاب اهللا ؟ قال : قال . أقضي مبا قضى به الـصاحلون : ه نبيه ؟ قال جـاءك أمـر ليس يف كتـاب اهللا ومل يقض ب

فإن جـاءك أمـر ليـس يف كتاب اهللا ومل يقض به نبيه وال قضى به الـصاحلون ؟ : قـال احلمد هللا الذي جعل رسول رسـول اهللا ) : ص ( فقال رسول اهللا . أؤم احلق جهدي : قال

.يقضي مبا يرضى به رسول اهللا أؤم احلق هو طلبه للحق حىت جيـده حيـث ال : أصال ، وقوله " أجتهد رأيي " فلم يذكر

) . . . .ص ( توجد الشريعة إال منه ، وهو القرآن وسنن النيب .اجتهاد الرأي هو مشاورة أهل العلم ، ال أن يقول برأيه : قال سفيان بن عيينة

وال مبا يف كتـاب اهللا ، وأيضـا فإنه خمالفون ملا فيـه ، تاركون له ، الن فيه أنه يقضي أ ، وهم كلهم على خـالف ) ص ( فإن مل جيـد يف كتاب اهللا فحينئذ يقضي بسنة رسول اهللا

هـذا ، بل يتركون نص القرآن إما لسنة صحيحة وإما لرواية فاسدة ، كما تركـوا مـسح ومثل هذا كثري ، فكيف جيـوز لـذي . . . الرجلني وهـو نص القرآن لرواية جاء بالغسل ،

دين أن حيتج بشيء هو أول خمالف له ؟

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 145: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ١٤٥ -

وبرهـان وضع هـذا اخلرب وبطالنه هـو أن مـن البـاطل املمتنع أن يقـول رسـول

فإن مل جتـد يف كتـاب اهللا وال يف سـنة رسـول اهللا وهو يسمع قول ربـه ) : ص ( اهللا ، ) كملت لكـم ديـنكم اليوم أ : ( ، وقوله تعاىل ) اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم : ( تعاىل

مـن حتـرمي ) ص ( ، مع الثابت عنه ) ومن يتعد حدود اهللا فقد ظلم نفسه : ( وقولـه تعاىل فاختذ الناس رؤوسا جهاال فـأفتوا بـالرأي فـضلوا ) : ص ( القول بالرأي يف الدين من قوله

.وأضلوا ستنفذ جهـدي حـىت أرى ؛ إمنا معناه أ" أجتهد رأيي : " مث لـو صح لكان معىن قولـه

.احلق يف القرآن والسنة ، وال أزال أطلب ذلك أبدا إما أن يكون ذلـك ملعـاذ وحـده ، : وأيضا فلـو صح لكان ال خيلو من أحد وجهني

فيلزمـهم أال يتبعـوا رأي أحـد إال رأي معـاذ ، وهم ال يقـولون ــذا ، أو يكـون جتهد رأيـه فقد فعـل ما أمر بـه ، وإذ األمـر ملعـاذ وغريه ، فإن كان ذلك فكل مـن ا

كذلك فإن كل من فعل مـا أمر بـه فهم كلهم حمقــون ليــس أحــد منـهم أوىل بالصواب من آخر ، فصار احلق على هذا يف املتضادات ، وهذا خـالف قـوهلم ، وخـالف

ألن خمالفـه املعقـول ، بل هـذا احملال الظـاهر ، وليس حينئذ ألحد أن ينصر قوله حبجـة أيضا قد اجتهد رأيه ، وليس يف احلديث الذي احتجوا به أكثر من اجتهاد الرأي وال مزيـد ،

.فال جيوز هلم أن يزيدوا فيه ترجيحا مل يذكر يف احلديث وأيضـا فليس أحد أوىل مـن أحـد مع هـذا ، فلكل واحـد منا أن جيتهـد برأيـه ،

ومـن احملـال البني أن يكون مــا ظنـه اجلهـال يف فليس من اتبعـوا أوىل مـن غريه ، يبيح ملعاذ أن حيلل برأيه وحيـرم برأيـه ، ) ص ( من أن يكون - لو صح -حديث معـاذ

ويوجـب الفـرائض برأيـه ويسقطها برأيـه ، وهـذا ما ال يظنـه مـسلم ، ولـيس يف .الشريعة شيء غري ما ذكرنا البتة

:٩٧٥ ص ٧ ابن حزم ج -اإلحكام أن . . . وهــو ) ص ( وموهوا أيضـا مبا روي من قـول نسـب إىل رســول اهللا

هــذا : قـال أبو حممـد : . . . . ملا أراد أن يبعث معاذا إىل اليمن قال ) ص ( رسول اهللا حديث سـاقط ، مل يروه أحد من غري هذا الطريق ، وأول سقوطه أنه عن قـوم جمهـولني مل

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 146: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ١٤٦ -

ـ ة فيمن ال يعرف مـن هو ، وفيه احلارث بن عمرو وهـو جمهـول ال يسـموا ، فال حج

. . .يعرف من هو ، ومل يأت هذا احلديث قط من غري طريقه .هذا كالم البخاري رمحه اهللا . وال يعرف احلارث إال ذا ، وال يصح : قال البخاري

ين أن يكـون اهللا تعـاىل وأيضا فإن هذا احلديث ظاهر الكذب والوضع ، ألن من احملال الب تبيانـا ( ، و) ما فرطنا يف الكتاب من شـيء ( ، و) اليـوم أكملت لكم دينكم : ( يقـول

إنـه ينـزل يف الديانة مــا ال يوجـد يف ) : ص ( ، مث يقـول رسـول اهللا ) لكل شيء للناس مـا نـزل لتبني ) : ( ص ( القرآن ، ومن احملال البين أن يقول اهللا تعاىل خماطبا لرسوله

إنه يقع يف الدين ما مل يبينه عليه الـسالم ، مث مـن ) : ص ( ، مث يقـول رسول اهللا ) إليهم فاختذ الناس رؤوسا جهاال فأفتوا بـالرأي فـضلوا ) : ص ( احملال املمتنع أن يقول رسول اهللا

الـدين مث يطلق احلكـم يف . . . وأضلوا ، جاء هـذا بالسند الصحيح الذي ال اعتراض فيه .بالرأي ، فهذا كله كذب ظاهر ال شك فيه

وقد كان يف التابعني الراوين عن الصحابة رضي اهللا عنهم خبث كثري وكـذب ظـاهر ، كاحلارث األعور وغريه ممن شهد عليه بالكذب ، فال جيوز أن تؤخذ رواية عـن جمهـول مل

.يعرف من هو وال ما حاله : دعى يف هذا احلديث أنه منقول نقل الكافة ، قال أبو حممـد ولقـد جلأ بعضهم إىل أن ا

بل احلديث الـذي : وال يعجز أحـد عن أن يدعي يف كل حديث مثل هـذا ، ولو قيل له إن أشد الفرق فتنة على أميت قوم يقيـسون األمـور بـرأيهم : " جاء من طريق ابن املبارك

. . .كافة أكان يكون بينه وبني فرق ؟ ، هو من نقل ال" فيحرمون احلالل وحيلون احلرام يا أيها الذين آمنـوا أطيعـوا اهللا وأطيعوا الرسول وأويل األمـر : ( فقـول اهللا تعـاىل

، ) منكم فإن تنـازعتم يف شيء فردوه إىل اهللا والرسول إن كنتم تؤمنون باهللا واليوم اآلخـر عند التنـازع إال إىل اهللا تعـاىل وهـو فهذا هـو الذي ال شـك يف صحته ، وليس فيه الرد

، وال ذكر القياس يف ذلك ، فـصح أن مـا عـدا ) ص ( القرآن ، وإىل الرسول وهو كالمه القـرآن واحلديث ال حيل الرد إليـه عنـد التنازع ، والقياس أصال ليس قرآنا وال حـديثا ،

ا احلديث الذي ذكرنا مـن طريـق مع أن هذ. فال حيل الرد إليـه أصال ، وباهللا تعاىل التوفيق معاذ ال ذكر للقياس فيه البتة بوجه من الوجوه ، وال بنص وال بدليل ، وإمنـا فيـه الـرأي ،

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 147: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ١٤٧ -

والرأي غري القيـاس ، ألن الرأي إمنا هو احلكم باألصلح واألحـوط واألسـلم يف العاقبـة ،

، وسـواء كـان والقياس هـو احلكم بشيء ال نص فيه مبثل احلكم يف شيء منصوص عليه .أحوط أو مل يكن أصلح ، أو مل يكن كان أسلم أو أقتل ، استحسنه القاتل له أو استشنعه

إذا اجتهد احلاكم فأخطأ فلـه أجـر ، وإذا اجتهـد ) : " ص ( وهكذا القـول يف قوله ، ليس فيـه للقياس أثر ال بدليل وال بنص ، وال للـرأي أيـضا ، ال " فأصاب فلـه أجران

ر وال بدليل بوجـه من الوجوه ، وإمنا فيه إباحة االجتهاد فقط ، واالجتهاد ليس قياسـا يذكإجهاد النفس واستفراغ الوسع يف طلب حكم طلـب النازلـة يف : وال رأيا ، وإمنا االجتهاد

القول والسنة ، فمن طلب القرآن وتقرأ آياته وطلب يف السنن وتقرأ األحاديث يف طلب مـا جتهـد ، فإن وجدها منصوصة فقد أصاب فله أجران أجـر الطلـب وأجـر نزل بـه فقد ا

اإلصـابة ، وإن طلبهـا يف القرآن والسنة فلم يفهم موضعا منهما وال وقف عليـه وفاتـت إدراكه فقد اجتهد فأخطأ فله أجر ، وال شك أا هنالك إال أنه قد جيدها من وفقه اهللا هلـا ،

عاىل هلا ، كما فهم جابر وسعد وغريمهـا آيـة الكاللـة ومل وال جيدهـا من مل يوفقـه اهللا ت أحلتهما آية وحرمتـهما آيـة ، : يفهمها عمـر ، وكما قال عثمان يف األختني مبلك اليمني

فأخرب أنـه مل يقف على موضع حقيقة حكمهما ، ووقف غريه على ذلك بال شك ، وحمـال . تعاىل التوفيق أن يغيب حكم اهللا تعاىل عن مجيع املسلمني ، وباهللا

:٢١٥ ص ١ضعفاء العقيلي ج : احلارث بن عمرو بن أخي املغرية بن شعبة كويف ، حدثين آدم بن موسى قـال ) ٢٦٢ (

احلارث بن عمرو بن أخي املغرية بن شعبة عن أصحاب معـاذ عـن : مسعت البخاري قـال . . . . مرسال وال يصح وال يعرف إال: قال البخاري . معاذ روى عنه أبو عون

:٢٦٦ ص ٥ املزي ج -ذيب الكمال روى عن أنـاس مـن . دت احلـارث بن عمرو ابن أخي املغرية بن شعبة الثقفي ١٠٣٤

مب : أهـل محص من أصحاب معـاذ عن معـاذ أن النيب صـلى اهللا عليه وسلم قـال لـه .احلديث . . . حتكم

.، وال يعرف إال ذا ) د ت ( لثقفي روى عنه أبو عون حممد بن عبيداهللا ا .ال يصح وال يعرف : قال البخاري

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 148: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ١٤٨ -

الشخصي يف تـشريع احلكـم ، واالجتـهاد ـذا املعـىن يعتـرب دلـيال مـن أدلـة الفقـه ــسـنة ـــرمي والـ ـــاب الكـ ـــا أن الكـتـ ــشـريع كـمـ ـــكم والتــ ــصـادر الـحـ ـــن مــ ــصـدرا مـ ومــالشـريفة مصدران للتـشريع ، بـل أكثـر مـن ذلـك فـإم اجتهـدوا يف مقابـل الـنص

، وهـذه نتيجة طبيعية وصل إليهـا االجتـاه الـسين البتعـادهم عـن أهـل )١(شرعي الالبيــت علــيهم الــسالم وعــدم أخــذ الــدين مــن األئمــة علــيهم الــسالم ، وكــان علــى رأس املنـادين بالـرأي أبو حنيفــة النعمـان بـن ثابـت ، ولقـي االجتـهاد ـذا املعـىن

ــس ــت علــيهم ال ــة أهــل البي ــاء الــذين )٢(الم معارضــة شــديدة مــن أئم ومــن الفقه .ينتسبون إىل مدرستهم عليهم السالم

ال نعرفه إال من هذا الوجـه ، ولـيس : وقال الترمذي . . . روى له أبو داود والترمذي

.إسناده عندي مبتصل للسيد اجلليل عبداحلسني شرف الدين قـدس سـره ، " النص واالجتهاد " راجع كتـاب )١(

.للشيخ أسد حيدر رضوان اهللا عليه " اإلمام الصادق واملذاهب األربعة " ب وكتا إن الروايـة ال بد أن تدرس ضمن الظروف املوضوعية اليت قيلت فيهـا ، فاإلمـام عليـه )٢(

السالم يعيش ضمن ظروف معينة ، وهو عليه السالم يطرح الرواية ضمن هـذه الظـروف ، . إىل معىن جديد وإليك مثال لكلمة تغير معناها

، كمـا يف "أكره ذلـك " : ورد يف بعض الروايات عن بعض األئمة عليهم السالم عبارة :الروايات التالية

قلـت أليب : عن احلسني بن خالد الصرييف قـال : ١ ح ٦٢ ص ١١ يف حبار األنوار ج امتـه يف إصـبعه الرجـل يستنجي وخ : احلسـن علي بن موسى الرضـا عليـه السـالم

جعلت فداك أو لـيس كـان : فقلت . " أكره ذلك له " : فقال " . ال إله إال اهللا : " ونقشه رسـول اهللا صلى اهللا عليه وآله وكل واحد من آبائك عليهم السالم يفعل ذلـك وخامتـه يف

نظـروا بلى ، ولكن أولئك كانوا يتختمون يف اليد الـيمىن ، فـاتقوا اهللا وا " : إصبعـه ؟ قال ."ألنفسكم

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 149: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ١٤٩ -

: عن عمرو بـن مجيـع قـال : ١ ح ٤٩٣ ص ٣ ويف وسـائل الشيعة للحر العاملي ج

أكـره ذلـك ، " : سـألت أبا عبداهللا عليـه السالم عن الصالة يف املساجد املصورة ، فقال ."ولكن ال يضركم ذلك اليوم ، ولو قد قام العدل لرأيتم كيف يصنع يف ذلك

عن حممد بن مسلم عن أحـدمها عليهمـا : ١ ح ١٠٦ ص ٤١ئل الشيعة ج ويف وسـا أما األمة فال بأس ، فأما احلرة فـإين أكـره ذلـك إال أن " : السالم أنه سئل عن العزل ، فقال

."يشترط عليها حني يتزوجها ـ سة يف ويفهم اآلن من العبـارة السابقة الكراهية اليت هي من األحكام التكليــفية اخلم

مقـابل احلرمة والوجوب واالستحباب واإلباحة ، ولكن املعىن الذي يقصده اإلمـام عليـه السـالم قـد يكون الكراهيـة وقـد يكون احلرمـة ، فاإلمـام عليه الـسالم يـستعمل أحيانا هذا التعبري يف احلرمة أيضا ، فال بد أن نعرف املعاين املقصودة يف زمان األئمـة علـيهم

.، وميكن لنا معرفة املعىن املقصود من اللفظ بواسطة الروايات األخرى السالم ، يبين فيـه معـاين " معاين األخبار " وهنـاك كتاب للشيخ الصدوق قدس سره بعنوان

.بعض األلفاظ املستعملة يف الروايات من خالل الروايات األخرى لرأي الشخصي ، ولكن الكلمة أخـذت واألئمـة عليهم السالم حاربوا االجتهاد مبعىن ا

معىن جـديدا يف القـرن السـابع ، فال ميكن تطـبيق تلك الروايات على املعـىن اجلديـد " .االجتهاد " لكلمة

وإليك بعض الروايـات الواردة عن أهل البيت عليهم السالم يف ذم القيـاس واالجتـهاد :مبعىن الرأي الشخصي إيـاك " : عن جعفر بن حممد عليهما السالم قـال : ٣ ح ٢٨٦ ص ٢ يف حبار األنوار ج

مـن : والقيـاس فإن أيب حدثين عن آبائه عليهم السالم أن رسول اهللا صلى اهللا عليه وآله قـال قـاس شيئا من الدين برأيـه قرنه اهللا تبارك وتعاىل مع إبليس يف النار ، فإنه أول من قاس حيـث

، فدعوا الرأي والقياس فإن دين اهللا مل يوضـع علـى ) قته من طني خلقتين من نار وخل : ( قال . "القياس

، " . . . : عن الصـادق عليه السالم قـال : ٤ ح ٢٨٧ ص ٢ ويف حبـار األنـوار ج .. . . . "ومل يبن دين اإلسالم على القياس ،

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 150: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ١٥٠ -

ال تقس فـإن " : قال عن الصادق عليه السالم : ١٠ ح ٢٩١ ص ٢ ويف حبار األنوار ج

، فقاس مـا بـني النـار ) خلقتين من نار وخلقته من طني : ( أول من قـاس إبليس حني قـال .. . . "والطني ، ولو قاس نورية النار عرف فضل ما بني النورين وصفاء أحدمها على اآلخر ،

اتـق اهللا وال " : عن الصادق عليه السالم قـال : ١١ ح ٢٩١ ص ٢ ويف حبار األنوار ج أنـا : ( تقس الدين برأيك ، فإن أول من قاس إبليس ، أمره اهللا عز وجل بالسجود آلدم ، فقال

.) "خري منه خلقتين من نار و خلقته من طني ، فـدع " . . . : عن الصادق عليه الـسالم : ١٤ ح ٢٩٥ ص ٢ ويف حبـار األنوار ج ."مل يوضع بالقياس وبالرأي الرأي والقياس ، فإن الدين

عن الرضا عن آبائه ، عن أمري املؤمنني علـيهم : ١٧ ح ٢٩٧ ص ٢ ويف حبار األنوار ج ما آمن يب من فـسر " : قال اهللا جل جالله : قال رسول اهللا صلى اهللا عليه وآله : السالم قال

. "ستعمل القياس يف ديين برأيه كالمي ، وما عرفين من شبهين خبلقي ، وما على ديين من امـن " : قال رسول اهللا صلى اهللا عليه وآلـه : ١٨ ح ٢٩٨ ص ٢ ويف حبـار األنوار ج

.. . . "عمل باملقائيس فقد هلك وأهلك ، عن الصادق عليه السالم عن أبيـه عليهمـا : ٢٤ ح ٢٩٩ ص ٢ ويف حبـار األنوار ج

من نصب نفسه للقياس مل يزل دهره يف التباس ، ومـن دان " : السالم أن عليا عليه السالم قال ."اهللا بالرأي مل يزل دهره يف ارمتاس

.أي يرمتس دائما يف الضاللة واجلهالة : يف ارمتاس من أفىت النـاس " : عن الصادق عليه السالم : ٢٥ ح ٢٩٩ ص ٢ ويف حبـار األنوار ج

." مبا ال يعلم فقد ضاد اهللا حيث أحل وحرم فيما ال يعلم برأيه فقد دان مبا ال يعلم ، ومن دانمـن " : عن احلسني بن علي عليهما السالم : ٣٥ ح ٣٠٢ ص ٢ ويف حبـار األنوار ج

وضع دينـه على القياس مل يزل الدهر يف االرمتاس ، مائال عن املنهاج ، ظاعنـا يف االعوجـاج ، . "ضاال عن السبيل ، قائال غري اجلميل

عن اإلمام علي بن احلسني الـسجاد عليهمـا : ٤١ ح ٣٠٣ ص ٢ ويف حبار األنوار ج إن دين اهللا ال يصاب بالعقول الناقصة واآلراء الباطلة واملقـائيس الفاسـدة ، وال " : السـالم

. "يصاب إال بالتسليم

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 151: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ١٥١ -

العقلي الذي يـأيت يف الروايـة مبعىن الرأي الشـخصي ال مبعىن الدليـل " العقـول " و

.فيما بعد يف أدلة االستنباط إيـاكم وأصـحاب " : قال صلى اهللا عليه وآله : ٦٩ ح ٣٠٨ ص ٢ ويف حبار األنوار ج

الرأي فإم أعيتهم السنن أن حيفظوها ، فقالوا يف احلالل واحلرام برأيهم ، فأحلوا مـا حـرم اهللا ."وحرموا ما أحل اهللا ، فضلوا و أضلوا

ال رأي يف الدين " : عن أمري املؤمنني عليه السالم : ٨٠ ح ٣١٥ ص ٢ ويف حبار األنوار ج " .

إن أصـحاب " : عن الصادق عليـه الـسالم : ٨١ ح ٣١٥ ص ٢ ويف حبار األنوار ج املقائيس طلبوا العلم باملقائيس فلم تزدهم املقائيس من احلق إال بعدا ، وإن ديـن اهللا ال يـصاب

."ملقائيس با إن الروايـة اليت يقوهلا املعصـوم عليه السالم تكون ضمن ظروف موضـوعية معينـة ، فيكون احلكم املستنبط من هذه الرواية قائما على هذه الظروف املوضوعية ، وتـشكل هـذه الظـروف جزءا من موضـوع احلكم وقيـوده ، فال بـد للفقيه أن حيـاول الوصـول إىل

لظروف اليت أحاطت بالرواية ، وبالتايل ذا احلكم ألن احلكم يكـون مـشروطا معرفة هذه ا .مبوضوعه وقيوده

وقال الشهيد قدس سره إن موضوع احلكم اصطالحا هو جمموعة الشرائط الـيت تتوقـف .عليها فعلية احلكم ، وبذلك تكون الظروف املوضوعية جزءا من موضوع احلكم

وقيود عامة داخلة يف موضوعه مثل البلـوغ واحليـاة والقـدرة ، إن كل حكم له شروط وبعض األحكام هلا قيود أخرى خاصة مثل االستطاعة يف وجوب احلج ، وهذه القيـود هـي تشكل مقدمـات الوجوب ، وهي املقدمات اليت جتعل احلكم فعليا يف حق املكلف ، فعلـى

" أ " جزائه ، فقد يوجـد حكـم كل فقيـه أن يعرف موضـوع كل حكم بكل تفاصيله وأ مثال ولـه مخسة قيـود ، فإذا انتفى قيد فإن الشروط األربعة الباقية تشكل موضوعا حلكـم

" .ب " آخر مثل يوجد حكم بأن من استخرج شيئا من أرض فإنه ميلكه أو من حاز شـيئا فقـد :١مثال

كها ، ففي ذلـك الظـرف ملكه ، فيذهب شخص إىل الغابة وحيتطب كمية من اخلشب فيمل

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 152: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ١٥٢ -

وكـان االجتــهاد يــدل علــى هــذا املعـىن إىل القــرن الــسابع اهلجــري ، وروايــات أهل البيت عليهم السالم تذم االجتهاد ذا املعـىن ، وقـد شـن العلمـاء مـن أتبـاع

أ الفقهـي ، فقـد صـنف عبـداهللا أهـل البيـت عليهم السـالم محلــة ضــد هــذا املبـد ـــابا أمســـاه ــزبريي كت ــدالرمحن ال ـــل " ابــن عب ـــلى األوائ االســـتفادة يف الطـــعون عــهاد والقيــاس ، وصــنف هــالل بــن إبــراهيم بــن أيب " والــرد علــى أصــحاب االجت

الــرد علــى مــن رد آثــار الرســول واعتمــد علــى نتــائج " الفــتح املــدين كتابــا أمســاه نف يف عصر الغيبة الصغرى أو قريبا منـه إمساعيـل بـن علـي ابـن ، وص " العقـول

إسحاق بن أيب سهل النوخبيت كتابـا يف الـرد علـى عيـسى بـن أبـان يف االجتـهاد ، .وقد نص على ذلك كله النجاشي يف تراجم هؤالء

ويف أعقــاب الغيبــة الــصغرى يواصــل الــشيخ الــصدوق قــدس ســره يف القــرن إن موسـى " : ـة ، فيقـول يف تعقيبـه على قصـة موسـى واخلـضر رابـع تلك احلمل ـال

ـــ مع كمال عقله وفضله وحمله من اهللا تعاىل ـــ مل يدرك باستنباطه واستدالله معىن أفعال اخلضر حىت اشتبه عليه وجه األمر به ، فإذا مل يجز ألنبيـاء اهللا كانت اآلالت بسيطة مثل الفأس ، وأما اآلن فقد تطورت اآلالت ، فيـستطيع اإلنـسان أن يسـتخرج النفـط أو يذهب إىل الغـابة ، وخـالل ساعات معدودة حيتطـب بـاآلالت احلديثـة كل األخشـاب املوجودة يف تلك الغابة ، ولكن ال بد أن نالحظ أن الظرف قـد

.لذلك فإن الشروط تغيرت أيضا ، ومن املمكن أن يتغير احلكم من اجلواز إىل احلرمة تغير ، التجنيد اإلجباري قد ال يكون يف السابق واجبا ، ولكن اآلن ال بـد أن تقـوم :٢مثال

الدولـة بتدريب سكاا على احلرب ألن الظروف اآلن قد تغيـرت ، فـالقيود تغيـرت ، ر إىل وجوب التجنيد على الشعب فموضوع احلكم تغير ، فاحلكم قد يتغي.

إن تغير احلكم ال يكون يف العبادات ألا توقيفية وأحكامها ثابتة ، وإمنـا تغيـر :مالحظة .احلكم يكون يف املعامالت فقط

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 153: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ١٥٣ -

م مـن األمـم أوىل بـأن ال ورسله القياس واالستدالل واالستخراج كان من دونهـ فإذا مل يصـلح مـوسى لالختيـار ــــ مـع فـضله وحملـه ــــ . . . جيـوز هلم ذلك

فكيف تصـلح األمـة الختيـار اإلمام ، وكيف يصلحون الستنباط األحكام الشرعية .)١(" واستخراجها بعقوهلم الناقصة وآرائهم املتفاوتة ؟

ــأيت ــع ي ــرن الراب ــهاد ويف أواخــر الق ــد قــدس ســره ويهــاجم االجت ــشيخ املفي ال، ويف القــرن " الــنقض علــى ابــن اجلنيــد يف اجتــهاد الــرأي " ويكتـب كتابــا بعنــوان

ولكن األنبياء عليهم السالم ال يستدلون وال يقيـسون وال يـستخرجون وال يـستنبطون )١(

ام الشـرعية وال يعملـون عقـوهلم وال يعملون بـآرائهم ألن االسـتنباط خيطـىء األحكويصيب ، واألنبيـاء عليهم السالم معصومون يوحي اهللا تعاىل إليهم األحكـام ، يقـول اهللا

واستدالل الشيخ الصدوق عجيب عنـدما ، )٤: النجم ( : تعـاىل ن موسى عليـه السالم كان يسـتنبط ويستدل على معىن أفعال اخلضر حـىت أن انطلق من أ

األمـر اشتبه عليـه ، انطلق من ذلك ليثبت بقـاعدة األولوية أنه إذا مل يصلح الـنيب عليـه السالم مع كمال عقله لالستنباط فكيف تصلح األمة اليت ال تصل إىل مرتبة الـنيب السـتنباط

كن هـذا قياس مع الفـارق ألن النيب ال يـسـتنبط ، هـذا أوال ، األحكام الشرعية ؟ ، ول وثانيا أن فهم أفعال اخلضر ال حيتاج إىل استنباط باملصطلح األصـويل والفقهـي ألن معـىن االسـتنباط اصطالحا هـو اسـتخراج األحكام الشـرعية من األدلـة ، وموسـى عليـه

عيا ، فاستعمال الشيخ الصدوق قـدس السـالم مل يكن يستنبط من أفعال اخلضر حكما شر ليس مبعناها االصطالحي ، وإمنا استعملها مبعناها اللغـوي وهـو " االستنباط " سـره لكلمة

الفهم ألن موسى عليـه السالم حـاول أن يفهم أسـباب أفعـال اخلضر ودوافعهـا ، ومل عنـاه اللغـوي ال يوح اهللا تعـاىل إليـه شيئا عن أسـباا ، فاالستنباط هنـا اسـتعمل مب

االصـطالحي ، وقد انطلق الشيخ الصدوق قدس سره من املعـىن اللغـوي لنفـي املعـىن االصـطالحي لالسـتنباط مع أن هـذا ال يصح ألن الكلمة عنـدما تـستعمل يف القيـاس

.املنطقي ال بد أن تستعمل مبعىن واحد وإال لبطل القياس لعدم تكرر احلد األوسط

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 154: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ١٥٤ -

ــذم الــسيد املرتــضى قــدس ســره االجتــهاد يف كتابــه ــث " الذريعــة " اخلــامس ي حيإن االجتهاد باطل ، وإن اإلماميـة ال جيـوز عنـدهم العمـل بـالظن وال " : يقول

."ال االجتهاد الرأي وإمنــا " : معرضــا بــابن اجلنيــد قــائال " االنتــصار " وكتــب يف كتابـــه الفقـــهي

عول ابن اجلنيد يف هـذه املسـألة عـلى ضــرب مــن الـرأي واالجتهــاد ، وخطـؤه ."ظاهر

" : االنتـصار " وقـال يف مسـألة مسـح الرجـلني يف فـصـل الطهــارة مــن كتـاب ." نرى االجتهاد وال نقول به إنا ال"

" : العـدة " ط القرن اخلامس يقول الـشيخ الطوسـي قـدس سـره يف ـ ويف أواس أما القياس واالجتهاد فعندنا أمـا ليـسا بـدليلني ، بـل حمظـور يف الـشريعة "

."استعماهلما ـــي قـــدس ســـره ـ وفـــي أواخـــر ال ـــس احلـل فـــي قـــرن الــسـادس يـقـــول ابــن إدري

."والقياس واالستحسان واالجتهاد باطل عندنا " " : السرائر " كتـابـه ــد ذلــك يف مــصطلح فقهــاء اإلماميــة ، " االجتــهاد " ولكــن كلمــة تطــورت بع

للمحقـق احللــي قـدس سـره املتــوىف " معـارج األصـول " ويعكـس هـذا التطـور كتــاب ــب حتــت عنــوان ٦٧٦ســنة ــذي طرحــه ،" حقيقــة االجتــهاد " هـــ إذ كت ــىن ال واملع

وهـو يف عـرف الفقهـاء بـذل اجلهـد يف " : احملقق معىن جديد لالجتهاد ، يقـول استخراج األحكام الشرعية ، وذا االعتبار يكون استخراج األحكـام مـن أدلـة الشرع اجتهادا ألا تبتين على اعتبـارات نظريـة ليـست مـستفادة مـن ظـواهر

لدليل قياسا أو غريه ، فيكون القياس على النصوص يف األكثر سواء كان ذلك ا .هذا التقرير أحد أقسام االجتهاد

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 155: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ١٥٥ -

.يلزم ـــ على هذا ـــ أن يكون اإلمامية من أهل االجتهاد : فإن قيل األمـــر كــذلك ، لكــن فيــه إيهــام مــن حيــث إن القيــاس مــن مجلــة : قلنـــا

اد يف حتــصيل األحكــام االجتـهاد ، فــإذا اســتثين القيــاس كنــا مـن أهــل االجتــه .. "بالطرق النظرية اليت ليس أحدها القياس

بعــد " االجتــهاد " ونرى أن احملقـق احللي قـدس سـره مل يتحــرج عــن اســم ــا كـــان ـأن طـــ ـــه اإلمــــامي ، فبينمـ ـــاهج االســــتنباط يف الفقـ ـــع منـ ــا يتفـــق مـ وره مبـ

اآليـة والروايـة مـصدران ودلـيالن ، االجتهاد مصـدرا ودليال للفقيه الـسين كمـا أن ــه يف اســتخراج ــذي يبذلــه الفقي ــد يعبــر عــن اجلهــد ال ـــح يف املــصـطلح اجلدي أصباحلكم الشـرعي من مصـادره وأدلتـه ، ومل يعــد مـصـدرا مـن مـصادر االسـتنباط ، بل هـو عمليـة اسـتنباط احلكم من مـصـادره ، واملـصطلح اجلديـد ال يـسمح للفقيـه

ــيس أن يبــــرر ـــاد بـــاملعىن الثـــاين لـ ـــاد ألن االجتهـ أي حكـــم مـــن األحكـــام باالجتهـ، كـان معنـاه أن هـذا هـو " هــذا اجتـهادي : " مصـدرا للحكم ، فإذا قـال الفقيـه

نــا أن مـا أســتنبطه مــن املــصادر واألدلــة الـيت أمــرت الــشريعة باتباعهــا ، ومــن حق . استنبط احلكم منها نطلب منه أن يدلنا على تلك املصادر واألدلة اليت

وقــد حــدد احملقــق احللــي قــدس ســره االجتــهاد يف نطــاق عمليــات االســتنباط اليت ال تستند إىل ظواهر النصوص ، والـدافع إىل هـذا التحديـد هـو أن اسـتنباط احلكم من ظاهر النص لـيس فيـه كـثري جهـد علمـي ليـسمى اجتـهادا ، ولكـن بعـد

مليــة االسـتنباط مــن ظـاهر الــنص أيــضا ألن ذلـك اتــسع معـىن االجتــهاد ومشـل ع ــثريا مــن ــستبطن ك ــنص ت ــة االســتنباط مــن ظــاهر ال األصــوليني الحظــوا أن عملياجلهــد العلمــي يف ســبيل معرفــة ظهــور الكلمــات يف معانيهــا وإثبــات حجيــة الظهــور

.العريف بعد اختالط العرب بالعجم

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 156: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ١٥٦ -

نباط بكــل ألواــا ، وبعــد ذلــك اتــسع معــىن االجتــهاد ليــشمل عمليــة االســت فــدخلت يف االجتــهاد كـــل عمليــة ميارســـها الفقيــه لتحديــد املوقـــف العملــي جتـــاه الـشريعة عـن طريــق إقامـة الـدليل علــى احلكـم الـشرعي مــن األدلـة احملـرزة الــيت

، أو حتديـد الوظيفـة العمليـة مباشـرة مـن األصـول ) األدلة االجتهادية ( تسـمى بـ ، وهكذا أصـبح االجتـهاد يـرادف عمليـة ) ألدلة الفقاهية ا( العملية اليت تسمى بـ

االســتنباط ، وبالتــايل أصــبح علــم األصــول العلــم الــضروري لالجتــهاد ألنــه العلــم .بالعناصر املشتركة يف عملية استنباط املواقف العملية

:مرت يف تطورها بأربعة معاين " االجتهاد " ويتبين من ذلك أن كلمة ـــ الرجــــ ١ ـــه ـــ ـــاص وجعلـ ــرأي اخلـ ــذوق والـ ــصي والـ ـــكري الشـخـ وع إىل التفـ

.مصـدرا من مصادر التشريع إىل جنب الكتاب والسنة ـــ بـذل اجلهـد السـتخراج احلكـم الـشرعي مـن أدلتـه إال مـا يـستفاد مـن ٢

.ظاهر النص ــا حــىت مــا ٣ ــه مطلق ــذل اجلهــد الســتخراج احلكــم الــشرعي مــن أدلت ـــ ب ــ

.يستفاد من ظاهر النص ــــ بــذل اجلهــد لتعـيني املوقــف العملــي ســواء كـان حكمــا شــرعيا بواســطة ٤

.األدلة احملرزة أم كان وظيفة عملية عن طريق األصول العملية ــار قدســت ــا األخي ــض علمائن ــسر موقــف بع ــا أن نف ــضوء ميكنن ــذا ال ــى ه وعل

مبـا حتمـل مـن تـراث املـصطلح األول " االجتـهاد " أسرارهم ممـن عارضـوا كلمـة الــذي شــن أهــل البيــت علــيهم الــسالم محلــة شــديدة عليــه ، وهــو خيتلــف عــن االجتهـاد باملعىن الثاين ، ومـع التمييـز بـني املعنـيني نـسـتطيع أن نعيـد إىل املـسألة بداهــــتها ، ويتـــضـح بـــذلك جــــواز االجتهــــاد باملعــــىن الثــــاين املـــرادف لعمليــــة

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 157: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ١٥٧ -

حتفـاظ بعلـم األصـول لدراسـة العناصـر االسـتنباط ، ويترتب على ذلك ضـرورة اال .املشتركة يف عملية االستنباط

ويتبين من ذلك أن االجتهاد لـو كـان مبعـىن اسـتنباط األحكـام الـشرعية مـن أدلتها الشـرعية فإن االجتهاد جـائز ، وإذا كـان معـىن االجتـهاد هـو إعطـاء الـرأي

ألنـه جيعـل رأيـه الشخـصي الشخصي يف املسائل الشرعية فإن االجتهاد غري جـائز حكمــا هللا تعــاىل ، وأحكــام اهللا عـــز وجـــل ال يــصـل إليهـــا اإلنــسـان بعقلــه الظــين

ـــه الشخ ــه ــــورأيـ ــأ والـــصواب ، وال جيـــوز أن جيعـــل اإلنـــسان رأيـ صي القابـــل للخطـ .)١(اخلاص يف حساب اهللا تعاىل

فـال بـد أن وما دام أنـه قـد ثبـت أن عمليـة اسـتنباط احلكـم الـشرعي جـائزة :يدرس هنا أمران ، ومها

ـــ هــل يــسمح اإلســالم ــذه العمليــة يف كــل عــصر أو ال يــسمح ــا إال ١ ــ لبعض األفراد ويف بعض العصور ؟

ـــ إن اإلســالم كمــا يــسمح للــشخص أن يــستنبط حكمــه فهــل يــسمح لــه ٢ ــ باستنباط حكم غريه وإفتائه بذلك أو ال يسمح ؟

نرى أنه يوجد اختالف بني الفقهاء يف احلكم الشرعي لشيء واحد ، فلمـاذا قد يقال إننا )١(

االختالف بينهم يف احلكم الشرعي ألمر واحد ؟إن االختالف املوجود بني الفقهاء يف األحكام الشرعية لـيس مبنيـا علـى اآلراء :اجلواب

يه قد يفهـم مـن الشخصية ، بل هـو مبين على االختالف يف فهم اآليات والروايات ، ففق كلمـة معىن معينا ، والفقيـه اآلخـر يفهم معـىن ثانيـا ، حىت حروف اجلر هلـا معـان

.معينة ، وهناك حبوث يف معاين حروف املعاين ، فالالم مثال هلا ثالثون معىن يف اللغة العربية

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 158: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ١٥٨ -

من املعامل اجلديدة لألصول

: ما دام أن علم األصول يدرس العناصر املشتركة فيأيت السؤال التايل ما هي وسائل اإلثبات اليت يستخدمها علم األصول ليثبت ا العناصر

املشتركة مثل حجية اخلرب أو حجية الظهور ؟ثال يف العلـــوم الطبيعيــة وســـائل ويــأيت هــــذا الــسؤال أيـــضا يف كــل علـــم ، مــ

ــشاف قوانـــني الطبيعــة وإثباــا هــي التجربــة ، ويف اإلثبـــات الــيت نــسـتخدمها الكتـــوانني إعــراب ــشاف ق ــستخدمها النحــوي الكت ـــات الــيت ي ـــلم النحــو وســـائل اإلثب عـــة وحتديـــد حـــاالت رفعهـــا ونــصبها هــي النقــل عــن املــصادر األصــلية للغــة الكلم

.ا األولني وكلمات أبنائه :اجلواب

ــشاف احلكـــم ـــلم األصـــول الكتـ ــسـتخدمها عـ ــسـية الـــيت يـ ـــائل الرئيـ إن الوسـ :الشرعي هي ) .الكتاب والسنة ( ـــ البيان الشرعي ١ .ـــ اإلدراك العقلي ٢

هـل نـدرك بعقولنـا : مثال إذا حاول األصويل إثبات حجية اخلرب يسأل نفسه بيان شرعي يدل على حجيته ؟أن اخلرب حجة ؟ وهل يوجد

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 159: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ١٥٩ -

ــك وســيلة إلثبــات ــىن ذلــك أنــه ال ميل فــإذا أجــاب بــالنفي علــى الــسؤالني فمعــايل ال يــستطيع أن يــستنبط مــن اخلــرب حكمــا شــرعيا ، وإذا حجيــة اخلــرب ، وبالتأجــاب باإلجيـــاب علـــى أحـــد الـــسؤالني فمعـــىن ذلـــك أن اخلـــرب حجـــة ، وبالتـــايل

. حكما شرعيا يستطيع أن يستنبط من اخلربــة اخلــرب ــض العناصــر املــشتركة بالبيــان الــشرعي مثــل حجي وقــد مت إثبــات بعوحجيـة الظهور العريف ، ومت إثبات بعضها بـاإلدراك العقلـي مثـل اسـتحالة اجتمـاع

.الوجوب واحلرمة على فعل واحد يف وقت واحد : وسنبدأ بدراسة وسائل اإلثبات يف علم األصول

:بيان الشرعي ال: أوال : ويقصد بالبيان الشرعي

:ـــ الكتاب الكرمي ١ــذي أنزلــه اهللا تعــاىل مبعنــاه ولفظــه علــى ســبيل اإلعجــاز وهـــو القــرآن ال

.وحيا على أشرف املرسلني حممد صلى اهللا عليه وآله وسلم :ـــ السنة الشريفة ٢

ــه أو أحــد ــان صــادر مــن الرســول صــلى اهللا عليــه وآل األئمــة وهــي كــل بي :املعصومني عليهم السالم ، والبيان الصادر منهم ينقسم إىل ثالثة أقسام

وهو الكالم الـذي يـتكلم بـه املعـصوم عليـه :أ ـــ البيان اإلجيايب القويل .السالم

. وهو الفعل الذي يصدر من املعصوم :ب ـــ البيان اإلجيايب الفعلي م ، أي سـكوته عـن وضـع معـين وهـو تقريـر املعـصو :ج ـــ البيان السليب

.بنحو يكشف عن رضاه عن ذلك الوضع وانسجامه مع الشريعة

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 160: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ١٦٠ -

:اإلدراك العقلي : ثانيا قــد يكــون العنـــصر املــشترك ممـــا ندركــه بعقولنـــا دون حاجــة إىل بيـــان

.شرعي اســتحالة اجتمــاع الوجــوب واحلرمــة علــى فعــل واحــد يف وقــت " ففـي مثــل

إىل بيـان شـرعي ألن العقـل يـدرك أن الوجـوب واحلرمـة ال حنتـاج إلثباته " واحـد .صفتان متضادتان

فكمــا أن اجلــسم ال ميكــن أن يتــصف باحلركــة والــسكون يف وقــت واحــد .كذلك ال ميكن أن يتصف الفعل بالوجوب واحلرمة معا

:مصادر اإلدراك العقلي : ينقسم اإلدراك العقلي من حيث املصدر إىل عدة أقسام ، منها

:ـــ اإلدراك العقلي القائم على أساس احلس والتجربة ١ .مثاله إدراكنا غليان املاء عند بلوغ درجة حرارته مائة

:ـــ اإلدراك العقلي القائم على أساس البداهة ٢ــه ــل ، ومثالـ ــاء أو تأمـ ــه دون عنـ ــذهن بطبيعتـ ــساق إليـــه الـ وهـــو إدراك ينـ

ــا أن الواحــد نــصف االثــنني ، وأن الــضدين ال جيتمعــان ، وأن الكــل إدراكنــا مجيع .أكرب من اجلزء

:ـــ اإلدراك القائم على أساس التأمل النظري ٣ــة ليــست ــذه احلقيق ــه ، وه ــت علت ــزول إذا زال ــول ي ــا أن املعل ــه إدراكن مثال

.بديهية ، وإمنا تدرك بالتأمل عن طريق الربهان واالستدالل :درجات اإلدراك العقلي

:ك العقلي من حيث الدرجة إىل عدة أقسام ، منها ينقسم اإلدرا

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 161: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ١٦١ -

:ـــ اإلدراك القطعي الكامل ١ــأ واالشـــتباه ، ومثالـــه وهـــو أن نـــدرك أمـــرا إدراكـــا ال حنتمـــل فيـــه اخلطـإدراكنـا أن زوايـا املثلـث تـسـاوي قـائمتني ، وأن الـضدين ال جيتمعـان ، وأن األرض

. النار كروية ، وأن املاء يكتسب احلرارة إذا وضع على :ـــ اإلدراك الناقص ٢

وهــو اجتـــاه العقـــل حنـــو ترجيـــح شــيء دون اجلــزم بــه الحتمــال اخلطــأ ، نا أن اجلــواد الـذي سـبق ســابقا سـوف يـسبق يف املــرة القادمـة أيــضا ، ـمثــل إدراكـ

ـــرض معــين ســـوف ينجـــح يف عـــالج مــرض ــدواء الــذي جنـــح يف عـــالج م وأن ال .به للحرام يف أكثر خصائصه يكون حراما مشابـه ، وأن الشيء املشا

هــل ميكــن اســتخدام اإلدراك العقلــي كوســيلة : ويــأيت الــسؤال التــايل هنــا ــات مهمــا كــان مــصدره ودرجتــه أو ضــمن حــدود معينــة مــن حيــث املــصدر لإلثب

والدرجة ؟ وقـــد اتــسـعت الدراســــات األصـــولية الـــيت تنـــاولت حـــدود العقـــل مــن حيـــث

، وهلـذا البحث تاريخ زاخر يف علم األصول ويف تـاريخ الفكـر الفقهـي كمـا الدرجـة .سيأيت

:االجتاهات املتعارضة يف اإلدراك العقلي :وتوجد هنا ثالثة اجتاهات

:مدرسة الرأي : االجتاه األول ــات ــذي يــشمل أيــضا اإلدراك ــدعو إىل اختــاذ العقــل يف نطاقــه الواســع ال ي

إلثبــات يف خمتلــف اـــاالت الــيت ميارســها األصـــويل الناقــصة وســيلة رئيـــسية ل .والفقيه ، وهذا االجتاه بقيادة مجاعة من علماء أهل السنة

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 162: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ١٦٢ -

:املدرسة األخبارية : االجتاه الثاين يــشجب هــــذا االجتـــاه العقـــل وجيـــرده مطلقـــا عـــن كونـــه وســـيلة رئيـــسية

كـن اسـتخدامها يف لإلثبات ، ويعترب البيان الـشرعي هـو الوسـيلة الوحيـدة الـيت مي .عملية االستنباط ، وهو متمثل يف احملدثني واألخباريني من علماء الشيعة

:مدرسة أهل البيت عليهم السالم : االجتاه الثالث ــاء ــب فقه ــل يف أغل ــسابقني ، ويتمث ــدل ووســط بــني االجتــاهني ال وهــو معت

ي وسـيلة رئيـسية مدرسة أهل البيت عليهم السالم ، وهو يـؤمن بـأن اإلدراك العقلـ ــي ــمن اإلدراك العقلـ ــن يف ضـ ــشرعي ، ولكـ ــان الـ ــب البيـ ــات إىل جنـ ــاحلة لإلثبـ صـــي ــذي ال يوجــد يف مقابلــه احتمــال اخلطــأ ، وأمــا اإلدراك العقل القطعــي الكامــل الالناقص الذي يقوم على أساس التـرجيح وال يتـوفر فيـه عنـصر اجلـزم فـال يـصلح

االســتنباط ، فالعقــل أداة صــاحلة وســيلة إثبــات ألي عنــصر مــن عناصــر عمليــة .للمعرفة إذا أدت إىل إدراك احلقيقة إدراكا كامال ال يشوبه شك

وقــد قـــامت معــركة مــن االجتـــاه الثــالث ضـــد االجتــاه األول واالجتــاه الثــاين :كما يلي

:ـــ املعركة ضد استغالل العقل ١ـــذ أواســط القــرن الثــاين مدرســة فقهيــة واســعة النطــاق حتمــل قـــامت من

ـــالب اســــم مـدرســــة الـــرأي واالجتهــــاد باملعــــىن األول الـــذي تقــــدم ســــابقا ، وتطـــسية ــذي يـــشمل التـــرجيح والظـــن والتقـــدير الشخـــصي أداة رئيـ ـــاذ العقـــل الـ باختـ

.لإلثبات إىل جنب البيان الشرعي ومصدرا من مصادر االستنباط هــ ، وكـانوا حيـث ١٥٠فـة املتـوىف سـنة وكان عـلى رأس هـذه املدرسـة أبو حني

ــم ــى ضــوء أذواقه ــسألة عل ــى احلكــم يدرســون امل ــدل عل ــا شــرعيا ي ال جيــدون بيان

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 163: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ١٦٣ -

ــق مـــع ظـــنهم ــون مبـــا يتفـ ـــاص مـــن مرجحـــات ، ويفتـ ـــة وتفكريهـــم اخلـ اخلاصـــك استحــسانا أو اجتــهادا ، وجــاء يف كــالم أليب حنيفــة وتــرجيحهم ، ويــسـمون ذل

آخذ بكتـاب اهللا ، فمـا مل أجـد فبـسنة " : االستنباط وهو حيدد جه العام يف ــول ــاب اهللا وال يف ســنة رســول اهللا أخــذت بق ــا مل أجــد يف كت رســول اهللا ، فمأصحابه ، آخـذ بقـول من شـئت منـهم وأدع مـن شــئت منـهم ، وال أخـرج مـن قوهلم إىل قـول غـريهم ، فأما إذا انتهى األمر أو جـاء إىل إبـراهيم والـشعيب

بن سـريين واحلسـن والعطــاء وســعيد بـن املـسـيب ــــ وعــدد رجــاال ــــ فقـوم وا .)١( "اجتهدوا ، فأجتهد كما اجتهدوا

ومـــا دعـــا إىل قيـــام هــذه املدرســة هــو الفكــرة الــشائعة عنــدهم والــيت كانــت ــول ــشتمل إال علــى : تق ــسنة قاصــر ال ي ــل يف الكتــاب وال ــشرعي املتمث ــان ال إن البيم قــضايا حمــدودة ، وال يتــسع لتعــيني احلكــم الــشرعي يف كــثري مــن القــضايا أحكــا

.واملسائل ومـــا ســـاعد علــى شــيوع هــذه الفكــرة عنــد فقهــاء أهــل الــسنة اعتقــادهم أن الــسـنة هــي املأثـــورة عــن رســول اهللا صـــلى اهللا عليــه وآلــه فقــط ، وأمــا فقهـــاء

عي ال يـزال مـستمرا باسـتمرار األئمـة اإلمامية الذين كانوا يؤمنون أن البيان الـشر عليهم السالم ، فلم يوجــد لـديهم أي دافـع نفـسي للتوسـع غـري املـشروع يف نطـاق

.العقل وتفاقم خطـر قـول أهـل الـسنة مـن اتهـام القـرآن والـسنة بـالنقص إىل اتهـام

يف التشـريع اإلهلي بـالنقص وعــدم اسـتيعابه ملختلـف شـؤون احليـاة ، وأن التـشريع

، ٣٦٥ ص ١٣ ، تاريخ بغداد للخطيـب البغـدادي ج ٥١ ص ٢ تاريـخ ابن معني ج )١( .٤٤٣ ص ٢٩ذيب الكمال للمزي ج

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 164: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ١٦٤ -

ــى أســاس ــام عل ــروك إىل الفقهــاء مــن النــاس ليــشرعوا األحك ســائر اــاالت متاالجتهاد واالستحـسان بـشرط أن ال يعارضـوا يف تـشريعهم تلـك األحكـام الـشرعية ــشريع اإلهلــي ــص الت ــتج عــن فكــرة نق ــسنة ، ون ـــاب وال احملــدودة املوجـــودة يف الكت

.القول بالتصويب :القول بالتصويب

عمـــل فقهـــاء مدرســـة الــرأي بالترجيحــات والظـــنون واالستحــسانات كــان اـ وملـ ــا تبعــا الخــتالف أذواقهــم ــف األحكــام الــيت يتوصــلون إليه مــن الطبيعــي أن ختتلوطــــرق تفكريهـــم ، فهــــذا يـــرجح احلرمــــة ألن الفعـــل فيـــه ضـــرر ، وذاك يـــرجح

: التايل اإلباحة ألن يف ذلك توسعة على العباد ، ومن هنا يأيت السؤال هل كل الفقهاء مصيبون للواقع أو أن املصيب واحد والباقون خمطئون ؟ وشــاع عنــدهم أــم مجيعــا مــصيبون ألن اهللا عــز وجــل لــيس لــه حكــم ثابــت عـام يف جماالت االجتهاد اليت ال يتـوفر فيهـا الـنص ، وإمنـا يـرتبط تعـيني احلكـم

.انه ، وهذا هو القول بالتصويب بتقدير اتهد وما يؤدي إليه رأيه واستحســـص الـــشريعة اإلهليـــة جعـــل عمـــل الفقيـــه عمـــال وهــــذا التطــــور يف فكـــرة نقـــهاد ، ــه االجت ــت ليكــشف عن ــه ال يوجــد حكــم شــرعي ثاب ــشافيا ألن تــشريعيا ال اكتوحنـن إىل هنـا كنـا نتحـدث عـن العقـل واإلدراك العقلـي بوصـفه وسـيلة إثبــات أي

كــم الــشرعي كمــا يكــشف عنــه البيــان يف الكتــاب والــسنة ، بوصـفه كاشــفا عــن احل ــهاد علــى ضــوء القــول بالتــصويب إىل مــصدر تــشريع ويــصبح وهكــذا يتحــول االجت

.الفقيه مشرعا لألحكام وخاض املعـركة مدرسـة أهـل البيـت علـيهم الـسالم ضـد هـذا االجتـاه ، وهـي

كماهلــا واســـتيعاا ومشوهلـــا يف حقيقتــها معــــركة للدفــــاع عــن الـــشريعة وتأكيـــد

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 165: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ١٦٥ -

ملختلــف جمــاالت احليــاة ، وهلــذا استفاضــت األحاديــث عــن أهــل البيــت علـــيهم السالم يف عصر تلك املعركة لتؤكـد كمـال الـشريعة ووجـود البيـان الـشرعي الكـايف ــسالم ، ــيهم ال ــة وأقــوال األئمــة عل ــسنة النبوي ــاب وال لكــل األحكــام متمــثال يف الكت

:اديث ونذكر مجلة من األح

إن اهللا تبارك وتعـاىل أنـزل يف " : أ ـــ عـن اإلمـام الصـادق عليه السالم قال ان كل شيء ، حىت واهللا ما ترك اهللا شيئا حيتاج إليه العباد ـــ حىت ـالقرآن تبي

ـــ إال وقد أنزله اهللا ) لـو كان هـذا أنزل يف القرآن : ( بـد يقـول ـال يسـتطيع ع .)١( "فيه

.)٢( "ما من شيء إال وفيه كتاب أو سنة " : ب ـــ وعن الصادق عليه السالم

مــا مـن أمـر خيتلـف فيـه اثنـان إال ولـه " : ج ـــ وعن الصـادق عليـه الـسـالم .)٣( "أصل يف كتاب اهللا عز وجل ، ولكن ال تبلغه عقول الرجال

أكــل : عليـــه الــسـالم أنـــه ســـئل د ــــ وعـــن اإلمـــام مـوســـى بــن جعفـــر الكاظــم بـل كـل شـيء يف كتـاب " : شـيء يف كتـاب اهللا وسـنة نبيـه أو تقـولون فيـه ؟ قــال

.)٤( "اهللا وسنة نبيه صلى اهللا عليه وآله

فيهــا كــل حــالل " : هــ ـــــ وعـن اإلمــام الــصادق عليـه الــسالم يــصف اجلامعـة .)٥( "األرش يف اخلدش وحرام وكل شيء حيتاج الناس إليه حىت

.١ ح ٥٩ ص ١الكايف ج )١( .٤ ح ٥٩ املصدر السابق ص )٢( .٦ ح ٦٠ املصدر السابق ص )٣( .١٠ ح ٦٢ املصدر السابق ص )٤( .١ ح ٢٣٩ املصدر السابق ص )٥(

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 166: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ١٦٦ -

:رد الفعل املعاكس يف النطاق السين إن االتـجـــاه الـعـقـــلي املتـطـــرف لـقـــي معـارضـــة يف النطـــاق الــسـين أيــضـا ، فـعـلى الصـعيد الفقـهي متثـل رد الفعــل يف قــيام املذهــب الظــاهري علـى يــد داود

ن الثالـث إذ كـان يـدعو إىل العمـل ابـن علـي بـن خلـف األصـبهاين يف أواسـط القـر ــشجب الرجــوع إىل ـبظاهـــر الك ــان الــشرعي وي ــصـار عـــلى البي ــسـنة واالقت ـــاب وال ت

.العقل ــاه ــثال يف االجتـ ــة متمـ ــة والكالميـ ــوث العقائديـ ــى البحـ ــل علـ ــس رد الفعـ وانعكـاألشـعري الـذي عطــل العقـل وزعـم أنــه سـاقط بـاملرة عــن إصـدار احلكـم حــىت يف

ل العقـائدي ، وقـد كان املقرر بني العلمـاء أن وجـوب املعرفـة بـاهللا والـشريعة اـاحكم عـقلي ال حكم شـرعي ألن احلكم الـشـرعي ليــس لــه تـأثري يف حيـاة اإلنـسان إال بعـد أن يعـرف ربـه وشـريعته ، وخـالف األشـعري ذلـك وأكـد أن وجـوب املعرفــة

.باهللا حكم شرعي كوجوب الصالة والصوم ـــف عـــلم ـــذ يعـــيش يف كن ــان وقتئ ـــل إىل عـــلم األخـــالق ـــــ وك ـــد رد الفع وامت

ــز احلــسن مــن األفعــال عــن ــى متيي ـــ ، فــأنكر األشــاعرة قــدرة العقــل عل الكــالم ــقبيحها ، فـال ميكن للعقـل أن مييز بـني العــدل والظلـم ، وإمنـا صـار األول حـسنا

ء البيــان الــشرعي بقــبح العــدل وحــسن والثــاين قبيحــا بالبيــان الــشرعي ، ولــو جــا .الظلم مل يكن للعقل أي حق يف االعتراض على ذلك

وردود الفعــل هــذه كانــت تــشتمل علــى نكــسة وخطــر كــبري ال يقــل عــن خطــر ــق ــا اجتهـــت إىل القـــضاء علـــى العقـــل بـــشكل مطلـ االجتـــاه العقلـــي املتطـــرف ألـ

لــي يف الذهنيــة اإلســالمية وجتريــده عــن كــثري مــن صــالحياته وإيقــاف النمــو العق .حبجة التعبد بنصوص الشارع واحلرص على الكتاب والسنة

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 167: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ١٦٧ -

ـــلي ـــاه العقـ ـــاربوا االجتـ ـــا حـ ـــهم كمـ ـــهم الـــسـالم فإنـ ـــل البـيــــت عليـ ـــا أهـ وأمـاملتـــطرف أكــدوا يف نفــس الوقــت علــى أمهيــة العقــل وضــرورة االعتمــاد عليــه يف

ـــب البيـــان الــشـرعي ، احلــدود املــشـروعة واعتبـــاره أداة ر ئيــسيـة لإلثبـــات إىل جـنوقـد جـاء يف نصوص أهل البيت علـيهم الـسالم عـن اإلمـام الكـاظم عليـه الـسالم

:أنه قال ــتني " ــى النــاس حج ــة ، فأمــا : إن هللا عل حجــة ظــاهرة وحجــة باطن

.)١( "الظاهرة فالرسل واألنبياء واألئمة ، وأما الباطنة فالعقول مجعــت مدرســة أهــل البيــت علــيهم الــسالم بــني محايــة الــشريعة مــن وهكــذا

.فكرة النقص ومحاية العقل من مصادرة اجلامدين :ـــ املعركة إىل صف العقل ٢

ـــذي وجـــد داخـــل نـطـــاق ـــل ال ـــكار العـق واالتـجـــاه اآلخـــر املتـطـــرف يف إناألخبـــاريني " الفـــكر اإلمـــامي فقــد متثـــل يف مجاعـــة مــن علمائنـــا اختــذوا اســـم

ــى " واحملــدثني ــادين ودعــوا إىل االقتــصار عل ، وقــاوموا دور العقــل يف خمتلــف امليالبيان الشـرعي فقط ألن العقـل عرضـة للخطـأ ، فـال يـصلح ألن يكـون أداة إثبـات يف أي جمــال مــن اــاالت الدينيــة ، وهــؤالء األخبــاريون هــم نفــس تلــك اجلماعــة

.د كما مر سابقا اليت شنت محلة ضد االجتها ويرجــع تــاريخ هــذا االجتــاه إىل أوائــل القــرن احلــادي عــشر ، فقــد دعــا إليــه

" املـريزا حممـد أمـني اإلسـترآبادي " شخص كان يـسكن يف املدينـة املنـورة امسـه ــوىف ســنة ــا أمســاه ١٠٢٣املت ـــ ، ووضــع كتاب ــة " ه ــد املدني ــه هــذا " الفوائ ــور في بل

. مذهبا االجتاه وبرهن عليه وجعله

.٦ ح ١٦١ ص ١١ وسائل الشيعة ج )١(

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 168: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ١٦٨ -

:ويؤكد اإلسترآبادي يف كتابه على أن العلوم البشرية على قسمني . أ ـــ العلم الذي يستمد قضاياه من احلس ، ومنه الرياضيات

ب ـــ العلـم الـذي ال يقـوم البحـث فيـه علـى أسـاس احلـس ، وال ميكـن إثبـات مــن قبيــل جتــرد الــروح نتائجـــه بالــدليل احلــسي ، ومنــه حبــوث مــا وراء الطبيعــة

.وبقاء النفس بعد البدن وحدوث العامل ويف عقيــدة احملــدث اإلســترآبادي أن القــسم األول مــن العلــوم البــشرية هــو ــى ــى احلــس ، فالرياضــيات مــثال تعتمــد عل ـــة ألنــه يعتمــد عل وحـــده اجلـــدير بالثق

ثـاين فـال قيمـة لـه ، وأمـا القـسم ال ) ٤ = ٢ + ٢( قضايا يف متناول احلـس مثـل ـــائج الــيت يــصـل إليهـــا يف هـــذا القــسم النقطــاع وال ميكــن الوثـــوق بالعقـــل يف النت

صلته باحلس. وهكـذا خيـرج اإلسترآبادي من حتليلـه للمعرفـة جبعـل احلـس معيـارا أساسـيا ــل احملــدث ــز قيمــة املعرفــة ومــدى إمكــان الوثــوق ــا ، ونالحــظ بوضــوح مي لتميي

رآبادي إىل املـذهب احلـسي يف نظريـة املعرفـة القائـل بـأن احلـس هـو أسـاس اإلستاملعرفـة ، وميكننـا أن نعترب أن احلركـة األخبارية يف الفكر العلمـي اإلسـالمي أحـد

.املسارب اليت تسرب منها االجتاه احلسي إىل تراثنا الفكري ذي نـشأ يف الفلـسفة األوربيـة وقـد سـبقت األخبارية التيار الفلـسفي احلـسي الـ

ـــد ـــوك " علــى ي ـــوىف س" جـــون ل ــاملت ـــوم " م و١٧٠٤ـنة ـ ـــد هي ـــوىف ســـنة " دافي املتبـأكثر مـن مائـة " جـون لـوك " م ، وقـد كانت وفـاة اإلسترآبادي قبـل وفـاة ١٧٧٦

م ، ١٦١٦ هـــ املــصادف حــدود ســنة ١٠٢٣ســـنة حيــث تـــويف اإلســـترآبادي عــام م الـذي مهـد ١٦٢٦املتـوىف سـنة " فرنـسيس بيكـون " معاصرا لـ وميكن أن نعتربه

.للتيار احلسي يف الفلسفة األوربية

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 169: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ١٦٩ -

وقــد أدت حركــة احملــدث األخبــاري إىل نفــس النتــائج الــيت ســجلتها الفلــسفة احلـسية يف أوربــا إذ وجــدت نفـسها مــدعوة حبكــم اتجاههـا اخلــاطئ إىل معارضــة

ا املؤمنـون علــى وجـود اهللا عـز وجــل ألـا تنـدرج يف نطــاق األدلـة الـيت يــستدل ـ املعرفــة العقليــة املنفــصلة عــن احلــس ، ونــرى أن حمــدثا مثــل الــسيد نعمــة اهللا اجلزائـري يطعــن يف تلــك األدلــة بكـل صراحـــة وفقــا التجاهـه األخبــاري كمـا نقــل

، ولكـن ذلـك مل " ة الـدرر النجفيـ " عنـه الفقيـه الشيخ يوسف البحراين يف كتابـه ــة يف ــسفة احلــسية األوربي ــه عــن الفل ــاري إىل اإلحلــاد الختالف ــالتفكري األخب ــؤد ب يــل منـــهما ، فـــإن االجتاهـــات احلـــسية ـــروف الـــيت ســــاعدت عــــلى نـــشـوء كـ الظـوالتجريبيـــة يف نظريـــة املعرفـــة تكونـــت يف فجـــر العـــصر العلمـــي احلـــديث خلدمـــة

ن لديها االسـتعداد لنفـي كـل معرفـة عقليـة منفـصلة التجربـة وإبراز أمهيتهـا ، فكا ــة ، واتهمــت العقــل ــة فكانــت ذات دوافــع ديني عــن احلــس ، وأمــا احلركــة األخباري

.حلساب الشرع ال حلساب التجربة ويف رأي كــثري مــن الناقــدين كانــت احلركــة األخباريــة تــستبطن تناقــضا ألــا

دان التــشريع والفقــه للبيــان الــشرعي ، ن ناحيــة لكــي ختلــي ميــ ـشـــجبت العقـــل مــ وظلــت مــن ناحيــة أخــرى متمــسكة بــه إلثبــات عقائــدها الدينيــة ألن إثبــات اخلــالق

ق البيـــان الــشرعي بــل جيــب أن يكــون عــن ـن أن يكــون عـــن طـريــ ـوالديـــن ال ميكــ .طريق العقل

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 170: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ١٧٠ -

:تعريف احلكم الشرعي

األصـول يـدرس العناصـر املـشتركة يف عمليـة اسـتنباط احلكـم عرفنا أن علـم الشرعي ، فال بد أن نعـرف املـراد مـن احلكـم الـشرعي حـىت تتكـون عنـدنا فكـرة عامـــة عنـــه قبـــل البـــدء بدراســـة العناصــر الــيت تــشترك يف عمليــة اســتنباطه ،

:فنطرح السؤال التايل رعي يف علم األصول ؟ما هو احلكم الشرعي ؟ وملاذا ندرس احلكم الش

:اجلواب ـــ علــم األصــول يــستفاد منــه يف علــم الفقــه ، وعلــم الفقــه يــستفاد منــه يف ١ ــ

اسـتنباط احلكم الشرعي ، فاحلكم الشرعي هـو غايـة غـري مباشـرة لعلـم األصـول ألن غاية علم األصـول هـي الفقـه حيـث إن علـم األصـول يقـدم العناصـر املـشتركة

.لفقه هي األحكام الشرعية للفقيه ، وغاية اـــــ تقــسم األدلــة بلحــاظ احلكــم الــشرعي ، فــاحلكم الــشرعي لــه مدخليــة يف ٢

حتديــد وتــصنيف األدلــة والقواعــد األصــولية ، فتقــسم األدلــة بلحــاظ أن احلكــم ــي يكــون حكمــا شــرعيا أو وظيفــة الــشرعي حمــرز أو غــري حمــرز ، واملوقــف العمل

الــشرعي واقعــي أو ظــاهري ، وأن احلكــم الــشرعي تكليفــي أو عمليــة ، وأن احلكــم ــولية ــد األصـ ــد القواعـ ــة يف حتديـ ــا مدخليـ ــشرعي هلـ ــم الـ ــسام احلكـ ــعي ، فأقـ وضـ

.وتصنيفها

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 171: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ١٧١ -

إن احلكم يف أي قضيـة أو مسألـة هــو احملمــول الـذي يثــبت للموضــوع ، وقــد كـون بيــد الـشارع عـز م تقييــد احلكـم هنــا بالـشـرعي ألن حتديــد هــذا احلكـم ي ـت

، فيقــول إن احلكــم )١(وجــل ، ويبــدأ الــشهيد يف البحــث بتعريــف احلكــم الــشرعي :الشرعي هو

التـشـريع الصـادر مـن اهللا تعــاىل لتنظــيم حيــاة اإلنـسـان وتوجيهــه " .)٢(" سـواء كان متعلقا بأفعاله أم بذاته أم بأشياء أخرى داخلة يف حياته

ـاب الصـادر من الشارع سـواء احلكم الشـرعي هـو احلكم املسـتنبط مـن اخلط )١(

كان كتـابا أم سـنة ، والكتب الفقهيـة حتتـوي على األحكام الواقعية ، وحتتوي أيـضا على األحكام الظاهـرية اليت قد تطابق الواقع وقد ال تطابق الواقع ، نعم احلكـم الـشرعي

.الواقعي هو التشريع الصادر من اهللا تعاىل :الشرعي إشكال على تعريف احلكم )٢(

، "التشريع الصادر من اهللا تعاىل لتنظيم حياة اإلنـسان " احلكم الشرعي هو : يقول الشهيد :فريد اإلشكال التايل وهو

إن مـا يصدر من الشارع هو اخلطابات الشرعية اليت تكشف عـن احلكـم الـشرعي ، ن صـادرا فاحلكم الشـرعي ال يكون صـادرا مـن الشـارع مبــاشرة ، ولــو كـا

مبـاشرة فهذا يعين أن الشـارع يقـول إن هذا حرام وذاك واجب وهـذا مـستحب وذاك مكروه وهذا مباح ، هذا من جهة ، ومن جهة أخرى لما وقع االخـتالف بـني الفقهـاء يف

.األحكام الشرعية حيث نرى أن أحدهم يقول بالوجوب واآلخر باالستحباب مثال شرعية مث يأيت الفقهاء ويطبقون األصول والقواعـد عليهـا ، إن الشارع يصدر خطابات

ويسـتنبط كل فقيـه األحكام الشرعية حسب فهمه ونظـره ، وال نـستطيع أن نقـول إن كما عـرف الـشهيد احلكـم -األحكام اليت اسـتنبطها الفقهاء كلها صادرة من الشارع

كـالوجوب -ني ألنـه يلزم من ذلك وجــود حكمـني شـرعيني خمـتلف -الشـرعي على شيء واحـد مع أن األحكام الشرعية متضادة ، فال ميكـن اجتمـاع -واالستحباب

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 172: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ١٧٢ -

حكمني على شيء واحد ، لذلك ال ميكن أن نقول عن األحكام الشرعية إا صـادرة مـن

.الشارع ألنه يلزم منه اجتماع الضدين وهو مستحيل : قـول الـشـارع : مثـال ) هذا صـادر من الشارع وهو ليس حكما شرعيا ، بل هـو ) ١٨٣: البقرة ،

.خطاب شرعي ، ويأيت الفقيه ويستنبط منه حكما شرعيا كوجوب الصيام مباشرة ، وحنـن إن احلكم الشرعي مل يصدر مباشرة من الشارع ، وإمنا صدر بطريقة غري

نقاشـنا يف الطريقة املباشرة ، نعم هناك بعض ما يصدر من الشارع يكون حكمـا شـرعيا مباشرة ، وذلك مثلما إذا قال الشارع هذا واجب أو ذاك حرام ، فهذا حكم شـرعي وهـو تشريع صادر من الشارع ، ولكن أكثر اآليات والروايات ال تعطي أحكامـا شـرعية ـذه

لك يقـع االختالف بني الفقهاء يف استنباط األحكام الـشرعية ، وهـذا مـا الطـريقة ، لذ .يالحظ يف كثري من املسائل الشرعية

يكون غري مانع عن دخـول األغيـار ألن اخلطـاب - إذا سلمنا به - التعـريف :إذن الشرعي هو الصادر من الشارع ، وبعض اخلطابات حتتوي على أحكـام شـرعية مباشـرة ،

ـها ال تكون كذلك ، بل يستنبط منها احلكم الشرعي ، واألفـضل تعريـف احلكـم وبعض ."التشريع الذي يستنبط مما يصدر من اهللا تعاىل لتنظيم حياة اإلنسان " : الشرعي بأنه هو

ونالحـظ أنه ال يوجد فرق بني تعريف الشهيد وتعريف القدماء الذين عرفـوا احلكـم لشرعي ، فالشهيد عرف احلكم الشرعي بأنه التشريع الصادر مـن اهللا الشرعي بأنه اخلطاب ا

تعاىل ، وما يصدر من الشارع هو اخلطاب الشرعي ، فالتعريفـان متـساويان وان اختلـف .التعبريان هل هـذا التعريف للحكم الشرعي تعريف تام دقيق أو حيتـاج إىل تعـديل ويكـون : سـؤال

للحكم الشرعي تعريف آخر ؟ بد أن نلتفت إىل حيثية معينة ، من هذه احليثية قد نقول إن هذا التعريف لـيس تامـا ، ال

املفـروض أن ال نأخذ التعاريف يف الكتب كأا مسلمات ونصوص ال ميكـن تعديلـها أو إضافـة شيء عليها ، بل ميكن أن نأيت بتعاريف أكمل ، إن الذي يأيت بتعريف لـشيء فإنـه

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 173: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ١٧٣ -

:من احلكم الشرعي هو تنظيم حياة اإلنسان من أربع جهات إن اهلدف

ين وجهـة معينة وحيثيـة معينــة ، وال ينظــر إىل احليثيـات ينظـر إىل جـانب مع األخـرى ، وقد أشار الشهيد يف التعريف إىل البعد الدنيوي لألحكام الشرعية ، وميكـن أن

هو التشريع الصادر من اهللا تعاىل عن طريـق األنبيـاء علـيهم " . . . : نضيف إليـه فنقـول بتتميم للتعريف حبيث جنمع فيه بني البعـد الـدنيوي والبعـد ، وميكن أن نأيت. . . "السالم

وليبتلي اهللا تعاىل النـاس حـىت مييـز " . . . : األخـروي للحكم الشـرعي ، وميكن إضافة ."اخلبيث من الطيب ويترتب عليه الثواب أو العقاب يف اآلخرة

: ويتم حتديد املوقف العملي يف علم الفقه بأسلوبني . احلكم الشرعي عن طريق األدلة احملرزة بتعيني-١ . بتحديد الوظيفة العملية عن طريق األصول العملية -٢

. املوقف العملي يشتمل على احلكم الشرعي والوظيفة العملية : إذن كتـاب منهاج الصاحلني أو حترير الوسيلة كتاب حيتوي على األحكام الشرعية وهـو : سـؤال

هل هذا الكتاب هو التشريع الصادر من اهللا تعاىل لتنظـيم حيـاة اإلنـسان من عمل الفقهاء ، ف وتوجيهه ؟

نقـول عن الرسـائل العمليـة إـا حتتوي على األحكام الشرعية مع أـا يف الواقـع حتتـوي على األحكام الشـرعية والوظـائف العمليـة ، فعندما يقول الفقيـه يف رسـالته

، هذا اجلواز قد يكون مستنبطا من أدلة حمرزة فيكـون حكمـا " كذا جيوز فعل : " العملية شرعيا أو من أصول عملية فيكون وظيفة عملية ، فكيف يطلق على الرسائل العمليـة اسـم

كتاب األحكام الشرعية ؟ :اجلواب

عندما نقـول إن الرسالة العملية هي رسالة األحكام الشرعية فهذا القول إما مـن بـاب األغلب ألن أغلب املواقف العملية تكون على أساس األدلة احملرزة ، فأغلبـها أحكـام األعم

شرعية ، والقليل منها وظائف عملية كما يطلق األبوين على األب واألم أو القمـرين علـى الشمس والقمر ، وإما من باب ااز فنطلق األحكام الشرعية جمازا على الوظائف العمليـة ،

. عز وجل أعطى احلجية للوظيفة العملية فصارت بذلك حكما شرعيا وإما ألن املوىل

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 174: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ١٧٤ -

بينه وبني ربـه ، وبينـه وبـني نفـسه ، وبينـه وبـني أخيـه اإلنـسان ، وبينـه وبـني ، فاجلهـــة األوىل تتكفــل ـا أحكــام العبــادات ، واجلهـة الثانيــة تتكفــل )١(الطبيعــة

ـس والـروح ، واجلهـة الثالثـة تتكفـل ـا أحكام األخــالق ألــا أحكـام تتعلــق بالنفـ ـــا أحكــام العالقــــات بــني النـــاس كعالقــــات الـــزوج بزوجتـــه وأوالده ، واجلهـــة

.الرابعة تتكفل ا أحكام الطبيعة كإحياء املوات واملياه واملعادن

ال يوجـــد عمـــل يقـــوم بـــه اإلنــسـان إال ولــه حكــم شــرعي ، فمــا مــن واقعــة إال ، وكل شـيء لـه حكـم شـرعي حـىت األفكـار )٢(م كما دلت عليـه الروايات وهلـا حك

.اليت ختطر يف ذهنك ، فكل عملية فكرية ذهنية هلا حكم شرعي

واألحكــام الــشرعية تنبــع مــن املــصاحل واملفاســد الــيت ال يعلــم ــا إال اهللا عــز ـــ ا إال اهللا تعـــاىل ، وجــــل ، فاملـــصـاحل الواقعيــــة واملفاســــد الواقعيــــة ال يعــــلم ـ

ــصل ــة ، ويـ ــة واألخرويـ ــد الدنيويـ ــصـاحل واملفاسـ ــن املـ ــم مـ ـــد أعـ ــصـاحل واملفاسـ واملـ .التشريع اإلهلي إىل الناس عن طريق األنبياء واألوصياء عليهم السالم

:تعريف احلكم الشرعي عند قدماء األصوليني اخلطاب الشرعي " : كان تعـريف احلكم الشـرعي عنـد قدمـاء األصوليني هو

.)٣( "املتعلق بأفعال املكلفني

.لشهيد حممد باقر الصدر قدس سره لسيد ال" الفتاوى الواضحة " راجع مقدمة كتاب )١( .٣٢ - ٣٠ ح ١٤٣ - ١٣٣ ص ١ جامع أحاديث الشيعة ج )٢( :إشكال على تعريف القدماء للحكم الشرعي )٣(

، فريد اإلشـكال "اخلطاب املتعلق بأفعال املكلفني " الشرعي بأنه هو عرف القدماء احلكم لـو كان احلكم الشرعي هو اخلطاب الصادر مـن الـشارع ، ونعـرف أن : التايل وهـو

اخلطـابات موجـودة يف الكتاب والسنة فهذا يعين أن األحكام الشرعية موجـودة بـشكل

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 175: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ١٧٥ -

:إشكاالت على تعريف القدماء :اإلشكال األول

يـس هــو نفــس اخلطـاب الـشرعي ، بـل إن احلكـم الـشرعي ـ احلكم الشـرعي ل هــو مــدلول اخلطــاب الــشرعي واملكــشوف عنــه واملــربز مــن اخلطــاب الــشرعي ،

الــشرعي ومــربز لــه ودال عليــه ، فــاحلكم فاخلطــاب الــشرعي كاشــف عــن احلكــم ــة ، واخلطــاب الــشرعي هــو ـالــشرعي هــ ــة أو الرواي ــستنبط مــن اآلي ــم وي فهو مــا ي

.)١(مصدر التشريع ، واحلكم الشرعي هو مدلول اخلطاب الشرعي : وميكن أن نطرح السؤال التايل

سمى أحكامــا هــل مـــا يوجـــد يف القــرآن الكــرمي والروايــات الـشريفة يــ شرعية أو ال ؟

هل اخلطابات الشرعية هي األحكام الشرعية ؟: بعبارة أخرى :اجلواب

ال ، إن األحكــام الــشرعية ليــست هـــي اخلطابــات الــشرعية بــل إن األحكـــام الشرعية تستنبط من اخلطابات الشرعية ، فـاحلكم الـشرعي هـو مـدلول اخلطـاب

ال داعي الستنباط األحكـام الـشرعية ، فيكـون إذن: مبـاشر يف الكتاب والسنة ، فيقال الكتـاب والسنة مثل الرسالة العمليـة احملتوية على األحكام الشرعية ، فكلمـا احتجنـا إىل مسألة شرعية رجعنا إىل هذه اخلطابات وأخذنا احلكم الشرعي منها خلصوص تلـك املـسألة

الـيت هـي اخلطابـات -حكام الشرعية املعينـة وال حنتاج إىل عملية االستنباط طاملا أن األ . موجودة يف الكتاب والسنة -الشرعية

. تعريف احلكم الشرعي باخلطاب الشرعي غري تام :إذن مصادر التشريع هي الكتاب الكرمي والسنة الشريفة فقط ، وأدلة التشريع هـي الكتـاب )١(

.والسنة واإلمجاع والعقل

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 176: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ١٧٦ -

يــدل عـــلى احلكــم الــشـرعي ، فاخلطــاب الــشرعي الــشـرعي ، فاخلطـــاب الــشـرعيــل الـــدال واملـــدلول ، فاخلطابـــات ــم الـــشرعي مـــدلول ، أي مـــن قبيـ دال ، واحلكـالشرعـيـة ليـسـت هـي األحـكام الشـرعـيـة بــل هــي دالــة عـلــى األحــكام الـشـرعـيـة

لـــدال أو كاشـفــــة عــــن األحــــكام الـــشـرعيـة أو مــــربزة لألحــــكام الـــشـرعية ، وا ــنفس املعــىن ، فيكــون احلكــم الــشرعي مــدلوال للخطــاب والكاشــف واملــربز كلــه ب

.الشرعي :مثـال

؛ دال عـــــلى وجــــوب الــــصـالة ، )١( : اخلطــــاب الـــشـرعي

؛ دال على وجوب الصيام ، )٢( : واخلطـاب الشـرعي .ووجوب الصيام مدلوالن للخطاب الشرعي فوجوب الصالة :اإلشكال الثاين

ــشرعي ال ــة بأفعــال املكلفــني ، فــاحلكم ال ــشـرعية متعلق ـــس كــل األحكــام ال لييتعلق دائما بأفعـال املكلفـني ، ولكـن بعـضها متعلـق بأفعـال املكلفـني وهـي األحكـام

قـا بأفعـال املكلفـني بــل الـشرعية التكليفيـة كالـصالة والـصيام ، وبعــضها لـيس متعل ــشرعية ــام الـ ــي األحكـ ــام وهـ ــة يف حيـ ـــرى داخلـ ـــاء أخـ ــذوام أو بأشيـ ــق بـ متعلـالوضعيـة كالزوجية وامللكية والطهارة والشرطية ، وهـذه األحكـام هلـا ارتبـاط غـري

.)٣(مباشر بأفعال املكلفني

.٧٨: اإلسراء )١( .١٨٣ : البقرة)٢( ويرد إشكال ثالث وهـو أن كون احلكم الـشرعي هـو مـدلول :اإلشكال الثـالث )٣(

.اخلطاب الشرعي هذا ليس تعريفا جامعا ألنه ال يشمل احلكم املستنبط من دليل عقلي

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 177: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ١٧٧ -

:أقسام احلكم الشرعي .ي ، وحكم وضعي حكم تكليف: ينقسم احلكم الشرعي إىل

:ـــ احلكم التكليفي ١م الـشرعي الـذي يتعلـق بأفعـال اإلنـسان مباشـرة ـ احلكم التكليفـي هــو احلكـ

ولـــه توجيـــه عملـــي لـــسلوكه بـــشكل مباشـــر يف خمتلـــف جوانـــب حياتـــه الشخـــصية ــة ــضائية واملرتبطـ ــصادية والقـ ــة واالقتـ ــسياسية واالجتماعيـ ــة والـ ــة والعائليـ والعباديـ

ـــا ، وكــل واقعــة هلــا حكــم عنــد اهللا بالطبيعـــ ـــا مجيع ــشـريعـة وتنظمه ـــأيت ال ة ، فت .تعاىل أو " افعــل " قـصـود بتـوجـيـه السـلـوك مباشـرة أن يتـضمـن احلكــم معــىن ـ وامل

ــل " فعــا " ال تــة أم مل يكــن إلزامي ــا كــالوجوب واحلرم ــل إلزامي ، ســواء كــان الفعــة مــن بــاب كاالســـتحباب والكراهـــ ـــد مسيـــت باألحكــام التكليفي ة واإلباحـــة ، ولق

تسمية الشيء باسم البعض ألن التكليف يتناسب مـع اإللـزام الـذي يـشمل الواجـب واحملــرم ، والواجــب واحملــرم بعــض مــن األحكــام اخلمــسة فــأطلق علــى اجلميــع

ــى مخــسة أقــسا ــة تكــون عل ــة ، وعلــى هــذا فاألحكــام التكليفي : م األحكــام التكليفي .الوجوب واحلرمة واالستحباب والكراهة واإلباحة

وجــوب الــصالة ، حرمــة شــرب اخلمـر ، وجــوب اإلنفــاق علــى بعــض : أمثــلة ــة ــل الـــصالة ، كراهـ ـــاب نوافـ ــاكم ، اسـتحبـ ـــلى احلـ ـــدل عـ ـــوب العـ ـــارب ، وجـ األقـ

.التحدث يف دار اخلالء ، إباحة شرب املاء ، إباحة إحياء األرض األحكـام كلهـا متعلقـة بفعـل اإلنـسان بـشكل مباشـر إذ هلـا توجيـه عملـي وهذه

مباشـر لـسلوكه ، فـالوجوب حيـرك املكلـف حنـو اإلتيـان بالفعـل ، واحلرمـة حتــرك .املكلف حنو ترك الفعل

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 178: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ١٧٨ -

:أقسام احلكم التكليفي ــد مخـــسة أقـــسام للحكـــم التكليفـــي الوجـــوب واالســـتحباب واحلرمـــة : توجـ

، وهــذه األحكــام تــأيت مــن مــصاحل أو مفاســد يعلمهــا اهللا )١(واإلباحــة والكراهــة :، واألقسام هي كما يلي " مالكات األحكام الشرعية " تعاىل ، وهي اليت تسمى

:ـــ الوجــوب ١هــو حكـم شــرعي يبعــث حنــو الـشـيء الـذي تعلـق بـه بدرجـة اإللـزام مــع

لتــرك ، فالبعــث هنــا بعــث شــديد ، املنـــع عـــن ارتكــاب النقـــيض ، والنقـــيض هــو ا .وهذا إلزام من جهة الفعل

. وجوب الصالة ، وجوب إعالة املعوزين على ويل األمر :مثال :ـــ االسـتحبـاب ٢

هـو حكم شـرعي يبعـث حنــو الـشـيء الـذي تعــلق بـه بدرجـة دون اإللـزام ــث هنــ ــرك ، والبع ــع عــن ارتكــاب النقــيض ، والنقــيض هــو الت ــث مــع عــدم املن ا بع

ــه ــل ، وتوجــد إىل جانب ـــن جهــة الفع ــزام م ـــيف ، وال يوجـــد يف االســـتحباب إل ضع .دائما رخصة من الشارع يف خمالفته

.استحباب صالة الليل : مثال :ـــ احلـرمـة ٣

هي حكم شرعي يزجـر عـن الـشيء الـذي تعلـق بـه بدرجـة اإللـزام مـع املنـع فعــل ، والزجــر هنــا زجــر شــديد ، وهــذا عـــن ارتكــاب النقــيض ، والنقــيض هــو ال

.إلزام من جهة الترك ، واحلرمة يف جمال الزجر كالوجوب يف جمال البعث

هذه األقسـام ميكن أن نأيت ا باحلصر العقلي ، ومعىن ذلك أنه ال توجد أقسام أخـرى )١( .ي للحكم التكليف

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 179: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ١٧٩ -

ـــال ـــة إىل :مثـ ـــع األسلحـ ـــا ، بيـ ـــة الزنـ ـــا ، حرمـ ـــة الربـ ــداء )١( حرمـ أعـ .اإلسالم

:ـــ الكـراهـة ٤ هـي حكم شـرعي يزجـر عــن الـشـيء الـذي تعلـق بـه بدرجـة دون اإللـزام مــع عــدم املنــع عــن ارتكــاب النقــيض ، والنقــيض هــو الفعــل ، والزجــر هنــا زجــر ضعـــيف ، وال يوجـــد يف الكراهـــة إلــزام مـــن جهـــة التــرك ، والكراهــة يف جمــال

