قراءة في القرآن الكريم

670
1 68Ll//

description

شرح و تفسير لآيات القرآن الكريم

Transcript of قراءة في القرآن الكريم

  • 1

    68Ll//

  • 2

  • 3

    (((=== تقديم===)))

    ك المهيمن الرحيم . الحمد هلل ال لغيره فغيره ال المل الرحمن السالم المؤمن، هلل رب العالمين خالق الخلق أجمعين الحمدس و . الحمد هلل الذي دل على نفسه بكل مظهر من مظاهر الحواو الشكر هلل ال لغيره فغيره ال شكر له ، حمد له

    ال ما ال مجال لفوضى أو صدفة فيه و المحسوسات المحيطة باإلنسان إذ تبين أن نظاما فريدا ذكيا دقيقا ناظما و منظ خاضع له داخل فيهاإلنسان .. نظام ال دخل و ال يد لإلنسان فيه بل هو خلل أو عطل أو شذوذ أو نقص يعتريه لوجود

    من أصغر خلية فيه و انتهاء بأكبر نجم و ا .. أراد ذلك أم لم يرد .. بدءا االثنين معره أم أم ك متمازج فيه سواء عن رضى. نظام تسير فيه كل الكائنات و المخلوقات ضمن قوانين خاصة بها ال تحيد عنها مجرة على مبعدة تقاس بسنوات الضوء .

    و إلى أن تقوم الساعة ، إال كائنين أ ريد لهما و ال تشذ أو تبتدع من لدنها شيئا مذ وجدت في هذا الكون و هذه األرض الرحمة من اهلل الخالق لهما بطريق العبادة .. بسم اهلل الرحمن الرحيم } و ما خلقت الجن و اإلنس إال ليعبدون { و أراد

    .منهما العصيان و الشذوذ الكثير

    و منها اإلنسان آخر المخلوقات الحية في األرض و ت خلق الكون و الكائنا، الخالق البارئ المصو ر سبحانه و تعالى اهلل و شرعة منك م لناجع ل ك ل }، بسم اهلل الرحمن الرحيم وضع لكل منها قانونا و نظاما تسير عليه و بموجبه ال تحيد عنه

    و} .. { تسبيحه و التهص ع ل م قد كل صاف ات والطير األرض و السماوات في من له يس ب ح اهلل أن تر ألم} .. { منهاجا الكائن المخلوق العاقل دونا عن اإلنسان اهلل رب العالمين اختص قد و . { قانتون له كل األرض و السماوات في من له

    ل في الكتب السماوية التي أنزلها على من أراد و ث م ت ب استخدام ) إن صحت التسمية ( تي بك ، غيره من خالئق األرض ال يضل اإلنسان هذا الكائن كي، ي نة شر كرسل يؤدون و يوصلون الرسالة و التعليمات الواضحة المبي نة و المباختار من الب

    مل ب الذي ق ب ي بك تيمكن مقارنتها بكل بساطة ثقيال .. القضية ل و اختار حمل األمانة الربانية على عاتقه فكان الح تشرح فيه كيفية ، لمنتجة ألداة ما .. منزلية كانت أم كهربائية أم ميكانيكية تضعه الشركات ااالستخدام و االستعمال الذي

    هو سوء استخدام له ينذر بعواقب غير ، الذي و خالفا له استخدامها و طرق التعامل معها بالشكل األمثل المطلوب التي ال بد منها حال لي المعق د بخرائط تصميم المنتج الكهربائي االلكتروني اآل. هو بكل بساطة يمكن مقارنته محمودة .

    وقوع عطل أو خلل فيها أو فساد اعترى بعض جوانبها و مكوناتها كي ي صار إلى إصالحها .. و بكل بساطة أيضا مقارنة

  • 4

    التي ال بد منها لمعرفة األرض و الطبيعة الجغرافية و مسالكها . الجيولوجيابخرائط الطبوغرافيا و

    و أوضحت بجالء و بما ال يدع مجاال لشك أو تأويل ، عن ذلك صراحة و صرحتة المنزلة لقد عب رت الكتب السماويكي يستخدم لو الزلل و االنحراف و الفساد و الضالل متهم من ص و ع أنها جاءت لهداية البشر و صيانتهم روحيا و ماديا

    جلها و تم تصميمه جسديا و عقليا و فكريا أل في صالح األعمال و خير الفعال التي خ ل ق اإلنسان نفسه و يسخ رها جاعل إني للمالئكة ربك قال إذ و.. بسم اهلل الرحمن الرحيم } للمهمة المنوطة به كخليفة اهلل سبحانه و تعالى في أرضه

    .. و بما أن كل كائن حي و مخلوق غير اإلنسان ينفذ ما { األرض في خالئف جعلكم الذي هو{ } خليفة األرض في طبقا للبرمجة العقلية و الغريزية الموضوعة فيه و التي هي ك ت ي ب داخلي سجودا من غير انحراف ، أوكل إليه و ما نيط به

    يشهد بذلك الواقع العياني الذي ال يقبل دحض ، من تصرفات الحيوانات و حيوات النباتات الثابتة عبر تاريخها خاص فيه و حامل األمانة و العقل و حرية .. فإن اإلنسان باعتباره الكائن األرضي األرقى الطويل مذ نشأتها و وجود كل منها ع له الكتاب الخارجي العتماده كأداة إصالح حين الخلل و خارطة طريق حين ضالل الطريق . التصرف ، و ض

    و إعادتهم إلى الفطرة ر لهداية البشو أنزل إليهم الكتب السماوية الرسل ، أرسل اهلل رب العالمين و خالق كل شيء على معصية بناء ، علم المسبق بفساد و ضالل بني آدم القادم للذلك .. { عليها الناس فطر التي اهلل فطرة} السليمة

    هم ال و عليهم خوف فال هداي تبع فمن هدى مني كم يأتين فإما جميعا منها اهبطوا هم آدم في الجنة فأنبأ قائال } أبيد مذ ذاك قب من هلل العظيم و صدق ا{ يحزنون تان ستبقيان إلى } يوم يبعثون { .. قب قبة إيمان تقابلها قبة كفر تين حيث و ج

    التي قبلها } الرحمن { . النظرة هفي السجود آلدم و طلب{ الرحمن إبليس ل } قانون إلهي رباني اقتضته قضية عصيان

    إلى البشرية ميل النبي األالرسو محمد علىأنزلها اهلل سبحانه و تعالى القرآن الكريم المجيد آخر الكتب السماوية التي للناس هدى قبل من{ } الفرقان و الهدى من بينات و للناس هدى القرآن فيه ل نز أ .. بسم اهلل الرحمن الرحيم } جمعاء

    و هو العهد { ونذيرا بشيرا للناس فةكا إال أرسلناك وما} { للمتقين موعظة و هدى و للناس بيان هذا{ } الفرقان أنزل و قدو النور المرشد و الحق الهادي المبين .. بسم اهلل الرحمن الرحيم } و اآلية الكبرى الواضحة األخير بين اهلل و البشر

    ص فيه وضع اهلل سبحانه و تعالى كل من يخت{ مبين قرآن و الكتاب آيات تلك الر{ } مبين كتاب و نور اهلل من جاءكم البشر بعالقتهم معه و صالحهم في دينهم و دنياهم و مجتمعاتهم و وقوفهم على ما هو خير لهم ماديا و معنويا في

    .. و القرآن الكريم قام متنه على أسس أو أقسام أو وجوه عدة تضمنت األحكام الدينية و تهم اإلنسانية جمعاء اعالق على وجود اهلل الواحد األحد الحي القيوم الخالق ، العلمية العقلية المنطقية و البراهين اآلداب العامة و القصص التاريخية

    إلى أمور و قضايا الحالل و الحرام بالنسبة لإلنسان يضاف إليه معشر الجن في بعض باإلضافة ، الوكيل على كل مخلوقاته

  • 5

    .مواضع القرآن الكريم

    منطوق القرآني أمر و فرض و واجب أمرنا اهلل سبحانه و تعالى بها و هي بالهذه قراءة لما تيسر لنا من آي الذكر الحكيم و هي فرض عين ال كفاية ألن القرآن { منه تيسر ما فاقرءوا{ } القرآن من تيسر ما فاقرءوا.. بسم اهلل الرحمن الرحيم }

    ة له و الداللة و اليقين الكريم هو صلة الوصل بين اهلل عز و جل و بين عبده قبل عباده ألن مفردة العبد هي العصمبينما مجموع العباد ربما تستوجب . فهي خلوة بينه و بين ربه يهديه فيها إلى صراط الحق الصراط المستقيم ، اإليماني

    حزاب و الفرق و فيكون ذلك أداة سلسة طيعة لأل، االنقياد لمن يقود زمام التفسير و التأويل و الفتيا بموجب القرآن ذلك بموجب الشرط و ليس الكالم نهي عنه لكن فيه ما فيه فاهلل رب العالمين كفيل بهداية عبده الذي التفرق .. و ليس وبسم اهلل الرحمن الرحيم } يقول المولى عز و جل بسليم القلب و صالح العمل و حسن النية .. جاهد إليه السبيل

    { . سبلنا لنهدينهم فينا جاهدوا الذين

    بنوده و أسسه الفكرية التي آلياته و و إنما هي قراءة و دراسة ، لقرآن الكريم كبقية التفاسير ل هذه القراءة ليست تفسير. و تبدأ من أول القرآن الكريم إلى آخره معتمدة سوره الكريمة حسب روح القرآن الكريم .. ه و التي هي روحه احوتها دفتلة أو طائفة و هذا من روح القرآن الكريم نفسه ، و هي و هي قراءة متجردة خالية من أي تعصب لمذهب أو م. النزول

    القرآن الكريم الذي هو كالم اهلل عز و جل أو منه أو باسمه ، ثابت أبدي صالح لكل زمان و أيضا قراءة معاصرة باعتبار الحرفي و البالغي . عصر و هذا ما أثبتته الوقائع التاريخية و أحداث السنين حتى اآلن و أثبته إعجازه العلمي و الرقمي و

    لقد تم توخي البساطة و السالسة و عدم التعقيد في هذه القراءة و اعتماد وجه تفسير القرآن بالقرآن كأحد ركائزها حتى في مقدمتنا هذه سنعتمد البساطة و قصر الكالم و عدم اإلطالة ، فخير الكالم ما قد و دل ، هذا األساس في ذلك .