.الزجر كاالستحباب يف جمال البعث

.)٢( خلف الوعد :مثال

، " إىل أعداء اإلسـالم " ، مبعىن " بيع السالح من أعداء اإلسالم : " يف اللغة العربية يقال )١(، وهو استعمال صحيح ، ويفهم املعىن من القرينــة ، " إىل " يف املثال مبعىن " من " وتكون

ألنـه وحنتـاج إىل حبث يف قيام احلروف مقام احلروف األخرى ، ويكون االستعمال جمازيـا .استعمال يف غري املعىن املوضوع له ، وهذا البحث ينفع يف فهم اآليات والروايات

هل خلف الوعد مكروه أو حرام مع أننا نعرف أن خلف الوعد من عالمات املنافق ؟)٢(الوعـد مع نيـة اخللف حـرام ، ولكن إذا وعد مع نية الوفاء بالوعـد وبعـد : اجلـواب

:ون عذر فهذا مكروه ، ولننقل بعض أقوال العلماء يف املسألة ذلك ال يفي بوعده بد :٣٥٢ ص ٢١ احملقق األردبيلي ج -جممع الفائدة

مسعت أبـا عبـداهللا : خلف الوعد ، وذكر يف بابه حسنة هشام بن سامل ، قال ) ومنها ( اهللا بـدأ ، عدة املؤمن أخاه نذر ال كفارة له ، فمن أخلف فبخلـف : " عليه السالم يقـول

يا أيهـا الـذين آمنـوا مل تقــولون مـا ال : ( وملقتـه تعرض ، وذلك قولـه تعـاىل ) " .تفعلون كرب مقتا عند اهللا أن تقولوا ما ال تفعلون

. واآليات يف ذم خلف الوعد كثرية فافهم من القرآن العزيز واألخبار كذلك قال رسول اهللا صلى اهللا عليـه : ليه السالم قال وحسنة شعيب العقرقويف عن أيب عبداهللا ع

" .من كان يؤمن باهللا واليوم اآلخر ، فليف إذا وعد : " وآله

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 180: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ١٨٠ -

:٣٥٩ احملقق األردبيلي ص -زبدة البيان

وأن يكون املراد النهي عن قول لعمل ال يعمله ، يعين يعد بشيء ويف نفسه عدمـه فيـدل .لقا ، مع احتمال اإلطالق فتأمل على حترمي خلف الوعد حينئذ ال مط

:٣٩ ص ٢ السيد اخلميين ج -املكاسب احملرمة إن خلف الوعد ليس كذبا وهو معلوم ، وكذا الوعد ولو مع إضمار عدم اإلجنـاز ألنـه

وأما حكمه فحرمته يف اجلملة ضرورية ال حتتاج إىل إقامـة الـدليل . . . إنشـاء ال إخبار ، .عليها

:٥٩٩ ص ١ السيد اخلوئي ج -اهة مصباح الفق ال بأس بتوضيح حقيقة الوعد ، وبيان حكم اخللف فيه ، أما حقيقة الوعد فإنـه يتحقـق

:بأحد أمور ثالثة إين : أن خيرب املتكلم عـن عزمـه عـلى الوفـاء بشيء ، كأن يقـول لواحـد : األول

ء إىل ضـيافتك ، أو علـى إعظامـك عـازم على أن أعطيك درمهـا ، أو أين ملتزم باي وإكرامك ، وال شبهة يف كون هذا من أفراد اخلرب ، غاية األمر أن املخرب بـه مـن األفعـال النفسانية أعين العزم على الفعل اخلارجي نظري اإلخبار عن سائر األمور النفسانية مـن العلـم

دق وإال فهـو كـاذب ، والظن والشك والوهم ، وعليه فإن كان حني اإلخبار عازما فهو صا .فتشمله أدلة حرمة الكذب ، ويكون خارجا عن املقام

لك علـي كـذا : أن ينشئ املتكلم ما التزمه بنفس أصله اليت تكلم ا بأن يقول : الثاين هللا علي أن أفعل كـذا ، : درمها أو دينـارا أو ثوبا ، ونظـريه صيغ النذر والعهد ، كقولك

اجلمل إنشائية حمضة ، فال تتصف بالـصدق وال بالكـذب بـاملعىن وال ريب أن مثل هـذه .املتعارف ، بل الصدق والكذب يف ذلك مبعىن الوفاء ذا االلتزام وعدم الوفاء به

أجيئك غـدا ، أو أعطيـك : أن خيرب املتكلم عن الوفـاء بأمر مستقبل ، كقوله : الثالث بعد شهر ، وهذه مجل خربية باحلمـل الـشايع درمها بعـد ساعة ، أو أدعـوك إىل ضيافيت

ولكنها خمربة عن أمـور مستقبلة ، كسائر اجلمل اخلربية احلاكية عـن احلـوادث اآلتيـة ، كاإلخبار عن قدوم املسافر غدا ، وعن نزول الضيف يوم اجلمعة ، وعن وقوع احلـرب بـني

لصدق والكـذب ، فإـا السالطني بعد شهر ، وال شبهة يف اتصاف هذا القسم من الوعد با

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 181: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ١٨١ -

عبـارة عن موافقـة اخلرب للواقع وعـدم موافقته له من غري فرق بني أنواع اخلـرب ، وهـو واضـح ، وأمـا حرمـة الكذب هنـا فإن تنجـزها يتوقف على عـدم إحـراز حتقـق املخرب به يف ظرفه ، فيكون النهي عنه منجزا حينئذ ، وأما لو أحرز حني اإلخبار حتقق الوفـاء بوعـده يف ظرفـه ، ولكن بدا له أو حصل له املانع من باب االتفـاق وأصـبح مـسلوب

. . . االختيار عن اإلمتام واإلاء مل تكن احلرمة منجزة وإن كان إخباره هذا يف الواقع كـذبا ومن هنا اتضح أن النسـبة بني حرمة الكذب وبني خلف الوعد هي العموم من وجه ، فإنـه

ب احملرم حيث ال مورد خللف الوعد ، وقد يوجد خلف الوعـد حيـث ال قـد يتحقق الكذ .يوجد الكذب احملرم ، وقد جيتمعان

:٧٤ ص ١ السيد الگلپايگاين ج -كتاب الشهادات أن الظلم والكذب حمرمان خيالن بأصل العدالة ، وكذا خلف الوعد بنـاء علـى : وفيـه

. . . .كونه من الكذب ، :١٣٤ السيد كاظم احلائري ص -قه اإلسالمي القضاء يف الف

مـن عامـل : " قال : ومـا ورد عن مساعة بن مهـران عن أيب عبداهللا عليه السالم قال الناس فلم يظلمهم ، وحدثهم فلم يكذم ، ووعدهم فلم خيلفهم كان ممن حرمـت غيبتـه ،

مـن ١٥٢ بـاب ٨عة ج وسائل الشي " . ( وكملت مروته ، وظهر عدله ، ووجبت أخوته ) .٣٩٣ ص ٩ من صالة اجلماعة ح ١١ باب ٥ ، وج ٥٩٧ ص ٢أحكام العشرة ح

عدة املؤمن أخـاه : " مسعت أبا عبداهللا عليه السالم يقول : وعن هشـام بن سامل قـال يـا أيهـا : ( نذر ال كفارة لـه ، فمن أخلف فبخلف اهللا بدأ ، وملقته تعرض ، وذلك قوله

) " .منوا مل تقولون ما ال تفعلون كرب مقتا عند اهللا أن تقولوا ما ال تفعلون الذين آ الـسيد حممـد سـعيد - ، حواريـات فقهية ٣٩٠ السيد السيستاين ص -الفتـاوى امليسرة

:٣٠٢احلكيم ص من كان يؤمن باهللا وبـاليوم اآلخـر : " وعن النيب حممـد صلى اهللا عليه وآلـه أنه قال

أربع من كن فيه كـان منافقـا ، ومـن : " ، وعنـه صلى اهللا عليه وآله " ذا وعـد فليف إ إذا حدث كـذب ، وإذا وعـد : كانت فيه خلة منهن كانت فيه خلة من النفاق حىت يدعها

) .أخلف ، وإذا عاهد غدر ، وإذا خاصم فجر

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 182: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ١٨٢ -

:ـــ اإلبـاحـة ٥وقــف الــذي يريــده ، هــي أن يفــسح الــشارع اــال للمكلــف لكــي خيتــار امل

ك هـــي أن يتمتــع املكلـــف باحلريـــة ، فلـــه أن يفعــــل ولـــه أن يتـــرك ، ـونتيجـــة ذلــ .)١(فاملكلف حر يف اختيار ما يريد

:٣٦٣ ص ٢ الشيخ الكليين ج -الكايف

يب عمري ، عن شعيب العقرقويف ، عـن أيب عبـداهللا عليـه علي ، عن أبيه ، عن ابن أ -٢ من كان يؤمن باهللا واليـوم اآلخـر : " قـال رسول اهللا صلى اهللا عليه وآله : السالم قـال " .فليف إذا وعد

:١٠٧ - ١٠٦ ص ٦٩ العالمة السي ج -حبار األنوار ري ، عن حسن بن عطية عـن يزيـد علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أيب عم: كا -٥

رجل على هذا األمر إن حـدث كـذب ، وإن : قلت أليب عبداهللا عليه السالم : الصائغ قال هي أدىن املنازل من الكفـر ولـيس : " وعـد أخلف ، وإن ائتمن خان ، ما مرتلته ؟ قـال

" .بكافر أدىن " خـرب ، " ن حـدث إ" صفة رجل ، ومجلة " على هذا األمر : " بيان من السي

ـذا " وليس بكـافر " أي أقرا من الكفـر أي الذي يوجب اخللود يف النار ، " املنـازل املعىن وإن كان كافـرا ببعض املعاين ، ويشعر بكون خلف الوعـد معـصية بـل كـبرية ،

.واملشهور استحباب الوفاء به :٣٥٧٤ ص ٤ حممدي الريشهري ج -ميزان احلكمة

ليس اخللف أن يعد الرجل ومن نيته أن يفـي ، ولكـن : " ن النيب صلى اهللا عليه وآله ع " .اخللف أن يعد الرجل ومن نيته أن ال يفي

كل حكم له مالك وسبب وعلة عند الشارع ، والشارع عز وجل يعلم مـصاحل األشـياء )١(رم لوجـود مفـسدة ومفاسدها ، فالصـالة واجبة لوجـود مصلحة للناس فيها ، واخلمر حم أو مــا يف " ألنـه " للناس فيـه ، وبعض املالكات تذكرها الروايـات حينمـا تقـول

معناه ، وإذا مل تذكرها الروايـات فال ميكن أن نعرفها بعقولنا الناقصة ، وميكـن اكتـشاف

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 183: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ١٨٣ -

:ـــ احلكم الوضعي ٢ احلكم الوضعي هـو احلكـم الـشرعي الـذي ال يتعلـق بأفعـال اإلنـسان مباشـرة

اشـر أو لـه توجيـه عملـي غـري مباشـر ، بـل وليس له توجيه عملي لسلوكه بـشكل مب يــشرع ويبــين وضــعا مــن األوضــاع وحالــة مــن احلــاالت الــيت يكــون هلــا تــأثري غــري مباشــر يف ســلوك اإلنــسان ، فريتــبط بأفعــال اإلنــسان بطريــق غــري مباشــر ، فــإذا

.حتقق هذا الوضع فإن الشرع يبين ما يترتب عليه من فعل

:أقسام احلكم الوضعي : احلكم الشرعي الوضعي على أقسام

:القسم األول ــات الــيت ــأيت اخلطاب ـــة ، فت ـــف كالزوجي ــذات املكل ـــلق ب احلكــم الوضـــعي املتعــة ، ـــترب املــرأة زوجــة للرجــل يف ظــل شــروط معين ـــة ، وتع ـــات الزوجي ـــم عالق تنظ

.ويلزم كالمها بسلوك معين جتاه الطرف اآلخر

عـز وجـل ، أجزاء العلة ، ولكن العلة التامة ال ميكن معرفتها ، فاملالك التام ال يعلمه إال اهللا والعلة املنصوصة املذكورة ميكن استنباط أحكام أخرى منها ، ولكن العلة غـري املنـصوصة ال

.ميكن استنباط أحكام أخرى منها ، هذا عندنا وأمـا عنـد املخالفني فهم يعملـون على أسـاس الظـن ، فالفقيـه عنـدهم بعقلـه

أحكاما أخـرى ، فيأيت عنـدهم حبـث يقـول بعلة معينة ، وعلى أساس مـا يظن يستنبط .القياس الفقهي ال القياس املنطقي

يف علم املنطق ، وهو أن جتد وجه الشبه بـني شـيئني " التمثيل " والقياس الفقهي يسمى .فتعطي حكم الشيء األول للشيء الثاين

هـذا ، ويف الواقـع " علل الـشرايع " ويوجد كتاب للشيخ الصدوق قدس سره بعنوان .الكتاب يذكر احلكمة والفائدة املترتبة على األحكام وال يذكر علة ومالك األحكام

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 184: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ١٨٤ -

:القسم الثاين احلكم الوضعي املتعلق بأشـياء أخـرى تـرتبط بـاملكلف مثـل األشـياء اخلارجيـة ــرب ــة ، وتعت ــات الــيت تــنظم عالقــة امللكي ــأيت اخلطاب ــة املرتبطــة باملــال ، فت كامللكي

.الشخص مالكا للمال ضمن شروط معينة :القسم الثالث

ــف بــدون توجيــ ــق بأفعــال املكل ــة احلكــم الوضــعي املتعل ــي مباشــر كجزئي ه عمل .الركوع يف الصالة وشرطية االستقبال فيها وطهارة املاء يف الوضوء

:أمثـلـة ـــول إن :١ مثــال ـــدما نق ــد " عن ــة ال تــتم إال بعق ــىن ذلــك أن " الزوجي فمع

الـعـقـد شــرط فـي الـزوجـيــة ، والـشـرطـيــة حـكــم وضــعــي ، ولـكــن عـنــدما نقـول .فهذا حكم تكليفي " لزواج مستحب ا" إن

فهـذا حكـم تكليفـي ألن الوجــوب " النفقــة واجبــة " عــندما نقــول :٢ مثـال النفقـة للزوجـة مقـدارها " يقـع ضـمن األحكام التكليفيـة اخلمسـة ، وعنـدما نقـول

.فهذا حكم وضعي ألنه يعطي وضعا معينا " ما يشمل املسكن واملأكل وامللبس ــارة أخــرى ــق بأفعــال اإلنــسان بــدون توجيــه : بعب احلكــم الوضــعي تــارة يتعل

ــشرطية واملانعيــة ، ــارة والنجاســة واجلزئيــة وال مباشــر كالــصحة والــبطالن والطهوتــارة أخــرى ال يتعلــق بأفعــال اإلنــسان مثــل الزوجيــة وامللكيــة ، فنقــول إن هــذه

ــاء طــاهر أو جنــس ، و ــذا اإلن ــة ، وه ــوع جــزء مــن الــصالة صــحيحة أو باطل الركــد غــري ــاس املــصنوع مــن جل ــصالة ، واللب الــصالة ، والوضــوء شــرط يف صــحة المـأكول اللحـم مـانع عـن اإلتيـان بالـصالة ، وهـذا الرجـل زوج هلـذه املـرأة ، وهــذا البيت ملك لزيد ، وهـذه األحكام كلها ليست متعلقـة بفعـل اإلنـسان بـشكل مباشـر

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 185: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ١٨٥ -

ـــملي مباشـــر ، فــ ــيس هلــا توجيـــه ع ـــل إذ ل ـــحكم وضـــعي مث ـــا ب بطــالن " إذا قلنمـثـال فـإنـنـا نـحـتـاج إىل حـكـم تـكـلـيـفي لـه توجيــه عــملي مباشــر مثــل " الصـالة

" .وجوب إعادة الصالة " :االرتباط بني احلكم التكليفي واحلكم الوضعي

: نسأل السؤال التايل كـم الوضـعي ؟ هـل هنـاك مـا هـو االرتبـاط بـني احلكــم التكليفـي واحل

عالقة بينهما ؟ :اجلواب

ال يوجــد " نعــم توجـــد عالقـــة بــني احلكـــم التكليـــفي واحلكـــم الوضـــعي ألنـــه ، هـذا مـا قالـه الـشهيد يف )١(" حكم وضعي إال ويوجد إىل جانبه حكم تكليفـي

ة الـيت لـيس األحكـام الوضـعي " : احللقـة األوىل ، ولكنـه يف احللقـة الثانيـة يقـول .)٢( "هلا توجيه عملي مباشر ، وكثريا ما تقع موضوعا حلكم تكليفي

:أحناء احلكم الوضعي : توجد للحكم الوضعي صورتان

األصل يف الشريعة هي األحكام التكليفية ، واألحكام الوضعية تأيت يف الدرجـة الثانيـة ، )١(واألحكام التكليفية يترتب عليها الثواب والعقاب ، وأما األحكام الوضعية فـال ثـواب وال

عليها ألا ال تدخل يف ذمة املكلف ، وإمنا تبني وضعا من األوضـاع وحالـة مـن عقـاب .احلاالت

؛ ألن بعض األحكام الوضعية ال تقـع " كثريا ما تقع موضوعا حلكم تكليفي : " قال الشهيد )٢(ال يقـع موضـوعا حلكم تكليفي ، فـال " تنجيس املـاء " موضـوعا حلكم تكليفي ، مثـال

، فالطهـارة " تطهري هذا املاء واجب : " ، وكذلك ال نقول " تنجيس هذا املاء حرام " :نقول .مقدمة للوضوء مثال وليست واجبة بنفسها

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 186: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ١٨٦ -

:احلكم الوضعي موضوع للحكم التكليفي : الصورة األوىل ــع ـــة تقـ ـــل الزوجيـ ـــيفي ، فمثـ ــم التكلـ ـــوعا للحكـ ـــعي مـوضـ ــم الوضـ ـــع احلكـ يـقـ

ــول موضــوع الزوجيــة تقتــضي : " ا لوجــوب النفقــة ووجــوب متكــني الزوجــة ، فنقــزوج علــى زوجتــه ووجــوب متكــني الزوجــة لزوجهــا ، فالزوجيــة " وجـــوب إنفـــاق ال

حـكــم وضـعــي وقـعــت موضــوعا حلكـــم تكليــفي ، واحلكــم التكليــفي وقــع حممـــوال ضـــوعا لوجـــوب اإلعـــادة ، وهـــو وجـــوب الـنـفـقـــة ، أو الـــصـالة الـباطـــلة تقـــع مو

ـــول ــصـالة الباطـــلة جتــب إعادــا : " فنق ــة حكــم وضــعي " ال ، فالــصالة الباطلوقعــت موضــوعا حلكــم تكليفــي وقــع حممــوال وهــو وجــوب اإلعــادة ، وامللكيــة حكــم وضـعي توجـد إىل جانبـه أحـكام تكليفيـة مثـل حرمــة تـصرف غـري املالـك يف املـال

و كـان املـال زهيـدا ، ويكـون املـال يف هـذه احلالـة مغـصوبا ، إال بإذن املالك حىت ل مثـال بعـض األزواج جيربون زوجـام على اإلنفـاق علـى البيـت ، وهـذا لـيس حقـا شرعيا للزوج ويكون مال الزوجـة مغـصوبا ال جيـوز التـصرف بـه مـن قبـل الـزوج ،

. شربه ومثل األرض املغصوبة حيرم الصالة فيها ، ومثل املاء النجس حيرم :احلكم الوضعي منتزع من احلكم التكليفي : الصورة الثانية

في لألمـــر باملركـــب ، ـ يكـــون الـحكـــم الـوضـعـــي مـنتـــزعا مـــن احلكـــم التـكلـيــ ـــل ــصـالة " مث ـــن ال ـــوع جـــزء م ـــم تكليفــي هــو " الرك ـــن حـك وجــوب " املنـتـــزع م

أجزاء هي تكـبرية اإلحـرام والقـراءة والركـوع إذ أن الصـالة مركبة من " الصالة .والسجود والتشهد والتسليم وغريها ، فننتزع اجلزئية من األمر باملركب

: يكون للحكم الوضعي صورتان :إذن مثـل الزوجيـة :أ ـــ أن يكـون احلكـم الوضـعي موضــوعا حلكــم تكليفـي

.اليت هي موضوع لوجوب النفقة على الزوج

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 187: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ١٨٧ -

مثـل انتـزاع :ن يكون احلكم الوضعي منتزعـا مـن حكـم تكليفـي ب ـــ أ جزئيــة الركــوع يف الــصالة مــن وجـــوب الــصالة املركبــة مــن أجــزاء ، أو انتـــزاع شــرطية اســتقبال القبلــة مــن وجــوب الــصالة املــشروطة باالســتقبال ، أو انتـــزاع

.)١(الصحة من وجوب الصالة التامة األجزاء والشرائط

: نبدأ أوال بذكر مراحل عملية احلكم التكليفي

:مراحل عملية احلكم التكليفي إذا حللنا عمليـة احلكـم التكلـيفي ـــ كــما ميارســها أي مــوىل لـه حـق الطاعـة

:يف حياتنا االعتيادية ـــ جند أا تنقسم إىل مرحلتني مها

:ثبوت احلكم : املرحلة األوىل : وهي مرحلة نشوء احلكم التكليفي ، وتتكون من ثالثة عناصر

. املالك أ ـــ . اإلرادة ب ـــ . االعتبار ج ـــ

قلنـا سابقا إن األصل يف الشريعة هو األحكام التكليفية ، ولكن يتبين هنـا أن احلكـم )١(

، ويترتـب عليـه احلكـم الوضعي قـد يكون هو األصل واألساس كما يف الصورة األوىل التكليفي كما يف امللكية والزوجية ألن احلكم الوضعي يقع موضـوعا للحكـم التكليفـي ،

.واملوضوع يكون قبل احملمول ألن العرش قبل النقش وقد يكون احلكم التكليفي هو األصل واألساس وينتزع منه احلكـم الوضـعي كمـا يف

. والبطالن الصورة الثانية ، كما يف مثل الصحة

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 188: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ١٨٨ -

.إثبات احلكم وإبرازه وإعالنه وإصداره : املرحلة الثانية :التوضيح

ـــيفي ، وهـــذه املر ـــة احلكـــم التكلـ احـــل ال يتــــناول الـــشـهيـد أوال مراحــــل عـمليـــا ــعية يف حياتنـ ــوانني الوضـ ــشرع يف القـ ــا املـ ــوم ـ ــل الـــيت يقـ ــن املراحـ ختتلـــف عـ

املرحلــة األوىل هــي : االعتياديــة ، وتنقــسم عمليــة احلكــم التكليفــي إىل مــرحلتني .مرحلة ثبوت احلكم ونشوئه ، واملرحلة الثانية هي مرحلة إثبات احلكم وإعالنه

: ونأيت إىل هاتني املرحلتني :ثبـوت احلـكم : املرحلـة األوىل ــو مل يكــن مــن املــؤمنني ـ عـندمــ ـــ حــىت ل ـــد املــشرع أو املقــنن العقالئــي ــ ا يري

ــشخص ــو ي ــع فه ــور اتم ــا لتنظــيم أم ــا معين ــضع قانون ـــ أن ي ــاىل ــ بوجــود اهللا تعـــه مــصلحة أو مفــسدة ـــين في ـــل املع ــصـور أن هـــذا الفع ــدرك ويت بدرجــة وحيــدد وي

ــذلك الفعــل وحــب ـــاوت ، فتتـــولد عـنـــده إرادة ل ـــة ، واملــصـاحل واملفاســـد تتف معينورغبـة فيـه بدرجة تتناسب مع املصلحة املدركة أو إرادة لعـدم ذلـك الفعـل وبغـضا له ورغبة عنه بدرجة تتناسب مـع املفـسدة املدركـة ، فيحـب أن يتحقـق يف اتمـع

دي إىل هـذه املـصلحة أو يـبغض أن يتحقـق يف اتمـع الفعـل الـذي الفعل الذي يـؤ ــاب ــه يف كت ــه ويكتب ــانون ويدون ـــأيت ويــصيغ هــذا الق ــؤدي إىل هـــذه املفــسـدة ، في يضـمن مـواد قانونيـة ، مث يصدر هـذا القـانون ويعلنـه للنـاس يف اجلريـدة الرمسيـة

ــصـحف واـــالت و ـــن الـ ـــالم مـ ـــائل اإلعـ ــذياع ، والنـــاس ال أو يف وسـ ــاز واملـ التلفـا جرى يف مرحلة الثبوت وال يعرفـون مالكـات هـذا القـانون مـن مـصاحل ـيعرفـون م اســـد ألــا مرحلــة خافيــة علــى النــاس ، فهــم يــرون اإلعــالن فقــط ، وال ـأو مف

.يعرفون ما جرى خلف هذا القانون من إجراءات يف عامل الثبوت

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 189: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ١٨٩ -

ـــه توجـــد ثالثـــ ــا أن ــرى هن ــصلحة أو املفــسدة ، : ة عناصــر ون مــالك وهــو املـــن هلــذا القــانون يف وإرادة وهــي احلـــب أو البغـــض ، مث اعـــتبار وصـيـاغـــة وتـدوي

تـــاب ، وهـــذه املراحـــل تكـــون قبـــل إبـــراز وإصــدار وإعــالن القــانون للنــاس يف ـك اخلـــارج ، فـــنحن يف مرحلـــة الثبـــوت قبـــل مرحلـــة اإلثبـــات واإلصـــدار واإلعـــالن ، فـاملقنن يــسري ـذه اخلطــوات حـىت بعــد ذلـك يــصدر ويعلـن ويــربز هـذا احلكــم ،

املـالك واإلرادة واالعتبـار ، هـذا : فمرحلـة ثبـوت احلكم تتكون من عناصـر ثـالث .بالنسبة للمشرع العريف العقالئي

:مثـال ــ ــراء ، ـ ال جيـ ــون محـ ــدما تكـ ــارة املـــرور عنـ ــاوز إشـ ــف أن يتجـ ومـــن وز للمكلـ

دينـارا ، املـوىل العـريف حـىت هـذه اللحظـة يكـون يف ٤٠يتجاوزها فإن عـليه غرامة ــس الــشورى أو يف الربملــان ومــا ــس األمــة أو يف جمل غرفـــة االجتماعـــات أو يف جملزال يف مرحلــة صــياغة القــانون ومل يــصدر ومل يعلــن هــذا القــانون يف اخلــارج ومل

ه املراحـل الـثالث مـن املـالك واإلرادة واالعتبـار ينشـره ليعـرفه الناس ، فتأيت هذ يف مرحلة ثبوت احلكم ، واألحكام تكون تابعـة للمـصاحل واملفاسـد ، وهكـذا أحكـام

.اهللا تعاىل تكون تابعة للمصاحل واملفاسد اليت حيددها اهللا تعاىل اعـة نأيت اآلن للموىل عـز وجــل ، يف املـالك حيــدد الـشارع الـذي لـه حـق الط

ــد إدراك املــصلحة أو ــسدة ، مث بع ــذه املف ــذه املــصلحة أو ه ــه ه ــل في ــذا الفع أن هــك ـاملفــس ـــ جتــاه ذل ـــ أي حــب أو بغــض ــ ــده إرادة ــ ــأيت إىل اإلرادة فتتولــد عن دة ن

الفعل بدرجـة تتناسـب مـع املـصلحة أو املفـسدة املدركـة ، فـإذا كانـت اإلرادة قويـة ـــوب أو احلرمـــــ ـــد الوجــ ـــه يتولــ ــد فإنــ ــه يتولــ ـــعيفة فإنــ ـــت اإلرادة ضــ ة ، وإذا كانــ

ــه ــصيغ إرادتـ ــار ويـ ــة االعتبـ ــشـارع يف مرحلـ ــأيت الـ ـــة ، مث يـ ـــتحباب أو الكراهـ االسـ

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 190: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ١٩٠ -

ـــة مــ ليعـــار ضــمن قــانون ، فيجعــل الفعــل يف ذمــة املكلــف ـصياغـــة ج ــوع االعتب ن ن .ويعترب هذا الفعل على ذمة املكلف

:مالحظـة ـــس ـــبوت إن االعتبـــــار ليــ ـــا يف مرحلـــــة الثــ ـــل )١(عنــــصـرا ضروريــ ألنـــــه جعــ

وافتــــراض ، فاالعــــتبار يـــستعمل غالبـــا كعمـــل تنظيمـــي صـــياغي ألن املـــشرعني والعقـالء حينما يريدون أن يضعوا القـوانني فـإم اعتـادوا علـى أن ميـروا بعنـصر

ــة إلبــ ــب طريقــة معين ــار ترتي ــة ثبــوت احلكــم ، واالعتب ــار يف مرحل راز املــراد االعتبواملطـــلوب ، والــشـارع يــسـري عـــلى نـــهج العقــالء يف ذلــك ألن النــهج واحــد عنــد الشـارع وعندهم ، فالـشارع هـو سـيد العقـالء ، وسـيأيت يف احللقـة الثالثـة توضـيح

.أكثر لعنصر االعتبار يف عملية التشريع إن شاء اهللا تعاىل

:اخلالصـة : احلكم ، وتتكون من ثالثة عناصر هي املرحلة األوىل هي مرحلة ثبوت

ـــ املـــالك ــل مــن :أ ـ ــه الفع ــشتمل علي ــا ي ــشخص املــوىل م د ويــه حيــد في .مصلحة أو مفسدة

ـــ اإلرادة تتولــد عنــد املــوىل إرادة لــذلك الفعــل بدرجــة تتناســب مــع :ب ـ .املصلحة أو املفسدة املدركة

ـــار ـــ االعتب ــة ، فيعتــرب يــصيغ املــوىل إرادتــه :ج ــ ــة اعتباري صــياغة جعلي .الفعل على ذمة املكلف

هذا جانب نظري فقط وهو أننا ال حنتاج إىل مرحلة االعتبار ، ففـي الواقـع حنتـاج إىل )١(

االعتبار حىت نصيغ هذا القانون ، فعدم االحتياج إىل االعتبار أمر نظري ، ولكـن يف الواقـع .العملي حنتاج إىل مرحلة االعتبار

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 191: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ١٩١ -

:إثبـات احلكم وإعـالنه : املرحلـة الثـانية ــط ــة الثبــوت بعناصــرها الثالثــة أو بعنــصريها األولــني فق وبعــد اكتمــال مرحلبدون عنصـر االعتبـار يأيت املوىل ويربز هــذا احلكـم الناشـئ عـن املـالك واإلرادة

ى املـأل ويـصدره ويظهـره للنـاس واملكلفـني يف الـصحف الرمسيـة ، ويبـدأ ويعلنه عل تطبيـق القــانون مــن تـاريخ صــدوره يف الــصحف ، وإذا مل يعلـن املــوىل احلكــم فــإن

.املكلف غري مسؤول عن اإلتيان به ويـــربز املــوىل عـــز وجـــل احلكــم عــن طريــق رســول اهللا صــلى اهللا عليــه وآلــه

ويقـول " يـا أيهـا الـذين آمنـوا " أو " يـا أيهـا النـاس " فينـادي حيث يبلغـه للنـاس ـــال ــك مث ـــد ذل ـــة " بع ــصـالة واجب ــصيـام واجـــب " أو " ال ــر " أو " ال شـــرب اخلم

ذا احلكـــم يف اخلــارج ، ويكـــون اإلعــالن بـــدافع مــن املـــالك ـ، فـــيعلن هــ " حــرام اإلتيان بالفعل إذا واإلرادة ، وإذا أعـلن الشـارع احلكم للناس فإم مسؤولون عن

كانت فيه مصلحة ، وعدم اإلتيان بالفعل إذا كانـت فيـه مفـسدة ، وبإمكـان املـوىل .عز وجل أن حياسبهم إذا خالفوا ومل يتقيدوا باحلكم والقانون

: ويكون اإلعالن بإحدى الطريقتني التاليتني :ـــ اجلملة اخلربية ١

ـــة يكـــ ـــة اخلربيـ ــــ واجلملـ ــون ون فيهـ ــر ، وتكـ ــب واألمـ ــشاء والطلـ ـــىن اإلنـ ا معـ :بأسلوبني من حيث نوع اجلملة الـصالة " املكونة من مبتدأ وخـرب ، فيقـول املـوىل :أ ـــ اجلملة االمسية

.، واملراد هو صل " واجبة ـــ اجلملــة الفعليــة املكونــة مــن فعــل وفاعــل أو نائــب فاعــل ، فيقــول :ب ــ

.، واملراد هو صل وصم " كتب عليكم الصيام " و أ" جتب الصالة " املوىل

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 192: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ١٩٢ -

:ـــ اجلملة اإلنشائية ٢، أو " صــوموا " أو " أقيمــوا الــصالة " مـــن قبيـــل األمـــر حيــث يقــول املــوىل

" .ال تشرب اخلمر " من قبيل النهي حيث يقول املوىل

:أنـواع اإلثبـات واإلعالن ــث يوجــد نوعــان وطريق ــراز واإلصــدار مــن حي ــات واإلعــالن واإلب ــان يف اإلثب ت

:متعلقه :أ ـــ إثبات يتعلق باإلرادة مباشرة

أو " أريـــد مــنكم حـــج البيـــت مـــن اســـتطاع إليـــه ســبيال : " فيقـــول املـــوىل ، فينتقـل املــوىل " أريــد " ، فيــستعمل املـوىل كلمـة " أريــد مــنكم الـصـالة " يقــول

ادة إىل اإلثبات واإلعـالن دون املـرور باالعتبـار ، فيتبـين أن االعتبـار لـيس من اإلر .شيئا ضروريا يف مرحلة الثبوت ألنه ميكن االستغناء عنه

:ب ـــ إثبات يتعلق باالعتبار الكاشف عن اإلرادة ، )١( : فيقول املوىل عز وجل

أو )٢(.

وهـذا خطـاب شـرعي مـربز وكاشـف عـن احلكـم الـشرعي ودال عليـه ، واحلكـم وب احلج ـــ هو نفـس االعتبـار ، فاإلثبـات واإلعـالن هنـا يتعلـق الشـرعي ـــ وهـو وج

باالعتبــار ، ولكنــه اعتبــار يكــشف عــن إرادة املــوىل وأنــه يريــد مــن النــاس احلــج ،

.٩٧: آل عمران )١( .١٨٣: البقرة )٢(

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 193: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ١٩٣ -

ــق املــدلول االلتزامــي ال عــن فيكــشـف عــن اإلرادة بطـــريق غــري مباشـــر عــن طريـــزامي نعـــرف أن ـطـريـــ ـــول االلتـ ـــابقي ، فباملدلـ ـــول املطـ الـــشارع يريـــد مـــن ق املدلـ

املكلفني أن حيـجوا إىل بيت اهللا احلـرام ، فاإلثبـات يتعلـق باالعتبـار الكاشـف عـن ــي ــدلول االلتزامـ ــار مث إىل )١(اإلرادة باملـ ــن اإلرادة إىل االعتبـ ــوىل مـ ــل املـ ، فينتقـ

.)٢(اإلثبات واإلعالن ، فيكون االعتبار خطوة وسطى بني اإلرادة واإلعالن

أيهما أشد اإلثبات واإلعالن املتعلق باإلرادة أو اإلثبات املتعلق باالعتبار الكاشـف : سـؤال )١( عن اإلرادة ؟ إن اإلعـالن املتعلق باإلرادة أشد من اإلعالن املتعلق باالعتبار الكاشـف عـن : اجلواب

.اإلرادة ألنه يتعلق باإلرادة مباشرة وبدون واسطة شيء فيكون أشد ومرحلـة اإلثبـات - مبـا فيها من مالك وإرادة واعتبار -هل مرحلـة الثبوت : ـؤال س )٢(

جتريان يف احلكم الوضعي أيضا كما جتريان يف احلكم التكليفي أم ال ؟ قـد يقال نعم إن احلكم الوضـعي مير باملرحلتني أيضا ، ففي مرحلة الثبـوت : اجلـواب

الة الظهر أربـع ركعات هلـا مـصلحة للنـاس يوجـد مالك للحكم الوضعي ، مثـال ص مترتبـة على هـذه الصالة ، مث تتعلق إرادة اهللا عز وجل ذه املـصلحة ، مث متـر يف عـامل االعتبـار فيعترب احلكم الوضعي على ذمة املكلف ، مث تأيت مرحلة اإلثبـات وإبـراز احلكـم

.وإعالنه م الوضعي ، واملصاحل واملفاسد مترتبـة علـى وقد يقال ال ألنه ال يوجد تكليف يف احلك

التكاليف ، ففي مثل صالة الظهر أربع ركعات ال توجد مصلحة ألنه ال يوجـد تكليـف ، واملصلحـة تترتب على وجوب الصالة ال على كوا أربع ركعات ، فـاحلكم الوضـعي ال

لـف فـال يكـون طلب فيـه حىت تتعلق به اإلرادة ، واحلكم الوضعي ال يدخل يف ذمة املك الـصالة " ؛ فإن هذا مساوق لقولـه " أريد منكم الصالة " مسؤوال عنه ، فإذا قال الشارع

، وأمـا كون الصـالة أربع ركعـات أو أن املعاملة صحيحة أو فاسـدة أو أن " واجبـة العقد صحيح أو باطل فال توجد فيها مصاحل أو مفاسد ، مثال البيع يف وقت صـالة اجلمعـة

ولكنـه صحيح ويترتب عليـه األثر من نقل الثمن وانتقال املـثمن ، وال ميكـن أن حرام ،

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 194: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ١٩٤ -

نقول إنه تترتب مفسدة على البطالن وتترتب مصلحة على الصحة حىت ميكـن أن يقـال إن املفسـدة الناجتة من حرمـة البيع تتعارض مع املصلحـة الناجتة من صحة البيـع يف نفـس

ا القول ألن املالكني ال جيتمعان على شيء واحـد يف نفـس الوقت ، وال ميكن القـول ذ .الوقت لوجود التنايف بني املالكات

. ال توجد مرحلة الثبوت ومرحلة اإلثبات يف األحكام الوضعية :إذن إن احلكم الوضـعي ليس لـه توجيه عمـلي مباشر ألفعـال اإلنـسان حـىت نقـول

ـ ة املـصلحة الـيت يترتـب عليهـا الوجـوب بوجـود مصلحة فيـه ، ويقصد باملصلحواالستحباب ، وهذا هـو املعىن االصطالحي للمصلحـة ، وإال فـإن املـصلحـة بـاملعىن اللغـوي أعم من هـذا املعىن ، فإن هللا تعاىل مصاحل حىت يف األحكـام الوضـعية ، ولكـن

ي ، ويف علـم املصلحـة يف احلكم الوضعي ال تكون باملعىن االصطالحي بل بـاملعىن اللغـو .األصول يراد املعىن االصطالحي

وكما قال السيد الشهيد إن كل حكم وضعي يوجد إىل جانبه حكـم تكليفـي ، مثـل الزوجية اليت يترتب عليها وجوب اإلنفاق ، فإن املصلحة تكون مترتبة بشكل مباشـر علـى

حة مترتبـة بـشكل احلكم التكليفي املوجـود إىل جانب احلكم الوضـعي ، وال توجد مصل .مباشر على احلكم الوضعي

ويف مثال الزوجية يقول الشارع إن الزواج مستحب ، فهذا حكم تكليفي تترتـب عليـه وكيف يكون الزواج يف اإلسالم ؟: مصلحة خفيفة ، مث يسأل السائل

فيجـاب بأنه يكون ـذه الكيفية املعينـة بأن يكون فيهـا إجيــاب مـن الزوجـة وقبـول من الزوج وأن يكون املهر حمددا ، وإذا كان الزواج صحيحا فإنه يتـشكل عنـدنا موضوع ذلك احلكم ، مث يأيت احلكم وتترتب املصلحـة ، وأما إذا كان الزواج فاسـدا فـال تترتب املصلحـة ، فاملصلحة إذن تترتب على احلكم الوضعي بشكل غري مباشـر بواسـطة

.احلكم التكليفي إضافة إىل ذلك فإن األحكام الوضعية كانت موجودة عند الناس قبـل جمـيء اإلسـالم

كالزوجية وامللكية ، وجـاء الشارع وأمضـاها مع إضافـة بعض التعديالت عليهـا ، فـال .حتتاج إىل املرور اتني املرحلتني

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 195: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ١٩٥ -

:واإلعـالن نتيجـة اإلثبـات

ما هي نتيجة هذا اإلثبات واإلعالن واإلبراز واإلصدار ؟: سؤال

:اجلواب

نتيجة إعالن احلكـم وبيانـه هـي أنـه مبجـرد مـا يعلـن املـشرع الوضـعي قـانون املــرور مــثال فــإن الــشخص إذا خــالف القــانون فإنــه يعاقــب وتؤخــذ منــه الغرامــة ،

وأصدره يكـون مـن حـق املـوىل علـى العبـد أن يـأيت وكذلك إذا أعلن املـوىل احلكم ــذا الفعــل ألن حــق الطاعــة للمــوىل يفــرض علــى املكلــف أن يطيعــه قــضاء حلــق مولويتـــه ، والـــذي حيكــم بــذلك هـــو العقـــل ، فعقـــل املكلــف يقــول طاملــا أن املــوىل أعلــن وأبــرز هــذا احلكــم فيجــب علــي أن أحتــرك إىل تنفيــذ وامتثــال هــذا احلكــم قــضـاء حلــق مولويـــة املــوىل ، فينـــتزع العقـــل مـــن إعـــالن املــوىل وإبــرازه إلرادتــه ،

ــــ )١(هـذا اإلبراز الصادر منه ـــ واإلبراز واإلعالن الـصادر هـو اخلطـاب الـشرعي

ـ : إشكال اج إىل إعـالن قد يقال إن إدخال بعض القوانني إىل بعض األحكام الوضعية حتتوإبراز وإصـدار ، وعامل اإلعالن واإلثبات يأيت بعد عامل الثبوت ، فحىت لـو كـان احلكـم

.إمضائيا فإن التعديالت اليت أدخلت عليه حتتاج إىل إعالن وإثبات ليس كل األحكام الوضعيـة إمضائية مثل بطالن الـصالة وصـحة الوضـوء : اجلواب

.لمرور اتني املرحلتني وشرائط احلج ، فال حتتاج ل هو التشريع الصادر من اهللا تعـاىل لتنظـيم حيـاة - كما مر سابقا - احلكم الشـرعي )١(

اإلنسان ، وحياة اإلنسان تتنظم من خالل امتثال املكلفني لألحكام الـشرعية ، فـإذا امتثـل ، واتمـع املكلفـون أوامـر اهللا تعـاىل وابتعـدوا عـن نواهيـه فإن حيـام تنـتظم

مكون من أفـراد ، واخلطـاب ال يكون موجهـا إىل اتمع مبا هو جمتمع ، وإمنا مبـا هـو مكون من أفـراد ، فاخلطاب الشرعي واحلكم التكليفي يكون موجها إىل األفـراد ، فعنـدما

ا فإن احلكم ينحـل إىل األفراد بعددهم ، ومعـىن هـذ " الصـالة واجبـة " يقـول املوىل

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 196: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ١٩٦ -

بقصـد التوصل إىل مراده وبقصد امتثـال التكليـف مـن قبـل املكلـف ، ينتـزع العقـل ــشـرعي عنـــ ـــاب الـ ــشـديد يف مــــن اخلطـ ـــث الـ ـــك والبعـ ـــل التحريـ ـــددة مثـ ـاوين متعـ

ــة ، ــشديد يف احلرم ــل الزجــر ال ــث الــضعيف يف االســتحباب ، ومث الوجـــوب ، والبع .والزجر الضعيف يف الكراهة

إن اخلطـــاب الــشـرعي هـــو منــشـأ انتـــزاع العقـــل للعنـــاوين املتعــددة بقــصد ف ، فــإذا كــان يـوجـــد حـكـــم معلـــن فــإن العقـــل تـثـــال التـكليـــف مـــن قـبـــل املكلــــام

، فيتـحرك املكلـف إىل تنفيـذ احلكـم ، فـال " جيب على املكلف الطاعـة : " يقـول يتجاوز إشارة املرور ألن هناك آالت تـصوير تراقبـه ، ومبجـرد مـا خيـالف القـانون

نــام تراقــب املعلــن فإنــه يوجــد عقــاب يترتــب علــى خمالفتــه ، وعــني اهللا الــيت ال ت سـان دائمـــا ، القانـــون الوضـــعي قـــد جيــد منــه مهربــا عــن طريــق الواســطة ، ـــاإلن

ون اإلهلــي ال يــستطيع أن جيــد منــه مهربــا ألن واضــع القــانون يراقبــه ـولكــن القانــ .بعني ال تنام وال يستطيع اإلنسان أن جيد مهربا من عني اهللا تعاىل

:مبـادئ احلـكم أو روحـه أو حقيقتـه ــط ــذكر مالحظــة ، فيقــول إن املــالك واإلرادة فق ــشهيد وي ــسـيد ال ــأيت ال مث ي

ــا ــق عليهمـ ــار يطلـ ــم " دون االعتبـ ــادئ احلكـ ــم " أو " مبـ ــة " أو " روح احلكـ حقيقـألن االعتبار واجلعـل هـو احلكـم الـشرعي نفـسه " الدافع إىل احلكم " أو " احلكم

مبــادئ احلكـم وروحــه وحقيقتــه ألنـه جعــل علـى شــكل قـانون فيكــون هــو احلكـم ، ف

، وكذلك بـاقي " صل ! يا علي " و " صل ! يا حممد " و " صل ! يا أمحـد " احلكم أنـه أفـراد اتمـع ، فينحـل احلكم التكليفي بعـدد األفراد يف زمـان رسـول اهللا صــلى اهللا عليه وآله ، وينحل بعـدد األفراد يف زمان اإلمـام علي عليــه الـسـالم ، وينحـل

.م بعد ذلك الزمان وإىل يومنا احلايل وإىل األفراد املوجودين يف املستقبل بعدده

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 197: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ١٩٧ -

ــون يف املــالك واإلرادة أي يف املــصلحة واحلــب أو يف املفــسدة والــبغض ألن روح تكاحلكــم املتكــون مــن املــالك واإلرادة هــو الــذي يقــع موضــوعا حلكــم العقــل بوجــوب االمتثــال ، فــاملالك واإلرادة معــا يقعــان موضــوعا حلكــم العقــل بوجــوب االمتثــال ،

ـ املكون من املالك واإلرادة ــــ يـدعو العقـل إىل االمتثـال إذا تـصدى فـروح احلكم ــ املـوىل إلبرازمهــا وإعالمــا بقـصد التوصــل إىل مــراده سـواء أنــشأ املــوىل اعتبــارا

ــو مل يكــن هنــاك اعتبــار وعرفنــا مــن )١(وجعــال أم مل ينــشئ اعتبــارا وجعــال ، فلم العقـل بوجـوب امتثـال املـوىل وطاعتـه طريق آخر أن املوىل يريد فعال معينا لحكـ

.قضاء حلق املولوية :مبادئ األحكام التكليفية اخلمسة

مبعىن مـا هـو مالك هذا احلكـم ألن لكـل حكـم تكليفـي مالكـا وعلـة يتناسـب مع طبيعـة هـذا احلكم ؟ فمـا هـو مـالك الواجب ؟ ومـا هــو مـالك احلرمـة ؟ ومـا

هو مالك الكراهة ؟ وما هو مالك اإلباحة ؟هو مالك االستحباب ؟ وما إن احلكم التكليفي ينقسم إىل مخسـة أقـسام مـن حيـث املبـادئ ال مـن حيـث نفــس احلكــم التكليفــي مبــا هــو حكــم تكليفــي ، ففــي الواقــع هــو تقــسيم للمبــادئ ،

إن املالك واإلرادة دون االعتبار مهـا مبادئ احلكم وروحه وحقيقتـه ألن املـوىل يقـوم )١(

بإبرازمها حىت لـو مل يكن هناك اعتبار ، ولكن قلنا سابقا إن عدم احتياجنا لالعتبـار أمـر ـال نظري غري عملي ، وهو افتراض عقلي فقط ألن احلكم ال بـد أن نظري ، وهـذا احتم

مير يف مرحلـة االعتبار حيث يصيـغ املوىل إرادتـه باالعتبـار وجيعل احلكـم يف اللـوح احملفـوظ قبل إعالنـه ، ففي الواقع حنتاج إىل االعتبار الذي يعترب هو احلكـم قبـل إعـالن

ـ ار هـو احلكم فيكون املالك واإلرادة مبادئ له ، فهنـا احلكم ، وإذا نظـرنا إىل أن االعتبنريد أن ننظـر باالفتراض إىل أن املوىل ينتقل من املالك واإلرادة إىل إعالن احلكـم ونغـض

.الطرف عن وجود االعتبار ، ولكن هذا جمرد فرض ، ففي الواقع ال بد من وجود االعتبار

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 198: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ١٩٨ -

ويـسري التقــسيم مــن املبــادئ إىل األحكــام التكليفيـة ، فاملبــادئ هــي الــيت تنقــسم ــادئ إىل مخــسة تنقــسم األحكــام إىل ــسام املب ــى أســاس انق ــسام ، وعل مخــسة أق

.التكليفية إىل مخسة : واألحكام التكليفية اخلمسة ومبادؤها هي

:ـــ الوجـوب ١ــة الــشديدة الناشــئة مــن املــصلحة الــشديدة البالغــة ومبــادؤه هــي احملبوبي

ال يكـون مرخـصا يف تـرك درجـة عاليـة تأىب عن التـرخيص يف املخالفـة ، واملكلـف الواجب ، فمبـادئ الوجـوب مـن حيـث املـالك هـي املـصلحة الـشديدة ، ومـن حيـث

.اإلرادة هي احملبوبية الشديدة :ـــ احلـرمة ٢

ومبادؤها هـي املبغوضـية الـشديدة الناشـئة مـن املفـسدة الـشديدة البالغـة ــون م ــل ، واملكلــف ال يك ــرخيص يف الفع ــة تــأىب عــن الت ــل درجــة عالي ــصا يف فع رخ

احلــرام ، فمبــادئ احلرمــة مــن حيــث املــالك هــي املفــسدة الــشديدة ، ومــن حيــث .اإلرادة هي املبغوضية الشديدة

:ـــ االستحبـاب ٣ومبــادؤه هــي احملبوبيــة الــضعيفة الناشــئة مــن املــصلحة الــضعيفة البالغــة

ه ، درجــة منخفــضة ال تــأىب عــن التــرخيص يف املخالفــة ويــسمح املــوىل مبخالفتــ .واملكلف يكون مرخصا يف ترك املستحب

إن مبادئ االسـتحباب مـن حيـث املـالك هـي املـصلحة الـضعيفة ، ومـن حيـث اإلرادة هـي احملبوبيــة الــضعيفة ، ويوجــد يف االســتحباب حمبوبيــة بدرجــة أقــل مــن

.حمبوبية الوجوب

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 199: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ١٩٩ -

:ـــ الكراهـة ٤فـسدة الـضعيفة البالغـة ومبادؤها هـي املبغوضـية الـضعيفة الناشـئة مـن امل

ـــل ويـــسمح املـــوىل بارتكابـــه ، ــأىب عــــن التــــرخيص يف الفعـ درجــــة منخفـــضـة ال تـ .واملكلف يكون مرخصا يف فعل املكروه

ــضعيفة ، ومــن حيــث ــسـدة ال ــث املــالك هــي املف ــادئ الكراهــة مــن حي إن مبأقــل مــن اإلرادة هــي املبغوضــية الــضعيفة ، فيوجــد يف الكراهــة مبغوضــية بدرجــة

.مبغوضية احلرمة :ـــ اإلباحـة ٥

ويف مبـــادئ اإلباحــــة ال بــــد مـــن التفرقــــة بـــني مــصطلحني حيـــث يوجـــد :اإلباحة باملعىن األخص ، واإلباحة باملعىن األعم : معنيان لإلباحة

:أ ـــ اإلباحة باملعىن األخص ــة يف م ــة أي اإلباحـ ــام التكليفيـ ـــن األحكـ ـــس مـ ــسـم اخلامـ ــي القـ ــل وهـ قابـ

ــة ــام التكليفي ــون قــسيما لألحك ــث تك ــة واالســتحباب والكراهــة حي الوجــوب واحلرماألخـرى ، واإلباحــة بـاملعىن األخــص يتــساوى فيهـا الفعــل والتـرك يف نظــر املــوىل ،

.فيجوز فيها الفعل والترك وال يوجد ترجيح ألحدمها على اآلخر :ب ـــ اإلباحة باملعىن األعم

اإلباحــة بــاملعىن األخــص : ام الترخيــصية وهــي ثالثـة أحكــام وتـشمل األحكــ واالستحباب والكراهـة حيـث إـا مجيعـا تـشترك يف عـدم اإللـزام فعـال أو تركـا ، ــشيء املــستحب أو املكــروه ــة وقــسيما هلمــا ألن ال فهــي يف مقابــل الوجــوب واحلرم

ــث جيــ ــف حي ــا مباحــان للمكل ــا ، فهم ــهما أو يتركهم ــف أن يفعل ــستطيع املكل وز يف يالتـــرخيص يف مقابـــل " املــسـتحب واملكــــروه الفعــل والتـــرك ، لــذلك يطلـــق عليهــا

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 200: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٢٠٠ -

ــزام ــزام ، ولكــن " اإلل ــصر اإلل ــا عن ــة ألن فيهم ــين الوجــوب واحلرم ــزام يع ، واإللالوجــوب إلــزام مــن جهــة الفعــل ، واحلرمــة إلــزام مــن جهــة التــرك ، ويف اإلباحــة

.عل وال من جهة الترك باملعىن األعم ال يوجد إلزام ال من جهة الفــاملعىن األعــم : إذن ــاملعىن األخــص = اإلباحــة ب + االســتحباب + اإلباحــة ب الكراهة

:مالك اإلباحة باملعىن األخص : نسأل السؤال التايل

هـل يـوجـد مـالك لإلباحــة باملعــىن األخــص أو ال يوجــد ؟ وإذا كـان : سـؤال احة باملعىن األخص ؟ يوجـد مالك فما هو مالك اإلب

:اجلواب :يوجد نوعان من املالك يف اإلباحة باملعىن األخص

:أ ـــ املالك الالاقتضائي أو غري االقتضائي ــا إنـــه ال يوجـــد أي مـــالك لإلباحــة أي ال مــصلحة وال مفــسدة وال ويقـــال هنــعيف ، فمالكـــه ــض ضـ ــديد وال بغـ ـــف وال بغــــض شـ ـــب ضعيـ ـــديد وال حـ ـــب شـ حـ

وجـــد مـــالك ، فاملكلـــف حـــر يــسـتطيع أن يفعـــل ويــستطيع أن ـالالمـــالك أي ال ييتــرك ، فيخلــو الفعــل املبــاح مــن أي مــالك يــدعو إىل اإللــزام مــن جهــة الفعــل أو ــق علــى ــرك ، فيطل ــل وال الت ــضي الفع ــرك ، فاإلباحــة ال تقت ــة الت ــزام مــن جه اإلل

."اإلباحة الالاقتضائية " اإلباحة هنا وإذا قلنا بعدم وجود مـالك لإلباحـة وأن اإلباحـة ال تقتـضي الفعـل أو التـرك

أي أن أي مــالك ال يقتــضي " املــالك الالاقتــضائي " فإنــه يطلــق علــى املــالك اإلباحـة ، فـال يوجــد أي مــالك يف اإلباحــة ، وذلـك كـشـرب املـاء فإنـه مبـاح مـن

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 201: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٢٠١ -

ك بالالاقتــضائي ألن احلكــم غــري وجــود أي مــالك ومــصلحة فيــه ، ومســي املــال .باإلباحة مل ينشأ من أي مقتضي وسبب وعلة هلذا احلكم

ــبري ، ففــي ــساحمة يف التع ــاب التجــوز وامل ـــن ب ــون إطـــالق املــالك م ــا يك وهنالواقـــع ال يوجـــد مـــالك ، ولكــن حــىت نوفـــق بــني النــوعني مــن اإلباحــة بــاملعىن

لـى أحـدمها االقتـضائي ونطلـق علـى الثـاين األخـص نطلق عليهما املالك ونطلـق ع .)١(الالاقتضائي

تضي التـرك ، ولكن يف حالة االضطرار مـثال لو أخـذنا شيئا حمـرما فإن احلرمـة تق )١(

جيب على اإلنسان أكل الشيء احملرم أكله ، واالضطرار يقتضي إلـزام الفعـل ووجوبـه أي وجـوب أكل الشيء احملرم ، فيوجـد مالك آخر يف حال االضطرار خيتلـف عـن املـالك

قلنا بإباحـة أكـل إذا -املوجـود يف حال احلرمة ، ويوجد تزاحم بينهما ، وتكون اإلباحة يف هـذه احلالة اقتضائيـة ، فاالضطرار يقتضي أكل احلرام ، فـصار أكـل -الشيء احملرم

.احلرام يف هذه احلالة مباحا ، ونطلق عليه اإلباحة االقتضائية : وهنـا ننظـر إىل وجود االضطرار لكي يكون الفعل أو الترك مباحا ، يقول السيد الشهيد

." تنشأ من خلو الفعل عن أي مالك ، وقد تنشأ عن وجود مالك اإلباحة قد" اإلباحة عند اهللا عز وجل إما أن تكون ناشئة من مالك ومصلحة معينـة راجعـة إىل : إذن

العبد ، أو ال تكون ناشئة من أي مصلحة خاصة ، وإمنا يكون العبد حرا مطلق العنـان فيمـا اح أو ال خيتاره يكون األمر بالنسبة له سيان ، فـسواء فعـل يريد ، فاإلنسان حينما خيتار املب

هـل النقطـة : املباح أم مل يفعل فليس هناك مصلحة مترتبة على ذلك بالنسبة للعبد ، فنسأل األخرية صحيحة ؟

، "اإلباحة تعبر عن مساواة الفعل والترك يف نظر املـوىل " : يقول السيد الشهيد قبل ذلك : التايل فنسأل السؤال

هل واقعا وجود املباحات يف الشريعة ال مصلحة فيها للعبد حىت تكون بال مالك ومـصلحة ؟ وهل اهللا تعاىل مل جيعل لوجود املباحات أي مصلحة ؟

:اجلواب

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 202: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٢٠٢ -

إنه رد أن يكون املكلف حـرا مطلق العنان فهذا هو املالك واملـصلحة ، فاملـصلحة أن

اهللا ألزم اإلنسان بأشياء من جهة ، ومن جهة أخرى تركه حـرا يف أن يكون العبـد حرا ، ف خيتار ضمن أشياء أخرى ، ولكنه ضمن هذه األشياء األخرى يتكفل اهللا عز وجـل بتوجيهـه الختيار األفضل من هذه املباحات ، فيقول اهللا تعاىل لإلنسان إنك تـستطيع أن تتحـرك إيل

ذاك املبـاح ، فاملؤمن خيتـار مـن املباحـات مـا وتتقرب يل بفعـل هـذا املباح وترك يقربـه إىل اهللا تعـاىل ويترك مـا ال يقربـه إىل اهللا ، واملباحات اليت تقربـه إىل اهللا تعـاىل تنقـلب إىل مسـتحبات ، وبذلك تكون حيـاة املـؤمن كلـها مكونـة مـن واجبـات

.ومستحبات :النتيجـة

ـالك ، وكذلك اإلباحة مالكها أن يكون العبـد مطلـق إن كل حكم ال بد لـه من م العنان ، وبذلك يستطيع أن يتحرك إىل اهللا عز وجل باختيار ما يقربه إليـه مـن املباحـات ، وبفعل الواجبات واملستحبات ، وترك احملرمات واملكروهات ، ويف املباحـات هنـاك أشـياء

. تعاىل يتركها قربة هللا تعاىل ، وأشياء يفعلها قربة هللا إن املـالك يف اإلباحة يكون دائما اقتضائيا ، ومن غري املمكن عدم وجـود مـصلحة يف املباح ألن اهللا عز وجل ليس عابثا ، فلكل شيء هدف ومصلحة حىت يكون اإلنسان حـرا يف

.اختياراته ، وبذلك يستطيع أن يتحرك إىل اهللا باختياره يتركـه األب حرا يف لعبه وحتركه ألنه يوجـد عنـد وهـذا مثل الطفـل الصغري الذي

األب مالك يف ترك الطفل حرا ، وهذا املالك يصب يف مصلحة الطفل حىت ينمو الطفل منـوا طبيعيا من ناحية نفسية وميكنه أن يعتمد على نفسه يف املستقبل بعد أن يتركـه األب يـسري

.تربية اليت حصلت له وأمثرت يف نفسه لوحده دون االعتماد على أبيه ، والطفل لن ينسى ال .اإلباحة االقتضائية هي الصحيحة : إذن

: نسأل السؤال التايل :بعبارة أخرى هل يوجد مالك لإلباحة أو ال يوجد ؟ وما هو الدليل على ذلك ؟

مالكـا هل اهللا عز وجل ال جيعل أي مـالك ومصلحة لإلباحة باملعىن األخص أو أنه جيعل هلا بأن يكون املكلف حرا يف اختياراته وتروكاته ؟

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 203: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٢٠٣ -

:ب ـــ املالك االقتضائي ــق هــو ــق اإلباحــة ، واملتعل ــا إنــه يوجــد مــالك ومــصلحة يف متعل ويقـــال هنالفعــل املبــاح ، واملــالك هــو أن اهللا عــز وجــل يريــد أن يتــرك هــذا املكلــف حــرا يف

ــق ا ــق اختيــاره فعــال أو تركــا وأن يكــون مطل لعنــان يف أفعالــه وتروكاتــه ، فهــذا نطلــضائي " عليـــه أي أنـــه يوجـــد مـــالك لإلباحـــة ، وهــذا املــالك هــو "املــالك االقت

ــها وتــرك املباحــات الــيت ال حريـــة املكلــف يف اختيــار املباحــات الــيت يريــد أن يفعلـــلها ، ومســـي املـــالك باالقتـــضائي ألن احلكـــم باإلباحـــة ينـــشأ مـــن ـي ريــــد أن يفعـ .تضي وسبب وعلة وهو ترك املكلف حرا يف الفعل والترك مق

:اجلواب

: يأيت اجلواب ضمن النقاط التالية إن اهللا عز وجل يترك اإلنسـان يف احلياة الدنيا حرا يف اختياراته لألشياء لريى هـل -١

ة للتقرب إليه تعاىل خيتـار ما يقربه إليه تعـاىل وهـل يستطيع أن جيعل األشياء يف الدنيا وسيل .أو أنه جيعل األشياء وسيلة لالبتعاد عنه سبحانه ، فإن الدنيا دار امتحان واختبار

إن األحكام التكليفيـة متر مبرحـلتني ، ويف مرحلة الثبوت يوجـد مـالك وإرادة -٢ ـ -واعتبار ، وهذا يعين أنه يوجد مالك لإلباحة حىت ميكن لإلباحة ن األحكـام باعتبار أا م

أن متر يف هاتني املرحـلتني إذ بدون املالك ال ميكن أن مير احلكـم يف مرحلـة -اخلمسـة .الثبوت ، وبالتايل ال ميكن أن مير يف مرحلة اإلثبات واإلعالن واإلبراز

وإذا قلنـا بأن اإلباحة ال مالك هلا فهذا يعين أا ال متر مبراحـل احلكـم التكليفـي وأن اهللا عز وجل حمصورة ضمن األحكام األربعة األخرى فقط ، وأن املباحات ال تكـون أحكام

ضمن القـانون اإلهلي وال حتتـاج إىل إعالن ألن املباحات ال حصر هلا ، فكـل مـا عـدا األحكام األربعـة يكون مباحـا ، فال حتتاج املباحات إىل إعالن وإبراز للنـاس مـن قبـل

القول بأن اإلباحـة ال مالك هلا ، وأما بناء على القـول بوجـود الشـارع ، هذا بناء على .املالك يف اإلباحة فإن اإلباحة متر مبراحل الثبوت واإلثبات

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 204: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٢٠٤ -

أو ال يوجــد ؟ ، مبعــىن أنــه إذا )١( هــل يوجـــد تــضـاد بــني األحكــام التكليفيـــة : ؛ فهـل يسـتطيع أن يقــول أيـضـا يف نفـس الوقــت " هـذا واجـب : " شـارع ـقـال ال

أو له أن يكتفي بتكليف واحد فقط ؟" هذا مباح " ، أو " هذا حرام "

هل التضاد هنا باملعىن املنطقي أو مبعىن آخر ألنه قد يكون يف علم املنطـق مبعـىن : سـؤال )١( ويكون يف علم األصول مبعىن آخر ؟

التفرقة بني املعىن اللغوي واملعىن االصطالحي للكلمـة ، معـىن الكلمـة يف هنا ال بد من العـلمني يرجـع إىل املعىن األصـلي للكلمـة وهو املعىن اللغوي ، فتبحـث عـن املعـىن اللغـوي يف كتب اللغـة مثـل لسـان العـرب أو القـاموس احمليط أو خمتـار الـصحاح

ال ينفعك يف علم املنطق وال يف علم األصـول وال يف ، ولكن املعىن اللغوي " ض د د " حتت أي عـلم آخر ، هنـاك معىن اصطالحي يف نفس العلم ، نعم له عالقة بـاملعىن اللغـوي ، ولكن تأيت الكلمـة يف هـذا العـلم مبعىن اصطالحي معين ، وتأيت نفس الكلمـة يف العلـم

ـ ذا بالـسمكة املوجـودة يف البحـر الثـاين مبعىن اصـطالحي آخر ، ونستطيع أن نشبه هوالسـمكة املوجـودة يف النهـر ، فكالمها مـن نفس النوع ، ولكـن طعـم الـسمكة املوجـودة يف البحر خيتلف عن طعم السمكة املوجودة يف النهر مع أما من نفـس النـوع ، فلهما أصل واحد ولكن السمكة تتشكل حسب البيئة اليت تعـيش فيهـا ، كـذلك املعـاين االصطالحية ، نعم للكلمة أصل لغوي ولكن خيتلف معناها يف العلـوم املختلفـة ، فـاملعىن االصطالحي للكلمـة يف هـذا العلم خيتلف عن املعىن االصطالحي لنفس الكلمة يف العلـم الثاين ويف العلم الثالث ويف العلم الرابع ، وكذلك يف العلوم احلديثة قد جتد كلمة هلـا معـىن

يف علم الفيزياء ولكن معناها االصطالحي خمتلف يف علم الكيمياء وإن كانـت اصطـالحي .هي نفس الكلمة ، فلها معان اصطالحية خمتلفة حسب العلوم اليت تكون الكلمة فيها

التناقض والتضاد والتضايف وامللكة وعدمها ، وقـد نـصل إىل أن : أقسام التقابل أربعة فيكون املعـىن هـو املعىن اللغـوي ال املعـىن االصـطالحي التضـاد هنا مبعىن التنـاقض

.املوجود يف علم املنطق

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 205: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٢٠٥ -

إذا أتى مـن اهللا عــز وجــل تكلــيف معــين فـال ميكـن أن يــأيت تكليـف آخـر ـ فــني املتـــضادين ــن اجلمـــع بـ ــف الثـــاين ، وال ميكـ ــف األول مـــضاد للتكليـ ألن التكليـ

ــشديدة وا ــة ال ــشديدة واحملبوبي ــصلحة ال ــادؤه امل ــافيني ألن الوجــوب مب ــة واملتن حلرممبادؤهــا املفــسدة الــشديدة واملبغوضــية الــشديدة ، فــال ميكــن اجلمــع بــني مبــادئ

وجـــوب ومبــــادئ احلرمــــة ألنـــه ال ميكـــن أن يكـــون الــشيء الواحـــد ذا مـــصلحة ـالشديدة ومفـسدة شـديدة يف نفـس الوقـت ، فاملـصلحة الـشديدة يترتـب عليهـا إرادة

ا إرادة بــإلزام التــرك ، وال ميكــن بــإلزام الفعــل ، واملفــسدة الــشديدة يترتــب عليهــ ــس الوقــت ، وهكــذا يف بــاقي األحكــام ــاع إلــزام الفعــل وإلــزام التــرك يف نف اجتم

.اخلمسة :النتيجـة

ــل ــها يف فع ــوعني من ــاع ن ــؤدي إىل اســـتحالة اجتم ـــة ي ــام التكليفي تــضـاد األحكلتكليفيـة هـو واحد ، والفعل أعم من العمل والتـرك ، وسـبب التنـايف بـني األحكـام ا

التنــايف بــني مبادئهــا ، فالتــضـاد حقيقــة موجـــود بـني مبـــادئ األحكـام ، والتــضـاد بني األحكام يكـون مــن جهــة مبــادئها ال مـن حيـث نفـس األحكـام مبـا هـي هـي ، ففــي الواقــع التــضاد موجــود بــني مبــادئ ومــسببات وعلــل األحكــام ، ولكــن ننــسب

عـــلوالت وهـي نفـــس األحكـام ، وتكــون األحكـام متــضادة ضـاد إىل املـسـببات وامل ــ الت .ألن مبادئها وعللها متضادة

إذا كانــت هـــذه الورقـــة لوـــا أبيـــض فـــال ميكــن أن يكـــون لوــا يف : مثــال نفــس الوقــت أســود ، وإذا كــان حممــد واقفــا فــال ميكــن أن يكــون يف نفــس الوقــت

.ت بني األمور املتضادة جالسا ؛ ألنه ال ميكن اجلمع يف نفس الوق : وهنا يأيت السؤال التايل

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 206: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٢٠٦ -

هل يوجد تضاد بني األحكام التكليفية حبيـث ال ميكـن اجلمـع بينـها أو ال يوجد تضاد فيمكن اجلمع بينها ؟

:اجلواب األول علــى مــستوى االعتبــار ، : ميكــن أن جيــاب علــى الــسؤال علــى مــستويني

:ادئ ـــ أي املالك واإلرادة ـــ والثاين على مستوى املب :ـــ التضاد بني األحكام التكليفية على مستوى االعتبار ١

أي يف مرحلــة اعتبــار هــذا التكليــف يف ذمــة املكلــف ، وهــو العنــصر الثالــث يف مرحلـة الثبـوت ، هل يوجد تضاد بـني األحكـام التكليفيـة يف مرحلـة االعتبـار فقـط

ك واإلرادة ؟مع غض النظر عن املالــار ـــم االعتب ـــد أن نغـــض الطـــرف عـــن الـمـــالك واإلرادة وننظـــر إىل عال نريفقط ، فإذا نظـرنا إىل االعتبـار احملض مبـا هـو هـو فهـل ميكـن للـشارع أن يعتـرب

ـــول ــضاد " هــذا حــرام " و" هـــذا واجــب : " ويق ــل يوجــد ت ــس الوقــت ؟ فه يف نف ار احلرمة ؟وتنايف بني اعتبار الوجوب واعتب

:اجلـواب ال يوجـد تضـاد بينهمـا ، فالـشـارع ميكـن لــه أن جيمـع بـني الوجـوب واحلرمـة ــا تــشاء ، ــك وتعتــرب م ــستطيع أن تغمــض عيني ــامل االعتبــار احملــض ، أنــت ت يف عتــستطيع أن تعتــرب اآلن أن زيــدا طــائر يف الــسماء ألن االعتبــار ســهل املؤونــة أي ال

ـد ، فتــستطيع أن تتـــصور مـــا تريــد ، فبإمكانـــك أن تتـــصور حيتـــاج إىل بـــذل جهـــ إنــسـانا بــستـة رؤوس وتعتـــربه كــذلك ، وتعـــترب الليــل ــارا ، وتــستطيع أن تتــصور ــع ــار ال يكــشف عــن الواق ــس الوقــت ألن االعتب ــضاء يف نف ــة ســوداء وبي ـــذه الورق ه

.حينما ال تتكلم عن الواقع

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 207: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٢٠٧ -

ـــ ـ فــ أي بغـــض النظـــر عــن املــالك واإلرادة ـــــ في عـــامل االعتبـــار احملـــض ــتــستطيع أن تعتــرب أي قــانون تريــد ، وميكــن لــك أن تــدون أي حكــم تــشاء ، اتــرك

أوال : " ، فيكتــب ! " اكتـب أي قـانون تريـد : " ورقــة وقــلم عنــد الطفـل وقـل لـه جيـب سـجن أيب عـشر سـنوات ، وثانيـا جيـب ضـرب أمـي عـشرين ضـربة ، وثالثـا

أخـي الكبـــري ألنـه ضــربين ، ورابعـا جيــب سـحب شــعر أخـيت الكــبرية جيـب شـــنق ، فهـــذه القــوانني الــيت تكتــب وتــدون مـــن قبـــل الطفــل " ألــا ال تعـــطيين لعبـــتها

تكون يف الواقـع بال مـالك وإرادة ، نعم يوجــد عنــده مــالك خـاص وإرادة خاصـة ن تكتــب قــوانني إلدارة العــامل ، ن ســلطان ، وتــستطيع أنــت أـمـــا أنـــزل اهللا ــا مــ

ـــار والــصياغـة مـــع قطـــع النظـــر عـــن املـــالك واإلرادة ال يوجــد ففــي عـــامل االعتبــام ـــد مــــن األحكـ ـــا تريـ ـــرب مـ ـــية ، فتـــسـتطيع أن تعتـ تـــضـاد بـــني األحكـــام التكليفـاملتـضـادة ، وتــستطيع أن تعتــرب الــشيء الواحــد واجبــا وحرامــا يف نفــس الوقــت ألن

جيــب شــرب اخلمــر وحيــرم شــرب : " ر ســهل املؤونــة ، فيــستطيع أن يقــول االعتبــاار كاشــف عــن املــالك واإلرادة ، فــإذا ال توجــد مبــادئ للحكــم ـ، واالعتبــ" اخلمـــر

.فإن االعتبار ال يكشف عن شيء ، ومثل قوانني الطفل ال تكشف عن شيء ، فـإذا نظرنــا يف مرحلـة االعتبـار يوجــد تـدوين احلكـم فقـط : بعبـارة أخـرى

ــار إىل االعتبـــار جمــردا عـــن املـــالك واإلرادة فـــمن املمكــن اعتبـــار أي أمــر واعتبأمـور متضـادة يف نفس الوقـت ، مـثال يـستطيع املـوىل أن يعتـرب أحكامـا متـضادة ،

أيها املكلـف أنـا أعتـرب أن اخلمـر حـرام ، ويف نفـس الوقـت أعتـرب : " ول مثال ـفيق، " أعتــرب أن الــصالة واجبــة وحمرمــة يف نفــس الوقــت " و ، أ" ر مبــاح ـأن اخلمــ

هــذا إذا مل يعبــر االعتبــار عــن املــالك واإلرادة ، واإلنــسان يــستطيع أن يعتــرب مــا شـاء ، مثــال ميكـن أن يعتــرب أن األبيــض أسـود ، ويعتـرب أن الـشاة بقـرة ، وأمـا ـي

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 208: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٢٠٨ -

تمــع اعتبــاران متــضادان ر االعتبـــار عـــن املــالك واإلرادة فـــال ميكــن أن جيـإذا عبـ ألن هـذا التــضاد يــسري إىل عــامل املــالك واإلرادة ، وال ميكــن أن يوجــد تــضاد يف عـامل املـالك بني املصلحـة واملفـسدة أو بـني املـصلحة الـشديدة واملـصلحة اخلفيفـة

.أو بني املفسدة الشديدة واملفسدة اخلفيفة مثال ني األحـــكام التكليفيـــة يف عـــامل االعتبـــار ال يـوجـــد تـنـافـــر وتـــضـاد بـــ : إذن

عنـــد قطــع النظــر عــن املــالك واإلرادة ، فــيمكن اجلمــع بــني األحكــام التكليفيــة يف عـامل االعتبـار إذا جردت عن املبـادئ ، فاجتمـاع اعتبـار الوجـوب واعتبـار احلرمـة

ن لنفـس الشـيء ممكن غري مستحيل يف عامل االعتبار احملـض مـع غـض النظـر عـ .املالك واإلرادة

:ـــ التضاد بني األحكام التكليفية على مستوى املبادئ ٢ : يف عامل املبادئ يوجد مالك وإرادة ، فنسأل

هل ميكن أن يكون يف الفعل الواحد مصلحة ومفسدة يف نفس الوقت ؟ . ال ميكن : اجلواب

لوقت ؟هل ميكن للموىل أن حيب الشيء الواحد ويبغضه يف نفس ا ال ميكــن ، ففــي عــامل املــالك واإلرادة يوجــد تــضاد وتنــايف بــني : اجلــواب

األحكــام التكليفيــة ألن املــصلحة واملفــسدة ال تلتقيــان ، واحلــب والــبغض ال يلتقيــان ألمــا مــن األمــور املتــضادة ، فــال ميكــن اجلمــع بــني املــصلحة واملفــسدة يف نفــس

.وبية واملبغوضية يف نفس الوقت الوقت ، وال ميكن اجلمع بني احملب :النتيجـة

يوجـد تضـاد بني األحكام التكليفيـة يف عـامل املبـادئ ألنـه يوجـد تنـايف وتـضاد يف املـالك واإلرادة ، فـال يـمـكـن اجلـمـع بـني األحــكام التكليـفيــة يف عـامل املبــادئ

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 209: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٢٠٩ -

نوعـان مـن األحكـام التكليفيـة ـــ أي عـامل املالك واإلرادة ـــ ، فيـستحيل أن جيتمـع يف فعــل واحـــد يف نفـــس الوقــت ألن األحكـــام التكليفيـــة متــضادة يف عـــامل املـــالك

.واإلرادة :اجتماع حكمني تكليفيني متماثلني يف فعل واحد

كان الكالم السابق حـول اجتمـاع حكمـني تكليفـيني متغـايرين وقلنـا باسـتحالة :مني تكليفيني متماثلني ، فيأيت السؤال التايل ذلك ، واآلن نأيت إىل اجتماع حك

ن أن جيتمـع حكمـان مـن نفـس النـوع يف نفـس الفعـل مبعـىن أنـه ـ هـل ميك يوجد مالكان وإرادتان ووجوبان يف نفس الفعل أو ال ميكن ؟

، مث تقــول " أحــب شــرب املــاء وتوجــد مــصلحة يف شــرب املــاء : " مــثال تقــول ، فـشرب املــاء " حـب شـرب املـاء وتوجــد مـصلحة يف شـرب املـاء أ: " مـرة أخـرى

ــث إن احلــب األول غــري احلــب الثــاين ، واجــب ، وشــرب املــاء واجــب أيــضا ؛ حبي .واملصلحة األوىل غري املصلحة الثانية ، والوجوب األول غري الوجوب الثاين

ول ومــثال الــصالة هــل جيتمــع فيهــا وجــوب ووجــوب ثــان حبيــث إن الوجــوب األ ــة ــا حرم ــع فيه ــر هــل جيتم ــاين ؟ ، وشــرب اخلم يكــون مــسـتقال عـــن الوجــوب الث

وحرمة ثانية حبيث إن احلرمة األوىل تكون مستقلة عن احلرمة الثانية ؟ :اجلـواب

إن اجتماع فردين من نفس احلكـم علـى فعـل واحـد مـستحيل ألن ذلـك يعـين ـــد ، ومــــن املـــ سـتحيل أن يتـــصف شـــيء واحـــد اجتمــــاع إرادتــــني عــــلى مــــراد واحـ

بوجــوبني ، وهــو مــن قبيــل اجتمــاع املــثلني ، واجتمــاع املــثلني مــستحيل ألن اجتمــاع املــثلني يرجــع إىل وجــود إرادتــني مــستقلتني علــى مــراد واحــد ، وإىل وجــود علــتني مسـتقلتني عـلى معـلول واحــد ممـا يعـين صـدور الواحـد مـن الكـثري وهـو مـستحيل

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 210: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٢١٠ -

ــة ألن الواحــد ال يــصدر ــة وواجب إال مــن واحــد ، وال ميكــن أن تكــون الــصالة واجببوجوب آخر غري الوجوب األول ألنـه يكـون حتـصيال للحاصـل ، وحتـصيل احلاصـل

.يكون لغوا مثـــال إذا صنـــع مــصـنع كوبــا فإنــه ال يــصنع نفــس الكــوب مــرة أخــرى وإمنــا

حبرمـة أخـرى يصنع كوبا آخر ، وال ميكن أن يكـون شـرب اخلمـر حرامـا وحرامـا غـــري احلرمــــة األوىل ، فـــإذا أنتــــجت اإلرادة األوىل الوجــــوب األول فـــإن اإلرادة

.الثانية ال دور هلا ، فيكون من باب حتصيل احلاصل ، ــشـتد ـــذا الوجـــوب ي ـــذي ميكـــن أن يـحـــدث هـــو وجـــوب واحـــد ولكـــن ه وال

ــين " شــرب املــاء أحــب : " ، مث قــويل " أحــب شــرب املــاء : " فقـــويل ؛ معنــاه أن: ، مث قولــه " الـصـالة واجبــة : " أحب شـرب املاء بدرجـة عاليـة ، وقـول املــوىل

، معـــناه أن وجـــوب الــصـالة اشــتد وأن " ـس الــصـالة واجبـــة بوجـــوب آخــر ـــونف" ــصلحة ــذا الــشيء ، وامل ــصالة ، فتوجــد شــدة يف حــب ه ــه اشـــتد وزاد هلـــذه ال حب

أنــه توجــد مــصلحتان يف هــذا الفعــل الواحــد ، بــل توجــد عنــدنا مــصلحة تــزداد الدة شــــديدة ، فاملـــصلحـة األوىل باإلضافــــة إىل املـــصلحـة الثانيــــة تـــساويان ـواحـــ

ــذا األمــر ــى ه ــرتبتني عل ــساويان مــصلحتني مت ــا ت مــصلحة واحــدة شــديدة ال أمــل حتــصيل احلاصــل ، ولكــن يقبــل إرادة ــرف ال يقب ــشيء بدرجــة الواحـــد ، والع ال

أقــوى وأشــد ، فيقــال هنــا إن اإلرادة ال تتكــرر علــى الــشيء الواحــد بــل إن اإلرادة .)١(تشتد وتقوى ، وال توجد إرادتان بل توجد إرادة واحدة شديدة قوية

كيف جيتمع احلكم األويل واحلكم الثانوي إذا كان ال ميكن اجتماع حكمـني علـى : سؤال )١(

شيء واحد ؟ :اجلواب

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 211: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٢١١ -

ـ م يف احلكم األويل توجـد عوامل معينـة ، ولكن تدخـل عوامل أخرى فيـتغري احلك

األويل إىل حكم ثانـوي ، وتوجـد للحكم شروط معينة تكون ضمن موضـوع احلكـم ، فضمن موضـوع احلكم توجد الشروط اليت جتعل احلكم فعليا يف حـق املكلـف ، فهـذه الشـروط جتعل احلكم واجبا ، وقد يدخل شرط آخر مثل وقوع ضـرر علـى املكلـف ،

شرط الضرر مل يكن موجودا سـابقا ، فالـشخص فاملوضـوع يتغير ألن الشروط تغيرت ، الذي يضره الوضوء جيب عليه أن يتيمم ، فمن شروط الوضوء أن يكون املكلـف صـحيح اجلسـم وال يضره املـاء ، فإذا كان املاء يضره فإن الشروط تتغير ، فيأيت احلكم الثـانوي ،

التيمم للصالة ، حـىت لـو فبعـد أن كان عليـه وجوب الوضوء للصالة ، اآلن جيب عليه .توضأ مع وجود الضرر فإن وضوءه باطل ألن تكليفه اآلن هو التيمم

إذا تغريت العـوامل والشـروط فإن احلكم يتغير ، وهنا ال يوجد اجتمـاع بـني :إذن احلكم األويل واحلكم الثـانوي بل إن احلكم األويل يصري ملغيا ويأيت دور احلكـم الثـانوي

.يكون له الفعلية الذي ومـن العوامل والشـروط الزمان واملكان ، فالزمان واملكان يغيران احلكم ، فـإذا كـان

.شيء معين يف زمان سابق أو يف مكان آخر له حكم فاآلن يكون له حكم آخر التمر والزبيب والقمح والـشعري ، وقـد : االحتكار حرام أو مكروه يف أربعة مواد : مثال

يلحق ـا السمن وامللح ، وقد يقال باالحتياط الوجويب أو االسـتحبايب بإحلـاق األطعمـة .األخرى املهمة الضرورية للناس

: ولنأت إىل أقوال الفقهاء يف املسألة :٢٣٨ ص ٢ ابن إدريس احللي ج -السرائر

لـشعري والتمـر وي عن االحتـكار ، واالحتكار عند أصحابنا هو حبس احلنطـة وا " والزبيب والسـمن من البيـع ، وال يكون االحتـكار املنهي عنـه يف شيء من األقـوات

" .سوى هذه األجناس :٢٧٥ ص ٢ احملقق احللي ج -شرائع اإلسالم

حرام ، واألول أشبه ، وإمنا يكـون يف احلنطـة والـشعري : االحتكار مكـروه ، وقيل " " .ويف امللح : وقيل والتمر والزبيب والسمن ،

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 212: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٢١٢ -

:١١ ص ٢ العالمة احللي ج -قواعد األحكام

حيـرم االحتكار على رأي ، وهـو حبس احلنطة والشعري والتمر والزبيـب والـسمن " " .وامللح

:٤٠ - ٣٨ ص ٥ العالمة احللي ج -خمتلف الشيعة ؟ ، قـال الـصدوق يف اختلف علماؤنا يف االحتكار هل هو حمرم أو مكروه : مسـألة "

مقنعه إنـه حرام ، وبه قال ابن الرباج ، والظاهر من كالم ابن إدريس ، وقـال الـشيخ يف املبسوط واملفيد إنه مكروه ، وبه قال أبو الصالح يف املكاسب من كتاب الكايف ، وقـال يف

د ما وصـل وأجو. . . األصل عدم التحرمي : لنا . واألقرب الكراهة . فصـل البيع إنه حرام لـيس : ( إلينا يف هذا الباب ما رواه غياث بن إبراهيم يف املوثق عن الصادق عليه السالم قال

وحينئذ يبقى ما عـداه علـى ) . احلكرة إال يف احلنطـة والشـعري والتمر والزبيب والسمن " .األصل

:١٠٠٧ ص ٢ العالمة احللي ج -) الطبعة القدمية ( منتهى املطلب : حتكار وهـو حبس احلنطـة والشـعري والتمـر والزبيـب والـسمن ، وقيـل اال " " .فأما ما عدا ذلك فال يتحقق فيه االحتكار . وامللح

:٥٨٥ ص ١ العالمة احللي ج -) الطبعة القدمية ( تذكرة الفقهاء وقـال . . . االحتكار هـو حبس احلنطة والشعري والتمر والزبيب والـسمن وامللـح "

) " .احلكرة يف احلنطة والشعري والتمر والزبيب والسمن : ( الصادق عليه السالم :١٦٠ ص ١ العالمة احللي ج -) الطبعة القدمية ( حترير األحكام

ومعىن االحتكار هـو حبس احلنطـة والشعري والتمر والزبيب والـسمن ، وىف امللـح " " .وال احتكار فيما عداها . . . قوالن

٥١٤ ص ٢ العالمة احللي ج -اية األحكام: وال احتكار يف غري األقوات إمجاعا ، وال يعم مجيع األقوات ، بل هو خمـتص باحلنطـة "

" .والشعري والتمر والزبيب وامللح والسمن :١٨٠ ص ٣ الشهيد األول ج -الدروس

" .مللح على األقرب فيهما ومنه االحتكار وهو حبس الغالت األربع والسمن والزيت وا "

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 213: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٢١٣ -

:٢٩٩ ص ٣ الشهيد الثاين ج -شرح اللمعة

وإمنـا تثبت احلكرة يف سبعة أشياء احلنطة والشعري والتمر والزبيب والـسمن والزيـت " " .وامللح

:٥٠٠ - ٤٩٧ ص ٥ السيد اخلوئي ج -مصباح الفقاهة ه الطعام عرفا حبيـث كـان يف موضـوع االحتكار هـو الطعام ، فكل ما يصدق علي "

عرف البلد قوام الناس وحيام نوعا ذا الطعام فمنعه عن الناس احتكـار ، وهـذا خيتلـف وعلى اإلمجـال أن . . . باختالف البلدان والعادات فمثل قشر اللوز طعام يف بعض البلدان ،

عليـه الطعـام هذا شيء خيتلف حبسب اختالف األمكنة واألزمنة والعادات ، فكل ما يصدق فإن العلة واملنـع واقعـا يف حرمـة . . . فاحتكاره مع عـدم وجوده يف السـوق حرام ،

.االحتكار ترك الناس بغري طعام كما ال خيفى وباجلملـة فكل ما يكون دخيـال يف قوام طعـام البشـر حبسـب عــادة نــوع

الضرر والعسرة فيكـون احتكـاره الناس حبيث يلزم من منعه ضيق النوع يف احلرج واملشقة و حراما ، وقـد قلنـا ليس ألحد السلطنة على حبس طعام الناس واحتكاره وإن كـان مـاال

" .االحتكار حرام إذا كان يترك الناس بغري طعام مع احتياجهم إليه . . . لنفسه :٤٦١ ص ١ السيد اخلميين ج -حترير الوسيلة

و حبس الطعام ومجعه يتربص به الغـالء مـع ضـرورة حيرم االحتكار ، وه :٢٣مسألة ، واألقوى عدم حتققـه إال يف . . . املسلمني وحاجتهم وعدم وجود من يبذهلم قدر كفايتهم

الغـالت األربع والسمن والزيت ، نعم هو أمر مرغوب عنه يف مطلق ما حيتاج إليه النـاس ، " .. . . لكن ال يثبت لغري ما ذكر أحكام االحتكار ،

:١٣ ص ٢ السيد اخلوئي ج -منهاج الصاحلني حيرم االحتكار ، وهـو حبس السلعـة واالمتناع من بيعها النتظـار زيـادة :٤٦ مسألة

القيمـة مع حاجـة املسلمني إليهـا وعدم وجود الباذل هلا ، والظاهر اختـصاص احلكـم ، وإن كـان األحــوط باحلنطة والشـعري والتمـر والزبيب والسـمن والزيت ال غـري

استحبابا إحلـاق امللح ـا بل كل ما حيتاج إليه عامة املسلمني مـن املالبـس واملـساكن " .واملراكب وغريها

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 214: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٢١٤ -

:٢٠ - ١٩ ص ٢ السيد السيستاين ج -منهاج الصاحلني

حـرام إذا كـان - وهـو حبس السلعـة واالمتناع من بيعها - االحتكار :٥٠ مسألة زيادة القيمـة مع حاجـة املسـلمني ومـن يلحق م من سائر النفوس احملترمـة النتظـار

والظاهر اختصاص احلكم بالطعام ، واملراد به هنا القوت الغالب ألهـل البلـد ، . . . إليها ، وهـذا خيتلف باختـالف البلدان ، ويشمل احلكم ما يتوقف عليه يئتـه كـالوقود وآالت

قومـاته كامللح والسـمن وحنـومها ، والضابط هـو حـبس مـا الطبخ أو مـا يعد من م يترتب عليـه ترك الناس وليس هلم طعام ، واألحوط استحبابا ترك االحتكار يف مطلـق مـا

" .حيتاج إليه كاملالبس واملساكن واملراكب واألدوية وحنوها :٣٠ ص ٢ السيد حممد سعيد احلكيم ج -منهاج الصاحلني

يكره االحتكار ، وهـو حبس الطعام لطلب الزيادة يف اخلصب أربعني يومـا :٨٦ مسألة ويف الشدة والبالء ثالثة أيام ، بل حيرم حبس الطعام مطلقا مع حاجة الناس له وعـدم البـاذل حبيث يوجب الضيق على الناس ، واملراد بالطعام احلنطة والشعري والتمر والزبيـب والزيـت

" .والسمن :تعليق

وهكذا نرى أن األقـوال متفاوتة يف املسألة ، ولكن لو كان نظرنا إىل الزمـان لرأينـا أن هذه الغالت األربعة باإلضافة للسمن وامللح كانت متثل عصب احلياة يف زمان النيب صـلى اهللا عليه وآلـه ويف زمـان األئمـة عليهم السالم ، وأمـا اآلن فتوجد مواد ضـرورية أخـرى

ذلك قـد يقال بأنه ال حنتاج إىل االحتياط الوجويب أو االسـتحبايب ، بـل يقـال للناس ، ل بالفتوى حبرمة احتكار كل مادة ضرورية للناس سواء كان طعاما أم غري طعام ألن املـصاديق

.تتغير باختالف األزمنة واألمكنة ام الـشرعية لـيس وال بد من االلتفات هنا إىل أن إدخال عامل الزمان واملكان يف األحك

مبزاجنا ، فال بد أن تكون يف الرواية دليل على أن هذه األطعمة أو هذه املواد خاصـة بـذلك الزمـان ، فندرس الظروف املوضوعية هلذه الرواية مبعىن أن هذه الروايـة قيلـت يف زمـان بظـروف معينة ، واآلن طرأت ظروف جديدة فيتغير احلكم إىل حكم آخر لـدخول عامـل الزمـان يف موضوع احلكم فتتغير الفتوى ، وكذلك عامل املكان يغيـر احلكـم ، فنـدرس

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 215: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٢١٥ -

ولــو كــان هنــاك وجوبــان علــى الــشيء لوجــب أن يــأيت بالــشيء مــرتني لوجــود هــذا الــشيء ، فيــأيت بــصالة الــصبح مــصلحتني مــستقلتني وإرادتــني مــستقلتني يف

.مثال مرتني لوجود وجوبني مستقلني ومصلحتني مستقلتني وإرادتني مستقلتني ــرة ـ وإذا قل ــأيت بــصالة الــصبح م ــه ي ــك أن ــىن ذل ــشتد فمع ــأن الوجـــوب ي ـــا ب ن

ــد صــالة الــصبح بــشدة وقــوة ، وعــدم أداء صــالة الــصبح واحــدة ألن الــشارع يري ظروف الرواية لنرى هل أن الزمان واملكان كان هلما دخل يف احلكم أو مل يكن له دخـل يف

احلكم ولكن بالدليل ال باملزاج والرأي الشخصي ؟، وشـخص آخـر حبـسب " عم ن: " وقد يأيت شخص حبسب ما يستسيغ مزاجه ويقول

ما هو دليلكما على أن الزمان واملكـان هلمـا : " ، فنسـأل كليهما " ال : " مزاجـه يقول " .دور يف تغير هذا احلكم أو ليس هلما دور ؟

إن املكان والزمان هلما دخل يف احلكم ولكن باالستفادة من ظروف الرواية حـىت نقـول كم أو ليس هلما دخل ، وإن مل يكن بدليل فنكون مثل أصـحاب بالتايل إن هلما دخال يف احل

اآلراء الشخصية الذين يستنبطون األحكام حسب عقـوهلم القاصـرة يف مدرسـة الـرأي ، فيعملون بالقياس واالستحسان واملصاحل اليت يروا بنظرم القاصــرة ، فحـسب املـزاج

فوظ ، وما يقوله الفقيه هـو احلكـم ال يوجد واقع ولوح حم : " يأتـون باحلكم ، ويقولون حكـم : يوجد حكمــان : " ، وأما حنن أتباع أهل البيت عليهم السالم فنقول " الواقعي

واقـعي وهـو املوجـود يف اللـوح احملفوظ ، وحكم ظـاهري وهـو مــا يـستنبطه ـب ، فاللوح احملفوظ عندهم يتغيـر حـس " الفقيه مـن أجل أن يصـل إىل احلكم الواقعي

أقوال الفقهـاء ، ولكن عندنا ثابت ال يتغير ، فإذا أفىت أحدهم بالوجوب فإن ما يف اللـوح احملفوظ يكون واجبا ، ويأيت اآلخر ويفيت باحلرمة فيكون ما يف اللــوح احملفـوظ حرامـا ، فاللـوح احملفوظ عنـدهم يتغير مـع الفتـاوى املختلفة ، ولكن عندنا اللــوح احملفـوظ

، وإذا استنبط الفقيه حكما بواسطة الدليل الظين الناقص الذي أمته الشارع وجعـل لـه ثابتاحلجية فنقول إن هذا حكم ظاهري ال حكم واقعي ألن احلكم الواقعي املوجـود يف اللـوح

.احملفوظ جمهول لنا وال ميكننا الوصول إىل معرفته

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 216: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٢١٦ -

جــد وجــوب واحــد ولكنــه وجــوب أكثــر شــدة ، فتوجــد مــصلحة مــرتني معنــاه أنــه يومتداخلــة مــع املــصلحة األوىل ، وتوجــد إرادة متداخلــة مــع اإلرادة األوىل ، وكلتــا ــا اإلرادتـــني ـــدة ، وكلتـ ـــديدة مؤكـ ـــدة ولكـــن شـ ــشكالن مـــصلحـة واحـ املـــصلحتني تـ

ــ ـــدة ، وتكــــون املــــصلحـة الــــشديدة املؤكــــدة واإل ـتــــشكالن إرادة شـديــ رادة دة مؤكــ .الشديدة املؤكدة مها مبادئ للحكم بوجوب واحد

إن الفعــل الواحــد ال جيتمــع فيــه حكمــان مــن نــوع واحــد كــأن : بعبــارة أخــرى جيتمــع وجوبــان يف فعــل واحــد ، وذلــك ألن اإلرادة ال تتكــرر علــى هــذا الــشيء ألن

اإلرادة علة اإلرادة هي املالك ، ويف هذا الفعـل يوجـد مـالك واحـد ، لـذلك تتولـد من املالك ، فإذا افترضنا وجـود إرادة أخـرى فـال بـد أن يكـون هلـذه اإلرادة علـة أخـرى أي مـالك آخــر ، لـذلك فإنــه توجـد إرادة واحــدة ، وأمـا أــا تقـوى وتــشتد

ألن اإلرادة تكــون تبعـــا للمــالك ، فــإذا كــان املــالك املــصلحة الــشديدة كانــت ـفـــــو كــان املــالك ـاإلرادة أقـــوى ممــ ــشديدة ا ل املــصلحـة اخلفيفـــة ، ففــي املــصلحة ال

اك وجـــوب ، ويف املــصلحـة اخلفيفـــة يكــون هنــاك اســتحباب ، فلــذلك ـيكــون هنــ ختتلف األحكام التكليفية ، فتـارة يكـون هنـاك وجـوب أو اسـتحباب ، وتـارة أخـرى يكــون هنــاك حرمــة أو كراهــة ، وتــارة ثالثــة يكــون هنــاك إباحــة ، وكــل هــذا تــابع

. املالك وبالتايل تابع الختالف اإلرادة الختالف :النتيجـة

ــل واحــد بــسبب ــوع علــى فع ــستحيل اجتمــاع حكمــني تكلــيفني مــن نفــس الن ي .)١(استحالة اجتماع املثلني بلحاظ املبادئ ال بلحاظ االعتبار فقط

ن يف األمور التكوينية ، وحنـن هنـا يف ميكن أن يقـال بأن استحالة اجتماع املثلني يكو )١(

.األمور االعتبارية ، وميكن القول بأن اجتماع املثلني ال يكون مستحيال يف األمور االعتبارية

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 217: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٢١٧ -

ــائع ا ــع وقـ ــم الـــشرعي جلميـ ــدنا ، إن مشـــول احلكـ ــديهيات عنـ ــاة مـــن البـ حليـ

فاألحكام الشرعية تـشمل مجيـع أمـور احليـاة مـن القـضايا االجتماعيـة والـسياسية .واالقتصادية والفردية واجلماعية وغريها

:فيأيت السؤال التايل ما هو الدليل على مشول احلكم الشرعي جلميع وقائع احلياة ؟

:اجلـواب .دليل عقلي ، ودليل شرعي : س سره دليلني يذكر السيد الشهيد قد

: والدليالن مها :الدليل العقلي : الدليل األول

: وهو يتكون من مقدمتني ونتيجة إن اهللا تعـــاىل عــامل جبميــع املــصاحل واملفاســد ، فهــو :املقدمــة األوىل

.الذي خلق اخللق فيعلم ما يصلحهم وما يفسدهم اهللا تعـــاىل لطيــف بعبـــاده ، ومــن لطفـــه أنـــه أنعـــم إن:املقدمــة الثانيــة

عـلى اإلنسـان بأن حدد لـه طريقا حـىت يعـيش احليــاة األفـضل ، فكـون اهللا عـادال يوجب عليه أن يكون لطيفا ، ومن لطفه أنه يبين التكاليف يف خمتلف أمور احليـاة

" .قاعدة اللطف " وشؤوا ، وهذا ما يطلق عليه ـــاىل ان إ:النتيجــة طـــالقا مــن عـــلمه باملــصـاحل واملفاســد ومــن ـن اهللا تع

لطفــه يــشرع لإلنــسان التــشريع األفــضل لــشىت جوانــب احليــاة وفقــا لتلــك املــصاحل واملفاســد ألنــه لطيــف بعبــاده ، ولكــن ال بــد مــن االلتفــات إىل أنــه مــن املمكــن أن

.ة احلكم اإلهلي الواقعي لشيء معين مل يصل إلينا لظروف معين

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 218: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٢١٨ -

:الدليل الشرعي : الدليل الثاين توجد بعض اآليات القرآنية اليت تـدل علـى أن القـرآن فيـه تبيـان كـل شـيء ،

: منهـا قولـه تعـاىل )١(.

د كــثري مــن الروايــات عــن أهـل البيــت علــيهم الــسالم مــضموا أن كــل وتوجـ واقعة من وقائع احلياة ال ختلو من حكـم ، فللـه تعـاىل حكـم يف كـل واقعـة ويف كـل ــواقعي ، ولكــن ــذا احلكــم ال ــه أن يــصل إىل ه ــة ، ومهمــة الفقي أمــر ويف كــل حادث

:الفقيه قد يصيب الواقع وقد خيطئه ، ومن هذه الروايات ــسالم قــال ــه ال ــر علي ــيس عــن أيب جعف ــر بــن ق إن اهللا تبــارك " : عــن عم

وتعـاىل مل يـدع شـيئا حيتـاج إلـيـه األمـة إال أنزلـه يف كتـابـه وبينه لرسـوله صلى اهللا عليـه وآلـه ، وجعـل لكل شيء حدا وجعل عليه دليال يدل عليه ، وجعل على

.)٢( "من تعدى ذلك احلد حدا مــا مـن شـيء إال وفيــه " : وعـن محـاد عـن أيب عبــداهللا عليـه الـسالم قـال

.)٣( "كتاب أو سنة أكــل : قلــت لــه : وعــن مساعـــة عــن أيب احلــسن موســى عليـــه الــسـالم قـــال

بـل " : شيء يف كتـاب اهللا وسنة نبيـه صـلى اهللا عليـه وآلـه أو تقولـون فيـه ؟ قـال .)٤( " وسنة نبيه صلى اهللا عليه وآله كل شيء يف كتاب اهللا

.٨٩: النحل )١( .٢ ح ٥٩ ص ١الكايف ج )٢( .٤ ح ٥٩ ص ١ املصدر السابق ج )٣( .١٠ ح ٦٢ ص ١ املصدر السابق ج )٤(

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 219: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٢١٩ -

إن عنـدنا " : وعن أيب بصري عن أيب عبداهللا عليـه الـسالم يف حـديث قـال صحيفة فيها كل حالل وحرام وكل " : ومـا اجلامعـة ؟ قـال : قـلت . "اجلامعة

.)١( . . . "شيء حيتاج إليه الناس حىت األرش يف اخلدش ، :النتيجة النهائية

. إن احلكم الشرعي شامل جلميع وقائع احلياة

د أن عرفنـــا أن احلكــم الــشـرعي شامـــل جلميـــع وقـــائع احليــاة فإنــه جيــب ـ بعــ

ن احلكـم الـواقعي الـصادر مـن الـشارع ، وإذا مل يـستطع ـعلى املكلـف أن يبحـث عـ ب عليــه أن يبحــث عــن احلكــم الظــاهري ألن واقـــعي جيــ ـأن يــصـل إىل احلكــم ال

.احلكم الظاهري يكون هو التكليف املطلوب منه :أقسام احلكم الشرعي

.حكم واقعي ، وحكم ظاهري : ينقسم احلكم الشرعي إىل قسمني : ونأيت إليهما تباعا

:ـــ احلكم الواقعي ١ـرض يف موضـوعــه الـشـك احلكم الـواقـعي هـو كل حـكم لــم يفتـ :تعريفه

.يف حكم شرعي مسبق وهــذا احلكــم هــو احلكــم املوجــود يف اللــوح احملفــوظ أي واقــع األحكــام ، وهــو احلكــم الــذي شـــرعه اهللا تعـــاىل لكــل واقعــة واقعــة مــن وقــائع احليــاة ، فهــل هــذا

الفعل املعين واقعا واجب أو حرام أو مستحب أو مكروه أو مباح ؟

.١ ح ٢٧١ ص ١٩ وسائل الشيعة ج )١(

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 220: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٢٢٠ -

:ح التعريف توضي قبل الدخـول يف التوضيح ال بــد مـن بيــان معــىن الـشـك ، إن الـشك املنطقـي هو ما تساوت فيـه نـسبة الطـرفني مـن النفـي واإلثبـات ، فكـل مـن النفـي واإلثبـات

، وأما الشك األصـويل فإنـه أعـم مـن الـشك املنطقـي % ٥٠تكون نسبـة احتمالـه .ألنه يشمل الشك والظن والوهم

ــ إن الــشك األصــويل هــو غــري القطــع ، وغــري القطــع شــامل : ارة أخــرى ـ بعبــوهم ، فيكــون الــشك األصــويل شــامال لكــل احتمــال إال احتمــال للــشك والظــن وال

ـــر مــن صــفر % ١٠٠و % صــفر % ، فتتــراوح نــسبـة الــشـك األصـــويل بــني أكث .% صفر > الشك األصويل > % ١٠٠: ، أي % ١٠٠وأقل من

إن الفقيـه إذا وصل إىل احلكم الـشرعي بـدليل قطعـي فـال يوجـد عنـده شـك يف حكـم شــرعي مـسـبق ألنــه وصــل إىل احلكـم الواقــعي ، فالـدليل القطعـي يــؤدي

ــدما نقــول ــواقعي ، فعن ــة : " إىل احلكــم ال ؛ فــإن وجــوب الــصالة " الــصالة واجبب الــصالة بأدلــة قطعيــة ال حكــم واقعــي ، فالفقيــه وصــل إىل احلكــم القائــل بوجــو

بأدلة ظنية ، فتوجـد أدلـة كـثرية قائمـة علـى وجـوب الـصالة بـل هـو مـن بـديهيات الدين ، وبديهيات الدين هـي األمــور الواضـحة االنتـساب إىل الـدين ، مثـل وجـوب الصـوم ووجـوب احلج ووجـوب اخلمس ، فال يوجد حكـم مـسبق حـىت يكـون عنـدنا

.شك يف هذا احلكم املسبق احلكــم الــواقعي هــو كــل حكــم مل يفتــرض يف موضــوعه الــشك يف حكــم :إذن

شــرعي مــسبق ألنــه ال يوجــد يف احلكــم الــواقعي حكــم شــرعي مــسبق ، فــاحلكم ــه أصــاب ـــه شــك ألن ــواقعي ال يوجـــد في الــواقعي بنفــسه هـــو املوجـــود ، فــاحلكم ال

.الواقع ، وما يكون مصيبا للواقع ال يوجد فيه أي شك

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 221: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٢٢١ -

وأمــا لــو أخــذنا األدلــة الظنيــة أو األصــول العمليــة فإنــه يوجــد عنــدنا شــك يف ــنفس ألن ــزول الــشك مــن ال ــة ال ي ــق األصــول العملي احلكــم الــشرعي ، فعنــد تطبيــاح ـــذا الــشيء واجــب أو حــرام أو مــستحب أو مكــروه أو مب ــدري أن ه املكلــف ال ي

ـــفي ضـــمن ــشـك ، ف ــرض يف موضـــوعه ال فتـــا ، في ـــة واقع موضـــوع األصـــول العملييوجـد الـشـك ألن موضــوع األصــول العمليــة هــو الـشـك يف التكليـف ، فيـأيت أصـل ــرباءة أو االستــصحاب أو التخــيري ، وال ــاط أو ال ــة مــن االحتي مــن األصـــول العمليــق األصــول طبــدا ، نعــم ي ــل يرفعــه تعب ــا ب ـــلي هـــذا الــشك واقع يرفــع األصـــل العم

ــا العمليـــة ول ـــة الــشك تبقــى يف نفــسه وال تــزول ، فاألصــول العمليــة تعطين كــن حالحكمـا ظـاهريا ، ظاهـرا أن احلكم هـو هـذا ، وأمـا احلكـم الـواقعي فـال نـدري مـا هــو وال نــصل إليــه ، فيظــل هــذا الــشك موجــودا عنــدنا ، ولكــن الــشارع يقــول لنــا

دا تعاملوا مع هذا الشك كأنه غري موجود ، فريفع الشك تعب. ـــ ال يرفــع الــشك املوجــود يف الــنفس ، نعــم ـــ أي األمــارة ــ إن الــدليل الظــين ــالـشـارع يقـــول لـك خـــذ ـذا الــدليل الظـين ، فيعطيــه احلجيـة ولكــن حالـة الــشك تظل عندك ألنـه ال حيصـل عندك قطع بـاحلكم الـشرعي ، نعـم إذا حـصل عنـدك

ل ، فـال يظـل عنـدك هـذا الـشك ، قطـع فإن الشـك يرتفع من نفسك حقيقة ويـزو الـة القطـع فإن الشـك يرتفـع حقيقــة ال تعبــدا ، فيكـون الرفـع رفعـا حقيقيـا ـويف ح

ال رفعــا تعبــديا ، وإذا جــاء الــدليل القطعــي فإنــه يرفــع األصــل العملــي ألنــه يرفــع ؛ " الـصالة واجبـة : " موضوع األصل العملي وهو الشك يف التكليـف ، ففـي قولنـا

يوجـــد احتمـــال أن الـــصـالة ليــسـت واجبـــة ، فــال يوجــد عنـــدنا شــك بوجـــوب ال الــصالة بــل حنــن نقطــع أن الــصالة واجبــة وال حنتمــل أن الــصالة مــستحبة أو مباحـة مثـال ، ولكن يف الدليـل الظـين ويف األصــل العمــلي يظــل هـذا الـشك باقيـا

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 222: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٢٢٢ -

ـــا ـــا وال ينقطـــع مـــع أنن ــشـك مــسـتمر معن ــزول ، وال ــق وال ي ــى طب نقــول بالعمــل علــشـك يف احلكــم الــشرعي ـــلي ، ولكــن ال ـــق األصـــل العم ـــلى طب ـــل الظـــين وع الدليــزول وال يرتفــع مــن نفــسك حقيقــة بــل يرتفــع تعبــدا ، فالــشارع يقــول موجـــود ال ي

.تعامل مع هذا الشك كأنه غري موجود

:ـــ احلكم الظاهري ٢رض يف موضــوعه الــشك يف احلكــم الظــاهري هــو كـل حكــم افتــ :تعريفـه

.حكم شرعي واقعي مسبق

:توضيح التعريف م الظــــاهري يجعـــل يف مــــورد الـــشـك يف احلكــــم الواقــــعي ، فيكـــون ـ إن احلكـــ

احلكم الواقعي مشـكوكا جمهـوال عنـدنا ، فـنحن ال نعلـم بـاحلكم املوجـود يف اللـوح ظـين أو باألصـل العملـي ، فالـدليل احملفـوظ ، فيأيت الـشارع ويقـول خـذ بالـدليل ال

الظين أو األصـل العـملي يعطينا حكمـا ظاهريـا ال حكمـا واقعيـا ، واللـوح احملفـوظ ــدنا القطــع ــوظ حلــصل عن ــاملوجود يف اللــوح احملف ــا نعلــم ب ـــا ، ولـــو كن خــاف علين

.باحلكم

الغطـاء لـو كـشف " : حنن لسـنا مثـل اإلمـام عـلي عليـه السالم الذي يقـول .)١( "ما ازددت يقينا

فهو عليه السالم عنده اطـالع كامـل علـى كـل األحكـام الواقعيـة ، وأمـا حنـن فـــال نعـــلم مبــا هـــو موجـــود يف اللـــوح احملفــوظ ، هنــاك أحكــام شــرعية واقعيــة موجودة يف اللوح احملفوظ وحنـن نعلـم بعـضها وال نعلـم مجيعهـا ، ونريـد أن نـصل

.٣٧٢١ ص ٤حممد الريشهري ج لشيخ ميزان احلكمة ل)١(

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 223: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٢٢٣ -

ــع األ ــة إىل مجيـ ــذه األدلـ ــق إال هـ ـــا طريـ ـــد أمامنـ ــن ال يوجـ ـــة ، ولكـ ــام الواقعيـ حكـالشـرعية املوجـودة بني أيدينا ، فإذا كـان عنـدنا دليـل قطعـي نأخـذ بـه ونـصل إىل ــا نأخــذ بالــدليل ـــل قطعــي فإنن ـــدنا دلي ـــعي ، ولكــن إذا مل يوجـــد عن احلكــم الواق

نا دليـل ظـين فـإن النوبـة الظين الذي أعطاه الشـارع احلجية ، وإذا مل يوجـد عنـد .تصل إىل األصل العملي الذي أعطاه الشارع احلجية

:مثال احلكم الظاهري من األمارات

تصديق الثقـة والعمـل على وفـق خـربه ، وخـرب الثقـة دليـل ظـين إذا مل يـصل ـــة فإ ـإىل حـــد الـتواتـــر ألن التواتـــر يعطي ــاحلكم ، وأمـــا خـــرب الثق ـــقني ب ـــا الي ـــه ن ن

يـورث احتماال وظنـا وال يعطي قطعـا ، وخـرب الثقـة قـد يـصيب الواقـع وقـد خيطـئ الواقـع ، والثقـة ال يكــذب ولكنـه قــد خيطـئ ويــشتبه يف النقـل ، فــيفهم مـن اإلمــام عليـه الـسالم شــيئا خـالف الواقـع وينقلــه إلينـا ، والـشارع قــال خـذ خبـرب الثقــة ،

ددنـــا حجيـــة خــرب الثقــة فــإن كــل هــذه ومعظــم رواياتنــا أخبــار ثقـــات ، فــإذا ر الروايــات ال بـــد أن نرفــضها ، فخـــرب الثقـــة دليــل ظـــين ويظــل الـــشك يف احلكـــم

عي موجـــودا عندنـــا ، وطاملــا أن هــذا الــشك موجــود فيكــون احلكــم حكمــا ـالواقــ ظاهريـا ألننــا ال نعلــم ــذا احلكــم الــواقعي احملفــوظ يف اللــوح احملفــوظ ، وكــذلك

.ة من باقي األمارات الظنية األخرى مثل الشهرة توجد أحكام ظاهري

:مثال احلكم الظاهري من األصول العملية

كـل شـيء هـو " : أصـالـة احلـل يف قـول أيب عـبداهللا الصـادق عــليه الـسـالم .)١( . . . "لك حالل حىت تعلم أنه حرام بعينه فتدعه

.١٢ ح ٢٧٣ ص ٢ حبار األنوار ج )١(

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 224: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٢٢٤ -

تـه يء وحرمتـه فإننـا نـبين علـى حل فإذا كان يوجـد عـندنا شك بـني حليـة شـي إىل أن نتــيقن ونقطــع بأنــه حــرام ، وكــذلك أصــالة الطهــارة فإننــا إذا شــككنا بــني طهــارة شــيء وجناســته فإننــا نــبين علــى طهارتــه ، نعــم قــد يكــون حكمــه الــواقعي النجاســة ، ولكــن حــني العمــل نــبين علــى طهارتــه ، فالــشك بــني احلليــة واحلرمــة

والنجاســـة هــذا الــشك موجــود ال يــزول مــن الــنفس ، ولكــن والــشـك بــني الطهــارةــى ــى الطهـــارة ، فمــن ناحيـــة عـــملية نــبين عل حــني العمـــل نــبين علــى احلليـــة وعلــا ــون واقع ـــه حــالل أو طــاهر ، فقــد يك ــدري أن ــارة ، ويف الواقــع ال ن ـــة والطه احللي

قـــوم بـــه ، راما وجنــسا ، ولكــن حــني العـــمل ال بـــد أن نــبين عـــلى عمـــل مـــا ون ـحــــذلك توجــد أحكــام ــاء ، وك ــىت ميكــن أن نتوضــأ ــذا امل ــارة ح ــى الطه ــبين عل فن

.ظاهرية من األصول العملية األخرى كالرباءة واالستصحاب واالحتياط والتخيري

:األحكام الظاهرية متأخرة رتبة عن األحكام الواقعية إن األحكــام )١( بنـاء علــى أســاس وجـود أحكــام واقعيــة وأحكـام ظاهريــة يقــال

ـــ ألننــا ــأخرة رتبــة عــن األحكــام الواقعيــة ، فــنحن نعتقــد كمخطئــة ــ الظاهريـــة متنعتقــد أن اتـــهد قــد يــصيب الواقــع وقــد خيطئــه ـــــ أن هنــاك حكمــا واقعيــا لكــل

ن أعـــمال املكلــف وحنــن حنــاول أن نــصـل إيل هــذا احلكــم الــواقعي عــن ـعـــمل مــصل إليـه إذا كـان الـدليل قطعيـا ، وتـارة أخـرى قـد نـصل ريق األدلــة ، فتــارة نـ ـط

ـــ وهــم وقــد ال نــصل إليــه إذا كــان الــدليل ظنيــا أو أصــال عمليــا ، وأمــا املــصوبة ــ

؛ ألن هذا القول على مستوى احللقة الثانيـة ، وسـيأيت " يقال : " قال السيد الشهيد هنا )١(ي واحلكـم قول آخر يف احللقة الثالثة ، وحياول السيد الشهيد أن يوفق بني احلكـم الظـاهر

الواقـعي ، فهل مالك احلكم الظـاهري خيتلف عن مالك احلكم الـواقعي أو أن مالكيهمـا .نفس املالك ؟ ، وسيأيت اجلواب يف احللقة الثالثة إن شاء اهللا تعاىل

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 225: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٢٢٥ -

مجاعـة مـن أهـل الـسنة الـذين يقولـون بـأن اتهـد مـصيب دائمـا ــــ فهـم يقولـون ــه اتهــ ــل كــل مـــا يــصل إلي ـــة ب ــاك أحكــام واقعي د هــو احلكــم بأنـــه ال توجـــد هن

الواقـــعي ، فــإذا وصـــل اتهـــد األول إىل حكــم فهـــذا هـــو احلكــم الــواقعي ، ومــا يـصـل إليـه اتهــد الثــاين هـو احلكـم الـواقعي ، فـالواقع عنـدهم يتغيـر ويتبــدل ، فــال يوجــد عنــدهم لـــوح حمفــوظ ثابــت ، واحلكــم الـــواقعي يتغيــر حــسب أقـــوال

.)١(اتهدين

: بعض األقوال من املصادر السنية والشيعية عن التصويب واملصوبة )١( :٢٦٩ ص ١٣ ابن حجر ج -فتح الباري

وأما املصوبة فاحتجوا بأنه صلى اهللا عليه وسلم جعل له أجرا ، فلو كـان مل يـصب مل " يؤجر ، وأجابـوا عن إطالق اخلطأ يف اخلرب على من ذهـل عن النص أو اجتهـد فيمـا ال يسوغ االجتهاد فيه من القطعيات فيما خالف اإلمجاع ، فإن مثل هذا إن اتفق له اخلطأ فيـه

اه ولو اجتهد باإلمجاع وهو الذي يصح عليه إطالق اخلطأ ، وأمـا مـن نسـخ حكمه وفتو " .اجتهد يف قضية ليس فيها نص وال إمجاع فال يطلق عليه اخلطأ

:١٤١ الفيض القاساين ص -األصول األصيلة وحاصل املقدمة الثانية عند املصوبة من األصوليني أن كل ما تعلق به ظن اتهـد فهـو "

الواقعي يف حقـه وحق مقلديه ، وحاصلها عند املخطئة منهم أن كل ما تعلـق بـه حكم اهللا ظن اتهد فهـو حكم اهللا الظاهري يف حقـه وحق مقلـديه ، وقـد يكـون حكـم اهللا

" .الواقعي وقد ال يكون :٣٥٢ الغزايل ص -املستصفى

الناس فيهـا ، واختلفـت احلكم الثاين يف االجتهاد والتصويب والتخطئة ، وقد اختلف " الرواية عن الشافعي وأيب حنيفة ، وعلى اجلملة قد ذهب قوم إىل أن كل جمتهـد يف الظنيـات مصيب ، وقـال قوم املصيب واحد ، واختلف الفريقان مجيعا يف أنه هل يف الواقعـة الـيت ال

ققـو نص فيهـا حكم معني هللا تعـاىل هـو مطلوب اتـهد ؟ ، فالذي ذهب إليــه حم املصوبة أنـه ليس يف الواقعـة اليت ال نص فيهـا حكم معني يطلب بالظن بل احلكم يتبـع

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 226: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٢٢٦ -

الظن ، وحكم اهللا تعـاىل على كل جمتهد ما غلب على ظنه ، وهو املختار ، وإليـه ذهـب القـاضي ، وذهب قـوم من املصوبة إىل أن فيه حكما معينا يتوجه إليه الطلـب إذ ال بـد

، لكن مل يكلف اتهد إصابته ، فلذلك كان مصيبا وإن أخطـأ ذلـك للطلب من مطلوب احلكم املعني الذي مل يؤمر بإصابتـه مبعىن أنه أدى مـا كلف فأصـاب مـا عليـه ، وأمـا القائلـون بأن املصيب واحـد فقد اتفقـوا على أن فيـه حكما معينـا هللا تعـاىل لكـن

ال دليل عليه ، وإمنا هو مثل دفـني يعثـر : ل قوم اختلفوا يف أنـه هل عليه دليل أم ال ، فقا الطلب عليه باالتفاق ، فلمن عثر عليه أجران وملن حاد عنه أجر واحد ألجل سعيه وطلبـه ،

وهـو : والذين ذهبوا إىل أن عليـه دليال اختلفوا يف أن عليه دليال قاطعا أو ظنيا ، فقال قوم " .الدليل وخفائه قاطع ، ولكن اإلمث حمطوط عن املخطئ لغموض

:١٧٦ ص ١ الشيخ لطف اهللا الصايف ج -جمموعة الرسائل فالرأي االجتهادي حيث إنه حيصل من الظن معترب احلجية حبكم العقل والـشرع جيـب "

اتبـاعه عمليا ما دام مل يكشف خالفـه ، أما لو انكشف خالفه فيؤخذ بالظن املعترب الـذي ن تغيري حكم اهللا يف شيء ، فحكـم اهللا تعـاىل واحـد إال أن قام على خالفه ، وليس هذا م

.اجتهاد اتهد ورأيه يتغري إذا ظهر له خطؤه وعدم إصابته حكم اهللا تعاىل إن الطريق الذي يقـوم عند اتهـد للوصـول إىل الواقـع قـد : وبعبـارة أخـرى

بأن حكم اهللا الواقعي للجميع مـن يؤدي إليه وقد ال يؤدي إليه على مذهب املخطئة القائلني اجلاهل به والعامل سواء ، فللمصيب أجران وللمخطئ أجر واحد ، أما علـى قـول املـصوبة القائلني بتعـدد أحكام اهللا تعـاىل بتعدد ظنـون اتهـدين وآرائهم تبعــا ملــا يقـوم

. . . " .عندهم من الطرق ، :٧٦٣ ص٢ ق٢ آقا رضا اهلمداين ج-مصباح الفقيه

فإن هـذا هـو التصويب الذي ينافيـه القـول بثبـوت حكم واقــعي يف حـق " . . . " .اجلاهل ،

:٣٩ - ٣٨ السيد اخلوئي ص -كتاب االجتهاد والتقليد والنتيجـة أن األحكام الواقعية تابعة آلراء اتهدين وجعل احلكم متـأخرا عـن قيـام "

" .عبر عنه بالتصويب األشعري األمارة عليه ، وهذا هو امل

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 227: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٢٢٧ -

:٤٨٣ ص ١ الشيخ حممد علي األنصاري ج -املوسوعة الفقهية امليسرة

ومن األحكام الوضعية املترتبة على االجتهاد هـو احلكـم : التخطئة والتصويب -ثانيا " هـل بالتخطئـة أو التصويب يف االجتهاد مبعىن أن مـا حيكم به اتهـد حبسـب اجتهاده

يقع اخلطأ فيـه أو ال ؟ ، بل كل مـا أدى إليه اجتهـاد اتهد فهــو احلكـم الـشرعي الواقعي كمـا نسب إىل بعض األشـاعرة واملعتزلة مع اختالف بينهما يف تفـسري ذلـك ، فالذي يراه عامة اإلمامية هو القول بالتخطئة وأن هناك أحكاما واقعية قد يـصيب اتهـد يف

" .وقد خيطئ الوصول إليها :٢٤٢ ابن الشهيد الثاين ص -املعامل كل جمتهد مصيب ، مبعىن أنـه ال حكـم : نعم اختلف النـاس يف التصويب ، فقيـل "

معينا هللا تعـاىل فيها ، بل حكم اهللا تعـاىل فيها تابع لظن اتهـد ، فما ظنـه فيهـا كـل إن املصيب فيهـا واحـد ؛ ألن هللا : قيل جمتهـد فهو حكم اهللا فيها يف حقه وحق مقلده ، و

" .تعاىل فيها حكما معينا ، فمن أصابه فهو املصيب ، وغريه خمطئ معذور :٢٥٧ ص ١ آقا ضياء الدين العراقي ج -اية األفكار

فإن التصويب الباطل إمنا هـو الذي يدور التكليف معه مدار قيـام األمـارة أو الـذي " " .نقالب الواقع عما هو عليه يوجب قيام األمارة ا

:١٧٧ ص ١ الشيخ لطف اهللا الصايف ج -جمموعة الرسائل نعم أصل مسألة التصويب حمل إشكال الستلزامه الدور احملال ، واستلزامه دخالـة ظـن "

" .اتهد أو علمه باحلكم يف وجود احلكم :١٩٠ ص ١ الشيخ لطف اهللا الصايف ج -جمموعة الرسائل

وهـذا مبىن قولـه صلى اهللا عليه وآلـه يف خرب أمحـد والترمــذي وابـن ماجـة " وإذا حاصرت حصـنا فأرادوك أن تنـزهلم على حكم اهللا فال تنــزهلم علـى : ( ومسلم

) .حكم اهللا ، ولكن أنزهلم على حكمك فإنك ال تدري أتصيب حكم اهللا فيهم أم ال أن إنزاهلم على حكم اهللا ال بد وأن يكون مبا هو حكـم اهللا - واهللا أعلم - فإن املراد منه

برأيـه ، وحيث ميكن أن ال يكون يف رأيـه مصيبـا حكم اهللا تعـاىل ميكـن أن ينــزهلم على غري ما شـرط هلم وهـو حكم اهللا الواقعي ، وأما لو شرط عليهم إنزاهلم على حكمـه

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 228: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٢٢٨ -

م سـهـــل يــسـيـر وهـــو أنـــه كيــف يتغيــر الواقـــع حيــث إن أحـــدهم ـ عـليهــ والـــرد؟ فكيـف " هـذا الـشيء حـرام : " ، واآلخـر يقـول " هذا الـشيء واجـب : " يقـول

جيتمع وجـوب الشـيء وحرمتـه عــلى شـيء واحــد ومهـا متـضادان مـع أن الواقـع ال بد أن يكون واحدا ؟

عيـة فـإن األحكـام الظاهريـة تكـون متـأخرة رتبـة فإذا كانـت عنـدنا أحكـام واق عـــن األحكـــام الواقعيـــة ألـــا تـــأيت يف الدرجـــة الثانيـــة ألننـــا عـــن طريـــق احلكـــم الظـــاهري حنــاول الوصــول إىل احلكــم الــواقعي ، فعنــدنا حكــم واقعــي ويــأيت مــن بعـده احلكم الظاهري يف املرتبة الثانيـة ، وال بـد أن نفتـرض وجـود أحكـام واقعيـة

ــوال يف ــة الحقــة إذ ل مرتبــة ســابقة حــىت نقــول بوجــود األحكــام الظاهريــة يف مرتبوجـــود األحكــام الواقعيــة يف الــشريعة ملــا كانــت هنــاك أحكــام ظاهريــة ألنــه قــد افتـــرض يف مـــــورد األحكــــام الظـــــاهرية الـــشك يف احلكــــم الــــواقعي ، فاألحكــــام

ــها ، فــ ــأخرة عن ــة ومت ــة تقــع يف طــول األحكــام الواقعي ــاحلكم الظاهري ــا ب إذا قطعنالــواقعي فــال تــصل النوبــة إىل احلكــم الظــاهري ، وإذا شــككنا يف احلكــم الــواقعي فإن النوبة تصل إىل احلكم الظـاهري ألن موضـوع احلكـم الظـاهري هـو الـشك يف احلكــم الــواقعي ، ويكــون احلكــم تابعــا للموضــوع ثبوتــا وانتفــاء ألن املوضــوع مبثابــة

.العلـة للحكم

إذا وجــد املوضــوع وجــد احلكــم ، وإذا انتفــى املوضــوع انتفــى : ارة أخــرى بعبــ .احلكم

لكن إن مل يصب حكم اهللا مل يتخلـف عـن فإنـه وإن أنزهلم على ما هـو حكم اهللا برأيه

الشـرط ، مضافا إىل أنـه بذلك يسد باب مناقشتهم إيـاه بأنك ما أنزلتنا على حكـم اهللا " .تعاىل ، وهذه الرواية صرحية بصحة القول بالتخطئة وبطالن التصويب

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 229: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٢٢٩ -

ــت احلكــم الظــاهري ، وإذا ــواقعي ثب ــشك يف احلكــم ال ــت ال ويف املقــام إذا ثبـــ انتفــى ــك عنــد القطــع بــاحلكم الــواقعي ــ ـــ وذل انتفــى الــشك يف احلكــم الــواقعي ــ

ـعي ـــــ عــن طـــريق الــدليل القطعــي احلكــم الظـــاهري ، فــإذا وجـــد احلكــم الواقــ كالتـواتر واإلمجاع ـــ فـال حنتـاج إىل احلكـم الظـاهري ، وإذا مل نـصل إىل احلكـم ــذي الواقـــعي لعـــدم وجـــود الدليـــل القطـــعي فإنـــنا حنتــاج إىل احلكــم الظــاهري النــصل إليــه عــن طريــق الــدليل الظــين أو األصــل العملــي ، ولــوال أننــا نــؤمن بوجــود

ــض أحكــام و اقعيــة ملــا آمنــا بــأن هنــاك أحكامــا ظاهريــة ، وهــذا خمــالف لقــول بعاملخـالفني ألنـه بنـاء علـى قـوهلم فــإن كـل األحكـام تكـون أحكامـا واقعيـة وال توجــد

.أحكام ظاهرية ، فإمياننا بوجود أحكام واقعية يعطينا األحكام الظاهرية ألدلـة الـيت يـستنبط إن األحكام الشرعية ختتلـف بـاختالف ا : وبعبارة أخرى

:منها الفقيه احلكم الشرعي ، فإن األدلة نوعان : األدلة احملرزة -١

. القطعية -أ . الظنية -ب

: األدلة غري احملرزة -٢ .وهي األصول العملية

ــشرعي إىل ــم الـ ــسم احلكـ ــستطيع أن نقـ ــوعني نـ ــة إىل نـ ــسام األدلـ ــا النقـ وتبعـ :قسمني ، مها

: احلكم الواقعي -١ هـــو الــذي يــستنبط مــن األدلــة احملــرزة القطعيــة ، وال يوجــد فيــه شــك ألنــه

.حكم واقعي مصيب للواقع ولدينا قطع بأنه مصيب للواقع

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 230: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٢٣٠ -

: احلكم الظاهري -٢هــو الــذي يــستنبط مــن األدلــة احملــرزة الظنيــة أو مــن األصــول العمليــة ،

فــنحن نظــن بــأن هــذا احلكــم ويوجــد يف هــذا احلكــم شــك بأنــه مــصيب للواقــع ، .مصيب للواقع ، ومعىن ذلك أنه يوجد شك يف احلكم الواقعي

فمعـىن ذلك أنــه يوجــد حكـم واقــعي ولكننـا " حكم ظاهري " وعـندما يقـال نـشـك فيـه وال نعـرفـه ، ولـوال وجـود الشـك يف احلــكم الـواقــعي ملـا تـصـورنا وجــود

ف بعــض املخـالفني الـذين يقولــون بـأن كـل مـا يـصل حكم ظـاهري ، وهــذا خبـال إليـه اتهد هو حكم اهللا الواقعي وواقع الـشريعة ، والـرد علـيهم أنـه كيـف يوجـد يف الواقــع تــضاد ألن كــل جمتهــد يــستنبط حكمــا خمالفــا للمجتهــد اآلخــر ؟ وكيــف

يكون الشيء الواحد واجبا وحراما يف نفس الوقت ؟ميــة فيقولــون بوجــود شــرع واقعــي يف اللــوح احملفــوظ ، وقــد وأمــا الــشيعة اإلما

نــصل إليــه فيكــون هــو احلكــم الــواقعي ، وقــد ال نــصل إليــه ، ولكــن حبــسب األدلــة .املوجودة بأيدينا نصل إىل حكم ظاهري قد يطابق الواقع وقد ال يطابق الواقع

:النتيجـة وتابعــة هلــا ألن القــول األحكـام الظاهريــة متــأخرة رتبــة عــن األحكــام الواقعيــة

ــول ــستلزم الق ـــ ي ــة ــ ــام الظاهري ــة تابعــة لألحك ـــ أي أن األحكــام الواقعي ــالعكس ــ ب .بالتصويب

ــ ــم ـ بعـ ــن احلكـ ــان مـ ــد نوعـ ــه يوجـ ــا أنـ ــم : د أن عرفنـ ــواقعي واحلكـ ــم الـ احلكـ بـد مـن الـشارع أن الظـاهري ، وأن املكلـف قـد ال يـصل إىل احلكـم الـواقعي ، فـال

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 231: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٢٣١ -

جيعل طرقا ووسائل للوصول إىل الواقـع وإن كانـت هـذه الطـرق قـد ختطـئ أحيانـا :وال توصل املكلف إىل احلكم الواقعي ، وهنا نسأل السؤال التايل

من أي طريق يأيت احلكم الظاهري ؟ :اجلواب

:يأيت احلكم الظاهري من طريقني :األمارات : الطريق األول

ي الطرق الظنية أو األدلـة الظنيـة الـيت يعطيهـا الـشارع احلجيـة وتكـشف هـــيفة ، وكــأن ـعــ ــصا ، فتكــون اإلضـــاءة ضع ـــعي كــشـفا ناقـ ن احلكــم الــشرعي الواق

الواقـع يوجــد عليـه شــيء مـن الــضباب خبـالف الــدليل القطعـي الــذي يكـشف عــن ـــل ـــة ، فالدلي ــون اإلضـــاءة قوي ـــاما ، فتك ــشفا ت ــشرعي كـ ــين كاشــف احلكــم ال الظ

ــة ـــة التام ـــطي الرؤي ـــع وال يع ــؤداه للواق ـــد القـطـــع مبطـــابقة م ـــه ال يفـي ـــص ألن نـاقللواقــع ، فيظــل احتمـال عــدم املطابقــة موجـودا يف الــنفس ، ومثـال األمــارات خــرب الثقـة ، واحلكـم الظاهــري يـسمى احلجيـة وهنـا هـو حجيـة خـرب الثقـة ، فاحلجيـة

رب الثقـة ، ومـؤدى األمـارة هـي مـا تـدل عليـه األمـارة هي حكم املـوىل بتـصـديق خـ .وهو احلكم الشرعي كوجوب صلة الرحم مثال

:إذن : توجد هنا ثالثة أشياء ال بد من االلتفات إليها

وهي الـدليل الظـين املعتـرب الـذي أعطـاه الـشارع احلجيـة ، :أ ـــ األمارة .مثل خرب الثقة

.جية خرب الثقة مثل ح:ب ـــ احلكم الظاهري . وهو احلكم الشرعي مثل وجوب صلة الرحم :ج ـــ مؤدى األمارة

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 232: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٢٣٢ -

:األصول العملية : الطريق الثاين ـــة العمليـــة وال تعطينـــا حكمـــا شــرعيا ، فمــن هــي الطـــرق الــيت تبــين الوظيف

.ب حيث العمل تبين الوظيفة فقط وال تبين ما هو احلكم الشرعي الواقعي املطلو ولبيــان ذلــك نعطــي مثــاال عرفيــا ، لنفــرض أن هنــاك شخــصا تريــد أن تدلــه

كلمــا كنـت : " ابــة احلكـم الـشـرعي ــــ فتقــول لــه ـعلى مكان معين ــــ واملكـان مبث ، فبــسلوكه الطريـق األميــن " علـى مفتـرق طــريقني فاسـلك دائمــا الطريـق األميـن

يظـل الـشك موجـودا يف نفـسه أثنـاء مـسريه دائما قد ال يصل إىل املكان املطلـوب و ـــه وظيفـــة عمليـــة فقــط ، وهــذا ـــه الطـــريق الواقـــعي وإمنــا أعطيت ألنــك مل تبــين لالعمل ال يكشـف عن املكان املطلـوب ، وـذه الطريقـة ختلـصه مـن حالـة االرتبـاك الـيت يعيـشها دون أن يكـشف كالمـك عـن الواقــع ، وهـو بتطبيـق قولـك قـد يــصيب

.ع وقد ال يصيبه ، فقد يصل إىل املكان املطلوب وقد ال يصل إليه الواق وكــذلك يف األصـــول العمليــة تبـــين وظيفــة عمليـــة وال تبــين احلكـــم الـــشرعي الـواقعي ألن األصــول العمليــة ال تكـشف عــن احلكــم الـشرعي الــواقعي ، فلــيس هلــا

الــشرعي الــواقعي الكاشــفية عــن احلكــم الــشـرعي الــواقعي ، فالــشك جتــاه احلكــم ــه الوظيفــة ــين ل ــشك ، وإمنــا تب ــسه ، وال خيــرج مــن حالــة ال يظــل موجــودا يف نف

.العملية ــك املكــان ــا إىل ذل ــث يــصل قطع ــوب حبي ــه إىل املكــان املطل ومــن تريــد أن تدل

إذا وصــلت إىل املفتــرق األول فاســلك الطريــق األيــسر ، : " فإنــك تقــول لــه مــثال ـــت إىل املفــــت ـــلك الطــــريق األميـــن ، وإذا وصلــــت إىل وإذا وصلـ رق الثــــاين فاسـ

، وهكـذا تبـين لـه املـسار الـصحيح حـىت " املفـترق الثالـث فاسـلك الطريق األميـن ــق يــصل إىل املكــان املطلــوب ، وهــذا إذا كــان الــدليل قطعيــا حيــث تبــين لــه الطري

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 233: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٢٣٣ -

ـــه قط ـــل يوصلـ ـــوب ، والدليـ ــان املطلـ ـــل إىل املكـ ــصـحـيح الـموصـ ـــا إىل املكـــان الـ عـ، وأمــا إذا كــان الــدليل " أنــا أقطــع بــأنين سأصــيب الواقــع : " املطلـــوب ، ويقــول

ـــول ــا فيق ــين مــصيب : " ظني ــوب وأظــن أن ـــه ســـيوصلين إىل املكــان املطل أظـــن أن " .للواقع

:مالحظـة احلكم الشـرعي والوظيفـة العملية كالمهـا قـسم مـن املوقـف العملـي ، وعلينـا

: كـون دقــيقني يف اســتعمال املــصطلحات ، املوقــف العملــي ينقــسم إىل قــسمني أن ناحلكــم الــشـرعي والوظيفـــة العمليـــة ، والــدليل القطعــي يعطينــا احلكــم الــشرعي

ــين % ١٠٠بنـــسبة يعطينـــا احلكـــم الـــشرعي بنـــسبة أكـــرب مـــن )١(، والـــدليل الظـيفـــة عمليـــة وال ، وأمــا األصـــول العمليـــة فتعطـــينا وظ % ١٠٠وأقـــل مــن % صفـــر

تبين لنا احلكم الشرعي وال تكشف عن احلكـم الـشرعي ، والوظيفـة العمليـة قـسم ــذا ــا فه ــا موقفــا عملي ــة تعطين ــأن األصــول العملي ــا ب مــن املوقــف العملــي ، وإذا قلن

، " مــا هــو زيــد ؟ : " صــحيح ، ولكنــه جــواب بــاألعم كمــا يف اجلــواب عــن ســؤال زيـــد : " ـو جـــواب بالنــــوع ، وتــستطيع أن تقــول ، وهــ " زيـــد إنـــسـان : " فتقـــول ، ولكنــه جـواب بـاجلنس القريـب ، وهـو جـواب يـشمل زيـدا ويـشمل غـري " حيــوان

ــأيت ــة ال أن ن ــل دق ــشيء بك ــحا لل ــد مــن اجلــواب أن يكــون موض ــد ، وحنــن نري زيجبـــواب أعــم حـــيث ال يعطينـــا جـــوابا دقـــيقا ألنــه سيــشمل املــسؤول عنــه وغــري

هو أكرب مـن ال بـد من االلتفات هنـا إىل أننا ال نستعمل املصطلح املنطقي للظن الذي )١(

، وإمنا الظن هنـا مبعىن االحتمـال ، فالـدليل الظـين يف علـم % ١٠٠وأقل من % ٥٠األصول هو الدليل االحتمايل ، فيشمل الظن والشك والوهم ، فتكون النسبة هي أكـرب مـن

% .١٠٠وأصغر من % صفر

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 234: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٢٣٤ -

، " مــاذا تبــين لنــا األصــول العمليــة ؟ : " نــه ، وهكــذا يف اجلــواب عــن املــسؤول ع: ؛ ألنــه األقــرب ، وال نـجيـــب " الوظـيفـة العـمليــة : " فالـجـواب ال بـد أن يـكـون

؛ ألنـــه جــواب بــاألعم ، وكــذلك يف الــدليل القطعــي والــدليل " املوقــف العملــي " ، وهــو جــواب باخلــاص ، وال " رعي احلكــم الــش " الظــين جنيــب أمــا يعطيــان

.؛ ألنه جواب باألعم " املوقف العملي : " جنيب :أقسام احلكم الظاهري

ـــق األمــــارات وعــــن طــــريق األصـــول إن األحكـــام الظاهريــــة تـــأيت عــــن طريـ :العمليـة ، فيوجد عندنا قسمان ، ومها

:احلكم الظاهري من األمارة : القسم األول إن األمــارة هــي كــل دليــل ظــين جعــل الــشارع لــه احلجيــة ، واألحكــام قلنــا

الظـاهرية مـن األمــارات هـي كـل حكـم ظـاهري مـرتبط بكـشف دليـل ظـين معـين عــلى حنــو يكــون كــشـف ذلــك الــدليل هــو املــالك التــام والعلــة التامــة جلعلــه ـــــ أي

ـــ أي االحتمــال ـــ ، فــالنظر يكــون إىل الكــشف ــ ـــ ، وال ينظــر جلعــل ذلــك الــدليل ــ ــاملوىل عــز وجــل إىل املكـشـوف عنـه ونـوع احلكـم املـشكوك ــــ أي احملتمـل ــــ سـواء

.كان حرمة أم وجوبا أم كراهة أم استحبابا أم إباحة :مثـال

احلكــم الظاهـــري بوجـــوب تــصـديق خـــرب الثقـــة والعمــل علــى طبقــه ، فخــرب ، فخــرب الثقــة يكــون )١(ي هلــا هــو احلجيــة الثقـــة هـــو األمـــارة ، واحلكــم الظاهـــر

إذا قلنا بأن الـدليل حنتاج إىل دليل قطعي دال على حجية الدليل الظين حىت ال يلزم الدور )١(

على حجيـة الدليل الظين هو دليل ظين آخر ، ومؤدى األمارة ظن ولكن الـشارع يتممـه وجيعل له احلجية فيقول خذ ذا الدليل الظين ، فاألمارة ال تعطينا حكما واقعيـا وإن أعطـاه

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 235: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٢٣٥ -

نا ، فيجــب أن نأخـــذ خبــرب الثقـــة ونعمـــل علــى طبقــه وإن كــان الثقــة ـجـــة عـليـــح .ينسى أحيانا أو خيطئ أو يسهو

:التوضيح الدليل الظـين فيـه نـوع مـن الكـشف بنـسبة أقـل مـن القطـع ، والكـشف معنـاه

% ٩٠ يكــشف لنــا عــن الواقــع بنــسبة االحتمــال ، فنحتمــل أن هــذا الــدليل الظــينوهــو الــذي يــؤدي إليــه االحتمـال " احملتمـل " مثـال ، وسـيأيت بعـد قـليل مصطـلح

ــي ــدليل القطع ــوع احلكــم املــشكوك ، وال ــه أو ن ــشوف عن ــال أو املك ــؤدى االحتم أو مـــه ــة % ١٠٠احتمال ــام والعل ــك ، واملــالك الت ــل مــن ذل ــين فأق ــدليل الظ ــا ال ، وأم

لتامة يف األمارات هي الكشف وقوة االحتمـال الـيت تنـشأ مـن األمـارة ألن األمـارة اتفيـد الظن غالبا إذا مل تكن توجـد قرينـة علـى خـالف هـذا الظـن ، وال نقـول إن الدليل الظـين يفيـد الظـن الفعلـي دائمـا ، بـل نقـول إن الـدليل الظـين يفيـد الظـن

كـثرية ، فهــو يــؤدي إىل الظــن النــوعي يعــين يف حــاالت" غالبــا " الفعلـي غالبــا ، و عنـد أغلـب النـاس وإن مل يـؤد إىل الظــن الشخـصي عنـد الفـرد ، فاألمـارة طريــق للوصـول إىل الواقــع وإن كـان خيطــئ أحيانــا ، فنأخـذ بالــدليل الظــين إذا أدى إىل الظــن النــوعي وإن مل يــؤد إىل الظــن الشخــصي ، فأحيانــا قــد ال حيــصل الظـــن

ود قرينــــة عــــلى اخلــــالف ، ولكـــن مــــع ذلـــك يتـرتــــب عليـــه احلكـــم الفعــــلي لوجــــ

ليل الشـارع احلجيـة بواسطـة الدليل القطـعي ، فنحن نقطع حبجيـة األمـارة ألن الـد القطـعي دل على حجيـة األمارة ، وال نقطـع مبؤدى األمـارة ألن مـؤدى األمــارة

.يعطي ظنا وال يعطي علما ويقينا يوجد كشف تام عن حجية األمارة ألن الدليل الظين إذا مل يكن حجـة بواسـطة : إذن

.احلكم الشرعي الدليل القطعي فال ميكن االعتماد عليه ، ولكن األمارة هلا كشف ناقص عن

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 236: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٢٣٦ -

الظــاهري ، فــال يكــون نظرنــا إىل كــل مــورد مــورد خبــصوصه حبيــث حيــصل فيــه الظن فعـال ، بل يكون نـظـرنا إىل املوارد بشـكل عــام حبيـث حيـصـل الظــن فعــال

.يف أغلبها ، ويطلق على ذلك الظن النوعي أو الكشف النوعي روايـــة الثقـــة أحيانـــا ال تفيـــد الظـــن ، مـــثال روايـــة ضـــعيفة عمـــل ـــا : مثـــال

األصحـاب ومل يعـرضوا عـنها ، ولكن أحـدهم رفـضـها ومل يعتمــد عليهـا ، فـإن عمـل األصــحاب بالروايــة الــضعيفة يــؤدي إىل الظــن النــوعي بــصدورها مــن املعــصوم عليــه

، فيـتم االعتمـاد علـى الروايـة مـع السالم وإن مل يؤد إىل الظن الشخـصي بالـصدور .أا مل تفد الظن الشخصي

ــه ــق علي ــق " األمــارة " والــدليل الظــين يطل ، واحلكــم الظــاهري لألمــارة يطل، مبعــىن أننــا " جعــل الــشارع احلجيــة لألمــارة : " ، فنقــول )١(" احلجيــة " عليــه

: هل احلكم الشرعي الظاهري الذي نستنبطه من األمارة هو احلجية ؟ ، اجلـواب : سؤال )١(

، ونعرف أن احلكـم الظـاهري " ويسمى احلكم الظاهري باحلجية : " يقول السيد الشهيد يكون نتيجة للحجية ، فاحلجية سبب للحكم الظاهري ال أن احلكم الظاهري هو احلجيـة ،

ن اإلطالق هنـا من باب إطالق السـبب على النتيجة ومن باب تسمية الشيء باسـم فيكوسـببه ، فنطلق على احلكم الظاهري يف باب األمارات احلجية تسمية للشيء باسم الـسبب ألن الشارع أعطى احلجية لألمارة ، واألمارة تنتج حكما شرعيا ، فاحلكم الشرعي نتج مـن

ية األمارة سببا للحكم الشرعي ، فنطلق على احلكم الـشرعي حجيـة األمارة ، فتكون حج اسم سببه وهو احلجية ، فيسمى احلكم الشرعي احلجية ، وهذا ممكن يف اللغة ، فتارة نـسمي الشيء باسـم السبب وتارة أخرى نسـمي الشيء باسم املـسبب والنتيجـة ، إن تعريـف

به ، مثال ما هو رضـا اهللا تعـاىل ؟ ، الشيء قـد يكون باسم سببه أو قـد يكون باسم مسب، ) ٢٠معاين األخبار للـصدوق ص " ( رضا اهللا هو ثوابه " توجد رواية تقول ذا املعىن إن

فيكون تسـمية للشيء باسم املسبب والنتيجة ألن ثواب اهللا نتيجة مترتبـة علـى رضـا اهللا ه ألن ثــواب اهللا مـسبب ومسبب عنـه ، وهـذا من باب تعريف الشيء باسـم مسبب

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 237: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٢٣٧ -

ن الــدليل الظـــين حجـــة ب أن نأخـــذ بــاحلكم الظاهـــري للدليـــل الظـــين ، فيكــوـجيــ .ألنـه ورد دليل قطعي من الشارع يسمح لنا االعتماد على هذا الدليل الظين

:احلكم الظاهري من األصل العملي : القسم الثاين ـــرية مــــن األصـــول العمليـــة ، واألصـــول والقـــسم الثــــاين هــــو األحكـــام الظاهـ

:العمليـة تنقسم إىل قسمني .ري حمرزة ـــ بكسر الراء ـــ أو غري تنـزيلية أصول عملية غأ ـــ

.أصول عملية حمرزة أو تنـزيلية ب ـــ

:أ ـــ األصول العملية غري احملرزة أو غري التنـزيلية :التعريف

احلكـم الظاهــري مــن األصــول العمليــة غــري احملـرزة هــو كــل حــكم ظــاهري ــذ فيــه بعــني االعتبــار نــوع احلكــم املــ شكوك أي احلكــم احملتمــل ، فننظــر إىل أخ

ومترتب على رضـاه عـز وجـل ، ونستطيع أيضا أن نسمي رضـا اهللا باسـم الـسبب

ألن طاعـة اهللا سبب لرضــا اهللا ، ونـستطيع أن " رضـا اهللا هـو طاعته " فنقـول إن تسـمية للـشـيء باســم املـسـبب ، أو " رضـا اهللا هـو ثـواب اهللا " نقـول إن تسمية للشيء باسم السبب ألن طاعة اهللا سبب لرضـاه " رضا اهللا هو طاعة اهللا " نقـول إن

عز وجل ، فيكون من بـاب تعريف الشيء باسم سببه ، وهنا يف مقامنـا نـسمي احلكـم الظاهري باحلجية تسمية للشيء باسم سببه ألن الشارع أعطى احلجية لألمـارة ، فـصارت

احلكم الظاهري ، فكانت احلجيـة سـببا للحكـم األمارة حجة ، فتولدت من هذه احلجية الظاهـري ، فنسمي احلكم الظاهـري باسم سـببه وهو احلجية ، فنطلـق علـى احلكـم الظاهري اسم احلجيـة ، والشارع يعطي احلجيـة للدليل الظين فنستنبط حكما ظاهريا مـن

تسمية الـشيء هـذا الدليل الظين ، فتكون احلجيـة سببا للحكم الظاهري ، فهو من باب .باسم سببه ، فنقول إن احلكم الظاهري هو احلجية مع أن احلجية سبب للحكم الظاهري

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 238: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٢٣٨ -

ـــام ـــار يف مق ــين بعــني االعتب ـــمل واملكــشـوف عـــنه ، ومل يؤخـــذ أي كــشـف مع احملتجـعلـه ، فال ننظـر إىل االحتمال والكاشفيــة ، ونطلـق عليهـا غـري احملـرزة ألـا ال

.تحرز احلكم الشرعي الواقعي :التوضيح

احملتمــل أي مــؤدى االحتمــال ومــا يعكــسه االحتمــال يف األمــارات ال ننظــر إىلواملكـشوف عنــه بــل ننظـر إىل االحتمــال ، مــثال يف خــرب الثقـة حنتمــل أنــه مطــابق للواقــع ، اخلـرب مــن جهـة أنــه حمتمـل ال ننظــر إليـه بــل ننظـر إىل االحتمــال ، إذا

حتمــال هـو أن هــذا البــاب مفتــوح فـإن اال % ٩٠قـال شـخص إين أحتمـل بنسـبة ، % ٩٠، واالحتمـال هــو الكــشف ، فيكــون اخلـرب كاشــفا عــن مــؤداه بنــسبة % ٩٠

واحملتمل هـو مؤدى االحـتمال ــــ وهنـا هــو كـون البــاب مفتــوحا ــــ ال ننظــر إليــه ، .ويف كل خرب ثقة ال ننظر إىل مؤداه وال نأخذ مؤداه بعني االعتبار

ألصـول العمليـة غـري احملـرزة ، امللحـوظ فيهـا كـون أصالة احلـل مـن ا : مثال احلـكم املشـكوك واهـول مـرددا بني احلرمـة واإلباحـة ، ومل يلحــظ فيهــا وجــود كشـف معين عن احلليـة ، فاملالك يف جعـل اإلباحة هـو دوران احلكـم بـني احلرمـة

ال توجـد عنـدنا إضـاءة واإلباحـة ، وال يوجـد عندنا كشـف عـن احلليـة الواقعيـة أي .وكاشفية عن الواقع

وأصالـــة الطهـــارة مــن األصــول العمليــة غــري احملــرزة أيــضا ، وامللحــوظ فيهــا كــون احلكــم املــشكوك واهــول مــرددا بــني الطهــارة والنجاســة ، ومل يلحــظ فيهــا ـــل الطهـــارة هــو كــون احلكــم ـــارة ، فــاملالك يف جع ــين عــن الطه وجـــود كــشـف معمــرددا بــني الطهــارة والنجاســة ، وال يوجــد عنــدنا كــشف عــن الطهــارة الواقعيــة ، فنبين على طهـارة املاء وحنن ال نعـلم واقـع هـذا املـاء ، قـد يكـون طـاهرا واقعـا ،

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 239: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٢٣٩ -

ــو كــان عنــدنا شــك بــني الطهــارة والنجاســة فأصــالة وقــد يكــون جنــسا واقعــا ، فلا شــككت بــه ـارة ، ولكــن ال تقـــول يل أن مــالـطـهـــارة تـقـــول لـــي ابـــن عـلـــى الطـهـــ

أنه طـاهر ، فـال يوجـد احتمـال بالطهـارة ألننـا إذا قلنـا % ٧٠يوجد فيه احتمال إنه يوجـد احتمـال فمعــىن ذلـك أنــه يوجـد كـشف ، فمـن ناحيـة عمليـة نـبين علـى طهـارته ولكن ال حنتمل أنـه طـاهر أو جنـس ، نعـم نـشك يف أنـه طـاهر ، والـشك

إثباتـا ونفيـا ، فـال يوجـد فيـه كـشف عـن الطهـارة ألن % ٥٠ عن نسبة هو عبارة حالــة الــشك تظــل موجــودة يف نفــسك وال تنتقــل إىل حالــة الظــن ، وأمــا يف الــدليل

أنــه طــاهر ، ويكــون % ٩٠الظــين فيوجــد كــشف حيــث نقــول إننــا حنتمــل بنــسبة وجــد عـنــدي حالــة الــشـك مـطـابـقـا للـواقـع بـهــذه الـنــسـبـة ، وأمــا يف الـمقــام فتـ

ألن % ٥٠فال يوجد عندي احتمـال بالكـشف وال أقـول إنـه مطــابق للواقـع بنـسبة هذه النسبة تعبر عن الشـك الذي يعين عـدم العلـم باملطابقـة أو بعـدم املطابقـة ، ونـسبة الـشك إىل الواقـع تكـون بنـسبة واحــدة ، فـال نـستطيع أن نقـول إنـه مطــابق

طــابق للواقــع ألنــه ال توجــد بيــدي إضــاءة تكــشف يل الواقــع ، ويف للواقــع أو غــري م، ويف % ١٠٠الدليـل القطعي توجـد عنـدي إضـاءة قويـة تكـشف يل الواقـع بنـسبة

الــدليل الظــين تكــون اإلضــاءة ضــعيفة أقــل مــن إضــاءة الــدليل القطعــي ، وأمــا يف الـشك تظـل األصول العملية فال توجد فيهـا إضـاءة وال كـشف عـن الواقـع ، فحالـة

مـوجــودة عـنــدنا ألننــا ال نـسـتطـيع أن نـــرى الواقــع عــن طريـق األصـول العمليــة ، فــال يوجــد شــيء ظــاهر أمــامي ، ويف حالــة الــشك ال أرى الواقــع كــأنين أعمــى يف ــإن ـــع ف ـــل بالواق ــع اجله ـــه طـاهـــر أو جنـــس ، وم ـــلم أن ـــع ، ال أع نظــري إىل الواق

ـــة الو ــق لرفــع املكلــف ســـيقع يف خمالف ـــاك طري ـــه ، وال يوجـــد هن ــسـبب جهل ـــع ب اقاجلهل بسـبب فـقد األدلـة أو إمجاهلا ، فيــأيت الـشـارع ويالحــظ املـالك األهــم يف

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 240: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٢٤٠ -

األحــكام ، هـل مــالك الطهـارة أو مــالك النجاسـة أهـم ؟ ، وجيعــل الوظيفـة علــى بعـض أسـاس احلكم األهم يف نظره وإن كـان ذلـك سـيؤدي إىل خمالفـة الواقـع يف

، " ابــن علــى الطهــارة ! أيهــا اجلاهــل بــالواقع : " األحكــام ، فيقـــول لنـــا الــشـارع م مــن املمكــن أن يكـــون جنــسـا واقـــعا وبــذلك تقـــع املخالفـــة للحكــم الــواقعي ، ـنعــ

ولكــن ال بــد أن تكــون هنــاك وظيفــة عمليــة يقــوم ــا املكلــف يف حالــة الــشك بــني ة الطهــارة علــى النجاســة ألن البنــاء ـوىل أمهيــالطهـــارة والنجاســـة ، فيالحـــظ املــ

ــارة ــا شــك بــني الطه ــه كلم ــف يف أن ــى املكل ــؤدي إىل صــعوبات عل ــى النجاســة ي علوالنجاســـة بــىن علــى النجاســـة ، فيــسـمح الــشـارع بالبنـــاء عـــلى الطهــارة للتــسهيل عـلى املكلفني ، فمصلحة التسهيل عليهم مقـدم علـى املفـسدة الـيت سـيقعون ـا ، ومــصلحة الطهــارة مقدمــة علــى مفــسدة النجاســة ، فالــشارع يالحــظ نــوع احلكــم املــشكوك وأمهيتــه ، ففــي جعــل احلكــم الظــاهري يهــتم املــوىل بأحــد نــوعي احلكــم املشـكوك أكثر من اهتمامـه بـالنوع اآلخـر ، وسـيأيت توضـيح أكثـر هلـذه املـسألة يف

.احللقة الثالثة إن شاء اهللا تعاىل يف أصالـــة الطهـــارة يكــون نظـــرنا إىل احملتمــل واملــشـكوك ، واملــشكوك :إذن

هو احلكم املردد بـني الطهـارة والنجاســة ، وهـذا املـشكوك يظـل معنـا ، وال يـزول دنــا احتمــال بتــرجيح أحــد الطـــرفني ، ـهــذا التــردد مــن أنفــسـنا ، وال يوجــد عن

ــرجح النج ـــال نــرجح الطهـــارة وال ن ـــارة لوحـــظ يف جعلــها ف اســـة ، فأصالـــة الطهــري ـالـــشـك يف الط ـــرنا يف األصـــول العمليـــة غـ ـــارة ، ويكـــون نظـ ـــدم الطهـ ـــارة وعـ هـ

.احملرزة إىل احملتمل وهو نوع احلكم املشكوك ال إىل االحتمال والكشف ــره بــني الطهــارة : بعبــارة أخــرى ــشكوك يف أم ــذا احلكــم امل ــل هــو ه احملتم

ة ، وأمـره مردد بني الطهارة والنجاســة ، وهـذه احلالـة موجـودة عنـدنا ، والنجاسـ

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 241: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٢٤١ -

واحملتمـل موجــود عنـدنا ال يــزول ، وال نــرجح طرفـا علــى طــرف ، بـل نتعامــل مــن ناحيـة عملية أنـه طاهر ، وال يوجد فيه كشف واحتمـال عـن واقـع هـذا الـشيء أنـه

لواقـع ألننـا ال نـرى الواقـع ال طاهـر واقعا أو جنس واقعـا ، فنحن عمي مـن جهـة ا رؤيـة كاملة وال رؤيـة ناقـصة وال احتمـال تـام وال احتمـال نـاقص وال كـشف تـام وال كــشـف ناقـــص ، فــالواقع جمهــول عـــندنا ، ونــبين علــى طهارتــه مــن ناحيــة عمليــة

.فقط ، ومن ناحية نظرية يظل الشك موجودا يف أنفسنا ال يزول ـــ فــإن نظرنــا يكــون إىل وهــذا خبــالف الــدليل الظــ ـــ أي األمــارة ــ ين املعتــرب ــ

أمهيـة االحتمال والكشـف ال إىل أمهيــة احملتمـل واملكـشوف عنـه ، فالـدليل الظـين فيه كشف ناقص عن الواقـع ، فحالـة الـشك تـزول مـن أنفـسنا ألننـا نـرجح طرفـا

ــا أحــد الطــرفني فــإن الطــرف اآلخــر ال نلتفــت إل ــى طــرف ، فــإذا رجحن يــه ، عل .فالطرف احملتمل واملشكوك ال ننظر إليه

:ب ـــ األصول العملية احملرزة أو التنـزيلية :التعريف

احلكم الظاهري من األصـول العمليـة احملرزة هـو كـل حكـم ظـاهري أخـذ فيـه بعني االعتبار نوع احلكم الواقعي املشكوك ـــ أي ننظـر إىل احملتمـل ــــ ، وأخـذ فيـه كشف ظين بعني االعتبار يف مقام جعله ــــ أي ننظـر إىل االحتمـال والكاشـفية ــــ ، ولكــن هــذا الكــشف ال يكــون مالكــا تامــا وعلــة تامــة للجعــل بــل يكــون جــزء علــة ، فعنـدنا هنـا جـزءا علـة ، واجلـزءان يــشكالن العلـة التامـة ، فنـوع احلكـم املــشكوك

خــرى ، فتتكــون العلـــة التامــة مـــن جـــزء علــة ، والكاشـــفية الناقــصة جــزء علـــة أ ، ويف األمـارة تكــون العلـة التامـة هــي ) الكــشـف+ نـوع احلكـم املـشكوك (اجلـزأين ــوع ـالكــشـف ف ـــط ، ويف األصـــول العمليــة غــري احملــرزة تكــون العلــة التامــة هــي ن ق

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 242: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٢٤٢ -

ألـا تـشبه األمـارات يف وجـود " احملـرزة " احلكم املـشكوك فقـط ، ونطلـق عليهـا ـــزيلية كــشـف ظـــين ــق عليهــا التن للواقـــع وإحـــراز للحكــم الــشـرعي الواقـــعي ، ونطل

.ألا تنـزل منـزلة األمارة يف إحراز الواقع والكشف عن احلكم الشرعي الواقعي :التوضيح

: إن املوىل يف مقام جعل األصل العملي احملرز يالحظ أمرين .، أي أمهية احملتمل نوع احلكم املشكوك وأمهيته :األمر األول

. كاشفية هذا األصل العملي عن الواقع ، أي أمهية االحتمال :األمر الثاين :مثال كــان مثـــال األصـــول العمليــة غــري احملــرزة قاعــدة الطهــارة أو قاعــدة احلــل ،

وأمـا مثـال األصـول العمليــة احملـرزة فهـو قاعـدة الفـراغ الـيت تقـول بـصحة العمـل ك املكلف يف صحة العمـل بعـد الفـراغ مـن العمـل ، فـإذا انتـهى شـخص مـن إذا ش

أنــت فرغـت مــن الـصالة فــابن : " الـصالة وشــك يف أنـــه ركـع فالــشـارع يقـول لـه .، فيبين على صحة الصالة بعد الفراغ منها " على صحة صالتك

الة الـيت فهنا يوجـد عـندي حمتمل وهـو نـوع العمــل املـشـكوك وهـو هـذه الـص ــة أو صــالة ــين صــليت صــالة تام ـــندي تـــردد وشـــك يف أن ـــا ، وع ـــراغ مـنه مت الف

ــن علــى صــحة الــصالة : " ناقــصـة ، وقاعـــدة الفــراغ تقــول والــشك هنــا ال " اب ،يـزول بـل يظــل موجــودا يف نفــسي وال يــزول التــردد مـن نفــسي ، والتـردد يظــل يف

غ منـه أنـه كامـل أو نـاقص ، ولكـن عنـدي هذا املشكوك وهو العمـل الـذي مت الفـرا ــا ومل أكــن غــافال ألن ــها وملتفت ــت منتب ـــاء الــصـالة كن ــين أثن ـــال أن كــشـف واحتماألصـل أن اإلنسان يكون ملتفتـا وال يكـون غـافال حينمـا يـؤدي أي عمـل سـواء كـان

أصـالة االلتفـات وعـدم " العمـل عباديـا أم غري عبادي ، ويطلـق علـى هـذا األصـل

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 243: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٢٤٣ -

: قلـت لــه : الـيت تـشري إليهــا الروايـة الـشريفة عــن بكـري بـن أعــني قـال " الغفلـة .)١( "هو حني يتوضأ أذكر منه حني يشك " : الرجل يشك بعدما يتوضأ ، قال

فيكون الكاشـف عـن الصحـة هـو غلبــة االنتبــاه وعــدم الغفلـة وعـدم النـسيان ــاء الــصالة كــان غــافال أو ان حــني أداء العمــل ، وأمــا إذا قطــع ب ـيف اإلنــس ــه أثن أن

ناسيا ــــ لوجـود مـشكلة كـان يفكـر أثنـاء الـصالة يف إجيـاد حـل هلـا ــــ فـال جتـري قاعـــدة الفــراغ ألنــه يــشترط يف تطبيقهــا عــدم العلــم بالغفلــة علــى األقــل أو العلــم بعدم الغفلـة ، فمع وجود االلتفات يوجد كـشف واحتمـال أنـه أتـى بـالركوع فتجـري

ــال أنــه أتــى قاعــدة ال ــع القطــع بالغفلــة وعــدم االلتفــات ال يوجــد احتم فــراغ ، وم .بالركوع فال جتري قاعدة الفراغ لعدم حتقق الشرط

ا أمـــران ، وكــل أمـــر يــشكل جــزء علــة ، وتكــون العلــة التامــة ـ وقـــد اجتمــع هنــ :جلعل احلجية يف قاعدة الفراغ مركبة من هذين اجلزئني ، واألمران مها

مــل مت الفــراغ ـوهــو احملتمــل وهــو كــون املـشـكـوك مرتبطــا بع : األمر األول منـــه ، ويف مثالنــا هــو الــصالة املفــروغ منــها والــيت يوجــد فيهــا شــك يف الركــوع ، ــك إىل خمالفــة الواقــع فــيحكم املــوىل بــصحة العمــل بعــد الفــراغ منــه وإن أدى ذل

الن ، وذلـك تـسـهيال عــلى املكلفــني ، ألمهيـة احلكم بالـصحـة علـى احلكـم بالبطــ فلو قال املوىل بوجـوب إعـادة الـصالة حـىت يف حالـة الـشك بعـد الفـراغ منـها فـإن ذلك سيسـبب صعوبـة على املكلفني ألنـه يف أحيــان كـثرية يـشك املكلـف يف اإلتيـان

.جبزء من الصالة بعد االنتهاء منها ة الفراغ عـن اإلتيـان بالعمـل صـحيحا ، وهو االحتمال وكاشفي : األمر الثاين

فيوجد عـندي احتمال أنين أتيت بالركوع يف هـذه الـصالة أي أتيـت بالـصالة تامـة

. من أبواب الوضوء ٤٢ الباب ٧ ح ٣٣١ ص ١ وسائل الشيعة ج )١(

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 244: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٢٤٤ -

مــن حيــث األجـــزاء والــشـرائط ألنــين كنــت ملتفتـــا ومل أكــن غافـــال أثنـــاء أداء .الصالة ألصالـة االنتبـاه وعدم الغفلـة وعدم النسيـان

:إذن تعترب من األصول العمليـة احملـرزة ، فهـي مـن األصـول العمليـة قاعدة الفراغ

ـــر الثــــاين وهـــو ـــود األمـ ــرزة لوجـ ـــل ، وهـــي حمـ ـــو احملتمـ ـــر األول وهـ ـــود األمـ لوجـــي ــة هـ ــال ، ولـــو كانـــت العلـــة التامـ ــل واحتمـ ــشـف ، فعنـــدنا حمتمـ ـــال والكـ االحتمـ

ـــ أي أننـــا نتعامـــل مـــع قاعــدة الفــراغ معام ـــ جلــرت االحتمـــال فقـــط ــ لــة األمــارة ــقاعـدة الفـراغ يف كل عمـل تشـك فيه حىت قبل الفراغ منـه وتـبين علـى أنـك أتيـت

.به حىت إذا كان الشك أثناء الصالة ــك أتيـــت ــة إذا شـــككت أنـ ـــة الثانيـ ـــوع يف الركعـ ـــزول إىل الركـ ـــل النـ مـــثال قبـ

فــراغ مــن بــاب بالــسـورة فإنــك تــبين عـــلى أنــك أتيــت ـــا إذا كانــت قاعـــدة ال األمــارات مــع أن املــسـألة الــشـرعية تقــول إنــك إذا شــككت بقــراءة الــسورة قبــل النـــزول إىل الركـــوع فإنــك تــأيت بالــسـورة مث تنـــزل إىل الركـــوع وال تــبين عـــلى قاعـــدة الفـــراغ ، ولــو فرضــنا بــأن قاعـــدة الفـــراغ أمـــارة فإنــك تــبين علــى صــحة

ــط بعــد الفــراغ مــن الع ــدنا العمــل ال فق ــاء العمــل ، وهلــذا ال يتعب ــل حــىت أثن مــل بـــة يف مجيــع احلــاالت بــل يف خــصوص العمــل الــشـارع بعـــدم النــسيـان وبعـــدم الغفلالذي مت الفراغ منه ، وال تـبين دائمـا علـى صـحة العمـل إذا نـسيت فيـه شـيئا ألن عــدم النــسيان جــزء علــة ، والقاعـــدة جتــري يف العمــل الــذي مت الفــراغ منــه مث

فيــه بعــد الفـراغ ألننـا ننظـر إىل احملتمـل أيـضا وهـو نـوع احلكـم املـشكوك شككتوهــو العمــل الــذي مت الفــراغ منــه ، فيكــون نــوع احلكــم املــشكوك وأنــه عمــل قــد مت

.الفراغ منه له دخل يف جعل احلجية

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 245: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٢٤٥ -

ـــل العمـــ ـــا يف األصـ ــال ـ وأمـ ــل دون االحتمـ ــد حمتمـ ـــه يوجـ ــرز فإنـ ــري احملـ لي غـ األصل العملي احملرز يوجد ضـوء ضـعيف جـدا ، ولكـن هـذا الـضوء والكشف ، ويف

الــضعيف ال يرفــع حالــة الــشك مــن نفــسي ، فهنــا ال أرجــح أحــد الطــرفني ولكــنين ــين أث ــزول مــن ـأدرك أن ـــا ومل أكــن غافـــال ، والــشك ال ي ـــاء الــصـالة كنــت ملتفت ن

ــذلك نفــسي ، والــضـوء الــضـعيف ال يــسـتطيع أن يزيــل حالــة الــشك مــن نفــ سي ، ليظـل عـملي ضمن الوظيفة العمليـة وال ينتقـل إىل األمـارة ، ففيـه نـوع مـن الكـشف عن الواقع ولكن هذا الكاشف لـيس هـو املـالك التـام والعلـة التامـة كمـا يف الـدليل القطعي والدليل الظين ، بل هناك دخل لنـوع احلكـم املـشكوك وهـو كـون املـشكوك

ــه ، ف ــراغ من ــي احملــرز يوجــد مرتبطــا بعمــل مت الف ــي األصــل العمل ــال ( ف + احتمفقــط ، ويف الــدليل ) حمتمــل ( ، ويف األصــل العملــي غــري احملــرز يوجــد ) حمتمـل

ـــد ــين يوجـ ـــال ( القطعـــي والـــدليل الظـ ــط ، ولكنـــه يف الـــدليل القطعـــي ) احتمـ فقـ، ويف الـدليل الظـين احتمـال بنـسبة تتـراوح بـني أكثـر مـن % ١٠٠احتمال بنسبة

% .١٠٠أقل من و% صفر :النتيجـة

ــان يوجــد يف ــإذا ك ــه املناســب ، ف ــه يف حمل ــستطيع أن جنعل ــا ن ــل يأتين أي دليفهـو دليـل قطعـي ، وإذا كـان يوجـد % ١٠٠بنـسبة ) احتمال أي كشف ( الدليـل

ـــل ــر مـــن صـــفر ) احتمـــال ( يف الدلي ــل ظــين % ١٠٠وأقــل مــن % أكث فهــو دليفقـط بـدون احتمـال وكـشف ) حمتمـل ( يوجد يف الـدليل معترب وأمارة ، وإذا كان

) احتمــال + حمتمــل ( فهـو أصـــل عملــي غــري حمــرز ، وإذا كـان يوجــد يف الــدليل فهو أصل عملي حمرز أو تنـزيلي ، وهـذا التقـسيم ـذه الكيفيـة وـذه الدقـة مـن

.إبداعات السيد الشهيد قدس سره

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 246: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٢٤٦ -

: ولنسأل هنا السؤال التايل ستصحاب من األمارات أو من األصول العملية ؟هل اال

:اجلواب ــسـيد اخلــوئي قــ ــه ـ ال ـــارات ألن في ـــول إن االسـتــصحاب مــن األم دس ســـره يق

كــشفا ناقــصا عــن الواقــع ، فيعامــل االستــصحاب معاملــة األمــارة ، واألصــوليون .اآلخرون يقولون بأنه من األصول العملية احملرزة