    يقع كمخطوط ذو ، إذالقرآن الكريم المجيد كالم اهلل العلي القدير خالق الخلق أجمعين نهج أيضا من سمات و روح و و حسبنا في ذلك ما أراد اهلل سبحانه . صفحة حسب الموجود اآلن بين أيدي الناس في بقاع العالم كله ستمئةن في ادفت

    موعظة الحسنة فهو كما وصفه اهلل سبحانه و تعالى بساطة الموضوع و ضخامة العبرة و الحكمة و الو تعالى من إشارة إلى حكيم لدن من القرآن لتلقى وإنك{ } خبير حكيم لدن من ت ل ص ف ثم آياته مت حك أ كتاب.. بسم اهلل الرحمن الرحيم }

    ها و و الحكمة في حد ذاتها و لب معنا{ حميد حكيم من تنزيل خلفه من وال يديه بين من الباطل يأتيه ال} { عليم.. القليل في ما ق ل و د ل .. و خير ما نطلق عليه في هذه المناسبة كوصف للقرآن الكريم هو .. القليل الدليل صفاها هي الدال داللة كاملة على الكون و خالقه و مخلوقاته .و صفحاته قياسا لغيره من كتب وضعية دنيوية ، وريقاته و

    قرآنا أنزلناه إنا قرآنا و كتابا عربيا بأساسه ال بنقله و ترجمته ... بسم اهلل الرحمن الرحيم } و بما أن القرآن الكريم قد أ نز ل

  • 6

    اللغة العربية نفسها .. اصطالحا و مفردات .. و يهمنا أن نشير للقارئ أن ستكون من منطلق { فإن قراءتنا له عربيا . أما محتويات العالمة القوسية التالية سات من القرآن الكريم نفسه .هي اقتبا.. { ..محتويات العالمة القوسية التالية } .

    . أما النقاط الثالث التالية ) ... ( فهي فاصل بين كالم المتكل م في عارض برأي لنا في قراءة ما .ي داللة على ه.( ف..)..في متن اإلمالئية أو النحوية ربما ، . و إذا صود ف وقوع بعض األخطاء المطبعية أوالقرآن الكريم و بين الشرح العام .

    . فالكمال هلل سبحانه و تعالى وحده ال لغيره ، حتى و إن لم نأل جهدا في ذلك القراءة ،

    إنه خير معين .. ن عم الهادي نسأل اهلل سبحانه و تعالى التوفيق و السداد و الرحمة في هذه القراءة لكتابه الكريم المجيد و أنت ربنا ال تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا و اغفر لنا و ارحمنا ، غفرانك ربنا و إليك المصير ، عم الوكيل و ن عم المولى و ن .أرحم الراحمين

    العبد الفقير لرحمته تعالى .. نزار يوسف .

    91/6/0202

  • 7

    حسب النزول سور القرآن الكريم

    ) اضغط على السورة لالنتقال إليها (

    العاديات العصر الشرح الضحى الفجر الليل األعلى التكوير المسد الفاتحة المدثر المزمل القلم العلق

    قريش التين البروج لشمسا القدر عبس النجم اإلخالص الناس الفلق الفيل الكافرون الماعون التكاثر الكوثر

    طه مريم فاطر الفرقان يس الجن األعراف ص القمر الطارق البلد ق المرسالت الهمزة القيامة القارعة

    غافر الزمر سبأ لقمان الصافات األنعام الحجر يوسف هود نسيو اإلسراء القصص النمل الشعراء الواقعة

    المؤمنون األنبياء إبراهيم نوح النحل الكهف الغاشية الذاريات األحقاف الجاثية الدخان الزخرف الشورى فصلت

    األنفال البقرة المطففين العنكبوت الروم االنشقاق االنفطار النازعات النبأ المعارج الحاقة الملك الطور السجدة

    النور الحشر البينة الطالق اإلنسان الرحمن الرعد محمد الحديد الزلزلة النساء الممتحنة األحزاب عمران آل

    النصر التوبة المائدة الفتح الجمعة الصف التغابن التحريم الحجرات المجادلة المنافقون الحج

    سورة العلق يم ب س م الل ه الر ح م ن الر ح

    .. يقال عند النطق حبكم حمكمة العمل مبوجب أو بواسطة أو بتفويض من شخص أو جهة أو كيان أو أمر ما ، و يعين ذلك بإسمأي : ( بسم) أو القيام بشيء مبوجب شيء فعل شيءللقانون ( أو ) بسم الدستور ( . هو إشارة تفويض و ختويل أو هيئة تشريعية ) باسم الشعب ( أو ) بسم ا

    بسم اهلل الرمحن الرحيم ( ) .. و البسملة أي عبارة ن يقول شخص ما أو جهة معينة : مبوجب الصالحيات املمنوحة يل أفعل كذا و كذا آخر كأ و استفتحت كل سوره عدا ) براءة ( و تبعا لذلك فهي جاءت واصفة و معللة و مبي نة ملصدر ، عداه و مل ترتبط مبا ن الكرمي حصرا بالقرآارتبطت

    و بإذنه .. و يف وجه آخر من اهلل سبحانه و تعاىل .. و هو أيضا يف وجه منها مبوافقته و تفويضه ، فهو إذن مبوجبها هذا الكتاب ) القرآن الكرمي ( نزوله بواسطة جربيل ، ح ذلك ، يرج مسح بوقت ما و ظرف ما ) الرسالة احملمدية ( بكتابته و تنزيله و جعله وحيا لرسوله الذيهو كالم اهلل عز و جل

    و لذلك فإننا نقول : ال جيوز كتابة أو لفظ أو استخدام عبارة ) بسم اهلل الرمحن الرحيم ( إال للداللة على القرآن . الروح األمني بشهادة القرآن نفسه

  • 8

    حيث مل يثبت بوجه من الوجوه حصرها يف شيء آخر غري القرآن الكرمي نفسه .. أما موضعها الذي جاءت به يف كتاب النيب سليمان مللكة كرمي المحن الرحيم ( ما نسمعه و نقرأه من ابتداء ) بسم اهلل الر .. وفله قراءته يف موضعه بإذن اهلل و ما قاله الرسول نوح يف السفينة حني بدء الطوفان ، سبأ

    اليت يعرتيها ما يعرتيها من خطأ و ) السياسية أو األدبية أو التارخيية أو غريها من جماالت احلياة البشرية ( يف كالم بين البشر يف بعض شؤوهنم الدنيوية ابا بناحية من نواح العلوم الدنيوية رمبا فرتى أحدهم يؤلف كت، باطل ال جيوز منطقا و ال داللة فهوللصواب و النقد و اخلالف و االختالف جمانبة

    له ذلك ؟؟!! و هل كالمه يف طخطوطه أو مؤلفه هذا هو من فأن رتاه يبتدئ كتابه بعبارة ) بسم اهلل الرمحن الرحيم ( ف، يكون شعرا أو سياسة أو غريه و .. ترى بطاقات الدعوة لألعراس و االحتفاالت و املهرجانات شا هلل سبحانه و تعاىل أو بتفويض منه مبا يعود ما فيه إىل اهلل عز و جل ؟؟!! حااهلل

    أي بأمر اهلل و تفويضه الذي يتعلق بذات اهلل سبحانه و تعاىل و غريها من مناسبات دنيوية ال عالقة هلا بالدين ت بتدئ بـ ) بسم اهلل الرمحن الرحيم ( و هذا من باطن اإلمث حال اجلهل به ، ، باإلرادة و النية و املصدر و العياذ باهلل انه و تعاىل هذا بنظرنا نوع من الشرك ال جيوز ألنك أشركت اهلل سبح

    ما نراه قد شاع و .. حال ذلك أيضا يقترفون { كانوا بما سيجزون اإلثم يكسبون الذين إن وباطنه اإلثم ظاهر ذروا } وو ظاهره حال العلم به ؟؟!! من قال لك أن بيتك أو سوق البيع و التجارة حيث توضع ) بسم اهلل الرمحن الرحيم ( على نواصيها املركبات و البنيان و كمثال يفانتشر

    و هذا هو ) بسم اهلل الرمحن الرحيم ( ؟؟!! أال يعرتيه شيء من فساد أو إمث أو باطل أو حرام أو ظلم و حنوه ، يف رأس ماله أو مركوبك بنيانك خاصة طختصة بكتاب اهلل عز و كلمة ربانية كبرية ثقيلة هي ) بسم اهلل الرمحن الرحيم (عمل يف بنائه أو صنعه ؟؟!! نفق فيه و من و ما أ استخدامه

    . و من الشرك باهلل الشرك بامسه و إن أنت أشركت بإمسه فقد أشركت به . و من هنا جاءت إشارة أن . ثقيال { قوال عليك سنلقي } إناجل له بالعبودية لكنه يشرك به .املشرك يعرف اهلل و يقر

    شرط حسن النية و صاحل ، و توليه عليه لقد شر ع اهلل سبحانه و تعاىل و رخ ص لنا الصواب و علمنا ما مل نكن نعلم إذا جعل لنا االتكال و التوكل ونعم المولى نعم موالكم اهلل أن } فاعلموان الرحيم .. بسم اهلل الرمحالعمل ، البديل الصحيح احلق يف االبتداء بأعمالنا و شؤوننا الدنيوية و الدينية

    قراءة يف موضعه الحقا .و هو ما سيأيت يف { الوكيل ونعم اهلل حسبنا قالوا { } و النصير ا اإلله و لكن منها ) إله ( أي أصلها إله مث أضيفت الالم لالختصاص بالذات اإلهلية .. و معناها أيض : لفظ اجلاللة و فيه معان كثرية ) اهلل (

    ه الرجل أي حتري و أحتار و مل يصل ل ألة التحري و عدم الوصول للمطلوب فيقال خ ف ف ت الالم لتصبح لفظا و كتابة ) اهلل ( و ) إله ( يف املعجم هلا دانفت إليه .. و حنن نقول إن ) اهلل ( كلمة و إمنا اقرتبت منه و حفيكون أن اإلله هو الذي مل تدركه العقول كامل اإلدراك لنتيجة عيانية حامسة حمددة يف سورة ( و هي عبارة يتفق حنوها و صرفها مع ) أحد ( أو ) أحد ما ( و هو ما يوافق قوله عز و جل الذي هو ) من قسمني الـ .. هو مبعىن

    اسم طختص بذات .أو جبانب كوهنا كوهنا . و نقول أيضا مبا مت استخالصه إن ) اهلل ( رمبا هي صفة أكثر من } قل هو اهلل أحد {اإلخالص .. الرحم و هو كل ما احتوى شيء باألمن و الرعاية و اخلري و منع كل شر أو سوء وجهانعلى وزن فعالن و جذرها ) رحم ( و هلا : ) الرحمن (

    و كلما منا و كرب ازداد حجم الرحم استيعابا له . مال مكت طفال و منه رحم املرأة الذي ينشأ يف اجلنني منذ بداية تكوينه علقة إىل حني خروجه عنه .. املساحمة و غض و إذا خرج من الرحم قبل اكتماله فإنه يكون معرضا للموت أو اخلطر اجلسيم . أما املعىن الثاين فهو الرمحة مبعىن الرأفة و الشفقة و

    األكثر اختصاصا و لزوما به كـ ) بنيان ( الذي يدل على البناء الثابت و أما وزن فعالن فيدل على األقصى األعم املكتمل من الشيء أو الطرف . أي بناء وقفي مرتبط و بهم { أعلم ربهم بنيانا عليهم ابنوا } فقالوا.. يف سورة الكهف جاء املكتمل الطويل األمد احملكم املختص بشيء معلوم و

    . .. و إذا جاءت مسبوقة بال التعريف فهي داللة الدوام ية ) بأمر من السلطان أو احلاكم ( طختص هبم ال جيوز هدمه لصفته الدينية و احلاكمية الرمستض به أحد غريه ألن رمحته عز و جل و هو السالم املؤمن مسى نفسه الرمحن نا هو : لو و ق و الرمحن هو اسم اهلل عز وجل اختص به وحده و مل خي

    } و اهللو ألن من أمسائه أو صفاته ) الواسع ( المغفرة { واسع ربك } إنه واسع املغفرة و ألن شيء { كل وسعت رحمتي } ووسعت كل شيء و هذا كلها { شيء كل ملكوت بيده } الذيو ألنه قابض على و ماسك كل شيء علما { شيء كل وسع هو إال إله } العليم { واسع

    .. نه .. فالرمحن إذن هو املستوع ب و املستوع ب لكل شيء علما و خلقا برمحته أمساء و صفات مل تنطبق و مل تكن لتكون ألحد غري الرمحن سبحا ريد ، كلهم موجودون و حييون و يتمتعون برمحته و إن خرجوا منها بوجه غري هذه الوجوه . م ـحىت الكافر و اجلاحد و الفاسق و العاصي و ال

  • 9

    ر برمحته و خلق املخلوقات برمحته و خلق اإلنسان برمحته و جعله يف أحسن صورة الرمحن ألنه خلق الكون برمحته و خلق ما يف السماوات و األ ن .برمحته و كرمه على الكثري من املخلوقات برمحته و رزقه برمحته و سخر له ما يف السماوات و األر برمحته .. و كل شيء برمحته فهو الرمح

    ن أداللة لدوامها و ثباهتا كو و تشديد هلا و هو أقصى الصفة واحد هو الرمحة جه عيل و جذرها رحم لكنها اخصت بو : على وزن ف ( ) الرحيماإلباحة الكاملة لوجه مطلق على اتصت باملرمحة أو الرمحة فال داللة هل. و هي و إن اخيقال رجل كرمي داللة التصاق صفة الكرم به و مداومته عليه

    أي ) من هو أهل هلا و مستحق ( و ميسكها عمن يشاء و خيرجه منها فيها ته ملن يشاء و يدخلهيسبغ رمحالعموم . فاهلل عز و جل هو الرحيم لكن علمه ) من هو غري أهل هلا أو مستحق ( . فرجل كرمي لكنه ال جيعل كرمه على من ال يستحق الكرم .. كذا األمر رجل عليم أو خبري لكنه ال يهب

    .أهل لذلك ليس و أو خربته ملن ال يستحقهما

    م ر ب ك ال ذ ي خ ل ق ) ( 9 اق ر أ ب اس علم من مالحظة شيء كما تعين استخراج نتيجة أو . النطق هبا و لزوم ( و هي مالحظة الكلمات و تتبعها نظرا دون ضرورة قرأ من ) : ) اقرأ (

    . هي أول كلمة يانا أو فكرا الستخراج شيء ما فيه .. و استقراء الشيء يعين التفرس فيه عتصرف و فعل ما ( –تضاريس –كائن ) تعابري وجه و هلا داللة قاطعة بوجوب قراءة القرآن قراءة و جاءت بصيغة األمر ال بصيغة املاضي أو املضارع فهي فاحتته اهلل سبحانه و تعاىل كتابه اجمليد ابتدأ هبا

    ه عزيز بأمر القراءة قبل أن يبتدأبتدئ كتابه الاتبقى داللة أن اهلل سبحانه و تعاىل و. مبلغها احلناجر ترتد عن العقل و القلب بر ال قراءة د ل و ت تعق ، فاهلل سبحانه و بطلب عبادته و التسبيح له و طاعته أو اإلشارة إىل نفسه و صفاته و أمساءه .. داللة ربانية كبرية عظيمة هادية إىل صراط مستقيم

    و إال لكان من كتبه لنا اخلري و الرمحة أوال هي إشارة ربانية كبرية أيضا على أن القرآن اجمليد هو كتاب منزل رمحن رحيم يريد، تعاىل غين عن العاملني قد ابتدأه بالدعوة لنفسه و الكالم عنها .

    له لك و ألجلك و بواسطة ربك .. بأمر ربك لك بقراءة القرآن .. بتفويض ربك لك الذي جعل هذا القرآن طختصا بك ألنه جع: ) باسم ربك ( .. ) باسم ربك ( يعين أن ال تشرك بقراءة ذكر ربك الرمحن أحدا من تفسري ضال مضلل و هدى لك و تبصرة و نور .. فغاية القرآن الكرمي هو أنت

    اسم ربك ال باسم أحد غريه ..اقرأ ب متاع الغرور .. من أعرا الدنيا الفانية الزائلة ر من تسخري ملذهب أو طائفة أو حزب أو هوى أو سلطة أو ع الذي على تماما الكتاب موسى آتينا } ثم م هذا القرآن متاما على الذي هو أحسن كما طلب ربك من موسى ذلك ا) باسم ربك ( تعين استخد

    ر معىن ) الرمحن الرحيم ( ... الحظ العناية اإلهلية الربانية حني يبتدأ اهلل عز و جل بك القرآن قبل أن يبتدئ بنفسه ، هذا ما يفس أحسن {د للكائنات و املخلوقات مبا فيهم أنت أيها اإلنسان ) الذي خلق ( . و الداللة هنا هي .. اقرأ أيها اإلنسان كتاب ربك و : اإلله اخلالق املوج

    ر آخر مثلك أو غريه ألن هؤالء رمبا سلطان أو بش إهلك الذي خلقك .. بامسه هو ال باسم و وصاية أحد غريه تتبع له دنيويا من شيخ أو أب أو باستثناء من سآمرك باتباعه يف القراءة و هو يضلونك السبيل عن جهل أو هوى أو طمع أو سلطة أو جاه دنيوي ليس فيه شيء خالص لوجه اهلل

    فاقرأ القرآن بامسه نالك من خلقك ( فإن كنت تدرك و تعي و تعرف أنك طخلوق و هو هو ما سيأيت يف موضع قادم من القرآن الكرمي ) الرسول .. ذلك هداه اهلل و وفقه لقراءة القرآن . و إن مل يفعل ، هو ال باسم غريه .. هي عالقة ثنائية حصرية بني اهلل و عبده الذي يقرأ القرآن بامسه . فإن فعل

    من حيث كثرة الفرق و املذاهب اإلسالمية اليت يفسر كل منها .. و لعل الواقع اآلن يشري إىل مراد اهلل سبحانه و تعاىل فما أفلح و ما اهتدى السبيل مبوجب مذهبه و مقصده و رجال هذا املذهب .