ليــة مترتبــة علــى القــولني ، فــإذا قلنــا بــأن االستــصحاب مــن وتوجــد مثــرة عمإن األمـــارة تقـــدم عـــلى األصــل العملــي يف حالــة التعــارض بينــهما وال ـاألمـــارات فــ

تصل النوبة إىل األصل العملي ، وأما إذا قلنا بـأن االستـصحاب أصـل عملـي فـإذا ا لتقـدمي أحـدمها أتى أصـل عـملي آخر فإنه يتعـارض معـه وال بـد أن جنـد مرجحـ

.عـلى األخـر : ونسأل هنا

هل بناء على تقسيم السيد الشهيد قدس سره يكون االستصحاب أمارة أو أصل عـملي ؟

:اجلواب ــاال وحمــتمال ، ــه احتم ــة احملــرزة ألن في إن االستــصحاب مــن األصــول العملي

اب يوجـد احتمـال وليس مـن األمــارات الـيت فيهـا احتمـال فقــط ، ففـي االسـتـصح ألن فيـه كـشـفا ناقــصا عـن الواقـع كمـا قــال الـسـيد اخلـوئي قـدس سـره ، ويوجــد ــذي كنــا علــى يقــني ســابق فيـــه حمتمــل وهــو نــوع احلكــم املــشكوك وهــو احلكــم ال

.بوجوده مث شككنا به : ولنقرأ اآلن بعض التعاريف

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 247: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٢٤٧ -

:احلكم الظاهري من األصول العملية غري احملرزة هو كل حكم ظاهري أخذ فيه بعـني االعتبـار نـوع احلكـم املـشكوك ــــ أي أخـذ

ـــ أي مل ـــ ، ومل يؤخـــذ أي كــشـف معــين بعــني االعتبـــار يف مقــام جعلــه ــ احملتمــل ــيؤخــذ االحـــتمال ــــ ، فـــال يوجــد فيـــه أي كاشــفية ، فيكــون مـالك األصــل العملــي

فقــط دون االحتمـال ، ويكـون املترتـب عليـه جمـرد غري احملرز هـو أمهيـة احملتمل .وظيفة عملية عند الشك يف احلكم الواقعي من دون أي كاشفية عن احلكم

:احلكم الظاهري من األصول العملية احملرزة أو التنـزيلية هو كل حكم ظاهري أخذ فيه بعـني االعتبـار نـوع احلكـم املـشكوك ــــ أي أخـذ

ـــــ ، وأخـــذ كــــشـف معـــين بعــني االعــــتبار يف مقــــام جـعلـــه ــــــ أي أخـــذ احملتـمـــل ـ ـــ ولكــن هـــذا الكــشـف عــن الواقـــع ال يكــون مالكــا تامـــا كمـــا كــان يف االحتـمـــال ــالدليــل القطعــي والـدليل الظــين ، فيكــون مـالك األصــل العملــي احملـرز هــو أمهيــة

األصــل العملــي غــري احملــرز هــو أمهيــة احملتمــل وأمهيــة االحتمــال ، ويكــون مــالك احملتمـــل دون االحتمـــال ، ويكـــون مـــالك الـــدليل القطعـــي والـــدليل الظـــين أمهيـــة

.االحتمال فقط دون احملتمل :مالحظـة ت األصـــول العمليــة بالتنـــزيلية ألن لــسان جعلــها هــو تنـــزيل املــشكوك ـيــ مس

ـــد ـــل قاعـ ـــع واملتيقــــن كمـــا يف جعـ ـــدة الفـــراغ ، ويف منــــزلة الواقـ ة التجـــاوز أو قاعـالروايـة عـن أيب عــبداهللا عــليه الـسالم حينمـا سـئل عـن رجـل هـوى إىل الـسجود

.)١( "بلى قد ركعت " : فلم يدر أركع أم مل يركع أجاب

: ، يقول احلر العـاملي ٣ من أبواب الركوع ح ١٣ باب ٩٣٦ ص ٤ وسائل الشيعة ج )١(إمنا أراد أستتم قائما من السجود إىل ركعـة أخـرى : )أي الطوسي قدس سره ( قال الشيخ

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 248: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٢٤٨ -

: قلـت أليب عبـداهللا عليـه الـسالم : والرواية هي عن الفضيل بن يـسار قـال ــتتم قائمــا فـــال ـــال عـــليه الــسالم . أدري ركعـــت أم ال أس ت " : ق ــ ـــد ركع ــى ق بل

."فامض يف صالتك فإمنا ذلك من الشيطان

ــشـك موجــود يف ــشـك مـــع أن ال ـــد ركـعـــت وال ـــتم بال ـــك ق أي ابــن عـــلى أننفسـه ، فقـد نزل الركوع املشـكوك منـزلة الواقـع ومنــزلة الركـوع املتـيقن وأنـه قـد

دا وتنـزيال ، فيتعبدنا الشارع بالبناء على الركوع وعدم االهتمام بالشك ركع تعب. وكذلك يف مقام جعل االستـصحاب كمـا يف الروايـة عـن اإلمـام الـصادق عليـه الـــسـالم يف حـالـــة الــشـك يف انـتـقـــاض الـوضـــوء بـعـــد اليـقـــني بـــه يقـــول عليــــه

.)١( "فإنه على يقني من وضوئه " : السـالم

الرجـــل ينــام وهــو علــى وضــوء ، : قلـــت لـــه : والروايـــة هــي عـــن زرارة قـــال قد تنـام العـني ! يا زرارة " : أتوجـب اخلفـقـة واخلفـقتـان عليـه الوضـوء ؟ فقـال

. "نـام القلـب واألذن ، فإذا نامـت العـني واألذن والقلـب وجـب الوضــوء ـوال ي ال ، حـىت يـستيقن أنـه " : على جنبه شيء ومل يعلم به ؟ قال فإن حرك : قلـت

قد نام ، حىت جييء من ذلك أمر بين وإال فإنـه علـى يقـني مـن وضـوئه ، وال ."تنقض اليقني أبدا بالشك ، وإمنا تنقضه بيقني آخر

أي ابن على بقـاء وضـوئك الـسابق وال ـتم بالـشك مـع أن الـشك موجـود يف ـــا ومــشـكوكا نفــسـه ، فيبــ ـــا سابق ـــاء الوضـــوء إذا كــان متـيـقن ـــف عـــلى بـق ـين املكل

.الحقـا ، فالشارع يتعبدنا بالبناء على الوضوء السابق وعدم االهتمام بالشك

أي احلـر ( أقـول . فيكون شـك يف الركوع وقد دخل يف حال أخرى فيمضي يف صالته .وميكن احلمل على كثري السهو بقرينة آخره ) : العاملي صاحب الوسائل

.١ من أبواب نواقض الوضوء ح ١ باب ١٧٤ ص ١ وسائل الشيعة ج )١(

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 249: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٢٤٩ -

قلنــا إنــه توجــد أحكــام واقعيــة حمفوظــة يف اللــوح احملفــوظ ، وحنــن أحيانــا ال نعلم ذا احلكم الواقعي فنعتمد على األمارات اليت هـي أدلـة ظنيـة جعـل الـشارع هلــا احلجيــة أو نعتمــد علــى األصــول العمليــة الــيت تبــين لنــا الوظيفــة العمليــة ، ــأيت يف ــا ، واحلكــم الظــاهري ي ــة تعطينــا حكمــا ظاهري واألمــارات واألصــول العملي

.طول احلكم الواقعي ومتأخر عنه رتبة .حكم واقعي ، وحكم ظاهري : يوجد عندنا نوعان من احلكم : إذن

:استحالة اجتماع األحكام الواقعية قلنــا ســابقا إنــه يــستحيل أن جيتمــع حكمــان واقعيــان متغــايران علــى موضــوع ــه واحــد ، فــال ميكــن أن يكــون الــشيء الواحــد واجبــا وحرامــا يف نفــس الوقــت ألن

لتكليفيــة الواقعيــة بــسبب التــضاد بــني مبادئهــا ، فــال يوجـــد تــضاد بــني األحكــام ا ميكـن اجتمـاع املــصلحة واملفـسدة يف شــيء واحـد ألن مبــادئ األحكـام ال ميكــن أن

ــ ــان ، ـجتتــ ــبغض ال جيتمعــ ــب والــ ــان ، واحلــ ــسـدة ال جتتمعــ ــصلحـة واملفــ مع ، فاملــادة فاألحكام الواقعية املتغايرة مـن املـستحيل أن جتتمـع يف شـيء واحـد ألـا متـض

متنافيــة ، وكــذلك مــن املــستحيل اجتمــاع حكمــني متمــاثلني علــى موضــوع واحــد كوجــوبني ألنــه حتــصيل للحاصــل ، وحتــصيل احلاصــل لغــو وقبــيح ، وإمنــا الوجــوب

.يشتد ويقوى

هــل ميكــن يف واقعــة واحـــدة اجتمـاع حكمـني أحــدمها واقعـي واآلخــر : ســؤال األحكام الواقعية ؟ظاهري أو أن اجتماعهما مستحيل أيضا كما يف

قد يقـال باسـتحالة اجتمـاع احلكـم الـواقعي واحلكـم الظـاهري يف واقعـة : اجلواب ــى موضــوع ــاع الــضدين عل ــا متغــايرين أو متمــاثلني الســتحالة اجتم واحــدة إذا كان

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 250: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٢٥٠ -

ــن ــالوجوبني ، ولكـ ــاثلني كـ ــاع املتمـ ــتحالة اجتمـ ــة ، أو اسـ ــالوجوب واحلرمـ ــد كـ واحــــه ميكــن اجتمــاع ــى موضــوع واحــد ، الــصحيـح أن حكــم واقعــي وحكــم ظــاهري عل

فيمكن اجتماع وجوب واقعي مع إباحـة ظاهريـة ألن احلكـم الـواقعي مل يـصل إلينـا ــم ـفـــ ــة تـــصل إىل احلكـ ــإن النوبـ ـــعي فـ ــاحلكم الواقـ ــم بـ ـــه ، وإذا مل نعلـ ــم بـ ال نعلـ

ــه رتبــة ، وعــدم العلــم ــأخر عن ـــه يقـــع يف طــول احلكــم الــواقعي ومت الظــاهري ألنلواقعي مأخوذ يف موضوع احلكـم الظـاهري ، فتـصل النوبـة إىل األمـارة ، باحلكم ا

وإذا ال توجد أمارة ننتقل إىل األصول العملية ، وكالمهـا يعطينـا حكمـا ظاهريـا ، فيوجـــد ـــــ مثـــال ـــــ وجـــوب واقـــعي يف اللـــوح احملفــوظ اهــول لنــا ، ويوجــد يف

ـــن امل ــام الظاهريـــة إباحـــة ظاهريـــة ، وم مكــن أن جيتمــع حكمــان أحــدمها األحكواقعي واآلخر ظاهري ألما مـن سـنخني وطبيعـتني ونـوعني خمـتلفني ، وال يقعـان يف عــرض واحــد ليقــع التعــارض بينــهما لعــدم اجتمــاع الــضدين وال اجتمــاع املــثلني ألمـــا يف مـــرتبتني خمتلفـــتني ومـــن حيثيـــتني متغـــايرتني ، وإذا كانـــا يف مـــرتبتني

ــا يف خمتلفــتني فــال يقــع ــارض بينــهما ألن االســتحالة تقــع بــني شــيئني إذا كان التع .مرتبة واحدة وعرض واحد ومن جهة واحدة وحيثية واحدة

ميكـن توضـيح عـدم التعـارض بـني احلكمـني مـن خـالل مثـال أكـل : ١ مثـال إنــــه حــــرام بـــالعنوان األويل ولكنـــه حـــالل بـــالعنوان الثـــانوي يف حالـــة ـامليتــــة ف

، فـاجتمع حكمـان احلرمـة واحلليــة ، ولكـن اجتمـاع احلكمـني هنـا لــيس االضـطرار مـستحيال ألمـا مــن نـوعني خمـتلفني ، وقــس ذلـك علـى احلكــم الـواقعي واحلكــم

.الظاهري ألما من نوعني خمتلفني

ــال ــوح :٢ مثـ ــا أي يف اللـ ــا واقعـ ــة اهلـــالل واجبـ ــد رؤيـ ـــاء عنـ ــان الدعـ إذا كـبـه ، فتـصل النوبـة إىل األمـارات ، ولنفـرض أن األمـارة احملفـوظ ، وحنن ال نعلم

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 251: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٢٥١ -

ــة األمــارة ، ــة اهلــالل ، وحكــم الــشارع حبجي ــدعاء عنــد رؤي ــى إباحــة ال قامــت علفيكون الدعـاء عند رؤيـة اهلالل مباحا عند مـن يـشك يف وجوبـه ألنـه عنـد الـشك

ع يف الوجــوب جتــري أصــالة الــرباءة ، واإلباحــة حكــم ظــاهري نعلمــه ، فهنــا جيتمــ حكمــان تكليفيــان علــى واقعــة واحـــدة ، أحــدمها واقعــي وهــو الوجــوب ، واآلخـــر

.ظاهري وهو اإلباحة

وهذا القول للسيد الشهيد قـدس سـره علـى مـستوى احللقـة الثانيـة ، وأمـا يف احللقة الثالثــة فـسـيأيت الـسيد الـشهيد قـدس سـره ويقـول إن كومـا مـن سـنخني

تماعهمـا ، والــرأي الــذي يـأيت يف احللقــة الثالثــة مــن خمـتلفني ال يكفــي إلمكــان اج إبــداعات الــسيد الــشهيد قــدس ســره ، ويقــول هنــاك إنــه ال تعــارض بــني مالكــات األحكــام الظاهريـــة ومـــالكات األحكــام الواقـعيـــة ألن مـــالكات األحكــام الظاهريــة

ــا ــت املالك ــإذا كان ـــة ال مالكــات أخـــرى ، ف ــام الواقعي ــس مالكــات األحك ت هــي نفواحدة فال يقع التعــارض بـني احلكـم الواقــعي واحلكـم الظاهــري ، وهكــذا ميكـن التوفيـق بـني احلكـم الظـاهري واحلكـم الـواقعي ، وسـيأيت تفـصيل ذلـك يف احللقـة

.الثالثة إن شاء اهللا تعاىل

ــث موضــو ـــ مــن حي ــى حنــو القــضية إن احلكــم الــشرعي ــ ـــ قــد يجعــل عل عه ــ ، ويف الواقــع هــذا التقــسيم يكـــون )١(احلقيقيــة أو علــى حنــو القــضية اخلارجيـــة

احلكم الشرعي تارة جيعل على حنو القضية اخلارجية ، وأخـرى : " الشهيد قدس سره قال )١(

" .جيعل على حنو القضية احلقيقية ما هو اهلدف من البحث عن القضية احلقيقية والقضية اخلارجية ؟: فيأيت السؤال التايل

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 252: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٢٥٢ -

ــي ـــ واحــد يف القــضيتني ، فف ـــ وهــو احلكــم ــ ــول ــ ــول ألن احملم للموضــوع ال للمحمــضيـة ــو القـ ــى حنـ ـــة أو علـ ــضيـة احلقيقيـ ـــو القـ ـــلى حنـ ــل عـ ـــوع يجعـ ـــع املوضـ الواقـ

: ، وهنا يأيت السؤال التايل اخلارجيـة

ما هي القضية احلقيقية والقضية اخلارجية ؟

:اجلواب

:القضيـة احلقيقيـة

القـضية احلقيقيـة هــي القـضية الــيت يكـون احلكــم فيهـا منــصبا علـى موضــوع مقــدر الوجــود ومفتــرض الوجــود ، فيكــون احلكــم منــصبا علــى العنــوان ال علــى

ــاج قائــل القــضية إىل إحــراز وجــود املوضــوع فعــال يف اخلــارج املــصاديق ، وال حي تــه ــه ، بــل يكفــي أن يقــدر املوضــوع ويفتــرض وجــوده وإن كــان ل ليجعــل احلكــم علي

.مصاديق يف اخلارج فعال ، ولكنه ال ينظر إىل وجودهم وال إىل عدم وجودهم

الشرعي قد جعـل إن اهلدف من البحث هو أنه إذا وردت رواية وكان احلكم : اجلواب فيها على حنو القضية اخلارجية فال ميكن استنباط حكم شرعي اآلن على أساسها ، وأمـا إذا جعل على حنو القضية احلقيقية فيمكن استنباط حكم شرعي اآلن علـى أساسـها ألن كـل مصداق للمفهوم تطبق عليها القاعدة ، وأما يف القضية اخلارجية فاملصاديق معينـة وال ميكـن

.تعديتها إىل غريها من املصاديق التمر والزبيـب والقمـح : إذا قـال املوىل حبرمـة االحتكار يف املواد األربعة : مثـال

والشعري ، فلـو كانت الرواية على حنو القضية احلقيقية فنستنبط حكم حرمة احتكـار هـذه خلارجية فال ميكـن اسـتنباط املواد يف وقتنـا احلايل ، وأمـا إذا جعلت على حنـو القضية ا

حكم حرمة احتكار هذه املواد يف زماننا ألن نظر املوىل كان إىل املصاديق يف ذلك الزمـان ، وقد قام بتحديد املصاديق إما بزمان معين أو مبكان معين وال ميكن التعدي إىل زمان آخـر أو

.كان مكان آخر ، فرواية االحتكار تكون خاصة بذلك الزمان أو بذلك امل

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 253: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٢٥٣ -

ـــال تنحــل إىل قــضايا ، فهــذه القــضية" أكــرم العــالم : " يقـــول املــوىل : مثبعدد األفـراد ، وكـل قـضية يكـون موضـوعها أحـد أفـراد العلمـاء وحمموهلـا وجـوب إكرامــه ، فــإذا كــان يوجــد اآلن مخــسة علمــاء فيجــب إكــرامهم ، وبعــد ســنة مــثال يوجـــد ســتة علمــاء فيجــب إكــرامهم أيــضا ، وبعــد مائــة ســنة يوجــد ســبعة علمــاء

.فيجب إكرامهم أيضا

قيقيـة معناهـا أن املــوىل ال ينظـر إىل الوجـود اخلـارجي واملوضــوع فالقـضية احل اخلــارجي ، فــال ينظــر إىل العلمــاء يف اخلــارج ، وإمنــا يعطــي حكمــا كليــا وقاعــدة عامــة حبيــث يــشمل كــل عــامل بــدون حتديــد وتعــيني ، وميكــن حتويــل القــضية إىل

احلكـم الكلـي ، ويـشمل هـذا " كل عـامل جيـب إكرامـه : " قضية محلية كلية وهي كــل مــصاديق العــالم ، ويــستطيع املكلــف بنفــسه أن يقــوم بتحديــد املــصاديق ألن تشخيص املوضـوع يف القـضية احلقيقيـة يكـون بيـد املكلـف ، فكـل مـن ينطبـق عليـه املفهـوم الكلـي فهـو مـصداق لـه فيـشمله احلكـم ، وميكـن حتويـل القـضية احلقيقيـة

ــل إىل قــضية شــرطية وهــي ــ: " بالتحلي ــامل فإنــه جيــب إكرامــه كلم ، " ا وجــد ع .وحممد عامل ، إذن جيب إكرامه

:القضيـة اخلارجيـة وأمــا يف القــضية اخلارجيــة فــإن نظــر املــوىل يكــون إىل اخلــارج ويكــون احلكــم

يف الزمـان )١(منـصبا علـى املوضـوع اخلـارجي الـذي يكـون متحققـا وموجـودا فعـال

تدل على وجود األفراد يف اخلارج يف الزمان احلاضـر أي " فعال " هـذه الكلمـة وهي )١(اآلن ويف وقت الكالم ، ولكن الصحيح أنه يف القضية اخلارجية يقوم املوىل بنفـسه بتحديـد األفـراد وتشخيص مواصفام وال يترك ذلك للمكلف ، ولكن هذا ال يعين أم موجـودون

زمان التكلم ألن املوىل يعينهم ولكنهم قد يكونون موجودين يف املستقبل ويـأتون يف اآلن يف

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 254: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٢٥٤ -

كون الزمـان أحـد األزمنـة الثالثـة مـن املاضـي أو احلاضـر ذي يلحظه املوىل ، وي ـالأو املـستقبل ، ويكـون املوضـوع مشخـصا عنــد املـوىل حـني النطـق بالقـضية ، وقائــل القــضية ال بــد أوال مــن أن يحــرز أن املوضــوع مــشخص ليــستطيع أن جيعــل احلكــم

، ويكـون املوضـوع عـليه ، فيكون احلكم منـصبا علـى املـصاديق املعيـنني احملـدودين حمــدد الوجــود ومتحقــق الوجــود يف اخلــارج يف قبــال القــضية احلقيقيــة الــيت يكــون املوضـــوع فيهـــا مقـــدر الوجـــود ، ففــي القــضيـة اخلارجيـــة يوجــد حتقــق وحتديــد

.وتعيني للموضوع ، ويف القضية احلقيقية يوجد افتراض لوجود املوضوع

:مثـال

ـــول املــوىل ـــليا وحــسنا وحــسينا و " : يق ـــدا وع ، فنظــره . . . " أكــرم حممق اخلارجيــــة وال يعطـــي مفهومـــا كليـــا ، بـــل حيـــدد بنفـــسه ـيكـــون إىل املـــصـادي

ــد مــن املكلــف إكــرامهم ويــشخص خــصوصيام بنفــسه مث ــذين يري األشــخاص ال .جيعل احلكم عليهم

فإنـه يقـوم بنفـسه بتحديـد املـصاديق "أكـرم العـامل : " وحىت لـو قال املوىل وال يتـرك ذلــك إىل املكلـف ، وتنحــل القـضية إىل قــضايا بعـدد األفــراد ، فلـو كــان

ال تعين أن األفراد موجودون يف زمن الكالم بل تعـين أـم " فعال " املستقبل ، إذن فكلمة أكـرم : " مشخصون من قبـل املوىل وإن كانـوا سـيأتون يف املستقبل ، قد يقول املـوىل

مـد الذي سيأيت يف املستقبل عـامل ، إذن جيب إكرامه ، مثال قـول الرسـول ، وحم " العامل ، ويف زمـان " األئمة من بعدي اثنا عشر خليفة كلهم من قـريش : " صلى اهللا عليه وآلـه

رسول اهللا صلى اهللا عليه وآله كان املوجودون ثالثة ، والباقي سيأتون يف املـستقبل ، فهـم تيب ، فقال صلى اهللا عليه وآله بوجود أئمة للدين معينني مـن اهللا عـز معينون بأمسائهم بالتر

.وجل وإن كانوا سيأتون يف املستقبل

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 255: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٢٥٥ -

عــدد العلمــاء أربعــة فــإن القــضية تنحــل إىل أربــع قــضايا ، وكــل قــضية موضــوعها ــذا ــون القــضايا هك ــة وحمموهلــا وجــوب اإلكــرام ، فتك : واحــد مــن العلمــاء األربع

ــامل جيــب إكرامــه ، وحــسن العــامل جيــب حممــد العــامل جيــ ب إكرامــه ، وعلــي العإكرامـه ، وحــسني العــامل جيــب إكرامــه ، وبعبــارة أخــرى يــشري املــوىل إىل األفــراد

، واسـم اإلشـارة )١(" أكـرم هـؤالء العلمـاء : " املوجودين فعال من العلماء فيقـول

، فهل هذه القضية علـى حنـو القـضية " أكرم حممدا ألنه عامل : " لو قال املوىل :سؤال )١( أن احلكـم احلقيقيـة أو على حنو القضيـة اخلارجية ؟ وهل احلكم يسري إىل غري حممـد أو

يقف على حممد ؟ من حتديـد املصداق نعرف أن احلكم يشمل حممدا ، ولكن هل احلكـم خمـتص :اجلـواب

فنعرف مـالك وعلـة –" ألنه عامل " –مبحمد أو أنه شامل لغريه ؟ ، وأما من بيان التعليل احلكم ، ومن علـة احلكم نسـتطيع أن نعدي احلـكم إىل كل مــن يـصدق عليــه

مثل علي وحسن وغريمها سواء كانوا موجودين اآلن أم أم سـيوجدون يف " عامل " مـة كلاملسـتقبل ، فمن املالك نعرف أن الشارع يريد إكرام كل عامل ، واملوضوع املـستنتج مـن املالك يكون على حنـو القضية احلقيقية ، ومن مالك احلكم نعرف أن احلكم شامل ملن يـأيت

.ستقبل من العلماء يف امل، فهـل يـستطيع " ال تأكل الليمون ألنه حامض : " مثال عندما يقول الطبيب للمريض

املريض أن يأكل الربتقال احلامض ؟ال ، ال يستطيع ألن الربتقال حامض أيضا فيشمله احلكم ألنه داخـل يف مـالك : اجلواب

ال : " صاديق احلامض كأنـه يقـول وعلـة احلكم اليت بينها الطبيب ، فالطبيب يقصد كل م ، ولكنـه ذكر مصداقا واحدا للحامض ، ويكون الليمـون مـن بــاب " تأكل احلامض

املثـال ، فهنـا نعمم احلكم ألنه يوجد لدينا مالك احلكم وهـو كون الـشيء حامـضا أو احلكـم إىل كون الشخص عاملا ، فنستطيع من خالل املالك إذا حـدده املـوىل أن نعـدي

املصاديق الداخلـة حتت املالك ، واملالك ال نأيت به من آرائنـا الشخـصيـة واسـتنتاجاتنا اخلاصـة ، بل ال بـد أن حيدده املـوىل حىت ميكن تعدية احلكم ، فال بد أن يكـون مـالك

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 256: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٢٥٦ -

ــ ــون ـيـ ــد أن يكـ ــه ال بـ ــشار إليـ ـــال ألن املـ ـــودهم فعـ ــى وجـ ــا دل علـ ــسوسا ومعينـ حمـ .ومشخصا وحمددا

ما هو الفارق النظري والفارق العملي بني القـضية احلقيقيـة والقـضية : سؤال اخلارجية ؟

وعلـة احلكم منصوصة من الشارع ، وإذا مل تكن منصوصة من الشارع فال ميكـن تعديـة

، " أكـرم حممـدا : " لى أساس املالك املستنتج من الرأي الشخصي ، فلو قال املوىل احلكم ع وسكت ومل يذكر مالك احلكم ، وقمت بالبحث ملعرفـة السبب فتوصلت إىل أن حممــدا عامل ، فال ميكن استنتـاج أن املوىل أمر بإكرامه لكونـه عاملا ، فهـذا رأي شخصي ألنـه

املالك بل أمر بإكرامه ملالك آخر ال نعرفه ، فلو قلنـا بأننـا بـاملالك قـد ال يكون هذا هو املستنتج نقوم بتعديـة احلكم لكنا نستنبط األحكام كما يفعل أهل السنة علـى مدرسـة أيب حنيفـة الذي كان يستخرج ويسـتنتج مـالك احلكم من املـسائل الـشرعيـة مث يقـوم

يـاس ال يوجد عندنا إال إذا حدد الـشارع مـالك بالقياس على أسـاس هـذا املالك ، فالق .احلكم ، فنستطيع أن نعدي احلكم إىل املصاديق األخرى

ويف رواياتنـا إذا مل حيدد الشـارع مـالك احلكم فإننا نبقى علـى الفـرد املـذكور يف نا نقـول حبرمـة ، وسكت ومل يبين املالك فإن " اخلمر حرام : " الروايـة ، فإذا قـال املوىل

اخلمر فقط وال يسري احلكم إىل أشياء أخرى كاملخدرات بل حنتاج إىل دليل آخـر لنقـول " ألنـه مـسكر : " حبرمـة املخدرات كقاعدة الضرر مثال ، وأما إذا أضاف الشارع وقال

فيكون قد ذكر علة احلكم ومالكه ، فهنا يسري احلكم إىل كل مصاديق املسكر ألن املـوىل ، وهذه القاعدة تنطبق علـى " كل مسكر حرام " قاعـدة عامة وحكم كلي وهـو أعطانا

اخلمر وتنطبق على املخدرات ، فاملخدرات يسري حكم احلرمة إليها ألا مـسكر ، وميكـن :جعله ضمن قياس منطقي من الشكل األول

.املخدر مسكر : املقدمة الصغرى .وكل مسكر حرام : املقدمة الكربى

.املخدر حرام : النتيجة

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 257: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٢٥٧ -

ما هي الثمرة النظرية والثمرة العملية املترتبـة علـى هـذا : وبعبارة أخرى رة التقسيم إىل قضية حقيقية وقضية خارجية ألنه ال بد للقسمة من وجـود مثـ

وفائدة ـــ كما يقول املناطقة ـــ ؟ :اجلواب

:أ ـــ القضية احلقيقية إذا جعـل احلكـم علـى حنـو القـضية احلقيقيـة فـإن احلكـم يكـون منـصبا علـى املوضــوع املقــدر واملفتــرض الوجــود ، وميكــن تعمــيم احلكــم إىل كــل مــصداق هلــذا

ــو كــان املــصداق غــري موجــود يف ـاملوضــ ــون وع حــىت ل زمــن النطــق بالقــضية ، فيكاحلكـم شــامال لألفــراد املوجــودين بعــد زمـان اخلطــاب ، وكلمــا حتقــق املوضــوع يف فرد فإن احلكم ينصب عليـه ألنـه كلمـا حتقـق املوضـوع حتقـق احلكـم ألن املوضـوع ــب ــاء يف املثـــال الـــسابق فإنـــه جيـ ــا ازداد عـــدد العلمـ مبثابـــة العلـــة للحكـــم ، وكلمـ

ــرد إكــرامهم مجيعــ ــرض ، وأي ف ــامل املفت ــة هــو الع ا ألن موضــوع القــضية احلقيقيد مـن العــامل حيقـق االفتــراض ، فـال يكـون هنـاك حتديـد لعـدد األفـراد بـل ـجـدي

ــث يكــون مــصداقا هلــذا املفهــوم الكلــي فإنــه جيــب كلمــا يــأيت شــخص جديــد حبيــذي إكرامــه ، ويكــون حتديــد املــصاديق يف القــضية احلقيقيــة بيــد املكلــف ، فهــ و ال

ــه ، أو أن ذاك ــق احلكــم علي ــي فيطب ــرد مــصداق للمفهــوم الكل ــذا الف ــرز أن ه حي .الفرد ليس مصداقا للمفهوم الكلي فال يطبق احلكم عليه

:ب ـــ القضية اخلارجية ــة فنظــر املــوىل يكــون إىل ــى حنــو القــضية اخلارجي ــل احلكــم عل وأمــا إذا جع

كــن تعمــيم احلكــم إىل أشـــخاص آخــرين أو أشــياء املوضـــوع اخلـــارجي ، فـــال مي أخـرى ، فـإذا أتـى أشــخاص آخـرون يف املـستقبل فــإن احلكـم ال يـشملهم ألن نظــر

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 258: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٢٥٨ -

املوىل يكون إىل األشـخاص املوجـودين يف الزمـان الـذي يلحظـه وهـم حممـد وعلـي وحسن وحسني فقط ، فـال يعطـي املـوىل مفهومـا ، أو يعطـي مفهومـا ولكنـه يتـوىل

ــسـه حتــ ــف مــن خــالل بنف ــد املكل ــصاديق بي ــد امل ــل حتدي ــصـاديق ، وال جيع ـديد املتطبيق املفهوم الكلي علـى مـصاديقه ، لـذلك ال ميكـن التعـدي مـن أفـراد املوضـوع إىل غـريهم مـن األفــراد ، فلــو وجــد عــامل جــديد فإنــه ال جيـب إكرامـه ألنـه مل

املوضــوع ألن املــوىل أحــصى يقـــع حتــت نظـــر املــوىل ، وهـــو لــيس فــردا مــن أفــراد ــو ازداد ـــميم احلكــم ل ـــرض تع ــإكرامهم ، وال يوجـــد مـــا يفت ـــا وأمـــر ب عـــددا معـين

.العـدد

ففي القضيـة اخلارجيــة يقــوم املـوىل بنفـسـه بتحديـد عـدد األفـراد ويـشخص بنفسـه خصوصيات املوضوع وال يتـرك تـشخيص املوضـوع بيـد املكلـف ، فـال يـدخل

جديــد يف املوضــوع ، وال نــستطيع أن نعــدي احلكــم إىل أشــخاص آخـــرين ألن فــرد أكــرم فالنــا وفالنــا : " نظـــر املــوىل يكــون إىل أشـــخاص حمــددين ، واملــوىل قــال

.)١(، فال يسري احلكم إىل العلماء اجلدد " وفالنا

احلكم الشرعي تارة جيعل على حنو القضية اخلارجية ، وأخـرى : " قال الشهيد قدس سره )١( " .جيعل على حنو القضية احلقيقية

هل الشارع جعل أكثر وأغلب األحكام الشرعية على حنـو القـضية : فيأيت السؤال التايل احلقيقية أو على حنو القضية اخلارجية ؟

هل األصل يف األحكام الشرعية أن تكون على حنو القـضية احلقيقيـة أو : وبعبارة أخرى على حنو القضية اخلارجية ؟

األصل يف األحكام الشرعية أن تكون على حنو القضية احلقيقيـة إال إذا وجـدت :اجلـواب إىل قرينـة على خالف ذلك ألن املوىل عز وجل يبين األحكام الكليـة وال يكـون نظـره

املصاديق اخلارجيـة ، وكلمـا وجـد مصداق خارجي فإن احلكم الكلي ينطبـق عليـه ،

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 259: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٢٥٩ -

ما سـبق كـان متهيـدا لبحـوث علـم األصـول ولـيس داخـال يف البحـوث ، ويبـدأ السيد الـشـهيـد قـدس سـره بـبحوث عـلـم األصــول ، والـمقــدمات الــسـابقـة نطـلــق

" .مقدمة العلم " أو " مبادئ العلم " عـليـها سـره يف كتابـه مـا هـو املنـهج الـذي يـسري عليـه الـسيد الـشهيد قـدس : سـؤال

احللقات ؟ :اجلواب

يوجـد منــهج خـاص للــسيد الـشهيد قــدس سـره ، والكتــب األصـولية األخــرى ال تسـري على نفس منهج السيد الـشهيد قـدس سـره ، فـإن األصـوليني يبـدؤون ببيـان املبــادئ التــصورية لعلــم األصــول مــن التعريــف واملوضــوع والفائــدة ، مث يــدخلون يف فاملوىل ال ينظـر إىل األفـراد اخلارجيني ، وإمنـا يعطي القواعــد واألحكـام الكليـة ، والتطبيق على املصـاديق يكون بيد املكلف ومن واجباته ، إذن فاألحكام يف األغلب تكـون

احلقيقية ، والشارع يالحظ االمتداد الزماين واملكـاين والـشمولية الزمانيـة على حنو القضية .واملكانية لألحكام ، وهذا يتناسب مع األحكام على حنو القضية احلقيقية

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 260: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٢٦٠ -

ــاظ ك ــث األلفـ ــالق مباحـ ــصيص واإلطـ ــوم والتخـ ــاهيم والعمـ ــر واملفـ ــشتق واألوامـ املـوالتقييـد ، مث يدخلـون يف مباحــث القطــع كحجيــة القطــع والتــجري ، مث يدخلــون يف مباحـــث الظنـــون كحجيـــة الظـــواهر وخـــرب الواحـــد وســـرية املتـــشرعة والـــسرية

لعمليــة مــن العقالئيـة واإلمجــاع املنقــول ، مث يــدخلون يف مباحـث الــشك واألصــول ا ــة يف ــارض األدلـ ــدخلون يف تعـ ــيري ، مث يـ ــصحاب والتخـ ــتغال واالستـ ــرباءة واالشـ الـــار ــن اعتبـ ــاء مـ ــول جـ ــم األصـ ـــهج لعلـ ـــذا املنـ ـــيح ، وهـ ـــادل والتراجـ ـــث التعـ مباحـ

.األصوليني هلذا العلم علما مستقال كباقي العلوم م األصـول ولكن السـيد الشهيد قدس سره عـدل عـن تلـك املنهجيـة واعتـرب علـ

ـــد أن تــسـري كمــا تــسري حركــة ـــة األصـــويل ال ب ــإن حرك ــذلك ف ـــه ، ل منطقـــا للفقالفقيـــه يف استنبـــاطه لألحكــام الــشرعيـة ، فهنـــاك توافــق بــني كيفيــة اســتنباط احلكم الشرعي والبحوث األصولية ، لذلك أتـى الـسيد الـشهيد باملنهجيـة اجلديـدة

ــب األصــولية األخــر ــد لعلــم األصــول ، الكت ــدما يري ى فيهــا مواضــيع متفرقــة ، وعنالفقيـه أن يستنبـط حكما معينا قد يبـدأ بتطبيـق قاعـدة أصـولية مـن آخـر الكتـاب أو من منتصف الكتاب ، ولكن حركـة الـسيد الـشهيد يف علـم األصـول تتناسـب مـع حركـــة الفقيـــه يف استنبـــاط األحكــام الــشرعيـة ، فالــسيد الــشهيد ينــوع البحــث يف

ألصـــول علـــى أســـاس حركـــة الفقيـــه ، فكمـــا يتحـــرك الفقيـــه يف اســـتنباطه علـــم ا .لألحكام الشرعية يتحرك األصويل يف مباحثه األصولية

:والبحوث األصولية تكون كما يلي :البحث األول

إن أول مــا يبحــث عنــه الفقيــه يف اســتنباطه لألحكــام الــشرعية مــن مــصادر ــى ــي عل ـــل القطع ـــو الدلي ــشـريع ه ــي الت ــدليل القطع ــان ال ــشرعي ســواء ك احلكــم ال

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 261: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٢٦١ -

شـرعيا أم عقليا ، والدليل القطعي يكـشف عـن نـوع احلكـم الـشرعي كـشفا تامـا ، فيصري عنـد املكلـف قطـع بـاحلكم الـشرعي ، وحيـدد املوقـف العملـي للمكلـف علـى

.أساس الدليل القطعي

صــول هــو مــثال يقطــع املكلــف بوجــوب الــصالة ، فيكــون أول حبــث يف علــم األ ، )١( : الدليل القطعي كقوله تعاىل

وهذه اآلية الكرمية قطعية الصدور من الـشارع وقطعيـة الداللـة ألـا نـص صـريح .دال على احلكم الشرعي وهو حرمة أكل حلم اخلنـزير

:البحث الثاين مل جيد الفقيـه دلـيال قطعيـا فإنـه ينتقـل إىل البحـث عـن الـدليل الظـين وإذا

املعترب الذي جعـل الشارع لـه احلجيـة سـواء كـان الـدليل الظـين املعتـرب شـرعيا أم عقليـــا ، والدليـــل الظـــين يكــشـف عـــن نـــوع احلكـــم الــشـرعي قطعــا ناقــصا كخــرب

دليل الظـين املعتبـر ، وأكثـر الثقة ، وحيدد املوقـف العملـي للمكلـف علـى أسـاس الـ الروايــات الــواردة عــن أهــل البيــت علــيهم الــسالم روايــات عــدول وثقــات ، وتوجــد ــين ــدليل الظ ــم األصــول هــو ال ــاين حبــث يف عل ــون ث ــة ، فيك ــواترة قليل ـــات مت روايـــة عـــن طـــريق دليـــل ــصـل إىل احلجي ــشـارع احلجيـــة ، ون ــذي أعطـــاه ال ـــرب ال املعت

ندنــا دليـــل قطــعي علــى حجيـة الــدليل الظـين وإال لــو ـن يكــون عقطــعي ، وال بــد أ ندنــا دليــل ظــين عــلى حجيـــة الدليــل الظـين للـزم الـدور ، فيـصري عنــدنا ـكـان ع

قطع حبجية خـرب الثقـة ، ويكـون عنـدنا ظـن بـاحلكم الـشرعي املترتـب علـى خـرب ظنـون يـصري الثقة ، ولكن ألنه يوجد قطع حبجيـة خـرب الثقـة فـاحلكم الـشرعي امل

.٣: املائدة )١(

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 262: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٢٦٢ -

ـــا مبــضمونه ـح ـــا وال يعـــطي قطع ـــطي ظن ـــو مظنـــون ألن خـــرب الثقـــة يع جـــة ، وه .ومؤداه ، والشارع يقول خذ ذا الظن واعتمد عليه ورتب األثر عليه

حبــث صــغروي وحبــث كــربوي ، والبحــث : ويوجــد يف الــدليل الظــين حبثــان ــا يكــون ظــاه ــاظ فيم ــون يف مباحــث األلف ــون الــصغروي يك ــا ال يك را يف شــيء وفيم

ـــر يف الوجــــوب ، وظهـــور النـــهي يف ـــور األمـ ـــث عـــن ظهـ ظاهــــرا يف شـــيء ، كالبحـاحلرمة ، والبحث الكربوي يكون يف البحث عـن حجيـة الظهـورات الـسابقة الـواردة

.يف البحث الصغروي ا ويطلق على الدليل القطعـي والـدليل الظـين الـدليل احملـرز ألمـا حيـرزان لنـ

احلكم الشرعي ويعينـان احلكـم وهلمـا الكاشـفية عـن ثبـوت احلكـم الـشرعي ومهـا طريقـــان إىل احلكــم الــشـرعي ، ولكــن الدليـــل القطـــعي يكــشف عــن احلكــم كــشفا تامــا ، ويكــون احلكــم حكمــا واقعيــا ألنــه يوجــد قطــع وجــزم بأنــه مطــابق للواقــع ،

. احلكم حكما ظاهريا والدليل الظين يكشف عن احلكم كشفا ناقصا ، ويكون :البحث الثالث

ـــ فإنــه ينتقــل إىل ــا وال ظنيــا ــ ـــ ال قطعي ــه دلــيال حمــرزا ــ وإذا مل جيــد الفقيالبحـــث عـــن األصــول العمليــة الــيت هــي أدلــة غــري حمــرزة إذ ال تحــرز احلكــم الــشـرعي الــواقعي وال تكــشف عنــه وليــست طريقــا إليــه ، ولكنــها تبــين الوظيفــة

مليــة فقــط دون أن تبــين احلكــم الــشرعي املطلــوب حيــث يظــل احلكــم الــشرعي العجمهــوال ومـــشكوكا ، فاألصـــل العملـــي ال حيــرز الواقـــع وال يكـــشف عنـــه ، وحتـــدد

ــة العمليــة ــول ، وخيــرج املكلــف مــن شــكه )١(الوظيف جتــاه احلكــم الــشرعي اه

املوقف العملي شـامل للحكم الشـرعي املستنبط على أساس الدليل احملرز القطعـي أو )١( .مل أيضا للوظيفة العملية املستنبطة على أساس األصل العملي الظين املعترب ، وشا

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 263: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٢٦٣ -

ــة ــم األصــول هــو األصــول العملي ــث حبــث يف عل ــون ثال ــون )١( وحريتـــه ، فيك ، ويك .عـندنا استنبـاط قـائم عـلى أساس األصل العملي مثل أصالة الرباءة

وأصالـــة الــرباءة هــي القاعــدة القائلــة إن كــل إجيــاب أو حتــرمي جمهــول مل يقــم عليه دليل قطعي أو ظين معتبر فال أثر له على سلوك اإلنسان وليس اإلنسان ملزما

د به باالحتياط من ناحيته والتقي.

كـل شـيء ال يعلـم املكلـف يقينـا أنـه واجـب أو حــرام فهــو ال : وبعبارة أخـرى يدخـل يف ذمتـه وهـو لـه مباح وحالل ، فكل شـيء ال يعلـم بأنـه واجــب فــال يــجب

إذا كنت تسـري يف طـريق وتريد أن تصل إىل مكان معين ، فتارة مخسون شخصا يقولـون )١(

لك سر إىل اليمني مث إىل اليسار مث إىل اليمني إىل أن تصل إىل املكان املطلوب ، فقـول اخلمسني ظري الدليل القطعي الذي يعطيك قطعا بالطريق وتصل إىل املكـان شخصا يعطيك القطع ، وهذا ن

املطلوب قطعا ، وتارة أخرى خيربك شخص واحد عن الطريق ، وخرب الواحـد الثقـة يعطيـك ظنـا بالطريق ، وإذا مل يكن عندك ال قطع وال ظن بالطريق فيقول لك شخص أنه إذا مل يكـن

فخذ دائما الطـريق األمين ، فهـذا ال يعطيـك عندك ال قطع وال ظن فكلما صادفك طريقان ألنه ال يبين لك " األصل العملي " قطعـا وال ظنـا ، ويطلق على سلوك الطريق األمين دائمـا

الطريق ال قطعا وال ظنا ، ولكن يعطيك وظيفة عملية فقط ، فاألصل العملي ال يبين لك احلكـم يستطيع الوصول إىل احلكم الشرعي ويكـون احلكـم رعي بل يبين الوظيفة العملية ملن ال ـالش

الشرعي الواقعي عنده جمهوال ، فمثال إذا شككت بني الطهـارة والنجاسة فإنـك ال تـستطيع الوصول إىل الواقع ال بالقطع وال بالظن فتبين على الطهـارة بناء على أصالة الطهـارة الـيت ال

تبين لك الوظيفة العملية اليت ال بد أن تقوم ـا تعطيك احلكم الشرعي ال بالقطع وال بالظن وإمنا ألنه يف هذه احلالة ال بد أن تأيت بعمل ما ، فإما أن تبين على الطهارة وإما على النجاسة ، والدين يسر وليس عسرا ، فيسهل األمر على املكلفني ويقول أيها املكلف إذا شـككت بـني الطهـارة

ـ ارة ، وال ميكن أن يقـول الشارع عند الشك بـني الطهـارة والنجاسة فابن دائما على الطهوالنجاسة بالبناء على النجاسة ألنه يؤدي إىل صعوبات على املكلفني ، وهنا يظل الواقع جمهـوال

.عند املكلف ، فال ندري واقعا أنه طاهر أو جنس

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 264: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٢٦٤ -

يـان بـه ، وكل شيء ال يعــلم بأنــه حــرام فـال جيـب االبتعـاد عنـه ، فهـو بـريء ـاإلت .ياط مطلوبا من الطرفني ، فذمة املكلف بريئة عنهما من الطرفني ، وليس االحت

: وهكذا يتم تنويع البحث األصويل إىل .وهي تكشف عن الواقع كشفا تاما : ـــ األدلة احملرزة القطعية ١ . وهي تكشف عن الواقع كشفا ناقصا :ـــ األدلة احملرزة الظنية ٢ع ال كشـفا تامـا وال كـشفا وهي ال تكشـف عن الواقـ : ـــ األصول العملية ٣

.ناقصا ، وإمنا تبين الوظيفة العملية مع بقاء حالة الشك عند املكلف :النتيجـة

حركــة األصــويل تتناســب مــع حركــة الفقيــه يف اســتنباطه لألحكــام الــشرعية ، .والبحوث يف هذا الكتاب تسري كما يسري الفقيه يف االستنباط

األدلــة احملــرزة هــي : دلــة احملــرزة ، وتعريفهــا هــو ويبــدأ البحــث األول باأل العناصـر املــشتركة يف عمليــة االســتنباط والــيت تكــشف عــن ثبــوت احلكــم الــشرعي ــة ــة القطعيــة ، وإمــا كــشفا ناقــصا وهــي األدل الواقـــعي إمــا كــشفا تامــا وهــي األدل

ــق عليهــا األمــارات ، فتكــو ـالظنيــة الــيت جعــ ن ل الــشارع هلــا احلجيــة وهــي مــا يطلــارات ، فالــدليل احملــرز يــشمل الــدليل ــة وإمــا أم ــا أدليــة قطعي ــة احملــرزة إم األدل

.القطعي واألمارة وإذا مل يكــن عنــدنا أدلــة حمــرزة فــإن النوبــة تــصل إىل األدلــة غــري احملــرزة

األصــول العمليــة هــي : وهــي األدلــة العمليــة أو األصــول العمليــة ، وتعريفهــا هــو ــة العمليــة العناصــر املــشتركة ــة االســتنباط والــيت حتــدد الوظيف جتــاه )١(يف عملي

ـ : " يقول السيد الشهيد قدس سره هنا )١( ف العملـي وأخرى حيصل على دليل حيـدد املوق

" .والوظيفة العملية جتاه الواقعة اهول حكمها

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 265: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٢٦٥ -

ـــة اهـــول حكمهـــا الــشرعي الــواقعي ، وهــي ليــست أدلــة علــى الواقــع وال الواقعتكــشف عــن الواقــع ، فاألصــول العمليــة هــي األدلــة الــيت تعــين الوظيفــة العمليــة

ن احلكـم الـشرعي للمكلف وال تعـين احلكـم الـشرعي وال حتـرزه وال تكـشف عنـه أل ـــث ال توجــد عنــدنا أدلــة حمــرزة يكــون جمهـــوال للمكلـــف ، فـــال نعـــلم بالواقـــع حيلتعــين وحتــدد لنـــا احلكــم الــشـرعي ، فـــنأيت إىل األصـــول العمليــة الــيت تعــين لنــا الوظيفــة العمليــة ال احلكــم الــشرعي ألن املكلــف ال بــد لــه مــن موقــف عملــي جتــاه

، فـال بـد أن يقــوم بعمــل مــا ، واألصــول العمليــة تقــول )١(جههـا الوقـائع اليت يوا إن املوقف العملي أعم من الوظيفة العملية ألنه يشمل احلكم الشرعي الناتج من األدلـة احملرزة ، ويشمـل الوظيفة العملية الناجتة من األدلة غري احملرزة اليت يطلق عليها األصـول

إن هذا : الوظيفة العملية على املوقف العملي ؟ اجلواب العمليـة ، فكيف يعطف الشهيد .ممكن ألنه من باب عطف اخلاص على العام ، وهو جائز لغة

ال بـد أن يكون القطع عن طريق الدليل الشرعي ، ففي األحكام الشرعية ال يقـول )١(قطع بأي ، وال يكون ال " أنا أقطع اآلن بأن هذا واجب : " اإلنسان وهو جالس يف البيت

، " بأي دليل أنت قطعت ذا احلكـم ؟ : " دليـل ألن اهللا عز وجل سيسأله يوم القيامة فإذا قطـع بال دليـل فقطعه ليس حبجة ، حنن ال ننظر إىل اآلراء الشخصية ، ال بـد أن يكون قطعه مستندا إىل دليل شـرعي ، فإذا حبث الفقيه يف الكتاب الكرمي والسنة الشريفة

ـ ، فـإذا مل " إن هذا ليس بواجب : " د دليال على وجوب هـذا الشيء فيقـول ومل جييأت ـذا الشيء فسوف يكون معـذورا حىت لو تبين فيما بعد أنه خمـالف للواقـع ، فاتهد يرجع إىل اجتهاده ، وأما العـامي فريجع إىل مرجع تقليده يف األحكام الشرعية ،

خـالل حبثـه إىل أن هــذا واجـب ، والعــوام املرجع معذور ألنه مل يتوصل من يرجعـون إىل املراجع فيأخـذون األحكام منهم ، قطـع العامي ليس حبجة حىت لو رأى آية كرمية يف القرآن أو رواية يف كتاب ، ليس مـن حق العـامي أن يـستنبط األحكـام

يـة معارضة ، الشـرعية ألنه ال يعرف أصـول االستنباط فقد تكون هنـاك آية أو روا

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 266: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٢٦٦ -

، واحلكـم الـشرعي يظـل جمهـوال عنـد املكلـف ، وكـل مـا " قم ذا العمـل : " لـه يسـتند إليه الفقيـه يف اسـتدالله الفقهـي واسـتنباطه للحكـم الـشرعي ال خيـرج عـن

.أحد هذين القسمني من األدلة

ملا كان علم األصول هـو العلـم بالعناصـر املـشتركة يف عمليـة : رى وبعبـارة أخـ ــى حــسب ــوع البحـــث األصــويل عل ــشهيـد قــدس ســره ين ــإن الــسيـد ال االســـتنباط فــون الكــالم يف ــشرعيـة إىل نوعـــني ، فيك ـــة الفقيـــه يف استنباطـــه لألحكــام ال حرك

رزة للحكـم الـشرعي النوع األول عن العناصـر املـشتركة الـيت تتمثـل يف األدلـة احملـ .والكاشفة عنه واملعينة له واحملددة له

ويكــون الكــالم يف النــوع الثــاين عــن العناصــر املــشتركة الــيت تتمثــل يف األصــول العمليـة أو األدلـة غري احملـرزة للحكم الشـرعي وغري الكاشـفة عنـه بـل حتـدد وتعـين

.الوظيفة العملية للمكلف بل ال يعرف كيف يستنبط األحكام الشرعية ، وال بد أن ننتبه أنه على مستوى احللقــة الثانية وحىت على مستوى احللقة الثالثة ليس من حقنا أن نستنبط حكمـا شـرعيا ، نعـم

، " هذا حرام ، وذاك واجـب : " نستطيع أن نفهم اآليات والروايات ، ولكن ال نقـول مل بعض االحتماالت من خالل البحث يف اآليات والروايات ، قد حنتمـل أن نعم قد حنت

هـذا واجب مثال ، ولكن هـذا القول ليس حبجـة ، فيظـل الرأي يف جمال االحتمال ألن ليس من حقنا أن نستنبط األحكام الشرعية ، نعم على مستوى احللقة الثالثـة يكـون

لكن ليس له احلق يف استنباط األحكام ، نعم الطالب مؤهـال ألن يدخل حبث اخلارج ، و يستطيع أن يقـوم ببعض البحوث يف القضايا الفقهية ، ولكن ما يصل إليـه مـن آراء ال حجية فيها ، نعم تعطيـه مترينا للتعرف على كيفية االستنباط ، ويعرض هذه األحباث على

بعض اآلخر فيـصححها ، اتهدين الذين قـد يوافقون على بعض اآلراء ، ويعارضون ال .فهي نوع من التمرين يف كيفية البحث يف استنباط األحكام الشرعية

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 267: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٢٦٧ -

:اخلالصة : ميكن تنويع عملية االستنباط من حيث قيمته العلمية إىل نوعني :ـــ االستنباط القائم على أساس األدلة احملرزة للحكم ١

وهـو االستنبــاط القـائم علـى أسـاس الـدليل الـذي يحـرز الواقـع ويكـشف عـن حكــم ، نـوع احلكـم الـشرعي ، والعناصـر املــشتركة هنـا تتمثـل يف األدلـة احملـرزة لل

.االستنباط املستمد من نص دال على احلكم الشرعي : مثل :ـــ االستنباط على أساس األدلة غري احملرزة للحكم ٢

ــرز الواقــع ، حــذي ال ي وهــو االســتنباط القــائم علــى أســاس األصــل العملــي الوإمنا حيدد الوظيفـة العمليـة جتـاه احلكـم الـشرعي اهـول ، والعناصـر املـشتركة

.االستنباط املستمد من أصالة الرباءة : نا تتمثل يف األصول العملية ، مثل ه :مالحظـة

يوجــد عنــدنا دائمــا يف أي واقعــة يريــد أن يعــرف الفقيــه حكمهــا أصــل عملــي دد الوظيفـــة العمليـــة ، فنــسـتطيع أن نــأيت بأصـــل عملــي ونطبقــه علــى هــذه ـحيــ

ــك واقعــة فإنــ ــإذا أتــت إلي ك تــستطيع أن تــذهب مباشــرة إىل األصــول الواقعــة ، فالعمليــة فتجــد هنــاك دلــيال وهــو إمــا بــراءة وإمــا احتيــاط وإمــا استــصحاب وإمــا ختــيري ، فهنـــاك دائمــا أصــــل عملــي يف أي مـــسـألة مــن املـــسائل ، وإحــدى هـــذه

ــل ـاألصـــول العم ــى هـــذه املــسألة ، ولكــن إذا أتــى دلي ـــا عل ـــة تــسـتطيع أن تطبقه ليو أمارة فإن كال منـهما يرفـع موضـوع األصـل العملـي وهـو الـشك يف حمرز قطعي أ

التكليـف ، فنقــدم الــدليل القطعـي علــى األصــل العملــي ألنـه يرفــع الــشك حقيقــة ، ونقدم الدليـل الظين املعترب ـــ أي األمارة ـــ علـى األصـل العملـي ألنـه يرفـع الـشك

يــا يف نفــس املكلــف ولكـن املـوىل يقــول تعـبـدا ، ومعـىن التعبد أن الـشـك يظـل باقـ

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 268: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٢٦٨ -

، فـال يرتـب املكلـف أثـرا عمليـا " تعامل مع هذا الـشك كأنـه غـري موجـود : " لـه ــشهيد قــدس ســره ــسيد ال ــا يــسميه ال ــذا م ــشك ، وه ــذا ال ــى ه ــة " عل ، " احلكوم

ــدليل الظــين ــىن احلكومــة أن ال ــي ، ومع ــى األصــل العمل فاألمــارة تكــون حاكمــة علي األمــارة ـــــ يــأيت ويرفـــع موضـــوع األصــل العملــي أو يوســعه أو يــضيقه املعتــرب ـــــ أ

تعبــدا ال حقيقــة ، فــأي دليــل يرفــع موضــوع الــدليل الثــاين تعبــدا فــإن هــذه احلالــة قـــول إن الــدليل األول حــاكم علــى الــدليل الثــاين ، وإذا ـ، ون" احلكومـــة " تــسـمى

ـــع مـوضـــوع الـدلـ ـــل األول يـرف ـــي حـقـي كــان الـدلـي ـــل الـثـان ـــة ـي ـــذه احلـال ــإن ه ـــة ف ق، ونقــول إن الدليــل األول وارد علـى الـدليل الثـاين ، فالـشك ال " الـورود " تسـمى

يبقــى يف نفــس املكلــف بعــد جمــيء الــدليل القطعــي ألن الــشك يرتفــع مــن الــنفس ، حقيقـة ويدخـل مكانه القطـع ، فيكـون الـدليل القطعـي واردا علـى األصـل العملـي

وسـيأيت هـذا البحـث يف مبحــث التعـارض بـني األدلــة يف آخـر الكتـاب إن شــاء اهللا .تعاىل

:النتيجـة األصـــل العمـــلي هـــو املرجــع العــام للفقيــه حيــث ال يوجــد دليــل حمــرز ، فــإذا وجد دليال حمرزا أخذ بـه وتـرك األصـل العملـي وفقـا لتقـدم األدلـة احملـرزة علـى

.األصول العملية :صة اخلال

: أنواع حبوث علم األصول :ـــ األدلة احملرزة ١

.أ ـــ الدليل القطعي .ب ـــ األمارة وهي الدليل الظين املعترب

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 269: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٢٦٩ -

.ـــ األدلة غري احملرزة وهي األصول العملية ٢ .ـــ التعارض بني األدلة ٣

:حجيـة القطـع

د مـن البحـث عـن حجيـة قبل الدخول يف البحث عن األدلة من القـسمني ال بـ القطع أو حجية العلم أو حجيـة الـيقني ، وسـبب تقـدمي هـذا البحـث هـو أن حجيـة القطـع ـــ جبانبيــه املنجزيــة واملعذريــة ــــ هـي احلـاكم علـى كـل األدلـة األصـولية ، وهي على رأس هرم األدلـة األصـولية ، فحجيـة القطـع عنـصر مـشترك بـني نـوعي

رزة ، وهــذا العنــصر املــشترك يــدخل يف مجيــع عمليــات األدلــة احملــرزة وغــري احملــ ــ ــة ـاسـتنب ــة احملــرزة وغــري احملــرزة ، وحجي ــوعي األدل ــشـرعي بكــال ن اط احلكــم ال

القطع هـو العنصر املشترك بني نـوعي األدلـة ال أن القطـع عنـصر مـشترك ألنـه ال ق يوجــد عنــدنا دائمــا القطــع بــاحلكم ، نعــم عنــدنا القطــع بــشرعية اســتعمال مطلــ

الدليـل سـواء كان الدليـل قطعيــا أم ظنيــا أم أصــال عمليــا ال أن كـل دليـل عنـدنا ــدليل ــة ال ــاج إىل دليــل شــرعي قطعــي إلثبــات حجي ــل قطعــي ، وحنــن حنت هـــو دليالظين وحجيـة األصـل العملي ، فنحتاج إىل القطـع يف كـل أدلـة األحكـام الـشـرعية

عـي إلثبـات حجيـة اخلـرب الظـين الـذي حىت يف اخلـرب الظــين حنتـاج إىل دليـل قط ــاج إىل دليــل قطعــي إلثبــات حجيــة األصــل يــسـتنبط منـــه احلكــم الــشرعي ، وحنت

، " خذ ذا الـدليل الظـين وخـذ ـذا األصـل العملـي : " العملي ، فالشارع يقول فنحتاج إىل أدلة قطعية إلثبات حجيـة األدلـة الظنيـة وحجيـة األصــول العمليــة وإال

بأنه ميكن األخـذ بالـدليل الظـين إلثبـات حجيـة الـدليل الظـين للـزم الـدور لو قلنا ألن حجية الدليـل الظين ثبتـت عـن طريـق الـدليل الظـين ، ففـي خـرب الثقـة وردت

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 270: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٢٧٠ -

أدلـــة قطعيـــة عـــلى حجيتـــه وجــواز األخــذ بــه واالعتمــاد عليــه ، وأمــا القيــاس فــال ردت روايـات تقـول بعـدم يوجـد دليل على حجيته بل على العكـس مـن ذلـك فإنـه و

ـــاد عـــلى الق ــي علــى عــدم حجيــة ـجـــواز االعـتم ـــندنا دليــل قطع ـــاس ، فيكــون ع يــاج إىل أدلـــة قطعيـــة علـــى حجيـــة االستـــصحاب والـــرباءة ــذلك حنتـ القيـــاس ، وكـ

.واالحتياط والتخيري ــات :إذن ــع عملي ــدخل يف مجي ــذي ي ــشترك ال ــصر امل ــة القطــع هــي العن حجي

.شرعي استنباط احلكم ال ملاذا حنتاج إىل البحث عن حجية القطع ؟: سؤال

:اجلواب ألن كــل دليــل شــرعي ال بــد أن يكــون مقطوعــا بــه ، وإذا مل يكــن مقطوعــا بــه

نـا ال نسـتطيع أن نـسـتعمل هــذا الـدليل يف اسـتنباط احلكـم الـشرعي وال جيـوز ـفإنــسـتنب ــدليل دل ـأن ن ــان ال ــإذا ك ـــا شـرعـــيا ، ف ـــه حكم ـــو حجـــة ط من ـــا فه ـــال قطعي ي

ــان دل ــسـه ، وإذا ك ـــدل علــى أن ـبنف ـــل قطـــعي ي ـــاج إىل دلي ـــا فإننـــا حنت يـــال ظنيالشارع قد جعل احلجية هلــذا الـدليل الظــين ، أي يـدل علـى شـرعية هـذا الـدليل الظين حـىت يـصري أمــارة ميكـن االعتمـاد عليهـا يف اسـتنباط األحكـام الـشرعية ،

ا فإننا حنتـاج إىل دليـل قطعـي علـى أن الـشارع قــد جـوز لنـا وإذا كان أصال عملي اسـتعمال هذا األصل العملي ، وال بد أن يكـون الدليــل القطــعي الـدال عــلى جــواز استعمال األدلة األخرى حجة وإال فال فائـدة مـن البحـث فيــه ، لـذلك حنتـاج إىل

املــشتركة حــىت البحــث عــن حجيــة القطــع يف مرحلــة ســابقة عـــن حبــث العناصــر ــل حكــم ــشـرعية ، وك ــستدل ــذه العناصــر يف اســتنباط األحكــام ال ــستطيع أن ن ن

ـــد أن ي ـــا أن ـشـــرعي ال ب ـــة إم ـــدة أصولي ـــة إىل القطـــع ، وكــل قـاع رجـــع يف النهاي

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 271: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٢٧١ -

ــل ـتكـــون قطع ـــة بنفــسهـا فتكــون حجـــة بذاـــا حبكــم العقـــل وإمـــا أن يوجــد دلي ي .ون حجة بغريها قطعي على شرعيتها وحجيتها فتك

ـــاج إىل دليـــل شـــرعي قطعــي علــى اســتعمال أي دليــل : بـــارة أخـــرى ـ وبع حنتيأيت إلينـا ، فالدليــل القطعـي حجــة بذاتـه ألن اإلنـسان القـاطع بـشيء ال تـستطيع ــاطع فكيــف ال يأخــذ ــه ق ــك بأن ـــه ســيحتج علي ـــه ألن ـــدم األخـــذ بقطع أن تأمـــره بع

واألصــل العملــي حيتاجـــان إىل دليــل شــرعي قطعـــي بقطعـــه ؟ ، والــدليل الظـــين إلثبـــات حجيتهمـــا ، لــذلك حنتـــاج إىل حبـــث القطـــع وإىل البحـــث عـــن حجيـــة

، " حجيـة القطـع " القطـع ، وال بـد مـن االعتراف مـسبقا بـأن لـدينا شـيئا امسـه ــد ــس القواعـ ـــلى نفـ ـــتدالل عـ ـــع لالسـ ـــة القطـ ـــث حجيـ ـــاج إىل حبـ ـــويل حيتـ واألصـ

ــد أن تكــون قطعيــة األصــو ــذه القواعــد األصــولية ال ب لية والعناصــر املــشتركة ، فهبنفسـها أو يكون لدينـا دليل قطعـي علـى حجيتـها ، فحجيـة القطـع بنفـسها عنـصر مشترك يف مجيـع عمليـات االسـتنباط سـواء املعتمـدة علـى األدلـة احملـرزة أم علـى

دخول يف أي حبـث ال يف علـم األصـول العملية ، ولوال حجية القطـع ملـا اسـتطعنا الـ األصـول وال يف علــم الفقــه ، وحنتـاج إىل حجيــة القطــع إلثبـات العناصــر املــشتركة

.)١(األخرى يف علم األصول

إن حجيـة القطـع عنصـر مشـترك ، واألصـويل يدرس العناصر املشتركة ، : إشـكال )١(حجية القطع شرط أساسي يف دراسة العناصـر : " ويقول السـيد الشهيـد يف احللقـة األوىل

لذلك تكون حجيـة القطـع شـرطا يف دراسـة نفسها ، وهـذا يلزم منـه ، " املشـتركة .الدور

ويوجد بني العناصر املشتركة يف عملية االســتنباط : " يقول الشهيد يف احللقة األوىل :اجلواب على أساس الدليل احملرز ، : عنصر مشـترك يدخـل يف مجيـع عمليات االستنباط بكال نوعيها

" .ل العملي وعلى أساس األص

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 272: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٢٧٢ -

لقد قـسمنا األدلـة إىل أدلـة حمـرزة ، وتـشمل األدلـة القطعيـة واألدلـة الظنيـة هـي األصـول العمليـة ، ولكـن املعتبرة ـــ أي األمـارات ــــ ، وإىل أدلـة غـري حمـرزة و

عندنـا غطـاء هلذين النـوعني مـن األدلـة ، وهـذا الغطـاء هـو القطـع ، فلـو مل يكـن عنــدنا القطــع ــذه األدلــة ملــا كنــا نــستطيع اســتعمال أي دليــل مــن هــذه األدلــة يف

: إن دور األصويل هو دراسة العناصر املشتركة ، والعناصر املشتركة على نوعني .وهي كل العناصر املشتركة إال حجية القطع : ما كانت عمليات االستنباط تشترك فيها -١ .وهي حجية القطع : ما كانت العناصر املشتركة تشترك فيها -٢

ما كان يريدها لتكون موجـودة مباشـرة يف عمليـات : النوعني واألصويل يدرس كال االسـتنباط فتدرس لغريها من عمليات االستنباط ، ومـا ال يـدخل مباشـرة يف عمليـات االستنباط وتدرس لغريها من العنـاصر املشتركة وهي حجيـة القطع ، وكالمهـا جيمعهمـا

" .العنصر املشترك " عنوان جامع وهو قطع ال تدرس لنفسها حىت نقول بالدور ، فلو كانت حجية القطـع شـرطا يف فحجية ال

إثبات حجية القطع لقلنا بالدور ، ولكنها شرط يف غري حجية القطع من العناصـر املـشتركة األخـرى ، وبذلك يرتفـع اإلشكال مع مالحظة وجود نوعني من العناصـر املـشتركة ،

.وكالمها يدرسهما األصويل لو شبهنا العنـاصر املشـتركة بنقـاط متفرقة ، وشـبهنا حجيـة : هنـدسي مثـال

القطع خبط يربط بني هذه النقاط املتفرقة ، فلو أراد املهندس أن يدرس هذه النقـاط وجيعلـها على شكل خط بياين فإنه يأيت أوال ويدرس النقاط املتفرقة ، مث جيد اخلط املشترك بـني هـذه

اط تشترك ا عملية حسابية معينة ، فالعملية احلسابية تـشترك ـذه النقـاط ، وهـذه النق النقاط ، فتكون النقاط مشتركة ، وهذه النقاط تشترك خبـط ، فيكـون اخلـط مـشتركا ،

.واملهندس يدرس النقاط املشتركة واخلط املشترك املشترك بني هذه العناصـر وهـو وهكذا األصويل يدرس العناصر املشتركة ويدرس اخلط

حجية القطع ، فال تكون حجية القطع شرطا يف دراسة نفسها بل هي شرط لغريها ، فحجيـة .القطع تكون مثل املظلة للعناصر املشتركة األخرى

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 273: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٢٧٣ -

ــشـرعي ــام الـ ـــاط األحكـ ـــكام ـاسـتنبـ ـــات األحـ ـــطة يف إثبـ ـــل واسـ ــان أي دليـ ــا كـ ة وملـــشـرعية ، فعنــ ــة وهــو القطــع ، ال ــوعني مــن األدل ــذين الن دنا غطــاء عــام يغطــي ه

فالدليل ال يكون حجـة إال إذا قـام الـدليل القطعـي علـى حجيتـه ، ولكـن ال بـد مـن الربهان إلثبـات أن القطع حجة ، لـذلك نبحـث يف حجيـة القطـع بـاملعىن األصـويل

ـــذا يتـــضـح الـــسبب يف تقـــدمي حجيـــة الق ـــه ، وـ ـــه ومعذريتـ ــى أي منجزيتـ طـــع علـ .املباحث الثالثة اليت يبحث عنها يف علم األصول

الدليل إمـا أن يكـون قطعيـا بنفـسه وإمـا أن يكـون ظنيـا وإمـا أن يكـون : إذن أصـــال عـــمليا ، والدليـــل القطـــعي يكــون حجـــة بذاتــه ، والــدليل الظــين واألصــل

دليـل قطعـي العملي ال بد مـن القطـع بـأن الـشارع مسـح لنـا مـا ، فريجعـان إىل يجـــة النهائيـــة أن القاعــدة األصــولية إمــا أن تكــون ـما ، فتكــون النت ـعلــى حجيتهــ

قطعية بنفـسها وإمـا أن يوجـد دليـل قطعـي علـى حجيتـها ، وهكـذا نـرى أن القطـع .يدخل يف كل عملية استنباط

:وميكن بيان ذلك بالقياس التايل .طوع ما الدليل احملرز والدليل غري احملرز مق: الصغرى .وكل ما يكون مقطوعا به فهو حجة : الكربى .الدليل احملرز والدليل غري احملرز حجة : النتيجة

وهكذا نرى أنه ال بد من إثبـات صـحة الكـربى أوال ، وأمـا الـصغرى فنأخـذها .من علم األصول

:أمثلة على الدليل القطعي العقلي . أ ـــ مقدمة الواجب واجبة

. ب ـــ احلرمة والوجوب ال جيتمعان على شيء واحد ألما ضدان

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 274: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٢٧٤ -

. ج ـــ حرمة العبادة تستلزم بطالن هذه العبادة ما معىن القطع ؟: سؤال

:اجلواب ــال ــشوا أي شــك وال يوجــد أي احتم ــشاف قــضية بدرجــة ال ي القطــع هــو انك

، وهـو العلـم والـيقني % ١٠٠ة باملخالفـة ، فـالقطع هـو االنكـشاف والوضـوح بدرجـ ووضـوح الرؤيـة مبتعلقه ، أو هـو االنكـشاف التـام ملتعلقـه ، ولـيس االنكـشاف صـفة ـــو ذات القطـــع ، وكاشــفية ــشاف ه ــىن واحـــد ، فاالنك ــل مهــا لفظـــان ملع للقطـــع ب

.القطع ذاتية ، وليس القطع شيئا ثبتت له الكاشفية ـــذا الكــ ـــلم بوجـــود ه ـــال أع ــدي شــك مث ــامي ، وال يوجــد عن ــاء أم وب مــن امل

.)١(بوجوده أمامي ، فعندي قطع بوجوده ألنين أراه عن طريق حاسة البصر ما معىن حجية القطع ؟: سؤال

:اجلواب ــين املنجزيــة واملعذريــة ، فاملنجزيــة واملعذريــة وجهــان لعملــة حجيــة القطــع تع

.واحدة وهي حجية القطع ي حيكم حبجية القطع ؟من الذ: سؤال

:اجلواب ــل املــوىل وال ــة مــن قب ـــل وليــست جمعول ـــة حبكــم العق ـــة القطـــع ثابت إن حجيجبعـل أي جاعـل ، فالعقـل حيكم بـأن للمــوىل سـبحانه حـق الطاعـة علـى اإلنـسان

وهو القطع الـذي ال يـزول وال : القطع املستقر -١: ميكن تقسيم القطـع إىل نوعني )١(

وهـو القطع الذي ميكن زواله وحيـصل فيـه : لقطع غري املستقر ا -٢. حيصل فيـه الشك .الشك ويؤثر فيه الشك

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 275: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٢٧٥ -

يف كل ما يقطع بــه مـن تكـاليف املـوىل وأوامـره ونواهيـه ، وال حتتـاج إىل أن يـأيت ــك املــوىل وي ــك : " قــول ل ــك حجــة علي ، والقطــع " إذا قطعــت بتكــاليفي فــإن قطع

ــاج إىل أن ــاج إىل أن يعطــي الــشارع احلجيــة للقطــع ، وال حتت حجــة بذاتــه وال حتتيــتمم الــشارع لــك احلجيــة ألن التتمــيم يكــون للــشيء النــاقص ، والقطــع نــسبته

لـك حيكـم ، فـال ميكـن إضافــة شـيء عــليه ، فـإذا قطــعت بـشيء فـإن عق % ١٠٠بأن هـذا القطـع حجـة ، وإذا قطعـت بالتكليف فـإن العقــل يقـول بأنـه جيـب عليـك أن تـأيت ـذا التكليـف ، وإذا قطعـت بعـدم التكليــف فـإن العقـل يقـول لـك بأنــه ال جيب عليك أن تأيت ذا التكليف ، وال حتتـاج إىل أمـر الـشارع بالعمـل بقطعـك ،

.فالقطـع حجـة بذاتـه

ا معىن منجزية القطع ؟م: سؤال

:اجلواب

منجزيـة القطــع تعـين أن القطــع بـالتكليف ينجــز التكليـف علــى العبـد وجيعلــه مسـؤوال جتـاه التكليف املقطوع به ويـصح العقـاب مـن قبـل املـوىل إذا خـالف العبـد

، ويكـون مـن )١(مواله يف التكليـف املقطـوع بـه لديـه وكـان التكليـف ثابتـا يف الواقـع وىل أن يعاقبـــه ألن املكلــف ملـــزم بامتثــال مــا قطــع بــه ، ولكــن بــشرط أن ـق املـــحــ

ـــه مــستحق ـــد بأن ــى العب ـــع ، فــاملوىل حيــتج عل ـــا للواق ـــذا التكليــف مطابق ــون ه يك

أخـذنا يف املنجزيـة قيـد كون احلكم ثابتـا يف الواقـع مع القطــع بـاحلكم ألن )١(سـوف يأيت يف حبث التجري أن املكلف إذا قطع باحلكم ومل يكن التكليف ثابتا يف الواقـع

ـا بل يعترب متجريـا ، مثـال شيء قطـع املكلـف بأنــه حـرام فإنـه ال يعترب عاصي وعمـل به وتبين يوم القيامة أنـه جائز ، فهو مذنب من بــاب التجـري ال مـن بـاب

.املنجزيـة ألن التكليف مل يكن ثابتا يف الواقع

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 276: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٢٧٦ -

للعقـــاب ألنــه قطــع بــالتكليف وخالفــه ، واحتجــاج املــوىل علــى العبــد جيــري يف كــل متعمــدا ، والعقــل حيكــم بــأن احلكــم مــورد يقطــع املكلــف بثبــوت التكليــف وخيالفــه

ــدخل ضــمن نطــاق حــق الطاعــة للمــوىل ، ـــ ي ـــ مــن وجـــوب أو حرمـــة ــ اإللزامــي ــويــصبح مــن حــق املــوىل علــى اإلنــسان أن ميتثــل اإللــزام املقطــوع بــه ، فــإذا قــصر

ــه العمــل ـوخ ـــف املــوىل نتيجــة لترك ـــد إذا خال ـــاب ، فالعب ـــرا بالعق ــان جدي ـــف ك الما قطـع بـه مطابقـا للواقـع فللمـوىل أن يعاقبـه وحيـتج عليـه بقطعـه ، بقطعه وكان

.وهذا هو جانب املنجزية يف حجية القطع :أمثلــة

ــال ــإن : ١ مث ــا للواقــع ف ــف بوجــوب شــيء وكــان قطعــه مطابق إذا قطــع املكلــه ــز عليــه فيجــب عليــه اإلتيــان ــذا الواجــب ، وإذا مل يــأت بــه فإن التكليــف يتنج

عقـاب ، مـثال قطـع بـأن صـالة اآليـات واجبـة ومل يـأت ـا فإنـه يـستحق يستحق ال .العقاب

ــال ــإن :٢ مث ــا للواقــع ف ــف حبرمــة شــيء وكــان قطعــه مطابق إذا قطــع املكلالتكليــف يتنجــز عليــه فيجــب عليــه عــدم ارتكــاب هــذا الــشيء ، وإذا ارتكبــه فإنــه

م وقطـع بـأن هـذا املوجـود يستحق العقـاب ، مثـال كان يعلم بأن شرب اخلمر حـرا ــرب ـأم ــه يعت ــسـتحق العقـــاب ألن ـــه ي ـــه فإن ـــع وشرب امـــه مخـــر وكــان مخـــرا يف الواق

.عاصيا وأمـا إذا مل يكن مخـرا يف الواقــع وكـان مــاء فإنــه يـسـتحق العقــاب أيـضـا ال

ه مـن بـاب املعصية ألنـه مل خيالف الواقع بـل مـن بـاب التجـري الـذي سـيأيت حبثـ أ علـى املـوىل وأسـاء األدب معـه واسـتخففيمـا بعد إن شاء اهللا تعاىل ، فهـو جتـر

.به ، واملتجري مستحق للعقاب كالعاصي

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 277: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٢٧٧ -

ما معىن معذرية القطع ؟: سـؤال :اجلواب

ة القطـع تعـين أن القطــع بعـدم التكليـف يعــذر املكلـف أي ينفـي العقــاب ـ معذريـ يف عــدم امتثــال التكليــف إذا خــالف مــواله نتيجــة عــن العبــد ويكــون العبــد معــذورا

عـــمله بقطعـــه بعـــدم وجـــود تكليــف حــىت لــو ظهــر فيمــا بعــد أنــه يوجــد تكليــف يف الواقـع ، فالعبـد حيتج على املـوىل بأنـه معـذور ألنـه قطـع بعـدم التكليـف وال توجـد

جــاج العبــد ة علــى املكلــف لـــو تبــين أن قطعـــه كــان خمالفـــا للواقـــع ، واحت ـمــسـؤوليعـــلى املـــوىل جيـــري يف كــل مـــورد يقطـــع املكلـــف بانتفـــاء التكلـــيف وكــان التكلـــيف ثابتـــا يف الواقــع ، والعقــل حيكــم بــأن اإلنــسان القــاطع بعــدم اإللــزام مــن حقــه أن ــيس مــن حــق املــوىل أن ــا يف الواقــع فل ــزام ثابت ــو كــان اإلل يتــصرف كمــا يريــد ، فل

ـــف عـــلى املخال ــزام ، والعبــد إذا خــالف يعاقـــب املكل ـــة مــا دام قاطعــا بعــدم اإلل فاملــوىل نتيجـــة لعملـــه بقطعـــه واعتقـــاده فليـــس للمــوىل معاقبتـــه ، وللعبــد أن يعتــذر

.بأنه عمل على وفق قطعه ، وهذا هو جانب املعذرية يف حجية القطع :أمثلــة

تكليـف يف ذمتـه ، إذا قطـع املكلـف بعـدم حرمـة شيء فــال يوجــد : ١ مثـال ولـو ارتكــب هـذا الــشيء فإنــه ال يـستحق العقــاب حـىت لــو تبــين فيمـا بعــد أن هــذا

.الشيء كان حمرما واقعا :ويوجد نوعان من القطع هنا

مـثال قطـع بـأن الـبرية جيـوز شـرا ، فيـشرب الـبرية : أ ـــ القطع بـاحلكم فــاملوىل عـــز وجــل ال يعاقبــه ألنــه رة حـــرام ،ـويتبــين يـــوم القيامـــة أن شـــرب البـيــ

.عمل بقطعه

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 278: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٢٧٨ -

مثـال يعلم بأن شرب اخلمر حـرام ولكـن يقطـع بـأن : ب ـــ القطع باملوضوع هـذا السـائل املوجود أمامـه لـيس مخـرا ويـشربه مث يتبـين لـه بعـد ذلـك أنـه مخـر

.فال يستحق العقاب على شربه وإن كان يف الواقع مخرا ـــ ــع واملهـــم يف عـ ــل الفقيـــه ال القطـ ــاحلكم وهـــو عمـ ـــو القطـــع بـ ـــول هـ لم األصـ

.باملوضوع ألن القطع باملوضوع من عمل املكلف حينما يطبق احلكم إذا قطع بعـدم وجـوب شـيء ومل يـأت بـه فـال يـستحق العقـاب ولـو : ٢ مثال ا بعـــد أن هــذا الــشيء واجــب واقعــا ، مــثال لــو قطــع بــأن صــالة اآليــات ـتبــين فيمــ

.ت واجبة ومل يأت ا وتبني بعد ذلك أا واجبة فإنه ال يستحق العقاب ليس :اخلالصـة

: حجية القطع تتمثل يف أمرين :ـــ املنجزية ١

إذا خالـــف العبـــد املــوىل نتيجـــة لتركـــه العمـــل بقطعـــه فللمــوىل أن يعاقبـــه ذي أمامـه مخـر فـشربه وحيتج عليه بقطعه ، مثال إذا قطع العبـد بـأن الـشراب الـ

.وكان مخرا يف الواقع فإن من حق املوىل أن يعاقبه على خمالفته :ـــ املعذرية ٢

ـــوىل ـــس للمـ ـــاده فليـ ـــه واعتقـ ـــه بقطعـ ـــة لعملـ ـــد املـــوىل نتيجـ إذا خـالــــف العبـمعـــاقبته ، ويــستطيع العبــد أن يعتــذر بأنــه عمــل علــى وفــق قطعــه ، مــثال إذا علــم

اخلمـر حـرام وقطـع أن الـشراب الـذي أمامـه لـيس مخـرا فـشربه العبد بأن شرب .)١(وكان الشراب مخرا يف الواقع فليس للموىل معاقبته

تثـل قطع املكلف بأن الفعل واجب وام: حبث املعذرية -١: توجد أربعة حبوث يف القطع )١(

.وتبين أنـه حرام واقعـا ، فاملكلف يكون معـذورا

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 279: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٢٧٩ -

:حاجة كل األحكام الشرعية إىل حجية القطع

: ويأيت البحث ضمن النقطتني التاليتني

:عدم استغناء عمليات االستنباط عن حجية القطع : النقطة األوىل

تتكــرر يف كــل مــسألة شــرعية )١(ة القطــع مبعــىن املنجزيــة واملعذريــة ـ إن حجيــ ــذير ، فــاملكلف إمــا أن ـا أن يكــون فيــه صفــ ـألن احلكــم إمــ ــز أو صــفة التع ة التنجي

ــز ــذورا جتــاه احلكــم ، فيكــون التنجي يكــون احلكــم منجــزا عليــه وإمــا أن يكــون معصر مـشترك يـدخل يف مجيـع والتعـذير عنصرين مشتركني أي أن حجية القطـع عنـ

عمليـــات اســتنباط احلكــم الــشرعي وال يــستغين أي عمليــة اســتنباط عــن حجيــة ع ألن عمليــة االســتنباط تــؤدي بنــا إىل القطــع بــاحلكم الــشرعي الــواقعي إذا ـالقطــ

كـان الــدليل قطعيــا ، أو القطــع بــاحلكم الـشرعي الظــاهري إذا كــان الــدليل أمــارة ة هـذه األمــارة كخــرب الثقــة ، أو القطــع بالوظيفــة وقـام الــدليل القطعــي علــى حجيــ

قطع املكلف بأن الفعل واجب ومل ميتثل وتبين أنه واجب واقعـا ، : حبث املنجزيـة -٢

.فاحلكم يكون منجزا عليه قطع املكلف بأن الفعل واجب وامتثل وتبين أنه ليس واجبا واقعـا ، : حبث التجري -٣

ن منجزا عليـه ، وإذا مل ميتثل فإنـه يكون متجريا ألنه أسـاء األدب مـع اهللا فاحلكم يكو .تعـاىل

قطع املكلف بأن الفعل واجب وامتثل وتبين أنه واجب واقعـا ، فلـه : القسم الرابع -٤ ثواب قطعـا ، وهذا القسم ميكن تسميته ببحث الطاعة ليتناسب مع مسلك حـق الطاعـة

.س سره للسيد الشهيد قد أصـل املنجزيـة واملعذرية متفق عليها بني الفقهاء ، ولكن يوجـد اخـتالف يف سـعة )١(

دائرما ، فاملشـهور يقول باملنجزيـة يف حالـة القطع بالتكليف فقط ، والـسيد الـشهيد .قدس سره يقول إن املنجزية تشمل احتمال التكليف أيضا

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 280: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٢٨٠ -

ــا ــدليل أصــال عملي ــى حجيــة هــذا )١(العمليــة إذا كــان ال ــدليل القطعــي عل وقــام الاألصـــل العملـــي كاالستـــصحاب ، ولكـــي تكـــون هـــذه النتيجـــة ذات أثـــر ال بـــد مـــن ــه خيــرج مــن ــة واملعذريــة ، والفقي ــسـبقا حبجيـــة القطــع أي باملنجزي ــراف م االعت

ية االستنباط دائمـا بنتيجـة وهـي العلـم والقطـع والـيقني بـاملوقف العملـي جتـاه عملــشـريعة وحتديـــده علــى أســـاس الدليـــل احملــرز إذا كــان املوقــف العملــي حكمــا الشـــرعيا أو علــى أســـاس األصـــل العـــملي إذا كــان املوقـــف العـــملي وظيفــة عمليــة ،

تكليـف علـى املكلـف وميكـن للمـوىل فإذا مل يكـن القطـع بـالتكليف حجـة ومنجـزا لل ــه وإذا مل يكــن القطــع بعــدم التكليــف حجــة ومعــذرا عــن التكليــف االحتجــاج عليوصـاحلا الحتجـاج العبـد علـى مــواله فــال يوجــد أثـر السـتنباط احلكـم الـشرعي ،

، ومـن العبــد ) أي املنجزيـــة ( فلــو مل يكـن القطـــع حجــة مــن املــوىل عــلى عبــده ــواله ــى م ــة ( عل ــة ) أي املعذري ــه مــن عملي ــت النتيجــة الــيت خيــرج ــا الفقي لكان

.االستنباط لغوا ألن عمله ليس حجة :حجية القطع شرط أساس يف دراسة العناصر املشتركة : النقطة الثانية