    ن س ان م ن ع ل ٍق ) ٍ خ ل ق اإل 0 ) نسان عموما ال و أن أساس تنزيل القرآن هو لإلحتديد اخللق هنا باإلنسان هو داللة على العالقة الثنائية بني اإلنسان و القرآن : ) خلق اإلنسان ( .لغريه من املخلوقات

    اليت يسبقها الرتاب و الطني و املاء الدافق و هي حلظة ارتباط البويضة امللقحة جبدار الرحم أو : العلق هو إحدى مراحل خلق اإلنسان ) من علق (

  • 11

    العلمي الذي أثبته و اإلعجاز املرحلة . و هذا من البيان هنا إىل بداية حياة اإلنسان الدنيوية اجلسدية اليت تبدأ من هذهو لعل اإلشارة .. املشيمة العلم احلديث إذا أن البويضة امللقحة ال ميكن هلا أن تستمر يف منوها و حتوهلا جلنني كامل ما مل تعلق بالرحم .

    ر م ) ( 3 ُّ اق ر أ و ر بُّك األ ك . أما و الربط ذكاره إخالصا ال إشراكا مع أحد غريه فتكون الواو هنا واو اجلمع اقرأ مع ربك األكرم أي حبضوره و استحضاره و است .. نيهلا داللت

    تحضاره اسأته بالداللة الثانية فهي أن تقرأ و إن ربك هو األكرم .. و الداللتان تعنيان أن ربك هو الكرمي الذي سيهديك و يوفقك بقراءة القرآن إن قر و ربك هو الكرمي الذي يتعهدك باهلداية .، املعصية من طخلصا لذكره أو قرأته بقلب سليم خال

    ( 4 ال ذ ي ع ل م ب ال ق ل م ) ها هتذيبا و القلم : أداة الكتابة املتعارف عليها عرب العصور و يرجع يف أصله إىل القطع و التشذيب و الربي .. يقال قل م األغصان أي قط عها و قص

    متهيدا للكتابة هبا .. هذا يف بها ياليت يتم بريها و تشذو هي ريشة الكتابة ذكور هنا أخذ امسه من األداة اخلشبية ختريبا و أذى . و القلم املفائدة ال فالقلم إذن هو كل أداة للكتابة مهما املختلفة .. أهنا تطورت عرب العصور و اختذت أشكاال عدة كالكمبيوتر و أدوات الطباعة إذالوضع االبتدائي هلا

    أن يكون الوحي اإلهلي نوع من أنواع القلم الذي يكتب يف ميكن أو غريها .. تبعا لذلك سلكية فها .. مادية .. الكرتونية .. الا و توصيكان شكله إي الذي طبع أمساء املصطلحات األولية و البدائية األساس يفعلم بالقلم ( الذي فيستخدمه العقل .. و بالتايل تصبح عبارة ) الذهن أو الدماغ

    هي حالة شبيهة حبالة جهاز احلاسوب وحيا . إال نوع من أنواع القلم كلها { األسماء آدم علم } وو ما اآلية القرآنية ، الذهن فأصبحت ثابتة ي أن أ، بالقلم ( قد جاءت بالعموم و مل تقتصر على اإلنسان وحده فحسب م ل و يالحظ هنا أن ) ع حيث يتم طبع املعلومات و البيانات ..

    اليت يالحظ أن تصرفاهتا و أمناط سلوكها ثابتة ال تتغري أو تتطور عرب سين الغرائز و الطبيعة العقلية لدى بقية الكائنات من حيوان و حشرات و نبات أي األقسام اليت تدون و ( ن كلمة ) القلم ( تعين أيضا الثبات و التخزين إذ يقال ) قلم الديوان ( أو ) قلم احملاسبةأالزمن .. و ما يدعم ذلك هو

    حتفظ فيها املعلومات املختصة بكل منها .

    ن س ان م ا ل م ي ع ل م ) ( 5 ع ل م اإل على اليت علومها و بياناهتا هي كاملة مكتملة موجودة فيها مسبقا ال تتغري و ال تتبدل بقية الكائنات احلية األرضية علوم التفريق بني علم اإلنسان و

    سين حياته نسان الذي باإلضافة إىل املعلومات و البيانات الغريزية البدائية املوجودة فيه منذ الوالدة فإنه يكتسب علما ربانيا طارئا خالل غري اإل يا على ذلك ، .. و ما االخرتاعات و تطور الصناعات و االكتشافات و أمناط احلياة و السلوك اإلنساين خالل تاريخ البشرية إال مثاال حالدنيوية

    } و أوحى. إن اآلية الكرمية اليت تقول غري اإلنسان قبل ألفي سنة و غري اإلنسان قبل ألف سنة و هكذا نسان قبل سمسة آالف سنة مثال هوفاإلمنذ أن خلقها اهلل فهذا الوحي اإلهلي للنحل كان ، مثال مقارن هي يعرشون { و مما الشجر و من بيوتا الجبال من اتخذي أن النحل إلى ربك

    سبحانه و تعاىل و بقي و سيبقى فيها ثابتا و مل يكن عليها طارئا فهو من سلوك النحل الفطري منذ وجودها على األر .

    ن س ان ل ي ط غ ى ) ( 6 ك ال إ ن اإل .. تأكيد على أن و احتمال أدل و ختمني أو تأويل أداة تأكيد و رد و حسم جليف سياقها القرآين هنا لكن، أداة نفي افرتاضا و لغة : ) كال (هو مل خيتص احليوان بذلك و علم النفس احلديث ، و هو ما أثبته هو من مسة و طبع اإلنسان و الذي يعين جتاوز احلد االفرتاضي املسموح الطغيان أنه جتاوز دمر و مل يثبت على أي منها يرب أو خيالغذاء و القوت و ال قتل إال ألجل احليوانات افرتاسا و خطرا ال ي حديثا فأشدعلم احليوان ما أثبته

    . حدوده االفرتاضية يف سلوكه و تصرفاته

    ت غ ن ى ) ( 7 أ ن ر آ ه اس

  • 11

    ، أو ائب : عائدة لإلنسان الذي يظن أو يعتقد أن اهلل ال يتدخل يف شؤون الكون و اخللق أو أنه غ ) رآه ( –مبعىن إذا أو ألن أو بسبب : ) أن (. فاهلل جل و عال غين بذاته عن اخللق لكنه موجود و ال تغيب عنه غائبة و يدبر تكو نت عنده قناعة بذلك ، فهي هنا من الرؤية مبعىن وجهة النظر .

    فسه ما يشاء ليدخل فيما أو قلة إميانه أو جهله أو غروره بنفسه يدخله يف دائرة االعتقاد هذه فيحلل لناألمر كيف يشاء لكن كفر اإلنسان أو شركه بعد يف دائرة الطغيان و الظلم .

    ع ى ) ( 8 ُّ إ ن إ ل ى ر ب ك الرُّج إذا جاءت مسبوقة بأل التعريف و تعين أن هنالك رجعة واحدة هنائية إىل اهلل سبحانه و : على وزن ف على و هي داللة العموم و االنفراد ) الرجعى (

    إلي } ثمترجعون { إليه } ثممثل د يف القرآن الكرمي كلمات عدة تشري للمعاد ر و و قد نيا حيث البعث لآلخرة .. تعاىل تأيت آخر مطاف احلياة الديف مواضع متكررة أكثر من مرة ما عدا ) الرجعى ( جاءت مرة مرجعكم { ربكم إلى مرجعكم { } ثم اهلل يرجعون { } إلى وإليه مرجعكم { }

    اآلية أهنا جاءت بصيغة املخاطب و هي تشمل مقصودين اثنني .. حممد الرسول و اإلنسان القارئ للقرآن مبا يفيد و واحدة يف القرآن . و يالحظ يفيف أول سورة للقرآن الكرمي و إشعاره بالطمأنينة و أن اهلل قريب ، منه أيا كان ،للقرآن يشري إىل إرادة اهلل سبحانه و تعاىل يف تقريب الشخص القارئ

    موجود .

    ه ى ) ا إ ذ ا ص ل ى ) ( 1 أ ر أ ي ت ال ذ ي ي ن ( 92 ع ب د األوامر و النواهي عناصر أربعة .. إن تدبرنا سور القرآن الكرمي نرى أنه قد اشتمل على: مبعىن هل رأيت ؟؟ أو ما هو رأيك بذلك ؟؟ ( ) أرأيت

    ) الذي و تاله مباشرة عنصر اإلعرا و الصد األمر ) اقرأ ( عنصر نه ابتدأ ب.. و نرى أمن قبل البشر أو غريهم اإلهلية و القبول أو اإلعرا عنها و ما النهي و الصد البشري ) أو غريه ( عن ذلك .عالقة جدلية يف القرآن الكرمي هي األمر الرباين بقراءته باسم اهلل و ينهى ( هذا يشري إىل أن أول

    و الصالد تشتمل على الدعاء و الذكر و التفكر باهلل و منها الركوع و السجود و االقرتاب من ( ) عبدا إذا صلى )*(املشفوعة اآليةيفيد ذلك هو عن الوقوف حبضرة اهلل جل و عال .. و املعىن هو : ماذا تقول يف من منع مؤمن باهلل عن ذكر اهلل باسم اهلل و كتاب اهلل و صد عن أيضا اهلل و تعرب

    هي األمر الثاني الذي جاء في القرآن الكريم بعد أمر ) اقرأ ( .. فتصير األوامر . اقرأ ثم صل . و نالحظ أن الصالة سبيله ؟؟ .

    ( 90 أ و أ م ر ب الت ق و ى ) ( 99 أ ر أ ي ت إ ن ك ان ع ل ى ال ه د ى ) مل يك يعرف الطريق الصحيح و الصواب أنه ، و أقل احتمال )*(أو يف أضعف اإلميان على الصواب و على جادة احلق ما رأيك لو كان هذا العبد

    ر من غضبه و نقمته ؟؟ . ذ ح لكنه كان يعتقد بوجود إله واحد قدير يعاقب و يثيب في

    ( 94 أ ل م ي ع ل م ب أ ن الل ه ي ر ى ) ( 93 أ ر أ ي ت إ ن ك ذ ب و ت و ل ى )أال يعلم بقرارة نفسه و بفطرته اإلنسانية أن هنالك إله )*( ) و هو األرجح (األوثان مبا أنه مشرك يعبد ما رأيك هبذا الذي كذبه و أشاح عنه ؟؟

    له واحد خالق لك إاأن هنواحد موجود يشاهد و يعرف كل شيء ؟؟ أمل يضع احتمال لذلك و يقرأ من املعامل احمليطة به من مساء و أر و طخلوقات هلا مدبر ألمورها ؟؟ .

    ي ة ) ك ال ل ئ ن ل م ي ن ف ع ن ب الن اص ( 95 ت ه ل ن س للفاسق عن تعاليمه الصاد املانع هلا رمبا كان قبل البعثة النبوية نفسها باعتبار أن سورة العلق : إشارة إىل جدال حاصل حول العقاب اإلهلي ) كال (

    عدم توقف هذا املشرك الوثين عن الصد عقوبة ربانية حال و اجلدال فيه و إيضاح أنه يوجدما نزل من القرآن فجاءت ) كال ( حلسم املوضوع لأو رؤوسها حال إعراضها .. فالسفع هو األخذ و اجلذب بشدة .. و و سوف يؤخذ كما تؤخذ اخلراف و اإلبل من للدعوة إىل اهلل الواحد األحد

  • 12

    .أو شعر مقدمة الرأس يقال له ) غرة ( الناصية هي مقدمة الرأس

    ي ٍة ك اذ ب ٍة ( 96 ٍ خ اط ئ ٍة ) ٍ ٍ ن اص و مقدمهم أو املأل منهم الذين يشورون الشور و يقدمون الرأي يف األوقات فالناصية تعين كبري القوم ، ضافة إىل كوهنا مقدمة الرأس أو الشعر فيها إلبا

    سهم ذلك و إمنا افتعلوه حبا بالدنيا و طمعا املأل هم خاطئون كاذبون ألهنم يعلمون يف قرارة أنفهؤالء أو فهذا الرئيس أو الوجيه .. العصيبة أو اهلامة حكم بالناس و بأمواهلم .. و هنالك إعجاز علمي يف ذلك حيث ثبت أن الناصية و التباجلاه و الرياسة و املال الذي كانت تقدمه هلم تلك األصنام

    واب و اخلطأ و مركز ذلك مجيعا .د اإلنسان و حال الصحال الصدق أو الكذب عن و هي الف ص اجلبهي للدماغ هي املسؤولة عن

    ( 98 ) ( س ن د ع الز ب ان ي ة 97 ف ل ي د ع ن اد ي ه ) سواء من مكان واحد أو من أمكنة عدة طختلفة . و حديثا يشري النادي هو مكان اجتماع كبار القوم الختاذ قرار أو طريقة احلكم و تصريف األمور

    و هي أيضا إشارة إىل كبار األوثان و األصنام و املعبودات قدميا هو .. و لبنوك العاملي أو نادي كذا العاملي كنادي امصطلح ) النادي ( إىل العاملية سيطلب اهلل من القيامة أيضا إشارة إىل دعاء األوثان أو ما دون اهلل سبحانه و تعاىل كأن نقول ) يا شيخ فالن يا نيب فالن يا إمام فالن .. اخل ( فيوم

    يتضح من مضمون أيضا .. أن يدعوا و يطلبوا من شركائهم الذين كانوا يدعوهنم يف احلياة الدنيا ، احلضور ذين أشركوا به يف أحسن حال لؤالء اهرطة أو و الزبانية هم رجال الش. متعددة تتدخل فيما بينها و تشفع التباع بعضها بعضا ( و العياذ باهلل ) باطلة اآلية وجود عقائد وثنية حول آهلة

    فيستقيم املعىن بالطلب من هؤالء املشركني هلذه ذوو الشدة و الغلظة و التقيد التام باألوامر املعطاة هلم ، و يوم القيامة هم من املالئكة .. العسس الشفاعة .. داللة على أن هذه مالئكة زبانية و نرى من له القرار وألننا سندعو االهلة الباطلة دعوهتا يوم القيامة لتشفع هلم إن كانت تستطيع ذلك

    ها و ال تأثري .ياألصنام و األوثان و املعبودات ال شفاعة لد

    ( 91 ك ال ال ت ط ع ه و اس ج د و اق ت ر ب )و التعاطي مع حول التعامل ل من الرسول لربه ( أو سؤاو العياذ باهلل )الباطلة جواب جلدال و نقاش حول وحدانية اهلل و تعدد اآلهلة : ) كال (

    : إشارة إىل قوة هذا الشخص املادية و الفكرية و قدرته على اجلدال و النقاش و ) ال تطعه ( –هؤالء املأل أو هذا الشخص الذي هو مقدم القوم و إشارة إىل حماولة ، األوثان كما املشرك الذي بعبد إشارة أيضا إىل كونه مشركا كافرا ال جمرد كافر ألن الكافر البحت ال يهتم باإلقناع و الضغط

    : السجود املادي هو االنبطاح و التمدد طوال على ) و اسجد و اقترب ( –استمالة الرسول و التأثري عليه بتغيري شيء من رأي أو قول أو فعلى كامل طوهلا و سطحها على األر و البعض جبعله بالتكور و مالمسة الركبتان و اجلبني لألر .. و مسيت السجادة بذلك ألهنا متتد باألر

    و عدم التكرب مالصقة هبا ال تعلو عنها .. أما السجود املعنوي فهو االنقياد التام ألمر و كالم اهلل سبحانه و تعاىل و اإلخالص الشديد يف ذلك قرتب من هؤالء املأل و تتأثر هبم رتب منه ، و عندما ت و اإلشارة الربانية هنا هي : أنك عندما تسجد هلل ماديا و اعتباريا فأنك تقعليها و لو بيسري .. . هذا كالم موجه للرسول و لكل من يقرأ القرآن من بعده .فإنك تبتعد عن اهلل .

  • 13

    سورة القلم

    يم ب س م الل ه الر ح م ن الر ح ط ر ون ) ( 9 ن و ال ق ل م و م ا ي س

    يعلمها ال الغيب مفاتح ينسى { } ال و ربي يضل ال كتاب في ربي عند } علمهاات القرآنية من مثل حتكمها اآلياهلل أعلم مبراده ، و : ) ن ( } و اهللربنا { عند من كل به آمنا يقولون العلم في } و الراسخونهيه { ما أدراك ما } و{ علم به لك ليس ما تقف ال } و{ إال هو و من حيث التقييد بتعاليمه كتاب اختبار للقارئ بل هو و حالل و حرام .. ط كتاب هداية و حق منزل القرآن الكرمي ليس فق.. ي ن ز ل { بما أعلم

    قد جيليها لوقتها مل يكلفنا تفسريها و معرفتها .. اختص هبا اهلل سبحانه و تعاىل .. فهنالك كلمات و عبارات و أمساء اإلميان به كامال مبطلق األحوال اهلل بالقلم أداة يقسم( : ) و القلم اإلميان هبا مطلقا .، و إمنا االفتئات على اهلل سبحانه و تعاىل يف شرحها و تفسريها فال جيوزو قد ال جيليها

    ء وحيا و أمرا و هو أول ما حيلف به اهلل سبحانه و تعاىل يف كتابه العزيز قبل أي شيالكتابة و الطباعة و االنطباع ، الورقي منه و الفكري الذهين و مبا ما يدل على أن للقلم كرامة كبرية عظيمة عند اهلل مل يسبقها شيء آخر إليه آخر كالشمس و القمر و بعض األوقات و األمكنة و املخلوقات