ـــويل إىل حجيـــة القطـــع يف االســـتدالل علـــى القواعـــد األصـــولية حيتــــاج األصـأســاس يف دراســة األصــويل للعناصــر املــشتركة نفــسـها ، فحجيـــة القطـــع شــرط

ــها يف أي ـــه ال ميكــن االســتغناء عن ـــة القطـــع عنــصـر مــشـترك ألن نفــسـها ، فحجي

، والطريق هو الـدليل ، " نية الطريق ال تنايف قطعية احلكم ظ" يقول العالمة احللي قدس سره إن )١(والفقيه يصل إىل القطع باحلكم وإن كان الدليل ظنيا ألنه قام الدليل القطعي على حجية هذا الـدليل الظين ، فمع حجية الدليل الظين يوجد قطع باحلكم الناتج من هذا الدليل الظين الـذي قـام الـدليل

فيوجد هنا قطع باحلكم ولكنه يف الواقع قطع حبجية احلكم ال قطـع بـنفس القطعي على حجيتـه ، احلكم ألن نفس احلكم يكون مظنونا حيث إن ظنية الطريق تعطي ظنية احلكم ، ولكن هـذا الظـن

.معترب وحجة ، فيكون احلكم املظنون حجة

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 281: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٢٨١ -

حبـــث فقهــي ، وحجيـــة القطـــع أعــم العناصـــر األصــولية املــشتركة وأوســعها نطاقــا ــل العناصــر ــل غطــاء لك ــها يف أي حبــث أصــويل ومتث ــه ال ميكــن االســتغناء عن ألن

كة األخرى ، وحينما يدرس األصويل العنصر املـشترك فإنـه حيـاول حتـصيل املشترالعلــم بواقــع احلــال فــإذا مل يكــن القطـــع حجــة فــال فائــدة يف دراســة العناصـــر

.املشتركـة

ـــال ـــل : مـثـ ـــدة أصوليــــة مثـ ـــل يف " إذا كـــان لديـنــــا قـاعـ ـــة افعـ ظهــــور صيغـو القطـع بظهورهـا يف الوجـوب ، وهـذا ، فإن أقصى مـا حنـصل عليـه هـ " الوجـوب

ــه ــإذا كــان القطــع حجــة فإن ــة القطــع ، ف ـــا إال إذا افترضـــنا حجي القطـــع ال يفيدنــأيت يف ــشيء ي ــس ال ــا يف الوجــوب ، ونف ــا االســتفادة مــن القطــع بظهوره ميكــن لنحجيـــة خـــرب الثقـــة وحجيـــة الظهــور العــريف ، فاألصــويل حينمــا يبحــث يف هــذه

صيل العلـم والقطــع والــيقني بواقـع احلــال يف املــسائل ، فــإذا مل املـسائل حيــاول حتــ ــة ــاج إىل حجي ــل هــذه املــسائل ، فنحت يكــن القطــع حجــة فــال فائــدة يف دراســة مث

.القطع يف كل قاعدة أصولية وعنصر مشترك :وميكن جعله على شكل القياس التايل

" .ظهور صيغة افعل يف الوجوب " يوجد قطع بـ : الصغرى .وكل قطع حجة : كربى ال

.حجة " ظهور صيغة افعل يف الوجوب " القطع بـ : النتيجة :وميكن جعله على شكل قياس عام

.هذا ما قطعت به : الصغرى .وكل ما قطعت به حجة : الكربى .هذا القطع حجة أي منجز ومعذر : النتيجة

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 282: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٢٨٢ -

ــه واألصــويل هلمــا هــدف مــن حبوثهمــا وهــو حتــصي ــم بالنتيجــة والفقي ل العلالفقهيـة ـــ وهي حتديـد املوقف العملي جتاه الشريعة ــــ أو حتـصيل العلـم بالنتيجـة األصـولية ــــ وهـي العنـصر املـشترك ـــــ ، فبـدون االعتـراف يف رتبـة سـابقة حبجيــة

. تصبح حبوثهما لغوا وعبثا )١(القطع

:منهجيـة البحـث يف كتـاب احللقـات البحـث يف احللقـات هـي أنـه بعـد حتديـد األدلـة العامـة والعناصـر إن منهجية

ــة ــدأ باألدلـ ــرزة ، ونبـ ــة احملـ ــدخل أوال يف األدلـ ــتنباط نـ ــات االسـ ــشتركة يف عمليـ املـالقطعيـة مث األدلــة الظنيــة املعتــربة الـيت أعطاهـا الـشارع احلجيـة أي األمـارات ،

العمليــة ، ونبحــث عــن حجيــة مث ثانيــا نــدخل يف األدلــة غــري احملــرزة أي األصــول القطع ، مث نأيت بعد ذلك إىل حـاالت التعـارض بـني األدلـة ، فيوجـد تعـارض بـني دليـلني حمرزين ، مـثال روايـة وروايـة أخـرى تعارضـها فهـل نـستطيع أن حنـل هـذا ــث نبــين أنــه يف الواقــع ال يوجــد تعــارض بــني الــروايتني ، نعــم ألول التعــارض حبي

اك تعارضا ، ولكـن بعـد التأمـل نـستطيع أن جنـد حـال حلـل مثـل وهلـة يبدو أن هن هـذا التعــارض بـني الـروايتني ، فـإذا اسـتطعنا أن جنـد حـال فهـو املطلـوب ، وأمـا إذا مل نـستطع أن جنــد حــال للتعـارض فمــاذا نفعــل بـالروايتني املتعارضــتني ؟ هــل

دل بــأي منــهما ؟ أو ت الروايتـــان فإمـا تتــساقطان مبعـىن أنــه ال نـست ـإذا تعـارضـ

إذا قطعت حبكم مث شككت يف قطعي فماذا أفعل ؟:سـؤال )١( ال بـد من البحث مرة أخرى لنرى أنه حيصل القطع مرة أخـرى أو ال ألن هنا :اجلـواب

قطـع غـري -٢. قطع مستقر ثابت ال يزول وال حيصل الشك فيه -١: القطع على قسمني مسـتقر وغري ثـابت وميكن زوالـه وحصـول الشك فيه ، ويف هذا القسم ال بـد مـن

.الرجوع إىل البحث مرة أخرى

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 283: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٢٨٣ -

هل هنـاك مرجحـات إلحـدى الـروايتني حبيـث نقـدم روايـة علـى أخـرى ؟ ، فيـأيت حبث التعـارض بـني األدلـة ، ويوجـد تعـارض ميكـن إجيـاد حـل لـه ورفـع التعـارض

، وهنـاك تعـارض آخـر ال ميكـن إجيـاد حـل " التعارض غري املستقر " فيـه يسـمى " .التعارض املستقر " له وال رفع التعارض فيه يسمى :حـاالت التعـارض بني األدلـة

بعـد أن حيــدد الفقيـه األدلــة والعناصـر املــشتركة قـد يواجــه حـاالت التعــارض :بينها ، والتعارض على أقسام

:أ ـــ التعارض بني نفس األدلة احملرزة ا خـرب ثقـة إذا أتانـ : مثـال افـتراضي للتعـارض بني دليـلني مـن نـوع واحـد

يقـول باســتحباب صـيام شــهر رجـب ، وأتانــا خــرب ثقـة آخــر يقـول بكراهيــة صــيام اليـــوم الثـــالث عــشر مــن رجــب ، فــاخلرب األول يقــول باســتحباب صــيام كــل شــهر ــوم ــث عــشر ، واخلــرب الثــاين يقــول بكراهيــة صــيام الي ــه اليــوم الثال رجــب مبــا في

عــشر مــستحبا ومكروهــا يف الثالــث عــشر مــن رجــب ، فيكــون صــيام اليــوم الثالــث نفــس الوقــت مــع أن األحكــام التكليفيــة الواقعيــة متنافيــة متــضادة ، فكيــف ميكــن ــتحباب يرفـــع الكراهيـــة أو أن الكراهيـــة ترفـــع اجلمـــع بـــني اخلـــربين ؟ فهـــل االسـ

االستحباب ؟ ماذا نفعل يف هذه احلالة ؟ا مل يوجـــد عـــالج عـــارض فهـــو املطلـــوب ، وإذـ إذا كــان ميكــن عـــالج هـــذا الت

ــاخلرب الثــاين ، ــاخلرب األول وال ب ــساقطـان وال ميكــن العمــل ال ب ــروايتني تت ــإن ال فوهنـــا يوجـــد عـــالج وهــو القــول بــأن صــيام شــهر رجــب مــستحب إال اليــوم الثالــث عشـر منـه فإنه مكروه ، فيقال هنا بـأن اخلـرب الثـاين يقيـد إطـالق اخلـرب األول ،

التقييــــد ، وهنـــاك حبــــث آخـــر حتــــت عنـــوان العمــــوم فيـــأيت حبــــث اإلطـــالق و

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 284: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٢٨٤ -

والتخــصـيص ، وســيأيت يف حبــث التعــارض بــني األدلــة الــشرعية تفــصيال إن شــاء .اهللا تعاىل

إذا كـان عنـدنا آيـة : مثال آخر للتعارض بني دلـيلني مـن نـوعني خمـتلفني ظهــور يف قرآنيــة وخــرب ثقــة ، فاآليــة هلــا ظهــور يف معــىن معــين ، وخــرب الثقــة لــه

معــىن معــين آخـــر ، وكــال الظهـــورين حجـــة ، فــإذا تعــارض الظهــوران هــل نقــدم ــات ــن الروايـ ــرمي أقـــوى مـ ــة ألن القـــرآن الكـ ـــور اآليـ ـــدم ظهـ ـــة أو نقـ ـــور الروايـ ظهـالشـريفة فهـو كتـاب معـصوم ال يأتيـه الباطـل مـن بـني يديـه وال مـن خلفـه ؟ ، ويف

.ية على الرواية الشريفة حني التعارض بينهما هذه احلالة تقدم اآلية القرآن :ب ـــ التعارض بني األدلة احملرزة واألصول العملية

إذا كانت أمـارة مثل خرب الثقة تـدل علـى شـيء ، وأصـالة الـرباءة :١ مثال تـدل عــلى شـيء آخــر خمالــف للـشيء األول فأيهمــا نقــدم ؟ ، واحلـل هنـا واضـح

ـــو أن األمـــارة ــشك يف التكليــف ، وه ــدا وهــو ال ـــع موضـــوع األصــل العملــي تعب ترف .فنقدم األمارة على األصل العملي

ــال ــى عــدم وجــوب صــالة : ٢ مث ــة عل ــل خــرب الثقــة دال إذا كانــت أمــارة مثاجلمعـة يف عصر الغيبة الكربى ، وأصل عملـي مثـل االستـصحاب دال علـى وجـوب

ى ، فخــــرب الثقــــة يكــــون مقــــدما علــــى صــــالة اجلمعــــة يف عــــصر الغيبــــة الكــــرب .االستصحاب ألن خرب الثقة يرفع موضوع االستصحاب وهو الشك يف التكليف

:ج ـــ التعارض بني نفس األصول العملية ـــال ـــهما : مث ـــة االسـتــصـحـاب فأي ـــارة مـــع أصـال ـــة الطـه إذا تعـارضـــت أصال

ه طـاهر أو جنـس فـإن أصـالة الطهـارة نقدم ؟ ، مثـال إذا شككت يف هـذا املـاء أنـ ، وإذا كنت أعلـم بنجاسـة هـذا املـاء سـابقا " ابن على طهارة هذا املاء : " تقول

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 285: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٢٨٥ -

ـــول ـــذا املـــاء : " فاالسـتـــصحـاب يقـ ـــة هـ ــا نقـــدم ؟ ، " ابـــن عــــلى جناسـ ، فأيهمـ .وسيأيت يف مباحث التعارض أن االستصحاب يقدم على الرباءة

:إذن ث التعـــارض بــني األدلـــة تــأيت العالجـــات املختلفــة حلـــل مثــل هـــذه يف مباحــ

املــشاكل ، تتعــارض األدلــة فيــأيت األصــويل حلــل هــذه املــشاكل ، وبعــد ذلــك يــأيت ــشرعية ، ــتنباط األحكـــام الـ ــذه احللـــول حـــني قيامـــه بعمليـــة اسـ ــذ هـ الفقيـــه ليأخـ

ارض فيــستطيع بنــاء علــى هــذه العالجــات أن يــستنبط األحكــام الــشرعية عنــد تعــ األدلـة الشرعيـة ، والفقيـه ال بـد أن يكـون أوال أصـوليا ، وال ميكـن أن يوجـد فقيـه وال يكون عاملا يف أصـول الفقـه ، فـال بـد أن تكون املبـاين األصـولية موجودة عـنده

.مث على أساسها يستنبط األحكام الشرعية :النتيجـة

ــي حبجيــة القطــع كمقدمــة للبحــ وث ، مث نــشرع يف البحــث يف ســنبدأ فيمــا يلاألدلـة احملـرزة ، مث يف األصـول العملية ، ونتناول يف اخلامتة أحكام تعارض األدلة

.إن شاء اهللا تعاىل

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 286: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٢٨٦ -

:خصـائص القطـع :للقطع ثالث خصائص أو مميزات ، وهي

.ـــ الكاشفية ١ .ـــ احملركية ٢ .ـــ احلجية ٣ :يت إىل هذه اخلصائص تباعا وسنأ

:الكاشـفـيـة : أوال للقطـــع كاشــفية بذاتــه عــن اخلــارج ، فــالقطع كاشــف بذاتــه عــن املقطــوع بــه وعما وراءه ـــ وهـو متعـلق القطـع ـــ كـشفـا تامــا حبيـث ال يوجـد يف هـذه الكاشـفية

لقطـع حالـة نفـسية أي شـك أو نقص أو احتمال باملخالفـة ولـو احتمـاال ضـعيفا ، وا ذهنيـــة يكــشـف عـــن املقطـــوع بـــه ويــري القاطـــع هــذا املقطــوع بــه ، فيكــشف عــن

ــة ــة للقطــع ذاتي ــىن أــا عــني وذات )١(الواقــع ، ولكــن الكاشــفية التامــة الثابت مبع

املنطق الذايت والعرضي يف باب الكليات اخلمسة ، والذايت هو احملمول الـذي يذكر يف علم )١(تتقوم ذات املوضوع به غري خارج عنها ، فهو الذي يقوم املاهية حبيث تثبت املاهيـة بثبوتـه وتنتفي بانتفـائه ، والذايت إمـا أن يكون املاهية وإما جزء املاهية ، فالذايت يـشمل النـوع

، " زيـد إنـسان : " لفصل ، ومثالـه اإلنسـان احملمـول على زيـد فنقـول واجلنس وا

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 287: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٢٨٧ -

واإلنسـان هـو كل ماهيـة زيد ، وإذا انتفت اإلنسـانية انتفـى زيـد ، أو النــاطق

والنـاطق جزء ماهيـة زيـد ، وإذا انتفـت " زيد ناطق : " احملمـول على زيـد فنقـول .الناطقية انتفى زيد

ـ و احملمول اخلارج عن ذات املوضوع الحقا له بعد تقومه جبميـع ذاتياتـه ، والعرضي هاحليـوان : " ، واملشي للحيوان فنقول " اإلنسان ضاحك : " ومثاله الضحك لإلنسان فنقول

، وهـذه صفة عرضيـة وليست من الذاتيـات ، وإذا أردنـا أن نعـرف احليـوان " ماش املشي يف التعريف ، وإذا أردنا أن نعرف اإلنسـان باحلـد التـام باحلد التام فال ندخل صفة

.فـال ندخل صفة الضحك يف التعريف

اخلاصة والعرض العام ، واخلاصة هي الكلي اخلارج احملمـول : والعرضي ينقسـم إىل قسمني ضـوعه اخلاص مبوضوعه كالضحك لإلنسان ، والعرض العام هو الكلي اخلارج احملمول على مو

.وغريه كاملشي لإلنسان والطريان للغراب

الـالزم واملفـارق ، : والعرضي ينقسـم مـن حيثيـة أخـرى إىل قسـمني آخـرين والالزم هو ما ميتنع انفكاكه عقـال عن موضـوعه أو احملمول اخلارج عن الذات الالزم هلـا

، والالزم الـذايت لـيس " يت الالزم الذا" حبيث يستحيل انفكاكـه عن الذات ويطلق عليـه مقوما للذات ألنـه ليس نوعـا وال جنسا وال فصال للذات ، وإمنا هو شيء خـارج عـن

.الذات حممول عليها

ومثـال الالزم الذايت هو الزوجية لألربعة فإن الزوجية ال تتخلف عن األربعة وال تنفـك ألربعة فاألربعة ليست أربعـة ، والزوجيـة عنه ال ذهنا وال خارجا ، وإذا أزلت الزوجية عن ا

ليست عني األربعـة وال مقوم هلـا بل هي الزم يستحيل انفكاكـه عنهـا ، وهذا هو املثال .الصحيـح

وأمـا مثـال احلـرارة والنـار فإنـه ليـس مثـاال تامـا ألن احلــرارة ميكـن أن إبـراهيم سـيدنا فإن النار تظل نارا كما يف نار تنفك عن النـار ، فإذا أزلنا احلرارة عن النار

: عليه السالم اليت صـارت بردا وسالما كما يف قوله تعاىل ) فالنار صارت باردة ) ٦٩: األنبياء ،.

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 288: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٢٨٨ -

وحقيقـة القطـع ، فالكاشـفية هـي القطـع ، والقطـع هـو الكاشـفية ، فالكاشـفية هـي ، ال أن الكاشـــفية مـــن مميـــزات وصـــفات وخـــصائص )١(مقـــوم القطــــع وحقيقتـــه

القطـع ، وليس القطـع شيئا لـه صـفة الكاشـفية ألنـه يـستحيل ثبـوت الـشيء لنفـسه وذاتــه إذ أن ثبــوت الــشيء لــشيء فــرع تغايرمهــا ، فهمــا شــيء واحــد ال شــيئان ، ــد ــات كاألسـ ــن املترادفـ ــا مـ ــط ألمـ ــبري فقـ ــظ والتعـ ــاير يف اللفـ ــا تغـ ــاير هنـ والتغـ

ــىن واحـــد ، وكــذلك القطـــع والكاشــفية فإمــا والغــضنفر ــذين يعبــران عـــن مع الل

عه كاجللوس والقيام لزيد ، أو احملمـول واملفارق هـو ما ال ميتنع انفكاكـه عقال عن موضو اخلارج عن الذات حبيث ميكن انفكاكه عن الذات ، فيمكن أن تتصور زيدا من غـري جلـوس ،

.ولكن ال ميكن أن تتصور األربعة بال زوجية ألن ما تصورا ليست أربعة إذا كان القطع عني الكشف عن الواقع فكيف يكون خمالفا للواقع ؟:سؤال )١( :ميكن النظر إىل القطع من حيثيتني : اجلواب

. القطع من حيث نفس القاطع -١ . القطع من حيث الواقع -٢

وحنن حينما نتحدث عن القطع فنظرنا وحلاظنا إىل نفس القاطع ، هل هو قاطع أو ال ؟ ، وليس ان حينما يقطع ن اإلنسطعه له كشف عن الواقع ألنظرنا وحلاظنا إىل الواقع ، فإذا كان قاطعا فإن ق

الشك يف أنه مطابق للواقع ألن نفس الواقع يعتقد أن قطعه مطابق للواقع وال توجد عنده ذرة من هل قطعـه : " أل ؛ نس" نعم : " ، فإذا قال " هل هو قاطع ؟ : " نسأل وفا له ، أوال ليس مكش

عه ، وهنا نقول إن قطعـه مطـابق ، فنأيت إىل الواقع ونقارن بينه وبني قط" مطابق للواقع أو ال ؟ .للواقع أو خمالف للواقع

توجد عندنا حيثيتان ومستويان ، ففي املستوى األول يكون القطع بلحـاظ نفـس : إذن القـاطع ، ويف املستوى الثاين يكون القطع بلحاظ الواقع ، وذا نستطيع أن نوفـق بـني أن

لواقـع حيث ال يوجــد تعـارض بـني القطع كاشـف عـن الواقع وبني أنـه خمالف ل القـولني ألن كال مـن القولني يكون منطلقا مـن حيثيتني ومستويني من اللحـاظ ، فـال

.تعارض بينهما

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 289: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٢٨٩ -

ــىن واحــد ، وال ميكــن جعــل الكاشــفية للقطــع ألن الــشيء ال شــيء واحــد وهلمــا مع ، وأمــا بالنــسبة )١(يجعـل لنفــسه ، إن القطــع هــو الكاشـفية التامــة واإلراءة التامــة

.حتمال للكاشفية الناقصة فهي عني وذات حقيقة الظن واال :احملـركـيــة : ثانـيـا

ــاطع حنـــو الـــشيء ــك القـ ــين أن القطـــع يـــساهم يف حتريـ حمركيـــة القطـــع تعـاملقطوع بــه أي الـذي قطــع بــه ، واحملركيــة هـي نتيجــة للكاشـفية ، فهـي متفرعـة عــن اخلــصوصية األوىل ومترتبــة عليهــا ، وهــي أثــر مــن اآلثــار التكوينيــة للقطــع ،

وليـست أثـرا )٢( تعاىل احملركيـة لتكون مـن اآلثـار التكوينيـة للقطـع هكذا خلـق اهللا

قـد يقـال إن القطـع يكون نتيجـة للكاشفيـة ، فإذا انكشـف الشيء لنـا فإننـا )١(ـن الكاشفية ، ولكن هـذا نقطع به ال أن الكاشفية هي عني وذات القطع ، فالقطع متأخر ع

أدرت املفتـاح " التأخر ليس تأخرا زمانيا بل تأخر رتيب أي من حيث الرتبة ، كما يف مثـل ، فإن انفتـاح البـاب يكون يف نفـس وقـت إدارة املفتــاح ولكـن " فانفتح البـاب

ف التأخـر فيـه تأخـر رتيب ال زماين ، مثال أوال نكتشف وجود املاء ، ومن هـذا الكـش " .القطع " نقطع بوجود املاء ، فالكشف ينتج يف النفس حالة نسميها

هل القطع يكون علة للمحركية أو مقتضيا للمحركية ؟:سـؤال )٢(إن القطع علة للمحركية ألا أثر للقطع ، واألثر ال يتـأخر عـن : قـد يقال :اجلـواب

ن القطع يقتضي احملركية ألنـه إذا قلنـا إ: وقد يقال . مؤثره ، فيكون القطع علة للمحركية بالعليـة فإن املعلول ال بد أن يتحقق إذا وقعت العلة ، ولكن هنا نرى أن القطع قـد حيـصل ولكن ال يتحقق األثـر ، مثلما إذا كان غرض الشـخص احلصـول علـى املـاء وقطـع

وجـود املـانع بوجـود املاء يف جهة معينة فإنـه يتحرك إىل تلك اجلهـة بشـرط عـدم كوجود عدو يف الطريق مينعه من الوصول إىل املاء ، وهذا يـدل علـى أن القطـع مقـتض للمحركية ال أنـه علة للمحركية ، ولكن ميكن التفصيل بني احملركيـة النفـسية واحملركيـة اخلارجية ، فإن القطع علة للمحركية النفسية فإن من قطع بشيء فإنه يتحرك نفـسيا باجتاهـه

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 290: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٢٩٠ -

جمعــوال للقطــع أي ليــست جبعــل جاعــل وال بتــشريع مــشرع كمــا أن الزوجيــة ثابتــة .لألربعة ، فالزوجية أثر تكويين لألربعة وليست جعلية عن طريق تشريع الشارع

ــ ــا ل : بارة أخــرى ـ وبع ــة الزمــا ذاتي ــون احملركي ــة الزم تك لقطــع كمــا أن الزوجي .ذايت لألربعة ، وهكذا يتبين أن القطع له احملركية حبيث يستحيل ختلفها عنه

ــون احملركيـــ ــاطع ، ـ وتكـ ــويين للقـ ــصي التكـ ــرض الشخـ ــق الغـ ـــا يوافـ ــو مـ ة حنـفاإلنـسان إذا قطـع بـشيء وانكـشف لـه فإنــه يتحـرك باجتـاه هـذا الـشيء لتحــصيل

ــا إن غرضــه الشخــصي منــه ، فاحمل ــذلك قلن ركيــة تقــوم علــى القطــع والغــرض ، لالقطـع يسـاهم يف التحريك ألنـه لـيس هــو الـسبـب الوحيـد ، بـل يوجـد سـبب آخـر

.القطع والغرض : هو الغرض واحلاجة ، إذن فسبب احملركية مركب من أمرين

العطــشان يف الــصحراء يــرى ســرابا مــن بعيــد ويقطــع بأنــه مــاء ، : مثــال ــك فيتحــرك حنــ ــك اجلهــة لتحــصيل املــاء ، فهــو باعتقــاده أنــه يوجــد مــاء يف تل و تل

اجلهــة ، فيتجــه إليهــا طلبــا للمــاء ، وهنــا توجــد حركــة بــسبب القطــع والكاشــفية ، حملركيـة )١(واحملرك له هو الغـرض الشخـصي وهـو احلـصول علـى املـاء ، واملكمـل

طعـه بإمكـان اسـتيفاء قطعـه بوجـود املـاء يف تلـك اجلهـة ، وق : الغرض أمران مها

ب باحلصـول على غرضـه ، والرغبـة أمر نفـسي ، ولكنـه مقـتض للمحركيـة ويرغاخلارجية ، فإن القاطع يتحرك يف اخلارج إذا مل يوجد مانع خارجي مينعه عـن الوصـول إىل غرضه ، وذا التفصيل ميكن اجلمع بني كون القطع علة للمحركية مـن جهـة ، ومقـتض

.للمحركية من جهة أخرى الغرض لوحده كافيا للتحرك وال حيتاج إىل مكمل كما إذا كـان عطـشانا يف قد يكون )١(

صحراء فإنه يبحث عن املاء يف كل اجلهات مع أنه غري قاطع بوجود املاء يف أي مـن تلـك .اجلهات

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 291: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٢٩١ -

الغــرض ، فهــو إذا قطــع بعــدم وجــود املــاء فإنــه ال يتحــرك ، وإذا مل ميكــن لــه ــ ــل أو كــان يوجــد عــدو يف ـاسـتيف ــى ســفح جب ــاء عل ـــ كمــا إذا كــان امل اء الغـــرض ــ

.الطريق ـــ فإنه ال يتحرك وإذا قطع بوجود نـار يف الغرفـة فـإن قطعـه يردعـه عـن دخـول الغرفـة ، فكمـا

ــون أ ــة ، فتكـ ــصه الرادعيـ ــن خصائـ ــذلك مـ ــة كـ ـــع احملركيـ ــصائص القطـ ــن خـ ن مـاحملركيـة أعم من احلركـة إجيابـا أو سـلبا ، إجيابــا أي التحــرك باجتــاه مـا قطـع ــة ــا قطـــع بـــه ، فيكـــون للقطـــع احملركيـ ــاه مـ ــس اجتـ ــلبا أي التحـــرك بعكـ بـــه ، وسـ

.والرادعية :الـحـجـيــة : ثـالثـا ناهــا املنجزيــة واملعذريــة ، والــسيد الــشهيد قــدس ســره يف هــذا احلجيــة مع

ــ ــك حتــت ـالبحـــث يتكل ــة القطــع ويبحثهــا بعــد ذل م عـــن املنجزيـــة ، ويؤجــل معذريــوان مــستقل ، فهنــا يقــول إن احلجيــة هــي املنجزيــة ، مث بعــد ذلــك يقــول إن عن

.املعذرية هي اجلانب الثاين للحجية فـإن القطـع ينجـز هـذا التكليـف ، فيكـون القطـع إن املكلف إذا قطـع بـالتكليف

.منجزا ـــ بالكسر ـــ للتكليف ، ويكون التكليف منجزا ـــ بالفتح ـــ بالقطع ما معىن تنجيز التكليف ؟: سؤال

:اجلواب معىن تنجيز التكليف هــو أن املـوىل جيعـل التكليـف املقطـوع بـه موضـوعا حلكـم

ـــ أي امتثـال التكليــف ــــ وصحــة العقـاب علـى خمالفتـه )١(ه العقـل بوجـوب امتثالـ

مبعـىن " موضوع احلكـم " فيأيت إىل ذهنك مصطلح " موضوع " قـد تقرأ هنا كلمـة )١(م كمقدمات الواجب اليت ال بد أن يـأيت ـا املكلـف أو شـروط احلكم ومقدمات احلك

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 292: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٢٩٢ -

ــا ؛ فـــال بـــد مـــن وجـــود موضـــوع " موضـــوعا حلكـــم : " إذا مل ميتثلـــه ، وإذا قلنـ، " التكليـف املقطـوع بـه جيـب امتثالــه " وحممـول أو مبتـدأ وخـرب ، فالقـضية هـي

قطــع املكلــف + التكليــف (أي " الـتكلـيــف املقـطــوع بــه " املوضـوع أو املبـتـدأ هـو " .جيب امتثاله " ، واحملمول أو احلكم أو اخلرب هو ) بـه

وهــذا الوجــوب يقــول بــه العقــل ، فــالتكليف املقطــوع بــه جيــب امتثالــه حبكــم العقــل ، والقطــع يوجــب االمتثــال ، فــإذا قطعــت بــالتكليف فإنــك تكــون قــد حققــت

طاعــة ، لــذلك فإنــه جيــب عليــك امتثــال موضــوع حكــم العقــل بوجــوب االمتثــال وال ــه ، وإذا مل ميتثــل املكلــف يكــون مــستحقا للعقــاب ، وإذا قطــع التكليــف املقطــوع ب

ــ ـــف فــ ـاملكل ـــدم التكلي ــه وال يكــون مــستحقا للعقــاب ـف بع ــز علي إن التكليــف ال يتنج مقدمات الوجـوب وهي الشـروط اليت جتعل احلكم فعليـا يف حـق املكلـف كـالزوال بالنسـبة إىل صالة الظهر ، ولكن ما يقصد هنا هـو املوضــوع يف مقابـل احملمـول ال

يف مقابـل املوضـوع الذي هـو شـروط احلكم ، وميكن أن نطلـق علـى املوضــوع ، ونطلـق على املوضــوع مبعـىن شــروط احلكـم " املوضـوع املنطقي " احملمـول

، فهنا نريد املوضوع املنطقـي ال املوضـوع األصـويل ، " املوضوع األصويل " ومقدمـاته فالتكليف ليس شـرطا لوجوب االمتثال بل التكليف موضوع لوجوب االمتثـال ، وميكـن

إذا كان مـصنوعا مـن -اجلنب : ن موضوع احلكم ، مثال جعـل شروط احلكم كجزء ضم حـرام ، فالشرط يف املثـال يكون قيدا للموضوع ، وميكن أن نطلـق علـى -دهن اخلرتير

اجلنب املوضـوع املنطقي ، ونطلق على الشـرط املوضـوع األصـويل للتمييـز بينـهما ، حـرام ، ويكـون -ن اخلرتير املصنوع من ده -اجلنب : وميكن جعل املثال بشكل آخر هو

الوصف قيـدا للموضوع املنطقي ، وميكن أن نطلـق عليه املوضـوع األصـويل ، فيكـون املوضـوع األصويل قيدا للموضوع املنطقي ، وميكن جعل القيد ضـمن املوضـوع ونطلـق

+ اجلـنب : ( عليهما معا املوضوع املنطقي ، فيكون املوضوع املنطقي مركبا من شيئني مهـا ) .ملصنوع من دهن اخلرتير ا

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 293: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٢٩٣ -

أي حكــم العقــل بعــدم مــسؤولية " معذريــة القطــع " ويكــون معــذورا ، ويطلــق عليــه .جتاه التكليف املقطوع بعدمه املكلف

:أمهية حبث احلجية عند األصويل ـــ ـــ واخلـــصوصية الثانيـــة ــــــ احملركيـــة ـــ ـــ الكاشـــفية ـــ إن اخلـــصوصية األوىل ـــبديهيتان وال حتتاجان إىل إقامة الـدليل عليهمـا ألمـا أمـران وجـدانيان عنـد كـل

الكاشـفية وأن لـه احملركيـة ، إنسـان ، فإن كل إنسـان جيـد يف نفـسه أن القطـع لـه سـبـة للقطـــع والكاشـــفية فــإن الكاشفيـــة بديهيـــة ألن ثبـــوت الــشيء لنفــسه ـــوبالن

أي " القطــع قطــع " كــذلك نقــول إن " اإلنــسان إنــسان " بديـــهي ، فكمــا نقــول إن .كاشف ألن القطع والكاشف لفظان هلما نفس املعىن

سان يـشـعر ـا وجـدانا ألنـه إذا قطـع باملـاء وأمـا بالنسبـة للمحركية فإن اإلنـ يف الــصحراء مــثال فإنــه يتحــرك إىل حتــصيله ، ولكــن ملعرفــة أن احملركيــة أمــر بــديهي ال بــد مــن إثبــات أــا الزم ذايت بــين بــاملعىن األخــص أو بــاملعىن األعــم ،

تـاج ولكن إذا قلنـا بأا الزم ذايت غـري بـين فإـا ال تكـون بديهيـة بـل نظريـة حت امـة الربهـان ، ولنـأت إىل األقـسام املختلفـة لـالزم الـذايت حـىت يتبـين لنـا ـإىل إق

:أن احملركية من أي األقسام :ـــ الالزم الذايت البين باملعىن األخص ١

هـو مـا يلزم من تـصور ملزومـه تـصوره بـال حاجـة إىل توسـط شـيء آخـر ، أو ــك مــا يكفــي يف اإلذعــان واجلــز ــول عليهــا ذل ــذات احملم ــصور ال ــه ت ــصديق ب م والت

ــ ــصور الزمــه واإلذعــان باملالزمــة ـال ــا يف ت ــصور امللــزوم كافي ــا يكــون ت الزم ، أو مبينهما ، وال حيتـاج إىل إقامـة الربهـان ، مثـل الزوجيـة لألربعـة ، فبمجـرد مـا أن

.ا نتصور معىن األربعة نتصور معىن الزوجية بال توسط أي شيء آخر بينهم

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 294: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٢٩٤ -

:ـــ الالزم الذايت البين باملعىن األعم ٢ــزم هــــو مــــا يلــــزم مـــن تـــصوره وتـــصور امللـــزوم وتـــصور النـــسبة بينـــهما اجلـــل االثــنني نــصف األربعــة ، فــإذا ــة ، وال حيتــاج إىل إقامــة الربهــان ، مث باملالزم

بعـة تصـورت االثنني تغفـل عن أنه نصف األربعة ، ولكـن إذا تـصورته وتـصورت األر وتصـورت النسبـة بينهما جتـزم أنـه نـصفها ، فـاجلزم بـأن احملمـول الزم للموضـوع ــىن النــصف ، ومثــل ــىن األربعــة ومع ــىن االثــنني ومع ال حيتــاج ألكثــر مــن تــصور معوجــوب املقدمــة لوجــوب ذي املقدمــة كالــصالة والوضــوء ، فــإذا تــصورت وجــوب

توقــف الــصالة الواجبــة الــصالة وتــصورت الوضــوء وتــصورت النــسبة بينــهما وهــي .عليه حكمت باملالزمة بني وجوب الصالة ووجوب الوضوء

:ـــ الالزم الذايت غري البين ٣ هـو مـا ال يكفي تصور الطـرفني والنـسبة بينـهما للجـزم باملالزمـة ، بـل حيتـاج إثبات املالزمة إىل إقامة الـدليل والربهـان عليهـا ، مثـل احلكـم بـأن جممـوع زوايـا

ثلـث يسـاوي قـائمتني ، فإن اجلــزم باملالزمــة يتوقــف علـى الربهـان اهلندسـي ، امل .وال يكفي تصور زوايا املثلث وتصور القائمتني وتصور النسبة للحكم بالتساوي

:اخلالصـة معىن الالزم الذايت البني مطلقـا ـــ أي بـاملعىن األخـص وبـاملعىن األعـم ــــ مـا

ــاج إىل أكثــر مــن التــصور وال كــان لزومــه بــديهيا أل ن ثبــوت املالزمــة فيهمــا ال حيتــاج إىل ـحي ــوعات ال حيتـ ــوالت للموضـ ـــوت احملمـ ـــان ، فثبـ ـــتدالل وبرهـ ـــاج إىل اسـ تـ

برهــان ، والــالزم الــذايت غــري الــبني مــا كــان لزومــه نظريــا ألنــه ال ميكــن اجلــزم ــوت احمل ــدليل ، وثبــ ــة الــ ــان وإقامــ ــق الربهــ ــن طريــ ــه إال عــ ــة فيــ ــوالت باملالزمــ مــ

.للموضوعات حيتاج إىل برهان

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 295: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٢٩٥ -

من أي أقسام الالزم الذايت تكون احملركية للقطع ؟: سؤال :اجلواب

مـن أقسام الـالزم يتـضح أن احملركيـة للقطـع الزم ذايت بـين بـاملعىن األخـص ألنـه يكفـي للجـزم بثبـوت احملركيـة للقطـع تـصور معـىن القطـع فينتقـل الـذهن إىل

بــال توســط أي شــيء آخــر بينــهما ، والقــاطع إذا تعلــق غرضـــه معــىن احملركيــة .باملقطوع حترك ال حمالة إىل حتصيله

:احلجية هي البحث املهم عند األصويل ـــ أي الكاشــفية الــيت هــي ذاتيــة للقطــع ، واحملركيــة ـ وه اتـــان اخلــصـوصيتان ــ

همـــا ، ولكـــن الـــيت هـــي الزم ذايت للقطـــع ــــــ ال مـــان األصـــويل وال يبحـــث في اخلصـوصية الثالثـة ـــ أي احلجية ـــ هي الغـرض املهـم عنـد األصـويل ، فالكاشـفية

ما ألن األصــويل يف علــم األصـول غرضــه البحــث ـواحملركيــة ال شـــأن لألصـــويل ـ ن احلجيـــة حــىت يــسـتطيع أن يــسـتدل باألدلــة يف اســتنباط احلكــم الــشرعي ، ـعــ

ل حجيـــة القطـــع ألنــــه يبحـــث عــن التنجيـــز فيكــون حبـــث األصـــويل دائــــرا حـــو والتعـذير ، أي تنجــيز التكليـف الـشرعي علـى املكلـف القـاطع بـه ، وتعـذير املكلـف من امتثـال التكليف الشـرعي عنـد القطـع بعـدم التكليـف ، فإمـا أن يكـون التكليـف

عـدم منجزا عـلى املكلف عند القطع بـالتكليف ، وإمـا أن يكـون املكلـف معـذورا يف امتثـال التكليـف عنـد القطـع بعـدم التكليـف ، فبحـث األصـويل ينـصب علـى هـذين

ــا حيــتج علــى : اجلــانبني ــد املــوىل حينم ــون بي ــة تك ــة ، واملنجزي ــة واملعذري املنجزي .املكلف ، واملعذرية تكون بيد املكلف حينما حيتج على املوىل

ـــة احلجيـــ : إذن ـــن حيثيـ ـــع مـ ـــن القطـ ـــث عـ ـــويل يبحـ ــز األصـ ـــ أي التنجيـ ة ـــ .والتعذير ـــ ألن هذه احليثية هي اليت تتناسب مع غرضه

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 296: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٢٩٦ -

ــري ــث غـ ــيء ثالـ ــي شـ ــة ، فهـ ــفية واحملركيـ ــن الكاشـ ــر خيتلـــف عـ واحلجيـــة أمـــع يف ــا نقـ ــفية فإننـ ــالقطع ومل نـــسلم بالكاشـ ــلمنا بـ ــم إذا سـ ــا ، نعـ مـــستبطن فيهمـ

ه إثبـات الــشيء ونفيــه يف التنـاقض املنطقــي ألن القطـع هــو الكاشــفية ، وهـذا معنــا .نفس الوقت وهو مستحيل

إذا سلمنا بالكاشفية واحملركية ومل نسلم باحلجية فهل يلزم من ذلك : سؤال التناقض ؟

:اجلواب ــين التــسليم باحلجيــة لعــدم ــك ال يع إذا ســلمنا بالكاشــفية واحملركيــة فــإن ذل

مـا مـع عـدم التـسليم باحلجيـة ، وجـود مالزمـة بينهـا وبينهما ، فيمكن التـسليمــا لـــو كانـــت احلجيـــة ذات وال نقـــع يف التنـــاقض املنطقـــي ألن التنـــاقض ينـــشأ فيمـالكاشـفية أو ذات احملركيـة أو اجلــزء املقــوم إلحـدامها ، ومــع ثبـوت التغـاير بينــها

.وبينهما فال يلزم من التسليم ما مع إنكارها التناقض املنطقي وىل وهــــي الكاشــــفية هــــي ذات القطــــع ومعــــىن القطــــع ، إن اخلــــصوصية األ

واحلجيـة ليسـت معىن للقطـع وال جـزء املعـىن املقـوم لـه ، واخلـصوصية الثانيـة أي احملركيـة الزم ذايت وأثـر تكـويين للقطـع ، واحلجيــة غـري احملركيـة ، نعـم احلجيــة

ابتـة للقطـع الزم ذايت وأثر تكويين آخر للقطـع ، لـذلك فـإن احلجيـة واملنجزيـة الث حباجـة إىل حبــث خــاص وإقامـة الــدليل والربهــان عليهــا ألـا ليــست مــن األمــور

، واحلجيـة الزم ذايت غـري بـين ، فكيـف تثبـت )١(البديهية بل من األمور النظرية احلجية للقطع ؟

إذا كان القطع لـه الكاشفية واحملركية فالزم ذلك أن يكون لـه احلجيـة ألن :إشكال )١(

.احلركة حنو ما يقطع به الشخص هي حركة الإرادية

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 297: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٢٩٧ -

ما هي العالقة بني احلجية والقطع ؟: وبعبارة أخرى

:البحث يف منجزية القطع

:وجد هنا قضيتان ت

:القضية األوىل ، كما "املنجزية واحلجية ثابتة للقطع ألا الزم ذايت له " : قـول املشهـور

نــار ، ولكـن هــذا املثــال ليــس تامـا ألنـه ميكـن التفكيـك ـأن احلـرارة الزم ذايت لل ، فـيمكن )١(بني احلرارة والنار كما يف نار سيدنا نـيب اهللا إبـراهيم عليـه الـسالم

. هذا قد يكون صحيحا يف املعذرية ، ولكنه ليس صحيحا يف املنجزية : اجلواب

ميكن التفكيك بني احلرارة والنار ألن ما حدث لنار إبراهيم عليـه قد يقال إنه ال :إشكال )١(السـالم كان من بـاب املعـجزة ، وال ميكن أخذ املعجزة على أا قاعـدة وأنـه ميكـن

.التفكيك بني احلرارة والنار املعجزة ال تطال األشياء املستحيلة ، فإذا كان الشيء مستحيال فـإن املعجـزة ال :اجلواب ـل املستحيالت ، املعجـزة تكون ضمن القوانني الكونيـة الطبيعيـة ، يكون الـشيء تفع

ممكنا فيقع ، فأوال ال بد أن يكون الشيء ممكنا حىت بالتايل يقال بوقوعـه ، وأمـا إذا كـان مستحيال فال ميكن وقوعـه ، لو سألنا أنه هل ميكن هللا تعاىل أن جيعل العامل كلـه يف بيـضة

ري العامل وعدم تكبري البيضة ، نقول إن ذلك مستحيل حـىت عـن طريـق بشـرط عدم تصغ املعجزة ال ألن اهللا عز وجل عاجز بل ألن هذا الشيء ال ميكن أن يقـع ، فالعيـب لـيس يف الفاعل وهـو اهللا عز وجل ، وإمنا العيب يف القابل وهو هذا الـشيء ، ويف روايـة عـن أيب

هـل يقدر ربـك أن يـدخل : ري املؤمنني عليـه السالم قيل ألم: عبداهللا عليه السالم قـال إن اهللا تبـارك وتعـاىل ال " : الدنيـا يف بيضـة من غري أن تصغر الدنيا أو تكرب البيضة ؟ قال

، إذن ) ١٠ ح ١٤٣ ص ٤حبار األنـوار ج . ( "ينسب إىل العجز ، والذي سألتين ال يكون فهو شيء ممكن ولكن النــاس ال ميكـن أن املعجـزة تكون يف الشيء املمكن الوقـوع ،

.يفعلوه ، والنيب عليه السالم ميكن أن يأيت بالشيء املعجز اخلارق للعادة بقدرة اهللا تعاىل

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 298: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٢٩٨ -

تصـور نـار بـال حـرارة ، واملثـال الـصحيح هـو أن الزوجيـة الزم ذايت لألربعـة ألنـه ــا حتققــت ــة دائمــا زوج ، وكلم ــة ، فاألربع ــة واألربع ــك بــني الزوجي ال ميكــن التفكيــتالزم ــة لوجــود ال األربعــة حتققــت الزوجيــة ، وكلمــا حتقــق القطــع حتققــت احلجي

ني الالزم الـذايت وملزومـه ، ولكـن النـار ليـست دائمـا بينهمـا وال ميكن التفكيـك ب حـارة ألنـه ميكن التفكيك بني احلرارة والنـار ، فـالقطع بذاتـه يـستلزم املنجزيـة ، واملنجزيـــة هــي احملمـــول اخلـــارج عــن ذات القطــع والــالزم لــه حبيــث يـــستحيل

.التخلف عنه ألنه ال ميكن ختلف الالزم الذايت عن ملزومه ، وهـذا مـا حيكـم بـه العقــل ، )القطـع منجـز ( : بـارة أخـرى خمتـصرة وبع

فالعقـل يــدرك حجيـة القطــع ، وال ميكــن سـلب املنجزيــة عــن القطـع مبعــىن أنــه ال ميكــن صـــدور ترخيـــص مــن الــشـارع يف مـــوارد القطــع ، وســيأيت نقــاش الــسيد

.الشهيد قدس سره هلذه القضية بعد قليل :القضية الثانية

يـستحيل أن تنفـك احلجيــة عـن القطـع ألن الــالزم الـذايت يـستحيل أن ينفــك عــن ملزومـــه ، وهـــذا مـــا يقــول بــه العقــل ، فكمــا أن العقــل يــدرك حجيــة القطــع ــتحالة ــذه االسـ ـــع ، وهـ ـــن القطـ ـــزول عـ ــن أن تـ ـــة ال ميكـ ــدرك أن احلجيـ ــذلك يـ كـ

ـــة عقليـــة ، فــال ميكــن ســـلب املنجزيـــة عـــن القطـــع ، و ــك اسـتحال الزوجيــة ال تنفعقـال عن األربعـة ، وال ميكن التفكيك بـني األربعـة والزوجيـة ال يف اخلـارج وعـامل ــه أن ــصور ، حــىت أن املــوىل ال ميكــن ل ــذهن وعــامل الت ـــع اخلــارجي وال يف ال الواقيفكك بني احلجيـة والقطـع كمـا أنـه ال يـستطيع أن يفكـك بـني الزوجيـة واألربعـة ،

ــيس نقــصا يف ــل ال يف وهــذا ل اهللا ســبحانه وتعــاىل وال ضــعفا ألنــه ضــعف يف القابالفاعـــل كمـــا يــدرس يف مباحــث علــم العقائــد ، فــإذا جــرد املــوىل األربعــة عــن

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 299: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٢٩٩ -

الزوجية فإن األربعـة ال تكـون أربعـة بـل شـيئا آخـر ، وكـذلك إذا جـرد القطـع عـن ــإذا ـاحلج ــل شيئـــا آخـــر ، ف ـــا ب ــإن القطـــع ال يكــون قطع ـــة ف ــإن ي قطعـــت بــشيء ف

قطعك ليس حجة ، أيهـا املكلـف فكـك بـني احلجيـة : " الشـارع ال يأيت ويقول لك ، وال يقــول " إذا قطعـــت باإللـــزام فلــك أن ملــه : " قـــول لـــك ـ، وال ي" والقطـــع

، وهــذا مــستحيل حبكــم " إذا قطعــت بعــدم اإللــزام فأنــت لــست معــذورا : " لــك ــك ــىن القاعــدة العقــل ألن القطــع ال تنف ــدا ، وهــذا مع ــة أب ــة واملعذري ــه املنجزي عن

، فـال ميكـن )١(األصولية القائلـة باسـتحالة صـدور الـردع مـن الـشارع عـن القطـع للمـوىل عقــال أن يلغــي حجيـة القطــع ـــــ أي منجزيتــه ومعذريتـه ـــــ يف أي حــال مــن

يفكــك بــني األحــوال ألنــه يف املالزمــات العقليــة ال ميكــن ألي أحــد حــىت املــوىل أن .الالزم الذايت وامللزوم ، فإذا انفك الالزم عن امللزوم فإنه ال يكون الزما ذاتيا

هل هناك طريقة إلزالة القطـع عـن نفـس القـاطع ألنـه إذا قلنـا بتلـك : سؤال القاعـدة األصـولية فمعىن ذلك أنـه إذا تـورط العبـد يف عقيدة خاطئـة ــــ قطـع

ــ فليس للموىل أن ينبهه على اخلطأ ؟مثال بأن شرب اخلمر حالل ـ

:اجلواب

ــأن ــاطع ب ــس الق ــه مــن نف إن نفـــس القطـــع مبــا هــو قطــع ال تــستطيع أن تزيلـــت للقــاطع ـــره بــذلك ألنــك إذا قل ، فإنــه " ال تقطــع أو ال ــتم بقطعــك : " تأم

، " أنا قاطع فكيـف تقـول يل ال تكـن قاطعـا أو ال ـتم بقطعـك ؟ : " سيقول لك

إن هـذه االستحالة ليست استحالـة ذاتيـة ، بل هـو قبيح ألنه ال يليق بـاملوىل عـز )١(ولكنه ال يفعل ، واملـوىل عـز وجل ، فهو سبحانـه يستطيع أن مينع عـن األخـذ بالقطع

وجل ال يفكك بني القطع واحلجية ألنه خالف العدل اإلهلي ، وما ميكن له فعله هـو تغـيري .مقدمات القطع ليزول القطع

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 300: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٣٠٠ -

فال ميكن للموىل التفكيك بـني القطــع واحلجيــة ، ولكنـه يـستطيع أن يزيـل القطـع ــك يقــول لــه مــثال اآلن ال يوجــد عنــدك : " بإزالـــة مقـــدماته وأسبابـــه مث بعـــد ذل

: ، فتـسـتطيع أن تزيـل مقـدمات القطـع وأسـبابه ، فتـسأله " قطـع بل يوجــد شــك دليل علـى قطعـك ؟ ، فيقـول إنـه وصـل إىل ملاذا قطعـت ـذا الشيء ؟ ومـا هـو الـ

هذا القطع هلـذه األسـباب ، فتـأيت وتنـاقش يف املقـدمات واألسـباب الـيت أدت إىل صــغرى : ذا القطــع عنــده ألن القطــع نتيجــة ، والنتيجــة توجــد هلــا مقــدمتان ـهــ

ــأيت إىل املقــدمات ــاس ، فن ــق يف مبحــث القي ــم املنط ــا أخذنـــا يف عل وكــربى ، كمأ الصغـرى أو خطأ الكـربى ، فـإذا بينـا خطـأ إحـدى املقـدمتني بالـدليل ونبين خطـ

إن القطـــع يــزول ، فيقتنــع خبطــأ مقدماتــه وبالتــايل يــزول قطعــه ، ـوالربهــان فــ فيخــرج عــن كونــه قاطعــا بــدال عــن أن تفكــك بــني القطــع واحلجيــة ألنــه يــستحيل

ــس القـــ ـــن نفـ ـــع مـ ـــل القطـ ــهما ، وتـــسـتطيع أن تزيـ ــك بينـ ــأ التفكيـ اطع ببيـــان خطـمقدماتـه ، فـإذا أزلـت القطـع مـن نفـسه فإنـه ال يوجـد قطـع ، وإذا ال يوجـد قطـع فـال توجــد احلجيـة ، ويف املثــال الـسابق ميكــن للمـوىل التنبيــه علـى اخلطــأ وإخبــار العبد بـأن اخلمـر لـيس مباحـا ألن ذلـك يزيـل القطـع مـن نفـس العبـد ، والقاعـدة

لة صـدور الـردع مـن املـوىل عـن العمـل بـالقطع مـع األصوليـة السابقة تقول باستحا بقــاء القطـــع ثابتـــا ، فــإذا حتـــول القطـــع إىل شـــك فالقــضية تكــون ســالبة بانتفــاء املوضـوع ، فـال جتـري لوازم القطــع ، والقـاطع حبليـة شـرب اخلمـر ميكـن للمـوىل

ه علــى أن يزيــل قطعـــه ولكــن مـــن املــسـتحيل أن يردعـــه عــن العمــل بقطعــه ويعاقبــ .ذلك ما دام قطعه ثابتا ويقينه باحللية قائما

:١مثـال : إذا كانت عندنا صورة حصان معلقة على احلائط ، فنقول

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 301: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٣٠١ -

. هذا حصان :املقدمة الصغرى . وكل حصان يصهل :املقدمة الكربى

. هذا احلصان يصهل :النتيجة

صــورة والــصورة ال تــصدر ار عنــدنا قطــع بــأن هــذا احلــصان يــصهل مــع أنــه ـصـــ ف صوتا ، فأين اخلطأ هنا ؟

، وهـذا " هـذا حـصان : " اخلطأ لـيس يف الكـربى بـل يف الـصغرى حيـث قـال ، فلـم يتكـرر احلـد األوسـط ، " هذه صورة حـصان : " خطأ ، والصحيح أن يقول

ج ، ال بـــد أن يتـــكرر احلـــد األوســـط= ب ، و ب = ج يف أ = ىت نـقـــول إن أ ـفحـــــا أ ـــإذا قـلـنـ ــ= ب ، و د = ب ، فـ ـــم ـج ، فـ ـــج ألن ب لـ ـــاس ال ينـتـ ـــذا القـيـ إن هـ

ج ، فنـــأيت إىل املقـــدمتني ونثبـــت = يتـكـــرر يف املقـــدمتني ، وكانـــت النتيجــة أن أ قطعـك : " خطـأ إحدامهـا فيـزول القطـع ، وأمـا إذا أتيـت مباشـرة إليـه وقلـت لـه

أنـا قـاطع وقطعـي حجـة فيجــب أن : " فـسيقول لــك ، " ال ـتم بــه وال تأخــذ بـه ــه ــك ألن " آخــذ ب ــه ال ميكــن ذل ــة والقطــع فإن ــك بــني احلجي ــإذا أردت أن تفك ، ف

التفكيــك بينــهما مــستحيل ، فتــأيت بــدل ذلــك إىل املقــدمات وتثبــت خطــأ إحــداها .فيزول القطع

:٢مثال الـشخص ونثبـت شـخص أخـرب خبـرب فقطعـت ـذا اخلـرب ، فنـأيت إىل هـذا :)١(أنه ليس بثقة ، فيزول القطع ، وجنعله على شكل القياس التايل

حبث القيـاس يف علم املنـطق من أهـم البحوث اليت حنتاجها يف علم األصـول وعلـم )١(

ج ، = ب ، وب = صة الشكل األول وهـو أ الفقه ، فال بد من معرفة األشكال األربعة وخا ج ، واملسائل الشرعية قائمة على القياس املنطقي ، واسـتنباط األحكـام = فتكون النتيجة أ

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 302: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٣٠٢ -

. هذا ثقة :الصغرى . وكل ثقة خربه صادق :الكربى . هذا الثقة خربه صادق :النتيجة

فنــأيت إىل املقـــدمات ونثبـــت خطـــأ إحــداها عـــن طريـــق الـــدليل والربهـــان ، ئـــة ، فنثبــت خطــأ املقدمــة الــصغرى بــأن الكــربى صحيحـــة ، ولكــن الــصـغرى خاط

.هذا ليس ثقة ، وبذلك نثبت خطأ النتيجة ، فيزول القطع من نفسه الشـرعية قائم على القيـاس املنطقي ، لذلك يقال إن من ال يعرف القياس املنطقـي ال ميكـن أن

: ٢٥ص ) قيح كتاب االجتهاد والتقليد التن( يكون فقيها ، ويقـول السـيد اخلوئي قدس سره يف وأما علم املنطق فال توقف لالجتهاد عليه أصال ، ألن املهم يف املنطق إمنا هو بيان مالـه دخالـة يف "

االستنتاج من األقيسـة واألشكال كاعتبار كلية الكربى وكون الصغـرى موجبة يف الـشكل األول مما يعرفـه كل عاقـل حىت الـصبيان ، ألنـك إذا مع أن الشـروط اليت هلـا دخل يف االستنتاج

هـذا حيوان ، وبعض احليـوان موذ ، مل يتـردد يف أنــه ال : قولك - على أي عاقل -عرضت .ينتج أن هذا احليوان موذ

وعلى اجلملـة املنطق إمنا حيتـوي على جمـرد اصطالحات علميـة ال متسها حاجـة اتهـد به مما له دخل يف االجتهاد بعد معرفة األمور املعتربة يف االستنتاج بـالطبع ، بوجـه ، إذ ليس العلم

والذي يوقفك على هذا مالحظة أحوال الرواة وأصحاب األئمة عليهم أفضـل الصالة ألم كـانوا يستنبطون األحكام الشـرعية من الكتاب والسنة من غري أن يتعلموا علم املنطـق ويطلعـوا علـى

انتهى" .يثة مصطلحاته احلد ولكن هـذا ال يعين أن مل املباحث األخـرى يف علم املنطق ألا مقدمات لبحث القيـاس ، والقيـاس يبحث من حيث املادة والصورة ، فال بد من معرفة معىن املادة والصورة ، وال بــد أن

اليقني ، ويأيت معـىن تكون املقدمات يقينيـة حىت حنصل على نتيجة يقينية ، فال بد أن نعرف معىن اليقني يف أول مباحث علم املنطق ، وحنتاج إىل حبث املعرف حىت نعرف األشياء بـشكل صـحيح ، ونستطيع بالتايل أن نستعمل هـذا التعريف الصحيح يف القياس ، فبحـث التـصورات مقدمــة

هو القيـاس ، فكلـها لبحث التصـديقات ، والبحوث متسلسلة ، ويف حبث التصديقات أهم حبث .فروع هلـذا النهر

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 303: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٣٠٣ -

:٣مثال طـــع ابنـــك بــأن الــسائـل املوجـــود أمامــه مــاء وكــان يريــد شــربه ألنــه ـ إذا ق

؛ فإنــه لــن يــسمعك ، ولكــن تــستطيع أن " ال تــشرب : " عطــشان ، فــإذا قلــت لــه كريوســني مــثال ، فأنــت مل تلــغ حجيــة القطــع وإمنــا غيــرت مقــدمات تثبــت لــه أنــه

:القطع ، وميكن توضيحه بالقياس التايل . هذا السائل ماء :املقدمة الصغرى . وكل ماء ميكن شربه :املقدمة الكربى

. هذا املاء ميكن شربه :النتيجة ــاس الكــربى صــحيحة ، ولكــن الــصغرى غــري صــحيحة ــذا القي ألن هــذا يف ه

ــشرب ــدك وال ي ــد ول ــزول القطـــع عن ــذلك ي ــل كريوســـني ، وب ــاء ب ـــس م ــسائـل لي ال .السائل ألنه كريوسني وليس ماء

ميكــن للمــوىل أن يتـــدخل ويغـــير القطـــع ، فيــأيت الــسؤال : بعبـــارة أخـــرى :التـايل

ملاذا يقال إن الشارع ال يستطيع أن يتدخل إلزالة القطع ؟ :اجلواب

: إن إزالة القطع هلا معنيان :أن يأيت الشارع إىل مقدمات القطع : املعىن األول

هــــذه املقدمــــات الـــيت اســــتند إليهــــا اإلنـــسـان للوصـــول إىل القطـــع ، فيـــأيت ــضها خــاطئ غــري صــحيح ، ــا بع ــدمات الــيت اســتندت إليه ــول إن املق ــشـارع ويق ال

ــدمات يثبــ ـوب ـــذه الطريقــة طاملــا أن املق ــدك فتكــون النتيجــة الــيت ه ت خطؤهــا عن .وصلت إليها ليست قطعية ، وبالتايل يزول القطع من نفسك

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 304: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٣٠٤ -

:أن يأيت الشارع إىل نفس القطع : املعىن الثاين

ــاطع ـــول للق ـــس القطـــع ويق ــشـارع إىل نف ــأيت ال ـــه واســتبدله : " في ال ــتم بــشـخص قاطــ " بقطـــع آخـــر ــيقني فكيــف ، وهـــذا ال ميكــن ألن هـــذا ال ــده ال ـع وعن

نطلب منــه عــدم القطــع أو استبدالــه بقطــع آخـر ألنـه لـن يقبـل أن يغيـر قطعـه ، ! " .أنا قاطع بذلك فكيف ال أستند إىل قطعي ؟: " فهو سيقول

بالطريقــــة األوىل ميكــــن للــــشارع أن يتــــدخل إلزالــــة القطــــع ، ولكــــن : إذن وإن قلنـا بـأن الـشارع يتـدخل فـإن املكلـف لـن بالطريقة الثانية ال يتدخل الـشارع ،

ــ ــك عــن القطــع حــىت وإن كــان قطعــه غــري مطــابق ـيقب ــك ألن احلجيــة ال تنف ل ذلواقـــع ألن القـاطـــع حـــني قطعـــه يعتقـــد أن قطعـــه مطـــابق للواقـــع ولــن يقبـــل أن ـلل

.يقـال له إن قطعك غري مطابق للواقع

اقطــع : " لــن يـــأيت الــشـارع ويقـــول لـــه مثـــال املكلــف القاطـــع بوجـــوب شــيء ــس الوقـــت قطعـــت " باإلباحـــة ــالوجوب ويف نفـ ؛ ألن املكلـــف ســـيقول إذا قطعـــت بـ

باإلباحـــة فــإن هـــذا مــسـتحيل ألنـــه يوجــد تنــاف وتــضاد بــني الوجــوب واإلباحــة ، هــل ميكـن أن أقــول للـشيء الواحــد ! فكيـف أقـطـع بأمـرين متـنافيني متضـادين ؟

!وأسود يف نفس الوقت ؟أبيض

تـدخل الــشارع إلزالــة القطــع حبكــم واقعـي ال ميكــن لوجــود التنــايف بــني : إذن .األحكام الواقعية

ولكن ما يقطـع بـه املكلـف قـد ال يكـون مطابقـا للواقـع ، فـإذا مل : قـد يقـال ع بـه يكن مطابقا للواقع فال يكون مـا قطـع بـه حكمـا واقعيـا ، وإمنـا هـو حكـم قطـ

.املكلف ، وبالتايل ميكن أن جيتمع حكم واقعي وحكم ليس واقعيا

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 305: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٣٠٥ -

إن املكلـــف عـــندما يقطـــع بــشيء فهــو قاطـــع بأنـــه مطـــابق للواقــع : اجلــواب ـــول ــأيت الــشـارع ويق ــك : " وأنـــه حكــم واقـــعي ، وعـــندما ي قطع ــرــه " غي ، ويعطي

جتمع حكمـان واقعيـان ، واعتقـاده كـاف حكما واقعيـا آخـر ، فهـو باعتقـاده أنـه سـي .هنـا

وأمـا تـدخـل الشـارع بـحـكم ظـاهـري فــال يــمكن أيــضا ألن القاطــع ال يوجــد عنــده شــك أصــال ، ويف حالــة القطــع ال ميكــن التــدخل حبكــم ظــاهري ، واحلكــم

ــاء املوضــوع ، ـــط ، فالقــضية ســالبة بانتف ــشـك فق ـــة ال ــأيت يف حال ويف الظـــاهري يحالــة االحتمــال حيــث يوجــد شــك عنــد املكلــف يــستطيع الــشارع أن يتــدخل حبكــم

.ظاهري حيث إن موضوع احلكم الظاهري موجود وهو الشك يف التكليف

:نقاش السيد الشهيد قدس سره للقضيتني :نقاش القضية األوىل

ألنـها الزم ذاتـي احلجـيـة واملنجـزيـة ثابتـة للقطـع " : الـقـضـيـة األولـى هـي : ، وهذه القضية ليست تامة ، وتأيت املالحظات التالية عليها "لـه

:املالحظة األوىل : توجد هنا عدة أسئلة

هـل مطلـق القطـع يكون حجـة وتكون املنجزية ثابتة لكل قطع أو : السـؤال األول للقطـع ـذا الـشيء ة وتكـون املنجزيـة ثابتـة ـأن القطـع بشـيء معيـن يكون حج

املعين ؟ :اجلواب

مــثال إذا قطعــت بــأن كــوب املــاء موجــود أمــامي اآلن فهــل هــذا القطــع حجــة وتكـون لــه املنجزيــة ؟ ، بــالطبع هــذا القطــع لــيس حبجــة ، إن مطلــق القطــع لــيس

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 306: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٣٠٦ -

حجـة ، وليسـت املنجزيـة ثابتـة لكل قطـع ، بـل احلجيــة ثابتــة للقطـع بـشيء معـين .وع خاص من القطع أي لن

ما هو هذا الشيء املعين الذي إذا قطعت به تكون له املنجزية : السـؤال الثـاين ويصري منجزا على القاطع ؟

:اجلواب هـــذا الـــشيء املعــين هــــو التكليــــف ، إن القطـــع بالتكليــــف هــو الـــذي ينجـــز

وقطعــت ـذا التكليـف فــإن ق القطــع ، فـإذا كـان يوجـــد تكليــف ـالتكليــف ال مطـلـ .هذا التكليف يتنجز عليك

هل القطع بتكليف أي آمر له املنجزية أو القطع بتكليف املوىل : السـؤال الثـالث فقط ؟

:اجلواب افعــل : " لــو كـان شــخص يـسري يف الــشارع وأتـى إليـه شــخص آخـر وقــال لـه

ــشـيء ـــه وأمـــره فهـــل " هـــذا الـ ــشـخص جيـــب أن ، وقـطـــع بتكليـف ـــف هـــذا ال تكليـــل ؟ ، نقــول ــد أن تكــون لآلمــر : يمتث ــه ال ب ــل ألن ــه ال جيــب أن يمتث ال ، إن تكليف

ســلطة علــى الــشخص حــىت يــأمره وينــهاه ، وبــدون الــسلطة ال توجــد قيمــة لكــالم ــإذا كــان صــاحب ســلطة ــون صــاحب ســلطة ، ف ــد أن يك ــشخص اآلخــر ، فــال ب ال

ينفــذ أمــره ألنــه إذا مل ينفــذ أمــره فــإن صــاحب فحينئــذ جيــب علــى الــشخص أن الــسلطـة قـــد جعــــل بعــض العقوبـــات علــى عـــدم تنفيــذ أوامـــره ، وال جيــب علـــى ــنحن بالوجــدان ــك الوجــدان ، ف ــل ذل ـــال أوامــر غــري املــوىل ، ودلي ــشـخص امتث ال

عـــرف أننـــا غــري ملــزمني بتكــاليف غــري املــوىل عنــد القطــع ــا ، إذن القطــع ـن .ف املوىل له املنجزية ال القطع بتكليف أي آمر ال يكون يف مقام املولوية بتكالي

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 307: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٣٠٧ -

هل حنتاج إىل وجود موىل ليزيل قطع القاطع ؟: السؤال الرابع :اجلواب

فلمـاذا يريـد أن يزيــل القطـع ؟ ، فلـو عنـدك قطـع )١( لو مل يكن اآلمــر مـوىل ل قطعك ؟ ، حنتاج إىلـيـد أن أزياذا أرـك فلمـة عليـدي سلطــد عنـبشيء وال توج

هل املوىل يشمل املوىل احلقيقي وهو اهللا عز وجل أو يشمل املوىل العريف أيضا ؟:سؤال )١(

: يوجد قوالن :اجلواب ؛ نقـصد " تكليف وحجة : " عندما نقول :املوىل خيتص باملوىل احلقيقي فقط : القول األول

، نعم كالم املوىل العريف تكون له احلجية ولكـن بـاملعىن اللغـوي املعىن االصطالحي هلمـا والعريف ال باملعىن االصطالحي ، لذلك ال ننـاقش يف علم األصـول تكاليف املـوىل العـريف ألـا ال منا ، فنحن نتنـاول املوىل احلقيقي وهـو اهللا عز وجل ، وأمـا أوامـر املـوايل

هنا ، وإذا أشري إىل املوىل العريف فإنه يشار إليـه اسـتطرادا ، العرفيني فال يهمنا البحث عنها والسيد الشهيد قدس سره مل يرتض االستدالل بأوامر املوىل العريف على أوامر املوىل احلقيقـي ألن القواعد املوجودة عنـد العرف ال يوافق الشـارع عليها كلها ، وإمنـا يؤيـد الـبعض

ايا العرفية قد تكون خمالفة للشرع ، وحنـن ال ننظـر إىل ويرفض البعض اآلخر ، فبعض القض أعراف اتمعات اليت تسمى باتمعات اإلسالمية ، فهناك بعض األعراف االجتماعيـة الـيت يندى هلـا جبني اإلنسانيـة من انتشـار الفسـاد واالحنـراف ، فعـرف النــاس مبـا

شرعة مبا هم متشرعة ، وعرف املتشرعة مبـا هـم ناس ال ينظر إليه ، وإمنا ينظر إىل عرف املت .هم عقالء مع إمضاء الشارع له ال أكثر من ذلك

فـالقطع بتكـاليف :املوىل يشمل املوىل احلقيقي واملوىل العريف أي املوىل مطلقا : القول الثاين قطـع املوىل العريف يكون منجزا أيضا ألنه يستطيع أن يثيب وأن يعاقب من حتت يـده ، إن ال

بتكاليف أي آمـر ال ينجز التكليـف ، فإذا مر بك شـخص يف الشـارع وأمـرك بـأمر فإنك قاطع بأنـه أصدر إليك األمـر وأنـه يريد منك هـذا التكليـف ، ولكـن عقلـك يقـول لك بأنـه ال جتب طاعتـه ألنـه ليس موىل وألنـه ليس لــه حـق الطاعــة

.موىل ألبنائه ألن له حق الطاعة عليهم عليـك حىت تطيعه ، وأما مثل األب فهو

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 308: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٣٠٨ -

املوىل هنــا ألننــا اآلن يف قـضيـة استنبــاط األحكـام الـشـرعية الـيت يريـدها املـوىل عـز وجـل ، يف السـابق كان يوجد عبيـد وهلـم سـادة ، فـإذا مل تكـن للمـوىل سـلطة

: ـول لــه عـلى الـعـبـد فـإن الـعـبـد لـن يطيـعـه حىت لــو أزال قطـعــه ألن العبــد سيقـ ، فمثــال لــو كــنت تـسري يف الـشارع ورأيـت شخـصا يقـول " أنت ال شـأن لـك يب "

ــك ـــه فــسيقول ل ـــل قطع ــك يف : " إنـــه قاطـــع بــشيء وتريـــد أن تزي أنــت ال دخــل ل، ولكـن تـستطيع أن تزيـل قطعـه " قطـعي وعـدم قطـعي ألن لـيس لـك سلطــة علـي

ال تأخـذ بـالقطع فـإن هـذا : " قـول لـك إذا كان لك سلطة عليه ، فيـأيت املـوىل وي ، وذاك الـذي " القطـع ليس حبجـة ألن قطعـك مل يعتمـد علـى مقـدمات صـحيحة

، فمـن عنـده " رغمـا عـن أنفـك هـذا القطـع حجـة : " يسري يف الشارع يقـول لـك الــسلطـة لـــه احلــق يف أن يزيـــل القطـــع عــن طريــق إزالــة مقــدمات القطــع ، وهــذا

ــ ــسـري يف ـال ــك ذي ي ــشارع يقــول ل ــك أســباب قطعــي ألن : " ال ــد أن أذكــر ل ال أري " .معرفة هذه األسباب ليست من شأنك ، فلماذا تسأل عن أسباب قطعي ؟

:النتيجــة قـال املشـهور إن املنجزيـة ثابتة للقطـع ، فنقـول نعـم إن املنجزيـة ثابتـة وتابعـة

ـــة وتابعـــة للقطـــع بتكليـــف املــوىل فقــط ال بتكليــف أي آمــر ؛ للقطـــع ، ولكنهـــا ثابتســـواء كــان املــوىل مــوىل حقيقيـــا وهـــو اهللا عـــز وجـــل أم مــوىل عرفيــا كالــسيد بالنسبـة لعبــده ، وهــذا تـصحيح علـى القـضية األوىل ، فمـن يقطـع بتكليـف معـين من املوىل فإن هذا التكليـف يتنجـز عليـه ال بتكليـف اآلمـر الـذي ال يكـون يف مقـام

ـــة ليــسـت مــن لــوازم القطــع ألــا لــو كانــت مــن لوازمــه لكــان امل ولويـــة ، فاملنجزي

املوىل أعم من املوىل احلقيـقي واملوىل العريف ، فهو يشمل كل من له حق الطاعة : النتيجـة .على من حتت يده وسلطته وسلطانه

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 309: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٣٠٩ -

القطـع بأي شيء حجـة كقطعـك بـأن هــذا الكـوب أمامــك ، ولكـان القطـع بتكليـف أي آمــر حجـــة ، وإمنــا املنجزيـــة مــن لــوازم كــون اآلمــر مــوىل وليــست مــن لــوازم

ثانيـا يكـون القطـع بتكليـف القطع ، فال بد أوال مـن افتـراض أن اآلمـر مـوىل ، مث .هذا اآلمر املوىل هو املنجز هلذا التكليف

:املالحظـة الثانيـة : قلنا إن املنجزية من لوازم كون اآلمر موىل فيأيت السؤال التايل

مـن هـو الـمـولـى ؟ :اجلواب

ل املـوىل هــو مـن لــه حـق الطاعــة ، ومــن لـه حــق الطاعـة هــو مـن حيكــم العقــ بوجـوب طاعته وامتثــال أمـره وتكليفـه واسـتحقاق العقـاب علـى خمالفتـه ، واملـوىل يسـتطيع أن يثيـب إذا امتثـل العبــد تكليفـه ، ويـستطيع أن يعاقـب إذا خـالف العبـد تكليفــــه ، فـــافتراض املولويـــــة يعـــين افتــــراض حـــق الطاعـــــة ووجــــوب االمتثــــال

.واستحقاق العقاب على املخالفة هنــا نالحــظ أن املــوىل هــو مــن حيكــم العقــل بوجــوب امتثــال أمــره وتكليفــه و

إن منجزيــة القطــع معناهــا أن " وبــصحة العقــاب علــى خمالفتــه ، وقلنــا ســابقا القطـع جيعل التكليف موضـوعا حلكـم العقــل بوجـوب امتثالـه وصـحة العقـاب علـى

ينـا وجـوب امتثـال ، فاملوىل هو من جيـب امتثـال أمـره ، واملنجزيـة تعط " خمالفته ــىن املنجزيــة ألن املنجزيــة ــبري آخــر عــن مع ــىن املــوىل هــو تع ـــر ، فيكــون مع األم

؛ " مـولــى يـجــب امتثــال أمـــره : " مـعـنـاها وجــوب طـاعــة الــموىل ، فـإذا قـلـنــا ؛ " منجزيــة وأنــه جيـــب أن تقطــع بتكليــف املــوىل : " قـــول ـفــال حنتــاج إىل أن ن

ره ، فيتـضح أن املنجزيـة افترضـناها مبجـرد افتـراض ـجيــب امتثـال أمـ ألن املوىل

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 310: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٣١٠ -

ــزا ، ـأن اآلمـــر مــ ـــف ، فكــل مــوىل يكــون تكليفــه منج ـــك قطعـــت بالتكلي وىل ال ألنفتكون املنجزية مفترضة يف رتبة سـابقة علـى القطـع ومـستبطنة يف نفـس افتـراض

تكــون ثابتــة قبــل القطــع ، فاملنجزيــة " إن هــذا مــوىل : " املولويــة حينمــا نقــول ر ألن األمـر صـادر بالتكليــف ، فقبــل أن تقطــع بـالتكليف جيـب عليـك امتثـال األمـ

مــن املــوىل ، فــإذا كــان يوجــد لــك مــوىل فتكليفــه منجــز عليــك قبــل أن تــصل إىل القطــع بتكليفــه ، واملنجزيــة مــستبطنة يف نفــس افتــراض املولويــة ألــا مــن شــؤون ــى املكلفــني ، ــاليف عل ــه جيعــل التك ــصه ومميزاتــه وأن املــوىل ومــن صــفاته وخصائ

ـــوازم وشـــؤون حــ ـــة مـــن ل ــوازم وشــؤون فاملنجزي ـــة للمــوىل وليــسـت مــن ل ـق الطاعالقطـع ، واملنجزيـة ثابتـة لتكـاليف املـوىل مبقتـضى مولويتـه ، فاملولويـة هـي املـالك

ــة مــن ـوالــسـبب يف حكــ م العقـــل بوجـــوب طاعـــة تكاليـــف املــوىل ، وليــست املنجزي شــؤون ولــوازم القطــع ، فــالقطع بتكليــف املــوىل لــيس هــو املــالك والــسبب يف حكــم العقــل بوجــوب طاعــة تكــاليف املــوىل أي لــيس هــو املــالك يف ثبــوت املنجزيــة ، بــل

.املولوية هي املالك والسبب والعلة يف ثبوت احلجية

: وحينما نقول

.منجز ) املوىل ( القطع بتكليف :املقدمة األوىل ) .من جيب امتثال تكليفه ( املوىل هو :املقدمة الثانية

.منجز ) من جيب امتثال تكليفه ( القطع بتكليف :يجة فتكون النت

القطـع بتكليـف مـن جيـب امتثـال تكليفـه : وهـي مقدمـة أوىل وجنعل النتيجـة .منجز

. املنجزية هي وجوب امتثال التكليف :واملقدمة الثانية . القطع بتكليف من جيب امتثاله جيب امتثاله :فتكون النتيجـة

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 311: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٣١١ -

ار ملـا هــو الــمفترض ، واملفتـرض هـو أن املــوىل مـن جيـب امتثالــه ، وهـذا تكـر ـــه ، فيكــون احملمــول تكــرارا للموضــوع ، وقبــل أن ـــه جيــب امتثال فمــن جيــب امتثال

، " إن املـوىل هــو مـن جيـب امتثـال تكليفـه : " صـل إىل تعريــف املنجزيــة قــلنا ـنــوب ــي وجـ ــة هـ ــة ألن املنجزيـ ــاج إىل املنجزيـ ــن فـــال حنتـ ــال التكليـــف ، وميكـ امتثـ

، ووجـوب امتثـال التكليـف موجـود قبـل أن تقـول " املنجزيــة " االستغناء عن كلمـة ، " إنــه منجـز ألنـه مـن لـوازم القطــع : " منجـز ، فـالتكليف منجـز قبـل أن تقـول

ـال ؛ تـكـون النتيـجـة أن تكليفـه منجـز ، ف" إن هـذا مـولـى : " وبـمـجـرد أن تـقـول عنــدي تكليــف وأنــا أقطــع بــالتكليف والقطــع يكــون منجــزا : " حتتــاج ألن تقــول

" .للتكليف فيكون التكليف منجزا ، " اإلنــسان إنــسان : " وضـــوع هـــو احملمـــول كمــا نقــول ـ وهـــذا تكــرار ألن امل

وهذا ليس محال بل صـورة محـل ألنـه يف احلمـل يـشترط تغـاير املوضـوع واحملمـول صـح محـل شيء عــلى شـيء ، ويف املثـال الـسابق يوجـد احتـاد بـني احملمـول حىت ي

القطــع بتكليــف مــن : ( واملوضــوع ، ويف املقــام تكــون عنــدنا القــضية التاليــة وهــي ــه ــه ) ( جيــب امتثال ــذكور يف املوضــوع ، ) جيــب امتثال ــرى أن احملمــول م ، فهنــا ن

ول ألن احملمــول جعــل وتــسمى هــذه القــضية قــضية بــشرط احملمــول أو بقيــد احملمــ ، فلـم تـأت بــشيء " زيـد اتهـد جمتهـد : " قيـدا يف املوضـوع ، وهـذا كمـا تقـول

.جـديـد وطــاملا أن املنجزيـــة ليـسـت مــن لـــوازم وشــؤون القطــع بــل مـن لــوازم وشــؤون حـــق الطاعـــة للمــوىل فـــال بـــد أن نعــرف حــدود دائــرة حــق الطاعــة علــى املــأمور

أي شيء توجـد املنجزيـة ، فنـأيت إىل املالحظـة الثالثـة ، ويكـون البحـث لنحدد يف يف حقيقتـه حبثـا عـن حـدود مولويـة املـوىل ومــا نـؤمن بـه للمـوىل مـسبقا مـن حـق

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 312: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٣١٢ -

الطاعة ، وهـذا حبث عقائدي قبــل أن يكـون حبثـا أصـوليا ، فـأوال نبحـث يف علـم ـــك ـــة املــوىل ، وبعـــد ذل ــتم العقائـــد عـــن حـــدود مولوي ـــأيت إىل عـــلم األصـــول لي ن .تطبيق النتائج اليت توصلنا إليها يف علم العقائد

؛ فمعــىن ذلــك أن تكليفــه " إن هــذا مــوىل : " عنــدما نقــول : بعبــارة أخــرى ـــاج إىل الق ـــز ، وال حنـتـ ـــول ـمـنـجـ ــىت نقـ ـــه حـ ـــع بتكليفـ ـــز : " طـ ـــع منجـ إن القطـ

ـــف ــصـل إىل " للتكلي ـــل أن ت ـــوىل جيــب ، فقب ـــه م ـــز ألن ـــه منج ـــإن تكليف القطـــع فــة ــة ، واملنجزيـ ــراض املولويـ ــس افتـ ــستبطنة يف نفـ ــة مـ ـــه ، فاملنجزيـ ـــال تكليفـ امتثـموجــودة ثابتــة قبــل أن تــصل إىل القطــع بــالتكليف ، فاملنجزيــة ثابتــة مفترضــة يف

ثال تكليفه ، وعرفنا رتبـة سابقـة على القطـع بالتكليـف ألن املوىل هـو من جيب امت .منجزية القطع بأنه القطع الذي حيكم العقل بامتثاله

ثــــال التكليــــف موجــــود يف نفــــس املولويــــة قبـــل أن نـــصل إىل رتبـــة ـامت: إذن املرتبـة األوىل هـي مرتبـة املولويـة ، فـاملوىل يـصدر : القطع ، وتوجـد هنا مرتبتـان هــي أن هـــذا التكليـــف تقطـــع بــه فيتنجــز عليــك ، منـــه تكليـــف ، واملرتبـــة الثانيـــة

نقـول إننا ال حنتاج إىل هذه اخلطـوات ألنـه عنـدك مـوىل ، ومـن يكـون مـوىل فـإن تكليفــه يتنجــز ، وقبــل أن تــصل إىل املرتبــة الثانيــة نقــول بــالتنجيز ، فاملنجزيــة

ـــل أن نــصـل إىل القطــع بتكليــف ا ـــة قب ــراض املولوي ـــس افت ملــوىل ، مفترضـــة يف نفبـل أن تصـل إىل القطــع بـالتكليف فـإن التكليـف منجـز عليـك يف رتبـة سـابقة ، ـفق

وال حنتـاج إىل القطــع بـالتكليف حـىت نقــول بـالتنجيز ألن القطــع بـالتكليف يـؤدي إىل حتصيل احلاصـل ، واحلجيـة ثابتـة ألوامـر املـوىل مبقتـضى مولويتـه ، فاملولويـة

ـل بوجـوب الطـاعــة ألوامــر الـمـولــى ، وليــس القطــع هــو هي املالك يف حـكم العـق .املالك لثبوت احلجية

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 313: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٣١٣ -

:املالحظـة الثالثـة حيكــم بأصــل وجــوب طاعــة املــوىل ، فنــأيت إىل العقـــل )١(قـــل ـ إذا كــان الع

:ونطلب منه أن حيدد لنا دائرة طاعة املوىل ، فنسأله السؤال التايل ي حكمـت بطاعـة املوىل مـا هي حـدود حق الطاعة للموىل على أيها العقـل الذ

املأمور ؟

مــاذا يقــول العقــل يف حتديــد حــدود دائــرة مولويــة املــوىل : بعبـــارة أخـــرى ودائـرة حـق الـطاعـة ؟

يف أي شــيء جيـــب علينـــا حـــق الطاعـــة ويف أي شـــيء ال جيـــب ؟ فــإذا حــددنا ملوىل ؟املوىل ففيم نطيع هذا ا

مثـال لـو أمـر السيـد عبـده أن يلـقي نفسـه مــن شـاهق فهـل جيـب علـى العبـد أن يطيـــع ســـيده أو ال جيـــب ؟ ويف أي أمــر يــستطيع املــوىل أن يثيبنــا أو يعاقبنــا ؟ هـل نطيعــه يف كـل التكاليــف املقطوعـة ، أو أوســع مــن ذلــك حبيـث تـشمل دائـرة

ولــو باالحتمــال ، أو أضــيق مــن ذلــك بــأن نطيــع حــق الطاعــة كــل تكليــف منكــشف املــوىل يف كــل التكــاليف املقطوعــة الــيت تــأيت عــن طريــق الــشرع فقــط دون طريــق

العقل ؟

إن الذي حيكم ـذا احلكم هو العقل العملي ال العقل النظري ، وهذا التقسيم للعقل يكون )١(درك ، فإذا كان املدرك أمـرا نظريا مثل استحالة اجتماع النقيضني فـإن العقــل من حيث امل

يسـمى عقـال نظريـا ، واألمـر النظري هـو مـا ينبغي أن يعلم ومـا ال ينبغي أن يعلم ، وإذا كان املدرك أمـرا عمليـا فإن العقـل يسمى عقال عمليا ، واألمر العملي هـو مـا ينبغي

ل ، فالصـدق ينبغي فعلـه ، والكـذب ال ينبغـي فعلــه ، أن يمعل ومـا ال ينبغي أن يمعفإدراكنـا حلسـن الصدق وقبح الكذب من مدركات العقل العملي ال من مـدركات العقـل

.النظري

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 314: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٣١٤ -

:اجلواب : توجد ثالثة احتماالت يف حتديد دائرة حق الطاعة :االحتمال األول بناء على مسلك قبح العقاب بال بيان

ل مــــا يقطـــع بــــه املكلــــف مــن تكـــاليف ، فتكـــون للمــوىل حــــق الطاعـــة يف كـــ املنجزيـــة ثابتــة يف كــل حــاالت القطــع ، فــإذا قطــع الــشخص بتكليــف فــإن هــذا

ه بـأي طريـق كـان القطـع ، فـدائرة حـق الطاعـة تكـون شـاملة ـالتكليـف يتنجـز عليـ ــه ــذي مل يقطــع ب ـــاب عـــلى التكليــف ال ـــح العق لكــل التكــاليف املقطـــوع ـــا ، ويقب

كلـــف ، والقطـــع حيقـــق موضــوع حــق الطاعــة ، فلــو قطــع املكلــف بــالوجوب أو املاحلرمـــة فإمـــا يتنجـــزان عليـــه ، وأمـــا إذا ظـــن بـــالوجوب أو احلرمـــة فإمـــا ال يتنجزان عليـه ، فتكون املنجزيـة الزمـا ذاتيـا لكـل قطـع بتكليـف املـوىل ، والقاعـدة

لعمـل علـى أســاس مـا يقطـع بـه مــن األساسـية هنـا هـي الـرباءة العقليــة ، ويكـون ا تكاليــف ، وأمـــا التكاليــف املظنونــة واحملتملــة فـال جيــب امتثاهلـا ، ومطلــق القطــع ــق العقــل ، ــق الــشرع أم عــن طري هنـــا حجـــة ومنجـــز ســواء كــان القطــع عــن طريــل ـــن عق ــى م ـــا أت ــشـارع أم عقلي ـــن طـــريق ال ــى م ـــل شـــرعيا أت ــان الدلي وســـواء ك

لقطـع منجـز ، وإذا أفـاد هـذان الدليـالن قطع املكلف بالتكليف فـإن اإلنسـان فإن ا .هذا التكليف يتنجز على املكلف

دائرة حق الطاعة على مـسلك قـبح العقـاب بـال بيـان تـشمل التكـاليف : إذن .املقطوع ا سواء كان القطع عن طريق الشرع أم عن طريق العقل

:ك حق الطاعـة االحتمال الثاين بناء على مسلــان ــو كـ ــاليف ولـ ــن تكـ ـــا ينكـــشف للمكلـــف مـ ــل مـ ـــة يف كـ ـــق الطاعـ للمـــوىل حـــشك والــوهم حبــسب املعــىن ــال ، واالحتمــال شــامل للظــن وال ــشـاف باالحتم االنك

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 315: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٣١٥ -

% ١قي هلـــذه املــصطلحـات الثالثـــة ، فلـــو احتمـــل املكلـــف التكليـــف بنــسبة ـاملنطـــــه ـــز علي ـــف يتنج ــإن هـــذا التكلي ــل حــاالت القطــع ف ــة يف ك ـــة ثابت ــون املنجزي ، فتك

.والظن والشك والوهم

ــه يف االحتمــال ودائــرة االحتمــال الثــاين أوســع دائــرة مــن االحتمــال األول ألنــة ــة واملظنونـ ــاليف املقطوعـ ــل التكـ ـــة لكـ ـــة شاملـ ـــق الطاعـ ـــرة حـ ــون دائـ ـــاين تكـ الثـ

ان الكـشف تامـا أم ناقـصا ، واحملتملة ، وكل تكليف ينكشف جيب امتثالـه سـواء كـ ــق االنكــشاف منجــز ومثبــت حلــق الطاعــة ، فاالنكــشاف حيقــق موضــوع حــق ومطلالطاعة ، واالحتمال يكشف عـن التكليـف كـشفا ناقـصا ، فتكـون املنجزيـة ثابتـة يف

، )١(كل حاالت االنكشاف ولو كـان االنكـشاف باالحتمـال ، وهـذا مـا يدركـه العقـل ـا ذاتيــا لكـل انكـشاف لتكليـف املـوىل ، ويكـون العبـد مـسؤوال وتكون املنجزيــة الزمـ

ــط ، ــة للقطــع فق ــة الزم ــة ، وليــست املنجزي ــال التكليــف أداء حلــق املولوي عــن امتثوالقاعـدة األساسيـة هنا هي االحتيـاط العقلـي أو االشـتغال العقلـي ، ويكـون العمـل

لنـا بالـدليل سـواء مبنيا على أسـاس حكم العقل باالحتيـاط ، وأي تكليـف ينكـشف ــز ـكــان الدليــ ــا عــدم التنجي ــا ، وأم ــإن التكليــف يتنجــز علين ــا ف ل شـــرعيا أم عقلي

إن الذي حيكم بأن حق الطاعـة للموىل يكون يف كل تكليف منكشف ولو كان االنكشاف )١(

هو العقل العملي ، ألن اهللا تعاىل هو خالق اإلنسان وخالق كل ما حيتاجـه اإلنـسان باالحتمال من أشياء وهـو ويل نعمتنا ، لذلك فإن اإلنسان ليس له أي حق يف التصرف يف أي شيء إال بعد أن حيرز رضا اهللا تعاىل يف هذا التصرف ، فال بد أن يطيعه يف كل تكليف ينكشف لــه ولـو

ء حلق املولوية ، فلو احتمل أن اهللا عز وجل يرضى بشيء معين فإنـه جيب عليه أن باالحتمال أدا ذا احلكم وهـو أن املنجزيـة تابعـة وثابتـة لكـل ـيأيت ذا الشيء ، فالعقل العملي حيكم

انكشاف ، وال يقاس اهللا عز وجل باملوايل العرفيني الذين تكون مولويتـهم خمتـصة بتكـاليفهم لة املقطوعا دون املظنونة واحملتم.

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 316: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٣١٦ -

فيوجـد يف حالـة واحــدة وهـي حالـة القطــع بعـدم التكليـف ، فتكــون املنجزيـة الزمــا ــق انكــشاف تكليــف املــوىل ال للقطــع بتكليــف املــوىل فقــط ، وإمنــا يكــون ذاتيــا ملطل

مــن مــصاديق الكــشف أي أن القطـع كاشــف عــن أمــر القطـع منجــزا ألنــه مـصداق املــوىل ، وال شـــيء يقتـــضي احلجيـــة إال املولويـــة ، فاملولويـــة هــي الواســـطة ـــــ ال القطـــع ـــــ يف ثبــوت احلجيــة لتكــاليف املــوىل ، فاملولويــة واســطة يف ثبــوت احلجيــة ،

.والقطع واسطة يف إثبات احلجية

:مـثـال ثــــال عـــريف إلثبــــات مولويــــة املـــوىل ، إن العبــــد بامللكيــــة ميكـــن أن يــــؤتى مب

صـرف أي تــصـرف إال بــإذن ســيده ، وال ميلــك أي ـــ االعتباريـــة ال يــسـتطيع أن يت شــيء ألن كــل مــا ميلكــه يكــون لــسيده ، فــإذا كــان العبــد بامللكيــة االعتباريــة ــذه

أوىل ال جيـوز لــه الكيفيـة فكيف بالعبـد بامللكيــة احلقيقيـة هللا تعـاىل ؟ ، فبطــريق ــإذا ــاىل ، فـ ــو اهللا تعـ ــي وهـ ــواله احلقيقـ ــد أن يـــصل إىل إذن مـ أن يتـــصرف إال بعـانكــشف لــه إذن مــواله ولــو باالحتمــال فإنــه جيــوز لــه أن يتــصرف ، والعبــد يــسعى للحصـول على رضـا مـواله احلقيـقي بأي طريـق كـان ، فلــو احتمـل أن مــواله يريــد

عى إلرضــاء ســيده بــأن يفعــل هــذا الــشيء إال إذا جــاء منــه شــيئا معينــا فإنــه سيــساملوىل وقال لـه إنـه ال يريد منه هـذا الـشيء ، وحينئـذ ال يـأيت العبـد ـذا الـشيء ألنـــه يعلــم أن املــوىل ال يريـــده منـــه ، وال يــأيت بـــه ألنـــه يقطــع بأنـــه حيــصـل علــى

.رضـا مواله إذا مل يأت به

لى مسلك حق الطاعة تشمل التكاليف املنكشفة ولو دائرة حق الطاعة ع : إذن كان االنكشاف باالحتمال سـواء كـان االنكـشاف عـن طريـق الـشرع أم عـن طريـق

.العقل

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 317: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٣١٧ -

:االحتمال الثالث بناء على مسلك األخباريني

ــاليف ، فتكــون ــه املكلــف مــن التك ــا يقطــع ب ــق الطاعــة يف بعــض م للمــوىل حـــض ـــة يف بع ـــة ثابت ــق املنجزي حــاالت القطــع ، وهــي احلــاالت الــيت تــأيت عــن طري

ــال ـــف الــيت يقطـــع ـــا عـــن طـــريق العقـــل فـــال تكــون ـ ـــط ، وأمـــا التكالي شـرع فقمنجــزة ، فــدائرة حــق الطاعــة هنــا شــاملة للتكــاليف املقطــوع ــا الــيت تــصل عــن طريــق الــدليل الــشرعي فقــط ، وال يؤخــذ بالــدليل العقلــي ألنــه لــيس حجــة ، فهــم يأخذون بـالقطع املـستفاد مـن الـدليل الـشرعي فقـط دون الـدليل العقلـي ، والفـرق بــني األخبــاري واألصــويل هــو أن األخبــاري ال يأخــذ بالــدليل العقلــي حــىت لــو كــان ــين قطعـــــيا ، وأمــــا األصــــويل فيأخــــذ بالــــدليل العقلــــي القطعــــي فقــــط دون الظــ

.)١(واالحتمايل

لـى مـسلك األخبــاريني تـشمل التكـاليف املقطــوع اعـــة عـدائــرة حــق الط : إذن .ا عن طريق الشرع فقط دون طريق العقل

حتـت ١٥يف املقدمـة ص " الفتاوى الواضحة " يقول السيد الشهيد قدس سره يف كتابه )١(

وأما مـا يسمى بالدليـل العقلي الـذي اختلـف اتهـدون : " عنوان مصـادر الفتوى غ واحملدثون يف أنـه هل يسوغ العمل بـه أو ال ، فنحن وإن كنـا نـؤمن بأنــه يـسو

العمـل به ولكنا مل جنـد حكما واحـدا يتوقف إثباتـه على الدليــل العقلـي ــذا . . . املعـىن بل كل مـا يثبت بالدليل العقلي فهو ثابت يف نفس الوقت بكتـاب أو سـنة

وهكذا كان املصدران الوحيدان مها الكتاب والسنة ، ونبتهل إىل اهللا تعـاىل أن جيعلنـا مـن .انتهى . " املتمسكني ما

السيد الشهيد قدس سره يقول إن كل ما يستنبط عن طريق الدليل العقلي فإنـه ميكـن أن يستنبط عن طريق الدليل الشرعي من الكتاب أو السنة وال حنتـاج إىل الـدليل العقلـي يف

.االستنباط

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 318: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٣١٨ -

:النـتـيـجـة ـــط ال ـــة تابعــــة للقطــــع بتكليــــف املـــوىل فقـ املالحظــــة األوىل هــــي أن املنجزيـ

ـــه حـــق ـالق ـــن ل ـــو م ـــة هــي أن املــوىل ه ـــر ، واملالحظـــة الثاني ـــف أي آم طـــع بتكلياملالحظــة الثالثــة هــي أن دائــرة حــق الطاعــة تكــون ضــمن االحتمــاالت الطاعــة ، و

الثالثــة ، واالحتمــال الثـــاين املــبين علــى مـــسلك حــق الطاعــة أوســـع دائــرة مـــن االحتمال األول املبين على مسلك قـبح العقـاب بـال بيـان ، واالحتمـال األول املـبين

ثالـث املـبين علـى على مـسلك قـبح العقـاب بـال بيـان أوسـع دائـرة مـن االحتمـال ال .مسلك األخباريني

:رأي السيد الشهيد قدس سره رأي السـيد الشهيد قدس سـره هـو االحتمـال الثـاين وهـو أن عقولنـا تـدرك أن دائـــرة حــق الطاعــة للمــوىل عــز وجــل شــاملة لكــل التكــاليف املنكــشفة لنــا ، فكــل

علينــا ألن اهللا تعــاىل هــو تكليـــف ينكــشـف لنـــا ولــو باالحتمــال فإنــه يكــون منجــزا ــأي عمــل إال أن بعــد حيــرز رضــا ـخـالــ ــسـان فـــال حيـــق لإلنــسان أن يقــوم ب ق اإلن

خالقـه ومواله احلقيقي ، فلو احتملنا ـــ ولـو احتمـاال ضـعيفا ــــ أن املـوىل يريـد منـا أن نــشـرب هـــذا املـــاء فــإن هـــذا التكليــف احملتمــل يتنجــز علينــا فيجــب أن نــشرب

لـــنا أن املــوىل ال يـــرضى أن نعمـــل عمـــال معينــا فــإن التكليــف ـ وإذا احتماملـــاء ،يتنجـز علينـا فيحـرم علينـا القيـام بذلـك الفعــل ؛ ألن األصــل العملـي األويل عنـد السـيد الشـهيد قدس سره هـو االحتياط العقلي ، نعـم قـد تـأيت فيمـا بعـد الـرباءة

تمل حيــث ترفـع موضـوع االحتيـاط العقلـي وهـو الشـرعية وترفـع هـذا التكليـف احمل احتمــال التكليــف ، وموضــوع الــرباءة الــشرعية هــو الــشك يف التكليــف ، فــال جيــب عليك شـرب املاء وال حيـرم عليك القيــام بذلــك الفعـل ، والـشك يف علـم األصـول

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 319: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٣١٩ -

هـو عـدم القطع فيكـون شـامال للظـن والـشك والـوهم املنطقـي ، فالـشك األصـويل ع دائـرة مـن الـشك املنطقـي ، وبعبـارة أخـرى الـشك يـشمل كـل احتمـال أكـرب أوسـ

:، وباستعمال الرموز الرياضية % ١٠٠وأقل من % من صفر % صفر > الشك > % ١٠٠

هـي حالـة % ١٠٠هـي حالــة القطــع بعـدم التكليـف ، وحالـة % وحالـة صفر ي ال جيــب عليــه امتثـــال القطــع بــالتكليف ، فيكــون املكلـــف بريئــا مــن التكليـــف أ

التكليــف املظنــون واملــشكوك واحملتمــل بــل جيــب عليــه امتثــال التكليــف املقطــوع بــه فقــط ، وهنــا يتفــق مــسلك حــق الطاعــة مــع مــسلك قــبح العقــاب بــال بيــان ولكــن باألصـل العملـي الثــانوي ال باألصـل العملــي األويل ، فالنتيجـة مــن الناحيـة العمليــة

، وأمــا األصــل الـعـمــلي األويل عـلــى مـسـلـك قـبح العقـاب واحـدة عـلـى املـسـلـكني بــال بيــان فهــو الــرباءة العقليــة وأنــه يقــبح العقــاب بــال بيــان مــن الــشارع ، وتــأيت الـــرباءة الـــشرعية مؤيـــدة حلكـــم العقـــل ومـــشرية إىل حكـــم العقـــل ، ويف الـــرباءة

ــق املــسلكان فــال جيــب إال امتثــال التكــاليف املقطــوع ــة الــشرعية يتف ــا مــن ناحي .عملية ، ولكن من ناحية نظرية يوجد اختالف بني املسلكني

رأي الشهيد قدس سـره هـو أن كـل تكليـف ينكـشف مهمـا كانـت درجـة : إذن ال تعمــل : " االنكــشـاف فإنـــه جيــب امتثالــه والعمــل بـــه إال إذا أتــى الــشارع وقــال

يص ـــذا التكليـــف فــال جيــب ، فــإذا أعطانـــا الــشـارع التـــرخ " ـــذا التكليـــف امتثالــه ، وســيأيت أن التــرخيص ميكــن أن يــأيت يف الظــن واالحتمــال فقــط دون القطـع ، واملنجزيـة ليـست ثابتـة للقطـع مبـا هــو قطـع بـل مبـا هـو كاشـف عـن أمــر املوىل ، فتكون املنجزيـة الزمة النكـشاف أمـر املـوىل ، ونأخـذ بـالقطع ألنـه يكـشف

قطع طريـق إىل الواقـع ووسـيلة إلثبـات الواقـع ، والقطـع مثـال لنـا عـن الواقـع ، فـال

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 320: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٣٢٠ -

للكــشف ، والقطــع واســطة يف اإلثبــات ال يف الثبــوت ألن الواســطة يف ثبــوت احلجيــة هي املولويـة ال القطـع ، ونأخـذ بـالظن أيـضا ألنـه يكـشف لنـا عـن الواقـع ، والظـن

ــا ــه يكـــشف لنـ ــال أيـــضا ألنـ ـــذ باالحتمـ ــشـف ، ونأخـ ــان للكـ ـــال ثـ ــع ، مثـ ــن الواقـ عـ .واالحتمـال مثـال ثالـث للكشف ، فيكون نظرنا إىل الكشف ال إىل القطع

شـف يـشمل القطـع والظـن والـشك والـوهم ، فيكـون الكـشف أعـم مطلقـا ـ والكوأصــغر أو مــساوي % مــن القطـــع ، والكــشـف يكــون بــني نــسبتني أكــرب مــن صــفر

ــفر % ١٠٠لنـــسبة ـــط نـــسـبة صـ ـــا فقـ ـــدم و% ، فأخرجنـ ـــع بعـ ـــة القطـ هـــي حالـ .التكليـف

نعــم التكليـــف الــذي ينكــشـف انكــشـافا تامـــا عـــن طـــريق القطــع تكــون إدانتــه أكرب وقبح خمالفته أشــد مـن التكليـف الـذي ينكـشـف انكـشافا ناقـصا عـن طريـق الظن واالحتمـال ألن القطع هو املرتبة العليـا مـن االنكـشاف ، وهـذا أمـر وجـداين

حيتــاج إىل دليــل إلثباتـه وهــو أن االنكـشاف التــام تكـون إدانتــه أكـرب مــن عقلـي ال .االنكشاف الناقص

:النتيجـة

أن كـل تكليـف ينكــشف للمكلـف يتنجـز عليــه ولـو كــان )١( يـدرك العقـل العملــي ــتحفظ االنكــشاف باالحتمــال إال مــا يحــرز فيــه تــرخيص الــشارع نفــسه يف عــدم ال

، فـإم ما هو دليلكم على مـسلككم ؟ : لو سألنا القائلني مبسلك قبح العقاب بال بيان )١(

سيجيبون إن دليلنا العقل العملي ، وكذلك لو سألنا القائلني مبـسلك حـق الطاعـة فـإم سيجيبون بنفـس اجلواب ، فكل مسلك يقول دليله العقل ، وهذا غريب ، فالقائل مبـسلك

عقلي يقول يل إن اهللا عز وجل يريد مـين أن أمتثـل كـل : " قبح العقـاب بال بيان يقول عقلي يقول إن اهللا عز وجل يريـد : " ، والقائل مبسلك حق الطاعة يقول " ه تكليف أقطع ب

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 321: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٣٢١ -

رفـع عـن أمـيت " : حيـث يقـول رسـول اهللا صلى اهللا عليـه وآلــه وعـدم االحتيـاط مـا حجــب اهللا علمــه عــن " : ، ويقــول صـلى اهللا عليــه وآلــه )١( "مـا ال يعلمــون

، ولكـن ال ميكـن التـرخيص يف مـوارد االنكـشاف )٢( "العباد فهـو موضـوع عنـهم .الذي يكون على حنو القطع

:النتيجة النهائية للقضية األوىل

ــشهيد ـــع ، ولكـــن رأي الـــسـيد الـ ـــة الزم ذايت للقطـ ـــال املـــشـهور إن املنجزيـ قـــق االنكــشاف ، فاملنجزيــة تــشمل كــل قــدس ســره هــو أن املنجزيــة الزم ذايت ملطل

.)٣(احتمال ، فتكون شاملة للقطع والظن والشك والوهم

، فصار املتبنى خمتلفا ، فكل مـسلك لـه مـبىن " مين أن أمتثـل كل تكليف ينكشـف يل خيتلف عن اآلخـر ، وكل منهما دليله العقل ، وأنت ماذا يقول لك عقلـك ووجـدانك يف

تقتنع بـه خذ بـه ، ففكر جيدا مــا الـذي دائـرة حـق الطاعـة للمـوىل ؟ ، مـا ترجحه ؟

فكر هـل عندما يكون لديك احتمـال بتكليـف معين فإن اهللا عـز وجـل يريــد منـك أن تعمل ـذا التكليـف ويثيبك على أسـاس االحتمـال أو أنـك إذا قطعـت

يـد منـك أن تعمـل بتكليف فإن اهللا عز وجل يريـد منك أن تعمل ذا التكليـف وال ير بالتكليـف احملتمل ؟ فهـل أنت مؤيـد ملسـلك حق الطاعة أو ملسلك قبح العقـاب بـال

.بيان ؟ ، ما تقتنع بـه يكون هـو مبناك .١ من أبواب جهاد النفس ح ٥٦ باب ٢٩٥ ص ١١ وسائل الشيعة ج )١( .٢٨ من أبواب صفات القاضي ح ١٢ باب ١١٩ ص ١٨ وسائل الشيعة ج )٢(فمعىن ذلك أن احتمال عدم التكليـف هـو % ١٠ لو قيل بأن التكليف احتماله :سؤال )٣(

فلمـاذا نقدم التكليـف على عدم التكليف حيث نقول إنه على أسـاس االحتيـاط % ٩٠العقلي ميتثل التكليف مع أنه مع النظر إىل نسبة احتمال عدم التكليف ال بد أن نقـدم عـدم

التكليف على التكليف ؟

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 322: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٣٢٢ -

قد يقـال إنه إذا دار األمر بني التنجيز والتعذير فإن كفة التنجيز ترجح ألنـه يف :اجلـواب

حالـة اجتماع احتمـال وجود التكليف مع احتمال عدم وجود التكليف نقـول اجتـه إىل اجلهـة اليت تقـول بوجـود التكليف ألن هـذا فيـه رضـا هللا تعــاىل ، وأي شـيء

يسعى إليـه ، مثال عبد مع املوىل العريف لو احتمـل العبـد بنـسبة يرضي املوىل فإن العبـد % ٩٠أن املوىل يريـد منـه أن يشـتري اخلبز قبـل املغرب واحتمـل بنـسـبة % ١٠

أنـه ال يريد منه أن يشتري اخلبز قبل املغرب ، فيسأل العبد نفسه ما الذي يرضي السيد ؟سيد إىل البيت ووجد اخلبز فإنه سيكون راضيا عـن فإذا اشترى اخلبز قبل املغرب وجاء ال

العبـد ألنه أدى عمـال حيتاج إىل جهـد يف سبيل إرضائه فاملوىل سيثيبه على ذلك ، وأمـا عـدم التكليف فإنه ال حيتاج إىل بذل جهد ، وإذا أتى إىل البيت ومل ير اخلبز فإنـه سـيكون

لتكليف ومل نقل باحلرمة ، فاملوىل سيـسكت ، حمايدا ألنه ال يوجد عدم رضا ألننا قلنا بعدم ا وهنـا يرجح جانـب التكليف على عـدم التكليف ، يقدم التنجيز على التعـذير ألنـه يف التعـذير لن يفعل املوىل شيئا بل يسكت ، ويف التنجيز املوىل سيثيبه ، فنقدم جانـب كفـة

التعذير ، وهنـا متعلـق الثـواب على كفة عدم العقاب ، فنقدم جانب التنجيز على جانب التنجيز ومتعلـق التعـذير خمتلفـان ، متعلـق التنجيز هـو شــراء اخلبـز ، ومتعلـق

.التعـذير هـو عـدم شراء اخلبز األمـر : نعم لـو قلنا باحلرمـة فإن العبـد سيعاقب ، فالعبد هنـا يكون بني أمـرين

ه وال عدم رضـاه أي يكـون موقفـه األول هـو رضا سيـده ، واألمـر الثاين هو ال رضا موقف احليـاد ، فهو مردد بني الرضا واحلياد أي بني الثواب وعـدم العقـاب ، وإذا كـان الشخص مرددا بني الرضا واحلياد فإنه يقدم الرضا على احلياد أي يقدم الثـواب علـى عـدم

إنه مـردد بـني العقـاب ، فيأخذ باحتمـال التكليف ليحصل على رضا مواله ، ومل نقل الثواب والعقاب حىت نقول بأنه يتوقف حىت ال حيصل على عقاب أي يقـدم احتمـال عـدم التكليف على احتمال التكليف ، واالحتمال املردد بني الثواب والعقاب هو االحتمال املـردد بني احتمـال الوجوب واحتمال احلرمـة ال بني التكليـف وعــدم التكليــف ، فـإذا

ـر دائرا بني حمـذورين أي بني الوجـوب واحلرمة فماذا يفعل العبـد يف هـذه كـان األم احلالـة مبعىن أنـه إذا اشـترى اخلبز فإنـه يثاب وإذا مل يشـتر اخلبـز فإنـه يعاقـب ؟ ،

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 323: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٣٢٣ -

ولكن هذا حبث آخـر غري احتمـال التكليف واحتمال عدم التكليف ألن البحث يف هـذه

حتمـال التكليف بالوجوب واحتمـال التكليـف باحلرمـة ، احلالـة يدور بني احتمالني ا فيكون األمر مرددا بني احتمـال التكليف واحتمـال تكليف آخـر ، وليس البحـث هنـا دائرا حول هـذا ، وإمنا البحث هنـا دائـر بني احتمـال التكليـف واحتمــال عـدم

مـة فـإن املــوىل ال التكليـف ، وأما يف حالـة دوران األمـر بـني الوجـوب واحلر بـد أن يبين مـاذا يريـد من العبد يف هـذه احلالة ؟

فلـو احتمل العبد أن السـيد سيثيبه على شـراء اخلبـز ، واحتمل أنه سـيعاقبه علـى شـراء اخلبز أيضـا ، فهنا مـاذا يفعل العبد ألن متعلق الثواب والعقاب واحد وهو شـراء

دليل آخر ليعرف منه ما يرضي مواله ، وهذا ما يأيت يف مبحـث اخلبز ؟ ، ويبحث العبد عن التعارض حني البحث عن دوران األمـر بني احملذورين ، فيبحث العبد عن بعض املرجحـات لتقدمي أحـدمها على اآلخـر ، فإذا مت ترجيـح جانب الثواب فسيـشتري اخلبـز ، وإذا مت

مل ميكن لـه الترجيح فإنه سـيتوقف حـىت ترجيح جانب العقـاب فلن يشتري اخلبز ، وإذا يتبني لـه األمـر وأنه ما الذي يريده مواله هل يريد شراء اخلبـز أو ال يريـد ، فـالوجوب واحلرمـة كالمها يسقطان فيتوقف العبـد ويسـأل مـواله ليعـرف مـاذا يريـد منــه

.ألنـه حائر ال يعـرف تكليفه يف هـذه احلالـة ـ د منـه الوجـوب أو احلرمـة أو يبـين طريقــا آخــر ملعرفـة فهـل املوىل يري

تكليفـه يف هذه احلالـة كأن تكون هنـاك حالـة سابقـة فيمكن له البناء علـى احلالـة .السابقة فيما إذا شـك اآلن

ويأيت البحـث يف مبحـث التعـارض بذكر بعـض املرجحـات إلحـدى الـروايتني .رآن الكرمي أو خمالفة العامة ، وسيأيت البحث تفصيال هناك املتعارضتني مثل موافقة الق

وقد يقـال إن حبثنا اآلن يف املنجـزية فيتنجز التكليـف مع االحتمال حىت لـو كـان ضعيفا وال ننظر إىل الطرف املقابل وهو عدم التكليف ، فنظرنا يكون من جهـة واحـدة وال

م التكليـف يناقش يف حبث املعذرية فيما بعـد ، ننظر إىل اجلهة املقابلـة ، واحتمـال عـد فهل من يأخـذ باحتمال عـدم التكليف يكون معذورا أو من يأخذ بالقطع بعدم التكليـف

فقط يكون معذورا ؟

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 324: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٣٢٤ -

:مالحظات على القضية الثانية ــك املنجزيـــة عـــن القطـــع ألن " : إن القـــضية الثانيـــة تقـــول يـــستحيل أن تنفـ

ــه ، ــذايت وملزوم ــك بــني الــالزم ال ـــة الزم ذايت للقطــع ، وال ميكــن التفكي املنجزيفــإذا كــان يوجــد قطــع فــإن القطــع حتمــا ينجــز التكليــف علــى املكلــف ، وال ميكــن ــة عــن القطــع كمــا ال ــرخيص يف مــوارد القطــع وال ميكــن ســلب املنجزي صـــدور الت

" .التفكيك بني الزوجية واألربعة ال يف اخلارج وال يف الذهن ميكن

هـل ميكن التفكيـك بني القطــع واملنجزيــة واملنــع عــن العمـل بـالقطع : سـؤال حبيـث يكون القطع بالتكليف موجودا ولكن ال يكون منجزا ؟

:اجلواب يــة ، وميكــن أن حــسب القــضية الثانيــة ال ميكــن التفكيــك بــني القطــع واملنجز

نناقـش هنا تـارة التفكيك بني املنجزيـة والقطـع بـالتكليف ، وتـارة أخـرى التفكيـك حالــة القطــع بــالتكليف ، : بــني املنجزيــة واحتمــال التكليــف ، فتوجــد هنــا حالتــان

:وحالة احتمال التكليف

:حالة القطع بالتكليف : احلالة األوىل ـــندنا قطـــع بالتكليــ ــول إذا كــان ع ــشارع ويق ــأيت ال ال : " ـف فهـــل ميكــن أن ي

؟" تأخذ بقطعك وال تعمل به أجبنــا عـــن هــذا الـــسؤال ســابقا بـــأن املــوىل ال يـــستطيع أن يقــول ذلـــك ألن املنجزية ال تنفك عن القطـع ، وحـىت أن املـوىل نفـسه ال ميكـن أن يتـدخل ويفكـك

نجزيــة ، فكـل مـا يقطـع بـه املكلـف بني القطـع واحلجيـة بأن جيــرد القطــع عـن امل من تكاليف فإــا تتنجـز عليـه ، وال ميكـن أن يتـدخل الـشارع ألن أمامـه طـريقني ــان مهـــا إمـــا ــن املنجزيـــة ، والطريقـ ــع وجتريـــده عـ ــرخيص يف خمالفـــة القطـ للتـ

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 325: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٣٢٥ -

ــم ـــريق احلكـ ـــن طـ ـــص عـ ـــا الترخيـ ـــعي وإمـ ـــريق احلكـــم الواقـ ـــن طـ ـــص عـ الترخيـ :يل كما يأيت توضيحه الظاهري ، وكالمها مستح

:الترخيص عن طريق احلكم الواقعي ـــ ١ــم ــل إىل احلكـ ــف وصـ ــام أي أن املكلـ ــشاف التـ ــاه االنكـ ــالتكليف معنـ ــع بـ القطـالـواقعي ، فيكــون التكليــف الــواقعي مقطوعــا بـه ، مــثال إذا قطــع املكلــف بــأن هــذا

ـــ فهــل ميكــن أ ن يــأيت الــشارع الــشيء واجـــب ـــــ عــن طـــريق روايــة متــواترة مــثال ــ ؟" أرخص لك حبكم واقعي آخر كاإلباحة : " ويقول للمكلف

يا ريب أنا قـاطع بأنـه واجــب وهـذا حكـم واقعـي فكيـف : " إن املكلف سيقـول " .تتدخل حبكم واقعي آخر كاإلباحة ؟

وقـد عرفـنا سابقا أن األحكام الواقعيـة متـضادة فـال ميكـن اجلمـع بينـها علـى ــوح موضــ وع واحــد ألن مبادءهــا متــضادة إن كــان احلكمــان ثــابتني يف الواقــع يف الل

ـــوظ وكــان القاطـــع مــصيبـا يف قطعــه ، وأمــا إن مل يكــن القــاطع مــصيبا يف احملفقطعـه فمعىن ذلك أن أحـد احلكمـني ليــس ثابتــا يف الواقـع فيكـون التنـايف موجـودا

بـــادئ إمـــا أن يكـــون يف الواقــع أو علــى يف نظـــر القاطـــع ، فالتنـــايف والتــضـاد يف امل أقـل التقــادير يكــون التــضاد يف نظــر القــاطع ، فكيــف جنمــع بــني الوجــوب الــواقعي ــا أن يكــون ــة الــيت مالكه ــة وبــني اإلباحــة الواقعي ــصلحة واحملبوبي ــه امل ــذي مالك ال املكلـف مطلق العنان ؟ ، فأنا قاطع بالوجوب فكيف تقول يل أن أقطع باإلباحة ؟

ــان ــدي قطع ــه جيتمــع عن ــد فإن ــا تري ــت م ــإذا امتثل ــالوجوب وقطــع : ف قطــع بـــا هـــو تكليفـــي ـــذ ومـ ــا آخـ ـــان متـــضـادان فبأيهمـ ـــة ، والقطعـ الوجـــوب أو : باإلباحـ

ـــرى أن ال ـاإلب ـــذا نـ ـــة ؟ ، وهكـ ــاحـ ــي ألن ــ ــم واقعـ ــدخل حبكـ ـــن أن يتـ شـارع ال ميكـ .األحكام الواقعية األحكام الواقعية متنافية متضادة وال ميكن اجلمع بني

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 326: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٣٢٦ -

الترخيص من املـوىل عـن طريـق احلكـم الـواقعي ال ميكـن ألنـه إمـا أن : إذن .)١(يقع التضاد يف الواقع أو يف نظر القاطع

:ـــ الترخيص عن طريق احلكم الظاهري ٢

ـــف ـــع املكلـ ـــال يقطـ ـــري ؟ ، مثـ ـــم ظاهـ ــوىل حبكـ ـــل املـ ـــن أن يتدخـ ـــل ميكـ هـــ ـــه بالوجـــوب ، في ـــة القائـــل باإلباحــة : " أيت املــوىل ويقـــول ل ، " خـــذ خبـــرب الثق

.وخرب الثقـة يعطي ظنـا

يـــص حبكــم ظاهـــري مــسـتحيل ألنـــه إذا قطـــع املكلــف حبكــم فلــن ـ إن الترخيقبــل أي حكــم ظــاهري عــن طريــق خــرب الثقــة ، فخــرب الثقــة نأخـــذ بـــه إذا كـــان

ـــف ، ـــا شـــك يف التكلي ــان يوجـــد عندن ــإذا ك ـــة القطـــع ، ف وال يوجـــد شـــك يف حالعــندنا قطـــع بالتكليــف فخـــرب الثقـــة ال ـتم بـــه ألن القطــع يرفـع موضــوع احلكــم الظــاهري وهــو الــشك يف التكليــف الــواقعي ، ومــع القطــع ال يوجــد عنــدنا شــك يف

.التكليف ، واألحكام تابعة ملوضوعاا وجودا وعدما

إمــا أن يكــون مــن األمــارة وإمــا مــن األصــل العملــي ، إن احلكــم الظــاهري فـنأخـــذ باألمـــارة إذا كـــان ال يـوجـــد عـندنـــا قطـــع ، ونـأخـــذ باألصـــل العمـــلي إذا كـان ال يوجـد عنـدنا قطـع وال أمـارة ، فـإذا جـاء القطـع فإنـه يرفـع األمـارة ويرفـع

ن هـذا املكـان مكـاين اخرجـا مـن هنـا فـإ : " ول القطع هلمـا ـاألصـل العمـلي ، فيق

الترخيص الذي يستحيل يف حالة القطع بالتكليف هو الترخيص مع عدم نـسخ احلكـم ، )١( وأمـا إذا نسـخ املوىل احلكـم حبكـم وهـذا يؤدي إىل وجـود تضـاد بني األحكام ،

آخـر فإنه ال يقـع التضاد ألنه ال يوجد حكمان حىت نقول بالتضاد بينهما ، فمـع وجـود احلكم األول يقـع التضاد ، وأما إذا نسخ املوىل احلكم األول واستبدله باحلكم الثـاين فـال

.يوجد تضاد

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 327: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٣٢٧ -

، فالقطـع يطـرد األمـارة واألصـل العملـي ، فـال يكـون عنـدنا " وال مكان لكما هنـا حكم ظاهري وال نقبـل أن يكون عنـدنا حكـم ظـاهري ، فـاحلكم الظـاهري هـو مـا أخــذ يف موضــوعه الــشك يف احلكــم الــواقعي ، وال يوجــد شــك مــع القطــع ألنــه مــع

، فـيـرتـفـــع مـوضــوع الـحـكـــم الظـاهـــري لوجــود القـطـــع ، الـقـطــع يـنـتـفـــي الـــشـك ، فــإذا " خـذ ــذا احلكــم الظــاهري : " ن أن يـــأيت الــشـارع ويقــول يل ـفــال ميكــ

كان عـندنا قطـع بالوجـوب الواقــعي وأتـى الـشـارع باإلباحــة الظاهــرية فــال يــمكن ـعي موجـودا فـال حنتـاج إىل أن نأخــذ مبـا يقولــه الـشـارع ، وإذا كـان احلكـم الواقـ

.احلكم الظاهري سواء كان من األمارة أم من األصل العملي :نتيجة احلالة األوىل

ــة ــك بــني املنجزي ــشارع أن يتــدخل للتفكي يف حالــة القطــع بــالتكليف ال ميكــن للــدخل ــستحيل أن يت ــف ، وي ــى املكل ــز التكليــف عل ــالتكليف ينج والقطــع ألن القطــع ب

: واقعي أو حبكم ظاهري كما يلي الشارع حبكمـــ التـرخيص حبكـم واقعـي مـستحيل ألن التكليـف الـواقعي مقطـوع بــه ، أ ـ

فإذا ثبتـت أيضا إباحـة واقعيـة لـزم اجتمـاع الـضدين يف الواقـع أو يف نظـر القـاطع .ألن األحكام التكليفية متضادة

مــا ب ـــــ الترخيـــص حبكــم ظاهـــري مــسـتحيل ألن احلكــم الظاهـــري هــو .أخذ يف موضوعه الشك ، وال يوجد شك مع القطع

:حالة احتمال التكليف : احلالة الثانية دنا ظـــن أو احتـــمال بالتكليـــف فاملنجزيــة هنــا ثابتــة لالنكــشاف ـ إذا كــان عـنــ

على مسـلك حــق الطاعــة ، ولكـن الـشـارع ميكـن أن يتدخــل ويرفـع هـذه املنجزيـة ــشهيد قــدس ســره ســابقا عــن الظــن واالحتمــال ــسيد ال ــد قــال ال مــا مل " : ، وق

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 328: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٣٢٨ -

، فإذا رخص املوىل يف عــدم االحــتياط "يرخص الشارع نفسه يف عدم التحفظ ــاط فــإن هــذا التكليــف يرتفــع ، فــإذا كنــت أظــن أو أحتمــل الوجــوب وأريــد أن أحت

يف هـذا املـورد : " ال باإلتيـان بالواجـب ، فيسـتطيع الـشـارع أن يتدخــل ويقـول ـعـق، واإلباحة الـشرعية أو الـرباءة الـشرعية حكـم " ال حتتـط وخذ باإلباحة الشرعية

ــي وحيكــم بــالرباءة الــشرعية ، فيكــون ظاهـــري ، فريفــع الــشارع االحتيــاط العقلــدخل ــال أن يت ــشارع يف حــاالت الظــن واالحتم ــستطيع ال ــدنا حكــم ظــاهري ، وي عن

لوجوب أو احتمــال الوجــوب وهــو حكــم حبكــم ظــاهري ، فــإذا كــان عنــدنا ظــن بــا ــف ورفــع ــى املكل ــالرباءة للتــسهيل عل ــشـارع ب ــه ميكــن أن يتدخـــل ال ظاهـــري ؛ فإناحلرج عنه ، والرباءة حكم ظاهري آخـر ، فنـبين علـى الـرباءة ونتـرك الوجـوب ، ــدا ال حقيقــة ، وهــو رفــع تعبــدي ألن فيــأيت حكــم ظــاهري آخــر ويرفــع الــشك تعب

ــه غــري : " قــة ولكــن املــوىل يقــول الــشـك موجـــود حقي تعامــل مــع هــذا الــشك كأنــشارع " موجـــود ــول ال ــاحلكم : " ، فيق ــاحلكم الظــاهري األول واعمــل ب ال تعمــل ب

" .الظاهري الثاين :نتيجة احلالة الثانية

ــرك التكليــف املنكــشف يف ــالترخيص الظــاهري يف ت ــأيت ب ميكــن للمــوىل أن ي .الشك موجود يف هذه احلاالت حاالت الظن واالحتمال ألن

:النتيجـة النهائيـة كانـت هـذه املالحظـة علـى القـضية الثانيـة القائلـة إنـه يـستحيل التفكيـك بــني

نعـــم ، كالمكـــم صـــحيح يف حالـــة القطـــع بـــالتكليف ، : احلجيـــة والقطـــع ، نقـــول ــق ــة مطلـ ــق الطاعـ ــسلك حـ ــى مـ ــال ، علـ ــن واالحتمـ ــن الظـ ــوا عـ ــنكم مل تتكلمـ ولكـ

كشـاف ينجز التكليــف ، واحلجيـة ثابتـة ملطلـق االنكـشاف ال للقطـع فقـط ، ويف االن

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 329: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٣٢٩ -

حاالت الظن واالحتمال ميكن للـشارع أن يفكـك بـني املنجزيـة والظـن واالحتمـال ، ـــل بترخـــــيص ظــــ ــا ـويــــسـتطيع أن يتدخــ يف حــــاالت الظــــن : " اهري ، فيقــــول لنــ

" .االحتياط العقلي واالحتمال خذوا بالرباءة الشرعية وال تعملوا ب إن منجزيـــة القطـــع ليــسـت معلقـــة علــى شــيء آخـــر ، بــل هــي ثابتــة علـــى ــاحلكم ــواقعي أو ب ــاحلكم ال ــرخيص ب ــى عــدم الت اإلطــالق ، فهــي ليــست معلقــة علــدم ــال فإــا معلقــة ألــا مــشروطة بع ــة الظــن واالحتم ـــا منجزي الظاهـــري ، وأم

ارع يف تــرك الــتحفظ واالحتيــاط ، فــإذا أتــى إحــراز التــرخيص الظــاهري مــن الــش ترخيـص بعـدم االحتياط فإن احلكم الظاهري يرتفـع ويـأيت حكـم ظـاهري آخـر ،

ــذ بـــاحلكم الظـــاهري األول وخـــذ بـــاحلكم : " فيـــستطيع الـــشارع أن يقـــول ال تأخـ، فهـــو مـــوىل ولـــه حــق الطاعــة فــيمكن لــه أن يرفــع حكمــا " الظاهـــري الثـــاين

ـــه ال يــــسـتطيع أن يرفــــع احلكـــم ظـاهـريــــا ويــــ أيت حبكــــم ظـاهــــري آخــــر ، ولكـنـ .القطعي ال عن طريق اإلتيان حبكم واقعي وال حبكم ظاهري

:الـخـالصـة ـــ منجزيـة القطـع غــري معلقــة وغــري مـشـروطة بــل ثابتــة عــلى اإلطـالق ، أ

ـــن ل ـــال يـمـكـ ـــل بالـتـرخـيـــ ـفـ ــشـارع أن يـتـدخـ ـــم لــ ـــي وال بـحـكـ ـــم واقـعـ ـص ال بـحـكـ .ظـاهـري

ـــ منجزيــة الظــن واالحتمــال معلقــة ألــا مــشروطة ومقيــدة بعــدم إحــراز ب ــ .الترخيص الظاهري من الشارع يف ترك التحفظ واالحتياط

ج ـــــ القطــع ال يتميــز عــن الظــن واالحتمــال يف أصــل املنجزيــة ، فكلــها تنجــز ـــف ، ــال يف عــدم إمكــان التكلي ـــف عـــن الظــن واالحتم ـــميز وخيتل ولكــن القطـــع يت

جتريــد القطــع عــن املنجزيــة ألن التــرخيص يف مــوارد القطــع مــستحيل ســواء كــان

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 330: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٣٣٠ -

ـــرخيص الظــاهري ــاحلكم الظاهـــري ، ولكــن الت ـــعي أم ب ــاحلكم الواق ـــص ب الترخي .ليس مستحيال يف حاالت الظن واالحتمال

:إذن :)١(م األربعة التالية تأيت األقسا

توجـد : ا يلي يف التوضـيح التـايل يوجـد تقسـيم تفصيلي أكثر من هذه األقسام كم )١(: القطع بالتكليف ، واحتمال التكليف ، والقطع بعدم التكليف ، وتوجد صـورتان : صور ٣

أصاب الواقع ، وخالف الواقـع ، فتكـون : االمتثـال ، وعدم االمتثال ، وتوجد صورتان باإلضـافة إىل صورة ، وترجع مجيعها إىل املنجزية واملعذرية والتجري ، ١٢جممـوع الصور

:قسم رابع وهو الطاعة ، والتفصيل كما يأيت قطـع بالتكليف أو قطـع بعدم التكليف أو احتمل التكليف ، واالحتمال أعم مـن -١

.الظن والشك والوهم املنطقي ، فتوجد هنا ثالث صور ميتثلـهما ، امتثل مـا قطع به من التكاليف أو امتثل ما احتمله من التكاليف ؛ أو مل -٢

وهـذه صورتان ، نعم القطـع بعدم التكليف ال يدع جماال لتقـسيمه إىل االمتثـال وعـدم .االمتثال ألنه قاطع بعدم التكليف فال معىن لعدم االمتثال

. أصاب الواقع يف قطعه أو احتماله ؛ أو مل يصب الواقع ، وهذه صورتان -٣ ة ، ولكن يف صورة القطع بعدم التكليف ال معـىن صور ١٢فتكون النتيجة أن جمموع الصور

.١٠لالمتثال وعدم االمتثال ، فتكون جمموع الصور ويقصـد بالتكليف الوجوب واحلرمة فقط دون غريمها من أقسام احلكـم التكليفـي ألن الكالم عن التنجيز والتعذير مؤداه العقاب وعدم العقاب من املـوىل ، وال ينطبـق إال علـى

كاليف اإللزاميـة ألن التنجيز هـو أن يصبح التكليف يف ذمـة املكلف وجيب امتثالـه ، التويف حالـة عدم امتثاله يصح العقاب من قبل املوىل ، وللموىل أن حيتج علـى املكلـف بـأن التكليف كان منجزا عليـه ومل ميتثله ، والتعذير هو أن يكون التكليف خارجا عـن عهـدة

اإلتيان به ، وذلك ألن التكليف مل يتنجز عليه ، وللمكلف حجة علـى املكلف وعن وجوب تطيع أن يعتذر منـه ، وحينئذ ال يصـح العقـاب من املوىل عز وجل ، ومـن ـاملوىل ويس

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 331: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٣٣١ -

يكـون منجـزا بإمجـاع األصـوليني ، : ـــ القطع بالتكليف مع إصـابة الواقـع ١ .وهذا هو حبث املنجزية

يكــون معـــذرا بإمجـــاع : ـــــ القطـــع بعــدم التكليــف مــع خمالفــة الواقــع ٢ .األصوليـني ، وهذا هو حبث املعذرية

هنا ندرك أن حمور الكالم يدور حول صحة العقاب وعدم صحة العقاب ، وهذا ينسجم مـع

لى مسلك حق الطاعة جيب عليه االحتياط فيمـا لـو التكاليف اإللزامية دون غريها ، وبناء ع احتمـل التكليف إال إذا ورد ترخيص ظاهري بترك االحتياط ، وبناء علـى مـسلك قـبح العقـاب ال يوجد تنجيز ويعذر فيما لو احتمل التكليف وأصاب الواقع ألنه مل يـصله بيـان

. بالتكليف احلكم أي العلم به ، لذلك ال يوجد تنجيز إال يف صورة القطع : والصور العشرة هي

.منجز وال عقاب قطعا : القطع بالتكليف مع االمتثال وإصابة الواقع -١ .ال عقاب : القطع بالتكليف مع االمتثال وخمالفة الواقع -٢يكون املكلف متجريا ويعاقـب علـى : القطع بالتكليف مع عدم االمتثال وخمالفة الواقع -٣

.ملوىل عز وجل سوء األدب مع ا .منجز ، ويعاقب : القطع بالتكليف مع عدم االمتثال وإصابة الواقع -٤منجز على مسلك حـق الطاعـة ، : احتمـال التكليف مع االمتثـال وإصابـة الواقع -٥

.ومعذر على مسلك قبح العقاب .ال عقاب : احتمال التكليف مع االمتثال وخمالفة الواقع -٦منجز على مسلك حـق الطاعـة ، : لتكليف مع عدم االمتثال وإصابة الواقع احتمـال ا -٧

.ومعذر على مسلك قبح العقاب متجري على مـسلك حـق الطاعـة : احتمال التكليف مع عدم االمتثال وخمالفة الواقع -٨

.ويعاقب على سوء األدب ، ومعذر على مسلك قبح العقاب .ال عقاب : اقع القطع بعدم التكليف وإصابة الو-٩

.معذر على املسلكني : القطع بعدم التكليف وخمالفة الواقع -١٠

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 332: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٣٣٢ -

بـنـاء عـلـى مــسـلـك قـبــح الـعـقــاب : ع إصابـة الواقع ـــ احتمال التكليف م ٣ ــرباءة ــأيت الـ ـــة أي املعذريـــة ، وتـ ـــه بـــالرباءة العقليـ ــشـهور فيـ ـــول املـ بــــال بيـــان يقـالـشرعية مؤيـدة ومـشرية إىل حكــم العقـل ، وبنـاء علـى مــسلك حـق الطاعـة يقــول

ــرباءة ا ـــأيت ال ـــلي وت ــشـهيد قــدس ســره باالحتيـــاط العق ــسـيد ال ــشرعية وترفــع ال ل .احلكم العقلي

يكـون التكليـــف منجــزا ويعاقــب : ــــ القطــع بــالتكليف مــع خمالفـــة الواقــع ٤ .املكلف على إساءة األدب مع املوىل عز وجل

:خالصة رأي السيد الشهيد قدس سره أ ـــ املنجزية الزم لكـل انكـشاف لتكليـف املـوىل سـواء كـان االنكـشاف قطعـا أم

.نا أم احتماال ظ ب ــــ املنجزيـــة ثابتـــة للقطـــع بتكليـــف املــوىل والزم لـــه ال تنفــك عنــه ، ولكنــها غـري الزم للظـــن واالحتمــال وتنفــك عنــهما وميكــن أن يــرد التــرخيص مــن الــشارع فيهمــا فــيمكن للمــوىل أن يتــدخل حبكــم ظــاهري وجيــرد الظــن واالحتمــال عــن

.املنجزية :ىل ال يتدخل حبكم آخر يف حالة القطع وذلك لسببني ج ـــ إن املوـــ إذا كـان التـرخيص حكمـا واقعيـا يـستحيل ذلـك ألن القطـع فيـه حكـم ١

واقعي ، فكيـف يتـدخل الـشارع حبكـم واقعـي آخـر ، وهنـا جيتمـع حكمـان واقعيـان .على أمر واحد ، وهذا مستحيل

ألن احلكـم يف ـــ إذا كان التـرخيص حكمـا ظاهريـا يـستحيل ذلـك أيـضا ٢القطـــع حكــم واقعــي ، فــإذا كــان احلكــم الــواقعي موجــودا ونعرفــه فــال حاجــة إىل حكــم ظـــاهري ألن احلكــم الظـــاهري حنتاجــه فيمـــا إذا مل نــستطع الوصـــول إىل

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 333: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٣٣٣ -

ـــم ـــك يف احلكـ ـــا شـ ـــال فلـدينـ ـــاليت الظــــن واالحتمـ ـــا يف حـ ـــعي ، وأمـ احلكـــم الواقـــدينا هــو حكــم ظــاهر ـــعي ، وكــل مـــا ل ــدخل الواق ــشارع أن يت ــا يــستطيع ال ي ، وهن

ــشترط حبكــم ظــاهري آخــر إلزالــة احلكــم الظــاهري األول ، فــاحلكم الظــاهري يلوجـوده الشك والـشك موجـود هنـا ، ومنجزيـة الظـن واالحتمـال تكـون مـشروطة ، فهمــا منجـــزان إذا مل يوجـــد حكـــم ظـــاهري مــن قبـــل املـــوىل بتـــرك االحتيـــاط ،

يف ترك االحتيـاط ، والتـرخيص هنـا يكـون مـن بـاب فريخص لنـا املوىل عـز وجـل .التيسري والتسهيل ورفع احلرج عن املسلمني

ــارة أخــرى ــشاف حــىت لــو كــان : بعب ــست للقطــع بــل ملطلــق االنك احلجيــة لياالنكــشاف خمالفــا للواقــع ، وبنــاء علــى مــسلك قــبح العقــاب يقــال حبجيــة القطــع

القطـع بتكليـف املـوىل لـه احلجيـة ، فقط ، ويقـول الـسيد الـشهيد قـدس سـره بـأن واملــوىل هــو مــن لــه حــق الطاعــة ، وحــق الطاعــة معنــاه وجــوب االمتثــال ، وإذا مل ــق الطاعـــة ، ــىن حـ ــس معـ ــا نفـ ميتثـــل املكلـــف يـــستحق العقـــاب ، واحلجيـــة معناهـفاحلجيـة تكـرار حلـق الطـاعـة ، لذلـك ال بــد أوال أن حنــدد حــق الطاعــة ، وبعــد

ع أن حنـدد احلجيـة ، وبنـاء علـى مـسلك قـبح العقـاب يقـال بـأن حـق ذلـك نـستطي الطاعـة يكون فيما يقطع بـه ، والـسيد الـشهيد قـدس سـره يقـول بـأن حـق الطاعـة يكــون فيمــا يقطــع بــه وفيمــا حيتمــل أن املــوىل يريــده ، والعقــل يــأمر باالحتيــاط يف

بــالظن واالحتمــال ، القطـــع ويف االحتمـــال ، ولكــن املــوىل مســح لنـــا بعــدم األخــذ .فقال بالرباءة وعدم االحتياط يف حاالت الظن واالحتمال

قـلنا سابقا إن احلجية هلـا جانبـان ، وكـان اجلانـب األول منـها هـو املنجزيـة ، وقـد مـر قبـل قليـل ، واآلن نـأيت إىل اجلانـب الثــاين وهــو املعذريـة ، وكـان الـسيد

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 334: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٣٣٤ -

ـيد قدس سره فيـما مضى يتــكلم عــن اجلانــب التنجــيزي والتـسـجيلي للقطـع الشهأي الذي ينجز ويسجل علـى املكلـف ، فينجـز العقـل التكليـف علـى املكلـف ويـسجل التكليــف يف ذمــة املكلــف ، واآلن يــتكلم عــن اجلانــب التعــذيري للقطــع ، فيــدخل يف

.حبث معذرية القطع ما معىن املعذرية ؟: سؤال

:اجلواب ـــ أي ال ــذور ــ ــىن املعذريـــة هــو أن املكلــف إذا قطــع بعــدم التكليــف فهــو مع معتــصح عقــال معاقبتــه علــى املخالفــة وعلــى عــدم اإلتيــان بــالتكليف ـــــ حــىت لــو كــان ن فيمـا بعـد أن التكليـف موجـودخمطئا يف قطعـه وكان قطعــه خمالفـا للواقـع وتبـي

.ا يف اللوح احملفوظ ومطلوب منه واقع لــو كــان املكلــف قاطعــا بــأن الــسائل املوجــود أمامــه مــاء وشــرب منــه : مثــال

وتبين بعـد ذلك أنـه مخر فإنـه ال يكـون مـستحقا للعقـاب وال تـصح عقـال معاقبتـه علــى أســاس احلكــم الــواقعي ألنــه كــان قاطعــا بــأن هــذا مــاء وقاطعــا بعــدم حرمــة

ن شــرب املــاء مبــاح ، وبــذلك إذا قطــع املكلــف بعــدم التكليــف وقــام شــرب املــاء أل .بالفعل فإنه يكون معذورا

ما هي دائرة التعذير ؟: سؤال :اجلواب

كمــا يف التنجيــز كــان يوجــد عنــدنا دائــرة حــق الطاعــة عقــال ألن حــق الطاعــة ــق حــدود مو ـحكــم عقـــلي ، كــذلك هــ لويــة نا فــإن املعذريـــة تــستند أيــضا إىل حتقي

املوىل وحق الطاعـة من ناحيـة عقليـة ، فـال بــد أوال أن حنـدد دائـرة حـق الطاعـة عن طريق العقل ، أي ال بد أن حنـدد موضـوع حـق الطاعـة يف رتبـة سـابقة ، وإذا

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 335: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٣٣٥ -

ـــنا املوضـــوع يثبـــت احلكــم ألنـــه ال حكــم بـــال موضـــوع واحلكــم ينــصب علــى أثبت نـقـول إنـه يف هــذا القطــع يوجــد فعــال تعــذير املـوضـوع ، وبـعـد ذلـك نسـتطيع أن

أو ال يوجـد ، وأن هـذا املكلـف معـذور أو ليـس معـذورا ، فهــل دائــرة حـق الطاعـة ـــ حـــق الطاعــة الــذي يقــول بــه العقــل ـــــ تــشمل التكــاليف الواقعيــة املوجــودة يف ــ

ــه ــا ، أو أــ ــشريعة بغــض النظــر عــن قطــع املكلــف ــا وعــدم قطع ا تــشمل الالتكاليـف املنكشفـة للمكلف ـــ حىت لو كانت درجـة االنكـشاف ضـئيلة ــــ فـإذا قطـع

املكلف بعدم التكليف فإنه يكون معذورا ألن التكليف مل ينكشف له ؟ : بعبارة أخرى

ما هو موضوع حق الطاعة ؟ :اجلواب

بـه العقـل ، وال يوجد هنا احتماالن يف حتديد دائـرة حـق الطاعـة الـذي يقـول بـد من حتديـد هـذه الدائرة يف رتبة سـابقة ، وبعـد أن يثبـت موضـوع حـق الطاعـة يف رتبــة ســابقة نــستطيع أن جنيــب بــأن املكلــف مــستحق للعقــاب أو لــيس مــستحقا

:للعقاب ، وهذان االحتماالن مها :حماسبة املوىل للعبد على أساس التكاليف الواقعية : االحتمال األول

الــدائرة األوىل تقـــول إن موضـــوع حـــق الطاعـــة هـــو تكـــاليف املـــوىل الواقعيـــة املوجودة يف الشريعة ـــ أي يف عـامل الثبـوت ــــ بغـض النظـر عـن قطـع املكلـف ـذه التكـاليف وشــكه وظنــه فيهــا أو قطعــه بعـدمها ، فيــأيت اهللا عــز وجــل يــوم القيامــة

ـــف الو ـــلى أســــاس التكاليـ ـــب اإلنـــسـان عـ ـــذه وحياسـ ـــو مل تـــصـل هـ ــىت لـ ـــة حـ اقعيـالتكاليف إىل املكلف ، ويكون املكلـف مـسؤوال عـن امتثاهلـا حـىت مـع عـدم معرفتـه

.بـهـا

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 336: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٣٣٦ -

:نتيجة االحتمال األول إذا قطـع املكلف بعـدم التكليـف وكـان التكليـف ثابتـا يف الواقـع فـاهللا عـز وجــل

ـــه ـيقــ ــك مل تــصب الواقــع : " ول ل ــذورا ألن ، ففــي الــدائرة األوىل "أنــت لــست معــق الطاعـــة تـــشمل األحكـــام ــا إىل نفـــس اللـــوح احملفـــوظ ، فـــدائرة حـ يكـــون نظرنـالواقعيـة املوجـودة يف اللـوح احملفـوظ ، وإذا قلنـا ـذا االحتمـال فـاملكلف إذا قطـع بعـــدم التكليــــف ومل يكـــن مـــصيبـا للواقـــع فإنــه لـــيس معـــذورا ألن اهللا عـــز وجـــل

ـــة يف الــشـريعة ، فهــو قطــع حياســـب النــاس علــى أســـا س األحكــام الواقعيـــة الثابتــك أنــه لــن يتحــرك لإلتيــان ــذا التكليــف ، فــإذا كــان ــىن ذل بعــدم التكليــف ومعالتكليـــف واجـــبا فــإن اهللا سيحاســـبه علــى أســاس الوجــوب ال علــى أســاس قطعــه

.بعدم الوجوب ، ويف هذه احلالة لن يكون املكلف معذورا

ـــال ـــرام ومل يـــأت بـــه ، ويف اللـــوح ـذا قإ : ١ مثـ طــــع املكلــــف بـــأن الفعــــل حـاحملفوظ كان هذا العمل واجبا ، فإن اهللا عـز وجـل حياسـب اإلنـسان علـى أسـاس أن هـذا العمـل واجـب ، وال بد أن يعاقب حىت لو كان قاطعا بأن هذا العمل حرام

.وليس واجبا ، فلن يكون املكلف معذورا إذا قطــع املكلـــف بــأن هـــذا الفعــل واجــب وأتـــى بــه ، ويف اللـــوح : ٢ مثـــال

.احملفوظ كان حراما فإنه يكون مستحقا للعقاب

إن القطــع بعــدم التكليــف ال يكــون معــذرا إذا كــان علــى خــالف الواقــع وكــان ــا علــى خــالف مــا قطــع بــه املكلــف ، ويف املثــال الــسابق إذا قطــع )١(التكليــف ثابت

أنت لست معـذورا ألن : " إذا قطع الولـد بعدم التكليف من والده فإن والده يقول له )١(

هـذا التكليف مطلوب منك ، وأنا ال أهتم بقطعك به أو بشكك فيه أو بقطعـك بعدمـه ، ، وهذا ما حيصل يف قوانني الـدول فـإم " لو قطعت بعدمه فأنت مستحق للعقـاب حىت

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 337: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٣٣٧ -

الــسائـل املوجـــود أمامـــه مــاء وشــرب وتبــين فيمــا بعــد أنــه مخــر فــإن املكلـــف بــأن املوىل سيعاقبه على أساس احلكم الواقعي وهـو احلرمـة مـع أنـه كـان قاطعـا بعـدم

.التكليف وبعدم احلرمة :حماسبة املوىل للعبد على أساس التكاليف املنكشفة : االحتمال الثاين

ــول إن ــة تق ــدائرة الثاني ــشفة ال ــاليف املــوىل املنك ــق الطاعــة هــو تك موضــوع حشـاف انكـشافا احتماليـا ، أي سـواء كـان االنكـشاف بـالقطع ـللمكلـف ولـو كان االنك

.أو الظن أو الشك أو االحتمال :نتيجة االحتمال الثاين

إذا قطـــع املكلـــف بعــدم التكليــف فإنــه يكــون معــذورا وال يــستحق العقوبــة ، بعــدم التكليــف معــذرا ، ففــي التكــاليف غــري املنكــشفة يكــون املكلــف ويكــون القطــع

معـذورا عنــد عـدم اإلتيــان ـا ألنــه ال يوجـد حــق طاعـة للمــوىل يف التكـاليف غــري يطبقون القـانون وجيرون على املخالف العقاب حىت لو قال يف احملكمة إنه مل يعلم بالقـانون ألن القائمني على تطبيق القـانون ال ميكن هلم االطـالع على النيـات وأن هـذا املدعي يعلم فعال

مواد القانون وال ينظرون إىل قطع الناس وعدم قطعهم بالتكـاليف أو يكذب ، فنظرهم يكون إىل املكتوبـة يف القوانني ، ولكن اهللا عز وجل الرحيم بالعباد واملطلع على النيــات والـسرائر ال ينظـر إىل األحكام املوجودة يف اللوح احملفوظ ، بل ينظر إىل قطع املكلف وعدم قطعـه ، فـإذا

ف فإن التكليف يكون منجزا عليه ، وإذا قطـع بعدم التكليـف فإنـه قطـع املكلـف بالتكلي يكون معـذورا أمام اهللا عز وجل ، ولكن القطـع ال بد أن يأيت من الطريق الذي يـسمح بـه

قطعـت بعـدم " أو " قطعت بالتكليف : " الشـارع ، فاملكلـف ال يقعد يف غرفته ويقـول ـ " التكليف ول إىل التكاليف ، نعم صحيح أن اهللا عـز وجـل ال ، بل هناك طرق شرعية للوص

حياسب املكلف على القطع ، ولكن اهللا عز وجل حياسب املكلف على الطريق الذي أوصـله إىل القطع بالتكليف أو القطع بعدم التكليف أي املقدمات اليت أوصلته إىل القطع بالتكليف أو القطـع

.بعدم التكليف

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 338: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٣٣٨ -

املنكشفة ، ففي املثال السابق يكون املكلف معـذورا ألنـه كـان قاطعـا بعـدم احلرمـة حـىت لـو تبـين بعـد ذلـك وشرب السائل على أساس قطعه بعدم حرمة شرب املـاء

.أن السائل مخر يف الواقع ــارة أخــرى ــة ثابتــة للقطــع بتكليــف املــوىل ، واملعذريــة ثابتــة : بعب إن املنجزي

للقطـــع بعـــدم التكليـــف مـــن املــوىل ، وكلتـــامها حباجـــة أوال إىل حتـــديد حــدود وب امتثــال مولويــة املــوىل ، واملــوىل هــو مــن لــه حــق الطاعــة ، والعقــل حيكــم بوجــ

أوامره واالبتعاد عن نواهيـه ، وبعـد حتديـد حـدود مولويـة املـوىل نـستطيع أن نقـول .إن هذا التكليف منجز أو إن هذا التكليف معذر عنه

: إن التكليف وعدم التكليف ميكن أن يؤخذا على حنوين ـــــ التكليــف علــى حــسب الواقــع ، فيكــون املــالك مــا هــو موجــود يف اللــوح ١

.حملفوظ ، ويف هذه احلالة ال يكون القطع بعدم التكليف معذرا إذا خالف الواقع اـــــ التكليــف حــسب مــا ينكــشف للمكلــف ســواء كــان االنكــشاف قطعيــا أم ٢

ــن مل ـــودا يف اللـــوح احملفـــوظ ولكـ ــإذا كـــان التكليــــف موجـ ـــتماليا ، فـ ـــيا أم احـ ظنـللمــوىل ، فإنــه إذا مل ينكــشـف للمكلـــف ففــي هـــذه احلالــة ال يوجــد حــق طاعــة

ينكشـف للمكلف ال تتولد منه احملركية ، فـالقطع بعـدم التكليـف خيـرج عـن دائـرة حـق الطاعـة ، وإذا قطع املكلف بعدم التكليـف يكـون القطـع بعـدم التكليـف معـذرا

.)١(له حىت لو انكشف يوم القيامة أنه كان خمالفا للواقع

هنـاك معنيـان " : ٥٩ سره يف احللقة الثالثة القـسم األول ص يقول السيد الشهيد قدس )١(

واآلخر إصـابة القـاطع يف . أحدمها إصابة القطع للواقع مبعىن كون املقطوع به ثابتا : لإلصابـة قطعه مبعىن أنه كان يواجه مربرات موضوعية هلذا القطع ، ومل يكن متأثرا حبالة نفسية وغري ذلـك

.انتهى . "من العوامل

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 339: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٣٣٩ -

:رأي السيد الشهيد قدس سره :نسبة لالحتمال األول بال

الـنـظـريــة األولــى مـرفـوضــة ألن الـمـكـلــف إذا قـطــع بـعــدم وجــود التـكلـيــف فــال يوجـد عنـده حمركيـة باجتـاه اإلتيــان ـذا التكليـف ، ولـن يـأيت املكلـف ــذا التكليــف لوجــود القطــع بعدمــه ، فكيــف حياســب اهللا املكلــف علــى شــيء مــع عــدم

!كية فيه ؟وجود احملرــم ــذي يعل ــال للتكليــف ال يقــول العقــل إنــه مــن املــستحيل أن يكــون هنــاك امتثــذي يقطــع املكلــف املكلــف بعدمــه ، والعقــل يقــول بأنــه ال جيــب امتثــال التكليــف الـــال ، ومـــن املــستحيل أن حيكــم بعدمـــه ، فــال وجـــود للمحركيـــة فــال جيـــب االمتث

ـــة يف تكليــــف يق ـــق الطاعـ ـــل حبـ ــه ، العقـ ــه ال حمركيـــة فيـ ــع املكلـــف بعدمـــه ألنـ طـ .ويستحيل أيضا أن يقول العقل باالحتياط يف موارد القطع بعدم التكليف

:بالنسبة لالحتمال الثاين النظرية الثانية هي الصحيحة ، فـالقطع بعـدم التكليـف يكـون معـذرا للمكلـف

ن نطـاق حكـم العقـل ألن هـذا التكليـف يكون خارجا عن دائـرة حـق الطاعـة أي عـ بوجــوب االمتثــال ألنــه ال حمركيــة فيــه ، فالعقــل يقــول إنــه ال يوجــد حــق طاعــة يف التكليـف الذي يقطــع املكلــف بعدمــه فــال يــجب االمتثـال ، ويكـون املكلـف معـذورا إذا مل يأت ذا التكليف ، فدائرة حق الطاعـة تـشمل التكـاليف املنكـشفة للمكلـف

ليــا ، وال تـشمل التكــاليف املقطــوع بعـدمها ، وبنــاء علــى مــسلك ولـو انكــشافا احتما إن تطبيق القواعـد يؤدي إىل القطع بالنتيجة وإن كانت النتيجة خمالفة للواقع ، فاهلـدف من القواعد يف العلـوم املختلفة هـو الوصـول إىل الواقع ، وقـد ال يـصل إىل الواقـع ،

.ولكنه يقطع بأنه قد وصل إىل الواقع وبأن النتيجة اليت وصل إليها مطابقة للواقع

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 340: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٣٤٠ -

حـق الطاعـة القطــع بعـدم التكليـف معــذر ، والقطـع بـالتكليف والظــن بـه واحتمالــه منجـــز للتكليـــف ، وهـــذا مـــا يدركـــه العقـــل العـــملي ألن اهللا عـــز وجــل هــو املــنعم

ـــه عــــلينا ، فيكــــون حــــق الطاعــــة لــــه شــــامال ملـــوارد القطـــ ـع بالتكليــــف والظـــن بـــإن القطــع بعــدم ــان ف ــاب بــال بي ـــبح العق ــسـلك ق ـــاء عـــلى م ـــا بن ـــه ، وأم واحتمالــزا للتكليــف ، وأمــا ـــف فقـــط يكـــون منج ـــذرا ، والقطـــع بالتكلي التكليـــف يكـــون مع

.)١(الظن بالتكليف واحتماله فليس منجزا للتكليف كني علــى أن القطــع بعــدم التكليــف معــذر يوجــد اتفــاق يف كــال املــسل : إذن

للمكلــف ، وعلــى أن القطــع بــالتكليف منجــز للتكليــف ، ويــأيت االخــتالف يف الظــن بــالتكليف واحتمالــه ، فبنــاء علــى مــسلك حــق الطاعــة يكونــان منجــزين للتكليــف ،

.وبناء على مسلك قبح العقاب بال بيان ال يكونان منجزين للتكليف

ــض املــصطلحات األصــولية حــىت نعــرف معانيهــا مث نــدخل يف أوال نــأيت إىل بع

:البحث من هو املطيع ؟: سؤال

:اجلواب

العمـلي األويل بنـاء على مسلك حق الطاعة هو االحتياط العقلي أو االشـتغال األصـل )١(العقـلي ، وبناء على مسلك قبح العقاب هو الرباءة العقلية ، واألصل العملـي الثـانوي علـى املسلكني هـو الرباءة الشرعية اليت ترفع موضوع االحتياط العقلي بناء على مسلك حق الطاعة ،

ـل بناء على مسلك قبح العقاب ، فكال املسلكني يتفقان من حيـث النتيجـة وتؤيد حكم العق العمليـة يف األصل العملي الثانوي ، ولكنهما خيتلفان من حيث النتيجة النظرية يف األصل العملي

.األويل

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 341: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٣٤١ -

يع هــــو املكلـــف الـــذي يقطـــع بوجــــوب أو حرمـــة ويـــؤدي تكليفــه ويكـــون ـ املطــ ــو ــا يف الواقــع ، فيكــون مطيعــا ألمــر مــواله وممتــثال فيــستحق الث اب ، التكليــف ثابت

ــه ــه وفعل ــأمرين مهــا " طاعــة " ويــسمى عمل ــال ( ، فتكــون الطاعــة متقومــة ب امتث ) .مطابقة التكليف املقطوع به للواقع + التكليف املقطوع به

إذا قطـــع املكلـــف بوجـــوب صـــالة الــصبح وكانــت واجبــة يف الواقــع ، : مثـــال .فإذا أتى ا فإنه يكون مطيعا ويستحق الثواب

من هو العاصي ؟ : سؤال

:اجلواب بــالتكليف مــن وجــوب أو حرمــة وخيــالف )١( العاصــي هــو املكلــف الــذي يقطــع

قطعــه ويكــون هــذا التكليــف ثابتــا يف الواقــع ، أي أن قطعــه يكــون مطابقــا ومــصيبا ، فتكـــون " معـــصية " للواقـــع ، فيكـــون عاصـــيا ويـــستحق العقـــاب ، ويـــسمى فعلـــه

مطابقـة التكليـف + خمالفـة التكليـف املقطـوع بـه ( ن مهـا املعصيـة متقومـة بـأمري ) .املقطوع به للواقع

طـع املكلـف بـأن صــالة الـصـبح واجبـة وخـالف قطعـه ومل يـأت ـ إذا ق : مثـال .ا وكان وجوا ثابتا يف اللوح احملفوظ ، فيكون عاصيا ويستحق العقاب

من هو املنقاد ؟: سؤال :اجلواب

بنـاء على مسلك حق الطاعـة على أساس األصل العملي األويل وهو االحتياط العقلـي )١(

كما أنه يستحق العقاب إذا قطع بالتكليف وخالفه ، كذلك فإنـه يـستحق وهو أصل عقلي العقاب إذا ظن أو احتمل التكليف وخالفه ، نعم يأيت األصل العملي الثانوي علـى أسـاس

.الشرع وهو الرباءة الشرعية ويرفع موضوع االحتياط العقلي

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 342: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٣٤٢ -

نقـاد هـو املكلف الذي يقطــع بـالتكليف مـن وجـوب أو حرمـة ويـؤدي تكليفـه املـــتا يف الواقــــع ، أي أن قطعـــه ال يكـــون مطابقـــا وال مـــصيبا وال يكـــون التكليــــف ثابـ

ـــمله ـــه " انقــــيادا " للواقــــع ، ويـــسـمى عـ ـــه " ، ويـــسـمى فعلـ ، فيكـــون " منقـــادا بـعـــدم مطابقـــة + التكليــف املقطـــوع بــه امتثـــال ( االنقـــياد متقومـــا بــأمرين مهـــا

) .التكليف املقطوع به للواقع إذا قطع املكلف بأن صالة العيـد واجبـة يف عـصر الغيبـة الكـربى ومل : مثال

تكـن واجبــة يف الواقـع ، فــإذا أتـى ــا فإنــه يكـون منقــادا ألمـر مــواله ، وال يــسمى يف هـذا املـورد حـىت نقـول عنـه إنـه مطيعا ألمر مواله ألنه ال يوجد أمر مـن املـوىل

.مطيع أو ليس مبطيع من هو املتجري ؟: سؤال

:اجلواب ــذي يقطـــع بالتكليـــف مـــن وجــوب أو حرمــة وخيــالف املتجــري هـــو املكلـــف الــا وال ــون مطابقـ ـــه ال يكـ ـــع ، أي أن قطعـ ـــتا يف الواقـ ــون التكليـــف ثابـ ـــه وال يكـ قطعـ

" مـتـجـــرى بـــه " ، ويـســمـى فـعـله " تـجـريـا " ويـسـمـى عمـلـه مـصــيـبـا للـواقــع ، جـري متـقـومــا بأمـريــن هـمــا ـ، فيكـون الت" مـتـجـريـا بـه " أو " مـتـجـرءا بـه " أو ،) عــدم مطابقــة التكليــف املقطـوع بـه للواقـع + خمالفـة التكليـف املقطـوع بــه (

وال يــسمى عاصــيا ألنــه مل يرتكــب حمرمــا إذ ال يوجــد حتــرمي مــن املــوىل يف هــذا .املورد

إذا قطـع املكلـف بـأن صـالة اجلمعـة واجبـة يف عـصر الغيبـة الكـربى : مثـال ومل يــأت ــا ومل يكــن التكليــف ثابتــا يف الواقــع ، أو قطــع بــأن هــذا الــسائل مخــر

.ل كان ماء يف الواقع ؛ فإنه يكون متجريا فشربه ومل يكن السائل مخرا ب

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 343: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٣٤٣ -

:النتيجـة الطاعـة واملعصيـة حتصـالن يف حالــة مــا إذا كـان التكليــف املقطــوع بـه ثابتـا يف الواقـع ، واالنقيـاد والتجــري حيـصـالن يف حالــة مــا إذا كـان التكليــف املقطــوع

.اب ، والعاصي يستحق العقاب به غري ثابت يف الواقع ، واملطيع يستحق الثوهـل حيكم العقـل باستحقــاق املتجــري للعقـاب كالعاصـي أو ال ؟ وهـل : سـؤال

حيكم العقل باستحقاق املنقاد للثواب كاملطيع أو ال ؟ :اجلـواب

ال بــد أوال أن حنــدد دائــرة حــق الطاعــة ألنــه توجــد نظريــات خمتلفــة ، وبعــد نــستطيع أن نقــول إن املتجــري يــستحق العقــاب أو ال حتديــد دائــرة حــق الطاعــة

قــــاد يـــستحق الثـــواب أو ال يـــستحق ، فمـــا هـــي النظريـــة الـــيت ـيـــسـتحق ، وإن املن تتبناها يف حق الطاعة ؟

: والنظريات هي :النظرية األوىل

ــف ( حيكــم العقـــل بــأن موضــوع حــق الطاعــة هــو + التكليــف املنكــشف للمكلــ ــا ) ف يف الواقـــع ثبـــوت التكليـ ــون مطابقـ ــشف للمكلـــف وأن يكـ ، أي التكليـــف املنكـ

ومــصيبا للواقــع ، فــإذا كــان موضــوع حــق الطاعــة مركبــا مــن هــذين األمــرين فــإن التكليف ال يوجــد يف الواقـع ، فـاملتجري ال يحاسـب وال يـدان وال يعاقـب ألنـه لـيس

تــشمل التكليــف املخــالف داخـــال يف دائـــرة حـــق الطاعــة ، ودائــرة حــق الطاعــة ال الــذي ال يكــون ثابتــا يف الواقــع وإن كــان املكلــف قاطعــا بــه ، فاحلــساب يكــون علــى أساس الواقـع واللـوح احملفـوظ ، فـإذا خـالف املكلـف الواقـع فإنـه يعاقـب ، وإذا مل خيالفــه فإنــه ال يعاقــب ، فيكــون املتجــري هنــا خارجــا عــن دائــرة حــق الطاعــة وال

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 344: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٣٤٤ -

ــ ـــد أخــ ـيك ــدان وال ون ق ـــف يف الواقــع ، فــال ي ـــه ال يوجـــد تكلي ـل حبـــق الطاعـــة ألنيعاقـب ألن حــق الطاعـة يــدور مـدار ثبــوت التكليـف يف الواقــع ال مـدار االنكــشاف ،

.فبناء على هذه النظرية ال يستحق املتجري العقاب وال يستحق املنقاد الثواب ـــال ــسـائل املوجــ : مث ــأن هـــذا ال ــذا إذا قطـــع ب ـــه مخـــر ، وشـــرب ه ـود أمام

السائل ، وبعد أن شرب تبين له أنه ماء ، فهل هذا يعاقب أو ال ؟ ال يعاقــب ألنــه واقعــا قــد شــرب مــاء ال مخــرا ، فهــو ال يعاقــب ألنــه يف اللــوح ــق ــإذا كــان موضــوع ح ــيس عاصــيا ، ف ــو ل ــاء ، فه احملفــوظ يوجــد جــواز شــرب امل

ـــة هـــو التكليـــف ال ـــت يف الواقـــع فإنـــه يكـــون خارجـــا عـــن موضــوع حــق الطاع ثابأنـــا شـــربت : " اعــة ألنـــه شـــرب مـــاء ال مخـــرا ، فيـسـتطيع أن يقـــول للمــوىل ـالط

! " .مـاء ال مخرا ، فكيف تعاقبين على شرب املاء وهو جائز الشرب ؟ :النظرية الثانية

أي ) ف املنكــشف مطلقــا التكليــ( حيكــم العقــل بــأن موضــوع حــق الطاعــة هــو ســـواء كــان التكليــف ثابتــا يف الواقــع أم مل يكــن ثابتــا يف الواقــع ، فهنــا ننظــر إىل ــإذا قطــع قطـــع املكلــف ســواء كــان مــصيبا ومطابقــا للواقــع أم مل يكــن كــذلك ، ف

هــذا لـيس ثابتـا ! يـا ربـي : " ، فيقــول " ملاذا مل تأت بـه ؟ : " بشيء فيقـال لـه أنـــا أحاســبك علـــى أســـاس : " ، فيقــول لـــه اهللا عـــز وجــل " فـــوظ يف اللــوح احمل

االنكشـاف ال عـلى أسـاس اللـوح احملفــوظ ألن حــق الطاعـة يـدور مـدار االنكـشاف ــع ــوت التكليـــف يف الواقـ ــة " ال مـــدار ثبـ ــق الطاعـ ــل حبـ ــري قـــد أخـ ، فيكـــون املتجـ

ــى املــوىل عــز وجــل ال لعــصيانه ، و هــذا األمــر فيــستحق العقــاب عقــال جلرأتــه علــه ــو أتــى شــخص وجتــرأ علــى احلــاكم فإن موجــود يف القــوانني الوضــعية أيــضا ، فليسجن أو يعدم حىت لو مل توجـد مادة قانونيـة تـدل علـى ذلـك أي أنـه مل خيـالف

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 345: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٣٤٥ -

القانـــون ، ولكــن مـــع ذلـــك يعـــاقب ، وكذلـــك هـــذا األمـــر موجـــود يف العــرف ، إن أبـاه يعاقبـه ألنـه جتـرأ عليـه ال ألنـه خـالف أمـرا ه فـ ـفالطفـل إذا جترأ على أبي

ــستحق ــستحق املتجــري العقــاب وي ــة ي ــى هــذه النظري ـــاء عل ـــه ، فبن مــن أوامـــر أبي .املنقاد الثواب

إذا قطـع املكلف بأن هذا السائل املوجـود أمامـه مخـر وشـرب منـه ، : مثـال أو ال ؟وبعد أن شرب تبين له أنه ماء ، فهل هذا يعاقب

نعــم يعـــاقب مـــع أنـــه واقعـــا قـــد شـــرب مـــاء ال مخـــرا ، فهـــو يعاقــب بــسبب جتريــه ال بــسبب عــصيانه ، فهــو قطــع بأنــه مخــر ، وشــرب علــى أســاس أنــه مخــر

.حىت لو تبين بعد ذلك أنه ماء ــز وجـــل ـــول لــــه املـــوىل عـ ـــوم القيــــامة فيقـ ــذا : " إن املتجــــري يـــأيت يـ إن هـ

، فيفـــرح هـــذا املكلــف ألنــه تبــين أن التكليــف " تكليـــف غـــري موجـــود يف الواقـــع الليـس موجـودا يف الواقـع ويظـن أنـه لــن يعــاقب ألنــه علـى أي شـيء يحاسـب حيـث

أنـت لـست عاصـيا ولكنـك متجـرئ علـى اهللا : " مل خيالـف الواقـع ، نعم يقال لـه يـد منـك هـذا التكليـف ولكنـك مل تـأت بـه عز وجل ألنك قطعـت بأنـه عـز وجـل ير

ــىت لــ ــا يف اللــوح احملفــوظ ـح ، فهــو يحاســب علــى " و مل يكــن هــذا التكليــف ثابت .التجري ال على العصيان

:رأي السيد الشهيد قدس سره الـصحيح هـو النظريــة الثانيـة ألن حــق الطاعـة ينــشأ مـن لــزوم احتـرام املــوىل

ه احلرمـة عقـال ، واملتجـري مل حيتـرم املـوىل ومل ورعاية حرمته وعدم انتهاك هـذ يـــراع حرمتــــه ، فالعــــاصي يتحــــدى املـــوىل بعـــصيانـه ، واملتجــــري يتحـــدى املـــوىل جبرأته ألنه يقطع بأن السائل مخر ويـشرب علـى أسـاس أنـه مخـر ، ففيـه حتـدي

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 346: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٣٤٦ -

مهـا يتحـدى هللا عز وجل حىت لــو تبـين فــيما بعــد أنــه مــاء وليــس مخــرا ، فكال رمــة اهللا تعـاىل ، فيجـب عقـال علـى املكلـف أن ـاهللا عز وجـل ، وكالمهـا ميـس ح

حيترم املوىل ، واملتجري مل حيترم املوىل عـز وجـل ، فيـستحق العقـاب ألنـه خـرج ـــرة العب ــة املــوىل عــز وجــل ، فمــالك اســتحقاق ـعـــن دائ ــى ربوبي ـــدى عل ـــة وتع ودي

واحـــد وهـــو عـــدم احتـــرام املـــوىل ، فمـــن الناحيـــة العقــاب يف العاصـــي واملتجـــري ــة ال فــرق بــني التحــدي الــذي يقــع مــن العاصــي وبــني ــة ورعايــة احلرم االحترامي

.التحدي الذي يقع من املتجري

ــسـيد الــشـهيد قــدس ســره هنــا وهــي نعــم تـــأيت ناحيـــة أخـــرى مل يبحثهـــا الــة املفــسدة فــإن العاصــي ــا ناحيـــة املفــسدة ، فمــن ناحي وقــع يف املفــسدة ألنــه واقع

.شرب مخرا ، واملتجري مل يقع يف املفسدة ألنه واقعا شرب ماء :النتيجـة

بنـــاء عـــلى مــسلـك حـــق الطاعـــة يــسـتحق املتجـــري العقـــاب كمــا يـــستحقه العاصي ، فال فرق بينهما من ناحية اسـتحقاق العقـاب بـنفس املـالك الـذي يقـول

املنقــاد الثــواب كمــا يــستحقه املطيــع ، فــال فــرق بينــهما مــن بــه العقــل ، ويــستحق .ناحية استحقاق الثواب بنفس املالك الذي يقول به العقل

مـن األحبـاث املهمـة جـدا يف علـم األصـول ، وفيـه )١( مباحث العلم اإلمجايل الــيت مــرت ســابقا كلــها تفــصيـالت كثـــرية ، ومباحـــث العـــلم اإلمجـــايل واملباحـــث

اهللا تعـاىل ، فلـم يقـل اهللا ال بـد من االلتفـات إىل أن العـلم اإلمجـايل مل جيعلـه )١(

، بل حنن مـن خـالل األدلـة ال نـستطيع أن " جيب أن تتردد بني صـالتني : " تعـاىل

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 347: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٣٤٧ -

ــق ــد دائــرة ح ــد أوال مــن حتدي ـــة ، فــال ب ـــد دائـــرة حـــق الطاع تـــدور مـــدار حتديــى ــة عل ــدخول يف كــل هــذه املباحــث ألــا مترتب ــك ال الطاعــة حــىت ميكــن بعــد ذل

.حتديد حدود دائرة حق الطاعة قبــل حتديــد معــىن العلــم اإلمجــايل نــسأل )١( ويف مباحــث العلــم اإلمجــايل

:لسؤال التايل ا نصـل إىل علم تفصيلي باحلكم ، فاهللا عز وجل ال جيعل العلم اإلمجايل ، فمثال مـن خـالل

، فهـذا التـردد األدلـة ال نعلم أن اهللا عز وجل يريـد صالة الظهـر أو يريد صالة اجلمعة ليس جبعل من الشـارع وليس جمعوال من اهللا تعاىل ، فلم يقل الشارع بأنه جيـب عليـك أن تتردد بني صـالتني ، بل حيصـل التردد عنـدنا لعدم اسـتطاعتنا احلـصول علـى العلـم التفصيلي من خـالل األدلة ، فيصري عندنا علم إمجايل مردد بني عدة أطراف حيـث حيـصل

علم بشيء ما ، ونشـك بأطرافه يف أن هذا الطرف أو ذاك الطرف حيققه ، فمـثال عنـدنا نعـلم بوجوب صالة ما يف ظهر يوم اجلمعة ، وتأيت رواية تقول بوجوب صـالة اجلمعـة ، وروايـة أخرى تقول بوجوب صالة الظهر ، وحنن ال نستطيع أن نعرف أن صـالة الظهـر

ليل خارجي آخر أن اهللا عز وجـل ال يريـد كلتـا مطلوبـة أو صـالة اجلمعة ، ونعلم بد الصالتني يف ظهر يـوم اجلمعة ، نعم لـو كانت عنـدنا هاتان الروايتـان بـدون الـدليل

.اخلـارجي لقلنا بوجوب كلتا الصالتني يف ظهر يوم اجلمعة تـردد العلم اإلمجايل ليس جبعـل من الشارع حىت نقول إنه يتنجز ، وإمنا حيـصل ال : إذن

عندنا لعدم استطاعتنا الوصول إىل العلم التفصيلي ، لذلك فإن العلم اإلمجايل يأيت مـن عـدم .إمكاننا الوصول إىل القطع التفصيلي باحلكم