    الكتابة التسطري هو: و ما يسطرون () أنه كان فاحتة ما حيلف به فرمبا يكون أساس و عماد نشأة الكون و بنية العقل و املعلومات و كل علم . ، و التسطري هو القسم و ال خطأ ال عوج فيها أو صف .. و قيل ذلك للمسطرة ألهنا ختط و تضبط ضمن استقامة على أو يف شيء ضمن نسق

    ية و هبا يقوم .. هو املنظومة الكتابية الطباعية اليت تشمل كل املعطيات الكونالثاين الذي يقسم به اهلل سبحانه و تعاىل بعد القلم يف القرآن الكرمي بتخزينها و يقوم األشياء و املوجودات حىت املنظومة االلكرتونية احلاسوبية تقوم على تسطري البيانات و املعلومات اليت يقرأها احلاسوب فور كتابتها و

    الكتاب و كل البيانات و املعلومات اليت إىل املالئكة الكرام الذين يقومون بتسطرياإلشارة إظهار نتائجها حال التنفيذ . و الراجح هنا هو تنفيذها و عليها رفات اإلنسان و الكائنات األخرى من قول و فعل و رمبا حركة يف منط مشابه ملبدأ احلاسوب .. هي الربجمية اليت يقومحتدث يف الكون من تص

    الكبري .ن يقسم اهلل سبحانه هبذا الفعل العظيم نظام الكون فال غرو إذن أ

    ن وٍن ) م ا أ ن ت ب ن ٍ ع م ة ر ب ك ب م ج 0 ) هذا القرآن و.. ن ، فهذا شيء مل يعتادوه من قبل ار و املشركو جنون كما يصفك الكف إنك مبا أنعم عليك ربك من وافر ن عمه و هذا القرآن لست مب

    جتاه حممد اكني باهلل ر د فعل من الكفار و املشاجلنون كان أول ر االهتام بعار ملصاحلهم الدنيوية و عقائدهم الفاسدة .. و و ما يدعو إليه هو م .الرسول بعد أن فشلوا يف تطويعه و إخضاعه آلرائهم حيث منعه اهلل سبحانه و تعاىل و حذره من ذلك كما رأينا يف السورة السابقة

    ن وٍن ) ر م م ر ا غ ي ٍ و إ ن ل ك أل ج 3 ) أو : املن يقع يف وجهني .. االنقطاع ) ممنون ( –اجلهد أو اإلفادة و يقع يف اخلري ال يف الشر : هو العطاء أو اإلثابة مقابل العمل و ) األجر (

    أي أن هذه املهمة الكبرية الثقيلة اليت ك لفت هبا لك عليها ثوابا و عطاء عري منقطع .. و هو هنا على وجه االنقطاع العطاء بال سبب معني

    ٍ و إ ن ك ل ع لى خ ل ٍق ع ظ يٍم ) ٍ 4 ) تسري على منهاج أخالقي كبري يشمل كل و ع الية كبرية .. أو إنك يا حممد تتبأخالق و شهامة و قيم ع صاحبعلى وجهني .. إنك يا حممد

    يقال أن األوىلاألخالق اإلنسانية و هو منهاج القرآن الكرمي .. و لعل ما يدعم هذا االجتاه هو كلمة ) عظيم ( فلو كان املقصود حممد الرسول لكان و لعل املقصود : إنك يا حممد صاحب أخالق عالية كبرية .. أما كلمة ) لعلى ( فهي تشمل املنهاج و العقيدة ... إنك ذو أخالق عالية كبرية : له

    له احلميدة و اآلن أصبحت على منهاج أخالقي رباين . و ما يدعم ذلك هو أن قريش و إن اهتمت الرسول باجلنون فإن مل تتهمه يف أخالقة و خصا

  • 14

    و فيكون االهتام باجلنون ليس ألخالقه و إمنا ألنه جاءهم بكتاب و قرآن منكر بالنسبة هلم ليس على سنتهم و منهاجهم ، و ما أنكرهتا عليه و هو ما سيذكره القرآن الكرمي يف آيات الحقة .عقائدهم

    ر ون ) ر و ي ب ص ( 5 ف س ت ب ص م فيما بعد و تراها و يروهنا .لك و هلاحلقيقة و تطهر سوف تنجلي

    ت ون ) ( 6 ب أ ي يك م ال م ف يف قوله تعاىل ) و إنك لعلى خلق عظيم ( يرجح ما ذهبنا إليههذا من هو املسحور أو اجملنون الذي ال يفقه ما يقول و من هو ضال مض ل ل .. أي

    آخر و هو االغرتار بالشيء أو االخنداع فيه أو وجه و هلا ى صفاءه و جودته ألن كلمة الفتنة أساسها إدخال الذهب يف النار ملعرفة حقيقته أو مد.. و هي معطوفة السياق عد كسبب هلا الوقوع يف شبهته و إشكاله و ليس هلا معىن اجلنون أو فساد العقل الذايت لكن ميكن أن تشفع باجلنون فيما ب

    وقع هبا الرسول فأصبح فاسد العقل أو ركني و عبدة األوثان اعتربوا القرآن الكرمي فتنة على ) و إنك لعلى خلق عظيم ( و الظاهر أن الكفار و املشن غريه .. فالرسول قول و تصرف غريب يدعيه املرء لنفسه ال ع عنكم اجملنون ( اليت تعين فساد العقل الناتج يجمنون . و مل يقل سبحانه و تعاىل ) بأي

    انه و تعاىل و مل ينسبه لنفسه و لذلك جاءت ) بأييكم املفتون ( . وحي من اهلل سبحالكرمي القرآن قال إن

    ت د ين ) ( 7 إ ن ر ب ك ه و أ ع ل م ب م ن ض ل ع ن س ب يل ه و ه و أ ع ل م ب ال م ه {أنفسكم في ما يعلم } { علنوني ما و يسرون ما يعلم اهلل أن جرم ال } ئ المصور {الخالق البار }اهلل سبحانه و تعاىل الذي قال عن نفسه

    جرم إذ ذاك أن اهلل يعلم املؤمن من الكافر و يعلم من ابتعد عن الصراط املستقيم بإرادته و علمه أم من دون إرادته و ال { جهركم و سركم يعلم }. و الذي يظهر من هذه اآلية أن املنافقني فاقا و من اهتدى إىل الصراط املستقيم و عرف احلق ظاهرا كان ذلك أم باطنا .. صدقا كان أم ن، علمه

    كان يكتمون إمياهنم خوفا من العذاب و القتل . و يظهر أيضا وجود نقاش و حوار متكرر بني الرسول دخلون يف الدين باإلضافة إىل الذينقد بدأوا يارات مريرة طويلة دارت بني الرسول و املؤمنني من جهة و و الكفار املشركني حول وجهة نظر كل منهم فال بد من أن يكون هنالك نقاشات و حو

    حول أحقية و صحة عقيدة كل جانب .بني الكفار و املشركني من جهة أخرى

    ب ين ) ( 8 ف ال ت ط ع ال م ك ذ ه أو تعديلها و هو ما يدل على وجود عقائد إشارة إىل قوة التأثري الفكري للذين أنكروا القرآن الكرمي و رسالة حممد و حماوالهتم استمالته و تغيري أفكار

    ع و القبائل شركية وثنية قوية البناء راسخة اجلذور عند هؤالء يستمدون منها قوهتم و سلطاهنم و جاههم و هلا تأثري و سلطان على معظم شرائح اجملتم توحيد اليت جاء هبا القرآن الكرمي .العربية . فجاء النهي اإلهلي عن اتباع هؤالء بأي شكل و منطق و سلوك خيالف عقيدة ال

    ه ن ون ) ه ن ف ي د ( 1 ُّ و دُّوا ل و ت د عدة منها اللني و املقاربة يف الكالم ، و رمبا جاء ذلك من كون الدهن مادة جتمع ما بني الصلب و السائل فال هي : له مواضع ) الدهن (

    أن تلني هلم يف العقيدة و منك أيها الرسول أن هؤالء املشركني عبدة األوثان يأملون بالصلب و ال هي بالسائل و فيها خواص االثنني . و املعىن فيقاربوك هم أيضا و يلينون لك بعقائدهم و هذه هي الوثنية بعينها .. ألن الوثنية جتمع بني كل العقائد و تقبل هبا و ليس هلا تقارهبم بعض املقاربة

    تعاىل تقبل هبا لكن مع الشرك و هو ما يرفضه القرآن الكرمي رفضا قاطعا . حىت عبادة اهلل سبحانه و، شروط و حدود

    ٍف م ه يٍن ) ٍ و ال ت ط ع ك ل ح ال ٍ ٍ ه م اٍز م ش اٍء ب ن م يٍم ) ( 92 ٍ ٍ ي ر م ع ت ٍد أ ث يٍم ) 99 ٍ ( م ن اٍع ل ل خ ٍ ٍ ( ع ت ل ب ع د 90 ٍ ذ ل ك ز ن يٍم ) ٍ ( أ ن ك ان ذ ا م اٍل و ب ن ين ) 93 9 4 )