كيف ميكن أن نوفـق بني العلم واإلمجال ؟ كيف ميكـن أن يكـون علمـا : إشـكال )١(م ، واإلمجال هـو عـدم االنكـشاف ، وإمجاليا يف نفس الوقت ألن العلم هو االنكشاف التا

فيكون العلم اإلمجايل هو العلم الذي ليس فيه انكشاف ، وهذا تناقض ؟إن العلم هنا له متعلق خيتلف عن متعلق اإلمجال ، فالعلم له جهة ، واإلمجـال لـه : اجلواب

العلـم هـو جهة أخرى ، ويتضح ذلك من خالل مثال صالة اجلمعة وصالة الظهر ، فمتعلق

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 348: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٣٤٨ -

ما هو العلم التفصيلي ؟ :اجلواب

هـو العلـم الـذي حيـصل إذا كـان القطـع فيـه يتعلـق بـشيء : العلم التفصيلي ــام عــن ــل هــو كاشــف ت ــم التفــصيلي ب ــين حمـــدد ، وال يوجـــد أي شــك يف العل مع

، وهذا املتعلق ال يوجد فيه إمجال ألنه علـم تفـصيلي ، ) وجوب صالة ما ( اجلامع وهـو ، فمتعلق اإلمجال هـو الـذي ) إما صالة اجلمعـة وإما صالة الظهر ( ومتعلق اإلمجال هـو

شـيء يوجد فيـه ترديد بني شيئني ، وأما متعلق العلم فال يوجد فيه ترديد بني شيئني ألنـه .، وهذا منكشف انكشافا تاما ) وجوب صالة ما ( واحد وهو

عندما نقـول علم إمجايل فإن هذا العلم يف الواقع ال يقع على متعلق واحـد حـىت : إذن يقـال باجلمع بني املتناقضني ، فالعلم لـه متعلق خيتلـف عن متعلق اإلمجال ، فهنا اجلمـع

عبـارة واحـدة هو للجمع بني هذين األمرين ، وـذا يرتفـع بني العـلم واإلمجـال يف .التناقض

إن العلم باجلامع علم تفصيلي ألنه علم بوجوب صالة واحـدة ، والعلـم : بعبارة أخرى بوجوب صـالة واحدة هـو قطع تفصيلي ألننـا ننظر إىل الصالة الواحـدة كمفهـوم وال

ـ ذ مكان هـذه الصالة الواجبة فإا تكـون هـي ننظـر إىل املصاديق ، فأي مصداق يأخالواجبـة ، وإذا كان لدينـا تردد بالنسبة إىل أحد الصالتني كمصاديق فإنه ال يوجد عنـدنا شـك مبفهوم الصالة الواحدة وأنـه توجد صالة معينة دون النظر إىل أن أي صـالة هـي

ه تفصيال ألنه القطـع بوجـوب صالة اجلمعة أو صالة الظهر ، فالوجوب مقطوع ب : الواجبة صـالة واحدة ، والصالة الواحـدة شيء معين ال يوجـد فيـه ترديد بـني شـيئني ، وإذا كان يوجـد تردد فإن التردد يكون فيما يصـدق عليه املفهـوم ، ففي املفهـوم ال يوجـد

.تردد وهو علم تفصيلي ، ويف املصاديق يوجد تردد فيكون علما إمجاليا بالنظـر إىل املفهـوم يكون علما تفصيليا ، وبالنظر إىل املـصاديق يكـون علمـا : إذن

+ العلم التفصيلي باجلامع وهو قطـع بـشيء معـين حمـدد = ( إمجـاليا ، فالعلم اإلمجايل ) .احتماالت وشكوك بعدد األطراف واملصاديق

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 349: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٣٤٩ -

أو معلــــومه ، واملعلــــوم منكـــشف متـــام االنكـــشاف ، وال يوجـــد يف املعلـــوم غمـــوض .إمجال أو إام أو شك

والقطع التفـصيلي تـارة يتعلـق بـاحلكم ــــ واحلكـم تكليفـي أو وضـعي ــــ ، وتـارة .أخرى يتعلق مبوضوع احلكم

أعلـم بوجـوب صـالة الـصبح ، وصـالة الـصبح : مثال القطع حبكم تكليفـي الــصبح وال شــيء معــين تعلــق بــه الوجــوب ، فعنــدي قطــع تفــصيلي بوجــوب صــالة

.يوجد معه شك أعلـم بنجاســة هـذا الكـوب مـن املـاء ، فعنـدي : مثال القطع حبكم وضـعي

.قطع تفصيلي بنجاسته أقطـع بأن أمـامي كوبـا مـن املـاء ، واملـاء هنـا : مثال القطع مبوضوع احلكم

، فاملــاء هــو موضــوع " املــاء جيــوز شــربه : " موضــوع حلكــم جــواز الــشرب فنقــول .احلكم ، وجواز الشرب هو احلكم

:واآلن نسأل السؤال التايل ما هو العلم اإلمجايل ؟

:اجلواب و العلم الذي حيصل إذا كان القطـع يتعلـق بأحـد شـيئني ـه: العلم اإلمجايل

أو أكثـر ال علـى وجـه التعــيني بـل علـى وجـه الترديــد ، فـالعلم اإلمجـايل هـو العلــم . انطباق اجلامع على هذا الطرف أو على ذاك الطرف باجلامع مع الشك يف

صـــالة الظهـــر وصـــالة اجلمعــة يف ظهــر اجلمعــة ، : مثــال احلكــم التكليفــي يف يــوم اجلمعــة ، " وجــوب صــالة مــا " يوجــد لــدينا علــم تفــصيلي باجلــامع وهــو

إمــا صــالة اجلمعــة وإمــا : وعـــندنا تـــردد واحـــتمال وشــك بــني طــرفني وصــالتني

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 350: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٣٥٠ -

ــب ، فيوجـــد صـــال ــب ال أن كليهمـــا واجـ ــط واجـ ة الظهـــر ، ونعلـــم أن أحـــدمها فقـــر ، وال ــان بوجــوب صــالة الظه ــة ، واحتمــال ث احـــتمال أول بوجــوب صــالة اجلمعيوجد احتمال ثالث بوجوب كلتـا الـصالتني ، وال يقـدر املكلـف علـى تعـيني الوجـوب

طلوبــة مـن اهللا تعـاىل يف إحـدامها بالضبـط ، فـال يعـلم أن صــالة الظهــر هـي امل أو أن صـالة اجلمعة هي املطلوبة من اهللا عـز وجـل ، نعـم اهللا عـز وجـل يعلـم أي الـصالتني هـي الواجبـة واقعـا ، ولكـن املكلــف ال يـستطيع تعـيني مـا يريـده اهللا عــز وجـل ، وهنا ال يأيت املكلف بكلتا الصالتني ، فإذا أتـى بـصالة اجلمعـة فـال يوجـد

ــر ــر فــال يوجــد وجــوب صــالة وجــوب صــالة الظه ــى بــصالة الظه ــه ، وإذا أت علياجلـمـعـة عـلـيـه ، فـهنـا العـلـم اإلمجايل هـو العـلم الـذي يتعــلق فــيه احلكــم بأحــد

.شيئني ال على وجه التعيني بل على وجه الترديد

مـحـمـــد إذا كـــان يـوجـــد: ـثـــال لتـقـريـــب مـعـــىن اجلـامـــع ـ ويـمـكـــن إعـطـــاء موهـــو إنـــسان باإلضــافة إىل املشخـــصات اخلاصـــة بــه ، ويوجـــد علــي وهـــو إنـــسان باإلضــافة إىل املشخــصات اخلاصــة بــه ، هنــا نــرى أنــه يوجــد عامــل مــشترك بــني

٦ و ٤األطــراف ، والعامـــل املـشـترك هـــو اجلامــع كـمـــا أن العامــل املــشـترك بـــني ـــو ــة مــن ٤ ألن ٢ه ــة مــن ٦، و ) ٢ × ٢( مركب ، ويوجــد رقــم ) ٣ × ٢( مركب

، وهـــذا الرقــــم املــشـترك يـــسـمى العامـــل املـــشترك أو ٢مــشـترك بينـهمـــا وهــــو .اجلامع ، ويف مثالنا اجلامع هو اإلنسان

ونذكـــر مثـــاال آخـــر وهـــو اجلامـــع بــني زيـــد والفــرس ، اجلــامع بينــهما هــو وجــوب صــالة الظهــر ووجــوب صــالة احليـــوان ، وهكــذا يف مقامنــا اجلــامع بــني

وهـذه الـصالة مـرددة " وجـوب صـالة مـا " أو قـل " وجوب الـصالة " اجلمعة هو .بني صالة الظهر وصالة اجلمعة

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 351: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٣٥١ -

العـلم بنجـاسـة أحـد اإلناءين بـدون تعـيــن ، فيوجــد : مثـال احلكم الوضعي ني إنــاءين ، واملكلــف ال يعــلم ، وهـذا اإلنــاء مـردد بـ " جناسـة إنـاء مـا " عـلـم بـ

أن اإلنـــاء األول هـــو املتــنجس أو اإلنــاء الثــاين هــو املتــنجس ألنــه ال يعلــم يف أي ما وقعــت النجاســة ، وهــذا التــردد يكـون عنـد املكلـف ال عنـد اهللا تعــاىل ألن ـمنهـ

ال يوجــد اهللا عـز وجـل يعـلـم أي اإلنـاءين هـو النـجـس واقـعــا ، فالعــلم اإلمجـايل .عند اهللا تعاىل ألنه عامل بكل شيء

عـندنا علم إمجايل مردد بـني شـيئني أو أكثـر مـن شـيئني ، فـإذا كـان : إذن القطـع مترددا بني عـدة أشـياء فهــذا يـسـمى عــلما إمجاليـا ، ويف العلـم اإلمجـايل

.ميكن انتزاع جامع من أطرافه ، والعلم باجلامع علم تفصيلي + العلــم باجلــامع بــني األطــراف ( والعلــم اإلمجــايل يتركــب مــن أمــرين مهــا

) .احتماالت وشكوك بعدد األطراف وجـوب صـالة يف يـوم " ويف مثالنا السابق عنـدنا علـم تفـصيلي باجلـامع وهـو

، وعندنا احتماالت وشكوك بعدد األطـراف ، وهنـا يوجـد عنـدنا طرفـان " اجلمعة ـجـمـعـة ، وصالة الـظـهـر ، وعـنـدنـا عـلـم تـفـصـيـلي بالـجـامـع وهـو صـالة ال: هـمـا

نـجـاسـة إنـاء مـا ، وتـوجـد عـنـدنـا احـتـماالت وشـكــوك بـعــدد األطــراف ، ويـوجــد .اإلناء األول ، واإلناء الثاين : طرفان

حتمــاالت ا+ العلــم باجلــامع بــني األطــراف = العلــم اإلمجــايل : النتيجـــة وشكوك بعدد األطراف

:منجزية العلم اإلمجايل هل العلم باجلامع منجز ؟: سؤال

ينجز هذه الصالة ؟" وجوب صالة ما " أي هل العلم بـ

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 352: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٣٥٢ -

:اجلواب مـسلك حـق الطاعـة ومـسلك : نعـم العلـم باجلـامع منجـز علـى كـال املـسلكني

يلي والعلـم التفـصيلي منجـز للتكليـف كمـا قبح العقـاب بـال بيـان ؛ ألنـه عـلم تفـصـ مــر ســابقا ، فــالقطع بــالتكليف ينجــز التكليــف ألن القطــع يكــشف كــشفا تامــا عــن

.احلكم ، فيكون هـذا احلكم حكما واقعيا وإذا كــان يوجـــد عـــند املكلـــف قطـــع حبكــم مـــا فــإن هـــذا احلكـــم بــال شــك

يــة القطـع غـري معلقـة علـى شــيء ، وال يتنجـز علـى املكلـف ، ومـر سـابقا أن منجز ميكــن أن يتدخـــل الــشـارع ال حبكــم واقـــعي وال حبكــم ظــاهري ؛ ألنـــه إذا تدخـــل حبكم واقـعي فإنـه جيتــمع حكمـان واقعيـان خمتلفـان متـضادان متنافيـان إذا كـان

لتـضاد احلكـم الواقـعي ثابتـا يف الواقــع ، وإذا مل يكـن ثابتــا يف الواقـع فإنـه يلـزم ا .والتنايف يف نظر القاطع

وال ميكـن أن يتـدخل الـشارع حبكـم ظـاهري أيـضا ألنـه يوجـد عنـد الــشخص ــوع احلكـــم ــع ألن موضـ ـــة القطـ ــاهري يف حالـ ــم ظـ ــدخل حبكـ ــن التـ ــع وال ميكـ قطــــث الوجــود عــن الظــاهري هـــو عـــدم العـــلم ، واحلكــم الظاهـــري متأخـــر مـــن حي

ــواقعي ، وال تــصل النوبــ ــاحلكم احلكــم ال ــم ب ة إىل احلكــم الظــاهري يف مــوارد العل .الواقعي

نعم يسـتطيع أن يتدخل الـشارع حبكـم ظـاهري يف حالـة الـشك وعـدم العلـم ، ــالتكليف ، ومــع العلــم والقطــع وال يوجــد شــك عنــد الــشخص القــاطع ألنــه عــامل ب

.واليقني بالتكليف فال جمال للحكم الظاهري ــز ألن منجزيــة إذا كــان عنــدنا قطــ : إذن ع بــالتكليف فــإن هــذا التكليــف يتنج

.القطع غري معلقة على شيء

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 353: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٣٥٣ -

:النتيجـة ال شك يف أن العلم باجلامع منجـز ألنـه علـم تفـصيلي ، واجلـامع منجـز ألنـه

.منكشف انكشافا تاما بواسطة القطع التفصيلي هل االحتمال يف كل طرف منجز أو ال ؟: سؤال

:اجلواب يف كــل طــرف يوجــد احتمــال وال يوجــد قطــع ، فعنــدنا احتمــال وجــوب صــالة الظهـر واحتمــال وجــوب صــالة اجلمعــة ، نعـم يوجــد عنــدنا قطــع تفــصيلي بوجــوب شيء معـين وهـو وجـوب صـالة مـا ، فهـذا القطـع التفـصيلي منجـز ، ولكـن عنـدنا

هـل االحتمـال يف هر واحتمـال وجـوب صـالة اجلمعـة ، ف ـاحـتمال وجـوب صــالة الظـ كل طرف ينجز احلكم ؟

بنـاء علــى مـسلك حــق الطاعـة فــإن كــال مـن القطــع والظـن واالحتمــال ينجــز التكليـف ألن كل انكشـاف منجز مهمـا كانـت درجتـه مـن القطـع والظـن واالحتمـال

اء على مسلك حـق الطاعـة ال بنـاء علـى مـسلك قـبح العقـاب بـال بيـان ، لـذلك ـبنحتمال يف الطرف األول يكـون منجـزا ، واالحتمـال يف الطـرف الثـاين يكـون فإن اال

منجزا أيضا ، فنظرية السيد الـشهيد قـدس سـره وهـي مـسلك حـق الطاعـة تقـوم على أسـاس منجزيـة االنكشـاف ـــ ال على أسـاس منجزيـة القطـع فقـط كمـا يقـول

.به مسلك قبح العقاب بال بيان ـــ ا عــــن التكليـــف وإن كــان كاشـــفا ناقـــصا ، ـاألول يكــون كاشـفــ ال ـ إن االحتمــ

ـــزا للتكل ـــاين يكــون كاشـــفا أيــضـا عـــن التكليــف ـفيكــون منج ـــال الث ـــف ، واالحتم يــى ــشاف ال عل ــى أســاس االنك ــة تقــوم عل ــا أن النظري ــزا أيــضا ، وطامل فيكــون منج

الني ينجــز أســاس القطــع فكــل احتمــال يكــون منجــزا ، لــذلك فــإن كــال االحتمــ

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 354: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٣٥٤ -

التكليــف ، ولكـن منجزيـــة االحــتمال معلقـــة عــلى عــدم ورود التـرخيص الظــاهري مـن الـشارع بتـرك االحتيـاط وبعـدم الـتحفظ وبعـدم االهتمـام ، فـيمكن للمــوىل يف

م اإلمجــايل أن يبطــل منجزيــة احتمــال هــذا الطــرف أو ذاك الطــرف ـحـــاالت العلــألطـراف ، فــإذا ورد تـرخيص مـن الــشارع ألن الـشـك متحقـق يف كـل طـــرف مــن ا

بأن ال تم باالحتمــال األول فيبــقى عنـدنا االحتمـال الثـاين ألن االحتمـال الثـاين ــاين فيبقــى ــال الث ــأن ال ــتم باالحتم ــرخيص ب يكــون مــصداقا للجــامع ، أو ورد ت

.عندنا االحتمال األول ألن االحتمال األول يكون مصداقا للجامع ـــال ــاط يف صــالة ل: مث ــدم االحتي ــشارع بع ــرخيص مــن ال ـــه ورد ت نفــرض أن

الظهـــر ، فيلغــى حكــم وجـــوب صـــالة الظهـــر حبكــم ظاهـــري ، ونطبــق أصــالة البـراءة الـشرعية ، ويبقـى عنـدنا احلكـم اآلخـر وهـو وجـوب صـالة اجلمعـة ، وإذا

ـــاط عـــن صـــالة اجلمعـــة فإنـــه يبقــى وجــوب صــالة ال ظهــر ، ألغــى الــشـارع االحتيــا ، ـــو وجــوب صــالة م ـــع وه ـــاء اجلام ـــاه بق ــصـالتني معن ـــاء وجـــوب إحـــدى ال وبقــال مــن االحتمــالني مــصداق ــا عنــدنا ألن ك فــالقطع التفــصيلي باجلــامع يكــون باقيللجامع ، كما أنـه إذا كان زيـد وفـرس مـصداقني للحيـوان ، فـإذا ألغينـا زيـد فـإن

ذلك قــد حققنــا وجــود احليــوان بــسبب الفــرس يبقــى مــصداقا للحيــوان ، ونكــون بــ حتقــق أحـــد املــصـداقني ، فــإذا كــان الفـــرس موجــودا يف غرفــة فإننــا نــستطيع أن

.نقول إنه يوجد حيوان يف هذه الغرفة ــ: إذن قي أحـــد االحـــتمالني فــإن القطـــع التفــصيلي يكــون موجــودا وال ـإذا ب

وال ميكــن أن يتــرك املكلــف كلتــا يكــون ملغيــا ألن أحــد املــصداقني يكــون موجــودا ، الصـالتني معـا ألنـه بـذلك سـيترك القطـع التفـصيلي باجلـامع ، والقطـع التفـصيلي ــا إذا غـــري معلـــق علـــى شـــيء فينجـــز القطـــع التكليـــف ، وإذا رفعنـــا الطـــرفني كمـ

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 355: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٣٥٥ -

ــوان يف ــه يوجــد حي ـــال ميكــن أن نقــول إن ـــة ف ـــرس مـــن الغرف ـــدا والف أخـــرجنا زيتــا الــصـالتـني ألنــه إذا رفعنـا الطــرفني ـوكـذلــك ال يـمـكـــن أن نـرفــع كل الـغـرفــة ،

.)١(فال ميكن أن نقول بوجود اجلامع وهو وجوب صالة ما

:الترخيص يف كل أطراف العلم اإلمجايل

: يأيت الكالم يف مقامني

:مقام الثبوت : أوال

: نبدأ بالسؤال التايل

لـم اإلمجـايل أن يـرخص املـوىل يف كـال الطـرفني معـا هل ميكـن يف الع بترخيصني ظاهريني أو ال ميكن ؟

:اجلواب نعــم ، ميكــن ذلــك بنــاء علــى مــسلك حــق الطاعــة ألن نظريــة الــسيد الــشهيد قدس سره تقول إنـه إذا كان عنـدنا احتمـال حبكـم فـإن الـشارع ميكـن أن يتـدخل

موضــوع احلكــم الظــاهري هــو الــشك ، بتــرخيص ظــاهري ويلغــي هــذا احلكــم ألن ــال ــر واحتم ــال وجــوب صــالة الظه ــدنا احتم ــل طـــرف ، فعن ــق يف ك ــشـك متحق والــة فــإن الــشارع يــستطيع أن يتــدخل وجــوب صــالة اجلمعــة ، وعلــى حــسب النظريبتـرخيص ظــاهري يف كـل طــرف ، وبـذلك نلغــي كـال الطــرفني ، فـال تكــون صــالة

نه قطع أو جتـري الـرباءة يف ما هـو التكليف حني حصول العلم اإلمجايل ؟ هل يتنجز أل )١(

أطرافـه ألا مشكوكة ؟ ، لذلك يأيت النقـاش يف العـلم اإلمجايل بأنه منجـز أو جتـري الرباءة عنـه ، فإذا قلنـا بتنجيزه فيقـال إن األطـراف مشكوكة فكيـف يتنجـز العلـم

؟ ، لـذلك وقـع اإلمجايل ؟ ، وإذا قلنا بإجراء الرباءة فيقال إنه قطع فكيف ال يكون منجزا .البحث يف العلم اإلمجايل أنه منجز أو جتري الرباءة عنه

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 356: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٣٥٦ -

، فيـسقط وجـوب الطـرفني ألن التــرخيص اجلمعـة واجبـة وال صـالة الظهـر واجبـة ــل طــرف ، وإذا ــا يوجــد شــك يف ك ــشـك يف التكليــف ، وهن الظــاهري موضـــوعه الســقط كــال الطــرفني فــإن العلــم باجلــامع يــسقط أيــضا ألن التــرخيص يف أطــراف ـــع التفـــصـيلي ـــايل فـــإن القطـ ـــص يف اجلـامــــع ، وبالتـ ـــع يـــؤدي إىل الترخـيـ اجلامـ

ــون منجـــ ـباجل ـــع ال يكـ ــم امـ ــة العلـ ــا منجزيـ ــا فيهـ ـــزيات مبـ ــل املنجـ ـــل كـ ـزا ، فتبطـ .)١(التفصيلي باجلامع

هل تؤيد السيد الشهيد قدس سره يف قوله إنه ميكن رفع منجزية االحتمـال يف كـل : سؤال )١(

طرف يف العلم اإلمجايل ، وبذلك نرفع منجزية القطع التفصيلي باجلامع ؟ وملاذا ؟دس سره بإمكان رفع الشارع لكل أطراف العلم اإلمجايل يف عـامل فهل توافق السيد الشهيد ق

اإلمكان العقلي ومعىن ذلك أن القطع التفصيلي ال يكون حجة يف العلم اإلمجايل ؟كيف ميكن للشارع أن يرفع الوجوبني معا مع أما على سبيل منع اخللو : بعبـارة أخـرى

كن عقال أن يرتفعا معا ؟أي أن الوجوب ال خيلو من أحدمها ، فال مي :اجلواب

هنا أمـام الشارع طريقـان فقـط للحكم الظاهري ، فإما أن حيدد الوجوب ألحـدمها وإمـا أن يقول بالتخيري ، وال يوجد طريق ثالث ، وأما أن نقــول بـأن الـشارع يرفـع

نــه قطـع الوجوبني معـا فهذا ال ميكن عقـال ألن القطع باجلـامع قطـع تفـصيلي أل بوجوب صالة ما يف ظهر يوم اجلمعة ، وال ميكن رفع منجزيـة القطع التفـصيلي ، والعلـم

علم باجلامع وهو علم تفصيلي ، وشكوك واحتمـاالت بعـدد : اإلمجايل مركب من شيئني األطراف ، فلـو نظرنا إىل اجلامع فقط فإن العلم يكون علما تفصيليا ، وأمـا إذا نظرنـا إىل

.ع الشكوك واالحتماالت فإن العلم يكون علما إمجاليا اجلامع م وإذا نظرنا إىل كل احتمال على حدة بغض النظر عن االحتمال اآلخر فيكـون احتمـاال

.واحدا فقط ، فيمكن أن يأيت الشارع بالترخيص فيه ، وبذلك ترتفع منجزية االحتمال ن العلم باجلـامع علمـا تفصيليا ، فـال وأما إذا نظـرنا إىل االحتمالني معـا فهنا يكو

ميكن أن يأيت الشـارع بترخيص يف كال االحتمـالني ألن العــلم هنــا مركـب مـن

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 357: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٣٥٧ -

:النتيجــة

وهكــذا يتبـــين أن املنجزيـــة ليـــست الزمـــة للقطـــع بـــل الزمـــة حلـــق الطاعـــة ، فاملنجـزية والقطـع ليـست مثـل الزوجيـة واألربعـة حيـث إن الزوجيـة الزمـة لألربعـة

ينـهما ، ولــو كانــت احلجيــة الزمـة للقطــع لقلنــا أيــضا وال ميكـن أن يقــع االنفكــاك ب مبنجـــزية العـــلم التفــصـيلي باجلــامع كمــا نقــول مبنجزيــة العلــم التفــصيلي بــشيء

.واحـد ، وملا كان ميكن أن ينفكا عن بعضهما البعض

وذا يتضح أن املنجزية ليسـت الزمــة للقطــع بـل الزمــة حلــق الطاعــة ، فـاملوىل .ـدد أي تكليف منجز ، وأي تكليف غري منجز ألن له حق الطاعة هـو الذي حي

االحتمـالني ال أنه يوجد احتمال واحد حىت ميكن رفعه وإلغاء منجزيته ، لذلك فإنـه يطبـق

منجزيـة العلـم على العلم اإلمجايل نفس ما يطبق على العلم التفصيلي من عدم إمكان رفـع التفصيلي باجلامع ، فالعلم باجلامع علم تفصيلي فتكون منجزيته ثابتة وال ميكـن أن يتـدخل

.الشارع للترخيص فيه حبكم ظاهري ألنه مقطوع به وكمثـال على ذلك من األمـور التكوينية من باب التنظري ، عندما ننظر إىل املاء فإننـا

، وال ننظـر إىل األوكـسجني ) ذريت هيدروجني + ني ذرة أوكسج ( نرى أنـه مركب من لوحـده ، واهليدروجني لوحـده ، فما يتم تطبيقه على أجزاء املركب ال يتم تطبيقـه علـى

.نفس املركب ، ألن النتيجة ستختلف حتما شـكوك + علم تفـصيلي ( وبنفس الطريقة ال بد أن ننظر إىل العلم اإلمجايل املركب من

، والعلم اإلمجايل يتركب من طرفني ، فال بد أن نطبـق عليـه ) بعدد األطراف واحتماالتقاعـدة خمتلفة عن القاعدة اليت تطبق على كل طرف لو وجد لوحده دون الطرف اآلخـر ،

.وهذا كما يف مثال األوكسجني واهليدروجني جودا ليصب يف جمـرى لذلك ففي العلم اإلمجايل ال بـد أن يظل أحـد االحتماالت مو

العلم باجلـامع ، وإذا انتفت كل االحتماالت فإن العلم التفصيلي يرتفع ، وهذا مـستحيل ، .فال بد من بقاء أحد االحتماالت

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 358: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٣٥٨ -

:إشـكال ــة القطــع ــع أن منجزي ــز م ــون القطــع التفــصيلي غــري منج كيــف ميكــن أن يكــع ــرد مــن القطــع التفــصيلي فكيــف ترتف ــم باجلــامع ف التفــصيلي غــري معلقــة والعل

منجزيته ؟ :اجلـواب

لــذي يكـون بــال شـكوك وأطــراف تكـون منجزيتــه غــري نعـم القطــع التفـصيلي ا ـــكام التكليفيــــة ـــعي يف مــــورده ألن األحـ ـــيص الواقـ ـــه ال جمــــال للترخـ ـــة ألنـ معـلقـ

ضـادة ، وال للترخيـــص الظاهـــري ألن الترخـــيص الظاهـــري موضــوعه الــشك ، ـــمتري ، وال يوجـــد شـــك مـــع العـــلم التفــصـيلي ، فـــال تــصل النوبــة إىل احلكــم الظــاه

وأما القطع التفصيلي الذي يكـون ضـمن العلـم اإلمجـايل فإنـه ال يأخـذ حكـم ذاك .القطع التفصيلي

إن القطـع التفصـيلي بشيء واحـد معين بدون شكوك بعدد األطراف هو الذي ــايل ، والعلـــم ـــندنا علـــم إمجـ ـــك يف تنجيـــزه ، ولكـــن اآلن عـ ـــزا وال شـ يكـــون منجـ

ــسـاو يا لقطـــع تفــصـيلي باجلــامع مــع شــكوك بعــدد األطــراف ، اإلمجــايل يكــون مــان ــإذا ك ـــن االحتمــاالت اســتخرجنا اجلــامع ، ف فيوجـــد شـــك يف كــل طـــرف ، وم

ـــه أن يتدخـــل بترخـــيص ظــاهري ، وكــذلك ـعـنــ دنا احـــتمال فــإن الــشـارع ميكــن لميكــن لـــه أن يتــدخل بتـــرخيص ظــاهري يف الطـــرف اآلخــر ، وإذا ألغـــى الـــشارع

فــال يكــون عـــندنا جامـــع ، وبالتـــايل ال يكــون عـــندنا قطــع باجلــامع ، الطـــرفنيــسبب عــدم وجــود ــه ال يوجــد قطــع ب ــز ألن ـــه ال يوجــد تنجي ــك أن ويترتـــب عـــلى ذلــإذا ألغــى ــى عــدم وجــود الطــرفني ، ف ــب عل ـــدم وجــود اجلــامع مترت اجلــامع ، وع

وجــوب " الــشارع وجــوب صــالة اجلمعــة ووجــوب صــالة الظهــر فــال يوجــد عنــدنا

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 359: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٣٥٩ -

ـــه يوجـــد قطــع بوجــوب صــالة مــا ، فالقــضية ســالبة " صـــالة مـــا ـــول إن حــىت نقبانتفـــاء املوضــوع ، والقطــع التفــصيلي أتينـــا بــه مــن األطــراف ، فــإذا مل توجـــد

.أطراف فال وجود للقطع التفصيلي باجلامع بني األطراف ان يف مــثال إذا مل يوجــد عنــدك زيــد أو فــرس يف الغرفــة فــال وجــود للحيــو

الغرفـة ، اجلامـع تـأيت بـه عـن طـريق االنـتزاع مــن األفـراد ، فـإذا مل يوجـد أحـد ـــتزاع اجلامـــع لعـــدم وجـــود أحـــد يف الغرفــة حــىت ميكــن يف الغرفـــة فــال ميكــن ان

.انتزاع اجلامع بني األفراد ، واجلامع نأيت به من األطراف واالحتماالت ــا إذا ألغــى الــشار ع االحتمــال األول واالحتمــال الثــاين عــن طريــق ويف مقامن

أصالـة الرباءة فال يوجد جـامع بـني االحتمـالني لعـدم وجـود االحتمـالني ، وإذا مل يوجـــد جامـــع فـــال يوجـــد قطـــع تفــصـيلي باجلامـــع ، وطـــاملا أنــه ال يوجــد قطــع

.تفصيلي بشيء معني فال توجد منجزية ــم ــة العل ــا نعــرف أن منجزي ــى ومــن هن ــة عل ــل ثابت التفــصيلي ليــست معلقــة ب

ــراز ــدم إحـ ــى عـ ــة علـ ــشروطة ومعلقـ ــايل مـ ــم اإلمجـ ــة العلـ ــالق ، وأن منجزيـ اإلطـالترخــيص الظاهــري يف كـل األطـراف ، واملــوىل لـه هـذا احلـق فيـستطيع أن يقــول ـــك عـــلم إمجــايل فإنـــه غـــري منجــز ألي طــرف مــن األطــراف ، إنـــه إذا كــان لدي

لتفــصـيلي باجلامــع ، واملــوىل لــه احلريـة الكاملــة يف التكـاليف الــيت فيلغـي القطــع ا يـريـــدها مـــن املكلـــف ويف التكاليـــف الــيت ال يريـــدها مـــن املكلـــف ألن لـــه حـــق

.الطاعـة مــثال لــو أن العبــد صــار عنــده علــم إمجــايل مــردد بــني شــراء اخلبــز وشــراء

ــشـراء شــ ــز اجلــنب ، فهــو عـــنده قطـــع تفــصـيلي ب ــه مــردد بــني اخلب يء مـــا ، ولكنواجلــنب ، وال يــستطيع أن يقــرر شــراء أي منــهما ، ومل يعطــه املــوىل إال مبلغــا مــن

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 360: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٣٦٠ -

ــال يكفــي لــشـراء أحـــدمها ، وحيتمــل أنـــه إذا اشــترى أحــدمها فــإن املــوىل ال امليرضى عـنه ، فيسـتطيع املوىل أن يقـول لعبـده إنـه إذا حـصل عنـدك علـم إمجـايل

ـــدة ــشـراء ع ــق ب ــه ح ــك ألن ل ــه ذل ــشـتر أي شــيء ، واملــوىل ميكــن ل أشـــياء فــال تالطاعـة وهـو الذي يشـرع مـا يراه مـن تكـاليف أو يلغـي مـا ال يريـده مـن التكـاليف

ــا احملــذوران ــى املكلــف ، وال يوجــد هن ــسهيل عل ــاب الت ال حمــذور اجتمــاع : مــن ب .لتفصيلي الضدين وال حمذور جريان احلكم الظاهري يف موارد القطع ا

و كــان يوجــد عنــدك قطــع بنجاســة إنــاء معــين يــستطيع الــشارع أن ـلــ: مثــال يقول إذا كـان عنـدك قطـع بنجاسـة إنـاء معـين اعمـل بقطعـك ، ولكـن إذا قطعـت بنجاســة إنــاء مــا ، وكــان يوجــد طرفــان أو أكثــر فــال ــتم ــذا القطــع وال تعمــل

ـــت حتتمــ ـــك ، فأن ــع يف اإل ـبقطع ــدم وق ــول ابــ ل أن ال ــشارع يق ــاء األول فال ــى نن علطهـارة اإلنـاء األول ، وحتتمــل أن الـدم وقــع يف اإلنـاء الثــاين فيقـول لــك ابـن علــى ــده احلكــم ــه شــارع وبي ــاء الثــاين ، ويــستطيع الــشارع أن يقــول هــذا ألن طهــارة اإلنالشرعي ، فمن باب التسهيل على املكلـف يقـول الـشارع بعـدم االهتمـام باالحتمـال

. املورد يف هذا

:مقام اإلثبات : ثانيا : نطرح السؤال التايل

هل كالمكم يف أن الترخيص يف كال الطرفني ممكـن فقـط أو أنـه واقـع فعـال ؟ هـل توجـد يف الشريعة أحكام من هذا النوع حبيث إنه إذا كان عنـدنا

االت تـدخل عـلم إجـمايل مـع وجــود القطــع التفـصـيلي باجلامــع فهـل توجـد حـ الشـارع فـيها ورفـع الطرفني أو أنكم تتكلمـون يف عـامل اإلمكـان العقلـي أي أنـه ميكن عقال من حيث النظرية ارتفاع االحتمـال األول وارتفـاع االحتمـال الثـاين

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 361: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٣٦١ -

وبذلك يرتفع العلم التفـصيلي باجلـامع وبالتـايل ال يكـون العلـم التفـصيلي هنـا منجزا ؟

ــارة أخــرى ــوارد العلــم اإلمجــايل : بعب ــشريعة تــرخيص يف م هــل صــدر يف ال حبيث إن املكلف مثال يف يوم اجلمعة ال يصلي صالة الظهر وال صالة اجلمعة ؟

:اجلـواب

والنظريــة ميكــن أن يــصدر )١( مــن ناحيــة اإلمكــان العقلــي يف عــامل الثبــوت جـد احتمـال وشـك يف ترخـيص مـن الشـارع يف كـال طــريف العــلم اإلمجـايل ألنـه يو

ــة العلــم اإلمجــايل ــل طـــرف ، فيوجـــد جمــال للترخـــيص الظاهـــري ألن منجزي كمعلقـــة علــى عــدم إحــراز التــرخيص الظــاهري يف كــال الطــرفني ، ولكــن واقعــا يف ــذا ــل هـ ــد مثـ ــشرعية ال يوجـ ــة الـ ـــام األدلـ ـــملية ومقـ ـــة العـ ـــات والناحيـ ــامل اإلثبـ عـ

يل ، ومل يـصدر مـن الـشارع القـول بأنـه إذا الترخـيص يف كل أطراف العلم اإلمجا صـار عندك ـــ أيها املكلف ـــ علم إمجايل فال تـأت بكـل األطـراف ، وهـذا حنـصل

إن الثبـوت واإلثبات من األلفـاظ املشتركة حيث يوجد هلما عدة معان ، منها ما مـر )١(

واقع الشريعة ، وهو الذي مـر يف مراحـل سابقا من أن ثبوت احلكم معناه ثبوت احلكم يف احلكم ، وكان اإلثبـات هناك مبعىن إعـالن احلكم وإبرازه ، وهنا يأيت الثبـوت واإلثبـات مبعىن آخر ، فالثبوت مبعىن اإلمكان العقلي ، واإلثبات مبعىن الوقوع ، فننـاقش أوال أن هـذا

ان على أنه ممكن عقال نأيت ونـسأل الشيء ممكن عقـال أو ليس مبمكن ، مث بعد أن يتم الربه عالم اإلمكـان العقلـي وعـالم : هل هو وقع فعال أو مل يقع فعال ؟ ، فيوجد عندنا عالمان

الوقوع ، وقـد يكون الشيء ممكنا عقـال ولكنـه ليس بواقع فعال ، والـشيء املمكـن ال س ؟ ، جيـب أن يوجـد فعـال ، مثال هـل ميكن أن يوجـد حيــوان بعـشـرة رؤو

اجلواب أنـه ممكن ، مث نسأل هـل يوجد حيوان بعشرة رؤوس فعال ؟ ، اجلواب أنه حـىت .اآلن مل نر حيوانا ذه الصفة ، إذن فهو ممكن عقال ولكنه ال يوجد فعال

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 362: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٣٦٢ -

عـليه من البحث واالستقراء يف األدلة الـشرعية ، ومـن خـالل االسـتقراء يف األدلـة ــم ــراف العلـ ــع أطـ ـــيص يف مجيـ ـــذا التـرخـ ـــل هـ ـــد مثـ ــشـارع ال جنـ ـــن الـ الـــواردة مـاإلمجـايل ، ويثبــت بـذلك أن التــرخيص يف مجيـع أطــراف العلـم اإلمجــايل مل يقــع

، وسـيأيت البحـث تفـصيال يف مباحـث األصـول العمليـة مـن احللقـة )١(من الـشارع .الثانية ومباحث القطع من احللقة الثالثة إن شاء اهللا تعاىل

:النتيـجـة ة علـى شـيء ، وأمـا منجزيــة منجزيـة العلـم التفـصيلي بـشيء واحـد غــري معلقـ

العلــم التفــصيلي باجلــامع ضــمن العلــم اإلمجــايل فإــا معلقــة علــى عــدم ورود .الترخيص الظاهري من الشارع يف كل أطراف العلم اإلمجايل

ـــكري وتأمـــل حــىت يتــضح متــام الوضــوح ، ـــة وتف ـــا إىل دق ـــاج البحـــث هن حيت .كن أن يكون املبحث سهال ، ولكن من خالل الشرح ميكن أن يتعقد مي

مت تقـسيم القطــع ســابقا مـن حيثيــة معينــة إىل علـم تفــصيلي وعلــم إمجــايل ، قطـع طريقـي : )٢(ويتم تقـسيمه هنـا مـن حيثيـة أخـرى إىل قـسمني آخـرين ومهـا

من حيث اإلمكان الوجـودي ممكن ، ولكن من حيث اإلمكان الوقوعي غـري ممكـن ، )١(

.دي ، واإلمكان الوقوعي اإلمكان الوجو: وهذان مصطلحان العمـوم واخلـصوص – التساوي –التباين ( ما هي النسـبة من النسب األربعة : سـؤال )٢(

بني القطع الطريقي والقطع املوضوعي ؟) العموم واخلصوص من وجه –املطلق قلـي نأيت إىل حبث التقسيم يف علم املنطق ، يف التقسيم الثنائي أي التقسيم الع : اجلـواب

وهو التقسيم بني النفي واإلثبات حينما تريد أن تقسم إىل قسمني ، نأيت إىل القطـع ونطـرح هـل القطع أخذ جزءا من املوضـوع ؟ ويـأيت : السـؤال التـايل من حيـث املوضوع

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 363: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٣٦٣ -

ــم وإمـــ ـــا إىل احلكـ ــون طريقـ ـــا أن يكـ ـــع إمـ ـــوعي ، فالقطـ ـــع موضـ ــون وقطـ ا أن يكــوعا للحكــم ، وســـيتم البحــث يف بيــان الفــرق بــني القطعــني وبيــان الثمــرة ـــموض

:املترتبة عليهما ، ولنأت إىل القطعني

:القطع الطريقي : أوال

:تعريفه

ـــا إىل احلكــم وكاشــفا عــن ـ الق ــون طريق ــذي يك ـــو القطـــع ال طـــع الطـــريقي هعلقـه وعـن املكـشوف عنـه وال يوجـد املتعلـق احلكم ألن القطـع يكشـف فقـط عـن مت

وال ينفـيه ، فـال يكـون للقطــع دور يف إجيـاد املتعلـق أو نفــيه ، فـاملتعلق يكـون ثابتـا وموجودا قبل القطع به والكشف عنـه ، ولـيس للقطـع دخـل يف إجيـاد احلكـم واقعـا

كـم عليـه ، وهنـا يكـون وال تأثري لـه يف وجوده وحتققـه وثبوتـه واقعـا وال يترتـب احل ــون القطـــع وســـيلة وطـــريقا وكاشــفا عــن ـــا وموجـــودا يف الواقـــع ، ويك احلكــم ثابتاحلكــم الثابــت يف الرتبــة الــسابقة ، فــالقطع الطريقــي وســيلة مــن وســائل العلــم ،

ـــا يف الواقــع ســواء قطعــت بــه أم مل تقطــع بــه ، وقــد ـويكــون احلكــ م موجـــودا وثابتــق للكــشف ــدك طري ــه ، يوجــد عن ــق للكــشف عن ــدك طري ــد ال يوجــد عن ــه ، وق عن

ـــع ، فــاملرآة تكــشـف عـــن الواقــع وال توجــد ــس الواق ـــل املــرآة الــيت تعك والقطـــع مث

نعم ، أخذ القطع جزءأ من املوضوع ، ومن جهـة : اجلـواب بنعم أو ال ، من جهـة نقول ال ، مل يؤخـذ القطـع جـزءا مـن املوضــوع ، فعنــدنا جهتــان : ل ثانية نقـو

إحدامها نعم ، واألخـرى ال ، وهذا تقسيم ثنائي ، فإذا كان القطع جـزءا مـن املوضـوع فالقطـع قطـع موضوعي ، وإذا مل يكن القطـع جـزءا مـن املوضـوع فـالقطع قطـع

القطــع الطــريقي والقطــع طـريقي ، وال يوجـد قسـم ثالـث ، والنتيجـة أن .املوضـوعي متباينـان

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 364: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٣٦٤ -

الواقع وال تغيره إىل واقع آخر ، فاملرآة لـيس هلـا القـدرة علـى جعـل حكـم ملوضـوع .أو نفي حكم عن موضوع

:مثـال عـريف كـــوب مـــاء ، فـإذا قطـــع البــصـري بأنـــه يوجـــد أمامـــه لــو كــان يوجـــد أمامـنـــا

كـوب مـاء فإنـه ينكشـف لــه ألن القطــع طــريق إليــه ، وقــد ال يقطـع بوجــوده كــما م بـأن كـوب املـاء موجـود أمامـه ، ومـع ذلـك ـهــو ال يعلـ ـإذا كان الشخـص أعــمى ف

يــه ، فالــشخـص فـإن الكــوب موجــود واقعـا أمامــه ولكــن ال يـراه ولــيس لــه طريـق إل ســواء قطـــع بوجــود الكــوب أمامــه أم مل يقطـــع بــذلك فــإن الكـوب موجـــود أمامــه

.وثابت يف الواقع وميكن تشـبيه القطـع بعني اإلنـسـان الـيت تعكــس الواقــع اخلـارجي وال توجـده ــد أن ــذهن ، فاألشــياء ال ب أو تنفيـــه ، فــدور العــني هــو إجيــاد صــور األشــياء يف ال

ن موجودة يف رتبة سابقة يف الواقع اخلـارجي ، وبعـد ذلـك تـأيت العـني يف رتبـة تكوالحقـــة وتعكــس صـــور األشــياء اخلارجيــة يف الــذهن ، فوظيفــة العــني هــي فقــط

.إحداث العلم يف الذهن ، والعلم يوجد بعد وجود املعلوم

:مثـال القطـع الطريقي ، والـمحـــمول هـــو الـــحكم وهــو " ـخـمـــر ال" الـخـمـــر حـــرام ، الـمـــوضوع هـــو " .حـرام " هـنـا

: توجد هنا عدة نقاط

:النقطة األوىل ــسائل مخــر ـــ أي قطعــت بــأن هــذا ال ــة ــ ـــ وهــو اخلمري إذا قطعــت باملوضــوع ــ

.فيكون احلكم ـــ أي حرمة اخلمر ـــ ثابتا

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 365: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٣٦٥ -

:النقطة الثانية وهو اخلمريـة ــــ يكـون احلكـم ــــ أي حرمـة اخلمـر ــــ إذا مل تقطع باملوضوع ـــ

ثـابـتـا أيـضـا ، فـإذا لـم تـقـطـع بأن هــذا الـسـائـل خـمــر فـإن الـحـكـم ثـابـت أيـضـا .

:إذن يف كلتـا احلالتـني سـواء قطع الـشخص بـأن هـذا الـسائل املوجـود أمامـه مخـر

يف الواقــع ويف نفــس األمــر ، فاحلرمــة أم مل يقطــع بــذلك فــاحلكم ثابــت للموضــوع ــع الـــشخص ــى قطـ ــوع علـ ــم للموضـ ــوت احلكـ ــد ثبـ ـــعا ، وال يعتمـ ـــر واقـ ـــة للخمـ ثابتـباخلمريـــة أو عـــدم قطعـــه ـــا ، يعــين قطعــي وعــدم قطعــي لــيس هلمــا دخالــة يف ــوت احلكــم للموضــوع ، والقطــع ـــوت احلكــم ، فالقطـــع باملوضــوع أجــنيب عــن ثب ثب

لعلـم بثبـوت احلكـم للموضـوع ، فـاخلمر حـرام علـى أي حـال سـواء يعطي القـاطع ا ــذا احلكــم موجــود ســواء ــذلك ، فه ــسائل مخــر أم مل أقطــع ب ــأن هــذا ال قطعــت بقطعــت خبمريــة الــسائل أم مل أقطــع ــا ، وطاملــا أن القطــع لــيس لــه الدخالــة يف

ت بــأن إذا قطعــ: " م والقطـــع غـــري مرتبـــط باملوضـــوع فــال يــصـح أن نقـــول ـاحلكــ، فـاحلكم ال يترتـب " هذا مخـر فهـو حـرام ، وإذا مل تقطـع بـه فهـو لـيس حرامـا

عــلـى الـقـطـــع بالـمـوضــوع أو عـلــى عــدم الـقـطــع بــه ، وإمنـا يترتـب علـى عنـوان ، وال دخــل للقطــع باملوضــوع أو عــدم القطــع " اخلمــر حــرام : "، فنقــول " اخلمــر"

ــك أو باملوضـــوع يف ثبــوت احلرمــة للخمــر يف الواقــع ، فــاحلكم ال يتوقــف علــى قطععلــى عــدم قطعــك باملوضــوع ، وقــد مــر ســابقا أن األحكــام الواقعيــة ثابتــة يف حــق العامل والقاطــع بــه واجلاهــل وغــري القـاطع بـه ، ولكـن اجلاهـل يكــون معـذورا وال

.يعاقب مع ثبوت احلكم يف حقه

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 366: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٣٦٦ -

:النقطة الثالثة رمـــة اخلمـــر فــإن املكلـــف يقطــع حبرمــة اخلمــر ، وإذا إذا حكــم الــشـارع حب

ـــ فإنــه يكــشف عــن هــذا ـــ أي حرمــة اخلمــر ـ قطـــع املكلــف بــاحملمول وهــو احلكــم ــاحلكــم الثابــت ، فــالقطع كاشــف عــن احلكــم ، إن احلكــم موجــود يف الــشريعة ، ــه للموضــوع يف الواقــع ، فــأقطع أي ــي يكــشف عــن وجــود هــذا احلكــم وثبوت وقطع

ــاكس أكــشـف عــ ـن وجـــود هــذا احلكــم يف الواقــع ، فــالقطع يقــوم بــدور املــرآة والعللواقــع والكاشــف عــن الواقــع ، وليــس للقطــع القـدرة علـى جعـل حكـم ملوضــوع أو نفي حكم عـن موضــوع ، فالقطــع وسـيلة مـن وسـائل العلـم واملعرفـة باألشـياء مـن

عــدم إجيادهــا واقعــا ، ودور دون أن يكـون للقطــع دور وتــأثري يف إجيــاد األشــياء أو .القطع هو أنه حيقق العلم للقاطع

مثـــال هـــذا الكــوب موجــود أمــامي وأنــا أقطــع بوجــوده ، فقطعــي يكــشف عــن ـود هــذا الكـوب ال أنـه يوجـده كأنـه يـسلط الـضوء علـى الكـوب فقـط ولـيس لـه ـوج

ســابقا أن دخــل يف وجــود الكــوب بــل هــو موجــود قبــل أن تقطــع بوجــوده ، وقــد مــر القطـــع بــاحلكم ينجـــز احلكــم ألن القطــع حجــة ، فتتنجــز علــى املكلــف القــاطع باحلكم حرمـة اخلمـر ، وهنا تقطـع باحملمول الذي هـو احلكـم فيتنجـز ، وأمـا إذا قطعـــت باملوضـــوع فــإن املوضـــوع ال يتنجـــز ألنـــه ليـــس حكمــا ، وحنــن نبحــث عــن

ــإذا قطـعـــ ـــز األحـــكام ، ف ــة تنج ـــك تقطــع خبمري ــسائـل مخـــر فإن ـــأن هـــذا ال ت بالسائـل ، وهذا القطع يكشف عن مخرية هذا الـسائل ، وإذا كـشفت عـن اخلمريـة فهذا ال يعـين أنـك كـشفت عـن احلرمـة ، نعـم إذا كـشفت عـن حرمـة اخلمـر فـإن ـــة تتنجـــز ، وهنـــا نبحـــث عــن القطــع باملوضــوع فقــط ونغــض النظــر عــن احلرم

ــة ثانيــة ونتحــدث عــن احملمـــول وال ــأيت يف مرحل نتحــدث عــن احلكــم ، نعــم قــد ن

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 367: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٣٦٧ -

ـــان ــذي هـــو احلكــم ، فيوجـــد عـــندنا مقام ـــام املوضـــوع : القطـــع باحملمـــول ال مق .ومقام احلكم ، ويف التنجيز ننظر إىل احلكم وال ننظر إىل املوضوع

:النتيجـة احلكــم ، ويكــون القطـع الطريقــي هــو القطــع الــذي يكـون طريقــا وكاشــفا عــن

دوره فقــط الكــشف عــن متعلقــه ألن القطــع طريــق إىل متعلقــه ، فمتعلــق القطــع ــيس للقطــع دخــل وتــأثري يف ـالطـــريقي يكـــون موجـــودا ق ـــل القطـــع الطـــريقي ، ول ب

.وجود احلكم واقعا ، وال يكون احلكم مترتبا على القطع باحلكم ت باملوضـوع وأن هــذا الـسائل مخـر فــإن إذا قطعـ " اخلمـر حــرام " ويف مثـال

ــذي هــو مخــر ، هــذا أوال ، وثانيــا قطعــك طريــق إىل إثبــات وجــود هــذا الــسائل الننتقـل إىل احملمــول وهــو احلكـم ، إذا قطعــت حبرمــة اخلمـر فقطعــك يكــشف عــن احلكــم ، وإذا قطعــــت بـــاحلكم فـــإن احلكـــم يتنجـــز ، قـــد يقـــال إذا كـــشفت عـــن

مـول ، فنقـول حنـن نتحـدث عـن املوضـوع وال ننظـر املوضـوع فقـد كـشفت عـن احمل إىل احملمول واحلكـم ، فـأوال حنـدد جهـة النظـر وحيثيـة الكـالم ، وإذا نظرنـا إىل

.شيء معين فإننا ال ننظر إىل اجلهات األخرى واحليثيات األخرى . هذا كله يف القطع الطريقي ، ونأيت اآلن إىل القطع املوضوعي

:املوضوعي القطع : ثانيا :تعريفه

القطـــع املوضـــوعي هـــو القطـــع الــذي يكــون موضــوعا للحكــم أو جــزءا مــن ـــوعي ألن ـــع املوضـ ـــود القطـ ـــد وجـ ـــد بعـ موضــــوع احلكـــم ، واحلكـــم الـــشـرعي يوجـاملوضـوع مبثابـة العلة للحكم ، واحلكـم مبثابـة املعلـول للموضـوع ألن احملمـول يثبـت

علـى موضـوعه ، فـاحلكم يـأيت يف مرتبـة متـأخرة عـن بعد ثبوت موضوعه ويترتـب

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 368: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٣٦٨ -

مـوضـوعـه ، والـحكـم تـابـع لـموضـوعـه ، واملوضــوع يولــد حـكـمــه ، وحـينمــا نـقــول ــت ــك نثب ــىت بعــد ذل ــد أن يكــون حممــد موجــودا أوال ح ــائم ، فــال ب إن حمـــمدا ق

ـــه ، وإذا لــ ـــام ل ـــام ال يوجـــد و ـالقي ــإن القي ــه ألن م يوجـــد حمـــمد ف ال ميكــن إثباتاحلكــم ال يوجــد مــع كــون املوضــوع معــدوما ، فاألحكــام تابعــة ملوضــوعاا وجــودا

، فـال بـد أن يكـون العـرش موجـودا " العـرش مث الـنقش : " وعدما ، وكمـا يقـال أوال حىت ميكن النقـش عليه ، فقبـل وجـود احلكـم ال بـد أن يوجـد موضـوع احلكـم

وجـد املوضـوع أوال وجـد احلكـم ثانيـا ألن احلكـم يـأيت أوال يف مرتبة سابقة ، فإذا يف مرتبــة متـــأخرة عـــن املوضـــوع ، فـــاحلكم تـــابع للموضـــوع ، لـــذلك فـــإن القطـــع ـــول وتوجـــده ، فاملوضــوع املوضـــوعي يوجـــد احلكـــم ويولـــده مثـــلما تولـــد العلـــة املعل

ليــد املعلــول ، والقطــع املوضــوعي يكــون يقــوم بتوليــد احلكــم كمــا أن العلــة تقــوم بتو ــد ــه دور يف إجيــاد وتولي ــذي يوجــد احلكــم ول موجــودا قبــل وجــود احلكــم ، وهــو ال

.احلكم وال يكون كاشفا عن احلكم والقطــع املوضــوعي نظـري االسـتطاعة بالنـسبة إىل وجـوب احلـج ، فـإن املكلــف

طع فـال جيــب عليــه احلــج إذا اسـتطاع فإنــه جيــب عليـه احلــج فعــال ، وإذا مل يــست فعـال ، فقبـل االستطاعة ال يوجـد وجـوب فعلـي للحـج يف حقـه ال أنـه يوجـد وجـوب ولكــن املكلــف معــذور ، فــإذا اســتطاع املكلــف ترتــب وتولــد وجــوب احلــج يف حقــه ،

.فاالستطاعة مولدة لوجوب احلج ، وعدم االستطاعة غري مولدة لوجوب احلج ــضــوعي نظــري أي والقطـــع املو ضـا للــزوال بالنــسبة إىل وجــوب صــالة الظهــر ، ـ

فـإن الــشمس إذا زالـت فــإن وجــوب صـالة الظهــر يتحقــق ، وقبـل الــزوال ال يوجــد وجـوب فعـلي لصالة الظهر يف حق املكلـف ال أنـه يوجـد وجـوب فعـال ولكـن املكلـف

ال ــــ يـستطيع معـذور ، لذلك فاملكلف قبـل وجـود الوجـوب يف حقـه ــــ أي قبـل الـزو

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 369: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٣٦٩ -

أن يريق كل املاء املوجود عـنده ويتـيمم بعـد الـزوال إذا ال يوجـد عنـده مـاء آخـر ، ــد ــالزوال مول ــه ، ف ــد وجــوب صــالة الظهــر يف حق ــب وتول ــشمس ترت ــإذا زالــت ال ف

.لوجوب صالة الظهر ، وعدم الزوال غري مولد لوجوب صالة الظهر ن القطــــع بــاحلكم إذا مل يوجـــد فــإن احلكـــم إـ وأمـــا يف القطـــع الطـــريقي فــ

ــه فــإن احلكــم ثابــت ــاحلكم أم مل يقطــع ب ــضا ، فــسواء قطــع املكلــف ب موجــود أي .وموجود يف الواقع أي ثابت مطلقا

:النتيجـة القطـع املوضـوعي هــو القطــع الـذي يكــون دخيــال يف وجـود احلكـم وثبوتـه يف

وع للحكـم ، والقطـع املوضـوعي يكـون موجـودا حـق املكلف حيث يكون مبثابـة املوضـ ــا ملوضــوعه وجــودا ــون تابع ــده ، واحلكــم يك ــد احلكــم ويول ـــل احلكــم ، وهــو يوج قب

.وعدما ، ومسي القطع موضوعيا ألنه جزء من موضوع احلكم :مثـال ، " هـذا السائـل إذا قطعـت بأنـه مخـر فهـو حـرام عليـك : " إذا قـال املوىل

مقطــوع اخلمريــة " ، أو " طــع بــأن هــذا الــسائل مخــر فهــو حــرام عليــه مــن ق" أو " .السائل املقطوع خبمريته حرام " ، أو " حرام

فـهـنـــا القـطـــع جـــزء مـــن موضـــوع القــضيـة ، واملوضـــوع يتركـــب مـــن جـــزئني ، ويف القطـع الطريقــي املوضــوع مكـون مــن شــيء واحــد ) اخلمــر + القطــع ( مهــا ، فـإن " مـا تقطـع بأنـه مخـر حـرام : " ، فإذا حكـم الـشارع بـأن ) خلمر ا( وهو

السائـل ال حيرم إال إذا قطع املكلف بأنـه مخـر ، واحلرمـة ال تثبـت للـسائل إال إذا قطـع بأنـه مخـر ، فـإذا قطـع املكلـف باخلمريـة فـإن الـسائل حيـرم عليـه ، وإذا مل

ــه ، ففــي القطــع املوضــو ــه ال حيــرم علي ــل يف وجــود يقطــع ــا فإن عي القطــع دخي

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 370: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٣٧٠ -

احلرمــة وثبوــا للخمــر ألن القطــع مبثابــة املوضــوع للحرمــة ، ومــع عــدم وجــود .املوضـوع ال يوجـد حكـم

ــث يقــول املــوىل إذا اســتطعت : " وهــذا نظــري االســتطاعة ووجــوب احلــج حي، فــإذا اســتطاع وجــب عليــه احلــج ، وإذا مل يــستطع ال جيــب " وجــب عليــك احلــج

حلج ، فيقطـع بأنــه مـسـتطيع ، ويقطــع بوجـوب احلـج فيتنجـز عليـه احلـج ، عـليه ا ويف مثالنـــا يقطـــع بـــأن هـــذا الـــسائل مقطـــوع اخلمريـــة ، ويقطـــع حبرمـــة مقطـــوع

.اخلمرية ، فيتنجز احلكم عليه وهو حرمة مقطوع اخلمرية :استعمال الرموز بدل الكلمات

" اخلمـر حـرام "ثـال القطـع الطريقـي ولنستعمل الرمـوز بدل الكلمات ، ففي م ، واحملمـول هــو ) س ( ، ولنعبـر عـن املوضـوع بــ " اخلمـر " نـرى أن املوضـوع هـو

س ( أو ) س يـؤدي إىل ص ( ، فتكـون القـضية ) ص ( ، ولنعبر عنـه بــ " حرام"، ونــرى أن القطـــع لـــيس جــزءا مـــن املوضـــوع ولــيس داخـــال يف موضـــوع ) ص =

أم مل تقطـع بـه ، وسـواء " س " دلة صحيحة سـواء قطعـت بــ القضية ، فهذه املعا ـــ ــإن " س " قطعــت ب ـــ " ص " أم مل تقطــع ف " ص " ، واحملمــول " س " ثابــت ل

ــب علـــى ـــ ( مباشـــرة ال علـــى " ) س ( " يترتـ ، وإذا مل يكـــن " ) س " القطـــع بـالقطـع جــزءا مــن املوضـوع فــالقطع لــيس قطعـا موضــوعيا ، بــل القطـع هنــا طريــق

ــوكاش ـف عـــن الواقــع ، فيكــون القطــع قطعــا طريقيــا ، والقطــع لــه الكاشــفية عــن ـمتعلق القطع وطريق إليه وكاشـف عنـه ، ومتعلـق القطـع هـو املقطـوع بـه ، فعنـدما

فـإن قطعـي يكـشف عـن " قطعـت خبمريتـه " أو " قطعت بأن هذا مخر : " أقـول ق إىل اخلمريـة ، وجود هذا اخلمر واقعـا ويكـشف عـن مخريتـه أي أن قطعـي طريـ

ــدما أقــول ــأن هــذا حــرام : " وعن ــه " أو " قطعــت ب ــإن قطعــي " قطعــت حبرمت ف

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 371: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٣٧١ -

كاشــف عــن حرمتــه وطــريق إىل حرمتـــه ، ويكـون القطــع قطعــا طريقيـا بالنــسبة نــــا سابقــــا إن القطــــع مبعــــىن الكاشــــف ـإىل اخلمريــــة وإىل احلرمــــة ، وقــــد قل

رات الــسابقة بــأن القطــع كاشــف وطريــق ومل د تطبيــق للعبــاـوالطـــريق ، وهنــا يوجــنــأت بــشيء جديــد ، فــإذا قطعــت بــأن هــذا مخــر فهــذا مخــر يف الواقــع ، وإذا مل تقطــع بــأن هــذا مخــر فهــذا مخــر يف الواقــع أيــضا ، فيظــل هــذا الــسائل مخــرا يف الواقع سواء قطعت بأنــه مخـر أم مل تقطـع بأنـه مخـر ، وكونـه مخـرا يف الواقـع ال

.طعك أو على عدم قطعك يترتب على ق" اخلمــر إذا قطعـت بـه " ويف مثـال القطـع املوضـوعي نــرى أن املوضــوع هــو

ـــة " أو ـــوع اخلمريـ ـــو " مقطـ ـــول هـ ــن " حـــرام " ، واحملمـ ــزء مـ ــا القطـــع جـ ، وهنـــا ــع قطعـ ــذا القطـ ــسمي هـ ـــوع فنـ ـــن املوضـ ـــزء مـ ـــع جـ ـــاملا أن القطـ ـــوع ، وطـ املوضـ

وضـــوع القـــضية ، ولنـــستعمل الرمـــوز بـــدل الكلمـــات ، موضـــوعيا ألنـــه دخيـــل يف م، " ) س " القطـع بــ ( ، ولنعبـر عنـه لالختـصار ) قطع باخلمريـة ( فاملوضوع هو القطـع : ( ، فتكـون القـضية هكـذا ) ص ( ، ولنعبر عنـه ) حرام ( واحملمـول هـو

ال "ص " ، وهنــا ) ص " = س " القطــع بـــ ( أو " ) ص " يــؤدي إىل " س " بـــ فــال يثبــت " س " ، وإذا مل تقطــع بـــ " س " إال إذا قطعــت بـــ " س " يثبــت لـــ

، ونـرى هنــا أن " س " يترتـب علــى القطـع بـــ " ص " ، فــاحملمول " س"لــ " ص"ة ، فــإذا كــان القطــع جــزءا مــن املوضــوع فــإن ـالقطـــع جـــزء مـــن موضـــوع القــضي

.رية القطع قطع موضوعي ، وال يكون القطع كاشفا عن اخلم :املقارنة بني القطعني الطريقي واملوضوعي

:القطع الطريقي اخلمر حرام

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 372: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٣٧٢ -

س= اخلمر = املوضوع ص= حرام = احملمول

هل أخذ القطع يف املوضوع ؟: سؤال .ال ، إذن فالقطع ليس قطعا موضوعيا ألنه ليس جزءا من املوضوع : اجلواب هل القطع كاشف عن املوضوع ؟: سؤال

.نعم ، القطع كاشف عن املوضوع : واب اجلــر ، فيكــون = ومبــا أن الكاشــف ــق إىل اخلم ــق ، إذن فــالقطع طري الطري

.القطع قطعا طريقيا :القطع املوضوعي

هذا السائل إذا قطعت بأنه مخر فهو حرام" = س " هـذا الـسائـل إذا قطعــت بـأنــه خـمــر أي القـطــع بــ = املوضـوع

)طعالق+ س ( "ص " فهو " س " ص ، فمن قطع بـ = حرام = احملمول

هل القطع أخذ يف املوضوع ؟: سؤال .نعم ، إذن فالقطع قطع موضوعي ألنه أخذ يف املوضوع : اجلواب

:وتوجد يف البحث عدة نقاط :النقطة األوىل

عــت بــأن مــن حيـــث املوضــوع إذا قطعـــت باملوضـوع ـــــ وهـو اخلمريــة ــــ أي قط هـذا السائـل مخـر فإنه حيرم عليك ، فالسائل الـذي تقطـع بأنـه مخـر فهـو حـرام ــى ــب عل ــد ويترت ــا يتول ـــو حـــرام ، واحلكــم هن ـــه مخـــر فه ــسائـل املقطـــوع بأن أي ال

.وع ـك باملوضـقطع

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 373: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٣٧٣ -

:النقطة الثانية مل تقطـع ن حيــث املوضــوع إذا مل تقطــع باملوضــوع ــــ وهــو اخلمريـة ــــ أي ـ م

بأن هــذا الـسائـل مخـر فإنـه ال حيـرم عليـك ، فالـسائل الـذي ال أقطـع بأنـه مخـر فهو ليـس حـراما عـلي ، وما نظـن أو نشـك أو حنتمــل أنــه مخــر ال حيـرم ، فـإذا

.مل يقطع املكلف باملوضوع فإن احلكم ال يتولد وال يترتب ـــد احلكــــم : إذن ـــؤدي إىل تولـيـ ـــع يـ ـــد القـطـ ـــع ال يولـ ـــدم القطـ ـــه ، وعـ وترتبـ

ــع ــوت احلكــم يف الواق ــل يف ثب ـــ ومل أق ــب احلكــم ــ ـــل يف ترت ــي دخي ـــم ، فقطع احلكــإذا ــده ، ف ــب احلكــم وتول ـــ ، وعــدم قطعــي دخيـــل يف عــدم ترت ـــوظ ــ ـــوح احملف واللقطعت بأنه مخر فإن احلكـم ــــ وهـو حرمـة اخلمـر ــــ يتولـد ويترتـب علـى قطعـي ،

اخلمــر حرامـا علــي ، وإذا مل أقطـع بأنــه مخــر فـإن احلكــم ــــ وهــو حرمــة فيـصري ــب ــي ، فقطعــي يرت ـــد وال يترتــب ، فــال يــصري اخلمــر حرامــا عل ـــ ال يتول اخلمـــر ــاحلكم ويوجده ، وعدم قطعـي ال يرتـب احلكـم بـل ينفـي احلكـم ، فـاحلكم مترتـب

" . بأنه مخر أو السائل املقطوع" اخلمر املقطوع به " على عنوان :مقارنة النقطتني السابقتني مع نقطيت القطع الطريقي

ــه يف القطــع ومبقارنــة هــاتني النقطــتني مــع نقطــيت القطــع الطريقــي جنــد أنــك ، ففــي ــك ، وإذا مل تقطــع فإنــه ال حيــرم علي املوضــوعي إذا قطعــت حيــرم علي

طي نتيجــة أخـــرى القطـــع املوضـــوعي القطـــع يعـــطي نتيجـــة ، وعـــدم القطـــع يعـــ خمتلفـة ، وأمـا يف القطـع الطريقـي فالنتيجـة واحـدة ، فـسواء قطعـت أم مل تقطـع

إن احلكـم ثابـــت ال يتغيـر مـــع القطــع ومـع عـــدم القطـع ، فــالقطع وعـدم القطــع ـفـ لـيس هلمــا الدخالــة يف ثبــوت احلكــم ، واحلكــم مترتــب علــى اخلمــر الــواقعي ســواء

ففــي القطــع الطريقــي النتيجــة واحــدة مــع القطــع قطعــت باخلمريــة أم مل تقطــع ،

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 374: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٣٧٤ -

ــ ــان حيــث إن للقطــع ـوم ع عــدم القطــع ، ويف القطــع املوضــوعي النتيجتــان خمتلفت .نتيجة ولعدم القطع نتيجة أخرى

:النقطة الثالثة ــر ـــ وهــو حرمــة اخلم ــاحملمول وهــو احلكــم ــ ــث احملمــول إذا قطعــت ب مــن حي

ـــ فإنـــك تكــشـف عـــن هـــذا املقطـــوع بـــه أي حرمـــة الــسائـل امل قطـــوع بأنـــه مخـــر ــاحلكــم ، والقطـــع كاشـــف عــن احلكــم ، إن احلكــم موجــود ، وقطعــي يكــشف عــن وجــود هــذا احلكــم ، فــأقطع أي أكــشف عــن هــذا احلكــم ، والقطــع بــاحلكم ينجــز

.احلكم ، فتتنجز على املكلف حرمة السائل املقطوع بأنه مخر :النتيجـة

ني القطـع الطريقـي والقطـع املوضـوعي هـو أن القطـع الطريقـي يكـون الفرق بـ ــشيء موجــود يف ــع ، فال ــا وكاشــفا عــن احلكــم املوجــود يف الواق ــه طريق القطـــع فيالواقع وأريد أن أكشف عنه ، مـثال هـذا الكـوب مـن املـاء موجـود أمـامي وأريـد أن

أن أكــشف أكــشـف عـــن وجـــوده ، وســـواء اســـتطعت أن أكــشف عنــه أم مل أســتطع ــيس دخــيال يف وجـــوده ، وعــدم ـــع ، وقطعــي ل ـــذا الكــوب موجـــود يف الواق ـــه فه عنـــال يف عـــدم وجــوده ، وأمــا يف القطــع املوضــوعي فيكــون القطــع ـــس دخي قطـــعي ليــى ـــب احلكــم عل جـــزءا مـــن املوضـــوع ، فــإذا قطعـــت باملوضـــوع تولـــد احلكــم وترت

إذا : " يتولـــد احلكـــم ، مـــثال إذا قلـــت لـــك القطــع باملوضـــوع ، وإذا مل تقطـــع ال ، فهنـا إذا قطعـت بـه " قطعـت ذا الكوب فإنـه سيوجد أمامـك بطريقـة سـحرية

.فإنه سيوجد أمامك ، وإذا مل تقطع به فإنه لن يوجد أمامك نـــا أن املوضـــوع قـــد يكـــون مطلقـــا غـــري مقيـــد بــأي قيـــد كمــا يف ـ ونالحـــظ ه

غـري مقيـد بـأي قيـد ، " اخلمـر " ، فـإن املوضـوع وهـو " ـر حــرام اخلمـ : " مثــال

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 375: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٣٧٥ -

الــسائل إذا قطعــت بأنــه مخــر : " وقــد يكــون املوضـــوع مقيــدا بقيـــد كمــا يف مثــال : مقيــد بقيــد وهــو الـشرط " السائـل " ، فإن املوضـوع وهـو " إنـه حيـرم عـليك ـف " .إذا علمت بأنه مخر "

القطــع حيثيــة تقييديــة يف املوضــوع مبعــىن أنــه إذا وجــد القيــد ويقــال هنــا بــأنفاملقيد موجـود ، وإذا مل يوجـد القيـد فاملقيـد غـري موجـود ، وإذا مل يوجـد املقيـد

.)١(فاملوضوع غري موجود ، وإذا مل يوجد املوضوع فاحلكم غري موجود

ما هي الثمرة العملية املترتبة على القطعني ؟: سؤال )١(، يف هذه احلالة إذا ظننت بأن هذا " السائل املقطوع بأنه مخر حرام " لنأخذ مثـال :اجلواب

.السائل مخر فهل يترتب احلكم ؟ ، اجلواب أنه ال يترتب احلكم عن طريق شاهدين عـادلني –فإذا ظننت " اخلمر حرام " ـا يف القطع الطـريقي يف مثل وأم وأعطى الشارع احلجية لظين فإن ظين يكشف عن احلكم ، نعم الكشف ناقص ولكن لـه –مثال

احلجيـة ألن احلرمـة ثابتة على اخلمر ال على مقطوع اخلمرية ، ونريد طريقا وكاشـفا عـن طريق وكاشف تام عن اخلمرية ، والظن طريق آخر وكاشف نـاقص عـن اخلمريـة ، فالقطع

.اخلمرية ويف القطع املوضوعي ماذا نقول عن مظنون اخلمرية ؟

نقـول إن مظنون اخلمريـة ليس حبرام ألن احلرمة ثابتة على مقطوع اخلمرية ال على مظنون .اخلمرية

يف حالة الظن واالحتمال ألن القطـع جـزء مـن والنتيجة هي أن الفرق بني القطعني يظهر املوضـوع يف القطـع املوضوعي ، وليس جزءا من املوضوع يف القطع الطريقي ، فالظن املعترب يف القطع الطريقي يكشف عن احلكم ، وأما الظن املعترب يف القطع املوضوعي فال يولد احلكـم ألن

.الظن ليس داخال يف موضوع القضية القطع والظن املعترب مـن الـشارع طريقـان إىل " اخلمر حرام : " يف املثـال األول : إذن

اخلمريـة وإىل احلرمـة ، فمن قطـع أو ظـن ظنـا معتربا باحلرمة فهو حرام ، وأما يف املثـال ؛ فإن من يقطع باخلمرية فهو حرام عليه ، وأمـا إذا ظـن " مقطوع اخلمرية حـرام : " الثاين

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 376: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٣٧٦ -

:اخلالصـة فـالقطع موضــوعي ، ويكـون القطــع إذا كـان القطــع جـــزءا مـن موضــوع احلكـم

فيه مولدا للحكم ال كاشـفا عـن احلكـم ألنـه يف القطـع املوضـوعي إذا قطعـت تولـد احلكم وترتب علـى القطــع ، وإذا مل تقطــع ال يتولـد احلكــم وال يترتـب ، وأمـا إذا

م يكــن القطـــع جـــزءا مـــن موضـــوع احلكـــم فــإن القطـــع قطـــع طريقــي ، ويكــون ـلــ .القطع فيه طريقا وكاشفا عن احلكم

: وهنا يأيت السؤال التايل أي القطعني منجز للتكليف ومعذر للمكلف ؟: سؤال

:اجلواب إن القطــع يكــشف عــن متعلقــه ، والقطــع الــذي ينجــز احلكــم هــو القطــع الــذي

ة ومترتبـة علـى يكون متعلقـه احلكـم والـذي يكـشف عـن احلكـم ، فاملنجزيـة متوقفـ الكاشـــفية ، والقطـــع الطــــريقي يكــشـف عــن التكليـــف ، فيكــون القطــع الطريقـــي

ـــف دون الق ـــزا للتكليـ ــه ـمنجـ ــد فيـ ـــوعي ال يوجـ ـــع املوضـ ـــوعي ألن القطـ ـــع املوضـ طـكاشفية عن احلكم حيث إنه ال يكشف عن احلكـم بـل يولـد احلكـم ويترتـب احلكـم

جــزه ، ومــا ال يكــون كاشــفا عــن احلكــم ال يكــون عليــه ، وترتــب احلكــم ال يعــين تن حجـة أي ال يكون منجـزا وال معـذرا ، وإذا كـان عــندنا قطــع باملوضــوع فـال نقـول إن املوضـوع يتنجز ، وإذا قطعــت باخلمــر فــال نقــول إن اخلمــر يتنجـز ، فـالنظر

.كم يكون إىل احلكم ، والقطع الذي يكون متعلقه احلكم ينجز احل

ـة فهـو ليـس حراما عليـه ، فينـزل الظن منـزلة عـدم الـيقني إال إذا أتـى باخلمريالشـارع يف دليـل آخـر وقال بتنـزيل الظن منـزلة اليقني والقطـع ، وبالتـايل ميكـن

.االعتماد على الظن ، فيكون مظنون اخلمرية حراما أيضا

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 377: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٣٧٧ -

:إشكال وجواب قد تقول ولكـن إذا قطعنـا بـاخلمر فـإن اخلمـر حـرام ، نقـول نعـم ولكـن هـذا ليس بسبب القطع باخلمر وإمنا بسبب القطع حبرمـة اخلمـر أي القطـع بـاحلكم ، ــز إذا ــز ، ولكــن تتنج ــإن احلرمــة ال تتنج ــر ف ــى اخلم ـــة عل ـــندما تـــترتب احلرم فع

لرتبة األوىل يترتـب احلكـم علـى املوضـوع ، ويف هـذه قطعـنا حبرمة اخلمر ، ففي ا الرتبـــة عـــندنا ترتـــب احلكــم ، ويف الرتبـــة الثانيـــة يكــون عـــندنا قطــع باحلرمــة ــب خيتلــف عــن ــز احلكــم ، والترت ــذه الرتبــة عنــدنا تنج فتتنجــز احلرمــة ، ويف ه

ــب ا ـــز ، والقطـــع باملوضـــوع يرت ـــب ال يعـــين التنج ـــز ، والترت ــده ، التنج حلكــم ويول .ولكن القطع باحملمول إذا كان احملمول حكما ينجز احلكم

:مثال عريف لبيان الفرق بني مرتبيت الترتب والتنجز لـــو قلنــا بأنــه عنــدنا ســاعة وعلبــة ، وقلنــا بأنــه كلمــا وجــدت الــساعة وجــدت

لم ـذا املقـدار العلبـة معـه ، وإذا مل توجد الساعة ال توجـد العلبـة ، نريـد أن نـتك و أن وجـود العلبـة يترتـب علـى وجـود الـساعة ، وال نريـد أن نتحـدث عـن ـفقط وهـ

ــب إذا وجــدت : لــون العلبــة ، يف املقــام األول نــسأل هــل العلبــة موجــودة ؟ ، فنجيمــا دام أن العلبـة موجـودة فمــا : الـساعة وجـدت العلبـة ، ويف املقــام الثـاين نـسأل

، إذن فكالمنـا يكـون يف مقـامني وال جيـوز اخللـط بـني لوا ؟ فنقول إـا سـوداء املقـــامني ، فحينمــا نــتكلم عـــن وجـــود العلبــة ال نــتكلم عــن لوــا ، هــذا يف املقــام األول ، ويف املقـام الثــاين نقـول إذا كانــت العلبــة موجـودة نــسأل عـن لوــا ، فلــون

.العلبة ليس مترتبا على وجود الساعة ـــأيت ـــا يـ ـــك هنـ ــى وكذلـ ـــب علـ ـــام األول احلكــــم يترتـ ـــس الكـــالم ، يف املقـ نفـ

املوضـوع ، فإذا قطعـت باملوضــوع فـإن وجـود احلكـم يترتـب علـى وجـود املوضـوع ،

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 378: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٣٧٨ -

ويف املقـام الثاين نقول إذا وجـد احلكـم فهـل يتنجـز أو ال يتنجـز ، فيكـون اجلـواب ال يتنجــز ، وهنــا ال إذا قطعـــت بــاحلكم فإنـــه يتنجـــز ، وإذا مل تقطـــع بــه فإنــه

خنلط بـني املقـامني ، يف املقـام األول نـتكلم عـن ترتـب احلكـم وال نتعـرض لتنجـز احلكـم ، ويف املقـام الثــاين نـتكلم عـن تنجــز احلكـم ، وتنجـز احلكــم ال عالقـة لــه ــاحلكم ، ــالقطع ب ـــة ب ـــه عالق ـــز احلكــم ل ــى املوضـــوع ؛ ألن تنج ـــب احلكــم عل بترت

ـه عالقــة بـالقطع باملوضـوع ، والبحـث سـهل لـو اسـتطعنا أن نفـرق وترتـب احلكم ل .بني املقامات املختلفة وجهات النظر املختلفة واحليثيات ، فاحليثيات خمتلفة

:ثبوت املعذرية للقطع الطريقي بعدم التكليف ــع ــدم التكليـــف دون القطـ ــع الطريقـــي بعـ ــة ثابتـــة للقطـ ــذلك تكـــون املعذريـ وكـ

ن القطـــع املوضـــوعي ال يوجـــد فيـــه كاشــفية عــن احلكــم ، فاملوضــوع املوضـــوعي ألـــه الكاشــفية ، والقطــع املوضــوعي لــيس مــن آثـــاره املنجزيـــة واملعذريـــة ألن لــيس لــة ـــأثري يف وجـــود احلكـــم ال يثبــت احلجي ـــر يف وجـــود احلكـــم ، ولكــن هـــذا الت مؤث

ــين احل ــأثري يف الوجــود ال يع ــر ســابقا عــن للقطــع املوضــوعي ألن الت ــا م ــة ، وم جيحجية القطـع فـإن املقـصود منـه القطـع الطريقـي دون القطـع املوضـوعي ، والقطـع الــذي يكــون منجــزا هــو القطــع الطريقــي إىل تكليــف املــوىل والكاشــف عــن تكليــف املــوىل ال القطــع الطريقــي إىل أي شــيء آخــر والكاشــف عــن أي شــيء آخــر غــري

.تكليـف املوىل ، " مقطــوع اخلمريــة حــرام : " د يف اللــوح احملفــوظ هــذه القــضية نعــم يوجـــــوح احملفــوظ ، وإمنــا ـولكــن نظـــرنا ل ـــس إىل وجـــود احلكـــم وعـــدم وجــوده يف الل ي

نظرنـا إىل ترتبـه وعــدم ترتبـه ، احليثيــة ختتلـف ونظـريت ختتلــف ، تـارة نريــد أن قطــع طريقيــا ألننــا نكــشـف عـــن وجـــود هـــذا احلكــم يف اللــوح احملفــوظ ، فيكــون ال

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 379: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٣٧٩ -

نريــد أن نكــشف عــن حكــم مقطــوع اخلمريــة ، فنقطــع حبرمــة مقطــوع اخلمريــة ، وهذا القطـع قطـع طريقـي ألنـه كاشـف عـن حرمـة مقطـوع اخلمريـة ، فـنحن تـارة

.ننظر إىل املوضوع وتارة أخرى ننظر إىل احملمول ـــال أن هــذا أقطــع باملوضــوع ، فيكــون عنــدي قطــع بــ " اخلمـــر حـــرام " يف مث

مخـر ، ويف هـذه احلالة يوجد عندي قطـع واحـد وهـو القطـع بـأن هـذا مخـر ، ويف أقطـع باملوضـوع أيـضا كمـا إذا قطعـت اآلن بأنـك " مقطوع اخلمرية حرام " مثـال

يف العام املاضـي كنـت قاطعـا بـأن هـذا الـسائل مخـر ، أي يكـون عنـدي قطـع اآلن ــام املاضــ ـــرية يف الع ـــذا مقطـــوع اخلم ــأن ه ــل ب ــة ، فه ي أي قطــع مبقطــوع اخلمري القطع الثاين هنا قطع طريقي أو موضوعي ؟

ـــة يوجـــد عـــندي قطعـــان ، القطـــع األول هـــو القطـــع بــأن هــذا يف هـــذه احلالمـــر ، وهـــذا قطـــع كــان يف العـــام املاضــي ، والقطـــع الثـــاين هــو القطــع بــالقطع ـخ

يف العــام املاضــي بــأن هــذا مخــر ، األول أي أقطـــع اآلن بأنـــه كــان عنــدي قطــع ـــاين طـــريق وكاشــف عــن ـــندي قطـــع بالقطـــع ، والقطـــع الث فأقطـــع بقطـــعي ، فع

طـــع األول ، فيكــون القطـــع الثـــاين قطعــا طريقيــا إىل القطــع األول ، والقطــع ـالق .األول قطـع موضـوعي ألنه جزء من موضوع القضية

كــان عنــدي قطــع يف العــام املاضــي بــأن أظــن اآلن بأنــه: " ول ـ وميكــن أن أقــ، فعـــندك ظـــن اآلن بالقطـــع الــسابق ، وهــذا الظــن ظــن " هـــذا الــسائـل مخـــر

قي إىل القطـــع خبمريـــة هــذا الــسائل ، والقطــع هنــا قطــع موضــوعي ، وقــد ـطـريــتــشك اآلن بأنــه كــان لــديك قطــع باخلمريــة يف العــام املاضــي ، فعنــدك شــك اآلن

م أتـوه : " د يكـون عنـدك وهـم اآلن بـالقطع الـسابق ، فتقـول بالقطع السابق ، وق " .اآلن أنه كان عندي قطع يف العام املاضي

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 380: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٣٨٠ -

أقطـع باملوضـوع وهـو اخلمـر ، " اخلمر حـرام " يف املثال األول : بعبارة أخرى وأقطع باحملمول وهو حرمة اخلمر ، وهذان القطعـان طريقيـان ألمـا ليـسا جـزءا

ع وال مـــن احملمـــول ، فالقطـــع األول طـــريق وكاشـــف عـــن املوضـــوع ال مـــن املوضـــووهـــو اخلمـــر ، والقطـــع الثـــاين طـــريق وكاشــف عــن احملمــول وهــو حرمــة اخلمــر ،

ــ ــة اخلمــر تتنجــز عليــه ، ـف إذا قطـــع املكلـــف باملوضـــوع وقطــع بــاحلكم فــإن حرمطــع حبرمــة فــاملكلف يقطــع بــأن هــذا الــسائل مخــر ، فيكــشف عــن مخريتــه ، ويق

اخلمـــر ، فيكــشف عــن حرمتــه ، فــإذا قطــع باملوضــوع واحلكــم فــإن احلكــم يتنجــز عليـه ، ونذكـر بأنه على مسلك حـق الطاعـة القطـع واالحتمـال ينجـزان التكليـف ،

.ولكن على مسلك قبح العقاب فإن القطع فقط ينجز التكليف دون االحتمال

أقطـــع بــاحملمول وهــو حرمـــة " مريــة حــرام مقطـــوع اخل" ويف املثــال الثــاين ــيس جــزءا مــن ــة ألن القطــع ل ــذا قطــع طريقــي إىل احلرم ــة ، وه مقطــوع اخلمرياحملمول بل هـو طريق وكاشف عن احملمول وهـو احلرمـة ، وإذا كـان القطـع جـزءا مـن املوضـوع فهـو قطــع موضـوعي ، وأمـا إذا كـان القطـع جـزءا مـن احملمـول فهـو

، ولكـــننا يف املقـــام ال ننظـــر إىل القطــع احملمــويل ، بــل نظرنــا )١(قطـــع حمـــمويل

مـن قطـع " مول ، يف مثل ميكن القول بوجود قطع حممويل إذا كان القطع جزءا من احمل )١(، فمن قطـع باخلمريـة فالقطع قطع موضوعي ألنـه أخـذ " باخلمرية فإنـه قاطع حبرمتها

جـزءا من املوضوع ، ومن قطع باحلرمة فالقطع قطع حممويل ألنه أخذ جزءا مـن احملمـول ، طعا بـاحلكم ، ولكن القطع احملمويل ال مثرة له ألن احملمول ال بد أن يكون حكما وتكليفا ال ق

والقطـع باحلكم معنـاه أن القطـع باحلكم يتنجـز ، وال معىن لتنجز القطع ألن التنجيـز يقع على احلكم والتكليف ، والقطع ليس تكليفا وحكما ، ولكن لو قلنا بأن احملمـول هـو التكليف فقـط دون وجود القطع معـه مث قطعنـا بالتكليف فإن التنجيـز يقــع علـى

.، فيصح هذا القول ، إذن فالقطع احملمويل ال مثرة له يف مقامنا التكليف

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 381: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٣٨١ -

ـــال الثــاين إذا قطعــت بــأن " إىل القطـــع املوضـــوعي والقطـــع الطـــريقي ، ففــي املثـــك ـــو حـــرام علي ـــذا مخـــر فه ــه جــزء مــن " ه ـــه قطـــع موضــوعي ألن ؛ القطـــع في

ـــك " ائـل مخـــر ؟ هـــل قطعـــت بــأن هـــذا الــس : " املوضـــوع ، فـــإذا ســـألناك ، فإنإذا قطعت بأن هذا الـسائل مخـر فإنـه حيـرم عليـك : " ، فنقول " نعم : " تقـول

، " ائل مخـر فإنـه ال حيـرم عليـك شـربه ـشـربـه ، وإذا لـم تـقـطــع بــأن هــذا الـس فال حيـرم هـذا الـسائل إال إذا قطـع املكلــف بأنـه مخـر ، فنـرى أن احلكـم يترتـب

ـــلى ـــولد ع ـــم ، ولكــن ويـت ـــد احلك ـــب وال يتول ـــدم الـقـطـــع ال يترت الـقطـــع ، ومـــع عــز بنــاء علــى القطــع ــى القطــع املوضــوعي ، وإمنــا يتنج احلكــم ال يتنجــز بنــاء علالطـريقي ، فإذا قطعـت باحلكـم فإن احلكم يتنجــز ، فـإذا قطعـت حبرمـة اخلمـر

ز يف املثــالني ألن القطــع يف أو قطعــت حبرمــة مقطــوع اخلمريــة فــإن احلرمــة تتنجــ املثــالني قطــع طريقــي ال قطــع موضــوعي ، فبــالنظر إىل حممــول القــضية القطــع باحلرمـــة يف املثــالني يــؤدي إىل تنجيــز احلكــم علــى املكلــف ألن القطــع باحلرمــة ــذي يكــشف عــن ــه ، وهــذا هــو القطــع الطريقــي ال طـــريق إىل احلكــم وكاشــف عن

.احلكم والتكليف ــز إىل احلكــم وأمــا ال ــا يف التنجي ــز املوضــوع ألن نظرن قطــع باملوضــوع فــال ينج

ـــس نظـــرنا إىل املوضـــوع ، وإمنــا ننظــر إىل املوضــوع ـوالتكليـــف وهـــو املـحمــ ول وليحـىت نرتـب احلكـم عليـه ألن املوضـوع مبثابــة العلـة للحكـم ، والقطـع بـاحلكم ـــــ ال

ـــز احل ــذي ينج ـــ هـــو ال ــون القطـــع باملوضـــوع ــ كــم ، ففــي القطـــع املوضـــوعي ال يكالقطـع باخلمريـة منجزا للحرمة ألنـه ال يكشف عـن احلرمـة وإنمـا يولـد احلرمـة ، نعم هـو يكشـف عــن اخلمريــة ألنــه قطــع باخلمريـة ، والقطـع يكـشف عـن متعلقـه

.فقط وال يكشف عن شيء آخر غري متعلقه

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 382: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٣٨٢ -

:إشكال وجواب ال تتنجــز احلرمــة إذا قطــع املكلــف باخلمريــة ألنــه إذا قطــع وقــد يقــال كيــف

.باخلمرية فإن احلكم يتولد وإذا تولد احلكم تنجز ؟ ، ويأيت اجلواب بعد قليل :التوضيح بعبارات أخرى

أوال ولنشرح مـا سـبق بعبـارات أخـرى لعـل املطلـب يتـضح أكثـر وأكثـر ، لنـأت ، إذا كـان يوجـد عنـد املكلـف أنـه يف " فهـو حـرام ما تقطع بأنه مخر " إىل مثـال

الـعـام املاضي كان لـديـه قـطـع بأن هـذا الـسائـل مخــر ، فهــذا هــو مخــر مقطــوع هــل تقطــع بأنــه كــان لــديك قطــع يف : " نـة لـــو سألـــه شــخص ـبـــه ، ويف هـــذه الــس

ملاضــي كــان نعــم ، اآلن أنــا أقطــع بأنــه يف العــام ا : " ؛ ألجــاب " العــام املاضــي ؟ عندي قطع خبمرية ذاك السائل ، فاآلن عنـدي يقـني أنـه كـان يوجـد عنـدي قطـع

ــة ، : يف العــام املاضــي ، فيوجــد عنــدي قطعــان قطــع ســابق وهــو القطــع باخلمري ) " .القطع باخلمرية ( وقطع الحق وهو قطع بـ

ـــع موضـــوعي ألنـــه داخـــل يف موضـــوع املـــسألة ، والقطـــع ـــع األول قطـ إن القطـــه ــيس لـ ــالقطع األول لـ ــع األول ، فـ ــن القطـ ــه كاشـــف عـ ــي ألنـ ــع طريقـ ـــاين قطـ الثـ

.الكاشفية ، والقطع الثاين له الكاشفية :قد يقال

إن القطع األول ينجـز احلكـم ، وتوليـد احلكـم هـو عـبارة أخـرى عـن التنجـيز .لف ، فالقطع املوضوعي يولد احلكم فيصري احلكم منجزا على املك

:اجلواب اخلمــر " لنأخـــذ املثـــال األول مث ننطلـــق منـــه إىل املثـــال الثــاين ، يف مثــال

مىت يتنجز احلكم ؟" حرام

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 383: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٣٨٣ -

يتنجز احلكم عـندما يكون عند املكلـف قطـع بـاخلمر ، فيقـول أقطـع بـأن هـذا ذا مخر يف اخلـارج ، ويقطـع بـأن اهللا حـرم اخلمـر أي يقطـع حبرمـة اخلمـر ، وـ

.يتنجز احلكم ، فهذا اخلمر يف اخلارج يصري حراما ، هنــا يوجــد ســائل يف " مــا تقطــع بأنــه مخــر فهــو حــرام " ويف املثــال الثــاين

اخلــارج ، وقطـــع بــأن هـــذا الــسائـل املوجـــود يف اخلــارج مخـــر ، وقطـــع حبرمـــة ـــا ويف املثــــا ـــز احلكـــم ألن القطــــع هنـ ـــوع اخلمريــــة ، فيتنـجـ ل األول يتعلــــق مقطـ

باحلرمـــة ، والقطــع كاشــف عمــا تعلــق بــه ، فاحلرمــة تعلقــت بــالقطع ، فتتنجــز .احلرمـة

ــق ــذا ــة مل تتعل ــا احلرم ـــة ، فهن ـــق باخلمري ــأن القطـــع تعل ـــا ب وأمـــا إذا قلنــد احلكــم ــا هــو تولي ــل إن دور القطــع هن ــزة ، ب ــون احلرمـــة منج القطـــع ، فــال تك

ــب ــل يف وترت ــا دخي ــالقطع املوضــوعي ألن القطــع هن ــمي ب ــذلك س ــه ، ل احلكــم عليتكوين املوضوع ، وإذا وجد املوضـوع ترتـب احلكـم عليـه ، وإذا مل يقطـع باخلمريـة فـال يوجـــد املوضـــوع فــال يترتـــب احلكــم ، فــالقطع يولــد احلكــم ، وعــدم القطــع ال

.يولد احلكم قد يقـال إذا قطعـت بـاخلمر فـإن هـذا يولـد " اخلمر حرام " ويف املثال األول

احلكم أيضا ، فتقطـع باخلمريـة فيترتـب احلكـم ، وإذا ترتـب احلكـم تنجـز ، وإذا لـم تـقـطـع بالـخـمـريـة فـال يترتـب احلكم ، فمـا هـو الفـرق بـني املثـالني ؟ ومـا هـو

يتنجز ؟الفرق بني التوليد والتنجيز ألنه إذا تولد احلكم فإنه :اجلواب

القطــع مل يؤخـــذ يف موضــوع احلكـــم ، ويف " اخلمــر حـــرام " يف املثــال األول أخـذ القطـع يف موضـوع احلكـم ، " ما تقطع بأنه مخـر فهـو حـرام " املثـال الثـاين

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 384: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٣٨٤ -

ـــه أخـــذ يف الـموضـــوع ، وهـــذا ــمي بالـقطـــع املوضـــوعي ألن ومـــن هـــذه احلـيثـيـــة سال يكون منجـزا مـن دون حلـاظ احلرمــة ألن احلرمـة غـري داخلـة يف متعلـق القطـع

ــة تتنجــز ، ويف ــة مقطــوع اخلمري ــإن حرم ــع حلــاظ القطــع باحلرمــة ف القطــع ، ومنظــــرنا إىل القطــــع املوضــــوعي نغــــض النظـــر عـــن القطـــع باحلرمـــة ، فـــالقطع

ــز احلرمــة ألن احلرمــة ليــست ــث هــو هــو ال ينج متعلقــه ، وأمــا املوضــوعي مــن حيــه ، فيكــون القطــع قطعــا ــة متعلق ــز احلرمــة ألن احلرم ــة فإنــه ينج القطــع باحلرم

.طريقيا إىل احلرمة وكاشفا عنها ، فتتنجز احلرمة م وترتبـــه ففــي هـــذه احلالــة يكــون ـإذا كــان نظـــرنا إىل توليـــد احلكــ : إذن

ننظـــر إىل ثبــوت احلكــم وعــدم القطـــع موضـــوعيا ألنـــه جـــزء مـــن املوضـــوع ، وال ــة ــه ال حيثي ــد احلكــم وترتب ــة تولي ــد حيثي ــة ، فنري ــع وال إىل املنجزي ثبوتـــه يف الواقــا ــم إذا قطعنـ ــث توليـــد احلكـ ــم ، فمـــن حيـ ــز احلكـ ــم وال حيثيـــة تنجيـ ثبـــوت احلكـ

.باملوضوع ترتب احملمول ، وإذا مل نقطع باملوضوع ال يترتب احملمول ــا إذا مل يكــن القطــع جــزءا مــن املوضــوع فــالقطع طريقــي وكاشــف عــن وأم

ــة ثبــوت ــا إىل ثبــوت احلكــم وعــدم ثبوتــه ، أي نأخــذ حيثي املوضــوع ، فيكــون نظرن .احلكم وعدم ثبوته

م ثابتـــا ســـواء قطعـــت باملوضـــوع أم مل ـ ويف الـقـطـــع الـطـريـــقي يكـــون احلكــ فـإن احلكـم يتولـد ويترتـب علـى ع املوضـوعي إذا قطعـت ـتقطـع بـه ، ولكن يف القطـ

.القطع ، وإذا مل تقطع فإن احلكم ال يتولد وال يترتب والقطع الطريقي إىل احلكم هو الـذي ينجـز احلكـم ألنـه طريـق وكاشـف عـن احلكـم ، فمــا ينجـــز احلكـم هـــو القطــع الطريقـي إىل احملمــول ال القطــع الطريقــي

رمـة اخلمـر أو قطـع حبرمـة مقطـوع اخلمريـة إىل املوضوع ، فـإذا قطـع املكلـف حب

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 385: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٣٨٥ -

فــإن احلرمـــة تتنجـــز عليــه يف احلـــالتني ، فمـــن حيــث التنجيـــز يكـــون نظرنـــا إىل ــول وهــو احلكــم ، وأمــا مــن حيــث ترتــب احلكــم وتولــده فيكــون نظرنــا إىل احملماملوضـوع ، فـإذا كـان القطــع جـزءا مـن املوضـوع فهـو قطـع موضـوعي ، ويف القطـع

ا قطعـت يترتـب احلكـم ، وإذا مل تقطــع ال يترتـب احلكـم ، وأمـا إذا املوضـوعي إذ .مل يكن القطع جزءا من املوضوع بل كان كاشفا عن املوضوع فهو قطع طريقي

ويف القطـــع الطـــريقي القطـــع وعـــدم القطـــع ليـــس هلمـــا الدخالــة يف ترتــب ـــة يف ترتـــب احلكـــم هــ ـــه الدخال ــذي ل ـو حتقــق املوضــوع ، فــإذا احلكـــم ، وإمنـــا ال

ــع ــق القطـ ـــس إذا حتقـ ـــم وليـ ـــب احلكـ ـــريقي ترتـ ـــع الطـ ـــوع يف القطـ ـــق املوضـ حتقـ .باملوضوع ترتب احلكم

هـل يترتـب احلكـم ويتولـد ؟ ، : يوجـد أمامنا مقامـان ، يف املقـام األول نـسأل ملقـــام الثـــاين ويف اجلــواب عــن ســـؤال املقـــام األول ننظـــر إىل املوضـــوع ، مث يف ا

ــسأل ــاين ننظــر إىل : ن ــام الث ــز احلكــم ؟ ، ويف اجلــواب عــن ســؤال املق هــل يتنجـــز احلكــم ، ولكــن هــذا التنجــز لــيس ناجتــا مــن احملمـــول أي احلكـــم ، نعــم يتنجالقطــع املوضــوعي وال مــن القطــع الطريقــي إىل املوضــوع ، وإمنــا نــاتج مــن القطــع

بمجــرد مــا أقطــع أن هــذا مخــر ال يتنجــز الطريقــي إىل احملمــول أي احلكــم ، ف احلكم ، وإذا قلنا إن القطع ينجـز متعلقـه وأن املنجزيـة ال تنفـك عـن القطـع فـإن القطـع هنا متعلقه اخلمريـة ، وإذا قلنا بتنجز اخلمريـة فـال معـىن لـه ، فاخلمريـة

، وهــنا احلكــم هــو ال تتنجـز ، والـذي يتنجـز هـو احلكـم والتكليـف وهــو احملمــول ــل ــز احملمــول ، ب ــز ، فــالقطع باملوضــوع ال ينج احلرمــة ، وأمــا املوضــوع فــال يتنج

" س"القطع باحملمول ينجز احملمول إذا كان احملمـول تكليفـا شـرعيا ، فـالقطع بــ .تكليفا شرعيا " ص"إذا كان " ص"ينجز " ص"، وإمنا القطع بـ" ص"ال ينجز

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 386: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٣٨٦ -

ـــارة أ ــرى بعبـ ــوع : خـ ــع مبوضـ ــا القطـ ــز التكليـــف ، وأمـ ــالتكليف ينجـ القطـــع بـ .التكليف فال ينجز التكليف

:القطع احملمويل نـــا إنـــه ميكــن أن جنعـــل القطـــع جـــزءا مـــن احملمــول فيكــون القطــع ـ وكـــما قل

مــن قطــع بـأن هــذا الــسائل مخـر فهــو قــاطع : " قطعـا حمموليــا ، مثلمــا إذا قلـت ، " هــذا الــسائل إذا قطــع املكلــف بأنــه مخــر فهــو قــاطع باحلرمــة " أو" باحلرمــة

ــزء مـــن املوضـــوع ، والقطـــع الثـــاين قطـــع ـــع موضـــوعي ألنـــه جـ والقطــــع األول قطـحممــويل ألنــه جــزء مــن احملمــول ، وال ينــاقش األصــوليون القطــع احملمــويل لعــدم

كليفــا شــرعيا ال ه ألن نظرنـا إىل كــون احملمــول ت ـمـــرة عمليـــة مترتبـــة عليـــوجــود ث .كون احملمول قطعا بالتكليف الشرعي

:مالحظـة قلنــا بــأن القطــع الطريقــي هــو الــذي ينجــز التكليــف بــسبب الكاشــفية ، وأمــا القطـــع املوضـــوعي فليـــس لـــه الكاشفيـــة وال يوجـــد فيــه كــشف عــن التكليــف حــىت

يف ال القطـع باملوضـوع ، ينجـز التكليـف ، فالـذي ينجـز التكليـف هـو القطـع بـالتكل ــق ــاب موجــود أمــامي اآلن ، ومتعل ــأن الكت ــا أقطــع ب ــاب أمــامي وأن فمــثال اآلن الكت

!القطع هو الكتاب ، فهل الكتاب يتنجز ؟ ال ، ألن متعلـق القطـع إذا كـان تكليفـا شـرعيا مـن املـوىل فإنـه يتنجـز ، وأمـا

ثال لـو قطـع جبلـوس حممـد فـإن هـذا إذا مل يكن تكليفـا شـرعيا فـال يتنجـز ، فمـ .القطع ال ينجز متعلقه ألن املتعلق ليس حكما من املوىل

ا عنــه وطــريقا إليــه مــن التكاليــف ـون كاشـفـ ـكل قـطــع يـنجــز مــا يكـ : إذن .دون ما يكون موضوعا ومولدا له من األحكام

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 387: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٣٨٧ -

:اخلالصـة :لتالية ميكن تلخيص البحث ضمن النقاط ا

ــث املوضــوع ، ومــن : توجـــد هـــنا أربـــع جـــهات للنظــر أو حيثيــات مــن حيحيث احملمول ، ومن حيث ترتب احلكم وتوليده ، ومـن حيـث تنجـز احلكـم ، فـإذا نظـــرنا مـــن حيثيـــة معينـــة فــال ننظـــر يف نفــس الوقــت مــن حيثيــة أخــرى ألن كــل

ال عالقــــة لكــل حيثيـــة باحليثيـــات حـيثيـــة مــستقلـة عـــن احليثيــــات األخـــرى ، فـــ األخـرى ، ومن كل حيثية تكون النتيجـة خمتلفـة ، وال عالقـة لنتـائج حيثيـة بنتـائج احليثيــات األخــرى ، فتــأيت األســئلة التاليــة الــيت تكــون يف مقامــات خمتلفــة ، وكــل مقــام يكــون مــن حيثيــة خمتلفــة ، وال تتــداخل هــذه املقامــات لكوــا مــن حيثيــات

:خمتلفة هل القطع جزء من املوضوع ومن احملمول ؟: السؤال يف املقام األول

:اجلواب القطـــع لــيس جــزءا ال مــن املوضــوع وال مــن " : اخلمــر حــرام " يف مثــال

ــون القطــع ـــا حمموليـــا ، فيك ـــا موضـــوعيا وال قطع ـــول ، فالقطـــع ليـــس قطع احملم .حملمول قطـعا طريقيا إىل املوضوع وقطعا طريقيا إىل ا

القطـع جـزء مـن املوضـوع ، فيكـون " :اخلمر املقطوع بـه حـرام " يف مثال القطــع قطعــا موضــوعيا ، والقطــع لــيس جــزءا مــن احملمــول ، فــال يكــون قطعــا

.حمموليا ، بل يكون القطع قطعا طريقيا إىل احملمول ــال ــه مقطــوع ــا " يف مث ــه حرمت ء مــن القطـــع جـــز" :اخلمــر املقطــوع ب

ــا موضــوعيا ، والقطــع جــزء مــن احملمــول ، فيكــون املوضـــوع ، فيكــون القطــع قطع .القطع حمموليا

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 388: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٣٨٨ -

هل القطع يرتب احلكم ـــ أي احلرمة مثال ـــ ؟: السؤال يف املقام الثاين :اجلواب

، وإمنـا ) احلرمـة ( ال يرتـب ) القطـع ( عنوان " : اخلمر حرام " يف مثال ) .احلرمة ( يرتب ) مر اخل( عنوان

يرتـب ) الـقـطـع باخلمريـة ( عـنـوان " :اخلمر املقطوع به حرام " يف مثال ) .احلرمة (

ـــنوان " :اخلمــر املقطــوع بــه حرمتــه مقطــوع ــا " يف مثــال القطــع ( ع ) .القطع باحلرمة ( يرتب ) باخلمرية

نجز احلكم ؟مىت يت: السؤال يف املقام الثالث :اجلواب

. يتنجز احلكم إذا كان متعلق القطع تكليفا وحكما من املوىل إذا قطــع املكلــف باملوضــوع أي قطــع بــأن هــذا " :اخلمــر حــرام " يف مثــال

السـائل مخـر ، وقطع أيضا باحلكم أي حبرمة اخلمـر فـإن احلرمـة تتنجـز عليـه ؛ .اقع وطريقان إليه ألن القطعني كاشفان عن الو

إذا قطـع املكلــف باملوضـوع أي قطـع " :اخلمر املقطوع به حرام " يف مثال ــأن هـــذا الــسائـل مخـــر مقطـــوع خبمريتـــه ، وقطـــع أيــضـا بــاحلكم أي حبرمــة بــة تتنجــز عليــه ؛ ألن القطعــني كاشــفان عــن الواقــع مقطــوع اخلمريــة فــإن احلرم

.وطريقان إليه ميكــن حتويــل هــذه " :اخلمــر املقطــوع بــه حرمتــه مقطــوع ــا " ل يف مثــا

ــة وهــي ــك قــاطع " القــضية إىل قــضية ثاني ــذا الــسائل فإن إذا قطعــت خبمريــة هـــه ـــو " حبرمتـ ـــنا هـ ـــول هـ ـــة ( ، احملمـ ـــع باحلرمـ ــك ) القطـ ــإذا قطعـــت بقطعـ ، فـ

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 389: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٣٨٩ -

القطـــع ( ـو باحلرمـــة فــإن متعلــــق القطـــع ليـــس تكليــــفا ، وإمنــا املتعلـــق هنــــا هــ هـي ) احلرمـة ( لـيس تكليفـا بـل ) القطع باحلرمة ( ، فال يتنجز ألن ) باحلرمـة .التكليف

:بعبارة أخرى إذا كــان القطــع جــزءا مــن موضــوع احلكــم يكــون القطــع موضــوعيا ، والقطــع املوضـوعي يكون مولـدا للحكـم ال كاشــفا عـن احلكـم ، وإذا مل يكـن القطــع جـزءا

وضـوع احلكم يكـون القطـع طريقيـا أي طريقـا وكاشـفا عـن احلكـم ، والقطـع من م الذي يكشـف عن احلكم هـو الذي يكون منجـزا للتكليـف ، فاملنجزيـة مترتبـة علـى ــة ، ــات خمتلف ــون القطــع الطريقــي هــو املنجــز للتكليــف ، واحليثي الكاشـــفية ، فيك

ــب احلكـــم وتولـــده ، وتـــارة أ ــا إىل ترتـ ــا إىل فتـــارة يكـــون نظرنـ خـــرى يكـــون نظرنـاملنجـزيـــة ، فاملقامـــات خمـتـلفـــة ، وال خنـلـــط بــني هـــذه املقامـــات ، وال ندخـــل مقامـــا يف مقــام آخــر ، وإذا كانــت احليثيــة هــي تولــد احلكــم وترتبــه يكــون القطــع

إذا قطعــت : " موضــوعيا ، فــال بــد أن حنــدد احليثيــة الــيت نريــد ، فقــد يقــال ــاخلمر فإنـــه حـــرام ــة ألن "بـ ــيس يف املنجزيـ ــا لـ ــا تولـــدت احلرمـــة ، وكالمنـ ، هنـ

املنجـزيـة متـرتبـة عـلى القـطع باحلكــم ال الـقطــع باملوضــوع ، فنريــد حيثــية تولــد احلكـم ال حيثيـة ثبـوت احلكـم واقعـا وال حيثيـة تنجـز احلكــم ، فــمن حيــث توليــد

ــول ، وإ ذا مل تقطــع باملوضــوع ال يترتــب احلكــم إذا قطعــت باملوضــوع ترتــب احملمــان ــالقطع طريقــي ، وإذا ك احملمـــول ، وإذا مل يكــن القطــع جــزءا مــن املوضــوع فجـزءا من املوضـوع فـالقطع موضـوعي ، هـذه التفرقـة بـني املقامـات مهمـة ، فتـارة

ريـــد أن نتحـــدث عـــن ثبـــوت احلكـــم وعـــدم ثبوتـــه ، وتـــارة ترتـــب احلكــم وعــدم ـنثالثــة تنجــز احلكــم وعــدم تنجــزه ، فهنــاك مقامــات خمتلفــة ، ويف ترتبــه ، وتــارة

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 390: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٣٩٠ -

طـــع الطريقــي احلكــم ثابــت ســواء قطعــت باملوضــوع أم مل تقطــع باملوضــوع ، ـالقــوح ــة يف الل ــة اخلمــر ثابت ــإن حرم ــه ف ــسائل مخــر أو مل تقطــع ب ــذا ال قطعــت أن ه

مل تقطــع احملفـوظ ، فعندنــا ثبــوت احلكـم مطلقــا أي ســواء قطعــت باملوضــوع أم ــب ، وإذا مل تقطــع ال ـــد احلكــم وترت ـــه ، ويف القطـــع املوضـــوعي إذا قطعـــت تول بيتولـد احلكـم وال يترتـب ، والقطـع الطريقــي إىل احلكـم ينجـز احلكـم ألنـه كاشــف عـن احلكم ، وإذا قلنـا تنجز فال بد أن يكون عنـدنا حكـم ، فالـذي ينجـز احلكـم

ـــقي إىل ال ـــو الـقـطـــع الطـري ـمـحـمـــول ال الـقـطـــع الطـــريقي إىل املوضـــوع ، وإذا هـــا فالـــذي ينجـــز احلكـــم هــو القطــع باحلرمــة ال القطــع " اخلمـــر حـــرام : " قلن

باخلمـر ، إذا قطعت باخلمر فإن اخلمر ال يتنجـز ، وإذا قطعـت باحلرمـة تنجـزت ــة ، فــالقطع بــاحلكم يــؤدي إىل تنجــز احلكــم ، وإذا قطــع املكلــف حب رمــة احلرم

اخلمــــر أو حبرمــــة مقطــــوع اخلمريـــة فاحلرمـــة تتنجـــز عليـــه يف كلتـــا احلـــالتني ، فنظرنـا إىل احلكم ال إىل املوضوع ، فتـارة ننظـر إىل املوضـوع وتـارة أخـرى ننظـر

هـــل القطـــع جـــزء مـــن : " إىل احلكـــم ، فـــإذا نظرنـــا إىل املوضـــوع فإننـــا نـــسأل ـــع " طـــــع جـــــزء مـــــن املوضـــــوع الق: " ، فـــــإذا قـلـــــنا " املوضـــــوع أو ال ؟ فالقطــ

ـــوعي ، وإذا قلنـــا فــالقطع طريقــي ، " القطــع ليـــس جــزءا مــن املوضــوع : " موضـ: ، فـإذا قلنــا " هـــل قطعــت باحلكـــم ؟ : " وإذا كـان نظــرنا إىل الـحـكـــم نــسـأل

فــإن احلكــم يتنجــز ســواء كــان احلكــم حرمــة اخلمــر أو " م ، قطعنـــا بــاحلكمـنعــ" اخلمريــة أي حرمـة الــسائل الـذي قطعــت بأنـه مخــر ، فنظرنـا هنــا حرمـة مقطـوع

يكــون إىل احملمــول ال إىل املوضــوع ، وإذا قطعــت بــأي حكــم فــإن احلكــم يتنجــز ، ــز ــث تنج ــا إىل املوضــوع ، ومــن حي ـــده يكــون نظرن ـــب احلكــم وتول ـــث ترت فمــن حي

.النظر احلكم يكون نظرنا إىل احملمول ، فال بد من حتديد احليثية وجهة

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 391: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٣٩١ -

د يف القطــع الطريقــي قطعــي وعــدم قطعــي لــيس هلمــا الدخالــة يف تولــ : إذن احلكـــم يف القطــع الطريقــي يترتــب " اخلمـــر حـــرام " احلكــم وترتبـــه ، ويف مثـــال

، ويف القطـع املوضـوعي ) القطـع بـاخلمر ( ال علـى عــنوان ) اخلمر ( على عـنوان ــرام ، فاملوضـــ ــو حـ ــاخلمر فهـ ــن إذا قطعـــت بـ ــون مـ ــع ( وع مكـ ــر + القطـ ، ) اخلمـ

، والــذي يرتــب احلكــم يف القطــع ) القطــع بــاخلمر ( واحلرمــة تترتــب علــى عنــوان ترتبــت احلرمــة ، ويف ) مخــر ( الطريقــي هــو حتقــق املوضــوع ، فــإذا كــان عنــدك

حـىت تترتـب احلرمـة ، ) مخـر + قطـع ( القطـع املوضـوعي ال بد أن يكـون عنـدك علــة للمحمــول ، فــإذا حتققــت العلــة حتقــق املعلــول ، وإذا مل واملوضــوع مبثابــة ال

تتحقــق العلـــة مل يتحقـــق املعلـــول ، وكــذلك إذا حتقـــق املوضـــوع حتقـــق احملمــول ، ـــق ـــق املوضـــوع حتق ــإذا حتق ـــول ، ف ـــق احملم ـــق الـموضـــوع مل يتحق ـــم يتحـق وإذا ل

ـــق املوضــــ ـــريقي إذا حتقـ ـــع الطـ ـــو احلكــــم ، ويف القطـ ـــر ( وع وهـ ـــت ) اخلمـ حتققـــق املوضـــوع وهـــو ) اخلمـــر + القطـــع ( احلرمـــة ، ويف القطـــع املوضـــوعي إذا حتقـ

ـــن ـــب م ـــه مرك ـــه شــيء واحـــد أو أن حتقـقـــت احلرمـــة ، فــأوال حنـــدد املوضـــوع أنشـيئني ، مث إذا حتقـق املوضـوع ـــ سـواء كـان شــيئا واحــدا أم مركبــا مــن شــيئني

ـــبا ــا ، ويف املوضــوع أم مرك ـــول وهــو احلكــم هن ـــق احملم ـــ حتق ـــدة أشـــياء ــ مـــن ع .املركب ال بد أن يتحقق كل أجزاء املوضوع حىت يتحقق احملمول

هــل : " وهكــذا نــرى أنــه توجــد عنــدنا عــدة مقامــات ، يف املقــام األول نــسأل ــب أو ال ؟ ــد احلكــم ويترت ــام األول ن " يتول نظــر إىل ، ويف اجلــواب عــن ســؤال املق

، ويف اجلـواب " هـل يتنجـز احلكـم أو ال ؟ : " املوضـوع ، ويف املقـام الثـاين نـسأل عن سـؤال املقـام الثاين ننظـر إىل احملمـول ، فيتنجـز احلكـم إذا كـان يوجـد قطـع بالـمحـمـول إذا كــان احملـمــول حـكــما ، فلــو قطــعنا بـشـيء آخــر لــم يكــن حـكمــا

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 392: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٣٩٢ -

إذا قطعـــت بـأن حممـــدا جالــس أي قطعـــت جبلــوس حممـــد فــال يتـنجـــز ، مثــال فـــال يتنجــز ألن جلــوس حممــد لــيس حكمــا ، فيكــون نظرنــا إىل احملمــول إذا كــان حكما ، واملطلـوب يف احملمـول أن يكـون حكمـا ، فـإذا قطـع املكلـف بـاحملمول الـذي ــاحلكم لــيس ناجتــا مــن القطــع ــه ، هــذا التنجــز ب يكــون حكمــا يتنجــز احلكــم علياملوضـوعي وال مـن القطــع الطريقـي إىل املوضـوع ، وإمنـا التنجـز نـاتج مـن القطـع الطـريقي إىل احملمـول أي احلكم ، فإذا قطعت بأن هـذا مخـر فـال يتنجـز احلكـم ألن كالمنا يف أن هـذا املوضـوع موجــود أو غـري موجـود ، وهـذا هـو املقـام األول ،

: تعلق حكما ، وإذا قطعت بـأن هـذا مخـر تـسأل ق إذا كان امل ـفالقطـع ينجـز املتعل ـــق حكــم أو ال ؟ " ــول " هـــل املتعل ــيس : " ، فتق ــر ل ــيس حكمــا ألن اخلم ــق ل املتعل

ـــا ال يتنجـــز ألننــا ال نقــول إن اخلمريــة تتنجــز ، وال معــىن ألن نقــول ـ، فــ" حكم يكـــون بتنجــز اخلمريــة ألن التنجيـــز يكــون للمحمــول إذا كـــان تكليفــا ، والتعــذير

ــان عــدم تكليــف ، واملوضــوع ال يتـنـجـــز ، والـقـطـــع بالـموضـــوع ال ــول إذا ك للمحم، والقطـــع باحملمـــول إذا كــان " ص"ال ينجـــز " س"ينجـــز احملمـــول ألن القطـــع بـــ

ـــ الـمحـمـــول حكمــا ينجــز احملمــول ، فــالقطع باحلكـــم ينجـــز احلكـــم ألن القطـــع بحكمــا ، والقطـع مبوضـوع التكليـف ال ينجـز " ص " كان إذا " ص " ينجـز " ص"

.التكليف وإذا قلنــا بأنــه يوجــد قطــع موضـــوعي فإننـــا نــسـتطيع أيــضـا أن نقـــول بوجـــود قطــع حممــويل بــأن جنعــل القطــع يف احملمـــول ، واألصــوليون ال يبحثـــون يف القطـــع

مـن قطـع : " ال إذا قلنـا احملمـويل لعدم وجـود مثـرة عملية للقطـع احملمـويل ، مـث هــذا الـسائل إذا قطـع املكلــف " أو " ائـل مخــر فهـو قـاطع باحلرمـة ـبـأن هــذا الـس

، صــار عنــدنا قطـع موضــوعي وقطـع حممــويل ، " بأنـه مخـر فهــو قـاطع باحلرمــة

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 393: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٣٩٣ -

ن املوضــوع ، والقطــع حممــويل ألن القطــع ـفالقطـــع موضـــوعي ألن القطــع جــزء مــ .جزء من احملمول

: إفادة يف اإلعادةمـــن حيـــث املوضـــوع ، ومـــن حيــــث : توجـــد عـــدة حيثيـــات ومقامـــات هـــي

احملمول ، ومـن حيـث ترتـب وتولـد احلكـم ، ومـن حيـث تنجـز احلكـم ، وال عالقـة :لكل حيثية باحليثيات األخرى ، وهذه املقامات هي

:من حيث املوضوع : املقام األول هــل القطــع أخــذ جــزءا مــن : " املوضــوع ونــسأل ننظــر يف املقــام األول إىل

يكــون القطـــع قطعـــا موضـــوعيا ، " نعــم " ، إن كــان اجلـــواب " الـموضـــوع أو ال ؟ م يكــن القطـــع جـــزءا مـــن املوضـــوع فــالقطع لــيس ـأي لــ" ال " وإذا كــان اجلـــواب

وجــد قطعــا موضــوعيا ، وإذا مل يكــن قطعــا موضــوعيا فهــو قطــع طريقــي ألنــه ال ي قسـم ثالـث حسـب التقسـيم العقلي الذي يكون مــرددا بـني النــفي واإلثبـات ، وهـو

:، والشكل التايل يوضح املقام األول " التقسيم الثنائي " ما يسمى بـ

)من حيث املوضوع ( القطع هل أخذ القطع جزءا من املوضوع ؟: سؤال

ال نعم

القطع طريقي القطع موضوعي

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 394: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٣٩٤ -

:من حيث احملمول : املقام الثاين هــل أخــذ القطــع جــزءا مــن : " ننظــر يف املقــام الثــاين إىل احملمــول ونــسأل

يكـــون القطـــع قطعـــا حمموليـــا ، " م ـنعـــ" ، إذا كـــان اجلــــواب " احملمـــول أو ال ؟ ، ولكـن األصـوليني ال يبحثـون " تـه مـن قطـع بـاخلمر فإنـه قـاطع حبرم : " ومثاله

عــن القطــع احملمــويل ألن لــيس لــه مثــرة عمليــة وال ينجــز احلرمــة حيــث إن الــذي ينجـز احلرمة هو القطع باحلرمة ال وجـود القطـع باحلرمـة ضـمن احملمـول ، فـإذا كــان القطــع بــاحلكم موجــودا ضــمن احملمــول فهــذا ال ينجــز احلكــم ، وإمنــا الــذي

وجـود احلكـم لوحـده ضـمن احملمـول ، فـإذا كـان القطـع طريقيـا ينجـز احلكم هـو ــز ــة ألن القطــع ينج ــز احلرم ــذا القطــع ينج ــة فه ــة وكاشــفا عــن احلرم إىل احلرممتعلقـه إذا كان املتعلـق حكمـا ، وأمــا إذا كـان اجلــواب عــن ســؤال املقــام الثــاين

: فالقطع طريقي ، والشكل التايل يوضح املقام الثاين" ال"

)من حيث احملمول ( القطع هل أخذ القطع جزءا من احملمول ؟: سؤال

ال نعم

القطع طريقي القطع حممويل

:من حيث ترتب وتوليد احلكم : املقام الثالث

ــى املوضـــوع ، ــب احملمـــول علـ ـــث إىل ترتـ ـــام الثالـ ـــر يف املقـ ــق ننظـ ــإذا حتقـ فـــال ــق احملمــول ، يف مث املوضــوع حتقــق احملمــول ، وإذا مل يتحقــق املوضــوع ال يتحق

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 395: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٣٩٥ -

، فـإذا وجـد ) اخلمـر ( يتولـد حكـم احلرمـة ويترتـب عـلى عـنوان " اخلمـر حـرام "فغـري اخلمـر لـيس حرامـا ، ويف ) اخلمـر ( فهو حـرام ، وإذا مل يوجـد ) اخلمر (

يترتـب حكــم احلرمـة علــى " أن هــذا الـسائل مخــر فهـو حــرام مـن قطــع بـ " مثـال ، وال يترتب حكـم احلرمـة علـى عنـوان آخـر " السائـل املقطوع بأنه مخر " عـنوان الــسائل غــري املقطــوع بأنــه " ، فعنــوان " الــسائـل غــري املقطــوع بأنــه مخــر " مثـــل ــه ، و " مـــر ـخ ـــب احلرمـــة علي ـــد حكـــم احلرمـــة وال تترت ــث ال ال يول يف املقــام الثال

.بل نظرنا إىل ترتب احلكم وعدم ترتبه فقط " تنجز احلكم " ننظر إىل حيثية :من حيث تنجز احلكم : املقام الرابع

ننظـر يف املقــام الرابــع إىل احملمــول ، وال بــد أن يكــون احملمــول حكمــا تكليفيــا ـــز ، فــ ـــفي وكــان ـلكــي يتنج ــإن إذا قطعـــت باحلكـــم التكلي ــا ف ــا طريقي القطـــع قطع

احلكـم التكليفـي يتنجــز ، وأمـا إذا كـان القطــع قطعـا حمموليـا ـــــ أي يكـون القطــع جـزءا مـن احملمـول ـــــ فهـذا القطـع ال ينجـز احلكــم ألن القطـع احملمـويل يعــين أن

، ) احلكـم ( ولـيس ) القطـع بـاحلكم ( القطـع جـزء مـن احملمـول ، فـاحملمول هـو فـال يتنجـز ، فمـا يتنجـز ) القطـع بـاحلكم ( هـو الذي يتنجـز ، وأمـا ) احلكـم( و

ـــس ـول) احلكـــم ( هـــو ــاحلكم ( ي ــه ال ) القطـــع ب ــا فإن ، والقطــع إذا كــان حممولي .ينجز احلكم ، وأما إذا كان القطع قطعا طريقيا إىل احلكم فإنه ينجز احلكم

:اخلالصـة ـــ القطـــع كاشـــف عـــما تعلــ ١ ـــز متعلــق القطــع إذا كــان املتعلــق ــ ـق بـــه ، فيتنج

حكمـا وتكليفــا ، فــإذا تعلــق القطــع بـالتكليف الــشرعي فــإن هــذا التكليــف يتنجــز ، ــيس ـــد مــن القطــع املوضــوعي ل ــى القطـــع املوضـــوعي واملتول ـــب عل ـــف املترت والتكلي

.قطع املوضوعي داخال يف متعلق القطع ، لذلك فإن التكليف ال يتنجز بال

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 396: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٣٩٦ -

القطـع حبرمـة ( ـــ القطـع باحلرمة ينجز احلرمـة ، ففـي املثـال األول يوجـد ٢ ) .القطع حبرمة مقطوع اخلمرية ( ، ويف املثال الثاين يوجد ) اخلمر ـــ يف ٣ احلـرمـــة ليـــسـت مـوجـــودة يف متعلـــق القطـــع ) : القـطـــع باخلمـريـــة ( ــ

ة ، واملوجــود يف متعلــق القطــع هــو اخلمريــة ، واخلمريــة ليــست فـــال تتنجــز احلرمــ .تكليفا ، فال يقال بتنجز اخلمرية

أي ( ـــ مـن حيــث النظــر إىل املوضــوع مـن دون النظــر إىل القطـع بـاحلكم ٤ :، هنا ننظر من حيث توليد احلكم وترتبه ) مع غض النظر عن احملمول

.القطع غري موضوعي : توليد احلكم أ ـــ القطع ال دخالة له يف .القطع موضوعي : ب ـــ القطع له دخالة يف توليد احلكم

مــن حيـث املوضــوع ، ومــن حيــث : ــــ توجــد أربــع حيثيـات أو أربعــة مقامــات ٥ احملمول ، ومـن حيـث ترتـب احلكـم ، ومـن حيـث تنجـز احلكـم ، فـإذا نظرنـا مـن

يـات األخـرى ، وكـل مقـام يعبـر عـن شـيء ، ويف حيثية معينة فـال ننظـر مـن احليث ، ويف املقـــام " هــــل القطــــع جــــزء مــــن املوضــــوع أو ال ؟ : " املقـــام األول نـــسـأل

" .هل القطع جزء من احملمول أو ال ؟ : " الثـاين نسأل القطــع لـيس جــزءا مــن املوضــوع فلــيس قطعــا " : اخلمــر حــرام " ففـي مثــال

.يس جزءا من احملمول فليس قطعا حمموليا موضوعيا ، والقطع لــه حــرام " ويف مثــال القطــع جــزء مــن املوضــوع فيكــون " : اخلمــر املقطــوع ب

.قطعا موضوعيا ، والقطع ليس جزءا من احملمول فليس قطعا حمموليا القطـــع جـــزء مـــن " : اخلمـــر املقطـــوع بـــه حرمتـــه مقطـــوع ـــا " ويف مثـــال

ـــا ــا املوضــــوع فيكـــون قطعـ ـــزء مـــن احملمـــول فيكـــون قطعـ ـــع جـ ـــوعيا ، والقطـ موضـ .حمموليا

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 397: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٣٩٧ -

هـل القطــع يرتــب احلكــم ويـتـولــد عـنــه احلكــم : " ويف املقـام الثالـث نسـأل " .أو ال ؟ ال يرتـب احلرمـة ) القطـع بـاخلمر ( عنـوان : " اخلمــر حــرام " في مثـال ـ ف

، ) اخلمــر ( وع ، فاحلرمــة تترتــب علــى عنــوان ألن القطــع لــيس جــزءا مــن املوضــ .فإذا حتقق اخلمر حتققت احلرمة

الـسائل إذا قطعـت بأنـه مخـر " أو " اخلمر املقطوع بـه حـرام " ويف مثـال ـــة هـــو : "حـــرام ـــذي يرتــــب احلرم ـــه ( ال ـــر املقطـــوع ب + اخلمـــر ( أي ) اخلم ) .القطـع

القطـع ( املوضـوع هـو : "وع به حرمته مقطوع ـا اخلمر املقط " ويف مثال ، فــالقطع باخلمريـة يترتــب عليــه ) القطــع باحلرمـة ( ، واحملمــول هـو ) باخلمريـة

.ويتولد منه القطع باحلرمة ـــب علــى املوضـــوع ، وهنـــاك عالقـــة بــني املوضـــوع واحملمــول ، واحملمـــول يترت

.إذا مل يتحقق املوضوع مل يتحقق احملمول فإذا حتقق املوضوع حتقق احملمول ، و واملوضــوع تــارة يكــون شــيئا وتــارة أخــرى يكــون القطــع بالــشيء ، واحملمــول قــد يكون حكما وقـد يكون القطـع بـاحلكم ، فتوجـد هنـا أربعـة احتمـاالت إذا أردنـا أن

:جنمع بني املوضوع واحملمول .ل هو حكم املوضوع هو شيء ، واحملمو:االحتمال األول

. املوضوع هو القطع بشيء ، واحملمول هو حكم :االحتمال الثاين . املوضوع هو شيء ، واحملمول هو القطع حبكم :االحتمال الثالث

ــع ــال الراب ــشـيء ، واحملمــول هــو القطــع :االحتم املوضـــوع هـــو القطـــع ب .حبكم

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 398: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٣٩٨ -

ــ ويف املقـــام الرابـــع ن ، فــاحلكم يتنجــز إذا " ؟ مــىت يتنجـــز احلكــم : " سـأل ـ .كان متعلق القطع تكليفا وحكما من املوىل

ـــال ــرام " ففــي مث ــر ح ـــ : " اخلم ــة ) حرمــة اخلمــر ( إذا قطعـــت ب فاحلرم .تتنجز

ــال ــرام " ويف مث ــر املقطــوع بــه ح ـــ : "اخلم ــة مقطــوع ( إذا قطعــت ب حرم .تنجزت احلرمة ) اخلمرية

إذا قطعـت بـاحملمول : "ملقطوع به حرمتـه مقطـوع ـا اخلمر ا " ويف مثال ، والقطـع باحلرمــة لــيس ) القطـع باحلرمــة ( فاحلرمـة ال تتنجــز ألن احملمـول هــو

حكمـا بــل احلكـم هــو احلرمــة فقـط دون القطــع باحلرمــة ، فـاحلكم هــو احلرمــة ، ــاه القطــع بـــ ــذا معن ـــول فه ــإذا قطعـــت باحملم ـــما ، ف ـــس حك ـــة لي والقطـــع باحلرم

القطــع ( بــل هــو ) احلكــم ( ، ومتعلــق القطــع هنــا لــيس هــو ) القطــع باحلرمــة ( .، فمتعلق القطع الثاين هو القطع األول ، والقطع األول ليس حكما ) باحلرمة

مثال يف العـام املاضي قطعـت حبرمـة اخلمـر ، ويف هـذه الـسنة أقطـع بأنـه يف يكـشف عـن القطـع األول ال العـام املاضـي قطعـت حبرمـة اخلمـر ، فقطعـي الثـاين

عن احلكم ، والقطع األول ليــس تكليفـا وإن كـان كاشـفا عـن تكليـف ، نعـم قطعـي األول يكشف عـن احلرمـة ، فمتعلـق قطعـي األول هـو احلكـم ، ولكـن متعلـق قطعـي ــه قطــع بــاحلكم ، ــك األمــر أن ــاين هــو القطــع األول ال احلكــم ، وال يــشتبه علي الث

: حكــما وتكليــفا ، وميكــن جعـل املثـال علـى النحـو التــايل فـالقطــع باحلكــم ليــس ، فـإذا كـان عنـدي قطـع " إذا قطعت خبمريـة هـذا الـسائل فإنـك قـاطع حبرمتـه "

باحملمـــول أي عنــدي قطــع بــالقطع باحلرمــة ، فــالقطع الثــاين كاشــف عــن القطــع ـطـــع األول ، والـقـطـــع األول كاشـــف عـــن احلـكـــم ، ولكـــن حنـــن نـظـــرنا إىل الق

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 399: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٣٩٩ -

الثـاين ال القطــع األول ، فالقطــع مبـا هــو قطــع ليــس حكمــا ، حنـن نظرنـا لـيس إىل متعلـــق القطـــع األول الــذي هـــو احلكـــم ، بــل نظرنــا إىل القطــع األول مبــا هــو ــل حــديثنا عــن ــا إىل أن القطــع األول كاشــف عــن احلكــم ، ب ــيس نظرن قطــع ، ول

ــذي هـــو كاشـــف عــن القطــ ع األول ولــيس كاشــفا عــن احلكــم يف القطـــع الثـــاين الالقطــــع األول ، فالقطــــع الثــــاين قطــــع طــــريقي إىل قطــــع حممــــويل ، والقطـــع

.احملمويل ليس تكليفا فال يكون منجزا ال بـــد أن نـــرى أنــه هـــل احملمــول تكليــف أو لــيس بتكليــف ، فــإذا كــان : إذن

ن القطـع كاشــف عنـه ، ومتعلـق القطـع احملمـول تكليـفا وقطعـنا بــه فإنـه يتنجــز أل حممـد : "هنا هو حكم وتكليف ، وإذا مل يكن تكليفـا فـال يتنجـز ، مـثال إذا قلنـا

ــا " جــالس ــا " جــالس " ، احملمــول هن ــيس حكمــا ، وإذا قلن إذا قطعــت : " وهــو لــه جــالس ــا ، وإذا " جــالس " ، احملمــول هــو " بوجــود حممــد فإن ــيس حكم وهــو ل

أي قطعــــنا قطــــعا طـريقيــــا إىل احملمــــول أي قطعــــنا جبلــــوس قطعــــنا باحملمــــول، وهـو لـيس تكليفـا ، فجلــوس ) جلـوس حممـد ( حممد ، ومتعلق القطـع هنـا هـو

حممـــد ال يتنجــــز ، ونظـــرنا يف التنجــــيز إىل احملمــول إذا كـــان حكمــا وتكليفـــا ، ينجــز احلكـــم ، فيقطـــع باحلكـــم فيتنجـــز احلكـــم ، والقطـــع الطريقــي إىل احلكــم

وأمــا إذا قطعـــت بقطعــك الــسابق بــاحلكم فــال يتنجــز احلكــم ألن قطعــك الــسابق .ليس حكما ، فالقطع احملمويل ليس حكما

:تنبيـه ــا ــون قطع ــد يك ــا واحــدا ق ــأن قطع ــول ب ــشهيد قــدس ســره ويق ــسيد ال ــأيت ال ي

بالنـسبة إىل طـريقيا بالنسبـة إىل تكليف يف قـضية ، ولكنـه يكـون قطعـا موضـوعيا ــق نفــس املعلومــات الــسابقة عــن القطــع تكليــف آخــر يف قــضية أخــرى ، وهنــا نطب

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 400: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٤٠٠ -

ــذي وقــع طريقــا إىل حكــم وكاشــفا عــن الطـــريقي والقطــع املوضــوعي ، فــالقطع الـــم ميكــن أن ي ـــز وجـــل ـحك ـــل اهللا ع ـــم آخـــر ، فــيمكن أن جيع ـــع موضـــوعا حلك ق

آخــر لــه موضــوع هــو القطــع حكــم مترتــب علــى موضــوع معــين ، وحكــم : حكمــني بــاحلكم األول ، فــإذا قطــع املكلــف بــاحلكم األول فــإن هــذا القطــع يكــون موضــوعا ــا ـــب احلكــم الثــاين ، وهن حلكـــم ثـــاين ، وبعـــد حتقـــق القطـــع باحلكـــم األول يترت

.يوجد نفس التطبيق للمعلومات السابقة عن القطع الطريقي والقطع املوضوعي

:مثـال ــال قطــع " اخلمــر حــرام : " قــال املــوىل إذا ؛ فــالقطع باحلرمــة يف هــذا املث

، فموضـوع القـضية ) القطــع باخلمريـة ( ال ) اخلمــر ( طـريقي ألن موضـوعه هـو ــسبة إىل ــر قطــع طريقــي بالن ــف ، فــالقطع حبرمــة اخلم ـــه بقطــع املكل ال عالقــة ل

.قيا حرمة اخلمر ، والقطع كاشف عن احلرمة ، فيكون القطع طري

ــه بيعــه : " وأمــا إذا قــال املــوىل ــإن " مــن قطــع حبرمــة اخلمــر حيــرم علي فالقطـع حبرمـة اخلمـر يف هذا املثال قطـع موضـوعي ألنـه جـزء مـن املوضـوع حيـث

، فيكــون القطــع حبرمــة ) القطــع بــاحلكم األول ( إن موضــوع القــضية الثانيــة هــو خلمــر ، فــالقطع حبرمــة اخلمــر اخلمـــر قطــع موضــوعي بالنــسبة إىل حرمــة بيــع ا

أو " القطـــع حبرمــة اخلمــر يولــد حرمــة بيعــه "يـــؤدي إىل حرمـــة بيعـــه ، أو قـــل ، وعـدم القطـع حبرمـة اخلمـر ال " حرمة بيع اخلمر يترتـب علـى القطـع حبرمتـه "

.يولد حرمة بيعه

القطع حبرمـة اخلمـر قطـع طريقـي بالنـسبة إىل حرمـة اخلمـر ، ولكنـه : إذن ــق وكاشــف عــن ــر ، فــالقطع طري ــع اخلم ــسبـة إىل حرمـــة بي قطـــع موضـــوعي بالن

.احلكم األول ، ولكنه يف نفس الوقت موضوع للحكم الثاين

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 401: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٤٠١ -

ــيني للقطــع الطريقــي ومهــا ــرين شــرعيني وجــانبني عمل ــة : أخــذنا أث املنجزي

: و جانــب نظــري فكــري عقائــدي وهــو واملعذريـــة ، ويوجـــد أثـــر شـــرعي ثالـــث وهــ ــة وجــواز إســناد احلكــم ــة واملعذري ــز وجــل ، فاملنجزي جــواز اإلســناد إىل املــوىل ع

. بالقطع الطريقي إىل املوىل عز وجل ثالثة آثار للقطع )١(املقطوع به

إن القـطــع مـصحـح لإلســناد " : وتـوجـد هـنـا عبارة لطيفـة تـذكــر ، وهــي ــالقطع الطريقــي إىل )٢( "ناد واالســت ــه ب ــسبة احلكــم املقطــوع ب ، فاإلســـناد هــو ن

ــز ـــو االعتمــــاد علـــى القطـــع الطريقـــي يف التنجيـ ـــتناد هـ ــز وجـــل ، واالسـ املـــوىل عـوالتعـذير ، والتنجـيز يكـون يف مــوارد القـطــع باإللــزام ، والتعــذير يكـون يف مـوارد

.القطع بالترخيص

:التايل ويأيت هنا السؤال

إذا قطع اإلنسان حبكم وتكليف معين أو قطع بعدم التكليف فهل جيوز أن يسند هذا التكليف أو عدم التكليف الذي قطع به بالقطع الطريقي إىل اهللا عز

؛ أو ال جيوز ذلك ؟" هذا حكم اهللا : " وجل فيقول

إن اهللا : " ن يقـول مثـال إذا قطـع املكلف حبرمــة شـرب اخلمـر فهـل جيـوز أ ؛ أو ال جيوز ذلـك ؟ ، أي هـل جيـوز أن يـسند هـذا " عز وجل حرم شـرب اخلمر

احلكم إىل املوىل عز وجل أو ال جيوز ؟

: ويكون البحث ضمن النقاط التالية

إسـناد احلكم املقطوع بـه أو بعدمـه إىل املوىل عـز وجــل ؛ : ميكن القول هنـا )١( .ألننـا تارة نقطع بالتكليف ، وتارة أخرى نقطع بعدم التكليف

.٨٨ ص ١ ج شرح األصول من احللقة الثانية للشيخ حممد صنقور البحراين)٢(

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 402: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٤٠٢ -

:النقطة األوىل ــإذا قطـــع ـ إن املنج ــب العملـــي اخلـــارجي ، فـ ـــان باجلانـ ـــة ترتبطـ زيــــة واملعذريـ

كلف حبكم إلزامي ثبتت املنجزية ، وإذا قطع حبكـم ترخيـصي ثبتـت املعذريـة ، املــه ، فيجــب عليــه أن ال ـوإذا قطــ ــة تتنجــز علي ــإن احلرم ــة شــيء ف ــف حبرم ع املكل

يرتكـب هـذا الــشيء مـن ناحيــة عمليـة ، وإذا قطـع بعــدم حرمـة شــيء فـإن القطــع ــب هــذا الفعــل مــ ــه أن يرتك ــه ، فيجــوز ل ــذر ل ــة ، بعــدم احلرمــة مع ــة عملي ن ناحي

فالقطـــع بالتكليــــف ينجــــز التكليــــف ، والقطــــع بعــــدم التكليــــف يعـــذر املكلـــف وال .يسـتحق العقـاب حىت لـو تبين فيما بعـد أنه حرام واقعا

.املنجزية واملعذرية هلما ارتباط بالناحية العملية : إذن :النقطة الثانية

هــو جــواز إســناد احلكــم املقطــوع بــه إىل املــوىل أي إن اجلانــب الثالــث للقطــع صحة نسبة وإضـافة احلكـم املقطـوع بـه ــــ سـواء كـان إلزاميـا أم ترخيـصيا ــــ إىل

، " إن املـوىل حـرم هـذا الـشيء ورخـص يف تـرك ذاك الـشيء : " املـوىل ، فتقـول مثـال مـن قطـع حبرمـة شـيء فإنـه ميكـن أن يـسند حرمـة هـذا الـشيء إىل املـوىل

، فينـسب ويـضيف حرمـة اخلمـر إىل " إن اهللا حرم اخلمر : " عـز وجـل ، فيقول ــاطع ــال القـ ــز وجـــل ، وإذا قـ ــذا احلكـــم إىل اهللا عـ ــل ، فينـــسب هـ ــز وجـ : اهللا عـ

، هـذا القـول يكـون قـوال بعـلم ، والقـول بعلـم جـائز ، وقـد " الشـارع حـرم اخلمـر " . بال علم أذن الشارع القول بعلم ، وحرم القول

:النقطة الثالثة : نسـأل السـؤال التـايل

هـل هـذا القطع قطـع طـريقي أو قطـع موضـوعي ؟

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 403: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٤٠٣ -

:اجلواب

، " حرمـــة الــــشيء إذا قطعـــت ــــا " يف القـــضيـة الـــسابقـة املوضـــــوع هــــو ، وميكــن أن جنعــل القــضية علــى " جيــوز أن تــسندها إىل املــوىل " واحملمــول هــو

القطع حبرمة شـيء يـؤدي إىل جـواز إسـناد هـذه احلرمـة إىل " و التايل وهو النحـ " .احلرمة املقطوع ا جيوز إسنادها إىل املوىل " أو " املوىل

ـــدأ هـــو ـــا موضـــوع وحممـــول ، املوضـــوع أو املبت القطـــع حبرمـــة " ويوجـــد هنــؤدي إىل جــواز " و ، واحملمــول أو اخلــرب هــ " احلرمــة املقطــوع ــا " أو " شــيء ي

" .جيوز إسنادها إىل املوىل " أو " إسناد هذه احلرمة إىل املوىل

القطــع بتكليــف يــؤدي إىل جــواز " وميكــن حتـــويلها إىل قــضيـة عامـــة وهــي ـــذا التكليـــف إىل املــوىل ــه جيــوز إســناده إىل " أو " إســـناد ه ـــف املقطــوع ب التكلي

ــرى هنــا أن القطــع جــ " املــوىل ــون هــذا القطــع قطعــا ، ون زء مــن املوضــوع ، فيكـــو ـــ وهـ ـــناده إىل املـــوىل ـــ ـــواز إسـ ــسـبة إىل جـ ـــم بالنـ ـــع باحلكـ ـــوعيا ، فالقطـ موضــــ قطــع موضــوعي وإن كــان القطــع بالنــسبة إىل ذات احلكــم املقطــوع بــه احملمـــول ــــة ألنــه ــر قطــع طريقــي إىل احلرم قطـــع طـــريقي ، فالقطـــع حبرمـــة شـــرب اخلم

ــسبة إىل جــواز كاشــف عــن ــة أخــرى قطــع موضــوعي بالن ــة ، وهــو مــن جه احلرم ، فــالقطع مــن جهــة قطــع طريقــي ومــن جهــة أخــرى قطــع )١(اإلســناد إىل املــوىل

.موضوعي

وأما من ظن حبكم فال جيوز له إسناد هذا احلكم إىل اهللا عز وجل إال إذا أعطـى الـشارع )١(احلجيـة هلذا الظن وقال إنه جيوز للمكلف األخذ ذا الظن ، فيكون هذا الظن ظنـا معتـربا

ن حىت لـو ميكن األخذ به واالعتماد عليه ، ولكن يف مثال القطع باحلكم ال ميكن األخذ بالظ كان معتـربا ألن القطـع ال يشمل الظن ، والظن املعترب ال يصل إىل درجة القطع ألنه يظـل

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 404: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٤٠٤ -

فعندنـا تـارة القطـع جـزء مــن املوضــوع وتــارة أخــرى ال يكــون القطــع جــزءا فـنفس التكليـف نـسنده إىل من املوضوع ، فإذا مل يكن القطـع جـزءا مـن املوضـوع

ـــال ــي مثـ ـــرام " املـــوىل ، ففـ ـــر حـ ــوىل ، " اخلمـ ــسها تـــسند إىل املـ ــة بنفـ ؛ احلرمـواحلرمــة غــري مترتبــة علــى القطــع أو علــى عــدم القطــع ، فــسواء قطعــت خبمريــة

.السائل أم مل تقطع ا فإن حرمة اخلمر مسندة إىل املوىل على أي حال

؛ " مـــن قطـــع حبكـــم فإنــه جيـــوز لـــه أن يــسنده إىل املــوىل " وأمــا يف مثـــال بعـد القطــع بـاحلكم فــإن احملمـول يترتــب وهـو جــواز اإلسـناد إىل املــوىل ، فقطعــي يولد احلكم ، وعدم قطعي ال يولـد احلكـم ، وبعـد أن تقطـع بـه ميكـن لـك إسـناده

.إىل املوىل ، فننظر هنا إىل الترتب ال إىل التنجز ــ ــة ـ وإذا نظــ ــوب أو احلرمــ ــي إىل الوجــ ــع الطريقــ ــإن القطــ ــز فــ رنا إىل التنجــ

ــد جــواز اإلســناد علــى القطــع ولــيس )١(ينجزمهــا ، ويف املقــام يوجــد ترتــب وتولكالمنا عـن التنجز أو عـدم التنجـز ألن القطـع املوضـوعي يولـد احلكـم وال يكـشف

نقــول حبجيتــه مــن حيــث عنــه ، وهنــا حنتــاج إىل دليــل كاشــف عــن اجلــواز حــىت التعـذير ، والدليــل هـو أن املـوىل عـز وجـل قـد أذن يف القـول بعلـم ، وحـرم القـول بال علـم ، وهـذا هـو الـدليل القطعـي الطريقـي علـى جـواز اإلسـناد إىل املـوىل عـز

.وجل والكاشف عن جواز اإلسناد إليه تعاىل ظنـا ولكن الشـارع مسح باألخذ بـه ، وهـذا ال حيوله إىل قطع بل يظل ظنا ولكنه ظن معتـرب

مـصاديق القطـع ، فقط إال إذا نزل الشارع الظن املعترب مرتلة القطع فيكون الظن املعترب مصداقا من .ولكنه مصداق بالتنـزيل واالعتبار

وأما القطع الطريقي إىل اجلواز فإنه ال ينجز اجلواز ألن اجلواز ليس تكليفا ، ومـا يتنجـز هـو )١(التكليف الذي ميكن للموىل أن يعاقب على تركه أو فعله ، فيشمل التنجيز الوجوب واحلرمة فقـط ،

. القطع بعدم التكليف ، فيكون معذرا وأما القطع باجلواز معناه

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 405: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٤٠٥ -

ل قطعــا موضـــوعيا وميكــن أن نقـــول بــشكل عـــام إن كــل قطـــع طريقــي يـــشك بالنــسبة إىل جــواز اإلســناد إىل املــوىل ، فــالقطع بالنــسبة إىل جــواز اإلســناد قطــع موضـوعي ال طريقي ألن جواز اإلسـناد حكـم شـرعي أخـذ يف موضـوعه القطـع مبـا

.يسند إىل الشارع عز وجل ، فالقطع هنا جزء من املوضوع

ــأيت بع ــن أن نـ ــدث ـ وميكـ ــرى تتحـ ـــارة أخـ ــل بـ ــز مثـ ــن التنجيـ ــت " عـ إذا قطعـالقطـــع بـــالتكليف يـــؤدي إىل تنجـــز " أو " بـــالتكليف فـــإن التكليـــف يتنجـــز عليـــك

، وهـــذه عبــارة أخــرى مكونــة مــن موضــوع وحممــول ، فاملوضــوع هــو " التكليـــف ــز التكليــف " ، واحملمــول هــو " القطـــع بالتكليـــف" مــن " ، فمــثال " يــؤدي إىل تنج

، والقطـع هنـا قطـع موضـوعي ألنـه " رمـة تتنجـز عليـه قطع حبرمة شيء فإن احل تتنجـز : " ؛ فـال نقـول " مـن قطـع بـاخلمر : " جزء من املوضوع ، وأما إذا قلنـا

ــيس تكليفــا ، بــل ) اخلمــر ( ألن " اخلمريــة عليــه هــي ) حرمــة شــرب اخلمــر ( ل .)١(التكليف

:واخلالصـة ـــف قطــع طريقــي إىل ال تكليــف وقطــع موضــوعي إىل حكــم أن القطـــع بالتكلي

.جواز اإلسناد إىل املوىل

ال بـد مـن االلتفـات إىل احليثيـة اليت نتكلم فيها حىت نكون دقيقني يف كالمنا ، فمـثال )١(، فقد يـأيت شـخص " يوجد على مييين باب واحد : " إذا كان كالمنا عن اجلهة اليمىن وقلت

إننا نتحدث عن اجلـانب األمين : " ول له ، فنق " ولكن توجد يف الغرفة ثالثة أبواب : " ويقول ، لذلك ال بد من االنتبــاه إىل حيثيـة " مـن الغرفة فقط وال نتحدث عن كل األبواب فيها

الكالم وكيفية النظر إىل األشياء حىت تكون عندنا دقة يف النظر حني الدخـول يف نقاش جانـب يتكلم من حيثية معينة ، واملنـاقش واحد من جوانب أي موضوع من املواضيع ، ال أن املتحدث

.يتحدث من حيثية أخرى

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 406: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٤٠٦ -

ـــال اخلمـــر حـــرام ، القطـــع حبرمــة اخلمــر قطــع طريقــي بالنــسبة إىل : مثـــا ، وهـــذا ـــه تأثـــري يف وجـــودها واقع ـــس ل حـرمـــة اخلـمـــر ألنـــه كاشـــف عـــنها ولي

.القطـع ال يولد احلكم وإمنا يكشف عنه فقط هــل جيــوز أن نـسند هـذا احلكـم املقطـوع بـه إىل :طــروح هــو والسـؤال امل املوىل عز وجل ؟

:اجلواب ــ ــك ، فنقــول ـ نع ــه جيــوز إســناده إىل : " م ، جيــوز ذل ــذي قطعــت ب احلكــم الــه ، فــصار " املــوىل ـــم املقطـــوع بــه أخــذناه موضــوعا ومحلنــا اجلــواز علي ، فاحلك

ــواز اإل ــوعا جلـ ــا احلكـــم املقطـــوع بـــه موضـ ســـناد إىل املـــوىل ، وصـــار القطـــع قطعـ .موضوعيا بعد أن كان بنفسه قطعا طريقيا إىل احلكم

:النتيجـة كـل قطــع طــريقي يــشـكل قطعــا موضــوعيا بالنــسبـة إىل جــواز إسـناد احلكــم

.إىل املوىل عز وجل

نــا أن يبــين أنـه يوجــد مــسلكان خمتلفــان ، يريـد الــسيد الــشهيد قـدس ســره ه

مــسلك يــسمى مبــسلك قــبح العقــاب بــال بيــان ، والبيــان يقــصد بــه العلــم والقطــع ـــن األصـــوليني رضــوان اهللا علــيهم ، واملــسلك ــيقني ، وهـــو مــسـلك املــشـهور م والاآلخـر يسمى مبسلك حق الطاعة وهو نظرية الـسيد الـشهيد قـدس سـره ، وهنـاك

ة ومنهجيــة للفــرق بينــهما ، ويترتــب علــى ذلــك اخــتالف النتــائج يف جوانـــب نظريــ .كثري من املسائل املتفرعة

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 407: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٤٠٧ -

:املقارنة بني املسلكني :ـــ بناء على مسلك حق الطاعة ١

حـــق الطاعـــة للمــوىل يــشـمل كــل مـــا ينكــشـف مـــن تكاليفـــه ولـــو انكـــشـافا ــي ، وموضــوع ــق الطاعــة هــو حكــم عقل ــا ، وح ــاليف احتمالي ــق الطاعــة هــو التك ح

ــا ــون ـ ــا واملظنـ ــوع ـ ــاليف املقطـ ــامال للتكـ ــة شـ ـــق الطاعـ ــون حـ ــشفـة ، فيكـ املنكـــد ــزا للتكليــف ، وعن ــون منج ـــة ، فكــل مـــن القطـــع والظـــن واالحـــتمال يك واحملتملالسـيد الشـهيد قدس سره املنجزيــة ليـست خمتـصة بـالقطع مبـا هـو قطـع بـل مبـا

ة الزم ذايت لكـل انكـشاف ، وهـي ثابتـة ملطلـق االنكـشاف ، هو انكشاف ، واملنجزي ــط ألن املنجزيــة مــن شــؤون املولويــة وحــق الطاعــة وليــست الزمــا ذاتيــا للقطــع فقــع ــشـاف ترتفـ ـــع االنكـ ـــع ، وإذا ارتفـ ـــواص القطـ ـــؤون وخـ ـــن شـ ــسـت مـ للمـــوىل وليـ

ب قـبح العقـا " املنجزيـة ، وميكن أن نسـمي مسلك الـسيد الـشهيد قـدس سـره بــ ." بال انكشاف

وانكــشاف أمــر املــوىل قــد يكــون بدرجــة القطــع أو بدرجــة الظــن أو بدرجــة ال ، ولكــن القطـــع كاشـــف تــام ، والظــن واالحتمــال كاشــفان ناقــصان ، ـاالحـتمـــــوالعقــ ــز يكــون أقــوى وتكــون املخالفــة أقــبح ويكــون العقــاب أشــد ـل يق ول إن التنج

ال ـــتم : " وال ميكـــن أن يقـــول الـــشارع حينمـــا تكـــون درجـــة االنكـــشاف أكـــرب ،، فــالتكليف املقطــوع بــه لــيس مقيــدا ومــشروطا ومعلقــا علــى عــدم ورود " بــالقطع ص مـــن الــشـارع بعـــدم األخـــذ بالقطـــع ، نعــم التكليــف املظنــون واحملتمــل ـالترخـيــ

ــال ــالظن واالحتم ـــدم األخـــذ ب ــشـارع بع ـــص مـــن ال ــق عـــلى عـــدم ورود الترخي معلوبعــدم االحتيــاط وبعـــدم الــتحفظ ، فـــإذا ورد التــرخيص فـــإن التكليــف املظنـــون واحملتمـل لـيس منجــزا ، فيـأيت دليــل آخـر مــن الـشارع ويــرخص يف حالـة التكليــف

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 408: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٤٠٨ -

املظـنــــون واملـحتمــــل ، وأمــــا يف حـالــــة القطــــع فــــال ميكــــن ورود الترخيــــص مــــن .الشـارع

:بيان ـــ بناء على مسلك قبح العقاب بال ٢ القطــع فقــط يكـون منجـــزا للتكليــف ، فاملنجزيــة عــندهم الزم ذايت للقطـــع مبــا هــو قطــع ومــن شــؤون وخــواص القطــع كمــا أن الزوجيــة الزمــة لألربعــة ، فكــل تكليــف مل ينكـشـف بالقطــع والـيقني فهــو غــري منجـز وال يـصح العقـاب عليـه مــن

جزيـة الزم ذايت للقـطــع فمعــىن ذلــك أنــه إذا وجــد قبـل املوىل ، ومـا دام أن املن القطـع وجـدت املنجزية ، وإذا انتفى القطـع انتفـت املنجزيـة ، وهـذا نظـري مـا إذا

.انتفت األربعة فإن الزوجية تنتفي واملنجزيــة معناهــا أن املــوىل لــه احلــق يف أن حيــتج علــى العبــد ويعاقبــه علــى

ــك أن املــوىل ال خمالفــة التكليــف املقطــوع بــ ــىن ذل ه ، وإذا مل توجــد منجزيــة فمعــإذا ظــن ــه ، ف ــذي مل يقطــع ب ــى خمالفــة التكليــف ال ــب العبــد عل يــستطيع أن يعاقبالتكليـــف أو احتملـــه فـــإن املــوىل ال يعاقبـــه علـــى عــدم العمـــل بظنـــه أو احتمالـــه

لعقـاب للتكليـف ألن التكليـف غــري منجــز عــلى املكلــف ، ومعــىن ذلـك أنـه يقـبح ا ـــن املــوىل يف مـــوارد عـــدم القطــع بــالتكليف أي يف مــوارد الظــن واالحتمــال إذا مخـالف املكلــف ظنــه أو احتمالــه ، فيكــون القطــع حجــة أي منجــزا للتكليــف ، ولكــن

.الظن واالحتمال ليسا حبجة أي ال ينجزان التكليف قطــع وعلــم أي بـال " قـبح العقــاب بـال بيــان " وأطلقــوا علــى هـذه القاعــدة

ويقني ، فإذا قطـع املكلـف بالتكليــف وخالفـه فإنـه حيـسن مـن املـوىل العقـاب ألنـه ـــه يقــبح مــن ـــه فإن ـــه وخالف ـــف أو احتمل ـــف بالتكلي ـــف ، وإذا ظـــن املكل بــين التكلي

.املوىل العقاب ألنه مل يبين التكليف

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 409: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٤٠٩ -

:موارد االتفاق بني املسلكني :ق عليهما بني املسلكني ومها نعم يوجد موردان متف

:مورد القطع بالتكليف : املورد األول . فإنه حيق للموىل عقاب املكلف إذا خالف قطعه بالتكليف

:مورد القطع بعدم التكليف : املورد الثاين فإذا قطع املكلف بعدم التكليـف يف مـورد ومل يعمـل ـذا التكليـف وتبـين يـوم

د تكليـف يف الواقـع فإنـه يكـون معـذورا ويقـبح مـن املـوىل معاقبتـه القيامة أنـه يوجـ .على خمالفته للتكليف املوجود يف الواقع ألنه كان قاطعا بعدم التكليف

:موارد االختالف بني املسلكني ــ ــان ، ـ وأم ــإن املــسلكني خيتلف ــالتكليف واحتمــال التكليــف ف ا يف مــوارد الظــن ب

بـال بيـان يقـبح العقـاب مـن املـوىل عنـدما خيـالف فبناء على مـسلك قـبح العقـاب ــث إن املكلــف التكــاليف املظنونــة واحملتملــة ألنــه ال يوجــد بيــان يف هــذه املــوارد حيالبيــان يــشمل القطــع فقــط وال يــشمل الظــن واالحتمــال ، وبنــاء علــى مــسلك حــق

نـة الطاعة فإنه ال يقـبح العقـاب مـن املـوىل عنـدما خيـالف املكلـف التكـاليف املظنو ــشاف ، ــو االنكـ ــان هـ ــث إن البيـ ــوارد حيـ ــذه املـ ــان يف هـ ــد بيـ ــه يوجـ ــة ألنـ واحملتملـ

.واالنكشاف يشمل القطع والظن واالحتمال ــع بعـــدم : إذن ــوارد القطـ ــالتكليف ومـ ــع بـ ــوارد القطـ ــان يف مـ ــسلكان يتفقـ املـ

ــبح العقــاب مــن املــوىل إذا خــالف ــالتكليف ال يق ـــوارد القطــع ب ــي م ـــف ، فف التكليــ ــاب مــن املــوىل إذا املكل ــدم التكليــف يقــبح العق ـــوارد القطـــع بع ـــه ، ويف م ـف قطعــا يف ـخ ــا للواقــع ، وأم ــبني أن قطعــه كــان خمالف ــواقعي وت ـــف التكليــف ال ـــف املكل ال

.موارد ظن التكليف واحتمال التكليف فإن املسلكني خيتلفان

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 410: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٤١٠ -

:الفرق بني منجزية القطع ومنجزية الظن واالحتمال ــي حالــة يوجـــد ــال ، فف ــة الظــن واالحتم ـــة القطـــع ومنجزي ـــرق بــني منجزي ف

القطــــع تكـــون املنجزيـــة مؤكـــدة وغـــري معلقـــة علـــى شـــيء وغـــري مقيـــدة بـــشيء ، فمنجزيــة القطـــع غــري قابلــة للرفــع ، وقلنــا ســابقا إن العلــم التفــصيلي غــري معلــق

ــاالت ا ــا يف حـ ــق ، وأمـ ــايل معلـ ــم اإلمجـ ــال علـــى شـــيء ، ولكـــن العلـ لظـــن واالحتمـفاملنجزيـــة معلقـــة علـــى عــدم ورود تـــرخيص مـــن املــوىل بعـــدم االحتيـــاط وعـــدم التحفظ ، فمنجزية الظن واالحتمال قابلـة للرفـع حـني ورود التـرخيص مـن املـوىل

.بعدم التحفظ :رد السيد الشهيد على مسلك قبح العقاب بال بيان

مـسلك قـبح العقـاب بـال بيـان أن رد السـيد الـشـهيد قـدس سـره سـابقا علـى فيــه حتديــدا ملولويـــة املــوىل وتـــضييقا لــدائرة حـــق الطاعــة للمـــوىل حينمــا تكـــون املنجزيـة ثابتة للقطع فقط ، فحق املـوىل أمشـل مـن ذلـك ألن دائـرة حـق الطاعـة للموىل أوسع من دائـرة التكـاليف املقطوعـة ، فتـشمل التكـاليف املظنونـة واحملتملـة

مــا يدركــه العقــل ، ففــي الظــن واالحتمــال يقــول العقــل باالحتيــاط ، أيــضا ، وهــذا ولقــد نــاقش الــسيد الــشهيد قــدس ســره قــضيتني يف حبــث حجيــة القطــع ، وكانــت ــاش الـــسيد القـــضية األوىل أن املنجزيـــة الزم ذايت للقطـــع ، ويرجـــى مراجعـــة نقـ

.الشهيد قدس سره للقضية األوىل يف ذلك البحث :دليل املسلكني

دليـل املـسلكني هـو العقــل العملـي ، ويوجـد اخــتالف بـني املـسلكني ، فاملــشهور ومن األصـوليني رضــوان اهللا عــليهم وحفــظ اهللا البـاقني يقــولون بـأن العقــل يقـول إن املوىل يريد أن تكون املنجزيـة ثابتـة للقطـع فقـط ، فـاملوىل يريـد منـا التكـاليف

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 411: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٤١١ -

ــا ــد منــا التك ـــة فقـــط ، وال يري ــة ، والــسيد الــشهيد املقطوع ليف املظنونــة واحملتملقدس سره يقـول بأن العقـل يقول إن املـوىل لـه حـق الطاعـة علـى عبـاده ، فـال بـد أن نــرى مــا هــي حــدود دائــرة حــق الطاعــة الــيت يقــول العقــل فيهــا بوجــوب طاعــة املوىل ، والعقل يقول بأن املـوىل يريـد منـا التكـاليف املقطوعـة واملظنونـة واحملتملـة ألن املـوىل عــز وجــل هــو مالــك كــل الوجــود ووجــوب طاعتــه ثابتــة لــه مطلقــا إال يف مـــوارد القطـــع بعـــدم التكليـــف ، والعقـــل عـــلى مــسـلك الــسيد الــشهيد قــدس ســره يقـــول باالحتيــاط حــىت يف مــوارد احتمــال التكليــف ، وعلــى مــسلك قــبح العقــاب

واحملتملــة وأن االحتيــاط غــري يقولــون إن املــوىل ال يريــد منــا التكــاليف املظنونــة مطلـــوب مــــن املكلـــف فيهمـــا بــــل هـــو بـــريء منهــــما ، واملطلـــوب منـــه التكـــاليف

.املقطوعة فقط ، وهذا هو ما يقول به العقل العملي على كال املسلكني إن الدليـل األول ملسـلك قبح العقـاب هـو العقـل العملـي ، والـدليل الثـاين هلـم

عرف يقــول بــأن املــوىل العــريف ال ميكــن أن يعاقــب العبــد علــى هــو العــرف ، فــال التكاليف احملتملة ، فهـذا العبـد يقـول مـثال احتملـت أنـك تريـد مـين شـراء اخلبـز ولكين مل أذهب لـشرائه ، فـاملوىل العـريف ال يعاقـب العبـد علـى عـدم القيـام ـذا

االحتمـال مطلـوب االحـتمال إال إذا كانـت هناك قرينة خاصة قائمـة علـى أن هـذا ــى التكليــف احملتمــل ألن ــب املــوىل العبــد عل مــن العبــد ، والعــرف ال يقبــل أن يعاقاالحتمــاالت ال تنتــهي ، فيكــون كــل احتمــال مطلوبــا مــن العبــد حــىت لــو كــان عنــده

.مليون احتمال ، وال ميكن أن نطالبه باالحتمال ألن كل احتمال منجز للتكليف :ك قبح العقاب بال بيان رد السيد الشهيد على مسل

يرد الـسيد الـشهيد قـدس سـره علـيهم بـأن كالمهـم عـن املـوىل العـريف وحنـن كالمـنا عــن املـوىل احلقيــقي عـز وجـل الـذي هــو مالـك كـل شـيء ولـه يـسجد كـل

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 412: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٤١٢ -

شــيء ، واإلنــسان عبــد حقيقــي لــه عــز وجــل ال عبــد اعتبــاري ، والعبوديــة عبوديــة ، إن املـوىل احلقيقـي ختتلـف كيفيـة التعامـل معـه عـن تكوينيـة حقيقيـة ال اعتباريـة

املوىل العـريف ، فهـم يقيـسون املـوىل احلقيقـي علـى املـوىل العـريف ، وهـذا ال ميكـن ألنـه قيـاس مـع الفـارق ، فاملوىل احلقيــقي غــري املـوىل العــريف ، نعـم العقـل يقـول

اليف املقطوعــة فقــط ، إنــه يف التعامــل مــع املــوىل العــريف املطلــوب مــن العبــد التكــ ولكن العقل يقول إنه يف التعامـل مـع املـوىل احلقيقـي املطلـوب مـن العبـد التكـاليف ــت ــو كان ــال أوامــر املــوىل حــىت ل ـــه جيــب امتث ـــة ألن ـــونة واحملتمل املقطـــوعة واملظنأوامـــره حمتملــــة ، فــإذا احــــتمل العبــــد تكليـــفا معينـــا فـــإن اهللا عــز وجـــل يعلـــم

فرييـد مـن العبـد هـذا االحتمـال ويرضـى أن يعمـل العبـد بـه ، واملطلـوب باحتمالـه مــن العبــد أن يعمــل باالحتيــاط الــذي يقــول بــه العقــل إال إذا أتــى الــشارع وقــال ال

.تعمل باالحتياط يف هذا املورد وخذ بالرباءة الشرعية :االختالف بني املسلكني يف الناحية النظرية واالتفاق يف الناحية العملية

ــى ــاء عل ــه بن ــهجان متغــايران ألن ــا من ــة هلم ــة النظري إن املــسلكني مــن الناحيمــسلك قــبح العقــاب يف حــاالت الظــن واالحتمــال توجــد بــراءة عقليــة ، وبنــاء علــى

.مسلك حق الطاعة يوجد االحتياط العقلي يف حاالت الظن واالحتمال نتيجتـــهما مـــن الناحيـــة ولكـــن املـــسـلكني متفقــــان مــــن الناحيــــة العمليـــة ألن

ــأيت العمليـــة واحـــدة ، فبنـــاء عـــلى مــسلك قــبح العقــاب توجــد الــرباءة العقليــة وياملوىل بالرباءة الـشرعية ويؤيـد حكـم العقـل ، وأمـا بنـاء علـى مـسلك حـق الطاعـة

.فتأيت الرباءة الشرعية وترفع االحتياط العقلي ــشر ــالرباءة ال ــول ب ــشهيد قــدس ســره يق ــسيد ال ــاط وال ــع االحتي عية الــيت ترف

ــد حكــم ــشرعية لتأيي ــرباءة ال ــة وتــأيت ال ــالرباءة العقلي ـــلي ، واملــشـهور يقــول ب العق

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 413: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٤١٣ -

العقل ، فكال املسلكني يعتمد على رواية اإلمام الـصـادق عــليه الـسـالم الـيت يقـول .)١( . . . "كل شيء هو لك حالل حىت تعلم أنه حرام بعينه فتدعه " : فيها

النتيجة العملية النهائيـة بـني املـسلكني واحـدة ، ولكـن الطريـق واملنـهج : إذن .النظري بينهما خمتلف

:النتيجــة ــق الطاعــة للمــوىل كــل تكليــف ١ ــق الطاعــة يــشمل ح ــى مــسلك ح ـــ بنــاء عل ــ

ــان يــشمل حــق ــى مــسلك قــبح العقــاب بــال بي ــاء عل ــو باالحتمــال ، وبن منكــشف ول .قطوع به فقط الطاعة للموىل كل تكليف م

ـــ بناء على مسلك حق الطاعـة تكـون املنجزيـة ثابتـة لكـل انكـشاف ، فتكـون ٢ ثابتــة للقطــع والظــن واالحتمــال ، وبنــاء علــى مــسلك قــبح العقــاب بــال بيــان تكــون

.املنجزية ثابتة للقطع فقط ـــ كان رد السـيد الشهيد قدس سره على مسلك قبح العقاب بأن هذا القول ٣

.فيه حتديد ملولوية املوىل وحلق الطاعة له

.١٢ ح ٢٧٣ ص ٢ حبار األنوار ج )١(

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 414: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٤١٤ -

مت حبول اهللا تعاىل وقوته الفراغ

من اجلزء األول من توضيح احللقة الثانية–دروس يف أصول الفقه

م٢٠٠٣ / ٣ / ٣ هـ املوافق ١٤٢٣ ذو احلجة ٣٠يوم األربعاء ويليه

اجلزء الثاين إن شاء اهللا تعاىل

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 415: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٤١٥ -

٣ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . مقدمـة

٧ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ات الثـالثخالصة مقدمـة احللقـ ١٢ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . تـمــهـيـد

٢٧ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . تعـريف عـلم األصـول ٦٥ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . صـولموضوع علم األ

٨٨ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . فائدة علم األصول ١٢٧ . . . . . . . . . . . . . . ) من املعامل اجلـديدة ( مصادر اإلهلام للفكـر األصـويل

١٣٣) . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . من احللقة األوىل ( ة االستنباطجواز عملي ١٥٦) . . . . . . . . . . من املعامل اجلديدة ( الوسائل الرئيسية لإلثبات يف علم األصول

١٦٨ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . احلكـم الشـرعي وتقسـيمه ١٨٥. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ادئ احلكم التكليفي وحقيقته مب

٢٠٢. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . التضاد بني األحكام التكليفية ٢١٥. . . . . . . . . . . . . . . . . . . مشول احلكم الشرعي جلميع وقائع احلياة

٢١٧. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . احلكم الواقـعي واحلكـم الظاهـري ٢٢٨. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . األمـارات واألصـول العمـليـة

٢٤٧. . . . . . . . . . . . . . . . . . . اجـتماع احلكـم الواقـعي واحلكـم الظاهـري ٢٤٩. . . . . . . . . . . . . . . . . القضية احلقيقيـة والقضيـة اخلارجيـة لألحكام

٢٥٧ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . )تنـويع البحـث ( حبـوث علـم األصـول ٢٨٤. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . حجية القطـع

٣٣١. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . معذريـة القطع

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 416: توضيح الحلقة الثانية ج1 - alashkanani.comalashkanani.com/feqh/feqh-books/load/halaqa2-p1.pdf · - ٢ - ﱃﻭﻷﺍ ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ﻡ ٢٠٠٤ ـــ ـﻫ١٤٢٥

- ٤١٦ -

٣٣٨. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . التجـري ٣٤٤. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . الـعـلـم اإلمجـايل

٣٦٠. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . القطـع الطـريقي والقـطـع املوضـوعي ٣٩٩. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . جـواز اإلسـنـاد إىل املوىل

٤٠٤. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . تلخيص ومقارنة بني املسلكني

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com