  • 15

    )*(سفلة كثريو العيوب و النقائص من أشخاص و ال تنقاد أيها الرسول أو تنخدع بأسلوب آخر يأتونك به و هو احللفان و القسم و األميان املغلظة ال يعرفون )*(م و ارتكاب اآلثاالفضيلة و اإلحسان وو منع اخلري ال خري فيهم شيمتهم الظلم )*( و يسريون بالتجين عليهم الناس بكالمهم يؤذون بالرغم من امتالكهم للمال و اجلاه و و هو أقسى وصف يف القرآن الكرمي ( ، ألهنم أوالد زن أو كأوالد الزن ) الزنيم هو ابن العاهرة أو الزنا آباءهم

    هامة إىل صفات و مسات أكابر قوم الكفر و . فيها داللة خطرية و إشارة ) الع ت ل هو األكول املنوع الذي يأخذ و ال يعطي ( النفوذ و كثرة األبناء . حيث نرى العامل اآلن و قد اكتنفته الفوارق الطبقية و هي مسة و صفة الزمت هؤالء على مر السنني .. من املاضي و إىل الوقت الراهن .السوء

    عدة تنطبق شخاص أليكن لشخص واحد بعينه بل املرعبة من غىن فاحش ظامل يقابله فقر مدقع .. و يرجح ذلك أن كالم اهلل سبحانه و تعاىل ملظاهرها و يبقى هنالك مشيئة إهلية قوم السوء و ذلك من عبارة ) كل حالف مهني ( فـ ) كل ( هي إشارة للتعدد و لو بالقليل .عليهم صفات مأل

    عزوة ، و هي سنة إهلية ذكرها القرآن الكرمي يف أكثر من ابتالء للمؤمن و باطنها حكمة ربانية و هي امتالك هؤالء أزمة املال و السلطة و اجلاه و ال يظهرون { عليها معارج و فضة من سقفا لبيوتهم الرحمن السالم المؤمنب يكفر لمن لجعلنا واحدة أمة الناس يكون أن } و لوالموضع منها

    سنأيت عليها يف موضعها .

    ل ى ع ل ي ه آ ي ات ن ا ق ال أ س اط ير األ ( 95 و ل ين ) إ ذ ا ت ت ، الكرمي اليوم من هجوم و حرب و هو نفس ما يتعر له القرآن ... من أساطري األقوام القدمية الكالم هو إن هذا : إذا تلي عليه القرآن الكرمي قال

    على أن هذا الشخص أو و هذا يدلل يف أحد وجوهها الطعن فيه و اعتباره من أساطري احلضارات القدمية كاإلغريق و مصر القدمية و بالد الرافدين ..ل اللني و التفاهم اهؤالء املأل هم ذوو عقيدة وثنية هلا خطاهبا و ثقافتها و طقوسها و هذا ما يفسر اآلية السابقة و حماولة استمالة الرسول و استعم

    أسقطوها على معتقداهتم الوثنية فظنوا باطال أنه شيء من ذاك بعباراته و آياته اليتاشتبه عليهم القرآن الكرمي و أشكل بداية فهؤالء ، معه بداية األمر الرحيم الواحد األحد الذي ال شريك له يف الرمحن السالم املؤمنفجنحوا إىل االتفاق و التفاهم لكن صالبة القرآن و حسمه ملوضوع وحدانية اهلل

    ار .. أعاد األمور إىل نصاهبا و فتح حربا ضروس بني اإلسالم و بني يدرك األبصار و ال تدركه األبص ،شيء و ال من شيء و ليس كمثله شيء هؤالء املشركني .

    م ه ع ل ى ال خ ر ط وم ) ( 96 س ن س .. سنجعل له عالمة أو دمغة على خرطومه و هو مقدم الوجه و بروزه أي األنف و ما حوله و لعل هذا يوم القيامة أو لعله اختص بشخص معني

    و اهلل أعلم .ئة من املشككني بالقرآن الكرمي ، سيكون هلا عالمات متيزها عن غريها يوم القيامة أي أن هذه الف

    ين ) ن ا أ ص ح اب ال ج ن ة إ ذ أ ق س م وا ل ي ص ر م ن ه ا م ص ب ح ا ب ل و ن اه م ك م ت ث ن ون ) 97 إ ن ا ب ل و ( 98 ( و ال ي س أصحاب البستان الواسع املثمر باخلري الوفري إذا تآمروا فيما بينهم و ، ل ب فتنة و اختبار هلم كما فتن ا و اختربنا من قـ إن هذا املال و اجلاه هلؤالء هو

    منها شيء مستثىن لو كان يسريا ضئيال .. و ال يرتكون )*(ألنفسهم و منع الفقراء و املساكني من بعض ريعها و غلها و اتفقوا سرا على استمالكها امللك العام الذي تسطو عليه فئة قليلة من املتنفذين و إىل األراضي املشاع أو ما يسمى ب إن داللة هذه اآلية تشريتعاهدوا على ذلك فيما بينهم ) قد

    .( متنع الناس عنه و منه كما هو حال األنظمة و الشركات الرأمسالية االستعمارية االحتكارية

    ه ا ط ائ ٌف م ن ر ٌ ف ط اف ع ل ي ( 91 ب ك و ه م ن ائ م ون )

  • 16

    .. و ) الطائف ( هنا هو عار ليل ال يأيت إال ليال من ريح أو نار أو شيء ما .. و : الطوف و أصله الدوران حول الشيء لغاية ما طاف (ف) م هذا الطائف بقدر حدوثه و اإلشارة إليه مبا أهنا جاءت منكرة من دون التعريف فهذا يعين أن اهلل سبحانه و تعاىل يشري إىل عدم أمهية نوع و اس

    لشيء ما ) ريح أو نار أو حنوها ( أتى على هذه اجلنة أو البستان من كل أطرافه و مل يستثن منه شيئا .. فكانت كأمر من أوامر اهلل سبحانه و تعاىل و تعاىل منه شيئا . العقوبة باملثل أي كما هم مل يستثنوا من مثر البستان شيئا مل يستثن اهلل سبحانه

    ( 02 ف أ ص ب ح ت ك الص ر يم )و الظاهر من اآلية إما بقوة و الصرمي له معان عدة منها الثمار املقطوعة أو املقطوفة من الشجر ومكدسة فوق بعضها .. الصرم : مبعىن القطع و البرت

    أو أن مثرها مجيعا قد سقط على األر و مل يعد صاحلا لألكل . أهنا أصبحت منزوعة الثمار ال مثر فيها مع بقاء الشجر و الزرع ساملا

    ين ) ( 00 ( أ ن اغ د وا ع ل ى ح ر ث ك م إ ن ك ن ت م ص ار م ين ) 09 ف ت ن اد و ا م ص ب ح أر كانت الظاهر أن هذه و . فيه إىل مكان الزرع لتنفيذ ما قرروه ، بقوة و عزم ال تسامح أو لني )*(يف الصباح الباكر دعوة لالجتماع و االنطالق

    .و بالقوة د منه فئات عدة من الناس كالفقراء و عابروا السبيل و ما إىل ذلك فقرر هؤالء املأل احتكار هذه األر هلم وحدهم يأو بستان يستف

    اف ت ون ) ك ي 03 ف ان ط ل ق وا و ه م ي ت خ م ع ل ي ك م م س ا ال ي و خ ل ن ه ٍ ( و غ د و ا ع ل ى ح ر ٍد ق اد ر ين 04ٌ ٌن ) ( أ ن ال ي د ( 05 )

    نقول هو الشخص الذي سكن إىل نفسه إذ مل جيد غريها سكينة له .. و هو الفقري الذي ال سند له و ال مأوى كحال املتشردين : ) المسكين ( قدرة له على كسب قوت يومه ، بسبب مر أو ، هو أيضا الشخص الذي الاليوم ، و يكتفي فقط بالطعام الذي يقدم له و ال يطلب غري ذلك

    باشروا تنفيذ طخططهم بتكتم ) إعالمي ( و بيان اآلية .. . و قد جاءت كلمة ) مسكني ( يف القرآن الكرمي مقرتنة بالطعام أو اإلطعام عجز و حنوه .. حلرمان الطبقة الفقرية من )*( عله عرفا متعارف عليه تأسيسا ج خوفا من تذمر الرأي العام أو الثورة عليه و ألجل تثبيت األمر أوال و من مثشديد

    .( فاحلرد كلمة أحد وجوهها القصد يف املكان أو الكالم أو الفعل )و أصبحوا على قصدهم هذا من القوة مبكان )*(مشاع األر و الرزق

    ه ا ق ال وا إ ن ا ل ض الُّون ) ر و 06 ُّ ف ل م ا ر أ و ن م ح ( 07 م ون ) ( ب ل ن ح و هذا ) و إن هنالك خطأ حبساباتنا . إن كل قراراتنا كانت خاطئة :عندما وصلوا إليها و رأوا ما وقع عليها من سقوط كل الثمر قالوا بعضهم لبعض

    و أن ةم على سوء نيتهم املنكر مث إهنم بعد التدقيق يف األمر اكتشفوا أن هذا كان عقابا ربانيا هل )*(( ما يدلل على سقوط الثمر بشكل طبيعي رمبا . الناسمن الفقراء و عامة عن غريهم دونا اهلل سبحانه و تعاىل قد حرمهم من الثمار اليت كان يريدون أن حيتكروها ألنفسهم

    ( 08 ق ال أ و س ط ه م أ ل م أ ق ل ل ك م ل و ال ت س ب ح ون ) لشيء ما .. و منه جاءت ) السباحة ( اليت ال تصح عمليا إال يف املاء أو اهلواء حيث ركة املتاحةهو تفعيل أقصى حاالت الفعل و احل: ) السبح (

    القمر و الشمس و النهار و الليل خلق الذي هو } وو قد ذكر القرآن الكرمي مبا يفيد ذلك بقوله فك حبرية تامة اميكنك حتريك كامل و مجيع أطر جو مع الطري يف فعل السبح مقرتنا جاء قد و ربهم { بحمد يسبحون العرش حول من حافين كةالمالئ } و ترىيسبحون { فلك في كل

    مادا أطرافه ألقصاها و هذا ال و يقال ) فرس سابح ( أي ينطلق بكامل حريته و سرعته والطير { يسبحن الجبال داوود مع سخرنا } والسماء . و السبح يف املعىن الثاين يأيت داللة على احلركة و سبحا { } و السابحاتن الكرمي يف قوله القرآ و رمبا عناهيف أر واسعة مفتوحة يكون إال

    و كلمة ) سبحان ( اختص هبا اهلل سبحانه و تعاىل و ال تقال . طويال { سبحا النهار في لك } إنإذ جاء يف القرآن الكرمي العمل الدائب املتكرر ) سبح عن ( تأيت لالنفراد و النأي كمثل ) خرج من ( و تأيت أيضا يف التباعد بني األفعال و السلوك و عبارة . ( نالرمحن السالم املؤمإال له كما )

  • 17

    خروج كل صفاته و ذاته و قدرته الكلية أي { و تعالى } سبحانه{ يشركون} سبحانه عما أي نأي فعل عن فعل و يف القرآن الكرمي أو األسلوب في القراءة و الصالة بعد الثالثةقد جاء بالمرتبة عالقة مع اهلل ، و يالحظ أن التسبيح كفعل متاما . تنزيهه و إبعاده ركون ، و عن ما يرميه به املش . فتصبح العالقة على الترتيب هي : اقرأ صلي سب حمن حيث العالقة مع اهلل سبحانه و تعالى .القرآن الكريم الفكري يف التصرف و السلوك و و األرجح هنا هو االعتدال و احلياد و يستبعد أن يكون هنا العمر أو السن : الوسط داللة املنتصف ) أوسطهم (

    فهذا الشخص كان الناس { على شهداء لتكونوا وسطا أمة جعلناكم } و كذلكالوقوع ما بني املغاالة و اإلسفاف على مبدأ اآلية القرآنية الكرمية رهم بأنه قد نصحهم و نبههم إىل وجوب التقيد باإلرادة و القوانني اإلهلية الربانية و عدم الفسق عنها هلم باللوم حني ذك عز را شاهدا على زمالءه و م

    إطعام املسكني خصوصا و ع لون القانون الرباين بالعدل و فعل اخلري ؟ و هو هنا ف نكم تـ إقل لكم لوال تسبحون ؟؟ ( أي أمل أقل لكم لو أ) أمل إذ قال . عموما يتاء الزكاة إ

    ( 01 ق ال وا س ب ح ان ر ب ن ا إ ن ا ك ن ا ظ ال م ين )اخلروج عن سبحانية قالوا إننا أقررنا بإرادة ربنا و مشيئته و قوانينه اليت وضعها لنا بعد أن ظلمنا أنفسنا و ظلمنا الناس معنا .. و الداللة هنا هي أن

    فال خيار لنا .. إما التسبيح حبمده أو اقرتاف الظلم .بلنا هو ظلم فادح لنا و من ق ، لنا حنن البشر كتبها على نفسه و وضعها اليت اهلل

    و م ون ) ٍ ف أ ق ب ل ب ع ض ه م ع ل ى ب ع ٍض ي ت ال ( 39 ( ق ال وا ي ا و ي ل ن ا إ ن ا ك ن ا ط اغ ين ) 32 حصول مستجدات ربانية جديدة قلبت املوازين و احلسابات و كانت آية هلم .. و اجته بعضهم بالنحو على البعض اآلخر باللوم و التقريع بعد

    م ) يستشف من هذه اآلية أن قسم من هؤالء أو جلهم كان يؤمن باهلل و يدرك سبحانيته للبشر لكنهم ضلوا الطريق بفسقهم و هو ما يتضح من قوهلمث نادوا بالويل على أنفسهم ألهنم أخطأوا بتجاوزهم حدود اهلل سبحانه )*(ف و اإلقرار إنا لضالون ( و الالم قبل ) ضالون ( هي للتأكيد و االعرتا

    .. و الراجح أن بعضهم قد أثر ببعض و أغواه و تعاىل

    ه ا إ ن ا إ ل ى ر ب ن ا ر اغ ب ون ) ن ر ا م ي ( 30 ُّ ع س ى ر ب ُّن ا أ ن ي ب د ل ن ا خ . و هي يف القرآن الكرمي تفيد بتفويض األمر هلل سبحانه و تعاىل مع الرجحان أو ترجيح احلدوث .: للتمين و الرتجي و االحتمال ) عسى (

    أن يشفع لنا و يعفو و أن يعطينا جنة أفضل من هذه اجلنة ألننا ال منلك بعد أن اعرتفنا بذنبنا و خطأنا الكبري اهلل ربنا مشفوعا بالرجاء . أي نرجو إننا نرغب بالعودة إىل سبحانية اهلل ربنا .. و الرغبة هي اإلرادة بالرضا .. ا على اإلتيان مبثلها على األقل يف الوقت احلاضر من أمرنا شيئا و ال قدرة لن

    و لعل و ال يكون فيه ما هو فتنة هلم و هلذا جاءت عبارة ) خري منها ( و لعل طلبهم خريا منها هو لشيء آخر غري البستان يكون هلم فيه منفعة بني احلسن و مل يقولوا ) أحسن منها ( و هي داللة الفرق بني اخلري و ئف الذي ضرب البستان قد أدى إىل تعطيله حبيث ال ميكن إصالحه .. الطا

    بة أكرب من مرتبة و القبول به و منه و هي مرتو رجحان ذلك قوهلم ) إنا إىل ربنا راغبون ( تفيد بالعودة إىل اهلل مل يقولوا ) يبدلنا مثلها ( كما أهنم ، الدعاء أو اإلميان و دون التسليم الكامل .

    ب ر ل و ك ان وا ي ع ل م ون ) ر ة أ ك ( 33 ك ذ ل ك ال ع ذ اب و ل ع ذ اب اآل خ امل اال و تعدادا و األكيد املؤكد أن عذاب ما بعد البعث و القيامة هو أكثر وجوها و ح، هكذا يكون العذاب الدنيوي ملثل هكذا فسق و عصيان

    بذنبهم ان هؤالء املشركني الكفار الذين يعادون الرسول و يكذبونه .. و ) يعلمون ( عائدة لكفار قريش ال ألصحاب اجلنة الذين أقروا و اعرتفواك بعدما شاهدوا ما شاهدوه .

    ( 34 إ ن ل ل م ت ق ين ع ن د ر ب ه م ج ن ات الن ع يم )

  • 18

    .. يقال لبست الصوف اتقاء للربد أو لبست قبعة اتقاء حلر التقوى من اتقاء و مصدرها ) وقى ( أي محى بالصد أو املنع أو العزل : ) المتقين ( تقاء غضبه و سخطه و عقابه و عذابه .. و مبا أن اهلل سبحانه و تعاىل غري مرئي أو جمسم لنا فال الشمس الالهبة مثال و هكذا .. و تقوى اهلل يعين االكريم بعد لتقوى هي رابع أمر إلهي في القرآنو ا.. املتجلي يف ذكره احلكيم و كتابه العزيز يبقى سوى معرفة أوامره و نواهيه ) أي سبحانه (

    حتقق ى بعد .. الحظ هنا الدقة القرآنية و اإلعجاز البالغي املنطقي حيث جاءت التقو القراءة و الصالة و التسبيح فيكون .. اقرأ صلي سبح اتق ، ل فهمها و وعيها القراءة و الصالة و القبول بالقانون اإلهلي الرباين و تطبيقه فال معىن للتقوى دون معرفة هذه الشروط الثالثة و تطبيقها أو على األق

    ية منه اق الصوفية أو السميكة مثال للو فال معىن مثال ألن أتقي الربد إن مل أعرف الربد و أدرك تأثريه يف جسم اإلنسان و وقت حدوثه و توفر الثياب . فالواضح أن ) أصحاب اجلنة ( كانوا يعرفون اهلل و قارئون ؟؟!! و كيف أتقي عقاب الدولة إن مل أعرف بوجودها و أقرأ قوانينها و دساتريها ؟؟!!

    . فافهم ..مل يتقوه مهلكن) لوال تسبحون ( فهم عرفوا ذلك ملا قال أوسطهم هلم و إالألوامره و عارفني بسبحانه

    ر م ين ) ل م ين ك ال م ج ع ل ال م س ( 35 أ ف ن ج و ال جمال إلنكارها احلقائق البدهية اليت ال شك فيها الدالئل و .. يقال يف : من أسلم و مصدره سل م أي صد ق و أقـ ر و انقاد ) المسلمين (

    . و هو ذو وجهني .. إرادي .. و سل م فالن باألمر أي اعرتف و اقر و قبل به ن الغرب